ج9 كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد
سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها قال قولوا إن شاء الله فقال القوم إن شاء الله
رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا والبزار وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم من رواية محمد بن مهاجر عن الضحاك المغافري عن سليمان بن موسى عنه ورواه ابن أبي الدنيا أيضا مختصرا قال عن محمد بن مهاجر الأنصاري حدثني سليمان بن موسى كذا في أصول معتمدة لم يذكر فيه الضحاك وقال البزار لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا أسامة ولا نعلم له طريقا عن أسامة إلا هذه الطريق ولا نعلم رواه عن الضحاك إلا هذا الرجل محمد بن مهاجر
قال الحافظ عبد العظيم محمد بن مهاجر وهو الأنصاري ثقة احتج به مسلم وغيره والضحاك لم يخرج له من أصحاب الكتب الستة أحد غير ابن ماجه ولم أقف فيه على جرح ولا تعديل لغير ابن حبان بل هو في عداد المجهولين وسليمان بن موسى هو الأشدق يأتي ذكره
فصل في خيام الجنة وغرفها وغير ذلك
5655 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا
رواه البخاري ومسلم والترمذي إلا أنه قال عرضها ستون ميلا وهو رواية لهما
5656 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها من كل باب تحفة وهدية وكرامة لم تكن قبل ذلك لا مرحات ولا دفرات ولا سخرات ولا طماحات حور عين كأنهن بيض مكنون رواه ابن أبي الدنيا من رواية جابر الجعفي موقوفا
وعن ابن عباس رضي الله عنهما حور مقصورات في الخيام الرحم 27 قال الخيمة من درة مجوفة طولها فرسخ ولها ألف باب من ذهب حولها سرادق دوره خمسون فرسخا يدخل عليه من كل باب منها ملك بهدية من عند الله عز و جل
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
وفي رواية له وللبيهقي الخيمة درة مجوفة فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب وإسناد هذه أصح
5658 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها
فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام
رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرطهما ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعري إلا أنه قال أعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام
5659 - وروي عن عمران بن حصين و أبي هريرة رضي الله عنهم قالا سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قوله تعالى ومساكن طيبة في جنات عدن التوبة 27
قال قصر في الجنة من لؤلؤة فيها سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا من كل لون على كل فراش امرأة في كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة سبعون لونا من طعام في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة يعطى للمؤمن من القوة ما يأتي على ذلك كله في غداة واحدة
رواه الطبراني والبيهقي بنحوه
فصل في أنهار الجنة 5660 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج
رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح
5661 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز و جل
إنا أعطي الكوثر الكوثر 1 قال هو نهر في الجنة عمقه سبعون ألف فرسخ ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل شاطئاه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت خص الله به نبيه صلى الله عليه و سلم قبل الأنبياء
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5662 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت ما هذا يا جبريل قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر
رواه البخاري
5663 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهار الجنة تخرج من تحت تلال أو من تحت جبال المسك
رواه ابن حبان في صحيحه
5664 - وعن سماك أنه لقي عبد الله بن عباس بالمدينة بعد ما كف بصره فقال يا بن عباس ما أرض الجنة قال مرمرة بيضاء من فضة كأنها مرآة قلت ما نورها قال ما رأيت الساعة التي يكون فيها طلوع الشمس فذلك نورها إلا أنه ليس فيها شمس ولا زمهرير قال قلت فما أنهارها أفي أخدود قال لا ولكنها تجري على أرض الجنة مستكفة لا تفيض ههنا ولا ههنا قال الله لها كوني فكانت قلت فما حلل الجنة قال فيها شجرة فيها ثمر كأنه الرمان فإذا أراد ولي الله منها كسوة انحدرت إليه من غصنها فانفلقت له عن سبعين حلة ألوانا بعد ألوان ثم تنطبق فترجع كما كانت
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد حسن
5665 - وروي عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في الجنة بحر للماء وبحر للبن وبحر للعسل وبحر للخمر ثم تشقق الأنهار منها بعد
رواه البيهقي
5666 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لعلكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض إحدى حافتيها اللؤلؤ والأخرى الياقوت وطينه المسك الأذفر قال قلت ما الأذفر قال الذي لا خلط له
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا ورواه غيره مرفوعا والموقوف أشبه بالصواب
5667 - وروي عن ة أنس رضي الله عنه أيضا قال
نضاختان الرحمن 66 بالمسك والعنبر ينضخان على دور الجنة كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا
رواه ابن أبي شيبة موقوفا
5668 - وعنه رضي الله عنه قال سئل رسول الله ما الكوثر قال ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر قال عمران إن هذه لناعمة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكلتها أنعم منها
رواه الترمذي وقال حديث حسن
الجزر بضم الجيم والزاي جمع جزور وهو البعير
فصل في شجر الجنة وثمارها 5669 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها إن شئتم فاقرؤوا وظل ممدود وماء مسكوب الواقعة 03 13
رواه البخاري والترمذي
5670 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام لا يقطعها
رواه البخاري ومسلم والترمذي وزاد وذلك الظل الممدود
5671 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكر سدرة المنتهى فقال يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة أو يستظل بها مائة راكب شك يحيى فيها فراش الذهب كأن ثمارها القلال
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب
الفنن بفتح الفاء والنون هو الغصن
5672 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام في كل نواحيها فيخرج أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها قال فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام وقد صححها ابن خزيمة والحاكم وحسنها الترمذي
5673 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اقرؤوا إن شئتم وظل ممدود الواقعة 03 وموضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها واقرؤوا إن شئتم فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز آل عمران 581
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وروى البخاري ومسلم بعضه
5674 - وعن عتبة بن عبد رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما حوضك الذي تحدث عنه فذكر الحديث إلى أن قال فقال الأعرابي يا رسول الله فيها فاكهة قال نعم وفيها شجرة تدعى طوبى هي تطابق الفردوس فقال أي شجر أرضنا تشبه قال ليس تشبه شيئا من شجر أرضك ولكن أتيت الشام قال لا يا رسول الله
قال فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد ثم ينتشر أعلاها قال فما عظم أهلها قال لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك لما قطعتها حتى تنكسر ترقوتها هرما قال فيها عنب قال نعم قال فما عظم العنقود منها قال مسيرة شهر للغراب الأبقع لا يقع ولا ينثني ولا يفتر قال فما عظم الحبة منه قال هل ذبح
أبوك تيسا من غنمه عظيما فسلخ إهابه فأعطاه أمك فقال ادبغي هذا ثم افري لنا منه ذنوبا يروي ماشيتنا قال نعم قال فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي فقال النبي صلى الله عليه و سلم وعامة عشيرتك
رواه الطبراني في الكبير والأوسط واللفظ له والبيهقي بنحوه وابن حبان في صحيحه بذكر الشجرة في موضع والعنب في آخر ورواه أحمد باختصار
قوله افري لنا منه ذنوبا أي شقي واصنعي
والذنوب بفتح الذال المعجمة هو الدلو وقيل لا تسمى ذنوبا إلا إذا كانت ملأى أو دون الملأى
5675 - وعن عبد الله بن أبي الهديل قال كنا مع عبد الله يعني ابن مسعود بالشام أو بعمان فتذاكروا الجنة فقال إن العنقود من عناقيدها من ههنا إلى صنعاء
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5675 - وعن عبد الله بن أبي الهديل قال كنا مع عبد الله يعني ابن مسعود بالشام أو بعمان فتذاكروا الجنة فقال إن العنقود من عناقيدها من ههنا إلى صنعاء
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5676 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال عرضت علي الجنة فذهبت أتناول منها قطفا أريكموه فحيل بيني وبينه فقال رجل يا رسول الله ما ماء الحبة من العنب قال كأعظم دلو فرت أمك قط
رواه أبو يعلى بإسناد حسن
5676 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال عرضت علي الجنة فذهبت أتناول منها قطفا أريكموه فحيل بيني وبينه فقال رجل يا رسول الله ما ماء الحبة من العنب قال كأعظم دلو فرت أمك قط
رواه أبو يعلى بإسناد حسن
5678 - وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال نزلنا الصفاح فإذا رجل نائم تحت شجرة قد كادت الشمس تبلغه قال فقلت للغلام انطلق بهذا النطع فأظله قال فانطلق فأظله فلما استيقظ فإذا هو سلمان رضي الله عنه فأتيته أسلم عليه فقال يا جرير تواضع لله فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة يا جرير هل تدري ما الظلمات يوم القيامة قلت لا أدري قال ظلم الناس بينهم ثم أخذ عويدا لا أكاد أراه بين أصبعيه فقال يا جرير لو طلبت في الجنة مثل هذا لم تجده قلت يا أبا عبد الله فأين النخل والشجر قال أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاه التمر
رواه البيهقي بإسناد حسن
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه في قوله وذللت قطوفها تذليلا الإنسان 41 قال إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين
رواه البيهقي وغيره موقوفا بإسناد حسن
5680 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة شجرة جذوعها من ذهب وفروعها من زبرجد ولؤلؤ فتهب لها ريح فتصطفق فما سمع السامعون بصوت شيء قط ألذ منه
رواه أبو نعيم في صفة الجنة
5681 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال نخل الجنة جذوعها من زمرد خضر وكربها ذهب أحمر وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد ليس فيها عجم
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد جيد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
الكرب بفتح الكاف والراء بعدهما باء موحدة هو أصول السعف الغلاظ العراض
5682 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال له رجل يا رسول الله ما طوبى قال شجرة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها
رواه ابن حبان في صحيحه من طريق دراج عن أبي الهيثم
فصل في أكل أهل الجنة وشربهم وغير ذلك 5683 - عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك يلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس
رواه مسلم وأبو داود
5684 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الشراب من شراب الجنة فيجيء الإبريق فيقع في يده فيشرب ثم يعود إلى مكانه
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد جيد
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال نعم والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع قال فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى قال تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه
رواه أحمد والنسائي ورواته محتج بهم في الصحيح
5686 - والطبراني بإسناد صحيح ولفظه في إحدى رواياته قال بينا نحن عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ أقبل رجل من اليهود يقال له ثعلبة بن الحارث فقال السلام عليك يا محمد فقال وعليكم فقال له اليهودي تزعم أن في الجنة طعاما وشرابا وأزواجا فقال النبي صلى الله عليه و سلم نعم تؤمن بشجرة المسك قال نعم
قال وتجدها في كتابكم قال نعم
قال فإن البول والجنابة عرق يسيل من تحت ذوائبهم إلى أقدامهم مسك
5687 - ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم ولفظهما أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل من اليهود فقال يا أبا القاسم ألست تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ويقول لأصحابه إن أقر لي بهذا خصمته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بلى والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع فقال له اليهودي فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر
ولفظ النسائي نحو هذا
5688 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه قال إن أسفل أهل الجنة أجمعين من يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم مع كل خادم صحفتان واحدة من فضة وواحدة من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى مثلها يأكل من آخره كما يأكل من أوله يجد لآخره من اللذة والطعم ما لا يجد لأوله ثم يكون فوق ذلك رشح مسك وجشاء مسك لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون
رواه ابن أبي الدنيا واللفظ له والطبراني ورواته ثقات
5689 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أدنى أهل الجنة
منزلة إن له لسبع درجات وهو على السادسة وفوقه السابعة إن له لثلاثمائة خادم ويغذى عليه كل يوم ويراح بثلاثمائة صحفة ولا أعلمه إلا قال من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره ومن الأشربة ثلاثمائة إناء في كل إناء لون ليس في الآخر وإنه ليلذ أوله كما يلذ آخره وإنه ليقول يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء
الحديث رواه أحمد عن شهر عنه
5690 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة فقال أبو بكر يا رسول الله إن هذه لطير ناعمة فقال أكلتها أنعم منها قالها ثلاثا وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها
رواه أحمد بإسناد جيد والترمذي وقال حديث حسن ولفظه قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم ما الكوثر قال ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر قال عمران هذه لناعمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أكلتها أنعم منها
البخت بضم الموحدة وإسكان الخاء المعجمة هي الإبل الخراسانية
5691 - وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيجيء مشويا بين يديك
رواه ابن أبي الدنيا والبزار والبيهقي
5692 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الطير من طيور الجنة فيقع في يده منفلقا نضجا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5693 - وروي عن ميمونة رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول إن الرجل ليشتهي الطير في الجنة فيجيء مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمسه نار
فيأكل منه حتى يشبع ثم يطير
رواه ابن أبي الدنيا
5694 - وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في
الجنة طائرا له سبعون ألف ريشة يجيء فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة فينتفض فيقع من كل ريشة لون أبيض من الثلج وألين من الزبد وألذ من الشهد ليس منها لون يشبه صاحبه ثم يطير
رواه ابن أبي الدنيا وقد حسن الترمذي إسناده لغير هذا المتن
5695 - وعن سليم بن عامر رضي الله عنه قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقولون إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم قال أقبل أعرابي يوما فقال يا رسول الله ذكر الله عز و جل في الجنة شجرة مؤذية وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وما هي قال السدر فإن له شوكا مؤذيا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أليس الله يقول في سدر مخضود الواقعة 82 خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة فإنها لتنبت ثمرا تفتق الثمرة منها عن اثنين وسبعين لونا من طعام ما فيها لون يشبه الآخر
رواه ابن أبي الدنيا وإسناده حسن ورواه أيضا عن سليم بن عامر عن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
5696 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الرمانة من رمان الجنة يجتمع حولها بشر كثير يأكلون منها فإن جرى على ذكر أحدهم شيء يريده وجده في موضع يده حيث يأكل
رواه ابن أبي الدنيا
وروي بإسناده أيضا عنه قال إن التمرة من تمر الجنة طولها اثنا عشر ذراعا ليس لها عجم
فصل في ثيابهم وحللهم 5697 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
رواه مسلم
5698 - وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوء القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين على كل زوجة سبعون حلة
يرى مخ سوقهما من وراء لحومهما وحللهما كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء
رواه الطبراني بإسناد صحيح والبيهقي بإسناد حسن وتقدم حديث أبي هريرة المتفق عليه بنحوه
5699 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى فتفتح له أكمامها فيأخذ من أي ذلك شاء إن شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن شاء أخضر وإن شاء أصفر وإن شاء أسود مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن
رواه ابن أبي الدنيا
5700 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الرجل ليتكىء في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها من أنت فتقول أنا من المزيد وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوبى فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وإن عليها من التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب
رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم وابن حبان في صحيحه من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم
وروى الترمذي منه ذكر التيجان فقط من رواية رشدين عن عمرو بن الحارث وقال لا نعرفه إلا من حديث رشدين
5701 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال دار المؤمن في الجنة لؤلؤة فيها أربعون ألف دار فيها شجرة تنبت الحلل فيأخذ الرجل بأصبعيه وأشار بالسبابة والإبهام سبعين حلة متمنطقة باللؤلؤ والمرجان
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5702 - وعن شريح بن عبيد رضي الله عنه قال قال كعب لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة لبس اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم
رواه ابن أبي الدنيا ويأتي حديث أنس المرفوع ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما
بينهما ريحا ولأضاءت بينهما ولنصيفها يعني خمارها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
رواه البخاري ومسلم
فصل في فرش الجنة 5703 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى وفرش مرفوعة الواقعة 43 قال ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام
رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين يعني عن عمرو بن الحارث عن دراج
قال الحافظ قد رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهما من حديث ابن وهب أيضا عن عمرو بن الحارث عن دراج
5704 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الفرش المرفوعة فقال لو طرح فراش من أعلاها لهوى إلى قرارها مائة خريف
رواه الطبراني ورواه غيره موقوفا على أبي أمامة وهو أشبه بالصواب
5705 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله عز و جل بطائنها من إستبرق الرحمن 45
قال أخبرتم بالبطائن
فكيف بالظهائر رواه البيهقي موقوفا بإسناد حسن
فصل في وصف نساء أهل الجنة قال الحافظ تقدم حديث ابن عمر في أسفل أهل الجنة وفيه فينظر فإذا حوراء من الحور العين جالسة على سرير ملكها عليها سبعون حلة ليس منها حلة من لون صاحبتها فيرى مخ ساقها من وراء اللحم والدم والعظم والكسوة فوق ذلك فينظر إليها فيقول من أنت فتقول أنا من الحور العين من اللاتي خبئن لك فينظر إليها أربعين سنة لا يصرف
بصره عنها ثم يرفع بصره إلى الغرفة فإذا أخرى أجمل منها فتقول ما آن لك أن يكون لنا منك نصيب فيرتقي إليها أربعين سنة لا يصرف بصره عنها الحديث
5706 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أدنى أهل الجنة منزلة إن له لسبع درجات وهو على السادسة وفوقه السابعة وإن له لثلاثمائة خادم ويغدى عليه كل يوم ويراح بثلاثمائة صحفة ولا أعلمه إلا قال من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى وإنه ليلذ أوله كم يلذ آخره وإنه ليقول يا رب لو أذنت لي لأطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص مما عندي شيء وإن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدتها قدر ميل من الأرض
رواه أحمد عن شهر عنه
5707 - وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء وأربعة آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب يعانق كل واحدة منهن مقدار عمره في الدنيا
رواه البيهقي وفي إسناده راو لم يسم
5708 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قيده يعني سوطه من الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
رواه البخاري ومسلم والطبراني مختصرا بإسناد جيد إلا أنه قال ولتاجها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
النصيف الخمار
والقاب هو القدر وقال أبو معمر قاب القوس من مقبضه إلى رأسه
5709 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضوإ كوكب دري في السماء ولكل امرىء
منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب
رواه البخاري ومسلم
5710 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة حتى يرى مخها وذلك بأن الله عز و جل يقول كأنهن الياقوت والمرجان الرحمن 85 فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكا ثم استصفيته لأريته من ورائه
رواه ابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه والترمذي واللفظ له وقال وقد روي عن ابن مسعود ولم يرفعه وهو أصح
5711 - وعن سعيد بن عامر بن خريم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت لملأت الأرض ريح مسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر
الحديث رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن في المتابعات
5712 - وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حدثني جبريل عليه السلام قال يدخل الرجل على الحوراء فتستقبله بالمعانقة والمصافحة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فبأي بنان تعاطيه لو أن بعض بنانها بدا لغلب ضوؤه ضوء الشمس والقمر ولو أن طاقة من شعرها بدت لملأت ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها فبينا هو متكىء معها على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه فيظن أن الله عز و جل قد أشرف على خلقه فإذا حوراء تناديه يا ولي الله أما لنا فيك من دولة فيقول من أنت يا هذه فتقول أنا من اللواتي قال الله تبارك وتعالى ولدينا مزيد ق 53 فيتحول عندها فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع الأولى فبينا هو متكىء معها على أريكته وإذا حوراء أخرى تناديه يا ولي الله أما لنا فيك من دولة فيقول من أنت يا هذه فتقول أنا من اللواتي قال الله عز و جل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 71 فلا يزال يتحول من زوجة إلى زوجة
رواه الطبراني في الأوسط
5713 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله
كأنهن الياقوت والمرجان الرحمن 85 قال ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب وإنه ليكون عليها سبعون حلة ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك
رواه أحمد وابن حبان في صحيحه في حديث تقدم بنحوه والبيهقي بإسناد ابن حبان واللفظ له
5714 - وعن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في طائفة من أصحابه
فذكر حديث الصور بطوله إلى أن قال فأقول يا رب وعدتني الشفاعة فشفعني في أهل الجنة يدخلون الجنة فيقول الله قد شفعتك وأذنت لهم في دخول الجنة فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول والذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم فيدخل رجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشىء الله وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما الله في الدنيا يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ عليه سبعون زوجا من سندس وإستبرق ثم يضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت كبده لها مرآة وكبدها له مرآة فبينا هو عندها لا يملها ولا تمله ولا يأتيها مرة إلا وجدها عذراء ما يفتر ذكره ولا يشتكي قبلها فبينا هو كذلك إذ نودي إنا قد عرفنا أنك لا تمل ولا تمل إلا أنه لا مني ولا منية إلا أن لك أزواجا غيرها فيخرج فيأتيهن واحدة واحدة بعد كلما جاء واحدة قالت والله ما في الجنة شيء أحسن منك وما في الجنة شيء أحب إلي منك
الحديث
رواه أبو يعلى والبيهقي في آخر كتابه من رواية إسماعيل بن رافع بن أبي رافع انفرد به عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب
5715 - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت نصيفها لكانت الشمس عند حسنه مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والأرض
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أن حوراء بزقت في بحر لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها
رواه ابن أبي الدنيا عن شيخ من أهل البصرة لم يسمه عنه
5717 - وروي أيضا عن ابن عباس موقوفا قال لو أن امرأة من نساء أهل الجنة بصقت في سبعة أبحر لكانت تلك الأبحر أحلى من العسل
5718 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنا جلوسا مع كعب يوما فقال لو أن يدا من الحور من السماء ببياضها وخواتيمها دليت لأضاءت لها الأرض كما تضيء الشمس لأهل الدنيا ثم قال إنما قلت يدها فكيف بالوجه بياضه وحسنه وجماله وتاجه وياقوته ولؤلؤه وزبرجده رواه ابن أبي الدنيا وفي إسناده عبيد الله بن زحر
5719 - وروي عن عكرمة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الحور العين لأكثر عددا منكن يدعون لأزواجهن يقلن اللهم أعنه على دينك بعزتك وأقبل بقلبه على طاعتك وبلغه إلينا بقربك يا أرحم الراحمين
رواه ابن أبي الدنيا مرسلا
5720 - وروي عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز و جل حور عين الواقعة 22 قال حور بيض عين ضخام شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر
قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز و جل كأنهن الياقوت والمرجان الرحمن 85 قال صفاؤهن كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لا تمسه الأيدي قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز و جل فيهن خيرات حسان الرحمن 07 قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه
قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز و جل كأنهن بيض مكنون الصافات 94 قال رقتهن كرقة الجلد الذي في داخل البيضة مما يلي القشر
قلت يا رسول الله فأخبرني عن قول الله عز و جل عربا أترابا الواقعة 73 قال هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذراى عربا متعشقات متحببات أترابا على ميلاد واحد
قلت يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين قال نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة
قلت يا رسول الله وبم ذاك قال بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز و جل ألبس الله عز و جل وجوههن
النور وأجسادهن الحرير بيض الألوان خضر الثياب صفر الحلي مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدا ألا نحن الناعمات فلا نبأس أبدا ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا طوبى لمن كنا له وكان لنا قلت يا رسول الله المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها منهم قال يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول أي رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الدنيا فزوجنيه يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وهذا لفظه
فصل في غناء الحور العين 5721 - وروي عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة لمجتمعا للحور العين يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق بمثلها يقلن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له
رواه الترمذي وقال حديث غريب والبيهقي
5722 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من عبد يدخل الجنة إلا عند رأسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيان بأحسن صوت سمعه الإنس والجن وليس بمزامير الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه
رواه الطبراني والبيهقي
5723 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات سمعها أحد قط إن مما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرون بقرة أعيان وإن مما يغنين به نحن الخالدات فلا نمتنه نحن الآمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا نظعنه
رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورواتهما رواة الصحيح
5724 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الحور في الجنة
يغنين يقلن نحن الحور الحسان هدينا لأزواج كرام
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ له وإسناده مقارب ورواه البيهقي عن ابن لأنس بن مالك لم يسمه عن أنس
5725 - وروي عن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يزوج كل رجل من أهل الجنة أربعة آلاف بكر وثمانية آلاف أيم ومائة حوراء فيجتمعن في كل سبعة أيام فيقلن بأصوات حسان لم يسمع الخلائق بمثلهن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط ونحن المقيمات فلا نظعن طوبى لمن كان لنا وكنا له
رواه أبو نعيم في صفة الجنة
5726 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن في الجنة نهرا طول الجنة حافتاه العذارى قيام متقابلات يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق حتى ما يرون أن في الجنة لذة مثلها قلنا يا أبا هريرة وما ذاك الغناء قال إن شاء الله التسبيح والتحميد والتقديس وثناء على الرب عز و جل
رواه البيهقي موقوفا
فصل في سوق الجنة 5727 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوهم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فتقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا
رواه مسلم
5728 - وعن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة قال سعيد أو فيها سوق قال نعم أخبرني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون الله ويبرز لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ويجلس أدناهم وما فيهم دنيء على كثبان المسك والكافور ما يرون أن
أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلسا قال أبو هريرة قلت يا رسول الله هل نرى ربنا قال نعم هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر قلنا لا قال كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم عز و جل ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة حتى إنه ليقول للرجل منكم ألا تذكر يا فلان يوم عملت كذا وكذا يذكره بعض غدراته في الدنيا فيقول يا رب أفلم تغفر لي فيقول بلى فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه فبينما هم كذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط ثم يقول ربنا تبارك وتعالى قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم قال فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب قال فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيه شيء ولا يشترى وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا قال فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من دونه وما فيهم دنيء فيروعه ما يرى عليه من اللباس فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها قال ثم ننصرف إلى منازلنا فتتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه فيقول إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز و جل وبحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا
رواه الترمذية وابن ماجه كلاهما من رواية عبد الحميد بن حبيب ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
قال الحافظ وعبد الحميد هو كاتب الأوزاعي مختلف فيه كما سيأتي وبقية رواة الإسناد ثقات وقد رواه ابن أبي الدنيا عن هقل بن زياد كاتب الأوزاعي أيضا واسمه محمد وقيل عبد الله وهو ثقة ثبت احتج به مسلم وغيره عن الأوزاعي قال نبئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة فذكر الحديث
5729 - وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها
رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث غريب
وتقدم في عقوق الوالدين حديث جابر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وفيه وإن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى ليس فيها إلا الصور فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها
رواه الطبراني في الأوسط
5730 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال يقول أهل الجنة انطلقوا إلى السوق فينطلقون إلى كثبان المسك فإذا رجعوا إلى أزواجهم قالوا إنا لنجد لكن ريحا ما كانت لكن قال فيقلن ولقد رجعتم بريح ما كانت لكم إذ خرجتم من عندنا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد جيد
5731 - وعنه رضي الله عنه قال إن في الجنة لسوقا كثبان مسك يخرجون إليها ويجتمعون إليها فيبعث الله ريحا فيدخلها بيوتهم فيقول لهم أهلوهم إذا رجعوا إليهم قد ازددتم حسنا بعدنا فيقولون لأهليهم قد ازددتم أيضا حسنا بعدنا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا أيضا والبيهقي
فصل في تزاورهم ومراكبهم 5732 - عن شفي بن ماتع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن من نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا والنجب وإنهم يؤتون في الجنة بخيل مسرجة ملجمة لا تروث ولا تبول فيركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله عز و جل فيأتيهم مثل السحابة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فيقولون امطري علينا فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم ثم يبعث الله ريحا غير مؤذية فتنسف كثبانا من مسك عن أيمانهم وعن شمائلهم فيأخذون ذلك المسك في نواصي خيولهم وفي معارفها وفي رؤوسهم ولكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه فيتعلق ذلك المسك في تلك الجمام وفي الخيل وفيما سوى ذلك من الثياب ثم يقبلون حتى ينتهوا إلى ما شاء الله فإذا المرأة تنادي بعض أولئك يا عبد الله أما لك فينا حاجة فيقول ما أنت ومن أنت فتقول أنا زوجتك وحبك فيقول ما كنت علمت بمكانك فتقول المرأة أو ما تعلم أن الله تعالى قال فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 71 فيقول بلى وربي
فلعله يشغل عنها بعد ذلك الموقف أربعين خريفا لا يلتفت ولا يعود وما يشغله عنها
إلا ما هو فيه من النعيم والكرامة
رواه ابن أبي الدنيا من رواية إسماعيل بن عياش
قال الحافظ وشفي ذكره البخاري وابن حبان في التابعين ولا تثبت له صحبة وقال أبو نعيم مختلف فيه فقيل له صحبة كذا والله أعلم
5733 - وروي عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعا فيتكىء هذا ويتكىء هذا فيقول أحدهما لصاحبه أتعلم متى غفر الله لنا فيقول صاحبه نعم يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا
رواه ابن أبي الدنيا والبزار
5734 - وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن أهل الجنة ليتزاورون على العيس الجون عليها رحال الميس ويثير مناسمها غبار المسك خطام أو زمام أحدها خير من الدنيا وما فيها
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
العيس إبل بيض في بياضها ظلمة خفية
والمناسم بالنون والسين المهملة جمع منسم وهو باطن خف البعير
5735 - وروي عن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت لا تروث ولا تبول لها أجنحة خطوها مد البصر فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاؤوا فيقول الذين أسفل منهم درجة يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة كلها قال فيقال لهم كانوا يصلون بالليل وكنتم تنامون وكانوا يصومون وكنتم تأكلون وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون
رواه ابن أبي الدنيا
5736 - وعن عبد الرحمن بن ساعدة رضي الله عنه قال كنت أحب الخيل فقلت يا رسول الله هل في الجنة خيل فقال إن أدخلك الله الجنة يا عبد الرحمن كان لك فيها فرس من ياقوت له جناحان تطير بك حيث شئت
رواه الطبراني ورواته ثقات
5737 - وعن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله هل في الجنة من خيل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله أدخلك الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها
على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت إلا كان قال وسأله رجل فقال يا رسول الله هل في الجنة من إبل قال فلم يقل له ما قال لصاحبه قال إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك
رواه الترمذي من طريق المسعودي عن علقمة عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي صلى الله عليه و سلم قال نحوه بمعناه وهذا أصح من حديث المسعودي يعني المرسل
5738 - وروي عن أبي أيوب رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم أعرابي فقال يا رسول الله إني أحب الخيل أفي الجنة خيل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن دخلت الجنة أوتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحملت عليه ثم طار بك حيث شئت
رواه الترمذي ويأتي حديث محمد بن الحسين في الفصل بعده إن شاء الله
فصل في زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى 5739 - وروي عن علي رضي الله عنه قال إذا سكن أهل الجنة الجنة أتاهم ملك فيقول إن الله يأمركم أن تزوروه فيجتمعون فيأمر الله تعالى داود عليه الصلاة و السلام فيرفع صوته بالتسبيح والتهليل ثم توضع مائدة الخلد
قالوا يا رسول الله وما مائدة الخلد قال زاوية من زواياها أوسع مما بين المشرق والمغرب فيطعمون ثم يسقون ثم يكسون فيقولون لم يبق إلا النظر في وجه ربنا عز و جل فيتجلى لهم فيخرون سجدا فيقال لستم في دار عمل إنما أنتم في دار جزاء
رواه أبو نعيم في صفة الجنة
5740 - وعن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن صيفي اليمامي قال سأله عبد العزيز بن مروان عن وفد أهل الجنة قال إنهم يفدون إلى الله سبحانه كل يوم خميس فتوضع لهم أسرة كل إنسان منهم أعرف بسريره منك بسريرك هذا الذي أنت عليه فإذا قعدوا عليه وأخذ القوم مجالسهم
قال تبارك وتعالى أطعموا عبادي وخلقي وجيراني ووفدي فيطعمون ثم يقول اسقوهم
قال فيؤتون بآنية من ألوان شتى مختمة فيشربون
منها ثم يقول عبادي وخلقي وجيراني ووفدي قد طعموا وشربوا فكهوهم فتجيء ثمرات شجر مدلى فيأكلون منها ما شاؤوا ثم يقول عبادي وخلقي وجيراني ووفدي قد طعموا وشربوا وفكهوا اكسوهم فتجيء ثمرات شجر أخضر وأصفر وأحمر وكل لون لم تنبت إلا الحلل فينشر عليهم حللا وقمصا ثم يقول عبادي وجيراني ووفدي قد طعموا وشربوا وفكهوا وكسوا طيبوهم فيتناثر عليهم المسك مثل رذاذ المطر ثم يقول عبادي وخلقي وجيراني ووفدي قد طعموا وشربوا وفكهوا وطيبوا لأتجلين عليهم حتى ينظروا إلي فإذا تجلى لهم فنظروا إليه نضرت وجوههم ثم يقال ارجعوا إلى منازلكم فتقول لهم أزواجهم خرجتم من عندنا على صورة ورجعتم على غيرها فيقولون ذلك أن الله جل ثناؤه تجلى لنا فنظرنا إليه فنضرت وجوهنا
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
5741 - وروي عن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى لو يسخر الراكب الجواد يسير في ظلها لسار فيه مائة عام ورقها برود خضر وزهرها رياط صفر وأفنانها سندس وإستبرق وثمرها حلل وصمغها زنجبيل وعسل وبطحاؤها ياقوت أحمر وزمرد أخضر وترابها مسك وعنبر وكافور أصفر وحشيشها زعفران مونع والألنجوج يتأججان من غير وقود يتفجر من أصلها السلسبيل والمعين والرحيق وأصلها مجلس من مجالس أهل الجنة يألفونه ومتحدث يجمعهم فبينا هم يوما في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم الملائكة يقودون نجبا جبلت من الياقوت ثم نفخ فيها الروح مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة وحسنا وبرها خز أحمر ومرعزي أبيض مختلطان لم ينظر الناظرون إلى مثلها حسنا وبهاء ذلل من غير مهابة نجب من غير رياضة عليها رحائل ألواحها من الدر والياقوت مفضضة باللؤلؤ والمرجان صفائحها من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري والأرجوان فأناخوا لهم تلك النجائب ثم قالوا لهم إن ربكم يقرئكم السلام ويستزيركم لتنظروا إليه وينظر إليكم وتكلمونه ويكلمكم وتحيونه ويحييكم ويزيدكم من فضله ومن سعته إنه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم فيتحول كل رجل منهم على راحلته ثم ينطلقون صفا معتدلا لا يفوت شيء منه شيئا ولا تفوت أذن ناقة أذن صاحبتها ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة إلا أتحفتهم بثمرها وزحلت لهم عن طريقهم كراهية أن ينثلم صفهم أو تفرق بين الرجل ورفيقه فلما دفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى أسفر لهم عن وجهه الكريم وتجلى لهم في
عظمته العظيمة تحيتهم فيها السلام قالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك حق الجلال والإكرام فقال لهم ربهم إني أنا السلام ومني السلام ولي حق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي ورعوا عهدي وخافوني بالغيب وكانوا مني على كل حال مشفقين قالوا أما وعزتك وجلالك وعلو مكانك ما قدرناك حق قدرك ولا أدينا إليك كل حقك فائذن لنا بالسجود لك فقال لهم ربهم تبارك وتعالى إني قد وضعت عنكم مؤونة العبادة وأبحت لكم أبدانكم فطالما أنصبتم الأبدان وأعنيتم الوجوه فالآن أفضيتم إلى روحي ورحمتي وكرامتي فسلوني ما شئتم وتمنوا علي أعطكم أمانيكم فإني لن أجزيكم اليوم بقدر أعمالكم ولكن بقدر رحمتي وكرامتي وطولي وجلالي وعلو مكاني وعظمة شأني فما يزالون في الأماني والمواهب والعطايا حتى إن المقصر منهم ليتمنى مثل جميع الدنيا منذ يوم خلقها الله عز و جل إلى يوم أفناها قال ربهم لقد قصرتم في أمانييكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فقد أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم وزدتكم على ما قصرت عنه أمانيكم فانظروا إلى مواهب ربكم الذي وهب لكم فإذا بقباب في الرفيع الأعلى وغرف مبنية من الدر والمرجان أبوابها من ذهب وسررها من ياقوت وفرشها من سندس وإستبرق ومنابرها من نور يثور من أبوابها وأعراضها نور كشعاع الشمس مثل الكوكب الدري في النهار المضيء وإذا قصور شامخة في أعلى عليين من الياقوت يزهو نورها فلولا أنه سخر لالتمع الأبصار فما كان من تلك القصور من الياقوت الأبيض فهو مفروش بالحرير الأبيض وما كان منها من الياقوت الأحمر فهو مفروش بالعبقري الأحمر وما كان منها من الياقوت الأخضر فهو مفروش بالسندس الأخضر وما كان منها من الياقوت الأصفر فهو مفروش بالأرجوان الأصفر مموه بالزمرد الأخضر والذهب الأحمر والفضة البيضاء قواعدها وأركانها من الياقوت وشرفها قباب اللؤلؤ وبروجها غرف المرجان فلما انصرفوا إلى ما أعطاهم ربهم قربت لهم براذين من الياقوت الأبيض منفوخ فيها الروح يجنبها الولدان المخلدون وبيد كل وليد منهم حكمة برذون ولجمها وأعنتها من فضة بيضاء متطوقة بالدر والياقوت وسرجها سرر موضونة مفروشة بالسندس والإستبرق فانطلقت بهم تلك البراذين تزف بهم وتنظر رياض الجنة فلما انتهوا إلى منازلهم وجدوا فيها جميع ما تطول به ربهم عليهم مما سألوه وتمنوا وإذا على باب كل قصر من تلك القصور أربع جنان جنتان ذواتا أفنان وجنتان مدهامتان وفيهما عينان نضاختان وفيهما من كل فاكهة زوجان وحور
مقصورات في الخيام فلما تبوأوا منازلهم واستقر بهم قرارهم قال لهم ربهم هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا قالوا نعم رضينا فارض عنا قال برضاي عنكم حللتم داري ونظرتم إلى وجهي وصافحتكم ملائكتي فهنيئا هنيئا عطاء غير مجذوذ ليس فيه تنغيص ولا تصريد فعند ذلك قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب إن ربنا لغفور شكور
رواه ابن أبي الدنيا وأبو نعيم هكذا معضلا ورفعه منكر والله أعلم
الرياط بالياء المثناة تحت جمع ريطة وهي كل ملاءة تكون نسجا واحدا ليس لها لفقين وقيل ثوب لين رقيق حكاه ابن السكيت والظاهر أنه المراد في هذا الحديث
والألنجوج بفتح الهمزة واللام وإسكان النون وجيمين الأولى مضمومة هي عود البخور
تتأججان تتلهبان وزنه ومعناه
زحلت بزاي وحاء مهملة مفتوحتين معناه تنحت لهم عن الطريق
أنصبتم أي أتعبتم والنصب التعب
وأعنيتم هو من قوله تعالى وعنت الوجوه للحي القيوم طه 111 أي خضعت وذلت
والحكمة بفتح الحاء والكاف هي ما تقاد به الدابة كاللجام ونحوه
المجذوذ بجيم وذالين معجمتين هو المقطوع
والتصريد التقليل كأنه قال عطاء ليس بمقطوع ولا منغص ولا متملل
5742 - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال إن أهل الجنة لا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يمنون إنما نعيمهم الذي هم فيه مسك يتحدر من جلودهم كالجمان وعلى أبوابهم كثبان من مسك يزورون الله جل وعلا في الجمعة مرتين فيجلسون على كراسي من ذهب مكللة باللؤلؤ والياقوت والزبرجد ينظرون إلى الله عز و جل وينظر إليهم فإذا قاموا انقلب أحدهم إلى الغرفة من غرفة لها سبعون بابا مكللة بالياقوت والزبرجد
رواه ابن أبي الدنيا موقوفا
فصل في نظر أهل الجنة إلى ربهم تبارك وتعالى 5743 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذا
فذكر الحديث بطوله رواه البخاري ومسلم
5744 - وعن صهيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله عز و جل تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ثم تلا هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة يونس 62
رواه مسلم والترمذي والنسائي
5745 - وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنات عدن
رواه البخاري واللفظ له ومسلم والترمذي
5746 - وروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بينا أهل الجنة في مجلس لهم إذ سطع لهم نور على باب الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم فقال يا أهل الجنة سلوني فقالوا نسألك الرضا عنا
قال رضائي أحلكم داري وأنالكم كرامتي وهذا أوانها فسلوني قالوا نسألك الزيادة قال
فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر أزمتها من زمرد أخضر وياقوت أحمر فيحملون عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفيها فيأمر الله عز و جل بأشجار عليها الثمار فتجيء جوار من الحور العين وهن يقلن نحن الناعمات فلا نبأس ونحن الخالدات فلا نموت أزواج قوم مؤمنين كرام ويأمر الله عز و جل بكثبان من مسك أبيض أذفر فينثر عليهم ريحا يقال لها المثيرة حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة فتقول الملائكة يا ربنا قد جاء القوم فيقول مرحبا بالصادقين مرحبا بالطائعين
قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيتمتعون بنور الرحمن حتى لا ينظر بعضهم بعضا ثم يقول أرجعوهم إلى القصور بالتحف فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذلك قوله نزلا من غفور رحيم فصلت 23
رواه أبو نعيم والبيهقي واللفظ له وقال وقد مضى في هذا الكتاب يعني في كتاب البعث وفي كتاب الرؤية ما يؤكد ما روي في هذا الخبر انتهى
وهو عند ابن ماجه وابن أبي الدنيا مختصر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم فقال السلام عليكم يا أهل الجنة وهو قوله عز و جل سلام قولا من رب رحيم يس 85 فلا يلتفتون إلى شيء مما هم فيه من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم وتبقى فيهم بركته ونوره
هذا لفظ ابن ماجه والآخر بنحوه
5747 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني جبريل عليه السلام وفي يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقلت ما هذه يا جبريل قال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك تكون أنت الأول وتكون اليهود والنصارى من بعدك قال ما لنا فيها قال فيها خير لكم فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه أو ليس له يقسم إلا ادخر له ما هو أعظم منه أو تعوذ فيها من شر هو عليه مكتوب إلا أعاذه أو ليس عليه مكتوب إلا أعاذه من أعظم منه قلت ما هذه النكتة السوداء فيها قال هذه الساعة تقوم يوم الجمعة وهو سيد الأيام عندنا ونحن
ندعوه في الآخرة يوم المزيد قال قلت لم تدعونه يوم المزيد قال إن ربك عز و جل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من نور وجاء النبيون حتى يجلسوا عليها ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسوا على الكثيب فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه وهو يقول أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي هذا محل كرامتي فسلوني
فيسألونه الرضا فيقول الله عز و جل رضائي أحلكم داري وأنالكم كرامتي فسلوني فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة ثم يصعد الرب تبارك وتعالى على كرسيه فيصعد معه الشهداء والصديقون أحسبه قال ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم درة بيضاء لا فصم فيها ولا وصم أو ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء منها غرفها وأبوابها مطردة فيها أنهارها متدلية فيها ثمارها فيها أزواجها وخدمها فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه كرامة وليزدادوا فيه نظرا إلى وجهه تبارك وتعالى ولذلك دعي يوم المزيد
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط بإسنادين أحدهما جيد قوي وأبو يعلى مختصرا ورواته رواة الصحيح والبزار واللفظ له
الفصم بالفاء هو كسر الشيء من غير أن تفصله
والوصم بالواو الصدع والعيب
5748 - وروي عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاني جبريل فإذا كفه مرآة كأصفى المرايا وأحسنها وإذا في وسطها نكتة سوداء قال قلت يا جبريل ما هذه قال هذه الدنيا صفاؤها وحسنها
قال قلت وما هذه اللمعة السوداء في وسطها قال هذه الجمعة قال قلت وما الجمعة قال يوم من أيام ربك عظيم وسأخبرك بشرفه وفضله واسمه في الدنيا والآخرة أما شرفه وفضله واسمه في الدنيا فإن الله تبارك وتعالى جمع فيه أمر الخلق وأما ما يرجى فيه فإن فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم أو أمة مسلمة يسألان الله فيها خيرا إلا أعطاهما إياه وأما شرفه وفضله واسمه في الآخرة فإن الله تعالى إذا صير أهل الجنة إلى الجنة وأدخل أهل النار النار وجرت عليهم أيامها وساعاتها
ليس بها ليل ولا نهار إلا قد علم الله مقدار ذلك وساعاته فإذا كان يوم الجمعة في الحين الذي يبرز أو يخرج فيه أهل الجمعة إلى جمعتهم نادى مناد يا أهل الجنة اخرجوا إلى دار المزيد لا يعلم سعتها وعرضها وطولها إلا الله عز و جل فيخرجون في كثبان من المسك
قال حذيفة وإنه لهو أشد بياضا من دقيقكم هذا قال فيخرج غلمان الأنبياء بمنابر من نور ويخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت
قال فإذا وضعت لهم وأخذ القوم مجالسهم بعث الله تبارك وتعالى عليهم ريحا تدعى المثيرة تثير عليهم أثابير المسك الأبيض فتدخله من تحت ثيابهم وتخرجه في وجوههم وأشعارهم فتلك الريح أعلم كيف تصنع بذلك المسك من امرأة أحدكم لو دفع إليها كل طيب على وجه الأرض لكانت تلك الريح أعلم كيف تصنع بذلك المسك من تلك المرأة لو دفع إليها ذلك الطيب بإذن الله عز و جل
قال ثم يوحي الله سبحانه إلى حملة العرش فيوضع بين ظهراني الجنة وبينه وبينهم الحجب فيكون أول ما يسمعون منه أن يقول أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني وصدقوا رسلي واتبعوا أمري فسلوني فهذا يوم المزيد
قال فيجتمعون على كلمة واحدة رب رضينا عنك فارض عنا
قال فيرجع الله تعالى في قولهم أن يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم لما أسكنتكم جنتي فسلوني فهذا يوم المزيد
قال فيجتمعون على كلمة واحدة رب وجهك أرنا ننظر إليه
قال فيكشف الله تبارك وتعالى تلك الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره شيء لولا أنه قضى عليهم أن لا يحترقوا لاحترقوا مما غشيهم من نوره
قال ثم يقال لهم ارجعوا إلى منازلكم
قال فيرجعون إلى منازلهم وقد خفوا على أزواجهم وخفين عليهم مما غشيهم من نوره تبارك وتعالى فإذا صاروا إلى منازلهم تراد النور وأمكن حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليها
قال فتقول لهم أزواجهم لقد خرجتم من عندنا على صورة ورجعتم على غيرها قال فيقولون ذلك بأن الله تبارك وتعالى تجلى لنا فنظرنا منه إلى ما خفينا به عليكم
قال فلهم في كل سبعة أيام الضعف على ما كانوا
قال وذلك قوله عز و جل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 71 رواه البزار
5749 - وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم
وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة القيامة 22 32
رواه أحمد والترمذي وتقدم ورواه ابن أبي الدنيا مختصرا إلا أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أفضل أهل الجنة منزلة من ينظر إلى وجه الله تعالى كل يوم مرتين
5750 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله عز و جل يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا
رواه البخاري ومسلم والترمذي
فصل في أن أعلى ما يخطر على البال أو يجوزه العقل من حسن الصفات المتقدمة فالجنة وأهلها فوق ذلك
5751 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الله عز و جل أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرؤوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين السجدة 71
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه
5752 - وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال شهدت من رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ثم قال في آخر حديثه فيها ما لا عين رأت ولا أذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قرأ هاتين الآيتين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون السجدة 61 71
رواه مسلم
5753 - وعن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرف له ما بين خوافق السموات والأرض ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم
رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن غريب
5754 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون المؤم 1
5755 - وفي رواية خلق الله جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ثم نظر إليها فقال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل
رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسنادين أحدهما جيد ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس بنحوه وتقدم لفظه
5756 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
رواه الطبراني والبزار بإسناد صحيح
5757 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قيد سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا ومثلها معها ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها ولنصيف امرأة من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها قلت يا أبا هريرة ما النصيف قال الخمار
رواه أحمد بإسناد جيد والبخاري ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وقال لغدوة
ورواه الترمذي وصححه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها واقرؤوا إن شئتم فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور أو روحة في سبيل
الله خير مما تطلع عليه الشمس أو تغرب آل عمران 581
رواه الطبراني في الأوسط مختصرا بإسناد رواته رواة الصحيح ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لموضع سوط في الجنة خير مما بين السماء والأرض
وابن حبان في صحيحه ولفظه قال غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة اطلعت إلى الأرض من نساء أهل الجنة لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها
5758 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قده في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما فيها ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها يعني خمارها خير من الدنيا وما فيها
رواه البخاري ومسلم والترمذي وصححه واللفظ له
القاب هنا قيل هو القدر وقيل من مقبض القوس إلى سيته ولكل قوس قوبان
والقد بكسر القاف وتشديد الدال هو السوط ومعنى الحديث ولقدر قوس أحدكم أو قدر الموضع الذي يوضع فيه سوطه خير من الدنيا وما فيها
وقد رواه البزار مختصرا بإسناد حسن قال موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء
رواه البيهقي موقوفا بإسناد جيد
فصل في خلود أهل الجنة فيها وأهل النار فيها وما جاء في ذبح الموت 5760 - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثه إلى اليمن فلما قدم عليهم قال يا أيها الناس إني رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم إليكم يخبركم أن المرد إلى الله إلى جنة أو نار خلود بلا موت وإقامة بلا ظعن
رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد إلا أن فيه انقطاعا
وتقدم حديث أبي هريرة في بناء الجنة وفيه من يدخلها ينعم ولا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه وحديث ابن عمر أيضا بمثله
5761 - وعن أبي سعيد الخدري و أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا وذلك قول الله عز و جل ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون الأعراف 34
رواه مسلم والترمذي
5762 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي به مناد يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم ينادي مناد يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيذبح بين الجنة والنار ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ثم قرأ
وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون مريم 93 وأشار بيده إلى الدنيا
رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي ولفظه قال إذا كان يوم القيامة أتي بالموت كالكبش الأملح فيوقف بين الجنة والنار فيذبح وهم ينظرون فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة ولو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار
يشرئبون بشين معجمة ساكنة ثم راء ثم همزة مكسورة ثم باء موحدة مشددة أي يمدون أعناقهم لينظروا
5763 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا قالوا نعم هذا الموت
قال فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما خلود فيما يجدون لا موت فيها أبدا
روه ابن ماجه بإسناد جيد
5764 - وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ثم ينادي مناد يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا قال فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم ربنا هذا الموت ثم ينادي مناد يا أهل النار فيقولون لبيك ربنا قال فيقال لهم هل تعرفون هذا فيقولون نعم ربنا هذا الموت فيذبح كما تذبح الشاة فيأمن هؤلاء وينقطع رجاء هؤلاء
رواه أبو يعلى واللفظ له والطبراني والبزار وأسانيدهم صحاح
5765 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صار أهل الجنة
إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار فيذبح ثم ينادي مناد يا أهل الجنة لا موت يا أهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم وأهل النار حزنا إلى حزنهم
5766 - وفي رواية أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول يا أهل الجنة لا موت ويا أهل النار لا موت كل خالد فيما هو فيه رواه البخاري ومسلم ولنختم الكتاب بما ختم به البخاري رحمه الله كتابه وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم قال الحافظ زكي الدين عبد العظيم مملي هذا الكتاب رضي الله عنه وقد تم ما أرادنا الله به من هذا الإملاء المبارك ونستغفر الله سبحانه مما زل به اللسان أو داخله ذهول أو غلب عليه نسيان فإن كل مصنف مع التؤدة والتأني وإمعان النظر وطول الفكر قل أن ينفك عن شيء من ذلك فكيف بالمملى مع ضيق وقته وترادف همومه واشتغال باله وغربة وطنه وغيبة كتبه وقد اتفق إملاء عدة من الأبواب في أماكن كان الأليق بها أن تذكر في غيرها وسبب ذلك عدم استحضارها في تلك الأماكن ونذكرها في غيرها فأمليناه حسب ما اتفق وقدمنا فهرست الأبواب أول الكتاب لأجل ذلك وكذلك تقدم في هذا الإملاء أحاديث كثيرة جدا صحاح وعلى شرط الشيخين أو أحدهما ولكن لم ننبه على كثير من ذلك بل قلت غالبا إسناد جيد أو رواته ثقات أو رواة الصحيح أو نحو ذلك وإنما منع من النص على ذلك تجويز وجود علة لم تحضرني مع الإملاء وكذلك تقدم أحاديث كثيرة غريبة وشاذة متنا أو إسنادا لم أتعرض لذكر غرابتها وشذوذها والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به إنه ذو الطول الواسع العظيم