العبر في خبر من غبر-الإمام الذهبي
الجزء الأول
يتناول المؤلف في هذا الكتاب سرد الأحداث والوقائع التاريخية وذكر وفيات الأعيان، ورتبه على حسب الطبقات التاريخية؛ فيذكر في كل سنة ما حدث فيها بداية من السيرة النبوية ونهاية بسنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.
سنة سبع وثلاثين وقعة صفين
سنة ست وستين فيها كان الوباء العظيم بمصر
سنة خمس وتسعين فيها قلع الله الحجاج بن يوسف الثقفي الطائفي
سنة سبع عشرة ومائة فيها جاشت الترك بخراسان
سنة ثلاث وثلاثين ومائة فيها نازل طاغية الروم اليون بن قسطنطين ملطية
سنة تسع وأربعين ومائة فيها غزا الناس بلاد الروم وعليهم العباس بن محمد
سنة أربع وستين ومائة فيها أقبل ميخائيل البطريق وطازاد الأرمني
سنة تسع وسبعين ومائة فيها كانت فتنة الوليد بن طريف الشاري الخارجي
سنة إحدى وتسعين ومائة فيها توفي سلمة بن الفضل الأبرش
سنة ثلاث ومائتين فيها استوثقت الممالك للمأمون
سنة ست عشرة ومائتين فيها غزا المأمون فدخل الروم
سنة سبع وعشرين ومائتين فيها قدم على إمرة دمشق أبو المغيث الرافقي
سنة تسع وثلاثين ومائتين فيها غزا المسلمون وعليهم علي الأرمني
سنة ثلاث وخمسين ومائتين فيها توفي أحمد بن سعيد بن صخر
سنة تسع وستين ومائتين فيها ظفر المسلمون بمدينة الخبيث
سنة أربع وثمانين ومائتين
سنة سبع وتسعون ومائتين فيها توفي عبيد بن غنام بن حفص بن غياث
سنة تسع وثلاثمائة فيها أخذت الإسكندرية
سنة سبع عشرة وثلاثمائة
الجزء الأول
السنة الأولى من التاريخ الإسلامي
فيها هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
فقدمها يوم الاثنين ضحى لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول فنزل بها وبنى مسجدها وأقام بها ثلاثا.
وفيها توفي: البراء بن معرور أحد النقباء وأول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة.
وأبو أمامة أسعد بن زرارة بالذبحة.
وكان من سادة الأنصار ومن رؤسائهم الأبرار ومن بني مالك بن النجار.
سنة اثنتين كانت غزوة بدر يوم الجمعة سابع عشر من رمضان.
فاستشهد من المسلمين أربعة عشر وقتل من الكفار سبعون.
وفيها تزوج عثمان أم كلثوم بنت النبي صلى الله علية وسلم.
كانت وقعة أحد وفي يوم السبت حادي عشر شوال كانت وقعة أحد.
فاستشهد يومئذٍ حمزة عم النبي صلى الله علية وسلم ومصعب بن عمير العبدري وتتمة سبعين رجلًا رضي الله عنهم.
وفيها بئر معونة بعد أحد.
قال أنس: بعث رسول الله صلى الله علية وسلم سبعين رجلًا فقتلوا ببئر معونة.
سنة أربع في صفر كانت غزوة بئر معونة.
قال أنس: كانوا سبعين فقتلوا يومئذ.
قلت: منهم: المنذر بن عمرو الساعدي أميرهم ونافع بن بديل بن ورقاء وعامر بن فهيرة والحارث بن الصمة وحرام بن ملحان وعروة بن أسماء السلمي.
وقال غير أنس: كانوا أربعين وكان يقال لهم القراء فاستشهدوا ونزل فيهم قرآن ثم نسخ.
وفيها
وبعدها غزوة ذات الرقاع.
ولقي النبي صلى الله علية وسلم جمعًا من غطفان فلم يكن قتال.
سنة خمس غزوة الخندق في شوال غزوة الخندق.
وهي غزوة الأحزاب.
ولم يكن فيها إلا رمي بالنبل ومصابرة أكثر من عشرين يومًا.
وخرج للمبارزة عمرو بن عبد ود.
فبارزه علي رضي الله عنه وقتله.
وبعدها في عقبها غزوة بني قريظة.
ثم نزلوا بعد حصار خمسة وعشرين يومًا على حكم سعد.
فقتلت مقاتلتهم وكانوا ست مائة أو أزيد.
وسبيت ذراريهم.
وبعدها توفي سيد الأوس سعد بن معاذ من سهم أصابه يوم الأحزاب.
وفي شعبان تزوج النبي صلى الله علية وسلم بجويرية بنت الحارث.
وفيها على الصحيح غزوة بني المصطلق.
وتسمى غزوة المريسيع.
فهزمهم النبي صلى الله علية وسلم.
وأصاب يومئذٍ جويرية.
وفيها مرجعهم من هذه الغزاة كان حديث الإفك.
وقيل في سنة ست في ذي القعدة خرج النبي صلى الله علية وسلم في ألف وأربع مائة معتمرين حتى نزل الحديبية.
وبايع أصحابه تحت الشجرة.
وصالح قريشًا.
سنة سبع من الهجرة في صفر فتحت خيبر.
واصطفى النبي صلى الله عليه وسلم من السبي صفية بنت حيي بن أخطب وجعل عتقها صداقها.
واستشهد من المسلمين بخيبر بضعة عشر رجلًا.
وفي ذي القعدة كانت غزوة القضاء.
قضاها المسلمون عن عمرة الحديبية.
وفي رجوعهم بنى النبي صلى الله عليه وسلم بميمونة بنت الحارث بسرف في ذي الحجة.
ثم بعد أيام قدمت أم حبيبة بنت أبي سفيان من الحبشة.
ودخل النبي صلى الله عليه وسلم.
سنة ثمان من الهجرة وقعة مؤتة بقرب الكرك
في جمادى الأولى وقعة مؤتة بقرب الكرك.
فاستشهد أمراء الجيش ثلاثتهم: زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى الله علية وسلم ثم جعفر بن أبي طالب.
ثم عبد الله بن رواحة الخزرجي أحد النقباء ليلة العقبة.
وقتل أيضًا غير من سمي ثمانية أنفس.
ثم أخذ الراية خالد بن الوليد من غير إمرة فجال بها واستظهر على المشركين وتحيز بالمسلمين.
وهي أول مشاهدة في الإسلام.
وفي رمضان في أواخره أو وسطه فتح مكة.
وفي شوال وقعة حنين.
وكان النبي صلى الله علية وسلم في عشرة آلاف مقاتل أو أزيد.
فولى يومئذ المسلمين الأدبار وثبت النبي صلى الله علية وسلم في طائفة وتراجع المسلمون واستشهد يومئذٍ طائفة يسيرة.
ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم فحاصر حصن الطائف بضعًا وعشرين ليلة ونصب عليها المنجنيق ثم ترحل عنها.
وأسلموا في العام المقبل.
واستشهد على الطائف جماعة.
وفيها توفيت أم أمامة زينب ابنة النبي صلى الله علية وسلم وأكبر بناته.
سنة تسع من الهجرة
في رجب غزوة تبوك فسار النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى قبل خروجه على النجاشي رضي الله عنه صلاة الغائب.
وفي شعبان توفيت أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم زوجة عثمان.
وفيها قتل عروة بن مسعود الثقفي.
قتله قومه إذ دعاهم إلى الإسلام.
وبعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك توفي سهيل بن بيضاء الفهري.
أحد السابقين الأولين.
وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد.
وعبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين.
وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وألبسه قميصه إكرامًا له.
وفيه نزلت: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدًا}.
ومات قتلًا ملك الفرس شهر براز بن شيرويه.
قتله أمراء الدولة وملكوا عليهم بوران بنت كسرى.
سنة عشر من الهجرة سنة الوفود
وفي ربيع الأول توفي إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن سنة ونصف.
حجة الوداع وحج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الإسلام.
وحج معه من الصحابة مائة ألف أو يزيدون حتى حج من لم يره قبلها ولا بعدها ونالوا بذلك نصيبًا من الصحبة.
وفي ذي الحجة ظهر الأسود العنسي الدجال الذي ادعى النبوة وكان له شيطان يخبره بالمغيبات فضل به خلق واستولى على اليمن إلى أن قتل في صفر من العام الآتي.
سنة إحدى عشرة من الهجرة
توفي سيد البشر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم في وسط نهار يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول.
غسل وكفن يوم الثلاثاء.
ودخل الناس أفواجًا يصلون عليه ويخرجون.
ودفن ليلة الأربعاء.
بيعة أبي بكر الصديق بكرة يوم الثلاثاء
واستفحل أمره.
وسار المسلمون لحربه وعليهم خالد بن الوليد.
فكانوا ألفين وسبع مائة فالتقوا: طليحة الأسدي وعيينة بن حصن الفزاري وقرة بن هبيرة القشيري ببزاخة فاقتتلوا أشد قتال.
ثم هرب طليحة نحو الشام.
ثم حسن إسلامه وأسر خالد عيينة وقرة وبعث بهما إلى الصديق فحقن دمائهما.
وأتى خالد بمالك بن نويرة في رهط من بني حنظلة فضرب أعناقهم.
وكان خالد قد وجه ثابت بن أقرم الأنصاري وعكاشة بن محصن الأسدي فأخذوا ثقل طليحة وقتلوا رجلًا معه.
فساق خلفهم طليحة وأخوه سلمة فقتلا عكاشة وثابتًا.
وبعد النبي صلى الله علية وسلم بستة أشهر أو أقل توفيت ابنته أم الحسن فاطمة رضي الله عنها ولها أربع وعشرون سنة.
وفي تلك الأيام توفيت أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم ومولاته.
سنة اثنتي عشرة وقعة اليمامة
في ربيع الأول كانت وقعة اليمامة.
فقتل كبير القوم مسيلمة الكذاب.
وفتحت اليمامة صلحًا على يد خالد بعد أن استشهد من الصحابة أربع مائة وخمسون رجلًا.
وبعضهم يقول: استشهد من الصحابة ست مائة نفس.
وقال غير واحد: قتل من الصحابة وغيرهم ألف ومائة رجل.
قلت فمنهم: زيد بن الخطاب العدوي.
وكان أسن من عمر.
وأسلم قبله.
وكان مفرط الطول وأسمر.
وكانت معه راية المسلمين يومئذ فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو حتى قتل.
ووجد عليه عمر.
وكان يقول: أسلم قبلي واستشهد قبلي وكان يقول: ما هبت الصبا إلا وأنا أجد ريح زيد.
ومنهم أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.
وسالم مولاه.
وكانا بدريين.
وكان سالم مولى أبي حذيفة من قراء الصحابة الأعيان.
ومنهم ثابت بن قيس بن شماس.
وأبو دجانة سماك بن خرشة الساعدي.
والطفيل بن عمرو الدوسي.
وشجاع بن وهب الأسدي والحكم بن سعيد بن العاص الأموي.
وبشير بن سعد الأنصاري أبو النعمان.
وعباد بن بشر.
وقد سمى خليفة بن خياط طائفة ممن استشهد يوم اليمامة.
ثم قال: فجميع من استشهد من
وفي ذي الحجة توفي صهر النبي صلى الله عليه وسلم على زينب أبو العاص بن الربيع العبشمي وهو ابن أخت خديجة هالة بنت خويلد بن أسد.
سنة ثلاث عشرة من الهجرة
في أولها جهز أبو بكر الصديق البعوث إلى الشام وأمر على الجيش جماعة: عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة.
وبعث إلى العراق خالد بن الوليد فافتتح الأبلة وأغار على السواد وحاصر عين التمر وأوطأ الفرس ذلًاوهوانا.
ثم خرق البرية إلى الشام.
واجتمع المسلمون فكانت وقعة أجنادين بين الرملة وبيت جبرين في جمادى الأولى.
واستشهد يومئذ طائفة من الصحابة.
ثم كان النصر ولله الحمد وكانت ملحمة عظيمة.
وفاة الصديق رضي الله عنه وتوفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه لثمان بقين من ذي القعدة عن ثلاث وستين سنة.
وعاش بعده أبوه أبو قحافة أشهرًا.
خلافة عمر بنص من أبي بكر
وولي الخلافة عمر بنص من أبي بكر.
فلم يختلف عليه اثنان.
فوالله لو نص لهم النبي صلى الله عليه وسلم على علي بن أبي طالب كما تفتري الرافضة لما اختلف عليه اثنان أيضًا.
سنة أربع عشرة في رجب
فتحت دمشق صلحًا وعنوة ثم أمضيت صلحًا بعد أن حوصرت حصارًا طويلًا.
وفيها كانت وقعة جسر أبي عبيد.
واستشهد يومئذ طائفة منهم: أبو عبيد بن مسعود الثقفي وهو الذي نسب إليه الجسر وهو والد المختار الكذاب وكان من سادة الصحابة وهذه الوقعة عند نجران على مرحلتين من الكوفة.
وعن الشعبي قال: قتل أبو عبيد في ثمان مائة من المسلمين.
وفيها مصر البصرة عتبة بن غزوان وأمر ببناء مسجدها الأعظم.
وفيها وقعة مرج الصفر في أول السنة.
وكانت وقعة هائلة استشهد فيها جماعة.
وفيها وقيل في العام الماضي وقعة فحل بالشام.
وفيها فتحت بعلبك وحمص صلحًا.
وهرب هرقل عظيم الروم من أنطاكية إلى القسطنطينية.
وقعة اليرموك في رجب وكان المسلمون ثلاثين ألفًا والروم أزيد من مائة ألف قد سلسلوا أنفسهم الخمسة والستة في سلسلة لئلا يفروا.
فلما هزمهم الله كان الواحد يقع في وادي اليرموك فيقع من معه في السلسلة حتى ردموا الوادي واستوت حافتاه فيما قيل وداستهم الخيل.
واستشهد يومئذ طائفة منهم: عياش بن أبي ربيعة المخزومي وعكرمة ابن أبي جهل وعبد الرحمن بن العوام أخو الزبير وعامر بن أبي وقاص أخو سعد.
وفي شوال وقعة القادسية بالعراق.
وقيل كانت في أول سنة ست عشرة.
وأمير الناس بن أبي وقاص.
ورأس المجوس رستم ومعه الجالينوس وذو الحاجب.
وكان المسلمون أرجح من سبعة آلاف والمجوس ستين ألفًا أو أربعين ألفًا.
وكان معهم سبعون فيلًا.
فقتل رستم والجالينوس وذو الحاجب.
ثم حصرهم المسلمون في المدائن.
واستشهد عمرو بن أم مكتوم الأعمى المؤذن.
وفيها افتتحت الأردن كلها عنوة إلا طبرية فافتتحت صلحًا.
وفيها توفي سعد بن عبادة سيد الخزرج في حوران.
بال في بخش فمات لوقته فيقال إن الجن أصابته.
فيها افتتحت حلب وأنطاكية صلحًا.
وفيها مصر سعد الكوفة وأنشأها.
وفيها افتتحت الرها وسروج.
وفيها نزل عمر رضي الله عنه على بيت المقدس وأخذها بالأمان.
واستشهد بالقادسية أبو زيد الأنصاري القاري واسمه سعد بن عبيد وهو والد أمير حمص عمير بن سعد.
سنة سبع عشرة عام الرمادة قحط الناس بالحجاز.
واستسقى عمر بالعباس.
ثم خرج فيها إلى سرغ ورد منها للطاعون الذي بالشام.
وزاد في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم زيادة.
وفيها سار أمير البصرة أبو موسى الأشعري وافتتح الأهواز.
وفيها كانت وقعة جلولاء.
فجال المسلمون جولة وانهزموا ثم ثبتوا فكان الفتح وقتل من وكان بعضهم يسميها فتح الفتوح وسميت جلولاء لما تجللها من الشر.
وبلغت الغنائم ثمانية عشر ألف ألف وقيل ثلاثين ألف ألف.
وفيها تزوج عمر بأم كلثوم بنت فاطمة الزهراء.
وفيها توفي عتبة بن غزوان المازني أحد السابقين الأولين.
يقال أسلم سابع سبعة.
وهو الذي اختط البصرة.
سنة ثمان عشرة طاعون عمواس
وقع بناحية الأردن.
فاستشهد أبو عبيدة عامر ابن عبد الله بن الجراح الفهري أمين الأمة وأمير أمراء الشام.
ومن مناقبه أن أبا بكر أشار به وبعمر للخلافة يوم السقيفة.
واستشهد بالطاعون معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي وله ست وثلاثون سنة.
وكان من نجباء الصحابة.
ويزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي.
أسلم يوم فتح ثم كان من أفاضل الصحابة.
وهو أحد الأمراء الأربعة الذين استعملهم الصديق على غزو الشام.
ثم ولى دمشق لعمر.
وولي دمشق بعده أخوه معاوية.
واستشهد في الطاعون أبو جندل بن سهيل بن عمرو العامري الذي رده أبوه في قيوده يوم الحديبية.
وأبو عبد الرحمن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي أخو أبي جهل أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه.
وقيل استشهد باليرموك.
وفيها افتتحت حران ونصيبين وشميساط والموصل أكثرها على يد عياض بن غنم الفهري.
وفيها افتتحت السوس وجند يسابور وتستر.
سنة تسع عشرة فيها كانت وقعة بأرمينية أصيب فيها: صفوان بن المعطل الذكواني.
وقيل فيها توفي يزيد بن أبي سفيان.
وفيها فتحت تكريت.
وفيها توفي بخلف أبو المنذر أبي بن كعب الأنصاري سيد القرآء.
سنة عشرين فيها سار عمرو بن العاص من الشام
فافتتح بعض ديار مصر.
وفيها توفي أبو سعد عياض بن غنم الفهري أحد السابقين الأولين.
وكان نائب أبي عبيدة على الشام فأقره عمر.
وفيها توفي بلال الحبشي مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بداريا.
وأبو الهيثم بن التيهان الأنصاري أحد النقباء.
وأسيد بن حضير الأسلمي عقبي بدري.
وسعيد بن عامر بن حذيم الجمحي.
وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي وصلى عليه عمر.
وأم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية.
وفيها مات هرقل في الباطن مسلمًا.
سنة إحدى وعشرين فيها توفي سيف الله خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي.
أسلم في صفر سنة ثمان.
وشهد غزوة مؤتة وكان أميرًا شريفًا بطلًا شجاعًا مجاهدًا عظيم القدر كثير الفتوحات ميمون النقيبة.
مات ابن ستين سنة
وفيها وقعة نهاوند وكانت ملحمة عظمى.
بقي المصاف ثلاث أيام ثم نزل النصر.
واستشهد أمير المسلمين النعمان بن مقرن المزني.
وكان من سادة الصحابة.
فنعاه عمر للناس على المنبر وبكى.
ولما قتل أخذ الراية حذيفة بن اليمان ففتح الله على يده.
وفيها شكا أهل الكوفة سعدًا فعزله عمر.
وولى عمار بن ياسر الصلاة وعبد الله بن مسعود بيت المال.
وفيها توفي العلاء بن الحضرمي حليف بني أمية.
وفيها استشهد يوم نهاوند طليحة بن خويلد الأسدي.
وكان صحابيًا فارتد ثم حسن إسلامه.
وكان يعد بألف فارس.
سنة اثنتين وعشرين فيها فتحت أذربيجان على يد المغيرة بن شعبة.
قاله ابن إسحاق.
وفيها افتتحت مدينة نهاوند صلحًا.
وافتتح حذيفة الدينور عنوة ثم غزا همذان فافتتحها عنوة.
وفيها افتتح جرجان.
وفيها توفي أبي بن كعب.
وقد مر سنة تسع عشرة.
سنة ثلاث وعشرين فيها توفي قتادة بن النعمان الظفري
الذي وقعت عينه يوم أُحد فردها النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان بدريًا نزل عمر في قبره.
واستشهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لثلاث بقين أو أربع من ذي الحجة.
وهو كان يحج بالناس مدة خلافته.
وقتل الهرمزان صاحب تستر.
قتله عبيد الله بن عمر وتوهم فيه أنه أعان على قتل أبيه.
سنة أربع وعشرين في أول المحرم دفن عمر رضي الله عنه.
بيعة عثمان ر ضي الله عنه بالخلافة وفيها توفي سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي أسلم بعد غزوة حنين وحسن إسلامه.
فيها انتقض أهل الري.
فغزاهم أبو موسى الأشعري.
وفيها استعمل عثمان على الكوفة أخاه لأمه الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
فجهز سلمان بن ربيعة الباهلي في اثني عشر ألفًا إلى برذعة فقتل وسبى وفتحها.
وفيها انتقض أهل الأسكندرية.
فغزاهم عمرو بن العاص فقتل وسبي.
سنة ست وعشرين فيها زاد عثمان في المسجد الحرام.
وفيها فتحت سابور على يد عثمان بن أبي العاص.
وصالحهم على ثلاثة آلاف ألف درهم وثلاث مائة ألف درهم.
سنة سبع وعشرين فيها ركب معاوية بالجيش في البحر وغزا قبرس.
وفيها صالح أبو موسى الأشعري أهل أرجان على ألفي ألف درهم وصالح أهل دارابجرد على ألف ألف وثمانين ألفا.
وفيها عزل عمرو بن العاص عن مصر بعبد الله بن سعد بن أبي سرح.
فغزا ابن سرح إقليم
إفريقية وافتتحها.
فأصاب كل إنسان ألف دينار.
وقتل الملك جرجير في مائتي ألف.
وبلغ سهم الفارس وفرسه ثلاثة آلاف دينار.
وفيها توفيت أم حرام بنت ملحان بقبرس.
وكانت مع زوجها عبادة بن الصامت.
سنة ثمان وعشرين فيها انتقض أهل أذربيجان فغزاهم الوليد بن عقبة.
ثم صالحوه.
وقيل فيها غزوة قبرس وقد مرت.
سنة تسع وعشرين فيها افتتح عبد الله بن عامر بن كريز مدينة إصطخر عنوة بعد قتال عظيم.
واستشهد عبيد بن معمر بن عثمان التيمي الأمير.
وكان أحد الأجواد.
مختلف في صحبته.
وفيها عزل عثمان أبا موسى عن البصرة وعثمان بن أبي العاص عن فارس.
وجمع ذلك لعبد الله بن عامر بن كريز.
وكان شهمًا شجاعًا وافتتح فتحًا كبيرًا.
افتتح بلاد فارس ثم بلاد خراسان جميعها في سنة ثلاثين.
سنة ثلاثين
فيها افتتح ابن عامر خراسان وفارس.
وهرب من يديه يزدجرد بن كسرى.
وجهز وراءه جيشًا.
وبعث بزياد بن الربيع الحارثي فافتتح سجستان.
ولما تمت لابن عامر هذه الفتوحات العظيمة خرج من نيسابور محرمًا بعمرة وخلف على خراسان الأحنف بن قيس فاجتمع أهل خراسان جمعًا لم يسمع بمثله.
فالتقاهم الأحنف فهزمهم.
ثم قضى ابن عامر عمرته مسرعًا وأتى عثمان.
ثم رد إلى البصرة.
ولما كثرت الفتوحات في هذا العام وأتى الخراج من كل ناحية اتخذ عثمان له الخزائن ثم قسمها.
وكان يأمر للرجل بمائة ألف.
سنة إحدى وثلاثين فيها كانت غزوة الأساود فغزا ابن أبي سرح في البحر الرومي.
وفيها توفي أبو سفيان بن حرب الأموي.
وكان قد فقئت عينه على الطائف وذهبت الأخرى فيما قيل يوم اليرموك.
وكان يومئذ يحرض على الجهاد.
وقيل توفي في السنة الآتية.
وفيها توفي الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي والد مروان وابن عم أبي سفيان وعم عثمان بن عفان.
أسلم يوم الفتح.
كان يفشي سر النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل كان يحاكيه في مشيته فطرده إلى الطائف وسبه.
فلم يزل طريدًا إلى أن استخلف عثمان فأدخله المدينة وأعطاه مائة ألف.
وقال الحاكم: أجمع مشايخنا أن نيسابور فتحت صلحًا.
وفتحها في سنة إحدى وثلاثين.
ثم روى بإسناد له أن صاحب نيسابور كتب إلى ابن عامر يدعوه إلى خراسان ويخبره أن يزدجرد بن كسرى قد قتله أهل مرو.
فبادر ابن عامر إلى ناحية قومس ونزل على نيسابور وحاصرها سبعة أشهر ثم افتتحها.
سنة اثنتين وثلاثين فيها سار معاوية وتوغل في الروم فالتقى العدو بالقرب من القسطنطينية.
وفيها توفي العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ست وثمانين سنة.
وأبو الدرداء عويمر بن زيد وقيل ابن عبد الله الأنصاري الخزرجي.
أسلم بعد بدر.
وكان حكم هذه الأمة.
ولي قضاء دمشق وبها توفي.
ومات عبد الرحمن بن عوف الزهري أحد العشرة وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام.
وكان غنيًا شاكرًا بعد أن كان فقيرًا صابرًا.
وقد باع من أرضه بأربعين ألف دينار فتصدق بها.
وفيها توفي عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري الذي أدى الأذان وكان بدريًا.
وفيها توفي عبد الله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة وما أكثر مناقبه.
وفيها توفي أبو ذر الغفاري واسمه جندب إبن جنادة على الصحيح.
أسلم خامس خمسة ثم رجع إلى أرضه ثم هاجر بعد بدر.
وكان لا يأخذه في الله لومة لائم.
سنة ثلاث وثلاثين فيها غزا المسلمون قبرس ثانيًا وفيها جهز الملك قارن بخراسان أربعين ألفًا.
فقام بأمر المسلمين عبد الله بن خازم السلمي وجمع أربعة آلاف فالتقى قارن فقتل في المصاف قارن.
وكانت الهزيمة.
وفيها غزا معاوية افرنطية وملطية وحصن المرأة من أرض الروم.
وفيها غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح بلاد الحبشة.
وفيها توفي المقداد بن الأسود الكندي ولم يثبت أن بدرًا شهدها فارس سواه.
واختلف في
سنة أربع وثلاثين فيها غزا ذات الصواري في البحر من ناحية إسكندرية وأميرها ابن أبي سرح.
وفيها وثب أهل الكوفة بسعيد بن العاص فأخرجوه ورضوا بأبي موسى.
وكتبوا فيه إلى عثمان فأمره عليهم.
ثم إنه رد عليهم سعيدًا فخرجوا ومنعوه.
وفيها توفي أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل أحد النقباء ليلة العقبة الذى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة).
وفيها توفي عبادة بن الصامت أبو الوليد الخزرجي أحد النقباء ليلة العقبة.
ولي قضاء القدس.
ومات بالرملة وقيل ببيت المقدس.
وفيها مات كعب الأحبار بحمص.
وكان عالم أهل الكتاب قبل أن يسلم.
فأسلم زمن أبي بكر وروى عن عمر.
وفيها مات مسطح بن أثاثة وكان بدريًا.
سنة خمس وثلاثين وفيها غزوة ذي خشب وعلى الناس معاوية.
وفيها توفي عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي أخو عياش.
وكان شريفًا نبيلًا من أحسن الناس وجهًا.
ولاه النبي صلى الله عليه وسلم الجند ومخاليفها فبقي عليها إلى أن مات.
وفي أواخرها حصر المصريون عثمان رضي الله عنه لينزع نفسه من الخلافة ولم يزل الأمر بهم إلى أن تجرؤوا عليه واقتحموا عليه داره فذبحوه والمصحف بين يديه في يوم الجمعة ثاني عشر ذي الحجة وله بضع وثمانون سنة.
رضي الله عنه.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم قل عثمان رضي الله عنه البيعة لعلي رضي الله عنه سنة ست وثلاثين لما قتل عثمان صبرًا توجع له كل أحد وأسقط في أيدي جماعة وسار طلحة والزبير وعائشة نحو البصرة طالبين بدم عثمان من غير أمر علي بن أبي طالب.
فساق وراءهم.
وكانت وقعة الجمل أثارها سفهاء الفريقين وقتل بينهما نحو العشرة آلاف.
ورمى مروان طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي أحد العشرة بسهم فقتله ومناقبه كثيرة.
وقتل الزبير بن العوام الأسدي حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته وأول من
قتله ابن جرموز بوادي السباع.
وممن قتل يوم الجمل مجاشع بن مسعود السلمي وأخوه مجالد ولهما صحبة.
وزيد بن صوحان وكان من سادة التابعين صوامًا قوامًا.
وفي أولها توفي حذيفة بن اليمان أحد السابقين وصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثبت عنه أنه قال: ما معني وأبي أن نشهد بدرًا إلا أنا أخذنا كفار قريش فأخذوا علينا عهد الله وميقاقه أن لا نقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم.
قال فأخبرناه الخبر.
فقال: نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم.
سنة سبع وثلاثين وقعة صفين
في صفر وبقيت أيامًا وليالي وقتل بين الفريقين ستون ألفًا.
فقتل مع علي عمار بن ياسر أبو اليقظان العبسي الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: تقتلك الفئة الباغية.
وكان أحد السابقين وممن عذب في الله.
ومناقبه جمة.
وقتل مع علي من الصحابة: أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن وذو الشهادتين خزيمة بن سعد بن الحارث بن الصمة أخو أبي جهم.
ومن غير الصحابة: عبيد الله بن عمر بن الخطاب العدوي.
كان على خيل أهل الشام يومئذ.
يقال: قتله عمار.
ولما طعن والده سل سيفه ووثب على الهرمزان صاحب تستر فقتله وقتل أيضًا مفينة وبنتًا لأبي لؤلؤة فلما ولي عثمان هم بقتله ثم تركه.
وقتل مع علي: هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المعروف بالمرقال حامل راية علي يومئذ ويقال: له صحبة.
وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
وكان على رجالة علي.
وأبو حسان قيس بن المكشوح المرادي أحد الأبطال وأحد من أعان على قتل الأسود العنسي.
وقتل أيضًا مع معاوية: حابس بن سعد الطائي قاضي حمص وكان على رجالة معاوية.
وقتل مع علي: جندب بن زهير الغامدي الكوفي ويقال: له صحبة.
وقتل من أمراء معاوية: ذو الكلاع الحميري نزيل حمص وأحد من شهد اليرموك وكان على ميمنة معاوية وكان من أعظم أصحابه خطرًا لشرفه ودينه.
وطلب منه أن يخطب الناس ويحرضهم على القتال.
وقال يزيد بن هارون: سمعت الجراح بن المنهال يقول: كان عند ذي الكلاع اثنا عشر ألف بيت من المسلمين.
فبعث إليه عمر رضي الله عنه فقال: نشتري هؤلاء نستعين بهم على عدوهم.
فقال: لا هم أحرار.
فأعتقهم في ساعة واحدة.
الجراح متروك الحديث.
وصح عن أبي وائل عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل قال: رأيت قبابًا في رياض.
فقلت: لمن هذه قالوا: لذي الكلاع وأصحابه.
ورأيت قبابًا في رياض فقيل: هذه لعمار بن ياسر وأصحابه.
فقلت: كيف وقد قتل بعضهم بعضًا قال: إنهم وجدوا الله واسع المغفرة.
وممن قتل يومئذ: كريب بن الصباح بن إبراهيم الحميري أحد الأبطال المذكورين.
قتل جماعة مبارزة ثم بارزه علي رضي الله عنه فقتله علي.
وكان معاويه في سبعين ألفًا وكان علي في تسعين ألفًا وقيل في مائة ألف وقيل في خمسين ألفًا.
قال خليفة: تسمية من شهد صفين من البدريين مع علي بن أبي طالب: سهل بن حنيف وخوات بن جبير وأبو أسيد الساعدي.
وأبو اليسر ورفاعة بن رافع الأنصاري وأبو أيوب الأنصاري بخلف فيه.
ومن غير البدريين:
خزيمة بن ثابت وقيس بن سعد عبادة وأبو مسعود عقبة بن عمرو البدري.
وأبو عياش الزرقي وقرظة بن كعب وسهل بن سعد وجابر بن عبد الله وأبو قتادة الأنصاريون.
وعدي بن حاتم والأشعث بن قيس وسليمان بن صرد وجندب بن عبد الله وجارية بن قدامة.
وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر والحسن والحسين.
ثم قال: تسمية من شهدها مع معاوية من الصحابة: عمرو بن العاص وابنة عبد الله وفضالة بن عبيد والنعمان بن بشير ومسلمة بن مخلد.
وبسر بن أبي أرطاة ومعاوية بن حديج الكندي وحبيب بن مسلمة الفهري وأبو الأعور السلمي.
وأبو غادية الجهني قاتل عمار.
فبلغنا أن الأشعث بن قيس برز في ألفين وبرز أبو الأعور السلمي في خمسة آلاف.
فاقتتلوا.
ثم غلب الأشعث على الماء وأزالهم عنه.
ثم التقوا يوم الأربعاء سابع صفر ويوم الخميس ويوم الجمعة وليلة السبت.
ثم لما خاف أهل الشام الكسرة رفعوا المصاحف بإشارة عمرو بن العاص ودعوا إلى الحكم بما في كتاب الله.
فأجاب علي رضي الله عنه إلى تحكيم الحاكمين.
فاختلف عليه جيشه وخرجت الخوارج وقالوا: لا حكم إلا لله.
وكفروا عليًا فحاربهم.
وقال ابن سيرين: افترقوا عن سبعين ألف قتيل يوم صفين يعدون بالقضب.
فإنا لله وإنا إليه وفيها توفي خباب بن الأرت التميمي أحد السابقين البدريين وصلى عليه علي بالكوفة.
وفي رمضان اجتمع أبو موسى الأشعري ومن معه من الوجوه وعمرو بن العاص ومن معه من الوجوه بدومة الجندل للتحكيم فلم يتفقا لأن عمرًا خلا بأبي موسى وخدعه وقال: تكلم قبلي فأنت أفضل مني وأكثر سابقة.
فقال: أرى أن نخلع عليًا ومعاوية.
ويختار المسلمون لهم رجلًا يجتمعون عليه.
فقال: هذا الرأي.
فلما خرجا وتكلم أبو موسى وحكم بخلعهما قام عمرو وقال: أما بعد فإن أبا موسى قد خلع عليًا كما سمعتم وقد وافقته على خلع علي ووليت معاوية.
فسار الشاميون وقد بنوا في الظاهر على هذه الصورة.
ورد أصحاب علي إلى الكوفة أن الذي فعله عمرو حيلة وخديعة لا يعبأ بها.
سنة ثمان وثلاثين في شعبان قتلت الخوارج عبد الله بن خباب وعليهم مسعر بن فدكي وشبث بن ربعي.
وفيها كانت وقعة النهروان بين علي والخوارج.
فقتل رأس الخوارج عبد الله بن وهب السبائي.
وقتل أكثر صحابه.
وقتل من جند علي اثنا عشر رجلًا.
ويقال كانت هذه الوقعة في سنة تسع.
وفيها توفي صهيب بن سنان المعروف بالرومي توفي في شوال بالمدينة.
وكان من السابقين الأولين.
وفيها توفي سهل بن حنيف الأوسي والد أبي أمامة.
وكان بدريًا.
توفي بالكوفة وصلى عليه علي.
وفيها قتل محمد بن أبي بكر الصديق.
وكان قد سار إلى مصر واليًا عليها لعلي.
وبعث معاوية عسكرًا عليهم معاوية بن حديج الكندي.
فالتقى هو ومحمد فانهزم عسكر محمد واختفى هو في بيت لامرأة.
فدلت عليه.
فقال: احفظوني في بيت أبي بكر.
فقال معاوية بن حديج: قتلت ثمانين من قومي في دم عثمان وأتركك وأنت صاحبه فقتله وصيره في بطن حمار وأحرقه.
وقال شعبة عن عمرو بن دينار: إن عمرًا قتل محمد بن أبي بكر.
وفيها مات الأشتر النخعي.
واسمه مالك بن الحارث.
بعثه علي على مصر.
فهلك في الطريق فيقال إنه سم وإن عبدًا لعثمان لقيه فسقاه عسلًا مسمومًا.
وكان الأشتر من الأبطال الكبار.
سنة تسع وثلاثين فيها توفيت أم المؤمنين ميمونة بسرف وثم بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيها تنازع أصحاب علي وأصحاب معاوية في إمامة الحج.
فمشى في الصلح أبو سعيد الخدري على أن يكون إمام الموسم شيبة بن عثمان الحجبي.
سنة أربعين فيها توفي خوات بن جبير الأنصاري البدري أحد الشجعان المذكورين.
وأبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري نزل ماء ببدر فقيل له البدري.
ولكنه شهد العقبة.
وأبو أسيد الساعدي مالك ربيعة بدري مشهور وقيل بقي إلى سنة ستين.
استشها استشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفيها ليلة الجمعة سابع عشر رمضان استشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
وثب عليه عبد الرحمن بن ملجم الخارجي فضربه في يافوخه بخنجر فبقي يومًا وتوفي وعاش نيفًا وستين ستة أو دونها رضي الله عنه.
ثم قتل ابن ملجم وأحرق ولله الحمد.
وكان شريفًا مطاعًا جوادًا شجاعًا.
له صحبة.
ثم ارتد وحسن إسلامه.
وكان أجل أمراء علي.
وفيها مات معيقيب الدوسي.
هاجر إلى الحبشة وشهد بدرًا بخلف.
وكان على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم.
له حديثان.
سنة إحدى وأربعين في ربيع الآخر سار أمير المؤمنين الحسن بن علي في جيوشه يقصد معاويه.
وسار معاوية في جيوشه.
فدخل العراق وتنازل الجمعان بمسكن من ناحية الأنبار.
فرأى الحسن من عسكره الاختلاف عليه وقلة الخير.
وكان سيدًا وادعًا لا يرى سفك الدماء.
واتفق أنه وقع في معسكره هوشة وخبطة ووقع النهب حتى إنهم نهبوا فسطاطه وضربه رجل من الخوارج بخنجر مسموم في إليته فخدشه.
فتألم ومقت أهل العراق.
ورأى الصلح أولى تحقيقًا لقول جده المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين).
فراسل معاوية وشرط عليه شروطًا بادر إليها معاوية بالإجابة ثم سلم إليه الخلافة على أن تكون الأمر من بعده للحسن وعلى أن يمكنه أخذ ما شاء من بين المال ليقضي منه دينه وعداته وغير ذلك.
فروى مجالد عن الشعبي.
ويونس بن أبي إسحاق عن أبيه أن أهل العراق بايعوا الحسن وسار بهم نحو الشام.
وجعل على مقدمته قيس بعد سعد.
وأقبل معاوية حتى نزل منبج.
فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناد في عسكره: قتل قيس بن سعد.
فشد الناس على خيمة الحسن فنهبوها.
وطعنه رجل بخنجر فتحول إلى القصر الأبيض وسبهم وقال: لا خير فيكم.
قتلتم أبي بالأمس واليوم تفعلون بي هذا.
ثم كتب إلى معاوية على أن يسلم إليه بيت المال وأن لا يسب عليًا بحضرته وأن يحمل إليه خراج فسا ودارابجرد كل سنة.
فأجابه.
فكتب إليه أن أقبل.
فسار معاوية من منبج إلى مسكن في خمسة أيام.
فسلم إليه الحسن الأمر ثم سارا حتى دخلا جميعًا الكوفة.
وتسلم الحسن بيت المال وكان فيه سبعة آلاف ألف درهم فاحتملها وتجهز إلى المدينة وأجرى معاوية على الحسن في السنة ألف ألف درهم.
وقال عمرو بن دينار: لما توفي علي بعث معاويه عهدًا: إن حدث به حدث ليجعلن هذا الأمر إلى الحسن.
وصح في البخاري عن الحس البصري قال: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال.
فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى يقتل أقرانها.
فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين: أي عمرو.
إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور المسلمين من لي بنسائهم وضعفتهم فبعث إليه برجلين عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز في الصلح.
فقال لهما الحسن: إنا بني عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائنا.
قال: وإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك.
قال: فمن لي بهذا فما سألهما شيئًا إلا قالا نحن لك به فصالحه.
قلت: وسمي هذا العام عام الجماعة لاجتماع الناس على معاوية.
وفيها توفي صفوان بن أمية بن خلف الجمحي.
أسلم بعد حنين ثم شهد اليرموك أميرًا.
وكان شريفًا جليلًا.
وملك قنطارًا من الذهب.
وله رواية في صحيح مسلم.
وفيها توفيت أم المؤمنين حفصة بنت عمر العدوية.
عن بضع وخمسين سنة.
وصلى عليها مروان أمير المؤمنين.
وقيل توفيت سنة خمس وأربعين.
وفيها فيما قيل توفي لبيد بن ربيعة العامري الشاعر المشهور القائل:
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسن إسلامه.
وقيل مات في إمرة عثمان بالكوفة عن مائة وخمسين سنة.
قيل: أنه ما قال شعرًا منذ أسلم.
سنة اثنتين وأربعين فيها غزا عبد الرحمن بن سمرة سجستان.
فافتتح زرنج وغيرها.
وسار راشد بن عمرو فشن الغارات ووغل في بلاد السند.
سنة ثلاث وأربعين فيها فتحت الرخج من أرض سجستان.
وأفتتح عقبة بن نافع كورًا من بلاد السودان.
وشتا بسر بن أبي أرطاة بأرض الروم.
وفي ليلة عيد الفطر توفي أبو عبد الله عمرو بن العاص السهمي أمير مصر.
أسلم في هدنة الحديبية وهاجر وولي إمرة جيش ذات السلاسل.
وكان من دهاة قريش وأجدادها وذوي الحزم والرأي.
وفيها توفي عبد الله بن سلام الإسرائيلي حليف الأنصار.
وقد شهد له النبي صلى الله عليه
وفيها توفي محمد بن مسلمة الأنصاري بالمدينة في صفر.
وكان بدريًا.
اعتزل الفتنة واتخذ سيفًا من خشب.
سنة أربع وأربعين في ذي الحجة توفي أبو موسى الأشعري المقرئ الأمير.
استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على عدن.
واستعمله عمر على الكوفة والبصرة.
وفتحت على يده عدة أمصار.
وفيها افتتح عبد الرحمن بن سمرة مدينة كابل.
وفيها غزا المهلب بن أبي صفرة في أرض الهند ووصل إلى قندابيل فالتقى العدو فهزمهم.
وفيها توفيت أم المؤمنين أم حبيبة بنت سفيان الأموية.
سنة خمس وأربعين فيها غزا معاوية بن حديج إفريقية.
وفيها توفي أبو خارجة زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري المقرئ الفرضي الكاتب وله ست وخمسون سنة.
وأول مشاهدة الخندق.
وكان عمر يستخلفه على المدينة إذا حج.
وقيل بقي إلى سنة أربع وخمسين.
وفيها توفي عاصم بن عدي سيد بني العجلان.
وكان رده النبي صلى الله عليه وسلم من بدر في شغل وضرب له بسهمه وقتل أخوه معن يوم اليمامة.
سنة ست وأربعين فيها ولي الربيع بن زياد الحارثي سجستان.
فزحف كابل شاه في جمع من الترك وغيرهم فالتقوا على بست فهزمهم الربيع وساق خلفهم إلى الرخج.
وفيها قيل في سنة تسع وأربعين توفي عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة.
وكان شريفًا جوادًا ممدحًا مطاعًا.
وكان إليه لواء معاوية يوم صفين.
وغزا الروم غير مرة.
سنة سبع وأربعين فيها جمعت الترك فالتقاهم عبد الله بن سوار العبدي ببلاد القيقان.
فاستشهد عبد الله وعامة من معه.
وغلبت الترك على القيقان.
وغزا رويفع بن ثابت الأنصاري أمير أطرابلس الغرب أفريقية فدخلها ثم انصرف.
سنة ثمان وأربعين فيها توجه سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي واليًا على أرض الهند عوض عبد الله بن سوار.
سنة تسع وأربعين في ربيع الأول توفي سيد شباب أهل الجنة أبو محمد الحسن بن علي الهاشمي.
وأرخه فيها الواقدي وسعيد بن عفير.
والأكثر على أنه سنة خمسين.
سنة خمسين فيها بخلف الحسن بن علي رضي الله عنه وله سبع وأربعون سنة بالمدينة.
وفيها توفي عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن ربيعة بن عبد شمس العبشمي الأمير أسلم يوم الفتح وافتتح سجستان وغيرها.
وفيها توفي كعب بن مالك السلمي الشاعر أحد الثلاثة الذين خلفوا وتاب الله عليهم.
وكان ممن شهد العقبة.
وفيها توفي المغيرة بن شعبة الثقفي.
أسلم عام الخندق وولي العراق لعمر ولغيره.
وكان من رجال الدهر حزمًا وعزمًا ورأيًا ودهاء.
يقال إنه أحصن ثلاث مائة امرأة وقيل ألف امرأة.
وفيها توفيت أم المؤمنين صفية بنت حييّ بن أخطب.
وفيها غزا يزيد بن معاوية القسطنطينية وقيل في سنة إحدى.
فيها توفي على باب القسطنطينية أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد.
وكان عقبيًا بدريًا كثير المناقب.
وفيها على الأصح توفي جرير بن عبد الله البجلي بقرقيسيا.
وفيها توفيت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية.
وفيها توفيت بعذرا حجر بن عدي الكندي وأصحابه بأمر معاوية.
ولحجر صحبة ووفادة وجهاد وعبادة.
سنة اثنتين وخمسين توفي أبو نجيد عمران بن حصين الخزاعي.
أسلم عام خيبر.
وبعثه عمر يفقه أهل البصرة.
وولي قضاءها.
وكان الحسن يحلف ما قدم البصرة خير لهم من عمران.
وفيها توفي كعب بن عجرة الأنصاري.
من أهل بيعة الرضوان ومعاوية بن حديج الكندي التجيبي الأمير.
له صحبة ورواية.
وفيها أو قبيلها أبو بكرة الثقفي نفيع بن الحارث وقيل ابن مسروح.
تدلى من الطائف ببكرة.
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلمًا.
فيها في قول المدائني توفي فضالة بن عبيد الأنصاري.
قاضي دمشق لمعاوية وخليفته عليها إذا غاب.
وكان أصغر من شهد الحديبية وقيل بقي إلى سنة تسع.
وفيها وقيل بعدها عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
أسلم يوم بدر.
وقتل يوم اليمامة سبعة.
وكان من الرماة والشجعان.
وتوفي بمكة.
وفيها توفي الأمير زياد بن أبيه الذي استلحقه معاوية وزعم أنه ولد أبي سفيان.
وكان لبيبًا فاضلًا سيدًا يضرب المثل بدهائه.
وقد جمع له معاوية إمرة العراقين.
وفيها وقيل قبلها توفي عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي.
شهد الخندق وولي العلم على نجران وله سبع عشرة سنة.
وفيها توفي فيروز الديلمي قاتل الأسود العنسي.
له صحبة.
ورواية.
سنة أربع وخمسين فيها على الأصح أسامة بن زيد حارثة الكلبي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه.
وأمه أم أيمن.
وفيها على الصحيح ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمص.
وفيها جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف.
وكان من سادة قريش وحلمائها أسلم بعد بدر.
وفيها حسان بن ثابت الأنصاري الشاعر عن مائة وعشرين سنة كأبيه وجده.
وفيها سعيد بن يربوع المخزومي من مسلمة الفتح عن مائة وعشرين سنة أيضًا.
وفيها عبد الله بن أنيس الجهني حليف الأنصار.
وكان أحد من شهد العقبة.
وفيها حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد.
أسلم يوم الفتح وكان أحد الأشراف الأجواد.
باع دارًا بستين ألفًا لمعاوية.
فتصدق بثمنها.
وأعتق مائة نسمة في الجاهلية ومائة في الإسلام وقد قال لابن الزبير: كم ترك أبوك من الدين قال: ألف ألف درهم.
قال: علي نصفها.
وفيها أبو قتادة الأنصاري السلمي الحارث بن ربعي فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شهد أحدًا والمشاهد.
وفيها مخرمة بن نوفل الزهري والد المسور بن مخرمة.
وكان من المؤلفة قلوبهم.
وفيها غزا عبيد الله زياد فقطع نهر جيحون إلى بخارا وافتتح بعض البلاد.
وكان أول عربي عدى النهر.
فيها توفي أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص الزهري أحد العشرة ومقدم جيوش الإسلام في فتح العراق وأول من رمى بسهم في سبيل الله.
ومناقبه جمة.
وفيها أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري السلمي الذي أسر العباس يوم بدر.
وفيها وقيل في سنة ثلاث وخمسين الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي أحد السابقين.
سنة ست وخمسين وفيها استعمل معاوية سعيد بن عثمان بن عفان على خراسان فغزا سمرقند والتقى هو الصغد فكسرهم ثم صالحوه.
وكان معه من الأمراء المهلب.
واستشهد معه يومئذ قثم بن العباس بن عبد المطلب.
وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وهو آخر من طلع من لحد النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيها توفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث المصطلقية وصلى عليها مروان.
سنة سبع وخمسين فيها عزل سعيد عن خراسان وأضيفت إلى عبيد الله بن زياد وفيها توفي عبد الله بن السعدي العامري له صحبة.
وفيها توفي أبو هريرة بعد عائشة.
قاله هشام بن عروة أيضًا وابن المديني.
سنة ثمان وخمسين فيها توفي جبير بن مطعم.
قاله المدائني.
وقال الهيثم وخليفه: مات سنة تسع.
وفيها توفي شداد بن أوس الأنصاري نزيل بيت المقدس.
وعبد الله بن حوالة الأزدي نزيل الأردن.
وعقبة بن عامر الجهني الأمير بمصر.
ولي مصر لمعاوية ثم عزله وولاه غزو البحر.
وكان مقرئًا فصيحًا مفوهًا من فقهاء الصحابة.
وفيها توفي عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بالمدينة.
وله صحبة.
ورواية.
وكان أحد الأجواد.
ولي اليمن لعلي فسار إليه بسر بن أبي أرطاة فذبح ولديه.
وفيها في قول أبي معشر ويحيى بن بكير وجماعة توفي أبو هريرة الدوسي الحافظ.
وكان كثير العبادة والذكر حسن الأخلاق.
ولي إمرة المدينة مرة بل وليها مرات.
وقال الواقدي وغيره: فيها توفيت أم المؤمنين أم عبد الله عائشة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقيهة نساء الأمة عن خمس وستين سنة في رمضان.
فيها توفي أبو هريرة في قول ابن إسحاق والواقدي وأبي عبيد وجماعة.
وفيها أبو محذورة الجمحي المؤذن.
له صحبة ورواية وكان من أندى الناس صوتًا وأحسنهم نغمة.
وفيها وقيل قبلها شيبة بن عثمان الحجي العبدري حاجب الكعبة.
وفيها سعيد بن العاص بن سعيد العاص بن أمية والد عمرو الأشدق والذي أقيمت عربية القرآن على لسانه لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وولي الكوفة لعثمان.
وافتتح طبرستان.
وكان جوادًا ممدحًا حليمًا عاقلًا.
اعتزل الجمل وصفين.
ومولده قبل بدر.
وفيها على الصحيح أبو عبد الرحمن عبد الله بن عامر بن كريز العبشمي الأمير.
له رؤية.
ن ستين في رجب توفي أمير المؤمنين أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان عن ثمان وسبعين سنة بدمشق.
وفيِ أولها توفي سمرة بن جندب الفزاري نزيل البصرة من أهل بيعة الرضوان.
وفيها أو قبلها أبو حميد الساعدي.
فيها يوم عاشوراء استشهد ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبطه أبو عبد الله الحسين بن علي بكربلاء عن ست وخمسين سنة.
وكان قد أنف من إمرة يزيد ولم يبايعه.
وجاءته كتب أهل الكوفة يحضونه على القدوم عليهم.
فاغتر وسار في أهل بيته.
والقصة فيها طول.
وفيها توفي حمزة بن عمرو الأسلمي له صحبة ورواية.
وفيها توفيت أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية.
وقيل توفيت سنة تسع وخمسين.
وهي آخر أمهات المؤمنين وفاة.
وقتل مع الحسين ولداه علي الأكبر وعبد الله.
وإخوته جعفر ومحمد وعتيق والعباس الكبير.
وابن أخيه قاسم بن الحسن.
وأولاد عمه محمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
ومسلم بن عقيل بن أبي طالب وابناه عبد الله وعبد الرحمن.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
سنة اثنتين وستين فيها غزا سلم بن أحور خوارزم.
وصالحوه.
ثم عبر إلى سمرقند فصالحوه.
وفيها توفي على الأصح بريدة بن الحصيب الأسلمي وقبره بمرو.
وقد أسلم قبل بدر.
وفيها توفي عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي نزيل دمشق.
له صحبه ورواية.
وفيها توفي أمير مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري له صحبة ورواية.
وفيها على الأصح علقمة بن قيس النخعي الكوفي الفقيه صاحب ابن مسعود.
وكان يشبه بابن مسعود في هديه ودله وسمته.
وكان غير واحد من الصحابة يسألونه ويستفتونه.
وفيها توفي أبو مسلم الخولاني الزاهد سيد التابعين بالشام.
وفد على أبي بكر مسلمًا.
وله مناقب غزيرة وكرامات.
ويقال إن الأسود العنسي أمر بنار عظيمة وألقى أبا مسلم فيها.
فلم تضره فنفاه لئلا يضطرب عليه أتباعه.
وهذا ما رواه أحد إلا شرحبيل بن مسلم ولا رواه عنه إلا إسماعيل بن عياش.
وهو خبر مرسل.
سنة ثلاث وستين فيها كانت وقعة الحرة وذلك أن أهل المدينة خرجوا على يزيد لقلة دينه.
فجهز لحربهم جيشًا عليهم مسلم بن عقبة.
فالتقوا بظاهر المدينة لثلاث بقين من ذي الحجة.
فقتل من أولاد المهاجرين وقتل من الصحابة: معقل بن سنان الأشجعي وعبد الله بن حنظلة الغسيل الأنصاري وعبد الله بن زيد بن عاصم المازني الذي حكى وضوء النبي صلى الله عليه وسلم.
وممن قتل يومئذ: محمد بن ثابت بن قيس بن شماس.
ومحمد بن عمرو بن حزم ومحمد بن أبي جهم بن حذيفة ومحمد بن أبي بن كعب.
ومعاذ بن الحارث أبو حليمة الأنصاري الذي أقامه عمر يصلي التراويح بالناس.
وواسع بن حبان الأنصاري.
ويعقوب ولد طلحة بن عبيد الله التيمي.
وكثير بن أفلح أحد كتاب المصاحب التي أرسلها عثمان.
وأبو أفلح مولى أبي أيوب.
وفيها توفي مسروق بن الاجدع الهمداني الفقيه العابد صاحب ابن مسعود.
وكان يصلي حتى تورم قدماه.
وحج فما نام إلا ساجدًا.
وعن الشعبي قال: ما رأيت أطلب للعلم منه.
كان أعلم بالفتوى من شريح.
سنة أربع وستين في أولها هلك مسلم بن عقبة الذي استباح المدينة وعمل القبائح وما أمهله الله.
والمليح أنه
وكذلك لم يمهل يزيد بن حويه ومات بعد بضع وسبعين يومًا من الحرة.
وذلك في نصف ربيع الأول وله ثمان وثلاثون سنة.
وكان شديد الأدمة كثير الشعر ضخمًا عظيم الهامة في وجهه أثر الجدري.
كنيته أبو خالد.
واستخلف بعهد من أبيه معاوية.
فكانت مدته ثلاث سنين وثمانية أشهر.
وعهد بالأمر بعده إلى ابنه معاوية بن يزيد.
فبقي في الخلافة شهرين أو أقل ومات.
وكان شابًا مليحًا أبيض فيه خير وصلاح.
وعاش إحدى وعشرين سنة.
ولما احتضر قالوا له: ألا تستخلف.
فامتنع وقال: لم أصب من حلاوتها ما أتحمل به مرارتها.
وأما عبد الله بن الزبير فإنه كان قد أوى إلي مكة ولم يبايع يزيد.
فحاصره أصحاب يزيد ونصبوا المنجنيق على الكعبة ورموها بالنار واحترق فيها مما احترق قرنا كبش إسماعيل.
وقتل في الحصار بحجر المنجنيق المسور ابن مخرمة بن نوفل الزهري وله صحبة ورواية وشرف.
فبلغ ابن الزبير وفاة يزيد فترحل عنه عسكر يزيد وبايعه أهل الحرمين بالخلافة ثم أهل العراق واليمن وغير ذلك حتى كاد تجتمع الأمة عليه.
وغلب على دمشق الضحاك بن قيس الفهري.
وفي صحبته خلاف.
فدعا إلى ابن الزبير ثم تركه ودعا إلى نفسه.
وانحاز عنه مروان بن الحكم في بني أمية إلى أرض حوران.
فوافاهم عبيد الله بن زياد بن أبيه من الكوفة على البرية منهزمًا من أهلها.
فقوي عزم مروان على طلب الخلافة.
وجرت أمور طويلة إلى أن التقى هو والضحاك بمرج راهط شرقي الغوطة.
فقتل الضحاك وقتل معه نحو ثلاثة آلاف.
وانتصر مروان.
وذلك في آخر السنة.
وبايعه أهل الشام.
وسار أمير حمص يومئذ النعمان بن بشير الأنصاري لنصر الضحاك فقتله أصحاب مروان.
وفيها توفي بالطاعون الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب.
وكان جوادًا حكيمًا.
عين للخلافة بعد يزيد وولي إمرة المدينة غير مرة.
وفيها توفي ربيعة الجرشي شهيدًا يوم مرج راهط مع الضحاك.
وهو جد هشام بن الغاز.
ويقال: له صحبة.
قال أبو المتوكل التاجي: سألت ربيعة الجرشي وكان فقيه الناس في زمن معاوية.
وفيها نقض أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير الكعبة وبناها على قواعد إبراهيم عليه السلام وأدخل الحجر في البيت وكان قد تشقق أيضًا من المنجنيق واحترق سقفه.
سنة خمس وستين فيها توجه مروان إلى مصر فتملكها.
واستعمل عليها ابنه عبد العزيز ومهد قواعدها ثم عاد إلى دمشق.
ومات في رمضان فعهد بالأمر بعده إلى ابنه عبد الملك بن مروان.
وكان مروان من الفقهاء وكان كاتب السر لابن عمه عثمان رضي الله عنه.
وكان قصيرًا كبير الرأس واللحية دقيق الرقبة أو قص أحمر الوجه يلقب خيط باطل لدقة عنقه عاش ثلاثًا وستين سنة.
وفيها ولي خراسان المهلب بن أبي صفرة لابن الزبير.
وحارب الأزارقة وأباد منهم ألوفًا.
وفيها خرج سليمان بن صرد الخزاعي.
والمسيب بن نجبة الفزاري صاحب علي في أربعة آلاف يطلبون بدم الحسين.
وكان مروان قد جهز ستين ألفًا مع عبيد الله بن زياد ليأخذ العراق فالتقى مقدمة عبيد الله وعليهم شرحبيل بن ذي الكلاع هم وأولائك بالجزيرة وانكسروا.
وقتل سليمان بن صرد والمسيب وطائفة.
وكان لسليمان صحبة ورواية.
وفيها مات على الصحيح عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.
وكان أصغر من أبيه بإحدى عشرة سنة.
وكان دينًا صالحًا كثير العلم كثير القدر.
يلوم أباه على القيام في الفتنة ويطيعه للأبوة.
وفيها توفي الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي الأعور الفقيه صاحب علي وابن مسعود.
سنة ست وستين فيها كان الوباء العظيم بمصر.
وتوثب على الكوفة عام أول المختار بن أبي عبيد وتتبع قتله الحسين.
فقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص وأضرابه.
وجهز جيشًا ضخمًا مع إبراهيم ابن الأشتر النخعي فكانوا ثمانية آلاف لحرب عبيد الله بن زياد.
فكانت وقعة الخازر بأرض الموصل.
وقيل كانت في سنة سبع وهو أصح.
وكانت ملحمة عظيمة.
وفيها وقيل في سنة ثمان توفي زيد بن أرقم الأنصاري وقد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة ونزل الكوفة.
وفيها وقيل في سنة أربع وسبعين توفي جابر بن سمرة بالكوفة.
وأبوه صحابي أيضًا.
وفيها قويت شوكة الخوارج واستولى نجدة الحروري على اليمامة والبحرين.
سنة سبع وستين في المحرم كانت وقعة الخازر اصطدم فيها أهل الشام وكانوا أربعين ألفًا ظفر بهم إبراهيم بن الأشتر.
وقتلت أمراءهم: عبيد الله بن زياد ابن أبيه وحصين بن نمير السكوني الذي حاصر ابن
وبعثت رؤوسهم فنصبت بمكة والمدينة.
وفيها وقيل في سنة ثمان توفي عدي بن حاتم الطائي رئيس طي عن مائة وعشرين سنة بقرقيسيا.
ولما أسلم سنة سبع أكرمه النبي صلى الله عليه وسلم وألقى له وسادة وقال: (إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه).
ولما تحقق ابن الزبير دبر المختار وكذبه بعث أخاه مصعب بن الزبير على العراق فدخل البصرة وتأهب منها وسار وعلى ميمنته وميسرته المهلب ابن أبي صفرة وعمرو بن عبيد الله التيمي.
فجهز المختار لحربهم جيشًا عليهم أحمر بن شميط وكيسان أبو عمرة فهزمهم مصعب وقتل أحمر وكيسان.
وقتل من عسكر مصعب محمد بن الأشعث بن قيس الكندي ابن أخت الصديق.
وعبيد الله بن علي أبي طالب.
وقتل من جند المختار عمر الأكبر ابن علي بن أبي طالب.
ثم ساق عسكر مصعب فدخلوا الكوفة وحصروا المختار بقصر الإمارة أيامًا إلى أن قتله الله في رمضان.
وكان كذابًا يزعم أن جبريل ينزل عليه.
وصفت العراق لمصعب.
سنة ثمان وستين فيها توفي أبو شريح الخزاعي الكعبي.
وكان قد أسلم قبل فتح مكة.
وفيها على قول عبد الله بن عمرو وزيد بن أرقم وزيد بن خالد الجهني.
وقد مر بعضهم.
وفيها توفي رباني الأمة عبد الله بن عباس الهاشمي الفقيه المفسر الحبر البحر بالطائف عن إحدى وسبعين سنة.
وفيها عزل ابن الزبير أخاه مصعبًا وولى ابنه حمزة.
سنة تسع وستين فيها كان طاعون الجارف بالبصرة.
قال المدائني: حدثني من أدرك الجارف قال: كان ثلاثة أيام فمات في كل يوم نحو من سبعين ألفًا.
وروى خليفة عن أبي اليقظان قال: مات لأنس بن مالك في الجارف سبعون ابنًا.
وقيل: مات في طاعون الجارف عشرون ألف عروس.
وأصبح الناس في الرابع ولم يبق إلا اليسير من الناس.
وصعد ابن عامر يوم الجمعة المنبر وما في الجامع إلا سبعة رجال وامرأة.
فقال: ما فعلت الوجوه فقيل: تحت التراب أيها الأمير وفيها قتل نجدة بن عامر الحروري.
قتله أصحابه واختلفوا وقيل بل ظفر به أصحاب ابن الزبير.
وفيها مات قاضي البصرة أبو الأسود الدؤلي صاحب النحو.
سمع من عمر وعلي.
روى عبد الملك بن عمير عنه قال: لي عمر: إني أراك شابًا فصيح اللسان فسيح الصدر.
وفيها أعاد ابن الزبير مصعبًا على العراق وعزل ابنه حمزة بن عبد الله.
فقصد هو وعبد الملك كل منهما الآخر.
ثم فصل بينهما الشتاء.
فتوثب على دمشق في غيبة عبد الملك عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق وأراد الخلافة.
فجاء عبد الملك وجرى بينهما قتال وحصار ثم نزل إليه بالأمان.
وفيها كان بين الأزارقة وبين المهلب حرب شديد ودام القتال أشهرا.
سنة سبعين فيها غدر عبد الملك بعمرو بن سعيد الأشدق وذبحه صبرًا بعد أن آمنه وحلف له وجعله ولي عهده من بعده.
وفيها توفي عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي.
ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيها وقتل في التي قبلها مالك بن يخامر السكسكي صاحب معاذ.
وكان قد أدرك الجاهلية.
وفيها كان الوباء بمصر.
وفيها قال ابن جرير: ثارت الروم ووثبوا على المسلمين.
فصالح عبد الملك بن مروان ملك الروم
قلت: هذا أول وهن دخل على الإسلام.
وما ذاك إلا لاختلاف الكلمة ولكون الوقت فيه خليفتان يتنازعان الأمر فما شاء الله كان.
سنة إحدى وسبعين فيها توفي عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي.
أحد من بايع تحت الشجرة.
له أحاديث ولكن في غير الكتب الستة.
سنة اثنتين وسبعين فيها توفي البراء بن عازب أبو عمارة الأنصاري الحارثي نزيل الكوفة.
وكان من أقران ابن عمر.
استصغر يوم بدر.
ومعبد بن خالد الجهني.
وكان صاحب لواء جهينة يوم الفتح.
له حديث عن أبي بكر.
وفيها على الصحيح عبيدة بن عمر بن السلماني المرادي الكوفي الفقيه المفتي.
أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتفقه بعلي وابن مسعود.
قال الشعبي: كان يوازي شريحًا في القضاء.
وفيها على الصحيح الأحنف بن قيس أبو بحر التميمي السعدي الأمير.
أحد الأشراف ومن قلت: سمع من عمر وجماعة.
وفيها كانت وقعة هائلة بالعراق بدير الجاثليق.
تجهز عبد الملك وطلب العراق.
وسار مصعب أيضًا يقصد الشام.
فالتقى الجمعان.
فخان مصعبًا بعض جيشه وأفلت زياد بن عمرو ومالك بن مسمع وطائفة لديهم ولحقوا بعبد الملك.
وكان عبد الملك قد كتب إليهم يعدهم ويمنيهم حتى أفسدهم.
وجعل مصعب كلما قال لمقدم من أمرائه: تقدم لا يطيعه.
واستظهر عبد الملك فأرسل إلى مصعب يبذل له الأمان.
فقال: إن مثلي لا ينصرف عن هذا الموطن إلا غالبًا أو مغلوبًا.
ثم إنهم أثخنوه بالرمي.
ثم شد عليه زائدة فطعنه وقال: يا لثارات المختار.
وقتل مع مصعب ولداه عيسى وعروة وإبراهيم بن الأشتر سيد النخع وفارسها.
ومسلم بن عمرو الباهلي.
واستولى عبد الملك على العراق وما يليها.
فأمر أخاه بشرًا على العراق وبعث الأمراء على الأعمال.
وجهز الحجاج إلى مكة لحرب ابن الزبير.
سنة ثلاث وسبعين فيها توفي عوف بن مالك الأشجعي الحبيب الأمين.
وكان ممن شهد فتح مكة.
وفيها توفي أبو سعيد بن المعلى الأنصاري.
وله صحبة ورواية.
وفيها نازل الحجاج ابن الزبير فحاصره.
ونصب المنجنيق على أبي قبيس.
ودام القتال أشهرًا.
إلى أن قتل عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي أمير المؤمنين وفارس قريش وابن حواري الرسول صلى الله عليه وسلم كان صوامًا قوامًا بطلًا شجاعًا فصيحًا مفوهًا.
قتل في جمادى الأولى وطيف برأسه في مصر وغيرها.
وقتل معه عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي رئيس مكة وابن رئيسها.
ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولما حج معاوية قدم له ابن صفوان ألفي شاة.
وقتل معه بحجر المنجنيق عبد الله بن مطيع بن الأسود العدوي الذي ولي الكوفة لابن الزبير قبل غلبة المختار.
وقتل معه عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي وقد أسلم يوم الحديبية.
وتوفيت أم ابن الزبير بعد مصابه بيسير.
وهي أسماء بنت أبي بكر الصديق وهي في عشر المائة.
وهي من المهاجرات الأول وتلقب بذات النطاقين.
وفيها استوثق الأمر لعبد الملك بن مروان بمقتل ابن الزبير.
وولي الحجاج إمرة الحجاز.
فنقض الكعبة وأعادها إلى بنائها من زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وكانت قد شعثت من المنجنيق وأصيب الحجر الأسود فأصلحوه ورمموه.
في أولها مات رافع بن خديج الأنصاري وقد أصابه يوم أحد سهم فنزعه وبقي النصل في جسمه إلى أن مات.
وفي أولها توفي أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي.
السيد الفقيه القدوة.
استصغر يوم أحد.
وقد عين للخلافة يوم الحكمين مع وجود علي والكبار رضي الله عنهم.
وقال سعيد بن المسيب يوم مات ابن عمر: ما بقي في الأرض أحد أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منه.
وهذا كنحو ما قال علي في عمر يوم مات.
وأما أبو داود فقال: مات ابن عمر بمكة في أيام الموسم.
يعني سنة ثلاث وسبعين.
وتوفي بعده أبو سعيد سعد بن مالك الأنصاري الخدري.
وكان من فقهاء الصحابة وأعيانهم.
شهد الخندق وغيرها وشهد بيعة الرضوان.
وفيها توفي بالمدينة سلمة بن الأكوع الأسلمي.
وكان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت يوم الحديبية.
وكان بطلًا شجاعًا راميًا يسبق الفرس سيرًا وله مواقف مشهورة.
وفيها توفي بالكوفة أبو جحيفة السوائي ويقال له وهب الخير.
له صحبة ورواية.
وكان صاحب شرطة علي رضي الله عنه.
فكان يقوم تحت منبره يوم الجمعة.
وقيل تأخر إلى بعد الثمانين.
وفيها توفي محمد بن خاطب بن الحارث الجمحي.
وله صحبة ورواية.
وهو أول من سمي في الإسلام محمدًا.
وفيها توفي أوس بن ضمغج الكوفي العابد.
وخرشة بن الحر.
وقد ربي يتيمًا في حجر عمر.
ونزل الكوفة.
وعاصم بن ضمرة السلولي.
صاحب علي.
ومالك بن أبي عامر مع الأصبحي جد الإمام مالك.
له عن عمر وعثمان رواية.
وفيها عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي بالمدينة.
له رؤية ورواية.
وكان كثير الحديث والفتيا.
سنة خمس وسبعين فيها حج عبد الملك بن مروان وخطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وعزل الحجاج عن الحجاز وأمره على العراق.
وفيها توفي العرباض بن سارية السلمي أحد أصحاب الصفة بالشام.
وأبو ثعلبة الخشني بالشام وقد شهد فتح خيبر.
قال ابن إسحاق: حج مائة حجة وعمرة.
وكان إذا رؤي ذكر الله.
والأسود بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه العابد.
ورد أنه كان يصلي في اليوم والليلة سبع مائة ركعة.
وبشر بن مروان الأموي أمير العراقين بعد مصعب.
وسليم بن عتر التجيبي قاضي مصر وقاصها وناسكها.
وقد حضر خطبة عمر بالجابية.
سنة ست وسبعين فيها وجه الحجاج زائدة بن قدامة الثقفي ابن عم المختار لحرب شبيب والخوارج.
فالتقوا فاستظهر شبيب وقتل زائدة.
واستفحل أمر شبيب وهزم العساكر مرات.
سنة سبع وسبعين فيها بعث الحجاج لحرب شبيب عندما قتل عثمان الحارثي عتاب بن ورقاء الخزاعي الرباحي.
فالتقى شبيبًا بسواد الكوفة فقتل أيضًا عتاب وهزم جيشه.
فجهز الحجاج لقتاله الحارث بن معاوية الثقفي.
فالتقوا فقتل الحارث.
فوجه الحجاج أبا الورد النضري فقتل.
ففرق الحجاج وسار بنفسه.
فالتقوا واشتد القتال.
وقتلت غزالة امرأة شبيب.
وكانت يضرب بشجاعتها المثل.
وجحز بينهم الليل.
وسار شبيب إلى ناحية الأهواز وبها محمد بن موسى بن طلحة التيمي.
فخرج لقتال شبيب ثم بارزه فقتله شبيب.
وسار إلى كرمان فتقوى ورجع إلى الأهواز.
فبعث الحجاج لحربه سفيان الأبرد الكلبي وحبيب بن عبد الرحمن الحكمي.
فالتقوا على جسر دجيل.
واشتد القتال حتى حجز بينهم الظلام.
ثم ذهب شبيب وعبر على الجسر فقطع به فغرق.
وكان إليه المنتهى في الشجاعة والبأس وأكثر ما يكون في مائتي نفس من الخوارج فيهزمون الألوف.
وفيها غزا عبد الملك بنفسه.
فدخل الروم وافتتح مدينة هرقلة.
وفيها توفي أبو تميم الجيشاني.
واسمه عبد الله بن مالك.
قرأ القرآن على معاذ.
وكان من عباد أهل مصر وعلمائهم.
سنة ثمان وسبعين فيها وثب الروم على ملكهم فنزعوه من الملك وقطعوا أنفه ونفوه إلى بعض الجزائر.
وولي فيها موسى بن نصير إمرة الغرب كله.
وولي خراسان المهلب بن أبي صفرة.
وفيها توفي جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام السلمي الأنصاري.
وهو آخر من مات من أهل العقبة.
وعاش أربعًا وتسعين سنة.
وكان كثير العلم من أهل بيعة الرضوان.
وفيها على الأصح زيد بن خالد الجهني بالكوفة وله خمس وثمانون سنة.
وهو من مشاهير الصحابة.
وفيها عبد الرحمن بن غنم الأشعري بالشام.
وكان قد بعثه عمر يفقه الناس.
قال أبو مسهر: هو رأس التابعين رحمه الله.
وفيها أبو أمية شريح بن الحارث الكندي القاضي.
وولي قضاء الكوفة لعمر ولمن بعده.
وعاش أزيد من مائة سنة.
واستعفى من القضاء قبل موته بعام فأعفاه الحجاج.
وكان فقيهًا قانتًا شاعرًا صاحب مزاح.
وفيها قتل بسجستان أبو المقدام شريح بن هانئ المذحجي صاحب علي عن مائة وعشرين سنة.
فيها أصاب أهل الشام طاعون كادوا يفنون من شدته.
قاله ابن جرير.
وفيها كان مقتل رأس الخوارج قطري بن الفجاءة التميمي بطبرستان.
عثر به فرسه فهلك.
وأتي الحجاج برأسه.
ومات بسجستان عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي.
وكان قد بعثه الحجاج أميرًا عليها في العام الماضي.
وكان جوادًا ممدحًا يعتق في كل عيد مائة عبد.
وفيها مات عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي وهو قليل الحديث.
سنة ثمانين فيها بعث الحجاج على سجستان عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي.
فلما استقر بها خلع الحجاج وخرج.
ثم كانت بينهما حروب يطول شرحها.
وفيها مات عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي.
وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم.
ولد بالحبشة.
ويقال لم يكن في الإسلام مثله في جوده وسخائه.
وفيها مات أبو إدريس الخولاني عائذ بن عبد الله فقيه أهل الشام وقاصهم وقاضيهم.
سمع من أبي الدرداء وطبقته.
وفيها مات أسلم مولى عمر رضي الله عنه.
اشتراه عمر في حياة أبي بكر.
وهو من سبي عين التمر.
وكان فقيهًا نبيلًا.
وفيها وقيل قبلها جنادة بن أبي أمية الأزدي بالشام له ولأبيه صحبة.
وحديثه في الصحيحين عن الصحابة ولي غزو البحر لمعاوية.
وفيها على الأصح أبو عبد الرحمن جبير بن نفير الحضرمي نزيل حمص.
كان من جلة التابعين.
روى عن أبي بكر وعمر.
وفيها توفي عبد الرحمن بن عبد القاري.
أتي به أبوه النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير.
روى عن جماعة.
وهو مدني.
وفيها صلب عبد الملك معبد الجهني في القدر.
قاله سعيد بن غفير.
وقيل بل عذبه الحجاج بأنواع العذاب وقتله.
له رواية وقد وثقوه.
وفيها توفي ملك عرب الشام حسان بن النعمان بن المنذر الغساني غازيًا بالروم.
وفيها مات اليون عظيم الروم.
وفيها حصر المهلب بن أبي صفرة كش ونسف.
فيها قام مع ابن الأشعث عامة أهل البصرة مع العلماء والعباد.
فاجتمع له جيش عظيم.
والتقوا عسكر الحجاج يوم الأضحى فانكشف عسكر الحجاج وانهزم هو وتمت بينهما بعد ذلك عدة وقعات حتى قيل كان بينهما أربع وثمانون وقعة على الحجاج والآخرة كانت له.
وفيها وقيل سنة اثنتين توفي أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي ابن الحنفية عن سبعين إلا سنة.
وكانت الشيعة قد لقبته المهدي.
وتزعم شيعته أنه لم يمت وأنه بجبل رضوى مختفيًا عنده عسل وماء.
وفيها توفي سويد بن غفلة الجعفي بالكوفة.
وقدم المدينة وقد دفنوا النبي صلى الله عليه وسلم .
ومولده عام الفيل فيما قيل.
وكان فقيهًا إمامًا عابدًا كبير القدر.
وفيها توفي عبد الله بن زرير الغافقي المصري.
روى عن عمر وعلي.
وفيها حجت أم الدرداء الأوصابية الحميرية.
وكان لها نصيب وافر من العلم والعمل.
ولهاحرمة زائدة بالشام.
وقد خطبها معاوية بعد وفاة أبي الدرداء فامتنعت.
وقتل مع ابن الأشعث ليلة دجيل أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود الهذلي.
روى عن طائفة.
ولم يدرك السماع من والده.
وقتل معه ليلتئذ عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي ابن خالة خالد ابن الوليد.
وكان فقيها كثير الحديث لقي كبار الصحابة وأدرك معاذ بن جبل
وفيها كانت الحروب تستعر بالعراق بين الحجاج وابن الأشعث وكاد ابن الأشعث أن يغلب على العراق.
وبلغ جيشه ثلاثة وثلاثين ألف فارس ومائة وعشرين ألف راجل.
ولم يتخلف عنه كثير.
قاموا معه على الحجاج لله.