9 مصاحف

9 مصاحف الكتاب الاسلامي
حسبي الله ونعم الوكيل

حسبي الله ونعم الوكيل

 

Translate

الأحد، 4 يونيو 2023

ج4. وج5.إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري



ج4. وج5.إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري 

 ج4. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة لأحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

1751- وَعَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ ، قَالَ : قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ - رضي الله عنهما - : عَلَّمَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ : رَبِّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِي ، وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ ، وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ ، وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ.

1752- وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَن ّالنَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَوْتَرَ عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُعْضَلاً وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ . وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.@

(2/395)

24- باب صلاة الضحى

فيه حديث أبي ذر وتقدم في كتاب العلم بطوله من حديث أبي أمامة , وتقدم في أول كتاب افتتاح الصلاة , وحديث أبي هريرة وتقدم في صلاة الوتر , وحديث أبي الدرداء وتقدم في صوم ثلاثة أيام , وحديث عائذ بن عمرو , وسيأتي في علامات النبوة في باب بركته في الماء.

1753- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي الضُّحَى.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1754- وَعَن رُمَيْثَةَ ، قَالَتْ : رَأَيْتُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - صَلَّتِ الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ ، قَالَتْ : قُلْتُ أرأيت هذه الصلاة أَشَيْء أَمَرَكِ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَو شَيء رَأَيتِيهِ يَصْنَعه ؟ قَالَتْ : مَا أَنَا بِمُحَدِّثَتُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح فِيهِنَّ شَيْئًا ، وَلَكِنْ لَوْ نُشِرَ لِي أَبِي مِنَ الْقَبْرِ عَلَى أَنْ أَدَعَهُنَّ لَمْ أَدَعْهُنَّ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

1754/2- وفي رواية له : أن عائشة كانت تصلي الضحى فتطيلها.

1754/3- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُ : عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْتِي فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ.

1754/4- وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ وَلَفْظُهُ قَالَتْ : مَا سَبَّحَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ وَإِنِّي لأُسَبِّحُهَا.@

(2/396)

1755- وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُحَافِظُ عَلَى صَلاَةِ الضُّحَى إِلاَّ أَوَّابٌ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الْمَوَاعِظِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوعًا : يَا أَنَسُ صَلِّ صَلاَةَ الضُّحَى فَإِنَّمَا هِيَ صَلاَةُ الأَوَّابِينَ مِنْ قَبْلِكَ .

1756- وَعَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي الضُّحَى ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ : اللهمَّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَابُ الْغَفُورُ ، حَتَّى قَالَهَا مِئَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ مَرَّةٍ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ زَاذَانَ ، عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِثْلَهُ.

1757- وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَا مِنِ امْرِئٍ يَأْتِي فَضَاءً مِنَ الأَرْضِ فَيُصَلِّي بِهِ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَقُولُ : اللهمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، أَصْبَحْتُ عَبْدَكَ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئًا أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي فَإِنَّهُ قَدْ أَرْهَقَتْنِي ذُنُوبِي وَأَحَاطَتْ بِي إِلاَّ أَنْ تَغْفِرَهَا لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِلاَّ غَفَرَ الله لَهُ فِي ذَلِكَ الْمَقْعَدِ ذَنْبَهَ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ فِيهِ : أَبُو قُرَّةَ الأَسَدِيُّ قَالَ فِيهِ ابْنُ خُزَيْمَةَ : لاَ أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ ، وَلاَ جَرْحٍ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

1758- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ أَنَّهُ ، قَالَ لأَبِي ذَرٍّ : يَا عَمُّ اقْبِسْنِي خَيْرًا ، قَالَ : نَعَمْ يَابْنَ أَخِي ، قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ لَمْ تُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَإِنْ صَلَّيْتَ أَرْبَعًا كُتِبْتَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا سِتًّا لَمْ يَتْبَعْكَ ذَنْبٌ ، وَإِنْ صَلَّيْتَهَا عَشْرًا ... وَإِنْ صَلَّيْتَهَا ثِنْتَيْ عَشْرَةَ بُنِى لَكَ بِهَا بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَتَقَدَّمَ بِطُولِهِ فِي الْعِلْمِ.@

(2/397)

1759- وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى حِرَّةِ بَنِي مُعَاوِيَةَ وَاتَّبَعْتُ أَثَرَهُ حَتَّى ظَهَرَ عَلَيْهَا فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ طَوَّلَ فِيهِنَّ ، فَقَالَ : يَا حُذَيْفَةُ طَوَّلْتُ عَلَيْكَ ؟ قُلْتُ : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : إِنِّي سَأَلْتُ الله - تَعَالَى - فِيهَا ثَلاَثًا فَأَعْطَانِيَ اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً : سَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُظْهِرَ عَلَى أُمَّتِي غَيْرَهَا فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهَا بَيْنَهَا فَمَنَعْنِيهَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.

لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ عَنْهُ.

1760- وَعَنِ الْحَسَنِ ، وَالْحُسَيْنِ - رضي الله عنهما - أَن ّرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى وَقَالَ : مَنْ صَلاَّهَا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ قَالَ : وَأَظُنُّهُ قَالَ : وَغُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي سَاعَاتِ النَّهَارِ مِنْ ذَنْبٍ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.

1761- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، سَمِعْتُ أَنَسًا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَقَالَ لَهُ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنِ بْنِ الْجَارُودِ : أَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي الضُّحَى ؟ فَقَالَ : مَا رَأَيْتُهُ غَيْرَ يَوْمٍ وَاحِدٍ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(2/398)

1761/2- وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، بِلَفْظِ : إِنَّ أَنَسًا لَمْ يَرَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الضُّحَى قَطُّ إِلاَّ أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ أَوْ يَقْدِمَ مِنْ سَفَرٍ .

1762- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ مَا نَدْرِي مَا وَجْهُ هَذِهِ الآيَةِ : {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِِشْرَاقِ} حَتَّى رَأَيْنَا النَّاسَ يُصَلُّونَ الضُّحَى.

رواه أحمد بن منيع.

1763- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : صَلاَةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، إلا أنه معلول ، والمحفوظ في هذا عن القاسم بن عوف ، عن زيد بن أرقم ، كذا رواه مسلم من حديث أيوب ومن حديث قتادة أيضًا عن القاسم به.

1764- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي صَلاَةَ الضُّحَى قَطُّ ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ فَيَعْمَلُ بِهِ خَالِيًا وَإِنِّي لأُصَلِّيهَا ، سَعْدٌ يَقُولُ ذَلِكَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/399)

1765- وَعَنْ أُمِّ هَانِيءِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنها - : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَامَ إِلَى غُسْلِهِ فَسَتَرَتْهُ فَاطِمَةُ - رضي الله عنها - ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ ، ثُمَّ صَلَّي ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ سَبْحَةَ الضُّحَى.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ , وَأَبِي دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَةَ بِنَقْصِ أَلْفَاظٍ.

1766- وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّامٍ الْغَطْفَانِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَالَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، : ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي رَكْعَتَيْنِ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ إِلاَّ أَنَّهُما قَالا : صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ .

1767- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - : أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ قَاعِدَةً قَالَ : فَقِيلَ لَهَا : إِنَّ عَائِشَةَ تُصَلِّيهَا أَرْبَعًا فَقَالَتْ : إِنَّ عَائِشَةَ امْرَأَةً شَابَّةً ، وَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : صَلاَةُ الْقَاعِدِ عَلَى نِصْفِ أَجْرِ صَلاَةِ الْقَائِمِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الصَّلاَةِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ وَبَعْدَهَا.@

(2/400)

1768- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ : مَا صَلَّيْتَ إِلاَّ رَكْعَتَيْنِ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ حِينَ بُشِّرَ بِالْفَتْحِ وَبِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ سَلَمَةَ بْنِ رَجَاءٍ.

1768/2- وَابْنُ مَاجَةَ وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى يَوْمَ بُشِّرَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ رَكْعَتَيْنِ.

1769- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَرِيَّةً فَغَنِمُوا وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ ، فَتُحِدِّثَ بِقُرْبِ مَغْزَاهُمْ وَكَثْرَةِ غَنِيمَتِهِمْ وَسُرْعَةِ رَجْعَتِهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَقْرَبَ مِنْهُ مَغْزًى وَأَكْثَرَ غَنِيمَةً وَأَوْشَكَ رَجْعَةً فَقَالَ : مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لِسَبْحَةِ الضُّحَى فَهُوَ أَقْرَبُ مَغْزًى وَأَكْثَرُ غَنِيمَةً وَأَوْشَكُ رَجْعَةً.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتَقَدَّمَ كُل ذَلِكَ فِي بَابِ فَضْلِ الْوُضُوءِ وَإِسْبَاغِهِ.@

(2/401)

1770- وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتَعْجَزُ ، يا ابْنَ آدَمَ ، أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَ يَوْمِكَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.

1771- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ - أَوْ قَالَ : الْغَدَاةَ - فَقَعَدَ فِي مَقْعَدِهِ فَلَمْ يَلْغُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا ، وَيَذْكُرُ الله حَتَّى يُصَلِّيَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لاَ ذَنْبَ لَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

25- باب صلاة الاستخارة ودعائها وما جاء في تركها

فيه حديث ابن مسعود وتقدم في التشهد.

1772- وَعَنْ صُهَيْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا لاَ نَفْهَمُهُ ، وَلاَ يُخْبِرُنَا بِهِ ، فَقَالَ : أَفَطِنْتُمْ لِي ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : إِنِّي ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ فَقَالَ : مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلاَءِ - أَوْ مَنْ يَقُومُ بِهَؤُلاَءِ ؟ أَوْ غَيْرَهَا مِنَ الْكَلاَمِ - فَأُوحِيَ إِلَيْهِ أَنِ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ ، إِحْدَى ثَلاَثٍ : إِمَّا أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، أَوِ الْجُوعَ ، أَوِ الْمَوْتَ فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا : أَنْتَ نَبِيُّ الله نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ فَخَرَّ لَنَا ، فَقَامَ إِلَى الصَّلاَةِ وَكَانُوا إِذَا فَزِعُوا فَزِعُوا إِلَى الصَّلاَةِ فَصَلَّى مَا شَاءَ الله ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ غَيْرِهِمْ فَلاَ ، أَوِ الْجُوعُ فَلاَ ، وَلَكِنِ الْمَوْتُ فَسَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا ، فَهَمْسِي الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ : اللهمَّ بِكَ أُقَاتِلُ ، وَبِكَ أُصَاوِلُ ، وَلاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(2/402)

1773- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُلْ : اللهمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ، وَلاَ أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ ، وَلاَ أَعْلَمُ ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ، اللهمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا - فِي الأَمْرِ الَّذِي يُرِيدُ - لِي خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ، وَإِلاَّ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ، ثُمَّ قَدِّرْ لِيَ الْخَيْرَ أَيْنَمَا كَانَ ، وَلاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ ، وَابْنُ حِبَّانَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(2/403)

1774- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ اسْتِخَارَتُهُ لِرَبِّهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ وَأَبُو الشَّيْخِ بْنُ حِبَّانَ.

1774/2- وَالْحَاكِمُ وَزَادَ : وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَتِهِ الله .

وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ كَذَا قَالَ.

1774/3- وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَلَفْظُهُ : مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ كَثْرَة اسْتِخَارةُ الله - تَعَالَى - وَرِضَاؤُهُ بِمَا قَضَى الله – تَعَالَى - لَهُ ، وَمِنْ شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَة الله – تَعَالَى - وَسَخَطُهُ بِمَا قَضَى الله - تَعَالَى .

وَقَالَ : غَرِيبٌ.

وَهَذَا الْمَتْنُ وَإِنْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فَإِنَّ فِي طَرِيقِهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حُمَيْدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَطَرِيقُ أَبِي يَعْلَى أَوْلَى مِنْهَا.

26- باب سجود التلاوة والحث على السجدتين بعد كل صلاة

1775- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَجُلَيْنِ ، كِلاَهُمَا خَيْرٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ أَحَدَهُمَا ، سَجَدَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، أَوَ فِي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، وَلَمْ يَسْجُدِ الآخَرُ ، فَكَانَ الَّذِي سَجُدُ أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي لَمْ يَسْجُدْ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عُمَرَ ، فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح ، وأصله في الصحيح وغيره بغير هذا اللفظ.@

(2/404)

1776- وعنه قَالَ : قَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، النَّجْمَ فَسَجَدَ ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ سُورَةً أُخْرَى.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند الصحيحين.

1776/2- وأحمد بن حنبل مرفوعًا ولفظه : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ النَّجْمَ ، فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ ، إِلاَّ رَجُلَيْنِ أَرَادَا الشَّرَفَ.

1776/3- والبزار ولفظه : عن أبي هريرة أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كُتبت عنده سورة النجم فلما بلغ السجدة سجد وسجدنا معه ، وسجدت الدواة والقلم.

1777- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا.

1778- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَن ّالنَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَجَدَ فِي : إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ عَشْرَ مَرَّاتٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَالْبَزَّارُ ، وَفِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى.@

(2/405)

1779- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أَكْتُبُ سُورَةَ ص فَأَتَيْتُ عَلَى السَّجْدَةِ ، فَسَجَدَ كُلُّ شَيْءٍ رَأَيْتُهُ : اللَّوْحُ ، وَالدَّوَاةُ ، وَالْقَلَمُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَ بِالسُّجُودِ فِيهَا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.

1780- وَعَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي تَحْتَ شَجَرَةٍ ، وَكَأَنَّ الشَّجَرَةَ تَقْرَأُ ص ، فَلَمَّا أَتَتْ عَلَى السَّجْدَةِ سَجَدَتْ ، فَقَالَتْ فِي سُجُودِهَا : اللهمَّ اغْفِرْ لِي بِهَا ذَنْبًا ، اللهمَّ حُطَّ عَنِّي بِهَا وِزْرًا ، وَأَحْدِثْ لِي بِهَا شُكْرًا ، وَتَقَبَّلَهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَ مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ سَجْدَتَهُ فَعَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : سَجَدْتَ أَنْتَ يَا أَبَا سَعُيدٍ ؟ قُلْتُ : لاَ قَالَ : فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِالسُّجُودِ مِنَ الشَّجَرَةِ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سورة ص ، ثُمَّ أَتَى عَلَى السَّجْدَةِ ، وَقَالَ فِي سُجُودِهِ مَا قَالَتِ الشَّجَرَةُ فِي سُجُودِهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَالطَّبَرَانِيُّ.

1781- وعن عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : ليس في المفصل سجود.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.

وسيأتي عن عُمَر في سورة ص أنه صلى بها العشاء فسجد فيها ... .

1782- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَجَدَ فِي ص .

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/406)

1783- وَعَنِ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ قَالَ : إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلاَ تُصَلِّيَ صَلاَةً إِلَّا سَجَدْتَ بَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ فَافْعَلْ.

رواه مُسَدَّد.

27- باب ليلة القدر وما يقال فيها

1784- عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَن ّرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ.

رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1784/2- وَعَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فذكره وَزَادَ : مِنْ رَمَضَانَ فِي وِتْرٍ ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهَا ثُمَّ نَسِيتُهَا وَهِيَ لَيْلَةُ مَطَرٍ وَرِيحٍ - أَوْ قَالَ : قَطْرٍ وَرِيحٍ .

1785- وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْمِنْبَرِ : إِنِّي خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي الْوِتْرِ.

رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.

وَسَيَأْتِي فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَحَادِيثُ فِي آخِرِ كِتَابِ الصَّوْمِ.

1786- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ فَمَاذَا أَقُولُ فِيهِ ؟ قَالَ : قُولِي اللهمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.@

(2/407)

28- باب تكفير من ترك الصلاة من غير عذر

1787- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَن ْرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله.

قَالَ مَكْحُولٌ : مَنْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله فَقَدْ كَفَرَ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَفِي إِسْنَادِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

1788- وَعَن إِيَاد بْنُ أَبِي حُمَيْد ، قَالَ : سَمِعْتُ مَكْحُولًا ، يَقُولُ : فِيمَنْ يَقُولُ : الصَّلاَةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَلاَ أُصَلِّيهَا ، وَالزَّكَاةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَلاَ أُزَكِّيهَا ، قَالَ : يُسْتَتَابُ ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ.

رواه إسحاق ، وإياد هذا مجهول.

1789- وَعَنْ أَيُّوبَ : فِيمَنْ يَقُولُ : الصَّلاَةُ مِنْ اللَّهِ وَلاَ أُصَلِّيهَا : يُضْرَبُ عُنُقُهُ من هَا هُنَا - وَأَشَارَ إِسْحَاقُ إِلَى قَفَاهُ - لَيْسَ بَيْنَ الأَئِمَّةِ فِيهِ خِلاَفٌ.

رواه إسحاق بن راهويه.

قال البيهقي في الكبرى : روينا عن عُمَر بن الخطاب أنه قال : لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة , وعن علي : من لم يصل فهو كافر , وعن عَبد الله بن مسعود : من لم يصل فلا دين له.

قلت : ولما تقدم شواهد منها :

حديث معاذ في مسند أحمد.@

(2/408)

وحديث جابر في الصحيح والسنن الأربعة.

وحديث بريدة في مسند أحمد والسنن الأربعة وابن حبان وا لحاكم.

وحديث أبي الدرداء في ابن ماجه والبيهقي.

وحديث عَبد الله بن شقيق عن الصحابة في الترمذي.

وحديث ابن عباس في مسند أحمد والبزار.

وحديث أنس في ابن ماجه والبيهقي.

وحديث أبي هريرة في البَزَّار.

وحديث ابن عُمَر في الطبراني.

وحديث أبي أمامة في ابن حبان.

وحديث عُمَر بن الخطاب في الأصبهاني.@

(2/409)

وحديث علي بن أبي طالب في ابن أبي شَيْبَة وتاريخ البخاري.

وحديث عَبد الله بن عَمْرو في مسند أحمد والطبراني في الكبير والأوسط.

وحديث سعد بن أبي وقاص في البَزَّار.

وحديث نوفل بن معاوية في الطيالسي وابن حبان.

وحديث أم أيمن في مسند أحمد وعبد بن حميد - وسيأتي في باب الوصية - والبيهقي.@

(2/410)

21- كتاب الجنائز

1- باب ما ينبغي لكل مسلم أن يستعمله من حسن الظن وقصر الأمل والإستعداد للموت ، والصبر على جميع ما يصيبه من الأمراض والأوجاع والأحزان لما في ذلك من الكفارات والدرجات

قال الله - عز وجل - : {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى} . وقال : {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} . وقال فيمن لا يحمد فعلهم : {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} وقال : {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} وقال : {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا}.

1790- عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَالَ لِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - : يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ لاَقِيهِ.

رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَسَتَأْتِي جُمْلَةُ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا الْنوعِ فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ ، وَكِتَابِ الزُّهْدِ.@

(2/411)

1791- وَعَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ ، أَنَّهُ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَهَجَرَ الرَّوَاحَ فَلَقِيَ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ ، وَالصَّنَابِحِيُّ مَعَهُ ، فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدَانِ يَرْحَمْكُمَا الله ؟ قَالاَ : نُرِيدُ هَا هُنَا إلى أَخٍ لَنَا مَرِيض نَعُودُهُ قَالَ : فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلاَ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ فَقَالاَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : أَصْبَحْتُ بِنِعْمَةِ الله وَفَضْلِهِ قَالَ : فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ : أَبْشِرْ بِكَفَّارَاتِ السَّيِّئَاتِ وَحَطِّ الْخَطَايَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ : إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ ، فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا ، وَيَقُولُ الله : إِنِّي أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي هَذَا وَابْتَلَيْتُهُ فَأَجْرُوا لَهُ مَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ قَبْلَ ذَلِكَ وَهُوَ صَحِيحٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الطِّبِّ.

1792- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ .

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

2- باب عيادة المريض وفضلها

فيه حديث علي بن أبي طالب وسيأتي في باب المشي أمام الجنازة.

1793- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عُودُوا الْمَرِيضَ وَاتَّبِعُوا الْجَنَائِزَ تُذَكِّرْكُمُ الآخِرَةَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى.

وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ.@

(2/412)

1794- وَعَنْهُ قَالَ : كَانَ الرَّجُلَ إِذَا ثَقُلَ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَحَضَرَ دَعَوْنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى يَكُونَ عِنْدَهُ ، فَرُبَّمَا طَالَ ذَلِكَ ، فَقُلْنَا : هَذَا يَشُقُّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَرَأَيْنَا أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى يَمُوتَ ، ثُمَّ نَدْعُوَ إِلَيْهِ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ رَأَيْنَا أَنَّهُ أَرْفَقُ بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ نَحْمِلَ جَنَائِزَنَا إِلَيْهِ فَفَعَلْنَا ، فَكَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

1795- وَعَن سَلْمِ بْنِ عَطِيَّةَ الْفُقَيْمِيِّ ، قَالَ : عَادَ سَلْمَانُ مَرِيضًا ، فَرَآهُ قَدِ اشْتَدَّ فِي نَزْعِهِ فَقَالَ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، ارْفُقْ بِهِ ، فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ . فَقَالَ الرَّجُلُ : إِنَّهُ يَقُولُ : أَنَا بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند رجاله ثقات.@

(2/413)

1796- وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَرَأَيْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ تَذُبُّ عَنْهُ ، وَهِيَ مَوْشُومَةُ الْيَدَيْنِ.

رواه أحمد بن منيع ، ورجاله ثقات.

1797- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ عَادَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَتَعُودُ الْحَسَنَ وَفِي نَفْسِكَ مَا فِيهَا ؟! قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَمْروٌ : لَسْتَ بِرَبِّي تَصْرِفُ قَلْبِي حَيْثُ شِئْتَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَمَّا ذَاكَ الْحَدِيثُ فَلاَ يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إِلاَّ ابْتَعَثَ الله إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مِنْ أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ كَانَ حَتَّى يُمْسِي وَمِنْ أَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ كَانَ حَتَّى يُصْبِحَ ، فقَالَ لَهُ عَمْرٌو : كَيْفَ تَقُولُ فِي الْمَشْيِ مَعَ الْجِنَازَةِ : بَيْنَ يَدَيْهَا أَوْ خَلْفَهَا ؟ فَقَالَ لَه عَلِيٌّ : إِنَّ فَضْلَ الْمَشْيِ خَلْفَهَا عَلَى بَيْنِ يَدَيْهَا ، كَفَضْلِ صَلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ فِي الجَمَاعَةٍ عَلَى الْوَحْدَةِ , فَقَالَ عَمْرٌو : فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ . فَقَالَ إنَّما: إِنَُّمَا كَرِهَا أَنْ يُحْرِجَا النَّاسَ.

رواه أحمد بن منيع والحارث وابن حبان في صحيحه ، ورواه أبو داود في سننه مختصرًا ، وسيأتي في المشي أمام الجنازة بتمامه.

1798- وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ ، فَقَالَ : أَمَا وَالله قَدْ صَحِبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ ، فَكَانَ يَعُودُ مَرْضَانَا ، ويُشَيِّعُ جَنَائِزَنَا ، وَيَغْدُو معنا ، وَيُوَاسِينَا بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ، وَإِنَّ نَاسًا يُعْلِمُونِي بِهِ عَسَى أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدُهُمْ رَآهُ قَطُّ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَعْيَنُ ابْنُ امْرَأَةِ الْفَرَزْدَقِ : يَا نَعْثَلُ ، إِنَّكَ قَدْ بَدَّلْتَ فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : أَعْيَنُ قَالَ : بَلْ أَنْتَ أَيُّهَا الْعَبْدُ قَالَ : فَوَثَبَ النَّاسُ إِلَى أَعْيَنَ قَالَ : وَجَعَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يَدعهُمْ عَنْهُ حَتَّى أَدْخَلَهُ الدَّارَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(2/414)

1799- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِيَّ فِيهِ ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ نَائِمًا ، فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَالْتَزَمَنِي.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

1800- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ وَافَقَ صِيَامُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَعَادَ مَرِيضًا ، وَشَهِدَ جِنَازَةً ، وَتَصَدَّقَ وَأَعْتَقَ ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

1800/2- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَلَفْظُهُ : خَمْسٌ مَنْ عَمِلَهُنَّ فِي يَوْمٍ كَتَبَهُ الله مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ : مَنْ عَادَ مَرِيضًا ، وَشَهِدَ جِنَازَةً ، وَصَامَ يَوْمًا ، وَرَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ ، وَأَعْتَقَ رَقَبَةً .

1801- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ مِنْ قَوْمٍ لَمْ يَعُودُوا مَرِيضًا ، وَلَمْ يَشْهَدُوا جِنَازَةً.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.@

(2/415)

1802- وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَمْسٌ مَنْ فَعَلَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِنًا عَلَى الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، : مَنْ عَادَ مَرِيضًا ، أَوْ خَرَجَ مَعَ جِنَازَةٍ ، أَوْ خَرَجَ غَازِيًا ، أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ يُرِيدُ تَعْزِيرَهُ وَتَوْقِيرَهُ ، أَوْ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ فَسَلِمَ النَّاسُ مِنْهُ وَسَلِمَ مِنَ النَّاسِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ.

3- باب في مرض سلمان رضي الله عنه

1803- عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لَمَّا مَرِضَ سَلْمَانُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَعُودُهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْكُوفَةِ قَالَ : فَجَعَلَ سَلْمَانُ يَبْكِي ، فَقَالَ سَعْدٌ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الله ، أَجَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ ؟ اذْكُرْ صُحْبَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَاذْكُرِ الْمَشَاهِدَ الصَّالِحَةَ ، وَاذْكُرِ الْقِدَمَ فِي الإِسْلاَمِ ، وَاذْكُرْ ، وَاذْكُرْ , فَقَالَ سَلْمَانُ : أَمَا وَالله مَا أَبْكِي وَاحِدَةً مِنْ ثِنْتَيْنِ : مَا أَبْكِي عَلَى شَيْءٍ تَرَكْتُهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلاَ كَرَاهَةً مِنْ لِقَاءِ رَبِّي فَقَالَ سَعْدٌ : فَمَا يُبْكِيكَ إِذ لَمْ تُبْكِيكَ وَاحِدَةٌ مِنْ ثِنْتَيْنِ : إِذْ لَمْ تَبْكِ جَزَعًا عَلَى شَيْءٍ تَرَكْتَهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلاَ كَرَاهِيَةً مِنْ لِقَاءِ رَبِّكَ ؟! قَالَ : يُبْكِينِي ذِكْرُ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخَافُ أَنْ نَكُون ضَيَّعَنَا قَالَ : وَمَا قَالَ ؟ قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَهِدَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : أَلاَ لِيَكُنْ بَلاَغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَاتَّقِ الله عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ ، ارْتَفِعْ عَنِّي فَارْتَفَعَ عَنْهُ وَمَاتَ سَلْمَانُ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، وَرَوَى ابْنُ مَاجَةَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

وَفِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ : أَنَّ مَالَ سَلْمَانَ جُمِعَ فَبَلَغَ خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا.

وَفِي الطَّبَرَانِيِّ : أَنَّ مَتَاعَ سَلْمَانَ بِيعَ فَبَلَغَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا.

وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي الزُّهْدِ فِي بَابِ مَا يَكْفِي مِنَ الدُّنْيَا.@

(2/416)

4- باب في مرض عائشة رضي الله عنها

1804- عَن ذَكْوَان ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، جَاءَ ليَسْتَأْذِن عَلَى عَائِشَةَ ، وَهِيَ فِي الْمَوْتِ ، قَالَ : فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، فَقُلْتُ : هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ جَاءَ لِيَسْتَأْذِن عَلَيْكِ ؟ قَالَتْ : دَعْنِي مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلاَ حَاجَةَ لِي بِهِ وَلاَ بِتَزْكِيَتِهِ ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : يَا أُمَّتَاهُ ، إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكِ يُرِيدُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْكِ ، قَالَتْ : فَأْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ ، قَالَ : فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَعَدَ ، فَقَالَ : أَبْشِرِي فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تُفَارِقِي كُلَّ نَصَبٍ وَتَلْقَيْ مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَالأَحِبَّةَ إِلاَّ أَنْ تُفَارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ ، فَقَالَتْ : أَيْضًا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ طَيِّبًا ، سَقَطَتْ قِلاَدَتُكِ ليلة الأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنْزِلِ يَلْتَقِطُهَا ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَنْ يَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا , فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ سَبَبِلِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الرَّحمة ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ ، فَأَصْبَحَ لَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ يُذْكَرُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، فِيهِ إِلاَّ تُتْلَى فِيهِ بَرَاءَتُكِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، قَالَتْ : دَعْنِي يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.@

(2/417)

5- باب إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له فيها حاجة ، وما جاء في وصية الرجل بنية عند موته

1805- عَنْ أَبِي عِزَّةَ الهُذلِي - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ رُوح عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ فِيهَا حَاجَةً ، فلم ينته حتى يأتيها ، ثُمَّ قَرَأ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آخِرسُورَة لُقْمَان ، {إِنَّ اللَّهََ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ...} إلى آخر الآية.

رواه أبو يَعْلَى واللفظ له ، ومُسَدَّد ، ورواه الترمذي مختصرًا.

1806- وَعَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ : إِنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ أَوْصَى بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا آبَاءَهُمْ ، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمُ أزْرِيَ بِهِمْ فِي أَكْفَائِهِمْ ، وَعَلَيْكُمْ بِاصْطِنَاعِ الْمَالِ ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الرَّجُلِ ، وَلا تُنَوحُوا عَلَي ، فَإِنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَم يُنَح عَلَيه ، وَادْفِنُونِي حَيْثُ لاَ يَرَانِي بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ ، فَإِنِّي كُنْتُ أُغَادِرُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات.

1806/2- وَكَذَا أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ ، فَسَلَّمْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا الْمَالُ الَّذِي لاَ يَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعَةٌ مِنْ ضَيْفٍ ضَافَنِي أَوْ عِيَالٍ إِنْ كَثُرُوا ؟ فَقَالَ : نِعْمَ الْمَالُ الأَرْبَعُونَ مِنَ الإِبِلِ ، وَالأَكْثَرُ سِتُّونَ ، وَوَيْلٌ لأَصْحَابِ الْمِئَيْنِ إِلاَّ مَنْ أَعْطَى فِي رَسْلِهَا وَنَجْدَتِهَا ، فَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا ، @

(2/418)

وَأَصدقَ فَحْلَهَا ، وَنَحَرَ سَمِينَهَا ، وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الأَخَلاَقَ وَأَحْسَنَهَا إِنَّهُ لاَ يُحَلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا فِيهِ مِنْ كَثْرَةِ إِبِلِي قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْمَنِيحَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي لأَمْنَحُ فِي كُلِّ عَامٍ مِئَةً , قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْعَارِيَةِ ؟ قَالَ : تَغْدُو الإِِبِلَ ، وَيَغْدُو النَّاسَ ، فَمَنْ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ ذَهَبَ بِهِ ، قَالَ : فكَيْفَ تَصْنَعُ بِأَفْقَارِهَا ؟ قَالَ : إِنِّي لأُفْقِرُ الْبِكْرَ الضَّرْعَ وَالنَّابَ الْمُدَبِّرَ قَالَ : فَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ مَالُ مَوْلاَكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلْ مَالِي قَالَ : فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْتَيْتَ , ولَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ , وأَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ , وَمَا بَقِيَ فَلِمَوْلاَكَ قُلْتُ : لِمَوْلاَيَ ؟! قَالَ : نَعَمْ قُلْتُ : أَمَا وَالله لَئِنْ بَقِيتُ لأَدَعَنَّ عِدَّتَهَا قَلِيلاً قَالَ الْحَسَنُ : فَفَعَلَ رَحِمَهُ الله ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْوَفَاةُ دَعَا بَنِيهِ ، فَقَالَ : يَا بَنِيَّ ، خُذُوا عَنِّي فَلاَ أحد أَنْصَحَ لَكُمْ مِنِّي : إِذَا أَنَا مِتُّ فَسَوِّدُوا كِبَارَكُمْ ، وَلاَ تُسَوِّدُوا صِغَارَكُمْ فَيَسْتَسْفِهَ النَّاسُ كِبَارَكُمْ وَتُهُونُوا عَلَيْهِمْ ، وَعَلَيْكُمْ بِاسْتِصْلاَحِ الْمَالِ فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةُ فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ ، إِنَّ أَحَدًا لَنْ يَسْأَلَ إِلاَّ تَرَكَ كَسْبَهُ ، وَإِذَا أَنَا مِتُّ فَكَفِّنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا وَأَصُومُ ، وَإِيَّاكِمُ وَالنِّيَاحَةُ عَلَيَّ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَنْهِي عَنْهَا ، وَادْفِنُونِي فِي مَكَانٍ لاَ يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ خماشات فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَخَافُ أَنْ يُدْخِلُوهَا عَلَيْكُمْ فِي الإِسْلاَمِ ، فَيَعِيبُوا عَلَيْكُمْ دِينَكُمْ , قَالَ الْحَسَنُ : رَحِمَهُ الله نُصْحًا فِي الْحَيَاةِ وَنُصْحًا فِي الْمَمَاتِ.

وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبِّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي كِتَابِ الْوَصَايَا ، وَرَوَى النَّسَائِيُّ مِنْهُ قِصَّةَ النَّوْحِ فَقَطْ.

1807- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : لَمَّا حَضَرَ قِتَالُ أُحُدٍ دَعَانِي أَبِي مِنَ اللَّيْلِ ، فَقَالَ : إِنِّي لاَ أُرَانِي إِلاَّ مَقْتُولاً فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَترُك أَحَدًا أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ بَعْدَ نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا ، فَاقْضِ عَنِّي دَيْنِي وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا ، قَالَ : فَأَصْبَحْنَا فَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ ، قَالَ : فَدَفَنْتُهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ , فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ ، فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ غَيْرَ هنيهة عند أُذُنِهِ.

رواه مُسَدَّد ، وروى أبو داود في سننه منه قصة القبر فقط.@

(2/419)

1808- وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : لَمَّا احتضر مَسْرُوق بْن الأَجْدَع قَالَ : أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يبينه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ أَبُو بَكْرٍ وَلاَ عُمَرُ ، أَمَّا إِنِّي لا أَدَعْ صَفْرَاءَ وَلاَ بَيْضَاءَ إِلَّا مَا فِي سَيْفِي هَذَا ، فَبِيعُوهُ وَكَفِّنُونِي بِهِ.

رواه مُسَدَّد.

6- باب كراهة تمني الموت

1809- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَتَمَنَّوِا الْمَوْتَ فَإِنَّ هَوْلَ الْمَطْلَعِ شَدِيدٌ ، وَإِنَّ سَعَادَةَ الْعَبْدِ أَنْ يَطُولَ عُمْرُهُ وَيَرْزَقَهُ الله الإِنَابَةَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، والْبَيْهَقِيُّ.

1810- وَعَنْ أُمِّ الْفَضْلِ - رضي الله عنها - : أَن ّالنَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَعَبَّاسٌ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَشْتَكِي ، فَتَمَنَّى عَبَّاسٌ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، الْمَوْتَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَمَّ رَسُولِ الله ، لاَ تتَمَنَّ الْمَوْتَ فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ مُحْسِنًا فَإِنْ تُؤَخَّرْ تَزْدَد إِحْسَانًا خَيْرٌ لَكَ ، وَإِنْ كُنْتَ مُسِيئًا فَإِنْ تُؤَخَّرْ حَتَّى تُسْتَعْتَبَ مِنْ إِسَاءَتِكَ خَيْرٌ لَكَ فَلاَ تتَمَنَّ الْمَوْتَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَالْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وصححه.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(2/420)

7- باب الطاعون وغيره

1811- وَعَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَنَاءَ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ : طَعْنُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَفِي كُلٍّ شَهَادَةٌ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ رَوَاهُ لَمْ يُسَمَّ ، وَأَبُو عُوَانَةَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

الْوَخْزُ : - بِفَتْحِ الْوَاوِ ، وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ بَعْدَهَا زَايٌ - هُوَ الطَّعْنُ.@

(2/421)

1812- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي الطَّاعُونِ : إِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا ، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلاَ تَدْخُلُوهَا.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ : مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَقَدْ غَلِطَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1812/2- وَمُسَدِّدٌ بِزِيَادَةٍ فِي أَوَّلِهِ وَلَفْظُهِ : أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الطِّيَرَةِ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ : مَنْ حَدَّثَكَ ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أُحَدِّثَهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ عَدْوَى ، وَلاَ طِيَرَةَ ، وَلاَ هَامَةَ ، وَإِنْ كَانَتِ الطِّيَرَةُ فِي شَيْءٍ فَفِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالْفَرَسِ ، وَإِذَا كَانَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ ... فذكره.

وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ رَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ فَذَكَرَالْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ دُونَ قَوْلِهِ : وَإِذَا كَانَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ ... إِلَى آخِرِهِ.

1813- وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : الطَّعِينُ ، وَالْمَجْنُوبُ ، وَالنُّفَسَاءُ ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ . فَقَالَ لَهُ أَبِي : أعَائِشَةُ حَدَّثَتْكَ هَذَا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : َهَكَذَا حَدَّثَتْنِي وَهَكَذَا حَفِظْتُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.

1814- وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ ابْنَ رَوَاحَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا تَعُدُّونَ شُهَدَاءَ أُمَّتِي ؟ قَالَ : مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ الله فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَإِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ : الْقَتْلُ شَهَادَةٌ ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جُمَعًا شَهَادَةٌ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/422)

1814/2- وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ ابْنَ رَوَاحَةَ فَمَا تَحَوَّلَ لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ، فَقَالَ : تَدْرُونَ مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي ؟ قَالَ : قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ ، قَالَ : إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لِقَلِيلٌ , القتل لِلْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ , وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ ، وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا شَهَادَةٌ .

1815- وعن حفصة قالت : قال لي أنس بن مالك : بم مات يحيى بن سيرين ؟ قالت : قلت : بالبطن . قال : أما إنه للمسلم شهادة.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح ، وكذا هو في الصحيح غير مرفوع ، لكن فيه الطاعون بدل البطن.

1816- وَعَنِ الْقَاسِمِ بْن عََبْد الرَّحمَن ، عَنْ عََبْد الرَّحمَن بن عَمْرو ، قَالَ : أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ بِالشَّامِ : إِذَا سَمِعْتُمْ بِالْوَبَاءِ قَدْ وَقَعَ فَاكْتُبُوا إِلَيَّ ، فَجِئْتُ وَهُوَ نَائِمٌ ، وَذَاكَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ سَرْغٍ ، فَسَمِعْتُهُ لَمَّا قَامَ مِنْ نَوْمه يَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي رُجُوعِي إِلَى هَا هُنَا مِنْ سَرْغٍ.

رواه إسحاق.

1817- وَعَنْ عَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : دَعَا نَبِيٌّ عَلَى أُمَّتِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : أَتُحِبُّ أَن يُسَلِّطَ عَلَيْهِا الْجُوعَ ؟ قَالَ : لاَ . قِيلَ لَهُ : أَتُحِبُّ أَنْ يُلْقِيَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ؟ قَالَ : لاَ . قَالَ : فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الطَّاعُونُ مَوْتًا ذَفِيفًا ، يُحْرِقُ الْقُلُوبَ ، ويُقِلُّ الْعَدَدَ.

رواه إسحاق.@

(2/423)

1818- وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ قَيْسٍ أَخِي أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهمَّ اجْعَلْ فَنَاءَ أُمَّتِي قَتْلاً فِي سَبِيلِكَ بالطعن وَالطَّاعُونَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

1819- وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَنَاءَ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ : وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَكُلٌّ فِيهِ شَهَادَةٌ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لم يُسَمَّ.

وَالْوَخْزُ : - بِإِسْكَانِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَآخِرُهُ زَايٌ - : طَعْنٌ لَيْسَ بِنَافِذٍ ، قَالَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبِ.

1820- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُسْتَشْهَدُونَ بِالْقَتْلِ ، وَالطَّاعُونِ ، وَالْغَرَقِ ، وَالْبَطْنِ ، وَمَوْتُ الْمَرْأَةِ جُمَعًا مَوْتُهَا فِي نِفَاسِهَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

1821- وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرةَ الزُّبَيْدِيِّ ، قَالَ : وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ ، قَالَ : فَقَامَ مُعَاذٌ بِحِمْصٍ فَخَطَبَهُمْ ، فَقَالَ : إنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ , وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ , وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، والحارث لم أقف على ترجمته ، وباقي رجال الإسناد ثقات.@

(2/424)

1821/2- ورواه أحمد بن حنبل بسند فيه مجهول ولفظه : خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال : إنها رَحْمَةُ رَبِّكُمْ , وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ ، وَقَبْض الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، اللَّهُمَّ أَدْخل مِنْهُ عَلَى آل مُعَاذ نَصِيبهم مِن هَذِهِ الرَّحْمَة . ثُمَّ نَزَلَ عَن مُقَامه ذَلِكَ فَدَخَلَ عَلَى عَبدِ الرَّحْمَن بْن مُعَاذ ، فَقَال عَبد الرَّحمن : {الْحَقُّ مِنْ رَبِّك فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} فَقَالَ : مُعَاذ : سَتَجِدُنِي إنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ .

1822- عَن أَبِي عَسِيب ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَانِي جِبْرِيلُ بِالْحُمَّى ، وَالطَّاعُونِ ، فَأَمْسَكْتُ الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ ، وَأَرْسَلْتُ الطَّاعُونَ إِلَى الشَّامِ ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لأُمَّتِي ، وَرَحْمَةٌ لَهُم ، وَرِجْزٌ عَلَى الْكَافِرِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الكْبِيرِ ، وَالْمُنْذِرِيُّ دُونَ قَوْلِهِ : وَرَحْمَةٌ لَهُمْ .

1823- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْفَارُّ مِنَ الطَّاعُونِ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ وَالصَّابِرُ فِيهِ كَالصَّابِرِ فِي الزَّحْفِ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادِهِمَا ، عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

1824- وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْغَارِ فَقَالَ : اللهمَّ طَعْنًا وَطَاعُونًا قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ مَنَايَا أُمَّتِكَ فَهَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ : ذَرَبٌ كَالدِّمَلِ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ سَتَرَاهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/425)

1825- وَعَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - : ذُكِرَ الطَّاعُونُ ، فَذَكَرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : وَخْزَةٌ تُصِيبُ أُمَّتِي مِنْ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ غَدَةٌ كَغَدَةِ الإِبِلِ ، مَنْ أَقَامَ عَلَيْهَا كَانَ مُرَابِطًا ، وَمَنْ أُصِيبَ بِهِ كَانَ شَهِيدًا ، وَمَنْ فَرَّ مِنْهُ كَانَ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، وَالرَّاوِي عَنْهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ.

1826- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَفْنَى أُمَّتِي إِلاَّ بِالطَّعْنِ ، وَالطَّاعُونِ قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله قَدْ عَرَفْنَا الطَّعْنَ ، فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ : غَدَةٌ كَغَدَةِ الإِبِلِ ، الْمُقِيمُ بِهَا كَالشَّهِيدِ ، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.

وَسَتَأْتِي أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ.

8- باب تلقين المريض عند المون لا اله إلا الله

1827- وَعَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ أَوْصَى : إِذَا أُحضِرْتُ فَأَجْلِسُوا عِنْدِي مَنْ يُلَقِّنِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى حُفْرَتِي ، وَلاَ تَنْعُونِي إِلَى النَّاسِ ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نَعْيًا كَنَعْيِ الْجَاهِلِيَّةِ.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات ، وأصله في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد الخدري.@

(2/426)

1828- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ كَئِيبٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهُ وَسَلَّمَ : مَا لِي أَرَاكَ كَئِيبًا ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لِي الْبَارِحَةَ فُلاَنٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ قَالَ : فَهَلاَّ لَقَّنْتَهُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ الله قَالَ : فَقَالَهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ , قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ الله كَيْفَ هِيَ لِلأَحْيَاءِ ؟ قَالَ : هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ ، هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرَّقَّادِ.

1829- وَعَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ : يَا خَالُ ، قَلْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَقَالَ : خَالٌ أَمْ عَمٌّ ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ خَالٌ وَقَالَ : خَيْرٌ لِي أَنْ أَقوُلَهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.

1830- وَعَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : مَرِضَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَقَالَ : أَجْلِسُونِي فَأَجْلَسُوهُ ، فَقَالَ : كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ هَدَمَتْ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا فَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ فَقِيلَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَكَيْفَ هِيَ لِلأَحْيَاءِ ؟ قَالَ : هِيَ أَهْدَمُ ، هِيَ أَهْدَمُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ : فَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ أَيْضًا بَيْنَ مَكْحُولٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْهُ : مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.@

(2/427)

9- باب ما يقال عند الميت ، وما جاء في تحفة المؤمن ، وفيمن أحب لقاء الله ، وفي كتمان المصائب

1831- عَنْ أَبِي قُلاَبَةَ ، قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى أَبِي سَلَمَةَ يَعُودُهُ ، فَوَافَقَ دُخُولُهُ عَلَيْهِ خُرُوجَ نَفْسِهِ ، فَتَكَلَّمَ أَهْلُهُ عِنْدَ ذَلِكَ بِنَحْوِ مَا يَتَكَلَّمُ أَهْلُ الْمَيِّتِ عِنْدَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَهْ ، لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَحْضُرُ الْمَيِّتَ ، فَيُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَاءِ أَهْلِهِ ، ثُمَّ قَالَ : اللهمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ ، وَأَضِئْ لَهُ فِيهِ ، اللهمَّ أَعْظِمْ نُورَهُ وَاغْفِرْ ذَنْبَهُ ، اللهمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ وَاجْعَلْهُ فِي بَرَكَةٍ فِي الْغَابِرِينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأربعة.

1831/2- وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالْحَاكِمُ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِفْرِيقِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ , وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ كَذَا قَالَ !.

لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جُحَيْفَةَ وَعَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ , وَسَيَأْتِيَا فِي كِتَابِ الزُّهْدِ.@

(2/428)

1832- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : مَنْ أَحَبَّ لَقَاءَ الله أَحَبَّ الله لَقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله كَرِهَ الله لِقَاءَهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله كُلُّنَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ ! قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ بِكَرَاهِيَةِ الْمَوْتِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا جَاءَهُ الْبَشِيرُ مِنَ الله بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ أَحَبَّ لَقَاءَ الله وَأَحَبَّ الله لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ - أَوِ الْفَاجِرَ - إِذَا حُضِرَ جَاءَهُ مَا هُوَ لاَقٍ وَكَرِهَ لِقَاءَ الله وَكَرِهَ الله لِقَاءَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.

1833- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مِنْ تَمَامِ الْبِرِّ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

10- باب في حرارة الموت ومعالجته ، وفيمن يحمد ربه على ذلك ، وما جاء في قراءة سورة يس عند الميت ، وعلامة موت المؤمن

1834- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَحَدَّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الأَعَاجِيبُ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ ، قَالَ : خَرَجَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَتَوْا مَقْبَرَةً مِنْ مَقَابِرِهِمْ فَقَالُوا : لَوْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعْوَنا الله يُخْرِجْ لَنَا بَعْضَ الأَمْوَاتِ يُخْبِرُنَا عَنِ الْمَوْتِ قَالَ : فَفَعَلُوا فَبَيْنَاهُمْ كَذَلِكَ إِذَا طَلَّعَ رَجُلٌ رَأْسُهُ مِنْ قَبْرٍ حَبَشِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرَ السُّجُودِ فَقَالَ : يَا هَؤُلاَءِ مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ فَوَالله لَقَدْ مِتُّ مُنْذُ مِئَةِ سَنَةٍ ، فَمَا سَكَنَتْ عَنِّي حَرَارَةُ الْمَوْتِ حَتَّى كَانَ الآَنَ ، فَادْعُوا الله أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/429)

1834/2- وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ أَوَّلُهُ مُرْسَلاً وَبَقِيَّتُهُ مَوْقُوفًا وَلَفْظُهُ : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَلاَ حَرَجَ ، فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الأَعاجِيبُ .

قَالَ : وَحَدَّثَنَا جَابِرٌ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَنَّ قَوْمًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجُوا يَمْشُونَ فِي الأَرْضِ وَيُفَكِّرُونَ فِيهَا ، فَمَرُّوا بِمَقْبَرَةٍ ، فقالوا : لو دعونا الله أن يخرج لنا رجلاً من أهل هذه القبور فَنَسْأله عَن المَوت ، فَدَعوا الله فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ ، أَسْوَدُ أَوْ حَبَشِيٌّ - أَحَدُهُمَا - فقال : يا قومٍ ، مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ ؟ لَقَدْ رَكِبْتُمْ مِنِّي أَمْرًا عَظِيمًا ، فَقَالوا : دَعَونَا الله أَنْ يُخْرِج لَنَا رَجُلا نَسْأله عَن المَوت ، فقال : لَقَدْ وَجَدْتُ طَعْمَ الْمَوْتِ وَحَرَارَة المَوْت مُنْذُ أَرْبَعِينَ عَامًا ، فَوَافَقَتْ دَعْوَتُكُمْ سُكُونَهُ عَنِّي ، فَادْعُوا اللَّهَ أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ ، فَدَعَوْنا ، فَأَعَادَهُ كَمَا كَانَ.

1835- وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ ، وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ إِلاَّ وَكُلُّ عِرْقٍ مِنْهُ يَأْلَمُ عَلَى حِدَةٍ ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَارِثُ : أَحْسَبَهُ قَالَ : وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، فَإِنَّ الْكَرْبَ عَظِيمٌ وَالْهَوْلَ شَدِيدٌ ، وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ عَدُوُّ الله مِنْهُ تِلْكَ السَّاعَةِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ : عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.

1836- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَالَ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : اَلْمُؤْمِنُ عِنْدِي بِكُلٍّ خَيْرٌ يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزَعُ نَفْسَهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ , وأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(2/430)

+++431

1837- وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ فَيُقْرَأُ عِنْدَهُ يس إِلاَّ هَوَّنَ الله عَلَيْهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ الْجَزَرِيِّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ , رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنَ - أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ - وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَسَيَأْتِي فِي فَضْلِ سُورَةِ يس.

1838- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَوْتُ الْمُؤْمِنِ عَرَقُ الْجَبِينِ إنَّ الْمُؤْمِنَ تَبْقَى خَطَايَا مِنْ خَطَايَاهُ يُجَازَى بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ فَيَعْرَقُ مِنْ ذَلِكَ جَبِينُهُ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

1838/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْبَزَّارُ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ وَلَفْظُهُمَا : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ .

1838/3- وَفِي رِوَايَةٍ لاِبْنِ مَنِيعٍ مَوْقُوفَةٌ صَحِيحَةٌ : قَالَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ : مَوْتُ الْمُؤْمِنِ عَرَقُ الْجَبِينِ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ تَبْقَى خَطَايَا مِنْ خَطَايَاهُ يُجَازَى بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ فَيَعْرَقُ مِنْ ذَلِكَ جَبِينُهُ .@

(2/431)

1838/4- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ مَرْفُوعَةٍ : أَنَّ عَلْقَمَةَ غَزَا خُرَاسَانَ ، فَأَقَامَ سَنَتَيْنِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، وَلاَ يُجْمِعُ ، فَحَضَرت ابْن عمٍّ لَهُ الْوَفَاةُ فَذَهَبَ يَعُودُهُ ، فَقَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلاَّ وَلَهُ ذُنُوبٌ يُكَافَأُ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَبْقَى عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ يُشَدَّدُ بِهَا عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَلاَ أُحِبُّ مَوْتًا كَمَوْتِ الْحِمَار -ِ يَعْنِي الْفَجْأَةَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ , رَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ.

11- باب في الصبر والاسترجاع ، وفيمن ختم له بعمل صالح قبل موته

1839- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه – قال : مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْبَقِيعِ عَلَى امْرَأَةٍ جَاثِمَةٍ عَلَى قَبْرٍ تَبْكِي فَقَالَ لَهَا : يَا أَمَةَ الله اتَّقِ الله وَاصْبِرِي فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ الله إِنِّي أَنَا الْحَرَّى الثَّكْلَى فَقَالَ : يَا أَمَةَ الله اتَّقِ الله وَاصْبِرِي قَالَتْ : يَا عَبْدَ الله لَوْ كُنْتَ مُصَابًا عَذَرْتَنِي فَقَالَ : يَا أَمَةَ الله اتَّقِ الله وَاصْبِرِي قَالَتْ : يَا عَبْدَ الله قَدْ أُسْمِعْتُ فَانْصَرِفْ عَنِّي قَالَ : فَمَضَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَوَقَفَ عَلَى الْمَرْأَةِ ، فَقَالَ لَهَا : مَا قَالَ لَكِ الرَّجُلُ الذَّاهِبُ ؟ قَالَتْ : قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا , قَالَ : فَهَلْ تَعْرِفِينَهُ ؟ قَالَتْ : لاَ ، قَالَ : ذَاكَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَوَثَبَتْ مُسْرِعَةً وَهِيَ تَقُولُ : أَنَا أَصْبِرُ ، أَنَا أَصْبِرُ يَا رَسُولَ الله , قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى , الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ أَبِي عَبْدِ الله بَكْرِ بْنِ الأَسْوَدِ ، لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ وَغَيْرُهُ.@

(2/432)

1840- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَذْكُرُ مصيبته بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ فَيُحْدِثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا إِلاَّ أَعْطَاهُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، مِنَ الأَجْرِ عِنْدَ ذَلِكَ مِثْلَ مَا أُعْطِيَ يَوْمَ أُصِيبَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ فَاطِمَةَ , عَنْ أَبِيهَا رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَهْ.

1841- وَعَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَقَالَ : أَجَلِّسُونِي ، فَأَجْلَسَهُ عَلِيٌّ إِلَى صَدْرِهِ فَقُلْتُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، قَدْ سهرت مُنْذُ اللَّيْلَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَلَيٌّ أَحَقُّ بَذَلِكَ مِنْكَ يَا حُذَيْفَةُ ، ادْنُ مِنِّي ، مَنْ خُتِمَ لَهُ بِقَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَبْلَ مَوْتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ - أَوْ غُفِرَ لَهُ - يَا حُذَيْفَةُ ، مَنْ خُتِمَ لَهُ بصيام يوم يبتغي به وجه الله قَبْلَ مَوْتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ - أَوْ غُفِرَ لَهُ - يَا حُذَيْفَةُ مَنْ خُتِمَ لَهُ بِإِطْعَامِ مِسْكِينٍ قَبْلَ مَوْتِهِ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الله غُفِرَ لَهُ - أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ - قَالَ حُذَيْفَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أُخْفِي هَذَا أَمْ أُعْلِنُهُ ؟ قَالَ : بَلْ أَعْلِنْهُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فُتَيْبَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(2/433)

12- باب فيمن مات يوم الجمعة

1842- عَنْ رَبيِعَةَ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عُتْبَةَ - مَنْ بَنِي زُهَيْرٍ - أَنَّ ابْنًا لَهُ هَلَكَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَوَجَدَ عَلَيْهِ أَبُوهُ ، فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : أَلاَ أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ يَسُرُّكَ عَنِ ابْنِكَ هَذَا ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وَقَاهُ الله فِتْنَةَ الْقَبْرِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ بِسَنَدٍ فِيهِ انْقِطَاعٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ ، وَسَيَأْتِي فِي الْجِهَادِ فِي فَضْلِ الشُّهَدَاءِ.

1843- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وقي عذاب القبر.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ.

13- باب تقبيل الميت والزجر عن سبه وما جاء في الثناء عليه ومن يستريح بعد الموت

1844- عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فَذَكَرْنَا وَفَاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَتْ : دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَجَعَلَ يُرَاوِحُ بَيْنَ خَدَّيْهِ قُبَلاً ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا نَبِيَّاهْ يَا صَفِيَّاهْ.

رواه أبو داود الطيالسي ، والترمذي في الشمائل بإسناد حسن.

1844/2- ورواه النسائي في الصغرى من طريق عُبَيد اللهِ بن عَبد الله ، عن ابن عباس وعائشة : أن أبا بكر قبَّل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو ميت.@

(2/434)

1845- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

1846- وَعَنْ خُثَيْمَةَ , عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ عَمْرٍو , قال : مَثَلُ الَّذِي يَسُبُّ الْمَيِّتَ كَالْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ ، وَمَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِ الْمُغِيبَةِ ، مَثَلُ الَّذِي يَنْهَشُ دُبُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

رواه مُسَدَّد ، عن يحيى بن سعيد ، عن الأعمش عنه به.

1847- وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِجِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ : وَجَبَتْ ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ أُخْرَى ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا دُونَ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلِمَ : وَجَبَتْ فَقِيلَ يَا رَسُولَ الله مَا وَجَبَتْ ؟! قَالَ : الْمَلاَئِكَةُ شُهُودُ الله فِي السماء ، وأنتم شهود الله في الأَرْضِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ.

لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

1848- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَموُتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنِ أَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ إِلاَّ خَيْرًا إِلاَّ قَالَ الله - تَعَالَى - قَدْ قَبِلْتُ علمكم وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانٍ فِي صَحِيحِهِ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَالسُّنَنِ الأَرْبَعَةِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.@

(2/435)

1849- وَعَنْ عُرْوَةَ ، قَالَ : تُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَضْحَكُونَ مِنْهَا فَقَالَ بِلاَلٌ : وَيْحَهَا قَدِ اسْتَرَاحَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً.

14- باب قبض روح المؤمن والكافر

1850- عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ ، فَجَلَسَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّمَا عَلَى رَؤُوسِنَا الطَّيْرُ - قَالَ عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ : وَقَعَ ، وَلَمْ يَقُلْهُ أَبُو عُوَانَةَ - فَجَعَلَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ وَيَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَيَخْفِضُ بَصَرَهُ وَيَنْظُرُ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ - قَالَهَا مِرَارًا - ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا جَاءَهُ مَلَكٌ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ الله وَرِضْوَانٍ فَتَخْرُجَ نَفْسُهُ وَتَسِيلَ كَمَا يَسِيلُ قَطْرُ السِّقَاءِ - قَالَ عَمْروٌ فِي حَدِيثِهِ ، وَلَمْ يَقُلْهُ أَبُو عُوَانَةَ : وَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ غَيْرَ ذَلِكَ - وَتَنْزِلُ مَلاَئِكَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ أَكْفَانٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ، وَحَنُوظٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، فَإِذَا قَبَضَهَا الْمَلَكُ لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} قَالَ : فَتَخْرُجَ نَفْسُهُ كَأَطْيَبِ رِيحٍ وُجِدَتْ ، فَتَعْرُجَ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ فَلاَ @

(2/436)

يَأْتُونَ عَلَى جُنْدٍ فِيمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ قَالُوا : مَا هَذَا الرُوحُ ؟! فَيُقَالُ : فُلاَنٌ - بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ - حَتَّى يَنْتَهُوا بِهِ إلَى أبوابَ سَمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيُفْتَحُ لَهُ وَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَيُقَالُ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي عِلِّيِّينَ : وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ فَيُكْتَبُ كِتَابُهُ فِي عِلِّييِّنَ ، ثُمَّ يُقَالُ : رُدُّوهُ إِلَى الأَرْضِ فَإِنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا نُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ : فَيُرَدُّ إِلَى الأَرْضِ وَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ شَدِيدَا الاِنْتِهَارِ فَيَنْهَرَانِهِ وَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ : مَنْ رَبُّكَ ؟ وَمَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِيَ الله وَدِينِي الإِسْلاَمُ فَيَقُولاَنِ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : هُوَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيَقُولاَنِ : وَمَا يُدْرِيكَ ؟ فَيَقُولُ : جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ من ربنا فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُهُ وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} وَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : قَدْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ , وَافْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ , وَأَرُوهُ مَنْزِلَهُ مِنْهَا , فَيُلْبَسُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُفْرَشُ مِنْهَا ، ويرى منزله منها , وَيُفْسَحُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ ، وَيُمَثَّلُ لَهُ عَمَلُهُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ حَسَنِ الْوَجْهِ طَيِّبِ الرِّيحِ حَسَنِ الثِّيَابِ فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِمَا أَعَدَّ الله لَكَ ، أَبْشِرْ بِرِضْوَانٍ مِنَ الله وَجَنَّاتٍ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ فَيَقُولُ : بَشَّرَكَ الله , الله بِخَيْرٍ ، مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الحسن الَّذِي جَاءَ بِالْخَيْرِ ، فَيَقُولُ : هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ - أَوِ الأَمْرُ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ - أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، فَوَالله مَا عَلِمْتُكَ إِلاَّ كُنْتَ سَرِيعًا فِي طَاعَةِ الله بَطِيئًا عَنْ مَعْصِيَتِهِ ، فَجَزَاكَ الله خَيْرًا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ كَيْ أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي , قَالَ : وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فكَانَ فِي قُبُلٍ مِنَ الآخِرَةِ وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا جَاءَهُ مَلَكٌ ، فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، أَبْشِرِي بِسَخَطِ من الله وَغَضَبِهِ @

(2/437)

فَتَنْزِلُ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ مُسُوحٌ فَإِذَا قَبَضَهَا الْمَلَكُ قَامُوا فَلَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَسْتَخْرِجُهَا فَتُقَطَّعَ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ ، كَالسَّفُودِ الْكَثِيرِ الشِّعَبِ فِي الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ، فَتُؤْخَذَ مِنَ الْمَلَكِ ، فَيَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحٍ وُجِدَت ، فَلاَ تَمُرُّ عَلَى جُنْدٍ فِيمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ قَالُوا : مَا هَذَا الرَّوح الْخَبِيثُ ؟! فَيَقُولُونَ : فُلاَنٌ - بِأَسْوَإِ أَسْمَائِهِ - حَتَّى يَنْتَهُونَ بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَلاَ تُفْتَحُ لَهُ فَيَقُولُ : رُدُّوهُ إِلَى الأَرْضِ إِنِّي وَعَدْتُهُمْ أَنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا نُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى ، قَالَ : فَيُرْمَى بِهِ مِنَ السَّمَاءِ وَتَلاَ هَذِهِ الآيَةَ {وَمَنْ يُشْرِكْ بِالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} قَالَ : فَيُعَادُ إِلَى الأَرْضِ وَتُعَادُ فِيهِ رُوحُهُ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ شَدِيدَا الاِنْتِهَارِ ، فَيَنْهَرَانِ وَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ : مَنْ رَبُّكَ ؟ وَمَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي فَيَقُولاَنِ : فَمَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَلاَ يهْتدي لاِسْمِهِ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ ذَلِكَ فَيَقُولُونَ : لاَ دَرَيْتَ فَيَضِيقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ ، وَيُمَثَّلَ لَهُ عَمَلُهُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ قَبِيحِ الْوَجْهِ مُنْتِنِ الرِّيحِ قَبِيحِ الثِّيَابِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِعَذَابِ الله وَسَخَطِهِ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الَّذِي جَاءَ بِالشَّرِّ ، فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ وَالله مَا عَلِمْتُكَ إِلاَّ كُنْتَ بَطِيئًا عن طَاعَةِ الله سَرِيعًا إِلَى مَعْصِيَتِهِ.

قَالَ عَمْرُو فِي حَدِيثِهِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَيُقَيِّضُ لَهُ ملك أَصَمَّ أَبْكَمَ مَعَهُ مَرْزَبَةٌ لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ صَارَ تُرَابًا - أَوْ قَالَ : رَمِيمًا - فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً يَسْمَعُهَا الْخَلاَئِقُ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ ، ثُمَّ تُعَادُ فِيهِ الرُّوحُ فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ بِهِ وَعَنْ أَبِي عُوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ بِهِ.

وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ , عَنِ الأَعْمَشِ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ.@

(2/438)

1851- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا قُبِضَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ جَاءَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ فَتَسِيلُ نَفْسُهُ فِي حُرَيْرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ : مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ هَذِهِ فَيَسْأَلُونَهُ فَيَقُولُونَ : ارْفُقُوا فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنْ غَمِّ الدُّنْيَا فَيَقُولُونَ : مَا فَعَلَ فُلاَنٌ ، مَا فَعَلَ فُلاَنٌ ؟ وَأَمَّا الْكَافِرُ فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ فَتَقُولُ خَزَنَةُ الأَرْضِ : مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَنْتَنَ مِنْ هَذِهِ فَيُهْبَطُ بِهِ إِلَى أَسْفَلِ الأَرْضِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

1851/2- وَمُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا بِسَنَدِ الصَّحِيحِ وَلَفْظُهُ : إنَّ الْمُؤْمِنَ حِينَ يُنْزَلُ بِهِ الْمَوْتِ يُعَايِنُ مَا يُعَايِنُ يَوَدُّ أَنَّهَا خَرَجَتْ ، وَالله يُحِبُّ لِقَاءَ الْمُؤْمِنَ تَصْعَدُ رُوحُهُ إلى السَّمَاءِ فَتَأْتِيهِ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فَيَسْتَخْبِرُونَهُ عَنْ مَوْتَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، فَإِذَا قَالَ : إِنَّ فُلاَنًا فَارَقَ الدُّنْيَا قِيلَ مَا جِيءَ بِرُوحِهِ إِلَيْنَا قَدْ ذُهِبَ بِرُوحِهِ إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا دَخَلَ فِي الْقَبْرِ سُئِلَ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فيَقُولُ : رَبِيَ الله فَيَقُولُ : مَنْ نَبِيُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نبيي محمد صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ فيقال : ما دينك ؟ فيقول : الإسلام , ثمّ يقول : افْتَحُوا لَهُ بَابًا فِي الْقَبْرِ فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ ، ثُمَّ يُتْبِعُهُ الله نَوْمًا كَأَنَّمَا كَانَتْ رَقْدَةً وَإِذَا كَانَ عَدُوًّا للَّهِ وَعَايَنَ مَا يُعَايِنُ وَدَّ أَنَّهَا لاَ تَخْرُجُ أَبَدًا ، وَالله يُبْغِضُ لِقَاءَهُ ، حتى إِذَا وُضِعَ فِي الْقَبْرِ فَسُئِلَ مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي فَيَقُولُ : لاَ دَرَيْتَ قَالَ : مَنْ نَبِيُّكَ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي قَالَ : لاَ دَرَيْتَ قَالَ : مَا دِينُكَ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي قَالَ : لاَ دَرَيْتَ قَالَ : فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً يَسْمَعُهُا كُلُّ دَابَّةٍ إِلاَّ الإِنْسَ قَالَ : فَيُقَالُ : نَمْ كَمَا يَنَامُ الْمَنْهُوشُ - أَوِ الْمَنْهُوسُ - قُلْتُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا الْمَنْهُوشُ ؟ قَالَ : الَّذِي تَنْهَشُهُ الدَّوَابُّ وَالْحَيَّاتُ قَالَ : وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يُضَيَّقُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ.@

(2/439)

1851/3- وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ وَلَفْظُهُ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْمَيِّتُ تَحْضُرُهُ الْمَلاَئِكَةُ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ قَالَ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ اخْرُجِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ قَالَ : فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَتُفْتَحَ لَهَا ، فَيُقَالَ مَنْ هَذَا ؟! فَيَقُولُونَ : فُلاَنٌ ، فَيَقُولُونَ : مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، ادْخُلِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ قَالَ : فَلاَ يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ قَالَ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ اخْرُجِي ذَمِيمَةً وَأَبْشِرِي : بِـ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ قَالَ : فَلاَ تَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ : هَذَا فُلاَنٌ فَيُقَالُ : لاَ مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ , اخْرُجِي ذَمِيمَةً فَإِنَّا لاَ نَفْتَحُ لَكِ أبوابَ السَّمَاءِ ، فَتُرْسَلَ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ ، فَيُجْلَسَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ ، وَلاَ مَشْعُوفٍ ، فَيُقَالُ لَهُ : فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقوُلُ : كُنْتُ فِي الإِسْلاَمِ فَيُقَالُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ الله فَصَدَّقْنَاهُ فَيُقَالُ : هَلْ رَأَيْتَ الله ؟ فَيَقُولُ : مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَرَى الله ، فَتُفْرَجَ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يُحَطِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ الله ، ثُمَّ تُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ ، وَيُقَالُ لَهُ : عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله ، وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا ، فَيُقَالُ لَهُ : فِيمَ كُنْتَ ؟ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟ فَيَقُولُ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُهُ فَيُفْرَجُ له قِبَلَ الْجَنَّةِ فَيُنْظَرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ الله عَنْكَ ثُمَّ تُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى النَّارِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يُحَطِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ ، عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مِتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ وَغَيْرُهُمَا ، وَسَتَأْتِي بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ فِي بَابِ السُّؤَالِ فِي الْقَبْرِ.@

(2/440)

1852- وَعَنْ تَمِيمِ الدَّارِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَقُولُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِمَلَكِ الْمَوْتِ : انْظُرْ إِلَى وَلِيِّي فَأْتِنِي بِهِ فَإِنِّي قَدْ ضَرَبْتُهُ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ فَوَجَدْتُهُ حَيْثُ أَحَبَّ ائْتِنِي بِهِ فلأُرِيحَهُ قَالَ : فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ وَمَعَهُ خَمْسُمِئَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَعَهُمْ أَكْفَانٌ وَحَنُوطٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَعَهُمْ صَبَائِرُ الرَّيْحَانِ أَصْلُ الرَّيْحَانَةِ وَاحِدٌ وَفِي رَأْسِهَا عِشْرُونَ لَوْنًا لِكُلِّ لَوْنٍ مِنْهَا رِيحٌ سِوَى رِيحِ صَاحِبِهِ ، وَمَعَهُمُ الْحَرِيرُ الأَبْيَضُ فِيهِ الْمِسْكُ الأَذْفَرُ قَالَ : فَجَلَسَ مَلَكُ الْمَوْتِ عِنْدَ رَأْسِهِ وَتَحُفُّهُ الْمَلاَئِكَةُ وَيَضَعُ كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ يَدَهُ عَلَى عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ ، وَيُبْسَطُ ذَلِكَ الْحَرِيرُ الأَبْيَضُ وَالْمِسْكُ الأَذْفَرُ مِنْ تَحْتِ ذَقْنِهِ ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَإِنَّ نَفْسَهُ لَتُعَلَّلُ عِنْدَ ذَلِكَ بِطَرَفِ الْجَنَّةِ مَرَّةً بِأَزْوَاجِهَا وَمَرَّةً بِكِسْوَتِهَا وَمَرَّةً بِثِمَارِهَا كَمَا يُعَلِّلُ الصَّبِيُّ أَهْلَهُ إِذَا بَكَى قَالَ : وَإِنَّ أَزْوَاجَهُ لَتبتهشن عِنْدَ ذَلِكَ ابتهاشًا قَالَ : وَتَبْرُزُ الرُّوحُ - قَالَ البُرْسَانِيُّ : تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْعَجَلَةِ إِلَى مَا تُحِبُّ - قَالَ : وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ إِلَى سِدْرٍ مَخْضُودٍ ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ , وَظِلٍّ مَمْدُودٍ , وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ، قَالَ وَلَمَلَكُ الْمَوْتِ أَشَدُّ بِهِ لُطْفًا مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا يَعْرِفُ أَنَّ ذَلِكَ الرُّوحَ حَبِيبَةٌ لِرَبِّهِ فَهُوَ يَلْتَمِسُ بِلُطْفِهِ تَحَبُّبًا لِرَبِّهِ رِضًا للرَّبِّ عَنْهُ ، فَتُسَلُّ رُوحُهُ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ قَالَ : وَقَالَ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ} وَقَالَ تَعَالَى : {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} قَالَ : رَوْحٌ : مِنْ جَهْدِ الْمَوْتِ قَالَ : وَرَيْحَانٌ : يُتَلَقَّى بِهِ قَالَ : وَجَنَّةُ نَعِيمٍ مُقَابِلَةٌ قَالَ : فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسِدِ : جَزَاكَ الله عَنِّي خَيْرًا فَقَدْ كُنْتَ سَرِيعًا بِي إِلَى طَاعَةِ الله بَطِيئًا بِي عَنْ مَعْصِيَةِ الله فَقَدْ نُجِّيتَ وَأَنْجَيْبَ قَالَ : وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ : وَتَبْكِي عَلَيْهِ بِقَاعُ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ يُطِيعُ الله فِيهَا ، وَكُلُّ بَابٍ مِنَ السَّمَاءِ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ أَوْ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ : فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ أَقَامَ الْخَمْسُمِئَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عِنْدَ جَسَدِهِ فَلاَ يُقَلِّبُهُ بَنُو آدَمَ لِشِقٍّ إِلاَّ قَلَّبَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ قَبْلَهُمْ وَعَلَتْهُ @

(2/441)

بِأَكْفَانِ قبل أكفان بَنِي آدَمَ وَحَنَّطُوهُ قَبْلَ حَنُوطِ بَنِي آدَمَ ، وَيَقُومُ مَنْ بَيْنِ بَابِ بَيْتِهِ إِلَى بَابِ قَبْرِهِ صَفَّانِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالاِسْتِغْفَارِ قَالَ : فَيُصِيحُ عِنْدَ ذَلِكَ إِبْلِيسُ صَيْحَةً يَتَصَدَّعُ مِنْهَا بَعْضُ عِظَامِ جَسَدِهِ وَيَقُولُ لِجُنُودِهِ : الْوَيْلُ لَكُمْ كَيْفَ خَلُصَ هَذَا الْعَبْدُ مِنْكُمْ ؟! قَالَ : فَيَقُولُونَ : إِنَّ هَذَا كَانَ عَبْدًا مَعْصُومًا قَالَ : فَإِذَا صَعَدَ مَلَكُ الْمَوْتِ بِرُوحِهِ إِلَى السَّمَاءِ يَسْتَقْبِلُهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ كُلُّ مَلَكٍ يَأْتِيهِ بِبِشَارَةٍ مِنْ رَبِّهِ سِوَى بِشَارَةِ صَاحِبِهِ قَالَ : فَإِذَا انْتَهَى مَلَكُ الْمَوْتِ بِرُوحِهِ إِلَى الْعَرْشِ قَالَ : خَرَّ الرُّوحُ سَاجِدًا قَالَ : يَقُولُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِمَلَكِ الْمَوْتِ : انْطَلِقْ بِرُوحِ عَبْدِي هَذَا فَضَعْهُ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ , وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ , وَظِلٍّ مَمْدُودٍ , وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ قَالَ : فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ جَاءَتْهُ الصَّلاَةُ فَكَانَتْ عَنْ يَمِينِهِ ، وَجَاءَهُ الصِّيَامُ فَكَانَ عَنْ يَسَارِهِ ، وَجَاءَهُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ قَالَ : فَكَانَا عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَجَاءَهُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَانَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، وَجَاءَهُ الصَّبْرُ فَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ قَالَ : فَيَبْعَثُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى – عنقًا من العذاب قَالَ : فَيَأْتِيهِ عَنْ يَمِينِهِ قَالَ : فَتَقُولُ : الصَّلاَةُ وَرَاءَكَ وَالله مَا زَالَ دَائِبًا عُمْرَهُ كُلَّهُ وَإِنَّمَا اسْتَرَاحَ الآنَ حِينَ وُضِعَ فِي قَبْرِهِ قَالَ : فَيَأْتِيهِ عَنْ يَسَارِهِ فَيَقُولُ الصِّيَامُ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ : ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ من عِنْد رَأْسِهِ قَالَ : فَيَقُولُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ مِثْلَ ذَلِكَ , قَالَ : ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ فَيَقُولُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلاَةِ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ : فَلاَ يَأْتِيهِ الْعَذَابُ مِنْ نَاحِيَةٍ يَلْتَمِسُ هَلْ يَجِدُ إِلَيْهِ مَسَاغًا إِلاَّ وَجَدَ وَلِيَّ الله قَدْ أَخَذَ حَيْطَتَهُ قَالَ : فَيَنْقَمِعُ الْعَذَابُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَخْرُجُ قَالَ : وَيَقُولُ الصَّبْرُ لِسَائِرِ الأَعْمَالِ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُبَاشِرَ أَنَا بِنَفْسِي إِلاَّ أَنِّي نَظَرْتُ مَا عِنْدَكُمْ فَإِنْ عَجِزْتُمْ كُنْتُ أَنَا صَاحِبَهُ فَأَمَّا إِذَا أَجْزَأْتُمْ عَنْهُ فَأَنَا لَهُ ذُخْرٌ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ قَالَ : فَيَبْعَثُ الله مَلَكَيْنِ أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِف ، وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ ، وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِيِّ ، وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللهبِ ، يَطَآنَ فِي أَشْعَارِهِمَا بَيْنَ مِنْكَبَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةُ كَذَا وَكَذَا ، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ يُقَالُ لَهُمَا : مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرُ لَمْ يُقْلوهَا قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : اجْلِسْ قَالَ : فَيَجْلِسُ فَيَسْتَوِي جَالِسًا قَالَ : وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ فِي حِقْوَيْهِ قَالَ : فَيَقُولاَنِ : لَهُ مَنْ رَبُّكَ ؟ وَمَا دِينُكَ ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَمَنْ يُطِيقُ الْكَلاَمَ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَنْتَ تَصِفُ مِنَ الْمَلَكَيْنِ مَا تَصِفُ ؟ @

(2/442)

قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله : {يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ الله الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ الله مَا يَشَاءُ} قَالَ : فَيَقُولُ : رَبِّيَ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَدِينِي الإِسْلاَمُ الَّذِي دَانَتْ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَاتَمُ النَّبِيِّينَ قَالَ : فَيَقُولاَنِ صَدَقْتَ قَالَ : فَيَدْفَعَانِ الْقَبْرَ فَيُوَسِّعَانِهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، ومن خلفه أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا , وَعَنْ يَمِينِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَعَنْ شِمَالِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، قَالَ : فَيُوَسِّعَانِ مِئَتَيْ ذِرَاعٍ - قَالَ الْبُرْسَانِيُّ : فَأَحْسَبُهُ قَالَ : وَأَرْبَعُونَ تُحَاطُ بِهِ - قَالَ : ثُمَّ يَقُولاَنِ لَهُ انْظُرْ فَوْقَكَ قَالَ : فَيَنْظُرُ فَوْقَهُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : وَلِيُّ الله ، هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ أَطَعْتَ الله قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : انْظُرْ تَحْتَكَ ، فَيَنْظُرُ تَحْتَهُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : وَلِيُّ الله ، نَجَوْتَ آخِرَ مَا عَلَيْكَ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : يُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ يَأْتِيهِ رِيحُهَا وَبَرْدُهَا حَتَّى يَبْعَثُهُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى .

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ يَزِيدَ بْنِ أَبَّانٍ الرَّقَاشِيُّ

1852/2- وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَقُولُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لِمَلَكِ الْمَوْتِ : انْطَلِقْ إِلَى عَدُوِّي فَأْتِنِي بِهِ فَإِنِّي قَدْ بَسَطْتُ لَهُ فِي رِزْقِي وَسَرْبَلْتُهُ نِعْمَتِي فَأَبَى إِلاَّ مَعْصِيَتِي فَأْتِنِي بِهِ لأَنْتَقِمَ مِنْهُ ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي أَكْرَهِ صُورَةٍ رَآهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ ، لَهُ اثْنَا عَشْرَ عَيْنًا ، وَمَعَهُ سَفُودٌ مِنْ حَدِيدٍ كَثِيرِ الشَّوْكِ ، وَمَعَهُ خَمْسُمِئَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَعَهُمْ نُحَاسٌ وَجَمْرٌ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ ، وَمَعَهُمْ سِيَاطٌ مِنْ نَارٍ لِينُهَا لِينُ السِّيَاطِ وَهِيَ نَارٌ تَأَجَّجُ قَالَ : فَيَضْرِبُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِذَلِكَ السَّفُودُ ضَرْبَةً يَغِيبُ أَصْلُ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْ ذَلِكَ السَّفُودِ فِي أَصْلِ كُلِّ شَعْرَةٍ وَعِرْقٍ وَظُفْرٍ قَالَ : ثُمَّ يَلْوِيهِ لَيًّا شَدِيدًا قَالَ : فَيَنْزَعُ رُوحَهُ مِنْ أَظَافِرِ قَدَمَيْهِ قَالَ : فَيُلْقِيهَا فِي عَقِبَيْهِ قَالَ : فَيَسْكَرُ عَدُوُّ الله عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً فَيُرَوِّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ قَالَ : فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ قَالَ : ثُمَّ يَنْثُرُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ نَثْرَةً قَالَ : فَيَنْزَعُ رُوحَهُ مَنْ عَقِبَيْهِ فَيُلْقِيهَا فِي رُكْبَتَيْهِ ، ثُمَّ يَسْكَرُ عَدُوُّ الله عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً ، فَيُرَفِّه مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ @

(2/443)

قَالَ : فَتَضْرِبُ الْمَلاَئِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ ، فَيَنْثُرُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ نَثْرَةً قَالَ : فَيَنْزَعُ رُوحَهُ مِنْ رُكْبَتَيْهِ فَيُلْقِيهَا فِي حِقْوَيْهِ قَالَ : فَيَسْكَرُ عَدُوُّ الله عِنْدَ ذَلِكً سَكْرَةً ، فَيُرَفِّه مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهِ قال : وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط قال : كذلك إلى صدره ثمّ كذلك إلى حلقه قَالَ : تَبْسُطُ الْمَلاَئِكَةُ النُّحَاسَ وَجَمْرَ جَهَنَّمَ تَحْتَ ذَقْنِهِ قَالَ : وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ اللَّعِينَةُ الْمَلْعُونَةُ إِلَى : سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ، قَالَ : فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ : جَزَاكَ الله عَنِّي شَرًّا فَقَدْ كُنْتُ سَرِيعًا بِي إِلَى مَعْصِيَةِ الله بَطِيئًا بِي عَنْ طَاعَةِ الله ، فَقَدْ هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ قَالَ : وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَتَلْعَنِهُ بِقَاعُ الأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْصِي الله عَلَيْهَا ، وَيَنْطَلِقُ جُنُودُ إِبْلِيسَ يُبَشِّرُونَهُ بِأَنَّهُمْ قَدْ أَوْرَدُوا عَبْدًا مِنْ وَلَدِ آدَمَ النَّارَ قَالَ : فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ضُيِّقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ حَتَّى تَدْخُلَ الْيُمْنَى فِي الْيُسْرَى ، وَالْيُسْرَى فِي الْيُمْنَى قَالَ : وَيَبْعَثُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِلَيْهِ أَفَاعِيَ كَأَعْنَاقِ الإِبِلِ يَأْخُذُونَهُ بَأَرْنَبَتِهِ وَإِبْهَامَيْ قَدَمَيْهِ ، فَتُقَوِّصُهُ حَتَّى يَلْتَقِينَ فِي وَسَطِهِ قَالَ : وَيَبْعَثُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - مَلَكَيْنِ أَيْضًا وَهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ , وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ , وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي , وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللهبِ يَطَآنِ فِي شُعُورِهِمَا بَيْنَ مِنْكَبَيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةُ كَذَا وَكَذَا قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ يُقَالُ لَهُمَا : مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرُ لَمْ يُقِلُّوهَا قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : اجْلِسْ قَالَ : فَيَجْلِسُ فَيَسْتَوِي جَالِسًا قَالَ : وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ وَمَا دِينُكَ ؟ وَمَن نَبِيُّكَ ؟ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : لاَ دَرَيْتَ ، وَلاَ تَلَيْتَ قَالَ : فَيَضْرِبَانِهِ ضَرْبَةً يَتَطَايَرُ شَرَرُهَا فِي قَبْرِهِ ، ثُمَّ يَعُودَانِ فَيَقُولاَنِ لَهُ : انْظُرْ فَوْقَكَ قَالَ : فَيَنْظُرُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَالَ : فَيَقُولاَنِ : عَدُوَّ الله ، هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ كُنْتَ أَطَعْتَ الله قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا قَالَ : فَيَقُولاَنِ لَهُ : انْظُرْ تَحْتَكَ قَالَ : فَيَنْظُرُ تَحْتَهُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ ، قَالَ : فَيَقُولاَنِ : عَدُوَّ الله ، هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ عَصَيْتَ الله , فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لاَ تَرْتَدُّ أَبَدًا قَالَ : وَقَالَتْ عَائِشَةُ : وَيُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى النَّارِ يَأْتِيهِ حَرُّهَا وَسَمُومُهَا حَتَّى يَبْعَثَهُ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - إِلَيْهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/444)

15- باب موت الأولاد

فيه حديث عبادة بن الصامت وتقدم في باب الطاعون ، وحديث أبي ذر وسيأتي في النكاح في باب إتيان الرجل إمرأته ، وحديث أبي سلمى وتقدم في باب من شهد أن لا إله إلا الله ، وحديث أبي أمامة وسيأتي في الذكر في باب فضل التسبيح والتهليل ، وحديث أبي الدرداء وسيأتي في النفققة في الجهاد .

1853- وعن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُوجِبَ ذُو الثَّلاَثَةِ قَالَ مُعَاذٌ : قُلْتُ : وَذُو الاِثْنَيْنِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَذُو الاِثْنَيْنِ , قَالَ : يَعْنِي مَنْ قَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلاَثَةً مِنْ وَلَدِهِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.

1853/2- وَرَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، والْحَارِثُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُمْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا الله الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتَهِ إِيَّاهُمَا قَالُوا : يَا رَسُولَ الله وَاثْنَانِ ؟ قَالَ : وَاثْنَانِ , قَالُوا : وَوَاحِدٌ ؟ قَالَ : وَوَاحِدٌ , ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسُرُرِهِ إِلَّى الْجَنَّةِ إِذَا احْتَسَبَتْهُ.

وَرَواهُ ابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَار .

ٍوَالسُّرُرُ : بِسِينٍ مُهْمَلَةٍ وَرَاءٍ مُحَرَّكًا هَوُ مَا تَقْطَعُهَا الْقَابِلَةُ وَمَا بَقِيَ بَعْدَ الْقَطْعِ فَهُوَ السُّرَّةُ.@

(2/445)

1854- وَعَنْ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مَعَهُ ابْنٌ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ : أَتُحِبُّهُ يَا فُلاَنُ ؟ قَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ الله أَحَبَّكَ الله كَمَا أُحَبَّهُ فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله مَاتَ ابْنُهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَا تَرْضَى - أَوْ لاَ تَرْضَي - أَنْ لاَ تَأْتِيَ يْوَمَ الْقِيَامَةِ بَابًا مِنْ أبوابِ الْجَنَّةِ إِلاَّ جَاءَ يَسْعَى حَتَّى يَفْتَحَ لَكَ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله أَلَهُ وَحْدَهُ أَمْ لِكُلِّنَا ؟ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَلْ لِكُلِّكُمْ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى دُونَ قَوْلِهِ : فَقَالَ رَجُلٌ ... إِلَى آخِرِهِ.

1855- وَعَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَقَالَ : مَا لَكَ ؟ قُلْتَ : حَدِّثْنِي . قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلاَّ غَفَرَ الله لَهُمَا بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ .

1855/2- قَالَ : قُلْتُ : فَحَدَّثَنِي . قَالَ : نَعَمْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالِهِ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ الله إِلاَّ اسْتَقْبَلَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ فَقُلْتُ : كَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ رِجَالاً فَرَجُلَيْنِ ، وَإِنْ كَانَ إِبِلاً فَبَعِيرَيْنِ ، وَإِنْ كَانَ بَقَرًا فَبَقَرَتَيْنِ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.@

(2/446)

1855/3- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ بِالرَّبَذَةِ وَهُوَ يَسُوقُ بَعِيرًا عَلَيْهِ مَزَادَتَانِ وَفِي عُنُقِ الْبَعِيرِ قِرْبَةٌ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ مَالَكَ ؟ قَالَ : لِي عَمَلِي قُلْتُ : حَدِّثْنِي رَحِمَكَ الله قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْت ُرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا ثَلاَثَةٌ ... فذكره بِتَمَامِهِ ، وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ : وَإِنْ كَانَ صَاحِبَ بَقَرٍ بَقَرَتَيْنِ - حَتَّى عَدَّ أَصْنَافَ الْمَالِ.

وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مُخْتَصَرًا.

1856- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : مَنْ قَدَّمَ مِنْ وَلَده ثَلاَثَةً صَابِرًا مُحْتَسِبًا حَجَبُوهُ - بِإِذْنِ الله عَزَّ وَجَلَّ - مِنَ النَّارِ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مَوْقُوفًا.

1857- وَعَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِلأَنْصَارِ : مَا الرَّقُوبُ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذِي لاَ وَلَدَ لَهُ , فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ ذَاكُمْ بِالرَّقُوبِ ، الرَّقُوبُ الذَّيِ يَقْدَمُ عَلَى رَبِّهِ وَلَمْ يُقَدِّمْ أَحَدًا مِنْ وَلَدِهِ قَالَ : فَمَا الْعَائِلُ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذِي لاَ مَالَ لَهُ قَالَ : الْعَائِلُ الَّذِي يَقْدَمُ عَلَى رَبِّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَمْ يُقَدِّمْ عَمَلاً صَالِحًا.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مُرْسَلاً وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1858- وَعَنْ أُمِّ سَلِيمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَفِي سَنَدِهِمَا عَمْروٌ الأَنْصَارِيُّ لَمْ أرَ من ذَكَرَهُ بِعَدَالَةٍ ، وَلاَ جَرْحٍ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.@

(2/447)

1859- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُؤْمِنَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحَنْثَ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا الله الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عِيسَى ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الزِّينَةِ ، وَآخَرُ فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ النَّفَقَةِ.

1860- وَعَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ - رضي الله عنها - عَن ْرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَطْبُخ حَيْسًا ، فَقَالَ : مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاَثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ كَانُوا لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله وَاثْنَانِ ؟ قَالَ : ثَلاَثَةٌ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ فَقَالَت : اثْنَانِ ؟ يَا رَسُولَ الله قَالَ : ثَلاَثَةٌ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ , ثُمَّ سَكَتَ , فَقَالَ : اثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ ، اثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ ، اثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَضَعْفِ بَعْضِهِمْ.

1860/2- وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَصْنَعُ حِيسًا ، فَقَالَ : مَنْ هَلَكَ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَصَبَرَ ، وَاحْتَسَبَ أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ فَقَالَتْ أُمُّ مُبَشِّرٍ : يَا رَسُولَ الله وَاثْنَانِ ؟ فَقَالَ لَهَا : وَاثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ .@

(2/448)

1861- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذِي لاَ وَلَدَ لَهُ , قَالَ : لاَ بَلِ الَّذِي لاَ فَرْطَ لَهُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1862- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : وَقَفَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى مَجْلِسٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ : يَا بَنِي سَلَمَةَ مَا الرَّقُوبُ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذيِ لاَ وَلَدَ لَهُ قَالَ : بَلْ هُوَ الَّذِي لاَ فَرْطَ لَهُ , قَالَ : مَا الْمُعْدَمُ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : الَّذِي لاَ مَالَ لَهُ , قَالَ : بَلْ هُوَ الَّذِي يَقْدَمُ وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الله خَيْرٌ .

رواه أبو يعلى

1863- وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ أقيش ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا أَرْبَعَةُ أَوْلاَدٍ إِلاَّ أَدْخَلهُمَا الله الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ , قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله وَثَلاَثَةٌ ؟ قَالَ : وَثَلاَثَةٌ , قَالَ : وَاثْنَانِ ؟ قَالَ : وَاثْنَانِ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ صِفَةِ النَّارِ.

1864- وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَقَدِ اسْتَجَنَّ جَنَّةً حَصِينَةً مَنْ سَلَفَ لَهُ ثَلاَثُ أَوْلاَدٍ فِي الإِسْلاَمِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَالْبَزَّارُ.@

(2/449)

1865- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا مَرِيضٌ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، ادْعُ الله أَنْ يَشْفِيَ ابْنِي هَذَا قَالَ : فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ لَكِ فَرْطٌ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ يَا رَسُولَ الله قَالَ : فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَوْ فِي الإِسْلاَمِ ؟ قَالَتْ : بَلْ فِي الإِسْلاَمِ قَالَ : جَنَّةٌ حَصِينَةٌ ، جَنَّةٌ حَصِينَةٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.

1866- وَعَنْ بُرَيْدَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَعَاهَدُ الأَنْصَارَ وَيَعُودُهُمْ وَيَسْأَلُ عَنْهُمْ ، فَبَلَغَنَا أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ مَاتَ ابْنٌ لَهَا فَجَزِعَتْ عَلَيْهِ ، فَأَتَاهَا فَأَمَرَهَا بِتَقْوَى الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَالصَّبْرِ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي امْرَأَةٌ رَقُوبٌ لاَ أَلِدُ وَلَمْ يَكُنْ لِي وَلَدٌ غَيْرُهُ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الرَّقُوبُ : الَّتِي يَبْقَى وَلَدُهَا ، ثُمَّ قَالَ : مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، وَلاَ امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ يَمُوتُ لَهَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ إِلاَّ أَدْخَلَهُمَا الله الْجَنَّةَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله , وَاثْنَانِ ؟ قَالَ : وَاثْنَانِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ.

1866/2- وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي يَعْلَى : قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُجَالِسُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَعَهُ ابْنٌ لَهُ خُمَاسِيٌّ فَمَاتَ فَجَزِعَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيَسُرُّكَ أَنْ لاَ تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أبوابِ الْجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَائِمًا عَلَيْهِ يَدْعُوكَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَهُوَ كَمَا أَقُولُ لَكَ .@

(2/450)

16- باب فيما يجازى به المؤمن بعد موته

1867- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تُرْفَعُ لِلْعَبْدِ الدَّرَجَةُ فَيَقُولُ : أَنَّى لِي هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : بِاسْتِغْفَارِ ابْنِكَ لَكَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1868- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسوُلُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله وُكَّلَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ ، فَإِذَا قَبَضَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ قَالاَ : يَا رَبِّ وَكَّلْتَنَا بِعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ نَكْتُبُ عَمَلَهُ وَقَدْ قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ ، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ : سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلاَئِكَتِي يُسَبِّحُونِي قَالاَ : فَتَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَسْكُنَ الأَرْضَ قَالَ : أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي ، وَلَكِنْ قُومَا عَلَى قَبْرِ عَبْدِي فَسَبِّحَانِي وَهَلِّلاَنِي وَكَبِّرَانِي وَاحْمَدَانِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَاكْتُبَاهُ لِعَبْدِي.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ وَتَقَدَّمَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ.

1869- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُجَازَى بِهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ يُغْفَرَ لِجَمِيعِ مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ فِيهِ مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ الْجَزَرِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَرَوَاهُ صاحب الفردوس مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ بِغَيْرِ إِسْنَادٍِ وَلَفْظُهُ : أَوَّلُ تُحْفَةِ الْمُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ أَنْ يَغْفِرَ الله لِكَلِّ مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ .@

(2/451)

17- باب في غسل الميت وحنوطه

1870- عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ ، سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ ، يَقُولُ : لَمَّا نَزَلَ بِآَدَمَ الْمَوْتُ ، قَالَ : أَيْ بَنِيَّ إنِّي أَشْتَهِي مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ . قَالَ : فَانْطَلَقَ بَنُوهُ يَلْتَمِسُونَ فَرَأَتهُم الْمَلاَئِكَةَ ، فَقَالُوا : أَيْنَ تُرِيدُونَ ؟ فَقَالُوا : يَشْتَهِي أَبُونَا مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ ، فَانْطَلَقُوا يَطْلُبُونَ ذَلِكَ له فَقَالُوا : ارْجِعُوا فَقَدْ أُمِرَ بِقَبْضِ أَبِيكُمْ فَأَقْبَلُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى آدَمَ فَلَمَّا رَأَتْهُمْ حَوَّاءُ عَرَفَتْهُمْ ، فَلَصَقَتْ بِآدَمَ ، فَقَالَ : إِلَيْكِ عَنِّي فَمِنْ قَبْلِكِ أُتِيتُ ، دَعِينِي وَمَلاَئِكَةُ رَبِّي . قَالَ : فَقَبَضُوهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، وَغَسَّلُوهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، وكفنوه وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، وَحَنطوه وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، وَصَلَّوْا عَلَيْهِ ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ فَقَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ ، هَذِهِ سُنَّتُكُمْ فِي مَوْتَاكُمْ ، وَهَذا سَبِيلُكُمْ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْهُ بِهِ مَوْقُوفًا.

1870/2- وَرَوَاهُ عن ابْنُ فُضَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ مَرْفُوعًا.

1870/3- وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ بِهِ ... فَذَكَرُوهُ مَوْقُوفًا.

1870/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ يُونُسَ بِهِ مَوْقُوفًا وَلَفْظُهُ : لَمَّا أُحْضِرَ آدَمُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - قَالَ لَبَنِيهِ : انْطَلِقُوا فَاجْتَنُوا لِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ قَالَ : فَخَرَجُوا : ... فذكره بِمَعْنَاهُ إِلَى أَنْ قَالَ : فَقَبَضُوا رُوحَهُ ثُمَّ غَسَّلُوهُ ، وَكَفَّنُوهُ ، وَحَنَّطُوهُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيْهِ ، وَحَفَرُوا لَهُ وَدَفَنُوهُ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ هَذِهِ سَبِيلُكُمْ فِي مَوْتَاكُمْ فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا.@

(2/452)

1870/5- ورواه عَبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على المسند من طريق الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ ، قَالَ : رَأَيْتُ شَيْخًا بِالْمَدِينَةِ يَتَكَلَّمُ ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ ، فَقَالُوا : هَذَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، فَقَالَ : إِنَّ آدَمَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ : أَيْ بَنِيَّ إِنِّي أَشْتَهِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، فَذَهَبُوا يَطْلُبُونَ لَهُ ، فَاسْتَقْبَلَتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَمَعَهُمْ أَكْفَانُهُ وَحَنُوطُهُ ، وَمَعَهُمُ الْفُؤُوسُ وَالْمَسَاحِي وَالْمَكَاتِلُ ، فَقَالُوا لَهُمْ : يَا بَنِي آدَمَ ، مَا تُرِيدُونَ ؟ وَمَا تَطْلُبُونَ ؟ - أَوْ مَا تُرِيدُونَ ؟ وَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ؟ - قَالُوا : أَبُونَا مَرِيضٌ فَاشْتَهَى مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، قَالُوا لَهُمْ : ارْجِعُوا فَقَدْ قُضِيَ قَضَاءُ أَبِيكُمْ . فَجَاؤُوا ، فَلَمَّا رَأَتْهُمْ حَوَّاءُ عَرَفَتْهُمْ ، فَلاَذَتْ بِآدَمَ ، فَقَالَ : إِلَيْكِ عَنِّي فَإِنِّي إِنَّمَا أُوتِيتُ مِنْ قِبَلِكِ ، خَلِّي بَيْنِي وَبَيْنَ مَلاَئِكَةِ رَبِّي - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فَقَبَضُوهُ ، وَغَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ ، وَحَفَرُوا لَهُ وَأَلْحَدُوا لَهُ ، وَصَلَّوْا عَلَيْهِ ، ثُمَّ دَخَلُوا قَبْرَهُ فَوَضَعُوهُ فِي قَبْرِهِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ اللَّبِنَ ، ثُمَّ خَرَجُوا مِنَ الْقَبْرِ ، ثُمَّ حَثَوْا عَلَيْهِ التُّرَابَ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ هَذِهِ سُنَّتُكُمْ.

1870/6- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ بِهِ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ آدَمَ لَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَالَ لِبَنِيهِ : يَا بَنِيَّ إِنِّي مَرِضْتُ وَإِنِّي أَشْتَهِي مَا يَشْتَهِي الْمَرِيضُ ، وَإِنِّي أَشْتَهِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، فَابْغُوا لِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ قَالَ : فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَلَقِيَتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَيَانًا فَقَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ أَيْنَ تُرِيدُونَ قَالُوا : نَبْتَغِي أَبانَا مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ فَقَالَ : ارْجِعُوا فَقَدْ أُمِرَ بِقَبْضِ أَبِيكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ : فَقَبَضُوا رُوحَهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَصَلَّوْا عَلَيْهِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ، ثُمَّ قَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ هَذِهِ سُنَّتُكُمْ مِنْ مَوْتَاكُمْ .

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : رَفَعَهُ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ ، وَوَقَفَهُ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ ، وَغَيْرُهُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ.@

(2/453)

18- باب فيمن يغسل الميت وما جاء في ثواب من غسل ميتا وكتم عليه وفي ترك الغسل من غسل الميت

فيه حديث علي بن أبي طالب ، وتقدم في باب سترة العورة ....

1871- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُغَسَّلُ الْمَيِّتَ أَدْنَى أَهْلِهِ إِلَيْهِ إِنْ عَلِمَ ، فَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ فَأَهْلُ الأَمَانَةِ وَأَهْلُ الْوَرَعِ.

رواه الحارث

1871/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَفْظُهُ : مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا ، فَأَدَّى فِيهِ الأَمَانَةَ وَلَمْ يُفْشِ عَلَيْهِ مَا يَكُونُ مِنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ قَالَ : لِيَلِيهِ أَقْرَبُكُمْ مِنْهُ إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ، فَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ فَمَنْ تَرَوْنَ عِنْدهُ حَظًّا مِنْ وَرَعٍ وَأَمَانَةٍ.

وَمَدَارُ إِسْنَادِ حَدِيثِ عَائِشَةَ هَذَا عَلَى جَابِرٍ الْجَعْفِيِّ.

1872- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا وَكَتَمَ عَلَيْهِ طَهَّرَهُ الله مِنْ ذُنُوبِهِ ، فَإِنْ كَفَّنَهُ كَسَاهُ الله مِنَ السُّنْدُسِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ في الكبير ، وابن ماجه من حديث عليّ بن أبي طالب ، والطبراني في الكبير ، والحاكم وصححه من حديث أبي رافع ، والطبراني فِي الأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ , وَابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(2/454)

1873- وعَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْغُسْلِ مِنْ غُسْلِ الْمَيِّتِ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ نَجَّسْتُمْ صَاحِبَكُمْ إِذًا.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

1873/2- وفي رواية عنه : يَكْفِي مِنْهُ الْوُضُوءُ.

1873/3- ورواه الحاكم من طريق عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ لَيْسَ عليكم فِي مَيِّتِكُمْ غُسْلٌ إِذَا اغتسلتموه.

1873/4- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى وَقَالَ : وَرَوَيْنَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا : لاَ تُنَجِّسُوا مَوْتَاكُمْ فَإِنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يُنَجِّسُ حَيًّا ، وَلاَ مَيِّتًا قَالَ : وَرَوَيْنَا فِي ذَلِكَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَائِشَةَ - رضي الله عنهمْ.

1874- وعَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ لاَ يَرَى عَلَى الَّذِي يُغَسِّلُ الْمَيِّتَ غُسْلًا.

رواه أبو يعلى الموصلي.@

(2/455)

19- باب فيمن غسله النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بيده وكفنه وصلى عليه وأدخله القبر

1875- عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقْعَدٌ ، فَقَالَ لأَهْلِهِ ضَعُونِي عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى مَسْجِدِهِ قَالَ فَوُضِعَ الْمُقْعَدُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا اخْتَلَفَ إِلَى الْمَسْجِدِ سَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ ، فَجَاءَ أَهْلُ الْمُقْعَدِ لَيَرُدُّوهُ إِلَى أَهْلِهِ فَقَالَ : لاَ وَالله لاَ أَبْرَحُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ مَاعَاشَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَابْنُوا لِي خُصًّا قَالَ : فَبَنَوْا لَهُ خُصًّا فَكَانَ الْمُقْعَدُ فِيهِ فَكُلَّمَا مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْمَسْجِدِ دَخَلَ الْخُصَّ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ ، وَكُلَّمَا أَصَابَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَرْفَةً مِنْ طَعَامٍ بَعَثَ بِهِ إِلَى الْمُقْعَدِ قَالَ : فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذْ أَتَى آتٍ فَنَعَى لَهُ الْمُقْعَدَ ، فَنَهَضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَهَضْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْخُصِّ قَالَ لأَصْحَابِهِ : لاَ يَقْرَبَنَّ الْخُصَّ أَحَدٌ غَيْرِي فَدَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْخُصِّ فَإِذَا جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - قَاعِدٌ عِنْدَ رَأْسِ الْمُقْعَدِ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ : يَا رَسُولَ الله أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِنَا لَكَفَيْنَاكَ أَمْرَهُ ، فَأَمَّا إِذْ جِئْتَ فَأَنْتَ أَوْلَى بِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَغَسَّلَهُ بِيَدِهِ وَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.

لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ باب مناقب جليبيب.

20- باب الميت يعرف من يغسله ومن يحمله ومن يُدليه في قبره

1876- عَنْ مُعَاوِيَةَ - أَوِ ابْنِ مُعَاوِيَةَ - الأَنْصَارِي ّأَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَسَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَعْرِفُ مَنْ يُغَسِّلُهُ , وَمَنْ يَحْمِلُهُ , وَمَنْ يُدْلِيهِ فِي قَبْرِهِ ، قَالَ : فَقَامَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لاِبْنِ عُمَرَ ، فَأَنْكَرَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلُ إِنْكَارَ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ يَقُومُ الآنَ فَيَمُرُّ بِكَ فَادْعُهُ فَسَلْهُ فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ فَمَرَّ بِابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ فَحَدَّثَهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : مِمَّنْ سَمِعْتُهُ ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.@

(2/456)

21 - باب ما جاء في الكفن

فيه حديث أُبَي بن كعب , وتقدم في باب غسل الميت.

1877- وعَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قَالَتْ : لما حُضِرَ أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَمَرَ بِثَوْبَيْنِ خلقين لَهُ أَنْ يُغْسَلا ، وَأَمَرَ بِهِم أَنْ يُكَفِنُوهُ فِيهِمَا وَقَالَ : إِنَّ الْحَيَّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ .

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.

1877/2- وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ وَالْحَارِثُ بِلَفْظِ : سَأَلَ أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ : فِي كَمْ كُفِّنَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَتْ : فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ , قَالَ : وَأَنَا كَفِّنُونِي فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ فِي ثَوْبِي هَذَا مَعَ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ ، وَاغْسِلُوهُ لِثَوْبِهِ الَّذِي كَانَ يَلْبَسُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : أَلاَ نَشْتَرِي لَكَ جَدِيدًا ؟ قَالَ : الْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهِلَّةِ قَالَ : فَقَالَ لَهَا : أَيُّ يَوْمٍ مَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَتْ : يَوْمَ الاِثْنَيْنِ قَالَ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالَتْ : يَوْمُ الاِثْنَيْنِ قَالَ : إِنِّي لأَرْجُو إِلَى اللَّيْلِ فَتُوُفِّيَ حِينَ أَمْسَى وَدُفِنَ مِنْ لَيْلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ.

1877/3- ورواه أحمد بن منيع ولفظه : عَنْ عَائِشَةَ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ فِي مَرَضِهِ الذي مَاتَ فِيهِ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قُلْنَا : يَوْمُ الاِثْنَيْنِ . قَالَ : فَإِنْ مِتُّ مِنْ لَيْلَتِي ، فَلا تَنْتَظِرُوا بِي الْغَدَ ، فَإِنَّ أَحَبَّ الأَيَّامِ وَاللَّيَالِي إِلَيَّ أَقْرَبُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .@

(2/457)

1877/4- وأبو يعلى المَوْصِلِيّ بلفظ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَرَأَيْتُ بِهِ الْمَوْتَ ، فَقُلْتُ : هَيْجٌ هَيْجٌ.

مَنْ لاَيَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعا ... فإِنَّهُ في مَرَّةٍ مَدْفُوقُ

فَقَالَ : لاَ تَقُولِي ذَلِكَ ، وَلَكِنْ قُولِي : {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}.

ورواه الحاكم ، وعنه البيهقي بتمامه.

1878- وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُ الْكَفَنِ الْحُلَّةُ , وَخَيْرُ الأُضْحِيَةِ الْكَبْشُ.

رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ مُرْسَلاً ، وَفِي سَنَدِهِ حَاتِمُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ , قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ وَالذَّهَبِيُّ : مَجْهُولٌ , وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ , وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

1879- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِحَمْزَةَ وَقَدْ جُدِعَ أَنْفُهُ وَمُثِّلَ بِهِ ، فَقَالَ : لَوْلاَ أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا تَرَكَتْهُ إِلَى حِينِ يَحْشُرُهُ الله مِنْ بُطُونِ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ , فَكُفِّنَ فِي نُمْرَةٍ إِذَا خُمِّرَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلاَهُ , وَإِذَا خُمِّرَتْ رِجْلاَهُ بَدَا رَأْسُهُ فَخَمَّرُوا رَأْسَهُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَيْدٍ , وسيأتي فِي قَتْلِ حَمْزَةَ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ.@

(2/458)

1880- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَن ّرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كُفِّنَ فِي سَبْعَةِ أَثْوَابٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَفِي سَنَدِهِ عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَقِيلٍ.

1881- وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ ، عَن أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ : أَنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ ، فَمُدَّتِ النُّمْرَةُ عَلَى رَأْسِهِ فَانْكَشَفَتْ رِجْلاَهُ ، فَمُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ فَانْكَشَفَتْ رَأْسُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مُدُّوهَا عَلَى رَأْسِهِ وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ شَجَرِ الْحَرْمَلِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْه أَبو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيِّ.

1882- وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ قَيْسٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ : جَاءَنَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعِنْدَنَا بَكَرَةٌ صَعْبَةٌ لاَ يُقْدَرُ عَلَيْهَا قَالَ : فَدَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَسَحَ ضَرْعَهَا فَحَفَّلَ وَاحْتَمَلَ فَشَرِبَ ، فَلَمَّا مَاتَ أَبِي جَاءَ وَقَدْ شَدَدْتُهُ فِي كَفَنِهِ ، وَأَخَذْتُ سُلاءة فَسَدَدْتُ بِهَا فِي الْكَفَنِ ، فَقَالَ : لاَ تُعَذِّبْ أَبَاكَ بِالسُّلاء - قَالَهَا ثَلاَثًا - قَالَ : وَكَشَفَ عَنْ صَدْرِهِ وَأَلْقَى السُّلاءة ثُمَّ بَزَقَ عَلَى صَدْرِهِ حَتَّى رَأَيْنَا بُزَاقَهُ عَلَى صَدْرِهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.@

(2/459)

1883- وعَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ ، قَالَتْ : جِئْتُ حِينَ حَضَرَ أَبِي الْوَفَاةُ ، فَقَالَ : لاَ تُكَفِّنُونِي فِي قَمِيصٍ مَخِيطٍ . فحين قبض وغسل دعوا بالكفن فقالوا : قميص قلت : إِنَّ أَبِي قَدْ نَهَانِي أَنْ أُكَفنه فِي قَمِيصٍ مَخِيطٍ ، فَقَالُوا : لاَ بُدَّ ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى الْقَصَّارِ ، وَلأَبِي قَمِيصٌ فِي الْقِصَارَةِ ، فَأُتِيَ بِهِ ، فَأُلْبِسَ ، وَذُهِبَ بِهِ ، فَأَغْلَقْتُ بَابِي وَاتَّبَعْتُهُ ، وَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي ، والْقَمِيص فِي الْبَيْتِ ، فَأَرْسَلْتُ إِلَى الَّذِينَ غَسَّلُوا أَبِي فَقُلْتُ : كَفَّنْتُمُوهُ فِي قَمِيصِهِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قُلْتُ : هُوَ هَذَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ.

رواه الحارث ، وأحمد بن حنبل مختصرًا.

1884- وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : كُفِّنَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ سِحْوَلَيْينِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

22- باب الصلاة على الجنازة وما جاء فيمن كبر أربعا أو خمسًا على الجنازة

فيه وحديث عثمان بن عفان , وسيأتي في باب اجتماع جنائز الرجال والنساء , وفيه حديث ... .

1885- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : آخِرُ مَا كَبَّرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى فَاطِمَةَ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ الْحَسَنُ عَلَى عَلِيٍّ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ الْحُسَيْنُ عَلَى الْحَسَنِ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ عَلِيٌّ عَلَى يَزِيدَ الْمُكَفَّفِ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ عَبْدُ الله بن عمر عَلَى أَبِيهِ عُمَرَ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى آدَمَ أَرْبَعًا ، وَكَبَّرَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ أَرْبَعًا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ فُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ.@

(2/460)

1886- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبعًا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى , وَفِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله الْفَزَّارِيُّ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ , رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.

1887- وَعَنْ عِيسَى مَوْلَى حُذَيْفَةَ ، قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ حُذَيْفَةَ عَلَى جَنَازَةٍ ، فَكَبَّرَ خَمْسًا فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : وَالله مَا وَهَمْتُ ، وَلاَ نَسِيتُ وَلَكِنِّي كَبَّرْتُ كَمَا كَبَّرَ خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عِيسَى.

1887/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى الْجَابِرِ ، قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ عِيسَى مَوْلَى حُذَيْفَةَ بِالْمَدَائِنِ عَلَى جِنَازَةٍ ، فَكَبَّرَ خَمْسًا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ : مَا وَهِمْتُ ، وَلاَ نَسِيتُ وَلَكِنْ كَبَّرْتُ كَمَا كَبَّرَ مَوْلاَيَ وَوَلِيُّ نِعْمَتِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ ، صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَكَبَّرَ خَمْسًا ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ : مَا نَسِيتُ ، وَلاَ وَهِمْتُ وَلَكِنْ كَبَّرْتُ كَمَا كَمَا كَبَّرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ خَمْسًا.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَقد ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إلى هذا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَغَيْرُهُمْ ، رَأَوُا التَّكْبِيرَ عَلَى الْجِنَازَةِ خَمْسًا . وَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ : إِذَا كَبَّرَ الإِمَامُ عَلَى الْجَنَازَةِ خَمْسًا فَإِنَّهُ يَتْبَعُ الإِمَامَ.@

(2/461)

1888- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ خَمْسًا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ الْحَزُّورِ.

23- باب صفة صلاة الجنازة وما يقوله فيها

1889- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلاَةِ عَلَى الْمَيِّتِ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا وَرَبُّهُ ، خَلَقْتَهُ وَرَزَقْتَهُ ، أَحْيَيْتَهُ وَكَفَيْتَهُ ، اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ ، وَلاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ ، وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَهُ.

رواه مُسَدَّد ، والبزار ، وفي سندهما زيد العمي ، وهو ضعيف.

1890- وَعَن أَبِي هُرَيْرَة - رَضي الله عنه - : أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ عَنِ الصَّلاةِ عَلَى الميت قَالَ : ... ثُمَّ تُصَلي عَلَى النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثُمَّ تَقُولُ : اللَّهُمَّ عَبْدُكَ فلان - أَو أَمَتك فلانة - كَانَ يَعْبُدُك لا يُشْرِك بِكَ شَيْئاً ، إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْهُ فِي إِحْسَانِهِ ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدهُ.

رواه مُسَدَّد بسند رجاله ثقات.@

(2/462)

1890/2- وأبو يعلى وعنه ابن حبان في صحيحه بلفظ : أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ قَالَ : اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَاغْفِرْ لَهُ ، ولاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُ .

1890/3- ورواه مالك في الموطأ من طريق سعيد بن أبي سعيد أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ كَيْفَ تُصَلِّي عَلَى الْجَنَازَةِ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَنَا ، لَعَمْرُك أُخْبِرُكَ ، أَتَّبِعُهَا مِنْ عند أَهْلِهَا ، فَإِذَا وُضِعَتْ كَبَّرْتُ ، وَحَمِدْتُ اللَّهَ ، وَصَلَّيْتُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلى الله عَلَيه وسَلَّم . ثُمَّ أَقُولُ : اللَّهُمَّ عَبْدُكَ ... فَذَكَرَ حديث أبي يعلى.

1891- وَعَنِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - يُصَلِّي فِي جِنَازَةٍ ، فَكَبَّرَ ثُمَّ افْتَتَحَ أُمَّ القُرْآنِ رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَبَّرَ فَأَخْلَصَ لِلْمَيِّتِ الدُّعَاءَ ، ثُمَّ كَبَّرَ وَدَعَا لِلْمؤُمْنِيِنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي وَالله مَا رَفَعْتُ صَوْتِي بِالْقِرَاءَةِ إِلاَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّهَا سُنَّةٌ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ بِاخْتِصَارٍ.

1892- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ فِي الصَّلاَةِ عَلَى الْمَيِّتِ : اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ ، وَأَوْرِدْهُ حَوْضَ رَسُولِكَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(2/463)

1893- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : اللهمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا .

وَحَدَّثَ أَبُو سَلَمَةَ بِهَا وَزَادَ فِيهِنَّ : اللهمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِسْلاَمِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَفِي الدُّعَاءِ فِي صَلاَةِ الْجِنَازَةِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ عَنْ عُمَرَ ، وَعَلِيٍّ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمْ وَلَيْسَ فِي الدُّعَاءِ شَيْءٌ مُوَقَّتٌ.

24- باب فضل الصلاة على الجنازة

فيه حديث أبي ذر وسيأتي في القيامة في باب من يظل في ظل الله.

1894- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ مَرَّ بِأَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهمْ - وَهُوَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ ، وَالْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَقامَ إِلَيْهِ أَبُو هُرَيْرَةَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ حَتَّى انْطَلَقَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ , @

(2/464)

فَقَالَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ : أَنْشُدُكَ بِالله هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ ، الْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ فَقَالَتْ : اللهمَّ نَعَمْ , فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَرْسٌ ، إِنَّمَا كُنْتُ أُلْزِمُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمُ لَكَلِمَةٌ يُعَلِّمُنِيهَا أَوْ لُقْمَةٌ يُطْعِمُنِيهَا.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وْابْنُ مَاجَةَ وَالْبَزَّارُ بِاخْتِصَارٍ.

1895- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَتَي الْجِنَازَةَ عِنْدَ أَهْلِهَا فَمَشَى مَعَهَا حَتَّى يُصَلِّي عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِثْلَ أُحُدٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ لِينٌ.

1895/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ فِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ وَلَفْظُهُ : مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ وَشَيَّعَهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَلَمْ يُشَيِّعْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ ، وَالْقِيرَاطُ : مِثْلَ أُحُدٍ.

وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِتَمَامِهِ , وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ ، وَالنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ ، وَعَبْدِ الله بْنِ مُغَفَّلٍ.@

(2/465)

1896- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ شَهِدَ إِمْلاَكَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِئَةِ يَوْمٍ ، وَمَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِئَةِ يَوْمٍ ، وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله ، وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِئَةِ يَوْمٍ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مِنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ.

1897- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ ، وَمَنْ مَشَى مَعَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

1898- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ جِنَازَةَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ مِنَ الأَجْرِ ، فَإِنْ قَعَدَ حَتَّى يُصَلُّوا عَلَيْهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ مِنَ الأَجْرِ ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرَّقَاشِيُّ لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ الرَّقَاشِيُّ ، فَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا ... فذكره نَحْوَهُ.

25- باب في اجتماع جنائز الرجال والنساء ، ومن أحق بالصلاة

1899- عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ عُثْمَانَ بن عفان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَلَى جَنَائِزِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ ، فَجَعَلَ الرِّجَالَ مِمَّا يَلِيهِ ، وَجَعَلَ النِّسَاءَ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا.

رواه مُسَدَّد موقوفاً ، ورجاله ثقات.@

(2/466)

1900- وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ كَانَ يَجْعَلُ الرِّجَالَ مِنْ وَرَاءِ النِّسَاءِ ، وَيَجْعَلُ النِّسَاءَ مِمَّا يَلِيهِ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ , وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.

1901- وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ - أَوْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - : إِذَا حَضَرْتَ جِنَازَةً وَحَضَرَ الأَمِيرُ فَالأَمِيرُ أَحَقُّ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهَا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ فِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عَمَّارٍ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.

26- باب الدعاء والاستغفار للميت بين التكبيرة الرابعة والسلام

1902- عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجْرِيِّ ، قَالَ : رَأيت عَبْدُ الله بْنُ أَبِي أَوْفَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فِي جِنَازَةِ ابْنَتِهِ رَاكِبًا عَلَى بَغْلَةٍ ، فَمَرَّ عَلَى نِسْوَةٍ تَرْثِينَ ، فَقَالَ : إِيَّاكُنَّ وَالتَّرَاثِي ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَانَا عَنْهُ ، لِتَفُضَّ إِحْدَاكُنَّ مِنْ عَبْرَتِهَا ما شاءت .

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.

1902/2- وَالْحُمَيْدِيُّ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّهَ رَأَى ابْنَ أَبِي أَوْفَى فِي جِنَازَةِ ابْنَةٍ لَهُ عَلَى بَغْلَةٍ تُقَادُ بِهِ فَيَقُولُ للقائد : أَيْنَ أَنَا مِنْهَا ؟ فَإِذَا قِيلَ لَهُ : أَمَامَهَا قَالَ : احْتَبَسَ قَالَ : وَرَأَيْتُهُ حِينَ صَلَّى عَلَيْهَا كَبَّرَ أَرْبَعًا ثُمَّ قَامَ سَاعَةً ، فَسَبَّحَ بِهِ الْقَوْمُ ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : أَكُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي أَزِيدُ عَلَى أَرْبَعٍ ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَبَّرَ أَرْبَعًا ! وَسَمِعَ نِسَاءً تَرْثِينَ فَنَهَاهُنَّ وَقَالَ : كَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَنْهَى عَنِ الْمَرَاثِي .@

(2/467)

1902/3- وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ بِلَفْظِ : أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ أَبِي أَوْفَى مَاتَتِ ابْنَةٌ لَهُ فَخَرَجَ فِي جِنَازَتِهَا عَلَى بَغْلَةٍ خَلْفَ الْجِنَازَةِ ، فَجَعَلَ النِّسَاءُ يَرْثِينَ فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ أَبِي أَوْفَى : لاَ تَرْثِينَ ، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الْمَرَاثِي ، وَلَكِنْ لِتَفُضَّ إِحْدَاكُنَّ مِنْ عَبْرَتِهَا مَا شَاءَتْ قَالَ : ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا فَكَبَّرَ أَرْبَعًا فَقَامَ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الرَّابِعَةِ كَقَدْرِ مَا بَيْنَ التَّكْبِيرَتَيْنِ يَسْتَغْفِرُ لَهَا وَيَدْعُو ، ثُمَّ قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصْنَعُ هَكَذَا.

وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ الْهَجْرِيِّ.

27- باب هل يصلى على الجنازة في الأوقات المكروهة

1903- عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - : أُتِيَ بِجِنَازَةٍ فَلَم يُصَلَّى عَلَيْهَا حَتَّى ارْتَفَعَ النَّهَارُ.

رواه مُسَدَّد موقوفا.

1903/2- وإسحاق بإسناد حسن ولفظه : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، قَالَ : انْصَرَفْنَا لِجَنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ ، وَعَلَى النَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ ، فَأَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا ، فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ فَصَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : لاَ تُصَلُّوا عَلَى جَنَائِزِكُمْ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ ، فحبس الإمام الناس.

1903/3- والبيهقي في الكبرى ولفظه : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ @

(2/468)

أَبِي سَلَمَةَ تُوُفِّيَتْ ، وَطَارِقٌ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ ، فَأُتِيَ بِجَنَازَتِهَا بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ ، فَوُضِعَتْ بِالْبَقِيعِ ، قَالَ : وَكَانَ طَارِقٌ يُغَلِّسُ بِالصُّبْحِ ، قَالَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ : فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ لأَهْلِهَا : إِمَّا أَنْ تُصَلُّوا عَلَى جَنَازَتِكُمُ الآنَ ، وَإِمَّا أَنْ تَتْرُكُوهَا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ.

وأصله في صحيح مسلم وأصحاب السنن الأربعة من حديث عقبة بن عامر .

ورواه الحاكم والبيهقي موقوفًا من حديث أبي برزة وأنس بن مالك.

1904- وَعَنْ عَنْبَسَة الْوَزَّان ، قَالَ : كُنْتُ فِي جَنَازَةٍ فِيهَا بُدَيْلٌ ، وَالشَّمْسُ مُصْفَرَّةٌ عَلَى أَطْرَافِ الْحِيطَانِ ، فَقَالَ بُدَيْل : لاَ تُصَلُّوا هَذِهِ السَّاعَةَ ، فَقَالَ أَبُو لُبَابَة : صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَلَى جَنَازَةٍ هَذِهِ السَّاعَةَ.

رواه مُسَدَّد : عن يحيى عنه به.

28 - باب الصلاة على الجنازة في المسجد وعلى من أقر بالإسلام

1905- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَلاَ شَيْءَ لَهُ قَالَ صَالِحٌ : وَأَدْرَكْتُ رِجَالاً مِمَّنْ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبَا بَكْرٍ إِذَا جَاؤُوا فَلَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يُصَلُّوا فِي الْمَسْجِدِ رَجَعُوا فَلَمْ يُصَلُّوا .

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ

1905/2- وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى فذكره إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ صَالِحٌ : فَرَأَيْتُ الْجِنَازَةَ تُوضَعُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَرَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَوْضِعًا إِلاَّ فِي الْمَسْجِدِ انْصَرَفَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا .@

(2/469)

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ : قَالَ صَالِحٌ ... إِلَى آخِرِهِ وَفِي بَعْضِ نُسَخِ أَبِي دَاوُدَ : فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ .

وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا مُخَالِفٌ لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأربعة من حديث عائشة أنها قَالَتْ : لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَرْسَلَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَمُرُّوا بِجِنَازَتِهِ فِي الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّينَ عَلَيْهِ ، فَفَعَلُوا فَوَقَفَ بِهِ عَلَى حِجْرِهِنَّ يُصَلِّينَ عَلَيْهِ ، وَأُخْرِجَ مِنْ بَابِ الْجَنَائِزِ الَّذِي كَانَ إِلَى الْمَقَاعِدِ فَبَلَغَهُنَّ أَنَّ النَّاسَ عَأبو أ ذَلِكَ ، وَقَالُوا : مَا كَانَتِ الْجَنَائِزُ يُدْخَلُ بِهَا الْمَسْجِدَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : مَا أَسْرَعَ النَّاسَ أَنْ يَعِيبُوا مَا لاَ عِلْمَ لَهُمْ بِهِ عَابُوا عَلَيْنَا أَنْ نَمُرَّ بِجِنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ وَمَا صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ وَأَخِيهِ إِلاَّ فِي الْمَسْجِدِ .

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : حَديِثُ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ ، وَهُوَ مِمَّا يُعَدُّ فِي أَفْرَادِ صَالِحٍ ، وَحَدِيثُ عَائِشَةَ أَصَحُّ مِنْهُ ، وَصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ مُخْتَلِفٌ فِي عَدَالَتِهِ كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يُجَرِّحُهُ .

1906- وعَنْ مُغِيرَةٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : إِذَا أَقَرَّ بِالإِِسْلاَمِ ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يُصَلَّ صُلِّيَ عَلَيْهِ.

1906/2- وَعَنْهُ : فِي الَّذِي يُسْبَى ثُمَّ يُقِرُ بِالإسْلامِ ثُمَّ يَمُوتُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي . قَالَ : يُصَلَّى عَلَيْهِ.

رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات.

1907- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ غُلاَمٌ - شَابٌّ يَهُودِيٌّ - يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَعُودُهُ فَقَالَ : أَتشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ الله ؟ قَالَ : فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى أَبِيهِ ، فَقَالَ لَهُ : قُلْ كَمَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ ، قال : فقبل ثمّ مات ، فقال النبي صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ : صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ فِي بَابِ أُصُولِ الدِّينِ.@

(2/470)

29- باب الصلاة على من أعان على خير أو أُثني عليه خيرا

1908- عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، أَنَّ أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيِّ ، حَدَّثَهُ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَائِذٍ ، يَقُولُ : خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَلَمَّا وُضِعَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : يَا رَسُولَ الله ، لاَ تُصَلِّ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رَجُلٌ فَاجِرٌ ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : هَلْ رَآهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الإِسْلاَمِ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : نَعَمْ يَا رَسُولَ الله ، حَرَسَ مَعَنَا لَيْلَةً فِي سَبِيلِ الله ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَحَثَى عَلَيْهِ التُّرَابَ فَقَالَ : أَصْحَابُكَ يَظُنُّونَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَقَالَ : يَا عُمَرُ ، إِنَّكَ لاَ تَسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِ النَّاسِ ، وَلَكِنْ تُسْأَلُونَ عَنِ الصَّلاَةِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

1909- وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلُّمَ إِذَا دُعِيَ إِلَى جِنَازَةٍ سَأَلَ عَنْهَا ، فَإِنْ أُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا صَلَّى عَلَيْهَا ، وَإِنْ أُثْنِيَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالَ : شَأْنُكُمْ بِهَا وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(2/471)

30- باب في الصلاة على من عليه دين

1910- عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَاتَ وَتَرَكَ دِينَارًا أَوْ دِينَارَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيَّةٌ أَوْ كَيَّتَانِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

1910/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَجُلاً تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَتَرَكَ دِينَارَيْنِ دينًا عَلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ وَفَاءٌ ، فَأَبَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَالَ : صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو قَتَادَةَ ، فَقَالَ : أَنَا أَقْضِي عَنْهُ فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَصَلَّى عَلَيْهِ.

1911- وَعَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ ، سَمِعْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَقُولُ : مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله تَرَكَ دِينَارًا أَوْ دِرْهَمًا فَقَالَ : كَيَّتَانِ ، صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَأَبوُ بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.

1912- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : حَضَرْتُ جِنَازَةً فِيهَا @

(2/472)

النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا وُضِعَتْ سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَعَلَيْهِ دَيْنٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَعَدَلَ عَنْهَا وَقَالَ : صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَلَمَّا رَآهُ عَلِيٌّ قَفَّا قَفَّا فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، بَرِئَ مِنَ دَيْنِهِ أَنَا ضَامِنٌ لِمَا عَلَيْهِ فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ : يَا عَلِيُّ جَزَاكَ الله وَالإِسْلاَمُ خَيْرًا ، فَكَّ الله رِهَانَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا فَكَكْتَ رِهَانَ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ ، لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقْضِي عَنْ أَخِيهِ المسلم دَيْنَهُ إِلاَّ فَكَّ الله رِهَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَلِعَلِيٍّ خَاصَّةً ؟ قَالَ : لاَ بَلْ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.

1913- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِرَجُلٍ لِيُصَلِّي عَلَيْهِ فَقَالَ : عَلَيْهِ دَيْنٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : إِنْ ضَمِنْتُمْ دَيْنَهُ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لضعف صَدَقَةَ بْنِ عِيسَى - أَوْ عِيسَى بْنِ صَدَقَةَ.

1913/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : عَنْ عِيسَى بْنِ صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ الْيَشْكُرِيُّ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا الله بِهِ ، فَسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ ، وَلاَ دَيْنَ عَلَيْهِ فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنِّي رَأَيْتُ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأُتِيَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، فَقَالَ : لاَ أُصَلِّي عَلَيْهِ حَتَّى تَضْمَنُوا دَيْنَهُ ، فَإِنَّ صَلاَتِي عَلَيْهِ تَنْفَعُهُ فَلَمْ يَضْمَنُوا دَيْنَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ ، قَالَ : إِنَّهُ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ .

وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الْقَرْضِ.

1914- عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَبْدٌ أَسْوَدٌ ، فَمَاتَ ، فَأوذِنَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا قَالُوا : دِينَارَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيَّتَانِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/473)

31- باب في الصلاة على أهل المعاصي والمنافقين والأطفال وولد الزنا

فيه حديث أبي هريرة وسيأتي في باب الرخصة في الصوم.

1915- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ : مَنْ كَانَ مُضْعَفًا - أَوْ مُصْعَبًا - فَلْيَرْجِعْ وَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى بِذَلكِ فَرَجَعَ النَّاسُ وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ ، فَمَرَّ مِنَ اللَّيْلِ عَلَى سَوَادٍ فَنَفَرَ بِهِ فَصَرَعَهُ فَوَقَصَهُ ، فَلَمَّا جِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا شَأْنُ صَاحِبِكُمْ ؟ قَالُوا : كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا قَالَ : يَا بِلاَلُ مَا كُنْتَ أَذَّنْتَ فِي النَّاسِ مَنْ كَانَ مُضْعَفًا - أَوْ مُصْعَبًا - فَلْيَرْجِعْ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَأَبَى أَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ.

1916- وعن حذيفة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : مات رجل من المنافقين فلم أصل عليه ، قال : فقال عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : ما منعك أن تصلي عليه ؟ قال : قلت : إنه منهم ، فقال : أباللّه منهم أنا ؟ قلت : لا ، فبكى.

رواه مُسَدَّد بسند صحيح.

1917- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرَادَ أَنْ يُصَلِّي عَلَى عَبْدِ الله بْنِ أُبَيٍّ , فَأَخَذَ جِبْرِيلُ بِثَوْبِهِ فَقَالَ : وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ، وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرَّقَاشِيُّ , وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.@

(2/474)

1918- وَعَن نَافِع قَالَ : صَلَّى ابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَلَى مَوْلُودٍ فِي الدَّارِ ، ثُمَّ بَعَثَ بِهِ فَدُفِنَ . فَقُلْتُ لِنَافِعٍ : أَكَانَ اسْتَهَلَّ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي.

رواه مُسَدَّد بسند صحيح.

1919- وعَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، أَنَّهُ شَهِدَ ابْنَ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فِي جَنَازَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يُوَشْوِشُونَ : هُوَ ابْنُ زِنْيَةٍ ، قَالَ : فَكَانَ يُقَالُ : هُوَ شَرُّ الثَّلاَثَةِ ، قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ : لاَ ، هُوَ خَيْرُ الثَّلاَثَةِ.

رواه مُسَدَّد ، وله شاهد من حديث النعمان بن بشير ، وسيأتي في باب الصلاة على المرأة.

32- باب في الصلاة على القبر

1920- عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ تُوُفِّيَ قَبْلَ قُدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى عَلَيْهِ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مرسلاً

1920/2- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ : عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى قَبْرِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ.

1921- عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِقَبْرٍ حَدِيثٍ فَقَالَ : مَا هَذَا الْقَبْرُ ؟ قَالُوا : قَبْرُ فُلاَنَةَ قَالَ : فَهَلاَّ آذَنْتُمُونِي ! قَالُوا : كُنْتَ نَائِمًا فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَلاَ تَفْعَلُوا ، ادْعُونِي لِجَنَائِزِكُمْ فَصَفَّ عَلَيْهَا صَفًّا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(2/475)

1921/2- وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَلَفْظُهُ : أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُلَقِّطُ الْقَصَبَ وَالأَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِقَبْرِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ : كُنْتُ نَائِمًا ... إِلَى آخِرِهِ ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَابْنِ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ.

1922- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَعُودُ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ إِذَا مَاتُوا قَالَ : فَتَوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا حُضِرَتْ فَآذِنُونِي بَهَا قَالَ : فَأَتَوْهُ لَيُؤْذِنُوهُ بِهَا فَوَجَدُوهُ نَائِمًا وَقَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ ، فَكَرِهُوا أَنْ يُوقِظُوهُ ، وَتَخَوَّفُوا عَلَيْهِ ظُلْمَةَ اللَّيْل وَهَوَامَ الأَرْضِ ، فَدَفَنُوهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ سَأَلَ عَنْهَا ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله أَتَيْنَاكَ لِنُؤْذِنَكَ بِهَا فَوَجَدْنَاكَ نَائِمًا فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ وَتَخَوَّفْنَا عَلَيْكَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَهَوَامَ الأَرْضِ فَدَفَنَّاهَا قَالَ : فَمَشَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى قَبْرِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ أَرْبعًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1922/2- وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ بِلَفْظِ : أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ قَالَ : أَخْبَرَنيِ رِجَالٌ @

(2/476)

مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَزُورُ ضَعَفَةَ الْمُسْلِمِينَ وَمَسَاكِينَهُمْ وَيُصَلِّي عَلَيْهِمْ ، وَلاَ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ أَحَدٌ غَيْرُهُ ، وَأَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي طَالَ سَقَمُهَا ، وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْأَلُ عَنْهَا مَنْ حَضَرَ مِنْ جِيرَانِهَا ، وَأَمَرَهُمْ إِنْ حَدَثَ بِهَا حَدَثٌ أَنْ يُؤْذِنُوهُ بِهَا لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ تُوُفِّيَتْ لَيْلاً فَاحْتَمَلُوهَا ، فَأَتَوْا بِهَا مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا أَمَرَهُمْ ، فَوَجَدُوا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَائِمًا ، فَكَرِهُوا أَنْ يُهَيِّجُوهُ مِنْ نَوْمِهِ ، فَصَلَّوْا عَلَيْهَا ، ثُمَّ احْتَمَلُوهَا فَدَفَنُوهَا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَأَلَ عَنْهَا مَنْ حَضَرَ مِنْ جِيرَانِهَا ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ لَيْلاً ، وَأَنَّهُمُ احْتَمَلُوهَا فَوَضَعُوهَا مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا أَمَرَهُمْ ، فَوَجَدُوهُ نَائِمًا ، فَكَرِهُوا أَنْ يُهَيِّجُوهُ مِنْ نَوْمِهِ فَقَالَ : وَلِمَ فَعَلْتُمْ ؟ قُومُوا فَقَامُوا ، فَصَفَّ عَلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا يَصُفُّ عَلَى الْجَنَائِزِ وَصَفُّوا خَلْفَهُ ، ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا.

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ , وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى.

33- باب الصلاة على الغائب والنفساء وما جاء في شق بطن المرأة والولد في بطنها

فيه حديث أنس بن مالك , وسيأتي في فضل سورة الإخلاص.

1923- وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَاهُ مَوْتُ النَّجَاشِيِّ ، فَقَالَ : إِنَّ أَخَاكُمْ مَاتَ بِغَيْرِ أَرْضِكُمْ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ ، فَصَفَّهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَلْفَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

1923/2- وَابْنُ مَاجَةَ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَرَجَ بِهِمْ فَقَالَ : صَلُّوا عَلَى أَخٍ لَكُمْ مَاتَ بِغَيْرِ أَرْضِكُمْ قَالُوا : مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : النَّجَاشِيُّ .

وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَجَابِرِ بْنِ عبد الله وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَفِي مُسْلِمٍ وَالتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ.@

(2/477)

1924- وَعَنْ أَبِي قُلاَبَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ تُوُفِّيَ فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ - أَوْ قُومُوا فَادْعُوا لَهُ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ مُرْسَلاً , وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1925- وَعَنْ جَرِيرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1926- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ حُدَيْجِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مُرْسَلٌ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ فِي بَابِ فَضْلِ النَّجَاشِيِّ وَأَصْحَابِهِ.

1927- وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا مِنَ الزِّنَا وَعَلَى وَلَدِهَا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ فِيهِ جَابِرٌ الْجَعْفِيُّ.@

(2/478)

1928- وَعَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى أُمِّ فُلاَنٍ فِي نِفَاسِهَا فَقَامَ وَسَطَهَا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَهُوَ فِي الصَّحيِحَيْنِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ سَمُرَةَ.

1929- وَعَنْ مُغِيرَةَ ، قَالَ : قَالَتْ أُمُّ سِنَان بْن أبي حَارِثَة : إِذَا أَنَا مِتَّ فَشُقُّوا بَطْنِي ، فَإِنَّ فِيهِ سَيِّدَ غَطَفَانَ ، قَالَ : فمَاتَت فَشَقُّوا بَطْنَهَا فَاسْتَخْرَجُوا سِنَانًا.

رواه أحمد بن منيع ، عن جرير , عنه به.

وقريب من هذه حكاية محمد بن سويد الفهري الراوي عن حذيفة بن اليمان صلاة الليل ، قال فيه أبوحاتم : ماتت أمه وهو يركض في بطنها ، فبقر بطنها وأخرج حيًّا.

34- باب فيمن صلى عليه مئة رجل

1930- عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَةِ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ : اجْتَهِدُوا لأَخِيكُمْ فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مِئَةُ رَجُلٍ أُمَّةٌ ، وَمَا صَلَّى مِئَةٌ قَطُّ إِلاَّ وَهَبَ الله لَهُمْ خَطَايَاهُ وَشَفَّعَهُمْ فِيهِ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ فِيهِ انْقِطَاعٌ.

1930/2- وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَلَفْظُهُ : أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ إِذَا جِيءَ بِالْمَيِّتِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، اسْتَقْبَلَهُمْ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : إِنَّكُمْ جِئْتُمْ شُفَعَاءَ ، فَاشْفَعُوا لَهُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مِئَةُ رَجُلٍ أُمَّةٌ ، وَلَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّةٌ فَيُخْلِصُونَ الدُّعَاءَ لِمَيِّتِهِمْ إِلاَّ وَهَبَ الله لَهُمْ ذُنُوبَهُ وَغَفَرَ لَهُمْ .

لَكِنَّ الْحَدِيثَ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ , رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ.

وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.

وَقَدْ رُوِيَ : مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جِنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً لاَ يُشْرِكُونَ بِالله شَيْئًا إِلاَّ شَفَّعَهُمُ الله فِيهِ . رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.@

(2/479)

35- باب حمل الجنازة والصمت عندها

1931- عَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً فَأَخَذَ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ الأَرْبَعِ غُفِرَ لَهُ أَرْبَعُونَ ذَنْبًا كُلُّهَا كَبِيرَةٌ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ سِوَارِ بْنِ مُصْعَبٍ.

1932- وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فِي جِنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَائِمًا بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ ، وَاضِعًا السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى , وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَرَوَى فِيهِ : أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَانَ يَحْمِلُ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ سَرِيرَ أُمِّهِ فَلَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى وَضَعَهُ وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ فِي جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ قَائِمًا بَيْنَ قَائِمَتَيِ السَّرِيرِ وَأَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَحْمِلُ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ سَرِيرَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَمَلَ بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرٍ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ.

1933- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الله يُحِبُّ الصَّمْتَ عِنْدَ ثَلاَثٍ : عِنْدَ تِلاَوَةِ الْقُرْآنِ ، وَعِنْدَ الزَّحْفِ ، وَعِنْدَ الْجِنَازَةِ.

َرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ .

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى.@

(2/480)

36- باب في المشي أمام الجنازة وخلفها وحملها والقيام معها إلى أن تدفن

فيه حديث عبد الله بن عمرو ، وتقدم في باب لزوم المساجد وفيه حديث أبي سعيد وتقدم في عيادة المريض , وفي فضل الصلاة على الجنائز , وتقدم فيه عن أبي هريرة وابن عمر ، وحديث أبي أيوب وسيأتي في الأدب في باب حق المسلم على المسلم وفيه حديث أبي أيوب.

1934- وَعَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى السَّائِبِ ، أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ ، وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ بِأَعْلَى مَكَّةَ يَتَقَدَّمَانِ فَيَجْلِسَانِ ، فَإِذَا جَازَتْ بِهِمَا قَامَا.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

1935- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ لِعَلِيٍّ - رضي الله عنهمْ - يَا أَبَا الْحَسَنِ أَخْبِرْنَا عَنِ الْمَشْيِ مَعَ الْجَنَازَةِ أَيُّ ذَلِكَ أَفْضَلُ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ : وَالله إِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَوَالله مَا جَلَسْتُ مُنْذُ شَهِدْتُ جِنَازَةً شَهِدَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا فَقَالَ : يَغْفِرُ الله لَهُمَا إِنَّ خِيَارَ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، ثُمَّ الله أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ أَيْنَ هُوَ ؟ وَلَئِنْ كُنْتَ رَأَيْتَهُمَا فِعْلاَ ذَلِكَ لَقَدْ فَعَلاَ وَهُمَا يَعْلَمَانِ أَنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ كما تعلم أن دون الغد ليلة , وَلَكِنَّهُمَا أَحَبَّا أَنْ يُبْسَطَ النَّاسُ ، وَكَرِهَا أَنْ يَتَضَايَقُوا ، وَقَدْ عَلِمَا أَنَّهُمَا يُقْتَدَى بِهِمَا قَالَ : يَا أَبَا الْحَسَنِ فَأَخْبِرْنِي عَنْ حَمْلِ الْجَنَازَةِ @

(2/481)

أَوَاجِبٌ عَلَى مَنْ شَهِدَهَا ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ ، فَإِذَا كُنْتَ مَعَ جِنَازَةٍ فَقَدِّمْهَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَاجْعَلْهَا نُصْبًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ ، فَإِنَّمَا هِيَ مَوْعِظَةٌ وَتَذْكِرَةٌ وَعِبْرَةٌ ، فَإِذَا بَدَا لَكَ أَنْ تَحْمِلَهَا فَانْظُرْ مُؤَخَّرَ السَّرِيرِ الأَيْسَرِ فَاجْعَلْهُ عَلَى مِنْكَبِكَ الأَيْمَنِ ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ فَقُمْ ، وَلاَ تَقْعُدْ ، فَإِنَّكَ تَرَى أَمْرًا عَظِيمًا ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَخُوكَ أَخُوكَ كَانَ يُنَافِسُكَ فِي الدُّنْيَا وَيُشَاحِنُكَ فِيهَا ، تُضَايِقُ بِهِ سُهُولَةَ الأَرْضِ قُصُورًا ، أُدْخِلَ فِي قَبْرٍ تَحْتَ جَوْفِ قَبْرٍ مُحَرَّبٍ عَلَى جَنْبِهِ فَقُمْ ، وَلاَ تَقْعُدْ حَتَّى يُسَنَّ عَلَيْهِ التُّرَابُ سَنَّا فَإِنْ لَمْ يَدَعِ النَّاسُ وَلَيْسُوا بِتَارِكِيكَ وَقَالُوا : مَا هَذَا وَالله بِشَيْءٍ ، فَقُمْ ، وَلاَ تَقْعُدْ حَتَّى يُدَلَّى فِي حُفْرَتِهِ وَإِنْ قَاتَلُوكَ قِتَالاً.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ فِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ.

1936- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ ، عَادَ حَسَنًا ، وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ ... الْحَدِيثَ ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : مَا تَقُولُ فِي الْمَشْيِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ ؟ فَقَالَ : فَضْلُ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ . قَالَ : فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا ، فَقَالَ : إِنَّهُمَا كَرِهَا أَنْ يُحْرِجَا النَّاسَ.

رواه إسحاق بن راهويه.

1936/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ عَادَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : @

(2/482)

أَتَعُودُ الْحَسَنَ وَفِي نَفْسِكَ مَا فِيهَا ؟! قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَمْروٌ : لَسْتَ بِرَبِّي تَصْرِفُ قَلْبِيَ حَيْثُ شِئْتَ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَمَّا ذَاكَ الْحَدِيثُ فَلاَ يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّي إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إِلاَّ ابْتَعَثَ الله لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مِنْ أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَمِنْ أَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ حَتَّى يُصْبِحَ فَقَالَ لَهُ عَمْروٌ : فَكَيْفَ تَقُولُ فِي الْمَشْيِ مَعَ الْجِنَازَةِ بَيْنَ يَدَيْهَا أَوْ خَلْفَهَا ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : إِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى بَيْنَ يَدَيْهَا كَفَضْلِ صَلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ فِي الْجَمَاعَةِ عَلَى الْوحدَةِ فَقَالَ عَمْروٌ : فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّمَا كَرِهَا أَنْ يُحْرِجَا النَّاسَ.

وَرَوَاهُ الْحَارِثُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مُخْتَصَرًا.

وَتَقَدَّمَ فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ.

37- باب في الإسراع بالجنازة وتركه ، وما جاء في اتباع النساء الجنائز

1937- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : أَوْصَانِي أَبُو هُرَيْرَة إِذَا أَنَا متُّ فَلا تَضْرِبُوا عَليَّ فسطاطًا ، ولاَ تُتْبِعُونِي بنار ، وَأَسْرِعُوا بِي ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ : قَدِمُونِي ، قَدِمُونِي . وإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ : يا ويله أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِه.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل ، وابن حبان في صحيحه ورواه أصحاب الكتب الستة بغير هذا اللفظ.@

(2/483)

1938- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جِنَازَةٍ أَمْشِي ، فَإِذَا مَشَيْتُ سَبَقَنِي فَأُهَرْوِلُ فَأَسْبِقُهُ ، فَالْتَفِتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ خَلْفِي ، فَقُلْتُ : تُطْوَى لَهُ الأَرْضُ وَخَلِيلُ الرَّحْمَنِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1939- وَعَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ وَهِيَ يُسْرَعُ بِهَا وَهِيَ تُمَخِّضُ تمَخضُ الزِّقُّ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ فِي الْمَشْيِ بِجَنَائِزِكُمْ - قَالَهَا مَرَّتَيْنِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَمُسَدِّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَرَوَى ابْنُ مَاجَةَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِتَمَامِهِ . قال : وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ أَوْصَى فَقَالَ : إِذَا انْطَلَقْتُمْ بِجِنَازَتِي فَأَسْرِعُوا بِي الْمَشْيَ . قَالَ : وَفِي ذَلِكَ دِلاَلَةٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِمَا رَوَيْنَا هَا هُنَا - إنْ ثبت - كَرَاهِيَةَ شِدَّةِ الإِسْرَاعِ.

1940- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جِنَازَةٍ فَرَأَى نِسْوَةً ، فَقَالَ : أَتَحْمِلْنَهُ ؟ قُلْنَ : لاَ قَالَ : أَتُدْلِينَهُ ؟ قُلْنَ : لاَ قَالَ : فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَأَصْلِهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي بَابِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ.@

(2/484)

38- باب القيام للجنازة

1941- عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَخْبَرَةَ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، نَنْتَظِرُ إِذْ مَرَّتْ بِنَا جِنَازَةٌ فَقُمْنَا لَهَا فَقَالَ : مَا هَذَا ؟! مَا تَأْتُونَنَا بِهِ يا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا مَرَّتْ بِكُمْ جِنَازَةُ مُسْلِمٍ أَوْ يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ فَقُومُوا لَهَا ، فَإِنَّا لَسْنَا نَقُومُ لَهَا وَلَكِنْ نَقُومُ لِمَنْ مَعَهَا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ : مَا فَعَلَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ مَرَّةً ، كَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ كَانَ يَتَشَبَّهُ بِهِمْ فِي الشَّيْءِ ، فَإِذَا نُهِيَ انْتَهَي.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ . وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَبْيَةَ مُخْتَصَرًا .

1941/2- وَمُسَدَّدُ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا إِلَى أَنْ قَالَ : فَقَالَ عَلِيٌّ : مَا فَعَلَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَطُّ غَيْرَ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ لِيَهُودِيٍّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، ثُمَّ لَمْ يَعُدْ ، وَكَانَ إِذَ نُهِيَ انْتَهَي .

وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

1942- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا مَرَّتْ بِأَحَدِكُمْ جِنَازَةٌ فَلْيَقُمْ حَتَّى تُخَلِّفَهُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.@

(2/485)

1943- وَعَنْهُ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا رَأَيْتَ الْجِنَازَةَ فَقُمْ ، أَوْ قَالَ : قِفْ ، حَتَّى تُجَاوِزَ قَالَ : وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَأَى جِنَازَةً قَامَ حَتَّى تَجَاوَزَهُ قَالَ : وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا خَرَجَ فِي جِنَازَةٍ وَلَّي ظَهْرَهُ إِلَى الْمَقَابِرِ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ . وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى دُونَ قَوْلِهِ : وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَأَى جِنَازَةً ... إِلَى آخِرِهِ.

1944- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، تَمُرُّ بِنَا جِنَازَةُ الْكَافِرِ فَنَقُومُ لَهَا ؟! قَالَ : نَعَمْ ، فَقُومُوا لَهَا فَإِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَقُومُونَ لَهَا إِنَّمَا تَقُومُونَ إِعْظَامًا لِلَّذِي يَقْبِضُ النُّفُوسَ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ.

1945- وَعَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، أَنَّهُ رَأَى جِنَازَةً ، فَلَمَّا رَآهَا ، قَامَ قَالَ : رَأَيْتُ عُثْمَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَفْعَلُهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(2/486)

39- باب في اللحد ووضع الميت فيه وبسط الرداء تحته والدعاء إذا وضع في قبره وصفة ما يصنع به

1946- عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَلْحِدُوا ، وَلاَ تَشُقُّوا ، فَإِنَّ اللَّحْدَ لَنَا وَالشِّقُّ لِغَيْرِنَا.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَفِي سَنَدِهِ عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.

1946/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَفِي سَنَدِهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَلَفْظُهُ : كنا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَنَحَّاهُ الْقَوْمُ عَنْهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوهُ فَقَالَ : جِئْتُ لِتُخْبِرَنِي عَنِ الإِسْلاَمِ فَأَخْبَرَهُ وَعَلَّمَهُ ، ثُمَّ سَارَ مَعَهُ فَوَقَعَتْ بِهِ بَكْرَتُهُ - يَعْنِي نَاقَتَهُ - فِي جُحْرِ ضَبٍّ ، فَوَقَصَتْ عُنُقُهُ ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : رَحِمَهُ الله عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيرًا فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَلْحَدُوا قَالُوا : يَا رَسُولَ الله أَنَلْحَدُ أَوْ نَشُقُّ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللَّحْدُ لَنَا وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا.

وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَابْنُ مَاجَةَ وَالْبَيْهَقِيُّ مُخْتَصَرًا.

1947- وَعَنْ عَبد الله بْن عَبد الله بْنِ الأَصَمِّ ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَتْ مَيْمُونَةُ - وَهِيَ خَالَتُهُ - أَخَذْتُ رِدَائِي فَبَسَطْتُهُ فِي لَحْدِهَا ، فَأَخَذَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَرَمَى بِهِ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح على شرط مسلم.

1948- وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : أَوْصَانِي عُمَرُ فَقَالَ : إِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَأَفِضْ بِخَدِّي إِلَى الأَرْضِ ، حَتَّى لاَ يَكُونَ بَيْنَ جِلْدِي وَبَيْنَ الأَرْضِ شَيْءٌ.

رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف مجالد.@

(2/487)

1949- وعَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ ، قَالَ : وَكَانَ أَنَسٌ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي الْقَبْرِ قَالَ : اللَّهُمَّ جَافِ الأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ ، وَوَسِّعْ عَلَيْهِ حُفْرَتَهُ.

رواه الحارث بن أبي أسامة عن العباس بن الفضل وهو ضعيف.

1949/2- ورواه أبو داود في سننه وأبو يعلى وعنه ابن حبان في صحيحه من طريق : أَبِي الصِّدِّيقِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنََّ رَسِوُلَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا وَضَعَ الْمَيِّتَ فِي قَبْرِهِ قَالَ : بِسْمِ الله وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

1950- وعُثْمَانُ بْنُ الشماخ - وَكَانَ ابْنُ أَخِي سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - قَالَ : مَاتَ ابْنٌ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَدْ سَعَى ، قَالَ : فَسَمِعَ بُكَاءً ، فَقَالَ : مَا هَذَا الْبُكَاءُ ؟ قَالُوا : عَلَى فُلاَنٍ ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ ، فَدَعَا بِطَسْتٍ - أَوْ بِعُسٍّ - فَغُسِّلَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ كُفِّنَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ لِمَوْلًى لَهُ : يَا فُلاَنُ ، اذْهَبْ إِلَى حُفْرَتِهِ ، فَإِذَا وَضَعْتَهُ فَقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَطْلِقْ عُقَدَ رَأْسِهِ وعُقَدَ رِجْلَيْهِ ، وَقُلِ : اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ ، وَلاَ تضلنا بَعْدَهُ.

رواه الحارث بسند ضعيف لضعف العباس.

40- باب القتيل يدفن حيث قتل ، وما جاء في تسوية القبور وألا يزاد على تراب الحفرة

1951- عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ مُعَيَّة السَّوَائِيِّ ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَتْلاَ عِنْدَ بَابِ بَنِي سَالِمٍ فَذَكَرَا للنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَ أَنْ يُدْفَنَا حَيْثُ قُتِلاَ ، فَاحْتُمِلاَ مِنْ حَيْثُ أُصِيبَا ، فَوَافَقَهُمْ ذَلِكَ مَقْبَرَةٌ عِنْدَ بَنِي هِلاَلٍ فَدُفِنَا هُنَالِكَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَر.@

(2/488)

1952- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جِنَازَةٍ ، فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَأْتِي الْمَدِينَةَ فَلاَ يَدَعُ بِهَا وَحَدَّثَنَا إِلاَّ كَسَرَهُ ، وَلاَ صُورَةً إِلاَّ طلخها ، وَلاَ قَبْرًا إِلاَّ سَوَّاهُ ؟ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله أَنَا فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَكَأَنَّهُ هَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرَجَعَ ، فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ : مَا أَتَيْتُكَ يَا رَسُولَ الله حَتَّى لَمْ أَدَعْ فِيَها وَثَنًا إِلاَّ كَسَّرْتُهُ ، وَلاَ قَبْرًا إِلاَّ سَوَّيْتُهُ ، وَلاَ صُورَةً إِلاَّ طلختها فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ عَادَ لِصَنْعَةِ شَيْءٍ منها ... فَقَالَ فِيهِ قَوْلاً شَدِيدًا ، وَقَالَ لَعَلِيٍّ يَا عَلِيُّ ، لاَ تَكُنْ فَتَّانًا ، وَلاَ مُخْتَالاً ، وَلاَ تَاجِرًا إِلاَ تَاجَرَ خَيْرٍ ، فَإِنَّ أُولَئِكَ الْمُسَوِّفُونَ فِي الْعَمَلِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، وَأَبِي دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيِّ بِاخْتِصَارٍ.

1953- وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَضَرَ مَيْتًا يُدْفَنُ ، فَقَالَ : لاَ تُثْقِلُوا صَاحِبَكُمْ قَالَ سُفْيَانُ : يَعْنِي أَلاَ يُزَادَ عَلَى تراب الحفرة وربما قال في الحديث : خففوا عن صاحبكم قال سُفْيَانَ : يَعْنِي مِنَ التُّرَابِ فِي الْقَبْرِ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، مُعَنْعَنًا ، وَالتَّابِعِيُّ أَيْضًا مَجْهُولٌ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ في الكبرى.@

(2/489)

41- باب السؤال في القبر وما جاء في ضمة القبر وضغطته

فيه حديث البراء بن عاذب وتميم الداري وقد تقدما في باب قبض روح المؤمن والكافر.

1954- وعن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي قَبْرِهِ قَالَ : إِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نعالهم حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ ، فَإِذَا كَانَ مُؤْمِنًا كَانَتِ الصَّلاَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَالصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَالزَّكَاةُ عَنْ يَسَارِهِ ، وَفِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَتَقُولُ الصَّلاَةُ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ، وَيُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ فَيَقُولُ الصِّيَامُ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ، وَيُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ فَتَقُولُ الزَّكَاةُ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ ، وَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصَّلاَةِ وَالْمَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ : فَيُقَالُ : اجْلِسْ ، فَيَجْلِسُ قَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ قَدْ دَنَتْ مِنَ الْغُرُوبِ ، فَيُقَالُ لَهُ : أَخْبِرْنَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الذَّيِ كَانَ فِيكُمْ ؟ مَاذَا تَقُولُ فِيهِ ؟ وَمَاذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ ؟ فَيَقُولُ : دَعُونِي أُصَلِّي ، فَيُقَالُ : أَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ عَنْهُ ، أَخْبِرْنَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَاذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ ، أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَنَّهُ جَاءَنَا بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الله ، فَيُقَالُ لَهُ : عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ ، وَعَلَى ذَلِكَ مِتَّ ، وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ : ذَاكَ مَقْعَدُكَ فِيهَا وَمَا أَعَدَّ الله لَكَ فِيهَا فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ فَيُقَالُ : ذَاكَ مَقْعَدُكَ فِيهَا وَمَا أَعَدَّ الله لَكَ فِيهَا لَوْ عَصَيْتَهُ ، فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي قَبْرِهِ وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ...} الآيَةُ ثُمَّ يُعَادُ الْجَسَدُ لِمَا بَدَأَ مِنْهُ إِلَى التُّرَابِ - قَالَ مُحَمَّدٌ : فَحَدَّثَنِي @

(2/490)

عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ : فَنَامَ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ لاَ يُوقِظُهُ إِلاَّ أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ ثُمَّ عَادَ إِلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ : وَإِنْ كَانَ كَافِرًا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَلاَ يُوجد لَهُ شيء ، وَيُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يُوجد لَهُ شَيء ، وَيُؤْتَي عَنْ يَسَارِهِ فَلاَ يُوجد لَهُ شَيء ، وَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَلاَ يُوجد لَهُ شَيء ، فَقَالَ لَهُ : اجْلِسْ فَيَجْلِسُ خَائِفًا مَرْعُوبًا ، فَيُقَالُ لَهُ : أَخْبِرْنَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَاذَا تَقُولُ فِيهِ ؟ فَيَقُولُ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُ كَمَا قَالُوا ، فَيُقَالُ : عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ ، وَعَلَى ذَلِكَ مِتَّ وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا ، وَمَا أَعَدَّ الله لَكَ فِيهَا فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا ، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ في قَبْرِهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلى الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : ذَاكَ مَقْعَدُكَ مِنْها ، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا لَوْ أَطَعْتَهُ ، فَيَزْدَادُ حَسْرَةً وَثُبُورًا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ ، وَتِلْكَ الْمَعِيشَةُ الضَّنْكَةُ الَّتِي قَالَ الله - تَعَالَى - : {مَعِيشَةً ضَنْكًا} .

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِنَحْوِهِ.

1954/2- وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا قُبِرَ أَحَدُكُمْ - أَوْ قُبِرَ الإِنْسَانُ - أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ فَيُجْلِسَانِهِ ثُمَّ يَقُولاَنِ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ - يَعْنِيَانِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - قَالَ : فَهُوَ قَائِلٌ لَهُمَا مَا كَانَ يَقُولُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ : هُوَ عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولاَنِ ، قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ قَالَ : ثُمَّ يَأْمُرَانِ الأَرْضَ فَتَنْفَسحُ لَهُ سَبْعِينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ذِرَاعًا وَيُنَوَّرُ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَيَقُولاَنِ لَهُ : نَمْ فَيَقُولُ : دَعُونِي أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ فَيَقُولاَنِ لَهُ : نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ الَّذِي لاَ يُوقِظُهُ إِلاَّ أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ : كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَكُنْتُ أَقُولُهُ فَيَقُولاَنِ لَهُ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ ثُمَّ يَأْمُرَانِ الأَرْضَ فَتَنْضَمُّ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ قَالَ : فَلاَ يَزَالُ مَرْعُوبًا إِلى يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدِّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، وَتَقَدَّمَ أَلْفَاظُهُم فِي بَابِ قَبْضِ رُوحِ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالْبَزَّارُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مُخْتَصَرًا.@

(2/491)

1955- وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : يَا عُمَرُ ، كَيْفَ بِكَ إِذَا أَنْتَ مِتَّ فَقَاسُوا لَكَ ثَلاَثَةَ أَذْرُعٍ وَشِبْر ، في ذراع وشبر ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ فَغَسَّلُوكَ وَكَفَّنُوكَ وَحَنَّطُوكَ ، ثُمَّ احْتَمَلُوكَ حَتَّى يَضَعُوكَ فِيهِ ، ثُمَّ يُهِيلُوا عَلَيْكَ التُّرَابَ ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْكَ أَتَاكَ فَتَّانَا الْقَبْرِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ، أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ ، وَأَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ فَتَلْتَلاَكَ وَتَرتَرَاكَ وَهَوْلاَكَ ، فَكَيْفَ بِكَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ الله وَمَعِي عَقْلِي ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : إِذًا أَكْفِيكَهُمَا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مُرْسَلاً وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1956- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ فَتَّانَ الْقَبْرِ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : أَتُرَدُّ إِلَيْنَا عُقُولُنَا يَا رَسُولَ الله ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَعَمْ ، كَهَيْئَتِكُمُ الْيَوْمَ قَالَ عُمَرُ : فَبِفِيهِ الْحَجَرُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

1957- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ : اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ الله سَعْدًا فَقَالَ : إِنَّمَا يَعْنِي السَّرِيرَ قَالَ : {وَرَفَعَ أبويهِ عَلَى الْعَرْشِ} ، قَالَ : تَفَسَّخَتْ أَعْوَادُهُ قَالَ : وَدَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْرَهُ فَاحْتَبَسَ فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ما حبسك ؟ قَالَ : ضُمَّ سَعْدٌ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً ، فَدَعَوْتُ الله أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، إِلاَّ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فضيل بن غَزْوَانَ رَوَى عَنْهُ بَعْدَ الاِخْتِلاَطِ.@

(2/492)

1957/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم :

هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ الْعَرْش لَهُ ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ، ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ.

1958- وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةٍ لَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا لَنَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

1959- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى عَلَى صَبِيَّةٍ - أَوْ صَبِيٍّ - فَقَالَ : لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَنَجَا هَذَا الصَّبِيُّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

42 - باب هل يجوز دفن الميت ليلا

فيه حديث عائشة وتقدم في باب الكفن ، وحديث سهل بن حنيف ، وتقدم في باب الصلاة على القبر.

1960- وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعَنَّا صَوْتَ الْمَسَاحِي مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق ، ورواه البيهقي.@

(2/493)

1961- وَعَن عُقْبَة بْن عَامِر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : دُفِنَ أَبُو بَكْر لَيْلا.

رواه أحمد بن منيع والبيهقي.

1962- وعن زرعة بن عمرو , عن أبيه قال : كان أبي رابع أربعة فيمن دفن عثمان يوم الدار بعد العشاء الآخرة بالبقيع.

رواه مُسَدَّد والبيهقي.

1963- وعن عروة : أَنَّ عَلِيًّا دَفَنَ فَاطِمَة لَيْلاً.

رواه مُسَدَّد ، ورواه البيهقي من حديث ابن عباس.

1964- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ : أُوهٍ ، أُوهٍ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَبَدًا أُوهٍ ، آهٍ قَالَ : فَخَرَجْتُ لَيْلَةً فَإِذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدْفِنُ ذَاكَ الرَّجُلَ لَيْلاً بِمِصْبَاحٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.

1965- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَدُفِنً لَيْلاً قَالَ : فَزَجَرَ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : لاَ يَدْفِنن أَحَدُكُمْ لَيْلاَ إِلاَّ أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى ذَلِكَ إِنْسَانٌ ، وَلاَ يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِكُمْ أَحَدٌ مَا دُمْتُ فِيكُمْ غَيْرِي وإذا دفن أحدكم أخاه فَلْيُحْسِن كَفَنه.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

ورواه أحمد بن حنبل ومسلم في صحيحه وأبو داود والنسائي دون قوله : ولا يصلي على جنائزكم أحد ما دمت فيكم غيري ولم يقولوا : من أهل المدينة.@

(2/494)

43- باب في البكاء على الميت

فيه حديث أبي هريرة وسيأتي في الجهاد في باب الحراسة

1966- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَخَرَجَ بِهِ إِلَى النَّخْلِ ، فَأَتَي بِإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكَ مِنَ الله شَيْئًا وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ : يَا رَسُولَ الله تَبْكِي أَوَلَمْ تَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ ؟! قَالَ : إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنِ النَّوْحِ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ : صَوْتٌ عِنْدَ نَغَمَة لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ وَرَنَّةُ شَيْطَانٍ ، إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ ، وَمَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمُ ، يَا إِبْرَاهِيمُ ، لَوْلاَ أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ وَوَعْدُ صِدْقٍ وَسَبِيلٌ مَأْتِية ، وَأَنَّ أُخْرَانَا سَيَلْحَقُ أُولاَنَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا ، وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ ، تَبْكِي الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ ، وَلاَ نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ . وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا , كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ جَابِرٍ ...

وَرَوَاهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو يَعْلَى , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَيَأْتِي.@

(2/495)

1967- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ : هَنِيئًا لَكَ يَا ابْنَ مَظْعُونٍ الْجَنَّةَ قَالَ : فَنَظَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَيْهَا نَظْرَةَ غَضْبَانَ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ قَالَ : مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِهِ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ يُعَدُّ مِنْ خيَارِهِمْ حَتَّى تُوُفِّيَتْ رُقَيَّةُ ابْنَةُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيِّرِعُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ قَالَ : وَبَكَتِ النِّسَاءُ عَلَى رُقَيَّةَ ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْهَاهُنَّ - أَوْ يَضْرِبُهُنَّ - فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مه يَا عُمَرُ ثُمَّ قَالَ : إِيَّاكُمْ وَنَعِيقُ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ فَمِنَ الرَّحْمَةِ ، وَمَا يَكُونُ مِنَ اللِّسَانِ وَالْيَدِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ قَالَ : وَرَجَعَتْ فَاطِمَةُ تَبْكِي عَلَى شَفِيرِ قَبْرِ رُقَيَّةَ ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَمْسَحُ الدُّمُوعَ عَنْ وَجْهِهَا بِالْيَدِ - أَوْ قَالَ : بِالثَّوْبِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

1967/2- وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فذكره إِلاَّ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَجَاءَ عُمَرُ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِهِ ، وَقَالَ : دَعْهُنَّ وَقَالَ : ابْكِينَ وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ.

1967/3- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، لَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَكَتِ النِّسَاءُ ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.

وَمَدَارُ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى : عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/496)

1968- وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : تُوُفِّيَ بَعْضُ كنائن مَرْوَانَ فَحَضَرَ الْجِنَازَةَ مَرْوَانُ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ مَعَهُ قَالَ : فَسَمِعَ مَرْوَانُ نِسَاءً يَبْكِينَ فَشَدَّ عَلَيْهِمْ - أَوْ صَاحَ بِهِنَّ - فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ ، إِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جِنَازَةٍ ، فَرَأَى عُمَرُ نِسَاءً يَبْكِينَ فَتَنَاوَلَهُنَّ - أَوْ صَاحَ بِهِنَّ - فَقَالَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عُمَرُ ، دَعْهُنَّ فَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ ، وَالنَّفْسُ مُصَابَةٌ ، وَالْعَهْدَ قَرِيبٌ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ وَالْحُمَيْدِيُّ مُخْتَصَرًا.

1968/2- وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُمَا : عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْروٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الأَزْرَقِ كَانَ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَمَرَّ بِجِنَازَةٍ يَبْكِي عَلَيْهَا ، فَعَابَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَانْتَهَرَهُنَّ ، فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ بْنُ الأَزْرَقِ لاَ تَقُلْ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَأَشْهَدَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : مُرَّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِجِنَازَةٍ وَأَنَا مَعَهُ وَعُمَرُ ، وَنِسَاءٌ يَبْكِينَ فَزَجَرَهُنَّ عُمَرُ ... فذكره.

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا.

1969- وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ رَجُلاً مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ ، فَوَجَدَهُ قَدِ احْتَضَرَ وَنِسَاؤُهُ تَبْكِينَهُ ، فَذَهَبَ رِجَالٌ يُوَزِّعُونَ النِّسَاءَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَتْ فَلاَ نَسْمَعَنَّ صَوْتُ نَائِحَةٍ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

1970- وَعَن حَاجِب بْن عُمَر أبي خُشينَة ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ : اشْتَكَى فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَالْحَكَمُ نَعُودهُ , فَتَذَاكَرْنَا الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَنْطَلِق رَجُلٌ غَازٍيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ - عز وجل - فَيُقْتَلُ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ شَهِيدًا ، فَتَبْكِيهِ امْرَأَةٌ سَفِيهَةٌ جَاهِلَةٌ ، فَيُعَذَّبُ بِبُكَائِهَا عَلَيْهِ ؟ فَقَالَ رَجُل مِن أَصْحَاب النَّبِي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم لأَبِي هُرَيْرَةَ : صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبْطَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر.@

(2/497)

1970/2- وأبو يعلى ولفظه : دَخَلْتُ مَعَ الْحَكَمِ الأَعْرَجِ عَلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ الْمَيِّتِ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ ، فَحَدَّثَنَا بَكْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاللَّهِ لَئِنِ انْطَلَقَ رَجُلٌ مُحَارِبًا فِي سَبِيلِ اللهِ ، ثُمَّ قُتِلَ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ شَهِيدًا ، وَعَمَدَتِ امْرَأَةٌ سَفَهًا أَوْ جَهْلاً ، فَبَكَتْ عَلَيْهِ ، لَيُعَذِّبَنَّ هَذَا الشَّهِيدَ بِبُكَاءِ هَذِهِ السَّفِيهَةِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ , صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ .

1971- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَئِذٍ رُكْبَتَيْهِ ، فَدَخَلَ مَالكٌ فَلَمْ يَجِدْ مَجْلسًا قَالَ : فَأَوْسَعْتُ لَهُ وَأُمُّ سَعْدٍ - يَعْنِي ابْنَ مُعَاذٍ - تَبْكِيهِ وَهِيَ تَقُولُ :

وَيْلَ أمِّ سَعْدٍ سَعْدًا ... بَرَاعَةً وَمَجْدَا

نَعْد أَيَادٍ لَهُ وَمَجْدًا ... مُفَدَّمٍ سَدَّ بِهِ سَدًّا

فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ الْبَوَاكِي تَكْذِبُ إِلاَّ أُمَّ سَعْدٍ .

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

1972- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ قَالَ : وَهَلَّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّمَا مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَهُودِيٍّ يُبْكى عَلَيْهِ فَقَالَ : إِنَّهُ لَيَُبْكى عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَيُعَذَّبُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.@

(2/498)

1973- وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إذ أَبْصَرَ بجَمَاعَة قَوْمٍ ، فَقَالَ : عَلَى مَا اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ ؟ قِيلَ عَلَى قَبْرٍ يَحْفِرُونَهُ قَالَ : فَفَزِعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَدَرَ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِ مُسْرِعًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ ، فَجَثَا عَلَيْهِ قَالَ : فَاسْتَقْبَلْتُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ لأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ ، فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ : إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا قَالَ : وَقَالَ : الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ في قوله : {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ} قَالَ : يَوْمَ يَلْقَوْنَ مَلِكَ الْمَوْتِ لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ يُقْبَضُ رُوحُهُ إِلاَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ , وَمَدَارُ إِسْنَادِ الْحَدِيثِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

1974- وَعَنْهُ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدُ ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِنَا الطَّيْرَ ، فَنَكَّسَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأْسَهُ ... الْحَدِيثَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ .

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِغَيْرِ هَذِه السِّيَاقة.

1975- وَعَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالُوا : قَالَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ : مَا كَانَ مِنْ حَزَنٍ فِي قَلْبٍ أَوْ عَيْنٍ فَإِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ ، وَمَا كَانَ مِنْ صَوْتٍ أَوْ يَدٍ فَهُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ , وَفِي سَنَدِهِ مُجَالِدُ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/499)

1976- وَعَنْ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى مَيِّتٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَأَهْلِهِ يَبْكِينَ ، فَقُلْتُ : أَتَبْكُونَ وَهَذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟! فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دَامَ عِنْدَهُنَّ فَإِذَا وَجَبَ لَمْ يَبْكِينَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ هَكَذَا عَنْ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ عَنْ عَمِّهِ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ ، وَيُقَالُ : جَبْرُ بْنُ عَتِيك.

1977- وَعَنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَادَ ابْنَ أَخِي جَبْرٍ الأَنْصَارِيَّ ، فَجَعَلَ أَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُم جَبْرٌ : لاَ تُؤْذِينَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِبُكَائِكُنَّ فَقَالَ له النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دَامَ حَيًّا ، فَإِذَا وَجَبَ فَلْيَسْكُتْنَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

1978- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي النَّخْلَ ، فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ حَتَّى خَرَجَتْ نَفْسُهُ قَالَ : فَوَضَعَهُ ثُمَّ بَكَى فَقُلْتُ : تَبْكِي يَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنْتَ تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ ! قَالَ : إِنِّي لَمْ أَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ ، وَلَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ : صَوْتٌ عِنْدَ نَغَمَة لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ لَطْمُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ ، وَهَذِهِ رَحْمَةٌ ، وَمَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ ، يَا إِبْرَاهِيمُ لَوْلاَ أَنَّهُ وَعْدُ صَادِقٍ ، وَقَوْلُ حَقٍّ ، وَأَنَّ آخِرَنَا سَيَلْحَقُ بِأَوَّلِنَا ، لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا ، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ ، تَبْكِي الْعَيْنُ ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ ، وَلاَ نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ - عَزَّ وَجَلَّ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَالْبَزَّارُ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ وَاللَّفْظُ لَهُ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا ، وَتَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْبَابِ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.@

(2/500)

1979- وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : جَاءَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ ، فَقَامَ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَقٍ أَنَا مِنْكَ الْيَوْمَ مَا لَقِيتُ مِنْكَ أَمْسِ ؟.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَصُورَتُهُ مُرْسَلٌ ، فَإِنْ كَانَ قَيْسٌ سَمِعَهُ مِنْ أُسَامَةَ فَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.

1980- وَعَن عُثْمَان بْن شَمَّاخ - وَكَانَ ابْنَ أَخِي سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ - قَالَ : مَاتَ ابْنٌ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَدْ سَعَى , قَالَ : فَسَمِعَ بُكَاءً , فَقَالَ : مَا هَذَا الْبُكَاءُ ؟! قَالُوا عَلَى فُلاَنٍ , فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ .

رواه الحارث بن أبي أسامة.

1981- وعَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ - يعني : البصري - : كُنَّ نِسَاءُ الْمُهَاجِرات يَصْنَعْنَ مَا يُصْنَعُ الْيَوْمَ ؟ قَالَ : لاَ ، هَا هُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ ، وَشَقُّ جُيُوبٍ ، وَنَتْفُ أَشْعَارٍ ، وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ ، صَوْتَانِ قَبِيحَانِ فَاحِشَانِ : عِنْدَ هَذِهِ النَّغََْمَةِ ، وَعِنْدَ هَذَا الْبَلاَءِ ، ذَكَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ : {فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} @

(2/501)

وَجَعَلْتُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ حَقًّا مَعْلُومًا لِلْمُغَنِّيَةِ عِنْدَ هَذِهِ النَّغََْمَةِ وَالنَّائِحَةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ , يَمُوتُ الْمَيِّتُ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَعِنْدَهُ الأَمَانَةُ وَيُوصِي بِالْوَصِيَّةِ فَيَأْتِي الشَّيْطَانُ أَهْلَهُ فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لاَ تُنَفِّذُونَ لَهُ تَرِكَةً ، وَلاَ تُؤَدُّونَ لَهُ أَمَانَةً ، وَلاَ تَقْضُونَ دَيْنَهُ ، وَلاَ تُمْضُونَ له وَصِيَّةُ حَتَّى تَبْدَءونَ بِحَقِّي ، فَيَشْتَرُونَ ثِيَابًا جُدُدًا ، ثُمَّ تُشَقُّ عَملاً ، وَيَجِيئُونَ بِهَا بَيْضَاءَ ثُمَّ تُصْبَغُ ، ثُمَّ يخلى لَهَا سُرَادِقُ فِي دَارِهِ ، فَيَأْتُونَ بِأَمَةٍ مُسْتَأْجَرَةٍ ، تَبْكِي تعَيْر شَجْوِهَا ، وَتَبْتَغِي عَبْرَتَهَا بِدَرَاهِمِهِمْ ، وَمَنْ دَعَاهَا بَكَتْ لَهُ بِأَجْرٍ ، تفتن أَحْيَاءَهُمْ فِي دُورِهِمْ ، وَتُؤْذِي أَمْوَاتَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ ، تَمْنَعُهُمْ أَجْرَهُمْ بِمَا يُعْطُونَهَا مِنْ أَجْرِهَا مِنَ الدُّنْيَا ، وَمَا عَسَى أَنْ تَقُولَ النَّائِحَةُ ! تَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي آمُرُكُمْ بِمَا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ , أَلاَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّبِرِ وَأَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا , وَإِنَّ اللَّهَ نَهَاكُمْ عَنِ الْجَزَعِ وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تَجْزَعُوا ، فَيُقَالَ : اعْرِفُوا لَهَا حَقَّهَا ، فَيُبَرَّدُ لَهَا الشَّرَابُ ، وَتُكْسَى الثِّيَابَ ، وَتُحْمَلُ عَلَى الدَّوَابِّ , فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , مَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أُعَمَّرَ فِي أُمَّةٍ يَكُونُ هَذَا فِيهِمْ .

رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلاً بسند ضعيف لضعف أبي بكر الهذلي . وَستَأْتِي بَقِيَّتُهُ فِي كتاب الأَدَبِ فِي بَابٍ الْمُخَنَّثِينَ.

1982- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ أَبِي بَكْرٍ لَمَّا تُوُفِّيَ بُكَي عَلَيْهِ ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الرِّجَالِ ، فَقَالَ : إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِ أُولاَءِ إِنَّهُنَّ حَدِيثَاتُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَنْضَحُ عَلَيْهِ الْحَمِيمُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى والبزار.@

(2/502)

1983- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

1984- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : لَمَّا وُجِعَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَجَدَّ بِهِ الْمَوْتُ ، فَبَكَى عَلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رضي الله عنهما - حَتَّى إِنِّي لأَعْرِفُ بُكَاءَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بُكَاءِ عُمَرَ ، وَأَنَا أَبْكِي قَالَتْ : وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَذْرِفُ عَيْنَاهُ وَيَمْسَحُ وَجْهَهُ ، وَلاَ يُسْمَعُ صَوْتُهُ قَالَتْ عَائِشَةُ : وَايْمُ الله مَا أُصِيبَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ بَعْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَّلَمَ وَصَاحِبَيْهِ أَشَدَّ مِنْ مُصِيبَتِهِمْ بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَانْقَلَبَ بِهِ قَوْمُهُ إِلَى دَارِهِمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيُّ.

44- باب النائحة

فيه حديث قيس بن عاصم وتقدم في ... وحديث الحسن البصري في الباب قبله وحديث علي بن أبي طالب وسيأتي في ... وحديث أنس وتقدم ....

1985- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تُصَلِّي الْمَلاَئِكَةُ عَلَى نَائِحَةٍ ، وَلاَ مُرْنَةٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.@

(2/503)

1986- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ ، وَلاَ مَنْ سَلَقَ ، وَلاَ مَنْ خَرَقَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى . وَمَدَارُ إِسْنَادِ حَدِيثِ جَابِرٍ عَلَى مُجَالِدِ بْنِ سَعْدٍ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى وَغَيْرِهِ.

1987- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ بُكِيَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ فَأبوا إِلاَّ أَنْ يَبْكُوا فَقَالَ عُمَرُ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ : قُمْ فَأَخْرِجِ النِّسَاءَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : أُحَرِّجُكَ ، فَقَالَ عُمَرُ : ادْخُلْ ، فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ ، فَدَخَلَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : أَمُخْرِجِي أَنْتَ يَا بُنَيَّ ؟ فَقَالَ : أَمَّا لَكِ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكِ ، فَجَعَلَ يُخْرِجُهُنَّ امْرَأَةً امْرَأَةً ، وَهُوَ يَضْرِبُهُنَّ بِالدِّرَّةِ حتّى خَرَجَت أُمُّ فَرْوَةَ ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُنَّ ، أَوْ قَالَ : فَرَّقَ بَيْنَ النَّوحَى.

رواه إسحاق بن راهويه , والْمَرْفُوعُ مِنْهُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ . وَرَوَاهُ أَحْمَدُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِهَذَا الإِِسْنَادِ خَاصَّةً دُونَ بَاقِي الْقِصَّةِ ، وَالْقَصَّةُ أَشَارَ إِلَيْهَا الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا.

1988- وَعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ ، قَالَ : لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ ، دَخَلَتْ إِلَيْهِ حَفْصَةُ ، @

(2/504)

فَقَالَتْ : يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَيَا صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ ، وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ ، فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ عُمَرَ : أَجْلِسْنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَجْلِسْنِي ، فَلاَ صَبْرَ لِي عَلَى مَا أَسْمَعُ ، فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ ، فَقَالَ لَهَا : إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَنْدِبِينِي بَعْدَ مَجْلِسِكِ هَذَا ، فَأَمَّا عَيْنَيْكِ فَلَنْ أَتمْلكُهُمَا ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَيِّتٍ يُنْدَبُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ ، إِلَّا الْمَلاَئِكَةُ تَلْعَنُهُ.

رواه أحمد بن منيع ، والحارث بن أبي أسامة ، بلفظ واحد بإسناد صحيح.

1989- وعن سالم بن أبي الجعد ، عن أبي المليح ، قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ في قوله تعالى : {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} قال : هو النوح.

رَوَاهُ أَحْمَد بْن منيع.

1990- وَعَنْ كَيْسَانَ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ , قَالَ : خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ تِسْعٍ وَأَنَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُنَّ أَلا إِنَّ مِنْهُنَّ النَّوْحُ , وَالسِّحر , وَالتَّصَاوِيرُ , وَالشَّعْرُ , وَالذَّهَبُ , وَجُلُودُ السِّبَاعِ , وَالتَّبَرج , وَالْحَدِيد .

رواه أحمد بن حنبل ، وأبو يَعْلَى ، واللفظ له.

1990/2- وفي رواية له : نهى رسول الله صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ عن : الْغِنَاء ، و النَّوْح ، وَالْحَرِيرُ ، وَالتَّبَرُّجُ , وَالتَّصَاوِيرُ ، وَالْحَدِيد - يعني الخاتم.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، والحارث ، وسيأتي لفظهما في باب لبس الحرير ، ورواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجة مختصرا.@

(2/505)

1991- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ قال : النَّوائِح عَلَيْهِم سَرَابِيل مِن قَطران.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ؛ لضعف عبد العزيز بن عُبَيْد الله.

1991/2- ثمّ رواه من طريق ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : كنت معه في جنازة ، فإذا في الجنازة مرنة ، فاستدار إليها ابن عمر فجعل يردها ، فجعلت لا تبالي فقال ابن عمر : يا مجاهد ، إنا نريد الأجر وهذه تريد الوزر ، سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وَسَلَّمَ يقول : لا تتبعن جنازة فيها نائحة ولا مرنة.

ورواه ابن ماجة مختصرًا ، وابن الجوزي في الموضوعات ، وقال : لا أَصْلَ لَهُ مِنْ كَلاَمِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

1992- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَتْبَعَ الْمَيِّتَ صَوْتٌ أَوْ نَارٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ عَبْدُ الله بْنُ مُحَرَّرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

1993- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَيُّمَا نَائِحَةٍ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَتُوبَ أَلْبَسَهَا الله سِرْبَالاً مِنْ نَارٍ ، وَأَقَامَهَا لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ عبيس بْنُ مَيْمُونٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(2/506)

1994- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثٌ لاَ يُتْرَكْنَ فِي أُمَّتِي حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ : النَّيَّاحَةُ ، وَالْمُفَاخِرَةُ فِي الأَنْسَابِ ، وَالأَنْوَاءِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَالْبَزَّارُ.

45- باب التعزية وتهيئة طعام يبعث به لأهل الميت

1995- عَنْ عُتَيْ السَّعْدِيِّ ، قَالَ : كُنَا عِند أُبَيِّ بْنِ كَعْب فَاعْتَزَى رَجُل بِبَعْض عَزَاء الْجَاهِلِيَّة . قَالَ : اعْضَضْ بِهَنِ أَبِيكَ ، فَكَأَنَّ القَوم سَاءَهُم مَقَالته ، فَقَالَ : قَدْ أَرَى الَّذِي فِي وُجُوهِهِمْ ، وَإِنِّي لَمْ أَسْتَطِعْ إِلا أن أقول ذَاكَ ، إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ إِذَا اعْتَزَى الرَّجُلُ أَنْ نَعضه بِهَنِ أَبِيهِ وَلا نكن.

رواه مُسَدَّد.

1995/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ : عَنْ عَتَيِّ بْنِ ضِمْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَتَعَزَّى رَجُلٌ بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ يَفْتَخِرُ فأعضه أُبي وَلَمْ يَكُنْ ، ثَمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ قَدْ أَرَى مَا فِي وُجُوهِكُمْ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِذَا تَعَزَّى الرَّجُلُ بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعضُّوهُ ، وَلاَ تُكْنُوا.

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.@

(2/507)

1996- وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله بْنِ كَرِيزٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا عَزَّى مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا بِمُصِيبَةٍ إِلاَّ كُسِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُلَّةَ يُحَبِّرُ فِيهَا.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ.

1997- وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَيُعَزِّي النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِي التَّعْزِيَةَ بِي ، فَكَان النَّاسَ يَقُولُونَ مَا هَذَا ؟! فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَقِيَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، يُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

1998- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ نَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذْ بَصَرَ بِامْرَأَةٍ لاَ نَظُنُّ أَنَّهُ عَرَفَهَا ، فَلَمَّا تَوَسَّطَ الطَّرِيقَ وَقَفَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ فَإِذَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهَا : مَا أَخْرَجَكِ مِنْ بَيْتِكِ يَا فَاطِمَةُ ؟! فَقَالَتْ : أَتَيْتُ أَهْلَ هَذَا الْميْتِ فَتَرَحَّمْتُ عَلَيْهِمْ وَعَزَّيْتُهُمْ بِمَيِّتِهِمْ قَالَ : لَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدْيَ ، قَالَتْ : مَعَاذَ الله أَنْ أَكُونَ بَلَغْتُهَا مَعَهُمْ وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ فِي ذَلِكَ مَا تَذْكُرُ فَقَالَ : لَوْ بَلَغْتِيهَا مَعَهُمْ مَا رَأَيْتِ الْجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

1998/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : حَتَّى يَرَاهَا جَدُّكَ أَبُو أُمِّكِ - أَوْ أَبُو أَبِيكِ شَكَّ أَبُو يَحْيَى - فَسَأَلْتُ رَبِيعَةَ عَنِ الْكُدْيِ فَقَالَ : أَحْسَبُهَا الْمَقَابِرَ فَلَمَّا رَأَيْتُ رَبِيعَةَ شَكَّ لَقِيتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِحَدِيثِ رَبِيعَةَ ، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْكُدَى فَقَالَ : هِيَ الْمَقَابِرُ.

قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، وَحَضَرَ َرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جِنَازَةَ رَجُلٍ ، فَلَمَّا وُضِعَتْ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا أَبْصَرَ امْرَأَةً ، فَسَأَلَ عَنْهَا ، فَقِيلَ لَهُ : هِيَ أُخْتُ الْمَيِّتِ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ لَهَا : ارْجِعِي وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ حَتَّى تَوَارَتْ , قَالَ يَزِيدُ : وَحَضَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَبَا سَلَمَةَ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا .

وَالْكُدَى - بِضَمِ الْكَافِ وَبِالدِّالِ الْمُهْمَلَةِ مَقْصُورٌ - هُوَ الْمَقَابِرُ.@

(2/508)

1999- وَعَنْ أَمِّ عِيسَى ، قَالَتْ : لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَتَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَسْمَاءَ ، فَقَالَ لَهَا : أَخْرِجِي إِلَيَّ وَلَدَ جَعْفَرَ فَخَرَجُوا إِلَيْهِ فَضَمَّهُمْ إِلَيْهِ وَشَمَّهُمْ قَالَ : فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله أُصِيبَ جَعْفَرُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أُصِيبَ الْيَوْمَ فَرَجَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ : إِنَّ بِأَهْلِ جَعْفَرَ شُغْلاً عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَاصْنَعُوا لَهُمْ طَعَامًا فَابْعَثُوا بِهِ إِلَيْهِمْ قَالَ عَبْدُ الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ : فَمَا زَالَتْ سُنَّةً حَتَّى تَرَكَهَا النَّاسُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ أُمِّ عِيسَى ، وَتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرَ.

2000- وَعنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : كنت أسمع عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَقُولُ : لاَ يَدْخُلُ رجل مِن قُرَيش فِي بَابٍ إِلاَّ دَخَلَ مَعَهُ ناس فَلا أَدْرِي مَا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ حَتَّى طُعِنَ عُمر فَأَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثَلاَثًا ، وَأَمَرَ بِأَنْ يَجْعَلَ لِلنَّاسِ طَعَامًا ، فَلَمَّا رَجَعُوا مِنَ الْجَنَازَةِ جاءوا وقد وُضِعَتِ الْمَوَائِدُ ، فَأَمْسَكَ النَّاسُ عَنْهَا ، لِلْحُزْنِ الَّذِي هُمْ فِيهِ ، فَجَاءَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ مَاتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلْنَا بَعْدَهُ وَشَرِبْنَا ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ فَأَكَلْنَا بَعْدَهُ وَشَرِبْنَا ، أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ ، فَمَدَّ يَدَهُ وَمَدَّ النَّاس أَيْدِيَهُم فَأَكَلُوا ، فَعَرَفْتُ تَأَويل قَوله.

رواه أحمد بن منيع بسند فيه علي بن زيد بن جدعان.@

(2/509)

46- باب في نقل عظام الميت

2001- عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْرَابِيٌّ فَأَكْرَمَهُ ، فَقَالَ لَهُ : ائْتِنَا فَأَتَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَلْ حَاجَتَكَ فَقَالَ : نَاقَةٌ نَرْكَبُهَا ، وَأَعْنُزٌ يَحْلِبُهَا أَهْلِي فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَمَا عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟! قَالَ : إِنَّ مُوسَى لَمَّا سَارَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ فَقَالُوا : مَا هَذَا ؟! فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ : إِنَّ يُوسُفَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا مِنَ الله أَلاَّ نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى نَنْقُلَ عِظَامَهُ مَعَنَا قَالَ : فَمَنْ يَعْلَمُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ ؟ قَالُوا : عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ فَقَالَ : دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ قَالَتْ : حَتَّى تُعْطِينِي حُكْمِي قَالَ : وَمَا حُكْمُكِ ؟! قَالَتْ : أَكُونُ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذَلِكَ ، فَأَوْحَى الله - تَعَالَى - إِلَيْهِ أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا ، فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةِ - مَوْضِعِ مُسْتَنْقَعِ مَاءٍ - فَقَالَتْ : أَنْضِبُوا هَذَا الْمَاءَ فَنَضَبُوهُ ، قَالَتْ : احْتَفِرُوا فَاحْتَفَرُوا ، فَاسْتَخْرَجُوا عِظَامَ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَلَمَّا أَقَلُّوهَا إِلَى الأَرْضِ إِذَا الطَّرِيقُ مِثْلُ ضَوْءِ النَّهَارِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

قال البيهقي في الكبرى : مَاتَ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص بِالعَقِيق عَلَى نَحْو عَشْرَة أَمْيَالٍ ، وَحُمِلَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَال مِن العَقِيق إِلَى المَدِينَة ، وَحُمِل أُسَامَة بْن زَيد مِن الجرف ، وَتُوفِي عَبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر بِالحَبَشَة عَلَى رَأْسِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ فَنَقَلَهُ ابْنُ صَفْوَانَ إِلَى مَكَّةَ.@

(2/510)

47 - باب زيارة القبور

فيه حديث أنس , وسيأتي في الأشربة في باب الانتباذ في كل وعاء ، وحديث أبي ذر , وسيأتي في القيامة في باب من يظل في ظل الله.

2002- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : فَقَدْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَتَى بَعْضَ نِسَائِهِ ، فَتَبِعْتُهُ فَانْتَهَى إِلَى الْبَقِيعِ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّا بِكُمْ لاَحِقُونَ ، اللهمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ ، وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَهُمْ , ثُمَّ الْتَفَتَ فَرَآنِي فَقَالَ : وَيْحَهَا لَوْ تَسْتَطِيعُ أَنْ لاَ تَفْعَلَ فَعَلْتُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ , وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ دُونَ قَوْلِهِ : اللهمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ ... إِلَى آخِرِهِ.

2003- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، وَعَنِ الأَوْعِيَةِ ، وَأَنْ تُحْتَبَسَ لُحُومُ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا تُذَكِّرِ الآخِرَةَ ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الأَوْعِيَةِ فَاشْرَبُوا فِيهَا ، وَاجْتَنِبُوا مَا أَسْكَرَ ، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَحْتَبِسُوا لُحُومَ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ ، فَاحْبِسُوهَا مَا بَدَا لَكُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ : عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي الأَشْرِبَةِ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقَةٍ مُخْتَصَرًا.

2004- وَعَنْ بُرَيْدَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا فَتَحََ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَكَّةَ أَتَى حَرَمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ , فجعل كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ ، وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ ، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي ، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , مَا الَّذِي أَبْكَاكَ ؟ فَقَالَ : هَذَا قَبْرُ أُمِّي سَأَلْتُ رَبِّيَ الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي ، وَسَأَلْتُهُ الاِسْتِغْفَارَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، فَذَكَرْتُهَا فَرِقْتُ لَهَا فَبَكَيْتُ ، فَلَمْ يُرَ بَاكِيًا أَكْثَر باكيا مِنْ يَوْمِئذٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(2/511)

2004/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ فِي أَلْفِ مُقَنَّعٍ فَلَمْ يُرَ بَاكِيًا أَكْثَرَ مِنْ يَوْمِئِدٍ.

وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ.

2005- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ الْمَازِنِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ وَقَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ فِيهِنَّ : نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَنْبِذُوا فَانْتَبِذُوا ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَدَّخِرُوا لُحُومَ الأَضَاحِي بَعْدَ ثَلاَثٍ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا ، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَزُورُوا الْقُبُورَ فَزُورُوهَا ، وَلاَ تَقُولُوا هَجْرًا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مُرْسَلاً.

2006- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، وَإِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِمُحَمَّدٍ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ فَزُورُوهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الأَوْعِيَةِ ، وَأَنَّ الأَوْعِيَةَ لاَ تُحِلُّ شَيْئًا ، وَلاَ تُحَرِّمْهُ فَاشْرَبُوا فِيهَا ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ فَاحْبِسُوا مَا بَدَا لَكُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.

2006/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالأَبْطُحِ إِذْ قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُسْتَبْشِرًا إِلَى الْمَقَابِرِ ، فَجَلَسَ عِنْدَ قَبْرٍ مِنْهَا ، ثُمَّ جَلَسَ إِلَيْنَا كَئِيبًا ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ الله لَقَدْ قُمْتَ مِنْ عِنْدِنَا قُبَيْلُ مُسْتَبْشِرًا وَرَجَعْتَ وَأَنْتَ كَئِيبٌ قَالَ : إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَزُورَ قَبْرَ آمِنَةَ فَأَذِنَ - أَوْ قَالَ : فَرَخَّصَ - لِي , فَذَهَبْتُ لأَشْفَعَ لَهَا فَمُنِعْتُ ، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ ... فذكره .

وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا.@

(2/512)

48- باب الجلوس على القبور أو الاتكاء عليها وغير ذلك

2007- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَعْنِي أَنْ يَجْلِسَ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمِيدٍ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2007/2- وَلَفْظُ ابْنُ مَنِيعٍ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ جَلَسَ عَلَى قَبْرٍ يَتَغَوَّطُ أَوْ يَتَبَوَّلُ فَكَأَنَّمَا جَلَسَ عَلَى جَمْرَةٍ .

2007/3- ورواه مُسَدَّد موقوفًا ولفظه : عن عثمان بن حكيم ، حدثنا عَبد الله بن سرجس وأبو سلمة بن عَبد الرحمن أنهما سمعا أبا هريرة يقول : لأن أجلس على جمرة فتحرق ما دون لحمي حتى تُفضي إليَّ أحب إليَّ من أَنْ أجلس على قبر.

قال عثمان : رأيت خارجة بن زيد في المقابر فذكرت ذلك له ، فأجلسني على قبر وقال : إنما ذلك لمن أحدَثَ عليه.

ورواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة بغير هذا اللفظ .@

(2/513)

2008- وَعَنْ زياد بْنِ نُعَيْمٍ : أَنَّ ابْنَ حَزْمٍ - إِمَّا عَمْروٌ ، وَإِمَّا عُمَارَةُ - قَالَ : رَآنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا مُتَّكِئٌ عَلَى قَبْرٍ ، فَقَالَ : قُمْ لاَ تُؤْذِي صَاحِبَ الْقَبْرِ أَوْ يُؤْذِيكَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ فِيهْ ابْنُ لَهْيَعَةُ.

2008/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مِنْ طَرِيقِ عَمْروِ بْنِ حَزْمٍ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ : لاَ تَقْعُدُوا عَلَى الْمَقَابِرِ .

2009- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : نَهَى نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقُبُورِ أَوْ يُقْعَدَ عَلَيْهَا أَوْ يُصَلَّى عَلَيْهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا كِلاَهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعَيْدٍ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ.

2010- وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لأَنْ أَجْلِسَ عَلَى جَمْرَةٍ تَحْرِقُ ثَوْبِي ، ثُمَّ تَحْرِقُ جِلْدِي ، أَوْ أَخْصِفُ نَعْلِي بِيَدِي ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَطَأَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مِنْكُمْ ، وَمَا أُبَالِي وَسَطَ السُّوقِ قَضَيْتُ حَاجَتِي أَوْ وَسَطَ الْقُبُورِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَكَذَا ابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ : تَحْرِقُ ثَوْبِي ثُمَّ تَحْرِقُ جِلْدِي.@

(2/514)

49- باب عذاب القبر وفتنته ، وما جاء فيمن لم يؤمن بعذاب القبر والإسراع عند وادي ثمود

فيه حديث ابن عباس , وسيأتي في سورة تبارك ، وفيه حديث ابن عباس ، وجابر ، وأبي بكرة , وتقدم كل ذلك في الطهارة في باب الاستنزاه من البول ، وحديث أبي برده , وسيأتي في باب النميمة ، وحديث أبي بن كعب , وسيأتي في قضاء الدين.

2011- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ الْمَعِيشَةَ الضَّنْكَ الَّتِي قَالَ الله - تَعَالَى - هي عَذَابُ الْقَبْرِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ . رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

2012- وَعَن حُمَيد بْن عَبد الرَّحْمَن وَمُسْلِم بْن يَسَار وَأَبِي العَالِيةَ الرِّيَاحِي وَسُلَيمَان بن يَسار أَنَّهُم كَاُنوا لا يَخْضبون . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ : وَشَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، إِنَّ قَوْمًا يُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ فَقَالَ : لاَ تُجَالِسُوهُمْ . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، إِنَّ قَوْمًا يُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ . فَقَالَ : لاَ تُجَالِسُوهُمْ.

رواه مُسَدَّد.

2013- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَدَخَلَ دَارًا مِنْ دُورِ بَنِي النَّجَّارِ ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُسنَتْقِعًا لَوْنُهُ ، فَقَالَ : مَنْ أَهْلُ هَذِهِ الْقُبُورِ ؟ قَالُوا : قُبُورٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ : تَعَوَّذُوا بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ آنِفًا مِنْهُمْ كَيْفَ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُسْلِمُ وَأَبُو دَاوُدَ مُخْتَصَرًا.@

(2/515)

2014- وَعَنْ يَعْلَى بْنِ سَيَّابَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ ، فَقَالَ : إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ لَيُعذَّبُ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَوَضَعَهَا عَلَى قَبْرِهِ وَقَالَ : لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُ مَا كَانَتْ رَطِبَةً.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ.

2015- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ عُذِّبَ ، وَشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَقٌّ ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ الْهَيْثَمِ بْنِ جِمَازٍ.

2016- وَعَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ , مَا غَرَّكَ بِي ؟! أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ الْفِتْنَةِ وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ , مَا غَرَّكَ بِي إِذْ كُنْتَ تَمُرُّ بِي فَدَّادًا ! فَإِنْ كَانَ مُصْلِحًا أَجَابَ عَنْهُ مُجِيبُ الْقَبْرِ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ الْقَبْرُ : إِنِّي إِذًا أَعُودُ عَلَيْكَ خَضِرًا , وَيَعُودُ جَسَدُهُ وَتَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ , قَالَ لَهُ ابْنُ عَائِذٍ : يَا أَبَا الْحَجَّاجِ وَمَا الْفَدَّادُ ؟! قَالَ : الَّذِي يُقَدِّمُ رِجْلاً وَيُؤَخِّرُ أُخْرَى كَمِشْيَتِكَ يَا ابْنَ أَخِي أَحْيَانًا قَالَ : وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِتَدْلِيسِ بَقِيَّةِ بْنِ الْوَلِيدِ.@

(2/516)

2017- وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِالْحِجْرِ مِنْ وَادِي ثَمُودَ فَقَالَ : أَسْرِعُوا السَّيْرَ ، وَلاَ تَنْزِلُوا بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ الْمُهْلَكِ أَهْلُهَا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

50- باب الاستعاذة من عذاب القبر

فيه حديث ابن عباس وتقدم في الصلاة في الإشارة بالمسبحة وفيه حديث خباب , وسيأتي في الفتن في باب صفة الدجال.

2018- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اسْتَعِيذُوا بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

2018/2- وَكَذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَلَفْظُهُ : عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي فَقَالَتْ أَطْعِمُونِي أَعَاذَكُمُ الله مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ : فَلَمْ أَزَلْ أَحْبِسُهَا حَتَّى جَاءَ جَاءَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ ؟! قَالَ : وَمَا تَقُولُ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : تَقُولُ أَعَاذَكُمُ الله مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا يستعيذ بِالله مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ لَمْ يَكْنُ نَبِيٌّ إِلاَّ قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ ، وسأحذركموه تحذيرًا لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ ،@

(2/517)

إِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَالله لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، وَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ ، وَلاَ مَشْعُوفٍ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : فيمَ كُنْتَ ؟ يَقُولُ : فِي الإِسْلاَمِ ؟ فَيُقَالُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ الله فَصَدَّقْنَاهُ ، فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يُحَطِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا وَيُقَالُ : عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ جَلَسَ فَزِعًا مَشْعُوفًا فَيُقَالُ لَهُ : فِيمَا كُنْتَ ؟ يَقُولُ : فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي فَيُقَالُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلاً فَقُلْتُ : كَمَا قَالُوا فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ الله عَنْكَ ، ثُمَّ تُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يُحَطِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَيُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ وَعَلَيْهِ مُتَّ وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله ثُمَّ يُعَذَّبُ .

قَوْلُهُ : مَشْعُوفٌ هُوَ بِشِينٍ مُعْجَمَةٍ بَعْدَهَا عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ وَآخِرُهُ فَاءٌ قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : الشَّعَفُ هُوَ الْفَزَعُ حَتَّى يَذْهَبَ بِالْقَلْبِ.

2019- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال - وهو يصلي على المنفوس الذي لم يعمل خطيئة قط - : اللهم أعذه من عذاب القبر.

ورواه الحارث ، وسيأتي لفظه في باب صفة الدجال ، رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر وأحمد بن منيع بسند رجاله ثقات ، وله شاهد من حديث أنس بن مالك ، وتقدم في باب ضمة القبر وضغطته ، وآخر من حديث البراء ، وتقدم في قبض روح المؤمن والكافر.

2020- وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ذكر الدجال فقال : إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء ، وتعوذوا بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَأَبُو دَاوُدَ , وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ.@

(2/518)

2021- وَعَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ - رضي الله عنها - قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ بَنِي النَّجَّارِ فِيهِ قُبُورٌ مِنْهُمْ قَدْ مُوتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَسَمِعَهُمْ يُعَذَّبُونَ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : اسْتَعِيذُوا بِالله مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله وَإِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ.

رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانُ فِي صَحِيحِهِ.

51 - باب راحة المؤمن في قبره وعذاب الكافر

2022- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا تَنْهَشُهُ وَتَلْدَغُهُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَلَوْ أَنَّ تِنِّينًا مِنْهَا نَفَخَ فِي الأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ خَضْرًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

2023- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ فِي رَوْضَةٍ ، وَيُرْحَبُ لَهُ قَبْرُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَيُنَوِّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، أَتَدْرُونَ فِيمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ قَالُوا : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : عَذَابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , إِنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِمْ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا ، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ ؟ قَالَ : تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ حَيَّةً لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبَعَةُ أرؤُسٍ يَنْفُخُونَ فِي جِسْمِهِ وَيَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(2/519)

52- باب في النباش والنباشة وسكنى المقابر مقبرة عسقلان

2024- عَنْ عُمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَعَنَ الْمُخْتَفِي وَالْمُخْتَفِيَةَ ، يَعْنِي : النَّبَّاشَ وَالنَّبَّاشَةَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى مُرْسَلاً بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

2024/2- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مَرْفُوعًا مِنْ طَرِيقِ عُمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره .

وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، وَقَالَ : الصَّحِيحُ مُرْسَلٌ.

2025- وَعَن عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : مَا لَكَ تَرَكْتَ مُجَاوِرَةَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاوَرْتُ الْمَقَابِرَ - يَعْنِي - : الْبَقِيعَ ؟ فَقَالَ : وَجَدْتُهُمْ جِيرَانَ صِدْقٍ ، يُكَفِّرُونَ السَّيِّئَةَ وَيُذَكِّرُونَ الآخِرَةَ.

رواه إسحاق بن راهويه.@

(2/520)

2026- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ الله جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيِّ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَلَّى الله عَلَى تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - قَالَ : فَلَمْ يَسْأَلْهُ أحد أَيَّ مَقْبَرَةٍ هِيَ ؟ وَلَمْ يُسَمِّ لَهُمْ شَيْئًا قَالَ : فَدَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَّلَمَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - قَالَ عَطَّافُ : فَحَدَّثْتُ أَنَّهَا عَائِشَةُ - فَقَالَ لَهَا : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ ، فَصَلَّى عَلَيْهَا وَلَمْ يُخْبِرْنَا أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ ؟ قَالَ : فَدَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلَتْهُ عَنْهَا ، فَقَالَ لَهَا : أَهْلُ مَقْبَرَةٍ بِعَسْقَلاَنَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْمَنَاقِبِ.

53- باب في الأطفال

فيه حديث عائشة والأسود بن سريع وتقدما في كتاب القدر ، وسيأتي أحاديث في صفة الجنة.

2027- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ : أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَأَنَا أَقُولُ أَطْفَالُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، حَتَّى حَدَّثَنِي فُلاَنٌ عَنْ فُلاَنٍ ، فَلَقِيتُ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْهُ ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سُئِلَ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : الله أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(2/521)

2027/2- وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَلَفْظُهُ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَقُولُ أَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ آبَائِهِمْ حَتَّى حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَقِيتُهُ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ هُوَ خَلَقَهُمْ ، وَهُوَ أَعْلَمُ بهم وَبِمَا كَانُوا عَامِلِينَ .

وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَأَبِي دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيِّ بِاخْتِصَارٍ.

2028- وعن سعيد بن أبي صدقة قال : قلت لمحمد بن سيرين : هذا الحديث كل مولود ولد على الفطرة من قاله ؟ قال : قاله من كان يعلمه.

رواه مُسَدَّد.

54- باب في مرض النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وغير ذالك مما يذكر

فيه حديث العباس بن عبد المطلب ، وتقدم في الإمامة في باب قراءة النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم من حيث انتهى إليه أبو بكر.

2029- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : مَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ذَاكَ مَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَنِي بِهِ .@

(2/522)

2030- وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ - رضي الله عنهما - قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَرَضِهِ وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ - أَوْ قَالَ : صَفْرَاءُ - فَقَالَ : ابْنُ عَمِّي خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ قَالَ : ثُمَّ تَوَكَّأْ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَرُبَ مِنِّي الرَّحِيلُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَمَنْ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَعْرِهِ أَوْ مِنْ بَشْرِهِ أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئَا ، هَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ وَشَعْرُهُ وَبَشْرُهُ وَمَالُهُ فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ ، وَلاَ يَقُولَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ ، أَلاَ وَإِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِي وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِي قَالَ : ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : ابْنَ عَمِّي لاَ أَحْسَبُ أَنَّ مَقَامِي بِالأَمْسِ أَجْزَأَ عَنِّي ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي قَالَ : فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ قَالَ : ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتَهُ بِالأَمْسِ ، ثُمَّ قَالَ : فَإِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا مَنِ اقْتَصَّ قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ يَوْمَ أَتَاكَ السَّائِلُ ، فَسَأَلَكَ فَقُلْتَ : مَنْ مَعَهُ شَيْءٌ يُقْرِضُنَا ؟ فَأَقْرَضْتُكَ ثَلاَثَةَ دَرَاهِمَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : يَا فَضْلُ أَعْطِهِ قَالَ : فَأَعْطَيْتُهُ قَالَ : ثُمَّ قَالَ : وَمَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ لَهُ ؟ قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ كَثِيرُ النَّوْمِ قَالَ فَدَعَا لَهُ قَالَ الْفَضْلُ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَشْجَعَنَا وَأَقَلَّنَا نَوْمًا قَالَ : ثُمَّ أَتَى بَيْتَ عَائِشَةَ ، فَقَالَ لِلنِّسَاءِ مِثْلَمَا قَالَ لِلرِّجَالِ ثُمَّ قَالَ : وَمَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ لَهُ قَالَ : وَأَوْمَأَتِ امْرَأَةٌ إِلَى لِسَانِهَا قَالَ : فَدَعَا لَهَا قَالَ : فَرُبَّمَا قَالَتْ لِي : يَا عَائِشَةُ أحسني صَلاَتَكِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَسَيَأْتِي فِي الإِمَارَةِ فِي بَابِ الإِمَامِ يُمَكِّنُ مِنْ نَفْسِهِ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْقِيَامَةِ.

2031- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : قَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّةُ ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قُلْتُ : هَذَا يَوْمُ الاِثْنَيْنِ قَالَ : فَأَيُّ يَوْمٍ مَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قُلْتُ : يَوْمُ الاِثْنَيْنِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَمُسَدَّدٌ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الْكَفَنِ مُطَوَّلاً.@

(2/523)

2032- وَعَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا كَانَ وَفَاةُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَرَادُوا غُسْلَهُ وَقَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّوْمِ حَتَّى إِنَّ يَدَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عِنْدَ ذَقْنِهِ ، فَنُودُوا مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ : أَنِ اغْسُلُوهُ فَوْقَ ثِيَابِهِ قَالَتْ عَائِشَةُ : لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ نِسَاؤُهُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.

2032/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : قَالَتْ عَائِشَةُ : لَمَّا أَرَادُوا غُسْلَ َرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَقَالُوا : وَالله مَا نَدْرِي كَيْفَ نَصْنَعُ ؟ أَنُجَرِّدُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا نُجَرِّدُ مَوْتَانَا ، أَمْ نُغَسِّلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ ؟ قَالَتْ : فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَرْسَلَ الله عَلَيْهِمُ السنة حَتَّى وَالله مَا مِنَ الْقَوْمِ رَجُلٌ إِلاَّ ذُقْنُهُ فِي صَدْرِهِ قَائِمًا ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ مَا يَدْرُونَ مَا هُوَ ، فَقَالَ : اغْسِلُوا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ قَالَتْ : فَثَارُوا إِلَيْهِ فَغَسَّلُوا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي قَمِيصِهِ يُفَاضُ عَلَيْهِ الْمَاءُ وَالسِّدْرُ وَيُدَلِّكُهُ الرِّجَالُ بِالْقَمِيصِ قَالَ فَكَانَتْ تَقُولُ : لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي ... فذكره.

وَرَوَاهُ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ فِي مُسْنَدِهِ ، وَابْنُ الْجَارُودِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَرَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ : لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي ... إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ.

2033- وَعَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لأَبِي بَكْرٍ : إِنِّي رَأَيْتُ ثَلاَثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي - أَوْ قَالَتْ : فِي حِجْرِي - فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : خَيْرٌ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ سَمِعْتُ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّهُ لَمَّا دُفِنَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ وَخَيْرُهَا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَالْحَمِيدِيُّ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ.@

(2/524)

2034- وَعَنْهَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُلْحِدَ لَهُ.

رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ.

2035- وَعَنْ عَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ غَسَّلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْمَيِّتِ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا , وَكَانَ طَيِّبًا حَيًّا وَمَيِّتًا , وَوَلِيَ دَفْنَهُ وَإِجْنَانَهُ دُونَ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ : عَلِي بْن أَبِي طَالِب , وَالْعَبَّاسُ , وَالْفَضْلُ بْن العَبَّاس , وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وأُلُحِدَ لِرَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم لَحْدًا وَنُصِبَ عَلَيْهِ اللَّبِنُ نَصَبًا .

رواه مُسَدَّد بسند صحيح ، والحاكم ، والبيهقي ، ورواه ابن ماجه مختصرًا.

2036- ورواه الحاكم والبيبهقي من حديث ابن عباس وفيه : أن الذين نزلوا قبره صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : علي والفضل ، وقثم بن عباس ، وشقران ، وأوس بن حولاء فكانوا خمسة.

2037- وَعَنْهُ : أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنِ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالُوا : بَلَى قَالَ : لَمَّا كَانَ قَبْلَ وَفَاةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِثَلاَثٍ أَهْبَطَ الله إليه جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَقَالَ : يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا وَتَفْضِيلاً لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ ، يَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا قَالَ : ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّانِي فَقَالَ : يَا أَحْمَدُ ، @

(2/525)

إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلاً لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ ، فَيَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَقَالَ : يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ وَتَفْضِيلاً لَكَ وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ ، يَقُولُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا ، وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا وَهَبَطَ مَعَ جِبْرِيلَ مَلَكٌ فِي الْهَوَاءِ يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفًا فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : يَا أَحْمَدُ ، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى آدَمِيٍّ قَبْلَكَ ، وَلاَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمِيٍّ بَعْدَكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ائْذَنْ لَهُ فَأَذِنَ لَهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَدَخَلَ ، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ : يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَكَ إِنْ أَمَرْتَنِي بِقَبْضِ نَفْسِكَ قَبَضْتُهَا ، وَإِنْ كَرِهْتَ تَرَكْتُهَا فَقَالَ جِبْرِيلُ : يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، قَدِ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ فَقَالَ جِبْرِيلُ : يَا أَحْمَدُ عَلَيْكَ السَّلاَمُ هَذَا آخِرُ وَطْئِي الأَرْضَ إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي مِنَ الدُّنْيَا فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ ، جَاءَ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ ، وَلاَ يَرَوْنَ شَخْصَهُ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ الله فِي الله عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ ، وَخَلَفٌ مِنْ كِلِّ هَالِكٍ ، وَدَرْكٌ مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ ، فَبِالله فَثِقُوا ، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا ، فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ – أَو إِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ - وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ هَذَا الْخِضْرُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ , عن مُحَمَّدٍ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ : كَانَ أَبِي ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيٍّ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ ... فذكره بِسَنَدِ رِجَالِهِ ثِّقَاتِ.

2038- وعَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : قَالَ الْعَبَّاسُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، : لأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِينَا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، لَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَدْفَعُ عَنْكَ الْغُبَارَ ، وَيَرُدُّ عَنْكَ الْخَصْمَ فَقَالَ : وَالله لأَدَعَنَّهُمْ يُنَازِعُونِي رِدَائِي وَيَطَأُونَ عَقِبِي وَيَغْشَانِي غُبَارُهُمْ حَتَّى يَكُونَ الله الَّذِي يُرِيحُنِي مِنْهُمْ قَالَ : فَعَلِمْتُ أَنَّ بَقَاءَهُ فِينَا قَلِيلٌ قَالَ : فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ عُمَرُ : وَالله إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى يقطع أَيْدِي رِجَالٍ وَأَلْسِنَتُهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَقُولُونَ : قَدْ مَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم @

(2/526)

فَقَالَ الْعَبَّاسُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ أَوْ عَقْدٌ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالُوا : لاَ قَالَ : فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمْ يَمُتْ حَتَّى قَطَعَ الْحِبَالَ وَوَصَلَ وَحَارَبَ وَسَالَمَ وَنَكَحَ النِّسَاءَ وَطَلَّقَ ، وَتَرَكَكُمْ عَلَى مَحَجَّةٍ بَيِّنَةٍ وَطَرِيقٍ نَاهِجَةٍ ، وَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ لَمْ يَعْجَزِ الله أَنْ يَحْثُوَ عَنْهُ فَيُخْرِجَهُ إِلَيْنَا فَخَّلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ فَلْنَذْهَبَنَّهُ ، فَإِنَّهُ يَأْسِنُ كَمَا يَأْسِنُ النَّاسُ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ فَهُوَ مُتَّصِلٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ.

2039- وَعَنْهُ قَالَ : سَمِعُوا أَصْواتًا عِنْدَ وَفَاةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَسْرَعَ الْعَبَّاسُ فَأَصَابَتْ رِجْلُهُ ظَهْرَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا أَمَتَاهُ ، يَا أَمَتَاهُ ، يَا أَمَتَاهُ لاَ تَلُومِينِي هَذِهِ إِلَيَّ ... فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَقُولُ : الرَّفِيقَ الأَعْلَى قَالَ الْعَبَّاسُ : فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خَيْرٌ فَلَمَّا قُضِيَ عَلَى نَبِيِّهِ الْمَوْتُ غَسَّلَهُ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يُنَاوِلُهُمُ الْمَاءَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ فَقَالَ : مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُغَسِّلَهُ إِلاَّ أَنَّا كُنَّا صِبْيَانًا نَحْمِلُ الْحِجَارَةَ فِي الْمَسْجِدِ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ فِيهِ انْقِطَاعٌ.

2040- وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمُوتُ إِلاَّ يُدْفَنُ حَيْثُ يُقبض فَحَطُّوا فِرَاشِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثُمَّ ادفِنُوهُ حَيْثُ قُبِضَ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ مُرْسَلاً ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ مُتَّصِلٍ ضَعِيفٍ ، وَبِسَنَدٍ مُعْضِلٍ ، وَطَرِيقُ إِسْحَاقَ أَصَحُّ إِسْنَادًا وَهِيَ تُعَضِّدُ الْمُتَّصِلَ وَتُشْعِرُ أَنَّ لَهُ أَصْلاً.@

(2/527)

2041- وَعَنْ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَضَعَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ أَفْوَاجًا.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

2042- وعن الْمُغِيرَة بْنُ شُعْبَة - رضي الله عنه – قَالَ : إِنِّي لِآخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّا حَفَرْنَا لَهُ وَلَحَدْنَا له ، فَلَمَّا دَفَنُوا وَخَرَجُوا ، أَلْقَيْتُ الْفَأْسَ فِي الْقَبْرِ ، فَقُلْتُ : الْفَأْسَ ، الْفَأْسَ ، فَدَخَلْتُ ، فَأَخَذْتُهُ ، وَمَسَحْتَ يَدَيَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة , وأحمد بن منيع.

2042/2- وأبو يعلى بلفظ : أَنَا آخِرُ النَّاسِ الناس عَهْدًا بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَمَّا أُخْرِجَ عَلِي بْن أََبِي طَالِب مِنَ الْقَبْرِ وَدُفِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُلْقِيَتْ خَاتَمِي فَقُلْتُ : أَبَا الحَسَنٍ ، خَاتَمِي قَالَ : انْزِلْ فَخُذْ خَاتَمَكَ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُ خَاتَمِي وَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى الكفن ثُمَّ خَرَجْتُ.

ومدار الإسناد على مجالد ، وهو ضعيف.

2043- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لأَقْرَبَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ قُبِضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَدَاةً بَعْدَ غَدَاةٍ يَقُولُ : جَاءَ عَلِيٌّ مِرَارًا قَالَتْ : وأظنه كَانَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ قَالَتْ : فَجَاءَ بَعْدَ ، فَطْنِنَا أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً ، فَخَرَجْنَا مِنَ الْبَيْتِ فَقَعَدْنَا عِنْدَ الْبَابِ ، فَكُنْتُ مِنْ أَدْنَاهُمْ من الْبَابِ ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ ، فَجُعِلَ يَسَارَهُ وَيُنَاجِيهِ ، حتى قُبِضَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ ، وَكَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ بِهِ عَهْدًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.@

(2/528)

2044- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا نَفْسَهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ - قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ ، فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا فِي بَيْتِ أُمِّنَا عَائِشَةَ ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ ، فَشَهِدَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكُمْ ، حَيَّاكُمُ الله ، رَحِمَكُمُ الله ، آوَاكُمُ الله ، حَفِظَكُمُ الله ، نَصَرَكُمُ الله ، نَفَعَكُمُ الله ، هَدَاكُمُ الله ، وَفَّقَكُمُ الله ، سَلَّمَكُمُ الله ، قَبِلَكُمُ الله ، رَزَقَكُمُ الله ، رَفَعَكُمُ الله ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله ، وَأُوصِي الله بِكُمْ وَأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَلاَّ تَعْلُوا عَلَى الله فِي عِبَادِهِ وَبِلاَدِهِ ، فَإِنَّ الله – تَعَالَى - قَالَ لِي وَلَكُمْ : {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} وَقَالَ : {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} قُلْنَا : فَمَتَى الأَجَلُ ؟ قَالَ : قَدْ دَنَا الأَجَلُ وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى الله وإِلَى السِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى ، وَإِلَى الْكَأْسِ الأَوْفَى ، وَالرَّفِيقِ الأَعْلَى ، وَالْعَيْشِ الأَهْنَأِ قُلْنَا : فَمَنْ يُغَسِّلُكَ ؟ قَالَ : رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي الأَدْنَى فالأَدْنَى , قُلْنَا : فَفِيمَا نُكَفِّنُكَ ؟ قَالَ : فِي ثِيَابِي هَذِهِ أَوْ فِي بِيَاضِ مِصْرَ أَوْ حُلَّةٍ يَمَانِيَّةٍ قُلْنَا : فَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ ؟ قَالَ فَبَكَى وَبَكَيْنَا فَقَالَ : مَهْلاً غَفَرَ الله لَكُمْ ، وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا ، إِذَا غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي هَذَا عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي هَذَا ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً ، فَأَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خَلِيلِي وَجَلِيسِي جِبْرِيلُ ثُمَّ مِيكَائِيلُ ثُمَّ إِسْرَافِيلُ ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ وَجُنُودُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِأَجْمَعِهَا ، ثُمَّ ادْخُلُوا عَلَيَّ فَوْجًا فَوْجًا ، فَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، وَلاَ تُؤْذُونِي بِتَزْكِيَةٍ ، وَلاَ بِصَيْحَةٍ ، وَلاَ رَنَّةٍ ، وَلْيَبْدَأْ بِالصَّلاَةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي وَنِسَاؤُهُمْ ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ ، وَمَنْ غَابَ عَنِّي مِنْ أَصْحَابِي فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلاَمَ ، وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِي مِنْ إِخْوَانِي فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلاَمَ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ عَلَى مَنْ تَبِعَنِي عَلَى دِينِي مِنَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قُلْنَا : فَمَنْ يَدْخُلُ قَبْرَكَ ؟ قَالَ : أَهْلِي مَعَ مَلاَئِكَةٍ كَثِيرٍ يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.@

(2/529)

2044/2- وَالْبَزَّارُ وَلَفْظُهُ : نَعَى لَنَا حَبِيبُنَا وَنَبِيُّنَا - بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ - نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ ... فذكره . إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِكُمْ بَعْدِي ، فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَقْرَأُ السَّلاَمَ - أَحْسِبُهُ قَالَ : عَلَيْهِ - وَعَلَى كُلِّ مَنْ تَابَعَنِي عَلَى دِينِي مِنْ يَوْمِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مُخْتَصَرًا وَقَالَ : فِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لاَ أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ ، وَلاَ جَرْحٍ وَالْبَاقُونَ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.

قُلْتُ : عَبْدُ الْمَلِكِ هَذا قَالَ فِيهِ الْفَلاَّسُ : كَذَّابٌ . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مُنْكَرٌ الْحَدِيثُ وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ ، فَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ رُواتُهُ ثِقَاتٌ وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي آخِرِ كِتَابِ عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ.

2045- وَعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : تَزْعُمُونَ أَنِّي مِنْ آخِرِكُمْ وَفَاةً ، أَلاَ وَإِنِّي مِنْ أَوَّلِكُمْ وَفَاةً ، وَلَتَتْبَعُنِّي أَفْنَادًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

2046- وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : مَا مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى بَابِي يومًا قَطُّ إِلاَّ قَد قال الْكَلِمَةَ تَقَرُّ بِهَا عَيْنِي ، قَالَتْ : فَمَرَّ يَوْمًا فَلَمْ يُكَلِّمْنِي ،@

(2/530)

وَمَرَّ مِنَ الْغَدِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي قَالَتْ : وَمَرَّ مِنَ الْغَدِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي ، قُلْتُ : قَدْ وَجَدَ عَلِيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي شَيْءٍ قَالَتْ : فَعَصَّبْتُ رَأْسِي وَصَغَّرْتُ وَجْهِي وَأَلْقَيْتُ وِسَادَةً قُبَالَةَ بَابِ الدَّارِ فَجَنَحْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ : فَمَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ : مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله اشْتَكَيْتُ وَصُدِّعْتُ قَالَ : فَقُولِي : بَلْ أَنَا وَارَأْسَاهُ قَالَتْ : فَمَا لَبِثَ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى أُتِيتُ بِهِ يُحْمَلُ فِي كِسَاءٍ قَالَتْ : فَمَرَّضْتُهُ وَلَمْ أُمَرِّضْ مَرِيضًا قَطُّ ، وَلاَ رَأَيْتُ مَيِّتًا قَطُّ قَالَتْ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَخَذْتُهُ وَأَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي قَالَتْ : فَدَخَلَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِيَدِهِ سِوَاكُ أَرَاكٍ رَطْبٍ ، قَالَتْ : فَلَحِظَ إِلَيْهِ قَالَتْ : فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُهُ ، فَأَخَذْتُهُ فَنَكَّثْتُهُ بِفِيَّ فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ قَالَتْ : فَأَخَذَهُ وَأَهْوَاهُ إِلَى فِيهِ قَالَتْ : فَخَفَقَتْ يَدُهُ فَسَقَطَ مِنْ يَدِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيَّ حَتَّى إِذَا كَانَ فَاهُ فِي ثَغْرَةِ نَحْرِي سَالَ مِنْ فِيهِ نُقْطَةٌ بَارِدَةٌ اقْشَعَرَّ مِنْهَا جِلْدِي ، وَثَارَ رِيحُ الْمِسْكِ فِي وَجْهِي ، فَمَالَ رَأْسُهُ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غُشِيَ عَلَيْهِ قَالَتْ فَأَخَذْتُهُ فَنَوَّمْتُهُ عَلَى الْفِرَاشِ وَغَطَّيْتُ وَجْهَهُ ، قَالَتْ فَدَخَلَ أَبِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : كَيْفَ تَرَيْنَ ؟ فَقُلْتُ : غُشِيَ عَلَيْهِ فَدَنَا مِنْهُ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ : يَا غَشْيَاهُ مَا أَكْوَنَ هَذَا الْغَشْيَ ، ثُمَّ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَعَرَفَ الْمَوْتَ ، فَقَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ثُمَّ بَكَى فَقُلْتُ : فِي سَبِيلِ الله انْقِطَاعُ الْوَحْيِ وَدُخُولُ جِبْرِيلَ بَيْتِي ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى صِدْغَيْهِ ، وَوَضَعَ فَاهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ، فَبَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ عَلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ غَطَّى وَجْهَهُ وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ بِوَفَاةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالُوا : لاَ وَالله ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ أعِنْدَكَ عَهْدٌ بِوَفَاةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : لاَ , قَالَ : وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ ذَاقَ طَعْمَ الْمَوْتِ وَقَدْ قَالَ لَهُمْ : إِنِّي مَيِّتٌ وَإِنَّكُمْ مَيِّتُونَ فَضَجَّ النَّاسُ وَبَكَوْا بُكَاءً شَدِيدًا ، ثُمَّ خَلَّوْا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ بَيْتِهِ فَغَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ فَقَالَ عَلِيٌّ : مَا نَسِيتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أُغَسِّلْهُ إِلاَّ قُلِبَ لِي حَتَّى أَرَاهُ عَلَيْهِ ، فَأُغَسِّلُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَرَى @

(2/531)

أَحَدًا حَتَّى فَرَغْتُ مِنْهُ ثُمَّ كَفَّنُوهُ بِبُرْدٍ يَمَانِيٍّ أَخْضَرَ وَريطَتَيْنِ قَدْ نِيلَ مِنْهُمَا ، ثُمَّ غُسِلاَ ثُمَّ أُضْجِعَ عَلَى السَّرِيرِ ثُمَّ أَذِنُوا لِلنَّاسِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَوْجًا فَوْجًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِمَامٍ حَتَّى لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ بِالْمَدِينَةِ حُرٌّ ، وَلاَ عَبْدٌ إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ تَشَاجَرُوا فِي دَفْنِهِ أَيْنَ يُدْفَنُ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : عِنْدَ الْعُودِ الَّذِي كان يُمْسِكُ بِيَدِهِ وَتَحْتَ مِنْبَرِهِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بِالْبَقِيعِ حَيْثُ كَانَ يَدْفِنُ مَوْتَاهُ ، فَقَالُوا : لاَ نَفْعَلُ ذَلِكَ إِذًا لاَ يَزَالُ عَبْدُ أَحَدِكُمْ وَوَلِيدَتُهُ قَدْ غَضِبَ عَلَيْهِ مَوْلاَهُ فَيَلُوذُ بِقَبْرِهِ فَتَكُونُ سُنَّةً فَاسْتَقَامَ رَأْيُهُمْ أَنْ يُدْفَنَ فِي بَيْتِهِ تَحْتَ فِرَاشِهِ حَيْثُ قُبِضَ رُوحُهُ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ دُفِنَ مَعَهُ فَلَمَّا حَضَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْمَوْتُ أَوْصَى قَالَ : إِذَا أَنَا مُتُّ فَاحْمِلُونِي إِلَى بَابِ بَيْتِ عَائِشَةَ فَقُولُوا لَهَا : هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ ، وَيَقُولُ : أَدْخُلُ أَوْ أَخْرُجُ ؟ قَالَتْ : فَسَكتت سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَتْ : أَدْخِلُوهُ فَادْفِنُوهُ مَعَهُ , أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ قَالَتْ : فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ أَخَذْتُ الْجِلْبَابَ فَتَجَلْبَبْتُ بِهِ قَالَ : فَقِيلَ لَهَا : مَا لَكِ وَلِلْجِلْبَابِ ؟! قَالَتْ : كَانَ هَذَا زَوْجِي وَهَذَا أَبِي فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ تَجَلْبَبْتُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

2047- وَعَنْ دُغْفَلَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ .

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ وَقَالَ دُغْفَلُ : لاَ يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلاً , وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ ، وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : لاَ صُحْبَةَ لَهُ ، وَأَثْبَتَهَا لَهُ ابْنُ حِبَّانَ.@

(2/532)

2048- وَعَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : مَرِضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : حَضَرَتِ الصَّلاَةُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : مُرُوا بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ : أَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : مُرُوا بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسْيَفُ - أَوْ آسِفٌ - فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ قَالَ : ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : هَلْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ؟ قَالُوا : لاَ قَالَ : فَمُرُوا بِلاَلاً فَلْيُقِمْ ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسْيَفُ فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ فَقَالَ : إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ، مُرُوا بِلاَلاً فَلْيُؤَذِّنْ ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَأَقَامَ بِلاَلٌ وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَفَاقَ فَقَالَ : ابْغُو لِي مَنْ أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ قَالَ : فَخَرَجَ يَعْتَمِدُ عَلَى بَرِيْرةَ وَأنَاسٍ أُخَرَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ ، فَأَرَادَ أَنْ يَتَأَخَّرَ ، فَحَبَسَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ عُمَرُ : لاَ أَسْمَعُ أَحَدًا يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَاتَ إِلاَّ ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي قَالَ سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ : ثُمَّ أَرْسَلُونِي فَقَالُوا : انْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَادْعُهُ قَالَ : فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ أُدْهِشْتُ ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ : لَعَلَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَاتَ فَقُلْتُ : إِنَّ عُمَرَ يَقُولُ : لاَ أَسْمَعُ أَحَدًا يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَاتَ إِلاَّ ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي قَالَ : ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَخَذَ بِسَاعِدِي ، فَجِئْتُ أَنَا وَهُوَ فَقَالَ : أَوْسِعُوا لِي فَأَوْسَعُوا لَهُ ، فَانْكَبَّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ومسه وَوَضَعَ يَدَيْهِ - أَوْ يَدَهُ - وَقَالَ : إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ فَقَالُوا : يَا صَاحِبَ رَسُولِ الله أَمَاتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ ، وَكَانُوا أُمِّيِّينَ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ نَبِيٌّ قَبْلَهُ قَالُوا : يَا صَاحِبَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَيُصَلَّى عَلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالُوا : كَيْفَ يُصَلَّى عَلَيْهِ ؟ قَالَ : يَدْخُلُ قَوْمٌ فَيُكَبِّرُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَدْعُونَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ ، ثُمَّ يَدْخُلُ غَيْرُهُمْ حَتَّى يَفْرُغُوا قَالُوا يَا صَاحِبَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَيُدْفَنُ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالُوا : أَيْنَ يُدْفَنُ ؟ قَالَ : فِي الْمَكَانِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رُوحُهُ , فَإِنَّهُ لَمْ تُقْبَضْ رُوحُهُ إِلاَّ فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ , فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُغَسِّلَهُ بَنُو أَبِيهِ قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ يَتَشَاوَرُونَ فَقَالُوا : إِنَّ لِلأَنْصَارِ فِي هَذَا الأَمْرِ نَصِيبًا قَالَ : فَأْتُوهُمْ ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ لِلْمُهَاجِرِينَ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ لَهُمْ : مَنْ لَهُ ثَلاَثٌ مِثْلَ ما لأَبِي بَكْرٍ : ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ مَنْ هُمَا ؟ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا مَنْ هُمَا ؟ مَنْ كَانَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، مَعَهُمَا ، قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَ النَّاسُ ، وَكَانَتْ بَيْعَةً حَسَنَةً جَمِيلَةً.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ ، وَابْنُ مَاجَةَ : قِصَّةَ الصَّلاَةِ فَقَطْ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ خُزَيْمَةُ فِي صَحِيحِهِ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.

(2/533)

المجلد الثالث

22- كتاب الزكاة

1- باب مانع الزكاة وعقوبة من كنز

فيه حديث أبي هريرة , وسيأتي في الجهاد في باب فضل الشهداء.

2049- وَعَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَلاَ مَنَعَ قَوْمٌ قَط الزَّكَاةَ إِلاَّ حَبَسَ الله عَنْهُمُ الْقَطْرَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

2049/2- وَكَذَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَلَفْظُهُ : مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلاَّ كَانَ الْقَتْلُ بَيْنَهُمْ ، وَلاَ ظَهَرَتْ فَاحِشَةٌ فِي قَوْمٍ إِلاَّ سُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ ، وَلاَ مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلاَّ حَبَسَ الله عَنْهُمُ الْقَطْرَ .

وَالْحَاكِمُ وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَهُوَ كَمَا قَالَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ , وَالْبَزَّارُ , وَالْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَسَيَأْتِي فِي الزُّهْدِ فِي بَابِ قِصَرِ الأَمَلِ مُطَوَّلاً.@

(3/5)

2050- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَكُونُ الدِّينَارُ عَلَى الدِّينَارِ ، وَلاَ الدِّرْهَمُ عَلَى الدِّرْهَمِ وَلَكِنْ يُوسَعُ جَلْدُهُ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ سَيْفِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيِّ , لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ , رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الكْبِيرِ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

2051- وَعَنْ ثَوْبَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تَرَكَ بَعْدَهُ كَنْزًا مُثِّلَ لَهُ شُجَاعٌ أَقْرَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ زَبِيبَتَانِ يَتْبَعُهُ وَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ وَيْلُكَ فَيَقُولُ : أَنَا كَنْزُكَ الَّذِي خَلَّفْتَ بَعْدَكَ فَلاَ يَزَالُ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ يَدَهُ فَيَقْضِمَهَا ، ثُمَّ يَتْبَعُهُ سَائِرُ جَسَدِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا.

2- باب ما نقص مال من صدقة ولا خالطت مالاً قط إلا أهلكته

2052- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : ثَلاَثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ : لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا ، وَلاَ يَعْفُو رَجُلٌ عن مَظْلَمَةٍ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ الله إِلاَّ رَفَعَهُ بِهَا عِزًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ يَفْتَحُ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلاَّ فَتَحَ الله عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ.@

(3/6)

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَكَذَا أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : مَا نَقَّصَتْ صَدَقَةٌ مَالاً قَطُّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ , رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ في الصغير والأوسط من حديث أُمِّ سَلَمَةَ.

2053- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا خَالَطَتِ الَّصَدَقةُ مَالاً قَطُّ إِلاَّ أَهْلَكَتْهُ قَالَ : يَكُونُ وَجَبَ عَلْيكَ فِي مَالِكَ صَدَقَةٌ ، فَلاَ تُخْرِجُهَا فَيُهْلِكَ الْحَرَامُ الْحَلاَلَ.

رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَفِي سَنَدِهِ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ , وَهُوَ ضَعِيفٌ .@

(3/7)

2053/2- وَرَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب , الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَالْبَيْهَقِيُّ بِلَفْظِ : مَا تَلَفَ مَالٌ فِي بَرٍّ ، وَلاَ بَحْرٍ إِلاَّ بِحَبْسِ الزَّكَاةِ.

قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِي : هَذَا الْحَدِيثُ يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ :

أَحَدُهُمَا : أَنَّ الصَّدَقَةَ مَا تُرِكَتْ فِي مَالٍ وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْهُ إِلاَّ أَهْلَكَتْهُ ، وَيَشْهَدُ لِهَذَا حَدِيثُ عُمَرَ الْمُتَقَدِّمُ .

وَالثَّانِي : أَنَّ الرَّجُلَ يَأْخُذُ الزَّكَاةَ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْهَا ، فَيَضَعُهَا مَعَ مَالِهِ فَتُهْلِكُهُ ، وَبِهَذا فَسَّرَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ ، وَالله أَعْلَمُ.

2054- وَعَنْ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : مَا كَرُمَ عَبْدٌ عَلَى الله , عَزَّ وَجَلَّ , إِلاَّ ازْدَادَ الْبَلاَءُ عَلَيْهِ شِدَّةً ، وَلاَ أَعْطَى عَبْدٌ صَدَقَةَ مَالِهِ فَنَقَصَتْ مِنْ مَالِهِ ، وَلاَ أَمْسَكَهَا فَزَادَتْ فِي مَالِهِ ، وَلاَ سَرَقَ سَارِقٌ إِلاَّ حُسِبَ مِنْ رِزْقِهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

3- باب زكاة الإبل والبقر والغنم والذهب والفضة والحنطة والشعير والتمر والزبيب ، وحدودها وما لا زكاة فيه وغير ذلك

2055- عَنْ أَبِي بَكْرٍ بْنِ عَمْروِ بْنِ حَزْمٍ ، قَالَ : هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعَمْروِ بْنِ حَزْمٍ فِي فَرَائِضِ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ : وَفِي الْغَنَمِ إِذَا بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةً ، حَتَّى @

(3/8)

تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِئَةً ، فَإِذَا جَاوَزَتْ عِشْرِينَ وَمِئَةً فَفِيهَا شَاتَانِ حَتَّى تَبْلُغَ مِئَتَيْنِ ، فَإِذَا جَاوَزَتْ مِئَتَيْنِ فَفِيهَا ثَلاَثَ شِيَاهٍ حَتَّى تَبْلُغَ ثَلاَثَمِئَةٍ ، فَإِذَا جَاوَزَتْ ثَلاَثَمِئَةٍ فَكَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي كُلِّ مِئَةٍ شَاةٌ شَاةٌ ، وَفِي الإِبِلِ فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينِ بِنْتُ مَخَاضٍ ، فَإِنْ لَمْ تُوجَدْ فَابْنُ لَبُونٍ ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَثَلاَثِينَ فَفِيهَا بِنْتُ لَبُونٍ ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ حَتَّى تَبْلُغَ سِتِّينَ ، ثُمَّ فِيهَا جَذَعَةٌ حَتَّى تَبْلُغَ خَمْسًا وَسَبْعِينَ ، فَإِنَّ فِيهَا بِنْتِي لَبُونٍ حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعِينَ ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، فَإِذَا زَادَتْ فَعُدْ إِلَى أَوَّلِ فَرِيضَةٍ مِنَ الإِبِلِ فِي كُلِّ خَمْسٍ مِنَ الإِبِلِ شَاةٌ حَتَّى تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِئَةً ، فَإِذَا كَثُرَتْ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مُطَوَّلاً.

2056- وَعَنْ مُصَدِّقِ أَبِي بَكْرٍ الَّذِي بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْ كُلِّ عَشْرِ بَقَرَاتٍ شَاةً ، وَزَعَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَمَرَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ كُلِّ ثَلاَثِينَ بَقَرَةً تَبِيعَ جَذْعٍ ، أَوْ قَالَ جَذَعَةً ، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً.

رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لجهالة بعض رواته.

وله شاهد من حديث عَبد الله بن مسعود , رواه الترمذي.

وعن عاصم بن كليب ، عن أبيه قال : لقيت عُمَر وهو بالموسم ، فناديت من وراء الفسطاط : ألا إني فلان بن فلان الجرمي ، وإن ابن أخت لنا له أخ عان في بني فلان ، وقد عرضنا عليه فريضة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأبى ، فرفع عُمَر جانب الفسطاط وقال : أتعرف صاحبك ؟ فقلت : نعم ، هو ذاك. قال : انطلقا به حتى ينفذ لكما قضية رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. قال : وكنا نتحدث أن القضية كانت أربعًا من الإبل .

2057- وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : لَقِيتُ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَهُوَ بِالْمَوْسِمِ , فَنَادَيْتُ مِنْ وَرَاءِ الْفُسْطَاطِ : أَلاَ إِنِّي فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ الْجِرْمِيُّ ، وَإِنَّ ابْنَ أُخْتٍ لَنَا لَهُ أَخٌ عَانَ فِي بَنِي فُلاَنٍ ، وَقَدْ عَرَضْنَا عَلَيْهِ فَرِيضَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَى ، فَرَفَعَ عُمَرُ جَانِبَ الْفِسْطَاطَ ، وَقَالَ : أَتَعْرِفُ صَاحِبَكَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ , هُوَ ذَاكَ , قَالَ : انْطَلِقَا بِهِ حَتَّى يُنْفِذَ لَكُمَا قَضِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ القَضِيَةَ كَانَتْ أَرْبَعًا مِنَ الإِِبِلِ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ورجاله ثقات.@

(3/9)

2058- وَعَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدْثَانَ الْبَصْرِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَقَدِمَ أَبُو ذَرٍّ مِنَ الشَّامِ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ وَالْقَوْمِ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ فَرَدَّ عُثْمَانُ عَلَيْهِ وَالْقَوْمُ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ كَيْفَ أَنْتَ يَا عُثْمَانُ ؟ ثُمَّ أَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَاوَزَ فِيهِمَا ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَخْبِرْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ حِبِّي ، أَوْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : فِي الإِبِلِ صَدَقَتُهَا ، وَفِي الْبَقَرِ صَدَقَتُهَا ، وَفِي الْغَنَمِ صَدَقَتُهَا ، وَفِي الْبُرِّ صَدَقَتُهُ ، مَنْ جَمَعَ دِينَارًا ، أَوْ دِرْهَمًا ، أَوْ تِبْرًا ، أَوْ فِضَّةً لاَ يُعِدُّهُ لِغَرِيمٍ ، وَلاَ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ الله ، فَهُوَ كَيٌّ يُكْوَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ مَالِكٌ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، انْظُرْ مَا تُخْبِرُ بِهِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَإِنَّ هَذِهِ الأَمْوَالِ قَدْ فَشَتْ فِي النَّاسِ قَالَ : مَنْ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ فَانْتَسَبَ لَهُ : أَنَا مَالِكُ بْنُأَوْسِ بْنِ الْحَدْثَانِ فَقَالَ : أَمَّا نَسَبُكَ الأَكْبَرُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لاِنْقِطَاعِهِ وَضَعْفِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.

2059- وَعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ ذُودٍ شَيْءٌ ، وَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِينَ مِنَ الْغَنَمِ شَيْءٌ ، وَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثِينَ مِنَ الْبَقَرِ شَيْءٌ ، وَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالاً شَيْءٌ ، وَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ مِئَتَيْ دِرْهَمٍ شَيْءٌ ، وَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ شَيْءٌ ، وَالْعُشْرُ فِي التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ ، وَمَا سُقِيَ سَيْحًا فَفِيهِ الْعُشْرُ وَمَا سُقِيَ بِالْغَرْبِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَفِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2059/2- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَلَفْظُهُ : رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّهُ فَرَضَ الزَّكَاةَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالسَّلْتِ وَالزَّبِيبِ.@

(3/10)

2060- وَعَنْ نَافِعٍ ، أَنَّهُ قَرَأَ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةٍ مِنَ الإِبِلِ شَيْءٌ ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى تِسْعٍ ، فَإِذَا كَانَتْ عَشْرًا فَشَاتَانِ إِلَى أَرْبَعَ عَشْرَةَ ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسَ عَشْرَةَ فَفِيهَا ثَلاَثٌ إِلَى تِسْعَ عَشْرَةَ ، فَإِذَا بَلَغَتِ الْعِشْرِينَ فَأَرْبَعٌ إِلَى أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ ، فَإِن زَادَتْ فَفِيهَا بِنْت لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ ، فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّةٌ إِلَى السِّتِّينَ ، فَإِن زَادَتْ فَفِيهَا بِنَتَا لَبُونٍ إِلَى التِّسْعِينَ ، فَإِن زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، فَإِن زَادَتْ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ ، وَلَيْسَ فِي الْغَنَمِ شَيْءٌ فِيمَا دُونَ الأَرْبَعِينَ ، فَإِذَا بَلَغَتِ الأَرْبَعِينَ فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِئَةٍ ، فَإِذَا زَادَتْ فَشَاتَانِ إِلَى مِئَتَيْنِ ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى الْمِئَتَيْنِ فَثَلاَثُ شِيَاهٍ إِلَى ثَلاَثِمِئَةٍ ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى الثَّلاَثِمِئَةٍ ، فَفِي كُلِّ مِئَةٍ شَاةٌ.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ، ورجاله ثقات.

2061- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا كَانَ بَعْلاً ، أَوْ سَيْحًا ، أَوْ عَثْرِيًّا فَفِي كُلِّ عَشَرَةٍ وَاحِدٌ ، وَمَا كَانَ يَنْضَحُ فَفِي كُلِّ عِشْرِينَ وَاحِدٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ الْعَمْرِيِّ.

2062- وَعَن أبي موسى ومعاذ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أنهما ، حِينَ بُعِثَا إِلَى الْيَمَنِ لِيُعَلِّمَا النَّاسَ دِينَهُمْ لَمْ يَأْخُذُوا الصَّدَقَةَ إِلَّا مِنْ هَذِهِ الأَرْبَعَةِ : الْحِنْطَةِ ، وَالشَّعِيرِ ، وَالتَّمْرِ ، وَالزَّبِيبِ.

رواه أبو يعلى والبيهقي في الكبرى بسند رجاله ثقات.@

(3/11)

2063- وَعَن جَابِرٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالاَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ صَدَقَةَ فِي الزرْعِ ، وَلاَ فِي الْكَرْمِ ، وَلاَ فِي النَّخْلِ إِلاَّ مَا بَلَغَ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ ، وَذَلِكَ مِئَةُ فِرَقٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2064- وَعَن أُمِّ سَعْدٍ الأَنْصَارِيَّةِ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ عَلَى مَنْ أَسْلَفَ مَالاً زَكَاةٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ الْمَدَنِيِّ.

2065- وَعَن طَاوُوسٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ ، فَكَانَ يَأْخُذُ الثِّيَابَ لِصَدَقَةِ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ.

4- باب زكاة الخيل والرقيق والعسل

2066- عَنْ عَزْرَةَ ، أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَالُوا لِعُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ : إِنَّ أَفْضَلَ أَمْوَالِنَا الْخَيْلُ وَالرَّقِيقُ فَأَخَذَ عُمَرُ لِكُلِّ فَرَسٍ عَشَرَةً ، وَلِكُلِّ رَأْسٍ عَشَرَةً ، ثُمَّ رَزَقَهَمْ , وَكَانَ يُعْطِيهِمْ أَكْثَرَ مِمَّا أُخِذَ مِنْهُمْ ، فَعَمَدَ هَؤُلاَءِ فَأَخَذُوا عَشَرَةَ مِنَ الرَّأْسِ وَعَشَرَةً مِنَ الْفَرَسِ ثُمَّ لَمْ يَرْزُقُوا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مَعْمَرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْهُ بِهِ.@

(3/12)

2067- وَعَن حَارِثَةَ بْنِ مِضْرَبْ ، قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَقَالُوا : إِنَّا قَدْ أَصَبْنَا أَمْوَالاً خَيْلاً وَرَقِيقًا نُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَنَا فِيهَا زَكَاةٌ وَطُهُورٌ قَالَ : مَا فَعَلَهُ صَاحِبَايَ قَبْلِي فَأَفْعَلُهُ ، فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَفِيهِمْ عَلِيٌّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَقَالَ عَلِيٌّ : هُوَ حَسَنٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ جِزْيَةً يَأْخُذُونَ بِهَا مِنْ بَعْدِكَ رَاتِبَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2068- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى النِّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْلَمْتُ ، فَقُلْتُ : اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ , قَالَ : فَفَعَلَ النِّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ مِنْ بَعْدِهِ . قَالَ : فَقَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ ، فَقَالَ لَهُمْ : فِي الْعَسَلِ زَكَاةٌ ، فَإِنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي مَالٍ لاَ يُزَكَّى . فَقَالُوا لِي : كَمْ تَرَى ؟ قَالَ : قلت : الْعُشْرُ . قَالَ : فَأَخَذَ مِنْهُ الْعُشْرَ ، فَقَدِمَ بِهِ عَلَى عُمَرَ ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا فِيهِ ، فَأَخَذَهُ عُمَرُ ، فَجَعَلَهُ فِي صَدَقَاتِ الْمُسْلِمِينَ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل والبزار والطبراني في الكبير والبيهقي في الكبرى من طريق منير بن عَبد الله.

قال علي بن المديني في هذا الحديث : منير لا يعرف إلاَّ في هذا الحديث . وقال البخاري : عَبد الله والد منير عن سعد بن أبي ذباب لم يصح حديثه . وقال الشافعي : سعد بن أبي ذباب يحكي ما يدل على أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لم يأمره بأخذ الصدقة من العسل ، وأنه شىء رآه فتطوع له به أهله . وقال الزعفراني : قال الشافعي : الحديث في أن في العسل العشر ضعيف ، وفي ألا يؤخذ منه العشر ضعيف . قال البيهقي : وذكر عن معاذ أنه لم يأخذ من العسل شيئًا.@

(3/13)

5- باب لا تؤخذ كرائم الأموال في الزكاة إلا برضا المالك

2069- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ : أنَّ عُمَرَ بْن الخَطَّاب , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , مَرَّتْ بِهِ غَنَمٌ مِنْ غَنْمِ الصَّدَقَةِ ، فِيهَا شَاةٌ ذَاتُ ضَرْعٍ ضَخْمٍ ، قَالَ : مَا أَظُنُّ أَنَّ أَهْلَ هَذِهِ أَعْطَوْهَا وَهُمْ طَائِعُونَ ، لاَ تَأْخُذُوا حَزَرَاتِ الْمُسْلِمِينَ ، لاَ تَفْتِنُوا النَّاسَ ، نَكِّبُوا عَنِ الطَّعَامِ.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.

2070- وَعَن الصَّنَابِحِ الأَحْمَسِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبْصَرَ نَاقَةً حَسْنَاءَ فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ : قَاتَلَ الله صَاحِبَ هَذِهِ النَّاقَةِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي ارْتَجَعْتُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ حَوَاشِي الإِبِلِ قَالَ : فَنِعْمَ إِذًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ : مُجَالِدٍ . وسيأتي في باب بيع الحيوان .@

(3/14)

2071- وَعَن قَرَّةَ بْنِ دُعْمُوصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَاعِدٌ وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَدْنُوَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، اسْتَغْفِرْ لِلْغُلاَمِ النُّمَيْرِيِّ فَقَالَ : غَفَرَ الله لَكَ , قَالَ : وَبَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الضَّحَّاكَ سَاعِيًا ، فَجَاءِ بِإِبِلٍ جُلَّةٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتَيْتَ هِلاَلَ بْنَ عَامِرِ , ونمير بْنَ عَامِرِ , وعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ فَأَخَذْتَ جُلَّةَ أَمْوَالِهِمْ ! فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ الْغَزْوَ ، فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ بِإِبِلٍ تَرْكَبُهَا وَتَحْمِلُ عَلَيْهَا أَصْحَابَكَ فَقَالَ : وَالله لَلَّذِي تَرَكْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ ، اذْهَبْ فَارْدُدْهَا عَلَيْهِمْ ، وَخُذْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.

2072- عن عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى صَدَقَةِ بِلًى وَعُذْرَةَ ، فَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِنْ بِلًى لَهُ ثَلاَثُونَ بَعِيرًا ، فَقُلْتُ : إِنَّ عَلَيْكَ فِي إِبِلِكَ هَذِهِ ابْنَةَ مَخَاضٍ فَقَالَ : ذَاكَ مَا لَيْسَ فِيهِ ظَهْرٌ ، وَلاَ لَبَنٌ ، وَمَا قَامَ فِي مَالِي لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُؤْخَذُ مِنْهُ قَالَ : وَإِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أُقْرِضَ الله شَرَّ مَالِي فَتُجِيزَهُ فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : مَا كُنْتُ لِآخُذَ فَوْقَ مَا عَلَيْكَ ، وَهَذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَتَاهُ ، فَقَالَ نَحْوَ مَا قَالَ لأُبَيِّ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا مَا عَلَيْكَ فَإِنْ جِئْتَ فَوْقَهُ قَبِلْنَا مِنْكَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله هَذِهِ نَاقَةٌ عَظِيمَةٌ سَمِينَةٌ فَمَنْ يَقْبِضُهَا ، فَأَمَرَ مَنْ يَقْبِضُهَا ، وَدَعَا لَهُ فِي مَالِهِ بِالْبَرَكَةِ , قَالَ عُمَارَةُ : فَضَرَبَ الدَّهْرُ مِنْ ضَرَبَاتِهِ وَوَلاَّنِي مَرْوَانُ صَدَقَةَ بِلًي وَعُذْرَةَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ ، فَمَرَرْتُ بِهَذَا الرَّجُلِ وَصَدَقَةُ مَالِهِ ثَلاَثُونَ حِقَّةً فِيهَا فَحْلُهَا عَلَى أَلْفٍ وَخَمْسِمِئَةِ بَعِيرٍ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ : مَا فَحْلُهَا ؟ قَالَ : إِلاَّ أَنْ تَكُونَ فِي السَّنَةِ إِذَا بَلَغَ صَدَقَةَ الرَّجُلِ ثَلاَثِينَ حِقَّةً أُخِذَ مَعَهَا فَحْلُهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مُخْتَصَرًا ، وَصَرَّحَ بِتَحْدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ , وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ في صحيحه.@

(3/15)

6- باب أخذ العقال مع البعير في الزكاة وأين تؤخذ الصدقات وما جاء فيمن أتى بإبل الصدقة

2073- عَنْ يَحْيَى بن برهان أنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ استشار عليًّا , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , فِي أَهْلِ الرِّدَّةِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ , تعالى , جَمَعَ الصَّلاَةَ وَالزَّكَاةَ ، وَلاَ أَرَى أَنْ تُفَرِّقَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ كَمَا قَاتَلَهُم عَلَيِه رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .

رواه مُسَدَّد ، وقال : العقال : المئة من الإبل الفريضة.

2073/2- ورواه إسحاق مرسلاً بسند حسن من طريق إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصديق : وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا مِمَّا أَخَذَ مِنْهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ . وَكَانَ يَأْخُذُ مَعَ الْبَعِيرِ عِقَالًا ، ثُمَّ قَرَأَ : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} .

وقد أخرجوا أصله من طريق متصلة ، وإنما أوردته لهذه الزيادة : أنه كان يأخذ مع البعير عقالا فإنها مما تؤيد رواية من روى في الحديث المعروف عقالا خلافا لمن قال : عناقًا .

وله شاهد ويأتي في كتاب المرتد باب قتال أهل الردة.

2074- وَعَن جَمْرَةَ الْحَنْظَلِيَّةَ ، قَالَتْ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ ، فَمَسَحَ رَأْسِي ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ .

قَالَ أَبُو مَعَمَرٍ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَسَحَ رَأْسَ امْرَأَةٍ بَعْدَمَا بَلَغَتْ ، لأَنَّهَا لاَ تَأْتِي بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ إِلاَّ وَهِيَ بَالِغَةٌ .

رواه أبو يعلى : عن أبي معمر , عن عَطْوَانُ , عنها به .@

(3/16)

7- باب لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول ولا على من عليه دين حتى يُقضى عنه وما جاء في العمال ، وتعجيل الصدقة

2075- عن عن أبي بكر الصديق ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أنه كان إذا أعطى الرجل عطاءه قال : هل لك مال ؟ قال : فإن قال : نعم أخذ زكاته ؛ فإذا لم يكن له مال قال : لا تزكه حتى يحول عليه الحول .

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.

2075/2- وإسحاق بسند ضعيف ، ولفظه : أنه أعطى جابرًا عدة كانت له عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : وأزيدك ، أنه لا زكاة فيه حتى يحول عليه الحول .

ورواه الترمذي والبيهقي من حديث ابن عُمَر.@

(3/17)

2076- وَعَن عثمان بن عفان ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أنه قال : هذا شهر زكاتكم ، فمن كان عليه دين فليقضه ، ثم ليزكي ما بقي.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.

2077- وَعَن قُبَيْضَةَ بْنِ هِلْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ قَالَ : لاَ يَجِيئَنَّ أَحَدُكُمْ بِشَاةٍ لَهَا يُعَار , قَالَ : يَقُولُ : تَصِيحُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ , وَعَنه أَحْمَدَ بْنِ محمد بن حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2078- وَعَن سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِي : قُمْ عَلَى صَدَقَةِ بَنِي فُلاَنٍ وَانْظُرْ لاَ تَأْتِيَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِكَ ، أَوْ عَلَى كَاهِلِكَ ، بِبَكْرٍ لَهُ رُغَاءٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، اصْرِفْهَا عَنِّي فَصَرَفَهَا عَنْهُ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ .

الْبَكْرُ : بِفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْكَافِ - هُوَ الْفَتَيُّ مِنَ الإِبِلِ , وَالأُنْثَى بَكْرَةٌ.

2079- وَعَن عَلِيٍّ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , سَلْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَسْتَعْمِلَكَ عَلَى الصَّدَقَةِ ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ : لاَ نَسْتَعْمِلُكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ , وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ .

وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ وَسَيَأْتِي فِي بَابِ : أَيُّ الدُّعَاءِ أَجْوَبُ دَعْوَةً.@

(3/18)

2080- وَعَن مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُعَجِّلُ صَدَقَةَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَنَتَيْنِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ فِيهِ الْحَسَنُ بْنُ عِمَارَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ .

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ قَبْلَ مَحِلِّهَا فَرَأَى طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ لاَ يُعَجِّلَهَا , وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ , وَقَالَ : أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ لاَ يُعَجِّلَهَا , وَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ : إِنْ عَجَّلَهَا قَبْلَ مَحِلِّهَا أَجْزَأَتْ عَنْهُ , وَبِهِ يَقُولُ الشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.

8- باب في الإمام يعطي الصدقة لمن أراد ليقسمها على المساكين ، وما جاء في عرض الصدقة على أهلها ، ومكاتبة الإمام لعامله

2081- عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، إِذَا صَلَّى صَلاَةً جَلَسَ لِلنَّاسِ ، فِمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لأَحَدٍ حَاجَةٌ قَامَ فَدَخَلَ ، فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لاَ يَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِيهِنَّ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَحَضَرْتُ الْبَابَ @

(3/19)

فَقُلْتُ : يَا يَرْفَأُ أَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَكَاةٌ ؟ فَقَالَ : مَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ شَكْوًى فَجَلَسْتُ ، فَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَجَلَسَ فَخَرَجَ يَرْفَأُ فَقَالَ : قُمْ يَا عُثْمَان ، قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ , فَدَخَلا عَلَى عُمَرَ فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرٌ مِنْ مَالٍ ، عَلَى كُلِّ صُبْرَةٍ مِنْهَا كِنْفٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَوجَدْتُكُمَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِهَا عَشِيرَةً ، فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمَاهُ ، فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَرُدَّا ، فَأَمَّا عُثْمَانُ فَحَثَا ، وَأَمَّا أَنَا فَجَثَوْتُ لِرُكْبَتَيَّ ، وَقُلْتُ : وَإِنْ كَانَ نُقْصَانٌ رَدَدْتَ عَلَيْنَا ؟ فَقَالَ عُمَرُ شْنَشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ - يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ – لا , مَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللهِ , عَزَّ وَجلَّ ، إِذْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقَدَّ ؛ فَقُلْتُ : بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللهِ ، عَزَّ وَجلَّ ، وَمُحَمَّدٌ حَيٌّ ، وَلَوْ عَلَيْهِ فُتِحَ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ ، فَغَضِبَ عُمَرُ وَقَالَ : أخبرني صَنَعَ مَاذَا ؟ قُلْتُ : إِذًا لأَكَلَ وَأَطْعَمَنَا ، قَالَ : فَنَشَجَ عُمَرُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلاَعُهُ ، ثُمَّ قَالَ وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لاَ لِيَ وَلاَ عَلَيَّ.

رواه الحميدي , وابن أبي عُمَر بلفظ واحد بسند صحيح.

2082- وَعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَدِمَ الْجَابِيَةَ - جَابِيَةَ دِمَشْقَ - فَقَامَ خَطِيبًا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، إِلَى أَنْ قَالَ : ثُمَّ قَال : أَلاَ إِذَا انْصَرَفْتُ مِنْ مَقَامِي هَذَا ، فَلاَ يَبْقَيَنَّ أَحَدٌ لَهُ حَقٌّ فِي الصَّدَقَةِ إِلَّا أَتَانِي ، فَلَمْ يَأْتِهِ مِمَّنْ حَضَرَهُ إِلَّا رَجُلاَنِ ، فَأَمَرَ لَهُمَا فَأُعْطِيَا ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : أَصْلَحَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا هَذَا الْغَنِيُّ الْمُتَفَقِّدُ بِأَحَقَّ بِالصَّدَقَةِ مِنْ هَذَا الْفَقِيرِ الْمُتَعَفِّفِ ، قَالَ عُمَرُ : وَيْحَكَ ، وَكَيْفَ لَنَا بِأُولَئِكَ ؟!.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.

2083- وَعَن يَحْيَى بْنِ عَمْروِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلِمَةَ الْهَمَدَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، @

(3/20)

عَنْ أَبِيهِ ، أَن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ الأَرْحَبِيِّ : بِاسْمِكَ اللهمَّ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ أَمَّا بَعْدُ ، إِنِّي أَسْتَعْمِلُكَ عَلَى قَوْمِكَ عَرَبِيِّهِمْ وَعَجَمِيِّهِمْ وَجُمْهُورِهِمْ وَمَوَالِيهِمْ وَحَوَاشِيهِمْ وَأَقْطَعْتُكَ مِنْ ذَرَّةِ يَسَارٍ مِئَتَيْ صَاعٍ ، وَمِنْ زَبِيبِ خَيْوانَ مِئَتَيْ صَاعٍ جَارٍ ذَلِكَ لَكَ وَلِعَقِبِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَبَدًا أَبَدًا أَبَدًا قَالَ قَيْسٌ : قَوْلُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَبَدًا أَبَدًا أَبَدًا أَحَبُّ إِلَيَّ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَبْقَى عَقِبِي أَبَدًا .

قَالَ يَحْيَى : عَرَبِيُّهُمْ : أَهْلُ الْبَادِيَةِ ، وَجُمْهُورُهُمْ : أَهْلُ الْقُرَى.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ .

9- باب فيمن سأل أمرا فأعطي خيرا منه

2084- عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا : سَلْ لَنَا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْحِجَابَةَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ : أَعْطَيْتُكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْهَا السِّقَايَةُ تَرْزَأُكُمْ ، وَلاَ تَرْزَؤُونَهَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

2085- وَعَن الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : مَشَتْ بَنُوا عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى الْعَبَّاسِ ، فَقَالُوا : كَلِّمْ لَنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيَجْعَلُ فِينَا مَا يَجْعَلُ فِي النَّاسِ مِنْ هَذِهِ السِّعَايَةِ وَغَيْرِهَا ، قَالَ : فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَأْتَمِرُونَ إِذْ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَدَعَاهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ : قَوْمُكَ وَبَنُو عَمِّكَ اجْتَمَعُوا لَوْ كَلَّمْتَ لَهُمْ @

(3/21)

رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَعَلَ لَهُمْ السِّعَايَةَ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّ اللَّهَ أَبَى لَكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يُطْعِمَكُمْ أَوْسَاخَ أَيْدِي النَّاسِ قَالَ : فَقَالَ : رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ دَعُوا هَذَا فَلَيْسَ لَكُمْ عِنْدَهُ خَيْرٌ ، وَابْعَثُوا أَنْتُمْ فَبَعَثَ الْعَبَّاسُ ابْنَهُ الْفَضْلَ ، وَبَعَثَنِي أَبِي رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَجْلَسَنَا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ قَالَ : فَحَصَرَنَا كَأَشَدَّ حَصْرٍ تَرَاهُ ، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِي وَأُذُنِهِ فَقَالَ : أَخْرِجَا مَا تُصْرِرَانِ قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، بَعَثَنَا إِلَيْكَ عَمُّكَ وَابْنُ عَمِّكَ تَجْعَلُ لَهُمُ السِّعَايَةَ فَقَالَ : إِنَّ الله أَبَى لَكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يُطْعِمَكُمْ غُسَالَةَ أَوْسَاخِ أَيْدِي النَّاسِ ، وَلَكِنْ لَكُمَا عِنْدِي الْحِبَاءُ وَالْكَرَامَةُ ، أَمَّا أَنْتَ يَا ابْنَ رَبِيعَةَ فَأُزَوِّجُكَ فُلاَنَةً ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا فَضْلُ فَأُزَوِّجُكَ فُلاَنَةً ، فَارْجِعَا إِلَيْهِمْ فَقُولاَ كَذَلِكَ قَالَ , فَلَمَّا أَتَيْنَاهُمْ قَالُوا : مَا وَرَاءَكُمْ أَسَعْدٌ أَمْ سَعِيدٌ ؟ قَالَ : قُلْنَا : قَدْ زَوَّجَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فَأَخْبَرْنَاهُمْ بِقَوْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فوثب عليّ ، فقال : أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْقَوْمُ , وَتَفَرَّقُوا ثُمَّ قَامَ.

رَواهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَهُوَ فِي مُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ بِاخْتِصَارٍ.

10- باب في خرص التمر

2086- عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، قَالَ : أَنَّ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , بَعَثَهُ عَلَى خَرْصِ التَّمْرِ ، فَقَالَ : إِذَا أَتَيْتَ عَلَى أَرْضٍ فَاخْرُصْهَا ، وَدَعْ لَهُمْ قَدْرَ مَا يَأْكُلُونَ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح ، وابن حبان في صحيحه , وروي مرفوعًا من حديث سهل .@

(3/22)

2087- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهَ وَسَلَّمَ بَعَثَ ابْنَ رَوَاحَةَ إِلَى أَهْلِ خَيْبَرَ فَخَرَصَهَا ، ثُمَّ خَيَّرَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا ، أَوْ يَرُدُّوا فَقَالُوا : بِهَذَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ , لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ الْعَمْرِيِّ ، وَرَوَاهُ مُسَدِّدٌ , وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الصُّلْحِ.

2088- وَعَن رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ رَجُلاً إِلَى قَوْمٍ فطمس عَلَيْهِمْ نَخْلَهُم ، فَأَتَوْا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالُوا : أَتَانَا فُلاَنٌ فطمس عَلَيْنَا نَخْلَنَا فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَقَدْ بَعَثْتُهُ وَإِنَّهُ فِي نَفْسِي لأَمِينٌ ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُمْ مَا طَمَسَ عَلَيْكُمْ ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْنَاهُ وَرَدَدْنَاهُ عَلَيْكُمْ قَالُوا : هَذَا الْحَقُّ وَبِالْحَقِّ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ.

رواه الحارث

11- باب زكاة المعدن والركاز والتجارة والعشور والفطر

فيه حديث أبي ثعلبة وسيأتي في النكاح في باب من عرض ابنته على من يتزوجها.

2089- وَعَنْ أَبِي عَمْرِو(1) بْنِ حِمَاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ يَبِيعُ الأَدَمَ وَالْجِعَابَ - قَالَ : قَالَ لِي عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : زَكِّ مَالَكَ ، قُلْتُ : إِنَّمَا هُوَ الأَدَمُ ، وَالْجِعَابُ ، قَالَ : قَوِّمْهُ.

رواه مُسَدَّد.

_____حاشية_____

(1) تحرف في المطبوع إلى : "أبي عمر" ، وجاء على الصواب في "المطالب العالية" (918) ، و"تهذيب الكمال" (7532) , و"رجال الحديث" باب الكنى (8319) .@

(3/23)

2090- وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِيمٍ ، عَنْ جَدِّهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِفِضَّةٍ فَقَالَ : مِنْ مَعْدَنٍ لَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهُ سَتَكُونُ مَعَادِنُ يُحْضِرُهَا شِرَارُ النَّاسِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

2091- وَعَن عَمْروِ بْنِ عَوْفٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ ، وَالْمَعْدَنُ جُبَارٌ ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ : وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ بِسَنَدٍ فِيهِ كُثَيِّرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الدِّيَاتِ.

2092- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الرِّكَازُ الَّذِي يَنْبُتُ مِنَ الأَرْضِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيِّ ، وَسَيَأْتِي فِي النِّكَاحِ فِي بَابِ مَنْ عَرَضَ ابْنَتَهُ .

2093- وَعن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ ، احْمَدُوا الله الَّذِي وَضَعَ عَنْكُمُ الْعُشُورَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَأَبُو يَعْلَى , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.@

(3/24)

2094- وَعَن حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

2094/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ الله (1) ، عَنْ خَالِهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

2094/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : عَنْ حَرْبِ بْنُ فُلاَنٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

2094/4- ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : عَنْ حَرْبِ بْنِ هِلاَلٍ , عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

2095- وَعَن أَبِي الأَسْوَدَ ، أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَقُولُ : كُنَّا نُؤَدِّي صَدَقَةَ الْفِطْرِعَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْمُدِّ الَّذِي كَانُوا يَتَبَايَعُونَ فِيهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مُنْقَطِعٍ.

_____حاشية_____

(1) تحرف في المطبوع إلى : "حرب بن عبد الله" ، وجاء على الصواب في "في مصنف ابن أبي شيبة" 3/197(10678) و "مسند أحمد" 3/474(15991) , وانظر الحديث السابق.@

(3/25)

12- باب قدر الأوقية والنش والنواة والصاع ، وما جاء في الكيل والميزان

2096- عن مجاهد قال : الأوقية أربعون ، والنش عشرون ، والنواة خمس.

رواه مُسَدَّد , عن سفيان , عن منصور عنه.

2097- وَعَن طَاوُوسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْمِكْيَالُ عَلَى مِكْيَالِ مَكَّةَ ، وَالْمِيزَانُ عَلَى مِيزَانِ الْمَدِينَةِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2097/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى عَلَى الْعَكْسِ مِمَّا هُنَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالْوَزْنُ وَزْنُ أهل مَكَّةَ .

2098- وَعَن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ صَاعُهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَومَ مُدًّا وَثُلُثَ مُدٍّ.

رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.

2098/2- والنسائي في الصغرى ولفظه : كان الصاع على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مدًّا وثلثًا بمدكم اليوم .@

(3/26)

13- باب في صدقة الأعضاء

2099- عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ ، كُنْتُ أَظُنُّهُ رَفَعَهُ ، قَالَ : فِي ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ وَثلاثمِئَةُ سُلاَمَى - أَوْ عَظْمٍ ، أَوْ مِفْصَلٍ - عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَالَ : كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ يَتَكَلَّمُ بِهَا الرَّجُلُ صَدَقَةٌ ، وَعَوْنُ الرَّجُلِ أَخَاهُ عَلَى الشَّيْءِ صَدَقَةٌ ، وَالشَّرْبَةُ الْمَاءَ يَسْقِيهَا صَدَقَةٌ ، وَإِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ .

2099/2- وَأَبُو يَعْلَى , وَعَنه ابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُ : يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ مَنْسَمٍ مِنَ الإِنْسَانِ صَلاَةٌ وَإِنْ حَمْلاً عَلَى الضَّعِيفِ صَلاَةٌ ، إِنَّ كُلَّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاَةِ صَلاَةٌ.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ.@

(3/27)

14- باب في كل معروف صدقة

2100- عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ، وَمَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ مِنْ نَفَقَةٍ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ كُتِبَ لَهُ بهَا صَدَقَةٌ ، وَمَا وَقَى بِهِ الْمُسْلِمُ عِرْضَهُ كُتِبَ لَهُ بِهَا صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ نَفَقَةٍ أَنْفَقَهَا الْمُسْلِمُ فَعَلَى الله خُلْفُهَا ضَامِنًا إِلاَّ نَفَقَةً فِي بُنْيَانٍ ، أَوْ مَعْصِيَةٍ قَالَ : قُلْتُ لاِبْنِ الْمُنْكَدِرِ : مَا قَوْلُهُ : وَمَا وَقَى بِهِ الْمُسْلِمُ عِرْضَهُ ؟ قَالَ : أَنْ يُعْطِيَ الشَّاعِرَ ، وَذَا اللِّسَانِ قَالَ : لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ : الْمُتْقَى.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالدَّارُقُطْنِيُّ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ وَاللَّفْظُ لَهُ.

2100/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ، وَمَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ كُتِبَ لَهُ صَدَقَةٌ ، وَمَا وَقَى بِهِ عِرْضَهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ قَالَ : وَكُلُّ نَفَقَةِ مُؤْمِنٍ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ فَعَلَى الله خُلْفُهُ ضَامِنًا إِلاَّ نَفَقَةً فِي بُنْيَانٍ قَالَ مِسْوَرُ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : قُلْتُ لِجَابِرٍ : مَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ : وَمَا وَقَى بِهِ الْمَرْءُ عِرْضَهُ ؟ قَالَ : يُعْطِي الشَّاعِرَ ، وَذَا اللِّسَانِ قَالَ جَابِرٌ : كَأَنَّهُ يَقُولُ الَّذِي يَتَّقِي لِسَانَهُ.@

(3/28)

2100/3- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : كُلُّ مَعْرُوفٍ يَصْنَعُهُ أَحَدُكُم إِلَى غَنِيٍّ ، أَوْ فَقِيرٍ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

2100/4- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظِ : مُدَارَات النَّاسِ صَدَقَةٌ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَسَيَأْتِي فِي أَوَاخِرِ كِتَابِ الْبِرِّ ، وَالصِّلَةِ.

2101- وَعَن عَبْد الله بْن يَزِيد الخطمِي , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَة.

رواه ابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل بسند واحد.

15- باب استحقاق الإمام في مال المسلمين وبيان المسكين ، وما جاء في الصدقة على السائل والمحروم وذوي القربى , وقطع الدينار والدرهم

2102- عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : مَرَّتْ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِبِلٌ مِنَ الصَّدَقَةِ ، فَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ ظَهْرِ بَعِيرٍ ، فَقَالَ : مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهَذِهِ الْوَبَرَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَغَيْرِهِ وَسَيَأْتِي فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ الْغُلُولِ.@

(3/29)

2103- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ النَّبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالْكِسْرَةُ وَالْكِسْرَتَانِ قُلْنَا : مَنِ الْمِسْكِينُ ؟ قَالَ : الْمِسْكِينُ الَّذِي لاَ يَجِدُ مَا يُغْنِيهِ وَيَسْتَحِي أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ ، وَلاَ يُفْطَنَ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.

2103/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ ، وَلاَ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الْمُتَعَطِّفُ الَّذِي لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ ، وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ .

وَالْحَارِثُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ الْهَجْرِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ , وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

2104- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ : أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي ذُو مَالٍ كَثِيرٍ وَذُو أَهْلٍ وَحَاضِرَةٍ ، فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ أُنْفِقُ وَكَيْفَ أَصْنَعُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُخْرِجُ الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ ، فَإِنَّهَا طُهْرَةٌ تُطَهِّرُكَ ، وَتَصِلُ أَقْرِبَائَكَ ، وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ وَالْجَارِ , وَالْمِسْكِينِ : {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} قَالَ : حَسْبِي يَا رَسُولَ الله إِذَا أَدَّيْتُ الزَّكَاةَ إِلَى رَسُولِكَ فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهَا إِلَى الله وَرَسُولِهِ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَدَّيْتَهَا إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْتَ مِنْهَا ، فَلَكَ أَجْرُهَا ، وَإِثْمُهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.@

(3/30)

2105- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ عُمَرَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِمَالِي بِثَمْغٍ , فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : احْبِسْ أَصْلَهْ وَسَبِّلْ ثَمَرَتَهُ قَالَ : فَجَعَلَهُ عُمَرُ عَلَى سَبَعَةِ أَسْهُمٍ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ تَصَدَّقَ عَلَى عُمَرَ بِمِئَةِ وَسْقٍ مِنَ الْوَادِي ، فَلَمَّا كَانَ فِي خِلاَفَتِهِ جَمَعَهُ كُلَّهُ ، فَجَعَلَ ذَلِكَ عَلَى ثَلاَثَةِ أَسْهُمٍ : للسَّائِلِ ، وَالْمَحْرُومِ ، وَذَوِي الْقُرْبَي وَكَانَتْ أَوَّلَ صَدَقَةٍ تَصَدَّقَ بِهَا فِي الإِسْلاَمِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ الْعَمْرِيِّ.

2106- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : قَطْعُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ مِنَ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ.

رواه مُسَدَّد بسند رجاله ثقات . وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود , رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وأَبُو داود في سننه وابن ماجة.

16- باب جواز الأكل من مال اليتيم بالمعروف وما جاء في فضل إنظار المعسر وسقي الماء

2107- عن الْحَسَنِ الْعَرْنِيِّ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، عِنْدِي يَتِيمٌ أَفَآكُلُ مِنْ مَالِهِ ؟ قَالَ : بِالْمَعْرُوفِ غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالاً ، وَلاَ وَاقٍ مَالَكَ بِمَالِهِ قَالَ : فَضَرْبُهُ ؟ قَالَ : مِمَّا كُنْتَ ضَارِبًا مِنْهُ وَلَدَكَ.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/31)

2108- وَعَن أَبِي قَتَادَةَ ، أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ ، فَكَانَ يَأْتِيهِ يَتَقَاضَاهُ فَيَتَغَيَّبُ عَنْهُ ، فَجَاءَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ صَبِيًّا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، هُوَ فِي الْبَيْتِ يَأْكُلُ خُزَيْرَةً فَنَادَاهُ يَا فُلاَنُ اخْرُجْ فَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ هَاهُنَا فَخَرَجَ ، فَقَالَ : مَا غيبك عَنِّي ؟ فَقَالَ : إِنِّي مُعْسِرٌ وَلَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ فَقَالَ : آلله إِنَّكَ لَمُعْسِرٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَبَكَى أَبُو قَتَادَةَ ، وَقَالَ : لاَ تَفْعَلْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ ، أَوْ مَحَى عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ , وَاللَّفْظُ لَهُ وَلأَبِي يَعْلَى.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مُخْتَصَرًا.

2109- وَعَن أَبِي جَعْفَرَ ، عن رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَسْتَظِلَّ - أَوْ يُظِلَّهُ الله - مِنْ فِيحِ جَهَنَّمَ ، أَوْ فَوْحِ ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ : نَحْنُ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ : مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا ، أَوْ وَضَعَ عَنْ غَرِيمه.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْيُسْرِ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْقِيَامَةِ.

2110- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ ، وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ زَيْدٍ الْعَمِيِّ.

2111- وَعَن بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيِّبِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ : مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُ الَّذِي أَنْظَرَهُ قَالَ بُرَيْدَةُ : قُلْتُ يَا رَسُولَ الله قُلْتَ مَرَّةً : بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ ثُمَّ قُلْتَ بَعْدَ ذَلِكَ : بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَ الَّذِي أَنْظَرَهُ صَدَقَةٌ ! قَالَ : إِنَّ قَوْلِي : بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ الأَجَلُ ، وَقَوْلِي : كُلُّ يَوْمٍ مَثْلَ الَّذِي أَنْظَرَهُ صَدَقَةٌ بَعْدَ الأَجَلِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، والحاكم وقال : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِهِمَا ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا.@

(3/32)

2112- وَعَن الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : يَا رَسُولَ الله ، مُرْنِي بِصَدَقَةٍ قَالَ : اسْقِ ، يَعْنِي : الْمَاءَ قَالَ الْحَسَنُ : فَنَصَبَ سِقَايَتَيْنِ كُنْتُ أَسْعَى بَيْنَهُمَا وأنا غُلاَمٌ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ , وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا.

وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِمَا بِلَفْظِ بِلَفْظِ أَيِّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : سَقْيُ الْمَاءِ .

وَسَتَأْتِي لَهُ شَوَاهِدُ فِي كِتَابِ الأَشْرِبَةِ.@

(3/33)

17- باب فضل الصدقة والحث عليها وإن قلت وغير ذلك

فيه حديث حذيفة وتقدم في كتاب الجنائز في باب من ختم له بخير صنيع ، وحديث عمران بن الحصين وسيأتي في كتاب النذور ، وحديث أنس , وسيأتي في باب صلة الرحم ...

2113- عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِي الله عَنهَا ، قَالَتْ : لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِخَاتَمِي هَذَا عَلَى مِسْكِينٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَلْفِ درهم أهْدِيهَا إِلَى الْبَيْتِ.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.

2114- وَعَن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ مَرْثَدَ بْنِ عَبْدِ الله الْيَزْنِيِّ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ يَجْمَعُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَيَرُوحُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ لاَ يَأْتِيهِ أَبَدًا إِلاَّ وَمَعَهُ شَيْءٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ وَكَانَ يَأْتِي بِالْخُبْزِ وَالْفُلُوسِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَأْتِي بِالْبَصَلِ يَتَصَدَّقُ بِهِ فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا الْخَيْرِ ، مَا تُريِدُ إِلَى هَذَا يُنْتِنُ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ ؟! فَقَالَ : إِنَّهُ وَالله مَا كَانَ فِي بَيْتِي شَيْءٌ أَتَصَدَّقُ بِهِ غَيْرُهُ ، إِنَّهُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : ظِلُّ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَقَتُهُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى هَكَذَا مُبْهَمًا.

وَرَوَاهُ مُبَيَّنًا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهُمَا ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقِ مَرْثَدَ بْنِ عَبْدِ الله الْيَزْنِيِّ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

2115- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَا مِن رَجُل يَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ إِلاَّ وَقَعَتْ فِي يَدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ , وَقَرَأَ {أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ}.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.@

(3/34)

2116- وَعَن عَمْرو بْن عَوف ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ صَدَقَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ ، وتَمْنَعُ مِيتَةَ السُّوءِ ، وَيُذْهِبُ الله بِهَا الْكِبْرَ وَالْفَخْرَ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ كُثَيِّرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروِ بْنِ عَوْفٍ ، وَقَدْ حَسَّنَهَا التِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهَا هو وَابْنُ خُزَيْمَةَ.

2117- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : عَبَدَ اللَّهَ رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَتِهِ سِتِّينَ سَنَةً ، فَنَزَلَتِ امْرَأَةٌ إِلَى جَنْبِهِ ، فَنَزَلَ إِلَيْهَا ، فَكَانَ مَعَهَا سِتَّ لَيَالٍ ، ثُمَّ سُقِطَ فِي يَدِهِ ، فَهَرَبَ فَأَتَى مَسْجِدًا فَمَكَثَ فِيهِ ثَلاَثًَا ، لاَ يَطْعَمُ ، ثُمَّ أُتِيَ بِرَغِيفٍ فَكَسَرَهُ ثِنْتَيْنِ ، فَأَعْطَى مِسْكِينًا عَنْ يَمِينِهِ نِصْفَهُ ، وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ نِصْفَهُ ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ , فَوَزَنَ السّتُونَ سَنَةً فِي كِفَّةٍ وَالسِّتَّ لَيَالٍ فِي كِفَّةٍ فَرَجَحَتِ السِّتَّ ، فَوَزَنَ السِّتَّ بِالرَّغِيفِ فَرَجَحَ الرَّغِيفُ.

رواه إسحاق موقوفًا والبيهقي في الكبرى بسند صحيح ، وله شاهد مرفوع من حديث أبي ذر ، رواه ابن حبان في صحيحه.

2118- وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالُوا : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : الْمُنَيْحَةُ أَنْ تَمْنَحَ أَخَاكَ الدَّنَانِيرَ أَوِ الدَّرَاهِمَ أَوِ الْبَقَرَةَ أَوِ الشَّاةَ ، أَوْ ظَهْرَ الدَّابَّةِ ، أَوْ لَبَنَ الشَّاةِ ، أَوْ لَبَنَ الْبَقَرَةِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنَ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِسْلِمٍ الْهَجْرِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(3/35)

2119- وَعَن الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْكَ شَكَكْتُ فِيهِ قَالَ : إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الأَمْرِ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ قَالَ : قَوْلُكَ فِي أَزْوَاجِكَ : إِنِّي لأَرْجُو لَهُنَّ مِنْ بَعْدِي الصِّدِّيقِينَ قَالَ : وَمَنْ تَعْنُونَ بِالصِّدِّيقِينَ ؟ فَقُلْنَا : أَوْلاَدَنَا الَّذِينَ يهْلكُونَ صِغَارًا : قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّ الصِّدِّيقِينَ هُمُ الْمُتَصَدِّقُونَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ : قَرِيبَةُ بِنْتُ عَبْدِ الله بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ لَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهَا بِعَدَالَةٍ ، وَلاَ جَرْحٍ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

2120- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يُرَبِّي لأَحَدِكُمُ اللُّقْمَةَ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَصِيلَهُ حَتَّى يَجْعَلَهَا مِثْلَ أُحُدٍ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِهَذَا اللَّفْظِ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمِا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ .

الْفَصِيلُ : وَلَدُ النَّاقَةِ إِلَى أَنْ يَنْفَصِلَ عَنْها.@

(3/36)

2121- وَعَن بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيِّبِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يُخْرِجُ الرَّجُلُ شَيْئًا مِنَ الصَّدَقَةِ حَتَّى يُفَكَّ عَنْهُ لِحَى سَبْعِينَ شَيْطَانًا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ ، وَالْبَزَّارُ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ وَتَرَدَّدَ فِي سَمَاعِ الأَعْمَشِ مِنَ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.

قُلْتُ : مَا تَرَدَّدَ فِيهِ ابْنُ خُزَيْمَةَ جَزَمَ بِهِ الْبُخَارِيُّ فَقَالَ : لَمْ يَسْمَعِ الأَعْمَشُ مِنَ ابْنِ بُرَيْدَةَ حَكَاهُ عَنْهُ الْعَلاَئِيُّ فِي الْمَرَاسِيلِ.

2122- وَعَن القاسم : أن عبد الرحمان بن أبي بكر مات فتصدقت عنه برقيق كان له.

رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات.

2123- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ ذَهَبًا كَانَتْ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَتَعَارُ مِنَ اللَّيْلِ ، وَهِيَ أَكْثَرُ مِنَ السَّبَعَةِ وَأَقَلُّ مِنَ التِّسْعَةِ ، فَلَمْ يُصْبِحْ حَتَّى قَسَّمَهَا ، ثُمَّ قَالَ : مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِرَبِّهِ لَوْ مَاتَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ ؟ قَالَ سُفْيَانُ : أَرَاهَا صَدَقَةً كَانَتْ أَتَتْهُ ، أَوْ حَقًّا لإِنْسَانٍ خَشِيَ أَنْ يتوى.

رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2123/2- وَكَذَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : قَالَتْ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ : مَا فَعَلْتِ بِالذَّهَبِ ؟ قُلْتُ : هُوَ عِنْدِي يَا رَسُولَ الله قَالَ : ائْتِ بِهَا ، فَجِئْتُ بِهَا ، فَجَعَلْتُهَا فِي كِفَّةٍ ، وَهِيَ بَيْنَ الْخَمْسِ وَالسَّبْعِ ، فَرَفَعَ بِهَا كَفَّهُ وَقَالَ : أَنْفِقِيهَا وَقَالَ : مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ لَوْ لَقِيَ الله وَهَذِهِ عِنْدَهُ أَنْفِقِيهَا .

2124- وَعَن عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : ذُكر لِي أَنَّ الأَعْمَالَ تَبَاهَى ، فَتَقُولُ الصَّدَقَةُ : أَنَا أَفْضَلُكُمُ . قَالَ : وَقَالَ عُمَرُ : مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِزَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ إِلَّا ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ.

رواه إسحاق بن راهويه ، وابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم وقال : صحيح على شرطهما. كذا قال.@

(3/37)

2125- وَعَن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، فَالصَّدَقَةُ ؟ قَالَ : أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ الله مَزِيدٌ , قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله فَأَيُّهَا أَفْضَلُ ؟ قَالَ : جَهْدُ مُقِلٍّ ، أَوْ سِرٌّ إِلَى فَقِيرٌ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَتَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي الْعِلْمِ فِي حُسْنِ السُّؤَالِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَتَقَدَّمَ فِي الإِيمَانِ.

2126- وَعَن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الأَسْوَدِ ، عَنْ مُنْيَةَ ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ ، قَالَ : كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تِسْعُ نَسْوَةٍ ، فَقَالَ يَوْمًا : خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدَيْنِ فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تَضَعُ يَدَهَا عَلَى الْجِدَارِ فَقَالَ : لَسْتُ أَعْنِي هَذَا وَلَكِنِّي أَعْنِي أَصْنَعَكُنَّ يَدَيْنِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ , رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرُهُ.

2127- وَعَن شَقِيقٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَ : دَخَلَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، فَقَالَ : يَا أُمَّهُ قَدْ خَشِيتُ أَنْ تُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِي ، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ كُلِّهِمْ مَالاً قَالَتْ : يَا بُنَيَّ تَصَدَّقْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لاَ يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ قَالَ : فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَأَخْبَرَ بِمَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ، فَجَاءَ عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : يَا أُمَّهُ مِنْهُمْ أَنَا ؟ قَالَت : لاَ وَلَكِنْ لاَ أَقُولُ لأَحَدٍ بَعْدَكَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/38)

2128- وَعَن جَابِرٍ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ لَهُ : كَيْفَ قَالَ لَكَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قُلْتُ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا جَاءَنَا مَالٌ أَعْطَيْتُهُ هَكَذَا ، وَهَكَذَا ، وَهَكَذَا , ثَلاَثَ حَثَيَاتٍ فَحَفَنَ ثَلاَثًا فَعَدَدْتُهَا ثَلاَثَمِئَةٍ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

2129- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَائِشَةُ ، اسْتَتِرِي مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِفِلْقِ تَمْرَةٍ ، فَإِنَّهَا تَسُدُّ مِنَ الْجَائِعِ مَسَدَّهَا مِنَ الشَّبْعَانِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

2130- وَعَن عَمْروِ بْنِ حُرَيْثٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا خَفَّفْتَ عَن خَادِمِكَ مِنْ عَمَلِهِ , كَانَ لَكَ أَجْرًا فِي مَوَازِينِكَ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ.

2131- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، أَنْفِقِي ، وَلاَ تُوكِي فَيُوكَى عَلَيْكَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ , وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ.

2132- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْتَفَتَ إِلَى أَحَدٍ ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَحَدًا تَحَوَّلَ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ الله ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارَانِ إِلاَّ دِينَارَيْنِ أُرْصِدُهُمْ لِدَيْنٍ إِنْ كَانَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ.@

(3/39)

2133- وَعَن عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، كَانَتْ لِي مِئَةُ أُوقِيَّةٍ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشْرِ أَوَاقٍ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، كَانَتْ لِي مِئَةُ دِينَارٍ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، كَانَتْ لِي عَشَرَةُ دَنَانِيرَ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِدِينَارٍ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّكُمْ قَدْ أَحْسَنَ ، وَأَنْتُمْ فِي الأَجْرِ سَوَاءٌ قَدْ تَصَدَّقَ كُلٌّ مِنْكُمْ بِعُشْرِ مَالِهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ.

2134- وَعن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى , وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

2135- وَعَن أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ : اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَإِنَّهَا تُقِيمُ الْعِوَجَ ، وَتَدْفَعُ ميِتَةَ السُّوءِ ، وَتَقَعُ مِنَ الْجَائِعِ مَوْقِعَهَا مِنَ الشَّبْعَانِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(3/40)

18- باب في اليد العليا

فيه حديث جابر ...

2136- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الأَيْدِي ثَلاَثَةٌ : فَيَدُ الله الْعُلْيَا ، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا ، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَاسْتَعْفِفْ عَنِ السُّؤَالِ وَعَن الْمَسْأَلَةِ مَا اسْتَطَعْتَ ، فَإِنْ أَعْطَيْتَ شَيْئًا ، أَوْ خَيْرًا ، فَلْيُرَ عَلَيْكَ ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ، وَارْضَخْ مِنَ الْفَضْلِ ، وَلاَ تُلاَمُ عَلَى الْعَفَافِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَّدَدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَإِسْحَاقُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ , ومدار أسانيدهم على إبراهيم بن مسلم الهجري ، وهو ضعيف لكن لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَا الْهَجْرِيُّ , فَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ، عَنْ مَسْرُوقٍ , عن عَبْدِ الله بِهِ.

ارْضَخْ : أَعْطِ ، قَالَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبِ .

وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ , وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ.

2137- وَعَن عَرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الْيَدُ الْمُنطِيَةُ خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَي.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/41)

2138- وَعَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ جُذَامٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ : عَدِيُّ , كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتَيْنِ لَهُ جِوَارٌ ، فَرَمَى إِحْدَاهُمَا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهَا ، فَرَكِبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِتَبُوكَ فَسَأَلَهُ عَنْ شَأْنِ الْمَرْأَةِ الْمَقْتُولَةِ ، فَقَالَ : تَعْقِلُها وَلا تَرِثُهَا , قَالَ عَدِيٌّ : وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَدْعَاءَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، تَعَلَّمْنَ إِنَّمَا الأَيْدِي ثَلاَثَةٌ يَدُ الله هِيَ الْعُلْيَا ، وَيَدُ الْمُعْطِي الْوُسْطَى ، وَيَدُ الْمُعْطَى السُّفْلَى ، فَتَغَنَّوْا وَلَوْ بِحِزَمِ الْحَطَبِ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ : اللهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.

19- باب في الصدقة على الرحم وفيمن عد الصدقة مغرما

2139- عَن أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مَعِيطٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ.

رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ , وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، وَقَالَ : الْكَاشِحُ : الْعَدُوُّ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ , وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ .

وَقَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : الْكَاشِحُ - بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ - هُوَ الَّذِي يُضْمِرُ عَدَاوَتَهُ فِي كَشْحِهِ وَهُوَ خَصْرُهُ - يَعْنِي : أَنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْقَاطِعِ الْمُضْمِرِ الْعَدَاوَةَ فِي بَاطِنِهِ.@

(3/42)

2140- وَعَن أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ الصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ .

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ.

2141- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الأَعَاجِمِ مَا آتَاهُمُ الله مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ ، يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ مَغْرَمًا ، وَالْجِهَادَ ضَرَرًا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ مَوْقُوفًا.

2141/2- وَأَبُو يَعْلَى مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهْيَعَةَ وَلَفْظُهُ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الأَعَاجِمِ قِيلَ : وَمَا قُلُوبُ الأَعَاجِمِ ؟ قَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا ، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الأَعْرَابِ ، مَا آتَاهُمُ الله مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ ، يَرَوْنَ الْجِهَادَ ضَرَرًا ، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا .

20- باب في الأمر للنساء بالصدقة وما جاء في الصدقة عليهن

فيه حديث أبي هريرة وسيأتي في كتاب البر والصلة في باب في كل معروف صدقة.

2142- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ لِلنِّسَاءِ : تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ ، أَوْ مِنْ أَعْقَلِهِنَّ : يَا رَسُولَ الله فِيمَ ، أَوْ بِمَ ، أَوْ لِمَ ؟ قَالَ : إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ , وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/43)

2142/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أهل جَهَنَّمَ.

2142/3- وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ وَزَادَ : قَالَ عَبْدُ الله ، يَعْنَي : ابْنَ مَسْعُودٍ : مَا رَأَيْتُ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِلرِّجَالِ ذَوِي الْعُقُولِ مِنْهُنَّ قِيلَ : وَمَا نُقْصَانُ دِينِهَا ؟ قَالَ : تَمْكُثُ كَذَا وَكَذَا يَوْمًا لاَ تُصَلِّي قِيلَ : وَمَا نُقْصَانُ عَقْلِهَا ؟ قَالَ : جُعِلَتْ شِهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ بِشِهَادَةِ رَجُلٍ.

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حَكِيمٍ , وَسَيَأْتِي فِي الْمَوَاعِظِ.

2143- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمرو بْن أُمَيَّةَ الضُّمَرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَ : نَشَدْتُكَ بِالله أَسَمِعْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَّلَمَ يَقُولُ : مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ صَدَقَةٌ ؟ قَالَتْ : اللهمَّ نَعَمْ ، اللهمَّ نَعَمْ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمِيدٍ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(3/44)

21- باب في المسألة وتحريمها مع الغني وما جاء في الإجمال في طلب الرزق والتعفف والقناعة

فيه حيث أبي ذر وسيأتي في كتاب الوصايا ، وحديث قيس بن عاصم , وسيأتي في وصيته.

2144- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِي : الْمَسْأَلَةُ لاَ تَحِلُّ إِلاَّ لإِحْدَى ثَلاَثٍ : غُرْمٌ مُفْظِعٌ ، أَوْ فَقْرٌ مُدْقِعٌ ، أَوْ دَمٌ مُوجِعٌ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.

2144/2- وَمُسَدَّدٌ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، أَنَّهُ أَصَابَهُ جَهْدٌ شَدِيدٌ هَوُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ فَأَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : مَا عِنْدِي شَيْءٌ ، اذْهَبْ فَأْتِنِي بِمَا عِنْدَكَ فَذَهَبَ فَأَتَاهُ بِحِلْسٍ وَقَدَحٍ ، وَقَالَ : يَا رَسُولَ الله هَذَا الْحِلْسُ وَالْقَدَحُ فقال : من يشتري هذا الحلس والقدح ؟ فقال رجل : أنا آخذهما بدرهم فَقَالَ : مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ : مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ ، فَقَالَ : هُمَا لَكَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ إِلاَّ لِثَلاَثَةٍ ... فَذَكَرَهُ .

وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِنَحْوِهِ.

2144/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : عَنْ أَنَسٍ ، أَن ّرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لاَ تَصْلُحُ إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ : فِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ ، أَوْ دَيْنِ مُوجِعٍ ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ .

2144/4- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَصَابَهُ وَأَهْلَهُ فَقْرٌ فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ فَوَجَدَهُمْ مُصْرَعِينَ مِنَ الْجَهْدِ وَالْجُوعِ ، فَقَالَ : مَا بِكُمْ ؟ قَالُوا : @

(3/45)

الْجُوعُ أَغثنَا بِشَيْءٍ فَانْطَلَقَ الأَنْصَارِيُّ حَتَّى أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَتَيْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِ بَيْتٍ مَا أَرَانِي أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يَهْلِكُوا ، أَوْ يَهْلِكَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يُهْلِكُهُمْ ؟ قَالَ : الْجُوعُ فَقَالَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَا عِنْدَكَ شَيْءٌ ؟ قَالَ : مَا عِنْدِي قَالَ : فَاذْهَبْ فَأْتِ بِمَا عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ فَرَجَعَ الأَنْصَارِيُّ فَلَمْ يَجِدْ إِلاَّ حِلْسًا وَقَدَحًا ، فَأَتَى بِهِما النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : هَذَا الْحِلْسُ وَالْقَدَحُ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ عِنْدَنَا أَمَّا الْحِلْسُ : فَكَانُوا يَفْتَرِشُونَ طَائِفَةً مِنْهَا وَيَلْبَسُونَ طَائِفَةً ، وَأَمَّا الْقَدَحُ : فَيَشْرَبُونَ فِيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي هَذَا الْحِلْسَ وَالْقَدَحَ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا آخُذُهُمَا بِاثْنَيْنِ قَالَ : هُمَا لَكَ فَأَعْطَاهُمَا فَقَالَ : اذْهَبْ فَاشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَيْهِمْ ، وَاشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا فَأْسًا ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَأَخَذَهَا نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِهِ فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكَ نِصَابٌ أُثَبِّتُهَا ؟ قَالَ : لاَ , وَالله مَا هُوَ عِنْدِي , فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : بِأَبِي وَأُمِّي عِنْدِي نِصَابٌ عَسَى أَنْ يُوَافِقَهُ فَقَالَ : ائْتِ بِهَا إِنْ شَئْتَ فَأَتَى بِهَا فَأَخَذَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْفَأْسَ فَأَثْبَتَهَا فِي النِّصَابِ ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى الأَنْصَارِيِّ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اذْهَبْ بِهَذَا الْفَأْسِ فَحَطِّبْ مَا وَجَدْتَ مِنْ شَوْكٍ ، أَوْ حَطَبٍ ، ثُمَّ احْتَزِمْ حِزْمَتَكَ ، فَأْتِ بِهَا السُّوقَ فَبِعْهَا بِمَا قَضَى الله لَكَ ، ثُمَّ لاَ تَأْتِنِي وَلاَ أَرَاكَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً فَجَعَلَ الرَّجُلُ كُلَّ يَوْمٍ يَغْدُو فَيَحْطِبُ ، ثُمَّ يَجِيءُ بِحَطَبِهِ إِلَى السُّوقِ فَيَبِيعَهُ بِثُلُثَيْ دِرْهَمٍ ، حَتَّى أَتَتْ عَلَيْهَ خَمْسَةَ عَشَرَ لَيْلَةٍ ، فَأَصَابَ فِيهَا عَشَرَةَ دَرَاهِمَ ، ثُمَّ أَتَى نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله قَدْ جَعَلَ الله فِي الَّذِي أَمَرْتَنِي بِهِ بَرَكَةً ، قَدْ أَصَبْتُ فِي خَمْسَةَ عَشْرَةَ لَيْلَةً عَشَرَةَ دَرَاهِمَ ، فَابْتَعْتُ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ لِلْعِيَالِ طَعَامًا ، وَابْتَعْتُ لَهُمْ كُسْوَةً بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَفِي وَجْهِكَ نُكَتُ الْمَسْأَلَةِ ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لاَ تَصْلُحُ إِلاَّ لِثَلاَثَةٍ : لِذِي دَمٍ موجع ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ ، أَوْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ.

2144/5- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظٍ : إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ إِلاَّ لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ ، أَوْ دَمٍ مُوجِعٍ.@

(3/46)

وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِتَمَامِهِ ، وَهُوَ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ بِاخْتِصَارٍ.

الْحِلْسُ : بِكَسْرِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ اللاَّمِ وَبِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ هُوَ : كِسَاءٌ غَلِيظٌ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ ، وَسُمِّيَ بِهِ غَيْرُهُ مِمَّا يُدَاسُ وَيُمْتَهَنُ مِنَ الأَكْسِيَةِ وَنَحْوِهَا.

وَالْفَقْرُ الْمُدْقِعُ : بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْقَافِ , هُوَ : الشَّدِيدُ الْمُلْصِقُ صَاحِبَهُ بِالدَّقْعَاءِ وَهِيَ الأَرْضُ الَّتِي لاَ نَبَاتَ لَهَا.

وَالْغُرْمُ : بِضَمِّ الْغَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ هُوَ : مَا يَلْزَمُ أَدَاؤُهُ تَكَلُّفًا لاَ فِي مُقَابَلَةِ عِوَضٍ.

وَالْمُفْظِعُ : بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْفَاءِ وَكَسْرِ الظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ هُوَ : الشَّدِيدُ الشَّنِيعُ.

وَذُو الدَّمِ الْمُوجِعِ : هُوَ الَّذِي يَتَحَمَّلُ دِيَةً عَنْ قَرِيبِهِ ، أَوْ حَمِيمِهِ أَوُ نَسِيبِهِ الْقَاتِلُ يَدْفَعُهَا إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ وَلَوْ لَمْ يَفْعَلْ قُتِلَ قَرِيبِهِ ، أَوْ حَمِيمُهُ الَّذِي يَتَوَجَّعُ لِقَتْلِهِ.

2145- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَصَابَنِي جُوعٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى شَدَدْتُ عَلَى بَطْنِي حَجَرًا ، فَقَالَتِ امْرَأَتِي : لَوْ أَتَيْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلْتَهُ فَقَدْ أَتَاهُ فُلاَنٌ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهَ ، وَأَتَاهُ فُلاَنٌ فَسَأَلَهُ فَأَعْطَاهُ فَقُلْتُ : لاَ أَسْأَلُهُ حَتَّى لاَ أَجِدَ شَيْئًا فَالْتَمَسْتُ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَوَافَقْتُهُ يَخْطُبُ ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ : وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعُفَّهُ الله ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله ، وَمَنْ سَأَلَنَا فَإِمَّا أَنْ نَبْذُلَ لَهُ وَإِمَّا أَنْ نُوَاسِيَهُ ، وَمَنِ اسْتَغْنَى عَنَّا أَحَبُّ إِلَيْنَا فَرَجَعْتُ فَمَا سَأَلْتُ أَحَدًا بَعْدَهُ شَيْئًا ، فَجَاءَتِ الدُّنْيَا فَمَا أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَكْثَرَ أَمْوَالاً مِنَّا.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.

2145/2- وَمُسَدَّدٌ وَلَفْظُهُ : أَنَّهُ أَصَابَهُ جُوعٌ يَوْمًا فَخَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟ فَقَالُوا : لاَ - ثَلاَثَ مرَار - فَأَخَذَ حَجَرًا فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهِ ، وَشَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ لِيُقِيمَ بِهِ صُلْبَهُ ، ثُمَّ غَدَا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَسْأَلَهُ فَرَآهُ يَخْطُبُ .

وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مُخْتَصَرًا.@

(3/47)

2145/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : أَعْوَزْنَا إِعْوَازًا شَدِيدًا ، فَأَمَرَنِي أَهْلِي أَنْ آتِيَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَسْأَلَهُ شَيْئًا ، فَأَقْبَلْتُ فَكَانَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنِ اسْتَغْنَى أَغْنَاهُ الله ، وَمَنْ تَعَفَّفَ أَعَفَّهُ الله ، وَمَنْ سَأَلَنَا لَمْ نَدَّخِرْ عَنْهُ شَيْئًا إِنْ وَجَدْنَا ، أَوْ كَمَا قَالَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لأَسْتَغْنِيَنَّ فَيُغْنِينِي الله ، وَلأَتَعَفَّفَنَّ فَيُعِفَّنِي الله ، فَلَمْ أَسْأَلِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْئًا.

وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِاخْتِصَارٍ.

2146- وَعَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَاهُ مَالٌ ، فَجَعَلَ يُقَسِّمُهُ بَيْنَ النَّاسِ , يَقْبِضُهُ وَيُعْطِيهِمْ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فسأله فَأَعْطَاهُ فِي طَرْفِ رِدَائِهِ ، فَقَالَ : زِدْنِي يَا رَسُولَ الله فَزَادَهُ ، ثُمَّ قَالَ : زِدْنَي يَا رَسُولَ الله فَزَادَهُ ، ثُمَّ قَالَ : زِدْنِي فَزَادَهُ ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِينِي فَأُعْطِيَهُ ، ثُمَّ يَسْأَلَنِي فَأُعْطِيَهُ ، ثُمَّ يَسْأَلَنِي فَأُعْطِيَهُ ، فَيَحْمِلُ فِي ثَوْبِهِ نَارًا ، ثُمَّ يَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ بِنَارٍ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو يَعْلَى , وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.

2146/2- وَفِي رِوَايَةٍ جَيِّدَةٍ لأَبِي يَعْلَى وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَخْرُجُ بِصَدَقَتِهِ مِنْ عِنْدِي يَتَأَبَّطُهَا ، وَإِنَّمَا هِيَ لَهُ نَارٌ , قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، كَيْفَ تُعْطِيهِ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهَا لَهُ نَارٌ ؟ قَالَ : فَمَا أَصْنَعُ يَأْبُونَ إِلاَّ مَسْأَلَتِي ، وَيَأْبَى الله , عَزَّ وَجَلَّ , لِيَ الْبُخْلَ.

2146/3- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : دَخَلَ رَجُلاَنِ عَلَى عَهْدِ عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلاَهُ فِي ثَمَنِ بَعِيرٍ ، فَأَعَانَهُمَا بِدِينَارَيْنِ ، فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَهُمَا عُمَرُ فَقَالاَ : وَأَثْنَيَا مَعْرُوفًا وَشُكْرًا مَا صَنَعَ بِهِمَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرَ بِمَا قَالاَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَكِنَّ فُلاَنًا أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْمِئَةِ فَلَمْ يَقُلْ ذَلِكَ ، إِنَّ أَحَدَهُمْ يَسْأَلُنِي فَيَنْطَلِقُ بِمَسْأَلَتِهِ مُتَأَبِّطَهَا وَمَا هِيَ إِلاَّ نَارٌ فَقَالَ : تُعْطِينَا مَا هُوَ نَارٌ ؟ قَالَ : يَأْبُونَ إِلاَّ أَنْ يَسْأَلُونِي ، وَيَأْبَى الله , عَزَّ وَجَلَّ , لِيَ الْبُخْلَ .@

(3/48)

22- باب من جاءه شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله سيما إن كان محتاجًا والنهي عن رده وإن كان غنيًا

2147- وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أليس قَدْ قُلْتَ لِي : إِنَّ خَيْرًا لَكَ أَلاَّ تَسْأَلَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ شَيْئًا قَالَ : إِنَّمَا ذَلكَ أَنْ تَسْأَلَ ، وَمَا جَاءَكَ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ رَزَقَكَهُ الله.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بن أبي شيبة , وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

2147/2- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَلَفْظُهُ : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَعْطَى السَّعْدِيَّ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا ، وَقَالَ : أَنَا عَنْهَا غَنِيٌّ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : إِنِّي قَائِلٌ لَكَ مَا قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا سَاقَ الله لَكَ رِزْقًا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَلاَ إِشْرَافِ نَفْسٍ فَخُذْهُ ، فَإِنَّ الله أَعْطَاكَهُ .

2148- وَعَن خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ الْجُهَنِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ مِنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَلاَ إِشْرَافٍ فَلْيَقْبَلْهُ ، وَلاَ يَرُدُّهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ الله إِلَيْهِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.@

(3/49)

2149- وَعَن ابْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ أَمْوَالِ السُّلْطَانِ ، فَقَالَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا آتَاكَ الله مِنْهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَلاَ إِشْرَافٍ فَكُلْهُ وَتَمَوَّلْهُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَفِي سَنَدَيهِمَا رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

2150- وَعَن جُوَيْرِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : تُصِدِّقَ عَلَى مَوْلاةٍ لَنَا بِأَعْظُمٍ مِنْ لَحْمٍ ، فَأَهْدَتْهُ لَنَا فَصَنَعْتُهُ ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : هَلْ مِنْ غَدَاءٍ ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، تُصُدِّقَ عَلَى مَوْلاَةٍ لَنَا بِعَظْمٍ مِنْ لَحْمٍ فَأَهْدَتْهُ لَنَا فَصَنَعْنَاهُ ، وَأَنْتَ لاَ تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ فَقَالَ : هَاتِيهِ قَدْ بَلَغَ مَحِلَّهُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَأَكَلَ مِنْهُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ , وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ هَذِا السِّيَاقَةِ.

23- باب إعطاء السائل والنهي عن رده وما يقوله للسائل وما جزاء الغني من الفقير

2151- عن أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْلاَ أَنَّ الْمَسَاكِينَ يَكْذِبُونَ مَا أَفْلَحَ مَنْ رَدَّهُمْ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.

2152- وَعَن عَمْروِ بْنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ سَائِلاً قَامَ عَلَى بَابِهِمْ ، فَقَالَتْ جَدَّتُهُ حَوَّاءُ : أَطْعِمُوهُ تَمْرًا , قَالُوا : لَيْسَ عِنْدَنَا قَالَتْ : اسْقُوهُ سَوِيقًا , قَالُوا : الْعَجَبُ لَكِ ؟ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُطْعِمَهُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا قَالَتْ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ تَرُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحَرَّقٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى , وَرَوَى النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ.@

(3/50)

2153- وَعَن أُمِّ حَكِيمِ بْنِ وَدَاعٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قلت لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا جَزَاءُ الْغَنِيِّ مِنَ الْفَقِيرِ ؟ قَالَ : النَّصِيحَةُ وَالدُّعَاءُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.

2154- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَأْتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسْلِمُ لشَيْءِ مِنَ الدُّنْيَا لاَ يُسْلِمُ إِلاَّ لَهُ ، فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ الإِسْلاَمُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.

رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات.

2155- وَعَن زيد بن ثابت ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : إذا وقف المسكين على الباب فلا تقولوا : بورك فيك ، ولكن قولوا : يرزقك الله ، فإن الله يرزق البر والفاجر .

رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لتدليس محمد بن إسحاق.

24- باب لا تحل الصدقة للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولا لآله ومواليه

فيه حديث علي بن أبي طالب وتقدم في المحافظة على الوضوء .

2156- وَعَن أَبِي الْحَوْرَاءَ السَّعْدِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فِيَّ , فَنَزَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِلُعَابِهَا فَأَلْقَاهَا فِي التَّمْرِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله تَمْرَةُ مِنْ صَبِيٍّ ! فَقَالَ : إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى.@

(3/51)

2156/2- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ : مَا تَعْقِلُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : صَعَدْتُ مَعَهُ غُرْفَةَ الصَّدَقَةِ ، فَأَخَذْتُ تَمْرَةَ فَلُكْتُهَا فِي فِيَّ ، فَقَالَ : أَلْقِهَا فَإِنَّا لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ.

2156/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : قُلْتُ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ : مَا تَعْقِلُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ ... فَذَكَرَهُ.

2157- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : بَعَثَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ ابْنَيْهِ إِلَى نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ لَهُمَا : انْطَلِقَا إِلَى عَمِّكُمَا لَعَلَّهُ يَسْتَعْمِلُكُمَا عَلَى الصَّدَقَاتِ ، لَعَلَّكُمَا تُصِيبَانِ شَيْئًا فَتَزَوَّجَانِ فَلَقِيَا عَلِيًّا فَقَالَ : أَيْنَ تَأْخُذَانِ ؟ فَحَدَّثَاهُ بِحَاجَتِهِمَا فَقَالَ لَهُمَا : ارْجِعَا ، فَرَجَعَا ، فَلَمَّا أَمْسَى أَمَرَهُمَا , يعني أبوهما , أَنْ يَنْطَلِقَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا رَفَعَا إِلَى الْبَابِ اسْتَأْذَنَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعَائِشَةَ : أَرْخِي عَلَيْكِ سَجْفَكِ ، أُدْخِلُ عَلَيَّ ابْنَيْ عَمِّي ، فَحَدَّثَا نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِحَاجَتِهِمَا ، فَقَالَ لَهُمَا نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنَ الصَّدَقَاتِ شَيْءٌ ، إِنَّهَا غُسَالَةَ الأَيْدِي إِنَّ لَكُمْ خُمُسًا وَفِي الْخُمُسِ مَا يَكْفِيكُمْ ، أَوْ يُغْنِيكُمْ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ الرَّحْبِيِّ.@

(3/52)

2158- وَعَن عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : أَتَيْتُ أُمَّ كُلْثُومِ بْنِتَ عَلِيٍّ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّدَقَةِ فَرَدَّتْهَا وَقَالَتْ حَدَّثَنِي مَوْلًى يُقَالُ لَهُ : مَهْرَانُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ وَمَوَالِي الْقَوْمِ مِنْهُمْ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

2158/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ قَالَ : أَتَيْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا ، وَفِي الْبَيْتِ سَرِيرٌ مَحْبُوكٌ بِلِيفٍ وَوِسَادَةٍ وَقِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فَقَالَتْ : مَا تَنْظُرُ ؟ أَمَا إِنَّا مِنَ الله بِخَيْرٍ لَوْ لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلاَّ صَدَقَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَوْ عَلِيٍّ لَكَانَ لَنَا فِي ذَلِكَ غِنًى قَالَ : قُلْتُ : دراهم أَوْصَى بِهَا سَلْمَانُ لِمَوْلاَةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا : رُقَيَّةٌ فَقَالَتْ : لاَ أَعْرِفُهَا فَقُلْتُ لَهَا : خُذِيهَا فَقَالَتْ : إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً ، وَلاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ وَلَكِنِ انْطَلِقْ فَتَصَدَّقْ بِهَا أَنْتَ ، فَقُلْتُ لَهَا : بَلْ تَصَدَّقِي بِهَا أَنْتِ ، فَأَبَتْ ثُمَّ قَالَتْ : إِنَّ مَوْلًى لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُقَالُ لَهُ : كِيسَانُ ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي شَيْءٍ ذَكَرَهُ مِنْ أَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ نُهِينَا أَنْ نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ وَإِنَّ مَوَالِينَا مِنْ أَنْفُسِنَا فَلاَ يَأْكُلُوا الصَّدَقَةَ ثُمَّ قَالَتْ : لَقَدْ جَاءَنِي الْبَارِحَةَ صُرَّةٌ مِنَ الْعِرَاقِ فَرَدَدْتُهَا وَأَبَيْتُ أَنْ أَقْبَلَهَا.

2159- وَعَن رَشِيدِ بْنِ مَالِكٍ أَبِي عُمَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ صَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : بَلْ صَدَقَةٌ قَالَ : فَقَدَّمَهَا إِلَى الْقَوْمِ وَالْحَسَنُ مُتَعَفِّرٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ - الصَّبِيِّ - فَنَظَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِي فِيِّ الصَّبِيِّ فَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ وَقَذَفَ بِهَا ، فَقَالَ : إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ.

وَرَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.@

(3/53)

2160- وَعَن أَبِي لَيْلَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَلَى صَدْرِهِ - أَوْ بَطْنِهِ - حَسَنٌ ، أَوْ حُسَيْنٌ ، فَبَالَ ، فَرَأَيْتُ بَوْلَهُ أَسَارِيعَ فَقُمْنَا فَقَالَ : دَعُوا ابْنِي لاَ تُفْزِعُوهُ حَتَّى يَقْضِيَ بَوْلَهُ ، ثُمَّ أَتْبِعْهُ الْمَاءَ ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ بَيْتِ تَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَدَخَلَ مَعَهُ الْغُلاَمُ ، فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ ، فَاسْتَخْرَجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَالَ : إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لَنَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

2161- وَعَن بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيِّبِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ سَلْمَانَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِهَدِيَّةٍ عَلَى طَبَقٍ ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : مَا هَذِهِ ؟ قَالَ : صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ فَقَالَ : إِنِّي لاَ آكُلُ الصَّدَقَةَ ، فَرَفَعَهُ ، ثُمَّ أتاه مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهَا فَقَالَ : مَا هَذِهِ ؟ قَالَ : هَدِيَّةٌ لَكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأَصْحَابِهِ : كُلُوا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدِ الصَحِيحِ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ , وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ في سننه .

2161/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُطَوَّلاً وَلَفْظُهُ : جَاءَ سَلْمَانُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِمَائِدَةٍ عَلَيْهَا رُطَبٌ ، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ ؟ قَالَ : صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ قَالَ : ارْفَعْهَا فَإِنَّا لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ فَرَفَعَهَا ، وَجَاءَ مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهِ ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ ؟ قَالَ : صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ قَالَ : ارْفَعْهَا فَإِنَّا لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهِ ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ يَحْمِلُهُ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا سَلْمَانُ ؟ قَالَ : هَدِيَّةٌ لَكَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأصحابه : ابسَطُوا قَالَ : فَنَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ الَّذِي عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَآمَنَ بِهِ وَكَانَ لِلْيَهُودِ فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِكَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا ، وَعَلَى أَنْ يَغْرِسَ نَخْلاً ، فَيَعْمَلَ سَلْمَانُ فِيهَا حَتَّى يُطْعِمَ قَالَ : فَغَرَسَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم النَّخْلَ إِلاَّ نَخْلَةً وَاحِدَةً غَرَسَهَا عُمَرُ ، فَحَمَلَتِ النَّخْلُ مِنْ عَامِهَا وَلَمْ تَحْمِلِ النَّخْلَةُ , فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا شَأْنُ هَذِهِ ؟! قَالَ عُمَرُ : أَنَا غَرَسْتُهَا يَا رَسُولَ الله قَالَ : فَنَزَعَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثُمَّ غَرَسَهَا فَحَمَلَتْ مِنْ عَامِهَا.

وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ معًا بِنَحْوِهِ.@

(3/54)

2161/3- وَعَن سَلْمَانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : احْتَطَبْتُ حَطَبًا فَبِعْتُهُ ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَكَانَ يَسِيرًا فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقُلْتُ : صَدَقَةٌ ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : كُلُوا وَلَمْ يَأْكُلْ , وقال صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَن يَدْخُل الجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسُ مُسْلِمَةُ.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل.

2162- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَصَابَهُ أَرَقٌ مِنَ اللَّيْلِ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ : يَا رَسُولَ الله ، أَرِقْتَ اللَّيْلَةَ ؟ قَالَ : إِنِّي كُنْتُ وَجَدْتُ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِي فَأَكَلْتُهَا ، وَكَانَ عِنْدَنَا مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

2163- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرْقَمَ بْنَ أَبِي أَرْقَمَ الزُّهْرِيَّ عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَةِ ، فَمَرَّ بِأَبِي رَافِعٍ فَاسْتَتْبَعَهُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا رَافِعٍ ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ ، أَوْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.@

(3/55)

23- كتاب الصوم

1- باب رؤية الهلال وصفة الرؤية وما يقوله عند رؤية الهلال

فيه حديث عبادة وسيأتي في الذكر في باب ما يقال إذا رأى الهلال.

2164- وَعن طَلْقِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : جَعَلَ الله الأَهِلَّةَ مَوَاقِيتَ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ , قَالَ مُحَمَّدٌ : قُلْتُ لِقَيْسٍ : ثَلاَثِينَ ؟ قَالَ : ثَلاَثِينَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ , عَنْهُ بِهِ , وَمُحَمَّدٌ ضَعِيفٌ , وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ , لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ , فَقَدْ رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هَذَا مِنْ شَعْبَانَ ، وَبَعْضُهُمْ : هَذَا مِنْ رَمَضَانَ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاَثِينَ .

وَتَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي بِنَاءِ مَسْجِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ.@

(3/56)

2165- وَعَن عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرَ الْمَخْزُومِيِّ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ قَالَ : آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ ثَلاَثًا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.

2166- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاَثِينَ , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله أَفَلاَ نَتَقَدَّمُ فَنَزِيدَ يَوْمًا ، أَوْ يَوْمَيْنِ ؟ فَغَضِبَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبِّرِ وَهُوَ كَذَّابٌ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ دُونَ قَوْلِهِ : قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ... إِلَى آخِرِ الخبر .

2167- وَعَن الْحَسَنِ ، أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَوْسِمِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّا قَدْ شَهِدْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسَمِعْنَا مِنْهُمْ وَحَدَّثُونَا أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : صُومُوا لِرُؤْيَةِ الْهِلاَلِ , وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ خُفِيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا ، وَإِنْ شَهِدَ ذَوَا عَدْلٍ فَصُومُوا لِرُؤْيَتِهِمَا وَأَفْطِرُوا لَهُمَا وَأَنْسِكُوا لَهُمَا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنِ دَاوُدَ , وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2168- وَعَن جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا ، فَإِنْ غُمَِّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاَثِينَ يَوْمًا .

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهْيَعَةَ.@

(3/57)

2169- وَعَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , نَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِ ، فَطَلَعَ رَاكِبٌ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ قَالَ : مِنَ الشَّامِ قَالَ : أَهْلَلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : الله أَكْبَرُ يَكْفِي الْمُؤمِنِينَ أَحَدَهُمْ قَالَ : فَقَامَ إِلَى الصَّلاَةِ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَرَأْيُكَ أَمْ رَأْيُ غَيْرِكَ ؟ قَالَ : بَلْ رَآهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ مَفْتُوقٌ خَصْرُهَا فَصَنَعَ كَمَا رَأَيْتَنَي صَنَعْتُ وَمَسَحَ وَصَلَّى.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

2169/2- وَالْحَاكِمُ وَلَفْظُهُ : قَالَ : كُنْتُ مَعَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبَ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْبَقِيعِ ، فَنَظَرَ إِلَى الْهِلاَلِ فَأَقْبَلَ رَاكِبٌ ، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنَ الْمَغْرِبِ قَالَ : أَهْلَلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ عُمَرُ : الله أَكْبَرُ ، إِنَّمَا يَكْفِي الْمُسْلِمِينَ الرَجُل مِنْهُمْ , ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ ، ثُمّ قَالَ : هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَنَعَ.

2170- وَعَن رَبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، أَنَّ أَعْرَابِيَّيْنِ شَهِدَا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُمَا رَأَيَا الْهِلاَلَ بِالأَمْسِ لِفِطْرٍ ، أَوْ أَضْحَى ، فَأَجَازَ شِهَادَتَهُمَا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.

2171- وَعَن ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : إِنَّ السُّنَّة لَيْلَةَ يُنْظَرُ إِلَى هِلاَلِ رَمَضَانَ لِلصِّيَامِ أو َالْفِطْرِ يُؤَذَّنُ لِصَلاَةِ الْمَغْرِبِ لِوَقْتِهَا ثُمَّ تُؤَخَّرُ الْإِقَامَةُ حَتَّى يُرَى الْهِلاَلُ أَوْ يُيئَسُ مِنْهُ وَيَبْدُوَ بَعْضُ النُّجُومِ.

رواه الحارث بن أبي أسامة.@

(3/58)

2- باب في الهلال يغيب قبل الشفق أو بعده والشهر يكون تسعة وعشرين

2172- عَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا غَابَ الْهِلاَلُ قَبْلَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَةٍ , وَإِذَا غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِتَدْلِيسِ بَقِيَّةِ بْنِ الْوَلِيدِ.

2173- وَعَن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ , رَضِيَ الله عَنْهَا , صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ , فَتُعُجِّبَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : وَمَا تَعَجُّبُكُمْ مِنْ ذَلِكَ ؟ لَمَا صُمْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صُمْتُ ثَلاَثِينَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَابْنِ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

2174- وَعَن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : عَلَّمَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الصَّلاَةَ وَالصِّيَامَ فَقَالَ : صَلِّ كَذَا ، وَصَلِّ كَذَا ، وَصُمْ كَذَا ، فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ فَكُلْ وَاشْرَبْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ ، وَصُمْ ثَلاَثِينَ يَوْمًا إِلاَّ أَنْ تَرَى الْهِلاَلَ قَبْلَ ذَلِكَ , فَأَخَذْتُ خَيْطًا مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ وَخَيْطًا أَبْيَضَ ، فَكُنْتُ أَنْظُرُ فِيهِمَا فَلاَ يَتَبَيَّنُ لِي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَضَحِكَ وَقَالَ : يَا ابْنَ حَاتِمٍ ، إِنَّمَا ذَلِكَ بَيَاضُ النَّهَارِ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدُ ، وَأَبُو يَعْلَى مُخْتَصَرًا ، كِلاَهُمَا مِنْ طَرِيقِ مُجَالد وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِاخْتِصَارٍ.@

(3/59)

2175- وَعَن علي رَضِيَ الله عَنْهُ قال : الشَّهْرُ ثَلاثُون ، وَالشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ.

رواه مُسَدَّد موقوفا.

2176- وَعَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ فِيهِ انْقِطَاعٌ.

2177- وَعَن سَمُرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يُتِمُّ شَهْرَانِ سِتِّينَ يَوْمًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ.

2178- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ ، وَعِكْرِمَةَ ، أَنَّ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً , وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2179- وَعَن رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيِّمٍ لاَ نُكَذِّبُهُ قَالَ : أخْبَرَت عَائِشَة ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمْ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ، فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ وَقَالَتْ : يَغْفِرُ الله لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَيْسَ كَذَلِكَ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَلَكِنْ قَالَ : الشَّهْرُ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.@

(3/60)

3- باب الدخول في الصوم بالنية الصالحة

2180- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : خَرَجَتْ أُمُّ أَيْمَنَ , رضي الله عنها ، مُهَاجِرَةً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَهِيَ مَاشِيَةٌ ، لَيْسَ مَعَهَا زَادٌ ، وَهِيَ صَائِمَةٌ ، فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، فَأَصَابَهَا عَطَشٌ شَدِيدٌ حَتَّى كَادَتْ تَمُوتُ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ ، قَالَتْ : فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ إِذَا أَنَا بِحَفِيفِ شَيْءٍ فَوْقَ رَأْسِي ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا أَنَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ ، فَدَنَا مِنِّي ، حَتَّى إِذَا دَنَا حَيْثُ أَسْتَمْكِنُ ، تَنَاوَلْتُهُ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى رُوِيتُ ، فَلَقَدْ كُنْتُ أَصُومُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ ، ثُمَّ أَطُوفُ فِي الشَّمْسِ كَيْ أَعْطَشَ ، فَمَا عَطِشْتُ بَعْدَهَا.

رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف ، لجهالة عثمان بن القاسم.

2181- وَعَن مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ أَجْمَعَ الصَّوْمَ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَصُمْ ، وَمَنْ أَصْبَحَ وَلَمْ يُجْمِعْهُ فَلاَ يَصُمْ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ حَفْصَةَ ، وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ , وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا.

4- باب في الصوم مطلقا وما جاء في فضله

فيه حديث أبي ذر وتقدم في كتاب العلم ، وفيه حديث حذيفة وتقدم في الجنائز في باب من ختم له بعمل صالح.

2182- وَعَن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ السَّائِحِينَ قَالَ : هُمُ الصَّائِمُونَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَيْرٍ.@

(3/61)

2183- وَعَن أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَنْشَأَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَزْوَةً ، فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، ادْعُ الله لِي بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهمَّ سَلِّمْهُمْ ، وَغَنِّمْهُمْ فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا , ثُمَّ أَنْشَأَ جَيْشًا آخَرَ ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، ادْعُ الله لِي بِالشَّهَادَةِ , فَقَالَ : اللهمَّ سَلِّمْهُمْ ، وَغَنِّمْهُمْ فَغَزَوْنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا , ثُمَّ أَنْشَأَ جَيْشًا آخَرَ ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي أَتَيْتُكَ تَتْرًا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُكَ أَنْ تَدْعُوَ لِي بِالشَّهَادَةِ فَقُلْتُ : اللهمَّ سَلِّمْهُمْ ، وَغَنِّمْهُمْ , فَسَلَّمَنَا وَغَنَّمَنَا يَا رَسُولَ الله فَمُرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فَقَالَ : عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ قَالَ : فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ لاَ يُرَى فِي بَيْتِهِ الدُّخَانُ نَهَارًا إِلاَّ إِذَا نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ ، فَإِذَا رَأَوُا الدُّخَانَ نَهَارًا عَلِمُوا أَنْ قَدِ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ .

2183/2- وَالْحَارِثُ ... فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَمَا رُؤِيَ أَبُو أُمَامَةَ ، وَلاَ امْرَأَتُهُ ، وَلاَ خَادِمُهُ إِلاَّ صَائِمًا قَالَ : فَكَانَ إِذَا رُؤِيَ فِي دَارِهِ الدُّخَانُ بِالنَّهَارِ قِيلَ : اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ ، نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ قَالَ : فَلَبِثَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ الله ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ الله قَدْ بَارَكَ لَنَا فِيهِ ، يَا رَسُولَ الله مُرْنِي بِأَمْرٍ آخَرَ فَقَالَ : اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ للَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَ الله لَكَ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً.

وَرَوَى النَّسَائِيُّ مِنْهُ : عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ له فَقَطُ.@

(3/62)

2184- وَعَن عَمْروِ بْنِ عَبْسَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ فِي سَبِيلِ الله يَوْمًا بُوعِدَ مِنَ النَّارِ مَسِيرَةَ مِئَة عَامٍ.

رَوَاهُ عبد بْنُ حَمِيدٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

2185- وَعَن أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله , عَزَّ وَجَلَّ , جَعَلَ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا عَرْضُهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ لاَ بَأْسَ بِهِ.

2186- وَعَن سَعِيدِ بْنِ زَيد بْن عَمْروِ بْنِ نُفَيْلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، فَقَالَ : يَا أُسَامَةُ ، عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ وَإِيَّاكَ أَنْ تَخْتَلِجَ دُونَهَا فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، وَمَا أَسْرَعُ مَا يُقْطَعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقُ ؟ فَقَالَ : الظَّمَأُ فِي الْهَوَاجِرِ ، وَحَبْسُ النَّفْسِ عَنْ لَذَّةِ النِّسَاءِ ، يَا أُسَامَةُ وَعَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى الله ، إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى الله مِنْ رِيحِ فَمِ الصَّائِمِ تَرَكَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ لِلَّهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَبَطْنُكَ جَائِعٌ وَكَبِدُكَ ظَمْآنٌ فَافْعَلْ ، فَإِنَّكَ تُدْرِكُ بِذَلِكَ شَرَفَ الْمَنْزِلِ فِي الآخِرَةِ ، وَتَحِلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ تُفْرَحُ بِقُدُومِ رُوحِكَ عَلَيْهِمْ ، وَيُصَلِّي عَلَيْكَ الْجَبَّارُ ، وَإِيَّاكَ يَا أُسَامَةُ وَكُلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تُخَاصِمُكَ إِلَى الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِيَّاكَ يَا أُسَامَةُ وَدُعَاءَ عِبَادٍ قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ ، وَحَرَّقُوا الْجُلُودَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَائِمِ ، وَأَظْمَؤُوا الأَكْبَادَ , حَتَّى غَشِيَتْ أَبْصَارُهُمْ , فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ سُرَّ بِهِمْ وَبَاهى بِهِم الْمَلاَئِكَةُ , بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ ثُمَّ بَكَى @

(3/63)

النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ ، وَهَابَ النَّاسُ أَنْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّ أَمْرًا قَدْ حَدَثَ بِهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ : وَيْحَ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا يَلْقَى مِنْهُمْ مَنْ أَطَاعَ رَبَّهُ فيْهمْ كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَطَاعَ الله فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : يَا رَسُولَ الله ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الإِسْلاَمِ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَفيمَ إِذًا يَقْتُلُونَ مَنْ أَطَاعَ الله وَأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ ؟! فَقَالَ : يَا عُمَرُ : تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ ، وَرَكَبُوا الدَّوَابَّ ، وَلَبِسُوا اللَّيِّنَ مِنَ الثِّيَابِ ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ ، والروم , يَتَزَيَّنُ الرجل مِنْهُمْ تَزَيُّنَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا وَتَبَرُّجَ النِّسَاءِ زَيُّهُمْ زَيُّ الْمُلُوكِ ، وَدِينُهُمْ دِينُ كِسْرَى وَهِرْمِزَ ، يَسْمنونَ باهوا بالْجُشَّاءِ وَاللُّبَّاسِ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ أَوْلِيَاءُ الله عَلَيْهِمُ الْعَبَاءُ ، مَحْنِيَّةٌ أَصْلاَبُهُمْ ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْعَطَشِ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ مُتَكَلِّمٌ كُذِّبَ ، وَقِيلَ لَهُ : أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلاَلَةِ ، تُحَرِّمُ زِينَةَ الله وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ، يَتَأَوَّلُونَ كِتَابَ الله عَلَى غَيْرِ دِينٍ اسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ الله وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا الأَخْفِيَاءُ الأَبْرَارُ ، الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُقَرَّبُوا ، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الأَرْضِ ، يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ ، وَيَخْفَوْنَ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، وَتَحُفُّ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ ، يَنْعَمُ النَّاسُ بالدنيا وَيَنْعَمُونَ هُمْ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ ، لَبِسوا النَّاسُ لَيِّنَ الثِّيَابِ وَلَبِسُوا هُمْ خَشِنَ الثِّيَابِ ، افْتَرَشَ النَّاسُ الْفُرُشَ وَافْتَرَشُوا هُمُ الْجِبَاهَ ، @

(3/64)

والركب ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا يَا أُسَامَةُ ، لاَ يَجْمَعُ الله عَلَيْهِمُ الشِّدَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَهُمُ الْجَنَّةُ ، وَيَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ يَا أُسَامَةُ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الآخِرَةِ وَيَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ ، الأَرْضُ بِهِمْ رَحِيمَةٌ ، وَالْجَبَّارُ عَنْهُمْ رَاضٍ ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ النَّبِيِّينَ وَأَخْلاَقَهُمْ وَحَفِظُوا هُمْ ، الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إِلَى الله فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ ، تَبْكِي الأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ وَيَسْخَطُ الله عَلَى كُلِّ بَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا مِثْلُهُمْ يَا أُسَامَةُ ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ فِي قَرْيَةٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لِتِلْكَ الْقَرْيَةِ لاَ يُعَذِّبُ الله قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ ، اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ عَسَى أَنْ تَنْجُوَ بِهِمْ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوِي فِي النَّارِ ، حُرِمُوا حَلاَلَ مَا أَحَلَّ الله لَهُمْ ، طَلَبُوا الْفَضْلَ فِي الآخِرَةِ ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ، عَنْ قُدْرَةٍ ، لَمْ يَتَكَابُّوا عَلَى الدُّنْيَا تَكَابُبَ الْكِلاَبِ عَلَى الْجِيَفِ ، شُغِلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَشَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِطَاعَةِ الله ، لَبِسُوا الْخِرَقَ وَأَكَلُوا الْفِلَقَ ، تَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا ، يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عُقُولُهُمْ وَمَا ذَهَبَتْ ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى أمرٍ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا ، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلاَ عُقُولٍ يَا أُسَامَةُ ، عَقَلُوا حِينَ ذَهَبَتْ عُقُولُ النَّاسِ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الآخِرَةِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

2187- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْ أَنَّ رَجُلاً صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا ، ثُمَّ أُعْطِيَ مِلْءَ الأَرْضِ ذَهَبًا لَمْ يُسْتَوْفَ ثَوَابَهُ دُونَ يَوْمِ الْحِسَابِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.@

(3/65)

2188- وَعن سَلَمَةُ بْنُ قَيْصَرَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ الله بَاعَدَهُ الله مِنْ جَهَنَّمَ كَبُعْدِ غُرَابٍ طَارَ وَهُوَ فَرْخٌ حَتَّى مَاتَ هَرَمًا.

رَوَاهُ أَبُو يَعُلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ زَبَّانِ بْنِ فَائِدٍ وَالرَّاوِي عَنْهُ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فَسَمَّاهُ سَلاَمَةَ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ قَيْصَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

2189- وَعَن سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله مُتَطَوِّعًا فِي غَيْرِ رَمَضَانَ بَعُدَ مِنَ النَّارِ مِئَةَ عَامٍ سَيْرَ الْمُضْمَرِ الْجَوَادِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ : زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ.

2190- وَعَن أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لِكُلِّ شَيْءٍ بَابٌ وَبَابُ الْعِبَادَةِ الصِّيَامُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.

2191- وَعَن أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الصَّوْمُ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهُ ثُمَّ تَصِيرُ الصَّلاَةُ نَافِلَةً فَقِيلِ لأَبِي أُمَامَةَ : سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ ، غَيْرَ مَرَّةٍ ، وَلاَ مَرَّتَيْنِ ، وَلاَ ثَلاَثٍ ، وَلاَ أَرْبَعٍ ، وَلاَ خَمْسٍ , وَعَقَدَ بِأَصَابِعِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2192- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعِبَادِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : رِبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّرابَ بِالنَّهَارَ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ رَبِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، فَيَشْفَعَانِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَفِيهِ سَنَدَهُ ابْنُ لَهْيَعَةَ لَكِنْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , والطبراني في الكبير , وَرِجَالُهُمَا رِجَالُ الصَّحِيحِ , وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.@

(3/66)

5- باب في صوم رمضان وفضله

2193- عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا بِمَحْلُوفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا دَخَلَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ ، وَلاَ دَخَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ مِنْهُ ، بِمَحْلُوفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِنَّ الله يَكْتُبُ أَجْرَهُ وَنَوَافِلَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ ، وَيَكْتُبُ وِزْرَهُ وَشَقَاءَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ لَهُ مِنَ النَّفَقَةِ لِلْقُوَّةِ فِي الْعِبَادَةِ ، وَيُعِدُّ لَهُ الْمُنَافِقُ اتِّبَاعَ غَفَلاَتِ الْمُسْلِمِينَ ، وَاتِّبَاعَ عَوَرَاتِهِمْ ، فَهُوَ غَنَمٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ويغتبنه ، أَوْ قَالَ : نِقْمَةٌ لِلْفَاجِرِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ.

2194- وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ : خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، @

(3/67)

وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا ، وَيُزَيِّنُ الله , عَزَّ وَجَلَّ , كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَؤُنَةَ وَالأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ ، وَتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، وَلاَ يَخْلُصُونَ فِيهِ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ فِي غَيْرِهِ ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَأَبُو الشَّيْخِ بْنُ حَيَّانَ.

2195- وَعَن عُبَيْدِ الله بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ ، فسَكَتَ ، فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ ، فَسَكَتَ ، فَسَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، صُمْ رَمَضَانَ وَالَّذِي يَلِيهِ وُكُلَّ أَرْبِعَاءٍ وَخَمِيسٍ ، فَإِذًا أَنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ وَأَفْطَرْتَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ هَكَذَا مُرْسَلاً ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ , وَالتِّرْمِذِيُّ ، مِنْ طَرِيقِ : هَارُونَ بْنِ سَلْمَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرُوهُ بِدُونِ ذِكْرِ تَكْرَارِ السُّؤَالِ , وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ غَرِيبٌ.

2196- وَعَن سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، فَرَضَ الله صِيَامَهُ ، وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا ، فَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ @

(3/68)

الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً ، فَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ ، وَهُوَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ ، وَهُوَ شَهْرٌ يُزَادُ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ فِيهِ , مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقَ رَقَبَةٍ ، وَمَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ ! قَالَ : يُعْطِي الله هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَو ْتَمْرَةٍ ، أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ ، وَسَقَاهُ الله مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لاَ يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ ، وَمَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ فِيهِ أَعْتَقَهُ الله مِنَ النَّارِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ , ثُمَّ قَالَ : إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ , وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَأَبُو الشَّيْخِ ابْنُ حَيَّانَ.

2197- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يقول : هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ جَاءَ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ ، مَنْ أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِيهِ فَمَتَى يُغْفَرُ لَهُ ؟!.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانٍ ، وَتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.

2197/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ حَضَرَ رَمَضَانُ : سُبْحَانَ الله مَاذَا تَسْتَقْبِلُونَ وَمَا يَسْتَقْبِلُ الْمَرْءُ ثَلاَثًا فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ الله ، وَحْيٌ نَزَلَ ؟ قَالَ : لاَ , قَالَ : فَعَدُوٌّ حَضَرَ ؟ قَالَ : لاَ قَالَ : فَمَاذَا ؟ قَالَ : إِنَّ الله يَغْفِرُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لِكُلِّ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَنَظَرَ إِلَى إِنْسَانٍ قَاعِدٍ بَيْنَ يَدِهِ وَهُوَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ يَقُولُ : بَخٍ بَخٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَأَنَّهُ ضَاقَ صَدْرُكَ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ ذَكَرْتُ الْمُنَافِقِينَ قَالَ : إِنَّ الْمُنَافِقَ هُوَ الْكَافِرُ ، وَلَيْسَ لِلْكَافِرُ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ .@

(3/69)

2198- وَعَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَوْ أَنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , أَذِنَ لِلسَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَنْ تَكَلَّمَا لَشَهِدَتَا لِمَنْ صَامَ رَمَضَانَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هُدْبَةَ الْفَارِسِيِّ.

2199- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَقُولُ ، وَقَدْ أَهَّلَ شَهْرُ رَمَضَانَ : لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا فِي رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ تَكُونَ السَّنَةُ كُلُّهَا رَمَضَانَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ : حَدِّثْنَا بِهِ قَالَ : إِنَّ الْجَنَّةَ لَتُزَيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى الْحَوْلِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمِ رَمَضَانَ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، فَصَفَقَتْ وَرَقَ الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى ذَلِكَ فَيَقُلْنَ : يَا رَبُّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا ، تَقَرُّ أَعْيُنُنَا بِهِمْ ، وَتَقَرُّ أَعْيُنُهُمْ بِنَا ، فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ رَمَضَانَ إِلاَّ زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ مِمَّا نَعَتَ الله {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً , لَيْسَ فِيهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الأُخْرَى ، وَتُعْطَى سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ ، لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ الآخَرِ ، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيرًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُتَوَشِّحَةٍ بِالدُّرِّ ، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ، وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ أَرِيكَةً ، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ لِحَاجَتِهَا ، وَسَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ ، مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ، فِيهَا لَوْنُ طَعَامٍ يَجِدُ لِآخِرِ لُقْمَةٍ مِنْهَا لَذَّةً لاَ يَجِدُ لأَوَّلِهِ ، وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرَيرٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ ، عَلَيْهِ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ مُوَشَّحٍ بِيَاقُوتٍ أَحْمَرَ ، هَذَا بِكُلِّ يَوْمٍ صَامَ مِنْ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ الْبُجَلِيُّ.@

(3/70)

2200- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ، فَعَرَفَ حُدُودَهُ ، وَحَفِظَ مَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَحْفَظَ مِنْهُ كَفَّرَ مَا قَبْلَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حبانَ فِي صَحِيحِهِ.

2201- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : أَنْزَلَ اللَّهُ , تَبَارَكَ وَتَعَالَى , صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى ، عَلَيهِ السَّلام لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأَنْزَلَ الزَّبُورَ عَلَى دَاوُدَ , عَلَيهِ السَّلام , لِاثْنَيْ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ القُرْآن عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : عن سفيان بن وكيع ، وهو ضعيف ، وله شاهد من حديث واثلة بن الأسقع , رواه أحمد بن حنبل.

6- باب فضل صوم رمضان بمكة المشرفة

2202- عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ فَصَامَهُ وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ لَهُ كَتَبَ الله لَهُ مِئَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِغَيْرِ مَكَّةَ ، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ ، وَكُلِّ لَيْلَةٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ ، وَكُلِّ يَوْمٍ حِمْلاَنِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ الله ، وَكُلِّ لَيْلَةٍ حِمْلاَنِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ الله ، وَكُلِّ يَوْمٍ حَسَنَةً ، وَكُلِّ لَيْلَةٍ حَسَنَةً.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ دُونَ قَوْلِهِ : وَكُلِّ لَيْلَةٍ حِمْلاَنِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ الله , وَفِي سَنَدِهِ زَيْدٌ الْعَمِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ.@

(3/71)

7- باب صوم شهر الصبر وثلاثة أيام بعده

2203- وَعَن رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، قَالَ : كُنَّا عَلَى بَابِ مُعَاوِيَةَ ، وَمَعَنَا أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمَا , فَذَكَرَ أَنَّهُ صَائِمٌ فَلَمَّا دَخَلْنَا َوُضِعَتِ الْمَوَائِدُ جَعَلَ أَبُو ذَرٍّ يَأْكُلُ ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَحْمَرُ مَا لَكَ أَتُرِيدُ أَنْ تَشْغَلَنِي عَنْ طَعَامِي ؟! قَالَ : قُلْتُ : أَلَمْ تُخْبِرْنَا أَنَّكَ صَائِمٌ ، أَوْ قُلْتُ : أَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّكَ صَائِمٌ ؟ قَالَ : بَلَى , ثُمَّ قَالَ : أَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : لَعَلَّكَ قَرَأْتَ الْمُفْرَدَ مِنْهُ ، وَلَمْ تَقْرَأِ الْمُضَعَّفَ : {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، حَسِبْتُهُ قَالَ ، صَوْمُ الدَّهْرِ وَلَكِنَّ هَذَا الَّذِي لاَ شَكَّ فِيهِ يُذْهِبُ مَغَلَّةَ الصَّدْرِ قَالَ : قُلْتُ : مَا مَغَلَّةُ الصَّدْرِ ؟ قَالَ : رِجْسُ الشَّيْطَانِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مُخْتَصَرًا.

2204- وَعَن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي سَفَرٍ ، فَحَضَرَ الطَّعَامُ ، فَبَعَثْنَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَجَاءَ الرَّسُولُ ، فَذَكَرَ أَنَّهُ صَائِمٌ ، فَوُضِعَ الطَّعَامُ لِيُؤْكَلَ ، وَجَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَقَدْ كَادُوا يَفْرَغُونَ مِنْهُ ، فَتَنَاوَلَ فَجَعَلَ يَأْكُلُ ، فَنَظَرُوا إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي أَرْسَلُوهُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : مَا تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ، قَدْ وَالله أَخْبَرَنِي أَنَّهُ صَائِمٌ ! قَالَ : صَدَقَ ، ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : صَوْمُ شَهْرُ الصَّبْرِ وَثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ صَوْمُ الدَّهْرِ , فَأَنَا صَائِمٌ فِي تَضْعِيفِ الله , عَزَّ وَجَلَّ , وَمُفْطِرٌ فِي تَخْفِيفِهِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.@

(3/72)

2204/2- وَمُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَلَفْظُهُ : أَنَّ قَوْمًا دَعَوْا أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُمْ يَأْكُلُونَ ، فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ، ثُمَّ جَاءَ فَأَكَلَ قَالَ : فَقَالُوا لَهُ : دَعَوْنَاكَ لِتَأْكُلَ فَزَعَمْتَ أَنَّكَ صَائِمٌ ، ثُمَّ جِئْتَ تَأْكُلُ ! فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ فِي التَّضْعِيفِ مُفْطِرٌ فِي التَّخْفِيفِ ، إِنِّي صُمْتُ مِنْ أَوَّلِ شَهْرِي هَذَا ثَلاَثًا , وَجَبَ لِي آخِرُهُ وَحَلَّ لِيَ الطَّعَامُ.

2204/3- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى بِلَفْظِ : شَهْرُ الصَّبْرِ وَثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ .

2205- وَعَن أَبِي الْعَلاَءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا بِهَذا الْمَرْبَدِ بِالْبَصْرَةِ ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ مَعَهُ قِطْعَةٌ أَدِيمٍ ، أَوْ قِطْعَةُ جِرَابٍ ، فَقَالَ : هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخَذْتُهُ فَقَرَأْتُهُ عَلَى الْقَوْمِ ، فَإِذَا فِيهِ : بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أَقْيَشَ : إِنَّكُمْ إِنْ أَقْمُتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَعْطَيْتُمْ مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمْسَ وَسَهْمَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَالصَّفِيِّ ، فَأَنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ الله وَأَمَانِ رَسُولِهِ قَالَ : فَقُلْنَا لِلأَعْرَابِيِّ : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ ، يَعْنِي : رَمَضَانَ ، وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَذْهَبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ , ثُمَّ أَخَذَ الْكِتَابَ فَانْصَاعَ مُدْبِرًا , قَالَ : فَقَالَ : أَتَرْونِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟!.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَمِسَدَّدٌ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَالْحَارِثُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(3/73)

2205/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا بِالْبَصْرَةِ فِي مَجْلِسٍ لَنَا ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ بِإِبِلٍ لَنَا ، فَغَشِيَتْنَا إِبِلُهُ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِنَا ، فَحَوَّلْنَا إِلَى مَجْلِسٍ فَغَشِيَتْنَا إِبِلُهُ ، فَقُلْنَا لَهُ : أَمَجْنُونٌ أَنْتَ ؟! قَالَ : أَنَا مَجْنُونٌ وَمَعِي كِتَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ! فَأَخْرَجَ لَنَا كِتَابًا فِيهِ : بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ تُذْهِبُ وَحر الصَّدْرِ .

2206- وَعَن مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَوْمُ رَمَضَانَ وَثَلاَثَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُ وَغْرَ الصَّدْرِ , قَالُوا : يَا رَسُولَ الله وَمَا وَغْرُ الصَّدْرِ ؟ قَالَ : إِثْمُهُ وَغِلُّهُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً ، وَالنَّسَائِيُّ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

2207- وَعَن جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلَهُ عَنِ الصِّيَامِ ، فَشُغِلَ عَنْهُ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ : صُمْ رَمَضَانَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كِلِّ شَهْرٍ فَقَالَ الرَّجُلُ : أَعُوذُ بِالله مِنْكَ يَا عَبْدَ الله فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَمَا تَبْغِي ؟ صُمْ رَمَضَانَ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَالْبَزَّارُ.

8- باب صوم ثلاثة أيام من كل شهر

فيه الأحاديث المذكوره في الباب قبله ، وحديث عمر بن الخطاب وسيأتي بعد في كل القضاء.

2208- وَعَن قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَوْمُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ وَإِفْطَارُهُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ.@

(3/74)

2209- وَعَن صَدَقَةَ ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ الصَّوْمِ ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ خَيْرِ الْبَشَرِ النَّبِيِّ الْعَرَبِيِّ الْقُرَشِيِّ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَيَقُولُ : هُنَّ صِيَامُ الدَّهْرِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.

2210- وَعَن أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ بِشَيْءٍ : أَوْصَانِي بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَأَنْ لاَ أَنَامَ إِلاَّ عَلَى وِتْرٍ ، وَسُبْحَةِ الضُّحَى فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ فِي بَابِ غُسْلِ الْجُمْعَةِ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ دُونَ قَوْلِهِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ.

2211- وَعَن يَزِيدَ بْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , سُئِلَ عَنِ الأَرْنَبِ ، فَقَالَ : مَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ أَتَاهُ الأَعْرَابِيُّ ؟ قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : جَاءَ بِهَا الأَعْرَابِيُّ وَقَدْ نَظَّفَهَا وَصَنَعَهَا وَأَهْدَاهَا إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رَأَيْتُهَا تُدْمِي ، أَيْ تَحِيضُ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : كُلُوا ، فَأَكَلَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَأْكُلِ الأَعْرَابِيُّ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْكُلَ ؟ قَالَ : إِنِّي صَائِمٌ قَالَ : فَهَّلاَ الْبِيضُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ وَفِي سَنَدِهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ.@

(3/75)

2212- وَعَن مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ : وَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنْ صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ الْبِيضِ , فَقَالَ : كَانَ عُمَرُ يَصُومُهُنَّ.

رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا.

2213- والبزار مرفوعًا بإسناد حسن ولفظه : قال : قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ , وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبَنَّ وَحَرَّ الصَّدرِ .

2214- وَعَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ , وَثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، صَوْمُ الدَّهْرِ ، يَذْهَبُ وَحَرَّ الصَّدرِ .

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ، والبزار بسند فيه الْحَارِثُ الأَعور .

9- باب أفضل الصيام صيام داود عليه الصلاة والسلام

2215- عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : أَصُومُ الدَّهْرَ ؟ فَنَهَاهُ ، وَعَاوَدَهُ فَنَهَاهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ : وَلَكِنْ صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَمَا زَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا حَتَّى مَاتَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ.@

(3/76)

2216- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ أَفْضَلَ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ , عَلَيْهِ السَّلاَمُ , كَانَ يَصُومُ نِصْفَ الدَّهْرِ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.

2217- وَعَن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذْ أَتَى عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا : مَا أَفْطَرَ مُذْ كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ : لا صَامَ ، وَلاَ أَفْطَرَ ، أَوْ مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ , شَكَّ غَيْلاَنُ , فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ غَضَبَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله صَوْمٌ يَوْمَيْنِ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : وَيُطِيقُ ذَاكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، صَوْمُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , قَالَ : يَا رَسُولَ الله صَوْمُ يَوْمِ وَإِفْطَارُ يَوْمَيْنِ ؟ قَالَ : وَمَنْ يُطِيقُ ذَاكِ , قَالَ : يَا رَسُولَ الله صَوْمُ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ ؟ قَالَ : ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ النُّبُوَّةُ , قَالَ : يَا رَسُولَ الله صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ ؟ قَالَ : أَحَدُهُمَا يُكَفِّرُ سَنَةً وَالآخَرُ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا , شَكَّ أَبُو هِلاَلٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأربعة وآخر من حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين.@

(3/77)

10- باب في صوم ست من شوال

2218- عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ ، فَكَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ كُلَّهَا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ , وَمَدَارُ طُرُقِهِمْ عَلَى : عَمْروِ بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ , وَهُوَ ضَعِيفٌ لَكِنَّ الْمَتْنَ لَهُ شَوَاهِدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةُ , وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ ، وابن ماجة , وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ ، وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَقَدِ اسْتَحَبَّ قَوْمٌ صِيَامَ سِتَّةِ أَيَّامِ مِنْ شَوَّالٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ , وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : هُوَ حَسَنٌ هُوَ مِثْلُ صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَيُرْوَى فِي بَعْضِ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَيُلْحَقُ هَذَا الصِّيَامُ بِرَمَضَانَ ، وَاخْتَارَ أَنْ تَكُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ , قَالَ : وَإِنْ صَامَ سِتَّةً مِنْ شَوَّالٍ مُتَفَرِّقَةً فَهُوَ جَائِزٌ.@

(3/78)

11- باب صوم يوم عرفة

فيه حديث عمر ، وتقدم في صوم داود ، وفيه حديث ابن عباس , وسيأتي في الحج.

2219- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ يَوْمِ عَرَفَةَ , فَقَالَ : حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمْ يَصُمْهُ ، وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ ، وَأَنَا لاَ أَصُومُهُ ، وَلاَ آمُرُ بِهِ ، وَلاَ أَنْهَى عَنْهُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، لَكِنْ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ.

2219/2- وفي رواية لمُسَدَّد قال : مرَّ عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، على أبيات بعرفات فقال : لمن هذه الأبيات ؟ قلنا : لعبد القيس ، فقال لهم خيًرا ، أو نهاهم عن صوم يوم عرفة.

2219/3- قَالَ : وَحَجَّ أَبِي ، وَطَلِيقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ ، قَالَ : فَاخْتَلفْنَا فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، فَقَالَ أَبِي : بَيْنِي وَبَيْنَكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، اخْتَلَفْنَا فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَجَعَلْنَاكَ بَيْنَنَا فَقَالَ : أُخْبِرُكُمْ عَمَّنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي , عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ لاَ يَصُومُهُ ، وَيَقُولُ : حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ ، كُلُّهُمْ لاَ يَصُومُهُ فَأنَا لاَ أَصُومُهُ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى بِاخْتِصَارٍ.

وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ ، فَكَانَ مَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ يَخْتَارَانِ الْفِطْرَ ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ ، وَعَائِشَةُ يَصُومَانِ يَوْمَ عَرَفَةَ , وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ ، وَكَانَ إِسْحَاقُ يَمِيلُ إِلَى الصَّوْمِ ، وَكَانَ عَطَاءُ يَقُولُ : أَصُومُ فِي الشِّتَاءِ ، وَلاَ أَصُومُ فِي الصَّيْفِ , وَقَالَ قَتَادَةُ : لاَ بَأْسَ بِهِ إِذَا لَمْ يَضْعُفْ عَنِ الدُّعَاءِ , وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : يُسْتَحَبُّ صَوْمُ عَرَفَةَ لِغَيْرِ الْحَاجِّ ، فَأَمَّا الْحَاجُّ فَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يُفْطِرَ لِتَقْوِيَتِهِ عَلَى الدُّعَاءِ , وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : إِنْ قَدِرَ عَلَى أَنْ يَصُومَ صَامَ ، وَإِنْ أَفْطَرَ فَذَلِكَ يَوْمٌ يَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى الْقُوَّةِ.@

(3/79)

2220- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّه قال : مَنْ صَحِبَنِي مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ، فَلاَ يَصُومَنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَإِنَّهُ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ.

رواه مُسَدَّد.

2221- وَعَن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ عَرَفَةَ غُفِرَ لَهُ سَنَتَيْنِ مُتَتَابِعَتَيْنِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

2222- وَعَن الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَرِبَ يَوْمَ عَرَفَةَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2223- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ غُفِرَ لَهُ سَنَتَيْنِ : سَنَةٌ قَبْلَهُ وَسَنَةٌ بَعْدَهُ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.@

(3/80)

12- باب صوم يوم عاشوراء

فيه حديث عمر بن الخطاب وتقدم في صوم داود.

2224- عن الأسود بن يزيد قال : ما رأيت أحد كان آمر بصوم عاشوراء من علي بن أبي طالب ، وأبي موسى , رَضِيَ الله عَنْهُمَا .

روا أبو داود الطيالسي بسند صحيح.

2225- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صُومُوا عَاشُورَاءَ ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ ، فقد تَابعهُ عَلَيْهِ صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحِ بْنِ حَيِّ.

2225/2- وَكَذَا الْحُمَيْدِيُّ وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَئِنْ بَقِيتُ لَآمُرَنَّ بِصِيَامِ يَوْمٍ قَبْلَهُ ، أَوْ يَوْمٍ بَعْدَهُ ، يعني يَوْمَ عَاشُورَاءَ .

وََهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالنَّسَائِيِّ بِاخْتِصَارٍ.

2226- وَعَن الْحَسَنِ ، قَالَ : أَمَرَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ الْيَوْمِ الْعَاشِرِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

2227- وَعَن مَزِيدَةَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ الأَشْعَرِيَّ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ يَقُولُ : أَمَرَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَصُومُوا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.@

(3/81)

2228- وَعَنْ شُعْبَةَ قَالَ : سَأَلْت عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ عَنْ صَوْمٍ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَصُومُهُ.

رواه مُسَدَّد عن يحيى عنه به موقوفًا ، ورجاله ثقات إلاَّ أن عَبد الرحمن لم يدرك ابن عُمَر.

2229- وَعَن مُجْزِأَةَ بْنِ زَاهِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2230- وَعَنْ يَحْيَى بْنِ هِنْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، وَكَانَ هِنْدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَأَخُوهُ الَّذِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ قَوْمَهُ بِالصومِ يَوْم عَاشُورَاءَ ، وَهُوَ أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ ، فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ هِنْدٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ حَارِثَةَ : رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَهُ فَقَالَ : مُرْ قَوْمَكَ فَليَصُومُوا هَذَا الْيَوْمَ قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ وَجَدْتُهُمْ قَدْ طَعِمُوا ؟ قَالَ : لِيُتِمُّوا آخِرَ يَوْمِهِمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

2231- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ , يَوْمٌ كَانَ يَصُومُهُ الأَنْبِيَاءُ فَصُومُوهُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ إِبْرَاهِيمَ الْهَجْرِيِّ.@

(3/82)

2232- وَعَنْ ثُوَيْرٍ بْن أَبِي فَاخِتَة ، سَمِعْتُ ابْن الزُّبَيْر ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَصُومُوه , فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِصِيامِه.

رواه أحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل ، وثوير بن أبي فاختة ضعيف.

2233- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فُلِقَ الْبَحْرُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ ، يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرُّقَاشِيُّ.

2234- وَعَن خَبَّابٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَمْ يَأْكُلْ فَلْيَصُمْ ، وَمَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ.

قَالَ أَبُو يَعْلَى : يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

2235- وَعَن رُزَيْنَةَ خَادِمَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدْعُو بِمَرَاضِعِهِ وَمَرَاضِعِ فَاطِمَةَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَيَنْفُثُ فِي أَفْوَاهِهِم ، وَيَقُولُ : لاَ تَسْقُوهُمْ إِلَى اللَّيْلِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْحَارِثُ وَاللَّفْظُ لَهُ.

2236- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ وَكَانَ لاَ يَصُومُهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(3/83)

2237- وَعَن أَبِي قَتَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ : يَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ وَالَّذِي بَعْدَهُ ، وَيَوْمُ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفِ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، وَمَعَ ضَعْفِهِ مُخَالِفٌ لِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ أَيْضًا وَلَفْظُهُ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ , فَقَالَ : يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ لَفْظُ مُسْلِمٍ.

13- باب صوم شهر شعبان وإقرانه برمضان وما جاء في سرر الشهر وصوم شوال

2238- عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله رَأَيْتُكَ تَصُومُ شَعْبَانَ صَوْمًا لاَ تَصُومُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الشُّهُورِ إِلاَّ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ! قَالَ : ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبَ وَشَهْرِ رَمَضَانَ ، تُرْفَعُ فِيهِ أَعْمَالُ النَّاسِ ، فَأُحِبُّ أَنْ لاَ يُرْفَعَ عَمَلِي إِلاَّ وَأَنَا صَائِمٌ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.

2239- وَعَن كُثَيِّرِ بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ رَبَّكُمْ يَطَّلِعُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى خَلْقِهِ ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ كُلَّهُمْ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مُشْرِكًا ، أَوْ مُصَارِمًا قَالُوا : وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصُومُ شَعْبَانَ ، فَيَدْخُلُ رَمَضَانُ وَهُوَ صَائِمٌ تَعْظِيمًا لِرَمَضَانَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً ، وَصَدْرُ الْحَدِيثِ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمرو ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.@

(3/84)

2240- وَعَن أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فِي يَوْمِ خَمِيسٍ ، فَدَعَا بِمَائِدَةٍ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْغَدَاءِ ، فَتَغَدَّى بَعْضُ الْقَوْمِ وَأَمْسَكَ بَعْضٌ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ فَفَعَلَ مِثْلَهَا : دَعَا بِمَائِدَةٍ ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الْغَدَاءِ ، فَأَكَلَ بَعْضُهُمْ وَأَمْسَكَ بَعْضٌ ، فَقَالَ لَهُمْ أَنَسُ : لَعَلَّكُمُ اثْنَيْنِيُّونَ لَعَلَّكُمْ خَمِيسِيُّونَ ، كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصُومُ فَلاَ يُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ : مَا فِي نَفْسِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُفْطِرَ الْعَامَ ، ثُمَّ يُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ : مَا فِي نَفْسِهِ أَنْ يَصُومَ الْعَامَ ، وَكَانَ أَحَبُّ الصَّوْمِ إِلَيْهِ فِي شَعْبَانَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ : عُثْمَانُ بْنُ رَشِيدٍ ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ , وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

2241- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَحَبُّ الشُّهُورِ إِلَيْكَ أَنْ تَصُومَ شَعْبَانَ قَالَ : الله يَكْتُبُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مَيْتَةٍ تِلْكَ السُّنَّةِ ، فَأُحِبُّ أَنْ يَأْتِيَنِي أَجَلِي وَأَنَا صَائِمٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ , وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.@

(3/85)

2242- وَعَن عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَرِيفٍ مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَلْقِ فِيِّ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَشَوَّالاً وَالأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

رَواهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

2242/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُهُ ، مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدِ ، عن عَرِيفٍ مِنْ عُرَفَاءِ قُرَيْشٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَلْقِ فِيِّ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

2243- وَعَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنْتُ أَصُومُ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : أَيْنَ أَنْتَ عَنْ شَوَّالٍ ؟ فَكَانَ أُسَامَةُ إِذَا أَفْطَرَ أَصْبَحَ مِنَ الْغَدِ صَائِمًا مِنْ شَوَّالٍ حَتَّى يَتِمُّ عَلَى آخِرِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ وَتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ , وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَهْ.

2244- وَعَن هَانِئِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مِحْرَيْشٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ صُمْتَ مِنْ سِرَرِ هَذَا الشَّهْرِ شَيْئًا ؟ يَعْنِي شَعْبَانَ قَالَ : قُلْتُ : لاَ , قَالَ : فَصُمْ مِنْهُ يَوْمًا ، أَوْ يَوْمَيْنِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ : عِمْرَانَ بْنِ حِصَيْنٍ .

وَسِرَرُ الشَّهْرِ : بِكَسْرِ السِّينِ , آخِرُ لَيْلَةٍ فِيهِ ، وَقِيلَ : أَوَّلُهُ ، وَقِيلَ : وَسَطُهُ.@

(3/86)

2245- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رُبَما يُقْرِنُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

14- باب في صوم الاثنين والأربعاء والخميس والجمعة والشتاء

فيه حديث عكرمة في الباب قبله , وحديث بشير بن الخصاصية , وسيأتي في باب الفطر على التمر.

2246- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَحَّرَى شَهْرًا ، أَوْ يَوْمًا بِصَوْمِهِ , وَيَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ الأَبَدَ فَلاَ صَامَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عِيسَى بْنِ مَيْمُونَ.

2247- وَعَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ صَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ، وَيَقُولُ : قَدْ كَانَ يُكْرَهُ أَنْ يَنْصَبَ الرَّجُلُ يَوْمًا إِذَا جَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمُ صَامَهُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَوْقُوفًا وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ .

2247/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُوَقِّتَ يَوْمًا يَصُومُهُ.

2248- وَعَن أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ صَامَ الأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمْعَةَ بَنَى الله لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ يُرَى ظَاهِرُهُ مِنْ بَاطِنِهِ وَبَاطِنُهُ مِنْ ظَاهِرِهِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدٍ فِيهِ : صَالِحُ بْنُ جَبَلَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(3/87)

2249- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُم , قَالا : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ صَامَ الأَرْبِعَاء وَالْخَمِيس كُتِبَ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِتَدْلِيسِ بَقِيَّةِ بْنِ الْوَلِيدِ.

2250- وَعَنْ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحَرِّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى الأَشْعَرِيِّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَتَغَدَّى ، فَدَعَانِي ، فَقُلْتُ : إِنِّي صَائِمٌ ، فَقَالَ : لاَ تَصُومَنَّ يَوْمًا تَجْعَلُ صَوْمَهُ عَلَيْكَ حَتْمًا.

رواه مُسَدَّد.

2251- وَعَن قَيْسِ بْنِ السَّكْنِ ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ الله أَتَوْا أَبَا الدَّرْدَاءِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فِي يَوْمِ جَمْعَةٍ وهم صِيَامٌ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ ، فَأَقْسَمَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُفْطِرُوا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي اسْتَقْبَالِهِ الْقِبْلَةَ فِي بَابِ الرَّجُلِ يُصَلِّي عَاقِصًا شَعْرَهُ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَّاصِيَّةَ وَسَيَأْتِي فِي بَابِ النَّهْيِ عَنِ الْوِصَالِ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ النَّذْرِ.

2252- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : مَا رُئِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُفْطِرًا يَوْمَ الْجُمْعَةِ قَطُّ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالْبَزَّارُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.@

(3/88)

2253- وَعَن أَبِي الأَوْبَرِ قَالَ : كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّكَ تَنْهَى النَّاسَ أَنْ يَصِلُوا فِي نِعَالِهِمْ قَالَ : مَا نَهَيْتُ النَّاسَ وَلَكِنْ وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي إِلَى هَذَا الْمَقَامِ وَعَلَيْهِ نَعْلاَهُ ، فَانْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ ثُمَّ أَتَاهُ آخر فَقَالَ : يَا أَبا هُرَيْرَة إِنَّكَ نَهَيْتَ النَّاسَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ! فَقَالَ : مَا نَهَيْتُ النَّاسَ أَنْ يَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَإِنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ إِلاَّ أَنْ تَصِلُوهُ بِأَيَّامٍ , ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمًا خَارِجًا وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسًا ، إِذْ جَاءَهُ الذِّئْبُ حَتَّى أَقْعَى بَيْنَ يَدِهِ ، ثُمَّ بَصْبَصَ بِذَنَبِهِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا الذِّئْبُ وَهَذَا وَافِدُ الذِّئَابِ فَمَا تَرَوْنَ ؟ أَتَجْعَلُونَ لَهُ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَيْئًا ؟ فَقَالَ النَّاسُ : لاَ وَالله يَا رَسُولَ الله لاَ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْوَالِنَا شَيْئًا فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ فَرَمَاهُ بِحَجَرٍ فَأَدْبَرَ وَلَهُ عُوَاءٌ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الذِّئْبُ وَمَا الذِّئْبُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَالْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ وَمَدَارُ طُرُقِهِ عَلَى : أَبِي الأَوْبَرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ.

2254- وَعَن جُنَادَةَ الأَزْدِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَبَعَةٍ مِنَ الأَزْدِ أَنَا ثَامِنُهُمْ يَوْمَ الْجُمْعَةِ وَهُوَ يَتَغَدَّى ، فَدَعَانَا إِلَى طَعَامِهِ ، فَقُلْنَا إِنَّا صِيَامٌ ، فَقَالَ : أَصُمْتُمْ أَمْسِ ؟ قُلْنَا : لاَ , قَالَ : أَفَتَصُومُونَ غَدًا ؟ قُلْنَا : لاَ , قَالَ : فَأَفْطِرُوا فَأَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ طَعَامِهِ ، فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَصَعَدَ الْمِنْبَرَ دَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يُرِي النَّاسَ أَنَّهُ لاَ يَصُومُ يَوْمَ الْجُمْعَةِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَتَقَدَّمَ فِي ... @

(3/89)

2255- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْقُضَاعِيُّ .

2255/2- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَعَنِه الْبَيْهَقِيِّ في الكبرى بِلَفْظٍ : الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ ، قَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَهُ ، وَطَالَ لَيْلُهُ فَقَامَهُ .

وَفِي أسانيدهمِ ابْن لَهْيَعَةَ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ أَنَسٌ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى الْغَنِيمَةِ الْبَارِدَةِ ؟ قُلْنَا : وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ.

رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مَوْقُوفًا.@

(3/90)

15- الترغيب في السحور سيما بالتمر

2256- عن عَبْدِ الله ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلَهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ : أَيُّكُمْ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الصَّهْبَاوَاتِ ؟ فَقَالَ عَبْدُ الله : أَنَا وَالله بِأَبِي وَأُمِّي أَذْكُرُهَا ، وَإِنَّ فِي يَدِي لَتَمْرَاتٍ أَتَسَحَّرُ بِهِنَّ مُسْتَتِرًا بِمُؤَخِّرَةِ رَحْلِي مِنَ الْفَجْرِ ، وَذَاكَ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.

2257- وَعَن ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَخِيهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةٌ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.

2258- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : رُبَّمَا قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَرِّبِي سَحُورَكِ الْمُبَارَكَ , وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ غَيْرُ تَمْرَتَيْنِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ , وَأَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدْفِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2259- وَعَن أَبِي قَيْسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِسَهْلَةٍ مِنْ تُرَابٍ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً , وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.@

(3/91)

2260- وَعَن ضُمْرَةَ وَالْمُهَاجِرِ ، ابْنَيْ حَبِيبٍ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالسَّحُورِ ، فَإِنَّهُ الْغَدَاءُ الْمُبَارَكُ ، وَأَسْفِرُوا بِهِ ما اسْتَطَعْتُمْ ، وَتَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً..

2261- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَنَسُ ، إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمَ فَأَطْعِمْنِي شَيْئًا , فَجِئْتُهُ بِتَمْرٍ وَإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ بَعْدَمَا أَذَّنَ بِلاَلٌ فَقَالَ : يَا أَنَسُ ، انْظُرْ إِنْسَانًا يَأْكُلْ مَعِي قَالَ : فَدَعَوْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي شَرِبْتُ شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ ، وَأّنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ فَتَسَحَّرَ مَعَهُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَالْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.

2261/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَلَفْظُهُ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا ؟ فَإِذَا أَنَا بِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، فَدَعَوْتُهُ فَأَكَلاَ تَمْرًا ، وَشَرِبَا مِنَ الْمَاءِ ، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلاَةِ ، يَعْنِي : فِي رَمَضَانَ.

2261/3- وَفِي رِوَايَةٍ : تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ .

2262- وَعَن عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْقَصِيرِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الإِسْكَنْدَرَانِيّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْجَمَاعَةُ بَرَكَةٌ ، وَالثَّرِيدُ بَرَكَةٌ ، وَالسَّحُورُ بَرَكَةٌ ، تَسَحَّرُوا فَإِنَّهُ يَزِيدُ فِي الْقُوَّةِ ، وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ ، تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ ، أَوْ عَلَى جُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ ، تَسَحَّرُوا صَلَوَاتُ الله عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ .

رواه الحارث بسند ضعيف لضعف بحر بن كَنِيزٍ ، وداود بن المحبر , وَلَهُ شَاهِدٌ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الأَطْعِمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

2263- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ بِإِسْنَادٍ قَوِيٍّ مِنْ طَرِيقِ رِفَاعَةَ , عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : السَّحُورُ كُلُّهُ بَرَكَةٌ ، فَلاَ تَدَعُوهُ وَلَوْ يَجْرَعُ أَحَدُكُمْ جُرْعَةَ مِنْ مَاءٍ ، فَإِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَآخَرُ فِي الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ مَرْفُوعًا ، وَلَفْظُهُ : الْبَرَكَةُ فِي ثَلاَثَةٍ : فِي الْجَمَاعَةِ ، وَالثَّرِيدِ ، وَالسَّحُورِ .@

(3/92)

2264- وَعَن جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ أَرَادَ الصَّوْمَ فَلْيَتَسَحَّرْ وَلَوْ بِشَيْءٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ : عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ.

16- باب ما يقال للمؤذن عند السحور وما جاء في تسمية السحور غذاء

2265- عن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ عَلْقَمَةُ بْنُ عِلاَثَةَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رُوَيْدًا يَا بِلاَلُ يَتَسَحَّرُ عَلْقَمَةُ قَالَ : وَهُوَ يَتَسَحَّرُ بِرَأْسٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.@

(3/93)

2265/2- وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ وَلَفْظُهُ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَسَحَّرُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ سَحُورِهِ جَاءَ عَلْقَمَةُ بْنُ عِلاَثَةَ ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِرَأْسٍ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَأْكُلُ إِذْ جَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالصَّلاَةِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رُويْدًا يَا بِلاَلُ حَتَّى يَفْرُغَ عَلْقَمَةُ مِنْ سَحُورِهِ .

2266- وَعَن الْعِرْبَاضِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَدْعُو إِلَى السَّحُورِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَقَالَ : هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ قَالَ : ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : اللهمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ فَذَكَرَهُ دُونَ الدُّعَاءِ لِمُعَاوِيَةَ.

2267- وَعَن أَبِي هُبَيْرَةَ ، عَنْ جَدِّهِ شَيْبَانَ ، قَالَ : أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ ، فَدَخَلْتُ ، فَأَسْنَدْتُ ظَهْرِي إِلَى حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَإذا النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَسَحَّرُ ، فَتَنَحْنَحْتُ فَقَالَ : أَبُو يَحْيَى ، هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ , قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ , فَقَالَ : وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ وَلَكِنَّ مُؤَذِّنَنَا هَذَا فِي بَصَرِهِ سُوءٌ ، أَوْ فِي بَصَرِهِ شَيْءٌ ، فَإِنَّهُ أَذَّنَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

17- باب فيمن دعا وهو صائم وفيمن لم يصلحه الخير أصلحه الشر

2268- عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الأَفْرِيقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : غَزَوْنَا الْبَحْرَ زَمَن مُعَاوِيَةَ ، فَأَرْسَيْنَا مَرْسًا ، فَصَامَ مَرْكِبُ أَبِي أَيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ ، فَلَمَّا حَضَرَ غَدَاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ وَأَهْلِ مَرْكِبِهِ ، فَقَالَ : دَعَوْتُمُونِي وَأَنَا صَائِمٌ , فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنْ أَنْ أُجِيبَ ، @

(3/94)

إِنِّي سَمِعْت ُرَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خِصَالاً وَاجِبَةً : إِذَا دَعَاهُ أَنْ يُجِيبَهُ ، وَإِذَا مَرِضَ أَنْ يَعُودَهُ ، وَإِذَا مَاتَ أَنْ يَشْهَدَ جِنَازَتَهُ ، وَإِذَا لَقِيَهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ ، وَإِذَا عَطَسَ أَنْ يُشَمِّتَهُ ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَهُ أَنْ يَنْصَحَهُ , وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ يَمْزَحُ ، فَقَالَ لأَبِي أَيُّوبَ : إِنَّ مَعَنَا رَجُلاً إِذَا قُلْنَا لَهُ جَزَاكَ الله خَيْرًا ، أَوْ بِرًّا غَضِبَ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ : إِنَّا كُنَّا نَقُولُ مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْخَيْرُ أَصْلَحَهُ الشَّرُّ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ , وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى الأَفْرِيقِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي الْبِرِّ وَالصِّلَةِ فِي بَابِ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ.

18- باب تعجيل الإفطار وتأخير السحور

فيه حديث ابن عمر وتقدم في ... .

2269- عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا ، وَأَنْ نُؤَخِّرَ سَحُورَنَا ، وَنَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلاَةِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدٌ بْنُ حَمِيدٍ , وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2270- وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ : مَرْفُوعًا : أَنَّ جُزْءًا مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ تَأْخِيرُ السَّحُورِ ، وَتَبْكِيرُ الْفِطْرِ ، وَإِشَارَةُ الرَّجُلِ بِإِصْبَعَيْهِ فِي الصَّلاَةِ .@

(3/95)

2271- وَعَن حِبَّانَ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وَهُوَ بِعَسْكَرِ أَبِي مُوسَى ، فَوَجَدْتُهُ يَطْعَمُ ، فَقَالَ : ادْنُ فَكُلْ ، فَقُلْتُ : إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ , قَالَ : وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ ، فَأَكَلَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ ابْنِ النَّبَّاحِ : أَقِمْ.

رواه مُسَدَّد ، وَحِبَّانَ بْنِ الْحَارِث - بكسر الحاء المهملة ، وبالباء الموحدة - لم أر فيه جرحًا ولا تعديلا ، وباقي رجال الإسناد ثقات.

2272- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَمْنَعَنَّكُمْ أَذَانُ بِلاَلٍ مِنَ السَّحُورِ ، فَإِنَّ فِي بَصَرِهِ شَيْئًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

2273- وَعَنْهُ قَالَ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَطُّ يُصَلِّي صَلاة المَغْرِب حَتَّى يُفْطِرَ وَلَوْ عَلى شَرْبَة مِنْ مَاءٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى ، وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا.

2274- وَعَن بِلاَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آذَنُهُ بِالصَّلاَةِ وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ ، فَشَرِبَ وَنَاوَلَنِي ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/96)

2275- وَعَن عَطِيَّةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ رَبِيعَةَ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا وَفْدُنَا الَّذِي كَانُوا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالُوا : قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي رَمَضَانَ ، فَلَمَّا أَسْلَمْنَا صُمْنَا ، فَكَانَ بِلاَلٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مُؤَذِّنُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْتِينَا من عند رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِفِطْرِنَا وَسَحُورِنَا ، وَنَحْنُ فِي قُبَّةٍ قَدْ ضُرِبَتْ لَنَا فِي الْمَسْجِدِ ، فَيَأْتِينَا بِفِطْرٍ وَإِنَّا لَنَقُولُ : إِنَّا لَنُمَارِي فِي وُقُوعِ الشَّمْسِ لِمَا نَرَى مِنَ الإِسْفَارِ فَيَضَعُ عَشَاءَنَا بَيْنَ أَيْدِينَا ، فَيَقُولُ : كُلُوا فَنَقُولُ : يَا بِلاَلُ رُدَّهُ إِنَّا نَرَى سَفَرًا فَيَقُولُ : مَا جِئْتُكُمْ حَتَّى أَكَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ يَضَعُ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ فَلَيْتَقِمُ مِنْهُ ، وَيَقُولُ : كُلُوا وَيَأْتِينَا بِسَحُورِنَا ، وَإِنَّا لَنَتَمَارَى فِي الصُّبْحِ ، وَيَقُولُ : كُلُوا قَدْ كَادَ الْفَجْرُ يَطْلَعُ فَنَقُولُ : يَا بِلاَلُ إِنَّا نَخْشَى أَنْ نَكُونَ قَدْ أَصْبَحْنَا فَيَقُولُ : لَقَدْ تَرَكْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَسَحَّرُ فَتَسَحَّرُوا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

2276- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصُومُ فِي الصَّيْفِ لاَ يُصَلِّي فِي الصَّيْفِ الْمَغْرِبَ إِذَا كَانَ صَائِمًا حَتَّى آتِيَهُ بِرُطَبٍ ، فَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ ، ثُمَّ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ ، وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ أَتَيْتُهُ بِتَمْرٍ ، فَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ ، ثُمَّ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.

2277- وَعَن أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّه قال : قُلْتُ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبِيتَ عِنْدَكَ اللَّيْلَةَ فَأُصَلِّيَ بِصَلاَتِكَ قَالَ : لاَ تَسْتَطِيعَ صَلاَتِي فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَغْتَسِلُ ، فَسَتَرْتُهُ بِثَوْبٍ وَأَنَا مُحَوَّلُ عَنْهُ ، فَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ فَعَلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : هَكَذَا الْغُسْلُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ، وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى جَعَلْتُ أَضْرِبُ بِرَأْسِي الْجُدْرَانَ مِنْ طُولِ صَلاَتِهِ ثُمَّ أَتَى بِلاَلٌ بِالصَّلاَةَ فَقَالَ : أَفَعَلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : إِنَّكَ يَا بِلاَلُ تُؤَذِّنُ إِذَا كَانَ الصُّبْحُ سَاطِعًا فِي السَّمَاءِ لَيْسَ ذَاكَ الصُّبْحَ إِنَّمَا الصَّبْحُ هَكَذَا مُعْتَرِضًا ثُمَّ دَنَا بِسَحُورِهِ فَتَسَحَّرَ.@

(3/97)

2278- قَالَ حَاتِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا أَخَّرُوا السَّحُورَ وَعَجَّلُوا الْفِطْرَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُخْتَصَرًا ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ التَّجِيبِيِّ وَهُوَ مَجْهُولٌ.

2279- وَعن زَرٍّ ، قَالَ : تَسَحَّرْتُ ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَمَرَرْتُ بِحُذَيْفَةَ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بِلَقْحَةَ ، فَحَلَبْتُ وقِدْرٍ فَسَخَّنْتُ ، ثُمّ قَالَ : ادْنُ فَكُلْ فَقُلْتُ : إِنِّي أُرِيدُ الصَّوْمُ قَالَ : وَأَنَا أُرِيدُ الصَّوْمَ قَالَ : فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا ، ثم أتيت المسجد فأقيمت الصلاة ، وَقَالَ : هَكَذَا فَعَلَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقُلْتُ : أَبَعْدَ الصُّبْحِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، هُوَ الصُّبْحُ غَيْرَ أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ قَالَ عَاصِمٌ : بَيْنَ الْمَسْجِدِ وَبَيْنَ الْمَنْزِلِ كَمَا بَيْنَ مَسْجِدِ ثَابِتٍ وَبُسْتَانِ حَوْطٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

2279/2- وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا بِلَفْظِ : تَسَحَّرْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هو النَّهَارِ إِلاَّ أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ .

2280- وَعَن عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَنْهَى عَنِ الْوِصَالِ ، وَيَأْمُرُ بِتَبْكِيرِ الإِفْطَارِ وَتَأْخِيرِ السَّحُورِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(3/98)

2281- وَعَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ بِلاَلٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

2282- وَعَن أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَاعٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : عَجِّلُوا الْفِطْرَ وَأَخِّرُوا السَّحُورَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَفِي سَنَدِهِِ مَجْهُولاَتٌ.

19- باب الفطر على التمر والنهي عن الوصال

2283- عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اللهمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَأَبْنَائِهَا ، وَأَبْنَاءِ أَبْنَائِهَا وَحَشَمِهَا قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا كَانَ الرُّطَبُ لَمْ يُفْطِرْ إِلاَّ عَلَى الرُّطَبِ ، وَإِذَا لَمْ يَكُنِ الرُّطَبُ لَمْ يُفْطِرْ إِلاَّ عَلَى التَّمْرِ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ بِسَنَدٍ ضَعيف لجهالة بعض رواته .

2284- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُحِبُّ أَنْ يُفْطِرَ عَلَى ثَلاَثِ تَمْرَاتٍ ، أَوْ شَيْءٍ لَمْ تُصِبْهُ النَّارُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ دُونَ قَوْلِهِ : أَوْ شَيْءٍ لَمْ تُصِبْهُ النَّارُ.

2285- وَعن إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ، عَنِ لَيْلَى امْرَأَةِ بَشِيرِ بْنِ الخَصَّاصِيَّةَ ، قَالَتْ : أَرَدْتُ أَنْ أَصُومَ يَوْمَيْنِ مُوَاصِلاً ، فَذَكَرْتُ ذلك لِبَشِيرٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْهُ وَقَالَ : يَفْعَلُ ذَلِكَ الْيَهُودُ ، وَلَكِنْ صُومُوا فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ فَأَفْطِرُوا.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.@

(3/99)

2285/2- وَكَذَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ وَلَفْظُهُمَا : أَرَدْتُ أَنْ أَصُومَ يَوْمَيْنِ مُوَاصِلَةً ، فَمَنَعَنِي بَشِيرٌ ، وَقَالَ : إِنََّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْهُ وَقَالَ : يَفْعَلُ ذَلِكَ النَّصَارَى وَلَكِنْ صُومُوا كَمَا أَمَرَكُمُ الله : وَأَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ فَأَفْطِرُوا .

2285/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ، عَنْ جَهْدَمَةَ بِنْتِ يَزِيدَ ، عَنْ زَوْجِهَا بَشِيرِ بْنِ الْخَصَّاصِيَّةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله كَيْفَ أَصْنَعُ بَعْدَكَ ؟ قَالَ : اسْمَعْ وَأَطِعْ قَالَ : ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ ، وَقَالَ لِي فِي بَعْضِهِمْ : وَإِنْ كَانَ عَلَيْكَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَصُومُ الْجُمْعَةَ ؟ قَالَ : لاَ لأنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ لاَ تَصُومُهُ إِلاَّ فِي أَيَّامٍ قَالَ : يَا رَسُولَ الله أُوَاصِلُ ؟ قَالَ : لاَ تُوَاصِلُوا صُومُوا كَمَا أَمَرَكُمُ الله عَزَّ وَجَلَّ.

2285/4- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أَيْضًا , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ لَيْلَى امْرَأَةَ بَشِيرٍ تقول : إِنَّ بَشِيرًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَصُومُ الْجُمْعَةَ ، وَلاَ أُكَلِّمُ ذَلِكَ الْيَوْمَ أَحَدًا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَصُوم يَوْمَ الْجُمْعَةِ إِلاَّ فِي أَيَّامٍ هُوَ أَحَدُهَا ، أَوْ فِي شَهْرٍ ، وَأَمَّا لاَ تُكَلِّمَ أَحَدًا فَلَعَمْرِي ، لأَنْ تُكَلِّمَ بِمَعْرُوفٍ وَتَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَسْكُتَ.

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مُخْتَصَرًا.

2286- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْوِصَالِ ، وَأُخْتِي هَذِهِ تُوَاصِلُ وَأَنَا أَنْهَاهَا.

رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَأَبي دَاوُدَ دُونَ قَوْلِهِ : وَأُخْتِي هَذِهِ ... إِلَى آخِرِهِ.@

(3/100)

2287- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الْوَصْلِ فِي الصَّوْمِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَتَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ ، وَحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله , وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الطَّلاَقِ قَبْلَ النِّكَاحِ.

2288- وَعَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاصَلَ مِنَ السَّحَرِ إِلَى السَّحَرِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

2289- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاصَلَ فِي رَمَضَانَ وَنَهَاهُمْ فَقِيلَ لَهُ : إِنَّكَ تُوَاصِلُ ! فَقَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي.

رَوَاهُ أَبُو مَنِيعٍ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وأَبِي دَاوُدَ دُونَ قَوْلِهِ : إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي .

2290- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُوَاصِلُ مِنَ السَّحَرِ إِلَى السَّحَرِ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَنَهَاهُم (1) فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله أَنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ ! فَقَالَ : إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِثْلِي إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِغَيْرِ هَذِهِ الأَلْفَاظِ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

_____حاشية_____

(1) تحرف في المطبوع إلى : "فنهاه" ، وجاء على الصواب في طبعة الرشد (3075) ، و "معجم ابن الأعرابي" (1295) .@

(3/101)

+++101

20- باب إجابة دعوة الصائم وما يدعو به الصائم لمن أفطر عنده وما لله عند كل فطر من عتقاء من النار

2291- عن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لِلصَّائِمِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَكَانَ عَبْدُ الله بْنُ عَمْروٍ إِذَا أَفْطَرَ دَعَا أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ وَدَعَا.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.

2292- وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَة مَا تُرَدُّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الله يَقُولُ عِنْدَ فِطْرِهِ : اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي - زَادَ فِي رِوَايَةٍ : ذُنُوبِي لَفْظُ ابْنِ مَاجَةَ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ، وَابْنُ مَاجَةَ وَابْنُ خزيمَةَ , وابن حبان في صحيحيهما.@

(3/102)

2293- وروي من حديث علي بن أبي طالب : يَا عَلِيّ فَإِذَا كُنْتَ صَائِمًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ بَعْدَ إِفْطَارِكَ : اللهمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ ، يُكْتَبُ لَكَ مِثْلُ مَنْ كَانَ صَائِمًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ... الْحَدِيثُ , وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعَلِيٍّ.

2294- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ : أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى وَالْيَوْمَ وَاللَّيْلَةَ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُطَوَّلاً , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الزُّهْدِ.

2295- وَعَن أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَآخَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أُسَامَةَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَوَاهُ الْبَزَّارُ.@

(3/103)

21- باب جواز السواك والكحل للصائم وما جاء فيمن قال صمت كما أفطرت

2296- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَسَوَّكَ وَهُوَ صَائِمٌ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا وَمُسَدَّدٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مَرْفُوعًا.

2297- وَعَن ابن عمر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أنه قَالَ : صُمْت كَمَا أَفْطَرْت.

رواه الحارث موقوفا.

2298- وَعَنْهُ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ وَقَدِ اكْتَحَلَ بِالإِثْمِدِ فِي رَمَضَانَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ كِتَابِ الأَطْعِمَةِ وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ : لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ ، وَلاَ يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ قَالَ : وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ ، فَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ وَابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَرَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ.@

(3/104)

2299- وَعَن أَبِي رَافِعٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَكْتَحِلُ وَهُوَ صَائِمٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

22- باب ما جاء في القبلة للصائم

فيه حديث عائشة وسيأتي في باب الإفطار مما دخل.

2300- عن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ قُبْلَةِ الصَّائِمِ قَالَ : رَيْحَانَةٌ يَشَمُّهَا.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.

2301- وَعَن سَعِيد بْن أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَقَالَ : أُقَبِّلُ امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ ؟ قَالَ : لاَ بَأْسَ قَالَ : فَأُقَبِّلُ امْرَأَةً غَيْرَهَا ؟ قَالَ : أُفٍّ , قَالَ : وَسَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : لاَ بَأْسَ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.

2302- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرُّؤُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ - يَعْنِي الْقُبَلَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَمحمد بن يََحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ فِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ , وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل بسند الصحيح @

(3/105)

2303- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ عُمَرُ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْمَنَامِ ، فَرَأَيْتُهُ لاَ يَنْظُرُ إِلَيَّ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله مَا شَأْنِي ؟! قَالَ : أَلَسْتَ الَّذِي تُقَبِّلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ ؟ قَالَ : فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أُقَبِّلُ بَعْدَهَا وَأَنَا صَائِمٌ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَمْروِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ.

وقال الترمذي : وَاخْتَلَفَ أَهْلُ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَغَيْرِهِمْ فِي القُبْلَةِ لِلصَّائِمِ ، فَرَخَّصَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القُبْلَةِ لِلشَّيْخِ ، وَلَمْ يُرَخِّصُوا لِلشَّابِّ مَخَافَةَ أَنْ لاَ يَسْلَمَ لَهُ صَوْمُهُ ، وَالمُبَاشَرَةُ عِنْدَهُمْ أَشَدُّ , وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ : القُبْلَةُ تُنْقِصُ الأَجْرَ وَلاَ تُفْطِرُ الصَّائِمَ ، وَرَأَوْا أَنَّ لِلصَّائِمِ إِذَا مَلَكَ نَفْسَهُ أَنْ يُقَبِّلَ ، وَإِذَا لَمْ يَأْمَنْ عَلَى نَفْسِهِ تَرَكَ القُبْلَةَ لِيَسْلَمَ لَهُ صَوْمُهُ ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ.

23- باب ترهيب الصائم من الغيبة والفحش والكذب ونحو ذلك

2304- عن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَعِفُّوا الصِّيَامَ فَإِنَّ الصِّيَامَ لَيْسَ مِنَ الطَّعَامِ ، وَلاَ مِنَ الشَّرَابِ ، وَلَكِنَّ الصِّيَامَ مِنَ الْمَعَاصِي ، فَإِذَا صَامَ أَحَدُكُمْ فَجَهِلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ، أَوْ شَتَمَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَرَوَاهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ فَلَمْ يَذْكُرُوا صَدْرَ الْحَدِيثِ إِلَى قَوْلِهِ : وَلَكِنَّ الصِّيَامَ مِنَ الْمَعَاصِي.@

(3/106)

2304/2- وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ وَابْنُ حِبَّانَ , وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ بِلَفْظِ : لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ ، إِنِّي صَائِمٌ .

2305- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَصُومُوا يَوْمًا وَقَالَ : لاَ يُفْطِرَنَّ أَحَدٌ حَتَّى آذَنَ لَهُ فَصَامَ النَّاسُ فَلَمَّا أَمْسَوْا جَعَلَ الرَّجُلُ يجَيِءُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيَقُولُ : ظَلَلْتُ مُنْدُ الْيَوْمَ صَائِمًا فَأْذَنْ لِي فَلأُفْطِرْ ، فَيَأْذَنُ لَهُ ، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ يَقُولُ ذَلِكَ فَيَأْذَنُ لَهُ ، حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله إِنَّ فَتَاتَيْنِ مِنْ أَهْلِكَ ظَلَّتَا مُنْذُ الْيَوْمَ صَائِمَتَيْنِ وَإِنّهَمَا تَسْتَحِييَانِ أَنْ تَأْتِيَانِكَ فَائْذَنْ لَهُمَا فَلْيُفْطِرَا ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : َمَا صَامَتَا وَكَيْفَ صَامَ مَنْ ظَلَّ هَذَا الْيَوْمَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ ؟ اذْهَبْ فَمُرْهُمَا إِنْ كَانَتَا صَائِمَتَيْنِ أَنْ تَسْتَقِيئَا فَفَعَلَتَا فَقَاءَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عُلْقَةً ، فَأَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ مَاتَتَا وَهُمَا فِيهِمَا لأَكَلَتْهُمَا النَّارُ.

رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرُّقَاشِيُّ , وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيُّ.

2306- وَعَن عُبَيدِ مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى ، فَجَعَلَتَا تَأْكُلاَنِ لُحُومَ النَّاسِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله إِنَّ هَاهُنَا امْرَأَتَيْنِ صَامَتَا وَقَدْ كَادَتَا أَنْ @

(3/107)

تَمُوتَا مِنَ الْعَطَشِ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَوْ سَكَتَ ، ثُمَّ جَاءَهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، أَحْسَبُهُ قَالَ فِي الظَّهِيرَةِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهُمَا وَالله لَقَدْ مَاتَتَا ، أَوْ كَادَتَا أَنْ تَمُوتَا فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ائْتُمُونِي بِهِمَا فَجَاءَتَا فَدَعَا بِعُسٍّ ، أَوْ قَدَحٍ فَقَالَ لإِحْدَيْهِمَا قِي ، فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ حَتَّى قَاءَتْ نِصْفَ الْقَدَحِ وَقَالَ لِلأُخْرَى : قِي فَقَاءَتْ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ وَصَدِيدٍ حَتَّى مَلأَتِ الْقَدَحَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتَا عَمَّا أَحَلَّ الله لَهُمَا ، وَأَفْطَرَتَا عَلَى مَا حَرَّمَ الله عَلَيْهِمَا ، جَلَسَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى فَجَعَلَتَا تَأْكُلاَنِ لُحُومَ النَّاسِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ , وَمُسَدَّدٌ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : سَعْدُ مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ , وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَاللَّفْظُ لَهُمَا وَفِي سَنَدَيْهِمَا أَيْضًا رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ , وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى مُخْتَصَرًا وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ , وَقَالَ : عُبَيْدُ مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم . وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، وَقَالَ مَرَّةً : سَعد مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَمَرَّةً : عُبَيْدُ ، وَمَرَّةً : سَعد ، أَوْ عُبَيْدٌ.

والْعُسُّ : بِضَمِّ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ , هُوَ الْقَدَحُ الْعَظِيمُ .

وَالْعَبِيطُ : بِفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ ثُمَّ يَاءٌ مُثَنَّاةٌ مِنْ تَحْتِ وَبِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ هُوَ : الطَّرِيُّ.

2307- وَعَن أبي المتوكل : أخبرنا أبا هريرة , رَضِيَ الله عَنْهُ , كان إذا صام جلس في المسجد قال : نعف صيامنا.

رواه مُسَدَّد موقوفا.

2308- وَعَن عطاء بن السائب قال : كان أصحابنا يقولون : أهون الصيام ترك الطعام والشراب.

رواه مُسَدَّد عن حماد بن زيد عنه به.@

(3/108)

24- باب في الحجامة للصائم

تقدم حديث علي بن أبي طالب رَضِيَ الله عَنْهُ في باب الرجل يصلي عاقصا شعره وفيه : ونهاني أن احتجم وأنا صائم.

2309- وعنه قال : أفطر الحاجم والمحجوم.

رواه مُسَدَّد موقوفا بسند ضعيف.

2310- وَعَن صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ ، أَنَّهَا قَالَتْ : أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا.

2311- وَعَن مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ الأَشْجَعِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ : مَرَّ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا أَحْتَجِمُ لِثَمَانِيَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، فَقَالَ : أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمُحْجُومُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

2312- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ , قَالَ : وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَغَيْرِهِمْ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَرَوْا بالْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ بَأْسًا ، وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ.

2313- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : مَرَّ بِنَا أَبُو طِيبَةَ فِي رَمَضَانَ ، فَقُلْنَا مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : حَجَّمْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَالْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ.@

(3/109)

2314- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمُسْتَحْجِمُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَحَدِيثُ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي ... وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لاِنْضِمَامِهِ مَعَ عَائِشَةَ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ فَقَطْ.

2315- عن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : احْتَجَمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ فَغُشِيَ عَلَيْهِ ، فَنَهَى النَّاسَ يَوْمَئِذٍ أَنْ يَحْتَجِمَ الصَّائِمُ كَرَاهَةَ الضَّغْفِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ فَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ الْحَكم عَنْ مُقْسَمٍ عَنْهُ.

قال الترمذي : قَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ : الحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ حَتَّى أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ بِاللَّيْلِ ، مِنْهُمْ : أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَبِهَذَا يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِ , قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ : مَنْ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ فَعَلَيْهِ القَضَاءُ , قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ : وَهَكَذَا قَالَ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ ، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ وَلاَ أَعْلَمُ وَاحِدًا مِنْ الحَدِيثَيْنِ ثَابِتًا ، وَلَوْ تَوَقَّى رَجُلٌ الحِجَامَةَ وَهُوَ صَائِمٌ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ ، وَإن احْتَجَمَ صَائِمٌ لَمْ أَرَ ذَلِكَ أَنْ يُفْطِرَهُ , قال الترمذي : هَذَا كَانَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ بِبَغْدَادَ ، وَأَمَّا بِمِصْرَ فَمَالَ إِلَى الرُّخْصَةِ وَلَمْ يَرَ بِالحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ بَأْسًا ، وَاحْتَجَّ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِم.@

(3/110)

25- باب الإفطار مما دخل وليس مما خرج

2316- عن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ هَلْ مِنْ كِسْرَةٍ ؟ فَأَتَيْتُهُ بِقُرْصٍ فَوَضَعَهُ عَلَى فِيهِ قَالَ : يَا عَائِشَةُ هَلْ دَخَلَ بَطْنِي مِنْهُ شَيْءٌ ؟ كَذَلِكَ قُبْلَةُ الصَّائِمِ ، إِنَّمَا الإِفْطَارُ مِمَّا دَخَلَ وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى.

26- باب فيمن أكل أوشرب وهو صائم

2317- عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيد المَقْبُرِي ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَكَلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ ، ؟ قَالَ : لاَ شَيْءَ عَلَيْكَ . قَالَ : شَرِبْتُ وَأَنَا صَائِمٌ ؟ قَالَ : لاَ شَيْءَ عَلَيْكَ , فأعاد قَالَ : أَكَلْتُ كَذَا وَكَذَا وَأَنَا صَائِمٌ ؟ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَنْتَ لَمْ تَعْتَدِ الصِّيَامَ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.@

(3/111)

2318- وَعَن أُمِّ إِسْحَاقَ الْغَنَوِيَّةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَتَى بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ ، قَالَتْ : وَكُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ آكُلَ طَعَامَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : هَلُمَّ يَا أُمَّ إِسْحَاقَ فَكُلِي قَالَتْ : فَأَكَلْتُ ، ثُمَّ نَاوَلَنِي عَرْقًا فَرَفَعْتُهُ إِلَى فِيَّ ، فَذَكَرْتُ أَنِّي صَائِمَةٌ فَبَقِيَتْ يَدِي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرْفَعَهَا إِلَى فِيَّ ، وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَضَعَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أُمَّ إِسْحَاقَ ! قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله إِنِّي كُنْتُ صَائِمَةً فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتِمِّي صَوْمَكِ فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ : الآنَ حِينَ شَبِعْتِ ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ الله إِلَيْهَا.

رَوَاهُ عبد بن حَمِيدٍ : وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ قَالَ : وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : إِنْ أَكَلَ فِي رَمَضَانَ نَاسِيًا فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَصَحُّ.

27- باب في الصائم يأكل البرد

2319- عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَطَّرَتِ السَّمَاءُ بَرَدًا ، فَقَالَ لَنَا أَبُو طَلْحَةَ وَنَحْنُ غِلْمَانُ : نَاوِلْنِي يَا أَنَسُ مِنْ ذَاكَ الْبَرَدِ ، فَنَاوَلْتُهُ فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَهُوَ صَائِمٌ فَقُلْتُ : أَلَسْتَ صَائِمًا ؟! قَالَ : بَلَى ، إِنَّ ذَا لَيْسَ بِطَعَامٍ ، وَلاَ شَرَابٍ وَإِنَّمَا هُوَ بَرَكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ نُطَهِّرُ بِهِ بُطُونَنَا قَالَ أَنَسٌ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ : خُذْ مِن عَمِّكَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.

2319/2- ورواه البَزَّار ولفظه : قَاَل أَنَس : رَأَيْت أَبَا طَلْحَة يَأْكُل البَرَد وَهُوَ صَائِمٌ وَيَقُول : إِنَّهُ لَيْسَ بِطَعَامٍ وَلاَ شَرَابٍ . قَالَ : فَذَكَرْت ذَلِك لِسَعِيدِ بْن المُسَيَّب فَكَرِهَهُ وَقَالَ : إِنَّهُ يَقْطَع الظَّمِأ.

قال البَزَّار : لا نعلم هذا الفعل إلاَّ عن أبي طلحة . انتهى.

وشيخ البَزَّار ضعيف.@

(3/112)

28- باب وضع الصوم عن المسافر والحبلى والمرضع

2320- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : الْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا أَفْطَرَتَا وَأَطْعَمَتَا كل يوم مسكينًا ، ، وَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِمَا

رواه مُسَدَّد بإسناد حسن.

ورواه أبو داود في سننه وسكت عليه دون قوله : ولا قضاء عليهما.

وله شاهد من حديث أنس بن مالك رواه النسائي ، والتِّرمِذيّ وحسنه ، قال : وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ , وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ : الحَامِلُ ، وَالمُرْضِعُ ، تُفْطِرَانِ وَتَقْضِيَانِ وَتُطْعِمَانِ , وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ ، وَمَالِكٌ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ , وقَالَ بَعْضُهُمْ : تُفْطِرَانِ ، وَتُطْعِمَانِ ، وَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِمَا ، وَإِنْ شَاءَتَا قَضَتَا ، وَلاَ إِطْعَامَ عَلَيْهِمَا ، وَبِهِ يَقُولُ إِسْحَاقُ.@

(3/113)

2321- وَعَن أَبِي قُلاَبَةَ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ مِنَّا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَذْهَبَ قَالَ : أَلاَ تَنْتَظِرُ حَتَّى تُصِيبَ مِنَ الْغَدَاءِ ؟ فقلت إنِّي صائم فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلاَةِ ، وَعَن الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ.

رَوَاهُ مَحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.

29- باب قبول رخصة الله تعالى , وما جاء فيمن لم يقبلها

2322- عن أبي سعيد مَوْلَى الْمهرِيِّ قَالَ : أَقْبَلْتُ مَعَ صَاحِبٍ لِي مِنَ الْعُمْرَةِ ، فَوَافَيْنَا الْهِلاَلَ , هِلاَلَ رَمَضَانَ ، فَنَزَلْنَا فِي أَرْضِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، فَأَصْبَحْنَا مُفْطِرِينَ إِلَّا رَجُلًا مِنَّا وَاحِدًا ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، نِصْفَ النَّهَارِ فَوَجَدَ صَاحِبَنَا يَلْتَمِسُ بَرْدَ النَّخْلِ ، قَالَ : مَا بَالُ صَاحِبِكُمْ ؟ قَالُوا : صَائِمٌ ، قَالَ : مَا حَمَلَهُ عَلَى أَنْ لاَ يُفْطِرَ ؟ قَدْ رَخَّصَ اللَّهُ لَهُ ، لَوْ مَاتَ مَا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.

2323- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : الإِِفْطَارُ فِي السَّفَرِ عَزْمَةٌ.

رواه أحمد بن منيع موقوفا بسند صحيح.

2324- وَعَن أَبِي طُعْمَةَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِنِّي أَقْوَى عَلَى الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ لَمْ يَقْبَلْ رُخْصَةَ الله كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلَ جِبَالِ عَرَفَةَ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ بِسَنَدٍ فِيهِ : ابْنُ لَهْيَعَةَ , وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : كَانَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ يَقُولُ : إِسْنَادُ أَحْمَدَ حَسَنٌ , وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ : هُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.@

(3/114)

2325- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله تعالى يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ قَصْرِ الصَّلاَةِ.

30- باب فيمن وقع على زوجته في رمضان وما يحل للرجل من امرأته وهو صائم وفيمن أصبح جنبا من غير احتلام ثم صام

2326- عن عَطَاءٍ ، وَعَمْروِ بْنِ شُعَيْبٍ قَالاَ : إِنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله هَلَكْتُ قَالَ : وَمَا أَهْلَكَكَ ؟ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ قَالَ : وَأُتِيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِحِمَارٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ فَأَمَرَ لَهُ بِبَعْضِهِ فَقَالَ : خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ قَالَ : يَا رَسُولَ الله مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنِّي فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ : أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ وَيَوْمٌ مَكَانَ يَوْمٍ وَاسْتَغْفِرِ الله قَالَ : فَلاَ أَدْرِي فِي حَدِيثِ أَحَدِهِمَا ، أَوْ فِي حَدِيثَيْهِمَا يَوْمٌ مَكَانَ يَوْمٍ ، وَاسْتَغْفِرِ الله.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ مُعْضِلٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ عَطَاءٍ ، وَعَمْروِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.@

(3/115)

2327- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : كُلُّ شَيْءٍ مِنَ امْرَأَتِكَ لَكَ حَلاَلٌ إِذَا كُنْتَ صَائِمًا إِلاَّ مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَضَعْفِ بَعْضِهِمْ.

2328- وَعَن أَبِي قِلابة ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلاَمٍ ثُمَّ يَصُومُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2328/2- وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَأَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، وَأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَيِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُمَا قَالَتَا : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصْبِحُ جُنُبًا فِي رَمَضَانَ مِنْ جِمَاعِ غَيْرِ احْتِلاَمٍ ثُمَّ يَصُومُ .

31- باب فيمن أفطر يوما من رمضان وفيمن ضعف عن الصوم

2329- عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ قَالَ : تَصَدَّقْ لِمَا صَنَعْتَ ، وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ ، وَاسْتَغْفِرِ الله , عَزَّ وَجَلَّ .

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً.@

(3/116)

2330- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ قَالَ : مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ ، وَلاَ سَفَرٍ ؟! قَالَ : نَعَمْ قَالَ : بِئْسَ مَا صَنَعْتَ قَالَ : أَجَلْ قَالَ : فَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا مَلَكْتُ رَقَبَةً قَطُّ قَالَ : فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ : لاَ أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ قَالَ : فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُشْبِعُ أَهْلِي قَالَ : فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِكْتَلٍ فِيهِ تَمْرٌ فَقَالَ : تَصَدَّقْ بِهَذَا عَلَى سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ : إِلَى مَنْ أَدْفَعُهُ ؟ قَالَ : إِلَى أَفْقَرِ مَنْ تَعْلَمُ قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا بَيْنَ قُتْرَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا قَالَ : تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى عِيَالِكَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ (1) بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.

2331- وَعَن أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ ، قَالَ : ضَعُفَ أَنَسٌ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ الصَّوْمِ فَصَنَعَ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ ، فَدَعَا ثَلاَثِينَ مِسْكِينًا فَأَطْعَمَهُمْ.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي.

32- باب في قضاء رمضان

2332- عن قيس العبدي : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ قَضَاءِ رَمَضَانَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، قَالَ : فَمَا أَدْرِي مَا كَانَتِ الْمُرَاجَعَةُ فِيمَا بَيْنَهُمَا ، فَأَمَرَهُ بِقَضَاءِ رَمَضَانَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ , قَالَ : وَلاَ تَقُول : إِنَّ أَبَاكَ سَمِعَ ذَاكَ مِنْ عُمَرَ.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.

_____حاشية_____

(1) تحرف في المطبوع إلى : "سعيد" ، وجاء على الصواب في "مسند البزار" (1107) , وفي طبعة الرشد (3118) .@

(3/117)

2333- وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ أَمَرَهَا أَنْ تَقْضِيَ ، رَمَضَانَ مُتفَرَّقًا.

رواه مُسَدَّد عن يحيى , عن شعبة عنه.

2333/2- وأبو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ كَانَ يَقُولُ : أَحْصُوا الْعِدَّةَ وصم كَيْفَ شِئْتَ.

2334- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ وَعَلَيْهِ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ أَدْرَكَهُ فِي رَمَضَانَ آخَرَ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ، وَمَنْ صَامَ تَطَوُّعًا وَعَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ رَمَضَانَ لَمْ يَقْضِهِ فَإِنَّهُ لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ : عَبْدُ الله بْنُ لَهْيَعَةَ.

33- باب النهي عن صومي الفطر والأضحى

فيه حديث عبد الله بن عمرو وتقدم في باب كراهية الصلاة بعد الصبح وسيأتي في خطبة يوم الفتح.

2335- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَصُومُوا يَوْمَيْنِ ، وَلاَ تُصَلُّوا صَلاَتَيْنِ : لاَ تَصُومُوا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى ، وَلاَ تُصَلُّوا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، وَلاَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، وَلاَ تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلاَثٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ، وَلاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدُ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِي ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ.@

(3/118)

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَفِي سَنَدِهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ مِنْهُ قِصَّةَ الْمَسَاجِدِ فَقَطْ بِسَنَدٍ فِيهِ : أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ ، وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بزيادة , وَسَيَأْتِي في الميراث بالنكاح وبَابِ لاَ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَالنَّهْيُ عَنْ صَوْمِ الْعِيدَيْنِ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَقِصَّةُ الصَّوْمِ والصَّلاَةِ فِي أَبِي دَاوُدَ.

2336- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ : عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ ، وَيَوْمِ الأَضْحَى ، وَتَعْجِيلِ يَوْمٍ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ ، وَثَلاَثَةِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.

2336/2- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظٍ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ طُعْمٍ وذكر .

وَعَن ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُقْتَصِرًا عَلَى نَهْيِ تَعْجِيلِ الصَّوْمِ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.@

(3/119)

34- باب النهي عن صوم أيام التشريق

فيه حديث أبي هريرة المذكور في الباب قبله.

2337- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنَ السَّنَةِ : ثَلاَثَةُ أَيَّامِ من التَّشْرِيقِ ، وَيَوْمُ الْفِطْرِ ، وَيَوْمُ الأَضْحَى ، وَيَوْمُ الْجُمْعَةِ مُخْتَصَّةً مِنَ الأَيَّامِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ الرُّقَاشِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2338- وَعَن يُوسُفَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ رَجُلاً مَرَّ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُوضِعُ بِمَنًى عَلَى بَعِيرِهِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَهُوَ يَصِيحُ : إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ .

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَجَدَّةُ يُوسُفَ وَإِنْ كَانَتْ مَجْهُولَةً فَإِنَّ لَهَا صُحْبَةً فَلاَ تَضُرُّ الْجَهَالَةُ.

2339- وَعَن عُمَر بْنِ خُلْدَةَ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أُمِّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ عَلِيًّا فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ : أَلا يَصُوم أَحَدٌ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَبِعَالٍ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ كُلُّهُمْ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ ، وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى مُرْسَلاً وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ حُذَافَةَ.@

(3/120)

2340- وَعَن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قُمْ فَصِحْ فِي النَّاسِ أَنَّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ لاَ صِيامَ فِيهَا.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمِيدٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2341- وَعَن ابن عمر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ينهي عن صيام هذه الأيام الثلاثة . يعني أيام التشريق.

رواه عبد بن حميد.

2342- وَعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَصَلاَةٍ فَلاَ يَصُومَنَّ فِيهَا أَحَدٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

2343- وَعَن زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلاً يُنَادِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ : أَلاَ إِنَّ هَذِهِ الأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَنِكَاحٍ .

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ وَقَالَ : وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ الصِّيَامَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ إِلاَّ أَنَّ قَوْمًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَغَيْرِهِمْ رَخَّصُوا للمُتَمتع إِذَا لَمْ يَجِدْ هَدْيًا وَلَمْ يَصُمْ فِي الْعَشْرِ أَنْ يَصُومَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَبِهِ يَقُولُ مَالِكُ بن أَنَس وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.@

(3/121)

35- باب في صيام الدهر

2344- عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَنْ صَامَ الدَّهْرَ ضَيَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ جَهَنَّمَ حَتَّى تَكُونَ أَضْيَقَ مِنْ تِسْعِينَ .

رواه أبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شَيْبَة موقوفًا ، ورواه عَبد بن حُمَيد موقوفًا ثم مرفوعا واللفظ له ، ورجال أسانيدهم ثقات.

2345- وَعََنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ صَائِمًا إِلَّا شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَيَوْمَيْنِ.

رواه إسحاق بإسناد صحيح.

2346- وَعَن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِشَرَابٍ فدار عَلَى الْقَوْمِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ صَائِمٌ فلما بلغه قال له : اشرب ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِنَّهُ يَصُومُ الدَّهْرَ فَقَالَ : لاَ صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ.

رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ.@

(3/122)

2346/2- وَأَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : قَالَتْ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ ، ثُمَّ أَعْطَى الْقَوْمَ فَشَرِبُوا ، فَمَرَّ الإناء عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : إِنَّهُ لاَ يُفْطِرُ إِنَّهُ يَصُومُ كُلَّ يَوْمٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ صَامَ ، وَلاَ أفطر مَنْ صَامَ الأَبَدِ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.

36- باب الصوم والفطر في السفر وما جاء في صوم المحاصر ، والمقاتل ، والمتطوع يدخل في الصوم نهارا قبل الزوال.

2347- عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ فِي سَفَرٍ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ ، فَصَامُوا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ فَشَرِبَ مِنْهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

2347/2- وَمُسَدَّدٌ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَأَفْطَرَ.

2347/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَلَفْظُهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَافَرَ فِي رَمَضَانَ ، فَأُتِيَ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ نَهَارًا فَشَرِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.

2348- وَعَن الْغِطْرِيفِ أَبِي هَارُونَ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلَيْنِ فِي حَاجَةٍ لَهُ فِي رَمَضَانَ ، فَتَقَدَّمَ إِلَى أَحَدِهِمَا أَنْ لاَ يَصُومَ وَسَكَتَ عَنِ الآخَرِ فَصَامَ فَلَمَّا قَدِمَا قَالَ : مَا صَنَعْتُمَا ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا : صُمْتُ , وَقَالَ الآخَرُ : لَمْ أَصُمْ فَقَالَ : كِلاَكُمَا قَدْ أَصَابَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.@

(3/123)

2349- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ عَلَى نَهْرٍ من مَاء السماء فِي يوم صَائِفٍ وَالْمُشَاةُ كَثِيرٌ وَالنَّاسُ صِيَامٌ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا تَتَامَّ النَّاسُ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اشْرَبُوا قَالَ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ قَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ إِنِّي رَاكِبٌ وَأَنْتُمْ مُشَاةٌ قَالَ : فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ , قَالَ : فَلَمَّا أَبَوْا حَوَّلَ وَرِكَهُ ، فَنَزَلَ فَشَرِبَ ، وَشَرِبَ النَّاسُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

2350- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَصْحَبَهُ رَجُلٌ فِي سَفَرِهِ اشْتَرَطَ أَنْ لاَ يَصْحَبَنَا عَلَى بَعِيرٍ غير حلال ، وَلاَ يُنَازِعَنَا الأَذَانَ ، وَلاَ يَصُومَنَّ إِلاَّ بِإِذْنِنَا قَالَ نَافِعٌ : فَكَانَ رَجُلٌ يَصْحَبُهُ فِي السَّفَرِ ، فَيَأْمُرُنَا أَنْ نُوقِظَهُ وَأَنْ نُهَيِّئَ لَهُ سَحُورَهُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.

2351- وَعَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , مِنَ الْمَدِينَةِ فِي رَمَضَانَ ، مُبَادِرًا لِلْفِتْنَةِ أَنْ تَقَعَ فَأَفْطَرَ ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا ، يَعْنِي مَكَّةَ ، أَصْبَحَ فِيْهَا صَائِمًا.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.@

(3/124)

2352- وَعَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَافَرَ فِي رَمَضَانَ ، فَاشْتَدَّ الصَّوْمُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَجَعَلَتْ نَاقَتُهُ تَهِيمُ تَحْتَ ظِلاَلِ الشَّجَرِ ، فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمَرَهُ فَأَفْطَرَ ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ ، فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ فَلَمَّا رَآه النَّاسَ شَرِبَ شَرِبُوا.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

2352/2- وَفِي رِوَايَةٍ لاِبْنِ مَنِيعٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ ، فَصَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَضَعُفَ ضَعْفًا شَدِيدًا وَكَادَ الْعَطَشُ يَقْتُلَهُ وَجَعَلَتْ نَاقَتُهُ تَدْخُلُ تَحْتَ الْعَصَا ، فَأَخْبَرَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : ائْتُونِي بِهِ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ : أَلَسْتَ فِي سَبِيلِ الله ؟ وَمَعَ رَسُولِ الله ؟! أَفْطِرْ .

2353- وَعَن ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : سَافَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي رَمَضَانَ فَصَامَ وَأَفْطَرَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

2354- وَعَن ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ ، لاَ يَدَعُهُمَا يَقُولُ : لاَ يَزِيدُ عَلَيْهِمَا يَعْنِي : الْفَرِيضَةَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، وَسَيَأْتِي فِي الأَشْرِبَةِ فِي بَابَ جَوَازِ الشُّرْبِ قَائِمًا وَقَاعِدًا.

2355- وَعَن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَ إِلَى أقوام مُحَاصِرِي حِصْنٍ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْطِرُوا.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(3/125)

2356- وَعَن مُوسَى ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , يَقُولُ : حَاصَرْنَا تَسْتُرَ وَعَلَيْنَا مُوسَى ، فَصَامَ وَصُمْنَا .

رواه مُسَدَّد موقوفًا .

2357- وَعَن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ : أَفْطِرُوا فَإِنَّهُ يَوْمُ قِتَالٍ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2358- وَعَن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ : أَعِنْدَكِ شَيْءٌ ؟ قُلْتُ : لاَ , قَالَ : إِذًا أَصُومُ , وَدَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا آخر فَقَالَ : عِنْدَكِ شَيْءٌ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : إِذًا أُفْطِرُ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ فَرَضْتُ الصَّوْمَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُعَاذٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2358/2- وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ مِنْ طَرِيقِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَجِيءُ فَيَدْعُو بِالطَّعَامِ فَلاَ يَجِدُهُ فَيَفْرِضُ الصَّوْمَ قَالَتْ : وَرُبَّمَا جَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ وَعِنْدِي طَرَفَةُ فَنَقُولُ : يَا رَسُولَ الله لَوْلاَ أَنَّكَ صَائِمٌ لأَطْعَمْنَاكَ فَيَدْعُو فَيَأْكُلُ .

2359- وَعَن أَبِي سُفْيَانَ ، سَمِعْتُ رَجُلاً سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ : تَسَحَّرْتُ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُفْطِرَ ؟ قَالَ : أَفْطِرْ ثُمَّ قَالَ : كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيَقُولُ : عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟ فَإِذَا قَالُوا : لاَ قَالَ : فَأَنَا صَائِمٌ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.@

(3/126)

2360- وَعَن أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، أَّنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، كَانَ يَأْتِيهِمْ بَعْدَمَا يُصْبِحُ فَيَسْأَلُهُمُ الْغَدَاءَ فَلاَ يَجِدُهُ ، فَيَقُولُ : أَنَا إِذًا صَائِمٌ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.

2361- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : صَنَعَ رَجُلٌ طَعَامًا وَدَعَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَصْحَابَهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ : إِنِّي صَائِمٌ , فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَخُوكَ صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَاكَ أَفْطِرْ وَاقْضِ يَوْمًا مَكَانَهُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ مُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي حَمِيدٍ وَسَيَأْتِي فِي الأَطْعِمَةِ فِي الاِجْتِمَاعِ عَلَى الطَّعَامِ.

37- باب ما جاء في الاعتكاف

2362- عن عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اعْتَكَفَ وَخَدِيجَةُ شَهْرًا بِحَرَاءٍ ، فَوَافَقَ ذَلِكَ رَمَضَانَ ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسَمِعَ السَّلاَمَ عَلَيْكُمْ قَالَت : قَالَ : وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ فَجْأَةُ الْجِنِّ فَقَالَتْ : أَبْشِرْ فَإِنَّ السَّلاَمَ خَيْرٌ ... الْحَدِيثُ بِطُولِهِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْحَارِثُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ ، وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ.@

(3/127)

2363- وَعَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ إِذَا اعْتَكَفَ لَمْ يَخْرُجْ إِلاَّ لِحَاجَةٍ لاَبُدَّ مِنْهَا.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ فِيهِ عَبْدُ الله بْنُ بَدِيلٍ الْخُزَاعِيُّ.

2364- وَعَن ابن عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ شُرَيْحًا عَنِ امْرَأَةٍ نَذَرَتْ أَنْ تَعْتَكِفَ رَجَبَ ذَلِكَ الْعَامَ فِي الْمَسْجِدِ قال : وكان زياد - أو ابن زياد - نهى النساء أن يعتكفن في المسجد ، قَالَ : فَقَالَ شُرَيْحٌ ، إِنِّي لاَ أَقُولُ إِنَّهُ فِي كِتَابٍ الله مَنَزَّلٍ ، وَلاَ فِي سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ ، إِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ ، تَصُومُ رَجَبَ ذَلِكَ الْعَامَ ، فَإِذَا أَفْطَرْتَ أَفْطِرَ مَعَهَا كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِين ، أَوْ أَطْعَمْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِسْكِينًا ، نُسُكَانِ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ ، يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ.

رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا على شريح بسند صحيح.

38- باب مما جاء في ليلة القدر وعلامتها

فيه حديث جابر بن سمرة وكعب بن مالك وعائشة ، وتقدم كل ذلك في أخر كتاب النوافل.

2365- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ : سَمْحَةٌ طَلْقَةٌ لاَ حَارَّةً ، وَلاَ بَارِدَةً تُصْبِحُ شَمْسُهَا صَبِيحَتَهَا ضَعِيفَةً حَمْرَاءَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2365/2- وَكَذَا مُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظِ : بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ فِي رَمَضَانَ أتيت ، فَقِيلَ لِي : إِنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، فَقُمْتُ وَأَنَا نَاعِسٌ ، فَتَعَلَّقْتُ ببعض أَطْنَابِ فِسْطَاطِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يُصَلِّي ، فَنَظَرْتُ فِي اللَّيْلَةِ ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ.@

(3/128)

2365/3- قَالَ : وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَطْلُعُ مَعَ الشَّمْسِ إِلاَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَذَلِكَ أَنَّهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لاَ شُعَاعَ لَهَا.

2366- وَعَن أَبِي عَقْرَبَ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : أَتَيْنَا عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ فِي دَارِهِ فَوَجَدْنَاهُ فَوْقَ الْبَيْتِ قَالَ : فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ : صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ , صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ , فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا هَذَا ؟! فَقَالَ : إِنََّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ الأَوَاخِرِ تُصْبِحُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ فَرَمَقْتُهَا فَإِذَا هِيَ كَمَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرْتُ إِلَى الشَّمْسِ ، فَرَأَيْتُهَا كَمَا حُدِّثْتُ فَكَبَّرْتُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَقْرَبَ وَلَمْ يُسَمَّ ، وَلَمْ أَرَ مَنْ وَثَّقَهُ ، وَلاَ مَنْ جَرَّحَهُ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

2367- وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : خَرَجْتُ لَكُمْ وَقَدْ بُيِّنَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَمَسِيحُ الضَّلاَلَةِ ، فَكَانَ تَلاَحٍ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ ، فَذَهَبْتُ لأَحْجِزَ بَيْنَهُمَا فَأُنْسِيتُهُمَا ، وَسَأَشْدُو لَكُمْ مِنْهُمَا شَدْوًا : أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْرًا ، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلاَلَةِ فَإِنَّهُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ أَجْلَى الْجَبْهَةِ عَرِيضُ النَّحْرِ فِيهِ انْدِفَاءٌ مِثْلَ قَطَنِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فَقَالَ الرَّجُلُ : يَضُرُّنِي يَا رَسُولَ الله شِبْهُهُ ؟ فَقَالَ : لاَ أَنْتَ مُسْلِمٌ وَهُوَ كَافِرٌ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّ الْمَسْعُودِيَّ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ وَقَدْ قِيلَ إِنَّ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ الاِخْتِلاَطِ.

2368- وَعَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ : إِنَّهَا لَيْلَةُ سَابِعَةٍ ، أَوْ تَاسِعَةٍ وَعِشْرِينَ ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى.

رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(3/129)

2369- وَعَن أَبِي مَرْثَدَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قُلْتُ : كَيْفَ سَأَلْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَنَا أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْهَا قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَفِي رَمَضَانَ أَمْ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ ؟ قَالَ : بَلْ هِيَ فِي رَمَضَانَ قُلْتُ : تَكُونُ مَعَ الأَنْبِيَاءِ إِذَا كَانُوا فَإِذَا قُبِضُوا رُفِعَتْ ؟ قَالَ : بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قُلْتُ : فِي أَيِّ رَمَضَانَ ؟ قَالَ : الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوسَطِ أَوِ الْعَشْرِ الآوَاخِرِ لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَحَدَّثَ ثُمَّ اهْتَبَلتُ غَفْلَةً ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ لمَا أَخْبَرْتَنِي فِي أَيِّ الْعِشْرِينَ هِيَ ؟ فَغَضِبَ غَضَبًا مَا رَأَيْتُهُ غَضِبَ مِثْلَهُ - قَالَ يَحْيَى : قَالَ عِكْرِمَةُ كَلِمَةً مَا أَحْفَظُهَا - فَقَالَ : الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ الْبَاقِينَ لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ.

2369/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ : كُنْتُ مَعَ أَبِي ذَرٍّ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ : كَانَ أَسْأَلَ النَّاسِ عَنْهَا رَسُولَ الله أَنَا قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ كَانَتْ تَكُونُ عَلَى عَهْدِ الأَنْبِيَاءِ ، فَإِذَا ذَهَبُوا رُفِعَتْ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّهَا تَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله فَأَخْبِرْنَا بِهَا قَالَ : لَوْ أُذِنَ لِي فِيهَا لأَخْبَرْتُكُمْ وَلَكِنِ الْتَمِسُوهَا فِي إِحْدَى السَّبَعَيْنِ لَيْلَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ ، وَلَيْلَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ، ثُمَّ لاَ تَسْأَلْنِي عَنْهَا بَعْدَ مَقَامِكَ ، أَوْ مَقَامِي ثُمَّ أَخَذَ فِي حَدِيثٍ فَلَمَّا انْبَسَطَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلاَّ حَدَّثْتَنِي بِهَا فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضْبَةً لَمْ يَغْضَبْ عَلَيَّ قَبْلَهَا مِثْلَهَا ، وَلاَ بَعْدَهَا مِثْلَهَا.

2369/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَلَفْظُهُ : جَلَسْتُ لأَبِي ذَرٍّ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى ، فَتَدَالَ النَّاسُ عَلَيْهِ حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ ، وَقَدْ جَمَعْتُ أَشْيَاءَ أُرِيدُ أَسْأَلَهُ عَنْهَا ، فَتَفَلَّتَتْ مِنِّي فَجَعَلْتُ أَرْمِي بِبَصَرِي إِلَى السَّمَاءِ أَتَذَكَّرُ ، فَذَكَرْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ : كُنْتُ مِنْ أَسْأَلِ النَّاسِ عَنْهَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ شيء يَكُونُ فِي زَمَانِ الأَنْبِيَاءِ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.@

(3/130)

2370- وَعَن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا.

2371- وَعَن مُجَاهِدٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ الْجُهَنِيَّ بِلَيْلَةِ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً.

2372- وَعَن الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ الْجُرْمِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا قُعُودًا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَنَا وَفِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ حَتَّى جَلَسَ ، ثُمَّ رَأَيْنَا وَجْهَهُ يُسْفِرُ فَقَالَ : إِنَّهُ بُيِّنَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَمَسِيحُ الضَّلاَلَةِ ، فَخَرَجْتُ لأُبَيِّنَهما لَكُمْ ، فَلَقِيتُ بِسُدَّةِ الْمَسْجِدِ رَجُلَيْنِ يَتَلاَحَيَانِ ، أَوْ قال : يَقْتَتِلاَنِ ، مَعَهُمَا الشَّيْطَانُ فَحَجَبْتُ بَيْنَهُمَا فَأُنْسِيتُهَما ، وَسَأَشْدُو لَكُمْ مِنْهُما شَدْوًا : أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ : فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلاَلَةِ فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ مَمْسُوحَ الْعَيْنِ عَرِيضَ النَّحْرِ كَأَنَّهُ فُلاَنُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى ، أَوْ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ , قَالَ أُبَيُّ : فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ : وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ ذَلِكَ ؟! كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , إِذَا دَعَا الأَشْيَاخَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَعَانِي مَعَهُمْ وَقَالَ : لاَ تَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا فَدَعَانَا ذَاتَ يَوْمٍ ، أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ : الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْرًا ، أَيُّ الوِتْر هِيَ ؟ @

(3/131)

فَقَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ : تَاسِعَةٌ ، سَابِعَةٌ ، خَامِسَةٌ ، ثَالِثَةٌ . فَقَالَ لِي : مَالَكَ لاَ تَتَكَلَّمُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ؟ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ شَئْتَ تَكَلَّمْتُ فَقَالَ : مَا دَعَوْتُكَ إِلاَّ لِتَتَكَلَّمَ قَالَ : إِنَّمَا أَقُولُ بِرَأْيِي قَالَ : عَنْ رَأْيِكَ أَسْأَلُ فَقُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ الله أَكْثَرَ ذِكْرَ السَّبْعِ فذكر السَّمَاوَاتِ سَبْعًا وَالأَرْضِينَ سَبْعًا حَتَّى قَالَ فِيمَا قَالَ : وَمَا أَنْبَتَتِ الأَرْضُ سَبْعًا فقلت لَهُ : كُلُّ مَا قَدْ قُلْتَهُ عَرَفْتُهُ غَيْرَ هَذَا ، مَا تَعْنِي بِقَوْلِكَ : وَمَا أَنْبَتَتْ سَبْعًا ؟ فَقَالَ إِنَّ الله يَقُولُ : {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} فَالْحَدَائِقُ : كُلُّ مُلْتَفٍ حَدِيقَةٌ ، وَالأَبُّ : مَا أَنْبَتَتِ الأَرْضُ مِمَّا لاَ يَأْكُلُهُ النَّاسُ فَقَالَ عُمَرُ : أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَقُولُوا مِثْلَمَا قَالَ هَذَا الْغُلاَمُ الَّذِي لَمْ يَسْتَوِ سَوَاءُ رَأْسِهِ ؟! ثُمَّ قَالَ لِي : كُنْتُ نَهَيْتُكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ ، فَإِذَا دَعَوْتُكَ فَتَكَلَّمْ مَعَهُمْ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2372/2- وَكذا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَلَفْظُهُ : إِنِّي رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا ، وَرَأَيْتُ مَسِيحَ الضَّلاَلَةِ ، وَرَأَيْتُ رَجُلَيْنِ يَتَلاَحَيَانِ ، فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا فَأُنْسِيتُهُما ، فَأَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ : فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلاَلَةِ : فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى عَرِيضُ النَّحْرِ فِيهِ دِفًا كَأَنَّهُ فُلاَنُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى ، أَوْ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ فُلاَنٍ .

2372/3- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثِ لاِبْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ : وَمَا أَعْجَبَكَ ؟ سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ يَسْأَلُنِي مَعَ الأَكَابِرِ مِنْهُمْ وَيَقُولُ : لاَ تَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا ، فَقَالَ : لَقَدْ عَلَمْتِمُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ : اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْرًا فَفِي أَيِّ الْوِتْرِ ؟ فَأَكْثَرَ الْقَوْمُ فِي الْوِتْرِ قَالَ : مَا لَكَ لاَ تَتَكَلَّمُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْتُ قَالَ : مَا دَعَوْتُكَ إِلاَّ لِتَتَكَلَّمَ قُلْتُ : رَأَيْتُ الله أَكْثَرَ مِنْ ذَكْرِ السَّبْعِ ، فَذَكَرْتُ السَّمَاوَاتِ سَبْعًا ، وَالأَرْضِينَ سَبْعًا ، وَالطَّوَافَ وَالْجِمَارَ سَبْعًا ، وَذَكَرَ @

(3/132)

مَا شَاءَ الله ، وَخَلْقُ الإِنْسَانَ مِنْ سَبَعَةٍ ، وَجَعَلَ رِزْقَهُ فِي سَبْعٍ فَقَالَ : كُلُّ مَا ذَكَرْتَ عَرَفْتُهُ فَمَا خَلْقُ الإِنْسَانِ مِنْ سَبَعَةٍ ، وَجَعَلَ رِزْقَهُ فِي سَبَعَةٍ ؟ قَالَ : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} ثُمَّ قَرَأَ : {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} قَالَ : وَالأَبُّ : مَا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِمَّا لاَ يَأْكُلُ النَّاسُ وَمَا أَرَاهُ إِلاَّ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ لِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ. قَالَ عُمَرُ , رَضِيَ الله عَنْهُ : أَعْيَيْتُمُونِي أَنْ تَأْتُونِي بِمِثْلِ مَا جَاءَ بِهِ هَذَا الْغُلاَمُ الَّذِي لَمْ تُجْمَعْ شُؤُونُ رَأْسِهِ؟!.

وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2373- وَعَن أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى هُذَيْلٍ قَالَ : جَاوَرْتُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي قُبَّةٍ لَهُ يَسْتُرُ عَلَى بَابِهَا بِقِطْعَةِ حَصِيرَةٍ قَالَ : فَبَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي قُبَّةٍ لَهُ إِذْ رَفَعَ الْحَصِيرَ عَنِ الْبَابِ وَأَشَارَ إِلَى مَنْ فِي الْمَسْجِدِ أَنِ اجْتَمِعُوا ، فَاجْتَمَعْنَا فَوَعَظَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَوْعِظَةً لَمْ أَسْمَعْ وَاعِظًا مِثْلَهَا فَقَالَ : إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يُنَاجِيهِ ، وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ ثُمَّ رَدَّ الْحَصِيرَ وَرَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إِلَى مَوْضِعِهِ فَقَالَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ : إِنَّ لِهَذِهِ اللَّيْلَةِ لَشَأْنًا وَعَظَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِيهَا ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَث وَعِشْرِينَ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، وَجَعْلِهِ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى بَنِي هُذَيْلٍ . وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طُرُقٍ أَكْثَرُهَا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْبَيَاضِيِّ وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قِصَّةَ النَّهْيِ عَنِ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ عَن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنِ الْبَيَاضِيِّ وَاخْتُلِفَ فِي أَبِي حَازِمٍ هَذَا فَفِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ وَاسْمُهُ دِينَارٌ , وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّهُ مَوْلَى بَنِي هُذَيْلٍ فَالله أَعْلَمُ ، وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَغَيْرُهُ وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ قَضَاءِ الْفَوَائِتِ.@

(3/133)

2374- وَعَن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : لَيْلَةُ القدر لَيْلَة السَّابع عَشَرَ ، يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَمَا شَكَّ ، وَلاَ اسْتَثْنَى .

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ حَوْطٍ.

2375- وَعَن جَعْفَرِ بْن بُرْقَان ، سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ ، يَقُولُ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ : هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِهَا أَهْلَ بَدْرٍ . قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} قَالَ جَعْفَرٌ : بَلَغَنِي أَنَّهَا لَيْلَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ، أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ.

رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا بسند فيه راوٍ لم يسم.

2376- وَعَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، فَقَالَ : هِيَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ ، أَوْ فِي الْخَامِسَةِ ، أَوْ فِي السَّابِعَةِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حنبل وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2377- وَعَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رَأَيْتُ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ كَأَنَّهُ شِقُّ جَفْنَةٍ .

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

2378- وَعَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَقَدْ أُخْبِرْنَا بِهِ فَسَمِعَ لَغَطًا فِي الْمَسْجِدِ فَاخْتُلِسَتْ مِنْهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ وَلَمْ يُسَمَّ.@

(3/134)

2379- وَعَنْهُ : أَنَّ الْجُهَنِيَّ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، نَحْنُ بِحَيْثُ قَدْ عَلِمْتُ ، وَلاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْصُرَ هَذَا الشَّهْرَ ، فَأَخْبِرْنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ، قَالَ : احْضُرِ السَّبْعَ الأَوَاخِرَ مِنَ الشَّهْرِ ، قَالَ : لاَ أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ، قَالَ : الْتَمِسْهَا لَيْلَةَ سَابِعَةٍ تَبْقَى ، وَهِيَ هَذِهِ اللَّيْلَةُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، هَذِهِ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ وَهِيَ لِثَمَانٍ يَبْقَيْنَ فَقَالَ : كَذَا هَذَا الشَّهْرُ يَنْقُصُ وَهِيَ لِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

2380- وَعَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وَيَرْفَعُ الْمِئْزَرَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَالتِّرْمِذِيُّ دُونَ قَوْلِهِ : وَيَرْفَعُ الْمِئْزَرَ.@

(3/135)

24- كتاب الحج

1- باب فرض الحج

2381- عن ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ ، قَالَ لَهُ : أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ، قَالَ : وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِي ؟! قِيلَ : أَذِّنْ وَعَلَيَّ الْبَلاَغُ ، فَنَادَى إِبْرَاهِيمُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ، فَسَمِعَهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، أَلا تَرَى أَنَّ النَّاسَ يَحُجُّونَ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ يُلَبُّونَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وفِي سَنَدِهِ : قَابُوسُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ وَسَيَأْتِي مُطَوَّلاً فِي بَابِ سُنَّةِ رَمْي الْجِمَارِ.

2- باب تعجيل الحج إذا قدر عليه وما جاء في كنز الكعبة

2382- وَعَن سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ مَوْلَى الْمُشَمْعِلِ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَسْتَحِلُّ هَذَا الْبَيْتَ أَهْلُهُ ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ ، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ ، ثُمَّ تَجِيء الْحَبَشَةُ ، فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لاَ يُعَمَّرُ بَعْدَهُ ، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَحِلُّونَ كَنْزَهُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ... .@

(3/136)

2383- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ عَذْرَاءَ فِي خِدْرِهَا وَقَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يَحُجَّ النَّاسُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ ، عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ.

2384- وَعَنْ عَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : حُجُّوا ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى حَبَشِيٍّ أْصَمَعَ بِيَدِهِ مِعْوَلٌ يَنْقُضُهَا حَجَرًا حَجَرًا , قُلْنَا لِعَلِيٍّ : أَبِرَأْيِكَ ؟ قَالَ : لاَ ، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

رواه الحارث والبيهقي في الكبرى بلفظ واحد.

وله شاهد في صحيح البخاري وغيره من حديث ابن عباس ، وآخر من حديث عَبد الله بن عَمْرو ، رواه أحمد بن حنبل.

2385- وَعَن الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، هَمَّ أَنْ يَأْخُذَ كَنْزَ الْكَعْبَةِ وَيْنُفِقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : سَبَقَكَ صَاحِبَاكَ ، فَلَمْ يَفْعَلاَ ، وَلَوْ كَانَ خَيْرًا لَفَعَلاَهُ ، فَتَرَكَهُ.

رواه إسحاق ورجاله ثقات إلاَّ أنه منقطع.@

(3/137)

3- باب في فضل النفقة في الحج وفيمن قدر على الحج فلم يحج وما جاء في الحج بعد يأجوج ومأجوج

2386- عن بُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : النَّفَقَةُ فِي الْحَجِّ ، كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ الله سبْعِمِئَة ضعْف.

رَوَاهُ مُسَدِّدٌ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

2387- وَعَن أَبِي سَعِيدٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يَقُولُ : إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ ، وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ تَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لاَ يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَقَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ : أَخْبَرَنِي بْعَضُ أَصْحَابِنَا ، قَالَ : كَانَ حَسَنُ بْنُ حَيٍّ يُعْجِبُهُ هَذَا الْحَدِيثُ ، وَبِهِ يَأْخُذُ ، وَيَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ الْمُوسِرِ الصَّحِيحِ أَنْ لاَ يَتْرُكَ الْحَجَّ خَمْسَ سِنِينَ .@

(3/138)

وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ وَفِيهِ تَعْلِيقًا : قَالَ بَعْضُ النَّاسِ : يَجِبُ الْحَجُّ فِي كُلِّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ ، وَرَوُوا فِي ذَلِكَ حَدِيثًا أَسْنَدُوه لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَالْحَدِيثُ بَاطِلٌ لاَ يَصِحُّ ، وَالإِجْمَاعُ صَادٌّ فِي وُجُوهِهِمْ , قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : إِنَّ عَبْدًا أَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ لَمْ يَعُد إِلَيَّ فِي كُلِّ أَرْبَعَةِ أَعْوَامٍ لَمَحْرُومٌ ، مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيثِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ الْكَاهِلِيِّ الْكُوفِيِّ مِنْ أَوْلاَدِ الْمُحَدِّثِينَ ، رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ ، مِنْهُمْ مَنْ قَالَ : فِي خَمْسَةِ أَعْوَامٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : الْعَلاَءُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الاِخْتِلاَفِ انْتَهَى.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى.

2388- وَعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ ، وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ ، تَأْتِي عَلَيْهِ خَمْسُ حِجَجٍ ، لَمْ يَأْتِ إِلَيَّ فِيهِنَّ لَمَحْرُومٌ.

رواه أبو يعلى بسند فيه راوٍ لم يسم ، والراوي عنه ضعيف.

2389- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إِنَّ النَّاسَ لَيَحُجُّونَ وَيَعْتَمِرُونَ وَيَغْرِسُونَ النَّخْلَةَ بَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.

رواه عَبد بن حُمَيد ورجاله ثقات ، وهو في صحيح البخاري دون قوله : ويغرسون ... إلى آخره.

4- باب فضل الحج والعمرة

2390- وَعَنْ مِرْدَاس بْن عَبْدِ الرَّحْمَن ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَحَدَّثَنَا قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ ، أَوْ رَجُلٍ , يُهِلُّ إِلَّا قَالَ اللَّهُ : أَبْشِرْ , فَقَالَ عَمُّ مِرْدَاسٍ بْن شَداد : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، وَاللَّهِ لاَ يُبَشِّرُ اللَّهُ إِلَّا بِالْجَنَّةِ , فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ قَالَ : أَنَا مِرْدَاسُ الْجَنَدِيُّ , يَا ابْنَ أَخِي ، وَكَانَ خِيَارُنَا يَتبَايَعُونَ عَلَى ذَلِكَ.

رواه مُسَدَّد.@

(3/139)

2390/2- والحاكم ولفظه : عَنْ مِرْدَاسٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ : الْوُفُودُ ثَلاَثَةٌ الْغَازِي فِي سَبِيل اللهِ وَافِدٌ عَلَى اللهِ ، وَالْحَاجُّ إِلَى بَيْت اللهِ وَافِدٌ عَلَى اللهِ ، وَالْمُعْتَمِرُ وَافِدٌ عَلَى اللهِ مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ وَلاَ كَبَّرَ مُكَبِّرٌ إِلاَّ قِيلَ أَبْشِرْ قَالَ مِرْدَاسٌ بِمَاذَا ؟ قَالَ : بِالْجَنَّة.

2391- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُوسٍ ، قَالَ : كَانَ أَبِي إِذَا أَقْبَلْنَا إِلَى مَكَّةَ سَارَ بِنَا مِنْ مَكَانِهِ شَهْرًا ، وَإِذَا رَجَعَ سَارَ بِنَا شَهْرَيْنِ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ لاَ يَزَالُ فِي سَبِيلِ الْحَجِّ ، حَتَّى يَدْخُلَ إِلَى أَهْلِهِ .

رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات.

2392- وَعَن جَابِرِ بْن عَبدِ الله , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنْ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ وَافِد الله ثَلاثَة : الحَاج ، وَالمُعْتَمِر ، وَالغَازِي .

رواه إسحاق والبزار بسند فيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف ، لكن تابعه محمد بن زيد عن محمد بن المنكدر عنه ، كما رواه الطبراني في الأوسط ، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه النسائي وابن ماجة ، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ، وآخر من حديث أنس ، وسيأتي مطولا في باب الطواف بالبيت وفضله.@

(3/140)

5- باب ما جاء في الحج المبرور

2393- عن جابر بن عَبد الله , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : أَفْضَلُ الإِيمَانِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ الله ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا بِرُّ الْحَجِّ ؟ قَالَ : إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَطِيبُ الْكَلاَمِ.

رواه أبو داود الطيالسي ، ومُسَدَّد ، وعبد بن حميد ، وأحمد بن حنبل ، والطبراني في الأوسط ، وابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم وصححه ، والبيهقي.

وله شاهد من حديث الشفاء ، وتقدم في أول كتاب الإيمان ، وآخر فيه في باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

2394- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفْضَلُ الأَعْمَال عِنْدَ اللهِ إِيمَانٌ لاَ شَكَّ فِيهِ ، وَغَزْوٌ لاَ غُلُولَ فِيهِ ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : حَجٌّ مَبْرُورٌ يُكَفِّرُ خَطَايَا تِلْكَ السَّنَةِ .

رواه مُسَدَّد وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد ، وهو في الصحيحين ، والتِّرمِذيّ ، وابن ماجة لكن بغير هذا اللفظ.

والمبرور : هو الذي لم تقع فيه معصية.

2394/2- ورواه الأصبهاني وزاد : ما سبح الحاج من تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلاَّ بشر بها تبشيرة.@

(3/141)

6- باب في السفر يوم الخميس ووداع المنزل بركعتين وما جاء في التوديع ، وما يودع به الرجل صاحبه

فيه حديث عبد الله بن يزيد وسيأتي في كتاب ... وحديث ابن عباس وسيأتي في باب ...

2395- وَعَن أنس بن مالك ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ مِنْهُ حَتَّى يُوَدِّعَهُ بِرَكْعَتَيْنِ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأبو يعلى والبيهقي في الكبرى بسند رجاله ثقات ، ورواه البَزَّار.

2396- وَعَن بريدة بن الحصيب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَحِبُّ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ.

رواه أبو يعلى عن عَمْرو بن حصين وهو ضعيف ، لكن المتن له شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث كعب بن مالك ، وآخر من حديث صخر بن وداعة رواه أبو داود ، والتِّرمِذيّ وحسنه.@

(3/142)

2397- وَعَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَّعَ رَجُلًا فَقَالَ : زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى , وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ , وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ مِنْ حَيْثُمَا كُنْتَ.

رواه مُسَدَّد بسند فيه راوٍ لم يسم.

وله شاهد من حديث عَبد الله بن يزيد ، وسيأتي في الجهاد في باب تشييع الجيش.

2398- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا اسْتُوْدِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ

رواه عبد بن حميد.

2398/2- والنسائي في اليوم والليلة وزاد : وإني أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم.

2398/3- والحاكم وعنه البيهقي في الكبرى من طريق القَاسِم بْن مُحَمَّد قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَرَدْتُ سَفَرًا فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : انْتَظِرْ حَتَّى أُوَدِّعَكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوَدِّعُنَا : أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دينكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ.

7- باب في الرفقاء وكراهة السفر وحده

فيه حديث أكثم بن الجون الخزاعي ، وسيأتي في الجهاد في باب ماجاء في الجيوش والسرايا.

2399- عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفُقُ بَيْنَ الْقَوْمِ , وَأَنَّهُ كَانَ فِي رُفْقَةٍ مِنْ تِلْكِ الرِّفَاقِ رَجُلٌ يَهْتِفُ بِهِ أَصْحَابُهُ , فَقَال أَصْحَابه : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ فلان إِذَا نَزَلْنَا صَلَّى , وَإِذَا سَافرْنَا قَرَأَ , قَالَ : فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلَفُ بَعِيرِهِ ؟ فَقَالُوا : نَحْنُ : فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ : كُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ أَوْ كَمَا قَالَ.

رواه مُسَدَّد مرسلاً ، ورجاله ثقات.@

(3/143)

2399/2- وأبو داود في المراسيل ولفظه : عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، أَنَّ ، نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النبي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمُوا يُثْنُونَ عَلَى صَاحِبٍ لَهُمْ خَيْرًا ، قَالُوا : مَا رَأَيْنَا مِثْلَ فُلاَنٍ قَطُّ ، مَا كَانَ فِي مَسِيرٍ إِلاَّ كَانَ فِي قِرَاءَةٍ ، وَلاَ كَانَ فِي مَنْزِلٍ إِلاَّ كَانَ فِي صَلاَةٍ ، قَالَ : فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ صَنْعَتَهُ ؟ ... حَتَّى ذَكَرَ : وَمَنْ كَانَ يَعْلِفُ جَمَلَهُ أَوْ دَابَّتَهُ ؟ ، قَالُوا : نَحْنُ ، قَالَ : فَكُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ.

وله شاهد من حديث سلمان وسيأتي في الجهاد في باب شدة العَدْو.

2400- وَعَنْ بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ ، قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ نَزَلْنَا بِهِمْ - يَعْنِي الأَنْصَارَ - لَقَدْ أَشْرَكُونَا فِي أَمْوَالِهِمْ وَكَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ ، وَلَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَكُونُوا قَدْ ذَهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ ، فَقَالَ : كَلا , ما دَعَوْتُمُ اللَّهَ لَهُمْ ، وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ ، فَلَمْ يَذْهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ وسيأتي في إكرام الضيف ، ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وسيأتي في كتاب الدعاء في باب الدعاء بظهر الغيب.

2401- وَعَن عَبد الله بن عَمْرو , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَارِجًا مِنْ مَكَّةَ فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَصَحِبت مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : الْوَاحِدُ شَيْطَانٌ , وَالاِثْنَانِ شَيْطَانَانِ ، وَالثَّلاَثَةُ رَكْبٌ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بإسناد صحيح ، والحاكم وصححه , وعنه البيهقي في الكبرى ، وروى المرفوع منه مالك ، وأَبُو داود ، والتِّرمِذيّ وحسنه ، @

(3/144)

والنسائي بأسانيد صحيحة وابن خزيمة وبوَّب عليه : بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَيْرِ الاِثْنَيْنِ وَالدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ مَا دُونَ الثَّلاَثِ مِنَ الْمُسَافِرِينَ عُصَاةٌ ، إِذِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَعْلَمَ أَنَّ الْوَاحِدَ شَيْطَانٌ ، وَالاِثْنَانِ شَيْطَانَانِ ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : شَيْطَانٌ أَي عَاصِ ، كَقَوْلِهِ : {شَيَاطِينَ الإِِنْسِ وَالْجِنِّ} ، وَمَعْنَاهُ : عُصَاةُ وَالإِِنْسِ الْجِنِّ.

وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الحاكم وصححه . وآخر من حديث المغيرة بن شعبة ، وسيأتي في كتاب الجهاد ، وآخر من حديث ابن عباس ، وسيأتي في الأدب في باب الوحدة.

2402- وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ إِلاَّ مَعَ زَوْجٍ أَوْ ذِي مَحْرَمٍ.

رواه أبو يعلى وله شاهد من حديث أبي سعيد ، وتقدم في النهي عن صومي الفطر والأضحى ، وهو في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عُمَر وأبي سعيد وأبي هريرة.

8- باب الرَّجُلِ يُؤَاجِرُ نَفْسَهُ مِنْ رَجُلٍ يَخْدُمُهُ ثُمَّ يُهِلُّ بِالْحَجِّ مَعَهُ ، أَوْ يُكْرِي جِمَالَهُ ثُمَّ يَحُجُّ فَيَجْزِئُهُ حَجُّهُ , وما جاء في ترك المماكسة في الكراء

فيه حديث أويس ، وسيأتي في عشرة النساء.

2403- عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُل ابْن عَبَّاسٍ قَالَ : أُؤَاجِرُ نَفْسِي مِنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ فَأَنْسُكُ مَعَهُمُ أَلَي أَجْرٍ قَالَ : نَعَمْ {أُولَئِكَ لَهُمْ نُصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا}.

رواه مُسَدَّد.@

(3/145)

2403/2- والبيهقي ولفظه : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ : إِنِّي أَكْرَيْتُ نَفْسِي إِلَى الْحَجِّ وَاشْتَرَطْتُ عَلَيْهِمْ أَنْ أَحُجَّ أَفَيُجْزِئُ ذَلِكَ عَنِّي ؟ قَالَ : أَنْتَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ {أُولَئِكَ لَهُمْ نُصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

2404- وَعَنْ أَبِي السَّلِيل قال : قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُما ، إِنَّ لِي رَوَاحِلُ أْكَرِيهُمْ فِي الْحَجِّ ، وَأَسْعَى عَلَى عِيَالِي ، فَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّهُ لاَ حَجَّ لِي ، لأَنَّهَا تُكْرَى . قَالَ : كَذَبُوا ، لَكَ أَجْرٌ فِي حَجِّكَ ، وَأَجْرٌ فِي سَعْيِكَ عَلَى عِيَالِكَ ، فَلَكَ أَجْرَانِ.

رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لضعف عَبد الله بن شبيب.

2404/2- ورواه ابن أبي شَيْبَة بسند فيه راو لم يسم ولفظه : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ : إنَّا نُكْرِي فِي هَذَا الْوَجْهِ ، نُكْرِي الحاج ، وَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنْ لاَ حَجَّ لَنَا ، قَالَ : أَلَسْتُمْ تُلَبُّونَ ، وَتَطُوفُونَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَتَرْمُونَ الْجِمَارَ ، وَتَقِفُونَ الْمَوْقِفِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : أَنْتُم حُجَّاجٌ ، قَدْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنْ مِثْلِ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} فَدَعَاهُ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّكُمْ حُجَّاجٌ.

ورواه أبو داود في سننه مختصرا.

2405- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ لاَ يُمَاكِسُ فِي ثَلاَثَةٍ : فِي الْكِرَاءِ إِلَى مَكَّةَ ، وَفِي الرَّقَبَةِ ، وَفِي الأُضْحِيَةِ.

رواه أبو يعلى.@

(3/146)

9- باب كراهة دوام الوقوف على الدابة لغير حاجة وترك النزول عنها للحاجة وما يقوله إذا ركبها ، وما جاء فيمن لم يسم الله عليها

2406- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَى ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ , فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَاذْكُرُوا اللَّهَ , وَامْتَهِنُوهُنَّ ؛ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات ، وعَبد الرحمن بن أبي عُميرة مختلف في صحبته.

2407- وَعَنْ أَبِي لاَسٍ الْخُزَاعِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : حَمَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ ضِعَافٍ لِلْحَجِّ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَرَى أَنْ تَحْمِلَنَا ؟ هَذِهِ قَالَ : مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلاَّ وَفِي ذروته شَيْطَانٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّه عَلَيْهَا إِذَا رَكِبْتُمُوهَا كَمَا أَمْرَكُمُ به وَامْتَهِنُوها لِأَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ عليها.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له وأبو يعلى والبخاري حدث به تعليقًا والحاكم وعنه البيهقي بسند ضعيف ، لتدليس محمد بن إسحاق.

وله شاهد من حديث ابن مسعود ، رواه البيهقي في الكبرى ولفظه : إِذَا رَكِبَ الرَّجُلُ الدَّابَّةَ فَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ رَدِفَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لَهُ : تَغَنَّ فَإِنَ لَمْ يُحْسِنْ قَالَ لَهُ تَمَنَّ.

2408- عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , مَرَّ بِقَوْمٍ قَدْ أَنَاخُوا بَعِيرًا فَحَمَّلُوهُ غِرَارَتَيْنِ ثُمَّ عَلَوْهُ بِأُخْرَى فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْبَعِيرُ أَنْ يَنْهَضَ , فَأَلْقَاهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ عَن البعير , ثُمَّ أَنْهَضَهُ ، فَانْتَهَضْ ثُمَّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : لئِنْ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ مِثْل مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ لَيَغْفِرَنَّ لَكُم عَظِيمًا , إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِهَذِهِ الْعُجْمِ خَيْرًا أَنْ تَنْزِلُوا بِهَا مَنَازِلَهَا , فَإِذَا أَصَابَتْكُمْ سَنَةٌ أَنْ تَنْحُوا عَنْهَا نِقيِهَا. @

(3/147)

رواه الحارث ، ورجاله ثقات ، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم في صحيحه وغيره.

قوله : نِقْيها - بكسر النون وسكون القاف بعدها مثناة تحت - أي : مخها . ومعناه : أسرعوا حتى تصلوا مقصدكم قبل أن يذهب مخها من ضنك السير والتعب.

2409- وَعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ ، عَنْ أَبِيهِ , وَكَانَ أَبُوه مِنْ أَصْحَابِ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه ذكر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ارْكَبُوا هَذِهِ الدَّوَابَّ سَالِمَةً وَابْتَدِعُوهَا سَالِمَةً وَلاَ تَتَّخِذُوهَا كَرَاسِيَّ.

رواه الحارث ، وأبو يعلى واللفظ له ، ورجاله ثقات ، والحاكم وعنه البيهقي.

10- باب كيفية السير والتعريس وما يستحب من الدجلة وما جاء في ركوب الأبل والنهي عن ركوب الجلالة

2410- عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِذَا كُنْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَمْكِنُوا الركاب أَسِنَّتَهَا ، وَلاَ تَعْدُوا الْمَنَازِلَ ، وَإِذَا كُنْتُمْ فِي الْجَدْبِ فَاسْتَنْجُوا ، وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلُجَّةِ , فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ ، وَإِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلاَنُ فَنادوا بِالأَذَانِ ، وَلاَ تُصَلُّوا عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ ، وَلاَ تَنْزِلُوا عَلَيْهَا ؛ فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ وَالسِّبَاعِ ، وَلاَ تَقْضُوا عَلَيْهَا الْحَوَائِجَ فَإِنَّهَا الْمَلاَعِنُ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له ، ورجاله ثقات ، وأبو يعلى ، ورواه أبو داود وابن ماجة والنسائي في اليوم والليلة مختصرًا.@

(3/148)

2411- وَعَن أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : إِذَا أَخْصَبَتِ الأَرْضُ فَانْزِلُوا عَنْ ظَهْرِكُمْ فَأَعْطُوهُ حَقَّهُ مِنَ الْكَلَأِ ، وَإِذَا أَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَامْضُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ.

رواه أبو يعلى ، ورجاله ثقات ، والبزار ، والبيهقي في الكبرى ، ورواه أبو داود في سننه مختصرًا . وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم في صحيحه وغيره.

قوله : أعطوه حقه من الكلأ أي : ارفقوا بها في السير لترعى في حال سيرها.

2412- وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَدِمَ عُمَرُ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , مَكَّةَ ، فَأُخْبِرَ أَنَّ لِمَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِبِلًا جَلَّالَةً ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا ، فَأَخْرَجَهَا مِنْ مَكَّةَ ، قَالَ : إِبِلٌ نَحْتَطِبُ عَلَيْهَا ، وَنَنْقُلُ عَلَيْهَا الدن , فَقَالَ عُمَرُ : لاَ تَحُجَّ عَلَيْهَا ، وَلاَ تَعْتَمِرْ.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(3/149)

2413- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : نهي عن ركوب الجَلَّالة.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، وحكمه الرفع ، ورجاله ثقات.

2413/2- ورواه البَزَّار مرفوعًا من حديث أبي هريرة ولفظه : نَهَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْجَلاَّلَة وَعَنْ شُرْب أَلْبَانهَا وَأَكْلهَا وَرُكُوبهَا

2414- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً حَافِيًا ، فَقَالَ : ارْكَبْهَا . قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّهَا بَدَنَة ، قَالَ : ارْكَبْهَا , فَرَكِبَهَا.

رواه أبو يعلى ، وأخرجته لقوله : حافيًا.

11- باب ما تحصل به البركة في الزاد وما جاء في الرجل يجد زادًا وراحلة فيحج ماشيًا يحتسب فيه زيادة الأجر

فيه حديث ... وسيأتي

2415- عن جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتُحِبُّ يَا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ سَفَرًا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَمْثَلِ أَصْحَابِكَ هَيْئَةً ، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي . قَالَ : اقْرَأْ هَذِهِ السُّوَرَ الْخَمْسَ : {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، و {َقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، و {َقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، وَافْتَتِحْ كُلَّ سُورَةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَاخْتِمْ قِرَاءَتَكَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , قَالَ جُبَيْرٌ : وَكُنْتُ غَنِيًّا ، كَثِيرَ الْمَالِ ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ مع من شاء الله أن أخرج معهم ، فِي سَفَرٍ ، فَأَكُونُ مِنْ أَبَذِّهِمْ هَيْئَةً ، وَأَقَلِّهِمْ زَادًا ، فَمَا زِلْتُ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَرَأْتُ بِهِنَّ أَكُونُ مِنْ أَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً ، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا ، حَتَّى أَرْجِعَ مِنْ سَفَرِي ذلك.

رواه أبو يعلى .@

(3/150)

+++150

2416- وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُ قَالَ لِبَنِيهِ : يا بني ، اخْرُجُوا طَائِعِينَ مِنْ مَكَّةَ مُشَاةً ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ لِلْحَاجِّ الرَّاكِبِ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا رَاحِلَتُهُ سَبْعِينَ حَسَنَةً ، وَلِلْمَاشِي بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعُمِئَةِ حَسَنَةً مِنْ حَسَنَاتِ الْحَرَمِ , قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا حَسَنَاتُ الْحَرَمِ ؟ قَالَ : الْحَسَنَةُ بِمِئَةِ أَلْفٍ.

رواه أبو يعلى ، ورجاله على شرط مسلم إلاَّ أنه منقطع ، ورواه ابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم وصححه ، والبيهقي وقال : تفرد به عيسى بن سوادة وهو مجهول ، وقال ابن خزيمة : إن صح الخبر؛ فإن في القلب من عيسى بن سوادة . قال الحافظ المنذري : قال البخاري : منكر الحديث. قلت : وكذا قال أبو حاتم ، وقال ابن معين : كذاب رأيته.

2417- وروى الحاكم والبيهقي أيضًا من طريق عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عمير قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ فَاتَنِي فِي شَبَابِي إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَحُجَّ مَاشِيًا ، وَلَقَدْ حَجَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِيًا وَإِنَّ النَّجَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ.@

(3/151)

2418- وروى البيهقي في الكبرى من طريق مُجَاهِد : أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ حَجَّا مَاشِيَيْنِ.

12- باب كيفية إذا عيى ، وما جاء في المركب الهنيء

2419- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ قَوْمًا , شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَشْيَ فَدَعَاهُمْ فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِالنَّسْلاَنِ فَنَسَلْنَا فَوَجَدْنَاهُ أَخَفَّ عَلَيْنَا .

رواه إسحاق ، ورجاله ثقات ، والحاكم ، والبيهقي.

نَسَلان - بفتح النون والسين المهملة - عدو الذئب ، يقال : نسل ينسل نسلا ونسلانًا ، وعليكم بالنسلان.

2420- وَعَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ المُسْلِم : الْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ , وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيُّ.

رواه مُسَدَّد وابن أبي شَيْبَة , وعبد بن حميد بسند رجاله ثقات.

2421- وَعَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ , قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ قُرَّةَ أَوْ قُرَّةَ - أَبُو بَكْرٍ يَشُك - يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثَلاَثٌ مِنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَ لاَ نَعِيمَ لَهَا : مَرْكَبٌ وَطِيءٌ , وَالْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ , وَالْمَنْزِلُ الْوَاسِعُ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، ورجاله ثقات.

وله شاهد من حديث أبي أمامة وغيره ، وسيأتي في كتاب النكاح.@

(3/152)

13- باب التواضع في الحج

2422- عَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ مَرَّ بِالصَّخْرَةِ مِنَ الرَّوْحَاءِ سَبْعُونَ نَبِيًّا ، مِنْهُمْ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى , حُفَاةً عَلَيْهِمُ الْعَبَاءُ , يَؤُمُّونَ بَيْتَ اللهِ الْعَتِيقَ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأبو يعلى بسند ضعيف ، لضعف يزيد بن أبان الرقاشى.

2423- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : حَجَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَتَى وَادِي عُسْفَانَ قَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَيُّ وَادٍ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا عُسْفَان . قَالَ : لَقَد مَرَّ بِهَذَا الوَادِي نُوح ، وَهُود ، وَصَالِحٌ ، وَإِبْرَاهِيْم عَلَى بَكَرَاتٍ لَهُم حُمْرٍ خُطُمُهم اللِّيفُ ، أُزُرُهُمْ الْعَبَاءُ ، وَأَرْدِيَتُهُمْ النِّمَارُ ، يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ.

رواه أبو يعلى ، وأحمد بن حنبل ، والبيهقي ، كلهم من طريق زمعة بن صالح , عن سلمة بن وهرام ، ولا بأس بحديثهما في المتابعات ، وقد احتج بهما ابن خزيمة وغيره.

عُسْفان - بضم العين وسكون السين المهملتين - موضع على مرحلتين من مكة.

والبكرات : جمع بكْرة - بسكون الكاف - هي الثنية ، من الإبل.

والنمرات : - بكسر الميم - جمع نمرة ، وهي كساء مخطط.

2424- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ مَرَّ بِالصَّخْرَةِ مِنِ الرَّوْحَاءِ سَبْعُونَ نَبِيًّا حُفَاةً عَلَيْهِمُ الْعَبَاءَةُ ، يَؤُمُّونَ بَيْتَ اللهِ الْعَتِيقَ ، مِنْهُمْ مُوسَى نَبِيُّ اللهِ , عَلَيهِ السَّلام.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.@

(3/153)

2425- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فِي هَذَا الْوَادِي مُحْرِمًا بَيْنَ قَطَوَانتَيْنِ

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

14- باب ما جاء في تحويل الأمتعة على الجمال

2426- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، وَأَخْرَجَ مَعَهُ نِسَاءَهُ ، قَالَتْ : وَكَانَ مَتَاعِي فِيهِ خِفٌّ ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ نَاجٍ ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ فِيهِ ثُقْلٌ , وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ ثَقَالٍ بَطِيءٍ يَتَبَطَّأُ بِالرَّكْبِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَوِّلُوا مَتَاعَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِ صَفِيَّةَ ، وَحَوِّلُوا مَتَاعَ صَفِيَّةَ عَلَى جَمَلِ عَائِشَةَ ، حَتَّى يَمْضِيَ الرَّكْبُ , قَالَتْ عَائِشَةُ : فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ ، قُلْتُ : يَا لَعِبَادِ اللَّهِ !! غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ ، إِنَّ مَتَاعَكِ كَانَ فِيهِ خُفٌّ ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثُقْلٌ ، فَأَبْطَأَ بِالرَّكْبِ ، فَحَوَّلْنَا مَتَاعَهَا عَلَى بَعِيرِكِ ، وَحَوَّلْنَا مَتَاعَكِ عَلَى بَعِيرِهَا ، قَالَتْ : فَقُلْتُ : أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَتْ : فَتَبَسَّمَ ، قَالَ : أَو فِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَهَلَّا عَدَلْتَ ؟ وَسَمِعَنِي أَبُو بَكْرٍ ، وَكَانَ فِيهِ غَرْبٌ ، أَيْ حِدَّةٌ ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ وَلَطَمَ وَجْهِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَهْلًا يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَتْ ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْغَيْرَى لاَ تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلاَهُ.

رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لتدليس ابن إسحاق.@

(3/154)

15- باب ما يقول إذا خرج لسفر أو رجع منه وما جاء في طلب الدعاء من المفضول لمن أفضل منه

2427- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فِي السَّفَرِ قَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضُّبْنَةِ فِي السَّفَرِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثَاءِ السَّفَر ، وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ ، اللَّهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الأَرْضَ ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ وَإِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ قَالَ : آيِبُونَ ، تَائِبُونَ ، عَابِدُونَ ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ وَإِذَا دَخَلَ - يعني : عَلَى أَهْلَهُ - قَالَ : تَوْبًا تَوْبًا ، لِرَبِّنَا أَوْبًا ، لاَ يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْبًا.

رواه مُسَدَّد وأبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له ، وأبو يعلى ، وأحمد بن حنبل ، وابن حبان في صحيحه ، والطبراني في كتاب الدعاء مختصرًا ، والبيهقي ، وله شاهد في صحيح مسلم من حديث ابن عُمَر ، وآخر في السنن الأربعة من حديث عَبد الله بن سرجس ، وآخر من حديث أبي هريرة رواه أبو داود.

الضبنة - بفتح الضاد المعجمة وسكون الباء الموحدة وفتح النون - عيال الرجل ؛ لأنهم في ضبنه ، والضبن ما بين الكشح والإبط.

والكآبة - بالمد - هي تغير النفس من حزن ونحوه ، والمنقلب : المرجع.@

(3/155)

2428- وَعَنِ الْبَرَاءِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَرَجَ إِلَى سَفَرٍ ، قَالَ : اللَّهُمَّ بَلاَغًا يُبَلِّغُ خَيْرًا ، مَغْفِرَةً مِنْكَ وَرِضْوَانًا ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ ، وَأَطْوِ لَنَا الأَرْضَ ، اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ.

رواه أبو يعلى ، ورواه النسائي ، والتِّرمِذيّ وصححه مختصرًا.

والوعثاء - بفتح الواو ، وإسكان العين المهملة ، وبالثاء المثلثة ، والمد - هي الشدة.

2429- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : جَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَسْتَأْذِنُ فِي الْعُمْرَةِ , فَقَالَ يَا أَخِي ادْعُ ، وَلاَ تَنْسَنَا مِنْ صَالِحِ الدُّعَاءِ.

رواه أبو يعلى ، وله شاهد من حديث عُمَر بن الخطاب رواه أبو داود في سننه ، ولما تقدم شواهد في كتاب الدعاء ستأتي.@

(3/156)

16- باب في ركوب البحر للحاج ونحوه

2430- عن أبي بكرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا يَرْكَب البَحْر إلاَّ غَازِي أَوْ حَاج أَو مُعْتَمِر.

رواه الحارث بن أبي أسامة عن الخليل بن زكريا وهو ضعيف.

2431- وَعَن زُهَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صََلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ بَاتَ عَلَى إِجَّارٍ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيء يَسْتُرهُ فَوَقَعَ فَهَلَكَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ، ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ حِيْنَ يَرْتَجُّ فَهَلَكَ , فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ.

رواه أبو يعلى.

2431/2- وأحمد بن حنبل ولفظه : مَنْ بَاتَ فَوْقَ إِجَّارٍ ، أَوْ فَوْقَ بَيْتٍ لَيْسَ حَوْلَهُ شَيْءٌ يَرُدُّ رِجْلَهُ ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ بَعْدَمَا يَرْتَجُّ ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ.

ورواه البيهقي في الكبرى ، وله شاهد من حديث سمرة بن جندب وغيره وسيأتي في الأدب في باب من بات على سطح.

الإجار - بكسر الهمزة وتشديد الجيم - هو السطح ، وارتجاج البحر : هيجانه.

17- باب فيمن خرج للحج أو العمرة فمات

2432- عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا الْبَيْتُ دِعَامَةُ الإِِسْلاَمِ ، مَنْ خَرَجَ يَؤُمُّ هَذَا الْبَيْتَ مِنْ حَاجٍّ ، أَوْ مُعْتَمِرٍ ، أَوْ زَائِرٍ ، كَانَ مَضْمُونًا عَلَى اللَّهِ ، عَزَّ وَجلَّ ، إِنْ قَبَضَهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ رَدَّهُ رَدَّهُ بِغَنِيمَةٍ ، وَأَجْرٍ.

رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف ، ورواه الطبراني في الأوسط . الدِّعامة - بكسر الدال المهملة - هي عمود البيت والخباء.@

(3/157)

2433- وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ لَمْ يَعْرِضْهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَمْ يُحَاسِبْهُ.

رواه الحارث عن إسحاق بن بشر وهو ضعيف ، ورواه الأصبهاني.

2434- وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ خَرَجَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِحَجٍّ ، أَوْ بِعُمْرَةٍ فَمَاتَ فِيهِ ، لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ ، وَقِيلَ لَهُ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ , قَالَتْ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِالطَّائِفِينَ .

رواه أبو يعلى والطبراني والدارقطني والبيهقي بسند ضعيف.

2435- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْحَاجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُعْتَمِرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلٍ فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْغَازِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لتدليس محمد بن إسحاق.@

(3/158)

18- باب ما جاء في الأحرام من دويرة أهلة أو من الميقات أو من مكة

2436- عَنْ قَتَادَةَ ، أَنَّ الْحَسَنَ حَدَّثَهُمْ ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ ، أُرَاهُ قَالَ : يَعْنِي أَحْرَمَ مِنَ الْبَصْرَةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ وَقَدْ كَانَ بَلَغَهُ ذَلِكَ ، فَأَغْلَظَ لَهُ ، وَقَالَ : يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْرَمَ مِنْ مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَارِ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند الصحيح ، والبيهقي في الكبرى.

وله شاهد رواه الحاكم وعنه البيهقي ولفظه : أن عَبد الله بن عامر بن كريز حين فتح خراسان قال : لأجعلن شكري للّه أن أخرج ، من موضعي محرمًا ، فأحرم من نيسابور ، فلما قدم على عثمان لأمه على ما صنع وقال : ليتك تضبط من الوقت الذي يحرم منه الناس.

2437- وَعَنِ ابْن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَحْرَمَ مِنْ مَكَّةَ لَمْ يَسْعَ حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ مِنًى.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند الصحيح.

2438- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحَلِيفَةِ.

رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.

وسيأتي الإحرام بعمرة من بيت المقدس في باب ما يجوز للمحرم أكله.@

(3/159)

19- باب في الحج من عمان وألا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج

2439- عن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنِّي لأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا : عُمَانُ ، يَنْضَحُ بِنَاحِيَتَيهَا الْبَحْرُ ، لَلْحَجَّةُ مِنْهَا خَيْر مِنَ الحَجْتَيْن مِنْ غَيْرِهَا.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن منيع ، والحارث وأحمد بن حنبل بسند رجاله ثقات.

2440- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : مِنَ السُّنَّةِ أَلَّا يُحْرَمَ بِالْحَجِّ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ.

رواه أحمد بن منيع والدارقطني والبيهقي.

2440/2- ورواه ابن خزيمة والحاكم وعنه البيهقي أيضًا بلفظ : لاَ يُحْرِمُ بِالْحَجِّ إِلاَّ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ ؛ فَإِنَّ سُنَّةِ الْحَجِّ أَلا يُحْرِمَ بِالْحَجِّ إلا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ.@

(3/160)

20- باب لا يحج عن غيره حتى يحج عن نفسه

2441- عَنْ عَطَاءٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ : لَبَّيْكَ عَنْ فُلَانٍ - فقال أصحابي : إنه قال : عَنْ شُبْرُمَةَ - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُهَا المُلَبِي عَنْ شُبْرُمَةَ ، إِنْ كُنْتَ لَبْيَتَ عَنْ نَفْسك فَقُل عَنْ شُبْرُمَة.

رواه مُسَدَّد مرسلا بسند ضعيف ، لضعف محمد بن عَبد الرحمن بن أبي ليلى.

2441/2- ورواه أبو يعلى مرفوعًا من طريق مُحَمَّد بْن أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يُلَبِّي عَنْ شُبْرُمَةَ قَالَ : وَمَا شُبْرُمَةُ ؟ فَذَكَرَ قَرَابَةً لَهُ ، فَقَالَ : حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ ؟ قَالَ : لاَ , قَالَ : فَاحْجُجْ عَنْ نَفْسِكَ ، ثُمَّ احجج عَنْ شُبْرُمَةَ.

وله شاهد من حديث ابن عباس رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأبو داود ، وابن ماجة ، وأبو يعلى المَوْصِلِيّ وعنه ابن حبان في صحيحه.

21- باب حج الصبي والمملوك والأعرابي والذرية والمرأة في عدتها

2442- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَقفَلَ فَكَانَ بِالرَّوْحَاءِ رَأى رَكْبًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَقَالَ : مَنِ الْقَوْمُ ؟ قَالُوا : الْمُسْلِمُونَ ، مِمَنِ الْقَوْمُ ؟ فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفزعت امْرَأَة فَرَفَعت صَبِيًّا لَهَا مِنْ مِحَفَّةٍ بِيَدِيْهَا ، وَقَالَتْ : أَلِهَذَا حَجٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ.

رواه الحميدي ، ومحمد بن أبي عُمَر واللفظ له ، ورجاله ثقات ، ورواه مسلم وأبو داود والنسائي باختصار.@

(3/161)

2443- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ يُتْمَ بَعْدَ الْحُلُمِ , وَلاَ عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ ، , وَلاَ رَضَاعَةَ بَعْدَ فِطَامٍ ، وَلاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ , وَلاَ صَمْتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ , وَلاَ وِصَالَ فِي الصِّيَامِ , وَلاَ نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ , وَلاَ يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ , وَلاَ تَعرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ , وَلاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ , وَلاَ يَمِينَ لِلْمَمْلُوكِ مَعَ سَيِّدٍه , وَلاَ يَمِينَ لِزَوْجَةٍ مَعَ زَوْجِهَا , وَلاَ يَمِينَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدِهِ , وَلَوْ أَنَّ صَغِيرًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حَجَّةُ الْإِسْلاَمِ إِذَا عَقِلَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا , وَلَوْ أَنَّ أَعْرَابِيًّا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حَجَّةٌ إِذَا هَاجَرَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة والحارث بن أبي أسامة واللفظ له ، وأبو يعلى ، والبزار ، والحاكم ، والبيهقي وسيأتي بتمامه في باب الطلاق قبل النكاح ، وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الحاكم وعنه البيهقي في سننه.@

(3/162)

2444- وَعَنْ عَطَاءٍ قَال َ: ضَمَّتْ عَائِشَةُ أُمَّ كُلْثُومٍ أُخْتَهَا امْرَأَةَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَحَجَّتْ بِهَا فِي عِدَّتِهَا.

رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لضعف محمد بن عَبد الرحمن بن أبي ليلى.

2445- وَعَن عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : أَحِجُّوا الذُّرِّيَّةَ ، لاَ تَأْكُلُوا أَرْزَاقَهَا ، وَتَدَعُوا آثَامَهَا فِي أَعْنَاقِهَا.

رواه مُسَدَّد.

22- باب النيابة في الحج وما جاء في حج الأقلف

2446- عن طاووس : أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَبِي لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحُجَّ إِلاَّ مُعْتَرِضًا أَفَأَحُجَّ عَنْهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قال : إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَلَمْ تُوصِ ، أَفَأتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ

رواه مُسَدَّد مرسلا ، ورجاله ثقات.

2447- وَعَن عُبَيد اللهِ بْنِ العَبَّاس ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّ رَجُلاً النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ أَبِي أَدْرَكَهُ الإِِسْلامُ وَلَمْ يَحُجَّ ، ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ ؟ قَالَ : نَعَم.

رواه أحمد بن منيع عن علي بن عاصم بن صهيب الواسطي وهو ضعيف ، وعبيد اللّه بن عباس هذا أصغر من أخيه عَبد الله بسنة.

2448- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدْخُلُ الله - تعالى - بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ الْجَنَّةَ : الْمَيِّتُ , وَالْحَاج , وَالْمُنَفِّذُ ذَلِكَ.

رواه الحارث والبيهقي بسند ضعيف ، لضعف أبي معشر ، واسمه نجيح بن عَبد الرحمن المدني.@

(3/163)

2449- وَعَن عَوْفٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : بَلَغَنِي ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ سَعْدٍ دَخَلَتْ فِي الْإِسْلاَمِ وَهِيَ عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ , وَإِنِّي كُنْتُ أَحُجُّ عَنْهَا وَأَتَصَدَّقُ وَأُعْتِقُ عَنْهَا وَإِنَّهَا قَدْ مَاتَتْ , فَهَلْ يَنْفَعُهَا أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ عَنْهَا قَالَ : نَعَمْ.

رواه الحارث بسند ضعيف ومنقطع.

2450- وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْث الْمَدَنِيِّ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , يُدْخِلُ بِالْحَجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاَثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ : الْحَاجَّ عَنِ الْمَيِّتِ ، وَالْمَيِّتَ , وَالْمُنَفِّذَ ذَلِكَ عَنِ الْمَيِّتِ.

رواه الحارث بسند ضعيف ، لضعف إبراهيم بن شعيث - بالثاء المثلثة - وصحف البخاري شعيث فجعله بباء موحدة ، قاله الخطيب البغدادي , انتهى.

وله شاهد من حديث أنس رواه الحاكم وعنه البيهقي في سننه ولفظه : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي رَجُلٍ أَوْصَى بِحَجَّةٍ : كُتِبَتُ لَهُ أَرْبَعُ حُجَجٍ حَجَّةٌ لِلَّذِي كَتَبَهَا , وَحَجَّةٌ لِلَّذِي أَنْفَذَهَا , وَحَجَّةٌ لِلَّذِي أَخَذَهَا , وَحَجَّةٌ لِلَّذِي أَمَرَ بِهَا.

وفي إسناده زياد بن سفيان ، وهو مجهول ، والإسناد ضعيف.

2451- وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ أَقْلَفَ ، أَيَحُجُّ بَيْتَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ حَتَّى يَخْتَتِنَ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

2451/2- وعنه أبو يعلى إلاَّ أنه قال : لاَ ، نَهَانِيَ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ حَتَّى يَخْتَتِنَ.

ورواه البيهقي في الكبرى.@

(3/164)

23- باب العمرة في رجب وشوال وذي القعدة وما جاء في عمره صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

2452- عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَاِزبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ.

رواه أبو داود الطيالسي.

2452/2- وأبو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ , اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ , اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ.

2452/3- وفي رواية له ولأبي يَعْلَى الموصلى وأحمد بن حنبل : اعْتَمَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث عُمَرٍ.

وله شاهد من حديث أنس رواه مسلم في صحيحه وغيره ، ورواه الحاكم وعنه البيهقي من حديث أبي هريرة.

2453- وَعَن عَبد الله بن عَمْرو , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ ثَلاَثَ عُمَرَ فِي ذِي القِعْدَة ، كُلَّ ذَلِكَ لاَ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ حَتَّى يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ.

رواه مُسَدَّد ، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن حنبل .

ورواه البَزَّار من حديث جابر بن عَبد الله بسند صحيح.=ج5=

ج5. إتحاف الخيرة المهرة

بزوائد المسانيد العشرة

المؤلف : أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

2454- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ نَزَلَ الْجِعْرَانَةَ فَقَسَمَ بِهَا الْغَنَائِمَ ، ثُمَّ اعْتَمَرَ مِنْهَا وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَوَّالٍ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وعنه أبو يعلى.

2455- وَعَنْ حَفْصَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالتْ : أَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ فِي رَمَضَانَ ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فِي شَوَّالٍ وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ مُتَوَافِرُونَ ، فَسَأَلْنَا ، فَمَا سَأَلْنَا أَحَدًا إِلَّا قَالَ : هِيَ مُتْعَةٌ.

رواه مُسَدَّد.

2456- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : اعْتَمَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعًًا ، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ.

رواه أحمد بن منيع ، ورجاله ثقات.

2457- وَعَن عمران ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : اعْتَمَرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاث عُمَرٍ.

رواه أحمد بن منيع ، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان.

2458- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : سُئِلَ كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ؟ فَقَالَ : مَرَّتَيْنِ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ : قَدْ عَلِمَ ابْنُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِ اعْتَمَرَ ثَلاَث سِوَى عُمْرَتِهِ الَّتِي قَرَنَهَا بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ.

رواه أحمد بن منيع ، وعبد بن حميد واللفظ له ، ورجاله ثقات.

وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الترمذي وحسنه.@

(3/166)

24- باب فضل العمرة في رمضان وما جاء في الاعتمار من بيت المقدس

فيه حديث عَبد الله بن أبي عامر ، وسيأتي في باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد.

2459- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَجَّ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لِزَوْجِهَا أَحْجِجْنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَقَالَ مَا عِنْدِي مَا أُحِجُّكِ عَلَيْهِ , قَالَتْ أَحِجَّنِي عَلَى جَمَلِكَ فُلانٍ , فَقَالَ ذَاكَ حَبِيسٌ فِي سَبِيلِ اللهِ , فَقَالَتْ أحِجَّني عَلَى نَاضِحِكَ , فَقَالَ ذَاكَ نَعْتَقِبُهُ أَنَا وَابْنكِ , قَالَتْ فَبِعْ تَمَرَ رِقَكَ , قَالَ ذَاكَ قُوتِي وَقُوتُكِ , فَلَمَّا أن قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ زَوْجَهَا إِلَيْهِ فَقَالَتْ أَقْرِئْهُ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللهِ , وَسَلْهُ مَا تَعْدِلُ حَجَّةً مَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ , فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ امْرَأَتِي تُقْرئني عَلَيْكَ السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللهِ , وَإِنَّهَا كَانَتْ سَأَلَتْنِي الْحَجَّ مَعَكَ , فَقُلْتُ مَا عِنْدِي مَا أُحِجُّكِ عَلَيْهِ , فَقَالَتْ حجنِي عَلَى جَمَلِكَ فُلانٍ , فَقُلْتُ ذَاكَ حَبِيسٌ فِي سَبِيلِ اللهِ , قَالَ أَمَا إنَّها لَوْ حجَجتهَا عَلَيْهِ كَانَ فِي سَبِيلِ اللهِ , فَقَالَتْ فَاحْجِجْنِي عَلَى نَاضِحِكَ , قَالَ ذَلكَ نَعْتَقِبُهُ أَنَا وابنك , قَالَتْ فَبِعْ تَمَرَ رِقَكَ , قُلْتُ ذَاكَ قُوتِي وَقُوتُكِ , قَالَ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِرْصِهَا عَلَى الْحَجِّ , وَإِنَّهَا أَمَرَتْنِي أَنْ أَسْأَلَكَ مَا يَعْدل حَجَّةً مَعَكَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرِئْهَا السَّلامَ وَرَحْمَةَ اللهِ وَأَخْبِرْهَا أَنَّهَا تَعْدِلُ حَجَّةً مَعِي : عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ.

رواه مُسَدَّد بسند صحيح ، ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي دون قوله : فبع تمر رقك , قال : ذاك قوتي وقوتك . ولم يذكروا : فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِرْصِهَا عَلَى الْحَجِّ.@

(3/167)

2460- وَعَن الشعبي ، عَنِ ابْنِ خَنْبَشٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ كحَجَّةٍ.

رواه الحميدي بسند فيه لين.

2460/2- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة والنسائي وابن ماجة بسند صحيح من طريق الشعبي ، عن وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً.

وأصله في صحيح البخاري وغيره من حديث جابر وابن عباس.

قال الترمذي : وفي الباب عن ابن عباس وجابر ، وأبي هريرة ، وأنس ، ووهب بن خنبش. قال : وحديث وهب بن خنبش أصح .

2461- وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ أُمَّهُ أَتَتْ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا مَعْقِلٍ كَانَ وَعَدَنِي أَلاَ يَحُجَّ إِلاَّ وَأَنَا مَعَهُ ، فَحَجَّ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَلَمْ أُطِقِ الْمَشْيُ فَسَأَلْتُهُ جَدَادَ نَخْلَةٍ ، فَقَالَ هُوَ قُوت عِيَاله ، وَسَألْته بَكْرًا عِنْدَهُ فَقَالَ : هُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ لَسْتُ بِمُعْطِيكِيهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مَعْقِلٍ مَا تَقُولُ أُمُّ مَعْقِلٍ ؟ قَالَ : صَدَقَتْ ، قَالَ : فَأَعْطِهَا بَكْرَكَ فَإِنَّ الْحَجَّ مِنْ سَبِيلُ اللهِ ، فَأَعْطَاهَا بَكْرَهُ , قَالَتْ : إِنِّي امْرَأَةٌ قَدْ سَقِمْتُ وَكَبِرْتُ وَأَخَافُ أَنْ لاَ أُدْرِكَ الْحَجَّ حَتَّى أَمُوتَ ، فَهَلْ شَيْءٌ يَجْزِئني مَنِ الْحَجِّ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً فَاعْتََمِرِي فِي رَمَضَانَ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، ورجاله ثقات ، ورواه أصحاب السنن الأربعة باختصار.@

(3/168)

2462- وَعَنْ أَبِي طَلِيقٍ ، أَنَّ امْرَأَتَهَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَتْ لَهُ ، وَلَهُ جَمَلٌ وَنَاقَةٌ : أَعْطِنِي جَمَلَكَ أَحُجُّ عَلَيْهِ , قَالَ : هُوَ حَبْسٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , قَالَتْ : إِنَّهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَنَا أَحُجَّ عَلَيْهِ ، قَالَتْ : فَأَعْطِنِي النَّاقَةَ ، وَحُجَّ عَلَى جَمَلِكَ ؟ قَالَ : لاَ أُوثِرُ عَلَى نَفْسِي أَحَدًا , قَالَتْ : فَأَعْطِنِي مِنْ نَفَقَتِكَ , قَالَ : فقلت : مَا عِنْدِي فَضْلٌ عَمَّا أَخْرُجُ بِهِ ، وَلَوْ كَانَ مَعِي لَأَعْطَيْتُكِ , قَالَتْ : فَإِن فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ ، فَأَقْرِئْ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السَّلاَمَ إِذَا لقيْتَهُ ، وَقُلْ لَهُ الَّذِي قُلْتُ لَكَ ، فَلَمَّا لَقِيَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ مِنْهَا السَّلاَمَ ، وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَتْ لَهُ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَتْ أُمُّ طَلِيقٍ ، لَوْ أَعْطَيْتَهَا جَمَلَكَ كَانَت فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَوْ أَعْطَيْتَهَا نَاقَتَكَ كَانَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَوْ أَعْطَيْتَهَا مِنْ نَفَقَتِكَ أَخْلَفَهَا اللَّهُ لَكَ ، فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَمَا يَعْدِلُ الْحَجَّ ؟ قَالَ : عَمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ.

رواه أبو يعلى والبزار والطبراني بسند رجاله ثقات.

2463- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا : أُمُّ سِنَانٍ ، أَرَادَتِ الْحَجَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلم تفعل ، فلما رجع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ما منعك من الحج معنا ؟ قالت كان لهم ناضح فحج عليها زوجها أو غزا عليه ، فَقَالَ لَهَا : اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ ، فَإِنَّهَا لَكِ حَجَّةٌ . قال سعيد : قَالَ سَعِيدٌ : وَلاَ نَعْلَمُهُ قال ذلك إِلَّا لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ وَحْدَهَا.

رواه أحمد بن منيع ، وله شاهد من حديث أم معقل رواه الترمذي.@

(3/169)

25- باب العمل الصالح وفضله في عشر ذي الحجة

2464- عن عَبد الله بن عَمْرو , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : حَضَرْتُ عِنْد رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَذُكِرت عِنْدَهُ أَيَّامُ الْعَشْرِ فَقَالَ : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ فَأَكْبَرَهُ , قَالَ : وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَكَانَ فَجْعتهُ فِيهِ.

رواه أبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن حنبل وأبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند صحيح على شرط مسلم.

وله شاهد من حديث ابن عباس رواه البخاري وغيره : أبو داود ، والتِّرمِذيّ ، وابن ماجة.

2465- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَم عِنْدَ الله وَلا أَحَب إِلَيْهِ فِيهِنَّ الْعَمَلُ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ : عَشْر ذِي الحجة - أَوْ قَالَ : الْعَشْرِ - فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ من التَّهْلِيلَ والتسبيح , وَالتَّكْبِيرَ وَالتَّحْمِيدَ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وعبد بن حميد وأبو يعلى ، والبيهقي في الشعب بسند صحيح.

وله شاهد من حديث عَبد الله بن مسعود رواه الطبراني بإسناد صحيح.@

(3/170)

2466- وروى البيهقي وغيره من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ ، قال : قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ وَلا الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ - يعني : من الْعَشْرِ - فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَذِكْرِ اللهِ ، وَإِنَّ صِيَامَ يَوْمٍ مِنْهَا يَعْدِلُ بِصِيَامِ سَنَةٍ ، وَالْعَمَلَ فِيهِنَّ يُضَاعَفُ سَبْعمِئَةِ ضِعْفٍ.

2467- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ ، قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هُنَّ أَفْضَلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا عَفِيرًا يَعْفِرُ وجهه فِي التُّرَابِ ، وَمَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ ، فَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ جَاءُوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، وَلَمْ يَرَوْا رَحْمَتِي وَلاَ عَذَابِي ، فَلَمْ يُرَ أَكْثَرَ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ، والبزار ، وابن حبان في صحيحه.

26- باب الاختيار في إفراد الحج والتمتع بالعمرة

2468- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَقُولُ : لَوِ اعْتَمَرْتَ ، ثُمَّ اعْتَمَرْتَ ، ثُمَّ حَجَجْتَ لَتَمَتَّعْتَ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.@

(3/171)

2469- وَعَنِ ابن عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْن الْخَطَّاب : إِنْ تفَرِّقُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ تَكُن الْعُمْرَةَ فِي غَيْرِ أَشْهُرِ الْحَجِّ أَتَمُّ لِحَجِّ أَحَدِكُمْ وَأَتَمُّ لِعُمْرَتِهِ.

رواه مُسَدَّد بسند صحيح ، والبيهقي في الكبرى.

2470- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ ، وَأَفْرَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَجَّ وَلَمْ يَعْتَمِرْ.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر.

2471- وَعَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، هَمَّ أَنْ يَنْهَى عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ ، فَقَامَ إِلَيْهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، فَقَالَ : لَيْسَ ذَاكَ لَكَ ، قَدْ نَزَلَ بِهَا كِتَابُ اللَّهِ ، وَاعْتَمَرْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَرَكَ عُمَرُ.

رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.

2471/2- وفي رواية له : قَامَ أُبَيٌّ وَأَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالاَ : أَلاَ تَعْلَمُ النَّاسُ أَمْرَ هَذِهِ الْمُتْعَةِ ؟ فَقَالَ : وَهَلْ بَقِيَ أَحَدٌ إِلَّا عَمِلهَا ، أَمَا أَنَا فَأَفْعَلُهَا.

2472- وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَفْرِدُوا الْحَجَّ وَدَعُوا قَوْلَ أَعْمَاكُمْ هذا , قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بن عَبَّاسٍ : إِنَّ الَّذِي أَعْمَى اللَّهُ قَلْبَهُ أَنْتَ أَلا تَسْأَلُ أُمَّكَ عَنْ هَذَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَالَتْ صَدَقَ ابن عَبَّاسٍ , جِئنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُجَّاجًا فَجَعَلْنَاهَا عُمْرَةً , فَحَلَلْنَا الإِحْلالَ كُلَّهُ حَتَّى سَقَطَتِ الْمَجَامِرُ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.@

(3/172)

2473- وَعَنْ مُسْلِمِ الْقُرِّيِّ ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , يَقُولُ : أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِالْعُمْرَةِ ، وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ .

رواه ابن أبي شَيْبَة.

2474- وَعَنْ جَابِر بن عَبد الله قال : لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بن الخَطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : إِنَّ الْقُرْآنَ هُوَ الْقُرْآنَ ، وَإِنَّ الرَّسُولَ هُوَ الرَّسُولُ ، وَإنَّمَا كَانَت مُتْعَتَان عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فأنا أنهى الناس عَنْهُمَا وَأُعَاقِبُ عَلَيْهِمَا إِحْدَاهُمَا مُتْعَةُ الحج ، فَافْصِلُوا حَجَّكُمْ مِنْ عُمْرَتِكُمْ فَإِنَّهُ أَتَمُّ لِحَجِّكُمْ وَأَتَمُّ لِعُمْرَتِكُمْ ، والأخرى : متعة النساء ، فَلاَ أَقْدِرُ عَلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً إِلَى أَجَلٍ إِلاَّ غَيَّبْتُهُ فِي الْحِجَارَةِ .

رواه أبو يعلى بسند صحيح ، ومسلم في صحيحه باختصار.

وله شاهد من حديث ابن عباس ، رواه الترمذي وحسنه ولفظه : تَمَتَّعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعُثْمَانَ ، وَأَوَّلُ مَنْ نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ.

قال الترمذي : وَقَدِ اخْتَارَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَغَيْرِهِمُ التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ , وَالتَّمَتُّعُ أَنْ يَدْخُلَ الرَّجُلُ بِعُمْرَةٍ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ ، ثُمَّ يَقُوم حَتَّى يَحُجَّ , فَهُوَ مُتَمَتِّعٌ وَعَلَيْهِ دَمٌ مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَصَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُتَمَتِّعِ إِذَا صَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ ، أَنْ يَصُومَ في الْعَشْرَ , وَيَكُونَ آخِرُهَا يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَإِنْ لَمْ يَصُمْ فِي الْعَشْرِ صَامَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ ، فِي قَوْلِ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْهُمُ ابْنِ عُمَرَ ، وَعَائِشَةَ . وَبِهِ يَقُولُ مَالِكٌ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لاَ يَصُومُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ , وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَصْحَاب الْحَدِيثِ يَخْتَارُونَ التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ فِي الْحَجِّ . وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.@

(3/173)

2475- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ تَمَتَّعَ مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُتْعَةَ الْحَجِّ

رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لضعف زمعة بن صالح.

27- باب القرآن

2476- عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذِي الحليفة قَالَ : إِنِّي أُرِيدُ الْجَمْعَ بَيْنَ الْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ ، فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ مِنْكُمْ ، فَلْيَقُلْ كَمَا أَقُولُ ، ثُمَّ لَبَّى ، قَالَ : بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ مَعًا.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

2477- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : قَدِمَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي أَصْحَابٍ لَهُ قَدْ جَمَعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ، فَقِيلَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، إِنَّ عِمْرَانَ ، قَدِمَ فِي أَصْحَابٍ لَهُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ : أَنِ اخْتَرْ أَحَدَهُمَا , قَالَ عِمْرَانُ : فَعَلْنَا ذَلِكَ مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَهَانَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ، وَقَدْ خُيِّرْنَا ، فَأَنَا أَخْتَارُ الْحَجَّ.

رواه مُسَدَّد ورواته ثقات.

2478- وَعَنْ سَالِمِ بن عَبْدِ اللهِ : أَنَّ مُعَاوِيَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، جَعَلَ يَقُولُ لِبَعْضِ مَنْ حَضَرَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : فِي كَذَا كَذَا ؟ قَالُوا : بَلَى , قَالَ أَفَلَمْ يَقُلْ فِي شَأْنِ جَمْع الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ - أو قال : في التَّمَتُّعِ - نَهَى عَنْهَا , فَقَالَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ فِي الْحَدِيثِ الأَوَّلِ وَاللَّهِ مَا قَالَ هَذَا وَمَا عَلِمْنَاهُ قَالَ.

رواه مُسَدَّد بسند رواته ثقات.@

(3/174)

2479- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : أَنْبَأَنِي أَبُو طَلْحَة أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَمَعَ بَيْنَ حَجه وَعُمْرَته.

رواه أحمد بن منيع ، وله شاهد من حديث ابن عُمَر ، ورواه ابن حبان في صحيحه.

2480- وَعَن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ ، أنه قَالَ : حَجَجْتُ مَعَ مَوْلاَيَ ، فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : أَعْتَمِرُ قَبْلَ أَنْ أَحُجَّ ؟ قَالَتْ : إِنْ شِئْتَ فَاعْتَمِرْ قَبْلَ أَنْ تَحُجَّ ، وَإِنْ شِئْتَ فَبَعْدَ أَنْ تَحُجَّ قُلْتُ : فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ : مَنْ كَانَ صَرُورَةٍ فَلاَ يَصْلُحُ أَنْ يَعْتَمِرَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ ، قَالَ : فَسَأَلْتُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، فقَالُوا مِثْلَمَا قَالَتْ فَرَجَعْتُ إِلَيْهَا ، فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِهِنَّ ، فَقَالَتْ : نَعَمْ وَأَشْفِيكَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَهِلُّوا يَا آلَ مُحَمَّدٍ بُعُمْرَةٍ فِي حَجٍّ ، يَعْنِي : الْقِرَانَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

2480/2- وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظٍ : أَنَّ أَبَا عِمْرَانَ حَجَّ مَعَ مَوَالِيهِ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ أُمَّ سَلَمَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي لَمْ أَحُجَّ قَطُّ ، فَأَيُّهُمَا أَبْدَأُ بِالْعُمْرَةِ ، أَوْ بِالْحَجِّ ؟ قَالَتْ : ابْدَأْ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ قَالَ : ثُمَّ إِنِّي أَتَيْتُ صَفِيَّةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَسَأَلْتُهَا ، فَقَالَتْ لِي مِثْلَمَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ قَالَ : ثُمَّ جِئْتُ أُمَّ سَلَمَةَ ، فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِ صَفِيَّةَ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يَا آلَ مُحَمَّدٍ ، مَنْ حَجَّ مِنْكُمْ فَليُهلَ بِعُمْرَةٍ فِي حَجِّهِ ، أَوْ حَجَّتِهِ.

وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.@

(3/175)

28- باب إتمام الحج والعمرة وفضل متابعتهما

2481- عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ : قَامَ عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، حين استخلف فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ؛ فإن الله - تعالى - قد كانَ يُرَخِّصُ لِنَبِيِّهِ مَا شَاء ، وَإِنَّهُ قَدِ انطَلَقَ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَحَصِّنُوا فُرُوجَ هَذِهِ النِّساءِ ، وَأَتِمُّوا الحَجَّ والعُمرَةَ للّه .

رواه مُسَدَّد وأحمد بن منيع بسند رواته ثقات.

2482- وَعَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّ مُتَابَعَةَ بَيْنِهِمَا تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ وَالرِّزْقِ وَيَنْفِيَانِ الذُّنُوبَ.

رواه الحارث بن أبي أسامة واللفظ له.

2482/2- وأبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بلفظ : تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ.

ومدار أسانيدهم على عاصم بن عُبَيد اللهِ العمري ، وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث عُمَر بن الخطاب رواه الحميدي وابن أبي عُمَر ، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه ابن ماجة ، وآخر من حديث ابن مسعود رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.@

(3/176)

2483- وَعَن عباد بن سهيل بن أبي صالح ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ , فوالذي نفسي بيده فَإِنَّهُمَا لينْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبِّرِ.

2484- وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّ الْمُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا تَنْفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ.

رواه الحارث ، وله شاهد من حديث عَبد الله بن مسعود رواه البَزَّار وابن حبان في صحيحه.

29- باب في الإحرام وفضله والتلبية وما جاء في التلبية في الأماكن المقدسة

2485- عَنْ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ ، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، فَحَدَّثَنَا أَنَّهُ أَحْرَمَ مِنَ الْعَقِيقِ , قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ فِي تَلْبِيَتِهِ : لَبَّيْكَ حَجًّا حَقًّا ، تَعَبُّدًا وَرِقًّا.

رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.@

(3/177)

2486- وَعَن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ ، وَكَانَتْ تَلْبِيَتُهُ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ , وَهُوَ عَلَى بَعِيرٍ يعنق ، وَالإِبِل تعنق مَا تدركه.

رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لجهالة بعض رواته.

2487- وَعَنْ عَبَّاد : حُدِّثْت ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، لَمَّا دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.

رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ، لتدليس ابن إسحاق.

2488- وَعَن طارق بن شهاب ، عن عَبد الله ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أَفْضَل الحَج العجُّ والثجُّ.

فالعج : العجيج , وأما الثج : فنحور الدماء.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

2488/2- وأبو يعلى إلاَّ أنه قال : فَأَمَّا العَجُّ فَالتَّلْبِيَةُ ، وَأَمَّا الثَّجُّ فَنَحَرُ الإِبِل.

وله شاهد من حديث أبي بكر الصديق رواه الترمذي.

2489- وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ فُلاَنٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا مِنْ رَجُلٍ يَضَعُ ثَوْبَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَتُصِيبُهُ الشَّمْسُ حَتَّى تَغْرُبَ إِلَّا غَرُبَتْ بِخَطَايَاهُ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، لضعف عاصم بن عُبَيد اللهِ العمري.

2490- وَعَن الأزرق بن قيس الحراني : أنه جاء رجل إلى ابن عُمَر وقد لبد رأسه وهو محرم فقال : ما تقول في هذا ؟ قال : ومن أنت ؟ قال : أنا مولاك ، فقال ابن عُمَر : إن عُمَر مولاك كان يقول في أقاربه وإمارته كلها وما قاله في خلافته : من لبد رأسه وضفريه فقد وجب عليه الحلق ، فقال الآخر : إنما صنعت كذا وكذا - كأنه يهون - قال ابن عُمَر : تيس وعنز ، وعنز وتيس.

رواه الحارث بن أبي أسامة بسند الصحيح.@

(3/178)

2491- وَعَن أنس ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُلَبِّي : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ , لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لاَ شَرِيكَ لَكَ.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.

30- باب في صفة التلبية وتى تقطع وفيمن استحب الاقتصار عل تلبية رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

2492- عَنِ ابْن عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ , لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لاَ شَرِيكَ لَكَ .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة والحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.

2493- وَعَنْ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : وَقَفْتُ مَعَ حُسَيْنٍ بْنِ عَلِيِّ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يَقُولُ : لَبَّيْكَ , لَبَّيْكَ , حَتَّى انْتَهَى إلَى الْجَمْرَةِ ، قُلْتُ لَهُ : مَا هَذَا الإِهْلاَلُ ، يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟! قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إلَى الْجَمْرَةِ ، وَحَدَّثَنِي : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهَلَّ حَتَّى انْتَهَى إلَيْهَا.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة , وعنه أبو يعلى.@

(3/179)

2493/2- وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي يَعْلَى : عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : دَفَعْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يَقُولُ : لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا هَذَا الإِهْلاَلُ ، يَا أَبَا عَبْدِ الله ؟ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ ، وَحَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَهَلَّ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا , قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ الْحُسَيْنِ ، فَقَالَ : صَدَقَ.

2493/3- قال : وَأَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَكَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنه سَمِعَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ.

2493/4- ورواه أحمد بن حنبل بسند رواته ثقات ولفظه : عَنْ أَبَان ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : أَفَضْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ ، فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : أَفَضْتُ مَعَ أَبِي مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.

وأصله في الصحيحين من حديث عَبد الله بن عباس ، عن أخيه الفضل.

2494- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا تَرَكَ التَّلْبِيَةَ حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ ، إِلاَّ أَنْ يَخْلِطَهَا بِتَكْبِيرٍ أَوْ تَهْلِيلٍ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

2495- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ سَعْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً ، يَقُولُ : لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ ذُو الْمَعَارِجِ ، وَلَكِن لَمْ نَقُل هَكَذَا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

رواه مُسَدَّد وأبو بكر بن أبي شَيْبَة وأبو يعلى وأحمد بن حنبل والحاكم وعنه البيهقي بسند رواته ثقات.

وله شاهد في السنن من حديث ابن عُمَر ، رواه أبو داود ، والتِّرمِذيّ وابن ماجة.@

(3/180)

31- باب في الصرورة وفسخ الحج إلى العمرة

2496- عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَخِي جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ : قامَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْمَرْوَةِ وَبِيَدِهِ مشِقَصٌّ ، يُقَصِّرُ بِهِ مِنْ شَعْرَهُ وَهُوَ يَقُولُ : دَخَلَت الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لاَ صَرُورَةَ فِي الإِسْلاَمِ ، قال : وَتُثَجُّ الإِبِلُ ثَجًّا ، وَعُجَّوا بِالتَّكْبِيرِ عَجًّا.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع بسند فيه منصور بن أبي سليمان ، وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث ابن عباس رواه أبو داود في سننه.@

(3/181)

2497- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , رفعه قال : مَنْ أَرَادَ مِنْكُم الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ ، فَإِنَّهُ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

2498- وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ : أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ المُتْعَة فِي الْحَجِّ ، فَقَالَ : كَانَتْ لَنَا ، لَيْسَتْ لَكُمْ.

رواه إسحاق بن راهويه.

2499- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ حَفْصَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ : أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُحِلَّ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ.

رواه الحارث بن أبي أسامة.

32- باب في غسل المحرم وثيابه وما جاء في لبس الثوب المصبوغ للمحرم

2500- عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ : سَأَلَتِ امْرَأَةٌ ابْنَ عُمَرَ : أَغْسِلُ ثِيَابِي وَأَنَا مُحْرِمَةٌ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَصْنَعُ بِدِرَّتِكِ شَيْئًا.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.

2501- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : الْمُحْرِمُ يَغْتَسِلُ ، وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ إِنْ شَاءَ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.@

(3/182)

2502- وَعَن ابن عباس مثله.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بإسناد حسن.

2503- وَعَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَلَى طَلْحَةَ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟! قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، إِنَّمَا هُوَ مِشْقٌ قَالَ : إِنَّكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ أَئِمَّةٌ ، يَقْتَدِي بِكُمُ النَّاسُ ، وَلَعَلَّ الْجَاهِلَ أَنْ لَوْ رَآكَ أَنْ يَقُولَ : لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى طَلْحَةَ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ ، فَنَلْبِسُ الثِّيَابَ الْمَصْبُوغَةَ فِي الإِِحْرَامِ ، فَلاَ أَعْرِفَنَّ مَا لَبِسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ ثَوْبًا مَصْبُوغًا فِي الإِِحْرَامِ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح . وهو أصل في سد الذرائع.

2504- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَخَّصَ فِي الثَّوْبِ الْمَصْبُوغِ لِلْمُحْرِمِ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نَفْضٌ ، وَلاَ رَدْعٌ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند فيه الحسين بن عَبد الله ، وهو ضعيف.

2505- وَعَنْ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ : أن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أبصر عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْن ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ : مَا هَذا ؟! فَقَالَ عَلِيُّ : مَا أَخَالُ أَحَدًا يُعَلِّمُنَا السُّنَّةَ

رواه أحمد بن منيع.@

(3/183)

33- باب ما يجوز للمرأة المحرمة لبسه وما لا يجوز

2506- عَنْ جَابِر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لاَ تَلْبَسُ الْمَرْأَةُ الْمُهِلَّةُ الثِّيَابَ الْمُطَيَّبَةَ ، وَتَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَةَ ، وَلاَ أَرَى الصُّفْرَةَ طِيبًا.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.

2507- وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، حَدَّثَتْنِي أُخْتِي ، أَنَّهَا رَأَتْ عَائِشَةَ , رَضِيَ الله عَنْهَا , عَشِيَّةَ التَّرْوِيَةِ وَعَلَيْهَا درْعٌ مُوَرَّدٌ وَخِمَارٌ أَسْوَدُ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ.

2507/2- وفي رواية : عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ أُخْتِهِ وَأُمِّهِ ، أَنَّهُمَا دَخَلَتَا عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا دِرْعٌ مُوَرَّدٌ ، وَخِمَارٌ أَسْوَدُ ، فَقُلن لَهَا : أَتُغَطِّي الْمُحْرِمَةُ وَجْهَهَا ؟ فَرَفَعَتْ خِمَارَهَا هَكَذَا مِنْ قَبْلِ صَدْرِهَا إِلَى رَأْسِهَا ، وَقَالَتْ : لاَ بَأْسَ بِهَذَا.

رواهما مُسَدَّد موقوفًا ، وهو ضعيف من الطريقين لجهالة بعض رواته.

2508- وَعَنْ عَائِشَةَ : رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تُرَخِّصُ لِلْمُحْرِمَةِ فِي لِبْسِ الْقُفَّازَيْنِ.

رواه الحارث عن الواقدي.

34- باب ما يجتنبه المحرم وما يجوز له

2509- عن يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ ، وَعَلَيْهِ أَثَرُ الْخَلُوقِ ، أَوْ صُفْرَةٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، كَيْفَ أَفْعَلُ فِي عُمْرَتِي ؟ فَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْوَحْيَ ، فَسَتَرَ بِثَوْبٍ قَالَ : وَكَانَ أُمَيَّةُ يُحِبُّ أَنْ يَرَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ قَالَ : نَعَمْ فَرَفَعَ طَرَفَ الثَّوْبِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَلَهُ غَطِيطٌ - قَالَ هَمَّامٌ : أَحْسَبُهُ قَالَ : كَغَطِيطِ الْبِكْرِ ، قَالَ : وَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْعُمْرَةِ ؟ قَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ الله قَالَ : اغْسِلْ عَنْكَ أَثَرَ الْخَلُوقِ ، أَوْ أَثَرَ الصُّفْرَةِ ، وَاخْلَعِ الْجُبَّةَ ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ مَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ رِوَايَةِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ , وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ : عَنْ أَبِيهِ أُمية وَهَمٌ مِنَ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ شَيْخِ الْحَارِثِ.@

(3/184)

2510- وَعَنْ عَلِي بْن أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ وَهُوَ مُحْرِمٌ انْتَزَعْنَا مِنْهُ امْرَأَتَهُ ، وَلَمْ يَجُزْ نِكَاحُهُ.

رواه مُسَدَّد والبيهقي بسند رواته ثقات.

2511- وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَرَجُلاً مِنَ الأََنْصَارِ فَزَوَّجَاهُ مَيْمُونَةَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ وَهُو حَلالٌ .

رواه مُسَدَّد مرسلاً بسند الصحيح.

2512- وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، فَرَأَى رَجُلًا يُدْخِلُ رَأْسَهُ بَيْنَ السِّتْرِ وَالْبَيْتِ ، فَنَهَاهُ وَقَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلَ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ بَيْنَ السِّتْرِ وَالْجِدَارِ ، أَو السِّتْرِ وَالْبَيْتِ.

رواه الحارث بن أبي أسامة.@

(3/185)

35- باب رفع الأيدي عند رؤية البيت وغيره وما جاء في تقبيل الحجر الأسود والمسح عليه

فيه حديث أبي أمامة , وتقدم في الاستسقاء في باب ما يقال عند رؤية المطر.

2513- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : تُرْفَعُ الأَيْدِي فِي سَبْعَةِ مَوَاطِنٍ : فِي بَدْءِ الصَّلاَةِ ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْبَيْتَ ، وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَعَشِيَّةَ عَرَفَةَ ، وَبِجَمْعٍ ، وَعِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ ، وَعَلَى الْميْتِ.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر والبيهقي بسند فيه انقطاع.

2514- وَعَن جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيِّ ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَبَّلَ الْحَجَرَ وَسَجَدَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ خَالِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَبَّلَ الْحَجَرَ وَسَجَدَ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ عُمَرُ : لَوْ لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبَّلَهُ مَا قَبَّلْتُهُ.

رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.

2514/2- ورواه إسحاق بلفظ : كَانَ عُمَرُ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ ، ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يُقَبِّلُهُ ، ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

2515- وَعَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ رَجُلٍ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْد عِنْدَ الْحَجَرِ فَقَالَ : إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ ، ثُمَّ قَبَّلَهُ ، قال : ثُمَّ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ فَوَقَفَ عِنْدَ الْحَجَرِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ , ثم قبَّله.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.@

(3/186)

2516- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : رأيت عُمَر بن الخطاب قبَّل الحجر وسجد عليه ، ثم عاد فقبله وسجد عليه ، ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صنع.

رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لضعف عُمَر بن هارون.

2517- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ الحَجَر وَيَضَعُ خَدَّهُ عَلَيْهِ.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.

36- باب في استلام الحجر وتركه وما يقال عند استلامه

فيه حديث عبد الرحمن بن عوف ، وسيأتي في باب جمع الأسابيع.

2518- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ فَبَدَأَ بِالْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ.

رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح.@

(3/187)

2518/2- وعنه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : كُنْتُ فِي الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْر ، فَبَدَأَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُوَ وَصَاحِبَه.

2519- وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ : حَجَّ مُعَاوِيَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ ، فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، يَسْتَلِم الأَرْكَانَ كُلَّهَا ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : إِنَّمَا اسْتَلَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَيْسَ مِنْ أَرْكَانِهِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن حنبل ، ورجاله ثقات.

2520- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ, رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ ، فَمَا مَرَرْتُ بِهِ مُنْذُ رَأَيْتُهُ إِلاَّ اسْتَلَمْتُهُ . قَالَ نَافِعٌ : فَكَانَ ابنُ عُمَرَ يُزَاحِمُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَأَوْهُ أَوْسَعُوا لَهُ فَلَقَدْ وَقَعْتُ يَوْمًا فِي زِحَامِ النَّاسِ فَوَضَعَ رَجُلٌ مِرْفَقَهُ مِنْ خَلْفِي وَوَقَعَ الرَّجُلُ مِنْ أَمَامِهِ وَوَقَعْت مِنْ خَلْفِي ، فَمَا ظَنَنْتُ أَنْ أَنقلب حَتَّى يَقْتُلُونِي وَأَبَى هُوَ إِلاَّ أَنْ يَتَقَدَّمَ

رواه أبو يعلى.

2521- وَعَن أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ شَيْخِهِ مِنْ خُزَاعَةَ - وَكَانَ اسْتَخْلَفَهُ الْحَجَّاجُ عَلَى مَكَّةَ - أَنَّ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , كَانَ رَجُلاً شَدِيدًا ، وَكَانَ يُزَاحِمُ عِنْدَ الرُّكْنِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عُمَرُ ، لاَ تُزَاحِمْ عَلَى الرُّكْنِ ، فَإِنَّكَ تُؤْذِي الضَّعِيفَ ، فَإِنْ رَأَيْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ وَإِلاَّ فَاسْتَقْبِلْهُ ، وَهَلِّلْ ، وَكَبِّرْ ، وَامْضِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ.@

(3/188)

2522- وَعَن عَلِي بْن أَبِي طَالِب ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَرَّ بِالْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَرَأَى عَلَيْهِ زِحَامًا اسْتَقْبَلَهُ وَكَبَّرَ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ.

رواه أبو داود الطيالسي.

2522/2- ومُسَدَّد ولفظه : أَنَّهُ كَانَ إِذَا اسْتَلَمَ الْحَجَرَ قَالَ : اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ ، وَتَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ , وَاتِّبَاعًا لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

ورواه الطبراني في كتاب الدعاء ، والبيهقي في الكبرى ، ومدار الإسناد على الحارث الأعور وهو ضعيف.

37- باب فضل الحجر الأسود وما جاء في الركنين اللذين يليان الحجر

2523- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , رَفَعَهُ : قَالَ : لَوْلاَ مَا مَسَّهُ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ ، مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا شُفِيَ ، وَمَا عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْجَنَّةِ شَيْءٌ غَيْرُهُ .

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(3/189)

2523/2- ورواه الترمذي ولفظه : إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ ، طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا ، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأَضَاءَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ.

وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ.

ورواه ابن حبان في صحيحه ، والبيهقي في الكبرى.

وله شاهد من حديث ابن عباس ، رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن.

2524- وَعَن مَحَمَّدِ بْن عَبَّادِ بْن جَعْفَر قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : إِنَّ الرُّكْنَ يَمِينُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ يُصَافِحُ بِهَا عِبَادَهُ مُصَافَحَةَ الرَّجُلِ أَخَاهُ.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر موقوفًا بإسناد الصحيح.

2525- وَعَن علي بن أبي طالب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْفَعُوا الْحَجَرَ - يعني : قريشًا - اخْتَصَمُوا فِيهِ فَقَالُوا : يَحْكُمُ بَيْنَنَا أَوَّلُ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ السِّكَّةِ ، قَالَ : فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ عليهم ، فَفَصَلَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي مِرْطٍ ، ثُمَّ تَرْفَعَهُ جَمِيعُ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا ، وَرَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَومَئِذٍ رَجُل شَاب .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

2526- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَزَلَ بِالحَجَرِ الأَسْوَد ، مَلَك.

رواه الحارث عن محمد بن عُمَر الواقدي وهو ضعيف.

2527- وَعَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، قَالَ : طُفْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ، قَالَ يَعْلَى : فَكُنْتُ مِمَّا يَلِي البَاب ، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّكْنَ الْغَرْبِيَّ الَّذِي يَلِي الأَسْوَدَ ، جَرَرْتُ يَدِي لأَسْتَلِمَ فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَقُلْتُ : أَلا تَسْتَلِمُ ؟ فَقَالَ : أَلَمْ تَطُفْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَرَأَيْتَهُ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْغَرْبِيَّيْنِ ؟ فَقُلْتُ : لاَ ، قَالَ : أَفَلَيْسَ فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَانبذْ عَنْكَ.

رواه مُسَدَّد وأحمد بن منيع واللفظ له ، وأبو يعلى وأحمد بن حنبل بسند فيه انقطاع ، والبيهقي وقال : قال الشافعي : وأما العلة فيهما فنرى أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم فكانا كسائر البيت.@

(3/190)

38- باب في ذكر الكعبة وبنائها ووصفها ووضع الحجر

2528- عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , ذُعِرْتُ ذُعْرًا شَدِيدًا ، وَكَانَ سَلُّ السَّيْفِ فِينَا عَظِيمًا , فَخَرَجْنَا إِلَى السُّوقِ فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ , فَمَرَرْتُ بِبَابِ دَارٍ فَإِذَا سِلْسِلَةٌ مُعْتَرِضََة مُثَبَتَةٌ عَلَى الْبَابِ , وَإِذَا جَمَاعَةٌ , فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ فَمَنَعَنِي رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ ، قَالَ الْقَوْمُ : دَعْهُ , فَدَخَلْتُ فَإِذَا وِسَادَةٌ مَثْنِيَّةٌ , وَإِذَا جَمَاعَةٌ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَظِيمٌ الْبَطْنِ أَصْلَعُ فِي حُلَّةٍ لَهُ فَجَلَسَ فَقَالَ : سَلُونِي وَلاَ تَسْأَلُونِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ , فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ؟ قَالَ : وَيْحَكَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لاَ تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ ؟! تِلْكَ الرِّيَاحُ , قَالَ : فَمَا الْحَامِلاَتِ وَقْرًا ؟ قَالَ : وَيْحَكَ ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لاَ تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ ؟ هِيَ السَّحَابُ ، قَالَ : فَمَا الْجَارِيَاتِ يُسْرًا قَالَ : وَيْحَكَ ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لاَ تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ ؟! تِلْكَ السُّفُن ، قَالَ : فَمَا الْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا قَالَ : وَيْحَكَ ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لاَ تَسْأَلْنِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَيُضَرُّ ؟! تِلْكَ الْمَلاَئِكَةُ , قَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الْبَيْتِ , هُوَ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ , قَالَ : كَانَتِ الْبُيُوتُ قَبْلَهُ وَقَدْ كَانَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلاَمُ @

(3/191)

يَسَكَنَ الْبُيُوتَ ، وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ مُبَارَكًا وَهَدَى لِلْعَالَمِينَ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ بِنَائِهِ ، قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ , تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلاَمُ أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا ، قَالَ : فَضِيقَ , إِبْرَاهِيمُ , عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلام , ذَرْعًا ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , رِيحًا يُقَالُ لَهَا السَّكِينَةُ وَيُقَالُ لَهَا : الْخَجُوجُ لَهَا عَيْنَانِ وَرَأْسٌ ، وَأَوْحَى اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لإِبْرَاهِيمَ , عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلام , أَنْ يَسِيرَ إِذَا سَارَتْ , وَيَقِيلَ إِذَا قَالَتْ ، فَسَارَتْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ , فَتَطَوَّقَتْ عَلَيْهِ مِثْلَ الْجحفَةِ وَهِيَ بِإِزَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ ، وَإِسْمَاعِيلُ , عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ , يَبْنِيَانِ كُلَّ يَوْمٍ مَسَاقًا فَإِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِمَا الْحَرُّ اسْتَظَلَّا فِي ظِلِّ الْجَبَلِ , فَلَمَّا بَلَغَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِإِسْمَاعَيلَ , عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ : ائْتِنِي بِحَجَرٍ أَضَعُهُ يَكُونَ عَلَمًا لِلنَّاسِ فَاسْتَقْبَلَ إِسْمَاعِيلُ الْوَادِيَ , وَجَاءَهُ بِحَجَرٍ فَاسْتَصْغَرَهُ إِبْرَاهِيمُ وَرَمَى بِهِ وَقَالَ : جِئْنِي بِغَيْرِهِ , فَذَهَبَ إِسْمَاعِيلُ وَهَبَطَ جِبْرِيلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِما السَّلاَمُ بِالْحَجَرِ الأسود فَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ , فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ , عَلَيْهِ السَّلاَمُ : قَدْ جَاءَنِي مَنْ لَمْ يَكِلْنِي فِيهِ إِلَى حَجَرِكَ قَالَ : فَبَنَى الْبَيْتَ وَجَعَلُوا يَطُوفُونَ حَوْلَهُ وَيُصَلُّونَ حَتَّى مَاتُوا وَانْقَرَضُوا فَتَهَدَّمَ الْبَيْتُ فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ , فَكَانُوا يَطُوفُونَ بِهِ حَتَّى مَاتُوا وَانْقَرَضُوا , فَتَهَدَّمَ الْبَيْتُ فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ , فَلَمَّا بَلَغُوا مَوْضِعَ الْحَجَرِ اخْتَلَفُوا فِي وَضْعِهِ فَقَالُوا : أَوَّلُ مَنْ يَطْلُعُ مِنَ الْبَابِ , فَطَلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : قَدْ طَلَعَ الأَمِينُ , فَبَسَطَ ثَوْبًا وَوَضَعَ الْحَجَرَ وَسَطَهُ , وَأَمَرَ بُطُونَ قُرَيْشٍ فَأَخَذَ كُلُّ بَطْنٍ مِنْهُمْ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ وَوَضَعَهُ بِيَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

رواه الحارث ، ورواه أبو داود الطيالسي ، وإسحاق بن راهويه ، والبيهقي في الكبرى.

وتقدم لفظهم في أول كتاب المساجد ، ورواه البيهقي من حديث ابن عباس وابن عُمَر.@

(3/192)

39- باب الصلاة في الحجر وعند باب الكعبة وما جاء في دخول الكعبة وفضلها والصلاة فيها وكسوتها

2529- عَنْ عَائِشَة , رَضِي الله عَنْهَا , قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَؤصَلِّي فِي الْكَعْبَةِ ؟ فَقَالَ : صَلِّي فِي الْحِجْرِ فَإِنَّهُ مِنَ الْكَعْبَةِ ، أَوْ قَالَ : مِنَ الْبَيْتِ.

رواه أبو داود الطيالسي بإسناد الصحيح.

2530- وَعنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : مَا أُبَالِي صَلَّيْتُ فِي الْحِجْرِ أَوْ فِي الْبَيْتِ.

رواه أبو يعلى موقوفًا.

2531- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : مَا طَافَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ إِلاَّ وَهُوَ مِنَ الْبَيْتِ.

رواه أبو يعلى.

2532- وَعَن عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، كَانَ يُخْبِرُ أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِي الْبَيْتِ ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ فَنَزَلَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ بَابِ الكَعْبَة.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بإسناد الصحيح.@

(3/193)

2532/2- وفي رواية له : دَخَلَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْبَيْتَ فَدَعَا فِي نَوَاحِيهِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.

2532/3- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند رجاله ثقات بلفظ : قَامَ فِي الْكَعْبَةِ وَلَمْ يَرْكَعْ وَلَمْ يَسْجُدْ.

2533- وَعَنْ مُجَاهِدٍ : {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} ؟ قَالَ : هُوَ كَقَوْلِكَ : ادْخُلْ وَأَنْتَ آمِنٌ.

رواه مُسَدَّد.

2534- وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَينِ عَنِ الصَّلاَةِ فِي الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي الْكَعْبَةِ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح ، وله شاهد من حديث جابر ، وسيأتي في غزوة الفتح.

2535- وَعَن عطاء قال : العرش على الحرم .

رواه معاذ بن المثنى من زياداته عن غير مُسَدَّد في مسند مُسَدَّد.

2536- عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، قَالَ : خَرَجْتُ حَاجًّا ، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ ، فَجَاءَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ فَدَخَلَ ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَ السَّارِيتَيْنِ مَشَى ، حَتَّى لَصَقَ بِالْحَائِطِ ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، قَالَ : فَجِئْتُ حَتَّى صَلَيْتُ إِلَى جَنْبِهِ ، قَالَ : فَلَمَّا انْصَرَف َقُلْتُ لَهُ : إِنَّ أُنَاسًا يُصَلُّونَ هَاهُنَا وَهَاهُنَا ، فَأَيْنَ صَلَّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : هَاهُنَا , أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم , صَلَّى ، فَقُلْتُ : كَمْ صَلَّى ؟ فَقَالَ : عَلَى هَذَا أَجِدُنِي أَلُومُ نَفْسِي ، مَكَثْتُ مَعَهُ عُمْرًا لَمْ أَسْأَلْهُ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ ، خَرَجْتُ حَاجًّا ، فَجِئْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْبَيْتَ ، ثُمَّ قُمْتُ مَقَامَهُ ، قَالَ : فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ حَتَّى قَامَ إِلَى جَنْبِي ، قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ يزَحمُنِي ، حَتَّى أَخْرَجَنِي ، قَالَ : فَصَلَّى أَرْبَعًا.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل ولفظهما واحد بسند الصحيح.@

(3/194)

2537- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّ أَسْعَدَ الْحِمْيَرِيِّ وَقَالَ : هُوَ أَوَّلُ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ.

رواه الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن عُمَر الواقدي وهو ضعيف.

2538- وَعَن العَبَّاسِ بْن عَبْدِ المُطَّلِب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : كَسَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فِي حَجَّتِهِ الْحُبُرَاتِ.

رواه الحارث عن الواقدي أيضًا.

40- باب في الطواف بالبيت وفضله

2539- عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا يُحْصِيهِ ، كُتِبَتْ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةٌ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ سَيِّئَةٌ ، وَرُفِعَتْ لَهُ دَرَجَةٌ ، وَكَانَ لَهُ عَدْلُ رَقَبَةٍ.

رواه أبو داود الطيالسي ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر والبيهقي.

2539/2- وعبد بن حميد ولفظه قال : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُزَاحِمُ عَلَى الحَجَر وَالرُّكْنِ الْيَمَانِي زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ ، فَقُلْتُ لَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا , وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا فَأَحْصَاهُ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَا يَرْفَعُ الْحَاجُّ قَدَمًا ، وَلاَ يَضَعُ أُخْرَى إِلاَّ كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ ، وَحُطَّ عَنْهُ خَطِيئَةٌ وَرُفِعَ لَهُ دَرَجَةٌ.@

(3/195)

2539/3- وأَبُو يعلي ولفظه : قلت لاِبْن عُمَر : مَا لِي لاَ أَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلاَّ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ ، وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ ؟ قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : إِنْ أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اسْتِلاَمَهُمَا يَحُطُّ الْخَطَايَا . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا يُحْصِيهِ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ , وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَدَمًا ، وَلاَ وَضَعَهَا إِلاَّ كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ.

ورواه أحمد بن حنبل بتمامه ، وابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم وصححه ، والطبراني ، وابن حبان في صحيحه ، ورواه الترمذي مختصرًا.

2540- وَعَن أَنَسٍ صَاحِبِ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَار ، وَرَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ ، فَلَمَّا سَلمَا قَالاَ : جِئْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِنَسْأَلكَ قَالَ : إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِمَا تَسْأَلاَنِي عَنْهُ فَعَلْتُ ، وَإِنْ شِئْتُمَا أَنْ أَسْكُتَ فَتَسْأَلاَنِي فَعَلْتُ . قَالاَ : أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَزْدَادُ إِيمَانًا - أَوْ نَزْدَادُ يَقِينًا ، شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ لِلثَّقَفِيِّ : سَلْ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , قَالَ : بَلْ أَنْتَ فَسَلْهُ ، فَإِنِّي لَأَعْرِفُ لَكَ حَقَّكَ , فَسَلْهُ , فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : جِئْتَنِي لِتَسْأَلنِي عَنْ مَخْرَجِكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ، وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ طَوَافِكَ بِالْبَيْتِ ، وَمَالَكَ فِيهِ ، وَعَنْ رَكْعَتَيْكَ بَعْدَ الطَّوَافِ ، وَمَا لَكَ فِيهِمَا ، وَعَنْ طَوَافِكَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ وُقُوفِكَ بِعَرَفَةَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ رَمْيِكَ الْجِمَارَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ نَحْرِكَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ حِلاَقِكَ رَأْسَكَ وَمَا لَكَ فِيهِ ، وَعَنْ طَوَافِكَ بَعْدَ ذَلِكَ وَمَا لَكَ فِيهِ - يعني : الإفاضة - قَالَ : وَالَّذِي @

(3/196)

بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لعَنْ هَذَا جِئْتُ أَسْأَلُكَ , قَالَ : فَإِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ، لَمْ تَضَعْ نَاقَتُكَ خُفًّا ، وَلَمْ تَرْفَعْهُ ، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ بِهِ حَسَنَةً ، وَمَحَا عَنْكَ بِهِ خَطِيئَةً ، وَرَفَعَ لَكَ بِهَا دَرَجَةً ، وَأَمَّا رَكْعَتَيْكَ بَعْدَ الطَّوَافِ ، فَإِنَّهُمَا كَعِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ ، وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالصَّفَا ، وَالْمَرْوَةِ ، فَكَعِتْقِ سَبْعِينَ رَقَبَةً ، وَأَمَّا وُقُوفُكَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيُبَاهِيَ بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ ، يَقُولُ : هَؤُلاَءِ عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، يَرْجُونَ رَحْمَتِي وَمَغْفِرَتِي ، فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكُمْ عَدَدَ الرَّمْلِ ، أَوْ كَزَبَدِ الْبَحْرِ لَغَفَرْتُهَا ، أَفِيضُوا عِبَادِي مَغْفُورًا لَكُمْ ، وَلِمَنْ شَفَعْتُمْ لَهُ ، وَأَمَّا رَمْيُكَ الْجِمَارَ ، فَلَكَ بِكُلِّ حَصَاةٍ رَمَيْتَهَا تكفير كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ الْمُويِقَاتِ الْمُوجِبَاتِ ، وَأَمَّا نَحْرُكَ فَمَدْخُورٌ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ ، وَأَمَّا حِلاَق رَأْسَكَ فَبِكُلِّ شَعْرَةٍ حَلَقْتَهَا حَسَنَةٌ ، وَيُمْحَى عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةٌ , قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنْ كَانَتِ الذُّنُوبُ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : إِذًا يُدَّخَرُ لَكَ فِي حَسَنَاتُكَ , وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالْبَيْتِ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَإِنَّكَ تَطُوفُ وَلاَ ذَنْبَ لَكَ ، يَأْتِي مَلَكٌ ، حَتَّى يَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْكَ ، ثُمَّ يَقُولُ : اعْمَلْ لِمَا يُسْتَقْبَلُ ، فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى قَالَ الثَّقَفِيُّ : أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّلاةِ ، قَالَ : إِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ مِنْ أَشْفَارِ عَيْنَيْكَ ، وَإِذَا غَسَلْتَ يَدَيْكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ مِنْ أَظْفَارِ يَدَيْكَ ، وَإِذَا مَسَحْتَ بِرَأْسِكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ عَنْ رَأْسِكَ ، وَإِذَا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ مِنْ أَظْفَارِ قَدَمَيْكَ ، ثُمَّ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَاقْرَأْ مِنَ الْقُرْآنِ مَا تَيَسَّرَ ، ثُمَّ إِذَا رَكَعْتَ فَأَمْكِنْ يَدَيْكَ مِنْ رُكْبَتَيْكَ : وَافْرق بَيْنَ أَصَابِعِكَ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ، ثُمَّ إِذَا سَجَدْتَ فَمَكِنْ وَجْهَكَ مِنَ السُّجُودِ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ، وَصَلِّ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَآخِرِهِ , قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ صَلَّيْتُ الليل كُلَّهُ ؟ قَالَ : فَإِنَّك إِذًا أَنْتَ

رواه مُسَدَّد والبزار والأصبهاني بسند ضعيف ، لضعف إسماعيل بن رافع.

وله شاهد من حديث ابن عُمَر رواه الطبراني في الكبير ، والبزار ، وابن حيان في صحيحه ، ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عبادة بن الصامت.@

(3/197)

2541- وَعَن عُرْوَة أن عَبد الله بن الزبير ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أهل هلال ذي الحجة ، ثم طاف وسعى ، ثم خرج .

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.

2542- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا ، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ ، فَهُوَ كَفَكِّ رَقَبَةٍ.

رواه أبو يعلى والأصبهاني موقوفًا بسند فيه راو لم يسم ، ورواه الترمذي من حديث ابن عباس.

41- باب ما يقال في الطواف

2543- عَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ وَقَفَ وَتَبَسَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَأَيْتُكَ وَقَفْتَ وَتَبَسَّمْتَ ! فَقَالَ : لَقِيَنِي عِيسَى يَطُوفُ مَعَهُ مَلَكَانِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ.

رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه راوٍ لم يسم.

2544- وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ صُهْبَانَ قَالَ : رأيت عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ بين الباب والركن - أو بين المقام والباب - {رَبِّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} .

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات ، والبيهقي في الكبرى ، وَقَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ : أُحِبُّ كُلَّمَا حَاذَى بِهِ - يَعْنِي بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ - أَنْ يُكَبِّرَ وَأَنْ يَقُولَ فِي رَمَلِهِ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا ، وَذَنْبًا مَغْفُورًا ، وَسَعْيًا مَشْكُورًا . وَيَقُولُ فِي الأطواف الْأَرْبَعَةِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمُ ، وَأَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.@

(3/198)

42- باب ما جاء في جمع الأسابيع وركعتي الطواف وما يقرأ فيهما وجواز فعلهما في غير المسجد

فيه حديث أنس وتقدم في باب الطواف.

2545- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، كَانَتْ تَطُوفُ ثَلاَثَةَ أَسَابِيعَ تَقْرِنُ بَيْنَهُنَّ ، ثُمَّ تُصَلِّي لِكُلِّ أُسْبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ.

رواه مُسَدَّد ، وفي سنده راوٍ لم يسم.

2546- وَعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقْرَأ فِي رَكْعَتَيَ الطَّوَافِ بـ {{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر معضلا ، وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف . لكن المتن له شاهد من حديث جابر بن عَبد الله ، رواه الترمذي وصححه.

2547- وَعَن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ قال : طفت مع عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، بعد صلاة الفجر ، فَرَكَبَ ، وَلَمْ يُسَبِّحْ حَتَّى أَتَى طُوَى فركع ركعتين .

رواه الحارث ، والبيهقي ، ورجاله ثقات.@

(3/199)

2548- وَعَن عَبد الرحمن بن عوف ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال لي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ صَنَعْتَ فِي اسْتِلاَمِ الْحَجَرِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : اسْتَلَمْتُ وَتَرَكْتُ قَالَ : أَصَبْتَ.

رواه الحارث ورجاله ثقات.

2549- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ النَّحْرِ ، ثُمَّ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ يَلْتَفِتُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ يَمِينًا وَشِمَالًا , فَظَنَنَّا أَنَّ لِكُلِّ أُسْبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ ، وَلَمْ يُسَلِّمْ.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ، لضعف عبد السلام بن أبي الجنوب.

2549/2- ومن طريقه رواه البيهقي في الكبرى ولفظه : طَافَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْبَيْتِ ثَلاَثَةَ أَسَابِيع جَمِيعًا ثُمَّ أَتَى الْمَقَامَ فَصَلَّى خَلْفَهُ سِتَّ رَكَعَاتٍ يُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ يَمِينًا وَشِمَالاَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَرَادَ أَنْ يُعَلِّمَنَا

43- باب في المرأة تكبر وتعقد ولا تستلم الحجر وما جاء في طوافها منتقبة وفيمن رأى امرأة في الطواف فأعجبته

2550- عن مَنْبُوذ ، عَنْ أمه ، قَالَت : كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ , رَضِيَ الله عَنْهَا , إِذِ أتتها مَوْلاَةٌ لَهَا ، فَقَالَتْ : إني اسْتَلَمْتُ الْحَجَرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بسَبْعٍ طُفْتُهُ ، فَقَالَتْ : لاَ أجَرَ لكِ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا - هلَّا كَبَّرْتِ وَعَقَدْتِ ، وَمَرَرْتِ ، أَرَدْتِ أَنْ تُدافِعِي الرِّجَالَ !.

رواه مُسَدَّد.@

(3/200)

2551- وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، أَنَّ عَائِشَة , رَضِيَ الله عَنْهَا , كَانَتْ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ مُنْتَقِبَةً , قَالَ : وَكَانَ عَطَاءٌ يَكْرَهُهُ ، حَتَّى حَدَّثَتْهُ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يُفْتِي بِهِ.

رواه مُسَدَّد.

2552- وَعَن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ رَأَيْتُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْنِي ، وَكَانَ يُقَالُ : لاَ يَضُرُّكُ حُسْنُ امْرَأَةٍ لاَ تَعْرِفُهَا.

رواه أحمد بن منيع.

44- باب الطواف في المطر على الراحلة وفي الخفاف والنعال

2553- عن دَاوُدَ بْنِ عَجْلاَنَ ، قَالَ : طُفْنَا مَعَ أَبِي عِقَالٍ فِي مَطَرٍ ، فَلَمَّا قَضَيْنَا طَوَافَنَا ، آوَيْنَا نَحْوَ الْمَقَامِ ، فَوَقَفَ بِنَا دُونَ الْمَقَامِ ، فَقَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا تُسَرُّونَ بِهِ ؟ قُلْنَا : بَلَى قَالَ : طُفْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَالْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ ، فَلَمَّا قَضَيْنَا طَوَافَنَا صَلَّيْنَا خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ فَقَالَ لَنَا : اسْتَأْنِفُوا الْعَمَلَ ، َقَدْ غُفِرَ لَكُمْ مَا مَضَى هَكَذَا قَالَ لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَطُفْنَا مَعَهُ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَلَفْظُهُمَا مُتَقَارِبٌ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ ، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِي عِقَالٍ.

2554- وَعَنِ ابنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ : طَافَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، يَسْتَلِمُ الأَرْكَانَ بِمِحْجَنٍ كان مَعَهُ.

رواه أبو يعلى ، وفي سنده موسى بن عبيدة.@

(3/201)

2555- وَعَنْ قُدَامَةَ بن عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَةٍ فَيَسْتَلِمُ الحجر بِمِحْجَنِهِ .

رواه أبو يعلى وعبد اللّه بن أحمد بن حنبل في زوائده على المسند بسند رجاله ثقات.

وله شاهد من حديث ابن عباس ، رواه أصحاب السنن : أبو داود ، والتِّرمِذيّ ، والنسائي.

2556- وَعَن عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، عن عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، وَهُوَ يَحْدُو ، وَعَلَيْهِ خُفَّانِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ , رَضِيَ الله عَنْهُ : مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَعْجَبُ حِدَاؤُكَ حَوْلَ الْبَيْتِ ، أَوْ طَوَافُكَ فِي خُفَّيْكَ قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ هَذَا عَلَى عَهْدِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ ، رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلِيَّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله.

2557- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّوَافِ ، فَانْقَطَعَ شِسْعه ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَاوِلْنِي أُصْلِحُهُ , قَالَ : هَذِهِ الأَثَرَةُ ، وَلاَ أُحِبُّ الأَثَرَةَ.

رواه أبو داود الطيالسي ، وفي سنده عاصم بن عُبَيد اللهِ أيضًا.@

(3/202)

2557/2- وكذا رواه أبو يعلى ولفظه : أَنَّ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ ، فَأَخْرَجَ رَجُلٌ شِسْعًا مِنْ نَعْلِهِ ، فَذَهَبَ يَشُدُّهُ فِي نَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْتَزَعَهَا , وَقَالَ : هَذِهِ أَثَرَةٌ ، وَلاَ أُحِبُّ الأَثَرَةَ.

45- باب في الرمل وفيما ينزل على البيت من الرحمة للطائفين وغيرهم

2558- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ طَافَ فَأَرَادَ أَلاَ يَرْمُلَ قَالَ : إِنَّمَا رَمَلَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلِيهِ وَسَلَّم لِيَغِيظَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ قَالَ : أَمْرٌ فَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ فَرَمَلَ.

رواه أبو داود الطيالسي , عن زمعة , عن سلمة بن وهرام ، وهو سند ضعيف.

2558/2- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند رجاله ثقات ولفظه : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : رَمَلَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلِيهِ وَسَلَّم فِي حَجه وعُمَرِه ، وَأَبُو بَكْر وَعُمَر وَعُثْمَان وَالخُلَفَاء بَعْدَهُ.

2559- وَعَن أبي الطفيل ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ.

رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل بإسناد حسن ، وله شاهد من حديث ابن عُمَر ، رواه أبو داود وابن ماجة وأصله في صحيح مسلم من حديث عَبد الله بن عَمْرو.@

(3/203)

2560- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى الصَّفَا فَبَدَأَ بِهِ نَهَارًا فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ نَزَلَ فَمَشَى حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَطْنِ الْوَادِي فَرَمَلَ , وَرَمَلَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى جَاوَزوا الْوَادِيَ ثُمَّ مَشَى.

رواه الحارث عن الواقدي ، وهو ضعيف.

2561- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُنَزِّلُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , كُلَّ يَوْمٍ مِئَةَ رَحْمَةٍ : سِتُّونَ مِنْهَا لِلطَّائِفِينَ , وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ , وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِسَائِرِ النَّاسِ.

رواه الحارث بن أبي أسامة.

2561/2- ورواه البيهقي ولفظه : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُنَزِّلُ اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ على حجاج بيته الحرام عِشْرِينَ وَمِئَةَ رَحْمَةٍ ، سِتِّينَ لِلطَّائِفِينَ ، وَأَرْبَعِينَ لِلْمُصَلِّينَ ، وَعِشْرِينَ لِلنَّاظِرِينَ.

رواه البيهقي ، وحسن الحافظ المنذري إسناده.

46- باب وجوب الطواف بين الصفا والمروة وأن غيره لا يجزىء عنه

فيه حديث أنس ، وتقدم في باب الطواف ، وحديث ابن عُمَر ، وسيأتي في باب الوقوف بعرفة.

2562- وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ ، أَنَّهَا رَأَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن خَوْخَةٍ لَهَا ، وَهُوَ يَسْعَى فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ ، وَهُوَ يَقُولُ : لاَ يُقْطَعُ الوَادِي - أو قال : الأَبْطَحُ إِلاَّ شَدًّا.

رواه مُسَدَّد.@

(3/204)

2562/2- وابن أبي عُمَر ولفظه : عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي نَوْفَلٍ ، أَنَّهَا اطَّلَعَتْ مِنْ خَوْخَةٍ لَهَا ، فَرَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّفَا ، وَالْمَرْوَةِ ، وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ ، فَاسْعَوْا , قالت : فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَهُوَ يَسْعَى : رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ ، إِنَّكَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ.

2562/3- وفي رواية له : رسول الله رَأَيْتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا ، وَالْمَرْوَةِ ، وَرَأَيْتُهُ إِذَا أَتَى عَلَى بَطْنِ الْوَادِي يَسْعَى حَتَّى تَبْدُوَ رُكْبَتَاهُ , صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

2562/4- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بلفظ : عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةٍ , قَالَتْ : نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَإِنَّهُ ليَسْعَى فِي آخِرِ النَّاس وَهُوَ يَقُولُ : اسْعَوْا فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ , فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَسْعَى وَمِئزره يَدُورُ مِنْ شِدَّةِ السَّعْيِ.

2562/5- وفي رواية لأحمد بن حنبل ، والحاكم وعنه البيهقي , عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجْرَاةَ قَالَتْ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَالنَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ وَرَاءَهُمْ ، وَهُوَ يَسْعَى حَتَّى أَرَى رُكْبَتَيْهِ مِنْ شِدَّةِ السَّعْيِ يَدُورُ إِزَارُهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : اسْعَوْا فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ . لفظ أحمد بن حنبل.

2563- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ ، إِنَّمًا طَوَافُكُمْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ إِذَا رَجَعْتُمْ مِنْ مِنًى . وكان عطاء يقول لمن يقدم : يطوف ويسعى ، ثم يخرج .

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(3/205)

2564- وَعَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنَّهُ طَافَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَانْحَدَرَ ، وَسَعَى ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ وَقَفَ حَتَّى أَدْرَكَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ :

حَبَّذَا مَكَّةَ مِنْ وَادِي ... بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي

بِهَا أَمْشِي بِلاَ هَادِيَ ... بِهَا تَرْسُخُ أَوْتَادِي

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَبَّذَا هِيَ.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ، لضعف طلحة بن عَمْرو.

2565- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ, رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ قَالَ : إِنْ مَشَيْتُ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي ، وَإِنْ سَعَيْتُ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْعَى.

رواه عَبد بن حُمَيد ، ورجاله ثقات.

2566- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يومًا حارًّا مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ ، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا ، قَالَ : فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا صَاحِبَهُ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا زَيْدُ ، مَالِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ ! قَالَ : وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ ذَلِكَ لِغَيْرِ نَائِلَةٍ لِي مِنْهُمُ ، وَلَكِن خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ فَخَرَجْت حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ فَدَكَ فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي , فَخَرَجْتُ أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ الشَّامِ , فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا @

(3/206)

بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي ، فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ : إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ بِهِ إِلَّا شَيْخًا بِالْحِرةِ , قَالَ : فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : أَنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ , فَقَالَ : إِنَّ الدِّين الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلاَدِكَ ، قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ ، قَدْ طَلَعَ نَجْمُهُ ، وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتُهُمْ فِي ضَلاَلٍ ، فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ بَعْده يَا مُحَمَّدُ , قَالَ : وَقَدَّمَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا مُحَمَّد ؟ قَالَ : شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ , قَالَ : فَقَالَ : مَا كُنْتُ لِآكُلَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ : وَتَفَرَّقْنَا , قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ : فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ ، وَأَنَا مَعَهُ ، وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، قَالَ : وَكَانَ بالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ صَنَمَانِ مِنْ نُحَاسٍ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ : إِسَاف وَالآخَرُ يُقَالُ لَهُ : نَائِلَةُ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَمَسَّحْهُمَا ، فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : لَأَمَسحَنَّهُمَا حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَسَّحْتُهُمَا فَقَالَ : يَا زَيْدُ ، أَلَمْ تُنْهَ ؟ , قَالَ : وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو ، وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ : إِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل مختصرًا والنسائي في الكبرى بسند رجاله ثقات.

47- باب الرواح إلى منى والصلاة فيها ، ثم عرفة والإياب منها وما يقال في ليلة عرفة

2567- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَتَى جِبْرِيلُ إِبْرَاهِيمَ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَرَاحَ بِهِ إِلَى مِنًى ، فَصَلَّى بِهِ الصَّلَوَاتِ جَمِيعًا ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الْفَجْرَ ، ثُمَّ غَدَا بِهِ إِلَى عَرَفَةَ ، فَنَزَلَ بِهِ حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسُ ، ثُمَّ صَلَّى بِهِ الصَّلاَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْمَوْقِفَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ كَأَعْجَلِ مَا يُصَلِّي أحد من الناس الْمَغْرِبَ أَفَاضَ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا فَصَلَّى بِهِ الصَّلاَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ بَاتَ حَتَّى إِذَا كَانَ كَأَعْجَلِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ الْفَجْرَ صَلَّى بِهِ الْفَجْرَ , ثُمَّ وَقَفَ بِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ كَأَبْطَأِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ ، أَفَاضَ بِهِ إِلَى مِنًى ، فَرَمَى الْجَمْرَةَ ، ثُمَّ ذَبَحَ وَحَلَقَ ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِ ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ , تَعَالَى , بَعْدُ إِلَى نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم : {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.@

(3/207)

2567/2- ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر ولفظه : أَفَاضَ جِبْرِيلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى أَتَى مُزْدَلِفَةَ فَنَزَلَ بِهَا وَبَاتَ ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ كَأَعْجَلِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ وَقَفَ بِهِ كَأَبْطَأِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَى مِنًى ، فَرَمَى وَذَبَحَ ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُحَمَّدٍ {ثُمَّ أَوْحَينَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِن الْمشرِكِينَ}.

2567/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ : أَنَّ رَجُلاً مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ لِعَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو : إِنِّي مُضْعَفٌ مِنَ الأَهْلِ وَالْحُمُولَةِ ، وَإِنَّمَا حُمَولَتُنَا هَذِهِ الْحُمُرُ الدَّبَّابَةُ أَلاَ أَفِيضُ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ ؟ قَالَ : أَمَّا إِبْرَاهِيمُ ، فَإِنَّهُ بَاتَ بِمِنًى ، حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ وَطَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ سَارَ إِلَى عَرَفَةَ ، حَتَّى يَنْزِلَ مَنْزِلاً مِنْهَا ، ثُمَّ رَاحَ ، ثُمَّ وَقَفَ مَوْقِفَهُ مِنْهَا حَتَّى إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ أَفَاضَ ، حَتَّى إِذَا أَتَى جَمْعًا نَزَلَ مَنْزِلَهُ مِنْهُ حَتَّى بَاتَ بِهِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ صَلاَةُ الصُّبْحِ الْمُعَجَّلَةُ وَقَفَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ الصُّبْحُ الْمُسْفِرُ أَفَاضَ فَتِلْكَ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَقَدْ أُمِرَ نِبِيُّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَتَّبِعَهُ.

وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى : مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2568- وعَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , بِعَرَفَاتٍ ، فَلَمَّا أفضنا أفضت معه حَتَّى إذا أتى المضيق بين المأزمين أناخ فذهب لحاجته ، فأنخنا ونحن نرى أنه يريد الصلاة ، فقال غلامه : إنه ليس يريد الصلاة إنما ذهب لحاجته . ولكنه ذكر أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لما مرَّ بهَذَا الْمَكَانِ قَضَى حَاجَتَهُ ، فمن أراد منكم أن يقضي حاجته فليفعل ، فلما جاء جعلت أصب علية الماء فتوضأ ، ثم ركب حتى أتى جمعًا فعرض راحلته فصلى إليها ، فصلى المغرب ثلاثًا ، ثم أتبعها بركعتين فجعلنا ننتظره العشاء فقمنا فصلينا ثم نمنا ، فلما طلع الفجر أتى الموقف وصلى الفجر بغلس ، ثم وقف ووقفنا معه حتى أفاض.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند رجاله ثقات ، وأحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل.

وتقدم في العلم في باب اتباع الكتاب والسنة.@

(3/208)

2569- وَعَنْ نَافِعٍ : أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَسْفَرَ بِالدَّفْعَة ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : طُلُوعُ الشَّمْسِ ، يَنْتَظِرُونَ ! صَنِيعَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَدَفَعَ ابْنُ عُمَرَ ، وَدَفَعَ النَّاسُ بِدَفْعِهِ ، وَدَفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات ، وله حكم المرفوع.

2570- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : لَمَّا أَفَاضَ الرَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ عَرَفَاتٍ ، أَوْضَعَ النَّاسُ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مُنَادِيًا فَنَادَى : لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ وَلا الرِّكَابِ ، قَالَ : فَمَا رَأَيْتُ رَافِعَة يَدَهَا عَادِيَةً حَتَّى أَتَى جَمْعًا.

رواه أحمد بن منيع.

2571- وَعَن عَبد الله بن مَسْعُودٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ قَالَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ هَذِهِ الْعَشْرَ كَلِمَاتٍ أَلْفَ مَرَّةٍ ، لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ ، إِلَّا قَطِيعَةَ رَحِمٍ أَوْ مَأْثَم : سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الأَرْضِ مَوْطِئُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطَانُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُه ، سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ نِعْمَتُهُ ، سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ ، سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الأَرْضَ ، سُبْحَانَ الَّذِي لاَ مَنْجَا مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ.

رواه أبو يَعْلَى والطبراني في كتاب الدعاء بسند ضعيف ، لضعف عزرة بن قيس.@

(3/209)

48- باب في النزول بوادي نمرة والوقوف بعرفة ومزدلفة وما يفعله من فاته الحج

فيه حديث أنس ، وتقدم في باب الطواف.

2572- وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : الْحَجُّ عَرَفَةُ ، وَالْعُمْرَةُ الطَّوَافُ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند رجاله ثقات.

2573- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَنْزِلُ وَادِى نَمِرَةَ ، فَلَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ أَىَّ سَاعَةٍ كَانَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَرُوحُ فِى هَذَا الْيَوْمِ ؟ فَقَالَ : إِذَا كَانَ ذَلِكَ رُحْنَا فَأَرْسَلَ الْحَجَّاجُ رَجُلاً فقال : إذا راح فأعلمني ، فأَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يروح , قَالُوا : لَمْ تَزِغْ الشَّمْسُ ، فَجَلَسَ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يروح ، فقَالُوا : لَمْ تَزِغْ الشَّمْسُ فَجَلَسَ فَلَمَّا أَنْ قَدْ زَالَت الشَّمْسُ راح.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، ورجاله ثقات.

2574- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّهُ كَانَ لاَ يَرَى بأسًا أَنْ يَنْزِلَ بالأَبْطَحِ ، وَيَقُولُ : إِنَّمَا أَقَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ.

رواه الحارث بسند فيه الحجاج بن أرطاة.@

(3/210)

2575- وعَنِ ابْنِ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِعَرَفَاتٍ مَعَ الْمُشْرِكِينِ ، وَرَأَيْتُهُ وَاقِفًا فِي الإِِسْلاَمِ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ ، فَعَرَفْتُ أَنَّ اللَّهَ وَفَّقَهُ لِذَلِكَ.

رواه إسحاق بن راهويه.

2576- وَعَن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ وَكُلُّ جَمْعٍ مَوْقِفٌ وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ.

رواه الحارث عن الواقدي ، وهو ضعيف.

2576/2- ورواه أحمد بن حنبل من وجه آخر ولفظه : كُلُّ عَرَفَاتٍ مَوْقِفٌ ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ ، وَارْفَعُوا عَنْ مُحَسِّرٍ ، وَكُلُّ فِجَاجِ مِنًى مَنْحَرٌ ، وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ.

وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب , رواه الترمذي ، وآخر من حديث ابن عباس رواه البَزَّار.

2577- وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ خَالِدِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَرَفَةُ يَوْمٌ يَعْرِفُ النَّاسَ.

رواه الحارث بن أبي أسامة.@

(3/211)

2578- وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ خَمَاشَةَ الْجُهَنِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِعَرَفَةَ : عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنُ عَرَنَةَ ، وَالْمُزْدَلِفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ، إِلَّا بَطْنُ مُحَسِّرٍ.

رواه الحارث عن الواقدي ، وهو ضعيف.

2579- وَعَن رَافِع أَنَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ فَقَالَ : هَذَا الْمَنْحَرُ ، وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ .

رواه أبو يَعْلَى.

2579/2- وَفِي رِوَاية لَهُ : غَدَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أصبح بجمع حتى وَقَفَ عَلَى قُزَحَ بالْمُزْدَلِفَةِ ثم قال : هَذَا الْمَوْقِفُ ، وَكُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ ، وَارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ ، ثُمَّ دَفَعَ حِينَ أَسْفَرَ.

2580- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : مَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ ، وَمَنْ فَاتَهُ عَرَفَةُ فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.

2580/2- والبيهقي في الكبرى ولفظه : مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ النَّحْرِ مِنَ الْحَاجِّ ، فَوَقَفَ بِجِبَالِ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ ، فَلْيَأْتِ الْبَيْتَ ، فَلْيَطُفْ بِهِ سَبْعًا وَيَطُوفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا ، ثُمَّ لِيَحْلِقْ أَوْ ليُقَصِّر إِنْ شَاءَ ، وَإِنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَنْحَرْهُ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ وَسَعْيِهِ فَلْيَحْلِقْ أَوْ ليُقَصِّر ، ثُمَّ لِيَرْجِعْ إِلَى أَهْلِهِ ، فَإِنْ أَدْرَكَهُ الْحَجُّ من قَابِل فَلْيَحُجَّ إِنِ اسْتَطَاعَ وَلْيَهْدِ فِي حجه ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا فَلْيَصُمْ عَنْهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ ، وَسَبْعَةً إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ.@

(3/212)

49- باب في الدعاء ومغفرة الله تعالى لعباده يوم عرفة

2581- عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَكْثَرُ دُعَائِي وَدُعَاءِ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي بِعَرَفَةَ : لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا ، وَفِي بَصَرِي نُورًا ، وَفِي قَلْبِي نُورًا ، اللَّهُمَّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ وَسْوَاسِ الصُّدُورِ ، وَشَتَاتِ الأُمُورِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ فِي اللَّيْلِ ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ فِي النَّهَارِ ، وَمِنْ شَرِّ مَا تَهُبُّ بِهِ الرِّيَاحُ ، وَشَرِّ بَوَائِقِ الدَّهْرِ.

رواه إسحاق بن راهويه والبيهقي بسند ضعيف ، لضعف موسى بن عُبيدة ، ورواه الطبراني في كتاب الدعاء من غير هذا الوجه.

2582- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَفَ بِعَرَفَاتٍ وَقَالَ هَكَذَا ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ نَحْوَ ثَنْدُوَتَيْهِ.

2582/2- وفي رواية : وَقَفَ بِعَرَفَة فَجَعَلَ يَدْعُو هَكَذَا ، وَجَعَلَ ظَهْرَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي صَدْرَه.

رواه أحمد بن منيع ومدار الطريقين على بشر بن حرب ، وهو ضعيف.

2583- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : لَقَدْ رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ رَافِعًا يَدَيْهِ ، ليُرَى مَا تَحْتَ إِبْطَيْهِ.

رواه أحمد بن منيع.@

(3/213)

2584- وَعَن شُعَيْب بن أَبِي حَمْزَة يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِلاَلًا غَدَاةَ جَمْعٍ يُنَادِي فِي النَّاسِ أَنْ أَنْصِتُوا ، أَوِ اصْمُتُوا ، فَفَعَلَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَطَاوَلَ عَلَيْكُمْ فِي جَمْعِكُمْ ، فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ ، وَوَهْبَ لِمُحْسِنِكُمْ مَا سَأَلَ ، ادْفَعُوا بِسْمِ اللَّهِ.

رواه مُسَدَّد معضلا.

2585- وَعَنِ ابْن عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : إِنَّ اللَّهَ ، عَزَّ وَجلَّ ، يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ الْمَلاَئِكَةَ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

2586- وَعَن أَنَس بْن مَالِك ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : إِنَّ اللَّهَ - تعالى - تطوَّل عَلَى أَهْلِ عَرَفَاتٍ يُبَاهِي بهم الْمَلاَئِكَةَ يَقُولُ : يَا مَلاَئِكَتِي ، انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا ، غُبْرًا أَقْبَلُوا يَضْرِبُونَ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، فأشهدكم أَنِّي قَدْ أَجَبْتُ دَعَاءهُمْ ، وَشَفَعْتُ رَغْبَتَهُمْ ، وَوَهَبْتُ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ ، وَأَعْطَيْتُ مُحْسِنَهُمْ جَمِيعَ مَا سَأَلُونِي غَيْرَ التَّبِعَاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ ، فَلَمَّا أَفَاضَ الْقَوْمُ إِلَى جَمْعٍ وَوَقَفُوا وَعَادُوا فِي الرَّغْبَةِ وَالطَّلَبِ إِلَى اللهِ فَيَقُولُ : يَا مَلاَئِكَتِي ، عِبَادِي وَقَفُوا فَعَادُوا إلى الرَّغْبَةِ وَالطَّلَبِ ، فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَجَبْتُ دُعَاءَهُمْ ، وَوَهَبْتُ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ ، وَأَعْطَيْتُ مُحْسنهمْ جَمِيعَ مَا سَأَلُونِي ، وَكَفَلْتُ عَنْهُمُ التَّبِعَاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ.

رواه أحمد بن منيع ، وأَبُو يَعْلَى واللفظ له ، ومدار إسناديهما على يزيد الرقاشى ، وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث العباس بن مرداس ، رواه الطيالسي , وأحمد بن حنبل ، وابن ماجة ، والبيهقي ، وآخر من حديث جابر بن عَبد الله ، وتقدم في باب العمل الصالح في عشر ذي الحجة.@

(3/214)

2587- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ يَبْقَى أَحَدٌ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ . قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : أَلأَهْلِ مُعَرَّفِ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً ؟ قَالَ : بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً.

رواه عبد بن حميد.

2588- وَعَن طَالِبُ بْنُ سَلْمَى بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِنَا أَنَّهُ سَمِعَ جَدِّي ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومئذٍ : أَلاَ إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى هَذَا الْجَمْعِ فَقَبِلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ ، وَشَفَّعَ مُحْسِنَهُمْ فِي مُسِيئِهِمْ ، فَتَجَاوَزَ عَنْهُمْ جَمِيعًا .

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ، لجهالة بعض رواته.

50- باب ما جاء في صوم يوم عرفة بعرفة وصون الأعضاء فيه

2589- عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، بِعَرَفَةَ.

رواه أبو داود الطيالسي والحاكم بإسناد حسن.

2589/2- وَرَوَاهُ الحَاكِم أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَة ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فَحَدَّثَنَا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.

وَعَن الحاكم روى البيهقي الطريقين معًا.

وقال : والمحفوظ عن عكرمة ، عن أبي هريرة.@

(3/215)

2590- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى بسند رجاله ثقات.

ولما تقدم شواهد في كتاب الصوم.

2591- وَعَنْهُ قَالَ : كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , رَدِيفَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ عَرَفَةَ ، فَجَعَلَ الْفَتَى يُلاَحِظُ النِّسَاءَ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ ، وَجَعَلَ رَسُول الله يَصْرِفُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ مرارًا ، وَجَعَلَ الْفَتَى يُلاَحِظُ إِلَيْهِنَّ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : يا ابْنَ أَخِي ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ.

رواه أبو داود الطيالسي وابن خزيمة والطبراني والبيهقي ، وأَبُو يَعْلَى وأحمد بن حنبل بإسناد صحيح.

51- باب الدفع من عرفات والإيضاع في وادي محسر وأخذ الحصى منه

2592- عن عُمَر بن ذر : سمعت مجاهدًا يقول : أردف النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوم عرفة أسامة ، فقال الناس : هذا صاحبنا ، يخبرنا ما صنع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فكف رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم زمام راحلته حتى أصاب رأسها وسط الرحل أو كاد يصيبه ، يسير سيًرا هينًا ، لا يزيد على السير الهين ، ويشير بيده إلى الناس : السكينة يا أيها الناس السكينة , حتى دفع إلى جمع ، ثم @

(3/216)

أردف الفضل فقال الناس : هذا صاحبنا يخبرنا ما صنع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فصنع ما صنع بالأمس لا يزيد على هذا السير العنق حتى دفع إلى وادي محسر ، فلما دفع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلى وادي محسر دفع معه حتى استوت به الأرض حتى خرج من الوادي.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، عن رجل لم يسم ، ورواه الحاكم مطولا ، وعنه البيهقي في الكبرى.

وله شاهد من حديث ابن عباس رواه أحمد بن حنبل في مُسْنَده.

2593- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا بَلَغْنَا وَادِيَ مُحَسِّرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذُوا حَصَى الْجِمَارِ مِنْ وَادِي مُحَسِّرٍ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، لجهالة بعض رواته.

2594- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ ، كَأَنَّهَا الْعَمَائِمُ عَلَى رُءُوسِ الرِّجَال أَفَاضُوا ، ثُمَّ وَقَفُوا بِالْمُزْدَلِفَةِ ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِ الْرِّجَال دَفَعُوا ، فَلَمَّا جَاءَ الإِِسْلاَمُ ، أَخَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّفْعَةَ مِنْ عَرَفَاتٍ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ ، وَعَجَّلَ الدَّفْعَةَ مِنْ جَمْعٍ ، فَدَفَعَ مِنْهَا حِينَ أَسْفَرَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْوَقْتِ الآخَرِ ، وَصَلَّى فِيهِ بِغَلَسٍ.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ، لضعف زمعة بن صالح ، وأخرجه أحمد مختصرًا عن أبي داود عن زمعة.@

(3/217)

52- باب ما جاء في مسجد الخيف والنزول بمنى ورمي الجمار وصفته وقدر الحصى ورمي الرعاء ليلاً.

فيه حديث أنس ، وتقدم في الطواف.

2595- عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا قَدِمْنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ نَزَلْنَا الْخَيْفَ . وَالْخَيْفُ مَسْجِدُ مِنًى.

رواه مُسَدَّد معضلا ، ورجاله ثقات.

2596- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ مُعَاذٌ أَوِ ابْنُ مُعَاذٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْزَلَ النَّاسَ بِمِنًى مَنَازِلَهُمْ ، فَأَنْزَلَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارَ شُعَبَهُمْ ، قَالَ : وَعَلَّمَ النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ ، قَالَ : وَفَتَحَ اللَّهُ أَسْمَاعَنَا ، فَإِنَّا لَنَسْمَعُ وَنَحْنُ فِي رِحَالِنَا ، فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنَا أَنْ قَالَ : إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ فَارْمُوهَا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ.

رواه الحميدي.

2597- وَعَن حَرْمَلَةَ بْنَ عَمْرٍو ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : حَجَجْتُ مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَجَّةَ الْوَدَاعِ وأَنَا غُلام مُرْدِفِي عَمِّي ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا إِحْدَى أُصْبُعَيْهِ عَلَى الأُخْرَى ، فَقُلْتُ لِعَمِّي : مَاذَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : يَقُولُ : ارْمُوا الْجَمْرَةَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ.

رواه مُسَدَّد.

2597/2- وأحمد بن حنبل بسند رجاله ثقات ، ولفظه : حَجَجْتُ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مُرْدِفِي عَمِّي سِنَانُ . قَالَ : فَلَمَّا وَقَفْنَا بِعَرَفَاتٍ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره.@

(3/218)

2598- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ مَوْلَى عَمْرو بن عُثْمَان أَنَّهُ سَمِعَ عَبد الله بْنِ عُثْمَانَ يُخْبِرُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَيَّةَ يُفْتِي النَّاسَ ، أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِمَا رَمَى بِهِ الرَّجُلُ فِي الجِمَارِ مِنْ الحَصَى - يعني : مِنْ عَدَدِه - فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، فَذُكِرَ ذلك لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ : صَدَقَ أَبُو حَيَّةَ , وَكَانَ أَبُو حَيَّةَ بَدْرِيًّا.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.

2599- وَعَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ ، قَالَ : نَظَرْنَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يَوْمَ النَّفْرِ الأَوَّلِ ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا تَقْطُرُ لِحْيَتُهُ مَاءً ، فِي يَدِهِ حَصَيَاتٍ وَفِي حزته حَصَيَاتٍ ، مَاشِيًا يُكَبِّرُ فِي طَرِيقِهِ ، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الأُولَى ، فَرَمَاهَا ، حَتَّى انْقَطَعَ مِنَ فضض الحصى حيث لا يَنَالَهُ حَصَى مَنْ رَمَى ، ثُمَّ دَعَى سَاعَةً ، ثُمَّ مَضَى إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى ، ثُمَّ الأُخْرَى.

رواه مُسَدَّد.

2600- وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو بن الأَحْوَصِ ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جُنْدُبٍ ، رضي الله عنها ، قَالَتْ : رَأَيْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي يَوْمَ النَّحْرِ وَهُوَ عَلَى دَابَّتِه ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَتَبِعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ , وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ بَلاَءٌ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ , إنَّ هَذَا ابْنِي وَبَقِيَّةُ أَهْلِي ، وَإِنَّهُ بِهِ بَلاَءً لاَ يَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ائْتُونِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ , فَأُتِيَ بِمَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَضْمَضَ فَاهُ ، ثُمَّ أَعْطَاهَا ، فَقَالَ : اسْقِيهِ مِنْهُ وَصُبِّي عَلَيْهِ مِنْهُ وَاسْتَشْفِي اللَّهَ لَهُ ، قَالَ : فَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ ، فَقُلْتُ : لَوْ وَهَبْت لِي مِنْهُ ، فَقَالَتْ : إنَّمَا هُوَ لِهَذَا الْمُبْتَلَى , قَالَتْ : فَلَقِيت الْمَرْأَةَ مِنَ الْحَوْلِ فَسَأَلْتُهَا عَنِ الْغُلاَمِ ، فَقَالَتْ : بَرَأَ وَعَقَلَ عَقْلاً لَيْسَ كَعُقُولِ النَّاسِ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه عَبد بن حُمَيد بإسناد حسن.@

(3/219)

2600/2- ورواه أحمد بن منيع ، ولفظه : قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ رَاكِبًا وَوَرَاءَهُ من يَسْتُرُهُ مِنْ رَمْيِ النَّاسِ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ لاَ يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَنْ رَمَى منكم الجِمارَ فَلْيَرْمِهِ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ , وَرَأَيْتُ بَيْنَ أَصبعِهِ حَجَرًا , فَرَمَى وَرَمَى النَّاسُ ثُمَّ انْصَرَفَ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنٌ لَهَا بِهِ مَسٌّ فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ابْنِي فَأَمَرَهَا فَدَخَلَتْ بَعْضَ الأَخْبِيَةِ فَجَاءَتْ بِتَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ فَأَخَذَهُ في يَدِهِ فَمَجَّ فِيهِ وَدَعَا فِيهِ وَغَسَّلَ فِيهِ يَدَه ثُمَّ أَمَرَهَا فَقَالَ اسْقِيهِ قَالَت : فَتَبِعْتُهَا فَقُلْتُ لَهَا : هَبِي لِي مِنْ هَذَا الْمَاءِ فَقَالَتْ : خُذِي مِنْهُ فَأَخَذْتُ مِنْهُ فَسَقَيْتُ ابْنِي فَعَاشَ فَكَانَ مِنْ بِرِّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ .

2600/3- ورواه أبو يَعْلَى ولفظه : قالت : رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم واقفًا عند الجمرة في بطن الوادي يقول : أيها الناس ، لا يقتل بعضكم بعضًا ، واذا رميتم الجمار فارموا بمثل حصى الخذف . قالت : ثم رمى عندها ثم انطلق.

2601- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلرِّعَاءِ ، أَنْ يَرْمُوا الْجِمَارَ لَيْلًا.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

2601/2- والبيهقي بلفظ : الرَّاعِي يَرْمِي بِاللَّيْلِ وَيَرْعَى بِالنَّهَارِ.

ورواه الحاكم وعنه البيهقي من حديث ابن عُمَر.@

(3/220)

53- باب في قبول حصى الجمار ، وما جاء في سبب الرمي

2602- عن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : حصى الجمار ما يقبل منه رفع ، وما ردَّ تُرِك ، ولولا ذلك كان أطول من ثبير.

رواه مُسَدَّد موقوفًا واللفظ له.

2602/2- والطبراني في الأوسط ، والحاكم وصححه ، ولفظه : عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا : يا رسول الله ، هذه الجمار التي نرمي كل سنة فنحسب أنها تنقص . قال : ما تقبل منها رفع ، ولولا ذلك لرأيتموها مثل الجبال .

وفي إسناديهما يزيد بن سنان مختلف في توثيقه.

ورواه البيهقي في سننه من حديث ابن عباس ، وابن عُمَر.

2603- وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَافَ عَلَى بَعِيرٍ بِالْبَيْتِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ قَالَ : صَدَقُوا وَكَذَبُوا قُلْتُ : مَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا ؟ ، قَالَ : صَدَقُوا ؛ طَافَ عَلَى بَعِيرٍ وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يصْرف النَّاسُ عَنْهُ وَلاَ يُدْفَعُ ، فَطَافَ عَلَى بَعِيرٍ كَيْ يَسْمَعُوا كَلاَمَهُ ، وَلاَ تَنَالَهُ أَيْدِيهِمْ قُلْتُ : يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ فَقَالَ : صَدَقُوا وَكَذَبُوا قُلْتُ : مَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا ؟ ، قَالَ : صَدَقُوا ؛ قَدْ رَمَلَ وَكَذَبُوا ؛ لَيْسَتْ @

(3/221)

بِسُنَّةٍ ؛ إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ : دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ حَتَّى يَمُوتُوا مَوْتَ النَّغَفِ فَلَمَّا صَالَحُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَنْ يَجِيئُوا مِنْ الْعَامِ المقبل فَيُقِيمُوا بِمَكَّةَ ثَلاَثَة ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ ، وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ قَالَ لأَصْحَابِهِ : ارْمُلُوا وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ قُلْتُ : يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ قَالَ : صَدَقُوا ؛ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ , عليه الصلاة والسلام لَمَّا أُرِيَ الْمَنَاسِكَ عَرَضَ لَهُ شَّيْطَانٌ عِنْدَ الْمَسْعَى ، فَسَابَقَهُ ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ , عليه السلام , ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى أَتَى بِهِ مِنًى ، فَقَالَ : مُنَاخُ النَّاسِ هَذَا ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ بِهِ إِلَى جَمْرَةِ الْوُسْطَى ، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ، ثُمَّ أَتَى جَمْرَةَ الْقُصْوَى ، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا فَقَالَ : هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، ثُمَّ أَتَى بِهِ عَرَفَةَ فَقَالَ : هَذِهِ عَرَفَةُ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَتَدْرِي لِمَ سِمِّيَتْ عَرَفَةَ ؟ ، قَالَ : لاَ قَالَ : لأَنَّ جِبْرِيلَ , عليه السلام , قَالَ لَهُ : أَعَرَفْتَ ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَتَدْرِي كَيْفَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ ؟ قُلْتُ : وَكَيْفَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ قَالَ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ , عليه السلام , لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ أُمِرَتِ الْجِبَالُ فَخَفَضَتْ رُءُوسَهَا وَرُفِعَتْ لَهُ الْقُرَى ، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ.

رواه أبو داود الطيالسي واللفظ له بسند رجاله ثقات ، والحميدي ، وأحمد بن منيع.

ورواه مسلم ، وأَبُو داود مختصرًا ، وأحمد بن حنبل مطولاً.

وسيأتي في آخر علامات النبوة , في باب ذكر إبراهيم وإسماعيل.@

(3/222)

54- باب في الحلق والتقصير والإحلال والصلاة بمنى

فيه حديث أنس ، وتقدم في باب الطواف ، وحديث ابن عمر ، وتقدم في باب الوقوف بعرفة.

2604- وَعَن مَالِك بْن رَبِيعَة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَاتَ يَوم : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ , قَالَ : يَقُولُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : وَالْمُقَصِّرِينَ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الثَّالِثَةِ ، أَوْ الرَّابِعَة : وَللْمُقَصِّرِينَ , وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مَحْلُوقُ رَأْسِي ، لا يَسُرُّنِي أَنْ لِي بِحَلْقِ رَأْسِي حُمْرُ النَّعَمِ أَوْ خِطْرًا عَظِيمًا.

رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بسند واحد ، ورجاله ثقات.

2605- وَعَن وَهْبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قَارِبٍ ، أَوْ مَارِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ ، يَقُولُ : يَرْحَمُ الله الْمُحَلِّقِينَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ هَكَذَا ، وَمَدَّ الْحُمَيْدِيُّ يَمِينه ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَالْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : يَرْحَمُ الله الْمُحَلِّقِينَ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَالْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : يَرْحَمُ الله الْمُحَلِّقِينَ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَالْمُقَصِّرِينَ ؟ وَأَشَارَ الْحُمَيْدِيُّ بِيَدِهِ ، وَلَمْ يَمُدَّ مِثْلَ الأُولَى .

قَالَ سُفْيَانُ : وَجَدْتُ فِي كِتَابٍي , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مَارِبٍ وَحِفْظِي : قَارِبٍ وَالنَّاس تقول : قَارِبٌ كَمَا حَفِظْتُ فَأَنَا أَقُولُ قَارِبٌ ، أَوْ مَارِبٌ.

رَوَاهُ الُحُمَيْدِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ثَلاَثَتُهُمْ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بِهِ.@

(3/223)

2606- وَعَنْ حُبْشِي بْنِ جُنَادَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ وَاِلْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَاِلْمُقَصِّرِينَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُقَصِّرِينَ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن حنبل.

قال البخاري : إسناد حديث حبشي فيه نظر.

2607- وَعَنْ عَطَاءٍ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : إذَا رَمَى الْجَمْرَةَ وَذَبَحَ وَحَلَقَ ، فَقَدَ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّسَاءَ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة مرسلا ، وعنه أبو يَعْلَى.

2608- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا رَمَيْتُمْ وَحَلَقْتُمْ ، فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الطِّيبُ وَكُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّسَاءَ.

رواه الحارث بسند ضعيف ، لضعف الحجاج بن أرطاة.

2609- وَعَنْ أُمِّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : أَنَا أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَنْحَرُ بُدْنَهُ قِيَامًا ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ وَقَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ دَخَلَ قُبَّةً لَهُ حَمْرَاءَ ، فَرَأَيْتُهُ أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْ قُبَّتِهِ وَهُوَ يَقُولُ : يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ ، ثَلاَثًا ، ثُمَّ قَالَ : وَلِلْمُقَصِّرِينَ.

رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.@

(3/224)

2610- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَلَقَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَصْحَابُهُ إِلاَّ أَبَا قَتَادَةَ وَعُثْمَانَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ ، قَالُوا : وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ ، قَالُوا : وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وَالْمُقَصِّرِينَ فِي الثَّالِثَةِ .

رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل ، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عُمَر.

2611- وَعَن حفصة ، رَضِيَ الله عَنْهَا , قَالَتْ : أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُحِلَّ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند الصحيح.

2612- وَعَنْ مَعْقِل بْنُ يَسَارٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : حَجَجْتُ مَعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَوَجَدَ عَائِشَة تُنْزَعُ ثيابهَا ، فَقَالَ : مَا لَكِ ؟ قَالَتْ : أُنْبِئْتُ أَنَّكَ أَحْلَلْتَ وَأَحْلَلْتَ أَهْلَكَ قَالَ : أَجل مَنْ لَيْسَ مَعَهُ بَدَنَةٌ ، فَأَمَّا نَحْنُ ، فَلم نَحِلُّ ، وإِنَّ مَعَنَا بُدنًا ، حَتَّى نَبْلُغَ عَرَفَاتٍ إلى الحَج .

رواه أبو يَعْلَى.

2613- وَعَن عُرْوَة أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صلى بمنى ركعتين ، وأن أبا بكر صلى بمنى ركعتين ، وأن عُمَر صلى بمنى ركعتين ، وأن عثمان صلى شطر إمارته ركعتين .

رواه مُسَدَّد مرسلا ، ورجاله ثقات.@

(3/225)

2613/2- وأَبُو يَعْلَى من طريق دَاوُد بْنِ أَبِي عَاصِمٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ وَهُوَ بِمِنًى : لَم تُقَصر هَاهُنَا ؟ قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ ، وَأَبُو بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ وَعُمَرُ رَكْعَتَيْنِ , وَصَلاَّهَا عُثْمَانُ سِتَّ سِنِينَ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ جَعَلُوهَا أَرْبَعًا ، فَكُنَّا إِذَا صَلَّيْنَاهَا مَعَهُمْ صَلَّيْنَا أَرْبَعًا ، وَإِذَا صَلَّيْنَا عَلَى حِدَةٍ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ.

قال الترمذي : وروي عن ابن مسعود أنه قال : صليت مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بمنى ركعتين ، ومع أبي بكر ركعتين ، ومع عُمَر ركعتين ، ومع عثمان ركعتين صدرًا من إمارته . قال : وقد اختلف أهل العلم في تقصير الصلاة بمنى لأهل مكة ، فقال بعض أهل العلم : ليس لأهل مكة أن يقصروا بمنى إلاَّ من كان بمنى مسافرًا . وهو قول ابن جريج وسفيان الثوري ويحيى القطان والشافعي وأحمد وإسحاق . وقال بعضهم : لا بأس لأهل مكة أن يقصروا الصلاة بمنى . وهو قول الأوزاعي ومالك وابن عيينة وعَبد الرحمن بن مهدي.

55- باب خطبة النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بمنى

2614- عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَمَنْ شَهد خُطْبَةَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أوَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , قال : قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، أَلاَ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ ، وَلاَ أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، إِلاَّ بِالتَّقْوَى ألا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ , ثُمَّ قَالَ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ ، قَالَ : أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ : فَلاَ أَدْرِي قَالَ : وَأَعْرَاضَكُمْ ، أَمْ لاَ - كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا , أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات ، وأحمد بن حنبل ، والحارث ، وتقدم لفظه في باب سماع الحديث.@

(3/226)

2615- وَعَنْ مُرَّةَ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَامَ فِينَا النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ مُخَضْرَمَةٍ , فَقَالَ : أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُكُمْ هَذَا ؟ قَالَ : قُلْنَا : يَوْمُ النَّحْرِ ، قَالَ : صَدَّقْتُمْ ، يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ، قَالَ : أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ شَهْرُكُمْ هَذَا ؟ قَالَ : قُلْنَا : ذُو الْحِجَّةِ ، قَالَ : صَدَّقْتُمْ ، قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا , وَشَهْرِكُمْ هَذَا , وَبَلَدِكُمْ هَذَا , أَلاَ وَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ , فَلاَ تُسَوِّدُوا وَجْهِي ، أَلاَ وَقَدْ رَأَيْتُمُونِي وَسَمِعْتُمْ مِنِّي ، وَسَتُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ , أَلاَ وَإِنِّي مُسْتَنْقِذٌ رِجَالاً - أَوْ أُنَاسًا - وَمُسْتَنْقَذٌ مِنِّي آخَرُونَ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ : إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ .

رواه مُسَدَّد ورجاله ثقات ، ورواه النسائي في الكبرى ، وابن ماجة مختصرًا من طريق مرة ، عن عَبد الله بن مسعود به.

2616- وَعَنْ أَبِي غَادِيَةَ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : خَطَبَنَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ : يَأَيُّهَا النَّاسُ ، أَلاَ إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلْقَوُا اللَّهَ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ بَلَّغْتُ ؟ قَالَ : قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، أَلاَ لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند رواته ثقات.@

(3/227)

2617- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا قال : إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمِنًى وَهُوَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} حَتَّى خَتَمَهَا فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ الْوَدَاعُ ، فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ الْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ فَرَكِبَ فَوَقَفَ للنَّاسِ بِالْعَقَبَةِ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَحَمِدَ اللَّهُ ، وَأثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْل ، فَقَالَ : يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ هَدَرٌ وَأَوَّلُ دم أضعه دَمُ إِيَاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ , كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ ، وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ أَوْل ربا أَضَعُ لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ ، وَلاَ تُظْلَمُونَ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ فَهُوَ الْيَوْمَ كَهَيْئَةِ يَوْمِ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ , وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ رَجَبُ مُضَرَ بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ، وَذُو الْقَعْدَةِ ، وَذُو الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمُ ، وَإِنَّ النَّسِيءَ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا , يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَجْعَلُونَ صَفَرَ عَامًا حَلاَلاً وَعَامًا حَرَامًا ، وَيجْعَلُونَ المُحَرَّمَ عَامًا حَرَامًا وَعَامًا حَلاَلاً ، وَذَلِكَ النَّسِيءُ مِنَ الشَّيْطَانِ , أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا آخِرَ الزَّمَانِ وَقَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمُحَقَّرَاتِ الأَعْمَالِ فَاحْذَرُوهُ فِي دِينِكُمْ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا ، أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَانٌ ، أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللهِ ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ ، وَلَكُمْ عَلَيْهُنَّ حَقٌّ ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ ، وَمِنْ حَقِّكُمْ أَلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُون ، وَلاَ يَعْصِينَكُمْ فِي مَعْرُوفٍ , فَإِذَا فَعَلْنَ فَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فَاضْرِبُوا ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ، أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِذَا اعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللهِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا يَوْمٌ حَرَامٌ . قَالَ : أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ . قَالَ : أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ . قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْمِ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَلاَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي ، وَلاَ أُمَّةَ بَعْدَكُمْ أَلاَ فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ , ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ , اللَّهُمَّ اشْهَدْ - ثَلاَثَ مرَّات.

رواه البَزَّار ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه عَبد بن حُمَيد بسند فيه موسى بن عُبيدة الربذي ، وهو ضعيف.

ورواه البخاري تعليقًا ، وأَبُو داود وابن ماجة متصلا مرفوعًا باختصار جدًّا.

وله شاهد من حديث وابصة بن معبد ، وتقدم في كتاب العيدين ، وأصله في الصحيحين من حديث ابن عباس ، وفي السنن الأربعة من حديث عَمْرو بن الأحوص.@

(3/228)

2618- وَعَنِ سُلَيْم بْن عَامِرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : ابْنُ كَمْ كُنْتَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : مَا سَأَلَنِي عَنْهَا غَيْرُكَ قَبْلَكَ , قَالَ : كُنْتُ ابْنَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَة ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَحَضَرْتُ خُطْبة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الوَدَاع ، فَجَعَلَ يَمِيل بِصَدْرِ رَاحِلَتِهِ ، ليُزِيلَنِي عَنِ السَّمَاعِ ، فَأَضَعُ كَتِفَي فِي صَدْرِ رَاحِلَتِهِ فَأُزِيلُهَا.

رواه أحمد بن منيع ، ورواه أبو داود في سننه مختصرًا.

2619- وَعَن عِكْرِمَة ، َحَدَّثَنِي ابْنُ حُجَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ , قَالَ : فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ قَالَ : أَلاَ إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا , كَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا , فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.

رواه الحارث بن أبي أسامة.

2620- وَعَن طَالِبُ بْنُ سَلْم بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ : حَدَّثَنِيهِ بَعْضُ أَهْلِي أَنَّ جَدِّي ، حَدَّثَه أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ فِي خُطْبَتِهِ فَقَالَ : أَلاَ إِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، أَلاَ فَلاَ يجَرمَنَّكُمْ : تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، فَإِنِّي لاَ أَدْرِي هَلْ أَلْقَاكُمْ هَاهَنا أَبَدًا بَعْدَ الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ، اللَّهُمَّ بَلَّغْتُ.

رواه أبو يَعْلَى بسند فيه راو لم يسم.@

(3/229)

2621- وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِمِنًى.

رواه أبو يَعْلَى.

2622- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ النَّحْرِ بِمِنًى ... بِنَحْوٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ

2623- وَعَنْ عَمَّارِ بْنَ يَاسِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ فَقُلْنَا : يَوْمُ النَّحْرِ , فَقَالَ : أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قُلْنَا : ذُو الْحِجَّةِ شَهْرُ حَرَامِ , قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قُلْنَا بَلَدٌ حَرَامٌ , قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ , وَأَمْوَالَكُمْ , وَأَعْرَاضَكُمْ , عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا , فِي شَهْرِكُمْ هَذَا , فِي بَلَدِكُمْ هَذَا , أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ.

رواه أبو يَعْلَى.@

(3/230)

2624- وَعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، رَضِيَ الله عَنْهُما ، أَنَّهُ قَامَ فِي بَابٍ دَاخِل فيه إِلَى الْمَسْجِدِ - مَسْجِدِ مِنًى - فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هَؤُلاَءِ الأَعْبُدَ الْكُفَّارَ الْفُسَّاقَ ، قَدْ عَبَرُوا عَلَى أَنْ يَأْتُوا فِي كُلِّ عَامٍ ، فَيَسْرِقُوا أَمْوَالَنَا ، وَيُؤبِقُوا رقيقنا ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَا اسْتَحَلُّوا مِنْ دِمَائِنَا وَأَمْوَالِنَا ، يَعْنِي نَجْدَةَ الْخَارِجِيَّ وَأَصْحَابَهُ ، وَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْهِمْ فَأُعْطُوا مَا سُئِلُوا ، فقال : َهَذِهِ الرِّفَاقُ ، فامنحوها وَهَذِهِ الرِّجَالُ ، فميزوها ، فَمَا عَرَفْتُمْ من مال ورقيق نجدة فَخُذُوهُ . وَلَكِنِّي لاَ أَرَى مِنَ الرَّأْيِ أَنْ يُهَرَاقَ فِي حَرَمِ اللَّهِ دَمٌ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمُ ؟ قِيلَ : مَكَّةُ قَالَ : أَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمُ ؟ فقِيلَ : ذُو الْحِجَّةِ . قَالَ : أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ قِيلَ : يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَبْلُغُوا رَبَّكُمْ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا , فلا أرى من الرأي أن يهراق في حرم الله ، عز وجل ، دم .

رواه أبو يَعْلَى.

2625- وَعَنْ رَبِيعَةُ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن حِصْنٍ الْغَنَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي السَّرَّي , بنتُ نَبْهَانَ بْن عَمْرو - وَكَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ رَبَّةَ البَيْتٍ ، رَضِيَ الله عَنْهَا - قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يقول : أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالَتْ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي تَدْعُونَ يَوْمَ الرُّوسِ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : هَذَا أَوْسَطُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا . قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ , قَالَ : هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ , قَالَ إِنِّي لاَ أَدْرِي لِعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا , أَلا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَينَكُم حَرَامٌ بعضكم على بعض كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا حَتَّى تَلْقَوْا الله – عز وجل - فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ أَلا فَلْيُبَلِّغْ أَدْنَاكُمْ أَقْصاكُمْ قال : ثم أتبعها اللهم هَلْ بَلَّغْتُ , اللهم هَلْ بَلَّغْتُ , فتوفي حين بلغ الْمَدِينَةَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .

رواه أبو يَعْلَى ، وأحمد بن حنبل ، ورواه أبو داود مختصرًا جدًّا.@

(3/231)

56- باب الرفث والفسوق والجدال في الحج وما جاء في الهدي

2626- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : ? {فَلاَ رَفَث} ? قَالَ : الرَّفَثُ : الْجِمَاعُ ? {وَلا فُسُوقَ} ? قال : الْفُسُوقُ : الْمَعَاصِي ، {وَلاَ جدَالَ في الحَجِّ} ? قال : الْمِرَاء.

رواه أبو يَعْلَى بإسناد حسن موقوفًا.

2626/2- والحاكم ولفظه : الرَّفَثُ : الْجِمَاعُ , وَالْفُسُوقُ : السِّبَابُ ، وَالْجِدَالُ : أَنْ تُمَارِيَ صَاحِبَك حَتَّى تُغْضِبَهُ.

2626/3- وَعَن الحاكم رواه البيهقي ، وفي رواية له : الرَّفَثُ التَّعَرُّضُ لِلنِّسَاءِ بِالْجِمَاعِ , وَالْفُسُوقُ : عِصْيَانُ اللهِ , وَالْجِدَالُ : جِدَالُ النَّاسِ.@

(3/232)

2627- وَعَن عَلِيٍّ أَوْ حُذَيْفَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَشْرَكَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي هَدْيِهِمُ الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأحمد بن حنبل.

2628- وَعَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , قَالَتْ : كُنْتُ أُقَلِّدُ هَدْيَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَخْرُجُ الْهَدْيُ مُقَلَّدًا وَيُقِيمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَالاًّ مَا يَمْتَنِعُ مِنَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ.

رواه أبو داود الطيالسي.

2629- وَعَن شهر بن حوشب قال : بعث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مع رجل من الأنصار بدنًا . قال شهر : فحدثني الأنصاري الذي بعث معه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بالبدن قال : لما مضيت رجعت إليه فقلت : يا رسول الله ، أرأيت إن عطب بعضها كيف أصنع به ؟ قال : انحرها ثم اجعل خفها في دمها وضعه على جنبيها - أو على صفحتها - ولا تأكل أنت ولا أهل رفقتك منها شيئًا.

رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لضعف بعض رواته.

وله شاهد من حديث أبي قتادة ، وسيأتي في الصيد في باب ذبح الإبل.

2630- وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , عَنْ رَجُلٍ ، يهْدِي بَقَرَةً أَيَبِيعُ جِلْدَهَا وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ ؟ قَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.@

(3/233)

2631- وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ ، فَيَأْمُرُ الَّذِي يَبْعَثُهُ مَعَهُ ، إِنْ أزحفه عليك شَيْءٌ فانْحَرْهُ ، وَاصْبُغَ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ ، ثُمَّ اضْرِبَ صَفْحَتَهُ ، وَلْيَأَكُلْهُ مَنْ بَعْدَكَ ، وَلاَ تَأْكُلْ مِنْهُ أَنْتَ شَيْئًا ، وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ , وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، يقول ذَلِكَ.

رواه مُسَدَّد.

2632- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , فِي الرَّجُلِ يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ وَهُوَ مُقِيمٌ ، قَالَ : يُوَاعِدُهُ يَوْمًا ، فَإِذَا بَلَغَ أَمْسَكَ هُوَ عَمَّا يُمْسِكُ عَنْهُ الْحَرَامُ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.

2633- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاقَ مِئَةَ بَدَنَةٍ فِي حَجَّتِهِ.

رواه الحارث عن محمد بن عُمَر الواقدي ، وهو ضعيف.

57- ما يجوز للمحرم أكله من الصيد وما لا يجوز

2634- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّهُ حَجَّ وَكَعْبٌ ، فَجَاءَ جَرَادٌ ، فَجَعَلَ كَعْبٌ يَضْرِبُهُ بِسَوْطٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، أَلَسْتَ مُحْرِمًا ؟! قَالَ : بَلَى , إِنَّهُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ ، وَإِنَّمَا خَرَجَ أَوَّلُهُ مِنْ مِنْخَرِ حُوتٍ.

رواه مُسَدَّد بسند فيه يوسف بن هلال لم أر من ذكره بعدالة ولا جرح ، وباقي رجال الإسناد ثقات.@

(3/234)

2635- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : لا بأس بالخبيص والخشتنان الأصفر للمحرم.

رواه مُسَدَّد ، وفي سنده ليث بن أبي سليم.

2636- وَعَنْ عَبْد اللَّهِ بْنَ أَبِي عَمَّار ، قَالَ : أَقْبَلْتُ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَكَعْبٍ مُحْرِمَيْنِ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَأَمِيرُنَا مُعَاذٌ ، وَأَمْرُنَا إِلَيْهِ ، وَهُوَ يَؤُمُّنَا ، فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ تَبَرَّزَ ، مُعَاذٌ لِحَاجَتِهِ ، وَخَالَفَهُ رَجُلٌ بِحِمَارٍ وَحْشٍِ قَدْ عَقَرَهُ ، فَأَخَذَهُ كَعْبٌ ، فَأَهْدَاهُ إِلَى الرُّفْقهِ , قَالَ : فَلَمْ يَرْجِعْ مُعَاذٌ إِلَّا وَقُدُورُ الْقَوْمِ تَغْلِي فِيهَا مِنْهُ ، فَسَأَلَه ، فَأُخْبِرَ ، فَقَالَ : لاَ يُطِيعُنِي أَحَدٌ إِلَّا كَفَأ قِدْرَهُ , قَالَ : فَكَفَأ كَعْبٌ وَالقَوْمٌ قُدُورَهُمْ ، فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، وَكَعْبٌ يُصَلِّي عَلَى نَارٍ إِذْ مَرَّتْ بِهِ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ ، فَأَخَذَ جَرَادَتَيْنِ فَقَتَلَهُمَا ، وَنَسِيَ إِحْرَامَهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ إِحْرَامَهُ فَرَمَى بِهِمَا , قَالَ : فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ دَخَلَ الْقَوْمُ عَلَى عُمَرَ ، وَدَخَلْتُ مَعَهُمْ ، فَقَالَ كَعْبٌ : كَيْفَ تَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْجَرَادَتَيْنِ ، قَالَ : وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ يَا كَعْبُ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : إِنَّ حِمْيَرَ تُحِبُّ الْجَرَادَ ، وَمَاذَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ ؟ قَالَ : دِرْهَمَيْنِ ، قَالَ : دِرْهَمَانِ خَيْرٌ مِنْ مِئَةِ جَرَادَةٍ ، اجْعَلْ مَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ .

رواه مُسَدَّد.

2637- وَعَنْ هِشَامُ بْن عُرْوَة ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ يُسَافَرُ بِصَفِيفِ الْوَحْشِ ، فَيَأْكُلُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

رواه مُسَدَّد.

2638- وَعَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْن عُبَيدِ الله ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِفَاحِ الرَّوْحَاءِ ، فَإِذَا نَحْنُ بِحِمَارٍ عَقِيرٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ هَذَا الْحِمَارَ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ لَهُ طَالِبٌ قَالَ : فَمَا لَبِثْنَا أَنْ جَاءَ صَاحِبُهُ ، فَقَالَ : يا رسول الله خُذُوهُ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُقَسِّمَهُ بِيْنَ الرِّفَاقِ ، ثُمَّ خَرَجْنَا ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالإِِثَايَةِ بِالْعَرْجِ ، إِذ ظَبْيٌ حَاقِفٌ ، فِيهِ سَهْمٌ غَائِرٌ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَقِفَ عَلَيْهِ ، فَيَمْنَعَهُ مِنَ النَّاسِ , قَالَ : وَصَاحِبُ الْحِمَارِ رَجُلٌ مِنْ بَهْز.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، ورجاله ثقات ، وابن ماجة مختصرًا.@

(3/235)

2639- وَعَنْ جَابِرٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ كان يكرهَ أَنْ يَذْبَحَ ، النُّسُكَ إِلَّا مُسْلِمٌ.

رواه أحمد بن منيع ، وكذا روي عن ابن عباس ، والحسن البصري ، وإبراهيم ، وليث ، وعطاء ، وطاوس ، ومجاهد ، والشعبي.

2640- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ الأَسَدِيِّ قَالَ : صَحِبْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ , رَضِيَ الله عَنْهُ ، مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَكَانَ يَأْكُلُ لَحْمَ صَيْدِ الْبَرِّ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ : صَادَهُ حَلاَلٌ وَقَدْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا.

رواه الحارث.

2641- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ أَبَاهُ صَنَعَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، نُزُلاً بِقُدَيْدٍ ، فَجِيءَ بِثَرِيدٍ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْحَجَلُ ، فَقَالَ لِلْقَوْمِ : كُلُوا ، فَإِنَّمَا أُصِيدَ مِنْ أَجْلِي ، قَالَ : فَقَالَ الْقَوْمُ : هَذَا عَلِيٌّ نَهَانَا عَنْ أَكْلِهِ ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ فَجَاءَ علي وَإِنَّهُ يَمْسَحُ الْخَبَطَ عَنْ يَدَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : كُلْهُ ، فَقَالَ ... فَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ : ثُمَّ قَالَ - أَعْنِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب : أَنْشُدُ اللَّهَ - أَوْ أُذَكِّرُ اللَّهَ - رَجُلاً شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَاءَهُ الأَعْرَابِيُّ بِبَيْضَاتِ نَعَامٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : اذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِ الْحِلِّ فَإِنَّا قَوْمٌ حُرم ، فَقَامَ قَوْمٌ فَشَهِدُوا ، فَقَلَبَ عُثْمَانُ وَرِكَهُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ، وَقَامَ الْقَوْمُ عَنِ الطَّعَامِ ، فَجَاءَ أَهْلُ الْحِلِّ فَأَكَلُوهُ .

رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل بسند ضعيف ، لضعف على بن زيد بن جدعان . ورواه أبو داود والنسائي مختصرًا.@

(3/236)

2642- وَعَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَ لَهُ وَشِيقَةُ ظَبْيٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهَا وَلَمْ يَأْكُله.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو يَعْلَى واللفظ له ، وأحمد بن حنبل.

قال سفيان : الوشيقة : لحم يطبخ ثم ييبس.

58- باب في جزاء الصيد وطواف الإفاضة وفيمن قضى نسكه

2643- عَنْ جَابِرٍ بْنِ عَبد الله , أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَضَى فِي الْيَرْبُوعِ جْفَرَةً ، وَفِي الضَّبُعِ كَبْشًا ، وَفِي الظَّبْيِ شَاةً ، وَفِي الأَرْنَبِ عَنَاقًا.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند الصحيح.

2643/2- وأحمد بن منيع ولفظه : عَنْ جَابِرٍ ، عن عُمَر قَالَ : فِي الْيَرْبُوعِ جْفَرَةً.

2643/3- وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ولفظه : عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : وَلاَ أَرَاهُ إِلاَّ قَدْ رَفَعَهُ : حَكَمَ فِي الضَّبُعِ يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ شَاةٍ ، وَفِي الأَرْنَبِ عَنَاقٌ ، وَفِي الْيَرْبُوعِ جَفْرَةٌ ، وَفِي الظَّبْيِ كَبْشٌ.

ورواه البيهقي.@

(3/237)

2644- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فِي بَيْضِ النَّعَامَِ يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ : تَحْمِلُ الْفَحْلَ عَلَى إِبِلِكَ ، فَإِذَا تَبَيَّنَ لَكَ لِقَاحُهَا سَمَّيْتَ عَدَدَ مَا أَُصيب مِنَ الْبَيْضِ فَقُلْتُ : هَذَا هَدْيٌ لَيْسَ عَلَيْكَ ضَمَانُهَا ، فَمَا صَلُحَ مِنْ ذَلِكَ كما صَلُحَ ، وَمَا فَسَدَ فَلَيْسَ عَلَيْكَ ، كَما الْبَيْضِ مِنْهُ مَا يَصْلُحُ ، وَمِنْهُ مَا يَفْسُدُ , فَعَجِبَ مُعَاوِيَةُ مِنْ قَضَاءِ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَلِمَ يُعْجِب مُعَاوِيَةَ مَا هُوَ إِلَّا مَا يُبَاعُ بِهِ الْبَيْضُ فِي السُّوقِ ، وَيُتَصَدَّقُ بِهِ.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.

2645- وَعَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَكَمَ فِي الضَّبُعِ كَبْشًا ، وَجَعَلَهُ صَيْدًا.

رواه مُسَدَّد مرسلا بسند فيه راوٍ لم يسم.

2646- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَكَمَ فِي بِيضِ النَّعَامَةَ كَسَرَهُ رَجُلٌ , صِيَامُ يَوْمٍ فِي كُلِّ بَيْضَةٍ.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو داود في المراسيل والدارقطني والبيهقي بسند فيه راوٍ لم يسم.

2647- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاصي , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي كَلْبِ الصَّيْدِ ، إِذَا أُصِيبَ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا ، وَفِي كَلْبِ الْمَاشِيَةِ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ ، وَفِي كَلْبِ الزَّرْعِ بِفَرَق مِنْ الطَعَامٍ ، وَفِي كَلْبِ الدَّارِ ، فَرَقٌ مِنْ تُرَابٍ ، حَقٌّ عَلَى رَبِّ الْقَاتِلِ أَنْ يُؤَدِّيَهُ ، وَحَقٌّ عَلَى رَبِّ الدَّارِ أَنْ يَقْبَلَهُ.

رواه ابن أبي عُمَر بسند ضعيف.@

(3/238)

2648- وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ , مِنْ أَصْحَابِ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَوْطَأَ رَاحِلَته أُدْحِيَّ نَعَامٍ ، فأتَى عَليًّا ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ : عَلَيْكَ بِكُلِّ بَيْضَةٍ جَنِينُ نَاقَةٍ ، أَوْ ضِرَابها ، فَأَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ قَالَ عَلِيٌّ بِمَا سَمِعْتَ ، وَلَكِنْ هَلُمَّ إِلَى الرُّخْصَةِ ، عَلَيْكَ في كُلِّ بَيْضَةٍ صيام يوم ، أَوْ إِطْعَامُ مِسْكِينٍ.

رواه أحمد بن منيع واللفظ له ، ورجاله ثقات ، وأحمد بن حنبل ، وأَبُو داود في المراسيل ، والحاكم ، والبيهقي ، وقال : هذا هو المحفوظ . وقيل فيه : عن معاوية بن قرة ، عن عَبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي.

2649- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهَا أَنْ تُوَافِيَ صَلاَةَ الصُّبْحِ يَوْمَ النَّحْرِ بِمَكَّةَ.

رواه أبو يَعْلَى ، ورجاله ثقات.

2650- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ قَضَى نُسُكَهُ وَسَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَر.

رواه أحمد بن منيع واللفظ له ، وعبد بن حميد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأبو يعلى ، وتقدم بتمامه في كتاب الإيمان.@

(3/239)

59- باب لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج

2651- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَزْوَاجِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورَ الْحُصُرِ , قَالَ : فَكُنَّ كُلُّهُنَّ يُسَافِرْنَ إِلاَّ زَيْنَبَ وَسَوْدَةَ ، فَإِنَّهُمَا قَالَتَا : لاَ تُحَرِّكُنَا دَابَّةٌ بَعْدَمَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن منيع ، والحارث بن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى ، وأحمد بن حنبل ، ورجالهم ثقات ، والبيهقي وقال : قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَمَنَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْحَجَّ لِقَوْلِ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ الْحِجَّةُ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصُرِ , قَالَ البيهقي : قَدْ رُوِّينَا عَنْ عُمَرَ : أَنَّهُ أَذِنَ لَهُنَّ فِي الْحَجِّ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا , وَبَعَثَ مَعَهُنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , وَفِيهِ وَفِي حَجِّ سَائِرِ النِّسَاءِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : هَذِهِ ثُمَّ ظُهُورُ الْحُصْرِ أَنْ لاَ يَجِبُ الْحَجُّ إِلاَّ مَرَّةً ، وَاخْتَارَ لَهُنَّ تَرْكَ السَّفَرِ بَعْدَ أَدَاءِ الْوَاجِبِ .

2652- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ الْحَجَّةُ ، ثُمَّ الْجُلُوسُ عَلَى ظُهُورِ الْحُصُرِ فِي الْبُيُوتِ .

رواه أبو يَعْلَى ورجاله ثقات.

وله شاهد من حديث أبي واقد الليثي رواه أبو داود في سننه.@

(3/240)

2653- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما حَجَّ بِنِسَائِهِ قَالَ : إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ ، ثُمَّ عَلَيْكُمْ بِظُهُورِ الْحُصْرِ.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ، لضعف عاصم بن عُمَر ، ورواه الطبراني في الأوسط.

60- باب فضل مكة شرفها الله تعالى وعظمها والصيام فيها وما جاء في خروج أهلها منها وفضل المجاورة بها

فيه حديث جبير بن مطعم ، وسيأتي في باب صلة الرحم.

2654- وَعَنْ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنَ سَابِطٍ ، قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَمْشِي ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْبَيْتِ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ بَيْتًا وَضَعَهُ اللَّهُ فِي الأَرْضِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ , وَلا بَلَدة أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكِ , وَمَا خَرَجْتُ عَنْكَ رَغْبَةً ، وَلَكِنْ أَخْرَجَنِي الَّذِينَ كَفَرُوا , ثُمَّ نَادَى : يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، لاَ يَحِلُّ لِعَبْدٍ أَنْ يَمْنَعَ عَبْدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ أَيَّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ.

رواه مُسَدَّد ، ولقصة الطواف شاهد من حديث جبير بن مطعم ، رواه أصحاب السنن الأربعة ، وآخر من حديث جابر بن عَبد الله رواه البَزَّار وقال : لا نعرفه إلاَّ من حديث جبير بن مطعم.@

(3/241)

2655- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ : إِنِّي لَأَخْرُجُ مِنْكِ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ لأَحَبُّ بِلاَدِ اللَّهِ إِلَيْهِ , وَأَكْرَمه عَلَيه , وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ مِنْكِ , يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ إِنْ كُنْتُمْ ولاَةَ هَذَا الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي فَلاَ تَمْنَعُوا طَائِفًا بِبَيْتِ اللَّهِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ , وَلَوْلاَ أَنْ تَبْطر قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَهَا عِنْدَ اللَّهِ , اللَّهُمَّ أَنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهُمْ نَكَالًا فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا.

رواه الحارث بن أبي أسامة.

2655/2- وأَبُو يَعْلَى ولفظه : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ تِلْقَاءَ الْغَارِ ، نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ ، قَالَ : أَنْتِ أَحَبُّ بِلاَدِ اللَّهِ إِلَيَّ ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ لَمْ أَخْرُجْ مِنْكِ ، فَأَعْدَى الأَعْدَاءِ مَنْ عَدَا عَلَى اللَّهِ فِي حَرَمِهِ ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ ، أَوْ قَتَلَ بِذحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ , قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجلَّ ، عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ} .

وابن حبان في صحيحه مختصرًا.

2656- وَعَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْن الخَطَّاب أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُول : سَيَخْرُجُ أَهْلُ مَكَّةَ مِنْهَا ثُمَّ لاَ يَعْمُرُونَهَا إِلاَّ قَلِيلاً .

رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل ، وفي سنده ابن لَهِيعَة.

وقد تقدم في كتاب الصوم من حديث ابن عباس مرفوعًا : مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ كَتَبَ الله لَهُ مِئَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِغَيْرِ مَكَّةَ ... الحديث.@

(3/242)

2657- وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أَصْحَابَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لاَ أُجُورَ لَنَا فِي مُقَامِنَا بِمَكَّةَ ! فَقَالَ : لَتَأْتِيَنَّكُمْ أُجُورُكُمْ وَلَوْ كُنْتُم فِي جُحْرٍ , وَأَصْغَى إِلَيَّ بِرَأْسِهِ فَقَالَ : إِنَّ فِي أَصْحَابِي مُنَافِقِينَ.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل ، والحارث ، وأَبُو يَعْلَى ، كلهم بسند فيه راوٍ لم يسم.

61- باب في الإلحاد بمكة والنهي عن أجور بيوت مكة وبيع رباعها ، وما جاء في حدودها وفيمن دعا أن لا يموت بها .

2658- وَعَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , يَضْرِبُ قُبَّتَيْنِ : قُبَّةً فِي الْحِلِّ , وَقُبَّةً فِي الْحَرَمِ فَقِيلَ لَهُ : لَوْ كُنْتَ مَعَ ابْنِ عَمِّكَ وَأَهْلِكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ مَكَّةَ مَكَّةَ ، وَإِنَّا أُنْبِئْنَا أَنَّ مِنَ الإِِلْحَادِ فِيهَا : كَلَّا وَاللَّهِ ، وَبَلَى وَاللَّهِ.

رواه أحمد بن منيع.@

(3/243)

2659- وَعَن سعيد أبي مالك قال : إني لقاعد في الحِجر مع ابن الزبير إذ جاءه عبد الله بن عَمْرو قال : فَقَالَ : لابْن الزُّبَيْرِ ، إِيَّاكَ وَالإِِلْحَادَ فِي حَرَمِ مَكْةَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : سَيُلْحِدُ بِها رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، لَوْ وُزِنَتْ ِذُنُوب الثَّقَلَيْنِ بذُنُوبَهُ لَوَزَنَتْهَا ، قَالَ ابن الزبير : فَانْظُرْ لاَ تَكُونَ يا ابن العاص , فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ ، قَالَ : لا وَالله إِنِّي أُشْهِدُكَ هَذَا وَجْهِي إِلَى الشَّأْمِ .

رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل ، ورجاله ثقات.

وسيأتي في تفسير سورة الحج من حديث عبد الله بن مسعود موقوفًا في قوله عز وجل : ? {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بإِلحادٍ بظُلْم نُذِقْهُ مِنْ عَذَاب أَلِيم} ? قَالَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً هَمَّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ وَهُوَ بِعَدَنِ لأَذَاقَهُ اللَّهُ - تَعَالَى - عَذَابًا أَلِيمًا

2660- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : إِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ كِرَاء بُيُوتِ مَكَّةَ ، إِنَّمَا يَأْكُلُ فِي بَطْنِهِ نَارًا.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

2660/2- وأحمد بن منيع ولفظه : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : نُهِيَ عَنْ أُجُورِ بُيُوتِ مَكَّةَ ، وَعَنْ بَيْعِ رِبَاعِهَا.

2660/3- والحاكم ولفظه : عن عَبد الله بن عَمْرو قال : قال رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَكَّةُ حَرَامٌ ، وَحَرَامٌ بَيْعُ رِبَاعِهَا ، وَحَرَامٌ بَيْعُ بُيُوتِهَا

وعن الحاكم رواه البيهقي وقال : كذا روي مرفوعَا ورفعه وهم . قال : والصحيح أنه موقوف ، قاله عَبد الرحمن السلمي عن الدارقطني.@

(3/244)

2661- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ , عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَاَل بِمَكَةَ : اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى نَخْرَجَ مِنْهَا.

رواه مُسَدَّد مرسلا ، ورجاله ثقات.

2661/2- ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل مرفوعًا بلفظ : عن عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ : اللَّهُمَّ ... فذكره.

قال الطبراني : معناه عندي أنه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كره أن يموت الرجل في الموضع الذي هاجر منه ، والشاهد على ذلك قوله لسعد لما دخل عليه يعوده بمكة : اللهم أتمم لسعد هجرته.

2662- وَعَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خثيم ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأَسْوَدِ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ نَصَبَ الأَنْصَابَ لِلْحَرَمِ ، أَشَارَ لَهُ جِبْرِيلُ عليه السلام إِلَى مَوَاضِعِهَا.

2662/2- قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ تَمِيمَ بْنَ أَسَدٍ جَدَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ تَمِيمٍ ، فَحَدَّدَهَا.

رواه ابن أبي عُمَر بسند رجاله ثقات.@

(3/245)

62- باب في شرب ماء زمزم وذكر سقاية العباس رضي الله عنه

فيه حديث وائل بن حجر, وتقدم أول كتاب الطهارة.

2663- عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : مُنْذُ كَمْ أَنْتَ هَاهُنَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : مُنْذُ ثَلاَثِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً ، قَالَ : مُنْذُ ثَلاَثِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً ! قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا طَعَامُكَ ؟ قُلْتُ : مَا كَانَ طَعَامٌ وَلاَ شَرَابٌ إِلاَّ مَاءَ زَمْزَمَ ، وَلَقَدْ سَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سَخْفَةَ جُوعٍ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ ، وَهِيَ طَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ.

رواه أبو داود الطيالسي بسند الصحيح.

2663/2- وابن أبي شَيْبَة به بلفظ : زَمْزَمَ طَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ.

ورواه الحاكم والبيهقي في الكبرى.

ورواه مسلم في صحيحه دون قوله : وشفاء سقم وهذه الزيادة رواها البَزَّار والبيهقي في سننه ، وله شاهد من حديث جابر بن عَبد الله , رواه أحمد بن حنبل وابن ماجه.

ورواه الدارقطني والحاكم والبيهقي من حديث ابن عباس.

قوله : طعام طُعْم بضم الطاء وسكون العين - أي : طعام يشبع من أكله.@

(3/246)

2664- وَعَن علي بن أبي طالب قال : قلت للعباس ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا : سل لنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الحماية قال : فقال : أعطيتكم ما هو خير منها السقاية ، ترزؤكم ولا ترزؤونها . قال : قلت لقبيصة : فسأل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : لم يزد على هذا ، ولا يكون إلا قد ، سأله.

رواه إسحاق وأحمد بن منيع ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة بإسناد حسن ، ولفظهم واحد.

2664/2- وأَبُو يَعْلَى ولفظه : قَالَ عَلِيٌّ لِلْعَبَّاسِ : قُلْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِيَكَ الْخِزَانَةَ ، فَسَأَلَهُ الْعَبَّاسُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أُعْطِيكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ : مَاتُرْزَؤُكُمْ وَلاَ تُرْزَؤُونَهَا ، فَأَعْطَاهُمُ السِّقَايَةَ .

2664/3- ورواه البَزَّار ولفظه : قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ : سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا الْحِجَابَةَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ : أُعْطِيكُمُ السِّقَايَةَ تَرْزُؤُكُمْ وَلاَ تَرْزُؤُونَهَا ، فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَسْتَعْمِلُكَ عَلَى الصَّدَقَاتِ , فَقَالَ : مَا كُنْتُ لأَسْتَعْمِلَكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ.@

(3/247)

2665- وَعَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ السِّقَايَةِ ، فَذَهَبَ لِيَشْرَبَ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ , فَقُلْنَا لَهُ : أَلاَ نُخْرِجُ لَكَ ، فَإِنَّ هَذَا خَاضَهُ النَّاسُ بِأَيْدِيهِمْ ؟ فَقَالَ : بَلِ اسْقُونِي مِن هَذَا الَّذِي قَدْ شَرِبَ النَّاسُ مِنْهُ قَالَ : فَشَرِبَ مِنَ الَّذِي يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ.

رواه إسحاق بن راهويه بسند فِيهِ انْقِطَاعٌ ، وَهُوَ عِنْدَهُمْ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ .

2666- وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِيهِ أبي رافع ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ انْصَرَفَ إلى المَنْحَر ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى الْبَيْتَ ، فَطَافَ بِهِ سَبْعًا ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ ، فَأَتَى بِسَجْلٍ مِنْ مَاءٍ ، فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ قَالَ : انْزِعُوا عَلَى سِقَايَتِكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَلَوْلاَ أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَنهَا لَنَزَعْتُ.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

63- باب إخراج يهود الحجاز من جزيرة العرب وما جاء في طواف الوداع

2667- عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَخْرِجُوا يَهُودَ الْحِجَازِ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ.

رواه أبو داود الطيالسي ومُسَدَّد والحميدي وابن أبي عُمَر.

2667/2- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل والبزار بلفظ آخِرَ ماتَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْرِجُوا الْيَهُودَ مِنْ الْحِجَازِ وَأَهْلَ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ.

وله شاهد من حديث جابر ، وسيأتي في آخر كتاب الجهاد ، وآخر من حديث علي بن أبي طالب , رواه أحمد بن حنبل.@

(3/248)

2668- وَعَنْ عَطَاءٍ ، أَنَّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ ، فَلْيَكُنْ آخِرَ عَهْدِهِ الطواف بِالْبَيْتِ , وَرَخَّصَ لِلنِّسَاءِ.

رواه مُسَدَّد مرسلا بسند فيه محمد بن عَبد الرحمن بن أبي ليلى ، وهو ضعيف.

2669- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : نَهَى رَسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَنْفر المَرْء حَتَّى يَكُون آخِرُ عَهْدِهِ بِالبَيْتِ إِلاَّ الحُيَّضَ ، رَخَّصَ لَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ، لضعف إبراهيم بن يزيد المكي.

ورواه ابن ماجة دون قوله : إِلاَّ الحُيَّضَ ... إلى آخره.

2670- وَعَنهُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، بِمِنًى يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّفْرَ غَدًا فَلاَ يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حَتَّى يَطُوفَ بِالْبَيْتِ ، فَإِنَّ آخِرَ النُّسُكِ الطَّوَافُ .

رواه أبو يَعْلَى بإسناد ضعيف ، لتدليس ابن إسحاق.@

(3/249)

64- باب فضل المدينة المشرفة وما جاء في حمى المدينة ودخولها ليلاً والإقامة بها إلى الممات

2671- عَنْ عَلِي بْن أَبِي طَالِب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : مَا عِنْدَنَا إِلاَّ كِتَابُ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةِ عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه قال الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مَا بَيْنَ عِيرٍ إِلَى ثَوْرٍ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حدثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ , وقال : ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ ، وَمَن أَحتْفَزَ مُسْلِمًا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ، وَالْمَلاَئِكَةِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا ، وَلاَ عَدْلاً وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمَا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لاَ يقْبَل مِنْهُ صَرْف وَلاَ عَدْل.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو يَعْلَى واللفظ له ، وهو في الصحيحين وغيرهما باختصار.

2672- وَعَنْ أُسَامَةَ بْن زَيْد ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ مِنَ الأَرْيَافِ فَأَخَذَهُ الْوَجَعُ فَرَجَعَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَطْلُعَ عَلَيْنَا نِقَابَهَا - يَعْنِي : نِقَابَ الْمَدِينَةِ.

رواه أبو داود الطيالسي.

2673- وَعَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : خَرَجَ جَابِرٌ يَوْمَ الْحَرَّةِ فَنُكِبَتْ رِجْلُهُ بِحَجَرٍ ، قَالَ : تَعِسَ مَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قُلْتُ : وَمَنْ أَخَافَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : مَنْ أَخَافَ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ - يَعْنِي جَنْبَيْهِ .

رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل.@

(3/250)

2673/2- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، والحارث بن أبي أسامة بلفظ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلًا , مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ - يَعْنِي قَلْبَهُ.

2673/3- ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أخاف أهل المدينة أخافه الله.

2674- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسهم يَقُولُ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا.

رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لضعف بشر بن حرب.

قرله : فِي صَاعِنَا ومُدِّنا يريد في طعامنا المكيل بالصاع والمد ، ومعناه : أنه دعا لهم بالبركة في أقواتهم جميعًا.

2675- وَعَن أَبِي هُرَيْرَة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ ، وَإِنِّي عَبْدكَ وَرَسُول الله وَإِنِّي حَرَّمْتُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا كما حَرَّمَ إِبْرَاهِيمَ مَكَّةَ , وكان أبو هريرة يقول : وَالذِي نَفْسِي بِيَده لَو أَجِد الظِّبَاء بِبَطْحَان مَا ذَعَرْتهَا.

رواه مُسَدَّد بسند الصحيح ، وهو في مسلم وابن ماجة باختصار.

2676- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّهُ كَانَ يَدْخُل المَدِينَةَ عشَاء إِذَا جَاءَ مِنَ مَكَةَ.

رواه مُسَدَّد ، ورجاله ثقات.@

(3/251)

2677- وَعَن أبي ذر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : كنا مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في سفر فنزلنا منزلا ، فتعجل ناس من أصحابه إلى المدينة فتفقدهم النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقلنا : تعجلوا إلى المدينة فقال : ليتركنها أحسن ما كانت ، ليت شعري متى تخرج نار من جبل الوراق تضيء لها أعناق الإبل ببصرى بُروُكًا كضوء النهار.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

2678- وَعَن سهل بن حنيف ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يتيه قوم قبل المشرق محلقة رءوسهم. وسئل عن المدينة فقال : حرمًا آمنًا ، حرمًا آمنًا

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

2678/2- ورواه مسلم في صحيحه ولفظه : يتيه قوم قبل المشرق محلقة رءوسهم.

2679- وَعَن سعد وأبي هريرة , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قالا : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهم بارك لأهل المدينة في مدهم ، وبارك لهم في صاعهم ، وبارك لهم في مدينتهم ، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ، وإني عبدك ورسولك ، وإن إبراهيم سأل لمكة ، وإني أسألك للمدينة مثلما سأل إبراهيم لمكة ومثله معه ، إن المدينة مشتبكة بالملائكة ، على كل كنف منها ملكان يحرسانها فلا يدخلها الدجال ولا الطاعون ، من أراد أهلها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى ، ورواه مسلم والنسائي باختصار.

2680- وَعَن العباس بن عبد المطلب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قد طهر هذه القرية من الشرك إن لم تضلهم النجوم.

رواه أبو يَعْلَى بسند فيه انقطاع.@

(3/252)

2680/2- وفي رواية له متصلة : قال العباس : خرجت مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من المدينة ، فالتفت إليها فقال : إن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قد برَّأ هذه الجزيرة من الشرك ولكن أن تضلهم النجوم. قالوا : يا رسول الله ، كيف تضلهم النجوم ؟! قال : ينزل الله ، عَزَّ وَجلَّ ، الغيث فيقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا.

2681- وَعَن سبيعة الأسلمية رضي الله عنها عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت؛ فإنه لن يموت بها أحد إلاَّ كنت له شفيعًا - أو شهيدًا - يوم القيامة.

رواه أبو يَعْلَى والطبراني في الكبير ورجاله محتج بهم في الصحيح إلاَّ عَبد الله بن عكرمة روى عنه جماعة ، ولم أر من تكلم فيه. وقال البيهقي : هو خطأ؛ إنما هو عن صميتة نتهى.

وحديث صميتة الليثية رواه النسائي وابن حبان في صحيحه ، وله شاهد من حديث عُمَر بن الخطاب ، وسيأتي في باب زيارة قبر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وآخر من حديث ابن عُمَر رواه ابن حبان في صحيحه.

2682- وعن هشام بن عُرْوَة ، عن أبيه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فتحت المدائن بالسيف ، وفتحت المدينة بالقرآن.

رواه أبو يَعْلَى مرسلا بسند ضعيف ، لضعف محمد بن الحسن المخزومي ، وإنما هو قول مالك ، جعله محمد بن الحسن مرفوعًا وأبرز له إسنادًا ، وقد رواه غير محمد بن الحسن فزاد في الإسناد عائشة.@

(3/253)

2683- وَعَن كعب بن مالك ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : بعثني رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أعلم على حمى المدينة أعلم على أشراف ذات الجيش ، وأعلم على أعلام المضبوعة ، وعلى أشراف مخيض ، وعلى أشراف قناة.

رواه الحارث.

2684- وَعَن السائب بن خلاد ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله ، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين؛ لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلا.

رواه الحارث.

2685- وَعَن عَمْرو بن مرة قال : أخبرني أبو البختري الطائي أن ناسًا كانوا بالكوفة مع أبي المختار فقتلوا إلاَّ رجلين حملا على العدو بأسيافهم فأفرجوا لهما فنجيا أو ثلاثة ، فأتوا المدينة فخرج عُمَر وهم قعود يذكرونهم . قال عُمَر : عمَّ قلتم لهم ؟ قالوا : استغفرنا لهم ودعونا لهم. قال : لتحدثني ما قلتم لهم. قالوا : استغفرنا لهم ودعونا. قال : لتحدثني ما قلتم لهم أو لتلقون مني قبوحًا. قالوا : إنا قلنا : إنهم شهداء. قال عُمَر : والذي لا إله غيره ، والذي بعث محمدًا بالحق ، والذي لا تقوم الساعة إلاَّ بإذنه ، ما تعلم نفس حية ماذا عند الله لنفس ميتة إلاَّ نبي الله؛ فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، والذي لا إله غيره ، والذي بعث محمدًا بالحق ، والذي لا تقوم الساعة إلاَّ بإذنه إن الرجل يقاتل رياء ، ويقاتل حمية ، ويقاتل يريد به الدنيا ، ويقاتل يريد به المال ، وما للذين يقاتلون عند الله إلاَّ ما في أنفسهم ، إن الله اختار لنبيه المدينة وهي أقل الأرض طعامًا وأملحه ماء إلاَّ ما كان من هذا التمر ، وإنه لا يدخلها الدجال ، ولا الطاعون إن شاء الله - تعالى.

رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة ، ورجاله ثقات.@

(3/254)

65- باب في أسماء المدينة المشرفة وما جاء صيدها

فيه حديث أبي أمامة ، وتقدم في باب المسح على الخفين.

2686- وَعَن أبي قتادة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : لما أقبلنا من غزوة تبوك قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هذه طيبة ، أسكننيها ربي ، عَزَّ وَجلَّ ، تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد ، فمن لقي منكم أحدًا من المتخلفين فلا يكلمنه ولا يجالسنه .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف ، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث زيد بن ثابت.

2687- وَعَن البراء بن عازب قال : من قال للمدينة : يثرب ؛ فليستغفر الله ، هي طيبة - ثلاث مرات.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ موقوفًا وأحمد بن حنبل مرفوعًا ، ومدار إسناديهما على يزيد بن أبي زياد.

وقد سميت المدينة ومكة بأسماء ، ونظم ذلك في هذه الأبيات :

بطيبة دار يثرب قدتسمت ... مدينة طابة الحصن الحصين

وفي أم القرى البشاشة اجعل ... أسامي مكة الحرم المصون

بحاطمة صلاح وأم رحم ... وبكة بلدة بلد أمين

وطس قادس عرش وكوني ... مقدسة وباشة أو بنون@

(3/255)

2688- وَعَن سعد بن أبي وقاص ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : من وجدتموه يقطع من الشجرة شيئًا - يعني : شجر الحرم - فلكم سلبه ، لا يعضد شجرها ولا يقطع. قال : فرأى سعد غلمانًا يقطعون ، فأخذ متاعهم ، فانتهوا إلى مواليهم فأخبروهم أن سعدًا فعل كذا وكذا ، فأتوه فقالوا : يا أبا إسحاق ، إن غلمانك - أو مواليك - أخذوا متاع غلماننا! فقالت : بل أنا أخذته ، سمعت رسول الله يقول : من وجدتموه يقطع من شجر الحرم فلكم سلبه. ولكن سلوني من مايما ما شئتم.

رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن منيع بلفظ واحد.

2688/2- ومُسَدَّد ولفظه : أن سعدًا كان يخرج من المدينة فيجد الحاطب من الحطاب معه شجر رطب قد عضده من بعض شجر المدينة ، فيأخذ عليه فيكلم فيه فيقولن : لا أدع غنيمة أغنمنيها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. قال : وإني من أكثر الناس مالا.

2688/3- ورواه إسحاق بن راهويه ولفظه : وجد سعد بن أبي وقاص عاصية تقطع الحمى ، فأخذ فأسها وعباءتها ، فاستعدت عليه عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فقال : أد إليها فأسها وعباءتها ، فقال : والله لا أؤدي إليها غنيمة غنمنيها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. قال : فلقد اتخذ سعد من تلك الفأس مسحاة فما زال يعمل بها حتى مات.

2688/4- وفي رواية له مرسلة : من وجدتم قطع من الحمى شيئًا فاضربوه واسلبوه.

2688/5- ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : قال سعد : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ينهى أن يقطع من شجر المدينة قال : ومن قطع منه شيئًا فلمن يأخذه سلبه.

2688/6- وفي رواية له : رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلا يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فسلبه ثيابه ، فجاء مواليه ، فقال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حرم هذا الحوم وقال : من رأيتموه يصيد فيه فلكم سلبه ، فلا أرد عليه طعمة أطعمنيها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولكن إن شئتم أعطيتكم ثمنه من مالي.@

(3/256)

2688/7- ورواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ولفظه : سمعت سعد بن أبي وقاص وأتاه قوم في عبد لهم أخذ سعد سلبه ، رآه يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأخذ سلبه فكلَّموه في أن يرد عليهم سلبه فأبي وقال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال حين حدَّ حدود حرم المدينة فقال : من وجدتموه يصيد في هذه الحدود من أخذه فله سلبه ، فلا أرد عليه طعمة أطعمنيها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولكن إن شئتم غرمت لكم ثمن سلبه.

ورواه مسلم في صحيحه ، وأَبُو داود والنسائي باختصار من غير هذا الوجه وبغير هذا اللفظ والسياؤا وفي هذا زيادة الاستعداء عليه إلى عُمَر ، وإقرار عُمَر له على ذلك.

2689- وَعَن شرحبيل قال : اصطدت طيًرا بالمدينة فرآه زيد بن ثابت فانتزعه من يدي فأرسله.

رواه مُسَدَّد.

2689/2- والحميدي ولفظه : أتانا زيد بن ثابت ونحن في حائط ننصب فخاخًا للطير ، فطردنا وقال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نهى عن صيد المدينة.

ورواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل.

2689/3- والبيهقي في الكبرى واللفظ له ولفظه : إن شرحبيل بن سعد دخل الأسواف - موضعًا بالمدينة - فاصطاد نهسًا - يعني : طيًرا - فدخل عليه زيد بن ثابت وهو معه ، قال : فعرك أذني ثم قال : خل سبيله لا أم لك ، أما علمت أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حرم ما بين لابتيها ؟!.

وله شواهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة , وعبد الله بن زيد , وأنس بن مالك وغيرهم.@

(3/257)

66- باب فضل مسجد المدينة المشرفة والصلاة فيه وما جاء في زيارة قبر سيدنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم والأدب عند زيارته

2690- عن علي بن أبي طالب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلاَّ المسجد الحرام.

رواه الحارث بن أبي أسامة عن الواقدي ، وهو ضعيف.

لكن تقدم له شواهد في كتاب المساجد.

2691- وَعَن عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من زار قبري - أو قال : من زارني - كنت له شهيدًا - أو شفيعًا - ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله ، عَزَّ وَجلَّ ، في الآمنين يوم القيامة.

رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لجهالة التابعي ، ورواه البَزَّار بزيادة طويلة ، ورواه البيهقي وقال : إسناد مجهول ، وله شاهد من حديث سبيعة رواه أبو يَعْلَى والطبراني في الكبير بسند صحيح.@

(3/258)

2692- وَعَن أبي ذر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أشد أمتي لي حبًّا قوم يكونون بعدي ، يود أحدهم لو أنه أَعَطى أهله وماله وأنه يراني .

رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، لجهالة التابعي.

2693- وَعَن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : والذي نفسي بيده ، ليأتين عليكم يوم لأدن يراني أحدكم ثم لا يراني أحب إليه من أدن يكون له مثل أهله وماله أو كما قال.

رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف ، لتدليس محمد بن إسحاق.

2694- وَعَن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من حجَّ فزارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي.

رواه أبو يَعْلَى والبيهقي في سننه بسند فيه ليث بن أبي سليم ، والجمهور على ضعفه.

2695- وعنه : أنه كان إذا قدم من سفر صلى ركعتين في مسجد النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم أتى القبر فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبه.

رواه مُسَدَّد ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر والبيهقي موقوفًا بسند صحيح.

2696- وَعَن ابن عباس قال : استأذن عُمَر بن الخطاب على النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليكم ، أيدخل عُمَر ؟ .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة والنسائي في اليوم والليلة.@

(3/259)

2697- وَعَن علي بن حسين : أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فيدخل فيها فيدعو فنهاه ، فقال : ألا أحدثكم حديثًا سمعته من أبي ، عن جدي ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا تتخذوا قبري عيدًا ، ولا بيوتكم قبورًا؛ فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، وتقدم في المساجد.

2698- وَعَن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تجعلن قبري وَحَدَّثَنَا ، لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

رواه أبو يَعْلَى ، ورجاله ثقات ، وهو في الصحيحين دون قوله : لا تجعلن قبري وَثَنًَا.

67- باب ما بين القبر والمنبر روضة وما جاء في فضل الدفن بالبقيع

2699- عن ابن عُمَر , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورجاله ثقات.@

(3/260)

2700- وَعَن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل.

2700/2- ورواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، وأحمد بن منيع ، والحارث بن أبي أسامة ولفظهم عن أبي هريرة وأبي سعيد ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي.

وهو في الصحيحين ، والتِّرمِذيّ وإنما أوردته لانضمامه مع أبي سعيد.

2701- وَعَن قنفذ قال : رأيت الزبير كثيرا يصلي بين القبر والمنبر ، فقلت له في ذلك ، فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.

رواه الحارث بن أبي أسامة هكذا عن الواقدي ، وهو ضعيف. وأعاده فقال : ما بين بيتي ومنبري.

2702- وَعَن أبي بكر الصديق ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنة.

رواه أبو يَعْلَى والبزار بسند فيه أبو بكر بن أبي سبرة العامري ، وهو ضعيف ، واللفظ لأبي يَعْلَى.@

(3/261)

2703- وَعَن جابر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما بين بيتي إلى حجرتي روضة من رياض الجنة ، وإن منبري على ترعة من ترع الجنة.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل بسند ضعيف ، لضعف علي بن زيد بن جدعان.

2704- وَعَن أم قيس بنت محصن رضي الله عنها قالت : لقد رأيتني ورسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آخذ بيدي في بعض سكك المدينة وما فيها بيت حتى انتهينا إلى بقيع الغرقد فقال : يا أم قيس. قلت : لبيك يا رسول الله وسعديك. قال : ترين هذه المقبرة ؟ قلت : نعم يا رسول الله. قال : يبعث منها سبعون ألف وجوههم كالقمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، وأنا ؟ فقال : وأنت ، فقام آخر فقال : وأنا يا رسول الله. قال : سبقك بها عكاشة.

رواه أبو داود الطيالسي ، وله شاهد من حديث جابر بن عَبد الله ، وسيأتي في آخر كتاب المناقب.

2705- وَعَن سالم بن عَبد الله بن عُمَر قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أبعث يوم القيامة بين أبي بكر وعمر ، ثم أذهب إلى بقيع الغرقد فيبعثون معي ، ثم أنتظر أهل مكة حتى يأتوني فأبعث بين أهل الحرمين.

رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلا.

2706- عن علي بن زيد ، عن ابن المنكدر قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أسمع الصيحة فأخرج إلى البقيع فأحشر معهم.

رواه الحارث مرسلا بسند ضعيف.@

(3/262)

68- باب ما جاء في فضل مسجد قباء وجبل أحد والطائف

2707- عن سهل بن حنيف ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من توضأ فأحسن وضوءه ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان ذلك عدل عمرة.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، لضعف موسى بن عبيدة الربذي.

ورواه أحمد بن حنبل ، والنسائي ، وابن ماجة باختصار ، وله شاهد من حديث عُمَر بن الخطاب ، وتقدم في كتاب المساجد ، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عُمَر.

2708- وَعَن أبي هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان يأتي قباء ماشيًا وراكبًا.

رواه الحارث عن الواقدي ، وهو ضعيف.

وقد تقدم فضل مسجد الخيف في كتاب المساجد.

2709- وَعَن سهل بن سعد الساعدي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه لما قفل من غزوة تبوك فاطلع على ثنية المبرك بدا له أُحد ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هذا جبل يحبنا ونحبه.

رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه عبدالمهيمن بن عباس بن سهل ، وهو ضعيف ، لكن تابعه عليه عمارة بن غزية كما علقه البخاري من طريقه.

وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أحمد بن حنبل.@

(3/263)

2710- وعنه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُحد ركن من أركان الجنة.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، والطبراني في الكبير.

2711- وَعَن أبي بكر بن عَبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن كعب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أنه سمعه يقول : إن وجًّا مقدس ، منه عرج الرب إلى السماء يوم قضى خلق الأرض.

رواه الحميدي موقوفًا ... , قال المخزومي : وج : واد بالطائف.

69- باب البشير بخبر الحاج ، وما جاء في ملاقاة الحاج والسلام عليه ومصافحته وفيمن يستغفر له الحاج

2712- عن وهب بن كيسان قال : رأيت أبا هريرة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، صلى بالمدينة بالناس مساء يوم النفر الآخر ، ثم قال : ألا إن أبا القاسم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قد سبق بالخيرات ، وإن ذكوان مولى مروان قد سبق الحاج ، وإنه قد أخبر عن الناس بسلامة. قال سفيان : وقال ذكوان :

أَنَا الَّذي كُلفتُها سيرَ ليلة ... من أَهل مِنَى نصًّا إلى أَهِل يَثْربِ

رواه الحميدي موقوفًا بسند على شرط الشيخين.@

(3/264)

2713- وَعَن المهاجر قال : قال عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ : يغفر للحاج ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وعشرًا من ربيع.

رواه مُسَدَّد ، وفي سنده ليث بن أبي سليم ، والجمهور على تضعيفه.

وله شاهد في مسند أحمد بن حنبل من حديث ابن عُمَر مرفوعًا ولفظه : إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه وَمُرْه أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته؛ فإنه مغفور له . وآخر من حديث أبي هريرة رواه البَزَّار.@

(3/265)

25- كتاب البيوع

1- باب في البكور في طلب الرزق

2714- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِسْهَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ النُّعْمَانَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا .

2714/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا عُبَيد اللهِ بن عُمَر القواريري وعبدان ، قالا : حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن إسحاق ... فذكره.

2714/3- ورواه عَبد الله بن أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا أبو كامل الجحدري ومحمد بن أبى بكر المقدمي وروح بن عبدالمؤمن المقرئ ح

2714/4- قال : وَحَدَّثَنَا محمد بن عبيد بن حساب وعبيد اللّه بن عُمَر القواريري ، قالوا : حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد ... فذكره.

ومدار طرق حديث علي بن أبي طالب على عَبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ، وهو ضعيف.

2715- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ النَّخَعِيُّ أَبُو الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اللهمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا .

2715/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ الشَّبَّاكُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : بُورِكَ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.

قُلْتُ : ضعيف ؛ لضعف عَلِيِّ بْنِ عَابِسٍ ، لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ ، رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ.@

(3/266)

2716- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو الْمِقْدَامِ حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : اللهمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا .

2717- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ , حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَنْبَسَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اللهمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.

2717/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الْخُزَاعِيُّ ، عَنْ عَنْبَسَةَ ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، عَنْ شَبِيبٍ ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ وَزَادَ يَوْمَ خَمِيسِهَا .

وَقَالَ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ أَنَسٍ ، إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ انتهى .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ بِسَنَدٍ ضعيف ، كما بينته في الكلام على زوائد ابن ماجه.

2- باب الترغيب في كسب المال الحلال والترهيب من اكتساب الحرام

2718- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنِ الْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُعْجِبَنَّكَ رَحْبُ الذِّرَاعَيْنِ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ ، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ الله قَاتِلاً ، أَوْ قَتِيلاً لاَ يَمُوتُ ، وَلاَ يُعْجِبَنَّكَ امْرُؤٌ كَسَبَ مَالاً مِنْ حَرَامٍ ، فَإِنَّهُ إِنْ أَنْفَقَهُ ، أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ، وَإِنْ تَرَكَهُ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ ، وَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ كَانَ زَادُهُ إِلَى النَّارِ.@

(3/267)

2718/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ ، بِزَيَادَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ طَرِيقِ أَبَانِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الصَّبَاحِ وَحَسَّنَهَا بَعْضُهُمْ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ ، وَإِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ ، وَمَنْ لاَ يُحِبُّ ، وَلاَ يُعْطِي الدِّينَ إِلاَّ مَنْ يُحِبُّ ، فَمَنْ أَعْطَاهُ الله الدِّينَ فَقَطْ ، فَقَدْ أَحَبَّهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ ، وَلاَ يُؤْمِنٌ حَتَّى يُؤْمِنَ جَارُهُ بَوَائِقِهِ قَالُوا : وَمَا بَوائِقُهُ يَا نَبِيَّ الله ؟ قَالَ : غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ : وَلاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاً حَرَامًا فَيَتَصَدَّقُ بِهِ ، فَيُقْبَلُ مِنْهُ ، وَلاَ يُنْفِقُ مِنْهُ فَيُبَارَكُ فِيهِ ، وَلاَ يَتْرُكُ خَلْفَ ظَهْرِهِ ، إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ ، إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , لاَ يَمْحُو السَّيَّئ بِالسَّيِّئ ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئ بِالْحَسَنِ ، إِنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ .

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ... وسياتي في كتاب الزهد.

2719- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا حَسَنٌ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ دِرَاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالاً مِنْ حَلاَلٍ فَأَطْعَمَ نَفْسَهُ ، وَرَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ يَكُونُ فِيهِ صَدَقَةٌ ، فَقَالَ : اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمِاتِ ، فَإِنَّهُ لَهُ زَكَاةٌ ، وَقَالَ : لاَ يَشْبَعْ مُؤْمِنٌ مِنْ خَيْرٍ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةُ.

قُلْتُ : رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْهُ لاَ يَشْبَعْ ... إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ ، َمِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ دِرَاجٍ بِهِ.@

(3/268)

2719/2- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ دِرَاجٍ بِهِ ، وَلَفْظُهُ : أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالاً مِنْ حَلاَلٍ ، فَأَطْعَمَ نَفْسَهُ ، أَوْ كَسَاهَا مَنْ دُونَهُ مِنْ خَلْقِ الله ، فَإِنَّهُ لَهُ بِهَا زَكَاةٌ .

2719/3- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عِكْرِمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اطْلُبِ الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الأَرْضِ.

قُلْتُ : هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الله ضَعِيفٌ.

2720- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى فُضَيْلٍ ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ.

2720/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَعْدِي عَلَى وَالِدِهِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ يَأْخُذُ مَالِي ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ .

قَالَ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا ، إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ.

قلتُ : وله شاهد من حديث عائشة رواه ابن حبان.@

(3/269)

2721- وَقَالَ مُحَمَّدُ يحيى بن بْنُ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اشْتَرَى سَرِقَةً ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ ، فَقَدْ شُرِكَ فِي إِثْمِهَا وَعَارِهَا.

2721/2- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مِينَاءٍ ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ ... فَذَكَرَهُ.

2721/3- ورواه الطبراني : حَدَّثَنَا علي بن عبد العزيز ، حَدَّثَنَا أبو نعيم ، حَدَّثَنَا سفيان ... فذكره.

2721/4- وقال البيهقي في سننه : حَدَّثَنَا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ... فذكره.

قلتُ : ورواه البيهقي من حديث أبي هريرة ، قال الحافظ المنذري : وفي إسناده احتمال للتحسين ، ويشبه أن يكون موقوفًا.

3- باب الإجمال في طاب الدنيا وترك طلبها مما لا يحل

2722- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلاَ شَيْءٌ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، وَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي ، أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ ، إِلاَّ وَقَدْ كَتَبَ الله رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا الله ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلاَ يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِالْمَعَاصِي ، فَإِنَّهُ لاَ يُدْرَكُ مَا عِنْدَ الله إِلاَّ بِطَاعَتِهِ.

قُلْتُ : فِيهِ انْقِطَاعٌ .

2722/2- رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تُرْضِيَنَّ أَحَدًا بِسُخْطِ الله ، وَلاَ تَحْمِدَنَّ أَحَدًا عَلَى فَضْلِ الله ، وَلاَ تُذِمَّنَّ أَحَدًا عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ الله ، فَإِنَّ رِزْقَ الله لاَ يَسُوقُهُ إِلَيْكَ حِرْصُ حَرِيصٍ ، وَلاَ يَرُدُّهُ عَنْكَ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ ، وَإِنَّ الله بِقِسْطِهِ وَعَدْلِهِ ، جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَحَ فِي الرِّضَا وَالْيَقِينِ ، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي السُّخْطِ .@

(3/270)

2722/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمَسْتَدْرَكِ : فَقَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بُكير ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ مِنْ عَمَلٍ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلاَ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى النَّارِ إِلاَّ وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، فَلاَ يَسْتَبْطِئَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ رِزْقَهُ رِزْقَهُ إِنَّ جِبْرِيلَ , عَلَيْهِ السَّلاَمُ , أَلْقَى فِي رُوعِيَ أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، فَإِنِ اسْتَبْطَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رِزْقَهُ ، فَلاَ يَطَلُبه بِمِعْصِيَةِ الله ، فَإِنَّ الله لاَ يُنَالُ فَضْلُهُ بِمَعْصِيَتِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ .

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، والحاكم ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله.

2723- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ أُسَامَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ بَسْطَاسٍ مَوْلَى كَثِيرٍ بْنِ الصَّلْتِ ، حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ الْغِنَى لَيْسَ عِنْدَ كَثْرَةِ الْعَرَضِ ، وَلِكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ وَإِنَّ الله , عَزَّ وَجَلّ , مؤتي عَبْدَهُ مَا كَتَبَ لَهُ مِنَ الزِّرْقِ ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ : خُذُوا مَا حَلَّ ، وَدَعُوا مَا حُرِّمَ.

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ , وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الزُّهْدِ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ، وَسَيَأْتِي فِي الزُّهْدِ.@

(3/271)

2724- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَنْطَاكِيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ ، مَوْلَى ابْنِ مُجَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْ هَرَبَ عَبْدٌ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبُ مِنَ الْمَوْتِ ، لأَتَاهُ رِزْقُهُ كَمَا يَأْتِيهِ الْمَوْتُ .

4- باب نزول الرزق على قدر المؤنة

2725- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنِ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يُنْزِلُ الرِّزْقَ عَلَى قَدْرِ الْمَؤُنَةِ ، وَيُنْزِلُ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْبَلاَءِ .

2725/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ : فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، هُوَ ابْنُ حَسَّانٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ طَارِقٍ ، وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْمَعُونَةَ تَأْتِي مِنَ الله عَلَى قَدْرِ الْمَؤُنَةِ ، وَإِنَّ الصَّبْرَ يَأْتِي مِنَ الله عَلَى قَدْرِ الْبَلاَءِ.

قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ.@

(3/272)

5- باب ما جاء في الأسواق

2726- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَيُّ الْبِلاَدِ شَرٌّ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي فَلَمَّا أَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ، أَيُّ الْبِلاَدِ شَرٌّ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي ، فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ الله ، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبِلاَدِ شَرٌّ ؟ قُلْتُ : لاَ أَدْرِي ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي , تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَقُلْتُ : أَيُّ الْبِلاَدِ شَرٌّ ؟ قَالَ : أَسْوَاقُهَا.

2726/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَامِرٍ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ... فَذَكَرَهُ.

2726/3- وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ , تَقَدَّمَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي كِتَابِ الصَّلاَةِ فِي بَابِ الْمَسَاجِدِ.

2727- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْفَضْلُ الأَنْصَارِيُّ ، سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ ، وَلاَ الصَّيَّاحَ فِي الأَسْوَاقِ .@

(3/273)

6- باب في التجارة وحث التجار على الصدقة

2728- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ ، قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ، إِنَّهُ يُخَالِطُ أَسْوَاقَكُمْ لَغْوٌ وَحَلْفٌ ، فَشُوبُوهُ بِصَدَقَةٍ ، أَوْ شَيْءٍ مِنْ صَدَقَةٍ .

2728/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَحْنُ نَتَبَايَعُ فِي السُّوقِ ، قَالَ : وَكُنَّا نُدْعَى السَّمَاسِرَةُ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ فَاشْرَأَبَّ الْقَوْمُ ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ سَمَّانَا التُّجَّارَ ، فَفَرِحْنَا بَقَوْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ سَمَّانَا بِالتُّجَّارِ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ، إِنَّ الشَّيْطَانَ ، وَالإِثْمَ يَحْضُرَانِ الْبَيْعَ ، فَشُوبُوا بَيْعَكُمْ بِصَدَقَةٍ.

2728/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ ... فَذَكَرَهُ.

2728/4- وَرَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيُنٍ ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ مِنْ أَبِي وَائِلٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي غَزَرَةَ ، يَقُولُ : كُنَّا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ عَلَى عَهْدِ عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَانَا وَنَحْنُ بِالْبَقِيعِ وَمَعَنَا الْعِصِيُّ ، فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلْفُ وَالْكَذِبُ ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ .

2728/5- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ أَبُو سَعْدٍ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : كُنَّا نَبِيعُ الرَّقِيقَ ، وَكُنَّا نُسَمَّى السَّمَاسِرَةَ ، فَأَتَانَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَمَّانَا التُّجَّارَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ، إِنَّ هَذَا الْبَيْعَ تَحْضُرُهُ الأَيْمَانُ وَاللَّغْوُ ، فَشُوبُوهُ بِصَدَقَةٍ .@

(3/274)

2728/6- قال : وَحَدَّثَنَا أبو معاوية ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن شقيق ... فذكر نحوه.

قلت : رواه أصحاب السنن الأربعة باختصار.

وقال الترمذي : حديث حسن صحيح. قال : ورواه منصور والأعمش وحبيب بن أبي ثابت وغير واحد ، عن أبي وائل ، عن قيس بن أبي غرزة ، ولا يعرف لقيس عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غير هذا.

2729- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنِ الأَخْضَرِ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، بَاعَ حِلْسًا وَقَدَحًا فِيمَنْ يَزِيدُ.

وَتَقَدَّمَ بِأَلْفَاظِهِ فِي الزَّكَاةِ ، بَابُ تَحْرِيمِ الْمَسْأَلَةِ.

2730- قَالَ : وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تِسْعَةُ أَعْشَارِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ قَالَ نَعَيْمٌ : الْعُشُرُ الْبَاقِي فِي السَّائِمَةِ ، يَعْنِي : الْغَنَمَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

2731- قال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا أبو معاوية ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن خيثمة ، عن أبي الدرداء ، قال : كنت تاجرًا قبل أن يبعث محمدٌ صَلى الله عَلَيه وسَلَّم فلما تأملت التجارة والعبادة فلم يجتمعا ، فأخذت العبادة وتركت التجارة.

هذا إسناد فيه مقال , خيثمة ضعفه ابن معين ، ووثقه ابن حبان , وباقي رجال الإسناد ثقات.@

(3/275)

7- باب في كسب الحجام والقصاب والصائغ

2732- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَلْجَ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ، سَمِعْتُ عَبَايَةَ بْنَ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ ، أَنَّ جَدَّهُ هَلَكَ ، وَتَرَكَ غُلاَمًا حَجَّامًا ، وَنَاضِحًا ، وَأَرْضًا ، وَأَمَةً ، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُجْعَلَ كَسْبُ الْحَجَّامِ فِي عَلَفِ النَّاضِحِ ، وَنَهَى عَنْ كَسْبِ الأَمَةِ ، وَقَالَ فِي الأَرْضِ : ازْرَعُوهَا ، أَوْ ذَرُوهَا .

2732/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بَلْجَ ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ ، قَالَ : مَاتَ رِفَاعَةُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَتَرَكَ عَبْدًا حَجَّامًا وَجَمَلاً نَاضِحًا ، وَأَمَةً ، وَأَرْضًا ، فَقَالَ : أَمَّا الْحَجَّامُ فَلاَ تَأْكُلُوا مِنْ كَسْبِهِ ، وَأَطْعِمُوهُ النَّاضِحَ , قَالُوا : لَهُ أَمَةٌ تَكْسِبُ ، قَالَ : لاَ تَأْكُلُوا مِنْ كَسْبِ الأَمَةِ ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَبْغِي , قَالُوا : فَالأَرْضُ ؟ قَالَ : امْنَحُوهَا ، أَوِ ازْرَعُوهَا.

2732/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي الْمَسْنَدِ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّصْرِ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ.

2733- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله أَخُو صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ , حَدَّثَنَا قَاسِمٌ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْطَى خَالَتَهُ غُلاَمًا ، فَقَالَ : لاَ تَجْعَلِيهِ قَصَّابًا ، وَلاَ حَجَّامًا ، وَلاَ صَائِغًا.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، وَسَيَأْتِي لَهُ شَوَاهِدُ فِي كِتَابِ الطَّبِّ مِنْ حَدِيثِ مَاجِدَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

2734- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ وَكِيعٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : السَّحْتُ ثَلاَثَةٌ : مَهْرُ الْبَغِيِّ ، وَكَسْبُ الْحَجَّامِ ، وَثَمَنُ الْكَلْبِ.@

(3/276)

2734/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى : عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الطِّبِّ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.

2735- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : دَعَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبَا طِيبَةَ فَحَجَمَهُ ، فَسَأَلَهُ عَنْ ضَرِيبَتِهِ فَقَالَ : ثَلاَثَةُ آصُعٍ قَالَهُ فَوَضَعَ عَنْهُ صَاعًا.

2735/2- قال : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ غِيَاثٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ... فَذَكَرَهُ.

2736- قَالَ : وَحَدَّثَنَا جِبَارَةُ بْنُ الْمَغَلِّسِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ النَّهْشَلِيُّ ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ جَابِرٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم احْتَجَمَ فِي الأُخْدَعَيْنِ وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ ، وَأَعَطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ

وَلَهُ شَاهِدٌ فِي صحيح مُسْلِمٍ ، وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

2737- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَالِكِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَهَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سُئِلَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ ، فَقَالَ : أَحْسَبُهُ قَالَ : أَعْلِفْهُ نَاضِحَكُمْ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.@

(3/277)

8- باب في كسب الأمة وتحربم بيع المغنيات وشرائهن وأكل أثمانهن والاستماع إليهن

2738- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا عبد الوارث ، عن ليث ، عن عُبَيد اللهِ ، عن القاسم ، عن أبي أمامة وعائشة في قوله تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ...} ? قال : لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا أكل أثمانهن ولا تعليمهن. قال مجاهد : ولا الاستماع إليهن.

2738/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ الْكَنَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زُحَرَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يَحِلُّ تَعْلِيمُ الْمُغَنِّيَاتِ ، وَلاَ شِرَاؤُهُنَّ ، وَلاَ بَيْعُهُنَّ ، ثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ ، وَقَدْ نَزَلَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الله {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ...} الَآيَةُ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بَيَدِهِ ، مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَطُّ عَقِيرَتَهُ بِغِنَاءٍ ، إِلاَّ ارْتَدَفَهُ شَيْطَانَانِ يَضْرِبَانِ بَأَرْجُلِهِمَا عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ حَتَّى يَسْكُتَ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.

قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ عُبَيدِ الله الإِفْرِيقِيِّ كِلاَهُمَا ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ فَقَطْ مَرْفُوعًا ولم يذكر ما قاله مجاهد.

2739- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَذْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصَّدَائِيُّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نَهْبَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْمُغَنِّيَاتِ وَالنَّوَّاحَاتِ ، وَعَنْ شِرَائِهِنَّ ، وَبَيْعِهِنَّ ، وَالتِّجَارَةِ فِيهِنَّ ، قَالَ : وَكَسْبُهُنَّ حَرَامٌ .@

(3/278)

9- باب في الحكرة والاحتكار

2740- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سليمان التيمي ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد مولى للأنصار أن عثمان بن عفان كان ينهى عن الحكرة ، فكلمه الزبير في مولى له - أو في إنسان - فتركه.

2740/2- رواه إسحاق بن راهويه : حَدَّثَنَا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يقول : أَنْبَأَنَا أبو نضرة ، عن أبي سعيد مولى بني أسيد أن عثمان بن عفان كان ينهى عن الحكرة ، قال أبي : وكانوا لا يرون الحكرة إلاَّ في الطعام والأدم.

2741- قال : وأنبأنا عبدة بن سليمان ، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد قال : كان سعيد بن المُسَيَّب يحتكر الزيت.

2742- قال : وَحَدَّثَنَا وكيع ، حدثني ابن أبي ذئب عن مسلم الخباط قال : كنت أشتري الخبط والنوى لسعيد بن المُسَيَّب فيحتكره.

2743- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُحْتَكَرَ الطَّعَامُ.@

(3/279)

2743/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ... فَذَكَرَهُ.

2743/3- وذكره رزين في جامعه بغير إسناد ، ولم أره في شيء من الأصول التي جمعها ، ولفظه عن أبي أمامة أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أهل المدائن هم الحبساء في سبيل الله ، فلا تحتكروا عليهم الأقوات ، ولا تغلوا عليهم الأسعار ؛ فإن من احتكر عليهم طعامًا أربعين يومًا ثم تصدق به ، لم يكن له كفارة.

قال الترمذي : وفي الباب عن عمر وعلي وابن عمر وأبي أمامة ، قال : والعمل على هذا عند أهل العلم . كرهوا احتكار الطعام ، ورخص بعضهم في الاحتكار في غير الطعام . وقال ابن المبارك : لا بأس بالاحتكار في القطن والسختيان وغير ذلك.

2744- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا الأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الله ، وَالله بَرِئٌ مِنْهُ ، وَأَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ ظَلَّ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعًا ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ الله .

2744/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ جَمَعَ طَعَامًا وَتَرَبَّصَ بِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الله ، وَبِرئَ الله مِنْهُ ، وَأَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ ظَلَّ فِي نَادِيهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَائِعًا ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ الله .

2744/3- ورواه أبو يعلى الموصلي : حَدَّثَنَا زهير ، حَدَّثَنَا يزيد بن هارون ، أنبأنا أصبغ بن زيد الجهني ... فذكره.@

(3/280)

2744/4- ورواه أحمد بن حنبل في مسنده : حَدَّثَنَا يزيد ... فذكره.

ورواه البزار والحاكم وفي هذا المتن غرابة ، وبعض أسانيده جيد ، وقد ذكر رزين شطره الأول ، ولم أره في شىء من الأصول التي جمعها.

2745- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْمَكِّيُّ ، عَنْ فَرُّوخٍ مَوْلَى عُثْمَانَ ، أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَرَأَى طَعَامًا مُنْتَثِرًا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَأَعْجَبَهُ كَثْرَتُهُ ، فَقَالَ : مَا هَذَا الطَّعَامُ ؟ قَالُوا : طَعَامٌ جُلِبَ إِلَيْنَا فَقَالَ : بَارَكَ الله فِيهِ ، وَفِي مَنْ جَلَبَهُ إِلَيْنَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابَهُ الَّذِينَ يَمْشُونَ مَعَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّهُ قَدِ احْتُكِرَ قَالَ : وَمَنِ احْتَكَرَ ؟ قَالُوا : فُلاَنٌ مَوْلَى عُثْمَانَ ، وَفُلاَنٌ مَوْلاَكَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا ، وَقَالَ لَهُمَا : مَا حَمَلَكُمَا عَلَى أَنْ تَحْتَكِرَا طَعَامَ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالاَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، نَشْتَرِي بِأَمْوَالِنَا وَنَبِيعُ إِذَا شِئْنَا فَقَالَ عُمَرُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ضَرَبَهُ الله بِالْجُذَامِ ، أَوْ بِالإِفْلاَسِ قَالَ فَرُّوخٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أُعَاهِدُ الله أَنْ لاَ أَعُودَ فِي طَعَامٍ بَعْدَ هَذِهِ أَبَدًا ، فَتَحَوَّلَ إِلَى مِصْرَ وَأَمَّا مَوْلَى عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمْوَالُنَا نَشْتَرِي بِهَا إِذَا شِئْنَا ، وَنَبِيعُ إِذَا شِئْنَا ، فَزَعَمَ أَبُو يَحْيَى ، أَنَّهُ رَأَى مَوْلَى عُمَرَ مَجْذُومًا مَخْدُوجًا.

2745/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا عُبَيد اللهِ ، حَدَّثَنَا اهيثم بن يحيى الطاطري ، حَدَّثَنَا أبو يحيى مولى عُمَر - قال الهيثم : وكان أبو يحيى أدرك عُمَر - أنه ألقى على باب مسجد طعامًا كثيًرا ، فدخل عليه عُمَر فرأى الطعام ، فقال : ما هذا الطعام ؟! قال : طعام جلب إلينا ، فقال : بارك الله فيه ... فذكره.

2745/3- قلت : روى ابن ماجة المرفوع منه حسب بإسناد صحيح ، عن يحيى بن حكيم ، حَدَّثَنَا أبو بكر الحنفي ، حَدَّثَنَا الهيثم بن رافع ... ذكره إلاَّ أنه قال : بالجذام والإفلاس بغير ألف بينهما.

ورواه الأصبهاني بتمامه من طريق الهيثم بن رافع ... فذكره.

وقد أنكر على الهيثم روايته لهذا الحديث مع كونه ثقة ، والله أعلم.@

(3/281)

2746- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله يَعْنِي : ابْنَ مُوسَى ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : نَهَى الرَّسُولُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْحُكْرَةِ بِالْبَلَدِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ نَوْفَلٍ ، وَضَعْفِ الرَّاوِي عَنْهُ.

10- باب التسعير

2747- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى أَبُو الْمُعَلَّى الْعَدَوِيّ سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يَقُولُ : دَخَلَ عُبَيْدُ الله بْنُ زِيَادٍ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغَلِّيَهُ عَلَيْهِمْ ، كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يَقْذِفَهُ فِي مُعْظَّمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

2747/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ قَالَ لِعُبَيْدِ الله بْنِ زِيَادٍ : اسْمَعْ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : ... فَذَكَرَهُ.

2747/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ يَعْنِي : ابْنَ مُرَّةَ أَبُو الْمَعُلَّى ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : ثَقُلَ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ الله بْنُ زِيَادٍ يَعُودُهُ ، فَقَالَ : هَلْ تَعْلَمُ يَا مَعْقِلَ ، أَنِّي سَفَكْتُ دَمًا حَرَامًا ؟ قَالَ : مَا عَلِمْتُ قَالَ : هَلْ عَلِمْتَ أَنِّي دَخَلْتُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : مَا عَلِمْتُ قَالَ : أَجْلِسُونِي ثُمَّ قَالَ : اسْمَعْ يَا عُبَيْدَ الله ، حَتَّى أُحَدِّثَكَ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّةً ، وَلاَ مَرَّتَيْنِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغَلِّيَهُ عَلَيْهِمْ ، كَانَ حَقًّا عَلَى الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ فِي مُعَظَّمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ : أَنْتَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ غَيْرَ مَرَّةٍ ، وَلاَ مَرَّتَيْنِ.@

(3/282)

2748- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُ : وَحَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي حَكِيمٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوا النَّاسَ يُصِيبُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَإِذَا اسْتَشَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَنْصَحْهُ.

2748/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عن أبيه ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

2748/3- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوا النَّاسَ فَلْيُرْزَقْ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ... فَذَكَرَهُ.

2748/4- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

2749- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ذَرُوا عِبَادَ الله ، فَلْيَرْزُقِ الله بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَإِذَا اسْتَشَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ، فَلْيُشِرْ عَلَيْهِ .

2749/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ , حَدَّثَنَا عِيسَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقُ الله بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/283)

قلتُ : مدار إسناد حديث جابر على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهوضعيف ، لكن المتن له شواهد ؛ فمنها ما تقدم ومنها ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه من حديث أنس ، ورواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري ، والبزار في مسنده من حديث علي بن أبي طالب ، والبيهقي في سننه من حديث عمر بن الخطاب.

11- باب السماحة في البيع

2750- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا شَبابة بْنُ سُوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ , وَهُوَ ابْنُ الْغَازِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ابْتَاعَ حَائِطًا مِنْ رَجُلٍ فَسَاوَمَهُ حَتَّى قَامَ عَلَى الثَّمَنِ ، ثُمّ قَالَ : أَعْطِنِي يَدَكَ قَالَ : وَكَانُوا لاَ يَسْتَوْجِبُونَ إِلاَّ بِصَفْقَةٍ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْبَائِعُ ، قَالَ : لاَ وَالله ، لاَ أَبِيعُهُ حَتَّى يَزِيدَنِي عَشْرَةَ آلاَفٍ فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الله , تَعَالَى , يُدْخِلُ الْجَنَّةَ رَجُلاً كَانَ سَمْحًا بَائِعًا وَمُبْتَاعًا ، وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا ثُمَّ قَالَ : دُونَكَ الْعَشْرَةَ آلاَفٍ لأَسْتَوْجِبَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.@

(3/284)

2750/2- قَالَ : وَأَنَبْأَنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَدِمَ حَاجًّا ، فَلَمَّا قَضَى حَجَّهُ قَدِمَ إِلَى أَرْضِ الطَّائِفِ ، فَإِذَا أَرْضٌ إِلَى جَنْبِ أَرْضِهِ فَطَلَبَهَا ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا عَشْرَةُ آلاَفٍ فِي الثَّمَنِ ، فَلَمَّا وَضَعَ عُثْمَانُ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ ، قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : رَحِمَ الله عَبْدًا سَمْحَ الْبَيْعِ ، سَمْحَ الاِبْتِيَاعِ ، سَمْحَ الْقَضَاءِ ، سَمْحَ التَّقَاضِي ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَدًّا عَلَى الرَّجُلِ ، فَأَعْطَاهُ الْعَشْرَةَ آلاَفٍ وَأَخَذَ الأَرْضَ.

2750/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْخَيَّاطُ ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، أَنَّهُ سَاوَمَ رَجُلاً بِأَرْضٍ حَتَّى وَجَبَ الْبَيْعُ ، أَوْ كَادَ الْبَيْعُ يَجِبُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : وَالله لاَ أُعْطِيَنَّكَ حَتَّى تَزِيدَنِي عَشْرَةَ آلاَفٍ ، فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَى رِجَالٍ ، فَقَالَ : أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : رَحِمَ الله رَجُلاً سَمْحَ التَّقَاضِي ، سَمْحَ الاِقْتِضَاءِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ فَزَادَهُ عَشْرَةَ آلاَفٍ ، وَأَخَذَ الأَرْضَ.

2751- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةَ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو الأَوْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يُحَرَّمُ عَلَى النَّارِ ؟ ، أَوْ بِمَنْ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ النَّارُ ؟ قَالَ : كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ ، قَرِيبٍ سَهْلٍ.

2751/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الله الْحَلَوَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ... فَذَكَرَهُ.

2751/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَوْنٍ الخَرَّازُ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ... فَذَكَرَهُ.

2751/4- قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ دُونَ قَوْلِهِ قَوْلِهِ لَيِّنٍ عَنْ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ بِهِ .

وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ.@

(3/285)

2751/5- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ... فَذَكَرَهُ.

2751/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ هِشَامٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ ، فِي بَابِ مَنْ يُحَرَّمُ عَلَى النَّارِ.

2752- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّكْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَلْعَدَوَيَّةَ ، حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَنَزَلْتُ عِنْدَ الْوَادِي ، فَإِذَا رَجُلاَنِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ ، وَإِذَا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ : أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أَضَلَّ النَّاسَ أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ ، دَقِيقُ الأَنْفِ ، دَقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ ، وَإِذَا مِنْ ثَغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ مِثْلُ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ شَعْرًا أَسْوَدَ ، وَإِذَا هُوَ بَيْنَ طِمْرَيْنِ قَالَ : فَدَنَا مِنَّا ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ دَعَا الْمُشْتَرِي فَقَالَ : يا رَسُولَ الله ، قُلْ لَهُ يُحْسِنْ مُبَايَعَتِي فَمَدَّ يَدَهُ ، وَقَالَ : أَمْوَالُكُمْ تَمْلِكُونَ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى الله , عَزَّ وَجَلَّ , يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بِشَيْءٍ ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ ، وَلاَ دَمٍ ، وَلاَ عَرَضٍ إِلاَّ بِحَقِّهِ ، رَحِمَ الله امْرَءًا سَهْلَ الْبَيْعِ ، سَهْلَ الشِّرَى ، سَهْلَ الأَخْذِ ، سَهْلَ الْعَطَاءِ ، سَهْلَ الْقَضَاءِ ، سَهْلَ التَّقَاضِي ثُمَّ مَضَى ، فَقُلْتُ : وَالله لأَقُصُّنَّ أَثَرَ هَذَا ، فَإِنَّهُ حَسَنُ الْقَوْلِ ، فتبعته ، فقلت : يا محمد ، فالتفت إلي بجميعه ، فقال : ما تشاء ؟ فقلت : أَنْتَ الَّذِي ضَلَلْتَ النَّاسَ ، وَأَهْلَكْتَهُمْ ، @

(3/286)

وَصَدَدْتَهُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ ؟ قَالَ : ذَاكَ الله قُلْتُ : مَا تَدْعُو إِلَيْهِ ؟ قَالَ : أَدْعُو عِبَادَ الله إِلَى الله قَالَ : قُلْتُ : مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : أَشْهَدُ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ، وَنُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ وَنَكْفُرُ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى ، وَنُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَنُؤْتِي الزَّكَاةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الزَّكَاةُ ؟ قَالَ : يَرُدُّ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا قَالَ : قُلْتُ : نِعْمَ الشَّيْءُ تَدْعُو إِلَيْهِ قَالَ : وَلَقَدْ كَانَ وَمَا عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْهُ فَمَا بَرِحَ حَتَّى كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ مِنْ وَالِدِي وَوَلَدَيِ ، وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : قَدْ عَرَفْتُ ، قَالَ : قَدْ عَرَفْتَ قُلْتُ نَعَمْ ، قَالَ : فَتَشْهَدْ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ، وَتُؤْمِنْ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ قُلْتُ : نعم يَا رَسُولَ الله ، إِني أُرِد مَاء عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَأَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَتَّبِعُونِي ، قَالَ : نَعَمْ ، فَادْعُهُمْ فَأَسْلَمَ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَاءِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ ، فَمَسَحَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأْسَهُ.

وَسَيَأْتِي هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ.

12- باب النهي عن اليمين في البيع ، والأمر بالإحسان للخادم في البيع وصحة المعاطاة ، والحث على الصدقة وما جاء في التجار

2753- قال مُسَدَّد : حدثنا يحيى ، عن يزيد اليشكري ، حَدَّثَنَا أبو حازم : إن ابن عُمَر مر على رجل ومعه غنيمات له ، قال : فقال : بكم تبيع غنمك هذه ؟ قال : بكذا وكذا ، فقال ابن عُمَر : أخذتها بكذا وكذا ، فحلف ألا يبيعها ، فانطلق ابن عُمَر فقضى حاجته ، فمر عليه فقال : يا أبا عَبد الرحمن ، خذها بالذي أعطيتني. قال : حلفت على يمين ، فلم أكن لأعين الشيطان عليك أن أحنثك.

2754- قال إسحاق بن إبراهيم بن راهويه : أَنْبَأَنَا محمد بن عبيد ، حَدَّثَنَا المختار - هو @

(3/287)

ابن نافع التمار - عن أبي مطر قال : خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي خلفي : ارفع إزارك ... فذكر الحديث فإذا هو علي ، قال : فانتهى إلى سوق الإبل فقال : بيعوا ولا تحلفوا فإن اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة . ثم أتى صاحب التمرة فإذا خادم تبكي ، قال : ما شأنك ؟ قالت : باعني هذا تمرًا بدرهم فأبى مولاي أن يقبله ، فقال : خذه وأعطها درهمها ، فإنها خادم ليس لها أمر ، فكأنه أبى ، فقلت : ألا تدري من هذا ؟ قال ، لا. قلت : هذا علي أمير المؤمنين ، فصب تمره وأعطاها درهمها ، ثم مر مجتازًا بأصحاب التمرة فقال : أطعموا المسلمين يربو كسبكم.

2754/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي مِنْ خَلْفِي : ارْفَعْ إِزَارَكَ ، فَإِنَّهُ أَنْقَى لِثَوْبِكَ ، وَأَبْقَى لَكَ ، وَخُذْ مِنْ رَأْسِكَ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمًا فَمَشَيْتُ خَلْفَهُ ، وَهُوَ بَيْنَ يَدَيَّ مُؤْتَزِرٌ بِإِزَارٍ مُتَرَدٍّ بِرِدَاءٍ ، وَمَعَهُ الدُّرَّةَ ، كَأَنَّهُ أَعْرَابِيٌّ بَدَوِيٌّ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ لِي رَجُلٌ : أَرَاكَ غَرِيبًا بِهَذا الْبَلَدِ ؟ فَقُلْتُ : أَجَلْ ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ : هَذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَارِ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ ، وَهُوَ سُوقُ الإِبِلِ ، فَقَالَ : بِيعُوا ، وَلاَ تَحْلِفُوا ، فَإِنَّ الْيَمِينَ تُنْفِقُ السِّلْعَةَ ، وَتَمْحَقُ الْبَرَكَةَ ، ثُمَّ أَتَى أَصْحَابَ التَّمْرِ فَإِذَا خَادِمٌ تَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكِ ؟ فَقَالَتْ : بَاعَنِي هَذَا الرَّجُلُ تَمْرًا بِدِرْهَمٍ وَرَآهُ مَوْلاَيَ ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : خُذْ تَمْرَكَ وَأَعْطِهَا دِرْهَمَهًا ، فَإِنَّهَا لَيْسَ لَهَا أَمْرٌ ، فَدَفَعَهُ ، فَقُلْتُ : أَتَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : لاَ قُلْتُ : هَذَا عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَعَبَّ تَمْرَهُ وَأَعْطَاهَا دِرْهَمَهًا قَالَ : أُحِبُّ أَنْ تَرْضَى عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : أَمَا أَرْضَى عَنْكَ إِذَا أَوْفَيْتَهُمْ ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازًا بِأَصْحَابِ التَّمْرِ ، فَقَالَ : يَا أَصْحَابَ التَّمْرِ أَطْعِمُوا الْمَسَاكِينَ يَرْبُو كَسْبُكُمْ ، ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازًا وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَصْحَابِ السَّمَكِ ، فَقَالَ : لاَ يُبَاعُ فِي سُوقِنَا طَافِي ثُمَّ أَتَى دَارَ فُرَاتَ ، وَهِيَ سُوقُ الْكَرَابِيسِ ، فَأَتَى شَيْخًا ، فَقَالَ : يَا شَيْخُ ، أَحْسِنْ بَيْعِي فِي قَمِيصٍ بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ ، فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَشْتَرِ مِنْهُ ، ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى آخَرَ ، فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَشْتَرِ مِنْهُ شَيْئًا ، فَأَتَى غُلاَمًا حَدَثًا ، فَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصًا بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ ، وَلَبِسَهُ مَا بَيْنَ الرُّسْغَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ، يَقُولُ فِي لُبْسِهِ : الْحَمْدُ للِّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ اللِّبَاسِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ ، وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، @

(3/288)

هَذَا شَيْءٌ تَرْوِيهِ عَنْ نَفْسِكِ ، أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ : لاَ ، بَلْ شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُهُ عِنْدَ الْكِسْوَةِ ، فَجَاءَ أَبُو الْغُلاَمِ صَاحِبُ الثَّوْبِ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا فُلاَنُ ، قَدْ بَاعَ ابْنُكَ الْيَوْمَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَمِيصًا بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ قَالَ : أَفَلاَ أَخَذْتَ مِنْهُ دِرْهَمَيْنِ ؟ فَأَخَذَ أَبُوهُ دِرْهَمًا ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى بَابِ الرَّحْبَةِ ، فَقَالَ : أَمْسِكْ هَذَا الدِّرْهَمَ فَقَالَ : مَا شَأْنُ هَذَا الدِّرْهَمِ ؟ فَقَالَ : كَانَ قَمِيصًا ثَمَنُهُ دِرْهَمَيْنِ فَقَالَ : بَاعَنِي بِرِضَائِي ، وَأَخَذَ بِرِضَاهُ.

2754/3- رواه أبو يعلى الموصلي : حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عمار ، حَدَّثَنَا المعافى بن عمران ، حَدَّثَنَا المختار به.

هَذَا الْحَدِيثُ ضَعِيفٌ ، أَبُو مَطَرٍ مَجْهُولٌ ، وَلاَ يُعْرَفُ اسْمُهُ ، وَالْمُخْتَارُ بن نَافِعٌ ضَعِيفٌ.

2755- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٍ الدُّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ ، وَلاَ تَغْلُوا فِيهِ ، وَلاَ تُجْفُوا عَنْهُ ، وَلاَ تَأْكُلُوا بِهِ ، وَلاَ تَسْتَكْبرُوا بِهِ .

2755/2- وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ التُّجَّارَ هُمُ الْفُجَّارُ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، أَوَ لَيْسَ قَدْ أَحَلَّ الله الْبَيْعَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ ، فَيَكْذِبُونَ وَيَأْثَمُونَ .

2755/3- وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ قَالَ : قِيلَ : وَمَنِ الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ : النِّسَاءُ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَوَ لَيْسَ أُمَّهَاتُنَا وَأَخَوَاتُنَا وَأَزْوَاجُنَا ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ .

2755/4- رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا أبان بن يزيد العطار ، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي كثير ، عن زيد ، عن أبي سلام ، عن أبي راشد الحبراني ، عن عَبد الرحمن بن شبل الأنصاري أن معاوية قال : إذا أتيت فسطاطي فقم فأخبر بما سمعت من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : اقرءوا القرآن ... فذكر مثل طريق ابن منيع الأولى.

2755/5- وبه أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن التجار هم الفجار ... فذكر مثل طريق ابن منيع الثانية.@

(3/289)

2755/6- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ ، أَنْ عَلِّمِ النَّاسَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ، فَإِنْ عَلَّمْتُمُوهُ فَلاَ تَغْلُوا فِيهِ ، وَلاَ تَجْفُوا عَنْهُ ... فَذَكَرَ مِثْلَ مَا رَوَاهُ ابْنُ مَنِيعٍ بِتَمَامِهِ ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الرَّاجِلِ ، وَالرِّاجِلُ عَلَى الْجَالِسِ ، وَالأَقَلُّ عَلَى الأَكْثَرِ ، فَمَنْ أَجَابَ السَّلاَمَ كَانَ لَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ.

2755/7- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ... فَذَكَرَهُ .

2755/8- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هِشَامٍ الدُّسْتُوَائِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَأَسْقَطَ أَبَا سَلاَمٍ.

2755/9- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ... فَذَكَرَهُ

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ.

2755/10- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِي سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : التُّجَّارُ هُمُ الْفُجَّارُ قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، أَلَمْ يُحِلَّ الله الْبَيْعَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّهُمْ يَحْلِفُونَ فَيَأْثَمُونَ .

2756- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني محمد بن جحادة ، عن أبي سعيد قال : سمعت عليًّا يقول : التاجر فاجر إلاَّ من أخذ الحق وأعطاه.

هذا إسناد صحيح.

وقد ورد أن عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : إن الله لا يزكي ثلاثة نفر ، ولا ينظر إليهم ولا يقربهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم : رجل خرج بسلعة بعد العصر فحلف باللّه لقد أعطي بها كذا وكذا فاشتريت لقوله... الحديث ، رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر وسيأتي بتمامه في كتاب المواعظ.@

(3/290)

13- باب السوم

2757- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ التَّلَقِّي ، وَعَنْ ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ ، وَعَنْ ذَبْحِ في الْغَنَمِ ، وَعَن السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ.

2757/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنِي الرَّبِيعُ بن حبيب ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَعَنْ ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ.

2757/3- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ... فَذَكَرَ إِسْنَادَ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ وَمَتْنِهِ سواء .

الرَّبِيعُ ، وَنَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ضَعِيفَانِ ، كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ ماجة.

2758- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْحُسَيْنِ الأَصْبَهَانِيُّ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَبْتَاعَنَّ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ ، وَلاَ يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ بِشْرِ بْنِ حُسَيْنٍ.

قَالَ الْبَيْهَقِي فِي سُنَنِهِ : قَالَ الشَّافِعِيُّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فِي كِتَابِ الرِّسَالَةِ : قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم @

(3/291)

أَنَّهُ قَالَ : لاَ يَسُومُ أَحَدُكُمْ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ فَإِنْ كَانَ ثَابِتًا ، وَلَسْتُ أَحْفَظْهُ ثَابِتًا ، فَهُوَ مُثْلُ : لاَ يَخْطُبُ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ ، وَلاَ يَسُومُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ إِذَا رَضِيَ الْبَائِعُ وَأَذِنَ بِأَنْ يُبَاعَ قَبْلَ الْبَيْعِ ، حَتَّى لَوْ بِيعَ لَزِمَهُ قَالَ : ورَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَاعَ فِيمَنْ يَزِيدُ ، وَبَيْعُ مَنْ يَزِيدُ سَوْمُ رَجُلٍ عَلَى سَوْمٍ أَخِيهِ ، وَلَكِنَّ الْبَائِعَ لَمْ يَرْضَ السَّوْمَ حَتَّى طَلَبَ الزِّيَادَةَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، وَغَيْرُهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيِثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ النِّكَاحِ مِنْ حَدِيثِ سَمُرَةَ.

14- باب من باع عبداً له مال

2759- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ... عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ ، فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ، وَمَنْ بَاعَ نَخْلاً قَدْ أُبِّرَتْ ، فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ، قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ انْقِطَاعٌ ، مُحَمَّدٌ لَمْ يُدْرِكْ عَلِيًّا.

2759/2- وَهَكَذَا رَوَى الْحَاكِمُ ، وَأَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبَّاسٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبِ بْنِ بِلاَلٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.

2759/3- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، عَنِ الْحَاكِمِ ، وَأَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ... فَذَكَرَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، وَغَيْرُهُ.

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ.@

(3/292)

15- باب النهي عن بيع ما ليس عندك

2760- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ ، قَالَ : لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَاهُ عَنْ سَلَفٍ وَبَيْعٍ ، وَعَنْ شَرْطَيْنِ فِي بَيْعٍ ، وَعَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ ، وَشِفِّ مَا لَمْ يُضْمَنْ.

2760/2- قُلْتُ : رَوَى ابْنُ ماجة مِنْهُ : وَشِفِّ مَا لَمْ يُضْمَنْ حَسْبُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ .

وَعَطَاءٌ هُوَ ابْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، وَلَيْثٌ هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ، ضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ ماجة ، لَكِنْ لَهُ شَوَاهِدُ : مِنْهَا حَدِيثُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ ، وَعَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ فِي أَبِي دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيِّ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ.

16- باب النهي عن الغش

2761- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أرطاة ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا.

هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ.@

(3/293)

2762- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ السَّلَفِ وَزَادَ ، قَالَ : وَمَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى حِنْطَةٍ مَطِيرَةٍ ، وَعَلَى رَأْسِهَا حِنْطَةٌ جَافَّةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ أَلاَّ تَرَكْتَهَا حَتَّى يَشْتَرِيَ إِخْوَانُكَ مَا يَعْرِفُونَ ؟ .

2763- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عامر ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عِيسَى ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرّ بِطَعَامٍ فَإِذَا هُوَ مُخْتَلِطٌ ، أَوْ مَغْشُوشٌ ، فَقَالَ : لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا .

2763/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عِيسَى ، عَنْ جُمَيْعٍ ، وَلَمْ يَشُكَّ ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ بِنْ نِيَارٍ ، قَالَ : انْطَلَقْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى بَقِيعِ الْمُصَلَّى ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي طَعَامٍ ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا ، فَإِذَا هُوَ مَغْشُوشٌ ، أَوْ مُخْتَلِفٌ ، فَقَالَ : لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا.

2763/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عِيسَى ، عَنْ جُمَيْعٍ ، أَوْ أَبِي جُمَيْعٍ ، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَةَ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/294)

2764- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ شُرَيْجٍ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ ، قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِرَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا ، فَقَالَ الرَّسُولُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ، أَسْفَلُ الطَّعَامِ مِثْلُ أَعْلاَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ غَشَّ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الإِيمَانِ .

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.

2765- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ ، وَمَعَهُ فِي السَّفِينَةُ قِرْدٌ ، وَكَانَ يَشُوبُ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ ، فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ ، فَصَعَدَ بِهِ فَوْقَ الدَّقْلَ ، وَفَتَحَ الْكِيسَ ، فَجَعَلَ يَأْخُذُ دِينَارًا فَيُلْقِيهِ فِي السَّفِينَةِ ، وَدِينَارًا فِي الْبَحْرِ حَتَّى جَعَلَهُ نِصْفَيْنِ.

رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ بِتَمَامِهِ وَرَوَى عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلاً .

2765/2- وَفِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَشُوبُوا اللَّبَنَ لِلْبَيْعِ ، ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ النَّاقَةِ الْمُحَفَّلَةِ ، ثُمَّ قَالَ : مَوْصُولاً بِالْحَدِيثِ : أَلاَ وَإِنَّ رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ جَلَبَ خَمْرًا إِلَى قَرْيَةٍ مُشَابَةً بِالْمَاءِ ، فَأَضْعَفَ ضِعَافًا ، فَاشْتَرَى قِرْدًا ، فَرَكِبَ الْبَحْرَ حَتَّى إِذَا لَجَّ فِيهِ ، أَلْهَمَ الله الْقِرْدَ صرة الدَّنَانِيرِ ، فَأَخَذَهَا فَصَعِدَ الدَّقْلَ ، فَفَتَحَ الصَّرَّةَ وَصَاحِبُهَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَأَخَذَ دِينَارًا فَرَمَى بِهِ فِي الْبَحْرِ ، وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ ، حَتَّى قَسَمَهَا نِصْفَيْنِ.@

(3/295)

2765/3- وَفِي أُخْرَى لَهُ أَيْضًا : قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ رَجُلاً كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَمَلَ خَمْرًا ، ثُمَّ جَعَلَ فِي أَزَقٍ نِصْفها مَاءً ، ثُمَّ بَاعَهُ ، فَلَمَّا جَمَعَ الثَّمَنَ ، جَاءَ ثَعْلَبٌ ، فَأَخَذَ الْكِيسَ وَصَعَدَ الدَّقْلَ ، فَجَعَلَ يَأْخُذُ دِينَارًا ، فَيَرْمِي بِهِ فِي السَّفِينَةِ ، وَيَأْخُذُ دِينَارًا فَيَرْمِي بِهِ فِي الْمَاءِ ، حَتَّى فَرَغَ مَا فِي الْكِيسِ .

17- باب النهي عن بيع الطعام قبل قبضه

2766- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ عُبَيْدٍ ، يَعْنِي ابْنَ حُنَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : ابْتَعْتُ زَيْتًا بِالسُّوقِ ، فَقَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَأَرْبَحَنِي ، فلما أَخَذْتُ بِيَدِهِ لأَضْرِبَ عَلَيْهَا ، أَخَذَ بِذِرَاعِي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي ، فَأَمْسَكَ بِيَدَيَّ ، فَالْتَفتُ إِلَيْهِ فَإِذَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، فَقَالَ لاَ تَبِعْهُ حَتَّى تَحُوزَهُ إِلَى بَيْتِكَ ، فَإِنَّ نَبِيَّ الله نَهَانَا عَنْ ذَلِكَ.

2767- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلاَ يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ.

لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَرَوَاهُ ابْنُ ماجة مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ.@

(3/296)

18- باب بيع المجازفة

2768- قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، قَالَ : كُنْتُ أَبِيعُ التَّمْرَ فِي سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ، فَأَكِيلُ أَوْسَاقًا فَأَقُولُ : كِلْتُ فِي وَسْقِي كَيْتَ وَكَيْتَ ، فَدَخَلَنِي شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِذَا سَمَّيْتَ كَيْلاً فَكِلْ .

2768/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ : أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، يَقُولُ : كُنْتُ أَنْطَلِقُ فَأَبْتَاعُ التَّمْرَ فَأَكْتَالُهُ فِي أَوْعِيَتِهِمْ ، ثُمَّ أَهْبِطُ بِهِ إِلَى السُّوقِ فَأَقُولُ : فِيهِ كَذَا وَكَذَا مَكِيلَةٌ ، فَآخُذُ رِبْحِي وَأَتَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَبْقَى ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَا عُثْمَانُ ، إِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ ، وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ .

2768/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، سَمِعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، يَقُولُ : فِي هَذَا الْوِعَاءِ كَذَا وَكَذَا ، وَلاَ أَبِيعُكَ إِلاَّ مُجَازَفَةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا سَمَّيْتَ كَيْلاً فَكِلْهُ.

قُلْتُ : حَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ هَذَا ضَعِيفٌ .

2768/4- رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَزِيدَ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ : فِي سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ، فَأَكِيلُ أَوْسَاقًا.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ.@

(3/297)

19- باب ما جاء في بيع اللبن في الضرع وما في الأرحام ، واجتناب الشبهات

2769- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا ملازم ، حَدَّثَنَا زفر بن يزيد بن عَبد الرحمن السحيمي ، عن أبيه يزيد بن عَبد الرحمن ، وكان من جلساء أبي هريرة قال : سألت أبا هريرة عن شراء اللبن في ضروع الغنم ، فقال : لا خير فيه. وسألته عن شراء الشاة بالشاتين إلى أجل فيقال : لا ، يدًا بيد.

قلت : له شاهد من حديث ابن عباس قال : نهى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها أو يباع صوف على ظهر ، أو سمن في لبن ، أو لبن في ضرع.

رواه الحاكم وعنه البيهقي مرفوعًا وموقوفًا ومرسلاً.

2770- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ الْمَجْرِ ، يَعْنِي : اشْتِرَاءَ مَا فِي الأَرْحَامِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.

2771- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُبَيْدَةَ ، وَغَيْرِهِ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ ، فَمَنْ تَوَقَّاهُنَّ كَانَ أَتْقَى لِدِينِهِ ، وَمَنْ وَاقَعَهُنَّ أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ الْكَبَائِرَ ، كَالْمُرْتَعِي إِلَى جَانِبِ الْحِمَى ، أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَهُ ، وَلِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى ، وَحِمَى الله حُدُودُهُ.

هَذَا إِسْنَادٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ.@

(3/298)

2771/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبِرْقَانِ ، أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ ، عَنْ عَمَّارٍ ، نَحْوَهُ.

وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث النعمان بن بشير.

2772- قال مُسَدَّد : حدثنا يحيى بن سعيد ، حَدَّثَنَا حجاج ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي عَبد الرحمن مولى سعد قال : جئت بالليل أنا وسعد إلى بستان ذي نخل ، فطلبنا صاحب البستان فلم نجده ، فقال لي سعد : إن سرَّك أن تكون مسلماً حقًّا فلا تأكل منه شيئًا. قال : فبتنا جائعين.

20- باب النهي عن تلقي الركبان أو أن يبيع حاضر لباد

2773- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمر : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ ابْنَ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تَلْقُوا الرُّكْبَانَ ، وَلاَ يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ.

2773/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ... فَذَكَرَهُ.

2773/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُتَلَقَّى الأَجْلاَبُ ، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ ، فَمَنِ اشْتَرَى مُصَرَّاةً ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ ، فَإِنْ حَلِبَهَا وَرَضِيَهَا فَهِيَ لَهُ ، وَإِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ.

2773/4- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/299)

2773/5- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ ... فَذَكَرَ.

2773/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عن َعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ رَجُلٍ ... فَذَكَرَهُ.

2773/7- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

2773/8- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرِمٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.

2773/9- وَعَن الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ .

وَقَالَ : يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا شَكًّا مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ ، فَقَالَ : صَاعًا مِنْ هَذَا ، أَوْ مِنْ ذَاكَ إِلاَّ إِلاَّ أَنَّهُ عَلَى وَجْهِ التَّخْيِيرِ ، لِيَكُونَ مُوَافِقًا لِلأَحَادِيثِ الثَّابِتَةِ فِي هَذَا الْبَابِ ، وَالله أَعْلَمُ.

2774- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : وَحَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مِهْرَانَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ : يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ ، إِنِّي رَامٍ بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ ، لاَ تَتَلَقُّوا الرُّكْبَانَ ، وَلاَ يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ.

لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

2775- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، قَالَ : جَلَسَ إِلَيَّ ، وَأَنَا فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَفِي يَدِهِ عَصًا ، وَصَحِيفَةٌ يَحْمِلُهَا فِي يَدِهِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ الله ، تَرَى هَذَا الْكِتَابَ نَافِعِي عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا ؟ قُلْتُ : وَمَا هَذَا الْكِتَابُ ؟ قَالَ : كِتَابٌ كَتَبَهُ لَنَا @

(3/300)

رَسُولُ الله ، قُلْتُ : وَكَيْفَ كَتَبَهُ لَكُمْ ؟ قَالَ : قُلْتُ : دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ مَعَ أَبِي ، وَأَنَا غُلاَمٌ شَابٌّ فِي إِبِلٍ جَلَبْنَاهَا إِلَى الْمَدِينَةِ لِنَبِيعَهَا ، قَالَ : وَكَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله صَدِيقًا لأَبِي ، فَنَزَلْنَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ أَبِي : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، اخْرُجْ مَعَنَا فَبِعْ لَنَا ظَهْرَنَا ، فَإِنَّهُ لاَ عِلْمَ لَنَا بِهَذِهِ السُّوقِ قَالَ : أَمَّا أَنْ أَبِيعَ لَكَ فَلاَ ، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ ، وَلَكِنْ سَأَخْرُجُ مَعَكُمَا إِلَى السُّوقِ ، فَإِنْ رَضِيتُ لَكُمْ رَجُلاً مِمَّنْ يُبَايِعُكُمَا أمرتكما بِبَيْعِهِ ، قَالَ : فَخَرَجَ مَعَنَا ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ السُّوقِ ، وَسَاوَمَنَا الرِّجَالُ بِظَهْرِنَا ، حَتَّى إِذَا أَعْطَانَا رَجُلٌ مَا يُرْضِينَا ، أَتَيْنَاهُ فَاسْتَأْمَرْنَاهُ فِي بَيْعِهِ ، فَقَالَ : بَايِعُوهُ ، فَقَدْ رَضِيتُ لَكُمَا وَفَاءَهُ وَصَلاَتَهُ ، قَالَ : فَبَايَعْنَاهُ ، وَأَخَذْنَا الَّذِي لَنَا ، فَقَالَ لَهُ أَبِي : خُذْ لَنَا كِتَابًا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ لاَ يُتَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا قَالَ : ذَلِكَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، فَقُلْنَا : وَإِنْ كَانَ قَالَ : فَمَشَى بِنَا فَقَالَ : يا رَسُولَ الله ، إِنَّ هَذَيْنِ يحبان أَنْ تَكْتُبَ لَهُمَا أَنْ لاَ يُتَعَدَّى عَلَيْهِمَا فِي صَدَقَاتِهِمَا فَقَالَ : ذَلِكَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهُمَا يحبان أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُمَا مِنْكَ كِتَابٌ ، فَكَتَبَ لَهُمَا هَذَا الْكِتَابَ ، فَتَرَاهُ نَافِعِي عِنْدَ صِاحِبِكُمْ هَذَا ؟ فَقَد : وَالله تَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا قَالَ : قلتْ : لاَ أَظُنُّ وَالله .

21- باب بيع المصراة

2776- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَمَنِ اشْتَرَى شَاةً مُحَفَّلَةً فَلَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا ثَلاَثًا ، فَإِنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَهَا ، وَإِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ .

2776/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الشَّامِيّ ، حَدَّثَنَا عَرْعَرَةُ بْنُ الْبَرْنَدِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَلاَمَسُوا ، وَلاَ تَنَاجَشُوا ، وَلاَ تَبَايَعُوا الْغَرَرِ ، وَلاَ يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ ، وَمَنِ اشْتَرَى مُحَفَّلَةً ، فَلْيَحْلِبْهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنْ رَدَّهَا ، فَلْيَرُدَّهَا بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ.@

(3/301)

2776/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، وَقَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ... فَذَكَرَ بَعْضَهُ.

2776/4- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ... فَذَكَرَه.

2776/5- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يعقوب ... فَذَكَرَه.

هَذَا حَدِيثٌ مَدَارُ طُرُقِهِ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَرَوَاهُ : أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ.

2777- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنِي صَيْفِيُّ بْنُ رِبْعِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ إِيَّاسَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تُرْسِلُوا الإِبِلَ بُهْلاً وَصُرُّوهَا صَرًّا ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَرْضَعُهَا.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ الشَّامِيِّ.@

(3/302)

22- باب لا يحل لصاحب السلعة كتم عيبها ولا لمن علمها وما جاء في الحذق في البيع

2778- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ سَمِعْتُ أَبَا سِبَاعٍ ، قَالَ : اشْتَرَيْتُ نَاقَةً مِنْ دَارِ وَاثلَةَ بِنِ الأَسْقَعِ ، فَلَمَّا خَرَجْتُ بِهَا ، أَدْرَكَنَا وَاثِلَةُ وَهُوَ يَجُرُّ رِدَائَهُ ، فَقَالَ : يا عَبْدَ الله ، اشْتَرَيْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : هَلْ بَيَّنَ لَكَ مَا فِيهَا قُلْتُ : وَمَا فِيهَا ؟ إِنَّهَا لَسَمِينَةٌ ، ظَاهِرَةُ الصِّحَّةِ قَالَ : أَرَدْتَ بِهَا سَفَرًا ، أَمْ أَرَدْتَ بِهَا لَحْمًا ؟ قَالَ : أَرَدْتُ الْحَجَّ قَالَ : فَإِنَّ بِخُفِّهَا نَقَبًا ، قَالَ : فَقَالَ صَاحِبُهَا : أَصْلَحَكَ الله مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا تُفْسِدُ عَلَيَّ ؟ فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ بَاعَ شَيْئًا فَلاَ يَحِلُّ لَهُ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُ مَا فِيهِ ، وَلاَ يَحِلُّ لِمَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلاَّ بَيِّنَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ أَبِي سِبَاعٍ ، قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ.

2778/2- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ مُخْتَصَرًا ، فَقَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ مَكْحُولٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ ، لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتٍ مِنَ الله ، وَلَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تَلْعَنُهُ.

2778/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُكْرِمٍ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ.

2778/4- وَرَوَاهُ الْبَيَهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : عَنِ الْحَاكِمِ ، وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحِيرِيِّ ، قَالاَ : أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/303)

2779- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا كامل , حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ القناد عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْمَغْبُونُ لاَ مَحْمُودٌ ، وَلاَ مَأْجُورٌ .

23- باب النهي عن تفرقة الرقيق

2780- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : بَعَثَ مَعِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِغُلاَمَيْنِ مَسْبِيَّيْنِ مَمْلُوكَيْنِ أَبِيعُهُمَا ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ : جَمَعْتَ ، أَوْ فَرَّقْتَ ؟ قُلْتُ : فَرَّقْتُ قَالَ : أَدْرِكْ أَدْرِكْ .

2780/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ أَبِيعَ غُلاَمَيْنِ أَخَوَيْنِ ، فَبِعْتُهُمَا ، فَفَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَدْرِكْهُمَا فَارْتَجِعْهُمَا ، وَلاَ تَبِعْهُمَا إِلاَّ جَمِيعًا.

2780/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِي آخِرِهِ ، وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا .

قُلْتُ : الَّذِي فِي أَبِي دَاوُدَ ، وَغَيْرِهِ ، أَنَّهُ وَهَبَهُمَا لَهُ ، وَأَنَّهُ بَاعَ أَحَدَهُمَا.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى ، رَوَاهُمَا ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَالْحَاكِمُ.@

(3/304)

24- باب الصرف

2781- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْوَرِقُ بِالْوَرِقِ ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ عَيْنًا بِعَيْنٍ ، أَوْ قَالَ : وَزْنًا بِوَزْنٍ وَقَالَ : أَحَدَهُمَا وَلَمْ يَقُلِ الآخَرَ ، وَلاَ بِأْسَ بِالدِّينَارِ بِالْوَرِقِ اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ ، يَدًا بِيَدٍ ، وَلاَ بَأْسَ بِالْبُرِّ بِالشَّعِيرِ اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ ، يَدًا بِيَدٍ ، وَلاَ بَأْسَ بِالْمِلْحِ بِالشَّعِيرِ اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ ، يَدًا بِيَدٍ.

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ مختلف فيه , وباقي رجال الإسناد ثقات .

وَحَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ شُرَحْبِيلَ ، عَنْ عُبَادَةَ ، وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لاِنْضِمَامِهِ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

2782- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم قال : إذا لم يقدر أن يزايل الذهب من الفضة فلا بأس أن يبيعه بذهب أو فضة.

2783- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ ، وَابْنَ عُمَرَ ، يُحَدِّثُونَ أَنَّ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ، وَزْنًا بِوَزْنٍ ، مَنْ زَادَ فَقَدْ أَرْبَى قَالَ : إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْهُمْ فَأَدْخَلَنِي الله النَّارَ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/305)

2784- قال : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب أن عليًّا وعثمان نهيا عن الصرف.

2785- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ : نَهَوْا عَنِ الصَّرْفِ.

هذا إسناد مرسل , ورجاله ثقات.

2786- قال : وحدثني أوس بن عُبَيد اللهِ ، حَدَّثَنَا بُرَيد بن أبي مريم أنه لقي ابن عباس فسأله عن الصرف ، فقال : لا بأس به ما كان يدًا بيد. قال : ثم بلغني عنه أنه أمسك عن ذلك القول.

2787- قال : وَحَدَّثَنَا حماد ، عن أيوب وعثمان البتي أنهما كانا لا يريان بأسًا أن يشتري الرجل العرض بالعرض.

2788- قال : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن ربيعة بن كلثوم ، عن أبيه ، عن مجاهد ، عن أبي عَبد الله قال : رأيت ثلاثين من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كلهم ينهى عن الصرف ، منهم معاذ بن جبل.

2789- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا زهير ، حَدَّثَنَا سعيد بن عامر ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن مطر ، عن ابن سيرين ، عن ذكوان أبي صالح - وأثنى عليه خيًرا - عن جابر وأبي هريرة وأبي سعيد أنهم نهوا عن الصرف ، ورجلان منهم يرفعان ذلك إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

2789/2- رواه أحمد بن حنبل : أَنْبَأَنَا عبدالوهاب الخفاف ، أَنْبَأَنَا سعيد ، عن مطر ، عن محمد بن سيرين ... فذكره.@

(3/306)

2789/3- قال : وَحَدَّثَنَا محمد بن جعفر ، حَدَّثَنَا سعيد ... فذكره.

2789/4- قال : وَحَدَّثَنَا يحيى بن سعيد ، عن أشعث ، عن محمد ... فذكره.

2790- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبٍ سَمِعْتُ أَبَا الْمِنْهَالِ ، قَالَ : سَأَلْتُ الْبَرَاءَ ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ عَنِ الصَّرْفِ ، قَالاَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ دَيْنًا .

25- باب في بيع الحيوان

2791- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ جزء جزور يُبَاعُ بِنَتَاجٍ ، فَنَهَاهُمْ عَنْهُ .

2792- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اشْتَرَى مُهْرًا مِنَ الأَعْرَابِ بِمِئَةِ صَاعٍ مِنْ تَمْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : يَا فُلاَنُ ، اذْهَبْ إِلَى فُلاَنٍ حَتَّى تُوَفِّيَهُمْ مِئَةَ صَاعٍ ، وَتَدَعَهُمْ يَأْكُلُوا حَتَّى يَسْتَوْفُوا .

2793- قال : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن هشام بن أبي عَبد الرحمن ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، حدثني من سمع ابن عباس سئل عن بعير ببعيرين نسيئة. قال : الزيادة يصلح بعضها ببعض ، فأما لحم موضوع فلا بأس به.

له شاهد من حديث الحسن ، عن سمرة ، رواه الترمذي في الجامع وصححه , قال : وفي الباب عن ابن عباس وابن عُمَر وجابر.@

(3/307)

2794- قال مُسَدَّد : وحدثنا يحيى ، عن مالك ، حدثني صالح بن كيسان ، عن الحسن بن محمد بن علي أن عليًّا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، باع بعيًرا بعشرين بعيًرا إلى رجل.

2795- وَقَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ.

هَذَا إسناد رجاله ثقات

2796- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، أَنَّ عُبَيْدَ الله قَالَ : نَحَرْتُ جَزُورًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُسِّمَتْ أَجْزَاءَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَعْطِنِي جُزْءًا مِنَ الأَجْزَاءِ بِشَاةٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَصْلُحُ.

2797- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ الصَّنَابِحِيِّ الأَحْمُسِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبْصَرَ نَاقَةً حَسَنَةً فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ ، فَقَالَ : قَاتَلَ الله صَاحِبَ هَذِهِ النَّاقَةِ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أَرْتَجِعُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ مَوَاشِي الإِبِلِ قَالَ : فَنَعَمْ إِذًا.

2797/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.@

(3/308)

26- باب الربا

2798- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ النُّدَبِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الصَّرْفِ ، الدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمَيْنِ ، فَقَالَ : عَيْنُ الرِّبَا عَيْنُ الرِّبَا فَلاَ تَقرَبهُ ، سَمِعْتُ مَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ : خُذُوا الْمِثْلَ بِالْمِثْلِ .

2798/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، إِنْ زَادَ ، فَقَدْ أَرْبَى ، وَإِنِ اسْتَنْظَرَكَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ فَلاَ تَدَعْهُ.

قُلْتُ : رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ بِاخْتِصَارٍ.

2798/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي : ابْنَ خَلِيفَةَ ، عَنْ أَبِي الْجَنَابِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

2798/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَعْلَى : حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي : ابْنَ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي دَهْقَانَ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ مَرْفُوعًا ... فَذَكَرَهُ.

2798/5- قال : وَحَدَّثَنَا ابن نمير ، حَدَّثَنَا فضيل بن غزوان ، حدثني أبو دهقانة ... فذكره.

2799- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حماد ، عن سليمان الربعي ، عن أبي الجوزاء , سمعت ابن عباس وهو يأمر بالصرف : الدرهم بالدرهمين ، والدينار بالدينارين يدًا بيد ، فقدمت العراق فأفتيت الناس بذاك ، ثم بلغني أنه نزل عن ذلك ، قال : فقدمت مكة فسألته ، فقال : إنما كان ذلك مني ، وهذا أبو سعيد يحدث عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ينهى عنه.

قلت : رواه مسلم في صحيحه والنسائي في الصغرى من طريق أبي المتوكل الناجي علي بن داود ، عن أبي سعيد ... فذكر المرفوع منه دون باقيه.@

(3/309)

2800- ورواه إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حَدَّثَنَا زيد بن مرة أبو المعلى ، حَدَّثَنَا أبو سعيد الرقاشي أن عكرمة مولى ابن عباس قدم البصرة فجلسنا إليه في المسجد الجامع ، فقال : ألا تنهون شيخكم هذا - يعني : الحسن بن أبي الحسن - يزعم أن ما يتبايع المسلمون يدًا بيد الفضة بالفضة والذهب بالذهب حرام ، فأنا أشهد أن ابن عباس أحله. قال أبو سعيد : فقلت له : ويحك ، أما تعلم أني جالس عند رأسه وأنت عند رجليه ، فجاء رجل فقام عليك فقلت : ما حاجتك ؟ فقال : أردت أن أسأل ابن عباس عن الذهب بالذهب ، فقلت : اذهب فإنه يزعم أنه لا بأس به ، فكشف عمامته عن وجهه ، ثم جلس ابن عباس فقال : أستغفر الله ، والله ما كنت أرى أن ما تبايع به المسلمون من شيء يدًا بيد إلاَّ حلال ، سمعت عَبد الله بن عُمَر وعمر بن الخطاب حفظا من ذلك عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما لم أحفظ ، وأستغفر الله.

2801- قال إسحاق : وَحَدَّثَنَا جرير ، حدثني سالم بن أبي حفصة ، عن عَبد الله بن أبي مليكة سمعت ابن عباس قبل موته بثلاث يقول : أستغفر الله وأتوب إليه من الصرف.

2802- قال : وأنبأنا محمد بن بكر , أَنْبَأَنَا إسماعيل بن عبدالملك بن أبي الصفير ، حدثني عطاء قال : جاء بضعة عشر من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلى ابن عباس ، فقالوا : نحن أقدم سنًّا منك ، وأعلم برسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم منك ، أرأيت حين تحل الصرف وقد سمعنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ينهى عنه ... فذكر الحديث عن أسامة.

وهو في الصحيح ، ولم يخرجوا هذا السياق عن هذه العدة من الصحابة ، وإسماعيل فيه كلام.@

(3/310)

2803- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني حماد ، عن أبي صالح ، عن شريح ، قال : قال عُمَر : الدرهم بالدرهم فضل ما بينهما ربًا.

2804- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَعَنَ عَشَرَةً مِنَ النَّاسِ : آكِلُ الرِّبَا ، وَموكلِهُ ، وَكَاتِبُهُ ، وَشَاهِدُهُ ، وَالْوَاشِمَةُ ، وَالْمُسْتَوْشِمَةُ ، وَمَانِعُ الصَّدَقَةِ ، وَالْمُحِلُّ ، وَالْمُحَلِّلُ لَهُ ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُجَالِدٍ ورواه ... دون قصة النوح.

2805- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ الصَّرْفِ وَزْنًا بِوَزْنٍ بَيْنَهُمَا فَضْلٌ ، فَقَالَ : مَا زَادَ فَهُوَ رِبًا وَقَالَ : بَاعَ صَاحِبُ نَخْلٍ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ أَجْوَدَ مِنْ تَمْرِهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَدْ أَرْبَيْتَ فَرُدَّ فَإِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَبِعْ تَمْرَكَ بِسِلْعَةٍ ، ثُمَّ اشْتَرِ بِهَا التَّمْرَ الَّذِي تُرِيدُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ ، أَحَقُّ أَنْ يَكُونُ رِبًا مِنَ الْوَرِقِ بِالْوَرِقِ.

قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بِهِ دُونَ قَوْلِهِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ ... إِلَى آخِرِهِ.

وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، وَإِنْ أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ ، فَإِنَّمَا أَخْرَجَ لَهُ فِي الْمَتَابَعَاتِ ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ.@

(3/311)

2806- وقال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا محمد بن بكر البرساني ، أَنْبَأَنَا ابن أبي عروبة ، عن قتادة سألت سعيد بن المُسَيَّب عن شاة بشاتين إلى الحياة ، فقال : سأل رجل عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، فقال عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ : إن آخر ما أنزل الله آية الربا ، وإن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قبض قبل أن يفسرها لنا ، فدعوا الربا والريبة.

هذا حديث صحيح.

2806/2- رواه ابن ماجة في سننه : عن نصر بن علي الجهضمي ، حَدَّثَنَا خالد بن الحارث ، حَدَّثَنَا سعيد ... فذكره سوى السؤال.

وسعيد بن أبي عروبة وان اختلط بأخرة فإن خالد بن الحارث ومحمد بن بكر البرساني رويا عنه قبل الاختلاط.

2807- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : وَأنبأنا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي حَمّزَة ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ بِلاَلٍ ، قَالَ : كَانَ عِنْدِي تَمْرٌ دُونَ ، فَابْتَعْتُ مِنْهُ بِالسُّوقِ تَمْرًا أَجْوَدَ مِنْهُ بِنِصْفِ كَيْلِهِ ، فَذَهَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَحَدَّثْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ ، فَقَالَ : انطلق فخذ تمرك واردد هذا ففعلت ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : التَّمْرُ بِالتَّمْرِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، وَالْحِنْطَةُ بِالْحِنْطَةِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ ، وَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَهُوَ رِبًا .

2807/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كَانَ عِنْدَ بِلاَلٌ تَمْرٌ قَدْ سَوَّسَ ، فَبَاعَ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا بِلاَلُ ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ الله بِعْتُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ ، فَقَالَ : يَا بِلاَلُ ، هَذَا لاَ يَصْلُحُ ، التَّمْرُ بِالتَّمْرِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/312)

2807/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ... فَذَكَرَهُ.

2807/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ بِلاَلٍ ، قَالَ : كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عِنْدِي تَمْرٌ فَوَجَدْتُ أَطْيَبَ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ فَاشْتَرَيْتُهُ ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا يَا بِلاَلُ ؟ قَالَ : اشْتَرَيْتُ صَاعًا بِصَاعَيْنِ قَالَ : رُدَّهُ وَارْدُدْ عَلَيْنَا تَمْرَنَا.

2807/5- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ... فَذَكَرَهُ.

2807/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ... فَذَكَرَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.

2808- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : احْتَجْنَا ، فَأَخَذْتُ خلخالي امْرَأَتِي ، فَخَرَجْتُ فِي السَّنَةِ الَّتِي اسْتُخْلِفَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقُلْتُ : أَحْتَاجُ إِلَى نَفَقَةٍ فَقَالَ : إِنَّ مَعِي وَرِقًا أُرِيدُ بِهَا فِضَّةً ، فَدَعَا بِالْمِيزَانِ ، فَوَضَعَ الْخَلْخَالَيْنِ فِي كِفَّةٍ ، وَوَضَعَ الْوَرِقَ فِي كِفَّةٍ ، فَشِفَّ الْخَلْخَالاَنِ نَحْوًا مِنْ دَانِقٍ ، فَقرَضهُ ، فَقُلْتُ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله ، هُوَ لَكَ حَلاَلٌ , فَقَالَ : يَا أَبَا رَافِعٍ ، إِنَّكَ إِنْ أَحْلَلْتَهُ ، فَإِنَّ الله لاَ يُحِلُّهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ ، َالزَّائِدُ وَالْمَزِيدُ فِي النَّارِ.@

(3/313)

2808/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ ابْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ... فَذَكَرَهُ.

2808/3- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ... فَذَكَرَهُ.

2808/4- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، أَنْبَأَنَا الْكَلْبِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

2808/5- ورَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

2808/6- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا الْكَلْبِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

2808/7- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ ، وَالْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الأُرْزِيُّ ، واللفظ للحسن ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الأَشْقَرِ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ... فَذَكَرَهُ.

2809- قال إسحاق بن راهويه : وأنبأنا أبو عامر العقدي ، عن موسى بن عُلَيّ بن رَباح اللخمي ، عن أبيه ، عن أبي قيس أن أبا بكر الصديق كتب إلى أمراء الأجناد بالشام : إنكم هبطتم أرض الربا ، فلا تبتاعوا الذهب بالذهب إلاَّ وزنًا بوزن ، ولا الورق بالورق إلاَّ وزنًا بوزن ، ولا الطعام بالطعام إلاَّ مكيالا بمكيال.

هذا إسناد صحيح.@

(3/314)

2810- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ ، لَيْلَةَ الْخَمِيسِ فِي رَمَضَانَ ، وَلَمْ يَصُمْ رَمَضَانَ بَعْدَهُ ، يَقُولُ : الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ مِثْلاً بِمِثْلٍ ، يَدًا بِيَدٍ ، وَمَا زَادَ فَهُوَ رِبًا ، وَالشَّعِيرُ قَفِيزًا بِقَفِيزٍ ، يَدًا بِيَدٍ ، وَمَا زَادَ فَهُوَ رِبًا ، وَالتَّمْرُ قَفِيزًا بِقَفِيزٍ ، يَدًا بِيَدٍ ، وَمَا زَادَ فَهُوَ رِبًا.

قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.

2811- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وحَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ يَشْتَرُونَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ نَسِيئًا ، أَحْسَبُهُ قَالَ إِلَى : عَطَاءٍ ، فَأَتَى عَلَيْهِمْ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ ، فَنَهَاهُمْ ، وَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَانَا أَنْ نَشْتَرِيَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ نَسِيئَةً ، أَوْ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَنَّ ذَاكَ هُوَ الرِّبَا .

2811/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ بِالْبَصْرَةِ زَمَانَ ابْنِ زِيَادٍ يَأْخُذُونَ الدَّرَاهِمَ بِالدَّنَانِيرِ نَسِيئَةً ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يُقَالُ لَهُ : هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالورق نَسِيئًا ، وَأَنْبَأَنَانَا أَنَّ ذَلِكَ الرِّبَا.

2811/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ... فَذَكَرَهُ .

2811/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/315)

2811/5- قَالَ وَحَدَّثَنَا حَسَن بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي : ابْنَ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : قَدِمَ هِشَامُ بْنُ عَامِرٍ الْبَصْرَةَ ، فَوَجَدَهُمْ يَبْتَاعُونَ الذَّهَبَ بِالْوَرِقِ ... فَذَكَرَهُ.

2812- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ : الدِّرْهَمُ مِنَ الرِّبَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ خَطِيئَةً مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً.

هذا إسناد موقوف ضعيف.

2812/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مَرْفُوعًا : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ حَنْظَلَةَ غَسِيلِ الْمَلاَئِكَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دِرْهَمُ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ ، وَهُوَ يَعْلَمُ ، أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً .

2813- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وكيع ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة ، عن حنظلة بن راهب ، عن كعب قال : لأن أزني ثلاثًا وثلاثين زنية أحب إليَّ من أكل درهم ربًا يعلمه الله أني أكلته حين أكلته ربًا .

هذا إسناد صحيح ، رجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبراني في الكبير.

قال الحافظ المنذري : حنظلة والد عبد الله لقب بغسيل الملائكة ، لأنه كان يوم أحد جنبًا ، وقد غسل أحد شقي رأسه ، فلما سمع الهيعة خرج فاستشهد ، فقال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : لقد رأيت الملائكة تغسله .@

(3/316)

2814- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا سِكِّينٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ ، مِثْلاً بِمِثْلٍ ، كَيْلاً بِكَيْلٍ ، مَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2815- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَهْقَانَةَ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عَنْدَ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ضَيْفٌ ، فَقَالَ لِبِلاَلٍ : ائْتِنَا بِطَعَامٍ فَذَهَبَ بِلاَلٌ ، فَأَبْدَلَ صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرِ خَيْبَرَ ، وَكَانَ تَمْرُهُ رَدِيئًا ، فَأَعْجَبَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ هَذَا ؟ فَأَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ أَبْدَلَ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رُدَّ عَلَيْنَا تَمْرَنَا.

2815/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَعْلَى ، وَابْنُ نُمَيْرٍ : حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي دَهْقَانَةَ ... فَذَكَرَهُ.

2816- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَرَةَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ : كُنْتُ آخِذًا بِزِمَامِ نَاقَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَوَاسِطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ كُلَّ رِبًا مُوْضُوعٌ ، وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا يُوضَعُ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ ، لاَ تَظْلِمُونَ ، وَلاَ تُظْلَمُونَ .@

(3/317)

2817- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : آكِلُ الرِّبَا وَمُوكِلُهُ ، وَكَاتِبُهُ وَشَاهِدَاهُ ، إِذَا عَلِمُوا بِهِ ، وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ ، وَلاَوِي الصَّدَقَةِ ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابيًا بَعْدَ الْهِجْرَةِ ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ ، وَابْنُ حِبَّانَ أَيْضًا ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ آخِرِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، إِلاَّ ابْنَ حِبَّانَ ، فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ... فَذَكَرَهُ.

2818- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : وَحَدَّثَنَا أحمد الأخنسي ، حَدَّثَنَا محمد بن فضيل ، حَدَّثَنَا الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله عز وجل : ? {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ? قال : يعرفون يوم القيامة بذلك ، لا يستطيعون القيام إلاَّ كما يقوم المتخبط المُخَنَّقُ {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} وكذبوا على الله {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ} إلى قوله : {ومَنْ عَادَ} فأكل الربا {فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} , @

(3/318)

وقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ , فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ ...} إلى آخر الآية ، فبلغنا ، والله أعلم ، أن هذه الآية نزلت في بني عَمْرو بن عُمَير بن عوف من ثقيف ، وبني المغيرة من بني مخزوم ، كانت بنو المغيرة يربون لثقيف ، فلما أظهر الله رسوله على مكة ووضع يومئذ الربا كله ، وكان أهل الطائف قد صالحوا على أن لهم رباهم ، وما كان عليهم من ربا فهو موضوع ، وكتب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في آخر صحيفتهم أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ، ألا يأكلوا الربا ولا يؤاكلوه فأتى لهم بنو عَمْرو بن عُمَير وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسيد وهوعلى مكة ، فقال بنو المغيرة : ما جعلنا أشقى الناس بالربا ، ووضع عن الناس غيرنا ؟! فقال بنو عَمْرو بن عُمَير : صولحنا على أن لنا ربانا ، فكتب عتاب بن أسيد في ذلك إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فنزلت هذه الآية : ? {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} ? فعرف بنو عَمْرو أن الإيذان لهم بحرب من الله ورسوله بقوله : {وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ} فتأخذوا الكثير {وَلاَ تُظْلَمُونَ} فتجتنبون منه {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أن تذروه خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون {ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ , وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} فذكروا أن هذه الآية , نزلت ، وآخر آية من النساء نزلتا آخر القرآن .

هذا إسناد ضعيف ، لضعف محمد بن السائب الكلبي ، وسيأتي في كتاب التفسير في تفسير سورة البقرة.

27- باب اختلاف الأجناس

2819- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : اشْتَرَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَزُورًا مِنْ @

(3/319)

أَعْرَابِيٍّ بِوَسْقِ عَجْوَةٍ ، فَطَلَبَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عِنْدَ أَهْلِهِ تَمْرًا فَلَمْ يَجِدْ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلأَعْرَابِيِّ ، فَصَاحَ الأَعْرَابِيُّ : وَاغَدْرَاهْ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَلْ أَنْتَ يَا عَدِوَّ الله أَغْدَرُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوهُ ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً فَأَرْسَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ ، وَبَعَثَ الأَعْرَابِيَّ مَعَ الرِّسُولِ ، فَقَالَ : قُولُوا لَهَا : إِنِّي ابْتَعْتُ هَذِهِ الْجَزُورَ مِنْ هَذَا الأَعْرَابِيِّ بِوَسْقِ تَمْرٍ ، فَلَمْ أَجِدْهُ عِنْدَ أَهْلِي ، فَأَسْلِفِينِي وَسْقَ تَمْرٍ عَجْوَةً لِهَذَا الأَعْرَابِيِّ ، فَلَمَّا قَبَضَ الأَعْرَابِيُّ حَقَّهُ ، رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ : قَبَضْتَ قَالَ : نَعَمْ ، أَوْفَيْتَ وَأَعْطَيْتَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُ النَّاسِ الْمُوَفُّونَ الْمُتَطَيِّبُونَ.

2819/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، يَعْنِي : الْقَطَوَانِيَّ ... فَذَكَرَهُ.

2819/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ : َأَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ عَمْرٍو ، قَالاَ : حَدَّثَنَا محمد بن يعقوب ... فذكره

2819/4- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ أَحْمَدَ بْنِ الأَزْهَرِ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ... فَذَكَرَهُ.

قَالَ : وَفِي رِوَايَةِ أَبِي الأَزْهَرِ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُمَرَ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ .

وَروي هَذَا الْحَدِيثَ مختصرًا : عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، وَغَيْرِهِ ، وَسَيَأْتِي فِي مَنَاقِبِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ.

2820- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أرطأة ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ وَكَانَ يَأْخُذُ الثِّيَابَ بِصَدَقَةِ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ.

هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ.@

(3/320)

2821- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ : سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله عَنِ الْحِنْطَةِ بِالتَّمْرِ بِفَضْلٍ يَدًا بِيَدٍ ، فَقَالَ : قَدْ كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَشْتَرِي الصَّاعَ الْحِنْطَةَ بِسِتَّةِ آصُعٍ مِنْ تَمْرٍ يَدًا بِيَدٍ ، فَإِنْ كَانَ نَوْعًا وَاحِدًا ، فَلاَ خَيْرَ فِيهِ إِلاَّ مِثْلاً بِمِثْلٍ .

28- باب اختلاف المتبايعين وما جاء في بيع الخيار

2822- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : بَايَعَ عَبْدُ الله الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ بِرَقِيقٍ مِنْ رَقِيقِ الإِمَارَةِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَتَقَاضَاهُ ، فَقَالَ الأَشْعَثُ : بِعْتَنِي بِعَشْرَةِ آلاَفٍ وَقَالَ عَبْدُ الله : بِعْتُكَ بِعِشْرِينَ أَلْفًا فَقَالَ عَبْدُ الله : اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلاً فَقَالَ الأَشْعَثُ : أَمَا وَالله ، لأَخْتَارَنَّ أَنْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِكَ ، فَقَالَ عَبْدُ الله لَهُ : أَمَا وَالله لأَقْضِيَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بِقَضَاءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا اخْتَلَفَا الْبَيِّعَانِ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ ، فَهُوَ مَا يَقُولُ رَبُّ السِّلْعَةِ ، أَوْ يَتَتَارَكَانِ.

وَيَرْوِيهِ هُشَيْمٌ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله.

2822/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ اشْتَرَى رَقِيقًا مِنْ رَقِيقِ الإِمَارَةِ ... فَذَكَرَهُ.

2822/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ لَيْلَى ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ الأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ اشْتَرَى رَقِيقًا مِنْ رَقِيقِ الإِمَارَةِ ، فَاخْتَلَفَا فِي الثَّمَنِ ، فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ : بِعْتُكَ بِعِشْرِينَ أَلْفًا ، وَقَالَ الأَشْعَثُ : إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ بِعَشْرَةِ آلاَفٍ فَقَالَ عَبْدُ الله : إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : هَاتِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ ، فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْبَائِعِ ، أَوْ يَرُدَّانِ الْبَيْعَ قَالَ : فَإِنِّي أَرُدُّ الْبَيْعَ.@

(3/321)

2823- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ حَدَّثَنِي مُنْقِذُ بْنُ عَمْرٍو ، وَكَانَ رَجُلاً قَدْ أَصَابَتْهُ آمَّةٌ فِي رَأْسِهِ فَكَسَرَتْ أَسْنَانَهُ ، وَكَانَ لاَ يَدَعُ عَلَى ذَلِكَ التِّجَارَةَ ، فَكَانَ لاَ يَزَالُ يَغْبُنُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : إِذَا أَنْتَ بِعْتَ فَقُلْ : لاَ خِلاَبَةَ ، ثُمَّ أَنْتَ فِي كُلِّ سِلْعَةٍ ابْتَعْتَهَا بِالْخِيَارِ ثَلاَثَ لَيَالٍ ، فَإِنْ رَضِيتَ فَأَمْسِكْ ، وَإِنْ سَخِطْتَ فَارْدُدْهَا عَلَى صَاحِبِهَا.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، خرجه ابن ماجه عن محمد بن يحيي بن حبان مرسلا.

29- باب الشرط في البيع وما جاء في البعير الشرود والرد بالعيب

2824- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني عاصم بن عُبَيد اللهِ ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة في الرجل يشتري الجارية على ألا يبيع ولا يهب ، قالت : كرهت ذاك ، وكرهت الشرط .

موقوف.

2825- قال : وَحَدَّثَنَا أبو عوانة ، عن أبي محمد أن رجلا أخذ من ابن عُمَر أرضًا فاشترط ألا يجعل فيها عذرة ، فقال : إنه لا يصلحها إلاَّ ذاك . قال : إن كان لا يصلحها إلاَّ ذاك فدعها.@

(3/322)

2826- قال : وَحَدَّثَنَا أبو عوانة ، عن خالد بن سلمة المخزومي ، عن محمد بن عَمْرو بن الحارث بن أبي الضرار ، عن زينب امرأة عَبد الله بن مسعود قالت : أخدمني عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، خادمًا ، فقال عَبد الله : تبيعينيها ؟ قالت : فقلت ما كنت لأبيعك خادمًا أخدمنيها أمير المؤمنين. قال : فلم يزل بها حتى اشتراها منها ، وشرط لها خدمتها حتى تشتري خادمًا ، قالت : فسعى ساعٍ فأخبر عُمَر بذلك ، فراح إليه - أو غدا - فقال له عُمَر : بلغني أنك اشتريت جارية زينب. قال : أجل . قال : فلا تقربنها ولأحد فيها مثنوية.

2862/2- رواه البيهقي في سننه من طريق عَبد الرحمن بن عَبد الله بن عتبة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ضرار أن عُمَر بن الخطاب أعطى امرأة عَبد الله بن مسعود جارية من الخمسة فباعتها من عَبد الله بن مسعود بألف درهم ، واشترطت عليه خدمتها فبلغ عُمَر بن الخطاب فقال له : يا أبا عبد الرحمن ، أشتريت جارية امرأتك فاشترطت عليك خدمتها؛ فقال : نعم ، فقال : لا تشترها وفيها مثنوية.

رواه سفيان الثوري ، عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن عَمْرو ، إلاَّ أنه قال : فقال عُمَر لعبد اللّه : لا تقض عليها ولأحد فيها شرط.

قال : ورواه القاسم بن عَبد الرحمن مرسلا ، قال : فقال عُمَر : إنه ليس من مالك ، ما كان فيه مثنوية لغيرك.

2827- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : اشْتَرَى حُذَيْفَةُ نَاقَةً مِنْ رَجُلَيْنِ مِنَ النَّخَعِ ، وَشَرَطَ لَهُمَا رِضَاهُمَا مِنَ النَّقْدِ ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَأَخْرَجَ لَهُمَا كِيسًا فَأفْسلا عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُمَا كِيسًا فَأفْسلا عَلَيْهِ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : أَعُوذُ بِالله ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ شَرَطَ عَلَى صَاحِبِهِ شَرْطًا لَمْ يَفِ لَهُ بِهِ ، كَانَ كَالْمُدْلِي بِجَارِهِ إِلَى غَيْرِ مَنْفعَةٍ.

2827/2- رَوَاه الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أرطأة ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : اشْتَرَى حُذَيْفَةُ مِنْ رَجُلٍ نَاقَةً بِأَرْبَعِمِئَةِ دِرْهَمٍ ، وَشَرَطَ لَهُ رِضَاهُ مِنَ النَّقْدِ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْبَهَانَ ، كَانَ أَبْصَرَ بِالْوَرِقِ مِنْهُ ، فَأَخْرَجَ لَهُ حُذَيْفَةُ كِيسًا ، فَفَسَلَ عَامَّتَهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُ كِيسًا فَفَسَلَ عَامَّتَهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُ كِيسًا فَغَسَلَ عَامَّتَهُ ، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُ كِيسًا فَفَسَلَ عَامَّتَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي أَعُوذُ بِالله مِنْكُمْ ، ثَلاَثًا يَقُولُهَا ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُهَا : مَنْ شَرَطَ لأَخِيهِ شَرْطًا لاَ يُرِيدُ أَنْ يَفِيَ بِهِ ، فَهُوَ ... .@

(3/323)

2828- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبيد الله بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الشَّرُودَ يُرَدُّ , يَعْنِي : الْبَعِيرَ الشَّرُودَ .

2828/2- رواه الحافظ أبو الحسن الدارقطني : حَدَّثَنَا أبو محمد بن صاعد ، حَدَّثَنَا سوار بن عبد الله العنبري حَدَّثَنَا عبد الصمد بن عبد الوارث ، حَدَّثَنَا عبد السلام بن عجلان العجيفي ، حَدَّثَنَا أبو يزيد المدني ... فذكره.

2828/3- ورواه البيهقي في الكبير : حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن الحارث ، حَدَّثَنَا الحافظ أبو الحسن على بن عمر الدارقطني ... فذكره.

2828/4- وَحَدَّثَنَا أبو سعد الماليني ، حَدَّثَنَا أبو أحمد بن عدي ، حَدَّثَنَا أبو يعلى ، حَدَّثَنَا عبد الله ابن عمر بن أبان ... فذكره.

30- باب ما جاء في بيع النخل

2829- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنْ أَبِي الْعَوَامِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَبِيعُ مِنْ غِلْمَانِهِ النَّخْلَ السَّنَةَ ، وَالسَّنَتَيْنِ ، وَالثَّلاَثَةَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ جَابِرٌ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ السَّنَةَ ، وَالسَّنَتَيْنِ ، وَالثَّلاَثَ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ أَمَا عَلِمْتَ أَنْ لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ سَيِّدِهِ رِبًا .

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.@

(3/324)

2830- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا فَضَالَةُ بْنُ حُصَيْنٍ الْعَطَّارُ سَمِعْتُ الْخَطَّابَ بْنَ سعيد ، يُحَدِّثُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الرَّاسِخَاتُ فِي الْوَحْلِ الْمُطْعِمَاتُ فِي الْمَحْلِ ، مَنْ بَاعَهَا ، فَإِنَّ ثَمَنَهَا بِمَنْزِلَةِ الرَّمَادِ عَلَى شَاهِقَةٍ ، هَبَّتْ لَهُ رِيحٌ فَفَرَّقَتْهُ .

31- باب لا تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها

2831- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو ، عن طاووس ، عن ابن عُمَر قال : لا تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها . وكان ابن عباس يقول : حتى تطعم.

2832- وبه عن طاووس ، عن ابن عباس قال : نُهي عن بيع الثمر حتى تطعم.

2833- قال : وَحَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو ، عن أبي معبد أن ابن عباس كان يبيع من غلامه الثمرة قبل أن تطعم ، وكان لا يرى بينه وبين عبده ربًا.

2834- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تُبَاعُ ثمَرَة بِثَمَرَةٍ .

2835- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، وَمَكْحُولٌ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى أَنْ تُبَاعَ الثَّمَرَةُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاَحُهَا.

وَسَيَأْتِي بِقَيَّتُهُ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ ، وَكِتَابِ الصَّيْدِ ، إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.@

(3/325)

2836- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عبد الملك بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سُرَاقَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ الْعَاهَةُ قَالَ ابْنُ سُرَاقَةَ : فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ : مَاذَا ؟ قَالَ : طُلُوعُ الثُّرَيَّا.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2837- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ ، عَنْ أُمِّهِ عُمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا : أَنّ رَسُولَ الله نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاَحُهَا ، وَتَنْجُوَ مِنَ الْعَاهَةِ.

2837/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ : حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي الرِّجَالِ ... فَذَكَرَهُ.

2837/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمْرَةَ ... فَذَكَرَهُ.

هذا حديث رِجَالٌ إِسْنَادُهُ ثِقَاتٌ.

32- باب إذا طلع النجم رُفعت العاهة أو خفت وما جاء في التدبير

2838- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنْ عِسْلِ بْنَ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا يَطْلُعُ النَّجْمُ قَطُّ ، وَفِي الأَرْضِ مِنَ الْعَاهَةِ شَيْءٍ إِلاَّ رُفِعَ .

2838/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ ، وَبِقَوْمٍ عَاهَةٌ ، إِلاَّ رُفِعَتْ عَنْهُمْ ، أَوْ خَفَّتْ.@

(3/326)

2838/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا عِسْلٌ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.

2838/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ.

قُلْتُ : مَدَارُ أَسَانِيدِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَلَى عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2839- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ ، وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ ، وَأَخِيفُوا الْهَوَامَ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ.

قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا : وَمَثَاوِيَكُمْ ، قَالَ : بُيُوتَكُمْ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ ، قَالَ : إِذَا أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ مَمْلُوكًا بِعَشْرَةِ آلاَفٍ اشْتَرَى مَمْلُوكَيْنِ ، وَأَخِيفُوا الْهَوَامَ ، يَعْنِي : الْحَيَّاتِ.

33- باب في بيع المزابنة والمحاقلة والعرايا

2840- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْمُزَابَنَة ، وَالْمُحَاقَلَةِ ، والمزابنة : الثمر بالتمر كيًلا ، والحاقلة : اشْتِرَاءُ الزَّرْعِ بِالْحِنْطَةِ كَيْلاً ، وَاسْتِئْجَارُ الأَرْضِ بِالْحِنْطَةِ كَيْلاً وَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ كِرَائِهَا بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، قَالَ : لاَ بَأْسَ بِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مُرْسَلٌ ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ.

2841- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْمُحَاقَلَةِ ، وَالْمُزَابَنَةِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِتَدْلِيسِ ابْنِ إِسْحَاقَ.@

(3/327)

2842- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : بِعْتُ مَا فِي رُؤُوسِ نَخْلِي بِمِئَةِ وَسْقٍ ، إِنْ زَادَ فَلَهُمْ ، وَإِنْ نَقَصَ فَعَلَيْهِمْ ، فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ ذَلِكَ ، إِلاَّ أَنَّهُ رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا.

لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَصَحَّحَهُ.

2843- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ جَابِرٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا بِالْوَسْقِ ، وَالْوَسْقَيْنِ ، وَالثَّلاَثَةِ ، وَالأَرْبَعَةِ ، وَقَالَ : فِي كُلِّ جَادٍ عَشَرَةُ أَوْسُقٍ ، مَا بَقِيَ عِذْقًا يُوضَعُ فِي الْمَسْجِدِ لِلْمَسَاكِينِ قَالَ مُحَمَّدٌ : وَهُمُ الْيَوْمَ يَشْتَرِطُونَ ذَلِكَ.

2843/2- رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ... فَذَكَرَهُ.

34- باب النهي عن بيع فضل الماء ليمنع بها الكلأ

2844- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمد ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : حَرِيمُ الْبِئْرِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا مِنْ جَوَانِبِهَا ، كُلِّهَا لأَعْطَانِ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ ، وَالْقَانِعِ ، وَابْنِ السَّبِيلِ أَوَّلُ الشَّارِبِ ، وَلاَ يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ فضل الْكَلأُ.

2844/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا عَوْفٌ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ : وَابْنُ السَّبِيلِ أَوَّلُ شارِبِ .@

(3/328)

2845- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هَارُونُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ : سَمِعْتُ حَيَوَةَ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخُولاَنِيُّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى غِفَارٍ ، قَالَ : سمعت أبا هريرة ، يقول : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ تَمْنَعُوا فَضْلَ الْمَاءِ ، وَلاَ تَمْنَعُوا الْكَلأَ ، فَيَهْزِلُ الْمَالُ ، وَتَجُوعُ الْعِيَالُ.

2845/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عمران بْنِ عُمَير ، قَالَ : شَكَوْتُ إِلَى عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله قَوْمًا مَنَعُونِي مَاءً ، فَقَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ الْمَسْعُودِيُّ : لاَ أَرَاهُ إِلاَّ قَدْ رَفَعَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يُمْنَعُ فَضْلُ مَاءٍ بَعْدَ مَا يُسْتَغْنَى عَنْهُ ، وَلاَ فَضْلُ مَرْعًى.

قُلْتُ : هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِاخْتِصَارٍ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، أَنَّهُمْ كَرِهُوا بَيْعَ الْمَاءِ ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ ، وَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي بَيْعِ الْمَاءِ : مِنْهُمُ الْحَسَنُ انْتَهَى.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثَ : أَنْ يُبَاعَ الْمَاءُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي خَلَقَهُ الله فِيهِ ، وَذَلِكَ أَنْ يَأْتِيَ بِالْبَادِيَةِ الرَّجُلُ لَهُ الْبَئْرُ بِهَا مَاشِيَتُهُ ، وَيَكُونُ فِي مَائِهَا فَضْلٌ عَنْ مَاشِيَتِهِ ، فَنَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَالِكَ الْمَاءِ ، عَنْ بَيْعِ ذَلِكَ الْفَضْلِ ، وَنَهَاهُ عَنْ مَنْعِهِ ، نَعَمْ إِذَا حَمَلَ الْمَاءَ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَلاَ بَأْسَ أَنْ يَبِيعَهُ مِنْ غَيْرِهِ ، لأَنَّهُ مَالِكٌ لِمَا حَمَلَ.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : سُئِلَ عَطَاءٌ عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ فِي الْقِرَبِ ، فَقَالَ : هَذَا يَنْزَعُهُ وَيَحْمِلُهُ ، لاَ بَأْسَ بِهِ ، لَيْسَ كَفَضْلِ الْمَاءِ الَّذِي يَذْهَبُ فِي الأَرْضِ.

2846- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّائِغِ ، عَنْ قَهْرَمَانَ لِسَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ ، مَنَعَهُ الله فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.@

(3/329)

2847- مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن معمر ، حَدَّثَنَا ابن طاووس أن أباه كان يكره أن يباع الكلأ في منبته.

2848- قال : وَحَدَّثَنَا هشيم ، عن يونس ، عن الحسن أنه كره بيع الرطبات إلاَّ جزة جزة .

2849- قال : وَحَدَّثَنَا عَبد الله بن داود ، عن ابن أبي بردة ، عن عطاءأنه سئل عن بيع الرطبة ، قال : جزة لا جزتين.

35- باب النهي عن عسب الفحل وقفيز الطحان

2850- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا خالد بن عَبد الله ، حَدَّثَنَا عطاء بن السائب ، عن عَبد الرحمن بن أبي أنعم قال : نهى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن عسب التيس ، وكسب الحجام ، وقفيز الطحان.

2850/2- رواه الحافظ علي بن عُمَر الدارقطني : حَدَّثَنَا إسحاق بن محمد بن الفضل الزيات ، حَدَّثَنَا يوسف بن موسى ، حَدَّثَنَا وكيع وعبيد اللّه بن موسى ، قالا : حَدَّثَنَا سفيان ، عن هشام أبي كليب ، عن ابن أبي أنعم البجلي ، عن أبي سعيد الخدري قال : نهي عن عسب الفحل - زاد عُبَيد اللهِ : وعن قفيز الطحان.

2850/3- ورواه البيهقي في سننه - واللفظ له - أَنْبَأَنَا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أَنْبَأَنَا علي بن عُمَر الحافظ ... فذكره.

قال البيهقي : ورواه ابن المبارك عن سفيان كما رواه عُبَيد اللهِ وقال : نهي وكذلك قاله إسحاق الحنظلي عن وكيع : نهي عن عسب الفحل.

ورواه عطاء بن السائب ، عن عَبد الرحمن بن أبي أنعم قال : نهى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.

قلت : مدار هذه الطرق على عَبد الرحمن الأفريقي وهو ضعيف.

رواه النسائي في الصغرى من طريق سفيان ... فذكره دون قوله : وقفيز الطحان.@

(3/330)

2851- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا سوار ، حَدَّثَنَا شوذب أبو معاذ قال : كنت تياسًا فنهاني البراء بن عازب ، وقال : إن عسب الفحل لا يحل.

36- باب النهي عن بيع السلاح لمن يعصي الله عز وجل به

2852- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ السَّقَّاءُ ، عَنْ عُبيد الله بْنِ الْقِبْطِيَّةِ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ السِّلاَحِ فِي الْفِتْنَةِ.

2852/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الأَصَمُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.

2852/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدُ الله الْحَافِظُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ... فذكره.

2852/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا : أَنْبَأَنَا أَبُو السَّعْدِ الْمَالْيَنِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الأَشْهَبِ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، عَنْ عِمْرَانَ ، أَنَّهُ كَرِهَ بَيْعَ السِّلاَحِ فِي الْفِتْنَةِ.

قَالَ الْبَيْهَقِي : رَفَعَهُ ، وَهُوَ الْمَوْقُوفُ أَصَحُّ ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ بَحْرِ بْنِ كَنِيزٍ السَّقَّاءِ ، عَنِ عبيد الله الْقِبْطِيِّ.

قُلْتُ : بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ ، هَذَا ضَعِيفٌ ، ضَعَّفَهُ ابْنُ سَعْدٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ ، والْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَابْنُ الرَّقِّيِّ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.@

(3/331)

37- باب ما جاء في بيع العقار

2853- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ هِشَامٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : قَالَ سَعْدٌ : طَلَّقْتُ امْرَأَتِي ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلِي بِهَا عَقَارٌ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ ، فَأَجعَلَهُ فِي الْكِرَاعِ وَالسِّلاَحِ ، ثُمَّ أُجَاهِدُ الرُّومَ حَتَّى أَمُوتَ ، فَلَقِيَنِي رَهْطٌ مِنْ قَوْمِي ، فَحَدَّثُونِي أَنَّ رَهْطًا مِنْ قَوْمِي أَرَادُوا ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ ، وَقَالَ : أَلَيْسَ لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ؟ قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسُولَ الله.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ مَوْثُوقُونَ.

2854- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَعْلَى أَنَّ أَبَاهُ بَاعَهُ دَارَهُ بِمِئَةِ أَلْفٍ ، فَمَرَّ بِهِ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ ، فَقَالَ : بِعْتَ دَارَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَلاَ تَبِعْهَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ بَاعَ عُقْدَةَ مَالٍ ، سَلَّطَ الله عَلَيْهِ تَالِفًا يُتْلِفُهُ قَالَ : فَاسْتَقَالَهُ ، فَأَقَالَهُ.

هَذَا إِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2854/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمُلَيْحِ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ ، أَنَّ يَعْلَى بْنَ سُهَيْلٍ مَرَّ بِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَلِيُّ ، أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ بِعْتَ دَارَكَ بِمِئَةِ أَلْفٍ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَدْ بِعْتُهَا بِمِئَةِ أَلْفٍ قَالَ : فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : ... فَذَكَرَهُ.

له شاهد من حديث سعيد بن حريث ، رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ ، وَابْنُ ماجة ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، بِلَفْظِ بِلَفْظِ مَنْ بَاعَ دَارًا ، أَوْ عَقَارًا ، فَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهُ فِيهِ ، كَانَ قَمِنٌ أَنْ لاَ يُبَارَكَ لَهُ فِيهِ.

وَرَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ عُيَيَنَةَ ، قَالَ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْحَدِيثِ : مَنْ بَاعَ دَارًا وَلَمْ يَشْتَرِ بِثَمَنِهَا دَارًا ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِي ثَمَنِهَا .

قَالَ سُفْيَانُ : إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يَقُولُ : {وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} يَقُولُ : فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبَرَكَةِ ، ثُمَّ لَمْ يَعِدْهَا فِي مِثْلِهَا ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ.@

(3/332)

38- باب النهي عن بيع الكالىء بالكالىء وما جاء في البيع إلى أجل

2855- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُبَاعَ كَالِئٌ بِكَالِئٍ ، يَعْنَي : دَيْنًا بِدَيْنٍ.

2855/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ... فَذَكَرَهُ ، وَلَفْظُهُ نَهَى أَنْ يُبَاعَ الْكَالِئُ بِالْكَالِئِ ، وَهُوَ الدَّيْنُ بِالدَّيْنِ.

2855/3- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا بَهْلُولٌ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الشِّغَارِ ، وَعَنْ بَيْعِ الْمَجْرِ ، وَعَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ ، وَعَنْ بَيْعِ كَالِئٍ بِكَالِئٍ ، وَعَنْ بَيْعِ آجِلٍ بِعَاجِلٍ.

قَالَ : وَالْمَجْرِ : فِي الأَرْحَامِ ، وَالْغَرَرِ : أَنْ تَبِيعَ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ ، وَكَالِئٌ بِكَالِئٍ : دَيْنٌ بِدَيْنٍ ، وَالآجِلِ بِالْعَاجِلِ : يَكُونُ لَكَ عَلَى الرَّجُلِ أَلْفُ دِرْهَمٍ ، فَيَقُولُ رَجُلٌ : أُعَجِّلُ لَكَ خَمْسَمِئَةٍ وَدَعِ الْبَقِيَّةَ ، وَالشِّغَارُ : أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ بِالْمَرْأَةِ لَيْسَ لَهَا صَدَاقٌ.

قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ بِهَذَا التَّمَامِ ، إِلاَّ مُوسَى.@

(3/333)

2855/4- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ فِي كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا الْخَصِيبُ بْنُ نَاصِحٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ مُوسَى ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الْكَالِئِ بِالْكَالِئِ.

2855/5- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ... فَذَكَرَهُ.

2855/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ الْكِسَائِيُّ ، حَدَّثَنَا الْخَصِيبُ ... فَذَكَرَهُ.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : مُوسَى هَذَا هُوَ ابْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، وَشَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ الله ، قَالَ فِي رِوَايَتِهِ : عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، وَهُوَ خَطَأٌ ، وَالْعَجَبُ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ شَيْخُ عَصْرِهِ ، رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ السُّنَنِ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيِّ هَذَا ، فَقَالَ : عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، وَشَيْخُنَا أَبُو الْحُسَيْنِ رَوَاهُ لَنَا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمِصْرِيِّ فِي الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنْ سُنَنِ الْمِصْرِيِّ عَنْ مُوسَى - غَيْرُ مَنْسُوبٍ - وَالحديث مَشْهُورٍ بِمُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَمَرّة عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.

قُلْتُ : مَدارَ هَذِهِ الطُّرُقِ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2856- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ , أَنْبَأَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، بَيَّاعُ الطَّعَامِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ ، وَلَيْسَ بِالْجُعْفِيِّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى حُلَيْقٍ النَّصْرَانِيِّ أَبْتَاعُ لَهُ أَثْوَابًا ، قَالَ : إِلَى الْمَيْسَرَةِ فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : وَمَا الْمَيْسَرَةُ ؟ وَالله مَا لِمُحَمَّدٍ ثَاغِيَةٌ ، وَلاَ رَاغِيَةٌ ، فَلَمَّا أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : كَذَبَ عَدُوُّ الله ، أَنَا خَيْرُ مَنْ بَاعَ ، لأَنْ يَلْبَسَ أَحَدُكُمْ مِنْ رِقَاعٍ شَتَّى ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ أَمَانَتِهِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ.

2856/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ صَاحِبُ الطَّعَامِ ، أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ ، وَلَيْسَ بِجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/334)

39- باب تحريم بيع الخمر

2857- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ ، وَقَيْسٌ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ثَمَنُ الْكَلْبِ ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ ، وَثَمَنُ الْخَمْرِ حَرَامٌ.

لَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ عَلَى ابْنِ عَبَّاسِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ في سننه ، وَلَفْظُهُ قال : السُّحْتُ : الرِّشْوَةُ فِي الْحُكْمِ ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ ، وَثَمَنُ الْكَلْبِ ، وَثَمَنُ الْقِرْدِ ، وَثَمَنُ الْخِنْزِيرِ ، وَثَمَنُ الْمَيْتَةِ ، وَثَمَنُ الدِّمِ ، وَعَسْبُ الْفَحْلِ ، وَأَجْرُ النَّائِحَةِ ، وَأَجْرُ الْمُغَنِّيَةِ ، وَأَجْرُ الْكَاهِنِ ، وَأَجْرُ السَّاحِرِ ، وَأَجْرُ الْقَائِفِ ، وَثَمَنُ جُلُودِ السِّبَاعِ ، وَثَمَنُ جُلُودِ الْمَيْتَةِ ، فَإِذَا دُبِغَتْ فَلاَ بَأْسَ بِهَا ، وَأَجْرُ الصُّوَرِ ، وَالتَّمَاثِيلِ ، وَهَدِيَّةُ الشَّافِعَةِ ، وَجُعَيْلَةُ الْغَزْوِ.

2858- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَنَانِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَجَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إني أَشْتَرِي هَذِهِ الْحِيطَانَ فِيهَا الأَعْنَابُ ، فَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَبِيعَهَا كُلَّهَا عِنَبًا حَتَّى نَعْصِرَهَا ، قَالَ : فَعَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ تَسْأَلُنِي ؟ سَأُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ أَكَبَّ وَنَكَثَ فِي الأَرْضِ ، وَقَالَ : الْوَيْلُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ الله ، لَقَدْ أَفْزَعَنَا قَوْلُكَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ : لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنْ ذَلِكَ بَأْسٌ إِنَّهُ حُرِّمَ عَلَيْهِمُ الشَّحْمُ فَيُكَوِّرُونَهُ وَيَبِيعُونَهُ ، ثُمَّ يَأْكُلُونَ ثَمَنَهُ ، وَكَذَلِكَ ثَمَنُ الْخَمْرِ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ قَالَ : وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْعَزْلِ ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مَا يَلِيهِ ، فَوَثَبَ الرَّجُلُ فَحَصَبَهُ ، وَقَالَ : أُفٍّ ، فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَنَسٍ ، قَالَ : مَا كُنَّا نَرَى بِهِ بَأْسًا.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2859- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً أَهْدَى إِلَى رَسُولِ الله مَزَادَةً مِنْ خَمْرٍ ، فَأَمَرَ بِبَيْعِهَا ، فَلَمَّا وَلَّى ، قَالَ : إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا فَأَمَرَ بِوِكَائِهَا فَفَتَحَ.

هَذَا إِسْنَادٌ مُعْضَلٌ.@

(3/335)

2860- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ - يَعْنِي : الْقَمِيَّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِيَةَ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَحْمِلُ الْخَمْرَ مِنْ خَيْبَرَ ، فَيَبِيعُهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَحَمَلَ مِنْهَا بِمَالٍ ، فَقَدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : يَا فُلاَنُ ، إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ ، فَوَضَعَهَا حَيْثُ انْتَهَى عَلَى تِلٍّ ، وسَجَّى عَلَيْهَا بِالأَكْسِيَةِ ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، بَلَغَنِي أَنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ ؟ قَالَ : أَجَلْ قَالَ : أَلاَ أَرْدُدْهَا عَلَى مَنْ يَبِيعُهَا ابْتَعْهَا مِنْهُ ؟ قَالَ : لاَ يَصْلُحُ رَدُّهَا قَالَ : أَلاَ أَهْدِيهَا لِمَنْ يُكَافِئُنِي مِنْهَا ؟ قَالَ : لاَ قَالَ : إِنَّ فِيهَا مَالاً لِيَتَامَى فِي حِجْرِي ؟ قَالَ : إِذَا أَتَانَا مَالٌ مِنَ الْبَحْرَيْنِ ، فَإِنَّنَا نُعَوِّضُ أَيْتَامَكَ مِنْ مَالِهِمْ ، ثُمَّ نَادَى : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا رَسُولَ الله ، الأَوْعِيَةُ يُنْتَفَعُ بِهَا ؟ قَالَ : فَحَلُّوا أَوْكِيَتَهَا فَانْصَبَّتْ حَتَّى اسْتَقَرَّتْ فِي بَطْنِ الْوَادِي.

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

40- باب ما نهي عنه من البيوع وما جاء في الجعالة

2861- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الأَعْوَرِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : أَرْسَلَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ يَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَرْضِ الْعَجَمِ وَشِرَائِهَا وَكِرَائِهَا ؟ فَقَالَ رَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ أَرْضِ الْعَجَمِ ، وَشِرَائِهَا ، وَكِرَائِهَا .

2861/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْحَكَم بْنِ مُوسَى ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيُّ حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَى رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَرْضِ الأَعَاجِمِ - أَوْ قَالَ : الْعَجَمِ - فَقَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ بَيْعِ أَرْضِ الْعَجَمِ ، وَشِرَائِهَا ، وَكِرَائِهَا.

قُلْتُ : مَدارُ حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ هَذَا ، عَلَى الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ الْحِمْصِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالْعِجْلِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالْجُوزْجَانِيُّ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.@

(3/336)

2862- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي رباح - وهو عَبد الله بن رباح - عن أبي عَمْرو الشيباني قال : أتيت ابن مسعود بأباق من عين التمر - أو قال : من العين - فقال : أبشر بالأجر والغنيمة. قال : قلت : هذا الأجر ، فما الغنيمة ؟ قال : أربعون درهمًا ، وهو بالكوفة.

2862/2- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو بكر محمد بن إبراهيم الحافظ ، أَنْبَأَنَا أبونصر العراقي ، أَنْبَأَنَا سفيان بن محمد الجوهري ، حَدَّثَنَا علي بن الحسن الهلالي ، حَدَّثَنَا عَبد الله بن الوليد ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي رباح ، عن أبي عَمْرو الشيباني قال : أصبت غلمانًا أباقا بالعين ، فأتيت عَبد الله بن مسعود فذكرت ذلك له ، فقال : الأجر والغنيمة. قلت : هذا الأجر ، فما الغنيمة ؟ قال : أربعون درهمًا في كل رأس.

قال البيهقي : وهذا أمثل ما روي في هذا الباب ، قال : ويحتمل أن يكون عَبد الله عرف شرط مالكهم لمن ردهم عن كل رأس أربعون درهما ، فأخبره بذلك. وسيأتي في كتاب اللقيط.

قلت : له شواهد في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ، وفي البخاري من حديث ابن عباس ، وفي البَزَّار من حديث جابر بن عَبد الله.

41- باب فيمن حرمت عليهم الشحوم فباعوها فأكلوا ثمنها

2863- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شداد ، عَنْ كُلْثُومٍ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَعُودُهُ ، وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَوَجَدْنَاهُ نَائِمًا قَدْ غَطَّى وَجْهَهُ بِبُرْدٍ عَدَنِّيٍّ ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَعَنَ الله الْيَهُودَ ، يُحِرِّمُونَ شُحُومَ الْغَنَمِ ، وَيَأْكُلُونَ أَثْمَانَهَا.@

(3/337)

2863/2- رواه الحارث بن مُحَمَّد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا أبو النضر ، حَدَّثَنَا عبد الله ، عن شيبان ... فذكره.

2863/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

2864- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، أَنْبَأَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَعَنَ الله الْيَهُودَ ، يُحَرِّمُونَ شُحُومَ الْغَنَمِ ، وَيَأْكُلُونَ أَثْمَانَهَا.

2864/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ... فَذَكَرَهُ.

وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

2864/3- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَاعِدًا خَلْفَ الْمَقَامِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَنَظَرَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : قَاتَلَ الله الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ ، فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا ، وَإِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , لَمْ يُحَرِّمْ شَيْئًا عَلَى قَوْمٍ ، إِلاَّ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ.

42- باب العمرى جائزة لأهلها

2865- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لأَهْلِهَا.

2865/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/338)

2865/3- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.

2865/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ... فَذَكَرَهُ.

2865/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ... فَذَكَرَهُ.

2865/6- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : عَنْ عَفَّانَ ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.

2866- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أَعْمَرَهَا.

43- باب ما جاء في بيع الزط وتجارة الغلام

2867- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان أن ابن مسعود أتى ناسًا من الزط يتبايعون مستدفرين ، فقال : ما رأيت قومًا أشبه بالجن من هؤلاء.

هذا إسناد رجاله ثقات.

2868- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا نُمَيْرٌ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ : خَطَّ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَارًا بِالْمَدِينَةِ بِقَوْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أَزِيدُكَ ثُمَّ مَرَّ بِعَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ وَهُوَ يَلْعَبُ بِشَيْءٍ يَبِيعُهُ ، وَهُوَ غَلاَمٌ ، فَقَالَ : اللهمَّ بَارِكْ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ.@

(3/339)

2868/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ مُسَدَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ قَوْلَهُ قَوْلَهُ : أَزِيدُكَ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ.

وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ.

2868/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِعَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ وَهُوَ يَبِيعُ بَيْعَ الْغِلْمَانِ ، فَقَالَ : اللهمَّ بَارِكْ لَهُ فِي بَيْعِهِ ، أَوْ قَالَ : فِي صَفْقَتِهِ .

44- باب ما جاء في بيع بده دوازده

2869- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين أن رجلا جلب كرًا بالمدينة فكسد عليه ، فقالوا : ائت عَبد الله بن جعفر ، فأتاه فاشتراه منه بده دوازده وقال : من شاء أخذ ، فقال الرجل : آخذ معهم ؟ قال : خذ.

45- باب في شراء الهدية وأداء الأمانة

2870- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا سليمان اللتيمي ، عن أبي عثمان أن عَبد الله بن عامر بن ربيعة حمل على فرس في سبيل الله يقال له : غمرة - أو غمرًا - نتجت مهرًا ، فأراد أن يشتريه ، فنهي عن شرائه.

2871- قال أبو يعلى : وَحَدَّثَنَا سعيد بن أبي الربيع ، حدثني عيسى بن صدقة سمعت أنسًا يقول : اتقوا الله ، وأدوا الأمانات إلى أهلها.

قال أبو يعلى : وأكبر ظني أن المعلى ، حدثني به عن عيسى ، ولكن لم أجده.@

(3/340)

46- باب اتخاذ الماشية

2872- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عِيسَى ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْغَنَمُ بَرَكَةٌ ، وَالإِبِلُ عِزٌّ لأَهْلِهَا ، وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ ، وَالْعَبْدُ أَخُوكَ ، فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ مَغْلُوبًا فَأَعِنْهُ .

2873- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ الْعَدَوِيِّ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ بُدَيْلٍ ، عَنْ إِيَّاسَ بْنِ أبي طلحة ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُ مَالِ الْمَرْءِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ ، أَوْ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ.

2873/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عِيسَى ، عَنْ إِيَّاسَ بْنِ زُهَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ.

2873/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ بُدَيْلٍ ، عَنْ إِيَّاسَ بْنِ زُهَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ.

السِّكَّةُ الْمَأْبُورَةُ : النَّخْلَةُ الْمُلَقَّحَةُ مِنَ التَّأْبِيرَةِ ، وَالْمُهْرَةُ الْمَأْمُورَةُ : الْكَثِيرَةُ النِّتَاجِ.

2874- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ ، سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ أَبِي عَمَّارِ بْنِ فَيْرُوزَ ، يَقُولُ : أَكْرِمُوا الْمَعْزَى ، وَامْسَحُوا الرُّغَامَ عَنْهَا ، وَصَلُّوا فِي مَرَاحِهَا ، فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ.

الرُّعَامُ بِضَمِّ الرَّاءِ ، وَفَتْحِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ : مَا يَسِيلُ مِنْ أُنُوفِ الْغَنَمِ عَنْ مَرَضٍ وَالرُّغَامُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ : مَا يَسِيلُ مِنَ الأَنْفِ مُطْلَقًا قَالَهُ : صَاحِبُ الْغَرِيبِ.@

(3/341)

2874/2- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الملك ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي مُحَمَّدٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَكْرِمُوا الْمَعْزَى ... فَذَكَرَهُ.

وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الجنة.

2875- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نِعْمَ الإِبِلُ الثَّلاَثُونَ ، يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا ، وَيُعِيرُ أَدَاتَهَا ، وَيُمْنَحُ غَزِيرَتُهَا ، وَحَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا فِي أَعْطَانِهَا.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2876- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، أَنْبَأَنَا رِشْدِينٌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَ الأَغْنِيَاءَ أَنْ يَتَّخِذُوا الْغَنَمَ ، وَأَمَرَ الْفُقَرَاءَ أَنْ يَتَّخِذُوا الدَّجَاجَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ رِشْدِينٍ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، وَابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ.

2877- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْغَنَمُ بَرَكَةٌ ، وَالإِبِلُ عِزٌّ لأَهْلِهَا.

لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ ، رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ وَالدَّارِمِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدَيْهمَا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(3/342)

2878- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شَيْبَة ، حَدَّثَنَا أبو معاوية ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن عَبد الله بن عَبد الله ، عن ابن أبي ليلى ، عن البراء قال : الغنم بركة.

موقوف.

2878/2- وبه عن البراء ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : الغنم بركة.

له شاهد من حديث أم هانئ ، رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه ابن ماجة في سننه.

2879- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : وَحَدَّثَنَا محمد بن عباد المكي ، حَدَّثَنَا محمد بن سليمان بن مسمول ، حَدَّثَنَا القاسم بن مخول البهزي ثم السلمي يقول : سمعت أبي - وكان قد أدرك الجاهلية والإسلام - يقول : نصبت حبائل لي بالأبواء ، فوقع في حبل منها ظبي فأفلت ، فخرجت في إثره ، فوجدت رجلا قد أخذه فتنازعنا فيه ، فتساوقنا إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فوجدناه قائلا بالأبواء تحت شجرة يستظل بنطع ، فاختصمنا إليه ، فقضى به بيننا شطرين ، فقلت : يا رسول الله ، نلقى الإبل وبها لبن وهي مصرَّاة ونحن محتاجون. قال : ناد : ياصاحب الإبل ثلاثًا ، فإن جاء وإلا فاحلل صرارها ، ثم اشرب ثم صرَّ وأبق للبن دواعيه ، فقلت : يا رسول الله ، الضَّوال ترد علينا ، هل لنا أجر أن نسقيها ؟ قال : نعم ، في كل ذات كبد حَرَّى أجر ، ثم أنشأ رسول الله يحدثنا قال : سيأتي على الناس زمان خير المال فيه غنم بين المسجدين تأكل الشجر وترد الماء ، يأكل صاحبها من رسلها ، ويشرب من ألبانها ، ويلبس من أصوافها - أو قال : أشعارها - والفتن ترتكس بين جراثيم العرب ، @

(3/343)

والله ما تعبئون - يقولها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثلاثًا. قلت : يا رسول الله ، أوصني. قال : أقم الصلاة ، وآت الزكاة ، وصم رمضان ، وحج البيت ، واعتمر ، وبر والديك ، وصل رحمك ، وأقرِ الضيف ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، وزل مع الحق حيث زال.

2879/2- ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب العزلة : عن محمد بن عباد به.@

(3/344)

26- كتاب السلم

2880- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ : سَمِعْتُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ ، يَقُولُ : قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ : إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ عَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ ، وَعَن الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا السَّلَمُ فِي النَّخْلِ ، فَإِنَّ رَجُلاً أَسْلَمَ فِي نَخْلٍ لِرَجُلٍ ، ثُمَّ لَمْ يَحْمِلْ ذَلِكَ الْعَامَ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : بِمَا تَأْكُلُ مَالَهُ ؟ فَأَمَرَهُ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ، ثُمَّ نَهَى عَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاَحُهُ وَأَمَّا الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَى بِرَجُلٍ سَكْرَانَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي لَمْ أَشْرَبْ خَمْرًا ، إِنَّمَا شَرِبْتُ زَبِيبًا وَتَمْرًا ، فَأَمَرَ بِهِ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ ، وَنَهَى عَنْهُمَا أَنْ يَخْتَلِطَا .

2880/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ إِسْحَاقَ ، عَنِ النَّجْرَانِيِّ ، قُلْتُ لِعَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ : أُسْلِمُ فِي نَخْلٍ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ ؟ قَالَ : لاَ قُلْتُ : لِمَ ؟ قَالَ : لأَنَّ رَجُلاً أَسْلَمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حَدِيقَةِ نَخْلٍ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ ، فَلَمْ يُطْلِعِ الله شَيْئًا فِيهَا ذَلِكَ الْعَامَ ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي : هُوَ لِي حِينَ يَطْلُعُ ، وَقَالَ الْبَائِعُ : إِنَّمَا بِعْتُكَ النَّخْلَ هَذِهِ السَّنَةَ ، فَاخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَخَذَ مِنْ نَخْلِكَ شَيْئًا ؟ قَالَ : لاَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فِيمَا تَسْتَحِلُّ مَالَهُ ؟ ارْدُدْ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ ، وَلاَ تُسْلِمُوا فِي نَخْلٍ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاَحُهُ قَالَ : قُلْتُ : إِنَّا بِأَرْضٍ ذَاتِ تَمْرٍ وَزَبِيبٍ ، فَهَلْ نَخْلِطُ التَّمْرَ وَالزَّبِيبَ ، فَنَنَبِذُهُمَا جَمِيعًا ؟ قَالَ : لاَ قُلْتُ : لِمَ ؟ قَالَ : لأَنَّ رَجُلاً سَكِرَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَى بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ سَكْرَانُ فَضَرَبَهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ شَرَابِهِ ، فَقَالَ : إِنِّي شَرِبْتُ نَبِيذًا قَالَ : أَيُّ نَبِيدٍ ؟ قَالَ : نَبِيذُ تَمْرٍ وَزَبِيبٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَخْلِطُوهُمَا ، فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَكْفِي وَحْدَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

2881- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : أَسْلَفَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ ، يُقَالُ لَهُ : يَامِينُ فِي تَمْرٍ ، كَيْلٌ مُسَمًّى إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى ، وَقَالَ الْيَهُودِيُّ مِنْ تَمْرِ حَائِطِ بَنِي فُلاَنٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَّا مِنْ ثَمَرِ حَائِطِ بَنِي فُلاَنٍ فَلاَ.

هَذَا إِسْنَادٍ مُرْسَلٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ عَلَى شَرْطِ ابْنِ حِبَّانَ.@

(3/345)

27- كتاب الرهن

1- باب جواز الرهن

قال الله تعالى : {فرهان مقبوضة}.

2882- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : نَزَلَ بِرَسُولِ الله عليه وسلم ضَيْفٌ ، فَبَعَثَنِي إِلَى يَهُودِيٍّ ، فَقَالَ : قُلْ لَهُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : بِعْنِي ، أَوْ أَسْلِفْنِي إِلَى رَجَبٍ فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ لَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : وَالله ، لاَ أَبِيعُهُ ، وَلاَ أُسْلِفُهُ إِلاَّ بِرَهْنٍ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : وَالله ، لَوْ بَاعَنِي ، أَوْ أَسْلَفَنِي لَقَضَيْتُهُ ، إِنِّي أَمِينٌ فِي السَّمَاءِ ، أَمِينٌ فِي الأَرْضِ ، اذْهَبْ بِدِرْعِي الْحَدِيدِ إِلَيْهِ قَالَ : فَنَزَلَتْ تَعْزِيَةً عَنِ الدُّنْيَا : {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

2882/2- قال : وَأَنْبَأَنَا روح بن عبادة ، يعني : عن موسى... فذكره.

2882/3- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ... فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : تَعْزِيَةً عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

2882/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/346)

2882/5- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ فَاسْتُقْرضَ لَهُ تَمْر مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ : لاَ وَالله ، إِلاَّ بِرَهْنٍ قَالَ : فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَا فِي السَّمَاءِ أَمِينُ مَنْ فِي الأَرْضِ .

2883- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَرْسَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ ، يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ سَمُرَةَ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ رَهَنَ أَرْضًا بِدَيْنٍ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ يَقْضِي مِنْ تَمْرِهَا مَا فَضَلَ عَلَى نَفَقَتِهَا ، فَيَقْضِي مِنْ ذَلِكَ دَيْنَهُ الَّذِي عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ يَحْسِبَ الَّذِي بَقِيَ لَهُ عِنْدَهُ : عَمَلُهُ ، وَنَفَقَتُهُ بِالْعَدْلِ.

هذا إسناد ضعيف سليمان وابنه خبيب وجعفر بن سعد ذكرهم ابن حبان في الثقات وضعفهم ... .@

(3/347)

28- كتاب التفليس

2884- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرِّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَجُلاً سَمْحًا شَابًّا جَمِيلاً ، مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ قَوْمِهِ ، وَكَانَ لاَ يَمْسِكُ شَيْئًا ، فَلَمْ يَزَلْ يُدَانُ حَتَّى أَغْلَقَ مَالَهُ كُلَّهُ فِي الدَّيْنِ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَطْلُبُ إِلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ غُرَمَاءَهُ ، أَنْ يَضَعُوا لَهُ ، فَأَبَوْا فَلَوْ تَرَكُوا لأَحَدٍ مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ ، لَتَرَكُوا لِمُعَاذٍ مِنْ أَجْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَاعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَالَهُ كُلَّهُ فِي دَيْنِهِ ، َتَّى قَامَ مُعَاذٌ بِغَيْرِ شَيْءٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَمِيرًا لِيَجْبُرَهُ ، فَمَكَثَ مُعَاذٌ بِالْيَمَنِ أَمِيرًا ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اتَّجَرَ فِي مَالِ الله هُوَ ، فَمَكَثَ حَتَّى أَصَابَ ، وَحَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا قَدِمَ ، قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ : أَرْسِلْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ، فَدَعْ لَهُ مَا يُعِيشَهُ وَخُذْ سَائِرَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّمَا بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِيَجْبُرَهُ ، وَلَسْتُ آخِذًا مِنْهُ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يُعْطِيَنِي فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَيْهِ إِذْ لَمْ يُطِعْهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِمُعَاذٍ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : إِنَّمَا أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِيَجْبُرَنِي وَلَسْتُ بِفَاعِلٍ ، ثُمَّ لَقِيَ مُعَاذٌ عُمَرَ ، فَقَالَ : قَدْ أَطَعْتُكَ ، وَأَنَا فَاعِلٌ مَا أَمَرْتَنِي ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي فِي حَوْمَةِ مَاءٍ وَقَدْ خَشِيتُ الْغَرَقَ ، فَخَلَّصْتَنِي مِنْهُ يَا عُمَرُ ، فَأَتَى مُعَاذٌ أَبَا بَكْرٍ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، وَحَلَفَ أَنَّهُ لَمْ يَكْتُمْهُ شَيْئًا حَتَّى بَيَّنَ لَهُ سَوْطَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَالله لاَ آخُذُهُ مِنْكَ ، وَقَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ فَقَالَ عُمَرُ : هَذَا حِينَ طَابَ وَحَلَّ ، فَخَرَجَ مُعَاذٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ.

2884/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ شَابًّا سَمْحًا ، أَفْضَلَ فِتْيَانِ قَوْمِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَغْرَقَ مَالَهُ فِي الدَّيْنِ ، فَكَلَّمَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غُرَمَاءَهُ ، فَلَوْ تُرِكَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ لَتُرِكَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ مِنْ أَجْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَبَقِيَ مُعَاذٌ ، وَلاَ مَالَ لَهُ.@

(3/348)

2884/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الإمام ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ شَابًّا حَلِيمًا سَمْحًا مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ قَوْمِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ يُمْسِكُ شَيْئًا ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَغْرَقَ مَالَهُ كُلَّهُ فِي الدَّيْنِ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَلَّمَ غُرَمَاءَهُ ، فَلَوْ تَرَكُوا أَحَدًا مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ ، لَتَرَكُوا مُعَاذًا مِنْ أَجْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَاعَ لَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَالَهُ ، حَتَّى قَامَ مُعَاذٌ بِغَيْرِ شَيْءٍ .

2884/4- رواه البيهقي في سننه عن الحاكم به.

هكذا رواه هشام بن يوسف ، عن معمر ، وخالفه عبد الرزاق فرواه عن معمر مرسلا.@

(3/349)

28- كتاب الصلح

فيه حديث سعد بن أبي وقاص وسيأتي في الفتن في باب ما كان في زمن علي بن أبي طالب ، وحديث أبي أيوب وسيأتي في الأدب.

2885- عن عَمْرو ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه صالح أهل خيبر على أن يعملوا العمل ؟ فإذا عملوا فبلغ فلهم الشطر وله الشطر ، فلما عملوا وبلغ أرسل ابن رواحة فخرص عليهم فقالوا : الذي أخذت منها أكثر مما أعطيت . قال : فلكم ما أخذت ولي ما أعطيت. قالوا : بهذا قامت السموات.

رواه مُسَدَّد مرسلا بسند صحيح.

2886- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : كتب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم ، وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين الناس.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له وأحمد بن حنبل بسند فيه الحجاج بن أرطاة.

2886/2- ورواه أحمد بن حنبل أيضًا من طريق الحجاج ، عن عَمْرو بن شعيب ، عن أبيه ، عَن جَدِّهِ مرفوعًا ... فذكره.

2887- وَعَن علي بن أبي طالب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أنه قال : إن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صالح بني تغلب على أن يثبتوا على دينهم ولا يُنَصِّروا أبناءهم ، وإنهم قد نقضوا ، وإنه إن يتم لي الأمر قتلت المقاتلة وسبيت الذرية.@

(3/350)

2887/2- وفي رواية له عن علي قال : شهدت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صالح نصارى من بني تغلب على ألا يُنَصِّروا أولادهم؛ فإن فعلوا فقد برئت منهم الذمة. قال : فقال علي : فقد والله فعلوا ، فواللّه لئن تم لي الأمر لأقتلن مقاتلهم ، ولأسبين ذراريهم .

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : ومدار إسناد الطريقين على أصبغ بن نباتة ، وهو ضعيف.@

(3/351)

30- كتاب الضمان

2888- عن عائشة ، رضي الله عنها ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن خراج العبد بالضمان. وذلك أن رجلا ابتاع عبدًا وضمنه سنة أو ما كان من ذلك ، ثم ظهر في العبد داء كان فيه قبل البيع كان له خراجه بضمانه إياه .

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند فيه راوٍ لم يسم.

2889- وَعَن ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قال : كان العباس بن عبد المطلب إذا دفع مالاً مضاربة اشترط على صاحبه أن لا يسير برًّا ولا بحرًا ولا ينزل به واديًا ، ولا يشترى به ذات كبد رطبة؛ فإذا فعل فهو ضامن ، فرفع شرطه إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بين فأجازه.

رواه ابو يعلى الموصلي. @

(3/352)

31- كتاب الشركة

2890- عن أبي خداش ، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : المسلمون شركاء في ثلاثة : في النار ، والكلأ ، والماء.

رواه مُسَدَّد ، ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأحمد بن منيع ، ورجاله ثقات.

2890/2- والحارث بن أبي أسامة بسند فيه راوٍ لم يسم ، عن أبي عثمان ، عن أبي خداش قال : كنا في غزاة فنزل الناس منزلا ، فقطعوا الطريق ومدوا الحبال على الكلأ ، فلما رأى ما صنعوا قال : سبحان الله! لقد غزوت مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غزوات فسمعته يقول : الناس شركاء في ثلاث : في الماء ، والكلأ ، والنار.

وله شواهد في سنن ابن ماجة وغيره من حديث أبي هريرة وابن عباس وعائشة.

2891- وَعَن أبي مالك الأشعري ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أعظم الغلول عند الله يوم القيامة ذراع أرض يسرقها الرجل : الرجلان والجاران يكون بينهما الأرض ، فيسرق أحدهما من صاحبه فيطوقه من سبع أرضين .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل والطبراني في الكبير بسند فيه عَبد الله بن محمد بن عقيل.@

(3/353)

2892- وَعَن جابر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من كان له رباع أو أرض فأراد أن يبيعها فليعرضها على شركائه ، فإن أرادوها فهم أحق بها من الناس بالثمن .

رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف ؛ لضعف الحجاج بن أرطاة.

2893- وَعَن قائد السائب ، عن السائب ، رَضِيَ الله عَنْهُ : أنه قال للنبى صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كنت شريكي في الجاهلية فكنت خير شريك ، كنت لا تداري ولا تماري.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، ورجاله ثقات ، ورواه أحمد بن منيع مطولا ومُسَدَّد ، وسيأتي لفظهما في الأدب في باب إكرام الضيف.@

(3/354)

32- كتاب العارية

2894- عن عطاء بن أبي رباح ، عن ناس من آل صفوان قال : استعار رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من صفوان بن أمية سلاحًا ، فقال له صفوان : أعارية أم غصب ؟ قال : بل عارية ، فأعاره ما بين ثلاثين إلى أربعين درعًا ، فغزا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حنينًا ، فلما هزم الله - تعالى - المشركين قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اجمعوا أدراع صفوان ، ففقدوا من دروعه درعًا ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا صفوان ، إن شئت أغرمناها لك ، فقال : يا رسول الله ، إن في قلبي اليوم من الإيمان ما لم يكن يومئذ.

رواه مُسَدَّد وأبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند واحد ورجاله ثقات ، ورواه أبو داود في سننه والنسائي في الكبرى بنفس اللفظ.

وله شاهد في السنن : أبي داود ، والترمذي ، وابن ماجة ورواه الحاكم وعنه البيهقي في سننه من حديث ابن عباس.

2895- وَعَن طاووس أن ابن عباس ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : إنما قال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لأن يعير أحدكم أخاه أرضه ، خير له من أن يأخذ عليها كذا وكذا ، لشيء معلوم .

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند رجاله ثقات.

2896- وَعَن أبي العباس ، عن رجل من الأنصار ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : العارية مردودة ، والمنيحة مردودة.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر.@

(3/355)

33- كتاب الغصب

2897- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنِي شَيْخٌ لَقِيَهُ بِالْبَحْرَيْنِ ، عَنْ خُطْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ ، أَنَّهُ قَالَ : لاَ يَحِلُّ مِنْ مَالِ امْرِئٍ إِلاَّ مَا أَعْطَى عَنْ طِيبِ نَفْسٍ .

2898- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَخَذَ أَرْضًا بِغَيْرِ حَقِّهَا ، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ.

2898/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ أَيْمَنَ سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ الثَّقَفِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ أَخَذَ أَرْضًا ... فَذَكَرَهُ.

2898/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : أَيُّمَا رَجُلٌ ظَلَمَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ، كَلَّفَهُ الله أَنْ يَحْفُرَهُ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ سَبْعِ أَرْضِينَ ، ثُمَّ يُطَوِّقُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَ النَّاسِ.

2898/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ.

2898/5- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَ الطَّرِيقَ الأُولَى.

2898/6- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَ الطَّرِيقَ الثَّانِيَةَ.@

(3/356)

2898/7- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

2898/8- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ ... فَذَكَرَهُ.

2898/9- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ يَعْنِي : الْفَزَارِيَّ ... فَذَكَرَهُ.

2898/10- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ ... فَذَكَرَهُ.

2898/11- ورواه ابن حبان في صحيحه قال : حَدَّثَنَا أبو يعلى الموصلي ... فذكره.

قَوْلُهُ : طَوَّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ قِيلَ : أَرَادَ طُوِّقَ التكليف لا طوق التقليد. وهو أن يطوق حملها يوم القيامة. وقيل : أراد أن تخسف به الأرض فتصير البقعة المغصوبة في عنقه كالطوق. قال البغوي : وهذا أصح.

2899- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَعْظَمُ الْغُلُولِ عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ذِرَاعُ أَرْضٍ يَسْرِقُهَا الرجل : الرَّجُلاَنِ ، وَالْجَارَانِ تكون بَيْنَهُمَا الأرض ، فَيَسْرِقُهُ أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ ، فَيُطَوَّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ.

2899/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَأَسْوَدُ ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، وَأَبُو النَّضْرِ ، عَنْ شَرِيكٍ ... فَذَكَرَهُ.

ورَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ.@

(3/357)

2900- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ ، عَنْ كُرَيْبٍ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَلْعُونٌ مَنِ انْتَقَصَ شَيْئًا مِنْ تُخُومِ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ.

2900/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ.

2901- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي حَرَّةَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ.

2901/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ هَارونَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بن جدعان.

2902- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ الضَّحَّاكِ ، حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ سَلْمَى بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِي ، أَنَّ جَدِّي ، حَدَّثَهُمْ أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي حَجَّتِهِ فِي خُطْبَتِهِ ، فَقَالَ : أَلاَ إِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كُحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ ، فِي هَذَا الْيَوْمِ أَلاَ فَلاَ يَعْرِفَنَّكُمْ تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا ، يَضْرِبُ بَعْضَكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ، أَلاَ لِيُبَلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، فَإِنِّي لاَ أَدْرِي ، هَلْ أَلْقَاكُمْ هَا هُنَا أَبَدًا بَعْدَ الْيَوْمِ ، اللهمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ، اللهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، لَكِنْ لَهُ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ جُمْلَةٌ مِنْهَا فِي كِتَابِ الْحَجِّ.@

(3/358)

2903- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ بِجَادِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ سعد : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حِلِّهِ ، طُوِّقَهُ سَبْعَ أَرْضِينَ ، لاَ يُقْبَلُ لَهُ صَرْفًا ، وَلاَ عَدْلاً ، وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، أَوْ لِغَيْرِ مَوْلاَهُ ، فَقَدْ كَفَرَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ والطبراني في الأوسط ، مِنْ طَرِيقِ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ.

2903/2- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ سعد عَلَى حَمْزَةَ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

2904- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عِيسَى جَارُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ قُتِلَ دُونَ حَقِّهِ ، فَهُوَ شَهِيدٌ.

وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْجِهَادِ.

2905- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا شَبَاب ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسَ ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ ، يَعْنِي الدُّعَاءَ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْحَارِثِ السُّلَمِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ أَخَذَ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شِبْرًا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ قَالَ : وَغَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَبْعَ غَزَوَاتٍ آخِرُهُنَّ خَيْبَرُ ، قَالَ : فَكُنْتُ أَسِيرُ فِي مَقْدَمَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خِلاَف رَاحِلَتِي ، فَمَرَّ بِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَنَا أَضْرِبُهَا ، فَقَالَ : مَهْ وَزَجَرَهَا ، فَقَامَتْ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَطِيَّةَ.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ السَّدُوسِيِّ.@

(3/359)

2906- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَسَنٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَارِثَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : لاَ يَحِلُّ لاِمْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْءٌ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ غَنَمَ ابْنَ عَمٍّ لِي أَجْتَزِرُ مِنْهَا شَاةً ؟ فَقَالَ : إِنْ لَقِيتَهَا نَعْجَةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وَأَزْنَادًا بِمَكَانٍ سَمَّاهُ فَلاَ تَهْجَعْهَا.

2906/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ، يَعْنِي : ابْنَ حَسَنٍ الْجَارِيَّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ : سَمِعْتُ عِمَارَةَ بْنَ حَارِثَةَ الْضَّمْرِيَّ ، يُحَدِّثُ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2907- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَحِلُّ لاِمْرِئٍ أَنْ يَأْخُذَ عَصَا أَخِيهِ بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ قَالَ : وَذَلِكَ لِشِدَّةِ مَا حَرَّمَ الله مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ.

2907/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قرْةَ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدٍ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/360)

2907/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ... فَذَكَرَهُ.

2907/4- ورواه ابن حبان في صحيحه : حَدَّثَنَا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ... فذكره.

2907/5- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ... فَذَكَرَهُ.

2907/6- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكَبْرَى ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.

2908- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أبي ذِئْبٍ ، عن مَوْلًى لِجُهَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ النُّهْبَةِ وَالْخُلْسَةِ .@

(3/361)

34- كتاب الشفعة

2909- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْمَرْءُ أَوْلَى بِسَقَبِهِ قَالَ : فَقُلْتُ لِعَمْرٍو : مَا سَقَبُهُ ؟! قَالَ : شُفْعَتُهُ.

2910- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ مِسْهَرٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، وَعُبَيْدَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الشُّفْعَةِ : وَإِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا يُنْتَظَرُ بِهَا ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/362)

35- كتاب القرض

1- باب فضل الاقتراض

2911- قال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا جعفر بن الزبير ، عن القاسم مولى يزيد بن معاوية ، عن أبي أمامة ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : انطلق برجل إلى باب الجنة فرفع رأسه فإذا على الجنة مكتوب الصدقة بعشرة أمثالها ، والقرض الواحد بثمانية عشر ، لأن صاحب القرض لا يأتيك إلاَّ وهو محتاج ، وإن الصدقة ربما وضعت في غني .

رواه الطبراني والبيهقي ، كلاهما من طريق عتبة بن حميد.

هذا إسناد ضعيف ، جعفر بن الزبير كذبه شعبة ، وقال البخاري : تركوه. لكن له شاهد من حديث أنس بن مالك ، رواه ابن ماجة والبيهقي بإسناد حسن يعمل به في الترغيب والترهيب.

ورواه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه والبيهقي من حديث ابن مسعود.

2912- وقال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن ابن أذنان قال : أسلفت علقمة ألفي درهم ، فلما خرج عطاؤه قلت : اقضني. قال : أخرني إلى قابل. قال : فأبيت عليه فأخذتها منه فبرحت به. قال : فأتيته بعد ذلك فقال : برحت بي وقد منعتني ؟ فقلت : نعم ، هو عملك. قال : وما شأني ؟ فقلت : أنت حدثتني عن ابن مسعود ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : السلف يجري مجرى الصدقة. قال : نعم فهو كذلك. قال : فخذ الآن.@

(3/363)

2912/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو خيثمة ، حَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة ، حَدَّثَنَا عطاء بن السائب ، عن ابن ، أذنان قال : أسلفت علقمة ألفي درهم ، فلما خرج عطاؤه فقلت : اقضني. قال : أخرني إلى قابل ... فذكره.

2912/3- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : وَحَدَّثَنَا يحيى بن معين ، حَدَّثَنَا معتمر قال : قرأت على الفضيل أبي معاذ ، عن أبي حريز ، أن إبراهيم حدثه أن الأسود بن يزيد كان يستقرض من مولى للنخع تاجر ، فإذا خرج عطاؤه قضاه ، وإنه خرج عطاؤه فقال له الأسود : إن شئت أخرت عنا ، فإنه قد كان علينا حقوق في هذا العطاء ، فقال له التاجر : إني لست فاعلا ، فنقده الأسود خمسمائة درهم حتى إذا قبضها التاجر ، قال له التاجر : دونك فخذها . قال الأسود : قد سألتك هذا فأبيت. قال له التاجر : إني سمعتك تحدثنا عن عَبد الله بن مسعود أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان يقول : من أقرض مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به.

2912/4- وأخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي يَعْلَى المَوْصِلِيّ عن يحيى بن معين به.

2912/5- ورواه الدارقطني : حَدَّثَنَا أبو حامد محمد بن هارون ، حَدَّثَنَا أزهر بن جميل ، حَدَّثَنَا المعتمر بن سليمان ... فذكر المرفوع دون قصة الأسود ، وقال في آخره : فيما يروي المعتمر.

وقال : هذا حديث غريب من حديث النخعي عن الأسود عن عَبد الله ، تفرد به أبو حريز ، ولم يروه عنه غير الفضيل بن ميسرة ، تفرد به المعتمر عنه.

وأما الاختلاف الذي وقع في كون المقترض علقمة أو الأسود ، فالظاهر أن كل رواية قصة غير القصة الأخرى ، قاله شيخنا أبو الفضل بن الحسين.

2912/6- ورواه البيهقي في سننه من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني يحيى بن معين ... فذكره.

2912/7- ورواه البيهقي في سننه أيضًا من طريق قيس بن رومي ، عن سليم بن أذنان ، @

(3/364)

عن علقمة ، عن عَبد الله قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أقرض ورقًا مرتين كان كعدل صدقة مرة.

قال : ورواه الحكم ، وأَبُو إسحاق وإسرائيل وغيرهم ، عن سليم بن أذنان ، عن علقمة ، عن عَبد الله بن مسعود من قوله.

ورواه دلهم بن صالح ، عن حميد بن عَبد الله الكندي ، عن علقمة ، عن عَبد الله.

ورواه منصور ، عن علقمة ، عن عَبد الله قال : كان يقال ذلك.

قلت : رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر في مُسْنَده ، وابن ماجة في سننه بنقص ألفاظ.

وله شاهد من حديث أنس رفعه قال : قرض الشيء خير من صدقته قال البيهقي : وجدته في المسند مرفوعًا فهبته ، فقلت : رفعه.

2- باب ما جاء في جواز الاستقراض وحسن النية في قضائه

2913- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تُدَانُ ، فَقِيلَ لَهَا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا لَكِ وَالدَّيْنُ ؟ فَقَالَتْ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ نَوَى قَضَاءَ الدَّيْنِ ، كَانَ مَعَهُ عَوْنٌ مِنَ الله فَأَنَا أَلْتَمِسُ ذَلَكَ الْعَوْنَ.

2913/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْمُقْرِي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، وَيُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ حَمَلَ مِنْ أُمَّتِي دَيْنًا ، ثُمَّ جَهِدَ عَلَى قَضَائِهِ ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَهُ ، فَأَنَا وَلِيُّهُ.@

(3/365)

2913/3- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

2913/4- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ... فَذَكَرَهُ.

2913/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعَلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ ، وَيُونُسُ ... فذكره.

2913/6- ورواه أحمد بن حنبل في مسنده : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، يَعْنِي : ابْنَ الْفَضْلِ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ الطَّيَالِسِيِّ.

2913/7- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، يَعْنِي : ابْنَ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ... فَذَكَرَه ، وفيه : كان معه من الله عون وحافظ .

2913/8- وَحَدَّثَنَا عبد الواحد ، حَدَّثَنَا القاسم بن الفضل ... فذكره.

2913/9- قال : وَحَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا القاسم بن الفضل ، حدثني محمد بن علي ... فذكره ، وقال : كانت عائشة تدان ، فقيل لها : ما لك وللدين ولك عنه مندوحة ... .

2913/10- قال : حَدَّثَنَا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حَدَّثَنَا طلحة ، حدثتني ورقاء ، أن عائشة قالت : سمعت أبا القاسم صَلى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من كان عليه دين همه قضاؤه أو هم بقضائه لم يزل معه من الله حارس.@

(3/366)

2913/11- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ أَنْبَأَنَا أبو مُسْلِمٌ ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ سَمِعْتُ ابنَ عَلِيٍّ ، يَقُولُ : كَانَتْ عَائِشَةُ تُدَانُ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا ... فَذَكَرَهُ.

2913/12- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، مِنَ الطَّرِيقَيْنِ مَعًا ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ .

هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2914- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : وحَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمَرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ ، أَوْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ قَاضِي الْمِصْرِيِّينَ شُرَيْحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الله تَعَالَى يَدْعُو صَاحِبَ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، فِيمَ أَضَعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ ؟ فِيمَ أَذْهَبْتَ أَمْوَالَهُمْ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، لَمْ أُفْسِدْهُ ، وَلَكِنْ أُصِبْتُ إِمَّا غَرَقًا ، وإمَّا حَرْقًا ، فَيَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ الْيَوْمَ ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ صَدَقَةَ بْنِ مُوسَى الدقيقي.

2914/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، وَإِسْنَادُ أَحَدِهِمْ حَسَنٌ بِلَفْظِ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَدْعُو الله صَاحِبَ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَيُقَالُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، فِيمَا أَخَذْتَ هَذَا الدَّيْنَ ؟ وَفِيمَا ضَيَّعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَذْتُهُ ، فَلَمْ آكُلْ ، وَلَمْ أَشْرَبْ ، وَلَمْ أَلْبَسْ ، وَلَمْ أُضَيِّعْ ، وَلَكِنْ إِمَّا حُدْقٌ ، وَإِمَّا سُرْقٌ ، وَإِمَّا وَضِيعَةٌ ، فَيَقُولُ الله : صَدَقَ عَبْدِي : فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ فَيَدْعُو الله بِشَيْءٍ ، فَيَضَعُهُ فِي كِفَّةِ مِيزَانِهِ ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ.

الْوَضِيعَةُ : هِيَ الْبَيْعُ بِأَقَلِّ مِمَّا اشْتَرَى بِهِ.@

(3/367)

2915- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلْيَمَانَ ، عَنِ الأَفْرِيقِيِّ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْمُعَافِرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثٌ مَنْ تُدِينَ فِيهِنَّ ، ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَهُنَّ ، فَإِنَّ الله يَقْضِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الرَّجُلُ يَكُونُ فِي سَبِيلِ الله ، فَتَضْعُفُ قُوَّتُهُ ، فَيَتَقَوَّى لِعَدُوِّهِ بِدَيْنٍ ، ثُمَّ يَمُوتُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ وَرَجُلٌ خَافَ الْفِتْنَةَ فِي الْغُرْبَةِ ، فَيَسْتَعْفِفُ بِامْرَأَةٍ ، فَيَتَزَوَّجُهَا بِدَيْنٍ ، ثُمَّ يَمُوتُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَهُ مُسْلِمٌ ، فَلاَ يَجِدُ مَا يُكَفِّنُهُ إِلاَّ بِدَيْنٍ ، ثُمَّ يَمُوتُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ ، فَإِنَّ الله يَقْضِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

2915/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا الأَفْرِيقِيُّ ... فذكره.

2915/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الأَفْرِيقِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

2915/4- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ ... فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ ثَلاَثٌ مَنْ تُدِينَ فِيهِنَّ ، ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَقْضِهِنَّ ، فَإِنَّ الله يَقْضِي عَنْهُ : رَجُلٌ يَكُونُ فِي سَبِيلِ الله ، فَيَخْلَقُ ثَوْبُهُ ، فَيَخَافْ أَنْ تَبْدُوَ عَوْرَتُهُ ، أَوْ كَلِمَةٌ نَحْوُهَا فَيَمُوتُ وَلَمْ يَقْضِ ، وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ، فَلَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّنُهُ بِهِ ، وَلاَ يُوَارِيهِ ، فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِ دَيْنَهُ ، وَرَجُلٌ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْعَنَتَ ، فَتَعَفَّفَ بِنِكَاحِ امْرَأَةٍ ، فَمَاتَ وَلَمْ يَقْضِ ، فَإِنَّ الله يَقْضِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ وَاخْتِلاَفٍ.

قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمرٍو عَلَى الأَفْرِيقِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ بْنِ مَاجَهْ.

لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى الله عَوْنُهُمْ : الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ.

رواه التِّرْمِذِيُّ واللفظ له وَقَالَ : حديث صَحِيحٌ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

الْعَنَتَ - بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالنُّونِ جَمِيعًا - هُوَ الإِثْمُ وَالْفَسَادُ.@

(3/368)

2916- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ ؛ أَنَّ أَخَاهُ مَاتَ ، وَتَرَكَ ثَلاَثَمِئَةِ دِرْهَمٍ ، وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنًا ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ أَخَاكَ مُحْتَبَسٌ بِدَيْنِهِ ، فَاقْضِ عَنْهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، قَدْ أَدَّيْتُ عَنْهُ ، إِلاَّ دِينَارَيْنِ ، ادَّعَتْهُمَا امْرَأَةٌ وَلَيْسَ لَهَا بَيِّنَةٌ قَالَ : أَعْطِهَا فَإِنَّهَا مُحِقَةٌ.

2916/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَدْرٍ ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْقُرَشِيُّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الأَطْوَلِ ، أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ وَتَرَكَ ثَلاَثَمِئَةِ دِرْهَمٍ ، وَعِيَالاً وَدَيْنًا ... فَذَكَرَهُ.

2916/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا حديث حسن.

2916/4- رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ إلا أَنَّهُ قَالَ : عَنْ سعْدٍ ، وَهُوَ الصَّوَابُ.

قال شيخنا أبو الفضل بن الحسين ، رحمه الله تعالى : وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، فَقَالَ : إن أباه مات فيحتمل أنه غلط من النساخ ، فإن نسخ الأوسط كثير منها مغلوط لعدم اتصالها بالسماع ، والمعروف أنه أخوه وقد قيل إن اسم أخيه المتوفى : يسار .

وَفِيمَا قَالَهُ شَيْخُنَا نَظَرٌ ، فَقَدْ رَوَاهُ أبو يعلى الموصلي كَذَلِكَ ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي مُسْنَدِهِ مِتَّصِلٌ بِالسَّمَاعِ.@

(3/369)

3- باب ما جاء في التشديد في الدَّين

2917- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي فِرَاسٌ ، سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، قَالَ : صَلَّى صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الصُّبْحَ ، فَقَالَ : هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلاَنٍ ؟ إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسٌ بِبَابِ الْجَنَّةِ بِدَيْنٍ .

2917/2- قَالَ يُونُسُ : قَالَ أَبُو دَاوُدَ : فَزَعَمَ أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ فِرَاسٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَاحَ مَرَّتَيْنِ ، فَقَالَ : مَنْ هَا هُنَا مِنْ بَنِي فُلاَنٍ ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، فَقَامَ فِي الثَّالِثَةِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَنَا ، فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي فِي الْمَرَّتَيْنِ الأُولَيَيْنِ ؟ إِنِّي لَمْ أُنَوِّهْ بِاسْمِكَ الأَخِيرِ ، إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسٌ بِبَابِ الْجَنَّةِ بِدَيْنٍ عَلَيْهِ قَالَ : فَقَضَى عَنْهُ ، حَتَّى مَا يُطَالِبَهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ.

2917/3- قال أبو داود : وَحَدَّثَنَا شعبة ، عن مجالد وإسماعيل ، عن الشعبي أنه قال : إن شئتم فأسلموه إلى عقاب الله ، وإن شئتم ففكوه.

2917/4- رواه مُسَدَّد : حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي خالد ، حدثني عامر ... فذكره.

قلت : رواه أبو داود السجستاني والنسائي في سننهما مثل حديث أبي عوانة حسب ، دون باقيه.

2917/5- ورواه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ في المُسْتَدرك بتمامه ، وزاد : فقال رجل : عليَّ دينه ، فقضاه .

وقال : صحيح على شرط الشيخين.

قال الحافظ المنذري : رووه كلهم عن الشعبي ، عن سمعان - وهو ابن مشنج - عن سمرة. وقال البخاري في تاريخه الكبير : لا نعلم لسمعان سماعًا من سمرة ، ولا للشعبي سماعًا من سمعان.@

(3/370)

2918- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ زِيَادُ ، وَهَارُونُ بْنُ مَلُّولٍّ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ ، عَنْ حُدَيْجِ بْنِ صُومِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْغَفْلَةُ فِي ثَلاَثَةٍ : عَنْ ذِكْرِ الله , عَزَّ وَجَلَّ ، وَحِينَ يُصَلَّى الصُّبْحُ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَغَفْلَةُ الرَّجُلِ عَنْ نَفْسِهِ فِي الدَّيْنِ حَتَّى يَرْكَبَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

2918/2- أَخْرَجَهُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، عن هارون بْن مَلُّولٍّ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ... فَذَكَرَهُ.

وَمَلُّولٍّ بِلاَمَيْنِ مُشَدَّدَةٌ ، وَهُوَ لَقَبُهُ ، وَاسْمُهُ : عِيسَى بْنُ يَحْيَى التَّجِيبِيُّ مَوْلاَهُمْ ، قَالَ ابْنُ يُونُسَ : ثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ ، وَقَالَ : آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ الْمُقْرِئِ بِمِصْرَ ، وَهُوَ عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي احتج به الأئمة الستة.

وَالأَفْرِيقِيُّ وثقه يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وقال يحيى بن معين : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وضعفه أحمد والنسائي وَابْنُ حِبَّانَ.

وَحُديجٌ رَوَى عَنْه جَمَاعَةٍ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَهُوَ بِضَمِّ الْحَاءِ والدال المهملتين.

2919- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَا لِي يَا رَسُولَ الله ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ الله ؟ قَالَ : الْجَنَّةُ فَلَمَّا وَلَّى ، قَالَ : إِلاَّ الدَّيْنَ سَارَّ لِي بِهِ جِبْرِيلُ آنِفًا .@

(3/371)

2919/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَمْشِي فِي الْمَدِينَةِ ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ ، يُقَالُ لَهُ : مَعْمَرٌ ، فَقَالَ : غَطِّ فَخْذَيْكَ يَا مَعْمَرُ ، فَإِنَّهُمَا مِنَ الْعَوْرَةِ قَالَ : ثُمَّ جَلَسَ وَجَلَسْنَا قَالَ : فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ الله مَاذَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ؟ فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، قُلْتُ أَمْسِ : مَاذَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ؟ فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ ، مَا هُوَ ؟ قَالَ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ فِي سَبِيلِ الله , عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ عَاشَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ عَاشَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ.

قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ جَحْشٍ.

2919/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ... فَذَكَرَهُ.

2919/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ... فَذَكَرَهُ.

2919/5- ورواه أبو طالب بن غيلان في كتابه الغيلانيات : حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الشافعي ، حَدَّثَنَا محمد بن غالب ، حَدَّثَنَا عبد الصمد ، حَدَّثَنَا مسلم بن خالد ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي كثير ... فذكره.

2919/6- ورواه الحاكم في المستدرك من رواية سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ، وعَبد العزيز بن محمد الدراوردي ، فرقهما ، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن به بلفظ : سألت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... وكرر قوله : سبحان الله .

وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، مِنْ طَرِيقِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ جَحْشٍ.@

(3/372)

2920- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍٍ ، جَاءَ يَتَقَاضَى دَيْنًا لَهُ عَلَى رَجُلٍ ، فَقَالُوا : قَدْ خَرَجَ ، قَالَ : فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى دَيْنُهُ.

2921- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ جَاهَدْتُ فِي سَبِيلِ الله بِنَفْسِي وَمَالِي صَابِرًا مُحْتَسِبًا ، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ ، أأَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَأَعَادَ عَلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالَ : نَعَمْ ، إِنْ لَمْ تَمُتْ وَعَلَيْكَ دَيْنٌ ، لَيْسَ عِنْدَكَ وَفَاؤُهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

2921/2- ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : أَنْبَأَنَا أَبُو النَّضْرِ ، أَنْبَأَنَا شَرِيكٌ ... فَذَكَرَهُ.

2922- قال : وَحَدَّثَنَا الأسود بن عامر شاذان ، حَدَّثَنَا أبو هلال ، عن بشر بن نمير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : من داين الناس بدين يعلم الله أنه يريد قضاءه فأتاه أجله ، دون ذلك ، أرضى الله هذا من حقه وتجاوز عنه ، ومن داين الناس بدين يعلم الله أنه لا يريد قضاءه ، قضى الله منه ، وقال : حسبت أني لم أقتص له منك .

هذا إسناد ضعيف ، لضعف بشر بن نمير.@

(3/373)

2922/2- رواه الحاكم من طريقه مرفوعًا بلفظ : من تداين بدين وفي نفسه وفاؤه ثم مات ، تجاوز الله عنه وأرضى غريمه بما شاء ، ومن تداين بدين وليس في نفسه وفاؤه ، ثم مات اقتص الله - تعالى - لغريمه يوم القيامة.

2922/3- ورواه الطبراني في الكبير ولفظه : من ادَّان دينًا وهو ينوي أن يرده ، أدَّاه الله عنه يوم القيامة ، ومن استدان دينًا وهو لا ينوي أن يؤديه فمات قال الله ، عَزَّ وَجلَّ ، يوم القيامة : ظننت أني لا آخذ لعبدي بحقه ، فيؤخذ من حسناته فتجعل في حسنات الآخر ، فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات الآخر فتجعل عليه.

2923- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو ، أَنَّ شُعَيْبَ بْنَ زُرْعَةَ حَدَّثَهُ ، حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ لأَصْحَابِهِ : لاَ تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ ، أَوْ قَالَ : الأَنْفُسَ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، وَبِمَا نُخِيفُ أَنْفُسَنَا ؟ قَالَ : بِالدَّيْنِ .

2923/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلاَنَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رِشْدُينٌ ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمُعَافِرِيُّ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ زُرْعَةَ الْمُعَافِرِيِّ ... فَذَكَرَهُ .

2923/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا حَيَوَةُ ... فَذَكَرَهُ.

وَفِي رِوَايَةٍ لأَحْمَدَ : لاَ تُخِيفُوا أَنْفُسَكُمْ بَعْدَ أَمْنِهَا.

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

2923/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ ، إِمْلاَءً ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ... فَذَكَرَهُ.@

(3/374)

2923/5- قال : وأنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، حَدَّثَنَا عبد الله بن جعفر ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان ، حدثني سعيد بن أبي مريم ، أنبأنا نافع بن يزيد ، حَدَّثَنَا بكر بن عمرو ... فذكره.

2924- قَالَ : وَأَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ : أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ : الدَّيْنُ يُرِقُّ الْحُرَّ .

2925- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ سُفْيَانُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لأَنْ يَلْبَسَ أَحَدُكُمْ أَثْوَابًا مِنْ أَلْوَانٍ شَتَّى ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْتَدِينَ ، مَا لَيْسَ عِنْدَهُ قَضَاؤُهُ .

2926- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَاحِبُ الدَّيْنِ مَغْلُولٌ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَاسْمُهُ : طَرِيفُ بْنُ شِهَابٍ السَّعْدِيُّ ، وَأَبُو نَضْرَةَ اسْمُهُ : الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قِطْعَةَ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ هُوَ : مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ.

2927- قَالَ أَبُو يَعْلَى المصلي : وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الأَشْعَثِ ، أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ الْيَشْكُرِيُّ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلِيٍّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، فَقُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا الله بِهِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ ، وَلاَ دَيْنَ عَلَيْهِ فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأُتِيَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، فَقَالَ : لاَ أُصَلِّي عَلَيْهِ حَتَّى تَضْمَنُوا دَيْنَهُ ، فَإِنَّ صَلاَتِي عَلَيْهِ تَنْفَعُهُ فَلَمْ يَضْمَنُوا دَيْنَهُ ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ وَقَالَ : إِنَّهُ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عِيسَى بْنِ صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ.

2928- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمَّارٌ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُتِيَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا ، قَالَ : هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ جِبْرِيلَ نَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى مَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ، وَقَالَ : إِنَّ صَاحِبَ الدَّيْنِ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ.@

(3/375)

2928/2- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ : وَلَفْظُهُ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأُتِيَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ ، فَقَالَ : هَلْ عَلَى صَاحِبِكُمْ دَيْنٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَمَا يَنْفَعُكُمْ أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى رَجُلٍ ، رُوحُهُ مُرْتَهَنَةٌ فِي قَبْرِهِ ، لاَ تَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى السَّمَاءِ ؟ فَلَوْ ضَمِنَ رَجُلٌ دَيْنَهُ قمت ، فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ ، فَإِنَّ صَلاَتِي تَنْفَعُهُ.

قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ رَحِمَهُ الله : قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ كَانَ لاَ يُصَلِّي عَلَى الْمَدْيُونِ ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ ، فَرَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَغَيْرِهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُؤْتَي بِالرَّجُلِ الْمَيِّتِ عَلِي الدَّيْنِ ، فَيَسْأَلُ : هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ قَضَاءً ؟ فَإِنْ حُدِّثَ ، أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى عَلَيْهِ ، وَإِلاَّ قَالَ : صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَلَمَّا فَتَحَ الله عَلَيْهِ الْفُتُوحَ ، قَالَ : أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَمَنْ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ ، فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ ، وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ .

4- باب فيمن أنظر معسراً أو وضع عنه

2929- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ ، أَوْ مَحَا عَنْهُ ، كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

2929/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، أَنَّهُ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ ، فَكَانَ يَأْتِيهِ يَتَقَاضَاهُ ، فَيُغَيَّبُ عَنْهُ ، فَجَاءَهُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَسَأَلَ عَنْهُ صَبِّيًا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، هُوَ فِي الْبَيْتِ يَأْكُلُ خَزِيرَةً ، فَنَادَاهُ : يَا فُلاَنُ ، اخْرُجْ ، فَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ هَا هُنَا ، فَخَرَجَ ، فَقَالَ : مَا غَيَّبَكَ عَنِّي ؟ فَقَالَ : إِنِّي مِعْسَرٌ وَلَيْسَ عِنْدِي شَيْءٌ قَالَ : فَلاَ تَفْعَلْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ ، وَبِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ.@

(3/376)

2929/3- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ بِلَفْظٍ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنَجِّيَهُ الله مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَنْ يُظِلَّهُ تَحْتَ عَرْشِهِ ، فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْيَسَرِ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ، وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَأَقَرَّهُ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ عَلَى ذَلِكَ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، بَلْ هُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ كَمَا تَقَدَّمَ.

الخَزِيرَةُ بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ ، وَكَسْرِ الزَّايِ ، وَفَتْحِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَةِ : هِيَ : حِسَاءٌ يُعْمَلُ بِلَحْمٍ.

2930- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ زَمْعَةَ ، عن الزهري , عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَرَّ بِهِ ، وَهُوَ مُلاَزِمٌ رَجُلاً فِي أُوقِيَتَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَكَذَا لِلرَّجُلِ بِيَدِهِ : أَيْ ضَعْ عَنْهُ الشَّطْرَ فَقَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ : أَدِّ إِلَيْهِ مَا بَقِيَ مِنْ حَقِّهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ.

2931- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ ، عَنْ زَيْدٍ الْعَجَمِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُحِبُّ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ ، وَتُكْشَفَ كُرْبَتُهُ ، فَلْيُيَسِرْ عَلَى مُعْسِرٍ.@

(3/377)

2931/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ زَيْدِ الْعَمِيِّ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ هَذَا ، عَلَى زَيْدِ الْعَمِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .

رَوَاهُ ابْنُ ماجة بِاخْتِصَارٍ مَعَ اخْتِلاَفٍ ، وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ.

5- باب فيمن اقترض دراهم فقضى أجود منها طيبة به نفسه

2932- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا هشام بن أبي عَبد الله ، حَدَّثَنَا القاسم بن أبي بزة ، عن عطاء بن يعقوب ، قال : استسلف ابن عُمَر ألف درهم ، فقضاني دراهم أجود منها ، فقلت له : إن دراهمك أجود من دراهمي ! قال : ما كان منها من فضل نائل لك من عندي.

2932/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو أحمد المهرجاني ، حَدَّثَنَا أبو بكر بن جعفر المزكي ، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم ، حَدَّثَنَا ابن بكير ، حَدَّثَنَا مالك ، عن حميد بن قيس ، عن مجاهد قال : استسلف عَبد الله بن عُمَر من رجل دراهم ، ثم قضى له دراهم خيًرا منها ، فقال الرجل : يا أبا عَبد الرحمن ، هذه خير من دراهمي التي أسلفتك ! فقال عَبد الله : قد علمت ذلك ، ولكن نفسي بذلك طيبة.

6- باب لا يترك دين إلا قضي

2933- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يُتْرَكُ مُفْرَحٌ فِي الإِسْلاَمِ ، أَوْ قَالَ : مُفْرَجٌ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الله .

وَالْمُرَادُ : لاَ يُتْرَكُ دَيْنٌ إِلاَّ قُضِيَ يُقَالُ : أَفْرَجهُ الدَّيْنُ إِذَا أَثْقَلَهُ وَيُرْوَى بِالْجِيمِ أَيْضًا.@

(3/378)

2934- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ عَلِيٍّ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ يَقْضِي دَيْنِي ، وَيُنْجِزُ وَعْدِي ، وَأَدْعُو الله أَنْ يَجْعَلَهُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الله هُوَ : ابْنُ الزُّبَيْرِ ، وَالْمِنْهَالُ هُوَ : ابْنُ عَمْرٍو الأَسَدِيُّ.

2935- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، وَسَعِيدٍ الْمُقَبْرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، عَلِيَّ حَجَّةُ الإِسْلاَمِ ، وَعَلَيَّ دَيْنٌ ؟ قَالَ : اقْضِ دَيْنَكَ .

7- باب في هدية المديون لصاحب الدين وفي كل قرض جر منفعة

2936- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن علي بن المبارك ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، حدثني قيلويه أبو صالح قال : كان لي على علج عشرون درهمًا ، فأهدى إليَّ هدية ، فسألت ابن عباس قال : احسب ثمن الهدية وخذ البقية.

هذا إسناد رجاله ثقات.

2936/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي رَجُلٍ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ عِشْرُونَ دِرْهَمًا ، فَجَعَلَ يَهْدِي إِلَيْهِ ، وَجَعَلَ كُلَّمَا أَهْدَى إِلَيْهِ هَدِيَّةً بَاعَهَا ، حَتَّى بَلَغَ ثَمَنُهَا ثَلاَثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لاَ تَأْخُذْ مِنْهُ إِلاَّ سَبْعَةَ درَاهِمَ.@

(3/379)

2936/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، عَنِ الْحَاكِمِ بِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ من حديث أنس بن مالك ، رواه ابن ماجة .

2937- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ ، أَنْبَأَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ ، عَنْ عِمَارَةَ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ مَنْفَعَةً فَهُوَ رِبًا.

هذا إسناد ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ سَوَّارِ بْنِ مُصْعَبٍ الهمداني .

وَلَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ عَلَى فِضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، وَلَفْظُهُ : كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ مَنْفَعَةً ، فَهُوَ وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ الرِّبَا.

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى ، وَاللَّفْظُ لَهُ.

8- باب إنما جزاء السلف القضاء والحمد

2938- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اسْتَسْلَفَهُ ثَلاَثِينَ أَلْفًا ، وَأَرْبَعِينَ أَلْفًا حَيْثُ غَزَا حُنَيْنًا ، فَلَمَّا قَدِمَ قَضَاهُ إِيَّاهَا ، وَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَارَكَ الله لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ وَقَالَ : وَإِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْقَضَاءُ وَالْحَمْدُ .

2938/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اسْتَسْلَفَ مِنْهُ ثَلاَثِينَ أَلْفًا ، أَوْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا حِينَ غَزَا حُنَيْنًا ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.@

(3/380)

9- باب في مطل الغني

2939- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَطْلُ الْغِنَى ظُلْمٌ ، وَمَنْ أُحِيلَ عَلَى مَلِئٍ ، فَلْيَحْتَلْ.

2939/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَمِيلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ .

قَالَ الْبَزَّارُ : إِسْمَاعِيلُ لَيِّنٌ ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ. انتهى .

لكن له شاهد من حديث أبي هريرة ، رواه أصحاب الكتب الستة.

10- باب

2940- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَهُ أن اليهود حِينَ أَمَرَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِإِجْلاَئِهِمْ ، قَالُوا : إِنَّ لَنَا دُيُونًا ؟ قَالَ : فَخُذُوا وَضَعُوا .

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ بِمِثْلِ ذَلِكَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنِ ابْنِ الأَشْهَلِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : وَسمَّانِيَ ابْنَ عَبْدِ الأَشْهَلِ .@

(3/381)

36- كتاب الإجارة

2941- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ رَشْحُهُ.

2941/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِدِ بْنِ بِلاَلٍ الْبَزَّازُ ، حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ يَعْنِي : الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ : أَخْبَرَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ... فذكره ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ ابْنُ ماجة فِي سُنَنِهِ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله .

وبالجملة فَهَذَا المتن مَعَ غَرَابَتِهِ يَكْتَسِبُ بِكَثْرَةِ طُرُقِهِ قَوَّةً والله أعلم .

2942- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ ، حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الله يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ.

2943- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْتٍ أَتَكَارَى مِنْهُ @

(3/382)

بَيْتًا فِي دَارِهِ ، فَقَالَ : تَكَارَى فَإِنَّهَا مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ هِيَ لَهُ ، مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ يَسْكُنُهَا فَقُلْتُ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ذَلِكَ ؟ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَدْ نَحَرْتُ جَزُورًا ، وَقَدْ أَمَرَ بِقَسْمِهَا ، فَقَالَ لِلَّذِي يَقْسِمُهَا : أَعْطِ عَمْرًا مِنْهَا قِسْمًا فَلَمْ يُعْطِنِي ، وَأَغْفَلَنِي ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ ، أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَبَيْنَ يَدَيْهِ دَرَاهِمُ ، فَقَالَ : أَخَذْتَ الْقِسْمَ الَّذِي أَمَرْتُ لَكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا أَعْطَانِي شَيْئًا قَالَ : فَتَنَاوَلَ كَفًّا مِنَ الدَّرَاهِمِ فَأَعْطَانِي ، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أُمِّي ، فَقُلْتُ : خُذِي هَذِهِ الدَّرَاهِمَ الَّتِي أَخَذَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِهِ ، ثُمَّ أَعْطَانِيهَا ، أَمْسِكِيهَا حَتَّى نَنْظُرَ فِي أي شَيْءٍ نَضْعُهَا ، ثُمَّ ضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرْبًا بِهِ ، حَتَّى اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الدَّارَ قَالَتْ أُمِّي : إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَنْقُدَ ثَمَنَهَا ، فَلاَ تَنْقُدْ حَتَّى تَدْعُوَنِي أَدْعُ لَكَ بِالْبَرَكَةِ ، فَدَعَوْتُهَا حِينَ هَيْأَتُهَا ، فَقَالَتْ لِي : خُذْ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ ، فَنَثَرْتُهَا فِيهَا ، ثُمَّ خَلَطْتُهَا ، وَقَالَتْ : اذْهَبْ بِهَا.@

(3/383)

37- كتاب المزارعة

1- باب الغراس

2944- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْرِسَهَا ، فَلْيَفْعَلْ.

2944/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.

2944/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.

2944/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : قَالَ حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ... فَذَكَرَهُ.

2944/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، وَفِي حَدِيثِ بَسَّامٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ... فَذَكَرَهُ.

2945- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْعَزِيزِ الليثي ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أبيَ أَيُّوبَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ غَرَسَ غِرَاسًا فَأَثْمَرَ ، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ بِعَدَدِ ذَلِكَ الثَّمَرِ.

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، غَيْرَ أَنَّ أَبا عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَدْ وَثَّقَهُ مَالِكٌ ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَضَعَّفَهُ أبو حاتم وأبو زرعة وَالْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ .

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ من طريقه .@

(3/384)

2946- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى ، حَدَّثَنَا رِشْدِينٌ ، أَنَّ زَبَّانَ هُوَ : ابْنُ فَائِدٍ ، حَدَّثَهُمْ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ بَنَى بُنْيَانًا فِي غَيْرِ ظُلْمٍ ، وَلاَ اعْتِدَاءٍ ، وَمَنْ غَرَسَ غَرْسًا ، فِي غَيْرِ ظُلْمٍ ، وَلاَ اعْتِدَاءٍ ، كَانَ لَهُ أَجْرٌ جَارهٍ مَا انْتَفَعَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ.

2- باب النهي عن الحصاد والجداد في الليل

2947- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ حَصَادِ اللَّيْلِ وَجَدَادِ اللَّيْلِ .

2947/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ جَدَادِ اللَّيْلِ وَحَصَادِهِ.

2947/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ.

2947/4- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ ، عَنِ ابْنِ السَّرْحِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِ مُسَدَّدٍ وَمَتْنِهِ ، وَزَادَ وَصِرَامَ اللَّيْلِ .

3- باب في المزارعة

2948- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا يحيى بن سعيد القطان ، حَدَّثَنَا أبو سلمة : سألت أبا جعفر - يعني : محمد بن علي بن الحسين : ما المخابرة ؟ قال : المقاسمة.@

(3/385)

2949- قَالَ : وَحَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ أَنَّ رَجُلاً كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : هَلْ لَكَ أَنْ أُزَارِعَكَ فَمَا أَخْرَجَ الله مِنْ شَيْءٍ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالاَ : سَلِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلَهُ ، فَلَمْ يُرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا ، فَقَالَ لَهُمَا : إِنَّهُ لَمْ يُرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا ، فَقَالاَ لَهُ : انْطَلِقْ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ حَرَامًا نَهَاكَ عَنْهُ ، فَزَارِعْهُ حَتَّى إِذَا اهْتَزَّ زَرْعُهُ ، أَوِ اخْضَرَّ ، وَكَانَ عَلَى طَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَرَّ بِهِ يَوْمًا ، فَقَالَ : لِمَنْ هَذِهِ الأَرْضُ ؟ فَقَالُوا : لِفُلاَنٍ زَارَعَ بِهَا فُلاَنًا ؟ فَقَالَ : ادْعُهُمَا فَجَاءَا جَمِيعًا فَقَالَ لِصَاحِبِ الأَرْضِ : رُدَّ إِلَى هَذَا مَا أَنْفَقَ فِي أَرْضِكَ ، وَلَكَ مَا أَخْرَجَتْ أَرْضُكَ.

لَمْ يُخَرِّجُوهُ بِهَذَا السِّيَاقِ.

2950- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ ، قَالَ : بَعَثَنِي عَمِّي مَعَ غُلاَمٍ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُ فِي الْمُزَارَعَةِ ؟ فَقَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَرَى بِهَا بَأْسًا ، حَتَّى حُدَّثَ ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ فِيهَا حَدِيثًا : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَتَى بَنِي حَارِثَةَ ، فَرَأَى زَرْعًا فِي أَرْضٍ ، فَقَالَ : مَا أَحْسَنَ زَرْعُ ظُهَيْرٍ فَقَالُوا : إِنَّهُ لَيْسَ لِظُهَيْرٍ قَالَ : أَلَيْسَتْ أَرْضُ ظُهَيْرٍ ؟ قَالُوا : بَلَى ، وَلَكِنَّهُ زَارَعَ فُلاَنًا قَالَ : فَرُدُّوا عَلَيْهِ نَفَقَتَهُ ، وَخُذُوا زَرْعَكُمْ قَالَ رَافِعٌ : فَأَخَذْنَا زَرْعَنَا ، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ نَفَقَتَهُ.

هذا إسناد رجاله ثقات.

2951- قَالَ إسحاق : وَأنبأنا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ كَرْيِ الْمُزَارِعِ ، وَالإِجَارَةِ إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ أَرْضًا ، أَوْ يُعَارُ قَالَ : فَأَعَارَنِي أَرْضًا فَزَرَعَهَا ، وَبَنَى فِيهَا بَيْتًا ، فَرَكِبَ أَبِي يَوْمًا ، فَرَأَى الْبُنْيَانَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : بِنَاءُ الَّذِي أَعَرْتَهُ أَرْضَكَ ؟ فَقَالَ : أَعِوَضًا مِمَّا أَعَرْتُهُ ؟ فَأَمَرَ بِالْبُنْيَانِ فَهُدِمَ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، بَعْضُهُ مُرْسَلٌ ، وَبَعْضُهُ مَوْقُوفٌ.@

(3/386)

4- باب إقطاع الأرض

2952- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَامَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا خَرَجَ مِنْ زَرْعٍ ، أَوْ تَمْرٍ ، فَكَانَ يُعْطِي أَزْوَاجَهُ كُلَّ عَامٍ مِئَةَ وَسْقٍ بِثَمَانِينَ ، وَسْقًا تَمْرًا ، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا ، فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَسَمَ خَيْبَرَ ، فَخَيَّرَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ أَنْ يَقْطَعَ لَهُنَّ مِنَ الأَرْضِ ، أَوْ يُمْضِي لهن الوْسُوُقَ ، فَاخْتَلَفْنَ ، فَمِنْهُنَّ مَنِ اخْتَارَ الْوُسُوقَ ، فَكَانَتْ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ مِمَّنِ اخْتَارَ الْوُسُوقَ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/387)

38- كتاب إحياء الموات

2953- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا زَمْعَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعِبَادُ عِبَادُ الله ، وَالْبِلاَدُ بِلاَدُ الله ، فَمَنْ أَحْيَا مِنْ مَوَاتِ الأَرْضِ شَيْئًا ، فَهُوَ لَهُ ، ولَيْسَ لِعِرْقِ ظَالِمٍ حَقٌّ .

2953/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَعْمَرَ أَرْضًا لَيْسَتْ لأَحَدٍ ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا.

َ2953/3- ورَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فذكره.

2954- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى , عن مالك بن أنس ، حدثني الزُّهْرِيّ ، عن سالم بن عَبد الله ، عن أبيه ، عن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : من أحيا أرضًا ميتة فهي له.

هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين موقوف.

2954/2- رواه البيهقي في سننه : حَدَّثَنَا أبو أحمد المهرجاني ، قال : أَنْبَأَنَا أبو بكر بن جعفر المزكي ، حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم ، حَدَّثَنَا ابن بكير ، حَدَّثَنَا مالك ... فذكره.

2954/3- قال : وأنبأنا أبو سعيد بن أبي عَمْرو ، حَدَّثَنَا أبو العباس - هو الأصم - حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفان ، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن الزُّهْرِيّ ، عن سالم بن عَبد الله ، عن أبيه قال : كان الناس يتحجرون على عهد عُمَر ، فقال : من أحيا أرضًا فهي له زاد مالك : مواتا .

وقال يحيى : كأنه لم يجعلها له بالتحجير حتى يحييها.@

(3/388)

2955- قال البيهقي : وأنبأنا أبو سعيد ، حَدَّثَنَا أبو العباس ، حَدَّثَنَا الحسن ، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنَا ابن المبارك ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن عَمْرو بن شعيب أن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، جعل التحجير ثلاث سنين؛ فإن تركها حتى تمضي ثلاث سنين فأحياها غيره فهو أحق بها.

2956- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله , رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ أَحَاطَ حَائِطًا عَلَى أَرْضٍ ، فَهِيَ لَهُ .

2956/2- قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنِ أبي رَافِعٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً ، فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ.

2956/3- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ... فذكره.

2956/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خُدَيْجٍ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.

2956/5- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنْبَأَنَا لَيْثٌ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَحْيَا أَرْضًا دَعْوَةً مِنَ الْمِصْرِ ، أَوْ مَيْتَةً مِنَ الْمِصْرِ ، فَهِيَ لَهُ.@

(3/389)

2956/6- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمِنْهَالِ بْنِ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ ، بِالْبَصْرَةِ ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ الثَّانِي.

2956/7- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فذكره.

2956/8- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ ، بِالْبَصْرَةِ ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ... فذكره .

2956/9- قَالَ : وَأنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ علان ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.

2957- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ أَحْيَا مَوَاتًا مِنَ الأَرْضِ فِي غَيْرِ حَقِّ مُسْلِمٍ ، فَهِيَ لَهُ ، وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ.

2957/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَيُّوبَ الصُّبَغِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الله.

قُلْتُ : مَدَارُ إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الله ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ.@

(3/390)

39- كتاب الوقف

2958- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن إسماعيل بن أمية ، عمن سمع ابن عُمَر : سئل عن رجل جعل شيئًا في سبيل الله ، أيصرفه إلى غيره ؟ قال : أمضه حيث جعله صاحبه. قال : أما والله ما سبيل الله أن يضرب بعضكم رقاب بعض.@

(3/391)

40- كتاب الهبات وفيه عطية الرجل ولده

1- باب الحث على الهدية

2959- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تَهَادُوا ، فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ ، وَلاَ تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا ، وَلَوْ نِصْفَ فِرْسِنِ شَاةٍ .

2959/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمَسْتَدْرَكِ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : تَهَادُوا تَحَابُّوا.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : قَالَ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله الْبُوشَنْجِيَّ ، يَقُولُ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَهَادُوا تَحَابُّوا بِالتَّشْدِيدِ فِي الْمَحَبَّةِ ، وَإِذَا قَالَ : بِالتَّخْفِيفِ ، فَإِنَّهُ مِنَ الْمُحَابَاةِ.

الْوَحَرُ ، بِفَتْحِ الحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَآخِرُهُ رَاءٌ هُوَ : غِشُّ الصَّدْرِ وَعَدَاوَتُهُ ، قَالَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبِ.

2960- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الله حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ لاَ تَحْقِرَنَّ إِحْدَاكُنَّ جَارَتَهَا ، وَلَوْ كِرَاعَ شَاةِ مُحْرَقٍ .

2961- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ رِجُلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَزَاوَرُوا ، وَتَهَادُوا ، فَإِنَّ الزِّيَارَةَ تُثَبِّتُ الْوُدَّ ، وَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تَسُلُّ السَّخِيمَةَ.

السَّخِيمَةُ : الضَّغِينَةُ وَالْعَدَاوَةُ ، وَالْجَمْعُ سَخَائِمُ.@

(3/392)

2962- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا جَبَابَةُ بِنْتُ عَجْلاَنَ ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَفْصٍ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ سمعت النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : تَهَادُوا ، فَإِنَّهُ يُضَعِّفُ الْحُبَّ وَيُذْهِبُ الْغَوَائِلَ .

2- باب قبول الهدية

2963- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ ، وَأَجِيبُوا الدَّاعِيَ ، وَلاَ تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ.

2963/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره.

2963/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أبي وَائِلٍ ... فذكره .

وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الصَّدَاقِ ، فِي بَابِ وَلِيمَةِ العرس .@

(3/393)

2964- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِرَجُلٍ : هِبْهُ لِي ، أَوْ بِعْنِيهِ ، يعني : جَمَلا قَالَ : بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ الله ، فَقَالَ : فَوَسَمَهُ سِمَةَ الصَّدَاقَةِ ، وَبَعَثَ بِهِ.

هَذَا إِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2965- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ ، فَجَاءَتْهُ أُمُّ سُنْبَلَةَ الأَعْرَابِيَّةَ بِقعبِ لَبَنٍ أَهْدَتْهُ لَهُ ، قَالَ : أَفْرِغِي مِنْهُ فِي هَذَا الْقَعْبِ فَأَفْرَغَتْهُ ، فَتَنَاوَلَهُ فَشَرِبَ ، فَقُلْتُ : أَلَمْ تَقُلْ : لاَ أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعَرَابِيٍّ فَقَالَ : إِنَّ أَعْرَابَ أَسْلَمَ ، لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ ، وَلَكِنَّهُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا ، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ ، إِنْ دَعَوْنَا أَجَبْنَاهُمْ ، وَإِنْ دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُونَا.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لَتَدْلِيسِ مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ.

2966- وَقَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَصْبَهَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيِقِ ، قَالَ : نَزَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَ ابْنٍ لَهَا بِشَاةٍ ، فَحَلَبَ ، ثُمَّ قَالَ : انْطَلِقْ بِهِ إِلَى أُمِّكَ فَشَرِبْتُ حَتَّى رُويتُ ، ثُمَّ جَاءَ بِشَاةٍ أُخْرَى ، فَحَلَبَ ، ثُمَّ سَقَى أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ جَاءَ بِشَاةٍ أُخْرَى ، فَحَلَبَ ، ثُمَّ شَرِبَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ محمد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى.@

(3/394)

3- باب ما جاء في الهدية بالحلة والمسك

2967- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ ، قَالَتْ : لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُمَّ سَلَمَةَ ، قَالَ لَهَا : إِنِّي أَهْدَيْتُ إِلَى النَّجَاشِيِّ حُلَّةً وَأَوَاقِي مِنْ مِسْكٍ ، وَلاَ أَرَى النَّجَاشِيَّ إِلاَّ قَدْ مَاتَ ، وَلاَ أَرَى إِلاَّ هَدِيَّتِي مَرْدُودَةً عَلَيَّ ، فَإِنْ رُدَّتْ عَلَيَّ فَهِيَ لَكِ فَكَانَ كَمَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَرُدَّتْ عَلَيْهِ هَدِيَّتُهُ ، فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوقِيَّةً مِنْ مِسْكٍ ، وَأَعْطَى أُمَّ سَلَمَةَ بَقِيَّةَ الْمِسْكِ وَالْحُلَّةَ.

2967/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ ، قَالَتْ : لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.

2967/3- ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ... فذكره .

2967/4- وَقَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ... فذكره ، وَقَالَ : عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.

2967/5- ورَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ يَزِيدَ الْقَطَّانُ ، بِالرِّقَّةِ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا تَزَوَّجَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ النَّجَاشِيَّ حُلَّةً ... فَذَكَرَهُ.

2967/6- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عبد الله الْحَافِظُ : أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَنَا وَهْبٌ : حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أمه ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.@

(3/395)

2967/7- وَعَن الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ .

2967/8- وَقَالَ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ... فذكره.

2968- وقال أبو يعلى : حدثنا هاشم بن الحارث ، حَدَّثَنَا عُبَيد اللهِ بن عَمْرو ، عن أيوب ، عن ابن سيرين قال : استوهبت من أم سليم من المسك التي كانت تعجنه بعرق النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فوهبت لي منه ، فلما مات محمد حنط بذلك المسك.

4- باب جواز الهدية بالجواري والبغال

2969- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَهْدَى أَمِيرُ الْقِبْطِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَارِيَتَيْنِ أُخْتَيْنِ ، وَبَغْلَةً ، فَكَانَ يَرْكَبُ الْبَغْلَةَ بِالْمَدِينَةِ ، وَاتَّخَذَ إِحْدَى الْجَارِيِتَيْنِ لِنَفْسِهِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ ، وَوَهَبَ الأُخْرَى لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ.

2969/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْبَجَلِيُّ ... فذكره.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَسَيَأْتِي فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي الْوَلِيمَةِ : أَجِيبُوا الدَّاعِيَ ، وَلاَ تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ.@

(3/396)

5- باب جواز هبة ما في بطون الأنعام

2970- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو موسى ، وعبد اللّه بن معاذ قالا : حَدَّثَنَا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أنس قال : لما دعا نبي الله موسى صاحبه إلى الأجل الذي كان بينهما قال له صاحبه : كل شاة ولدت على غير لونها فلك ولدها. قال : فعمد فوضع حبالا على الماء ، فلما رأت الحبال فزعت ، فحال حوله فولدن كلهن برقًا إلاَّ شاة واحدة فذهب بأولادهن ذلك العام.

هذا إسناد رجاله ثقات.

6- باب التسوية بين الأولاد في العطية

2971- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يُوسُفَ الأَرْحَبِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَوُّوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ ، فَلَوْ كُنْتُ مُفَضِّلاً أَحَدًا لَفَضَّلْتُ النِّسَاءَ.

رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ نَجْدَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ... فذكره.

قُلْتُ : الْجُمْلَةُ الأُولَى لَهَا شَاهِدٍ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ ، رَوَاهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ السِّتَةِ.@

(3/397)

7- باب المكافأة في الهبة والهدية

2972- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن داود بن الحصين ، عن أبي غطفان ، عن مروان بن الحكم قال : قال عُمَر من وهب هبة لصلة رحم أو على وجه الصدقة فهي جائزة ، ومن وهب هبة يرى أنه إنما أراد الثواب فهو أحق بها إن لم يرض.

2972/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس ، أَنْبَأَنَا محمد بن عَبد الله بن عبد الحكم ، أَنْبَأَنَا ابن وهب ، أنه سمع مالك بن أنس يقول : حدثني داود بن الحصين ، أن أبا غطفان بن طريف المري أخبره عن مروان بن الحكم قال : قال عُمَر بن الخطاب : من وهب هبة لصلة رحم أو على وجه صدقة فإنه لا يرجع فيها ، ومن وهب هبة يرى أنه إنما أراد بها الثواب فهو على هبته ، يرجع فيها إن لم يرض منها.

2973- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ ، أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا ، وَكَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْعُكَّةَ مِنَ السَّمْنِ وَالْعُكَّةَ مِنَ الْعَسَلِ ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَتَقَاضَاهُ جَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ الله ، أَعْطِ هَذَا ثَمَنَ مَتَاعِهِ ، فَمَا يَزِيدُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَبْتَسِمَ ، وَيَأْمُرَ بِهِ فَيُعْطَى.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.@

(3/398)

8- باب من أهديت إليه هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها , قال البخاري : لم يصح ذلك

2974- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ العطار الحمصي ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاَءِ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عبيد الله ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ جُلُوسٌ ، فَهُمْ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ يَحْيَى بْنِ الْعَلاَءِ.

2975- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : أَهْدَى الأُكَيْدِرُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَرَّةً مِنْ مَنٍّ ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُعْطِي أَصْحَابَهُ مِنْهَا قِطْعَةً ، وَأَعْطَى جَابِرًا قِطْعَةً ، ثُمَّ عَادَ ، فَأَعْطَاهُ قِطْعَةً أُخْرَى ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، قَدْ أَعْطَيْتَنِي مَرَّةً ؟ فَقَالَ : هَذَا لِبَنَاتِ عَبْدِ الله يَعْنِي : أَخَوَاتِهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.

2976- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا مَنْدَلٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ ، فَهُمْ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا.

2976/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن منصور ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ السِّمْنَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ... فذكره.@

(3/399)

2976/3- وَعَن الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ به .

وَقَالَ : رَوَاهُ أَبُو الأَزْهَرِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ... فذكره ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا غَيْرَ مَرْفُوعٍ ، وَهُوَ أَصَحُّ.

2976/4- قَالَ الْبَيْهَقِيّ : وَأنبأنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بن الشَّرْقِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ ... فذكره.

9- باب ما يجوز من الرجوع في الهبة وما لا يجوز

2977- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ ، كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قََيْئِهِِ.

هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2978- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ.

هَذَا حُكْمُهُ حُكْمُ الإِسْنَادِ قَبْلَهُ.

2979- قال مُسَدَّد : وحدثنا يحيى , عن سفيان : حدثني معمر , عن الزهري , عن عمر بن الخطاب في رجل وهب بهيمة فولدت , فأراد أن يرجع فيها فقال : يرجع في قيمتها .

هَذَا إِسْنَادٌ موقوف رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2980- قال مُسَدَّد : وحدثنا يحيى , عن سفيان : حدثني إسماعيل بن أمية , عن عمر بن عبد العزيز في رجل وهب وصيفة فشبت , ثم أراد أن يرجع فيها قال : يرجع في القيمة علانية.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2981- قال مُسَدَّد : وحدثنا يحيى , عن سفيان : حدثني طارق بن عبد الرحمن , عن الشعبي قال : إذا استهلك الهبة فليس لصاحبها أن يعود فيها.

هَذَا إِسْنَادٌ مقطوع رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/400)

2982- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ ، كَالْكَلْبِ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أرطأة ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

10- باب هدية المشرك ومنحته للمسلم

2983- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يُخَالِطُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، يُقَالُ لَهُ : عِيَاضٌ ، فَأَهْدَى لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَدِيَّةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَسْلَمْتَ ، أَوْ كُنْتَ أَسْلَمْتَ ؟ قَالَ : لاَ قَالَ لَهُ : لاَ يَحِلُّ لَنَا زَبْدُ الْمُشْرِكِينَ.

قُلْتُ : لِلْحَسَنِ : مَا الزَّبْدُ ؟ قَالَ : الرِّفْدُ.

2983/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ ، أَنَّهُ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَدِيَّةً فَرَدَّهَا ، وَكَانَ صَدِيقًا لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : إِنَّا لاَ نَقْبَلُ زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ.

قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ : مَا زَبْدُهُمْ ؟ قَالَ : عَطِيَّتُهُمْ وَهِبَتُهُمْ.

2984- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ بْنُ عَبْدِ الله الْخُولاَنِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ مَنَحَهُ الْمُشْرِكُونَ أَرْضًا ، فَلاَ أَرْضَ لَهُ.

وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي آخِرِ كِتَابِ الْجِهَادِ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.@

(3/401)

41- كتاب اللقطة

1- باب فيمن وجد صبيا ضالا

2985- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، حَدَّثَنَا فَائِدَةُ أَبُو الْوَرْقَاءِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : خَرَجْتُ ، فَإِذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ قُعُودٌ ، وَإِذَا غُلاَمٌ صَغِيرٌ يَبْكِي ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعُمَرَ : ضُمَّ الصَّبِيَّ إِلَيْكَ ، فَإِنَّهُ ضَالٌّ فَضَمَّهُ عُمَرُ إِلَيْهِ ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ ، إِذِ الْمَرْأَةُ تُوَلْوِلُ ، أَظُنُّهُ قَالَ : وَتَقُولُ : وَابْنَتَاهْ ، وَتَبْكِي ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَادِ الْمَرْأَةَ ، فَإِنَّهَا أُمُّ الصَّبِيِّ ، وَهِيَ كَاشِفَةٌ عَنْ رَأْسَهَا لَيْسَ عَلَى رَأْسِهَا خِمَارٌ ، جَزَعًا عَلَى ابْنِهَا ، فَجَاءَتْ حَتَّى قَبَضَتِ الصَّبِيَّ مِنْ حِجْرِ عُمَرَ ، وَهِيَ تَبْكِي ، وَالصَّبِيُّ فِي حِجْرِهَا ، فَالْتَفَتَتْ ، فَلَمَّا رَأَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتْ : وَا خَزْيَاهْ ، أَلاَ أَرَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عِنْدَ ذَلِكَ : أَتَرَوْنَ هَذِهِ رَحِيمَةً بِوَلَدِهَا ؟ فَقَالَ أَصْحَابُهُ : بَلَى ، يا رَسُولَ الله كَفَى بِهَذِهِ رَحْمَةً فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، للَّهُ أَرْحَمُ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذِهِ بَوَلَدِهَا.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، فَائِدَةُ أَبُو الْوَرْقَاءِ مَتْرُوكٌ.

2- باب ما جاء في كثير اللقطة وقليلها

2986- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : سَمِعْنَاهُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ ، وَيَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي كَنْزٍ وَجَدَهُ رَجُلٌ : إِنْ كُنْتَ وَجَدْتَهُ فِي قَرْيَةٍ مَسْكُونَةٍ ، أَوْ فِي سَبِيلٍ مَيْتَاءَ فَعَرِّفْهُ ، وَإِنْ كُنْتَ وَجَدْتَهُ فِي خَرِبَةٍ جَاهِلِيَّةٍ ، أَوْ فِي قَرْيَةٍ غَيْرِ مَسْكُونَةٍ ، أَوْ غَيْرِ سَبِيلٍ مَيْتَاءَ ، فَفِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ.

هَذَا إِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

2987- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ جَدَّتِهِ حُكَيْمَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنِ الْتَقَطَ لُقْطَةً ثَوْبًا ، أَوْ شِبْهَهُ ، فَلْيُعَرِّفْهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا ، وَإِلاَّ فَلْيَتَصَدَّقْ بِهَا ، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَلْيُخيرْهُ .@

(3/402)

2987/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ يَعْلَى ، عَنْ جَدَّتِهِ حُكَيْمَةَ ، عَنْ أَبِيهَا يَعْلَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ الْتَقَطَ لُقَطَةً يَسِيرَةً دِرْهَمًا ، أَوْ حَبْلاً ، أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ ، فَلْيُعَرِّفْهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنْ كَانَ فَوْقَ ذَلِكَ ، فَلْيُعَرِّفْهُ سِتَّةَ أَيَّامٍ.

2987/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فذكره ، قَالَ يَزِيدُ فِيمَا يَروي يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.

2987/4- ورَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا يزيد بن هَارُونُ ... فذكره.

2987/5- وَعَن الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ .

وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ يَعْلَى ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَرَمَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَغَيْرُهُ بِشُرْبِ الْخَمْرِ.

قُلْتُ : وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَالدَّرَاقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.

2988- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ الْتَقَطَ دِينَارًا ، فَاشْتَرَى بِهِ دَقِيقًا ، فَعَرَفَهُ صَاحِبُ الدَّقِيقِ ، فَرَدَّ الدِّينَارَ عَلَيْهِ ، فَقَطَعَ عَلِيٌّ مِنْهُ قِيرَاطَيْنِ ، فَاشْتَرَى بِهِ لَحْمًا ، ثُمَّ أَتَى بِهِ فَاطِمَةَ ، فَقَالَ : اصْنَعِي لَنَا طَعَامًا ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَدَعَاهُ ، فَأَتَاهُ وَمَنْ مَعَهُ ، فَأَتَاهُمْ بِجَفْنَةٍ ، فَلَمَّا رَآهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْكَرَهَا ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : اللُّقَطَةُ اللُّقَطَةُ ؟ على الْقِيرَاطَانِ ، ضَعُوا أَيْدِيَكُمْ بِسْمِ الله.@

(3/403)

2988/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، عَنِ الْهَيْثَمِ ، عَنْ وَكِيعٍ دُونَ قَوْلِهِ : ثُمَّ أَتَى فَاطِمَةَ ... إِلَى آخِرِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ.

2989- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ الله بْنِ نَائِلٍ مَوْلاَةُ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهَا سَعْدٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَوَجَدَ تُفْرُوقَةً فِيهَا تَمْرَتَانِ ، فَأَخَذَ تَمْرَةً ، وَأَعْطَانِي تَمْرَةً.

2989/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله بْنِ يَزِيدَ الْحَّرَّانِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ الله يَعْنِي عُبَيْدَةَ بِنْتَ نَائِلٍ ... فذكره

قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ عَنْ سَعْدٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ .

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ , عثمان مختلف فيه .@

(3/404)

3- باب ضالة المؤمن حرق النار

2990- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ ، عَنِ الْجَارُودِ الْعَبْدِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ حَرْقُ النَّارِ .

2990/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْجُذَمِيِّ ، عَنِ الْجَارُودِ ، قَالَ : قُلْتُ : أَوْ قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، اللُّقَطَةُ نَجِدُهَا ؟ قَالَ : فَانْشُدْهَا ، وَلاَ تَكْتُمْ ، وَلاَ تُغَيِّبْ ، فَإِنْ وَجَدْتَ صَاحِبَهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ ، وَإِلاَّ فَمَالُ الله , عَزَّ وَجَلَّ , يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ.

2990/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْجُذَمِيِّ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.

2990/4- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فذكره.

قَالَ : وَحَدَّثَنَا محمد بن جعفر , عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ ، عَنِ الْجَارُودِ بْنِ الْمُعَلَّى أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرْقُ النَّارِ .

2991- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ يَأْوِي الضَّالَّةَ إِلاَّ ضَالٌّ.@

(3/405)

4- باب تعريف اللقطة

2992- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا المعتمر ، سمعت عُبَيد اللهِ بن عُمَر يحدث ، عن أيوب بن موسى ، عن أبيه - أو عن رجل ، عن أبيه - أنه قال لعمر بن الخطاب : إني وجدت دينارًا فالتقطت حتى بلغت مائة دينار. قال : عَرِّفها سنة ، فَعَرَّفها سنة ، ثم أتاه فقال : عَرفها سنة أخرى. قال : فَعَرفتها ثم أتاه في السنة الرابعة فقال : عَرِّفها ، ثم شأنك وشأنها.

2992/2- رواه البيهقي في سننه بغير هذا اللفظ فقال : أَنْبَأَنَا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا الربيع بن سليمان ، حَدَّثَنَا الشافعي ، حَدَّثَنَا مالك ، عن أيوب بن موسى ، عن معاوية بن عَبد الله بن بدر ، أن أباه أخبره : أنه نزل منزلا بالشام فوجد صرة فيها ثمانون دينارًا ، فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فقال له عُمَر : عرفها على أبواب المسجد ، واذكرها لمن تقدم من الشام سنة؛ فإذا مضت السنة فشأنك بها.

2993- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، عن أبي حمزة الأعرج عن جار له : سمعت ابن عُمَر يقول في اللقطة : ادفعوها إلى السلطان.

2994- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ ، قَالَ : لَقِيَهُ وَكَلَّمَهُ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : نُوَيْبة فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، نُوَيْبة خَيْرٍ ، أَوْ نُوَيْبة شَرٍّ ؟ قَالَ : لاَ بَلْ خَيْرٌ ، نُوَيْبة خَيْرٍ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، خَرَجْتُ @

(3/406)

مَعَ عَمٍّ لِي فِي سَفَرٍ فَأَدْرَكَهُ الْحَفَاءُ ، فَقَالَ : عِرْنِي حِذَاءَكَ فَقُلْتُ : لاَ أُعِيرُكَهَا ، أَوْ تُزَوِّجُنِي ابْنَتَكَ قَالَ : قَدْ زَوَّجْتُكَ قَالَ : فَلَمَّا أَتَيْنَا أَهْلَنَا بَعَثَ إِلَيَّ حِذَائِي ، وَقَالَ : لاَ امْرَأَةً لَكَ عِنْدِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعْهَا لاَ خَيْرَ لَكَ فِيهَا قَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ذَوْدًا عَلَى صَنَمٍ مِنْ أَصْنَامِ الْجَاهِلِيَّةِ ، قَالَ : أَوْفِ بِنَذْرِكَ ، وَلاَ تَأْثَمْ بِرِبِّكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ الله ، وَلاَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ ، وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، الوَرِقُ يُوجَدُ فِي الْقَرْيَةِ الْعَامِرَةِ ، أَوْ فِي الطَّرِيقِ الْمَأْتِيِّ ؟ فَقَالَ : عَرِّفْهَا حَوْلاً ، فَإِنْ جَاءَ بِاغِيهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ ، وَإِلاَّ فأحص وِعَاءَهَا ، وَوِكَاءَهَا وَعَدَدَهَا ، ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بِهَا قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، الوَرِقُ يُوجَدُ فِي الأَرْضِ الْعَارِيَةِ ؟ قَالَ : فِيهَا وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، كَلْبِي الْمُعَلَّمُ أُرْسِلُهُ فَيَصْطَادُ مِنْهُ مَا أُدْرِكُ فَأُذَكِّي ، وَمِنْهُ مَا لاَ أُدْرِكُ ؟ قَالَ : كُلْ مَا أَمْسَكَ عَلَيْكَ كَلْبُكَ الْمُعَلَّمُ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله ، قَوْسِي أَرْمِي بِهَا فَأُصِيبُ ، فَمِنْهُ أُذَكِّي ، وَمِنْهُ مَا لاَ أُدْرِكُ ؟ قَالَ : كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ قَالَ : قُلْتُ : أَرْمِي بِسَهْمَيْنِ ، فَيَتَوَارَى عَنِّي ، فَأُصِيبُهُ وَفِيهِ سَهْمِي أَعْرِفُهُ ، وَلاَ أَذْكُرُهُ ، لَيْسَ بِهِ أَثَرٌ سِوَاهُ ؟ قَالَ : فَإِنْ لَمْ تُضِلَّهُ وَأَصَبْتَهُ وَفِيهِ سَهْمُكَ تَعْرِفُهُ ، وَلاَ تُنْكِرُهُ ، لَيْسَ بِهِ أَثَرٌ سِوَاهُ ، فَكُلْ ، وَإِلاَّ فَلاَ تَأْكُلْ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله ، الشَّاةُ تُوجَدُ بِأَرْضٍ فَلاَةٍ ؟ قَالَ : كُلْهَا ، فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ ، أَوْ لأَخِيكَ ، أَوْ لِلذِّئْبِ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله ، الْبَعِيرُ أَوِ النَّاقَةُ تُوجَدُ فِي أَرْضٍ فَلاَةٍ عَلَيْهَا الْوِعَاءُ وَالسِّقَاءُ ؟ قَالَ : دَعْهَا مَا لَكَ وَلَهَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله قُدُورُ الْمُشْرِكِينَ نَطْبُخُ فِيهَا ؟ قَالَ لاَ تَطْبُخُوا فِيهَا قُلْتُ : فَإِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا فَلَمْ نَجِدْ مِنْهَا بُدًّا ؟ قَالَ : فَارْحَضُوهَا رَحْضًا حَسَنًا ، ثُمَّ اطْبُخُوا وَكُلُوا.

قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، عَنْ وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، كِلاَهُمَا عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِاخْتِصَارٍ.

وسيأتي في كتاب النكاح@

(3/407)

2995- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي نَمِرٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ عَلِيًّا أَتَاهُ بِدِينَارٍ وَجَدَهُ فِي السُّوقِ ، فَقَالَ : عَرِّفْهُ ثَلاَثًا ، فَعَرَّفَهُ فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يَعْرِفُهُ ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : كُلْهُ ، أَوْ شَأْنُكَ بِهِ فَابْتَاعَ مِنْهُ بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ شَعِيرًا ، وبِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ تَمْرًا ، وَابْتَاعَ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا ، وَبِدِرْهَمٍ زَيْتًا ، وَفَضَلَ عِنْدَهُ ثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ ، وَكَانَ الصَّرْفُ أَحَدَ عَشَرَ بِدِينَارٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ ، جَاءَ صَاحِبُهُ فَعَرَفَهُ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ كُلَّهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ جَاءَنَا شَيْءٌ أَدَّيْنَاهُ إِلَيْكَ.

قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقٍ ... .

2995/2- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا عَلِيٍّ بْنُ عَمْرُو ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدٍ ... فذكره.

قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَأَبُو بَكْرٍ هُوَ عِنْدِي ابْنُ أَبِي سَبُرَةَ ، وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ.@

(3/408)

5- باب الجعالة

2996- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي رباح وهو عَبد الله بن رباح ، عن أبي عَمْرو الشيباني قال : أتيت ابن مسعود بأُبّاق من عين التمر - أو قال : من القيس - فقال : أبشر بالأجر والغنيمة. قال : قلت : هذا الأجر ، فما الغنيمة ؟ قال : أربعون درهمًا - وهو بالكوفة.

2996/2- رواه البيهقي في سننه الكبرى : أَنْبَأَنَا أبو بكر محمد بن إبراهيم الحافظ ، أَنْبَأَنَا أبونصر العراقي ، أَنْبَأَنَا سفيان بن محمد الجوهري ، حَدَّثَنَا علي بن الحسن الهلالي ، حَدَّثَنَا عَبد الله بن الوليد ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي رباح ، عن أبي عَمْرو الشيباني قال : أصبت غلمانًا أُبَّاقًا بالعين ، فأتيت عَبد الله بن مسعود فذكرت ذلك له ، فقال : الأجر والغنيمة. قلت : هذا الأجر ، فما الغنيمة ؟ قال : أربعون درهمًا في كل رأس.

قال البيهقي : وهذا أمثل ما روي في هذا الباب ، قال : ويحتمل أن يكون عَبد الله عرف شرط مالكهم لمن ردهم : عن كل رأس أربعين درهمًا ، فأخبره بذلك.

2997- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَعَلَ جُعْلَ الآبِقِ إِذَا أُخِذَ خَارِجًا مِنَ الْمِصْرِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ.@

(3/409)

42- كتاب الوصايا

1- باب الوصية بتقوى الله

2998- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا ضِرْغَامَةُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي رَكْبِ الْحَيِّ ، فَلَمَّا أَرَدْتُ الرُّجُوعَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَوْصِنِي ، قَالَ : اتَّقِ الله ، وَإِذَا كُنْتَ فِي مَجْلِسٍ قُمْتَ ، فَسَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ مَا يُعْجِبُكَ فَأْتِهِ ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ مَا تَكْرَهُ فَلاَ تَأْتِهِ.

2998/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ... فذكره.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَضِرْغَامَةُ ، هُوَ ابْنُ عُلَيْبَةَ بْنِ حَرْمَلَةَ ، تَرْجَمَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

2999- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقمِيُّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَوْصِنِي ، قَالَ : عَلَيْكَ بِتَقْوَى الله ، فَإِنَّهُ جِمَاعُ كُلِّ خَيْرٍ ، وَبِالْجِهَادِ ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ الله ، وَتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الأَرْضِ ، وَذِكْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ ، وَاخْزِنْ لِسَانَكَ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ ، فَإِنَّكَ بِذَلِكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ .

2999/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ , يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مَرْوَانَ الْكِلاَعِيِّ ، وَعُقَيْلِ بْنِ مُدْرَكٍ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَجُلاً جَاءَهُ ، فَقَالَ : أَوْصِنِي ، فَقَالَ : سَأَلْتَ عَمَّا سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ قَبْلِكَ فَقَالَ : أُوصِيكَ بِتَقْوَى الله ... فذكره .@

(3/410)

3000- قال أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُصْعَبٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ يَضْرِبُ عَبَّاسَ بْنَ سَهْلٍ فِي أَمْر ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَأَتَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ، وَلَهُ ضَفِيرَتَانِ ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ : إِزَارٌ وَرِدَاءٌ ، فَوَقَفَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ ، فَقَالَ : يَا حَجَّاجُ ، أَلاَ تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِيكُمْ ؟ قَالَ : أُوصِي أَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِ الأَنْصَارِ ، وَيُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ قَالَ : فَأَرْسَلَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ ابن حبان.

2- باب وصية النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بعض أهله وما جاء في وصيته عند الموت

3001- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : دَخَلَ أَبُو طَلْحَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي شَكْوَتِهِ الَّتِي خَلَصَ فِيهَا ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَقْرِئْ أُمَّتَكَ السَّلاَمَ ، فَإِنَّهُمْ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ.

3002- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ ، فَقَالَ : لاَ تُشْرِكْ بِالله شَيْئًا ، وَإِنْ قُطِّعْتَ ، أَوْ حُرِّقْتَ بِالنَّارِ ، وَلاَ تَفِرَّ يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَإِنْ أَصَابَ النَّاسُ مَوْتَانُ ، وَأَنْتَ فِيهِمْ فَاثْبُتْ ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ عَنْ مَالِكَ ، وَلاَ تَتْرُكِ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّدًا ، فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ مُتَعَمِّدًا ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله تَعَالَى ، وَإِيَّاكَ وَالْخَمْرَ ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ ، وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ فَإِنَّهَا تُسْخِطُ الله , عَزَّ وَجَلَّ ، وَلاَ تُنَازِعِ الأَمْرَ أَهْلَهُ ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّهُ الْحَقُّ ، أَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ ، وَلاَ تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ ، وَأَخِفْهُمْ فِي الله , عَزَّ وَجَلَّ.@

(3/411)

3002/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُمَرُ ، حَدَّثَنَا غَيْرُ سَعِيدٍ ، أَنَّ الزُّهْرِيَّ ، قَالَ : كَانَ الْمُوَصِّي بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ.

3002/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجَوَيْهِ , حَدَّثَنَا أَبُو مِسْهَرٍ , حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ... فذكره ، إِلاَّ أَنَّهُ بِتَقْدِيمٍ وَتَأْخِيرٍ ، لَمْ يَذْكُرْ وَصِيَّةَ الزُّهْرِيِّ.

وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْهُ لاَ تَتْرُكِ الصَّلاَةَ إِلَى ذِمَّةُ الله تَعَالَى فَقَطْ.

3003- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَعَا عِنْدَ مَوْتِهِ بِصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ فِيهَا كِتَابًا لاَ يَضِلُّونَ بَعْدَهُ ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ لَغَطٌ ، فَنَكَّلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَرَفَضَهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .

3003/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ ... فذكر نَحْوَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَكَتَبَ فِيهَا كِتَابًا لأُمَّتِهِ ، قَالَ : لاَ تَظْلِمُونَ ، وَلاَ تُظْلَمُونَ.

هَذَا حَدِيثُ رِجَالٍ إِسْنَادُهُ ثِقَاتٌ.@

(3/412)

3- باب وصية النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه

3004- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَلِيُّ ، إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ : بِسْمِ الله ، اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ الْوُضُوءِ ، وَتَمَامَ الصَّلاَةِ ، وَتَمَامَ رِضْوَانِكَ ، وَتَمَامَ مَغْفِرَتِكَ ، فَهَذَا زَكَاةُ الْوُضُوءِ ، وَإِذَا أَكَلْتَ فَابْدَأْ بِالْمِلْحِ ، وَاخْتِمْ بِالْمِلْحِ ، فَإِنَّ الْمِلْحَ شِفَاءُ سَبْعِينَ دَاءً ، أَوَّلُهَا الْجُنُونُ ، وَالْجُذَامُ ، وَالْبَرَصُ ، وَوَجَعَ الأَضْرَاسِ ، وَوَجَعُ الْحَلْقِ ، وَوَجَعُ الْبَطْنِ ، وَيَا عَلِيُّ ، كُلِّ الزَّيْتَ ، وَادْهُنْ بِالزَّيْتِ ، فَإِنَّهُ مَنْ أَدْهَنَ بِالزَّيْتِ لَمْ يَقْرَبْهُ الشَّيْطَانُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، وَيَا عَلِيُّ ، لاَ تَسْتَقْبِلِ الشَّمْسَ ، فَإِنَّ اسْتِقْبَالَهَا دَاءٌ ، وَاسْتِدْبَارَهَا دَوَاءٌ ، وَلاَ تُجَامِعِ امْرَأَتَكَ فِي نِصْفِ الشَّهْرِ ، وَلاَ عِنْدَ غُرَّةِ الْهِلاَلِ ، أَمَا رَأَيْتَ الْمَجَانِينَ يُصْرَعُونَ فِيهَا كَثِيرًا ؟ يا عَلِيُّ ، وَإِذَا رَأَيْتَ الأَسَدَ فَكَبِّرْ ثَلاَثًا ، تَقُولُ : الله أَكْبَرُ ، الله أَكْبَرُ ، الله أَكْبَرُ ، الله أَعَزُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَكْبَرُ ، أَعُوذُ بِالله مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَأَحْذَرُ ، وَتُكْفَى شَرَّهُ إِنْ شَاءَ الله ، وَإِذَا هَرَّ الْكَلْبُ عَلَيْكَ ، فَقُلْ : {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ} يَا عَلِيُّ ، وَإِذَا كُنْتَ صَائِمًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ بَعْدَ إِفْطَارِكَ : اللهمَّ لَكَ صُمْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ ، يُكْتَبُ لَكَ مِثْلُ مَنْ كَانَ صَائِمًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أجُورِهِمْ شَيْئًا يَا عَلِيُّ ، وَاقْرَأْ يس فَإِنَّ فِي يس عَشْرَ بَرَكَاتٍ ، مَا قَرَأَهَا جَائِعٌ إِلاَّ شَبِعَ ، وَلاَ ظَمْآنُ إِلاَّ رُوِيَ ، وَلاَ عَارٍ إِلاَّ اكْتَسَى ، وَلاَ عَزْبٌ إِلاَّ تَزَوَّجَ ، وَلاَ خَائِفٌ إِلاَّ أَمِنَ ، وَلاَ مَسْجُونٌ إِلاَّ خَرَجَ ، وَلاَ مُسَافِرٌ إِلاَّ أُعِينَ عَلَى سَفَرِهِ ، وَلاَ مِنْ ضَلَّتْ ضَالَّتُهُ إِلاَّ وَجَدَهَا ، وَلاَ مَرِيضٌ إِلاَّ بَرِأَ ، وَلاَ قُرِئَتْ عِنْدَ مَيِّتٍ إِلاَّ خُفِّفَ عَنْهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ مُسَلْسَلٌ بِالضُّعَفَاءِ ، السَّرِيُّ ، وَحَمَّادٌ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، ضُعَفَاءُ وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ ، فِي بَابِ التَّسْمِيَةِ.@

(3/413)

4- باب وصية النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم لأبي ذر رضي الله عنه

3005- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِسَبْعٍ أَنْ أَصِلَ قَرَابَتِي ، وَإنْ جَفَانِي ، وَأَنْ أُحِبَّ الْمَسَاكِينَ ، وَأَنْ لاَ أَخَافَ فِي الله لْوَمَةَ لاَئِمٍ ، وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنِّي ، وَلاَ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي ، وَأَنْ أَقُولَ الْحَقَّ ، وَإِنْ كَانَ مُرًّا ، وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ : لاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله .

3005/2- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا أبو أمية بن فضالة ، سمعت محمد بن واسع يقول عن عبد الله بن الصامت ، قال أبو ذر : أوصاني خليلي بسبع : أن أنظر إلى من هو أسفل مني ، ولا أنظر إلى من هو فوقي ، وأن أحب المساكين وأن أدنو منهم ، وأن أقول الحق وإن كان مرًّا ، وألا أسأل أحدًا شيئًا ، وأن أصل الرحم وإن أدبرت ، وألا أخاف في الله لومة لائم ، وأن أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا باللّه .

32005/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ الْمَدَنِيّ حَدَّثَنَا عُمَرُ مَوْلَى عُفْرَةَ ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَوْصَانِي حِبِّي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بُخَمْسٍ : أَرْحَمُ الْمَسَاكِينَ وَأُجَالِسُهُمْ ، وَأَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي ، وَلاَ أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي ، وَأَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ ، وَأَنْ أَقُولَ : لاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله .

3005/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ جَابِرٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنِ الْكَوَّاءِ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِسَبْعِ خِصَالٍ ، فَلَنْ أَدَعَهُنْ حَتَّى أَلْقَاهُ ، أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَمُجَالَسَتِهِمْ ، وَأَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي ، وَلاَ أَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي ، وَلاَ أَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا ، وَأَنْ أَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي ، وَأَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي ، وَأَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ أَمَرَّ مِنَ الصَّبْرِ ، وَلاَ تَأْخُذُنِي فِي الله لَوْمَةُ لاَئِمٍ ، وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ : لاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله .@

(3/414)

5- باب وصية النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه

3006- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنِي أَبُو نَشِيطٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ ، حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السُّكوني ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : لَمَّا بَعَثَه رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْيَمَنِ ، خَرَجَ مَعَهُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُوصِيهِ ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ ، وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَحْتَ رَاحِلَتِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ : يَا مُعَاذُ ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لاَ تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا ، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي فَبَكَى مُعَاذٌ خَشِعًا لِفُرَاقِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ الْتَفَتَ ، فَأَقْبَلَ نَحْوَ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَهْلَ بَيْتِي هَؤُلاَءِ تَرَوْنَ أَنْتُمْ أَوْلَى النَّاسِ بِي ، أَوْلَى بِيَ الْمُتَّقُونَ مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا ، اللهمَّ إِنِّي لاَ أُحِلُّ لَهُمْ فَسَادَ ما أصلحت , وَايْمُ الله لَتَكْفَأَنَّ أُمَّتِي عَنْ دِينَهَا كَمَا يُكْفَأُ الإِنَاءُ فِي الْبَطْحَاءِ.

3006/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ... فَذَكَرَهُ.

3006/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ... فذكره.

هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

6- باب وصية عمر بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْهُ عند موته

3007- قال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا سفيان ، عن حصين عن عَمْرو بن ميمون أنه سمع عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، وهو يقول لابنه عَبد الله : يا بني ، لقد كنت استأذنت أم المؤمنين عائشة في أن أدفن في بيتها مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأبي بكر.@

(3/415)

3007/2- قال : وَحَدَّثَنَا حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن حصين ، حدثني عَمْرو بن ميمون الأودي أنه سمع عُمَر بن الخطاب ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، حين طعن يقول لابنه عَبد الله : اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل : عُمَر يقرئك السلام ، ولا تقل : أمير المؤمنين ، فإني لست بأمير للمؤمنين ، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه , قال : ثم أخد يوصيني فقال : إني لا أعلم أحدًا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين مات رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو عنهم راض ، فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة ، فسمى عليًّا وعثمان ، وطلحة والزبير ، وعَبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص.

7- باب وصية النبي حذيفة رضي الله عنه

3008- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا يزيد ، عن أبي خالد ، عن إبراهيم بن بشير ، عن خالد بن سعد مولى أبي مسعود قال : دخل أبو مسعود على حذيفة وهو مريض فأسنده إليه ، فقال له أبو مسعود : أوصنا. قال : إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر ، وتنكر ما كنت تعرف ، وإياك والتلون في دين الله.

8- باب وصية قيس بن عاصم رضي الله عنه

3009- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيِّ ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ ، قَالَ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا الْمَالُ الَّذِي لاَ تَبِعَةَ عَلَيَّ فِيهِ فِي ضَيْفٍ أَضَافُ ، أَوْ عِيَالٌ وَإِنْ كَثِرُوا ، قَالَ : نَعَمْ ، الْمَالُ الأَرْبَعُونَ ، وَإِنْ كُنِزَ فَسِتُّونَ ، وَيْلٌ لأَصْحَابِ الْمِئِينَ ، وَيْلٌ لأَصْحَابِ الْمِئِينَ ، إِلاَّ مَنْ أَدَّى حَقَّ الله فِي رَسَلِهَا ونَجْدَتِهَا ، وَأَطْرَقَ فَحْلَهَا ، وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا ، أَوْ حَمَلَ عَلَى ظُهُورِهَا ، وَمَنَحَ غَزِيرَتَهَا ، وَنَحَرَ سَمِينَهَا ، وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الأَخْلاَقُ وَأَحْسَنُهَا ، أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ يَحِلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا @

(3/416)

بِهِ أَحَدٌ مِنْ كَثْرَةِ إِبِلِي قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْمِنْحَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي لأَمْنَحُ كُلَّ عَامٍ مِئَةً قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْعَارِيَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : تَغْدُو بِالإِبِلِ ، وَيغْدُو النَّاسُ ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ فَذَهَبَ بِهِ قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِالْفِقَارِ ؟ قَالَ : إِنِّي لأُفْقِرُ الْبِكْرَ الضِّرْعَ فَقَالَ : يا قَيْسُ أَمَالُكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ، أَمْ مَالُ مَوْلاَكَ ؟ قُلْتُ : لاَ ، بَلْ مَالِي ، قَالَ : فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ ، وَمَا بَقِيَ ، فَلِوَرَثَتِكَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، لَئِنْ بَقِيتُ لأَعُدَّنَّ عِدَّتَهَا قَلِيلاً .

قَالَ الْحَسَنُ : فَفَعَلَ رَحِمَهُ الله تَعَالَى ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا بَنِيهِ ، فَقَالَ : يَا بَنِيَّ ، خُذُوا عَنِّي ، فَإِنَّهُ لاَ أَحَدَ أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ ، وَلاَ تُسَوِّدُوا أَصْغَرَكُمْ ، فَيَسْتَسْفُهُ النَّاسُ كِبَارَكُمْ ، وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلاَحِ الْمَالِ ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةُ الْكَرِيمِ ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ ، وَلَمْ يَسْأَلْ إِلاَّ مَنْ تَرَكَ كَسْبَهُ ، وَكَفِّنُونِي فِي ثِيَابِيَ الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا وَأَصُومُ ، وَإِيَّاكُمْ وَالنِّيَاحَةَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَنْهَى عَنْهَا ، وَادْفِنُونِي فِي مَكَانٍ لاَ يَعْلَمُ بِي أَحَدٌ ، فَإِنَّهُ كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ خِمَاشَاتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَخَافُ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْكُمْ فِي الإِسْلاَمِ ، فَيُفْسِدُوا عَلَيْكُمْ دِينَكُمْ .

قَالَ الْحَسَنُ رَحِمَهُ الله : نَصَحَهُمْ فِي الْحَيَاةِ وَالْمَمَاتِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ داود بن الْمُحَبِّرِ رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْهُ النَّهْيَ عَنِ النِّيَاحَةِ حَسْبُ مِنْ طَرِيقٍ .

رواه مُسَدَّد ، وأَبُو يَعْلَى الموصلي وتقدم لفظهما

وقد تقدم هذا الحديث بأسانيده وطرقه في كتاب الجنائز , في باب وصية بنيه عند الموت.@

(3/417)

9- باب وصية ثابت بن قيس بن شماس بعد موته رضي الله عنه

3010- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَسَانِيُّ ، قَالَ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَلَقِيتُ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقُلْتُ : حَدَّثْنِي بِحَدِيثِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، قَالَ : نَعَمْ ، قُمْ مَعِي ، فَقُمْتُ مَعَهُ ، حَتَّى وَقَفَ إِلَى بَابِ دَارٍ ، فَأَجْلَسَنِي عَلَى بَابِهَا ، ثُمَّ دَخَلَ ، فَلَبِثَ مَلِيًّا ، ثُمَّ دَعَانَا ، فَدَخَلْنَا عَلَى امْرَأَةٍ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : هَذِهِ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، فَسَلْهَا عَنْ مَا بَدَا لَكَ فَقُلْتُ : حَدِّثِينِي عَنْهُ ، رَحِمَكِ الله ، قَالَتْ : لَمَّا أَنْزَلَ الله , عَزَّ وَجَلَّ , عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، دَخَلَ بَيْتَهُ ، وَأَغْلَقَ بَابَهُ ، وَطَفِقَ يَبْكِي ، فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَا شَأْنُ ثَابِتٍ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، مَا نَدْرِي شَأْنَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ وَهُوَ يَبْكِي فِيهِ ، فَدَعَاهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلَهُ مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَنْزَلَ الله عَلَيْكَ هَذِهِ الآيَةَ : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} ، وَأَنَا شَدِيدُ الصَّوْتِ ، وَأَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ حَبِطَ عَمَلِي قَالَ : لَسْتَ مِنْهُمْ بَلْ تَعِيشُ بِخَيْرٍ وَتَمُوتُ بِخَيْرٍ قَالَ : ثُمَّ أَنْزَلَ الله عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {إِنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} فَأَغْلَقَ بَابَهُ ، وَطَفِقَ يَبْكِي ، فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَالَ : ثَابِتٌ َمَا شَأْنُهُ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، وَالله مَا نَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَنْزَلَ الله عَلَيْكَ : {إِنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} وَالله إِنِّي لأُحِبُّ الْجَمَالَ ، وَأُحِبُّ أَنْ أَسُودَ قَوْمِي ، قَالَ : لَسْتَ مِنْهُمْ ، بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا ، وَتُقْتَلُ شَهِيدًا ، أَوْ يُدْخِلُكَ الله الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ ، خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ ، فَلَمَّا لَقِيَ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وحُمِلَ عَلَيْهِمْ ، فَانْكَشَفُوا ، قَالَ ثَابِتٌ لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ : مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ حَفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حُفْرَةً فَحَمَلَ عَلَيْهِمُ الْقَوْمُ ، فَثَبَتَا يُقَاتِلاَنِ حَتَّى قُتِلاَ رَحِمَهُمَا الله ، وَكَانَتْ عَلَى ثَابِتٍ دِرْعٌ لَهُ نَفِيسَةٌ ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَخَذَهَا ، فَبَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَائِمًا ، إِذْ أَتَاهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فِي مَنَامِهِ ، فَقَالَ : إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ : إِيَّاكَ أَنْ @

(3/418)

تَقُولَ : هَذَا حُلْمٌ ، فَتُضَيِّعَهُ ، إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ أَمْسَ ، مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَخَذَ دِرْعِي ، وَمَنْزِلُهُ أَقْصَى الْعَسْكَرِ ، وَعِنْدَ خِبَائِهِ فَرَسٌ يَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ ، وَقَدْ كَفَأَ عَلَى الدِّرْعِ بُرْمَةً ، وَجَعَلَ فَوْقَ الْبُرْمَةِ رَحْلاً ، فَأْتِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، فَمُرْهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى دِرْعِي فَيَأْخُذَهَا ، فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى خَلِيفَةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخْبِرْهُ ، أَنَّ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا ، وَلِي مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا ، وَفُلاَنٌ رَقِيقِي عَتِيقٌ ، وَفُلاَنٌ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ : هَذَا حُلْمٌ ، فَتُضَيَّعَهُ ، فَأَتَى الرَّجُلُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدَ فَأَخْبَرَهُ ، فَبَعَثَ إِلَى الدِّرْعِ فَنَظَرَ إِلَى خِبَاءٍ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ ، فَإِذَا عِنْدَهُ فَرَسٌ يَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ ، فَنَظَرَ فِي الْخِبَاءِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ ، فَدَخَلُوا وَرَفَعُوا الرَّحْلَ ، فَإِذَا تَحْتَهُ بُرْمَةٌ ، فَعَرَفُوهَا فَإِذَا الدِّرْعُ تَحْتَهَا ، فَأَتَى بِهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، حَدَّثَ الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ بِرُؤْيَاهُ ، فَأَجَازَ وَصِيَّتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، فَلاَ نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، جُوِّزَ وَصِيَّتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ غَيْرَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاس , رَضِيَ الله عَنْهُ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالتِّرْمِذِيُّ بِاخْتِصَارٍ.

10- باب الوصية بالرقيق والتخفيف عنهم

3011- قال أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جُمَيْعِ الْهُجَيْمِيُّ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْطَى عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ غُلاَمًا ، وَقَالَ : أَحْسِنَا إِلَيْهِ ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي.

3011/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فذكره.

3012- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَرِقَّاءُكُمْ ، أَرِقَّاءُكُمْ ، أَرِقَّاءُكُمْ ، أَرِقَّاءُكُمْ ، أَرِقَّاءُكُمْ أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ ، فَإِنْ جَاؤُوا بِذَنْبِ فَلَمْ تُرِيدُوا أَنْ تَعْفُوهُ ، فَبِيعُوا عِبَادَ الله ، وَلاَ تُعَذِّبُوهُمْ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله.@

(3/419)

3013- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ فَرْقَدَ السِّبَخِيِّ ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئ الْمَلَكَةِ قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ أَكْثَرُ الأُمَمِ مَمْلُوكِينَ أَيْتَامًا ؟ قَالَ : فَأَكْرِمُوهُمْ ، كَرَامَةَ أَوْلاَدِكُمْ ، وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ ، وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ قَالَ : فَمَا يَنْفَعُنَا مِنَ الدُّنْيَا يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : فَرَسٌ تَرْتَبِطُهُ فِي سَبِيلِ الله ، وَمَمْلُوكٌ يَكْفِيكَ ، فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ ، فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لَضَعْفِ فَرْقَدَ السِّبَخِيِّ.

3014- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا خَفَّفْتَ عَنْ خَادِمَكَ ، مِنْ عَمَلِهِ ، فَإِنَّ أَجْرَهُ فِي مَوَازِينِكَ .

3014/2- وحدثنا أحمد بن الدورقي ، حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن ، حدثني سعيد بن أبي أيوب ، حدثني أبو هانئ ، حدثني عمرو بن حريث : أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ما خففت عن خادمك من عمله ، فإن أجره في موازينك .

3015- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، أَنْبَأَنَا خَالِدٌ ، عَنْ حُسَيْنٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَلِيَ مَمْلُوكَهُ حَرَّ طَعَامِهِ وَبَرْدِهِ ، فَإِذَا حَضَرَ عَزَلَهُ عَنْهُ .@

(3/420)

3016- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غُنْدُرٍ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَلاَّمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِخْوَانُكُمْ أَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ ، أَوْ قَالَ : فَأَصْلِحُوا إِلَيْهِمْ ، وَاسْتَعِينُوهُمْ عَلَى مَا عَلَيْكُمْ ، وَأَعِينُوهُمْ عَلَى مَا عَلَيْهِمْ .

3017- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا صَلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ , قال : سمعت أبي يقول : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَضْرِبُوا الرَّقِيقَ ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ مَا يُوَافِقُونَ .

3018- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ جُلَيْدٍ الْحَجَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنَّ خَادِمِي يُسِيءُ وَيَظْلِمُ أَفَأَضْرِبُهُ ؟ قَالَ : اعْفُ عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً.

قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ دُونَ قَوْلِهِ : إِنَّ خَادِمِي يُسِيءُ وَيَظْلِمُ أَفَأَضْرِبُهُ أَفَأَضْرِبُهُ.@

(3/421)

11- باب ما جاء في الوصية بالثلث أو الربع

3019- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ خُبُيَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَسْعُودِ بْنِ نِيَارٍ ، قَالَ : أَتَانَا سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ إِلَى مَجْلِسِنَا ، فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا حَرَصْتُمْ فَدَعُوا الثُّلُثَ ، فَإِنْ لَمْ تَدَعُوا الثُّلُثَ ، فَدَعُوا الرُّبُعَ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

3020- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : إِنَّ الله تَعَالَى تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ .

لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ ، زِيَادَةً لَكُمْ فِي أَعْمَالِكُمْ , رواه ابن ماحة ابْنِ مَاجَهْ فِي سننه بسَنَدٍ ضَعِيفٌ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْكَلاَمِ على زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَهْ.

3021- قال : وَحَدَّثَنَا عَبد الله بن داود ، عن جعفر بن برقان ، عن خالد بن أبي عزة أن أبا بكر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أوصى بالخمس ، وقال : آخذ من مالي ما أخذ الله من فيء المسلمين.

3021/2- رواه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ : حَدَّثَنَا أبو العباس هو - الأصم - حَدَّثَنَا محمد بن عُبَيد اللهِ بن المنادي ، حَدَّثَنَا يونس بن محمد ، حَدَّثَنَا شيبان ، عن قتادة قال : ذكر لنا أن أبا بكر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أوصى بخمس ماله ، وقال : لا أرضى من مالي إلاَّ بما رضي الله به من غنائم المسلمين. وقال قتادة : وكان يقال : الخمس معروف والربع جهد ، والثلث يُجيزه القضاة.@

(3/422)

3021/2- وَعَن الحاكم رواه البيهقي في سننه واللفظ له .

ثم روى بسنده إلى علي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، موقوفًا : لأن أوصي بالربع أحب إلي من أن أوصي بالثلث ، فمن أوصى بالثلث فلم يترك .

ثم روى بسنده إلى ابن عباس موقوفًا قال : الذي يوصي بالخمس أفضل من الذي يوصي بالربع ، والذي يوصي بالربع أفضل من الذي يوصي بالثلث.

12- باب فيمن مات فجأة ولم يوص وما جاء في الحث على كتابة الوصية

3022- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا دَرَسْتُ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ مَاتَ ، فَأُخْبِرَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَدْ مَاتَ ، قَالَ : الَّذِي كَانَ عِنْدَنَا آنِفًا ؟ قَالَ ، نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَأَنَّهُ إِخْذَةٌ عَلَى غَضَبٍ : وَالْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ وَصِيَّتَهُ.

3022/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا دَرَسْتُ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، مَاتَ فُلاَنٌ ... فذكره.

3022/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا دَرَسْتُ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ... فذكره.

قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبَانٍ الرَّقَاشِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .

3002/4- رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ وَالْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ مِنْ وَصِيَّتِهِ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيِّ ، عَنْ دَرَسْتَ.@

(3/423)

3023- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ , رَضِيَ الله عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ سَوْدَاوَيْنِ وَعِنْدَهُ مَا يُوصِي فِيهِ ، إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ .

لَكِنْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ مِنْ طَرِيقِ أَيُّوبَ ، وَعَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

13- باب لا وصية لوارث

3024- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ مُنَادِيًا فِي يَوْمِ فَتْحِ مَكَّةَ : لاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ ، وَلاَ يَجُوزُ لاِمْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا.

3024/2- رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ.

3024/3- وَعَن الْحَاكِمِ ، رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ .

وَقَالَ : قَالَ الشَّافِعِيُّ : رَوَى بَعْضُ الشَّامِيِّينَ حَدِيثًا لَيْسَ مِمَّا يُثْبِتُهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ ، فَإِنَّ بَعْضَ رِجَالِهِ مَجْهُولُونَ ، فَرَوَيْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُنْقَطِعًا ، وَاعْتَمَدْنَا عَلَى حَدِيثِ أَهْلِ الْمَغَازِي عَامَّةً ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ عَامَ الْفَتْحِ : لاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ وَإِجْمَاعُ الْعَامَّةِ عَلَى الْقَوْلِ بِهِ.

قُلْتُ : لِحَدِيثِ مُجَاهِدٍ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ ، وَمِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ ، رَوَاهُمَا أَصْحَابُ السُّنَنِ.@

(3/424)

43- كتاب الفرائض

1- باب الحث على تعليم الفرائض

3025- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الأَعْرَابِيُّ ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ ، فَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ ، وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ ، فَإِنِّي مَقْبُوضٌ ، وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ ، حَتَّى يَخْتَلِفَ الاِثْنَانِ فِي الْفَرِيضَةِ لاَ يَجِدَانِ مَنْ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا .

3025/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ ، حَدَّثَنِي سَهْلٌ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ ، فَإِنِّي مَقْبُوضٌ ، وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ ، حَتَّى يَخْتَلِفَ الاِثْنَانِ ... فَذَكَرَهُ.

3025/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ، وَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ ، وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ ، حَتَّى يَخْتَلِفَ الرَّجُلاَنِ فِي الْفَرِيضَةِ لاَ يَجِدَانِ مَنْ يُخْبِرُهُمَا.@

(3/425)

3025/4- قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ بِاخْتِصَارٍ ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِهِ.

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى عَنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، أَنْبَأَنَا عَوْفٌ ، بَلَغَنِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الله بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.

3025/5- ورواه البَزَّار في مُسْنَده ولفظه : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تعلموا القرآن وعلموه الناس ، وتعلموا العلم وعلموه الناس ، وتعلموا الفرائض وعلموها الناس؛ فإني امرؤ مقبوض ، وإن العلم سيقبض.

3025/6- ورواه الحاكم من طريق أبي أسامة ، أَنْبَأَنَا عوف بن أبي جميلة ، عن سليمان بن جابر الهجري ، عن عَبد الله بن مسعود ... فذكر حديث الطيالسي.

وقال الحاكم : صحيح الإسناد.

3025/7- قال البيهقي : وحدثنا أبو سعيد بن أبي عَمْرو ، حَدَّثَنَا أبو عبد اللّه الشيباني ، حَدَّثَنَا محمد بن نصر المروزي ، حَدَّثَنَا محمد بن بشار ، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر ، حَدَّثَنَا شعبة ، عن أبي إسحاق ، سمعمت أبا الأحوص يحدث ، عن عَبد الله بن مسعود قال : من تعلم القرآن فليتعلم الفرائض ، ولا يكن كرجل لقيه أعرابي فقال له : يا عَبد الله ، أعرابي أم مهاجر ؟ فإن قال : مهاجر ، قال : إنسان من أهلي مات فكيف يقسم ميراثه ؟ فإن علم كان خيرًا أعطاه الله إياه ، وان قال : لا أدري ، قال : فما فضلكم علينا إنكم تقرءون القرآن ، ولا تعلمون الفرائض!.

وعن الحاكم روى البيهقي في سننه الطريقين معًا واللفظ له.

وقد تقدم بعض هذا الحديث في كتاب العلم في باب ذهاب العلم ، وسيأتي في كتاب التفسير.

وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وابن ماجة والدارقطني والحاكم والبيهقي ، ورواه أبو داود في سننه وغيره من حديث عَبد الله بن عَمْرو.@

(3/426)

2- باب ما جاء في ميراث النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

3026- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ حَدِيثًا مِنْ رَجُلٍ فَأَعْجَبَنِي فَاشْتَهَيْتُ أَنْ أَكْتُبَهُ ، فَقُلْتُ : اكْتُبْهُ لِي ، فَأَتَانِي بِهِ مَكْتُوبًا مُزَّبَرًا قَالَ : وَعَلِيٌّ عَلَى عمر , رضي الله عنهم , وهما يختصمان ، دَخَلَ الْعَبَّاسُ قَالَ : وَعِنْدَ عُمَرَ طَلْحَةُ ، وَالزُّبَيْرُ ، وَسَعْدُ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : أُنْشِدُكُمُ الله أَلَمْ تَعْلَمُوا ، أَوْ لَمْ تَسْمَعُوا أَنَّ رَسُولَ الله قَالَ : أَلاَ كُلُّ مَالِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَدَقَةٌ إِلاَّ مَا أَطْعَمَ أَهْلَهُ ، أَوْ كَسَاهُمْ ، إِنَّا لاَ نُورَثُ قَالُوا : بَلَى ، فَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُنْفِقُ مِنْ مَالِهِ عَلَى أَهْلِهِ ، وَتَصَدَّقَ بِفَضْلِهِ .

3027- قال : وَحَدَّثَنَا شيبان عن عاصم ، عن زر بن حبيش أن رجلا سأل عائشة رضي الله عنها عن ميراث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقالت : والله ما ترك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم درهمًا ولا شاة ولا بعيًرا ولا عبدًا ولا أمة.@

(3/427)

3027/2- رواه الحميدي : حَدَّثَنَا سفيان ، حَدَّثَنَا مسعر ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش قال : سألت عائشة عن ميراث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقالت : أعن ميراث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تسأل ؟ ما ترك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صفراء ولا بيضاء ولا شاة ولا بعيًرا ولا عبدًا ولا أمة ولا ذهبًا ولا فضة.

3027/3- ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر قال : حدَّثنا سفيان ... فذكره.

3027/4- ورواه أحمد بن منيع قال : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن عاصم ، عن زر ، عن عائشة قالت : ما ترك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دينارًا ولا درهمًا ولا عبدًا ولا أمة ولا شاة ولا بعيًرا.

3028- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَتْ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنْتَ وَرِثت رَسُولِ الله أَمْ أَهْلُهُ ؟ قَالَ : بَلْ أَهْلُهُ قَالَتْ : فَمَا بَالُ سَهْمِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا أَطْعَمَ الله , عَزَّ وَجَلَّ , نَبِيًّا طُعْمَةً ، ثُمَّ قَبَضَهُ جَعَلَهُ لِلَّذِي يَقُومُ بَعْدَهُ فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهُ عَلَى الْمِسْلِمِينَ ، فَقَالَتْ : أَنْتَ وَرَسُولُ الله أَعْلَمُ.

3029- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : النَّبِيُّ لاَ يُورَثُ.@

(3/428)

3029/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ ، وَالنَّضْرُ بْنُ طَاهِرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، عَنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا تَرَكَنْا صَدَقَةً .

قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَلاَ رَوَاهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ إِلاَّ فُضَيْلٌ.

قُلْتُ : رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

3- باب ما جاء في قسمة الميراث

3030- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى جِئْنَا امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ فِي الأَسْوَاقِ ، وَهِيَ جَدَّةُ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ ، فَزُرْنَاهُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، فَفَرَشَتْ صُورًا ، فَقَعَدْنَا تَحْتَهُ مِنَ النَّخْلِ ، وَذَبَحَتْ لَنَا شَاةً ، وَعَلَّقَتْ لَنَا قِرْبَةَ مَاءٍ ، فَبَيَنْمَا نَحْنُ نَتَحَدَّثُ ، إِذْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَحَدَّثَنَا ، ثُمَّ قَالَ : الآنَ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , فَحَدَّثَنَا ، ثُمَّ قَالَ : الآنَ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ ، أَوْ يَأْتِيكُمْ رَجُلٌ آخَرُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ : فَرَأَيْتُهُ يُطَأْطِئُ مِنْ تَحْتِ سَعَفِ الصُّورِ ، وَيَقُولُ : اللهمَّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا ، فَهَنَّيْنَاهُمْ بِمَا قَالَ فِيهِمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ بِطَعَامِهَا ، فَتَغَذَّى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَتَغَذَّيْنَا ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِصَلاَةِ الظُّهْرِ وَقُمْنَا مَعَهُ ، مَا تَوَضَّأَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَلاَ أَحَدٌ مِنَّا ، غَيْرَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ أَخَذَ بِكَفِّهِ جُرُعًا فَمَضْمَضَ بِهِنَّ مِنْ غَمْرِ الطَّعَامِ ، فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ بِابْنَتَيْنِ لَهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ الله ، هَاتَانِ ابْنَتَا ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ ، قُتِلَ مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَقَدِ اسْتَوْفَى عَمُّهُمَا مَالَهُمَا وَمِيرَاثَهُمَا كُلَّهُ ، فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالاً إِلاَّ أَخَذَهُ ، فَمَا تَرَى يَا رَسُولَ الله ؟ فَوَالله ، لاَ يُنْكَحَانِ أَبَدًا إِلاَّ وَلَهُمَا مَالٌ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَقْضِي الله فِي ذَلِكَ فَنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ : {يُوصِيكُمُ الله فِي أَوْلادِكُمْ} الآيَةُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ادْعُوا الْمَرْأَةَ وَصَاحِبَهَا ، فَقَالَ لِعَمِّهِمَا : أَعْطِهِمَا الثُّلُثَيْنِ ، وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ ، وَمَا بَقِيَ لَكَ , @

(3/429)

قَالَ جَابِرٌ : ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ فِي خِلاَفَتِهِ بَعْدَ الظُّهْرِ ، فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ : هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ تُعْطِيهِ الْيَوْمَ ؟ قَالَتْ : فَتَنَاوَلَ قَعْبًا ، أَوْ فَخْذَهُ ، ثُمَّ أَتَى شَاةً لَهُ قَدْ وَضَعَتْ سَخْلَتَهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، فَاعْتَقَلَهَا فَأَلْبَاهَا ، ثُمَّ جَعَلَهُ فِي الْبُرْمَةِ ، وَأَمَرَ الْخَادِمَ ، فَأَوْقَدَ تَحْتَهُ حَتَّى أَنْضَجَتْهُ ، ثُمَّ أُتِينَا بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ ، ثُمَّ قُمْنَا لِصَلاَةِ الْعَصْرِ مَا تَوَضَّأَ ، وَلاَ أَحَدٌ مِنَّا ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , بَعْدَ ذَلِكَ بَعْدَ الْمَغْرِبَ ، فَأَتَى بِصَفْحَتَيْنِ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ ، فَوُضِعَتْ أَحَدُهُمَا لِعُمَرَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَوُضِعَتِ الأُخْرَى لِضِيفَانِهِ وَلأُنَاسٍ مِنَ الأَعْرَابِ ، ثُمَّ قُمْنَا لِصَلاَةِ الْعِشَاءِ مَا تَوَضَّأَ ، وَلاَ أَحَدٌ مِنَّا.

رَوَى أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ قِصَّةَ الْمِيرَاثِ حَسْبُ دُونَ بَاقِيهِ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُقَيْلٍ وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ , فَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر ، وأَبُو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن منيع ، والحارث بن محمد بن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى الموصلي ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في المستدرك ، والبيهقي وقد تقدم بطرقه في كتاب الطهارة ، وفي باب ترك الوضوء مما مست النار ، وسيأتي في كتاب المناقب.

4- باب فيمن قال بتوريث ذوي الأرحام

3031- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , قَالَ : آخَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، وَوَرِثَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ : {وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} فَتَرَكُوا ذَلِكَ ، وَتَوَارَثُوا بِالنَّسَبِ.

قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِغَيْرِ هَذِهِ السِّيَاقَةِ مِنْ طَرِيقِ عَوْسَجَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.@

(3/430)

3032- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَعْقُوبَ ، عَنْ عُتْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ ، رفعه إلى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ سَأَلَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيَّ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحِ ، وَتُوُفِّيَ : هَلْ تَعْلَمُونَ لَهُ نَسَبًا فِيكُمْ ؟ قَالُوا : لاَ ، إِنَّمَا هُوَ أَتِيٌّ فِينَا ، فَقَضَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِيرَاثِهِ لاِبْنِ أُخْتِهِ .

3032/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الأَرْدُسْتَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الْعِرَاقِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الْدَّحْدَاحِ ، وَكَانَ رَجُلاً أَتِيًّا فِي بَنِي أَنِيفٍ ، أَوْ فِي بَنِي عَجْلاَنَ ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَلْ لَهُ وَارِثٌ ؟ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ وَارِثًا ، فَدَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِيرَاثَهُ إِلَى ابْنِ أُخْتِهِ ، وَهُوَ أَبُو لُبَابَةَ بْنُ الْمُنْذِرِ.

3032/3- قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَأنبأنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.

هَذَا حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ ، وَقَدْ أَجَابَ عَنْهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْقَدِيمِ ، فَقَالَ : ثَابِتُ بْنُ الدَّحْدَاحَةِ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْفَرَائِضُ ، وَإِنَّمَا نَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ فِيمَا يُثْبِتُ أَصْحَابُنَا فِي بَنَاتِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، وَقِيلَ يَوْمَ خَيْبَرَ ، وَقَدْ نَزَلَتْ بَعْدَ أُحُدٍ فِي بَنَاتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، وَهَذَا كُلُّهُ بَعْدَ أَمْرِ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحَةِ.@

(3/431)

3033- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمُ الْعَوْمَ ، وَمُقَاتِلَتِكُمُ الرَّمْيَ ، فَكَانُوا يَخْتَلِفُونَ بَيْنَ الأَغْرَاضِ قَالَ : فَجَاءَ سَهْمٌ غَرِبٌ ، فَأَصَابَ غُلاَمًا فَقَتَلَهُ ، فَلَمْ يُعْلَمْ لِلْغُلاَمِ أَهْلاً إِلاَّ خَالَهُ ، قَالَ : فَكَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى عُمَرَ فَذَكَرَ لَهُ شَأْنَ الْغُلاَمِ إِلَى مَنْ يُدْفَعُ عَقَلُهُ ؟ قَالَ : فَكَتَبَ إِلَيْهِ : رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الله , عَزَّ وَجَلَّ , وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لاَ مَوْلَى لَهُ ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لاَ وَارِثَ لَهُ.

قُلْتُ : رَوَى التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ حَسْبُ ، مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بْنِ وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ.

3033/2- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى بِتَمَامِهِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ وَكِيعٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بِهِ.

3033/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ ... فذكره.

3033/4- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ بِهِ.@

(3/432)

3033/5- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ... فَذَكَرَه.

5- باب المسلم يرث الكافر ولا عكس

3034- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ عَمْرٍو الْوَاسِطِيِّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بُرَيْدَةَ ، أَنَّ أَخَوَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ ، يَهُودِيٌّ وَمُسْلِمٌ ، فَوَرَّثَ الْمُسْلِمَ مِنْهُمَا ، فَقِيلَ لَهُ : لِمَ وَرِثَ الْمُسْلِمُ ؟ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ ، أَنَّ رَجُلاً حَدَّثَهُ ، أَنَّ أَخَوَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى مُعَاذٍ يَهُودِيٌّ وَمُسْلِمٌ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُ : إِنَّ أَبِي كَانَ يَهُودِيًّا ، وَكَانَ ذَا مَالٍ وَأَرْضٍ ، وَلَمْ يَضُرَّنِي إِسْلاَمِي عِنْدَهُ دُونَ أَنْ فَوَّضَ إِلَيَّ مَالَهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَرْضًا كُنْتُ أَزْرَعُهَا وَأَقُومُ فِيهَا ، وَكُنْتُ أُقْرِي الضَّيْفَ ، وَأَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ إِلَى ابْنِ السَّبِيلِ ، وَأُعْتِقُ وَأَتَصَدَّقُ ، فَكَانَ لاَ يَعِيبُ ذَلِكَ عَلَيَّ ، فَمَاتَ ، فَحَالُوا بَيْنِي وَبَيْنَ ذَلِكَ أَهْلُهُ ، وَقَالُوا لاَ حَقَّ لَكَ ، فَقَالَ مُعَاذٌ : سَأَقْضِي بَيْنَكُمَا بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الإِسْلاَمُ يَزِيدُ ، وَلاَ يَنْقُصْ فَوَرَّثَ الْمُسْلِمَ.

3034/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ مُسَدَّدٍ بِهِ ، مُقْتَصِرًا عَلَى الْمَرْفُوعِ مِنْهُ دُونَ بَاقِيهِ.

3034/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ كُرْدِيٍّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ مِنَ الْكَافِرِ ، وَلاَ يُوَرِّثُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُسْلِمِ ، وَيَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الإِسْلاَمُ يَزِيدُ ، وَلاَ يَنْقُصْ .@

(3/433)

6- باب لا يتوارث أهل ملتين

3035- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا أبو وكيع ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي قال : لا يرث المسلم الكافر إلاَّ أن يكون عبدًا له.

3035/2- وبه عن علي قال : لا يرث المسلم الكافر إلاَّ أن يكون مملوكًا له.

3035/3- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مَوْهِبٍ ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ : وُجِدَ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كِتَابٌ فِيهِ : إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عُتُوًّا مَنْ يَضْرِبُ غَيْرَ ضَارِبِهِ ، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ ، وَرَجُلٍ تَوَلَّى غَيْرَ أَهْلِ نِعْمَتِهِ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ، فَقَدْ كَفَرَ بِالله وَرَسُولِهِ ، لاَ يَقْبَلُ الله , عَزَّ وَجَلَّ , مِنْهُ صَرْفًا ، وَلاَ عَدْلاً ,

وَفِي الآخِرِ : الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ، لاَ يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ ، وَلاَ ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ ، وَلاَ يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ ، وَلاَ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا ، وَلاَ عَلَى خَالَتِهَا ، وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، وَلاَ تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلاَثَةَ لَيَالٍ مَعَ غَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْمَوَاقِيتِ ، فِي بَابِ كَرَاهَةِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ.

7- باب الميراث بالولاء وما جاء فيمن أسلم على يدي رجل

3036- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَوْهِبٍ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْمُشْرِكِ يَسْلَمُ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ ، مَا السُّنَّةُ فِيهِ ؟ قَالَ : هُوَ أَحَقُّ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ قَالَ : فَحَدَّثَ بِهِ عَبْدُ الله بْنُ مَوْهِبٍ ، عَمْرَو بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَسَمَ عُمَرُ مَالَ الَّذِي أَسْلَمَ بَيْنَ ابْنَتِهِ وَبَيْنَ وَرَثَةِ الَّذِي أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ دُونَ قَوْلِهِ فَحَدَّثَ بِهِ ... إِلَى آخِرِهِ.@

(3/434)

3036/2- وَكَذَا رَوَاهُ مُسَدَّدٌ أَيْضًا ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

3037- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ ، فَهُوَ مَوْلاَهُ ، يَرِثُهُ وَيُؤَدِّي عَنْهُ.

هَذَا إِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

3038- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ ، فَهُوَ مَوْلاَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضِعْفِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ.

3039- قال : وحدَّثنا أبو عوانة , عن منصور : سألت إبراهيم , عن النبطي يسلم فيوالي رجلا قال : يرثه ويعقل عنه.

3040- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، قَالَ : اخْتَصَمَ عَلِيٌّ ، وَالزُّبَيْرُ فِي مَوَالِي صَفِيَّةَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : عَمَّتِي وَأَنَا أُعْقِلُ عَنْهَا وَأَرِثُهَا ؟ وَقَالَ الزُّبَيْرُ : أُمِّي وَأَنَا أَرِثُهَا ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَلِيٍّ : أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَعَلَ الْوَلاَءَ تَبَعًا لِلْمِيرَاثِ ؟.

3040/2- قَالَ : وَأنبأنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنِ الْحَكَمِ مِثْلَهُ وَقَالَ لِعَلِيٍّ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْوَلاَءُ تَبَعٌ لِلْمِيرَاثِ ؟ فَقَضَى بِهِ لِلزُّبَيْرِ.@

(3/435)

8- باب ميراث المرتد

3041- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا محمد بن الفضيل بن غزوان ، حَدَّثَنَا الوليد بن جميع ، عن القاسم بن عَبد الرحمن ، عن عَبد الله بن مسعود أنه قال : إذا قتل المرتد عن الإسلام ورثه ولده.

3041/2- رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا محمد بن فضيل ، عن الوليد بن عَبد الله بن جميع ، عن القاسم بن عَبد الرحمن ... فذكره.

3041/3- ورواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني ، أَنْبَأَنَا أبو عمرو بن حمدان ، حَدَّثَنَا الحسن بن سفيان ، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شَيْبَة ... فذكره .

هذا منقطع موقوف ، القاسم لم يدرك جده ، قاله البيهقي في سننه.

قال : وقال الشافعي رَضِيَ الله عَنْهُ : قد روي أن معاوية كتب إلى ابن عباس وزيد بن ثابت يسألهما عن ميراث المرتد ، فقالا : لبيت المال قال الشافعي : يعنيان أنه فيء.

9- باب لا يرث القاتل

3042- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ لِلْقَاتِلِ مِنَ الْمِيرَاثِ شَيْءٌ.

3042/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ.@

(3/436)

3042/3- ورواه الحاكم ... إسماعيل بن عياش ، عن يحيي بن سعيد ... عن عمرو بن شعيب به.

3042/3- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاَءِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ... فذكره.

3043- قَالَ وَأنبأنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو الشَّيْخِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ لِقَاتِلٍ شَيْءٌ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ ، يَرِثُهُ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ ، وَلاَ يَرِثُ الْقَاتِلُ شَيًا.

رَوَاهُ جَمَاعَةٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، وَقِيلَ : عَنْهُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، وَابْنِ جُرَيْجٍ ، وَالْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ... فذكره.

وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، بِإِسْنَادِهِ فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ لِقَاتِلٍ شَيْءٌ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَارِثٌ ، يَرِثُهُ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَيْهِ ، وَلاَ يَرِثُ الْقَاتِلُ شَيْئًا .

3044- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَنُسْخَتُهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : عَدِيٌّ ، كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتَيْنِ جَوَارٍ ، فَرَمَى إِحْدَاهُمَا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهَا ، فَرَكِبَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ بِتَبُوكَ ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَأْنِ الْمَرْأَةِ الْمَقْتُولَةِ ، فَقَالَ : تَعْقِلُهَا ، وَلاَ تَرِثُهَا قَالَ عَدِيٌّ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَذْعَاءَ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا الأَيْدِي ثَلاَثَةٌ : يَدُ الله هِيَ الْعُلْيَا ، وَيَدُ الْمُعْطِي الْوُسْطَى ، وَيَدُ المُعْطَى السُّفْلَى ، فَتَعَفَّفُوا وَلَوْ بِحَزْمِ الْحَطَبِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.@

(3/437)

10- باب

3045- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا عبد الوارث ، عن هشام بن أبي عَبد الله ، عن قتادة ، عن سعيد : أن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، كان لا يورث الإخوة من الأم من الدية.

هذا إسناد موقوف رجاله ثقات.

3046- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا سفيان ، حَدَّثَنَا مصعب بن عَبد الله بن الزبير : قال : سمعت ابن أبي مليكة يقول : سمعت ابن عباس , رَضِيَ الله عَنْهُمَا , يقول : أمر ليس في كتاب الله ولا في قضاء رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وستجدونه كلهم ، فيقولون : ما هو؛ فيقول : ميراث الأخت مع البنت النصف ، وقد قال الله - عز وجل : ? {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ} ? الآية.

3047- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيٍّ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَضَى فِي أَعْيَانِ بَنِي الأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعِلاَّتِ .

3047/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يَرِثُ الرَّجُلُ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ دُونَ إِخْوَتِهِ لأَبِيهِ .@

(3/438)

3047/3- قال أبو يعلى : وَحَدَّثَنَا عُبَيد اللهِ بن عُمَر ، حَدَّثَنَا معاذ ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن سعيد بن المُسَيَّب ، عن علي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : الإخوة من الأم لا يرثون دية أخيهم لأمهم إذا قتل.

11- باب ميراث الجد

3048- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، يَعْنِي ابْنَ الطَّبَّاعِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : أَعْطَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْجَدَّ سُدُسَ الْمَالِ مَعَ الْوَلَدِ الذَّكَرِ ، وَمَعَ الأَخِ الْوَاحِدِ النِّصْفَ ، وَمَعَ الاِثْنَيْنِ فَصَاعِدًا الثُّلُثَ ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ وَارِثٌ غَيْرُهُ ، فَأَعِطِه الْمَالَ كُلَّهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى.

3049- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عِيَاضٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا نُوَرِّثُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَعْنِي : الْجَدَّ.

3049/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هِيَاجٍ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، قَالَ : سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ... فذكره.

قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَأَحْسَبُ أَنَّ قَبِيصَةَ أَخْطَأَ فِي لَفْظِهِ ، وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدَهُ كُنَّا نُؤَدِّيهِ ، يَعْنِي : زَكَاةَ الْفِطْرِ ، لَمْ يُتَابَعْ قَبِيصَةُ عَلَى هَذَا.

قُلْتُ : حَكَمَ شَيْخُنَا أَبُو الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيُّ الْحَافِظُ لَهُ بِالصِّحَةِ ، لِجَوْدَةِ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُعَرِّجْ عَلَى هَذِهِ الْعِلَّةِ الْقَادِحَةِ.@

(3/439)

12- باب ما جاء في الكلالة

3050- قال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا شعبة ، عن عَمْرو بن مرة ، سمع مرة قال : قال عُمَر رَضِيَ الله عَنْهُ : ثلاث لأن يكون رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بينهن أحب إلي من حُمْر النَّعَم : الخلافة ، والكلالة ، والربا ، فقلت لمرة : ومن يشك في الكلالة ؟ هو ما دون الولد والوالد. قال : إنهم يشكون في الوالد.

رواه البخاري ومسلم من طريق عُبَيد اللهِ بن عَبد الله ، عن أبيه ، دون ذكر الخلافة.

3050/2- ورواه ابن ماجة في سننه : حَدَّثَنَا علي بن محمد وأبو بكر بن أبي شَيْبَة قالا : حَدَّثَنَا وكيع ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو بن مرة ... فذكره دون قوله : فقلت لمرة ... إلى آخره.

هذا إسناد رجاله ثقات إلاَّ أنه منقطع ، قال أبو زرعة وأبو حاتم : حديث مرة بن شرحبيل ، عن عُمَر مرسل ، وقال أبو حاتم : لم يدركه.

3051- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , رَضِيَ الله عَنْهُ , سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ يُورَثُ الْكَلاَلَةُ ؟ فَقَالَ : أَوَ لَيْسَ قَدْ بَيَّنَ الله ذَلِكَ ؟ ثُمَّ قَرَأَ : {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} إِلَى آخِرِهَا فَكَأَنَّ عُمَرَ لَمْ يَفْهَمْ ، فَأَنْزَلَ الله : {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ فَكَأَنَّ عُمَرَ لَمْ يَفْهَمْ ، فَقَالَ لِحَفْصَةَ : إِذَا رَأَيْتِ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طِيبَ النَّفْسِ ، فَاسْأَلِيهِ عَنْهَا ، فَرَأَتْ مِنْهُ طِيبَ النَّفْسِ فَسَأَلَتْهُ عَنْهَا ، فَقَالَ : أَبُوكِ كَتَبَ لَكَ هَذَا ، مَا أَرَى أَبِيكِ يَعْلَمُهَا أَبَدًا فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ : مَا أَرَانِي أَعْلَمُهَا أَبَدًا ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا قَالَ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، إِنْ كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ سَمِعَهُ مِنْ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.@

(3/440)

3052- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أرطأة ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْكَلاَلَةِ ، فَقَالَ : يَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ .

13- باب فيمن تصدق بصدقة فردها إليه الميراث وما جاء فيمن مات فأعطى ماله لأحد من قبيلته أو لأهل قريته

3053- قَالَ مُسَدَّدٌ : يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيُّ ، أَنَّ جَدَّهُ عَبْدَ الله تَصَدَّقَ بِمَالٍ لَيْسَ لَهُ غَيْرُهُ ، فَجَاءَ أَبَوَاهُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالاَ : إِنَّ عَبْدَ الله تَصَدَّقَ بِمَالٍ لَهُ ، وَكَانَ لَهُ وَلَنَا فِيهِ كَفَافٌ ، وَلَيْسَ لَنَا وَلَهُ مَالٌ غَيْرُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَدْ قَبِلَ الله صَدَقَتَكَ ، وَرَدَّهُ عَلَى أَبَوَيْكَ فَوَرِثَهُ عَبْدُ الله بَعْدَ أَبَوَيْهِ.

3053/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ عُبَيْدِ الله ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِحَائِطٍ لَهُ ، فَأَتَى أَبَوَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالاَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهَا كَانَتْ قَيْمُ وُجُوهِنَا ، وَلَمْ يَكُنْ لَنَا شَيْءٌ غَيْرُهَا ، فَدَعَا عَبْدَ الله ، فَقَالَ : إِنَّ الله , عَزَّ وَجَلَّ , قَدْ قَبِلَ صَدَقَتَكَ ، وَرَدَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ قَالَ : فَتَوَارَثاهَا بَعْدَ ذَلِكَ.@

(3/441)

3053/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيُّ أَنَّ جَدَّهُ عَبْدَ الله تَصَدَّقَ بِمَالٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ.

3053/4- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وعَبْدِ الله ابني أبي بكر ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الَّذِي أُرِيَ الرُّؤْيَةَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَجَعَلَ حَائِطًا لَهُ صَدَقَةً ، فَجَاءَ أَبَوَاهُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَالاَ : لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرَ هَذَا الْحَائِطِ ، فَرَدَّهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى أَبَوَيْهِ ، ثُمَّ مَاتَ أَبَوَاهُ فَوَرِثَهُمَا.

قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ ... فذكره.

3054- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا سلمة بن علقمة ، عن حميد بن هلال العدوي ، عن أبي الدهماء أنه تصدق على أمه بجارية لها كاتبها ، فماتت الأم وعليها بقية من مكاتبتها ، قال : فسألت عمران بن حصين ، قال : أنت ترث أمك ، وأن تقسمها في ذي قرابتها أحب إليَّ .

3055- قَالَ مُسَدَّدٌ : وحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حُمْيَدٍ الأَعْرَجِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ , رَضِيَ الله عَنْهُ , أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَعْطَى أُمَّهُ حَدِيقَةً لَهُ ، فَمَاتَتْ ، فَقَالَ : هُوَ أَنَا أَحَقُّ بِهِ ، وَقَالَ إِخْوَتُهُ : نَحْنُ شَرْعٌ سَوَاءٌ ، اخْتَصَمُوا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هُوَ مِيرَاثٌ .

3055/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : نَحَلَ رَجُلٌ مِنَّا أُمَّهُ نَخْلاً لَهُ حَيَاتَهَا ، فَلَمَّا مَاتَتْ ، قَالَ : أَنَا أَحَقُّ بِنَخْلِي ، فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهَا مِيرَاثٌ .

3056- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَرَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ عِنْدِي مِيرَاثُ رَجُلٍ مِنَ الأَزْدِ ، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ أَزْدِيًّا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : انْطَلِقْ فَالْتَمِسْ أَزْدِيًّا عَامًا ، أَوْ حَوْلاً فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ فَانْطَلَقَ ثُمَّ أَتَاهُ الْعَامَ التَّابِعَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، مَا وَجَدْتُ أَزْدِيًّا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَانْطَلِقْ إِلَى أَوَّلِ خُزَاعَةَ تَلْقَاهُ ، فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ قَالَ : فَلَمَّا قَفَّى ، قَالَ : علَيَّ بِهِ فَقَالَ : اذْهَبْ فَادْفَعْهُ إِلَى أَكْبَرِ خُزَاعَةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَرَ.@

(3/442)

3057- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ حُسَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَجُلاً تَصَدَّقَ عَلَى وَلَدِهِ بِأَرْضٍ ، فَرَدَّهَا إِلَيْهِ الْمِيرَاثُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ : وَجَبَ أَجْرُكَ ، وَيَرَجْعُ إِلَيْكَ مَالُكَ.

قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.

3058- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصْبَهَانِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدَ بْنَ وَرْدَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّ مَوْلًى لرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تُوُفِّيَ ، فَجِئَ بِمَالِهِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِهِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ فَأَعْطَاهُمْ مَالَهُ.

14- باب من ترك مالاً فلورثته

3059- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا زهير بن معاوية ، حدثني أبو إسحاق ، عن عَمْرو بن الأصم قال : قلت للحسن بن علي : إن هذه الشيعة تزعم أن عليًّا مبعوث ، فقال : كذبوا ، ما أولئك بشيعة ، لوكان مبعوثًا ما زوجنا نساءه ولاقسمنا ميراثه.@

(3/443)

3060- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْمُقِرِئَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الْعَكِّيُّ ، عَنْ أَعْيَنَ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ تَرَكَ ، يَعْنِي : مَالاً ، فَلأَهْلِهِ ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَى الله وَرَسُولِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

15- باب ميراث الغرقي وتوريث النساء حظوظهن وما جاء فيمن طلق نسائه خشية الميراث

3061- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا عيسى بن يونس ، حَدَّثَنَا ابن أبي ليلى ، عن الشعبي ، عن الحارث الأعور في قوم غرقوا في سفينة فورث عليٌّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، بعضهم من بعض .

هذا إسناد ضعيف.

3062- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ كُلْثُومٍ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَرَّثَ النِّسَاءَ حُظُوظَهُنَّ .

3063- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَسْلَمَ غَيْلاَنُ الثَّقَفِيُّ وَعِنْدَهُ عَشْرَ نِسْوَةٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا .@

(3/444)

3063/2- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو خيثمة ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إبراهيم ، عن معمر ، عن الزُّهْرِيّ ، عن سالم ، عن أبيه أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم ... فذكر الحديث إلى أن قال : فلما كان في عهد عمرطلق نساءه وقسم ماله بين بنيه ، فبلغ ذلك عُمَر فلقيه ، فقال : إني أظن أن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك ، فقذفه في نفسك ، ولعلك لا تمكث إلاَّ قليلا ، وايم الله ، لترجعن نساءك ، ولترجعن في مالك ، أو لأورثهن ، ولآمرن بقبرك فيرجم كما رجم قبر أبي رغال .

3063/3- ورواه ابن حبان في صحيحه : أَنْبَأَنَا أبو يعلى المَوْصِلِيّ ... فذكره.

وسيأتي بطرقه في كتاب النكاح في باب من أسلم وعنده أكثر من عشر نسوة.@

(3/445)

44- كتاب الوديعة

3064- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا حفص بن غياث ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن أبا بكر أتي في وديعة ضاعت فلم يضمنها.

هذا إسناد ضعيف ، لضعف الحجاج بن أرطاة.

3064/2- رواه البيهقي في سننه : أَنْبَأَنَا أبو حازم الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو الفضل بن خِميرويه , حَدَّثَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا أبو شهاب ، عن حجاج بن أرطاة ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن أبا بكر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قضى في وديعة كانت في جراب فضاعت من خرق الجراب ألا ضمان فيها.

وله شاهد من حديث عَبد الله بن عَمْرو رواه الدارقطني والبيهقي في سننه.

ثم روى بسنده عن علي وابن مسعود موقوفًا قالا : ليس على مؤتمن ضمان.

3065- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا حفص بن غياث ، عن الحجاج ، عن هلال بن عَبد الرحمن ، عن عَبد الله بن عكيم أن عُمَر بن الخطاب كان لا يضمن الوديعة.

قلت : الحجاج ضعيف.

3065/2- عن ابن عمر ، رَضي الله عَنهما ، قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : أيها الناس ، من كانت عنده وديعة فليردها إلى من ائتمنه عليها.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، عن زيد بن الحباب ، حَدَّثَنَا موسى بن عبيدة ، عن صدقة بن يسار به..

وموسى ضعيف.

(3/446)

المجلد الرابع

45- كتاب النكاح

1- باب الترغيب في النكاح والحث عليه بذات الدين الولود وما جاء في المرأة الحسناء والعقيم والخفيف الحاذ

قال الله - تبارك وتعالى - {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}.

وقال : {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً} قال الشافعي رضي الله عنه : فقيل : إن الحفدة الأصهار . وقال تعالى : {فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا}.

وروى البيهقي في سننه من طريق شيبان ، عن عاصم بن أبي النجود أنه حدثهم ، عن زر ابن حبيش الأسدي ، قال : قال لي عَبد الله بن مسعود : ما الحفدة قال : قلت : ولد الرجل . قال : لا ، ولكنه الأختان.

ورواه ابن عيينة عن عاصم فقال : لا هم الأصهار.

3066- قَالَ أَبُو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ الأَعْمَى ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا فِتْيَانَ قُرَيْشٍ ، لاَ تَزْنُوا ؛ فَإِنَّهُ مَنْ سَلَّمَ اللَّهُ له شَبَابَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

3066/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ ، لاَ تَزْنُوا ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ ، أَلاَ مَنْ حَفِظَ فَرْجَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ.

قُلْتُ : إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

(4/5)

3067- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن عَمْرو بن دينار ، عن عطاء ويحيى بن جعدة قالا : تنكح المرأة لأربع : لجمالها ، ومالها ، وحسبها ، ودينها , فعليك بذات الدين والخلق ، تربت يداك.

هذا إسناد رجاله ثقات ، وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة ، ولفظه قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك.

قوله : تربت يداك كلمة معناها الحث والتحريض . وقيل : هي كلمة دعاء عليه بالفقر ، وقيل : بكثرة المال ، واللفظ مشترك بينهما قابل لكل منهما ، والثالث هنا أظهر ، ومعناه : اظفر بذات الدين ، ولا تلتفت إلى المال أكثر الله مالك ، وروي الأول عن الزُّهْرِيّ وأن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إنما قال له ذلك ؟ لأنه رأى أن الفقر خير له من الغنى ، والله , تعالى , أعلم بمراد نبيه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

3068- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمَدَنِيُّ ، حَدَّثَنِي سَعد بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمَّتِهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى إِحْدَى خِصَالٍ ثَلاَثٍ : تُنْكَحُ عَلَى مَالِهَا ، وَعَلَى جَمَالِهَا ، وَتُنْكَحُ عَلَى دِينِهَا عَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ وَالْخُلُقِ تَرِبَتْ يَمِينُكَ.

3068/2- رواه عَبد بن حُمَيد : حَدَّثَنَا خالد بن مخلد ... فذكره.

(4/6)

3068/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

3068/4- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ... فَذَكَرَهُ.

وَالْبَزَّارُ ،

3068/5- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ النِّسَوِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ... فَذَكَرَهُ.

... الأوليين وروى ابن أبي عمر وعبد بن حميد ... وابن ماجه في سننه من طريق عبد الرحمن الأفريقي ، وهو ضعيف عن ، عبد الله بن يزيد ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم :لا تزوجوا النساء لحسنهن ، فعسى حسنهن أن يرديهن ، ولا تزوجوهن لأموالهن ، فعسى أموالهن أن تطغيهن ، ولكن تزوجوهن على الدين ، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل.

3069- وقال إسحاق بن راهويه : حَدَّثَنَا هشيم ، عن منصور بن زاذان ، عن ابن سيرين أن عتبة بن فرقد عرض على ابنه التزويج فأبى ، قال : فذكر ذلك لعثمان فقال له عثمان : أليس قد تزوج النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقد تزوج أبو بكر ، وتزوج عُمَر ، وعندنا منه ما عندنا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، من له عمل مثل عمل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأبي بكر وعمر ومثل عملك ؟ فلما قال : ومثل عملك . قال : فكف ، إن شئت فتزوج ، وإن شئت فلا.

3070- وقال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا هشيم ، أنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال لي ابن عباس - وذلك قبل أن يخرج وجهي : أتزوجت يا ابن جبير ؟ قلت : وما أريد ذلك يومي هذا . قال : أما إنه سيخرج ما كان في صلبك من المستودعين.

(4/7)

3071- قال : وَحَدَّثَنَا علي بن عاصم ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير قال : قال لي ابن عباس أتزوجت ؟ قلت : لا . قال : فتزوج ؟ فإن خير هذه الأمة أكثرهم نساء.

هذا إسناد ضعيف , لضعف علي بن عاصم.

3072- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغَلِّسِ ، سَمِعْتُ أَبَا نَجِيحَ السُّلَمِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ قَدَرَ عَلَى أَنْ يَنْكِحَ فَلَمْ يَنْكِحْ فَلَيْسَ مِنَّا.

هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ ، وَاسْمُ أَبِي نَجِيحٍ : يَسَارُ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ . وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِهِ.

3072/2- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ : حَدَّثَنِي مَيْمُونٌ أَبُو الْمُغَلِّسِ ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ كَانَ مُوسِرًا لأَنْ يَنْكِحَ فَلَمْ يَنْكِحْ ، فَلَيْسَ مِنَّا.

3073- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : اجْتَمَعَ نَفَرٌ ، فَقَالُوا : لَوْ بَعَثْنَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلْنَاهُنَّ عَنْ أَخْلاَقِهِ ؟ فَبَعَثُوا إِلَيْهِنَّ ، فَقُلْنَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُصَلِّي وَيَنَامُ ، وَيُفْطِرُ وَيَصُومُ ، وَيَنْكِحُ النِّسَاءَ ، قَالُوا : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَا تَأَخَّرَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَقُومُ اللَّيْلَ فَلاَ أَنَامُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَصُومُ النَّهَارَ فَلاَ أُفْطِرُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَدَعُ النِّسَاءَ فَلاَ آتِيهِنَّ ، فَإِنَّ فِيهِنَّ شُغْلاً , فَاطَّلَعَ النِّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى ذَلِكَ فَخَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : مَا بَالُ رِجَالٍ تَحَسَّسُوا عَنْ شَأْنِ نَبِيِّهِمْ فَلَمَّا أُخْبِرُوا بِهِ ، رَغِبُوا عَنْهُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَقُومُ اللَّيْلَ فَلاَ أَنَامُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَصُومُ النَّهَارَ فَلاَ أُفْطِرُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَدَعُ النِّسَاءَ فَلاَ آتِيهِنَّ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَكِنِّي أَنَامُ وَأَقُومُ ، وَأُفْطِرُ وَأَصُومُ ، وَأَنْكِحُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، إِلاَّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ.

(4/8)

3074- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الشَّيْلَمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ النِّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّمَا شَابٌّ تَزَوَّجَ فِي حَدَاثَةِ سِنِّهِ ، عَجَّ شَيْطَانُهُ : يَا وَيْلَهُ يَا وَيْلَهُ ، عَصَمَ مِنِّي دِينَهُ.

3075- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الشَّيْلَمَانِيُّ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي إِلاَّ يَوْمٌ لَقِيتُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِزَوْجَةٍ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : شِرَارُكُمْ عِزَابُكُمْ.

رَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ ، مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيِّ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ... فَذَكَرَهُ.

قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : هَذَا حَدِيثٌ لاَ يَصِحُّ ، صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ مَجْرُوحٌ , قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : وَخَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.

3076- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حُصَيْنٍ , حَدَّثَنَا حَسَّانُ ابْنُ سِيَاهٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ذَرُوا الْحَسْنَاءَ الْعَقِيمَ ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّوْدَاءِ الْوَلُودِ ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ ، السَّقْطُ حَتَّى يَظَلَّ مُحْبَنْطِئًا بَابَ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ : حَتَّى يَدْخُلَ وَالِدَيَّ مَعِي.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ , حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ أَبُو سهل الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ ، ضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، فَقَالَ ابْنُ حبان : يَأْتِي عَنِ الأَثْبَاتِ مِمَّا لاَ يُشْبِهُ حَدِيث الثقات ، روى عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا : ذَرُوا الْحَسْنَاءَ الْعَقِيمَ ، وَعَلَيْكُمْ بِالسَّوْدَاءِ الولود ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ ... وَسَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ ثمانية عشر حديثاً ضعيفاً من حديثه ، وَقَالَ أبو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ : ضَعِيفٌ ، روى عن ثابت مناكير.@

(4/9)

3077- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فِضَالَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنَّ امْرَأَةً قَدْ أَعْجَبَتْنِي لاَ تَلِدُ ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا ؟ قَالَ : لاَ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ، ثُمَّ تَتَبَّعَتْهَا نَفْسُهُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَعْجَبَتْنِي هَذِهِ الْمَرْأَةُ وَنَحْرُهَا ، أَعْجَبَنِي دَلُّهَا وَنَحْرُهَا ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا ؟ قَالَ : لاَ ، امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ وَلُودٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا ، أَمَا شَعَرْتَ أَنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَتَجِيء ذَرَارِي الْمُسْلِمِينَ آخِذِينَ بِحِقْوَيْ آبَائِهِمْ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى أَرَى السَّقْطَ مُحْبَنْطِئًا مُتَقَاعِسًا ، فَيُقَالُ لَهُ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَأَبَوَيَّ ؟ فَيَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ : أَنْتَ وَأَبَوَاكَ فِي الْجَنَّةِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

3078- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْوَاسِطِيُّ أَبُو عَبْدِ الله الْمَكْفُوفُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تَزَوَّجَ فَقَدْ أُعْطِيَ نِصْفَ الْعِبَادَةِ.

3078/2- رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَلَفْظُهُ : مَنْ رَزَقَهُ الله امْرَأَةً صَالِحَةً فَقَدْ أَعَانَهُ الله عَلَى شَطْرِ دِينِهِ ، فَلْيَتَّقِ الله فِي الشَّطْرِ الْبَاقِي.

3078/3- وَفِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ : إِذَا تَزَوَّجَ الْعَبْدُ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ نِصْفَ الدِّينِ ، فَلْيَتَّقِ الله فِي النِّصْفِ الْبَاقِي.

وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَيْسَ كَمَا زُعِمَ ، لِضَعْفِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ زَيْدٍ وَأَبِيهِ.

(4/10)

3079- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا زَاجِرُ بْنُ الصَّلْتِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ شَدَّادٍ ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ ، لاَ تَزْنُوا ، مَنْ سَلِمَ لَهُ شَبَابُهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

3080- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ الطَّحَّانُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْجَنَّةِ ، وَالصِّدِّيقُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَالشَّهِيدُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَالْمَوْلُودُ ، وَالرَّجُلُ يَزُورُ أَخَاهُ فِي الله فِي جَانِبِ الْمِصْرِ فِي الْجَنَّةِ ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الْوَدُودُ الْوَلُودُ ، الَّتِي إِذَا ظَلَمَتْ ، أَوْ ظُلِمَتْ ، قَالَتْ : لاَ أَذُوقُ غَمْضًا حَتَّى تَرْضَى.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَغَيْرُهُمْ.

وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْمَتْنُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا ، وَحَدِيثُ ابْنِ أَنَسٍ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.

3081- قال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : وَحَدَّثَنَا زكريا ، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن هشام بن حجير ، عن طاووس : لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج.

هذا إسناد رجاله ثقات ، إلاَّ أنه منقطع.

3082- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَعْد يُبَلِّغُ بِهِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي ، وَمِنْ سُنَّتِيَ النِّكَاحُ.

(4/11)

3082/2- رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَعْد ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ سَعْد رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلاَّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ.

وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي حَرَّةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

3083- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ ، قَالَ : جَاءَ عَكَّافُ بْنُ وِدَاعَةَ الْهِلاَلِيُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَكَّافُ ، أَلَكَ زَوْجَةٌ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلاَ جَارِيَةٌ قَالَ : لاَ وَأَنْتَ مُوسِرٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَالْحَمْدُ للَّهِ قَالَ : فَأَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ ، إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رَهْبَانِيَّةِ النَّصَارَى فَأَنْتَ مِنْهُمْ ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنَّا ، فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ ، فَإِنَّ مِنْ سُنَّتِنَا النِّكَاحَ ، شِرَارُكُمْ عِزَابُكُمْ ، وَأَرَاذِلُ أَمْوَاتِكُمْ عِزَابُكُمْ ، أَبِالشَّيَاطِينِ تَمْرَسُونَ ، مَا لَهُم فِي نَفْسِي سِلاَحٌ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، إِلاَّ الْمَتَزَوِّجُونَ ، أُولَئِكَ الْمُطَهَّرُونَ الْمُبَرَّؤُونَ مِنَ الْخَنَا ، وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ ، إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ دَاوُدَ ، وَصَوَاحِبُ أَيُّوبَ ، وَصَوَاحِبُ يُوسُفَ ، وَصَوَاحِبُ كُرْسُفَ , قَالَ : فَقَالَ : وَمَا الْكُرْسُفُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : رَجُلٌ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى سَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ، يَصُومُ النَّهَارَ ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ ، لاَ يَفْتُرُ مِنْ صَلاَةٍ ، وَلاَ صِيَامٍ ، ثُمَّ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالله الْعَظِيمِ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ عَشِقَهَا ، فَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ ، فَتَدَارَكَهُ الله بِمَا سَلَفَ مِنْهُ فَتَابَ عَلَيْهِ ، وَيْحَكَ يَا عِكَافُ ، تَزَوَّجْ ، فَإِنَّكَ مِنَ الْمُذَبْذَبِينَ قَالَ : فَقَالَ عَكَّافٌ : يَا رَسُولَ الله ، لاَ أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُزَوِّجَنِي مَنْ شِئْتَ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَدْ زَوَّجْتُكَ عَلَى اسْمِ الله وَبَرَكَتِهِ كَرِيمَةَ بِنْتَ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِيِّ.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ مِنْ طَرِيقِ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ ... فَذَكَرَهُ.

لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ . رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، فَذَكَرَ ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ : رَجُلٌ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَإِنَّمَا قَالَ : رَجُلٌ كَانَ يَعِيشُ بِسَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ثَلاَثَمِئَةِ عَامٍ ، وَالْبَاقِي نَحْوَهُ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ عكاف ، وابن شاهين من حديث ابن عمر ، وَالأَسَانِيدُ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ.

(4/12)

3084- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، حَدَّثَنَا عبَّاس ، حَدَّثَنَا رُوَادٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُكُمْ فِي رَأْسِ الْمِئَتَيْنِ الْخَفِيفُ الْحَاذِ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، مَا خَفِيفُ الْحَاذِ ؟ قَالَ : مَنْ لاَ أَهْلَ لَهُ ، وَلاَ مَالَ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ , رواد هو ابن الجراح أبو عصام تغير بأخرة ، ولم يتميز ما رواه هل هو قبل الاختلاط أم بعده فاستحق الترك ، وممن نص على اختلاطه أبو حاتم الرازي والبخاري والنسائي وأبو أحمد الحاكم والدارقطني والطائي وغيرهم ، كما أوضحته في تبيين حال المختلطين وشيخ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيَاش ئئ لَمْ أَرَ فِيهِ جَرْحًا ، وَلاَ تَعْدِيلاً ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

3084/2- رَوَاهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ الْمَوْضُوعَاتِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِئَةٍ ، فَخَيْرُ أَوْلاَدِكُمُ الْبَنَاتُ ، فَإِذَا كَانَتْ سَنَةُ سِتِّينَ وَمِئَةٍ ، فَأَمْثَلُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ كُلُّ ذِي حَاذٍ قُلْنَا : وَمَا الْحَاذُ ؟ قَالَ : الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ خَفِيفُ الْمُؤْنَةِ.

قَالَ ابْنَ الْجَوْزِيِّ : سَيْفٌ كَذَّابٌ بِإِجْمَاعِهِمْ ، وَقَالَ أَحْمَدُ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.

(4/13)

2- باب الترغيب في فض البصر والترهيب من إطلاقه وما جاء فيمن رأى أمراة فأعجبته والنهي عن الخصي

3085- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عِمَارَةَ ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

3086- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا ، عَبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عَبد الرحمن ابن نافع : أن أبا هريرة سئل عن هذه الآية وهو شاهد : {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ} قال : هي النظرة والغمزة والقُبْلة والمباشرة ، فإذا مس الختان الختان فهو الزنا ، وقد وجب الغسل.

3087- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا سفيان ، عن منصور ، عن محمد بن عَبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود قال : الإثم حواز القلوب ، وما كان من نظرة فإن للشيطان فيها مطمعًا.

رواه البيهقي وغيره من حديث عَبد الله بن مسعود ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مرفوعاً بتمامه.

قال الحافظ المنذري : رواته لا أعلم فيهم مجروحاً ، لكن قيل : إن صوابه موقوف .

حواز القلوب - بفتح الحاء المهملة وتشديد الواو - وهو ما يحوزها ويغلب عليها حتى ترتكب ما لا يحسن ، وقيل : بتخفين الواو وتشديد الزاي - جمع حازة - وهي الأمور التي تحز في القلوب وتحك وتؤثر ، وتتخالج في القلوب أن تكون معاصي ، وهذا أشهر.

(4/14)

3088- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا بَكْرٌ حَدَّثَنَا عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا أَعْجَبَ أَحَدَكُمُ امْرَأَةٌ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مِنْ نَفْسِهِ.

3088/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.

قُلْتُ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ سنبر ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، دُونَ قَوْلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مِنْ نَفْسِهِ وَقَالَ : صَحِيحٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

3089- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النُّجُودِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ ، وَالرِّجْلاَنِ تَزْنِيَانِ ، وَالْفَرْجُ يَزْنِي.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالْبَزَّارُ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ.

3090- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ ، عَنْ عُقَيْلٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فَقَمَيْهِ وَرِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

(4/15)

3090/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

3090/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ ... فَذَكَرَهُ.

3091- قَالَ : وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ ، وَأَضْمَنُ لَكُمُ الْجَنَّةَ : اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ ، وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ.

3091/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو الرِّبِيعِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، فَقَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ طَرِيقِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ بِهِ ، وَقَالَ الْحَاكِمُ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ انْتَهَى.

وَالتَصْحِيحُ لِهَذَا الإِسْنَادِ فِيهِ نَظَرٌ ، فَإِنَّ الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ الله بْنِ حَنْطَبٍ لَمْ يُدْرِكْ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، وَغَيْرُهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الزُّهْدِ فِي بَابِ مَنْ تَكَفَّلَ بِسِتٍّ.

3092- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ ، وَكَانَ رَجُلاً بطَّالاً ، قَالَ : مَرَّتْ بِي جَارِيَةٌ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى خَاصِرَتِهَا ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَى النَّاسُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُبَايِعُونَهُ ، وَأَتَيْتُهُ فَبَسَطْتُ يَدِي لأُبَايِعَهُ ، فَقَبَضَ يَدَهُ ، وَقَالَ : أَنْتَ صَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ أَمْسِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، بَايِعْنِي ، لاَ أَعُودُ أَبَدًا قَالَ : فَنَعَمْ إِذًا.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ.

(4/16)

3093- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، حَدَّثَنِي جَدِّي ، سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ الْحُوَيْرِثِ الْغَفَارِيَّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : زِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ.

3094- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَاقِدٍ الْبَاهِلِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِبُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَبِيبٍ الْقَنَوِيُّ ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثَةٌ لاَ تَرَى أَعْيُنُهُمُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةَ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله ، وَعَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سَبِيلِ الله ، وَعَيْنٌ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ الله.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.

3095- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، أَنَّ رَجُلاً شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْخَصْيِ ، فَقَالَ لَهُ : صُمْ ، وَاسْأَلِ الله مِنْ فَضْلِهِ.

3095/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : جَاءَ شَابٌّ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

(4/17)

3095/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ جَابِرٍ هَذَا التَّابِعِيِّ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.

3- بابل نظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها وتوصية من يخطب وما جاء في شم عوارضها والنظر إلى عرقوبيها

3096- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، قَالَ : خَطَبْتُ جَارِيَةً مِنَ الأَنْصَارِ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لِي : رَأَيْتَهَا فَقُلْتُ : لاَ فَقَالَ : اذْهَبْ فَانْظَرْ إِلَيْهَا ، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَوَالِدَيْهَا ، فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ ، فَقُمْتُ ، فَخَرَجْتُ ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ : عَلَيَّ بِالرَّجُلِ قَالَ : فَرَجَعْتُ ، قَالَ : فَرَفَعَتْ نَاحِيَةَ خِدْرِهَا ، وَقَالَتْ : إِنْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَكَ أَنْ تَنْظُرَ فَانْظُرْ ، وَإِلاَّ فَإِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكَ أَنْ تَنْظُرَ قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَتَزَوَّجْتُهَا ، فَمَا تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً كَانَتْ أَحَبَّ إِلَيَّ ، وَلاَ أَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْهَا.

3096/2- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَزَادَ : فَإِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِالله وَرَسُولِهِ أَنْ تَنْظُرَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَتَزَوَّجَهَا قَالَ : فَمَا تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً كَانَتْ أَشَدَّ مُوَافَقَةً لِي مِنْهَا.

3096/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ... فَذَكَرَ مَا رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَمَا زَادَهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي مَتْنٍ وَاحِدٍ.

3096/4- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَاصِمٍ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ.

(4/18)

3097- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ الصَّيْدَلاَنِيُّ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرْسَلَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ ، فَقَالَ : شُمِّي عَوَارِضَهَا ، وَانْظُرِي إِلَى عُرْقُوبَيْهَا.

3097/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

3097/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ... فَذَكَرَهُ.

3097/4- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حِمْشَاذَ ، حَدَّثَنَا هِشْامُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً ، فَبَعَثَ بِامْرَأَةٍ لِتَنْظُرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : شُمِّي عَوَارِضَهَا ، وَانْظُرِي إِلَى عُرْقُوبَيْهَا قَالَ : فَجَاءَتْ إِلَيْهِمْ ، فقَالُوا : أَلاَ نُغَدِّيكَ يَا أُمَّ فُلاَنٍ ؟ فَقَالَتْ : لاَ آكُلُ إِلاَّ مِنْ طَعَامٍ جَاءَتْ بِهِ فُلاَنَةٌ ، قَالَ : فَصَعِدَتْ فِي رَفٍّ لَهُمْ ، فَنَظَرَتْ إِلَى عُرْقُوبَيْهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : قَبِّلِينِي يَا بُنَيَّةُ ، قَالَتْ : فَجَعَلَتْ تُقَبِّلُهَا وَهِيَ تَشُمُّ عَوَارِضَهَا قَالَ : فَجَاءَتْ ، فَأَخْبَرَتْ.

3097/5- وَعَنِ الْحَاكِمِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، وَقَالَ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ السَّجِسْتَانِيُّ فِي الْمَرَاسِيلِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ مُرْسَلاً مُخْتَصِرًا دُونَ ذِكْرِ أَنَسٍ.

وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ ، عَنْ حَمَّادٍ مَوْصُولاً.

وَرَوَاهُ عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ مَوْصُولاً.

3098- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، أَنْبَأَنَا الْحَجَّاجُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَلَى إِجَّارٍ لَهُمْ ، فَنَظَرَ إِلَى ثبيتة بنت الضَّحَّاكِ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ، فَقُلْتُ : أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِذَا أَلْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ فَلاَ بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا.

(4/19)

3098/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، عَنْ عَمِّهِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ بِنْتَ الضَّحَّاكِ عَلَى إِجَّارٍ مِنْ أناجِيرِ بِالْمَدِينَةِ يَبْصُرُهَا قُلْتُ : أَتَفْعَلُ هَذَا ... فَذَكَرَهُ.

3098/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ فَجَعَلَ يْنُظُرُ إِلَيْهَا إِلَى آخِرِهِ دُونَ أَوَّلِهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ بِهِ.

3098/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي شِهَابٍ عَبْدِ رَبِّهِ بِنْ نَافِعٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ امْرَأَةً عَلَى إِجَّارٍ ، يُقَالُ لَهَا : ثُبَيْتَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ أُخْتُ أَبِي جُبْيَرَةَ ، فَقُلْتُ : أَتَفْعَلُ هَذَا ... فَذَكَرَهُ.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ مُخْتَلَفٌ فِيهِ ، وَمَدَارُهُ عَلَى حَجَّاجِ بْنِ أرطأة.

وَلَيْسَ كما زعم فلم ينفرد بِهِ الْحَجَّاجُ ، كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي يَعْلَى ، وَابْنِ حِبَّانَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وعنه البهقي , وَالتِّرْمِذِيُّ وَحسنه .

وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله.

وَذَكَرَ الْخَطِيبُ فِي الْمُبْهَمَاتِ أَنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ اسْمُهَا : ثُبَيْتَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ ، وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : اسْمُهَا نُبَيْتَةُ.

(4/20)

3099- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأَى أُمَّ حَبِيبَةَ وَهِيَ فَوْقَ الْفَطِيمِ ، فَقَالَ : لَئِنْ بَلَغَتْ بُنَيَّةُ الْعَبَّاسِ هَذِهِ وَأَنَا حَيٌّ لأَتَزَوَّجَنَّهَا.

3099/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأَى أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ الْعَبَّاسِ ... فَذَكَرَهُ.

وَسَيَأْتِي فِي بَابُ تَزَوُّجِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أوَاخِرِ كِتَابِ النِّكَاحِ.

4- باب في نساء قريش

3100- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَطَبَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ، يُقَالُ لَهَا : سَوْدَةُ ، فَقَالَ : إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الإِبِلِ نِسَاءَ قُرَيْشٍ ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ ، وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ.

(4/21)

3100/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَطَبَ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِهِ ، يُقَالُ لَهَا : سَوْدَةُ ، وَكَانَتْ مُصْبِيَةً ، لَهَا خَمْسَةُ صِبْيَةٍ ، أَوْ سِتَّةٌ مِنْ بَعْلٍ مَاتَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يَمْنَعُكِ مِنِّي ؟ قَالَتْ : وَالله يَا رَسُولَ الله ، مَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ أَنْ لاَ تَكُونَ أَحَبَّ الْبَرِيَّةِ إِلَيَّ ، وَلَكِنْ أُكَرِّمُكَ أَنْ يَضَعُوا هَؤُلاَءِ عِنْدَ رَأْسِكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً قَالَ : فَهَلْ مَنَعَكِ شَيْءٌ غَيْرُ ذَلِكَ ؟ قَالَتْ : لاَ وَالله قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَرْحَمُكِ الله ، إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الإِبِلِ ... فَذَكَرَهُ.

3101- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : نِسَاءُ قُرَيْشٍ خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدٍ.

3101/2- قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَدْ عَلِمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّ ابْنَةَ عِمْرَانَ لَمْ تَرْكَبِ الإِبِلَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُليٍّ ، سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : هُوَ فِي الصَّحِيحِ خلا قَوْلِهِ : وَقَدْ عَلِمَ ... إِلَى آخِرِهِ ، فَهُوَ مَوْقُوفٌ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَهُوَ هُنَا مَرْفُوعٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ.

(4/22)

5- باب ما جاء في المرأة الصالحة والموافقة والمرأة السوء والمرأة الحسناء

3102- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد ، عن وائل بن داود قال : سمعت محمد بن سعد بن مالك يحدث عن أبيه قال : أربع من الشقاء ، وأربع من السعادة ، فمن الشقاوة زوجة السوء ، وجار السوء ، ومركب السوء ، وضيق المسكن ، ومن السعادة : المرأة الصالحة ، والجار الصالح ، والمركب الصالح ، وسعة المسكن.

3102/2- رواه إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ ثَلاَثَةٌ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ دُونَ ذِكْرِ الْجَارِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ.

3102/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا روح , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ.

3102/4- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مْوَلَى ثَقِيفٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَزْمَةَ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِهِ مَرْفُوعًا ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ بِتَمَامِهِ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

(4/23)

3102/5- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ثَلاَثٌ مِنَ السَّعَادَةِ : الْمَرَأْةُ تَرَاهَا تُعْجِبُكَ ، وَتَغِيبُ فَتَأْمَنْهَا عَلَى نَفْسِهَا ، وَمَالِكَ ، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ وَطِئَةً ، فُتُلْحِقُكَ بِأَصْحَابِكَ ، وَالدَّارُ الْوَاسِعَةُ ، كَثِيرَةُ الْمَرَافِقِ وَثَلاَثٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ : الْمَرْأَةُ تَرَاهَا فَتَسُوءُكَ ، وَتَحْمِلُ لِسَانَهَا عَلَيْكَ ، وَإِنْ غِبْتَ لَمْ تَأْمَنْهَا عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِكَ ، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ قَطُوفًا ، إِنْ ضَرَبْتَهَا أَتْعَبَتْكَ ، وَإِنْ تَرَكْتَهَا لَمْ تُلْحِقْكَ بِأَصْحَابِكَ ، وَالدَّارُ تَكُونُ ضَيِّقَةً ، قَلِيلَةَ الْمَرَافِقِ.

قَالَ الْحَاكِمُ : تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ ، يَعْنِي ابْنَ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، فَإِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِهِمَا.

قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : مُحَمَّدٌ هُنَا صَدُوقٌ ، وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.

3103- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ يَرْوِيهِ مَرْفُوعًا ، قَالَ : خَيْرُ فَائِدَةٍ اسْتَفَادَهَا الْمُسْلِمُ بَعْدَ الإِسْلاَمِ ، امْرَأَةٌ تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا ، وَتُطُيعُهُ إِذَا أَمَرَهَا ، وَتَحْفَظُهُ فِي مَالِهِ وَنَفْسِهَا إِذَا غَابَ.

قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ.

وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ.

3104- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَرْبَعٌ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ : أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَةً ، وَأَوْلاَدُهُ أَبْرَارًا ، وَإِخْوَانُهُ صَالِحِينَ ، وَأَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

(4/24)

3105- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُطَرَّحٍ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أُمَامَةَ ، قَالَت : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَثَلُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ فِي النِّسَاءِ ، كَمَثَلِ الْغُرَابِ الأَعْصَمِ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، وَمَا الأَعْصَمُ ؟ قَالَ : الَّذِي إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْضَاءُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي الْمُهَلَّبِ ، وَلِجَهَالَةِ شَيْخِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ.

3106- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى , حَدَّثَنِي أَبِي , حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بْنُ جَامِعٍ ، عن عثمان بن أبي العاص , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَّاسَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ : مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٍ مِنَّا يَدَعُ لِوَلَدِهِ مَالاً يَبْقَى بَعْدَهُ فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ ، فَانْطَلِقُوا وانْطَلَقَ عُمَرُ ، وَاتَّبَعَهُ ثَوْبَانُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، قَدْ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الآيَةُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله لَمْ يَفْرِضِ الزَّكَاةَ ، إِلاَّ لِيَطيب مَا بَقِيَ مِنْ أَمْوَالِكهِمْ ، وَإِنَّمَا فَرَضَ الْمَوَارِيثَ فِي أموال تَبْقَى بَعْدَكُمْ قَالَ : فَكَبَّرَ عُمَرُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُهُ الْمَرْءُ ؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ.

3106/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ غَيْلاَنَ بْنِ جَامِعِ بِهِ دُونَ قَوْلِهِ وَمَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَّا إِلَى ... آخِرِهِ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج9 كتاب الترغيب والترهيب للمنذري{من5655 الي 5766.}

  ج9 كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية...