9 مصاحف

9 مصاحف الكتاب الاسلامي
حسبي الله ونعم الوكيل

حسبي الله ونعم الوكيل

 

Translate

الأحد، 4 يونيو 2023

ج1. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة لأحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري



ج1. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة لأحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

الكتاب : إتحاف الخيرة المهرة

بزوائد المسانيد العشرة

المؤلف : أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

المُتَوَفَّى هجرية 

المجلد الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

يقول الفقير إلى مغفرة ربه الكريم أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم البوصيري لطف الله به :

الحمد لله الذي لا تنفد خزائنه مع كثرة أفضاله , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة موحد صادق في مقاله , وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي أوتي جوامع الكلم ومحاسن السنن ، صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه وآله.

وبعد , فقد استخرت الله الكريم الوهاب في إفراد زوائد مسانيد الأئمة الحفاظ الأعلام الأجلاء الأيقاظ : أبي داود الطيالسي , ومُسَدَّد , والحميدي , وابن أبي عمر , وإسحاق بن راهويه , وَأَبِي بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وأحمد بن منيع , وعبد بن حميد , والحارث بن محمد بن أبي أسامة , وأبي يعلى الموصلي الكبير على الكتب الستة : صحيحي البخاري ومسلم , وأبي داوود , والترمذي , والنسائي الصغرى , وابن ماجة - رضي الله عنهم أجمعين.

فإن كان الحديث في الكتب الستة أو أحدها أو من طريق صحابي واحد لم أخرجه إلا أن يكون الحديث فيه زيادة عند أحد المسانيد المذكورة تدل على حكم , فأخرجه بتمامه , ثم أقول في آخره : رووه , أو بعضهم بإختصار , وربما بينت الزيادة مع ما أضمه إليه من مسندي أحمد بن حنبل والبزار , وصحيح ابن حبان وغيرهم كما سيُرى - إن شاء الله تعالى.

وإن كان الحديث من طريق صحابيين فأكثر , وانفرد أحد المسانيد بإخراج طريق منها أخرجته , وإن كان المتن واحدًا , وأنبه عقب الحديث أنه في الكتب السته أو أحدها من طريق فلان مثلا إن كان , لئلا يظن أن ذلك وهم , فإن لم يكن الحديث في الكتب السته أو أحدها من طريق صحابي آخر ورأيته في غير الكتب السته نبهت عليه للفائدة وليعلم أن الحديث ليس بفرد.

وإن كان الحديث في مسندين فأكثر من طريق صحابي واحد أوردته بطرقه في موضع واحد إن اختلف الإسناد , وكذا إن اتحد الإسناد بأن رواه بعض أصحاب المسانيد معنعنًا , وبعضهم صرح فيه بالتحديث , فإن اتفقت الأسانيد في إسناد واحد ذكرت الأول منها ثم أحيل عليه.@

(1/56)

وإن كان الحديث في مسند بطريقين فأكثر ذكرت اسم صاحب المسند في أول الإسناد , ولم أذكره في الثاني ولا ما بعده ؛ بل أقول : قال , ما لم يحصل اشتباه , هذا كله في الإسناد.

وأما المتن , فإن اتفقت المسانيد على متن بلفظ واحد سقت متن المسند الأول حسب , ثم أحيل ما بعده عليه , وإن اختلفت ذكرت متن كل مسند , وإن اتفق بعض واختلف بعض ذكرت المختلف فيه , ثم أقول في آخره : فذكره.

وقد أوردت ما رواه البخاري تعليقًا , وأبو داود في المراسيل , والترمذي في الشمائل , والنسائي في الكبرى , وفي عمل اليوم والليلة , وغير ذلك مما ليس في شيء من الكتب الستة.

ورتبته على مئة كتاب , أذكرها ليسهل الكشف منها , وهي :

كتاب الإيمان , كتاب القدر , كتاب العلم , كتاب الطهارة , كتاب الحيض , كتاب الصلاة , كتاب المواقيت , كتاب الأذان , كتاب المساجد , كتاب الإمامة , كتاب القبلة وفيه ستر العورة , كتاب افتتاح الصلاة , كتاب السهو , كتاب قصر الصلاة , كتاب الجمعة , كتاب صلاة الخوف , كتاب العيدين , كتاب الخسوف , كتاب الاستسقاء , كتاب النوافل , كتاب الجنائز , كتاب الزكاة , كتاب الصوم , كتاب الحج وفيه آداب السفر , كتاب البيوع والسلم , كتاب الرهن , كتاب التفليس , كتاب الصلح , كتاب الضمان , كتاب الشركة , كتاب العارية , كتاب الغصب , كتاب الشفعة , كتاب القرض , كتاب الإجارة , كتاب الزراعة , كتاب إحياء الموات , كتاب الوقف , كتاب الهبات وفيه عطية الرجل ولده , كتاب اللقيط , كتاب الفرائض , كتاب الوصايا , كتاب الوديعة , كتاب النكاح , كتاب الصداق والوليمة , كتاب القسم والنشوز , كتاب الخلع والطلاق , كتاب الرجعة , كتاب الإيلاء , كتاب الظهار , كتاب اللعان , كتاب العِدد , كتاب الرضاع , كتاب النفقات , كتاب الديات , كتاب القسامة , كتاب قتال أهل البغي , كتاب المرتد , كتاب السرقة , كتاب الحدود والقذف , كتاب الأطعمة , كتاب الأشربة والحد فيها , كتاب الطب , كتاب الرقى والتمائم , كتاب اللباس والزينة , كتاب الإمارة , كتاب الهجرة , كتاب الجهاد , كتاب المغازي والسير وقسم الفيء والغنيمة , كتاب الجزية , كتاب الصيد والذبائح , كتاب الضحايا , كتاب العقيقة , كتاب السبق والرمي , كتاب الأَيمان , كتاب النذور , كتاب القضاء , كتاب الشهادات , كتاب العتق , كتاب الولاء , كتاب المدبر والمكاتب , كتاب عتق أمهات الأولاد , كتاب البر والصلة , كتاب الأدب , كتاب العجائب , كتاب فضائل القرآن وتعلمه , كتاب التفسير , كتاب التعبير , كتاب الأذكار , كتاب الأدعية , كتاب الاستعاذة , كتاب علامات النبوة , كتاب المناقب , كتاب المواعظ , كتاب التوبة والاستغفار , كتاب الزهد والورع , كتاب الفتن , كتاب القيامة , كتاب صفة النار , كتاب صفة الجنة.@

(1/57)

وسميته : إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة.

وأنا سائل أخًا ينتفع بشيء منه أن يدعو لي ولوالديَّ ومشايخي وسائر أحبائي والمسلمين أجمعين .

وقد رأيت أن أقدم قبل الشروع في هذا الكتاب مقدمة في تراجم أصحاب المسانيد العشرة.

فأما أبو داود الطيالسي : فهو سليمان بن الجارود بن داود الحافظ .

روى عن ابن عون , وشعبة , وحماد بن زيد , وحماد بن سلمة , وابن المبارك وغيرهم.

وروى عنه : محمد بن بشار بندار , وأحمد بن الفرات , والكديمي , وغيرهم .

روى له مسلم وأصحاب السنن الأربعة والبخاري تعليقًا .

قال أحمد بن حنبل : ثقة صدوق . وقال ابن معين : هو أحب إلي من ابن مهدي وشعبة . وقال النسائي : ثقة , من أصدق الناس لهجة . وقال الفلاس وابن سعد : ثقة . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال الخطيب : كان ثقة مكثرًا حافظًا . وحكى أبو نُعيم عن عامر بن إبراهيم الأصبهاني قال : سمعت أبا داود قال : كتبت عن ألف شيخ . وقال الذهبي في الكاشف : قال أبو داود الطيالسي : أسرد ثلاثين ألف حديث ولا فخر . ومع ثقته فقد قال إبراهيم بن سعيد الجوهري : أخطأ في ألف حديث . وقال الذهبي أيضًا : كان وكيع يسميه جبل العلم . توفي سنة أربع ومئتين .

وأما مُسَدَّد : فهو ابن مسرهد بن مسربل , وقال العجلي : مُسَدَّد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد . وذكر البخاري أن اسم الرابع مرعبل . وذكر الذهبي في طبقات الحفاظ أن منصور بن عبد الله الخالدي زاد في نسب مُسَدَّد ثلاثة أسماء على وزن ما ذكره البخاري . وزعم منصور الخالدي أنه مُسَدَّد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن أرندل بن سرندل بن غرندل بن ماسك ولم يتابع عليه .@

(1/58)

روى عن : جويرية بن أسماء , وحماد بن زيد , وأبي عوانة , وعدة .

وعنه : البخاري , وأبو داود , وأبو حاتم , وأبو خليفة .

روى له : البخاري , وأبو داود , والترمذي , والنسائي .

قال أحمد بن حنبل : صدوق . وقال ابن معين : ثقة ثقة . وقال أبو حاتم والنسائي وابن قانع والعجلي : ثقة . وقال ابن عدي : يقال : إنه أول من صنف المسند بالبصرة . وذكره ابن حبان في الثقات .

وقال الذهبي : مات سنة ثمانٍ وعشرين ومئتين.

وأما الحميدي فهو عبد الله بن الزبير أبو بكر القرشي المكي أحد الأعلام .

سمع : سفيان بن عيينة , والزنجي , وأنس بن عياض , وإبراهيم بن سعد , وغيرهم.

وروى عنه : البخاري , وأبو زرعة , وأبو حاتم , وخلق.

روى له : البخاري , وأبو داود , والترمذي , والنسائي , ومسلم في مقدمة كتابه , وابن ماجة في التفسير .

قال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث . وقال أحمد بن حنبل : الحميدي عندنا إمام . وقال أبو حاتم : أثبت الناس في ابن عيينة الحميدي , وهو رئيس أصحاب ابن عيينة , وهو ثقة إمام . وقال البخاري : إذا وجدت الحديث عنه لا نخرجه إلى غيره من الثقة به . وقال ابن حبان في الثقات : صاحب سنة وفضل ودين . وقال ابن عدي : ذهب مع الشافعي إلى مصر وكان من خيار الناس . وقال الحاكم : ثقة مأمون . وقال الفسوي : ما لقيت أنصح للإسلام وأهله منه .

وقال الذهبي : مات سنة تسع عشرة ومئتين.

وأما ابن أبي عمر : فهو محمد بن يحيى بن أبي عمر الحافظ العدني أبو عبد الله , نزل مكة المشرفة .

روى عن : الفضيل بن عياض , والمعتمر بن سليمان , وسفيان بن عيينة , وبشر بن السري , والدراوردي , وغيرهم .

وعنه : مسلم , والترمذي , وابن ماجة , وغيرهم.

أثنى عليه أحمد بن حنبل . وقال أبو حاتم : كان صدوقًا . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال مسلمة : لا بأس به . وقال الترمذي في الجامع : سمعت بن أبي عمر يقول : اختلفت إلى ابن عيينة ثماني عشرة سنة , وكان الحميدي أكبر مني بسنة . قال الترمذي : وسمعت ابن أبي عمر يقول : حججت سبعين حجة ماشيًا .@

(1/59)

وأما إسحاق بن راهويه : فهو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه أبو يعقوب المروزي .

روى عن الدراوردي , وجرير , ومعتمر , ووكيع , وبقية بن الوليد وطبقتهم .

وعنه ما عدا ابن ماجة وبقية شيخه وخلق من آخرهم السراج . أملى مسنده من حفظه .

وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال : مثل إسحاق يُسأل عنه ! إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين . وقال النسائي : ثقة مأمون .

وقال الذهبي : توفي وله سبع وسبعون سنة في شعبان سنة ثمانٍ وثلاثين ومئتين .

وأما أبو بكر بن أبي شيبة : فهو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر العبسي مولاهم الكوفي الحافظ , صاحب التصانيف .

روى عن : شريك ، وابن المبارك ، وهشيم ، ويزيد بن هارون ، ووكيع ، وعفان ، وخلف بن خليفة ، وسفيان بن عيينة .

وعنه : عبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود , وابن ماجة ، والفريابي , وأبو يعلى الموصلي , والباغندي , وغيرهم .

قال الفلاس : ما رأيت أحفظ منه . وقال صالح جزرة : أحفظ من أدركنا عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة . وقال أحمد بن حنبل : صدوق . وقال العجلي وأبو حاتم وابن خراش : ثقة زاد العجلي : وكان حافظًا للحديث . وقال ابن حبان في الثقات : كان متقنًا حافظًا ديِّنًا . وقال أبو عبيدٍ القاسم بن سلام : انتهى العلم إلى أربعة : أبي بكر بن أبي شيبة , وأحمد بن حنبل , وابن معين , وابن المديني . وأبو بكر أسردهم , وأحمد أفقههم , ويحيى أجمعهم له , وعلي أعلمهم به . وقال ابن قانع : ثقة ثبت .

وقال الذهبي : توفي سنة خمس وثلاثين ومئتين .

وأما أحمد بن منيع : فهو أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي أبو جعفر الأصم الحافظ صاحب المسند.@

(1/60)

روى عن : هشيم , وعباد بن عباد , وإسماعيل ابن علية , ويزيد بن هارون , وأبي بكر بن عياش وغيرهم .

وعنه : الجماعة كلهم , لكن البخاري بواسطة , وابن خزيمة , والبغوي سبطه , وآخرون.

قال ابو حاتم الرازي : صدوق . وقال النسائي وصالح جزرة : ثقة . وذكره ابن حبان في الثقات .

وقال الذهبي : مات سنة أربع وأربعين ومئتين , وله أربع وثمانون سنة .

وأما عبد بن حميد : فهو أبو محمد الكسي - على الأصح - ويقال فيه : الكشي . اسمه عبد الحميد , حافظ جوَّال ذو تصانيف .

روى عن : علي بن عاصم , وابن أبي فديك , وأبي بكر بن أبي شيبة , والنضر بن شميل , وعبد الرزاق , وأحمد بن يونس , ومحمد بن الفضل .

روى عنه : مسلم , والترمذي , وخلائق من آخرهم إبراهيم بن خريم الشاشي .

قال البخاري في باب دلائل النبوة : وقال عبد الحميد : حدثنا عثمان بن عمر فذكر حديث حَنِين الجِذْع يقال : هو عبد بن حميد . وذكره ابن حبان في الثقات . وحكى غنجار في تاريخ بخارى قال : كان يحيى بن عبد الغفار الكسي مريضًا , فعاده عبد بن حميد , فقال : لا أبقاني الله بعدك . فماتا جميعًا , مات يحيى وعبد في اليوم الثاني فجأة من غير مرض , ورفعت جنازتهما في يوم واحد .

وقال الذهبي : مات سنة تسع وأربعين ومئتين .

وأما الحارث : فهو الحارث بن محمد بن أبي أسامة - واسم أبي أسامة : داهر - أبو محمد التميمي . ولد الحارث سنة خمس وثمانين ومئة , سمع يزيد بن هارون , وعلي بن عاصم , وعبد الوهاب الخفاف , وروح بن عبادة , وعبد الله بن بكر السهمي , وعبد الله بن يزيد المقرىء , وهذه الطبقة من شيوخ أحمد بن حنبل .

روى عنه : أبو جعفر الطبري , وأبو بكر النجاد , وأبو بكر الشافعي , وآخرون .

وكان حافظًا عارفًا بالحديث , عالي الإسناد , تكلم فيه الأزدي بلا حجة .

قال الدارقطني : اختلف فيه عندي , وهو صدوق . وقال ابن حزم : ضعيف . ولينه بعض البغاددة , لكونه يأخذ على الرواية . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال إبراهيم الحربي : ثقة . وقال أحمد بن كامل : بلغ ستًا وتسعين سنة , وكان ثقة .

وقال الذهبي : مات سنة 282.@

(1/61)

وأما أبو يعلى الموصلي : فهو أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي .

سمع : علي بن الجعد , وابن معين , وشيبان بن فروخ , وغيرهم .

وروى عنه الحفاظ : أبو علي النيسابوري , وحمزة الكناني , وأبو بكر الإسماعيلي , وأبو حاتم بن حبان , وأبو بكر بن المقرىء , وأبو عمرو بن حمدان , وآخرون .

وقد خرج هو لنفسه معجمًا في ثلاثة أجزاء , ومسندًا كبيرًا سمعه كله ابن المقرىء .

قال ابن السمعاني : سمعت إسماعيل بن محمد التميمي يقول : المسانيد كلها كالأنهار , ومسند أبي يعلى كالبحر يكون مجمع الأنهار . وقال الحاكم : كنت أرى أبا علي النيسابوري معجبًا بأبي يعلى وإتقانه وحفظه . وقال أبو عمرو الحربي : كان يحدث احتسابًا . وقال ابن حبان : ثقة متقن . وقال الحاكم : ثقة مأمون . ولد أبو يعلى في شوال سنة عشر , وارتحل وله خمس عشرة سنة . ومات سنة سبع وثلاثمئة . وقال يزيد بن محمد الأزدي في تاريخ الموصل : كان أبو يعلى من أهل الصدق والأمانة والدين , غلقت الأسواق يوم موته , وحضر جنازته من الخلق أمر عظيم .@

(1/62)

1- كتاب الإيمان

1- باب أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى الإيمان وأنه يُنَجِّي العبدَ من النار

1- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتَ ، يَقُولُ : إِنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِالله وَتَصْدِيقٌ بِهِ ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ، قَالَ : أُرِيدُ أَهْوَنَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ : السَّمَاحَةُ وَالصَّبْرُ ، قَالَ : أُرِيدُ أَهْوَنَ مَنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله قَالَ : لاَ تَتَّهِمِ الله فِي شَيْءٍ قَضَاهُ لَكَ.

1/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ، حَدَّثَنَا سُويْدٌ - يَعْنِي : أَبَا حاتم - حَدَّثَنِي عَيَّاشٌ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِالله ، وَتَصْدِيقٌ بِهِ ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ الله ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ ، فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ ، قَالَ : وَأَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : إِطْعَامُ الطَّعَامِ ، وَلِينُ الْكَلاَمِ ، وَالسَّمَاحَةُ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ . قَالَ : فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ ، قَالَ : وَأَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : لاَ تَتَّهِمِ الله فِي شَيْءٍ قَضَاهُ عَلَيْكَ.@

(1/63)

1/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَارِ الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ : حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ ... فَذَكَرَ نحْوَهُ.

قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ بِإِسْنَادَيْنِ أَحَدُهُمَا حَسَنٌ.

2- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بِشْرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رَضِيَ الله عَنْهُ - قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأَمْرِ , فَقَالَ : مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا عَلَيَّ ، فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ.

2/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بِشْرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، قَالَ : لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسْوَسَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَكُنْتُ فِيمَنْ وَسْوَسَ ، قَالَ : فَمَّرَ عُمَرُ عَلَيَّ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، فَلَمْ أَرُدَّ عَلَيْهِ ، فَشَكَانِي إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : فَجَاءَ ، فَقَالَ لِي : سَلَّمَ عَلَيْكَ أَخُوكَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ ؟! قَالَ : قُلْتُ : مَا عَلِمْتُ بِتَسْلِيمِهِ ، وَإِنِّي عَنْ ذَلِكَ فِي شُغْلٍ ، قَالَ : وَلِمَ ؟ قُلْتُ : قُبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأَمْرِ ، قَالَ : فَقَدْ سَأَلْتُهُ . قَالَ : فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَاعْتَنَقْتُهُ ، قَالَ : قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ قَالَ : قَدْ سَأَلْتُهُ , فَقَالَ : مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُهَا ... فَذَكَرَهُ.

2/3- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ حُمْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ ... فَذَكَرَهُ بِتَقْدِيمٍ وَتَأْخِيرٍ.

وَحَدِيثُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.@

(1/64)

3- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا شَبَابَةُ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي حَثْمَةَ ، عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ الله - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ - قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، سُئِلَ عَنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِالله ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ الله ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ.

3/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

3/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُُ بْنُ حُمَيْد ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، عَنْ جَدَّتِهِ الشِّفَاءِ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسَأَلَهُ رَجُلٌ : أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ ... فَذَكَرَهُ.

3/4- وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلَكِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ الله - وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ - قَالَتْ : سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ أَفْضَلِ الْعَمَلِ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : الْمَسْعُودِيُّ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ رَوَى عَنْهُ بَعْدَ الاِخْتِلاَطِ ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، لَمْ يُدْرَ هَلْ رَوَيَا عَنِ الْمَسْعُودِيِّ قَبْلَ الاِخْتِلاَطِ أَوْ بَعْدَهُ فَاسْتَحَقَّا التَّرْكَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ مَجْهُولٌ لَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله وَغَيْرِهِ ، وَسَيأْتِي فِي كِتَابِ الْحَجِّ فِي بَابِ الْحَجِّ الْمَبْرُورِ.

4- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : وَحَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : حُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، لَقِيَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله ، قَالَ : مَا لِي أَرَاكَ وَاجِمًا ؟ قَالَ : كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّهَا مُوجِبَةٌ فَلَمْ أَسْأَلْ عَنْهَا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا أَعْلَمُهَا ، هِيَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.@

(1/65)

4/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ : لَقِيَ أَبُو بَكْرٍ طَلْحَةَ ، فَقَالَ : مَالِي أَرَاكَ أَصبَحْتَ وَاجِمًا ؟ قَالَ : لاَ إِلاَّ كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ ... فَذَكَرَهُ.

ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ حَدِيثِ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ طَلْحَةَ - وَقِيلَ : عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ طَلْحَةَ ، وَذَكَرُوا أَنَّ الْقِصَّةَ جَرَتْ لِطَلْحَةَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

وَهَذَا الإِسْنَادُ أَصَّحُ مِنْ ذَلِكَ إِلاَّ أَنَّ فِيهِ مَنْ لَمْ يُسَمَّ.

4/3- وَ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، لَكِنْ قَالَ الْعَلاَئِيُّ فِي الْمَرَاسِيلِ : سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَقِيَ طَلْحَةَ ... الْحَدِيثُ , فَقَالَ : حَدِيثٌ مُرْسَلٌ . وَعَدَّ الْحَاكِمُ أَبَا وَائِلٍ مِمَّنْ أَدْرَكَ الْعَشَرَةَ ، وَسَمِعَ مِنْهُمْ.

4/4- قَالَ أَبُو يَعْلَى ، وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ ، قَالَ : رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله حَزِينًا ، فَقَالَ : مَالَكَ ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَاتٍ لاَ يَقُولُهُنَّ عَبْدٌ عِنْدَ الْمَوْتِ إِلاَ نُفِّسَ عَنْهُ ، وَأَشْرَقَ لَهَا لَوْنُهُ ، وَرَأَى مَا يَسُرُّهُ فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا ، إِلاَّ الْقُدْرَةُ عَلَيْهَا ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي لأَعْلَمُ مَا هِيَ ؟ قَالَ : هَلْ تَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أَفْضَلُ مِنْ كَلِمَةٍ دَعَا إِلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَمَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ ؟ قَالَ طَلْحَةُ : هِيَ وَالله هِيَ ، قَالَ عُمَرُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.

هذا إِسْنَاد رجاله ثقات.@

(1/66)

5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمَ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى الله ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِالله قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، ثُمَ مَهْ ؟ قَالَ : ثُمَّ صِلَةُ الرَّحِمِ . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَيُّ الأَعَمَالِ أَبْغَضُ إِلَى الله ؟ قَالَ : الإِشْرَاكُ بِالله قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، ثُمَ مَهْ ؟ قَالَ : قَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ثُمَ مَهْ ؟ قَالَ : الأَمْرُ بِالْمُنْكَرِ وَنَهْيٌ عَنِ الْمَعْرُوفِ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، نَافِعٌ مَا عَلِمْتُهُ ، وَلَمْ أَرَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

6- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّ عُمَرَ مَرَّ عَلَى عُثْمَانَ - رَضِيَ الله عَنْهُمَا - وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ، فَدَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَاشْتَكَى ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ ، فَقَالَ : أَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي الْمَسْجِدِ قَاعِدٌ . قَالَ : فَانْطَلَقَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَى أَخِيكْ حِينَ سَلَّمَ عَلَيْكَ ؟ قَالَ : وَالله مَا سَمِعْتُ أَنَّهُ سَلَّمَ حِينَ مَرَّ عَلَيَّ ، وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي ، فَلَمْ أَشْعُرْ أَنَّهُ سَلَّمَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَبِمَاذَا تُحَدِّثُ نَفْسَكَ ؟ قَالَ : خَلاَ بِي الشَّيْطَانُ ، فَجَعَلَ يُلْقِي فِي نَفْسِي أَشْيَاءَ مَا أُحِبُّ أَنِّي تَكَلَّمْتُ بِهَا ، وَأَنَّ لِي مَا عَلَى الأَرْضِ ، قُلْتُ فِي نَفْسِي - حِينَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ ذَلِكَ فِي نَفْسِي - : يَا لَيْتَنِي سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا يُنَجِّينَا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي أَنْفُسِنَا ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَإِنِّي وَالله قَدِ اشْتَكَيْتُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسَأَلْتُهُ : مَا الَّذِي يُنَجِّينَا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي أَنْفُسِنَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُنَجِّيكُمْ مِنْ ذَلِكَ ، أَنْ تَقُولُوا مِثْلَ الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ عَمِّي عِنْدَ الْمَوْتِ فَلَمْ يَفْعَلْ.@

(1/67)

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، أَبُو الْحُوَيْرِثِ اسْمُهُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيةَ الزُّرْقِيُّ ، قَالَ مَالِكٌ : لَيْسَ بِثِقَةٍ ، وَاخْتَلَفَ قَوْلُ ابْنُ مَعِينٍ فِيهِ ؛ فَمَرَّةً وَثَّقَهُ ، وَمَرَّةً ضَعَّفَهُ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ بِقَوِيٍّ . وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِذَاكَ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

7- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ حِمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَتَى عُثْمَانَ - رَضِيَ الله عَنْهُمَا - فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ رَدًّا ضَعِيفًا ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ - رَضِيَ الله عَنْهُمَا - فَقَالَ : أَتَيْتُ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ ، فَرَدَّ عَلَيَّ رَدًّا ضَعِيفًا ، كَأَنَّهُ كَرِهَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِي ، قَالَ : فَلَقِيَهُ ، عُمَرُ - رَضِيَ الله عَنْهُ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : أَتَى عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْكَ ، فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ رَدًّا ضَعِيفًا ، كَأَنَّكَ كَرِهْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ ؟ قَالَ : لاَ وَالله مَا كَرِهْتُ ذَلِكَ ، إِنَّهُ لأَحَقُّ النَّاسِ بِهَا ، إِنَّهُ الصِّدِّيقُ وَإِنَّهُ ثَانِيَ اثْنَيْنِ ، وَلَكِنَّهُ أَتَى عَلَيَّ ، وَأَنَا أُحَدِّثُ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، تُوُفِّيَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ أَنْ يُبَيِّنَ لَنَا ، قَالَ : فَقَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لاَ يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ ، يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ حَرَّمَهُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى النَّارِ . قَالَ عُمَرُ : أَنَا آتِيكَ بِهَا : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أََلاَصَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَمَّهُ أَنْ يَقُولَهَا عِنْدَ مَوْتِهِ ، فَأَبَى عَلَيْهِ ، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أُلْزِمَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَصْحَابُهُ : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَسَعِيدٌ هُوَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مِهْرَانُ أَبُو الْفَضْلِ الْيَشْكَرِيُّ ، وَإِنِ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ ، فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ ، رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الاِخْتِلاَطِ كَمَا أَوُضَحْتُهُ فِي تَبْيِينِ حَالِ الْمُخْتَلِطِينِ.@

(1/68)

7/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ... فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا.

7/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزَدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ... فَذَكَرَهُ.

8- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ - مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ غَيْرُ مُتَّهَمٍ - أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رَضِيَ الله عَنْهُ - يُحَدِّثُ ، أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَزِنُوا عَلَيْهِ حتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ أَنْ يُوَسْوِسَ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : فَكُنْتُ مِنْهُمْ ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي ظِلِّ أَطَمٍ مَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَلَمْ أَشْعُرْ أَنَّهُ مَرَّ وَلاَ سَلَّمَ فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ : أَلاَ أَعْجَبَكَ ! مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلاَمِ ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي وِلاَيَةِ أَبِي بَكْرٍ ، حَتَّى أَتَيَا فَسَلَّمَا جَمِيعًا ، ثُمَّ قَالَ : جَاءَنِي أَخُوكَ عُمَرُ ، فَزَعَمَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَيْكَ فَسَلَّمَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ، فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ فَقُلْتُ : مَا فَعَلْتُ . فَقَالَ عُمَرُ : بَلَى ، وَلَكِنَّهَا عِبِِّيَّتُكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ ، قَالَ عُثْمَانُ : فَقُلْتُ : وَالله مَا شَعَرْتُ بِأَنَّكَ مَرَرْتَ ، وَلاَ سَلَّمْتَ ، قَالَ : فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : صَدَقَ عُثْمَانُ ، وَلَقَدْ شَغَلَكَ عَنْ ذَلِكَ أَمْرٌ قَالَ : قُلْتُ : أَجَلْ ، قَالَ : فَمَا هُوَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : تَوَفَّى الله نَبِيَّهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأَمْرِ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ . قَالَ عُثْمَانُ : فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، أَنْتَ أَحَقُّ بِهَا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله مَا نَجَاةُ هَذَا الأَمْرِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ قَبِلَ الْكَلِمَةَ الَّتِي عُرِضَتْ عَلَى عَمِّي فَرَدَّهَا فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ.

9- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ - جَارِنَا - يُحَدِّثُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ : اعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَأَبُو حَمْزَةَ اسْمُهُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله.@

(1/69)

10- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ ، أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ . فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ الله إِذًا يَتَّكِلُوا ، فَقَالَ : دَعْهُمْ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ.

11- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَادِ يَا عُمَرُ فِي النَّاسِ ، أَنَّهُ مَنْ مَاتَ يَعْبُدُ اللَّهَ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ، وَحَرَّمَه عَلَى النَّارَ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ ؟ قَالَ : لاَ ، لاَ يَتَّكِلُوا .

قُلْتُ : عَقِيلٍ هو ابن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله أَخُو عَبد الرَّحمَن بن جَابِرِ , ومحمد بن جَابِرِ . قَالَ الذَّهَبِيُّ : مَجْهُولٌ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَزَائِدَةُ هُوَ ابْنُ قُدَامَةَ ، وحسين بن هانىء لم أقف له على ترجمة , وَأَبُو بَكْرٍ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

12- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله مَا نَجَاةُ هَذَا الأَمْرِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ ؟ قَالَ : مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَهُوَ لَهُ نَجَاةٌ.@

(1/70)

12/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - أَوْ عَنْ نَافِعٍ ، شَكَّ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ - قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ الله مَا النَّجَاةُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ ؟ قَالَ : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.

قُلْتُ : كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ ، ضَعِيفٌ.

13- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ , سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ : مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ قَالَ : فَخَرَجْتُ فَلَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : مَالَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ فَقُلْتُ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ ، مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ قَالَ عُمَرُ : ارْجِعْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَإِنِّي أَخَافَ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَا رَدَّكَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ عُمَرَ ، فَقَالَ : صَدَقَ.

هَذَا الإسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ سَعْدٍ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.

2- باب بني الإسلام على خمس

14- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ @

(1/71)

سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، مُوْلَى بَنِي عَامِرٍ ، عَنْ يزَيْدٍ السَّكْسَكِيِّ ، قَالَ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ ، مَا لَكَ تَحُجُّ وَتَعْتَمِرُ ، وَقَدْ تَرَكْتَ الْغَزْوَ فِي سَبِيلٍ الله ؟ فَقَالَ : وَيْلُكَ إِنَّ الإِيمَانَ بُنِيَ عَلَى خَمْسٍ : تَعْبُدُ الله ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، كَذَلِكَ حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ الْجِهَادُ بَعْدَ ذَلِكَ حَسَنٌ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ وَالرَّاوِي عَنْهُ.

وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَالتِّرْمِذِيِّ ، وَالنَّسَائِيِّ بِلَفْظِ : بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ... إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ.

15- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله , أَنْبَأَنَا دَاوُدُ الأَوَدِيُّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسَةٍ : شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَجِّ الْبَيْتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ.

15/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَامِرٍ ... فَذَكَرَهُ.

15/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/72)

15/4- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الأَوَدِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

15/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هَاشِمٌ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ جَابِرٍ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ ؛ أَمَا الطَّرِيقُ الأَوَّلُ فَفِيهَا دَاوُدُ الأَوَدِيُّ ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ , وَالطَّرِيقُ الثَّانِيَةُ : فِيهَا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ ، وَإِنْ وَثَّقَهُ الثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ ، فَقَدْ كَذَّبَهُ الإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ ، وَالْجُوزْجَانِيُّ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَنَسَبَهُ زَائِدَةُ إِلَى الرَّفْضِ ، وَضَعَّفَهُ كَثِيرُونَ.

3- باب فيمن شهد أن لا إله إلا الله

16- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ هَصَّانَ بْنِ كَاهِلِ - أَوْ كاهل بْن هصان - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ ، عَنْ مُعَاذٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَمُوتُ عَبْدٌ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ الله ، يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ مُعَاذٍ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، أَنَا سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ مِعَاذٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .

16/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ هَصَّانَ بْنِ كَاهِلٍ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ مُعَاذٍ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ الله يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبٍ مُوقِنٍ إِلاَّ غُفِرَ لَهُ قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ مُعَاذٍ ؟ قَالَ : كَأنَ الْقَوْمُ عَنَّفُونِي فَقَال : دَعوه , لا تُعنََِّفُوهُ ، نَعم أَنَا سَمِعْتُ مِنْ مُعَاذٍ يَأْثُرهُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - ثَلاَثَ مرَّات.

17- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، ذَكَرَ عَنْ مُعَاذٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله - قَالَهَا ثَلاَثًا - قَالَ : بَشِّرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.@

(1/73)

17/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ هَصَّانَ بْنِ كَاهِلٍ - وَكَانَ أَبُوهُ كَاهِنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ - قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ ، قَالَ : فَإِذَا شَيْخٌ أَبْيَضُ اللِّحْيَةِ وَالرَّأْسِ ، يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ ... فَذَكَرَ طَرِيقَ مُسَدَّدٍ الثَّانِيَةَ.

17/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : رَوَى النَّسَائِيُّ فِي عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنَهِ ، الْمَرْفُوعَ مِنْهُ دُونَ بَاقِيهِ.

17/4- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ الصَّوَّافُ : أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ : حَدَّثَنِي هَصَّانُ بْنُ كَاهِلٍ ، قَالَ : جَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ - وَلاَ أَعْرِفُهُ - فقَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

18- قَالَ مُسَدَّدُ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ , حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، يُحَدِّثُ ، عَنِ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا مِنْ رَجُلٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ - أَوْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا - إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، أَوْ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ - قُلْتُ : وَإِنْ زَنَا وَإِنْ سَرَقَ ، قَالَ : وَإِنْ زَنَا وَإِنْ سَرَقَ وَرَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءَ.

18/2- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الْمَقْدُمِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الذِّكْرِ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، أَبُو مَرْيَمَ الثَّقَفِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةَ ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالْعَجَلِيُّ : ثِقَةٌ وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ : صَدُوقٌ لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَيَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.@

(1/74)

19- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ هِلاَلٍ أَبِي عمَرو ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : مَنْ جَاءَ بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدَهُ وَرَسُولَهُ ، حُرِّمَ عَلَى النَّارِ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، هِلاَلٌ لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

20- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا الْجَرِيرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ قُدَامَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْرَابِيُّ قَالَ : جَلَبْتُ جَلُوبَةً لِي مَرَّةً إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَفَرَغْتُ مِنْ ضَيْعَتِي ، فَقُلْتُ : لآتِيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ فَلأَسْمَعَنَّ مِنْهُ ، فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَتَبِعْتُهُمْ عِنْدَ أَعْقَابِهِمْ ، فَأَتَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ نَاشِرًا التَّوْرَاةَ يَقْرَأُهَا ، يُعَزِّي بِهَا نَفْسَهُ عَلَى ابْنٍ لَهُ فِي الْمَوْتِ أَحْسَنِ الْفِتْيَانِ وَأَجْمَلِهِ ، فَمَالَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَصَاحِبَاهُ وَمَكَثْتُ مَعَهُمْ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا يَهُودِيُّ ، أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ تَجِدُنِي فِي كِتَابِكَ هَذَا صِفَتِي وَمَخْرَجِي ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا أَيْ : لاَ ، فَقَالَ ابْنُهُ : بَلَى وَالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ ، إِنَّهُ لَيجِدُكَ فِيهَا صِفَتَكَ وَمَخْرَجَكَ ، فَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ، فَقَالَ : أَقَيمُوا الْيَهُودِيَّ عَنْ أَخِيكُمْ فَأَقَامُوا الْيَهُودِيَّ ، فَوَلِيَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَبَّنَهُ وَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، عَبْدُ الله بْنُ قُدَامَةَ الْعَنْبَرِيُّ . قَالَ النَّسَائِيُّ : ثِقَةٌ , وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَسَعِيدٌ هُوَ ابْنُ إِيَاسٍ الْجَرِيرِيُّ , وَبِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ , أَحَدُ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ ، إِلاَّ أَنَّ الْجَرِيرِيَّ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ ، لَكِنَّ بِشْرًا رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الاِخْتِلاَطِ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.@

(1/75)

21- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ أُمِّ دَاوُدَ الوابشِيَّة ، عَنْ سَلاَّمَةَ ، قَالَتْ : مَرَّ بِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي بَدْءِ الإِسْلاَمِ ، وَأَنَا أَرْعَى ، فَقَالَ : يَا سَلاَّمَةُ بِمََ تَشْهَدِينَ ؟ قُلْتُ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ، فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا ، فَضَحِكْتُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيَّةِ ، فَلَمْ أَقِفْ لَهَا عَلَى تَرْجَمَةٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ.

22- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ - رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرو ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَقْبَلَ عَلَى رَاحِلَتِهِ ، وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ الله الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، أَرْسَلَكَ إِلَى عِبَادِهِ تُبَشِّرُهُمْ بِجَنَّاتٍ لاَ مَوْتَ فِيهَا ، وَشَبَابٍ لاَ كِبَرَ فِيهِ ، وَفَرَحٍ لاَ حُزْنَ فِيهِ ، وَبِأَمَانٍ لاَ خَوْفَ فِيهِ ، وَمطَاعِمَ ومَشَارِبَ ، ولِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ، وَتُنْذِرُهُمْ نَارًا مُوقَدَةً ، يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ، وَتُقَطَّعُ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ ، فَأَخْبِرْنِي بِخِلاَلٍ أَعْمَلْ بِهِنَّ تُبَلِّغُنِي هَذَا ، وَتُنَجِّنِي مِنْ هَذَا . فَقَالَ : تَعْبُدُ الله وَحْدَهُ ولاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا , وَإِقَامُ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ كَمَا كَتَبَهُ الله عَلَى الأُمَمِ قَبْلَكُمْ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ . إِتْمَامِهِنَّ : وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَأْتِيهِ النَّاسُ إِلَيْكَ ، فَلاَ تَأْتِهِ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : إِذًا أَرْفُضُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَرَاءَ ظَهْرِي ، وَأَعْمَلُ مَا يُبَلِّغُنِي هَذَا ، وَيُنَجِّينِي مِنْ هَذَا.

هَذَا إِسْنَادٌ (.....)

23- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الصَّلْتِ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ الْبَيْضَاءِ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا رَدِيفُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا سُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ - وَرَفَعَ صَوْتَهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، كُلُّ ذَلِكَ يُجِيبُهُ سُهَيْلٌ - فَبَلَغَ النَّاسَ صَوْتُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَظَنُّوا أَنَّهُ يُرِيدُهُمْ ، فَحَبَسَ مَنْ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَلَحِقَ مَنْ كَانَ خَلْفَهُ حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ ، وَأَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ.@

(1/76)

23/2- رَوَاهَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

23/3- وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ ، مَرْفُوعًا ... فَذَكَرَهُ.

23/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الصَّلْتِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أُنَيْسٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

23/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.

23/6- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَسَعِيدُ بْنُ الصَّلْتِ الْمَصْرِيُّ أَبُو يَعْقُوبَ ، وَثَقَّهُ ابْنُ حِبَّانَ ، وَهُوَ بِفَتْحِ السِّينِ كَمَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَحَكَى الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَاصِمَ أَنَّهُ سُعَيْدٍ بِالضَّمِّ وَصَوَّبَهُ.

24- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ - جَارَنَا - يُحَدِّثُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَأَبُو حَمْزَةَ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله.@

(1/77)

25- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ ، أَنَّ رَجُلاً ، حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : بَخٍ بَخٍ ، لِخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ : سُبْحَانَ الله ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَالله أَكْبَرُ ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ ، وَخَمْسٌ مَنْ لَقِيَ الله بِهِنَّ مُسْتَيْقِنًا بِهَا ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ : مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ، وَالْحِسَابِ ، وَالْجَنَّةِ ، وَالنَّارِ .

25/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْعَلاَءِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلاَّمٍ , حَدَّثَنِي أَبُو سَلْمَى - رَاعِي النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : بَخٍ بَخٍ ، خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَسُبْحَانَ الله ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَالله أَكْبَرُ ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ.

قُلْتُ : وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، بِهِ.

25/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.

25/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ ، عَنْ مُوْلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الذِّكْرِ - إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.

26- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يُؤْتَى بِرَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،@

(1/78)

ثُمَ يُؤْتَى بِالْمِيزَانِ ، ثُمَ يُؤْتَى بِتِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ سِجِلاً : كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ ، فِيهَا خَطَايَاهُ وَذُنُوبُهُ ، فَتُوضَعُ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ لَهُ قِرْطَاسٌ مِثْلُ هَذَا - وَأَمْسَكَ بِإِبْهَامِهِ عَلَى نِصْفِ أُصْبُع - فِيهَا : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَتُوضَعُ فِي كِفَّةٍ أُخْرَى ، فَتَرْجَحُ بِخَطَايَاهُ وَذُنُوبِهِ.

قُلْتُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الأَفْرِيقِيُّ ، ضَعِيفٌ.

رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، وَحَسَّنَهُ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

27- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، وَأَبُو هِشَامٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بَكِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ قَالَ : أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ أُنَادِي أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ .

27/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، وَهَارُونُ الْحَمَّالُ ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَدَنِيُّ , حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : أَشْهَدُ عَلَى أَبِي زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ , سَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَرْسَلَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : بَشِّرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

27/3- قَالَ هَارُونُ الْحَمَّالُ ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَشْجَعِيُّ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي خَيْثَمَةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، أَبُو حَرْبٍ هَذَا لَمْ يُسَمَّ ، قَالَ الذَّهَبِيُّ : مَجْهُولٌ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ : لاَ يَجُوزُ الاِحْتِجَاجُ بِهِ إِذَا انْفَرَدَ يَرْوِي مَقْلُوبَاتِ.

رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي اليُوم وَالليلَةَ.@

(1/79)

28- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ ، حَدَّثَنَا الأَشْعَثُ الْحَدَّانِيُّ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ ، قَالَ : أَقْبَلَ شَيْخٌ كَبِيرٌ يَدْعَمُ عَلَى عَصَا ، حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ لِي غَدَرَاتٍ وَفَجَرَاتٍ ، فَهَلْ يُغْفَرُ لِي ؟ قَالَ : أَلَسْتَ تَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله قَالَ : فَقَدْ غَفَرَ لَكَ غَدَرَاتِكَ وَفَجَرَاتِكَ.

28/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ ... فَذَكَرَهُ.

29- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّمِيمِيِّ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبْيَاتًا ، فَقَالَ :

شَهِدْتُ بِإِذْنِ الله أَنَّ مُحَمَّدًا ... رَسُولُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَوَاتِ مِنْ عَلُ

وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلاَهُمَا ... لَهُ عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ

وَأَنَّ أَخَا الأَحْقَافِ إِذْ قَامَ فِيهِمُ ... يَقُومُ بِذَاتِ الله فِيهِمْ وَيَعْدِلُ

فَقَالَ النَّبِيُّ : وَأَنَا .

4- باب فيمن قال إني مسلم

30- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ، عَمَّنْ سَمِعَ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ ، يَقُولُ : لَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، وَقَدْ كَانَ يَبْلُغُنِي أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ الله يَدَهُ فِي يَدِي قَالَ : فَانْطَلَقَ بِي إِلَى رَحْلِهِ ، وَأَلْقَتْ لَنَا الْجَارِيَةُ وِسَادَةً - أَوْ قَالَ : بِسَاطًا - فَجَلَسْنَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتُنْكِرُ أَنْ يُقَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَهَلْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُ الله ؟! قَالَ : قُلْتُ : لاَ . قَالَ : فَتُنْكِرُ أَنْ يُقَالَ : الله أَكْبَرُ ، فَهَلْ شَيْءٌ أَكْبَرُ مِنَ الله ؟! فَقُلْتُ : لاَ . قَالَ : فَإِنَّ الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ ، وَالنَّصَارَى ضلال قُلْتُ : فَإِنِّي مُسْلِمٌ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اسْتَبْشَرَ لِذَلِكَ وَاسْتَنَارَ لِذَلِكَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، وَعَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ.

رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ بِهِ.@

(1/80)

31- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْثًا ، فَفُتِحَ لَهُمْ ، فَبَعَثُوا بَشِيرَهُمْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَيْنَا هُوَ خبره بِفَتْحِ الله لَهُمْ ، وَبِعَدَدِ مَنْ قَتَلَ الله مِنْهُمْ ، قَالَ : فَتَفَرَّدْتُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا غَشَيْتُهُ لأَقْتُلَهُ ، قَالَ : إِنِّي مُسْلِمٌ ، قَالَ : فَقَتَلْتَهُ وَقَدْ قَالَ : إِنِّي مُسْلِمٌ ؟! قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ مُتَعَوِّذًا ، قَالَ : فَهَلاَّ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ ؟! قَالَ : وَكَيْفَ أَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : فَلاَ لِسَانَهُ صَدَّقْتَ ، وَلاَ قَلْبَهُ عَرَفْتَ ، إِنَّكَ لَقَاتِلُهُ اخْرُجْ عَنِّي فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَالَ : ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ تُوُفِّيَ فَلَفَظَتْهُ الأَرْضُ مَرَّتَيْنِ ، فَأُلْقِيَ فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَوْدِيَةِ.

فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : إِنَّ الأَرْضَ لَتُوَارِي مَنْ هُوَ أَنْتَنُ مِنْهُ ، وَلَكِنَّهُ مَوْعِظَةٌ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَهُوَ مُعْضِلٌ فَإِنَّ هَارُونَ بْنَ رِئَابٍ الأَسَدِيَّ الْبَصْرِيَّ الْعَابِدَ ، إِنَّمَا رَوَى عَنِ التَّابِعِينَ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَشْبَاهِهِمَا ، وَالأَوْزَاعِيُّ ، اسْمُهُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَمْرٍو ، وَأَبُو إِسْحَاقَ هُوَ : عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الله السُّبَيْعِيُّ ، اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ ، وَلَمْ يَتَبَيَّنْ حَالُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو ، هَلْ رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الاِخْتِلاَطِ أَوْ بَعْدَهُ ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ , رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدَيْهِمَا ، بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَسَيَأْتِي بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ : فِي بَابِ سَتَكُونُ فِتَنٌ كَقِطْعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ.

وَسَيأْتِي لَهُ شَوَاهِدٌ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ - إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.@

(1/81)

5- باب في الإيمان والإسلام

32- قال مُسَدَّد : حدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ الْمُغِيرَةَ ، عَن عَامِر قَالَ : الصَّبْرُ نِصْفُ الإِيمَانِ ، والشُكْر ثُلثَا الإيمَان ، وَالْيَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ.

33- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ الله تَعَالَى قَسَّمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاَقَكُمْ ، كَمَا قَسَّمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ ، وَإِنَّ الله يُعْطِي عَلَى نِيَّةِ الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ ، وَلاَ يُعْطِي الدِّينَ إِلاَ مَنْ يُحِبُّ ، فَمَنْ أَعْطَاهُ الله الدِّينَ ، فَقَدْ أَحَبَّهُ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمُ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ ، وَلاَ يُؤْمِنُ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ : قُلْنَا : يَا نَبِيَّ الله ، وَمَا بَوَائِقُهُ ؟ قَالَ : غُشْمُهُ وَظُلْمُهُ ، وَلاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاً حَرَامًا ، فَيُنْفِقُ مِنْهُ ، فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ ، وَلاَ يَتَصَّدَّقُ مِنْهُ فَيُقْبَلَ مِنْهُ ، وَلاَ يَتْرُكُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلاَّ كَانَ زَادُهُ إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لاَ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ ، إِنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ.

هَذَا ضَعِيفٌ ، الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو حَازِمٍ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ : مَجْهُولٌ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ فِي طَبَقَاتِ رِجَالِ التَّهْذِيبِ , وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ : فِي حَدِيثِهِ وَهْمٌ ، وَيَرْفَعُ الْمَوْقُوفَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ وَغَيْرُهُ ، مِنْ طَرِيقِ أَبَانِ بْنِ إِسْحَاقَ ، بِهِ.@

(1/82)

34- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ فَصِيلٍ (1)، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَاعِدٌ فِي النَّاسِ ، إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى النَّاسَ ، حَتَّى وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَا الإِسْلاَمُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله . قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَمَا الإِيمَانُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : أَنْ تُؤْمِنَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَالْمَلاَئِكَةِ ، وَالْكِتَابِ ، وَالنَّبِيِّينَ ، وَالْحِسَابِ ، وَالْمِيزَانِ ، وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ . قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ، فَقَدْ آمَنْتُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : مَا الإِحْسَانُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنَّكَ إِنْ لا تَكُنْ تَرَاهُ ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ ، قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : هِيَ فِي خَمْسٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ الله ثُمَ تَلا قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ اللَّهََ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ ...} الآية . أَلاَ أُخْبِرُكَ بِعَلاَمَةٍ - أَوْ قَالَ : معَالِم - ذَلِكَ إِذَا رَأَيْتَ الْعُرَاةَ الْجِيَاعَ الْعَالَةَ رُؤُوسَ النَّاسِ ، وَرَأَيْتَ الأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا ، وَرَأَيْتَ أَصْحَابَ الْبِدَاءِ يَتَطَاولُونَ فِي الْبُنْيَانِ . قَالَ : فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ حَتَّى تَوَارَى ، قَالَ : عَلَيَّ الرَّجُلُ ، فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ لِيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ ، وَمَا أَتَانِي فِي صُورَةٍ إِلاَّ عَرَفْتُهُ فِيهَا غَيْرَ مَرَّتِهِ هَذِهِ.

34/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ ... فَذَكَرَهُ.

_____حاشية_____

(1) تحرف في المطبوع إلى : "فضيل" بالمعجمة ، وصوابه : "فَصِيل" بفتح الفاء ، وكسر الصاد المهملة ، انظر "المُؤتَلِف والمُختَلِف" للدارقطني 4/181 ، و"الإكمال" لابن ماكولا 7/66 ، و"الأنساب" للسمعاني 4/389 ، و"المُشْتَبِه" للذهبي 509 ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين 7/109 ، و"تبصير المنتبه" 3/1081 لابن حَجَر.

(1/83)

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ الشَّامِيُّ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَالْعَجَلِيُّ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لَيْسَ هُو بِدُونِ أَبِي الزُّبَيْرِ . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ : ثِقَةٌ ، عَلَى أَنَّ بَعْضَهُمْ طَعَنَ فِيهِ .وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ : سَاقِطٌ ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ : ضَعِيفٌ . وَعَبْدُ الْحَمِيدِ هُوَ ابْنُ بِهْرَامٍ ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلِ ، وَابْنُ الْمَدِينِيُّ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، وَأَبُو النَّضْرِ هُوَ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , حَافِظ.

35- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ ، يَقُولُ : أنَّ رَجُلاً حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ حِينَ سَأَلَهُ : مَا الإِيمَانُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِالله وَرَسُولِهِ . ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَ سَأَلَهُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : أَتُحِبُّ أَنْ أُخْبِرَكَ مَا صَرِيحُ الإِيمَانِ ؟ قَالَ : ذَلِكَ أَرَدْتُ ، قَالَ : إِنَّ صَرِيحَ الإِيمَانِ إِذَا أَسَأْتَ أَوْ ظَلَمْتَ أَحَدًا عَبْدَكَ ، أَوْ أَمَتَكَ ، أَوْ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينِ ، تَصَدَّقْتَ وَصُمْتَ ، وَإِذَا أَحْسَنْتَ اسْتَبْشَرْتَ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، ابْنُ أَبِي رَافِعٍ ، إِنْ كَانَ هُوَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ الرَّاوِيَ ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى ، وَعَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ ، وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : صَالِحٌ ، وَإِلاَّ فَمَا عَلِمْتُهُ ، وَبَاقِي رِجَالُ الإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحَيْنِ.

36- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ ، عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا الإِيمَانُ ؟ قَالَ : إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله فَمَا الإِثْمُ ؟ قَالَ إِذَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهُ.

قُلْتُ : يَزِيدُ لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.@

(1/84)

37- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ النَّزَّالِ - أَوِ النَّزَّالِ بْنِ عُرْوَةَ - التَِّميمِيِّ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، قَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : بَخٍ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ الله - تَعَالَى - عَلَيْهِ , تَعْبُدُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى رَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ أَمَّا رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ ، أَسْلِمْ تَسْلَمُ ، وَأَمَّا عَمُودُهُ فَالصَّلاَةُ ، وَأَمَا ذُرْوَةُ سَنَامِهِ فَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله ، أَوَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّلاَةُ قُرْبَانٌ ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ طَهُورٍ ، وَقِيَامُ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ ، َقَالَ : وَتَلاَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَمْلَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ رَكْبٌ - أَوْ رَاكِبٌ - فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنِ اسْكُتْ ، قَالَ : فَلَمَّا مَضَى الرَّكْبُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ ؟ قَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ.

قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، وَصَحَّحَهُ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ بِنَقْصِ أَلْفَاظٍ مِنْ طَرِيقِ شَقِيقٍ ، عَنْ مُعَاذٍ ، بِهِ.

ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : وَالْبَزَّارُ فِي مُسْنَدَيْهِمَا مُطَوَّلاً جِدًّا مِنْ طَرِيقِ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، بِهِ.

38- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مُولَى الْمُطَّلِبِ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَسَرَّتْهُ ، وَعَمِلَ سَيِّئَةً فَسَاءَتْهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.@

(1/85)

38/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا قُتَيبَة بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ .... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

39- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ ، وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.

39/2- قَالَ : َحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْمُخْتَارِ.

قُلْتُ : حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ . وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

40- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعَطَّارُ - بَصْرِيٌّ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غُنْمٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَبْلُغُ عَبْدٌ صَرِيحَ الإِيمَانِ ، حَتَّى يَدَعَ الْمِزَاحَ وَالْكَذِبَ ، وَيَدَعَ الْمِرَاءَ وَإِنَ كَانَ مُحِقًّا .@

(1/86)

6- باب في طعم الإيمان وحلاوته

41- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا سَلاَّمٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رَبْعِيٍّ ، عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ الله عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ.

41/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِزِيَادَةٍ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ رَبْعِيِّ بْنِ حَرَّاشٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَرْبَعٌ لَنْ يَجِدَ رَجُلٌ طَعْمَ الإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِهِنَّ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ الله بَعَثَنِي بِالْحَقِّ ، وَأَنَّهُ مَيِّتٌ ، ثُمَّ مَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ.

41/3- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ... فَذَكَرَ طَرِيقَ مُسَدَّدٍ الثَّانِيَةَ بِتَمَامِهَا.

41/4- وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا خَلَفٌ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَالتِّرْمِذِيُّ أَيْضًا.

42- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَجِدَ طَعْمَ الإِيمَانِ ، فَلْيُحِبَّ الْعَبْدَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ الله - عَزَّ وَجَلَّ.@

(1/87)

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، أَبُو بَلْجٍ - بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ مَفْتُوحَةً , وَآخِرُهُ جِيمٌ - مُخْتَلَفٌ فِي اسْمِهِ عَلَى أَقْوَالٍ ، وَمُخْتَلَفٌ فِي عَدَالَتِهِ ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ سَعْدٍ وَالنَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ : يُخْطِئُ , وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : فِيهِ نَظَرٌ ، وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ وَالأَزْدِيُّ : كَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ انْتَهَى ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.

43- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا خالد ، حَدَّثَنَا حميد ، عن أنس قال : كان الرجل يسلم على الطمع اليسير فما يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما فيها.

43/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ، حَدَّثَنَا عبيد الله بن عُمَر ، حَدَّثَنَا يزيد بن زريع ، حَدَّثَنَا حميد ، عن أنس بن مالك قال : إن كان الرجل ليأتي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لشيء من الدنيا لا يسلم إلاَّ له فما يمسي ... فذكره.

43/3- قال : وَحَدَّثَنَا زهير ، حَدَّثَنَا عَبد الله بن بكر ، حَدَّثَنَا حميد ... فذكره.

قلت : إسناد حديث أنس رجاله ثقات.

7- باب ما جاء في البيعة على التوحيد

44- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قُلْنَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - أَوْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - : أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِالله شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ تَزْنُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفَسَ الَّتِي حَرَّمَ الله بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَمَنْ أَصَابَ مِنْكُمْ هَذَا ، فَعُجِّلَ لَهُ عُقُوبَتُهُ ، فَهُوَ كَفَّارَةٌ ، وَمَنْ سُتِرَ عَلَيْهِ ، فَأَمْرُهُ إِلَى الله إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنَ شَاءَ رَحِمَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُصِبْ مِنْهُنَّ شَيْئًا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ.@

(1/88)

44/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ عَلَى ما بَايَعْتُمُونِي ؟ قَالُوا : الله وَرَسُولُهُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْلَمُ ؟ قَالَ : عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِالله شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ تَزْنُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلاَّ بِالْحَقِّ ، فَمَنْ أَتَى شَيْئًا مِنْهُنَّ ، فَعُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ ، فَهِيَ كَفَّارَةُ ذَنْبِهِ ، وَمَنْ سُتِرَ عَلَيْهِ فَحِسَابُهُ عَلَى الله ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُوَافِ بِشَيْءٍ مِنْهُنَّ ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ.

قُلْتُ : الْجُمْهُورُ عَلَى ضَعْفِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.

45- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : وَعَدَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَهْلَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ الأَضْحَى ، وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلاً - قَالَ عُقْبَةُ : إِنِّي لأَصْغَرُهُمْ سِنًّا - فَأَتَانَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَوْجِزُوا فِي الْخُطْبَةِ ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُفَّارَ قُرَيْشٍ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، سَلْنَا لِرَبِّكَ وَسَلْنَا لأَصْحَابِكَ ، وَأَخْبِرْنَا مَا الثَّوَابُ عَلَى الله وَعَلَيْكَ ؟ قَالَ : أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَسْأَلُكُمْ أَنْ تُطِيعُونِي أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ، وَأَسْأَلُكُمْ لِي وَلأَصْحَابِي أَنْ تُوَاسُونَا فِي ذَاتِ أَيْدِيكُمْ ، وَأَنْ تَمْنَعُونَا مِمَّا مَنَعْتُمْ بِهِ أَنْفُسَكُمْ ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فَلَكُمْ عَلَى الله الْجَنَّةُ , وَعَلَيَّ . قَالَ : فَمَدَدْنَا أَيْدِيَنَا فَبَايَعْنَاهُ.

45/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

45/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : انْطَلَقَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ إِلَى السَّبْعِينِ مِنَ الأَنْصَارِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، فَقَالَ : لِيَتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمُكُمْ ، وَلاَ يُطِيلُ الْخُطْبَةَ ، فَإِنَّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمُشَرِكِينَ عَيْنًا ، وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِكُمْ يَفْضَحُوكُمْ , فَقَالَ قَائِلُهُمْ - وَهُوَ أَبُو أُمَامَةَ - : سَلْ رَبَّكَ يَا مُحَمَّدُ ، مَا شِئْتَ وَلأَصْحَابِكَ مَا شِئْتَ ، ثُمَّ أَخْبِرْنَا مَا لَنَا مِنَ الثَّوَابِ إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَسْأَلُكُمْ لِنَفْسِي وَلأَصْحَابِي أَنْ تُؤْوُونَا ، وَتَنْصُرُونَا ، وَتَمْنَعُونَا مِمَّا مَنَعْتُمْ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ قَالُوا : فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ ؟ قَالَ : لَكُمُ الْجَنَّةُ قَالُوا : فَلَكَ ذَلِكَ.@

(1/89)

45/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، أَنْبَأَنَا مُجَالِدٌ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ مِثْلَ ذَلِكَ ، قَالَ : وَكَانَ أَبُو مَسْعُودٍ أَصْغَرَهُمْ سِنًّا.

قُلْتُ : طَرِيق ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِيهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ضَعِيفٌ ، وَطَرِيقُ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ الأُولَى مُرْسَلة.

46- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنِ الْجَارُودِ الْعَبْدِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُبَايِعُهُ ، وَقُلْتُ لَهُ : عَلَى أّنِّي إِنْ تَرَكْتُ دِينِي وَدَخَلْتُ فِي دِينِكَ لاَ يُعَذِّبُنِي الله فِي الآخِرَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ .

46/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَشْعَثُ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَمْرَانِيُّ ، وَعَلِيُّ ابْنُ هَاشِمٍ هُوَ ابْنُ الْبَرِيدِ الْكُوفِيُّ ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ هُوَ الْقَطَوَانِيُّ الْكُوفِيُّ أَبُو الْهَيْثَمِ.

47- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا شباب حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا حِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ : مُقَاتِلٌ ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ السَّدُوسِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، ابْسط يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى نَفْسِي ، وَعَلَيَّ أُمِّي ، وَالْحَوْصَلَةُ ، وَلَوْ كَذَبْتُ عَلَى الله لَخَدَعَكَ.@

(1/90)

47/2- رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ حِمْرَانَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ ، قَالَ : بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ .

قُلْتُ : مَدَار إِسْنَادُ حَدِيثِ قُطْبَةَ بْنِ قَتَادَةَ عَلَى مُقَاتِلٍ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّدُوسِيِّ وَهُوَ مَجْهُولٌ.

48- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا معتمر بن سليمان ، حَدَّثَنَا عاصم الأحول ، عن عَمْرو بن عطية قال : أتيت عُمَر فبايعته وأنا غلام على كتاب الله وسنة نبيه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هُنَّ لنا وهن علينا ، فضحك وبايعنا.

هذا إسناد ضعيف موقوف ، عمرو بن عطية العوفي ضعفه الدراقطنى وغيره وقال العقيلي : في حديثه نظر.

8- باب بيعة النساء

49- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ ، تَقُولُ : بَايَعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي نِسْوَةٍ ، فَقَالَ : فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ الله بَايَعْنَا ، فَقَالَ : إِنِّي لاَ أُصَافِحُكُنَّ إِنَّمَا آخُذُ عَلَيْكُنَّ مَا أَخَذَ الله - عَزَّ وَجَلَّ.

49/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، أَنَّهُ لَقِيَ أَسْمَاءَ بِنْتَ يَزِيدَ ، قَالَ : فَحَدَّثَتْنِي أَنَّهَا بَايَعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ بَايَعَ النِّسَاءُ ، قَالَتْ : فَمَدَدْتُ يَدِي لأُبَايَعَهُ فَقَبَضَ يَدَهُ ، وَقَالَ : لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ وَلَكِنْ إِنَّمَا أخذ عَلَيْهِنَّ بِالْقَوْلِ.@

(1/91)

49/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ مُسْتَقِيمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِتِ يَزِيدَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ يُصَافِحُ النِّسَاءَ.

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ مُخْتَلَفٌ فِيهِ ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَالْعَجَلِيُّ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ , وَلَيَّنَهُ النَّسَائِيُّ ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ حَزْمٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ : هُوَ عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ النَّوْفَلِيُّ ، أَحَدُ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ، رِجَالُ الصَّحِيحِ.

50- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَتْنِي غِبْطَةُ أُمُّ عَمْرٍو َعَجُوزٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ , حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي ، عَنْ جَدَّتِي ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيَعةَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِتُبَايَعَهُ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ ، قَالَتْ : فَذَهَبْتُ فَغَيَّرْتُهَا بِحِنَّاءَ ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكِي بِالله شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقِي ، وَلاَ تَزْنِي ، قَالَتْ : أَوَ تَزْنِي الْحُرَّةُ ؟! قَالَ : وَلاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ قَالَتْ : وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أَوْلاَدًا نَقْتُلُهُمْ ؟! قَالَتْ : فَبَايَعْتُهُ ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ : مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ ؟ قَالَ : جَمْرَتَيْنِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ.

51- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ , حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أُمّه ، عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ ، قَالَتْ : أَنَا مَعَ أُمِّي رَائِطَةَ بِنْتِ سُفْيَانَ الْخُزَاعِي وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُبَايِعُ نِسْوَةً ، وَيَقُولُ : أُبَايِعُكُنَّ عَلَى أَلاَّ تُشْرِكْنَ بِالله شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقْنَ ، وَلاَ تَزْنِينَ ، وَلاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ ، وَلاَ تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ ، وَلاَ تَعْصِينَ فِي مَعْرُوفٍ ، فَأَطْرَقْنَ , فَقَالَ لَهُنَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قُلْنَ نَعَمْ ، فِيمَا اسْتَطَتعْنَ , قُلْنَ نَعَمْ فِيمَا اسْتَطَعْنَا وَأَقُولُ مَعَهُنَّ ، وَتُلَقِّنِّي أُمِّي قُولِي : نَعَمْ ، فَأَقُولُ : نَعَمْ.@

(1/92)

51/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ ، وَيُونُسُ المَعنى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، يَعْنِي : ابْنَ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : عَائِشَةُ بِنْتُ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ الْقُرَشِيَّةُ الْجُمَحِيَّةُ الْمَدَنِيَّةُ ، ذَكَرَهَا ابْنُ حِبَّانَ فِي الصَّحَابَةِ ، وَقَالَ : رَأَت النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُقَبِّلُ عَمَّهَا عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ ، وَهُوَ مَيِّتٌ ، فَإِنْ صَحَّ ذَلِكَ فَلَهَا صُحْبَةٌ ، وَإِنْ لَمْ يَصِّحَّ فَسَنَذْكُرُهَا فِي التَّابِعِينَ ثُمَّ ذَكَرَهَا فِي التَّابِعِينَ ، انْتَهَى َ.

ومَعَ ذَلِكَ فَالإِسْنَادُ إِلَيْهَا فِيهِ جَهَالَةٌ.

52- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ - وَكَانَتْ إِحْدَى خَالاَتِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ ، وَكَانَتْ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ - قَالَتْ : جِئْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَايَعْتُهُ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَلَمَّا شَرَطَ عَلَيْنَا أَلاَّ نُشْرِكَ بِالله شَيْئًا ، وَلاَ نَسْرِقَ ، وَلاَ نَزْنِي ، وَلاَ نَقْتُلَ أَوْلاَدَنَا ، وَلاَ نَأْتِي بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا ، وَلاَ نَعْصِيهِ فِي مَعْرُوفٍ ، قَالَ : وَلاَ تَغْشُشْنَ أَزْوَاجَكُنَّ قَالَتْ : فَبَايَعْنَاهُ ، ثُمَ انْصَرَفْنَا ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَةٍ مِنْهُنَّ : ارْجِعِي فَسَلِي رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا ؟ قَالَت : فَسَأَلْتُهُ ، قَالَ : تَأْخُذُ مَالَهُ فَتُحَابِي بِهِ غَيْرَهُ .

52/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ أُمِّهِ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ أُمِّ الْمُنْذِرِ - إِحْدَى خَالاَتِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ - قَالَتْ : بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِيمَنْ بَايَعَهُ مِنَ النِّسَاءِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَغُشُّنَّ أَزْوَاجَكُنَّ فَبَايَعْتُهُ ، فَقُلْتُ لاِمْرَأَةٍ : وَيْحَكِ ارْجِعِي فَسلِيهِ : مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا ؟ ... فَذَكَرَهُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ .

وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ النِّكَاحِ فِي بَابِ إِعْلاَنِ النِّكَاحِ.@

(1/93)

52/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، سَمِعْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ ، قَالَتْ : كُنْتُ فِيمَنْ بَايَعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا ، أَنْ لاَ نَغُشَّ أَزْوَاجَنَا ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا عَنْهُ ، قُلْتُ : وَيْحَكُنَّ اسْتَفْتِينَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا غِشُّكُنَّ لأَزْوَاجِكُنَّ ، فَرَجَعْتُ ، وَرَجَعَتْ مَعِي امْرَأَةٌ ، فَقَالَ : أَنْ تَأْخُذَ إِحْدَاكُنَّ مَالَهُ فَتُحَابِي بِهِ غَيْرَهُ.

قُلْتُ : سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ , وَابْنُ إِسْحَاقَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ صَاحِبُ الْمَغَازِي ، وَإِنْ كَانَ مُدَلِّسًا ، فَقَدْ صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ ، فَزَالَتْ تُهْمَةُ تَدْلِيسِهِ.

52/4- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَعْقوُبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ... فَذَكَرَهُ.

53- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُثْمَانَ الْكِلاَبِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ عَطِيَّةَ ، قَالَتْ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ ، جَمَعَ نِسَاءَ الأَنْصَارِ فِي بَيْتٍ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْنَا عُمَر فَقَامَ فَسَلَّمَ ، فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلاَمِ ، فَقَالَ : إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَيْكُمْ قُلْنَا : مَرْحَبًا بِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وَبِرَسُولِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَت : فَقَالَ : أَتُبَايِعْنَنِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكْنَ بِالله شَيْئًا ، وَلاَ تَزْنِينَ ، وَلاَ تَسْرِقْنَ ، وَلاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ ، وَلاَ تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُنَّ وَأَرْجُلِكُنَّ ، وَلاَ تَعْصِينَ فِي مَعْرُوفٍ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَت : فَمَدَدْنَا أَيْدِيَنَا مِنْ دَاخِلِ الْبَيْتِ ، وَمَدَّ يَدَهُ مِنْ خَارِجِهِ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/94)

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَأَخْرَجَ لَهُ هُوَ وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِمَا . وَإِسْحَاقُ قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ : ثِقَةٌ وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : صَالِحٌ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَوَكِيعٌ : هُوَ ابْنُ الْجَرَّاحِ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ : هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ الْهَمْدَانِيُّ الْحَافِظُ.

53/2- رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطِيَّةَ ، قَالَتْ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ ، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ قِطْعَةً يَسِيرَةً.

9- باب عرى الإسلام وشرائعه وسهامه وضراوته وشرته

54- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ - زَادَ فِيهِ : جَرِيرٌ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُويْدٍ - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ الْحُبُّ فِي الله ، وَالْبُغْضُ فِي الله.

54/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ... فَذَكَرَهُ ، وَلَفْظُهُ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَيُّ عُرَى الإِسْلاَمِ أَوْثَقُ ؟ قَالُوا : الصَّلاَةُ ، قَالَ : حَسَنَةٌ , وَمَا هِيَ بِهَا قَالُوا : الزَّكَاةُ ، قَالَ : حَسَنَةٌ , وَمَا هِيَ بِهَا , قَالُوا : صِيَامُ رَمَضَانَ ، قَالَ : حَسَنٌ , وَمَا هُوَ بِهِ ، قَالُوا : الْجِهَادُ ، قَالَ : حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ , قَالَ : إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الإِيمَانِ الْحُبُّ فِي الله وَالْبُغْضُ فِي الله.@

(1/95)

54/3- وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَمَدَارُ طُرُقِهِمْ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

55- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، كَانَ يَقُولُ : عُرَى الإِيمَانِ أَرْبَعٌ , وَالإِسْلاَمُ تَوَابِعٌ ، عُرَى الإِيمَانِ : أَنْ تُؤْمِنَ بِالله وَحْدَهُ ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَا جَاءَ بِهِ ، وَتُؤْمِنَ بِالله وَتَعْلَمَ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ ، وَحَجُّ الْبَيْتِ ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله - عَزَّ وَجَلَّ.

قُلْتُ : بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ اتَّفَقُوا عَلَى ضَعْفِهِ ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ : كَانَ رُكْنًا مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ.

56- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْجِيزِيُّ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النَّكَرِيُّ ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - قَالَ حَمَّادٌ : وَلاَ أَعْلَمَهُ إِلاَّ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - قَالَ : عُرَى الإِسْلاَمِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلاَثَةٌ عَلَيْهِنَّ أُسِّسَ الإِسْلاَمُ ، مَنْ تَرَكَ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً ، فَهُوَ بِهَا كَافِرٌ حَلاَلُ الدَّمِ : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ .

ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : تَجِدُهُ كَثِيرَ الْمَالِ لاَ يُزَكِّي ، وَلاَ يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِرًا ، وَلاَ يَحِلُّ دَمُهُ ، وَتَجِدُهُ كَثِيرَ الْمَالِ لَمْ يَحُجَّ فَلاَ يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِرًا ، وَلاَ يَحِلُّ دَمُهُ.@

(1/96)

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، أَبُو الْجَوْزَاءِ : هُوَ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ الله ، وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، وَأَبُو زُرْعَةَ وَالْعَجَلِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكَرِيُّ - بِضَمِّ النُّونِ - ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ : يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ ابْنِهِ عَنْهُ ، يُخْطِئ وَيُغَرِبُ , وحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ مَشْهُورٌ.

وَمُؤَمَّلٌ هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ مَوْلَى آلِ عُمَرَ ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : ثِقَةٌ كَثِيرُ الْخَطَأِ ، وَكَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : - وَأَبُو يُوسُفَ هُوَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ - قَالَ النَّسَائِيُّ ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ : لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.

57- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غَيَّاثٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ بَدِيلِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْقِينَ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ بِوَادِي الْقُرَى ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا أُمِرْتَ بِهِ ؟ قَالَ : أُمِرْتُ أَنْ تَعْبُدُوا الله ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تُقِيمُوا الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتُوا الزَّكَاةَ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ فَقَالَ : الْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ - يَعْنِي الْيَهُودَ - فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : الضَّالِّينَ - يَعْنِي : النَّصَارَى - قُلْتُ : فَلِمَنِ الْمَغْنَمُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : لِلَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، سَهْمٌ وَلِهَؤُلاَءِ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ قَالَ : قُلْتُ : فَهَلْ أَحَدٌ أَحَق للمغنم مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَ : لاَ حَتَّى السَّهْمُ يَأْخُذُهُ أَحَدُكُمْ مِنْ جَنْبِهِ ، فَلَيْسَ بِأَحَقَّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غَيَّاثٍ الْمِرْبَدِيُّ - بِكَسْرِ الْمِيمِ ، وَسُكُونُ الرَّاءِ ، وَفَتْحُ الْبَاءِ الْمُوحَدَةِ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : صَدُوقٌ ، وَقَالَ الْخَطِيبُ : كَانَ ثِقَةً ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثَّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

58- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى : أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيد بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، فَقَالَ : إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَيْكُمْ ، أَنْ تَعْبُدُوا الله ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تُطِيعُونِي لاَ آلُوكُمْ خَيْرًا ، وَأَنَّ الْمَصِيرَ إِلَى الله وَإِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ إِقَامَةٌ لاَ ظَعْنَ ، وَخُلُودٌ فَلاَ مَوْتٍ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ@

(1/97)

59- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا ، دَخَلَ الْجَنَّةَ.

59/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ راشد مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لَلَوْحًا فِيهِ ثَلاثمِئَةٍ وخمسة عشر شَرِيعَةٍ ، يَقُولُ الرَّحْمَنُ : وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ يأتني عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئًا فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْكُنَّ ، إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

59/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبْو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ رَاشِدِ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لَلَوْحًا فِيهِ ثَلاثمِئَةٍ وخمسة عشر شَرِيعَةٍ ، يَقُولُ الرَّحْمَنُ : وَعِزَّتِي لاَ يَأْتِنِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي , فِيهِ وَاحِدَةً مِنْكُنَّ إِلاَّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ.

قُلْتُ : حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ هَذَا ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَطِيَّةَ الْعُوفِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الأَفْرِيقِيِّ.@

(1/98)

60- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يحيى بْنُ أَبِي بَكِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الإِخْلاَصِ لِلَّهِ ، وَعِبَادَتِهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةَ فَارَقَهَا وَالله عَنْهُ رَاضٍ ، وَذَلِكَ دِينُ الله الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ , وَبَلَّغُوا عَنْ رَبِّهِمْ قَبْلَ هَرَجِ الأَحَادِيثِ ، وَاخْتِلاِفِ الأَهْوَاءِ ، يَقُولُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، : فَإِنْ تَابُوا وَخَلَعُوا الأَنْدَادَ وَعِبَادَتَهَا ، وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ ، وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ .

61- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مَوْهِبٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسِيرُ فَجَاءَهُ رَجُلٌ ، فَأَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهِ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُزَحْزِحُنِي عَنِ النَّارِ ؟ قَالَ : تُؤْمِنُ بِالله ، وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ فَأَرْسَلَ الزِّمَامَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ وَفَّى بِمَا قُلْتُ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، إِلاَّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ ، مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ ، هُوَ ابْنُ عُبَيْدِ الله لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، بل رِوَايَتُهُ عَنْ عُمَرَ مُرْسَلَةٌ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ.

62- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

62/2- قَالَ عَاصِمٌ : وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ لاَ تُفْصِحُ ، فَقَالَ : إِنِّي جَعَلْتُ عَلَيَّ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً أَفَأُعْتِقُ هَذِهِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ رَبُّكِ ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : مَنْ أَنَا ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ - تَعْنِي أَنَّكَ رَسُولُ الله - قَالَ : أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ.@

(1/99)

قُلْتُ : الطَّرِيقُ الأُولَى فِيهَا الْمَسْعُودِيُّ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ رَوَى ، عَنْهُ بَعْدَ الاِخْتِلاَطِ ، كَمَا أَوْضَحْتُ ذَلِكَ فِي تَبْيِينِ حَالِ الْمُخْتَلِطِينَ.

وَالطَّرِيقُ الثَّانِيَةُ : ضَعِيفَةٌ لِجَهَالَةِ شَيْخِ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ وَلَعَلَّهُ الْمَسْعُودِيُّ.

63- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، عَنْ ابن عُمَرَ ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، عَلَيَّ نَسَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ أَنْ أُعْتِقَهَا ، وَإِنَّ هَذِهِ الْجَارِيَةَ أَعْجَمِيَّةٌ ، فَيَجُوزُ لِي أَنْ أُعْتِقَهَا ؟ قَالَ : قَالَ لَهَا : أَيْنَ رَبُّكِ ؟ قَالَتْ : فِي السَّمَاءِ ، قَالَ : مَنْ أَنَا ؟ قَالَتْ : أَنْتَ رَسُولُ الله ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ خَلِيلِ بْنِ زَكَرِيَّا ، قَالَ الْعُقَيْلِيُّ : يُحَدِّثُ بِالْبَوَاطِيلِ ، عَنِ الثِّقَاتِ وَقَالَ الأَزْدِيُّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الْكَاشِفِ : مُتَّهَمٌ.

64- وقال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا شعبة ، عن أبي إسحاق ، سمعت صلة بن زفر ، يحدث عن حذيفة قال : الإسلام ثمانية أسهم : الإسلام سهم ، والصلاة سهم ، والزكاة سهم ، والحج سهم ، وصوم رمضان سهم ، والأمر بالمعروف سهم ، والنهي عن المنكر سهم ، والجهاد في سبيل الله سهم ، وقد خاب من لا سهم له.

64/2- رواه البَزَّار في مُسْنَده : حَدَّثَنَا محمد بن المثنى ، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر ، حَدَّثَنَا شعبة ... فذكره موقوفًا.

هذا إسناد صحيح موقوف . وأبو إسحاق عَمْرو بن عبد الله وإن اختلط بآخره ، فإن شعبة روى عنه قبل الاختلاط ، ومن طريقه روى له الشيخان في صححيهما.@

(1/100)

64/3- قال : وَحَدَّثَنَا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري ، حَدَّثَنَا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، حَدَّثَنَا يزيد بن عطاء ، حَدَّثَنَا أبو إسحاق ، عن صلة ، عن حذيفة ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : الإسلام ثمانية ... فذكره مرفوعا.

قال البَزَّار : لم يسنده إلاَّ يزيد بن عطاء اليشكري.

قلت : يزيد بن عطاء اليشكري اختلف فيه كلام أحمد بن حنبل ، وضعفه ابن معين والنسائي ، وقال ابن حبان : ساء حفظه ؟ كان يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به.

وقال الدَّارَقُطنِيّ وغيره : الصحيح أنه موقوف.

65- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ حَبِيبٍ - أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ الله عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الإِسْلاَمُ ثَمَانِيةُ أَسْهُمٍ : الإِسْلاَمُ سَهْمٌ , وَالصَّلاَةُ سَهْمٌ ، وَالزَّكَاةُ سَهْمٌ ، وَالْحَجُّ سَهْمٌ ، وَالْجِهَادُ سَهْمٌ ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ سَهْمٌ ، وَالأَمَرُ بِالْمَعْرُوفِ سَهْمٌ ، وَالنَّهِيُ عَنِ الْمُنْكَرِ سَهْمٌ ، وَخَابَ مَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله الأَعْوَرِ.

66- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ شَيْبَةَ الْخضري ، أَنَّهُ شَهِدَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ،@

(1/101)

عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ثَلاَثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ : لاَ يَجْعَلُ الله مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الإِسْلاَمِ كَمَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ ، وَسِهَامُ الإِسْلاَمِ ثَلاَث : الصَّوْمُ ، وَالصَّلاَةُ ، وَالصَّدَقَةُ ، لاَ يَتَولَّى الله عَبْدًا فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلاَّ جَاءَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالرَّابِعَةُ : لَوْ حلفت عَلَيْهَا لَمْ أَخَفْ أَنْ آثَمَ لاَ يَسْتُرُ الله عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا ، إِلاَّ سَتَرَ عَلَيْهِ فِي الأخِرَةِ.

فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : إِذَا سَمِعْتُمْ مِثْلَ هَذَا مِنْ مِثْلِ عُرْوَةَ فَاحْفَظُوهُ.

66/2- قَالَ إِسْحَاقُ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِثْلِهِ.

66/3- قُلْتُ : حَدِيثُ عَائِشَةَ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ... فَذَكَرَهُ .

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الصَّلاَةِ.

وَحَدِيثُ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ.

67- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ مَوْلَى لِبَنِي الدَّيْلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : ذَكَرْنَا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَوْمًا يَجْتَهِدُونَ فِي الْعِبَادَةِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا ، فَقَالَ : تِلْكَ ضَرَاوَةُ الإِسْلاَمِ وَشِرَّتُهُ ، وَإِنَّ لِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الاِقْتِصَاد فَلأُمٍّ مَا هُوَ ! وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْمَعَاصِي ، فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.

67/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرَو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةٌ ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَإِمَّا إِلَى سُنَّةٍ ، وَإِمَّا إِلَى بِدْعَةٍ ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدِ اهْتَدَى ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ هَلَكَ.

67/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/102)

67/4- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ... فَذَكَرَهُ.

67/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ.

67/6- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ ،

67/7- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ , ورَوَاهُ َابْنُ حِبَّانَ في صحيحه , وسيأتي في كتاب الزهد.

وقوله شرة - بكسر الشين المعجمة ، وتشديد الراء وبعدها تاء تأنيث - هي النشاط والهمة ، وشرة الشباب أوله وحدته.

قلت : له شاهد ، وسيأتي في كتاب النوافل وفي كتاب الزهد في باب من اجتهد في العبادة.

10- باب ما جاء فيمن آمن ويبعث أمة وحده

68- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرَو بْنِ نُفَيْلٍ الْعَدَوِيِّ - عَدِيِّ قُرَيْشٍ - عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنْ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو ، @

(1/103)

وَوَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ خرجا يلتمسان الدين ، حتى انتهيا إلى راهب بالموصل ، فقال لزيد بن عمرو : من أين أقبلت يا صَاحِبَ الْبَعِيرِ ؟ قَالَ : مِنْ بِنْيَةِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : وَمَا تَلْتَمِسُ ؟ قَالَ : أَلْتَمِسُ الدِّينَ ، قَالَ : ارْجِعْ ، فَإِنَّهُ يُوشِكَ أَنْ يَظْهَرَ الَّذِي تَطْلُبُ فِي أَرْضِكَ فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّرَ ، وَأَمَّا أَنَا فَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّصْرَانِيَّةُ فَلَمْ تُوَافِقْنِي فَرَجَعَ وَهُوَ يَقُولُ :

لَبَّيْكَ حَقًّا حَقًّا ... تَعَبُّدًا وَرِقًّا

الْبِرَّ أَبْغِي لاَ الخَال ... وَهَلْ مهْجَرُ كَمَنْ قَالَ

آمَنْتُ بِمَا آمَنَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ ، وَهُوَ يَقُولُ :

أَنْفِي لَكَ عَانٍ رَاغِمٌ ... مَهْمَا تُجَشِّمُنِي فَإِنِّي جَاشِمٌ

ثُمَ يَخِرُّ فَيسجُد

قَالَ : وَجَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا رَأَيْتَ وَكَمَا بَلَغَكَ ، أَفَأَسْتَغْفِرُ لَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَةً وَحْدَهُ ، وَأَتَى زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ، وَهُمَا يَأْكُلاَنِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا ، فَدَعَوَاهُ لِطَعَامِهِمَا ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا ابن أَخي لاَ نأكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، نُفَيْلٌ وَهِشَامٌ ذَكَرَهُمَا ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَالْبَاقِي عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، إِلاَّ أنَّ الْمَسْعُودِيَّ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ ، وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ بَعْدَ الاِخْتِلاَطِ ، أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي تَبْيِينِ حَالِ الْمُخْتَلِطِينَ.

68/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مَسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : سَأَلْنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ... الْحَدِيثَ ، وَفِيهِ : ذَاكَ أُمَّةٌ وَحْدَهُ ، يُحْشَرُ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَفِيهِ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، فَقَالَ : رَأَيْتُهُ يَمْشِي فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ سُنْدُسٍ ... الْحَدِيثُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ.

وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ : لاَ تَسُبُّوا وَرَقَةَ ، فَإِنِّي رَأَيْتُ لَهُ جَنَّةً أَوْ جَنَّتَيْنِ.@

(1/104)

11- باب ما جاء فيمن آمن بالغيب

69- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالَسِيُّ : حَدَّثَنَا طَلْحَةُ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنْتُمْ نَظَرْتُمْ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِأَعْيُنِكُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَكَلَّمْتُمُوهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ هَذِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : وَبَايَعْتُمُوهُ بِأَيْمَانِكُمْ هَذِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : طُوبَى لَكُمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : أَفَلاَ أُخْبِرُكَ عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي ، وطُوبَى لِمَنْ لَمْ يَرَنِي وَآمَنَ بِي - ثَلاَثًا.

69/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ نَافِعٍ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ ، وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى ضَعْفِهِ.

70- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالَسِيُّ : وَحَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَيْمَنَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي ، وطُوبَى سَبْعًا لِمَنْ لَمْ يَرَنِي وَآمَنَ بِي.

70/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى : أَنْبَأَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ.

70/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا هَمَّامٌ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، أَيْمَنُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.@

(1/105)

71- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، أَنْ رَجُلاً مِنْ جُهَيْنَةَ أَخْبَرَهُ ، أَنْ رَجُلَيْنِ أَتَيَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا يَوْمًا مَذْحِجِيَّانِ كِنْدِيَّانِ ثُمَّ قَالَ : بَلْ كِنْدِيَّانِ ، فَأَتَيَاهُ فَإِذَا هُمَا كِنْدِيَّانِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ الله مَنِ اتَّبَعَ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ وَصَدَّقَكَ ، وَلَمْ يَرَكَ مَاذَا لَهُ ؟ قَالَ : طُوبَى لَهُ ، ثُمَ طُوبَى لَهُ.

قُلْتُ : عَبْدُ الله بْنُ لَهِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَاضِي مِصْرَ ضَعِيفٌ.

72- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذْ طَلَعَ رَاكِبَانِ فَلَمَّا رَآهُمَا قَالَ : كِنْدِيَّانِ مَذْحِجِيَّانِ ، حَتَّى أَتَيَا ، فَإِذَا رَجُلاَنِ مِنْ مَذْحِجٍ ، قَالَ : فَدَنَا أَحَدَهُمَا إِلَيْهِ لِيُبَايِعَهُ ، فَلَمَّا أَخَذَ بِيَدِهِ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَكَ مَنْ رَآكَ ، وَآمَنَ بِكَ ، وَصَدَّقَكَ ، وَاتَّبَعَكَ ، مَاذَا لَهُ ؟ قَالَ : طُوبَى لَهُ فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ فَانْصَرَفَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ الآخَرُ وَأَخَذَ بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَكَ مَنْ آمَنَ بِكَ ، وَصَدَّقَكَ ، وَاتَّبَعَكَ ، وَلَمْ يَرَكَ ؟ قَالَ : طُوبَى لَهُ ، ثُمَ طُوبَى لَهُ . ثُمَ مَسَحَ عَلَى يَدِهِ فَانْصَرَفَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.

73- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَبْدُ الْمَلَكِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَتَدْرُونَ أَيُّ أَهْلِ الإِيمَانِ أَفْضَلُ إِيمَانًا ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، الْمَلاَئِكَةُ ، قَالَ : هُمْ كَذَلِكَ ، وَحُقَّ ذَلِكَ لَهُمْ وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ الله الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ ، بَلْ غَيْرُهُمْ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، الأَنْبِيَاءُ ، قَالَ : هُمْ كَذَلِكَ وَحُقَّ لَهُمْ ذَلِكَ بَلْ غَيْرُهُمْ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، فَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : قَوْمٌ يَأْتُونَ بعد هُمْ فِي أَصْلاَبِ الرِّجَالِ فَيُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي ، وَيَجِدُونَ الْوَرَقَ الْمُعَلَّقَ ، فَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ ، فَهَؤُلاَءِ أَفْضَلُ أَهْلِ الإِيمَانِ إِيمَانًا.@

(1/106)

73/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَالِسًا ، فَقَالَ : أَنْبِؤُونِي بِأَفْضَلِ أَهْلِ الإِيمَانِ إِيمَانًا ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، الْمَلاَئِكَةُ ، قَالَ : هُمْ كَذَلِكَ ، وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ الله الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا ! بَلْ غَيْرُهُمْ ، قَالُوا : الأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ أَكْرَمَهُمُ الله بِرِسَالَتِهِ وَالنُّبُوَّةِ ، قَالَ : هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُمْ ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ الله الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، الشُّهَدَاءُ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ الأَنْبِيَاءِ ، قَالَ : هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُ لَهُمْ ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَكْرَمَهُمُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، بِالشَّهَادَةِ مَعَ الأَنْبِيَاءِ ! بَلْ غَيْرُهُمْ ، قَالُوا : فَمَنْ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : أَقْوَامٌ فِي أَصْلاَبِ الرِّجَالِ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.

73/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : مُحَمَّدٌ هَذَا ضَعِيفٌ سَيِّئ الْحِفْظِ.

74- وقال أحمد بن منيع ، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد الأموي ، عن الأعمش ، عن عمارة ، عن عَبد الرحمن بن يزيد قال : كنت جالسًا عند عَبد الله فذكروا أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وما قد سبق لهم قال : إن أمر محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان بينًا لمن رآه ، والذي لا إله غيره ، ما من أحد أفضل من إيمان بغيب ، ثم قرأ : {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ ...} إلى قوله : {الْمُفْلِحُونَ} .

هذا إسناد رجاله رجال الصحيحين . وعَبد الرحمن بن يزيد هو النخعي ، وعمارة هو ابن عُمَير الكوفي ، والأعمش اسمه سليمان بن مهران.@

(1/107)

75- قال أحمد بن منيع ، وَحَدَّثَنَا أبو قطن ، حَدَّثَنَا شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن إبراهيم ، عن علقمة : قال رجل عند عَبد الله : إني مؤمن . فقال له عَبد الله : فقل : إني في الجنة . قال : آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله.

قلت : رجاله رجال الصحيحين ، وأبو قطن اسمه عَمْرو بن الهيثم بن قطن بن كعب البصري.

76- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُسْرٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي ، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي ، طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ.

قُلْتُ : بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ مُدَلِّسٌ ، وَقَدْ رَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ.

77- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُطَارِدٍ الْبَصْرِيُّ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، حَدَّثَنِي أسيد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي جُمُعَةَ ، قَالَ : تَغَدَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَعَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ : يَا رَسُولَ الله ، أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا أَسْلَمْنَا مَعَكَ ، وَجَاهَدْنَا مَعَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي ، يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي.

قُلْتُ : أَبُو جُمُعَةَ هُوَ الأَنْصَارِيُّ ، وَقِيلَ : الْكِنَانِيُّ ، وَقِيلَ : الْقَارِىء ، اسْمُهُ ، حَبِيبُ بْنُ سُبَاعٍ لَهُ صُحْبَةٌ ، وَصَالِحُ بْنُ جُبَيْرٍ هِوَ الصَّدَائِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ ، وَأسيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ.

78- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَا لَيْتَنِي لَقِيتُ إِخْوَانِي قَالُوا : أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ وَأَصْحَابَكَ ؟ قَالَ : بَلَى - حَتَّى قَالَ ثَلاَثًا - وَأُولَئِكَ يَقُولُونَ : آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ وَنَصَرْنَاكَ ، قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّ قَوْمًا يَجِيؤُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ ، يُؤْمِنُونَ بِي إِيمَانَكُمْ وَيُصَدِّقُونِي ، تَصْدِيقَكُمْ وَيَنْصُرُونِي نَصْرَكُمْ ، فَيَا لَيْتَنِي قَدْ لَقِيتُ إِخْوَانِي.

قُلْتُ : مُوسَى ضَعِيفٌ.@

(1/108)

12- باب أسلموا يغفر لكم

79- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ داود ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِي ، عَنْ أَبِي الْعَذْرَاءِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَجِلُّوا الله يَغْفِرْ لَكُمْ.

قَالَ ابْنُ ثَوْبَانَ : أَسْلِمُوا.

قُلْتُ : أَبُو الْعَذْرَاءِ لَمْ يُسَمَّ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَجْهُولٌ.

13- باب من أراد الله به خيرا وفقه للإسلام

80- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، هَلْ لِلإِسْلاَمِ مِنْ مُنْتَهَى ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَيُّ أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، أَرَادَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلاَمَ قَالَ : ثُمَّ مَهْ ؟ قَالَ : ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ ، قَالَ : كَلاَّ وَالله إِنْ شَاءَ الله . قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَلَى ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، ثُمَّ تَعُودُونَ فِيهَا أَسَاوِدَ صَبًا ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.@

(1/109)

80/2- رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، سَمِعْتُ كُرْزَ بْنَ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيَّ ، يَقُولُ : سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله هَلْ لِلإِسْلاَمِ مِنْ مُنْتَهَى ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.

وَقَالَ : قَالَ الزُّهْرِيُّ : والأَسْوَدُ ؛ الْحَيَّةُ إِذَا أَرَادَت أَنْ تَنْهَشَ تَنْتَصِبُ هَكَذَا ، وَرَفَعَ الْحُمَيْدِيُّ يَدَهُ ثُمَ تَنَصَّبَ ، قَالَ سُفْيَانُ حِينَ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ : لاَ تبَالِي أَلاَّ تسْمَعَ هَذَا مِنِ ابْنِ شِهَابٍ.

80/3- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ... فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِ مُسَدَّدٍ وَمَتْنِهِ.

80/4- قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ كُرْزٍ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ ؟ قَالَ : رَجُلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِي الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ.

80/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، أَنْ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى قَوْلِهِ : كَأَنَّهَا الظُّلَلُ وَلَمْ يَذْكُرْ بَاقِيهِ.

هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، وَكُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ هِلاَلٍ لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ ، أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ ، وَعُمِّرَ طَوِيلاً ، وَهُوَ الَّذِي قَفَى أَثَرَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَصَاحِبِهِ وَهُمَا بِالْغَارِ ، فَقَالَ : هُنَا انْقَطَعَ الأَثَرُ ، وَهُوَ الَّذِي نَصَبَ أَعْلاَمَ الْحَرَمِ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ.

14- باب عقوبة من لم يؤمن بالله عز وجل

81- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَلاَ يَهُودِيٌّ ، وَلاَ نَصْرَانِيٌّ ، وَلاَ يُؤْمِنُ بِي إِلاَّ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.@

(1/110)

81/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ . إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ سَمِعَ بِي مِنْ أُمَّتِي ، أَوْ يَهُودِيٌّ ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ ، ثُمَّ لَمْ يُؤْمِنْ بِي دَخَلَ النَّارَ.

81/3- وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ.

هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، وَأَبُو بِشْرٍ هُوَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ إِيَاسٌ . وَأَبُو مُوسَى اسْمُهُ عَبْدُ الله بْنُ قَيْسٍ الأَشْعَرِيُّ أَمِيرُ زُبَيْدَ وَعَدَنَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَمِيرُ الْكُوفَةِ ، وَالْبَصْرَةِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَوَى عَنْهُ : بَنُوهُ : أَبُو بُرْدَةَ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَمُوسَى ، قَالَ ابْنُ بُرَيْدَةَ : وَكَانَ قَصِيرًا ، خَفِيفَ اللَّحْمِ ، مَنَاقِبُهُ مَشْهُورَةٌ.

وَلِهَذَا الحَدِيث شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ.

15- باب خير الدين أيسره

82- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ رَجَاءٍ ، عَنْ مِحْجَنٍ ، قَالَ : أَخَذَ مِحْجَنٌ بيدي حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ ، فَإِذَا بُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ قَاعِدٌ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ ، وَفِي الْمَسْجِدِ رَجُلٌ ، يُقَالُ لَهُ : سَكْبَةُ ، يُطِيلُ الصَّلاَةَ ، وَكَانَ فِي بُرَيْدَةَ مِزَاحَةٌ ، قَالَ بُرَيْدَةُ : يَا مِحْجَنُ ، أَلاَ تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سَكْبَةُ ؟ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ مِحْجَنٌ شَيْئًا ، وَقَالَ مِحْجَنٌ : أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى صَعِدْنَا أُحُدًا ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : وَيْلٌ لأُمِّهَا مِنْ قَرْيَةٍ يَدَعُهَا أَهْلُهَا أَعْمَرَ مَا كَانَتْ ، حَتَّى يجي الدَّجَالُ فَيَجِدُ عَلَى كَلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكًا مُصََلّتا ، وَلاَ يَدْخُلُهَا.

82/2- وَبِهِ إِلَى مِحْجَنٍ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِي ، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى سِدَّةِ الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا رَجُلٌ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ ، وَيَرْكَعُ وَيَسْجُدُ ، فَقَالَ لِي : مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : هَذَا فُلاَنٌ ، وَجَعَلْتُ أُطْرِيهِ وَأَقُولُ هَذَا هَذَا ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى بَلَغَ بَابَ حُجْرَةٍ ، ثُمَّ أَرْسَلَ يَدَهُ مِنْ يَدِي قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَيْرُ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ - قَالَهَا ثَلاَثًا.@

(1/111)

82/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بُرَيْدَةَ ، قَالَ : خَرَجْتُ أَمشِي فَرَأيتُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمًا فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ حَاجَةً ، فَعَارَضْتُهُ حَتَّى رَآنِي ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَأَتَيْتُهُ ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي جَمِيعًا ، فَإِذَا رَجُلٌ بَيْنَ أَيْدِينَا يُصَلِّي يُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَرَاهُ يُرَائِي ؟ قَالَ : قُلْتُ : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَأَرْسَلَ يَدِي ، فَقَالَ : عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا ، فَإِنَّهُ مَنْ يُشَادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ.

82/4- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ ، قَالَ : كَانَ مِنَّا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بُرَيْدَةُ ، وَمِحْجَنٌ ، وَسَكْبَةُ ، فَقَالَ مِحْجَنٌ لِبُرَيْدَةَ : أَلاَ تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سَكْبَةُ ؟ قَالَ : لاَ ، لَقَدْ رَأَيْتَنِي أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ أُحُدٍ نَتَمَاشَى ، يَدِي فِي يَدِهِ ، فَرَأَى رَجُلاً يُصَلِّي ، فَقَالَ : أَتَرَاهُ رَجلاً ، أَتَرَاهُ صَادِقًا , فَذَهَبْتُ أُثْنِي عَلَيْهِ ، قَالَ : فَلَمَّا دَنَوْنَا نَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ، وَقَالَ : وَيْحَكَ اسْكُتْ لاَ تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ .

82/5- ورَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ ، قَالَ : دَخَلَ بُرَيْدَةُ الْمَسْجِدَ ، وَمِحْجَنٌ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ - وَكَانَ فِيهِ مِزَاح - : يَا مِحْجَنُ أَلاَ تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سَكْبَةُ ؟ فَقَالَ مِحْجَنٌ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَخَذَ بِيَدِي ، فَصَعِدَ أُحُدًا ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : وَيْلُ أُمِّهَا مَدِينَةٌ يَدَعُهَا أَهْلُهَا ، وَهِي أَخْيَرُ مَا كَانَتْ - أَوْ أَعْمَرُ - يَأْتِيهَا الدَّجَالُ فَيَجِدُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا مَلَكًا مُصَلّتًًا بِجَنَاحِيهِ ، فَلاَ يَدْخُلُهَا ، ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي ، فَقَالَ لِي : مَنْ هَذَا ؟ فَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ خَيْرًا ، فَقَالَ : اسْكُتْ لاَ تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ ثُمَّ أَتَى عَلَى بَابِ حُجْرَةِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَنَفَضَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ ، إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ - مَرَّتَيْنِ.@

(1/112)

82/6- قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتَرَاهُ مُرَائِيًا ؟ ثُمَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا ، فَإِنَّهُ مَنْ يُشَّادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ .

82/7- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : خَرَجْتُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَمْشِي بَيْنَ يَدِي ، فَأَدْرَكْتُهُ ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَانْطَلَقْنَا ، فَإِذَا نَحْنُ بِأَيْدِينَا رَجُلٍ يُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَرَاهُ يُرَائِي ؟ قُلْتُ : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَتَرَكَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ، وَقَالَ بِيَدِهِ فَجَمَعَهُمَا ، ثُمَّ جَعَلَ يُصَوِّبُهُمَا ، وَيَقُولُ : عَلَيْكُمْ هَدْيًا قَاصِدًا ، فَإِنَّهُ مَنْ يُشَّادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ.

82/8- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ مَنِيعٍ بِتَمَامِهِ .

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، وَفِيهِ : ثَلاَثَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ :

بُرَيْدَةُ هُوَ ابْنُ الْحَصِيبِ الأَسْلَمِيُّ ، شَهَدَ فَتْحَ خَيْبَرَ ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِخُرَسَانَ ، وَأَسْلَمَ قَبْلَ بَدْرٍ ، وَلَمْ يَشْهَدْهَا ، وَشَهِدَ الْفَتْحَ .

وَمِحْجَنٌ هُوَ ابْنُ الأَدْرَعِ الأَسْلَمِيُّ ، نَزَلَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّ مَسْجِدَهَا.

وَسَكَبَةُ بِفَتَحَاتٍ وَمُوَحَّدَةٍ .

وَرَجَاءُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ ، وَثَّقَهُ الْعَجَلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ .

وَأَبُو بِشْرٍ : هُوَ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ أَحَدُ رِجَالِ الصَّحِيحِ .

وَأَبُو عَوَانَةَ : هُوَ الْوَضَّاحُ بْنُ عَبْدِ الله الْيَشْكَرِيُّ الْحَافِظُ .

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَوْشَنَ ، وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ ، وَابْنُ سَعْدٍ , والْعَجَلِيُّ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .

وَابْنُهُ عُيَيْنَةَ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ سَعْدٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ .

وَزِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ المزني وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ , وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.@

(1/113)

82/9- وَرَوَاهُ الْقُضَاعِيُّ فِي كِتَابِهِ مُسْنَدُ الشِّهَابِ ، مِنْ طَرِيقِ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَوْشَنٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ بُرَيْدَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ يُشَّادَّ هَذَا الدِّينَ يَغْلِبْهُ .

83- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنِ ابْنِ الأَكْوَعِ ، قَالَ : كُنْتُ أَحْرُسُ لَيْلَةً رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقُمْتُ ، فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ ، رَافِعًا صَوْتَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله يُصَلِّي وَيَدْعُو ، فَرَفَضَ يَدِي ، وَقَالَ : إِنَّكُمْ لَنْ تُدْرِكُوا هَذَا الأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ - أَوْ قَالَ : بِالشِّدَّةِ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجْنَا لَيْلَةً أُخْرَى ، فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ ، فَقُلْتُ : - يَا رَسُولَ الله ، عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا ؟ فَقَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّهُ أَوَّاهٌ قَالَ : فَإِذَا الرَّجُلُ عَبْدُ الله ذُو الْبِجَادَيْنِ ، وَالآخَرُ أَعْرَابِيٌّ.

83/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : طَرِيقُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ رِجَالُهَا ثِقَاتٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَلَكِ بْنُ عَمْرٍو ، وَطَرِيقُ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ ضَعِيفَةٌ ، لِضَعْفِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ.

84- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلاَلٍ ، عَنْ غَاضِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ الْفُقَيْمِيِّ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَجُلٌ يَقْطِرُ رَأَسُهُ مِنْ وُضُوءٍ تَوَضَّأَهُ - أَوْ غُسْلٍ اغْتَسَلَهُ - فَصَلَّى بِنَا فَلَمَّا صَلَّيْنَا جَعَلَ النَّاسُ يَقُومُونَ إِلَيِّهِ ، ثُمَّ يَقُولُونَ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ كَذَا ، أَرَأَيْتَ كَذَا - يُرَدِّدُهَا مَرَّاتٍ - فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ دِينَ الله فِي يُسْرٍ ، يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ دِينَ الله فِي يُسْرٍ.@

(1/114)

84/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلاَلٍ ، حَدَّثَنَا غَاضِرَةُ بْنُ عُرْوَةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، غَاضِرَةُ بْنُ عَمْرٍو - وَقِيلَ : ابْنُ عُرْوَةَ - الْفُقَيْمِيُّ الْبَصْرِيُّ ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ : مَجْهُولٌ.

وَعَاصِمُ بْنُ هِلاَلٍ الْبَارِقِيُّ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ وَالْبَزَّارُ : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ مِمَنْ يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ تَوَهُّمًا لاَ عَمْدًا ، حَتَّى بَطُلَ الاِحْتِجَاجُ بِهِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

85- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّ الأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى الله ؟ قَالَ : الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.

85/2- رَوَاهُ عَبْدُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ دَاوُدَ ، بِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَسْعَدَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ , رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي تَارِيخِهِ ، وَرَوَيْنَاهُ فِي الْغَرَائِبِ لأُبِيٍّ النُّرْسِيِّ.

16- باب ما جاء فيمن مات على التوحيد ولم يشرك بالله شيئا

86- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا هِشَامُ الدُّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ عُرَابَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ ،@

(1/115)

- أَوْ قَالَ : بِقُدَيْدٍ - جَعَلَ رِجَالاً مِنَّا يَسْتَأْذِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ ، فَيَأْذَنُ لَهُمْ ، ثُمَّ حَمِدَ الله ، وَقَالَ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : مَا بَالُ شِقِّ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَلِي رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَبْغَضُ إِلَيْكُمْ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ ، فَلَمْ يُرَ عِنْدَ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ بَاكِيًا ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ الَّذِي يَسْتَأْذِنُ بَعْدَ هَذَا لَسَفِيهٌ ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَحَمِدَ الله ، وَقَالَ خَيْرًا ، وَقَالَ : أَشْهَدُ عِنْدَ الله أَلاَّ يَمُوتَ عَبْدٌ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ ، ثُمَ يُسَدِّدُ إِلاَّ سَلَكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : وَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ ، وَلاَ عَذَابَ ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَلا يَدْخُلُوا حَتَّى تَتَبَوَّءُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ الْجَنَّةِ.

86/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ... فَذَكَرَهُ , إِلاَّ أَنَّهُ ، قَالَ : أَشَّدُ عِبَادِ الله , وَكَانَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا حَلَفَ ، قَالَ : لاَ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ عَبْدٍ يُؤْمِنُ ، ثُمَ يُسَدِّدُ إِلاَّ سُلِكَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ وَزَادَه فِي آخِرِهِ ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ نِصْفُهُ أَوْ ثُلُثَاهُ ، قَالَ : لاَ يَسْأَلُ عِبَادِي غَيْرِي ، مَنْ يَدْعُنِي أَسْتَجِبْ لَهُ ، مَنْ يَسْأَلْنِي أُعْطِهِ ، مَنْ يَسْتَغْفِرْنِي أَغْفِرْ لَهُ ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ.

86/3- قُلْتُ : رَوَى ابْنُ مَاجَةَ طَرَفًا مِنْهُ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، بِهِ .

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ الأَوْزَاعِيِّ ، بِهِ.

86/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

86/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ... فَذَكَرَهُ.

86/6- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَة ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا ... فَذَكَرَهُ.@

(1/116)

86/7- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عن يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

87- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يخطب ، قَالَ لِي عُمَرُ - رَضِيَ الله عَنْهُ - : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ : مَنْ مَاتَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، قِيلَ لَهُ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ ، مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ.

87/2- رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا الْمُؤمَّلُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ ، حَدَّثَنِي عُمَرُ - رَضِيَ الله عَنْهُ - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

87/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا مُؤمَّلُ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إسناد حَسَنٌ ، شَهْرٌ , وَثَّقَهُ أَحْمَدُ , وَابْنُ مَعِينٍ ، وَالْعَجَلِيُّ ، والنَّسَائِيُّ ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ حَزْمٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ , وَزِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ وَبَاقِي الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

88- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرٍ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ الله ، مَنْ جَاءَ بِهِمَا غَيْرَ شَاكٍّ بِهِمَا ، لَمْ يُحْجَبْ عَنِ الْجَنَّةِ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، أَبُو صَالِحٍ اسْمُهُ ذَكْوَانُ ، وَأَبُو سُفْيَانَ هُوَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ ، وَالأَعْمَشُ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ ، وَحَفْصٌ هُوَ ابْنُ غَيَّاثٍ.

88/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مَا الْمُوجِبَاتُ ؟ قَالَ : مَنْ مَاتَ لاَ يَشْرِكُ بِالله شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ .@

(1/117)

89- قال مُسَدَّد : وحَدَّثَنَا إسماعيل ، حَدَّثَنَا أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن ابن الديلمي أحد الثلاثة الذين كانوا يخدمون معاذًا ، قال لما حضر معاذ قلت : ألا أراك ، قد حضرت ؟ قال : نعم وساء حين الكذب هذا ، من مات وهو موقن بثلاث : يعلم أن الله حق ، وأن الساعة قائمة ، وأن الله يبعث من في القبور. قال : فقال قولا رغب لهم فيه إلاَّ يَكُنْ : إلاَّ غفر له ، فلا أدري.

هذا إسناد فيه مقال ، أبو الديلم لم أقف له على ترجمة إلى الآن ، وباقي رجال الإسناد ثقات.

90- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ مَاتَ ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِلَّهِ نِدًّا ، أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ.

وَقَالَ عَبْدُ الله : وَأَنَا أَقُولُ : مَنْ مَاتَ وَهُوَ لاَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

91- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، قَالَ : خَرَجَ غَازِيًا فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : فَمَرِضَ ، فَلَمَّا ثَقُلَ ، قَالَ لأَصْحَابِهِ : إِذَا أَنَا مِتُّ فَاحْمِلُونِي ، فَإِذَا صَافَفْتُمُ الْعَدُوَّ ، فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله ، لَوْلاَ مَا حَضَرَنِي لَمْ أُحَدِّثُكُمُوهُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله ، يَقُولُ : مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.@

(1/118)

91/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، قَالَ : غَزَوْنَا مَعَ أَبِي أَيُّوبَ أَرْضَ الرُّومِ فَمَرِضَ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

91/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ , عن الأعمش ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.

وَسَيَأْتِي حَدِيثٌ طَوِيلٌ فِي كِتَابِ الْمَنَاقِبِ فِي وَفَاةِ أَبِي أَيُّوبَ وَدَفْنِهِ .

92- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : لَمَّا حُضِرَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، قَالَ : ارْفَعُوا عَنِّي سَجْفَ الْقُبَّةِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْبُدُ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، دَخلَ الْجَنَّةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

93- قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عُمَرَ ، نَادِ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ يَعْبُدُ الله مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ ، أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ - أَوْ حرَّمََُه عَلَى النَّارِ - فقال عمر : يا رَسُول الله إذًا يتكلوا .

93/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : حَدِيثُ جَابِرٍ ، ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ.@

(1/119)

93/3- قَالَ عَبْدٌ : وَحَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ لَقِيَ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ أَدْخَلَهُ النَّارَ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحَيْنِ .

94- قَالَ عَبْدٌ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي وَصِيَّتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ عَنْهَا : لَوْلاَ أَنْ تَتَكِلوا لحَدَّثْنُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُوقِنًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، هُوَ أَخُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ هُوَ أَبُو النُّعْمَانِ السَّدُوسِيُّ عَارِمٌ الْحَافِظُ ، إِلاَّ أَنَّهُ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ ، لَكِنَّ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ الاِخْتِلاَطِ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ كَمَا أَوْضَحْتُ ذَلِكَ فِي تَبْيِينِ حَالِ الْمُخْتَلِطِينِ.

94/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، أَنْبَأَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، أَنَّهُ لَمَّا حُضِرَ ، قَالَ : أَدْخِلُوا عَلَيَّ النَّاسِ فَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا ، جَعَلَهُ الله فِي الْجَنَّةِ مَا كُنْتُ أُحَدِّثُكُمُوهُ إِلاَّ عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَالشَّهِيدُ عَلَى ذَلِكَ عُوَيْمِرُ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَانْطَلَقُوا إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ : صَدَقَ أَخِي ، وَمَا كَانَ يُحَدِّثُكُمْ بِهِ إِلاَّ عِنْدَ مَوْتِهِ.

95- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ لَقِيَ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ! قَالَ : وَإِنْ زَنَى ، وَإِنْ سَرَقَ.@

(1/120)

95/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .

95/3- ورواه أَحْمَد بْن حنبل : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة - يعني شَيْبَان - عَنْ مَنْصُور ... فَذَكَرَه.

96- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ الْمُنْتَشِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : جَاءَ شَيْخٌ - أَوْ رَجُلٌ - مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، فَنَزَلَ عَلَى مَسْرُوقٍ ، فَقَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ لَقِيَ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، لَمْ تَضُرَّهُ خَطِيئَة ، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا لَمْ ينْفَعْهُ مَعَهُ حَسَنَتُهُ.

96/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ.

قُلْتُ : لَمْ أَرَ لِلْمُنْتَشِرِ تَرْجَمَةً لاَ فِي تَهْذِيبِ الْكَمَالِ ، وَلاَ فِي الْمِيزَانِ ، وَلاَ فِي لِسَانِ الْمِيزَانِ ، وَلاَ فِي رِجَالِ المُسْنَد ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ ، مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ ، وَإِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ .

97- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ ، حَدَّثَنِي أَبي , عن عِكْرِمَةُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : مَنْ عَلِمَ مِنْكُمُ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ ، غَفَرْتُ لَهُ ، وَلاَ أُبَالِي مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئًا .@

(1/121)

98- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ثَلاَثٌ مَنْ لَمْ تَكُنَّ فِيهِ ، فَإِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَغْفِرُ مَا سِوَى ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ : مَنْ مَاتَ وَلَمْ يُشْرِكْ بِالله شَيْئًا ، وَلَمْ يَكُنْ سَاحِرًا يَتَّبِعُ السَّحَرَةَ ، وَلَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيهِ.

قُلْتُ : إِسْنَادُ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ الأَوَّلُ ضَعِيفٌ ، وَإِبْرَاهِيم بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ أَبُو إِسْحَاقَ الْعَدَنِيُّ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالأَزْدِيُّ ، وَالْجُوزْجَانِيُّ ، وَغَيْرُهُمُ.

17- باب ماجاء فيمن قال رضيت بالله ربا

99- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي عميسٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : تَكَلَّمَ ابْنُ مَسْعُودٍ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : رَضِيتُ بِالله رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا ، ثُمَّ قَالَ : رَضِيتُ لَكُمْ مَا رَضِيَ الله وَرَسُولُهُ ، وَكَرِهْتُ لَكُمْ مَا كَرِهَ الله وَرَسُولُهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رَضِيتُ لأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ .@

(1/122)

18- باب كف القتل عمن قال : لا إله إلا الله

100- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَوْسٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَسَأَلَهُ وَأَنَا أَسْمَعُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اذْهَبْ إِلَيْهِمْ فَقُلْ لَهُمُ : اقْتُلُوهِ ثُمَّ دَعَاهُ فَرَجَعَ إِلَيْهِ بَعْدَمَا ذَهَبَ ، فَقَالَ : لَعَلَّهُ يَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ : أَجَلْ وَالله ، قَالَ : قُلْ لَهُمْ يُرْسِلُوهُ ، فَإِنِّي أُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِذَا قَالُوا : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، حُرِّمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله.

100/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِليُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدُمِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ... فَذَكَرَهُ.

سَنَدٌ صَحِيحٌ.

101- وقال محمد بن يَحيَى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا مروان الفزاري ، عن إسماعيل بن أبي خالد قال : قال مروان بن الحكم لأيمن بن خُريم : ألا تخرج تقاتل معنا ؟ فقال : إن عمي وأبي شهدا بدرًا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فعهدا إليَّ ألا أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلاَّ الله ؟ فإن أتيتني ببراءة من النار قاتلت معك . قال : اذهب ، فلا حاجة لنا فيك.

101/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا زحمويه ، حَدَّثَنَا صالح بن عُمَر ، عن مطرف ، عن عامر قال : لما قاتل مروان الضحاك بن قيس أرسل إلى أيمن بن خُريم الأسدي فقال : إنا نحب أن تقاتل معنا . فقال : إن أبي وعمي شهدا بدرًا فعهدا إليَّ ألا أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلاَّ الله ، فإن جئتني ببراءة قاتلت معك . قال : اذهب ، ووقع فيه وشتمه.@

(1/123)

فأنشأ أيمن بن خريم يقول :

لست أقاتل رجلاً يصلِي ... على سلطان آخر من قريش

له سلطانه وعليّ إثمي ... معاذ الله من جهل وطيش

أأقتل مسلمًا في غير شيء ... فليس بنافعي ماعشت عيشي

قلت : أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي مختلف في صحبته وله عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قال ابن عبد البر : أسلم مع أبيه وهو غلام . وقال العجلي : تابعي ثقة . وكذلك قال الدارقطني نحو هذا.

وإسماعيل أحد رجال الصحيحين ، وكذلك مروان بن معاوية أبو عبد الله الحافظ.

102- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ الله الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْيَمَنِ أُقَاتِلُهُمْ وَأَدْعُوهُمْ ، فَإِذَا قَالُوا : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ حُرِّمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ ، إِبْرَاهِيمُ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ , وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ : لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا .

وَأَبَانُ بْنُ عَبْدِ الله وَثَّقَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَالْعَجَلِيُّ ، وَابْنُ نُمَيْرٍ ، وَأَخْرَجَ لَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَالْحَاكِمُ فِي صَحِيحَيْهِمَا , وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

103- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا عِيسَى - هُوَ ابْنُ عَمه - عن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ الله , حُرِّمَ عَلَيَّ دَمُهُ إِلاَّ ثَلاَثَةً : التَّارِكُ لِدِينِهِ ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا ظُلْمًا.@

(1/124)

104- وَبِهِ عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ إِنَّ لِي جَارًا مُنَافِقٌ يَصْنَعُ كَذَا ، وَيَقُولُ كَذَا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيَقُولُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : عَنْ قَتْلِ أُولَئِكَ نُهِيتُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، عِيسَى وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.

وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : ثِقَةٌ , وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.

105- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ ، أَنْبَأَنَا مُعَمِرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ الْلَيْثِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهَرَانَيِ النَّاسِ ، جَاءَهُ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُسَارَّهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ ، فَجَهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِكَلاَمِهِ ، قَالَ : أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ الله ، وَلاَ شَهَادَةَ لَهُ قَالَ : أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ الله ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ الله ، وَلاَ شَهَادَةَ لَهُ قَالَ : أَلَيْسَ يُصَلِّي ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلاَ صَلاَةً لَهُ قَالَ : أُولَئِكَ الَّذِينَ نُهِيتُ عَنْ قَتْلِهِمْ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

106- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، عَنْ أَبي عبَيْدة , عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَشْرَعَ أَحَدُكُمَ الرُّمْحَ ، إِلَى الرَّجُلِ فَإِنْ كَانَ عِنْدَ ثَغْرَةِ نَحْرِهُ ، فَقَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَلْيَرْفَعْ عَنْهُ الرُّمْحَ . قَالَ : فَقَالَ أَبُو عبَيْدة : فَجَعَلَ الله هَذِهِ الْكَلِمَةَ أَمْنَةَ الْمُسْلِمِ ، وَعِصْمَةَ دَمِهِ ، وَجَعَلَ الْجِزْيَةَ أَمْنَةَ الْكَافِرِ وَعِصْمَةَ دَمِهِ وَمَالِهِ.

107- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ السُّمَيْطِ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، حَدَّثَنِي فَتًى مِنَ الْحَيِّ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عِمْرَانَ ، فَجَاءَهُ قَيْسٌ -@

(1/125)

أَوْ أَبِي قَيْسٍ - فَقَالَ لَهُ : أَلاَ تُقَاتِلُ فِي كَلاَمٍ أَحْفَظُهُ ؟ فَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ الحُصَيْنٍ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اغْزُوا بَنِي فُلاَنٍ فَغَزَوْنَا ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا ، جَاءَ رَجُلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : اسْتَغْفِرْ لِي ، قَالَ : وَمَاذَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : شَدَّدْتُ عَلَى رَجُلٍ بِالرُّمْحِ ، فَقَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَقَتَلْتُهُ ، فَلَمْ يَسْتَغْفِرْ لَهُ ، وَقَالَ : اغْزُوا بَنِي فُلاَنٍ فَغَزَوْنَا فَلَمَّا الْتَقَيْنَا جَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، اسْتَغْفِرْ لِي ، قَالَ : وَمَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : حَمَلْتُ عَلَى رَجُلٍ الرُّمْحَ فَقَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَقَتَلْتُهُ ، فقال النَّبِيّ صلّى الله عَلَيْه وَسَلَّمَ : قَالَ لاَ إله إِلاَّ الله فقتلته ؟! فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّمَا قَالَهَا مُتَعَوِّذًا ، قَالَ : فَهَلاَّ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ ؟ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله : لاَ أَدْرِي هَذِهِ الْكَلِمَةَ قَالَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِلرَّجُلِ الأَوَّلِ أَوْ لِهَذَا ، فَأَبَى أَنْ يَسْتَغَفِرَ لَهُ ، فَمَاتَ فَدَفَنَهُ قَوْمُهُ فَنَبَذَتْهُ الأَرْضُ ، ثُمَ دَفَنُوهُ فَنَبَذَتْهُ الأَرْضُ ، ثُمَ دَفَنُوهُ وَحَرَسُوهُ ، فَنَبَذَتْهُ الأَرْضُ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ تَرَكُوهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ : إِنِّي مُسْلِمٌ .

19- باب لا يفتك مؤمن

108- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوهَّابِ الثَّقفِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنْ رَجُلاً ، قَالَ لِلزُّبَيْرِ : أَلاَ أَقْتُلُ لَكَ عَلِيًّا ؟ قَالَ : كَيْفَ تَقْتُلُهُ ؟ قَالَ : أَغْتَالُهُ ، قَالَ : لاَ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ ، لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ.

108/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِلزُّبَيْرِ : أَقْتُلُ عَلِيًّا ؟ قَالَ : وَكَيْفَ تَقْتُلُهُ ؟ قَالَ : أَكُونُ مَعَهُ ، ثُمَّ أَتْحَوَّلُ فَأَقْتُلُهُ ، قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ ائتِهِ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ ، قَالَ : لاَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : قَيَّدَ الْفَتْكَ الإِيمَانُ ، لاَ يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ.

108/3- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ الزُّبَيْرِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.@

(1/126)

108/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِلزُّبَيْرِ ... فَذَكَرَهُ.

108/5- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

الْفَتْكُ : قَتْلُ الرَّجُلِ غَفْلَةً وَغِرَّةً.

109- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : أَقَتَلْتَ حُجْرًا وَأَصْحَابَهُ ؟ مَا خِفْتَ أَنْ أُقْعِدَ لَكَ رَجُلاً فَيَقْتُلَكَ ؟ قَالَ : مَا كُنْتِ لِتَفْعَلِينَ وَأَنَا فِي بَيْتِ أَمَانٍ ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الْفَتْكُ قَْد الإِيمَان كَيْفَ أَنَا فِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكِ ، وَفِي حَوَائِجِكِ ؟ قَالَتْ : صُلْحٌ ، قَالَ : فَدَعِينَا وَإِيَّاهُمْ حَتَّى نَلْقَى رَبَّنَا.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.

109/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ... فَذَكَرَهُ.

20- باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

110- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله : وَمَا الإِسْلاَمُ ؟ قَالَ : أَنْ تُسَلِمَ قَلْبَكَ لِلَّهِ ، وَيَسْلَمُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ . قَالَ : فَأَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الإِيمَانُ قَالَ : وَمَا الإِيمَانُ ؟ قَالَ : أَنْ تُؤْمِنَ بِالله ، وَمَلاَئِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَبِالْبَعْثِ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ ، قَالَ : فَأَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الْهِجْرَةُ قَالَ : وَمَا الْهِجْرَةُ ؟ قَالَ : أَنْ تَهْجُرَ الْمَآثِمَ قَالَ : فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ قَالَ : وَمَا الْجِهَادُ ؟ قَالَ : أَنْ تُجَاهِدَ الْكُفَّارَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ ، ثُمَّ لاَ تَغِلَّ ، وَلاَ تَجْبُنْ ، ثُمَّ عَمَلاَنِ هُمَا مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ إلا كَمِثْلِهِمَا ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَوْ عُمْرَةٌ.@

(1/127)

110/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ... فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ : من لسانك ويدك.

110/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ ... فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِ مُسَدَّدٍ وَمَتْنِهِ ، دُونَ قَوْلِهِ : ثُمَّ عَمَلاَنِ ... إِلَى آخِرِهِ.

110/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ السَّبَّاكُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الشَّامِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِرَجُلٍ : أَسْلِمْ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَالْبَعْثُ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْجَنَّةُ ، وَالنَّارُ.

هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ

لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ.

111- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ قَالَ : فَأَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ قِيلَ : فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا ؟ قَالَ : أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا قَالَ : فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهرِيقَ دَمُهُ قِيلَ : فَأَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : طُولُ الْقُنُوتِ ، قِيلَ : فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : جَهْدُ الْمُقِلِّ ، قِيلَ : فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَنْ تَهْجُرَ مَا حَرَّمَ الله عَلَيْكَ.@

(1/128)

11/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟ قَالَ : مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِالله شَيْئًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِالله وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، فَأَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، قَالَ : فَأَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : طُولُ الْقُنُوتِ قَالَ : فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ قَالَ : فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَنْ تَهْجُرَ مَا يَكْرَهُ رَبُّكَ.

111/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جِناد الْحَلَبِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الإِيمَانِ ؟ قَالَ : الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ.

قُلْتُ : رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ بِاخْتِصَارٍ , وَرَوَاهُ الْحَارِثُ , وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

112- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مُعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَا الإِسْلاَمُ ؟ قَالَ : أَنْ يُسْلِمَ قَلْبَكَ لِلَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ قَالَ : فَأَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الإِيمَانُ قَالَ : وَمَا الإِيمَانُ ؟ قَالَ : أَنْ تُؤْمِنَ بِالله ، وَمَلاَئِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ قَالَ : فَأَيُّ الإِيمَانِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الْهِجْرَةُ قَالَ : وَمَا الْهِجْرَةُ ؟ قَالَ : أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ قَالَ : فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ ، قَالَ : وَمَا الْجِهَادُ ؟ قَالَ : أَنْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ قَالَ : فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثُمَّ عَمَلاَنِ هُمَا أَفْضَلُ الأَعْمَالِ ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُمَا حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَوْ عُمْرَةٌ.

قُلْتُ : رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ : فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ وَأُهْرِيقَ دَمُهُ مِنْ طَرِيقِ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ .

وَسَيَأَتِي هَذَا الْحَدِيثُ مُطَوَّلاً فِي كِتَابِ الْمَوَاقِيتِ.@

(1/129)

113- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الإِسْلاَمُ عَلاَنِيَةٌ ، وَالإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ - ثُمَّ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ - التَّقْوَى هَاهُنَا التَّقْوَى هَاهُنَا.

114- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْمَقْدُمِيُّ ، عَنْ مُبَارَكٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سُئِلَ عَنِ الْمُؤْمِنِ ، قَالَ : مَنْ أَمِنَهُ جَارُهُ ، وَلاَ يَخَافُ بَوَائِقَهُ ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ.

114/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَحُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَدْخُلُ عَبْدٌ الْجَنَّةَ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ.

114/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ ... فَذَكَرَهُ.

114/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حَسَنٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ .@

(1/130)

114/5- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.

21- باب الإيمان بالله ينجي العبد من النار

115- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ الزِّمَّانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَاذَا يُنَجِّي الْعَبْدَ مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : الإِيمَانُ بِالله قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله ، إِنَّ مَعَ الإِيمَانِ عَمَلاً ؟ قَالَ : تَرْضَخُ مِمَّا رَزَقَكَ الله - أَوْ يَرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ الله - قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فَقِيرًا لاَ يَجِدُ مَا يَرْضَخُ ؟ قَالَ : يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَيِيًّا ، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلاَ يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ : فَلْيَصْنَعْ لأَخْرَقَ قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ الله ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَخْرَقُ لاَ يُحْسِنُ يَصْنَعُ ؟ قَالَ : يُعِينُ مَغْلُوبًا قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ ضَعِيفًا لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعِينَ مَغْلُوبًا ؟ قَالَ : مَا تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ لِصَاحِبِكَ مِنْ خَيْرٍ ، قَالَ : فَلْيُمْسِكْ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ إِنْ فَعَلَ هَذَا أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَصْنَعُ خِصْلَةً مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ إِلاَّ أَخَذَتْ بِيَدِهِ ، حَتَّى تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ.

قُلْتُ : رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ بَعْضَهُ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، بِهِ.

وَأَبُو زُمَيْلٍ اسْمُهُ سَمَّاكُ بْنُ الْوَلِيدِ , وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مُطَوَّلاً ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.

وَلَهُ شَوَاهِدٌ تَقَدَّمَتْ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ.@

(1/131)

22- باب ما جاء فيمن علم الحق فأسلم

116- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا جعفر ، عن حميد الأعرج ، عن مجاهد قال : كان الحارث بن سويد أسلم وكان مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم لحق بقومه وكفر فأنزلت هذه الآية : {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ ...} إلى آخر الآية قال : فحملهن إليه رجل من قومه فقرأهن عليه ، فقال الحارث : والله إنك ما علمت لصدوق ، وإن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأصدق منك ، وإن الله لأصدق الثلاثة ، ثم رجع فأسلم إسلامًا حسنًا.

هذا إسناد مرسل ، رجاله ثقات . وجعفر هو ابن سليمان.

117- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قتادة ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَسْلَمَ عَلَى أَنْ يُصَلِّيَ صَلاَتَيْنِ ، فَقَبِلَ مِنْهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

118- وقال أبو يَعْلَى الموصلي : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ سَلْعٍ ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ : خَيْرٍ كَمْ أَتَى عَلَيْكَ ؟ قَالَ : عِشْرُونَ وَمِئَةُ سَنَةٍ ، قَالَ : هَلْ تَذْكُرُ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْئًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، كُنَّا بِبَلاَدِ الْيَمَنِ ، فَجَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فدعَا النَّاسَ إِلَى خَيْرٍ وَاسِعٍ ، وكَانَ أَبِي فيمنْ خَرَجَ ، قَالَ لأُمِّي : مُرِي بِهَذِهِ الْقِدْرِ فَلْتُرَاقْ لِلْكِلاَبِ ، فَإِنَّا قَدْ أَسْلَمْنَا فَأَسْلم.

وسيأتي في كتاب العلم في باب التاريخ الكلام على الإسناد.@

(1/132)

23- باب من لم يؤمن بالله لم ينفعه عمل

119- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ ، أَنْبَأَنَا حَجَّاجٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ الْعَاصِ بْنَ وَائِلَ كَانَ يَأْمُرُ أَنْ يُنْحَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِئَةُ بَدَنَةٍ ، وَأَنَّ هِشَامَ بْنَ الْعَاصِ نَحَرَ حِصَّتَهُ مِنْ ذَلِكَ خَمْسِينَ بَدَنَةً ، أَفَلاَ أَنْحَرُ عَنْهُ ؟ قَالَ : إِنَّ أَبَاكَ لَوْ كَانَ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ فَصُمْتَ عَنْهُ ، أَوْ أَعْتَقْتَ عَنْهُ ، أَوْ تَصَدَّقْتَ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ الْكُوفِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ مُدَلِّسٌ.

120- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ ، كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ ، وَيُقْرِي الضَّيْفَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَفُكُّ الْعُنَاةَ - تَعْنِي : الأَسْرَى - وَلَوْ أَدْرَكَكَ أَسْلَمَ ، فَهَلْ لَهُ فِي ذَلِكَ أَجْرٌ ؟ قَالَت : فَقَالَ : إِنَّ عَمَّكَ كَانَ يُعْطِي لِلدُّنْيَا ، وَذَكْرِهَا ، وَحمَاهَا ، وَمَا قَالَ يَوْمًا قَطُّ : اغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ.

120/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ ، كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيُقْرِي الضَّيْفَ ، وَيَفُكُّ الْعُنَاةَ ، وَيُطْعِمُ الطَّعَامَ ، وَلَوْ أَدْرَكَكَ أَسْلَمَ ، هَلْ ذَلِكَ نَافِعُهُ ؟ قَالَ : لاَ ، إِنَّهُ كَانَ يُعْطِي لِلدُّنْيَا ، وَذِكْرِهَا ، وَجَمَالِهَا ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ صِفَات النَّارِ وَأَهْلِهَا.@

(1/133)

24- باب فيمن أسلم وهاجر

121- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ ، سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ إِبْلِيسَ قَعَدَ لاِبْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ : أَتُسْلِمُ وَتَتْرُكُ وَلَدَكَ ، وَمَوْلِدَكَ ، وَأَهْلَكَ ؟ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ ، فَقَالَ لَهُ : أَتُهَاجِرُ وَإِنَّمَا الْهِجْرَةُ كَالْفَرَسِ فِي طِوَلِهِ ، لاَ يَرِم ؟ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ ، فَقَالَ لَهُ : أَتُجَاهِدُ إِنَّمَا الْجِهَادُ كَاسْمِهِ يُجْهِدُ الْمَالَ ، وَالنَّفْسَ ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ ، وَيُقَسَّمُ الْمَالُ ؟ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ هَذِهِ الْخِصَالُ ، فَهُوَ مَضْمُونٌ عَلَى الله إِنْ مَاتَ ، أَوْ قُتِلَ ، أَوْ غَرِقَ ، أَوِ احْتَرَقَ أَنْ يُدْخِلَهُ الله الْجَنَّةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ مُعْضَلٌ.

25- باب فيمن عرض عليه الإسلام فأبى

122- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ ، عَنِ الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ الْجُرْمِيِّ ، قَالَ : كُنَّا قُعُودًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْمَسْجِدِ ، فَشَخَصَ بَصَرُهُ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله ، وَلاَ يُنَازِعُهُ الْكَلاَمَ إِلاَّ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ الله ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَالإِنْجِيلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَالْقُرْآنَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَشَاءُ لَقَرَأْتُهُ ، قَالَ ثُمَّ نَاشَدَهُ : هَلْ تَجِدُنِي نَبِيًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ؟ قَالَ : سَأُحَدِّثُكَ نَجِدُ مِثْلَكَ ، وَمِثْلَ هَيْئَتِكَ ، وَمِثْلَ مَخْرَجِكَ ، وَكُنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ فِينَا ، فَلَمَّا خَرَجْتَ ، تَخَوَّفْنَا أَنْ تَكُونَ أَنْتَ هُوَ ، فَنَظَرْنَا ، فَإِذَا لَيْسَ أَنْتَ فيه ، قَالَ : فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لأَنَا هُوَ ، وَإِنَّهُمْ لأُمَّتِي ، وَإِنَّهُمْ لأَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا.

ورِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(1/134)

26- باب من علم أن الله مجازيه على عمله فهو مؤمن

123- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَازِيُّ ، عَنِ محمد بْنِ أَبِي قَيْسٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , حَدَّثَنِي أَبُو رَزِينٍ الْعُقَيْلِيُّ ، قَالَ : قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لأَشْرَبُ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ لَوْنُهُ قُلْتُ : كَيْفَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى ؟ قَالَ : أَمَا مَرَرْتَ بِأَرْضٍ مُجْدِبَةٍ ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُجْدِبَةً ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً ؟ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : كَذَلِكَ النُّشُورُ قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ لِي بِأَنْ أَعْلَمَ أَنِّي مُؤْمِنٌ ؟ قَالَ : لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ - قَالَ ابْنُ أَبِي قَيْسٍ : أَوْ قَالَ : مِنْ أُمَّتِي - عَمِلَ حَسَنَةً وَعَلِمَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ ، وَأَنَّ الله جَازِيهِ بِهَا خَيْرًا ، أَوْ عَمِلَ سَيِّئَةً ، وَأَنَّ الله جَازِيهِ بِهَا سُوءًا ، أَوْ يَعفوُهَا إِلاَّ مُؤْمِنٌ.

123/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُطَوَّلاً فَقَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله - يَعْنِي : ابْنَ الْمُبَارَكِ – أّنبأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، كَيْفَ يُحْيِيِ الله الْمَوْتَى ؟ قَالَ : أَمَرَرْتَ بِأَرْضٍ مِنْ أَرْضِكَ مُجْدِبَةٍ ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : كَذَلِكَ النُّشُورُ , قلتُ : يَا رَسُولَ الله ، مَا الإِيمَانُ ؟ قَالَ : أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنْ يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ تُحْرَقَ بِالنَّارِ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تُشْرِكَ بِالله ، وَأَنْ تُحِبَّ غَيْرَ ذِي نَسَبٍ لاَ تُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ فَقَدْ دَخَلَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِكَ ، كَمَا دَخَلَ حُبُّ الْمَاءِ لِلظَّمَآنَ فِي الْيَوْمِ الْقَائِظِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، كَيْفَ لِي بِأَنْ أَعْلَمَ أَنِّي مُؤْمِنٌ ؟ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/135)

27- باب إثبات الإيمان لمن شهد الشاهدين وعمل صالحا

124- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا حماد بن عَمْرو الجزري ، عن زيد بن رفيع ، عن معبد الجهني قال : كان رجل يقال له : يزيد بن عميرة السكسكي ، وكان تلميذًا لمعاذ بن جبل ... فذكر الحديث قال : فقبض معاذ ، ولحق يزيد بالكوفة ، فأتى مجلس عَبد الله بن مسعود وليس ثم ، فجعلوا يتذاكرون الإيمان ، فقال بعضهم : لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة . قال يزيد : فأنا أشهد أني مؤمن ولا أشهد أني في الجنة ، إذ جاء ابن مسعود فأخبر بذلك ، فقال ابن مسعود ليزيد : كذاك ؟ قال : نعم . قال : ومن أين ذاك ؟ قال يزيد : يا أبا عَبد الرحمن ، إن الله يقول : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ...} فمن أي هؤلاء أرى يا أبا عَبد الرحمن ؟ فقال : من الذين آمنوا . قالت : نعم حقًّا . ثم قال ليزيد : آلله كنت تلميذًا لمعاذ بن جبل ؟ قال : نعم . فقال ابن مسعود : إن معاذًا كان أمة قانتًا للّه حنيفًا ولم يكن من المشركين . قال أصحابه : إن إبراهيم كان أمة قانتًا . قال ابن مسعود : إن معاذًا كان أمة قانتًا للّه حنيفًا.

28- باب فيمن زعم أنه من أهل الجنة من غير دليل

125- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا عبد الله بن داود ، عن موسى بن عبيدة , عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال : قال عُمَر بن الخطاب : إن أخوف ما أخاف عليكم إعجاب المرء برأيه ، ومن قال : أنا عالم فهو جاهل ، ومن قال : إني في الجنة فهو في النار.

هذا إسناد ضعيف ، لضعف موسى بن عبيدة.@

(1/136)

125/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، قَالَ : مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَهُوَ كَافِرٌ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ ، قَالَ : فَنَازَعَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنْ يَذْهَبُوا بِالسُّلْطَانِ ، فَإِنَّ لَنَا الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُول : مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ.

قُلْتُ : الإِسْنَادُ الأَوَّلُ فِيهِ : مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَالإِسْنَادُ الثَّانِي : صَحِيحٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.

125/3- ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ في مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ ، ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله بْنِ كُرَيْزٍ ، عَنْ عُمَرَ.

29- باب لا إيمان لمن لا أمانة له

126- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَلَّمَا خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ قَالَ : لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ.

126/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

126/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/137)

126/4- ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ ، وَحَسَنٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ .

126/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، ... فَذَكَرَهُ مَرْفُوعًا.

127- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا وَهْبٌ , أَنْبَأَنَا خَالِدٌ ، عَنْ حُسَيْنٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ، إِنَّ الله - عَزَّ وَجَلَّ – قد فَرَضَ فَرَائِضَ ، وَسَنَّ سُنَنًا ، وَحَدَّ حُدُودًا ، فَأَحَلَّ حَلاَلاً ، وَحَرَّمَ حَرَامًا ، وَشَرَعَ الإِسْلاَمَ فَجَعَلَهُ سَهْلاً وَاسِعًا ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ ضَيِّقًا ، أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ ، وَمَنْ نَكَثَ ذِمَّةَ الله طَلَبَهُ الله ، وَمَنْ نَكَثَ ذِمَّتِي خَاصَمْتُهُ وَمَنْ خَاصَمْتُهُ فَلَجْتُ عَلَيْهِ الْحُجَّةَ ، وَمَنْ نَكَثَ ذِمَّتِي لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي وَلَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الْحَوْضِ أَلاَ إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، لَمْ يُرَخِّصِ الْقَتْلَ إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ : مُرْتَدٌّ بَعْدَ إِيمَانٍ أَوْ زَانٍ بَعْدَ إِحْصَانٍ أَوْ قَاتِلُ نَفْسٍ فَقُتِلَ بِهَا اللهمَّ هَلْ بَلَّغْتُ.

127/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ ، ... فَذَكَرَهُ .

هَذَا إِسْنَادٌ مَدَارُهُ عَلَى حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ الرَّحَبِيِّ ، الْمَعْرُوفِ : بِحَنَشٍ ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَالْبُخَارِيُّ وَالسَّاجِيُّ وَالْعُقَيْلِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَابْنُ عَدِيٍّ وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُمْ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانُيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.

وَقَوْلُهُ : فَلَجْتُ عَلَيْهِ ، أَيْ ظَهَرْتُ عَلَيْهِ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ ، وَظَفِرْتُ بِهِ.@

(1/138)

30- باب أصول الدين وبيان العمل من الإيمان

128- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سلمَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُلْوَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : ثَلاَثٌ مِنْ أَصْلِ الدَّينِ : تُجْمِعُ وَرَاءَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ ، وَتُصَلِّي عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، وَتُجَاهِدُ فِي خِلاَفَةِ مَنْ كَانَ ، لَكَ أَجْرُكَ .

129- قَالَ : وَأَنْبَأنا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ وَالْمُلاَئِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ فَقَرَأَ {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِالله} تَلاَ إِلَى قَوْلِهِ : {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} فَقَالَ الرَّجُلُ : لَيْسَ عَنِ الْبِرِّ سَأَلْتُكَ . قَالَ أَبُو ذَرٍّ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَأَلَهُ عَنِ الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا قَرَأْتُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ لِي ، فَلَمَّا أَبَى أَنْ يَرْضَى ، قَالَ لَهُ : ادْنُ فَدَنَا ، قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا عَمِلَ الْحَسَنَةَ سَرَّتْهُ وَرَجَا ثَوَابَهَا ، وَإِذَا عَمِلَ السَّيِّئَةَ سَاءَتْهُ وَخَافَ عِقَابَهَا .

129/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَفِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا الإِيمَانُ ؟ فَتَلاَ عَلَيْهِ : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ...} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، ثُمَّ سَأَلَهُ ، أَيْضًا فَتَلاَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَيْضًا فَتَلاَ عَلَيْهِ ، قَالَ : ثُمَّ سَأَلَهُ فَقَالَ : إِذَا عَمِلْتَ حَسَنَةً أَحَبَّهَا قَلْبُكَ وَإِذَا عَمِلْتَ سيئة أبغضها قَلْبُكَ.@

(1/139)

31- باب ما يطبع عليه المؤمن

130- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، قَالَ : حُدِّثْتُ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ.

130/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ .

131- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ ، سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَذْكُرُهُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ خَلَّةٍ يَطْبَعُ - أَوْ قَالَ : يَطْوِي - الْمُؤْمِنُ - شَكَّ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ - إِلاَّ الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ.

131/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الصَّائِغُ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ... فَذَكَرَهُ.

قَالَ الْبَزَّارُ : رُوِيَ عَنْ سَعْدٍ مِنْ وَجْهٍ مَرْفُوعًا ، وَلاَ نَعْلَمُ أَسَنَدَهُ إِلاَّ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ.

قُلْتُ : وَثَّقَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ الْمَدِينِيُّ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ ، وَغَيْرُهُمْ.

32- باب مثل المؤمن

132- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْمُؤْمِنُ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لأَهْلِ الإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَّا فِي الرَّأْسِ .@

(1/140)

133- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عَدْسٍ ، عَنْ عَمَّهِ أَبِي رَزِينٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَثَلُ الْمُؤْمِنُ مَثَلُ النّحْلَةِ ، أَكَلَتْ طَيِّبًا وَوَضَعَتْ طَيِّبًا.

133/2- رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى : عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ شَعُبَةَ ، بِهِ.

133/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ قَحْطَبَةَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ... فَذَكَرَهُ.

33- باب فيمن تحرم عليه النار

134- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مَسْعُودٍ الْمَدَنِيِّ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، فَقُلْنَا حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ النَّارُ - أَوْ حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَيْهِ - : إِيمَانٌ بِالله ، وَحُبٌّ فِي الله ، وَأَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ ، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ.

134/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمَدَنِيُّ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى أَنَسٍ ، فَقُلْنَا : حَدِّثْنَا ... فَذَكَرَهُ.

134/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ... فَذَكَرَهُ.

134/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النُّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، نَوْفَلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِهُ ثِقَاتٌ.@

(1/141)

34- باب بقاء الإيمان إذا أكره صاحبه على الكفر

135- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، قَالَ : أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يُعَذِّبُوهُ فَقَارَبُوهُ فِي بَعْضِ مَا أَرَادُوا بِهِ ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ : مُطْمَئِنًّا بِالإِيمَانِ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَإِنْ عَادُوا فَعُد .

35- باب ما جاء في الوسوسة

136- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَأْتِي الشَّيْطَانُ الإِنْسَانَ ، فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ؟ فَيَقُولُ : الله ، فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ الأَرْضَ ؟ فَيَقُولُ : الله ، حَتَّى يَقُولَ : فَمَنْ خَلَقَ الله ؟ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ : آمَنْتُ بِالله وَرَسُولِهِ.

136/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : هَذَا الْحَدِيثُ مَدَارُهُ عَلَى عَبْدِ الله بْنِ لَهِيعَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

137- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، أَنَّ رَجُلاً قَامَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ فِي صَدْرِي شَيْئًا لَوْ أَبْدَيْتُهُ هَلَكْتُ ، أَفَهَالِكٌ أَنَا ؟ قَالَ : لاَ ، إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ نَفْسَهَا مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ أَوْ تَعْمَلْ .@

(1/142)

138- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الأَجْلَحِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ ، فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ؟ فَيَقُولُ : الله ، فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ الأَرْضَ ؟ فَيَقُولُ : الله ، فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ الله ؟ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ، فَلْيَقُلْ : آمَنْتُ بِالله وَرُسُلِهِ.

138/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ في مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، بِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

139- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حْوَشَبٍ ، أَنَّ رَجُلاً ، قَالَ لِعَائِشَةَ : إِنَّ أَحَدَنَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ ، لَوْ تَكَلَّمَ بِهِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ ، وَلَوْ ظَهَرَ عَلَيْهِ لَقُتِلَ ، قَالَ : فَكَبَّرَتْ ثَلاَثًا ، ثُمَّ قَالَتْ : سُئِلَ عَنْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَبَّرَ ثَلاَثًا ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّمَا يُخْتَبَرُ بِهَذَا الْمُؤْمِنُ .

140- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ أَحَدَنَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِالشَّيْءِ الَّذِي لَئَنْ يَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ ، فَيَنْقَطِعُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تِلْكَ مَحْضُ الإِيمَانِ.@

(1/143)

140/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ... فَذَكَرَهُ.

141- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ أَيْضًا : حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّا نَكُونُ عِنْدَكَ عَلَى حَالٍ ، حَتَّى إِذَا فَارَقْنَاكَ نَكُونُ عَلَى غَيْرِهِ ؟ قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ وَنَبِيُّكُمْ ؟ قَالُوا : أَنْتَ نَبِيُّنَا فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ النِّفَاقَ .

142- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، إِنَّهُ لَيَعْرِضُ فِي صَدْرِي الشَّيْءُ وَدِدْتُ أَنْ أَكُونَ حمَمًا ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي قَدْ يَئِسَ الشَّيْطَانُ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ مَرَّةً أُخْرَى ، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ.

قَالَ شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلاَنِيُّ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ذَرٍّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ شَدَّادٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَجُلاً ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ... فَذَكَرَ بَعْضَهُ ، وَزَادَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ , وَالأَوَّلُ مُنْقَطِعٌ.

36- باب ما جاء في الإسراء

143- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ ، قَالَ : فَصِحْتُ بِأَمْرِي ، وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ ، فَقَعَدَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُعْتَزِلاً حَزِينًا ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلٍ ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ - كَالْمُسْتَهْزِئِ - : هَلْ كَانَ مِنْ شَيْئٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ @

(1/144)

قَالَ : إِلَى أَيْنَ ؟! قَالَ : إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ : ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا ؟! قَالَ : نَعَمْ فَلَمْ يُرِهِ أَنَّهُ مُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَ الْحَدِيثَ ، إِذْا دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ ، قَالَ : أَتُحَدِّثُ قَوْمَكَ مَا حَدَّثْتَنِي إِنْ دَعَوْتُهُمْ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَيَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ ابْنِ لُؤَيٍّ قَالَ : فَتَنَقَّضَتِ الْمَجَالِسُ ، حَتَّى جَاؤُوا فَجَلَسُوا إِلَيْهِمَا ، فَقَالَ لَهُ : حَدِّثْ قَوْمَكَ مَا حَدَّثْتَنِي ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ ، قَالُوا : إِلَى أَيْنَ ؟ قَالَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالُوا : ثُمَّ أَصْبَحَتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا ؟! قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَبَيْنَ مُصَدِّقٍ - أَوْ مُصَفِّقٍ - وَبَيْنَ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُسْتَعْجِبًا لِلَّذِي زَعَمَ ، وَقَالُوا : ألاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعِتَ لَنَا الْمَسْجِدَ ؟ - قَالَ : وَفِي الْقَوْمِ مَنْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ ، وَرَأَى الْمَسْجِدَ - قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَذَهَبْتُ أَنْعِتُ لَهُمْ فَمَا زِلْتُ أَنْعِتُ لَهُمْ ، وَأَنْعِتُ حَتَّى أُلْبِسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ ، فَجِيءَ الْمَسْجِدُ ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عَقِيلٍ - أَوْ دَارِ عِقَالٍ - فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، قَالَ الْقَوْمُ : أَمَّا النَّعْتُ وَالله فَقَدْ أَصَابَ.

143/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا هَوْذَةُ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِن طَرِيقِ عَوْفٍ بِهِ .

وَسَيَأْتِي حَدِيثُ الْمِعْرَاجِ فِي عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ.

144- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُتِيَ بِالْبُرَاقِ ، فَرَكِبَهُ خَلْفَ جِبْرِيلَ ، فَسَارَ بِهِمَا ، فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَى جَبَلٍ ارْتَفَعَتْ رِجْلاَهُ ، وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ ، فَسَارَ بِنَا فِي أَرْضٍ غَمَّةٍ مُنْتِنَةٍ ، فَسَارَ بِنَا@

(1/145)

حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ فَقَالَ : تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ ، وَهَذِهِ أَرْضُ الْجَنَّةِ قَالَ : فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ مَعَكَ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ . قَالَ : فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ، وَقَالَ : سَلْ لأُمَّتِكَ الْيُسْرَ قَالَ : قُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ عِيسَى قَالَ : ثُمَّ سِرْنَا فَسَمِعْنَا صَوْتًا وَتَذَمُّرًا ، قَالَ : فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ . قَالَ : فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ وَقَالَ : سَلْ لأُمَّتِكَ الْيُسْرَ ، قَالَ : قُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُوسَى قَالَ : قُلْتُ : عَلَى مَنْ كَانَ تَذَمُّرُهُ وَصَوْتُهُ ؟ قَالَ : عَلَى رَبِّهِ قَالَ : قُلْتُ : عَلَى رَبِّهِ ؟! قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّهُ يَعْرِفُ ذلك منه وَحْدَتَهُ قَالَ : ثُمَّ سِرْنَا فَرَأَيْنَا مصابيح فَقُلْتُ : مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ ، أَتَدْنُو مِنْهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : فَدَنوا مِنْهُ ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى دَخَلْنَا بَيْنَ الْمَقْدِسِ ، فَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي تَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ دَخَلْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَنُشِرَتْ لِيَ الأَنْبِيَاءُ مَنْ سَمَّى الله ، وَلَمْ يُسَمِّ ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ ، إِلاَّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ : مُوسَى ، وَعِيسَى ، وَإِبْرَاهِيمَ.

144/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.

145- وَقَالَ الْحَارِثُ أَيْضًا : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زْيَدٍ ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي لَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَنَظَرْتُ فَوْقِي ، فَإِذَا أَنَا بِرَعْدٍ وَبَرْقٍ وَصَوَاعِقَ ، ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبَيتِ فِيهَا كَالْحَيَّاتِ ، تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلاَءِ أَكَلَةُ الرِّبَا فَلَمَّا نَزَلْتُ إِلَى السَّمَاءِ ، نَظَرْتُ أَسْفَلَ مِنِّي ، فَإِذَا أَنَا بِرِيحٍ ، وَدُخَانٍ ، وَأَصْوَاتٍ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ فَقَالَ : هَذِهِ الشَّيَاطِينُ تَحرَف عَلَى بَنِي آدَمَ ، لِئَلاَّ يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَرَأَوُا الْعَجَائِبَ.

قُلْتُ : عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ضَعِيفٌ ، وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ وَضَّاعٌ.@

(1/146)

146- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أُتِيَ بِالْبُرَاقِ ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ مُضْطَرِبُ الأُذُنَيْنِ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهِ ، فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ ، إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَمِينِي : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ ، حَتَّى نَادَانِي ثَلاَثًا ، فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَسَارِي : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ ، حَتَّى نَادَانِي ثَلاَثًا ، فَلَمْ أُعَرَّجْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ حُلِيٍّ وَزِينَةٍ نَاشِرَةً يَدَيْهَا ، تَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ ، تَقُولُ ذَلِكَ ، حَتَّى كَادَتْ تَغْشَانِي ، فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا ، حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي تَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ فِيهِ خَمْرٌ ، وَإِنَاءٍ فِيهِ لَبَنٌ ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ ، فَقَالَ : أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ ، ثُمَّ قَالَ : مَا لَقِيتُ فِي وَجْهِكَ هَذَا ؟ قُلْتُ : بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ إِذْ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَمِينِي : يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ ، حَتَّى نَادَانِي بِذَلِكَ ثَلاَثًا ، قَالَ : فَمَا فَعَلْتُ ؟ قُلْتُ : فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ، قَالَ : ذَاكَ دَاعِي الْيَهُودِ ، لَوْ كُنْتَ عَرَّجْتَ عَلَيْهِ لَتَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ ، قُلْتُ : ثُمَّ نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَسَارِي : يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى نَادَانِي بِذَلِكَ ثَلاَثًا قَالَ : فَمَا فَعَلْتَ ؟ قُلْتُ : فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ ، قَالَ : ذَاكَ دَاعِي النَّصَارَى ، لَوْ كُنْتَ عَرَّجْتَ عَلَيْهِ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ ، قُلْتُ : ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ نَاشِرَةً يَدَيْهَا ، تَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلُكَ حَتَّى كَادَتْ تَغْشَانِي ، قَالَ : فَمَا فَعَلْتَ ؟ قُلْتُ : فَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا ، قَالَ : تِلْكَ الدُّنْيَا ، لَوْ عَرَّجْتَ عَلَيْهَا ، لاَخْتَرْتَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ ، ثُمَّ أُتِينَا بِالْمِعْرَاجِ ، فَإِذَا أَحْسَنُ مَا خَلَقَ الله ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَيِّتِ إِذَا شُقَّ بَصَرُهُ ، إِنَّمَا يَتْبَعُهُ الْمِعْرَاجُ عَجَبًا بِهِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} ، قَالَ : فَقَعَدْتُ فِي الْمِعْرَاجِ أَنَا وَجِبْرِيلُ - صَلَّى الله عَلَيهما وسَلَّم - حَتَّى انْتَهْيَنَا إِلَى بَابِ الْحَفَظَةِ ، فَإِذَا عَلَيْهِ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ : إِسْمَاعِيلُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، وَمَعَ@

(1/147)

كُلِّ مَلَكٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُو َ} ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، َقِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خُلِقَ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، فَإِذَا الأَرْوَاحُ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا مَرَّ بِهِ رُوحُ الْمُؤْمِنِ ، قَالَ : رُوحٌ طَيِّبَةٌ وَرِيحٌ طَيِّبَةٌ وَإِذَا مَرَّ عَلَيْهِ رُوحُ كَافِرٍ ، قَالَ : رُوحٌ خَبِيثَةٌ وَرِيحٌ خَبِيثَةٌ ، قَالَ : ثُمَّ مَضَيْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِأَخَاوِينَ عَلَيْهَا لُحُومٌ مُنْتِنَةٌ ، وَأَخَاوِينَ عَلَيْهَا لُحُومٌ طَيِّبَةٌ ، وَإِذَا رِجَالٌ يَنْتَهِسُونَ اللُّحُومَ الْمُنْتِنَةَ ، وَيَدَعُونَ اللُّحُومَ الطَّيِّبَةَ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلاَءِ الزُّنَاةُ ، يَدَعُونَ الْحَلاَلَ ، وَيبتَغُونَ الْحَرَامَ ، ثُمَّ مَضَيْتُ ، فَإِذَا أُنَاسٌ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ رِجَالٌ يَفُكُّونَ لِحْيَهُمْ وَآخَرُونَ يَجِيؤُونَ بِالصَّخْرِ مِنَ النَّارِ ، يَقْذِفُونَهَا فِي أَفْوَاهِهِمْ ، فَتَخْرُجُ مِنْ أَدْبَارِهِمْ ، قُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟! قَالَ : هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا ، إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا . قَالَ : ثُمَّ مَضَيْتُ ، فَإِذَا بِرِجَالٍ قَدْ وُكِّلَ بِهِمْ رِجَالٌ يَفُكُّونَ لِحْيَهُمْ ، وَآخَرُونَ يُقَطِّعُونَ لُحُومَهُمْ ، فَيُصَفِّرُونَهُمْ إِيَّاهَا بِدِمَائِهَا ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلاَءِ الْغَمَّازُونَ اللَّمَّازُونَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} ، قَالَ : ثُمَّ مَضَيْتُ فَإِذَا أَنَا بِأُنَاسٍ مُعَلَّقَاتٍ بِثَدْيِهِنَّ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟! قَالَ : هَؤُلاَءِ الظَّوَّرَاتُ يَقْتُلْنَ أَوْلاَدَهُنَّ ، قَالَ : ثُمَّ مَضَيْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى سَابِلَةِ آلِ فِرْعَوْنَ ، فَإِذَا رِجَالٌ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ إِذَا عُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ غُدُوًّا وَعَشِيًّا ، فَيَقِفُونَ بِآلِ فِرْعَوْنَ ... ظُهُورُهُمْ وبُطُونُهُمْ فَيَثْرُدُونَهُمْ آلُ فِرْعَوْنَ ثَرْدًا بِأَرْجُلِهِمْ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟! قَالَ : هَؤُلاَءِ أَكَلَةُ الرِّبَا ، ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} ، فَإِذَا عُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ ، قَالُوا : رَبَّنَا لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ ؛ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ عَذَابِ الله . قَالَ : ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟@

(1/148)

قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ ، وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ . ثُمَّ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، َقِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ يَحْيَى وَعِيسَى ، فَرَحَّبَا وَدَعَيَا لِي بِخَيْرٍ . ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} . قَالَ : ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ ، فَإِذَا أَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ تَبَعًا ، وَإِذَا لِحْيَتُهُ شَطْرَانِ شَطْرٌ سَوَادٌ ، وَشَطْرٌ بَيَاضٌ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا الْمُحَبَّبُ فِي قَوْمِهِ ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ . ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا مُوسَى ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، فَقَالَ مُوسَى : تَزْعُمُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنِّي أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى الله ، وَهَذَا أَكْرَمُ عَلَى الله مِنِّي ، فَلَوْ كَانَ إِلَيْهِ وَحْدَهُ لَهَانَ عَلَيَّ ، وَلَكِنَّ النَّبِيَّ مَعَهُ أَتْبَاعُهُ مِنْ أُمَّتِهِ . ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ قيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ أَبْيَضِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، وَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هَذِهِ مَنْزِلَتُكَ ، ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَالله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} فَدَخَلْتُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ ، ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أُمَّتِي شَطْرَانِ : شَطْرٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ رَمَدٌ ، وَشَطْرٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ ، فَدَخَلَ الَّذِينَ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ ،@

(1/149)

وَاحْتُبِسَ الآخَرُونَ ، قَالَ : ثُمَّ ذَهَبَ جِبْرِيلُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، فَإِذَا الْوَرَقَةُ مِنْ وَرَقِهَا لَوْ غُطِّيَتْ بِهَا هَذِهِ الأُمَّةُ لَغَطَّتْهُمْ ، وَإِذَا السَّلْسَبِيلُ قَدِ انْفَجَرَ مِنْ أَسْفَلِهَا نَهْرَانِ : نَهْرُ الرَّحْمَةِ ، وَنَهْرُ الْكَوْثَرِ ، قَالَ : فَاغْتَسَلْتُ فِي نَهْرِ الْكَوْثَرِ فَسَلَكْتُهُ حَتَّى انْفَجَرَ فِي الْجَنَّةِ ، فَنَظَرْتُ فِي الْجَنَّةِ ، فَإِذَا طَيْرُهَا كَالْبُخْتِ ، وَإِذَا الرُّمَّانَةُ مِنْ رُمَّانِهَا كَجِلْدِ الْبَعِيرِ القُودِ ، وَإِذَا بِجَارِيَةٌ ، فَقُلْتُ : يَا جَارِيَةُ لِمَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، فَبَشَّرْتُ بِهَا زَيْدًا ، وَإِذَا فِي الْجَنَّةِ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، وَنَظَرْتُ إِلَى النَّارِ ، فَإِذَا عَذَابُ الله شَدِيدٌ لاَ تَقُومُ لَهُ الْحِجَارَةُ وَالْحَدِيدُ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى الْكَوْثَرِ ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى السِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، فَغَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ الله مَا غَشِيَهَا ، وَوَقَّعَ عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا مَلَكٌ فَأَيَّدَهَا الله بِإِرَادَته ، وَأَوْحَى إِلَيَّ مَا أَوْحَى ، وَفَرَضَ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسِينَ صَلاَةً ، فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ فَقُلْتُ : خَمْسِينَ صَلاَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، فَقَالَ : إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ ، وَإِنِّي قَدْ بلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ ، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ : أَيْ رَبِّ خَفِّفْ عن أُمَّتِي فَحَطَّ عني خَمْسًا فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى ، فَقَالَ : ما فعلت ؟ فَقُلْتُ : حَطَّ عَنِّي خَمْسًا ، فَقَالَ : إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ ، فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : أَيْ رَبِّ خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا ، فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى وَيَحُطُّ عَنِّي خَمْسًا ، حَتَّى فَرَضَ عَلَيَّ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ، هُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ لِكُلِّ صَلاَةٍ عَشْرٌ ، فَهُنَّ خَمْسُونَ صَلاَةً ، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لم تُكتب عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ وَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ ، فَقُلْتُ : قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ.

هَذَا حَدِيثٌ مَدَارُهُ عَلَى أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مُطَوَّلاً جِدًّا.@

(1/150)

37- باب فضل الإسلام وشرفه

147- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَنَحْنُ إذ ذَاك بِالْمَدِينَةِ ، قَالَ : يَأْتِي الإِسْلاَمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، : أَنْتَ الإِسْلاَمُ وَأَنَا السَّلاَمُ الْيَوْمَ بِكَ أُعْطِي وَبِكَ آخُذُ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

148- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عْبَدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : انْتَسَبَ رَجُلاَنِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ - حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً - فَمَنْ أَنْتَ ؟ لاَ أُمَّ لَكَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : انْتَسَبَ رَجُلاَنِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : أنا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً ، فَمَنْ أَنْتَ ؟ لاَ أُمَّ لَكَ ؟ قَالَ : أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ ابْنُ الإِسْلاَمِ ، فَأْوَحَى الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، إِلَى مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - : اَئت هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ ، أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي - أَوِ الْمُنْتَسِبُ - إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ ، وَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ ، وَأَمَّا أَنْتَ الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ ، فَأَنْتَ ثَالِثُهُمْ فِي الْجَنَّةِ.

148/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ.

149- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ جَابِرٍ الضَّبِّيُّ ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ شُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِيه ، قَالَ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ لِي أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا ، وَإِخْوَةً فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ أَنْ يُسْلِمُوا فَآتِيكَ بِهِمْ ؟ قَالَ : إِنْ هُمْ أَسْلَمُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ ، وَإِنْ أَقَامُوا فَالإِسْلاَمُ وَاسِعٌ أَوْ عَرِيضٌ .@

(1/151)

38- باب الإيمان بأن الله لا ينام

150- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْرَائيل ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَحْكِي ، عَنْ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - عَلَى الْمِنْبَرِ ، قَالَ : وَقَعَ فِي نَفْسِ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - هَلْ يَنَامُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى ؟ فَأَرْسَلَ الله إِلَيْهِ مَلَكًا ، فَأَرَّقَهُ ثَلاَثًا ، ثُمَّ أَعْطَاهُ قَارُورَتَيْنِ فِي كُلِّ يَدٍ قَارُورَةٌ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَحْتَفِظَ بِهِمَا ، قَالَ : فَجَعَلَ يَنَامُ وَتَكَادُ يَدَاهُ تَلْتَقِيَانِ ، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ فَيَحْبِسُ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى ، حَتَّى نَامَ نَوْمَةً فَاصْطَفَقَتْ يَدَاهُ فَانْكَسَرَتِ الْقَارُورَتَانِ ، قَالَ : فَضُرِبَ لَهُ مثلا أَنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، لَوْ كَانَ يَنَامُ لَمْ تَسْتَمْسِكِ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ .@

(1/152)

39- باب الحياة والبذاذة من الإيمان وما جاء في الإيمان بلقاء الله وغيره

151- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمِقْدَامِ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ ، قال : حَدَّثَنِي أبي , عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سَلاَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ .

152- وَقَالَ الْحُمَيْدُيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ معْبدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، عَنْ أُمِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَا هَؤُلاَءِ ، إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الإِيمَانِ.

153- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ كَعْبٍ الْبَاهِلِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَلاَ تَسْمَعُونَ ، أَلاَ تَسْمَعُونَ إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الإِيمَانِ ، وَالْبَذَاذَةُ مِنْ هَيْئَةِ الدَّنِيَّةِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ .

الْبَذَاذَةُ - بِفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَذَالَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَلِفٌ - أَيْ رَثَاثَةُ الْهَيْئَةِ.

154- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ ، وَلِقَاءَهُ حَقٌّ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ حَقٌّ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَالنَّارَ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ جَهَنَّمَ .

قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ : كَأَنَّهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.@

(1/153)

40- باب ما جاء في ربيع المؤمن وسعادته

155- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ ، عَنِ الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ.

155/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ... فَذَكَرَهُ.

155/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ ... فَذَكَرَهُ.

155/4- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ... فَذَكَرَهُ.

155/5- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله الْحَافِظُ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ ، قَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَ ، وَطَالَ لَيْلُهُ فَقَامَ.

وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الصِّيَامِ فِي بَابِ : مَا وَرَدَ فِي صَوْمِ الشِّتَاءِ.

155/6- وَرَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمَةَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْقُضَاعِيُّ فِي كِتَابِهِ مُسْنَدِ الشِّهَابِ : حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ التَّجِيبِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الْمَدَنِيُّ ، أَنْبَأَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأْعلى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الصَومِ@

(1/154)

156- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيم بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَفَى بِالْمَرْءٍ سَعَادَةً أَنْ يُوَفَّقَ فِي دِينِهِ .

41- باب ما جاء في النصح وإتهام الرأي على الدين وكيف يتم إيمان المرء

157- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الدَّينُ النَّصِيحَةُ قَالُوا : لِمَنْ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : لِكِتَابِ الله ، وَلِنَبِيِّهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ.

157/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

158- قَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمَرَنِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - بِالنُّصْحِ .

159- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ، حَدَّثَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ الله - الْعُمَيْرِيَّ@

(1/155)

أبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ - رَضِيَ الله عَنْهُ - قَالَ : اتَّهِمُوا الرَّأْيَ عَلَى الدَّينِ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أُرَادُ عَلَى أَمْرِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا آلُو عَنِ الْحَقِّ ، وَذَاكَ يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ ، وَالْكِتَابُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَهْلُ مَكَّةَ ، فَقَالَ : اكْتُبُوا بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَقَالُوا : تَرَانَا إِذًا قَدْ صَدَّقْنَاكَ بِمَا تَقُولُ ؟ وَلَكِنِ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهمَّ ، قَالَ : فَرَضِيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبَيْتُ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى قَالَ : يَا عُمَرُ تَرَانِي قَدْ رَضِيتُ وَتَأْبَى ؟! قَالَ : فَرَضِيتُ.

160- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَعْمَلُ هَذِهِ الأُمَّةُ بُرْهَةً بِكِتَابِ الله ، ثُمَّ تَعْمَلُ بُرْهَةً بِسُنَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ تَعْمَلُ بِالرَّأْيِ ، فَإِذَا عمِل بِالرَّأْيِ ، فَقَدْ ضَلُّوا وَأَضَلُّوا .

161- وَقَالَ أَحَمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَارِكُ بْنُ عَبْدِ الله الْقَيْسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَتِمُّ إِيمَانُ الْمَرْءِ حَتَّى يَسْتَثْنِي فِي كُلِّ حَدِيثِهِ - أَوْ قَالَ : فِي كُلِّ كَلاَمِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدٍ@

(1/156)

42- باب الخصال التي تدخل الجنة وتنجى من النار

162- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عْنَ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا ، ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ ؟ قِيلَ : وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ لَمْ يَخُنْ ، وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ وَحَفِظَ فَرْجَهُ ، وَكَفَّ يَدَهُ.

قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلاَنِيُّ : هَكَذَا رَوَاهُ إِسْحَاقُ فِي مُسْنَدِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ . وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ , وَرَوَاهُ غَيْرُهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مَنْسُوبٍ ، فَإِنْ كَانَ مَعْمَرٌ حَفِظَهُ فَهُوَ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ ، وَإِنْ كَانَ زُهَيْرٌ حَفِظَهُ فَهُوَ مُعْضَلٌ.

163- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تُحَرَّمُ النَّارُ غَدًا ؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ ، لَيِّنٍ ، قَرِيبٍ ، سَهْلٍ.

قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْبُيُوعِ فِي بَابِ السَّمَاحَةِ فِي الْبَيْعِ - إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.

43- باب ما جاء في حق الله على العباد وخواتيم الأعمال وغير ذلك

164- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبَّهِ - قَالَ : أَرْبَعُ خِصَالٍ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لِي ، وَوَاحِدَةٌ لَكَ ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي : فَأَمَّا الَّتِي لِي : فَتَعْبُدني لاَ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ عَلَيَّ : فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ : فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الإِجَابَةُ ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي : فَارْضَ لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ.

صَالِحٌ ضَعِيفٌ.@

(1/157)

165- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، وَيُونُسَ ، وَحُمَيْدٍ في آخرين ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَعْجَلُوا بِأَحَدٍ مِنْكُمْ حَتَى تَنْظُرُوا مَاذَا يُخْتَمُ بِهِ عَمَلُهُ .

وَكَانَ الْحَسَنُ ، يَقُولُ : اللهمَّ اجْعَلْ أَحْسَن أَعْمَالِنَا خَوَاتِيمَهَا ، وَاجْعَلْ ثَوَابَهَا الْجَنَّةَ ، قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : اللهمَّ اجْعَلْ أَخْيَرَ أَعْمَالِنَا مَا يَلِي آجَالَنَا ، وَاجْعَلْ خِيَارَ أَيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ.

قُلْتُ : وَسَيَأْتِي لِهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدٌ فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ.

166- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نُعَيْمٍ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ سَلْمَانَ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ ، يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الله يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ قِيلَ : يَا رَسُولَ الله وَمَا الْحِجَابُ ؟ قَالَ : أَنْ تَمُوتَ النَّفْسُ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ.

166/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/158)

44- باب الإيمان قائد وهيوب والعمل سائق

167- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا عطاء بن مسلم الحلبي ، عن جعفر بن برقان ، عن وهب بن منبه قال : الإيمان قائد ، والعمل سائق ، والنفس حرون بينهما ، فإذا قاد القائد ولم يسق السائق لم يغن ذلك شيئًا ، واذا ساق السائق تبعتها النفس طوعًا أو كرهًا.

168- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى , عن سفيان ، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن رفيع ، سمعت وهب بن منبه يقول : الإيمان يمانية ، ولباس التقوى.

169- قال : وَحَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن عَمْرو بن دينار ، سمعت عبيد بن عُمَير يقول : الإيمان هيوب.

45- باب ما جاء في أهل القبلة

170- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ يَزِيدَ السَّعْدِيُّ ، عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عُمَرَ : يَا نَافِعُ أَدْننِي مِنْ سَبِيلِ الْحَاجِّ - قَالَ : وَذَلِكَ بَعْدَ ضَعْفِ بَصَرِهِ - فَفَعَلَ , فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْمَحَامِلِ ، فَقَالَ : رَحِمَكُمُ الله مَا أَنْعَمَكُمْ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْجَوَالِيقِ السُّودِ عَلَيْهَا الرِّحَالُ ، فَقَالَ : أَنْتُمُ الْحَاجُّ لَعَلِّيَ لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا فَاسْمَعُوا مِنِّي حَدِيثًا أُحَدِّثُكُمُوهُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَهْلُ قِبْلَتِنَا مُؤْمِنُونَ ، لاَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ الإِيمَانِ إِلاَّ الْبَابُ الَّذِي دَخَلُوا فِيهِ .@

(1/159)

171- قال : وحدثنا إسماعيل بن عبد الكريم ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عقيل ، عن أبيه ، عن وهب - يعني ابن منبه - قال : وسألت جابرًا : هل في المصلين من طواغيت ؟ قال : لا . وسألته : هل فيهم مشرك ؟ قال : لا.

172- وقال أبو يَعْلَى الموصلي : حَدَّثَنَا ابن نمير ، حَدَّثَنَا أبي ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن أبي سفيان قال : سألت جابرًا وهو مجاور بمكة وكان نازلا في بني فهر ، فسأله رجل : هل كنتم تدعون أحدًا من أهل القبلة مشركًا ؟ فقال : معاذ الله ، ففزع لذلك.

قال : هل كنتم تدعون أحدًا منهم كافرًا ؟ قال : لا.

173- قال : وحدثنا أبو خيثمة : حَدَّثَنَا عُمَر بن يونس ، حَدَّثَنَا عكرمة ، حَدَّثَنَا يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : قلت : يا أبا حمزة ، إن ناسًا يشهدون علينا بالكفر والشرك قال أنس : أولئك شر الخلق والخليقة.

46- باب علامات النفاق

174- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، بِمِثْلِ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو.

قُلْتُ : حَدِيثُ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، وَلَفْظُهُ : قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَرْبَعُ خِلاَلٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا : مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النَّفَاقِ .

174/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَطَّابِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فِي الْمُنَافِقِ ثَلاَثُ خِلاَلٍ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ.

قَالَ الْبَزَّارُ : وَهَذَا لاَ يُرْوى عَنْ جَابِرٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَيُوسُفُ مَجْهُولٌ.@

(1/160)

174/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

47- باب من مات على شيء بعث عليه

175- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِي ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْجَنَبِيَّ ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ بَعَثَهُ الله عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

175/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِي ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ... فَذَكَرَهَ.

وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ طُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْقِيَامَةِ فِي بَابِ : مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ بُعِثَ عَلَيْهَا.

48- باب ما جاء في الكبائر

176- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَِسَافٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ : لاَ تُشْرِكُوا بِالله شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ تَزْنُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله فَمَا أَنَا بِأَشَحَّ عَلَيْهِنَّ الْيَوْمَ مِنِّي مُنْذُ سِمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.@

(1/161)

176/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ يَِسَافٍ ... فَذَكَرَهُ.

177- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ فِرَاسٍ ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عِمَارَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي أَوْفَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ - أَوْ قَالَ : ذَاتَ سَرَفٍ - حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ.

177/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُدْرِكٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : ذَاتَ سَرَفٍ يَرْفَعُ الْمُسْلِمُونَ رُؤُوسَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ.

177/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ فِرَاسٍ ... فَذَكَرَهُ.

177/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عْبَدُ الله بْنُ عْبَدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَنْبَأَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتْيبَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ.

177/5- وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَمَّنْ سَمِعَ عْبَدَ الله بْنَ أَبِي أَوْفَى ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

177/6- وَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ , أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ رَجُلٍ ، حَدَّثَهُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

178- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا جْعَفَرٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ إِلَيْهَا النَّاسُ رُؤُوسَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ.

قُلْتُ : وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ السَّرِقَةِ.@

(1/162)

179- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عْنَ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمُ الزَّانِي ، وَالسَّارِقَ ، وَشَارِبَ الْخَمْرِ ، مَا تَقُولُونَ فِيهِمْ ؟ قَالَ : قُلْنَا : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : هُنَّ فَوَاحِشُ ، وَفِيهِنَّ عُقُوبَةٌ ، أَوَ لاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ : الإِشْرَاكُ بِالله ، قَالَ : {وَمَنْ يُشْرِكْ بِالله فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : {اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} قَالَ : وَكَانَ مُتَّكِئًا فَاحْتَفَزَ ، وَقَالَ : أَلاَ وَقَوْلَ الزُّورِ ، أَلاَ وَقَوْلَ الزُّوِرِ .

180- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كفر بالله من نسب إلى نسب لاَ يرف ، وكفر بِالله من تبرأ من نسب وإن دق.

181- قَالَ : وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بِشْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَمْسٌ : مُدْمِنُ مُسْكِرٍ ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ ، وَمُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ ، وَمَنَّانٌ ، وَكَاهِنٌ .

182- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ جَابِرًا : أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ يَزْنِي الْمُؤْمِنُ حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ؟ قَالَ جَابِرٌ : لَمْ أَسْمَعْهُ ، قَالَ : وَأَخْبَرَ جَابِرٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُهُ.@

(1/163)

182/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، سَأَلْتُ جَابِرًا ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ جَابِرٌ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ ، أَنَّهُ قَدْ سَمِعَهُ.

183- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا أبُو مُعَاوِيَةُ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ عُثْمَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ غَشَّ امْرَءًا مُسْلِمًا فِي أَهْلِهِ أَوْ خَادِمِهِ ، فَلَيْسَ مِنَّا .

184- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مُوسى ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ – رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْبُدُ اللَّهَ تعالى لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَيُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ , قِيلَ : وَمَا الْكَبَائِرُ ؟ قَالَ : الإِشْرَاكُ بِالله ، وَقَتْلُ النَّفْسِ .

185- قال : وحدَّثنا أبو الربيع ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، عن يحيى بن عتيق وهشام ، عن محمد بن سيرين ، قال : سئل ابن عباس عن الكبائر ، فقال : كل ما نهى الله عنه في القرآن فهو كبيرة ، وقد ذكر النظرة.@

(1/164)

2- كتاب القدر

1- باب إثبات القدر والإيمان به والنهي عن الكلام فيه وغير ذلك

186- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لَوْ أَنَّ الله عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ ، وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ غَيْرَ ظَالِمٍ لَهُمْ ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ ، وَلَوْ كَانَ لَكَ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا ، فَأَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ الله مَا تُقُبِّلَ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وَإِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ : وَالنَّاسُ يَرْوُونَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ.

186/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : عَنْ يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ ، قَالَ : لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّهُ وَقَعَ فِي نَفْسِي شْيَءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ ، فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِي ، قَالَ : إِنَّ الله - تَعَالَى - لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ : حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ ، وزَادَ : وَتَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئُكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبُكَ ، وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ أُدْخِلْتَ النَّارِ ، قَالَ : فَلَقِيتُ حُذَيْفَةُ ، فَحَدَّثَنِي بِمِثْلِ ذَاِكَ ، وَلَقِيتُ ابْنَ مَسْعُودٍ ، فَحَدَّثَنِي بِمِثْلِ ذَلِكَ ، وَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمِثْلِ ذَلِكَ.

186/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُعَاذٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، بِنَحْوِهِ.@

(1/165)

186/4- ورَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْيَرِيِّ ... فَذَكَرَ جَمِيعَ مَا رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ وَمُسَدَّدٌ.

قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِمَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ - وَاسْمُهُ عَبْدُ الله بْنُ فَيْرُوزَ - عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، مَرْفُوعًا ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَحُذَيْفَةَ مَوْقُوفًا ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ .

187- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَبْدِ الله ، قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ أَنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ! فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لاَ أُحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ نُورًا مِنْ نُورِهِ ، فَمَنْ أَصَابَهُ بشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ اهْتَدَى ، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ.

187/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النُّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ... فَذَكَرَهُ.

سَنَدٌ صَحِيحٌ.

قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الله بْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ بِاخْتِصَارٍ ... فَذَكَرُوهُ.

188- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي حَلْبَسٍ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، فَرَغَ إِلَى خَلْقِهِ مِنْ خَمْسَةٍ : مِنْ أَجَلِهِ ، وَعَمَلِهِ ، وَأَثَرِهِ ، وَمَضْجَعِهِ ، وَرِزْقِهِ.

188/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهراني ، حَدَّثَنَا الفرج بن فضالة فذكره بلفظ : إن الله فرغ إلى خلقه من أجله ورزقه ومن عمله وأثره ومن مضجعه.

ومدار الإسناد على أبي حلبس ، وهو مجهول.@

(1/166)

189- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رَضِيَ الله عَنْهُ - قَالَ : يَا رَسُولَ الله أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ فِيهِ أَمر مُبْتَدَعٍ - أَوْ مُبْتَدَأٍ - أَوْ مَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ؟ قَالَ : مَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ ، فَاعْمَلْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ ، مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ ، فَإِنَّهُ يَعْمَلُ بِالسَّعَادَةِ - أَوْ لِلسَّعَادَةِ - وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ ، فَإِنَّهُ يَعْمَلُ بِالشَّقَاءِ - أَوْ لِلشَّقَاءِ.

189/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ , حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَن سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ عُمَرَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ... فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ إِلَى قَوْلِهِ : قَدْ فُرِغَ مِنْهُ , وَزَادَ : قَالَ : فَفِيمَ الْعَمَلُ ؟ قَالَ : لاَ يُنَالُ إِلاَّ بِالْعَمَلِ ، فَقَالَ : إِذًا نَجْتَهِدُ .

190- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنَفِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، خَلَقَ الْخَلْقَ وَقَضَى الْقَضِيَّةَ ، وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلُهَا ، وَأَهْلُ النَّارِ أَهْلُهَا.

190/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ نُمير ، عَنِ الْقَاسِمِ ... فَذَكَرَهُ ، وَزَادَ : فَأَخَذَ أَهْلَ الْيَمِينِ بِيَمِينِهِ ، وَأَخَذَ أَهْلَ الشِّمَالِ بِيَدِهِ الأُخْرَى وَكِلْتَا يَدَيِ الرَّحْمَنِ يَمِينٌ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ، فَقَالُوا : لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ قَالَ : أَلَسْتُ بِرَبَّكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ثُمّ قَالَ : يا أصحاب الشمال ، قَالُوا : لبيك ربنا وسعديك ، قَالَ : ألست بربكم ؟ قَالُوا : بلا ، قَالَ : فَخَلَطَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ، قَالَ : فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : رَبَّنَا لِمَ خَلَطْتَ بَيْنَنَا ؟ قَالَ : {لَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} ، إِلَى قَوْلِهِ : {كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} ، ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي صُلْبِ آدَمَ .@

(1/167)

قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَلَقَ الله الْخَلْقَ وَقَضَى الْقَضِيَّةَ ، وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلُهَا وَأَهْلُ الْنَّار أَهْلُهَا قَالَ : فَقَالَ قَائِلٌ : يَا نَبِيَّ الله مَا الأَعْمَالُ ؟ قَالَ : أَنْ يَعْمَلَ كُلُّ قَوْمٍ بِمَنْزِلَتِهِمْ . قَالَ عُمَرُ : إِذًا نَجْتَهِدُ قَالَ : وَسُئِلَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الأَعْمَالِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَرَأَيْتَ الأَعْمَالَ : أَهُوَ شَيْءٌ يؤتنف أَمْ فُرِغَ مِنْهُ ؟ قَالَ : بَلْ فُرِغَ مِنْهَا .

191- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ ، فَيَكْمُلُ إِيمَانُهُ ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وَمُرِّهِ وَحُلْوِهِ ، وَضُرِّهِ وَنَفْعِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مُرْسَلٌ.

192- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قَالَ سُرَاقَةُ بْنُ جَعْشَمٍ : يَا رَسُولَ الله ، أَخْبِرْنَا عَنْ أَمْرِنَا ، كَأَنَّا نَنْظُرُ إِلَيْهِ بِمَا جَرَتِ الأَقْلاَمُ ، وَثَبَتَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ أَمْ لِمَا يُسْتَأْنَفُ ؟ قَالَ : بَلْ لِمَا جَرَتْ بِهِ الأَقْلاَمُ ، وَثَبَتَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ قَالَ : فَفِيمَ الْعَمَلُ إِذًا ؟ قَالَ : اعْمَلُوا ، فَكُلُّ عَامِلٍ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ . قَالَ سُرَاقَةُ : أَفَلاَ أَكُونُ إِذًا أَشَدَّ اجْتِهَادًا فِي الْعَمَلِ مِنِّي الآنَ .

قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ ، عَنْ سُرَاقَةَ ، بِهِ دُونَ قَوْلِهِ : أَخْبِرْنَا عَنْ أَمْرِنَا كَأَنَّا نَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلَمْ يَقُلْ : قَالَ سُرَاقَةُ : أَفَلاَ أَكُونُ ... إِلَى آخِرِهِ.

193- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا خَالِد ، حَدَّثَنَا الجريري ، عن غنيم بن قيس ، عن أبي موسى قال : إنما مثل القلب كمثل الريشة تقلبها الريح ظهرًا لبطن.

قلت : هكذا روي موقوفًا.@

(1/168)

193/2- ورَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ مَرْفُوعًا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَثَلُ هَذَا الْقَلْبِ ، كَمَثَلِ رِيشَةٍ بِفَلاَةٍ مِنَ الأَرْضِ ، تُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ.

193/3- وَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ , عَنْ الرِّقَاشِي , عَنْ أَبِي مُوسَى ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِهِ.

وَرَاوَه ابْن ماجة فِي سننه مَرْفُوعًا من طريق يَزِيد الرِّقَاشِي ، عَنْ غنيم بْن قَيْس ... فَذَكَرَه ، دون قوله : ظهرا لبطن .

194- قال مُسَدَّد : وحدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي صالح رواية قال : قال : إن الله - تعالى- خلق السموات والأرض ، وخلق الجنة والنار ، وخلق آدم - عليه السلام - ثم نثر ذريته في كفيه ، ثم أفاض بهما ، فقال : هؤلاء لهذه ولا أبالي ، وهؤلاء لهذه ولا أبالي . وكتب أهل الجنة وما هم عاملون ، وكتب أهل النار وما هم عاملون ، ثم طوي الكتاب ورفع.

195- قَالَ : وَحَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ، وَالسَّعِيدُ مَنْ سَعِدَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ.

195/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَهُ.

وَقَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ إِلا حَمَّادٌ ، وَلا عَنْهُ إِلا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، انْتَهَى.

وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.@

(1/169)

196- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، أَنَّ رَجُلًا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَتُبْتَدَأُ الْأَعْمَالِ أَمْ قَدْ قُضِيَ الْقَضَاءُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ – تَعَالَى - لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ مِنْ كَفَّيْهِ ، فَقَالَ : هَؤُلاءِ لِلْجَنَّةِ ، وَهَؤُلاءِ لِلنَّارِ ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ غَرِيبٌ.

196/2- رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

197- قَالَ إِسْحَاقُ : وَحَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ : الْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ.

قُلْتُ : فِيهِ انْقِطَاعٌ.

198- قَالَ : وَأَنْبَأنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَسَدِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لاَ يَرِدُونَ عَلَى الْحَوْضَ : الْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ.

قَالَ إِسْحَاقُ : وَقَالَ غَيْرُ بَقِيَّةَ : جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.

قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى ضَعِيفٌ.

لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله مَعًا.@

(1/170)

199- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى ، فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ : أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ الله بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ ، فَأَهْلَكْتَنَا وَأَغْوَيْتَنَا ، وَذَكَرَ مَا شَاءَ الله مِنْ هَذَا ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ آدَمُ : أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ الله بِكَلِمَاتِهِ وَبِرِسَالاَتِهِ ، وَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.

199/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ... فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى .

199/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَقِيَ آدَمُ مُوسَى ، فَقَالَ مُوسَى : يَا آدَمُ ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ الله بِيَدِهِ ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَفَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ ، فَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَالَ آدَمُ : يَا مُوسَى ، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ الله بِرِسَالاَتِهِ ، وَكَلاَمِهِ ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا ، وَأَتَاكَ التَّوْرَاةَ فَبِكَمْ تَجِدُ الذَّنْبَ الَّذِي عَمِلْتُ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أَعْمَلَهُ ؟ قَالَ : بِأَرْبَعِينَ عَامًا ، قَالَ : فَلا تَلُومنِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى - ثَلاَثًا.

وَقَالَ فِي رِوَايَةٍ عَنِ الْحَسَنِ : وَقَالَ بِنَحْوِهِ ، وَهِيَ مُرْسَلَةٌ ، وَقَالَ : أَنَا أَقْدَمُ أَمِ الذِّكْرُ.

199/4- قَالَ : وَبِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ بِمِثْلِهِ غَيْرَ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا مُوسَى ، أَرَأَيْتَ مَا عَلِمَ الله أَنَّهُ يَكُونُ بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ ، قَالَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى .@

(1/171)

199/5- ورواه أبو يَعْلَى الموصلي : حَدَّثَنَا زهير ، حَدَّثَنَا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي صالح قال : احتج آدم وموسى ، فقال موسى : يا آدم ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك ، وأسكنك جنته فأغويت الناس وأخرجتهم من الجنة ، فقال آدم : يا موسى ، أنت الذي اصطفاك الله برسالته ، كلمته وأنزل عليك التوراة ، وفعل بك وفعل ، تلومني على أمر قد قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني ؟! قال : فحج آدم موسى.

قلت : مدار حديث أبي سعيد الخدري على أبي هارون العبدي وهو ضعيف ، واسمه عمارة بن جوين.

وله شاهد من حديث أبي هريرة ، رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.

200- قال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : وَحَدَّثَنَا الفضل بن دكين ، عن مندل بن علي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن عَبد الله بن أبي الهذيل ، عن جرير قال : جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا رسول الله ، ما خلصت لك من المشركين إلاَّ بقينة وأنا أعزل عنها أريد بها السوق فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : جاءها ماء القدر.

قلت : مندل ضعيف.

201- قال : وَحَدَّثَنَا الفضل ، عن هشام بن سعد ، عن عَمْرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عَمْرو- يعني ابن العاص- قال : خرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فوقف عليهم فقال : إنما هلك من كان قبلكم بسؤال أنبيائهم واختلافهم عليهم ، ولن يؤمن أحد حتى يؤمن بالقدر كله خيره وشره.@

(1/172)

201/2- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا أبو نعيم ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي حازم ، عن عَمْرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره.

201/3- ورواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو بكر ، حَدَّثَنَا الفضل بن دكين ... فذكره.

201/4- ورواه أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا أبو نعيم ، حَدَّثَنَا سفيان ... فذكره.

201/5- قال : وَحَدَّثَنَا أنس بن عياض ، حَدَّثَنَا أبو حازم ... فذكره.

202- وقال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا سالم بن سالم الخراساني ، عن نافع بن القاسم ، عن محمد بن علي ، عن جابر قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن في بعض ما أنزل الله من الكتب : إني أنا الله لا إله إلاَّ أنا ، قدرت الخير والشر.

203- قال : وَحَدَّثَنَا مروان بن شجاع ، عن سالم ، عن سعيد ، عن ابن عباس قال : ما غلا أحد في القدر إلاَّ خرج من الإيمان.

204- قال : وَحَدَّثَنَا الحسن بن سوار ، حَدَّثَنَا الليث ، عن معاوية بن صالح ، عن أيوب بن زياد ، حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة ، حدثني أبي قال : دخلت على عبادة بن الصامت وهو مريض يتخيل فيه الموت - أو يتبين - فقلت : يا أبتاه ، أوصني واجتهد لي ، فقال : أجلسوني. فلما أجلسوه قال : يا بني ، إنك لن تطعم طعم الإيمان ، ولن تبلغ حق حقيقة العلم حتى تؤمن بالقدر خيره وشره ، قلت : يا أبتاه ، وكيف لي أعلم ما خير القدر من شره ؟ قال : تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك . يا بني ، إني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إن أول ما خلق الله - عز وجل - القلم قال : اكتب . فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة . يا بني ، إن مت ولست على ذلك دخلت النار.

قلت : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.

رواه أبو داود السجستاني في سننه باختصار من طريق أبي حفصة ، عن عبادة بن الصامت به.@

(1/173)

204/2- ورواه الترمذي في الجامع : حَدَّثَنَا يحيى بن موسى ، حَدَّثَنَا أبو داود الطيالسي ، عن عبد الواحد بن سُليم ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن الوليد بن عبادة ، عن أبيه ... فذكره باختصار أيضًا.

وقال : حسن صحيح غريب.

كذا قال ، وفي إسناده ضعف ؟ لضعف عبد الواحد بن سُليم.

205- قال أحمد بن منيع : وَحَدَّثَنَا الحسن بن سوار أبو العلاء ، حَدَّثَنَا ليث ، عن معاوية ، عن راشد بن سعد ، عن عَبد الرحمن بن قتادة السلمي ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إن الله - عز وجل - خلق آدم ، ثم أخذ الخلق من ظهره ، فقال : هؤلاء في الجنة ولا أبالي ، وهؤلاء في النار ولا أبالي . فقال قائل : يا رسول الله ، فعلى ماذا نعمل ؟ قال : على مواقع القدر.

205/2- رواه أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا الحسن بن سوار ، حَدَّثَنَا ليث - يعني ابن سعد ... فذكره.

206- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ جُنْدُبٍ ، وَغَيْرِهِ ، أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى ، فَقَالَ مُوسَى : أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ الله بِيَدِهِ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ فَأَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ آدَمُ : أَنْتَ مُوسَى الَّذِي كَلَّمَكَ الله نَجِيًّا ، وَآتَاكَ التَّوْرَاةَ ، تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ كَتَبَ الله عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي ؟! قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى .

206/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .

206/3- وَعَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم . قَالَ : لَقِيَ آدَمُ مُوسَى ، فَقَالَ مُوسَى : أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ الله بِيَدِهِ ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ ، فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ ، فَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ آدَمُ : يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ الله بِرِسَالَتِهِ ، وَكَلَّمَكَ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا ، قَالَ ، فَأَنَا أَقْدَمُ أَمِ الذِّكْرُ ؟ قَالَ : الذِّكْرُ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى .@

(1/174)

206/4- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .

206/5- وَحُمَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ رَجُلٍ - قَالَ حَمَّادٌ : أَظُنُّهُ جُنْدُبَ بْنَ عَبْدَ الله - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَقِيَ آدَمُ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الصَّحِيحِ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ لِمَا أَحَالَ عَلَى مَعْنَاهُ , وَحَدِيثُ جُنْدُبٍ ، رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.

206/6- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أَوْ أَبِي سَعِيدٍ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ في سننه مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

207- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو عَوْنٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله قَبَضَ قَبْضَةً ، فَقَالَ : لِلْجَنَّةِ بِرَحْمَتِي ، وَقَبَضَ قَبْضَةً وَقَالَ : لِلنَّارِ ، وَلاَ أُبَالِي.

207/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/175)

208- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، سَمِعْتُ أَشْرَسَ ، يُحَدِّثُ عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَرْحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ .

209- قَالَ : وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَجُوسُ الْعَرَبِ وَإِنْ صَامُوا وَصَلُّوا - يَعْنِي الْقَدَرِيَّةَ .

210- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي سَمِعْتُ يُونُسَ ، حَدَّث ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُنَيْدَةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَرَادَ الله أَنْ يَخْلُقَ نَسَمَةً ، قَالَ مَلَكُ الأَرْحَامِ مُعَرِّضًا : أَيْ رَبِّ ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟ قَالَ : فَيَقْضِي الله أَمْرَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ؟ فَيَقْضِي الله أَمْرَهُ ، ثُمَّ يُكْتَبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا هُوَ لاَقٍ حَتَّى النَّكْبَةُ يُنْكَبُهَا.

210/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَمَّا خُلِقَتِ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ ، قَالَ مَلَكُ الأَرْحَامِ : أَيْ رَبِّ ، مَا أَكْتُبُ ؟ فَيَقْضِي إِلَيْهِ أَمْرَهُ ، فَيَقُولُ : أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟ فَيَقْضِي إِلَيْهِ أَمْرَهُ ... فَذَكَرَهُ.

قَالَ الْبَزَّارُ : تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، كَذَا قَالَ.

211- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ أَوْ خَاصَمَ فِيهِ ، فَقَدْ جَحَدَ بِمَا جِئْتُ بِهِ ، وَكَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .@

(1/176)

212- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمَّارٌ - هُوَ ابْنُ نَصْرٍ - وَيُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، وَعَبْدُ الله الدَّانَاجُ ، ومطر الوراق كلهم عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ بَابِ الْبَيْتِ ، وَهُوَ يُرِيدُ الْحُجْرَةَ ، فَسَمِعَ قَوْمًا يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ فِي الْقَدَرِ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : أَلَمْ يَقُلِ الله آيَةَ كَذَا وَكَذَا ، أَلَمْ يَقُلِ الله آيَةَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَفَتَحَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَابَ الْحُجْرَةِ ، فَكَأَنَّمَا فُقِيءَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ ، فَقَالَ : أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ ، أَمْ هَذَا عُنِيتُمْ ؟! ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِأَشْبَاهِ هَذَا ، ضَرَبُوا كِتَابَ الله بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ، أَمَرَكُمُ الله بِأَمْرٍ ، فَاتَّبِعُوهُ ، وَنَهَاكُمْ فَانْتَهُوا قَالَ : فَلَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ ، حَتَّى جَاءَ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَأَخَذَهُ الْحَجَّاجُ فَقَتَلَهُ.

213- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الحكم بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي خَمْس : تَكْذِيبٌ بِالْقَدَرِ ، وَتَصْدِيقٌ بِالنُّجُومِ.

قُلْتُ : اقْتَصَرَ عَلَيْهِمَا وَهُوَ إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ .

214- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الله الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ عُمَرَ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنَادٍ : أَلاَ لِيَقُمْ خُصَمَاءُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُمُ الْقَدَرِيَّةُ.

214/2- وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ , حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُمَرَ الأَنْصَارِيُّ : حَدَّثَنِي أَبِي ... فَذَكَرَهُ.@

(1/177)

215- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْمُبَارَكُ : أَنْبَأَنَا رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ الله الْقَلَمَ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَكْتُبَ كُلَّ شَيْءٍ .

216- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ يَزَالُ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ آمِنِينَ ، حَتَّى تَرُدُّوهُمْ عَنْ دِينِهِمْ كفارًا جمِزى ، قَالَ : فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ ، فَقَالَ : أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : فِي النَّارِ ثُمَّ قَالَ : اسْكُتُوا عَنِّي مَا سَكَتُّ عَنْكُمْ ، فَلَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا لأَخْبَرْتُكُمْ بِمَلَئِكُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى تَعْرِفُوهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَلَوْ أُمِرْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ .

217- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ غَضْبَانُ ، فَخَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ الْيَوْمَ إِلاَّ أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ جِبْرِيلَ مَعَهُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّا كُنَّا حَدِيثِ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ ، فَلاَ تُبْدِ عَلَيْنَا سَوْأَتِنَا ، فَاعْفُ عَفَا الله عَنْكَ.

وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(1/178)

217/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عن أبيه , عَنِ الأَعْمَشِ ... فَذَكَرَهُ.

218- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أُخْتِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ : إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ رِجَالاً ، يَقُولُونَ : قَدَّرَ الله كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلاَ الشَّرُّ قَالَ : فَوَالله مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا غَضِبَ غَضَبًا قَطُّ مِثْلَ غَضَبِ يَوْمِئِذٍ ، حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ ، ثُمَّ قَالَ : فَعَلُوهَا ! وَيْحَهُمْ ، لَوْ يَعْلَمُونَ ، أَمَا وَالله لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا ذَاكَ يَرْحَمُكَ الله يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيَّ ، وَقَدْ سَكَنَ غَضَبُهُ عَنْهُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ : سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَكْفُرُونَ بِالله وَبِالْقَدَرِ ، وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ، كَمَا كَفَرَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا رَسُولَ الله ، يَقُولُونَ مَاذَا ؟ قَالَ : يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْقَدَرِ ، وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضِ الْقَدَرِ .

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا رَسُولَ الله يَقُولُونَ كَيْفَ ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : الْخَيْرُ مِنَ الله ، وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ ، قَالَ : وَهُمْ يَقْرَؤُونَ عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ الله ، وَيَكْفُرُونَ بِالله وَبِالْقُرْآنِ بَعْدَ الإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ ، فَمَاذَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْجِدَالِ ، أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَفِي زَمَانِهِمْ يَكُونُ ظُلْمُ السُّلْطَانِ ، فَيَا لَهُ مِنْ ظُلْمٍ وَحَيْفٍ ، وَأَثَرَةٍ ، فَيَبْعَثُ الله طَاعُونًا فَيُفْنِي عَامَّتَهُمْ ، ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ ، وَالْخَسْفُ ، وَقَلِيلٌ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ ، الْمُؤْمِنُ يُوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرَحُهُ ، شَدِيدٌ غَمُّهُ ، ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ ، يَمْسَخُ الله عَامَّةَ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ، ثُمَّ بَكَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ ، فَقِيلَ : مَا هَذَا الْبُكَاءُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : رَحْمَةً لَهُمُ الأَشْقِيَاءِ لأَنَّ فِيهِمُ الْمُجْتَهِدُ ، وَفِيهِمُ الْمُتَعَبِّدُ ، مَعَ إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ مَنْ سبقَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ وَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا ، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِهِ هَلَكَ .

وَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله مَا الإِيمَانُ بِالْقَدَرِ ؟ قَالَ : أَنْ تُؤْمِنُوا بِالله وَحْدَهُ ، وَتَعْلَمُوا أَنَّهُ لاَ يَمْلِكُ مَعَهُ أَحَدٌ ضُرًّا ، وَلاَ نَفْعًا ، وَتُؤْمِنُوا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَتَعْلَمُوا أَنَّ الله خَلَقَهُمَا قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ ، ثُمَّ خَلَقَ خَلْقَهُ ، فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ .@

(1/179)

218/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ : قَدَّرَ الله كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلاَ الأَعْمَالُ فَغَضِبَ غَضَبًا لَمْ أَرَهُ غَضِبَ مِثْلَهُ قَطُّ ، حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ ، ثُمَّ قَالَ : فَعَلُوهَا ! وَيْحَهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ ، أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا ، قَالَ : وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، رَحِمَكَ الله ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَكْفُرُونَ بِالله وَبِالْقُرْآنِ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : يُقِرُّونَ بِبَعْضِ الْقَدَرِ ، وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ قَالَ : قُلْتُ : يَقُولُونَ مَاذَا يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : الْخَيْرُ مِنَ الله ، وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ ، ثُمَّ يَقْرَؤُونَ عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ الله ، فَيَكْفُرُونَ بِالله وَبِالْقُرْآنِ بَعْدَ الإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ ، فَمَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ ، ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ فَيَمْسَخُ الله أُولَئِكَ عَامَّةً قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ، ثُمَّ يَكُونُ الْخَسْفُ ، فَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُ ، الْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرَحُهُ شَدِيدٌ غَمُّهُ ... فَذَكَرَهُ , إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ للنَّار عَدْلاً ذَلِكَ مِنْهُ ، فَكُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا قَدْ فُرِغَ لَهُ مِنْهُ صَائِرٌ إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ ، فَقُلْتُ : صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ.

قُلْتُ : حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ ، وَابْنِ لَهِيعَةَ.

219- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا كَانَ أَصْلُ زَنْدَقَةٍ قَطُّ ، إِلاَّ كَانَ بَدْؤُهَا تَكْذِيبٌ بِالْقَدَرِ .

220- قَالَ : وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو قَحْذَمَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا ، وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا.@

(1/180)

221- قَالَ : وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : ... مِثْلَهُ وَزَادَ فِيهِ : وَإِذَا ذُكِرَتِ الأَنْوَاءُ فَأَمْسِكُوا.

قُلْتُ : دَاوُدُ الْمُحَبَّرُ كَذَّابٌ.

222- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : كَانَ بَدْءُ هَلاَكِ الأُمَمِ مِنْ قَبْلِ الْقَدَرِ ، وَإِنَّكُمْ تُبْتَلُونَ - أَوْ سَتُبْتَلُونَ - بِهِمْ أَيَّتُهَا الأُمَّةُ ، فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ ، أَوْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ - فَسَلُوهُمْ أَوْ فَكُنتم أَنْتُمُ السَّائِلِينَ - وَلاَ تُمَكِّنُوهُمْ مِنَ الْمَسْأَلَةِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

223- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ النُّصَيْبِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ الْقَدَرَ ، فَقَالَ : أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ ، إِنَّكُمْ قَدْ أَخَذْتُمْ فِي وَادِيَيْنِ لَنْ تَبْلُغُوا أغَوْرَهُمَا وَبِهَذَا أّهلّك الْقُرُونُ قَبْلَكُمْ ، إِيَّاكُمْ وَإِيَّاكُمْ .

224- قَالَ : وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ أَبُو الْعَلاَءِ الأَزْدِيُّ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : هَلاَكُ أُمَّتِي مِنْ ثَلاَثٍ : الْقَدَرِيَّةِ ، وَالْعَصَبِيَّةِ ، وَالرِّوَايَةِ مِنْ غَيْرِ ثِقَةٍ .

225- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَسَّانٌ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأشعري ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ ، فَقُلْتُ : يَا أمتاهْ حَدِّثِينِي شَيْئًا سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الطَّيْرُ يَجْرِي بِقَدَرٍ ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ .

قُلْتُ : وَسَيَأْتِي لَهُ شَاهِدٌ فِي كِتَابِ الأَدَبِ مِنْ حَدِيثِ حَابِسٍ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.@

(1/181)

226- قال : وحدَّثنا إسحاق بن عيسى ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس قال : قال عُمَر بن الخطاب : أيها الناس إن الرجم حق لا تخدعنَّ عنه ، وآية ذلك أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رجم ، ورجم أبو بكر ، ورجمنا بعدهما ، وإنه سيكون ناس يكذبون بالرجم ، ويكذبون بالدجال ، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ، ويكذبون بعذاب القبر ، ويكذبون بالشفاعة ، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا.

226/2- رواه أبو يَعْلَى الموصلي : حَدَّثَنَا عبيد الله ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد ... فذكره.

قلت : مدار هذا الحديث على علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف.

2- باب ما جاء في الأطفال

227- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عُقَيْلٍ ، عَنْ بَهِيَّةَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ ؟ فَقَالَ : هُمْ فِي النَّارِ يَا عَائِشَةُ قُلْتُ : فَمَاذَا تَقُولُ فِي أَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : فِي الْجَنَّةِ يَا عَائِشَةُ قَالَتْ : فَكَيْفَ وَلَمْ يُدْرِكُوا الأَعْمَالَ ، وَلَمْ يَجْرِ عَلَيْهِمُ الإسلاَمُ ؟ قَالَ : رَبُّكِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى - أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بغير هذا اللفظ .

227/2- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَزَّازُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُقَيْلٍ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ مَاشِطَةِ عَائِشَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ ، تَقُولُ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ أَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ ، أَيْنَ هُمْ يَا رَسُولَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : فِي الْجَنَّةِ يَا عَائِشَةُ قَالَتْ : فَقُلْتُ : فَأَطْفَالُ الْمُشْرِكِينَ أَيْنَ هُمْ يَا رَسُولَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : فِي النَّارِ يَا عَائِشَةُ قَالَتْ : فَقُلْتُ لَهُ : فَكَيْفَ وَلَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ ، وَلَمْ تَجْرِ عَلَيْهِمُ الأَقْلاَمُ ؟ قَالَ : إِنَّ الله قَدْ خَلَقَ مَا هُمْ عَامِلُونَ ، لَئِنْ شِئْتِ لأَسْمَعْتُكِ تَضَاغِيهِمْ فِي النَّارِ.@

(1/182)

قُلْتُ لِعَائِشَةَ : حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ ، وَغَيْرُهُ بِاخْتِصَارٍ : لئنْ شِئْتِ لأَسْمَعْتُكِ تَضَاغِيهِمْ فِي النَّارِ .

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ ، أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى شَيْءٍ بُعِثَ عَلَيْهِ , وَمَثَلُ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الرِّيشَةِ , وَسَيَأْتِي هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ فِي بَابِ : مَا جَاءَ فِي الأَطْفَالِ فِي أَحَادِيثَ أُخَرَ.

228- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ مَوْلُودٍ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوَّدَانَهُ وَيُنَصَّرَانَهُ .@

(1/183)

3- كتاب العلم

1- باب ما جاء في علم الله وعظمته وصفاته

229- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَنْبَأَنَا الأَعْمَشُ , سَمِعْتُ مُنْذِرَ بْنَ يَعْلَى الثَّوْرِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَصْحَابٍ لَهُ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : رَأَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَاتَيْنِ تَنْتَطِحَانِ ، قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ أَتَدْرِي فِيمَا تَنْتَطِحَانِ ؟ قُلْتُ : لاَ أَدْرِي ، قَالَ : لَكِنْ رَبُّكَ يَدْرِي ، وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

229/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُنْذِرٍ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، قَالَ : انْتَطَحَتْ شَاتَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

229/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ : وَسَيَقْضِي ... إِلَى آخِرِهِ.

229/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ.

229/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ يَعْلَى أَبِي يَعْلَى ... فَذَكَرَهُ.

وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْقِيَامَةِ فِي بَابِ : الْقِصَاصُ بَيْنَ الْحَيَوَانَاتِ - إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.@

(1/184)

230- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ , سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ سَلَمَةَ , سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قُلْتُ : سَمِعْتُهُ مِنْهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ مَرَّةً.

قَالَ : أُعْطِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَفَاتِيحَ الْغَيْبِ إِلاَّ الْخَمْسَ : {إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ...} إِلَى آخِرِهِ الأيَةَ.

230/2- رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ : مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قد أُتِى نَبِيَّكُمْ عِلْمُهُ إِلاَّ الخمس : {إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ...} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.

230/3- ورَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ الْحُمَيْدِيِّ.

230/4- وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ.

230/5- وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ.

230/6- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ.

230/7- قَالَ : وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ الْخَمْسة.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ , ورواه البخاري من حديث ابن عمر , ورواه أحمد بن حنبل في مسنده أيضا من حديث بريدة , ورواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة من حديث علي بن أبي طالب ، وسيأتي في كتاب الرقى في باب النظر في النجوم.

ورواه ابن أبي شيبة من حديث ربعي بن حراش ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الأَدَبِ فِي بَابِ : صِفَةِ الاِسْتِئْذَانِ.@

(1/185)

231- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَأَبُو أَحْمَدُ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عْنُ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ أَوْلاَدِ الْمُشْرِكِينَ ؟ فَقَالَ : الله أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ .

232- وقال إسحاق بن راهوية : أَنْبَأَنَا إبراهيم بن الحكم بن أبان ، حدثني أبي ، عن عكرمة في قوله : {لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ} قال : قال ابن عباس : لم يستطع أن يقول من فوقهم ؟ علم أن الله فوقهم.

233- قال : وَأَنْبَاَنَا بشر بن عمر الزهراني يقول : سمعت غير واحد من المفسرين يقول : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} : ارتفع.@

(1/186)

234- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بن أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، قَالَ : إِنَّ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لَمَّا خَلَقَ الصُّورَ أَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ ، فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلَى فِيهِ ، شَاخِصٌ إِلَى الْعَرْشِ ، يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَقَالَ فِيهِ : ثُمَّ يَضَعُ الله عَرْشِهِ حَيْثُ شَاءَ مِنَ الأَرْضِ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِكَ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ، وَهُمُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ أَقْدَامُهُمْ عَلَى تُخُومِ الأَرْضِ السُّفْلَى ، وَالأَرْضُونَ وَالسَّمَوَاتُ عَلَى عَجُزِهِمْ ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنَاكِبِهِمْ ، لَهُمْ زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ ، وَتَسْبِيحُهُمْ أَنْ يَقُولُوا : سُبْحَانَ الْمَلِكِ ذِي الْمَلَكُوتِ سُبْحَانَ رَبِّ الْعَرْشِ ذِي الْجَبَرُوتِ ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ ، سُبْحَانَ الَّذِي يُمِيتُ الْخَلاَئِقِ ، وَلاَ يَمُوتُ ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ، قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ ، سُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلَى ، سُبْحَانَ ذِي الْمَلَكُوتِ ، وَالْجَبَرُوتِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ ، وَالسُّلْطَانِ ، وَالْعَظَمَةِ , سُبْحَانَه أبد , أبد.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.

235- قَالَ : وَأَنْبَأنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ الْقَيْسِيُّ ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبْيَدَةَ الرَّبْذِيُّ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : دُونَ الله سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ وَظُلْمَةٍ لاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ حِسَّ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلاَّ زَهَقَتْ نَفْسُهُ.

235/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو , وعَنْ أَبِي حَازِمٍ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : مَدَارُ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(1/187)

- باب في ما بثه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من العلم

236- قال أبو داود الطيالسي ، حَدَّثَنَا شعبة ، عن الأعمش ، عن منذر الثوري ، عن أصحاب له ، عن أبي ذر قال : لقد تركنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وما يتقلب فى السماء طير إلاَّ ذكرنا منه علماً.

236/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة : حَدَّثَنَا ابن نمير ، عن الأعمش عن مندل ، عن أشياخ من التيم قال : قال أبو ذر : لقد تركنا محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.

236/3- ورواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، حَدَّثَنَا ابن نمير ، حَدَّثَنَا أبى ، حَدَّثَنَا الأعمش ... فذكره.

236/4- ورواه أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا ابن نمير ... فذكره.

236/5- ورواه ابن حبان في صحيحه : من طريق أبي الطفيل ، عن أبي ذر قال : تركنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فذكره.

237- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ ، عَنْ أَبِي يَعْلَى ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَا تقَلَّب طَيْرٌ بِجَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إِلاَّ ذَكَّرَنَا مِنْهُ عِلْمًا .

237/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر ، حَدَّثَنَا يحيى ، عن فطر بن خليفة ، عن عطاء قال : قال أبو الدرداء : لقد تركنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وما في السماء طير يطير بجناحيه إلاَّ ذكرنا منه علماً.

238- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْعلمِ وَخَوَاتِيمَهُ قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ الله فَعَلَّمَنَا.@

(1/188)

239- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَةَ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ ... فَذَكَرَ حِكَايَةً طَوِيلَةً إِلَى أَنْ قَالَ : فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : أَغْضَب نَبِيَّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم !! السِّلاَحَ السِّلاَحَ ، فَجَاؤُوا حَتَّى حَدقُوا بِمِنْبَرِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَأَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِيمَهُ ، وَاخْتَصَرَ لِي الْكَلاَمَ اخْتِصَارًا ... فَذَكَرَهُ.

240- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ , حَدَّثَنِي بُحَيْرُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ الله عَنْهَا - : أَنَّ نَفَرًا مِنَ الْيَهُودِ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالُوا : نَسْأَلُكَ عَنْ ثَلاَثَةِ أَشْيَاءٍ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ نَبِيُّ : أَخْبِرْنَا عَنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ مَنْ هُمْ ؟ وَعَنْ مَنِيِّ الرَّجُلِ وَمَنِيِّ الْمَرْأَةِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، فَإِنَّ الْهَوَامَّ تَحْمِلُهُ بِقُرُونِهَا ، وَالْمَجَرَّةُ الَّتِي فِي السَّمَاءِ مِنْ عرقِهِمْ ، وَمَنِيُّ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ ، وَمَنِيُّ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ وَذَكَرَ الثَّالِثَةَ ، فَقَالُوا : لَنَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ , هَكَذَا نَجِدُكَ فِي التَّوْرَاةِ.

3- باب اتباع كتاب الله عز وجل وسنة سيدنا محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في كل شيء والخلفاء الراشدين بعده وترك الابتداع.

241- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الرُّكَيْنِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا : كِتَابُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَعِتْرَتِي ، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفرَّقَا حَتَّى يَرِدَا الْحَوْضَ.

قُلْتُ : وَسَيَأْتِي بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الْقُرْأنِ.@

(1/189)

242- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، حَدَّثَنَا أبو إسحاق ، عن مرة قال : قال عَبد الله : من أراد العلم ، فليُثوِّر قرآن ، فإن فيه علم الأولين والاَخرين.

موقوف.

243- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا بَزِيعٌ أَبُو الْخَلِيلِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ بَلَغَهُ عَنِ الله فَضِيلَةً ، فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهَا لَمْ يَنَلْهَا .

244- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ ، يُحَدِّثُ ، وَابْنُ عُمَرَ عنده ، فقال ابن عمير في حديثه : قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَشَاةٍ بَيْنَ رِبْضَيْنِ ، إِذَا أَتَتْ هَؤُلاَءِ نَطَحَتْهَا ، وَإِذَا أَتَتْ هَؤُلاَءِ نَطَحَتْهَا فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : لَيْسَ كَذَلِكَ ، إِنَّمَا قَالَ : بَيْنَ غُنْمَيْنِ , فاختلفا في غنمين وَرِبْضَيْنِ فَاخْتَاظ ابْنُ عُمَرَ ، وَقَالَ : لَوْلاَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمْ أَقُلْ.

244/2- قُلْتُ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ : مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنِ ابْنِ سُوقَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ... فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ ، إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَدِيثًا ، لَمْ يُعِدْهُ ، وَلَمْ يُقَصِّرْ دُونَهُ.

وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنِ ابْنِ سُوقَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، كَمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.@

(1/190)

245- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حماد ، عن علي بن زيد ، عن الحسن قال : بينما عمران بن حصين وعنده أصحابه يحدثهم فقال رجل : لا تحدثنا إلاَّ بالقرآن - أو لا نريد إلاَّ القرآن - فقال : أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن ؟ أكنت تجد صلاة الظهر أربعًا وصلاة العصر أربعًا وصلاة المغرب ثلاثا ، تقرأ في الركعتين الأولتين ، حتى عد الصلوات كلها ؟! أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن ، أكنت تجد في كل مائتين خمسة ، ومن الإبل كذا وكذا ، وفي البقر كذا وكذا ؟! أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك ، أكنت تجد الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة كذا وكذا ؟!

هذا حديث في إسناده علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف.

246- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ جَعْدَةَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَوْلاَةً لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالُوا : إِنَّهَا قَامَتِ اللَّيْلَ ، وَصَامَتِ النَّهَارَ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَكِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، فَمَنِ اقْتَدَى بِي فَهُوَ مِنِّي ، وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ، إِنَّ لِكُلِّ عَامِلٍ شِرَّةً ثُمَّ فَتْرَةً ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى بِدْعَةٍ فَقَدْ ضَلَّ ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ فَقَدِ اهْتَدَى.

246/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ : حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ جعدة ، قَالَ : ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَوْلاَةٌ لَبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تُصَلِّي ، وَلاَ تَنَامُ ، وَتَصُومُ ، وَلاَ تُفْطِرُ ، قَالَ : أَنَا أُصَلِّي وَأَنَامُ ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَلِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/191)

246/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عبيدة بْنُ حُمَيْدٍ ، عْنَ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ جَعْدَةَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، وَلَمْ يَقُلْ مِنَ الأَنْصَارِ.

قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ فِي بَابِ عُرَى الإِسْلاَمِ وَشَرَائِعِهِ.

247- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ - أَحْسَبُهُ قَالَ : سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ - عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الَّذِينَ وَقَعُوا إِلَى الشَّامِ ، قَالَ : وَعَظَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَوْعِظَةً مَضَتْ مِنْهَا الْجُلُودُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ - أَوْ قَالَ : الصُّدُورُ - فَقُلْنَا - أَوْ قَالَ قَائِلُنَا - : فإنَّ هَذِهِ مِنْكَ وَدَاعٌ يَا رَسُولَ الله ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا ؟ فَقَالَ : أَنْ تَتَّقُوا الله ، وَتَتَّبِعُوا سُنَّتِي وَسُنَّةَ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِي الْهَادِيَةِ ، الْمَهْدِيَّةِ ، وَعُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَاسْمَعُوا لَهُمْ وَأَطِيعُوا ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.

لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ في صحيحه ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قَوْلُهُ : عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ : أَيْ : اجْتَهِدُوا عَلَى السُّنَّةِ ، وَالْزَمُوهَا ، وَاحْرِصُوا عَلَيْهَا كَمَا يَلْزَمُ الْعَاضُّ عَلَى الشَّيْءِ بِنَوَاجِذِهِ خَوْفًا مِنْ ذَهَابِهِ , وَالنَّوَاجِذُ : بِالنُّونِ ، وَالْجِيمِ ، وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ، هِيَ : الأَنْيَابُ ، وَقِيلَ : الأَضْرَاسُ.

248- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ حَدَّثَهُ ، قَالَ : خَطَبَنَا نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خُطْبَةً مَضَتْ مِنْهَا الْجُلُودُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، قَالَ : فَقُلْنَا : يَا نَبِيَّ الله ، كَأَنَّ هَذَا مِنْكَ وَدَاعٌ ، فَلَوْ عَهِدْتَ إِلَيْنَا ؟ قَالَ : اتَّقُوا الله وَالْزَمُوا سُنَّتِي ، وَسُنَّةَ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِي الْهَادِيَةِ الْمَهْدِيَّةِ ، فَعُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِنِ اسْتَعْمَلُوا عَلَيْكُمْ حَبَشِيًّا مُجْدِعًا ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.@

(1/192)

249- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : وَحَدَّثَنَا داود بن رشيد ، فنا أبو حيوة ، عن أرطاة ، عن أبي الضحاك قال : أتيت ابن عُمَر فسألته عن شيء من العلم فقال : ممن أنت ؟ فقلت : من أهل الشام . قال : أن أي أهل الشام ؟ قلت : من حمص . قال : من حمص ، جئت تطلب العلم من هاهنا ؟! قلت : ما يمنعني أن أطلب العلم من مثلك وأنت صاحب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فإني أخبرك أن العاصية الأولى ساروا تلو رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حتى نزلوا الشام ، ثم جندك خاصة ، فانظر ما كانوا عليه فانته إليه.

250- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عيسى بن يونس ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عبد الملك ، عن عون بن عَبد الله بن عتبة قال : قال لي عُمَر بن عبد العزيز : ما يسرني باختلاف أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حُمْر النَّعَم ، لأننا إن أخذنا بقول هؤلاء أصبنا ، وإن أخذنا بقول هؤلاء أصبنا.

251- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ النقُرشِيُّ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ زيد بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَرَى ابْنَ عُمَرَ مَحْلُولٌ زِرُّ قَمِيصِهِ ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَفْعَلُهُ.@

(1/193)

251/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ : عَنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ زُهيْرٍ ، بِهِ.

251/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ مَحْلُولَ الأَزْرَارِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُصَلِّي كَذَلِكَ.

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَغَيْرُهُ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ... فَذَكَرَهُ.

252- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : عَنْ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ ، فَمَرَّ بِمَكَانٍ ، فَحَادَ عَنْهُ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمَّا مَرَّ بِهَذَا الْمَكَانِ حَادَ عَنْهُ فَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ .

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ.

قَوْلُهُ حَادَ عَنْهُ بِالْحَاءِ والدَّالِ الْمُهْمَلَتَيْنِ أَيْ : تباعد وَأَخَذَ يَمِينًا أَوْ شِمَالاً.

253- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْقَصْدُ فِي السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الاِجْتِهَادِ فِي الْبِدْعَةِ.

قُلْتُ : رَوَاهُ الْحَاكِمُ مَوْقُوفًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِهِمَا.@

(1/194)

254- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا عبد المؤمن أبو عبيدة ، حدثني مهدي بن أبي مهدي ، عن عكرمة مولى ابن عباس قال : قال ابن عباس : ما يأتي على الناس من عام إلاَّ أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة ، حتى تحيا البدع وتموت السنن.

هذا إسناد ضعيف ، لجهالة عبد المؤمن.

255- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا هشام بن سليمان ، حَدَّثَنَا أبو رافع ، عن صالح بن جبير قال : وقف ابن مسعود على قوم يقص بعضهم على بعض فقال : والله لقد فضلتم أصحاب محمدا علماً ! ولقد ابتدعتم بدعة ظلمًا ، اتبعوا ولا تبتدعوا ، والله لئن اتبعتم لقد سبقتم سبقًا بينًا ، ولئن ابتدعتم لتد ظلمتم ظلماً بعيدا - أو قال : ضللتم ضلالا بعيدًا - الشك من أبي عَبد الله.

256- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ , حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ أنَّه قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ.

قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ في مُسْنَدِهِ.

وَرَوَاهُ صَاحِبُ مُسْنَدِ الشِّهَابِ لكن مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ ، وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، وَغَيْرِهِ بِمَعْنَاهُ.

257- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنِ الْخَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ شَيْءٍ يُعْبَدُ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ ، أَبْغَضُ إِلَى الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، مِنْ هَوًى مُتَّبَعٍ.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ.@

(1/195)

4- باب عصمة الإجماع من الضلالة

258- قال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا جرير ، عن الشيباني ، عن ابن بشير بن عَمْرو سمعت أبي يقول : إن أبا مسعود ... فذكر الحديث وفيه : فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة.

258/2- قال : وأنبأنا يحيى بن آدم ، حَدَّثَنَا شريك ، عن قيس بن بشير بن عَمْرو ، عن أبيه قال : لقيت أبا مسعود ... فذكر الحديث ، فقال : وإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على ضلالة.

259- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ الله التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الله أَجَارَكُمْ مِنْ ثَلاَثَةٍ : أَنْ تَسْتَجْمِعُوا عَلَى ضَلاَلَةٍ كُلُّكُمْ ، وَأَنْ يَظْهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ ، وَأَنْ أدْعُوَ عَلَيْكُمْ بِدَعْوَةٍ فَتَهْلَكُوا , وَأَبْدَلَهُ بِهَذَا : الدَّابَّةَ ، وَالدَّجَّالَ ، وَالدُّخَانَ.

5- باب طلب العلم فريضة على كل مسلم

260- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْمُسْتَلِمِ بْنِ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ ، وَالله يُحِبُّ إِغَاثَةَ الْمَلْهُوفِ.@

(1/196)

260/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَطَالِبُ الْعِلْمِ - أَوْ صَاحِبُ الْعِلْمِ - يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ.

260/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدُمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ : وَالله يُحِبُّ ... إِلَى آخِرِهِ.

قُلْتُ : وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

وَكَذَا رَوَاهُ الْقُضَاعِيُّ فِي كِتَابِهِ مُسْنَدِ الشِّهَابِ مِنْ طَرِيقِ الْمُثَنَّى بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، مَرْفُوعًا.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ طَرِيقِ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ الله النُّمَيْرِيِّ - وَقَدْ وُثِّقَ - كَمَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.

261- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.@

(1/197)

6- باب ما جاء في العلم وطلبه وحفظه وتعلمه وتعليمه وفضل العلماء والمتعلمين

262- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، سَمِعْتُ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ ، يَقُولُ : كَانَ مُعَاوِيَةُ قَلَّمَا يُحَدِّثُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَانَ لَهُ فِي الْجُمَعِ كَلاَمٌ يَتَكَلَّمُ بِهِ ، يَرْوِيهِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ، وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ ، فَإِنَّ التَّمَادُحَ فِيهِ الذَّبْحُ.

262/2- رواه مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى , عن محمد بن عجلان ، حدثني محمد بن كعب ، سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب بالمدينة يقول : تعلمن أيها الناس : أنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.

262/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ ، قَالَ : قَامَ مُعَاوِيَةُ عَامَ حَجَّ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ عَلَى هَذِهِ الأَعْوَادِ : اللهمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، مَنْ يُرِدِ الله بِهِ يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.

262/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا شُجَاعٌ أَبُو بَدْرٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ , سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ عَلَى هَذِهِ الأَعْوَادِ : اللهمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ ، مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.

262/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، عَنْ ثَوْرٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، لاَ يُغْلَبُ ، وَلاَ يُخْلَبُ ، وَلاَ يُنَبَّأُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ ، مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ، وَمَنْ لَمْ يُفَقَّهْ لَمْ يُبَالِ بِهِ.

قُلْتُ : مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا.@

(1/198)

262/6- وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَلَفْظُهُ : قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَالْفِقْهُ بِالتَّفَقُّهِ ، وَمَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ، وَإِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ.

وَفِي إِسْنَادِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

263- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ عْبَدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي الرُّدَيْنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ ، يَتْلُونَ كِتَابَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَيَتَعَاطُونَهُ بَيْنَهُمْ ، إِلاَّ كَانُوا أَضْيَافًا لِلَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِلاَّ حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ ، حَتَّى يَقُومُوا أَوْ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ ، فَيُؤَدِّي فِيهِ صَلاَةً مَفْرُوضَةً ، إِلاَّ سَهَّلَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَغْدُو فِي طَلَبِ عِلْمٍ ، مَخَافَةَ أَنْ يَمُوتَ أَوْ فِي إِحْيَاءِ سُنَّةٍ مَخَافَةَ أَنْ تَدْرُسَ ، إِلاَّ كَانَ كَالْغَازِي الرَّائِحِ فِي سَبِيلِ الله ، وَمَنْ يُبْطِئْ بِهِ عَمَلُهُ لاَ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ.

قُلْتُ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ بِهِ.

264- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَّانِيُّ ، حَدَّثَنِي مُجَاشِعُ بْنُ يُوسُفَ , حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الدِّمَشْقِيُّ ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ اللَّيْثِيِّ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَأَدْرَكَهُ ، أَعْطَاهُ الله كِفْلَيْنِ مِنَ الأَجْرِ ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يُدْرِكْهُ ، أَعْطَاهُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، كِفْلاً مِنَ الأَجْرِ فَفَسَّرَهُ ، قَالَ : مَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَأَدْرَكَهُ أَعْطَاهُ الله أَجْرَ مَا عَلِمَ وَأَجْرَ مَا عَمِلَ ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يُدْرِكْهُ أَعْطَاهُ الله أَجْرَ مَا عَلِمَ وَسَقَطَ عَنْهُ أَجْرَ مَا لَمْ يَعْمَلْ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ يَزِيدَ بْنِ رَبِيعَةَ الدِّمَشْقِيِّ ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَفِيهِمْ كَلاَمٌ.@

(1/199)

265- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا عُبِدَ الله بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ تَفَقُّهٍ فِي دِينٍ.

266- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا عُبِدَ الله بِشَيْءٍ ، أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ ، وَالَفَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفٍ عابد.

267- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ ، وَعِمَادُ هَذَا الدِّينِ الْفِقْهُ.

قُلْتُ : رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ ، هَذَا الْحَدِيثَ وَالَّذِي قَبْلَهُ ، فَجَعَلَهُمَا حَدِيثًا وَاحِدًا وَمَدَارُ الطَّرِيقَيْنِ عَلَى يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبهَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، بَلْ كَذَّبَهُ الإِمَامُ مَالِكٌ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.@

(1/200)

268- وقال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا جرير بن حازم ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عَبد الله بن مسعود قال : من كان عنده علم فليعمل بعلمه ، ومن لم يكن عنده علم - أو قال : من سئل عما لم يكن له به علم - فليقل : الله أعلم ، فإن الله - عز وجل - قال لنبيه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} .

رجاله ثقات.

269- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَشُعْبَةُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، قَالَ : غَدَوْتُ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ ، فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكَ يَا زِرُّ ؟ قُلْتُ : ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ قَالَ : أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ ؟ - قَالَ أَبُو دَاوُدَ وقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ : وَلَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ ، وَرَفَعَ الْحَدِيثَ - إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًى لِطَالِبِ الِعِلْمِ بِمَا يَصْنَعُ.

269/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، قَالَ : أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ ، فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ فَقَالَ : ابْتِغَاءَ الْعِلْمَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الِعِلْمِ , قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا فِي سَفَرٍ أَنْ لاَ نَنْزِعَ أَخْفَافَنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، إِلاَّ مِنْ جَنَابَةٍ ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ ، وَبَوْلٍ ، وَنَوْمٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، رَجُلٌ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمَّا يَلْحِقُ بِهِمْ ، قَالَ : هُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.

قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ.@

(1/201)

269/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ عَاصِمٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَقَالَ : صَحِيحُ الإِسْنَادِ.

269/4- وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ والطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَلَفْظُهُ قَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ مُتَّكِئٌ عَلَى بُرْدٍ لَهُ أَحْمَرَ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِطَالِبِ الْعِلْمِ ، إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ، ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَبْلُغُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ مَحَبَّتِهِمْ لِمَا يَطْلُبُ.

270- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا عبد الوهاب ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي الدرداء - قال : لا أدري رفعه أم لا - قال : من فقه المرء ممشاه ومدخله ومخرجه.

271- قال ابن أبي عُمَر : وَحَدَّثَنَا سفيان ، عن عَمْرو بن دينار ، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة قال : قال عُمَر بن الخطاب : لأن أكون سألت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن قوم يقولون : نقر بالزكاة ولا نؤديها إليك ، أيحل لنا قتالهم ؟ وعن الكلالة ، وعن الخليفة بعده ، أحب إلي من حُمْر النَّعَم.

272- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ ، عَنْ وَرْقَاءَ الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ نَقْرَأُ ، فِينَا الْعَرَب وَالْعَجَمِ ، وَالأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ ، خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَنْتُمْ فِي خَيْرٍ تَقْرَؤُونَ كِتَابَ الله ، وَتَذْكُرُونَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ، يَثَّقَّفُونَهُ كَمَا يَثَّقَّفُ الْقَدَحُ ، يَتَعَجَّلُونَ أُجُورَهُمْ ، وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهُ.

قُلْتُ : ابْنُ لَهِيعَةَ ضَعِيفٌ.@

(1/202)

273- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ وَعُبَيْدِ الله بْنُ مُوسَى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيُّ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ الله بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْد السَّاعِدِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَنَحْنُ نَقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، كِتَابُ الله وَاحِدٌ ، فِيكُمُ الأَحْمَرُ وَالأَسْوَدُ اقْرَؤُوا - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ - مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يُقِيمُونَ حُرُوفَهُ ، كَمَا يُقَامُ السَّهْمُ يَتَعَجَّلُونَهُ ، وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهُ.

273/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ... فَذَكَرَهُ.

وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.

هَذَا إِسْنَادٌ مَدَارُهُ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

274- قال إسحاق : وَأْنَبَأنا بقية بن الوليد ، حدثني خالد بن يزيد الفزاري ، عن الحسن أن عُمَر بن الخطاب رد على أُبَيِّ بن كعب قراءة آية ، فقال أُبَيٌّ : لقد سمعتها من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنت يلهيك يا عُمَر الصفق بالبقيع ! فقال عُمَر : صدقت ، إنما أردت أن أجربكم ، هل فيكم من يقول الحق . فلا خير في أمير لا يقال عنده الحق ولا يقوله.

هذا منقطع.@

(1/203)

275- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْرَؤُونَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَشْرَ آيَاتٍ فَلاَ يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذَا مِنَ الْعَمَلِ وَالْعِلْمِ ، قَالَ : فَعَلَّمَنَا الْعَمَلَ وَالْعِلْمَ.

276- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الْمَخْرمِيُّ ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ الله ،- يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ - قَالَ : كُنَّا إِذَا تَعَلَّمْنَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَشْرًا آيات ، لَمْ نَتَجاوز الَّتِي بَعْدَهَا حَتَّى نَعْلَمَ مَا نَزَلَتْ فِي هَذِهِ ، قِيلَ لِشَرِيكٍ : وَالْعَمَلُ ؟ قَالَ : نَعَمْ.

276/2- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَضِيلٍ ... فَذَكَرَهُ بِالإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ.

277- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا خلف بن هشام ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، عن جعفر بن ميمون ، حَدَّثَنَا الرقاشي قال : كان أنس مما يقول لنا - إذا حدثنا هذا الحديث - إنه والله ما هو بالذي تصنع أنت وأصحابك . يعني يقعد أحدكم تتجمعون حوله ، فيخطب . إنما كانوا إذا صلوا الغداة قعدوا حلقًا حلقًا يقرءون القرآن ويتعلمون الفرائض والسنن.

هذا الإسناد فيه يزيد بن أبان الرقاشى ، وهو ضعيف.

278- قال أبو يعلى : وَحَدَّثَنَا إبراهيم السامي ، حَدَّثَنَا يحيى بن ميمون ، حَدَّثَنَا علي بن زيد ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لابن عباس : يا غلام يا غليم - أو يا غليم يا غلام - احفظ عني كلمات ... فذكر الحديث في المعجم.

قلت : علي بن زيد ضعيف.@

(1/204)

279- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : عَلِّمُوا ، وَلاَ تُعَنِّفُوا ، فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ خَيْرٌ مِنَ الْمُتَعَبِّدِ.

279/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَلِّمُوا ، وَلاَ تُعَنِّفُوا ، فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ خَيْرٌ مِنَ الْمُعَنِّفِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ.

280- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الشَّامِيِّ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الشَّامِ حَدَّثَنِي الأَنْصَارِيُّ - يَعْنِي زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ – عز وجل - وَإِنِّي أَرَاكُمُوهُمْ يَا أَهْلَ الشَّامِ.

281- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَسْجِدَ وَقَوْمٌ يَذْكُرُونَ الله ، وَقَوْمٌ يذاكرون الْفِقْهَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كِلاَ الْمَجْلِسَيْنِ عَلَى خَيْرٍ ، أَمَّا الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله - تَعَالَى - وَيَسْأَلُونَ رَبَّهُمْ ، فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ ، وَهَؤُلاَءِ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ وَيَتَعَلَّمُونَ ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا ، وَهَذَا أَفْضَلُ فَقَعَدَ مَعَهُمْ.

رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ الأَفْرِيقِيِّ ، بِهِ فَلَمْ يَقُلْ : وَهَذَا أَفْضَلُ.@

(1/205)

281/2- ورواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا محمد بن بكار ، حَدَّثَنَا عبد الله بن المبارك ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ... فذكره.

قلتُ : الأفريقي ضعيف .

والضرب على هذا ... والصواب إبقاؤه للزيادة التي فيه : هذا أفضل .

282- قَالَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ ، عَنْ عُقَيْلٍ الْجَعْدِيِّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَبْدَ الله ، أَتَدْرِي أَيُّ عُرَى الإِسْلاَمِ أَوْثَقُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : الْوِلاَيَةُ فِي الله وَالْحُبُّ فِي الله ، وَالْبُغْضُ فِي الله ، أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ قُلْتُ : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَعْلَمُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي الْعِلْمِ ، وَإِنْ كَانَ زَحَفُ عَلَى اسْتِهِ.

282/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ الْبَكْرِيُّ , حَدَّثَنِي عَقِيلُ الْجَعْدي ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيِّ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا ابْنَ مَسْعُودٍ تَدْرِي أَيُّ عُرَى الإِيمَانِ أَوْثَقُ ؟ فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله ، الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ حَتَّى قَالَ لِي ثَلاَثًا ، قَالَ : فَإِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الإِيمَانِ الْحُبُّ فِي الله ، وَالْبُغْضُ فِي الله ثُمَّ قَالَ لِي : يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قُلْتُ : الله وَرَسُولُهُ أَعَلَمُ ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا قَالَ : فَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ عِلْمًا إِذَا فَقِهُوا فِي دِينِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : تَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ حَتَّى قَالَهَا لِي ثَلاَثًا ، قُلْتُ : الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ أَعْلَمَهُمْ أَبْصَرُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ ، وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ.@

(1/206)

282/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، حَدَّثَنَا الصَّعْقُ ... فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمَتْنِهِ.

283- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عُقْبَةُ ، حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعَ ، عَنْ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ قَالَ : مَنْ يَجْمَعُ عِلْمَ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ ، وَكُلُّ صَاحِبِ عِلْمٍ غَرْثَانُ.

قُلْتُ : غَرْثَانُ هُوَ بِفَتْحِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ ، وَآخِرُهُ نُونٌ ، جَائعَ.

قَالَ صَاحِبُ الْغَرِيبِ : غَرَثَ غَرْثًا : جَاعَ ، وهُوَ غَرْثَانُ.

284- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، حدثني شعبة ، حدثني فراس ، عن عامر ، عن مسروق أن عَبد الله قرأ : إن معاذًا كان أمة قانتًا قال فروة بن نوفل : نسي ، إن إبراهيم ، فقال عَبد الله : ما نسيت ، إنا كنا نشبهه بإبراهيم . وسئل عَبد الله عن الأمة . فقال : معلم الخير ، وسئل عن القانت . فقال : المطيع لله – تعالى - ورسوله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

هذا إسناد رجاله تقات.

285- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الْمُرَادِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَلَمَةَ ، قَالَ : قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ : لَمَّا هَجَانَا الْمُشْرِكُونَ شَكَوْنَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : قُولُوا لَهُمْ كَمَا يَقُولُونَ لَكُمْ فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نُعَلِّمُهُ إِمَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.

285/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الْمُرَادِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَمَّارٍ ، قَالَ : هَجَانَا الْمُشْرِكُونَ ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اهْجُوهُمْ كَمَا هَجَوْكُمْ.

286- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، وَأَبِي الدَّهْمَاءِ ، قَالاَ : أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ - وَكَانَا يُكْثِرَانِ السَّفَرَ - فَقَالَ الْبَدَوِيُّ : أَخَذَ بِيَدِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ الله ، فَكَانَ مِمَّا حَفِظْتُ عَنْهُ ، أَنْ قَالَ : إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ الله إِلاَّ أَعْطَاكَ الله خَيْرًا مِنْهُ.@

(1/207)

286/2- قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى : عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ.

287- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَلِّمُوا ، وَيَسِّرُوا ، وَلاَ تُعَسِّرُوا - قَالَهَا ثَلاَثًا - فَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَسَيَأْتِي بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الأَدَبِ.

288- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ زْيَدٍ الْعَمِيِّ ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أُمَّتِي.

قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، فَقَالَ : كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ.

وَزَيْدٌ الْعَمِيِّ ضَعِيفٌ.

289- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمر بْنِ عَبْدِ الله الرُّومِيُّ , سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ مُرَّةَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ مبشر ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فُضِّلَ الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.@

(1/208)

290- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حُصَين ، حَدَّثَنَا ابْنُ عِلاَقَةَ ، حَدَّثَنَا خَصِيفٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أُمُور دِينِهِمْ ، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ ، وَفُضِّلَ الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً ، الله أَعْلَمُ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ.

قُلْتُ : رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَابْنُ مَسْعُودٍ ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، بِطُرُقٍ كَثِيرَاتٍ بِرِوَايَاتٍ مُتَنَوِّعَاتٍ ، وَاتَّفَقَ الْحُفَّاظُ عَلَى أَنَّهُ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ ، وَإِنْ كَثُرَتْ طُرُقُهُ.

291- وقَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ الْعَبَادَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَنِ الأَجْوَدِ ، الأَجْوَدِ ؟ الله الأَجْوَدُ الأَجْوَدُ ، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ ، وَأَجْوَدُهُمْ مِنْ بَعْدِي رَجُلُ عَلِمَ عِلْمًا ، فَنَشَرَ عِلْمَهُ ، يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَاحِدَةً ، وَرَجُلٌ جَادَ بِنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، حَتَّى يُقْتَلَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، أَيُّوبُ بْنُ ذَكْوَانَ ، قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ : مَجْهُولٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا يَجِبُ التنكب عَنْ حَدِيثِهِ وَحَدِيثِ أَخِيهِ ، وَقَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الله : يَرْوُي عَنِ الْحَسَنِ كُلَّ مُعْضَلَةٍ . وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : وَاهٍ.@

(1/209)

292- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ فِي الْخَيْرِ ، وَسَائِرُ النَّاسِ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ.

قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ.

وَقَوْلُهُ : وَلاَ خَيْرَ فِي سَائِرِ النَّاسِ أَيْ فِي بَقِيَّةِ النَّاسِ بَعْدَ الْعَالِمِ وَالْمُتَعَلِّمِ ، وَهُوَ قَرِيبُ الْمَعْنَى مِنْ قَوْلِهِ : الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرُ الله وَمَا وَالاَهُ ، وَعَالمًا وَمُتَعَلِّمًا.

293- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا أبو هَمَّام ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنْ رَجُلٍ - سَمَّاهُ أَبُو هَمَّامٍ ، فَانْقَطَعَ فِي كِتَابِي - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَيمَنَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ خَرَجَ يُرِيدُ عِلْمًا يَتَعَلَّمُهُ ، فُتِحَ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَفَرَشَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ أَكْنَافَهَا ، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ ، وَحِيتَانُ الْبُحُورِ ، وَلِلْعَاِلِم مِنَ الْفَضْلِ عَلَى الْعَابِدِ ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى أَصْغَرِ كَوْكَبٍ فِي السَّمَاءِ ، الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا ، وَلاَ دِرْهَمًا ، وَلَكِنَّهُمْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَ بِالْعِلْمِ فَقَدْ أَخَذَ بِحَظِّهِ ، مَوْتُ الْعَالِمِ مُصِيبَةٌ لاَ تُجْبَرُ ، وَثُلْمَةٌ لاَ تُسَدُّ ، وَهُوَ نَجْمٌ طُمِسَ ، مَوْتُ قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عَالِمٍ.@

(1/210)

قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ دُونَ قَوْلِهِ مَوْتُ الْعَالِمِ ... إِلَى آخِرِهِ , وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، بِهِ.

وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ عِنْدِي بِمُتَّصِلٍ ، إِنَّمَا يُرْوى عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ .

قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : وَمِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ في صحيحه ، وغيرهم.

قَالَ : وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ ، عْنَ يَزِيدَ بْنِ سَمُرَةَ ، عَنْهُ وَعَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَمُرَةَ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْهُ قَالَ . الْبُخَارِيُّ : هَذَا أَصَحُّ .

وَرُوِيَ غَيْرُ ذَلِكَ ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ذَكَرْتُ بَعْضَهُ فِي مُخْتَصَرِ السُّنَنِ ، وَبَسَطْتُهُ فِي غَيْرِهِ ، وَالله أَعْلَمُ.

7- باب ما جاء في الرحلة في طلب العلم

فيه حديث ابن عباس وسلمان سيأتيا في كتاب علامات النبوة في باب : ما كان عند أهل الكتب من أمر نبوته صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

294- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا معاذ ، حَدَّثَنَا مكنس , حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي حسين قال : كان ابن عباس يأتي أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في طلب العلم فيقال له : إنه نائم ، فنوقظه لك ؟ قال لا ، ويضع ثوبه تحت رأسه وينام على بابه حتى يخرج.@

(1/211)

294/2- رواه أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا جرير ، عن يَعْلَى ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما قبض رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قلت لرجل من الأنصار : فلنسأل أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فإنهم اليوم كثير ، فقال : واعجبًا لك يا ابن عباس ! أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من فيهم ؟ قال : فتركت ذلك ، فأقبلت أسأل أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن الحديث ، فإن كان ليبلغني عن الرجل فنأتيه وهو قائل ، فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب ، فيخرج فيراني فيقول : يا ابن عم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما جاء بك ؟ ألا أرسلت إليَّ فآتيك ؟! فأقول : لا ، أنا أحق أن آتيك ، فأسأله عن الحديث ، فعاش ذلك الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني ، فقال : هذا الفتى كان أعقل مني.

هذا إسناد رجاله ثقات ، ويعلى هو ابن حكيم الثقفي ، وجرير هو ابن حازم ، ويزيد هو ابن هارون.

295- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الأَعْمَى ، يُحَدِّثُ ، عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ ، يَقُولُ : خَرَجَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - وَهُوَ بِمِصْرَ - يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثٍ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَيْرُهُ ، وَغَيْرُ عُقْبَةَ فلما قدم أتى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري , وهو أمير مصر ، فأخبر به فعجل إليه فعانقه ثم قال : ما جاء بك يا أبا أيوب ؟ فقال : حديث سمعته من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم غيري وغير عقبة ، فَابْعَثْ إِلَيَّ مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى مَنْزِلِهِ ، قَالَ : فَبَعَثَ مَعَهُ ، مَنْ يَدُلُّهُ عَلَى مَنْزِلِ عُقْبَةَ ، فَأُخْبِرَ عُقْبَةُ بِهِ فَعَجَّلَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَعَانَقَهُ ، وَقَالَ : مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا أَيُّوبَ ؟ فَقَالَ : حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ سَمِعَهُ غَيْرِي وَغَيْرُكَ فِي سَتْرِ الْمُؤْمِنِ ، قَالَ عُقْبَةُ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ سَتَرَ مُؤْمِنًا فِي الدُّنْيَا عَلَى خِزْيَةٍ ، سَتَرَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوبَ : صَدَقْتَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى رَاحِلَتِهِ ، فَرَكِبَهَا رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَمَا أَدْرَكَتْهُ جَائِزَةُ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ إِلاَّ بِعَرِيشِ مِصْرَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ أَبِي سَعْدٍ - وَقِيلَ : أَبِي سَعِيدٍ - الْمَكِّيِّ الأَعْمَى.@

(1/212)

296- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : رَكِبَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ ، وَهُوَ أَمِيرٌ بِمِصْرَ ، فَذَكَرَ شَيْئًا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَوَّابِ فَسَمِعَ صَوْتَهُ ، فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ ، فَقَالَ : إِنِّي لَمْ أَجِئْكَ زَائِرًا ، إِنَّمَا جِئْتُكَ لِحَاجَةٍ ، أَتَذْكُرُ كَذَا وَكَذَا ، أَتَذْكُرُ يَوْمَ قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ عَلِمَ مِنْ أَخِيهِ سَيْئةً فَسَتَرَهُ ، سَتَرَهُ الله بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَانْصَرَفَ.

296/2- قَالَ : وَأَنْبَأنا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ عْوَنٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عُقْبَةَ ، وَمَسْلَمَةَ بنحوه غير أنه قَالَ : أَتَذْكُرُ يَوْمَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ عَلِمَ مِنْ أَخِيهِ شَيْئًا ... .

296/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هَارُونُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ فَارع ، أَنَّ أَبَا صَيَّادٍ ، حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ مَسْلَمَةَ يَوْمًا نِصْفَ النَّهَارِ ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَى مَسْلَمَةَ ، فَقَالَ : يَا مَسْلَمَةُ ، فَأَمَرَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ جَارِيَةً لَهُ ، فَقَالَ : انْظُرِي مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَتْ : شَيْخٌ قَدِمَ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ ، فَقَالَ : ادعي لِي مَسْلَمَةَ ، فَقَالَتْ : أَدْعُو لَكَ الأَمِيرَ ؟ فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَتْهُ ، فَقَالَ : ارْجِعِي إِلَيْهِ فَسَلِيهِ ، مَنْ أَنْتَ ؟ فَرَجَعَتْ ، فَقَالَ : أَنَا فُلاَنٌ ، فَقَامَ مَسْلَمَةُ سَرِيعًا ، وَكَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ مُؤْمِنٍ وَإِنِّي شَكَكْتُ فِيهَا ، وَكَانَ أَقْرَبُ الْقَوْمِ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا لأَتَثَبَّتَ ، قُمْ مَعِي يَا مَسْلَمَةُ إِلَيْهِ ، قَالَ : بَلْ أُرْسِلُ إِلَيْهِ فَيَأْتِينِي ، فَقَالَ لَقَدْ أَعْجَبَكَ سُلْطَانُكَ ، فَمُرَّ أَبَا صَيَّادٍ يَنْطَلِقُ مَعِي إِلَى عُقْبَةَ ، فَلَمَّا رَآهُ عُقْبَةُ رَحَّبَ بِهِ ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ مُؤْمِنٍ ، سَتَرَهُ الله مِنْ حَرِّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَقَالَ عُقْبَةُ : هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.@

(1/213)

296/4- قُلْتُ : وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، وابْنِ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ... فَذَكَرَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ أَنِيسٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْقِيَامَةِ فِي بَابِ : الجنة ، إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.

296/5- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى أَبُو هِشَامٍ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى مِصْرَ ، فَقَالَ لِحَاجِبِ أَمِيرِهَا : قُلْ لِلأَمِيرِ يَخْرُجُ إِلَيَّ ! فَقَالَ الْحَاجِبُ : مَا قَالَ لَنَا أَحَدٌ هَذَا مُنْذُ نَزَلْنَا هَذَا الْبَلَدَ غَيْرُكَ ، إِنَّمَا كَانَ يُقَالُ : اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى الأَمِيرِ ، قَالَ : ائتهِ فَقُلْ لَهُ : هَذا فَلاَنٌ بِالْبَابِ ، قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِ الأَمِيرُ ، فَقَالَ : إِنَّمَا أَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِيمَنْ يَسْتُرُ عَوْرَةَ مُسْلِمٍ.

297- وقال أبو يَعْلَى الموصلي : حَدَّثَنَا الحسن بن عُمَر بن شقيق بن أسماء الجرمي ، حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان الضبعي , عن أبي عمران الجوني ، حَدَّثَنَا جندب قال : أتيت المدينة ابتغاء العلم ، وإذا الناس في مسجد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حلق حلق يتحدثون ، قال : فجعلت أمضي إلى الحِلَق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبين كأنما قدم من سفر ، فسمعته يقول : هلك أصحاب العقد ورب الكعبة ولا آسى عليهم ، قالها ثلاث مرات ، قال : فجلست إليه فتحدث مما قضي له ، ثم قام ، فلما قام سألت عنه ، قلت : من هذا ؟ قالوا : هذا أُبيُّ بن كعب سيد المسلمين ، فتبعته حتى أتى منزله ، فإذا هو رث المنزل ورث الكسوة يشبه بعضه بعضا ، فسلمت عليه ، فردَّ عليَّ السلام ، ثم سألني ممن أنت ؟ قلت : من أهل العراق ، قال : أكثر شيء سؤالا . قال : فلما قال ذلك غضبت فجثوت على ركبتي واستقبلت القبلة ورفعت يدي ، فقلت : اللهم إنا نشكوهم إليك ، إنا ننفق نفقاتنا ، وننصب أبداننا ، ونرحل مطايانا ابتغاء العلم ، فإذا لقيناهم تجهمونا ،@

(1/214)

وقالوا لنا فبكى أُبي ، وجعل يترضاني وقال : ويحك لم أذهب هناك ، ثم قال : إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولا أخاف فيه لومة لائم ، ثم أراه قام ، فلما قال ذلك انصرفت عنه ، وجعلت أنتظر الجمعة لأسمع كلامه ، قال : فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي ، فإذا السكك غاصة بالناس ، لا آخذ في سكة إلاَّ يلقاني الناس ، قلت : ما شأن الناس ؟ قالوا : نحسبك غريبًا . قلت : أجل ، قالوا : مات سيد المسلمين أُبيُّ بن كعب ، قال : فلقيت أبا موسى بالعراق ، فحدثته بالحديث ، فقال : والهفاه ألا كان بقي حتى يُبلغنا مقالة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

هذا إسناد رجاله ثقات.

8- باب سماع الحديث وتبليغه بأدب والتطيب له

298- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ ، فَقُلْنَا : مَا بَعَثَ إِلَيْهِ إِلاَّ لِشَيْءٍ سَأَلَهُ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : أَجَلْ سَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْتُهَا أَوْ سِمِعْنَاهَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : نَضَّرَ الله امْرَأ سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا ، فَحِفَظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ، ثَلاَثُ خِصَالٍ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا : إِخْلاَصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الأَمْرِ ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مَنْ وَرَائَهُمْ ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الآخِرَةَ جَمَعَ الله شَمْلَهُ ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا فَرَّقَ الله أَمْرَهُ ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ وَسَأَلْناهُ عَنْ صَلاَةِ الْوُسْطَى ، فَقَالَ : هِيَ الظُّهْرُ.@

(1/215)

298/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ ، حَدَّثَنِي عمْر بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فُلاَنٍ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانٍ ... فَذَكَرَهُ.

298/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ... فَذَكَرَهُ .

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ بِتَقْدِيمٍ وَتَأْخِيرٍ .

وَرَوَى صَدْرَهُ إِلَى قَوْلِهِ : لَيْسَ بِفَقِيهٍ ، أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَحَسَّنَهُ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِزِيَادَةٍ عَلَيْهِمْ ، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ أَبَانٍ ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ قِصَّةَ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى .

299- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْخِيفِ مِنْ مِنًى ، فَقَالَ : نَضَّرَ الله عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا ، ثُمَّ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا ، فَرُبَّ حَامِلِ فَقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لاَ فِقْهَ لَهُ ، ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنُ : إِخْلاَصُ الْعَمَلِ ، وَالنَّصِيحَةُ لأُولِي الأَمْرِ ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكُونُ مِنْ وَرَائِهِ.

299/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مَنْ وَرَائِهِمْ.

299/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مسلم ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ.

299/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/216)

299/5- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ دُونَ قَوْلِهِ : ثَلاَثٌ لاَ يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ ... إِلَى آخِرِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَبْدِ السَّلاَمِ ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي الْجَنُوبِ ، لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ عَبْدُ السَّلاَمِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ.

299/6- فَقَدْ رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ : عَنْ عَبْدِ الله بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ... فَذَكَرَهُ.

وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.

قُلْتُ : إِنَّمَا أَخَرَجَ الْبُخَارِيُّ لِنُعَيْمٍ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ ، وَإِنَّمَا رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ ، كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْكَلاَمِ عَلَى زَوَائِدِ ابْنِ مَاجَةَ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ مَجْهُولٌ مَا عَلِمْتُهُ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

300- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي هزَان ، عَنْ مُعَاوِيَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّمَا أَنَا مُبَلِّغٌ وَالله ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَهْدِي ، وَقَاسِمٌ ، وَالله تَعَالَى يُعْطِي ، فَمَنْ بَلَّغَهُ عَنِّي بِحُسْنِ هُدًى وَحُسْنِ رَعَةٍ ، فَذَلِكَ الَّذِي يُبَارِكُ الله لَهُ ، وَمَنْ بَلَّغَهُ عَنِّي بِسُوءٍ رَعَةٍ وَسُوءِ هُدًى ، فَذَاكَ الَّذِي لاَ يُبَارِكُ الله لَهُ ، وَهُوَ كَالآكِلِ لاَ يَشْبَعُ .@

(1/217)

301- قال : وَحَدَّثَنَا أبو أحمد الزبيري ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن البراء - هو ابن عازب - قال : ليس كل ما نحدثكموه سمعناه من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولكن حدثنا أصحابنا وكانت تشغلنا رعية الإبل.

301/2- قال أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا معاوية بن هشام ، حَدَّثَنَا سفيان ... فذكره.

302- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، سَمِعْتُ شَيْخًا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عْبَدِ الله ، يَقُولُ : كَانَ فِي كَلاَمِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَرْتِيلٌ وَتَرْسِيلٌ.

302/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ... فَذَكَرَهُ.

وَهُوَ إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

303- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ الْجَرِيرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ - شَكَّ الْجَرِيرِيُّ - أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، لَيْسَ لِعَرَبِيِّ عَلَى عَجَمِيِّ فَضْلٌ إِلاَّ بِتَقْوَى الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ - قَالَ الْجَرِيرِيُّ : أَحْسَبُهُ قَالَ : وَأَعْرَاضَكُمْ - عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، غَير سَعِيدَ بْنَ إِيَاسٍ الْجَرِيرِيَّ فإنهِ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ ، وَلَمْ يَعْلَمْ حَالَ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنَ عَطَاءٍ ، هَلْ رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الاِخْتِلاَطِ ، أَوْ بَعْدَهُ ، فَيَتَوَقَّفُ فِي حَدِيثِهِ .

وَسَيَأْتِي لِهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدٌ فِي كِتَابِ الْحَجِّ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.

304- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَثَلُ الَّذِي يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ فَيُحَدِّثُ بِشَرِّ مَا سَمِعَ ، مَثَلُ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا ، فَقَالَ : يَا رَاعِي ، أَجْزِرْنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا شَاةً ، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ.

قُلْتُ : عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ضَعِيفٌ.@

(1/218)

305- قال : وَحَدَّثَنَا أبو الربيع الزهراني ، حَدَّثَنَا نوح بن قيس ، حَدَّثَنَا يزيد الرقاشي ، عن أنس قال : كنا قعودًا مع نبي الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - فعسى أن يكون قال : ستين رجلا - فيحدثنا الحديث ، ثم يدخل لحاجته فيراجعه بيننا هذا ، ثم هذا فيقوم كأنما زرع في قلوبنا.

قلت : يزيد بن أبان الرقاشى ضعيف.

306- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يزيد بن زريع ، حَدَّثَنَا حسين المعلم قال : كان محمد بن سيرين يتحدث فيضحك ، فإذا جاء الحديث خشع.

307- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا المقدمي عَبد الله , حَدَّثَنَا جعفر ، عن ثابت ، قال : كنت إذا أتيت أنسًا دعا بطيب فمسح بيديه وعارضيه.

9- باب في الصدق وتحريم الكذب على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وفيمن رد شيئا من أمره

308- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزَّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَقُولُ : وَالله مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَلاَ أَكُونَ أَوْعَاهُمْ لِحَدِيثِهِ ، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.@

(1/219)

308/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، يَقُولُ : مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَلاَ أَكُونَ أَوْعَى أَصْحَابِهِ ، وَلَكِنْ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ... فَذَكَرَهُ.

308/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ ... بِهِ.

309- قال الطيالسى : وَحَدَّثَنَا شعبة ، أخبرني عون بن أبي جحيفة ، سمعت أبي يقول : سمعت عليًّا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يقول : إِن أحدثكم عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فلأن أخر من السماء أحب إليَّ أن أقول على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مالم يقل ، وإِذْ أحدثكم برأي فإن الحرب خدعة.

309/2- رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا إسماعيل بن موسى ، حَدَّثَنَا الربيع بن سهل الفزاري ، حدثني سعيد بن عبيد ، عن علي بن ربيعة : سمعت عليًّا على المنبر وأتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين مالي أراك تستحيل على الناس استحالة الرجل على إبله ، أبعهد من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أم شيء رأيته ؟ قال : والله ما كذبت ولا كذبت ، ولا ضللت ، ولا ضل بي ، بل عهد من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عهده إليَّ ، وقد خاب من أفترى.

هذا إسناد رجاله ثقات.@

(1/220)

310- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيُّ ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

قُلْتُ : أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ ضَعِيفٌ ، وَاسْمُهُ : عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ.

311- قَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا فُضَيْلٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، لِيُضِلَّ بِهِ النَّاسَ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .

312- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا ابن هُبَيْرَةُ ، سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ حِمْيَرَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ الأَنْصَارِيَّ وَهُوَ عَلَى مِصْرَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَيَتَبَوَّأْ مَضْجَعًا أَوْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.

313- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ , سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .

314- قَالَ : وَحَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

314/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/221)

314/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، وَاسْمُ أَبِي الْفَيْضِ : مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ.

315- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ ، قَالَ : خَرَجْتُ أَنَا وَأَصْحَابٌ لِي حُجَّاجًا ، فَقُلْنَا لَوْ مَرَرْنَا بِأَبِي سَعِيدٍ - صَاحِبِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - قَالَ : وَكَانَ وَقَعَ فِي قُلُوبِنَا مِنْ رَأْيِ الْخَوَارِجِ ، فَقُلْنَا : يَا صَاحِبَ رَسُولِ الله ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ فِي أَهْلِ الأَحْدَاثِ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

قُلْتُ : رَوَى ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ ، حَسْبُ دُونَ بَاقِيهِ مِنْ طَرِيقِ مُطَرَّفٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ .

316- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَنَا مُسْلِمٌ - مَوْلَى خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَةَ - أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَرْفَطَةَ ، قَالَ لِلْمُخْتَارِ : هَذَا رَجُلٌ كَذَّابٌ ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ.

316/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِهِ : قَالَ لِلْمُخْتَارِ هَذَا رَجُلٌ كَذَّابٌ.

316/3- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/222)

317- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إِنَّ الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ ، يُبْنَى لَهُ بَيْتٌ فِي النَّارِ.

قلت : إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

317/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ ... فَذَكَرَهُ.

318- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ ، أَوِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ مَقْعَدًا قِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، وَهَلْ لَهَا عَيْنَانِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، : {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} فَكَفَفْنَا عَنِ الْحَدِيثِ ، حَتَّى أَنْكَرَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِنَا ، فَقَالَ لَنَا : مَالِي لاَ أَسْمَعُكُمْ تُحَدِّثُونَ ؟ قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، وَكَيْفَ نَتَحَدَّثُ وَقَدْ قُلْتَ وَنَحْنُ لاَ نُقِيمُ الْحَدِيثَ ، نُقَدِّمُ وَنُؤَخِّرُ ، وَنَزِيدُ وَنَنْقُصُ ؟ قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ عَنَيْتُ ، إِنَّمَا عَنَيْتُ مَنْ أَرَادَ عَيْبِي وَشَيْنَ الإِسْلاَمِ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، خَالِدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ يَكْتُبُ حَدِيثَهُ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَخَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالذَّهَبِيُّ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ ، وَيَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ.

319- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبَرَجْمِيُّ ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ بَشِيرٍ ، حَدَّثَنِي الْفَزِعُ ، حَدَّثَنِي الْمُنَقَّعُ ، قَالَ :@

(1/223)

قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، هَذِهِ صَدَقَةُ إِبِلِنَا ؟ قَالَ : فَأَمَرَ بِهَا فَقُسِّمَتْ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ فِيهَا مَا بَيْنَ هَدِيَّةٍ لَكَ وَصَدَقَةٍ ، قَالَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اعزلها : فَعُزِلَتِ الْهَدِيَّةُ عَنِ الصَّدَقَةِ ، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ، وَخَاضَ النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مِصْرَ أَوْ مُضَرَ - شَكَّ زَحْمُوَيْهِ - فَمُصَدِّقُهُمْ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ لَنَا لَغِنًى ، وَمَا عِنْدَ أَهْلِي مِنْ مَالٍ ، أَفَلاَ أُصَدِّقُهُمْ قَبْلَ أَنْ أَقْدَمَ عَلَى أَهْلِي ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِذَا هُوَ عَلَى نَاقَةٍ ، وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ هَوِيَ إِلَيَّ ، قَالَ : فَكَفَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا أَنَّكَ بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مِصْرَ - أَوْ مُضَرَ - فَمُصَدِّقُهُمْ ، قَالَ : فَرَفَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَدَيْهِ ، حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إبطيه ، ثُمَّ قَالَ : اللهم لاَ أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ.

قَالَ الْمُنَقَّعُ : فَمَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ كِتَابٌ أَوْ جَرَتْ بِهِ سُنَّةٌ كذب عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ ، فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ ؟!

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، الْفَزِعُ ، وَعِصْمَةُ بْنُ بِشْيرٍ ، قَالَ فِيهِمَا الدَّارَقُطْنِيُّ : مَجْهُولاَنِ في خَبَرُ مُنْكَرٌ ، وَسَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبَرَجْمِيُّ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.

320- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارثِ ، حَدَّثَنَا دُجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ الْيَرْبُوعِيُّ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا شَيْخٌ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ جَالِسٌ - يُقَالُ لَهُ : سَالِمٌ أَوْ أَسْلَمُ - قَالَ : كُنْتُ أُسَافِرُ مَعَ عُمَرَ وَأَرْحَلُ لَهُ ، فَكَانَ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْنَا : لَوْ حَدَّثْتَنَا ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .

320/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ، عَنِ الدُّجَيْنِ ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

قُلْتُ : مَدَارُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى دُجَيْنٍ أَبِي الْغُصْنِ الْبَصْرِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(1/224)

320/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الدُّجَيْنِ ... فَذَكَرَهُ.

321- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رَضِيَ الله عَنْهُ - سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا ، بَنَى الله لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

قُلْتُ : قِصَّةُ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ فِي الصَّحِيحِ.

322- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَكِينٍ السَّنَدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

قَالَ الْفَضْلُ : كَانَ سُلَيْمَانُ هَذَا كوفيًا ثِقَةً.

323- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى النَّخَعِيُّ ، حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ ، فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَأَوْسَعَ لَهُ الْمُغِيرَةُ ، فَقَالَ : هُنَا فَاجْلِسْ ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ ، فَقَالَ سَعِيدٌ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.@

(1/225)

324- قال : وَحَدَّثَنَا وهب بن بقية ، حَدَّثَنَا حماد بن زيد ، قال : لقنت سلمة بن علقمة حديثًا ، فحدثني به ، فرجع فيه ثم قال : إذا أردت أن يكذب صاحبك فلقنه.

325- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا جَارِيَةُ بْنُ هَرَمٍ الْفَقِيمِيُّ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ دَارِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيُّ ، سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الأَنْمَارِيَّ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، أَوْ رَدَّ شَيْئًا أَمَرْتُ بِهِ ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، عَبْدُ الله بْنُ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيُّ الْحِمْصِيُّ : ضَعَّفَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ فَمَا أَجَادَ.

326- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله : عَسَى أَنْ يُكَذِّبَنِي رَجُلٌ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ ، يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي فَيَقُولُ : مَا قَالَ رَسُولُ الله دَعْ هَذَا ، وَهَاتِ مَا فِي الْقُرْآنِ.

قَالَ إِسْمَاعِيلُ : فَحَدَّثْتُ بِهِ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ ، فَقَالَ : لاَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : قُلْتُ : فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ ، فَأَتَيْنَا الْحَسَنَ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ ، فَقَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ.

قُلْتُ : يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرَّقَاشِيُّ ، ضَعِيفٌ.@

(1/226)

327- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا شباب بْنُ خَيَّاطِ - هو خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ - العصفري - حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله الْفَزَارِيُّ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفِ , عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله الْعَرْزَمِيُّ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ ، قَالَ ابْنُ حِبَّانَ : رَدِيءُ الْحِفْظِ ، تَرَكَهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَالْقَطَّانُ وَابْنُ مَعِينٍ , وَقَالَ السَاجِيُّ : أَجْمَعَ أَهْلُ النَّقْلِ عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ ، عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ.

328- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا يزيد ، حَدَّثَنَا أبو هلال ، عن حميد ، عن يونس بن جبير ، عن أنس بن مالك قال : قال أبو موسى : جهزني فإني خارج يوم كذا وكذا . قال : فجاء ذلك اليوم وقد بقي بعض جهازه ، فقال : أفرغت ؟ قلت : بقي شيء يسير ، قال : فإني خارج . قلت : أصلح الله الأمير لو أقمت حتى تفرغ من بقية جهازك ، قال : لا إني أكره أن أكذب أهلي فيكذبوني ، وأن أخونهم فيخونوني.

هذا إسناد رجاله ثقات.

10- باب نقد أهل الحديث لحديث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم والتثبت فيه وتعظيمه

329- قال أبو داود الطيالسي : حَدَّثَنَا صالح بن رستم أبو عامر الخزاز ، حَدَّثَنَا سيار أبو الحكم ، عن الشعبي ، عن علقمة قال : كنا عند عائشة فدخل عليها أبو هريرة فقالت : يا أبا هريرة أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة لها ربطتها لم تطعمها ولم تسقها ؟ فقال أبو هريرة : سممعته منه - يعني النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - فقالت عائشة : أتدري ما كانت المرأة ؟ قال : لا . قالت : إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة ، إن المؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هرة ، فإذا حدثت عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فانظر كيف تحدث.@

(1/227)

329/3- رواه أحمد بن حنبل في مُسْنَده : حَدَّثَنَا ، سليمان بن داود أبو داود الطيالسي ... فذكره.

330- قال أبو داود الطيالسي : وَحَدَّثَنَا المسعودي ، حَدَّثَنَا مسلم البطين ، عن عَمْرو بن ميمون قال : اختلفت إلى عَبد الله سنة لا أسمعه يقول فيها : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إلاَّ أنه جرى ذات يوم حديث ، فقال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فعلاه كرب وجعل العرق يتحدر عن جبينه ، ثم قال : إما فوق ذلك ، وإما قَرُبت من ذلك.

330/2- رواه ابن أبي عُمَر ، عن المقرئ ، عن المسعودي ... فذكره.

هذا إسناد صحيح ، رواه ابن ماجه في سننه من طريق مسلم البطين ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن عَمْرو بن ميمون قال : ما أخطأني ابن مسعود عشية خميس ... فذكره ، ولم يقل : فجعل العرق يتحدر عن جبينه.

331- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، حدثني عَمْرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن أبي عَبد الرحمن ، عن علي قال : إذا حدثتكم عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فظنوا به الذي هو أهيأ وأهدى وأتقى ، وخرج بَعْدَ مَا ثوب المكتوبة لصلاة الغداة فقال : هذا حين وتر حسن.

هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.@

(1/228)

331/2- رواه ابن ماجه في سننه : عن محمد بن بشار ، عن يحيى بن سعيد ... فذكره دون قوله : وخرج بعد ما ثوب إلى آخره.

331/3- ورواه أبو داود الطيالسي في مُسْنَده عن شعبة به.

331/4- ورواه أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا أبو قطن ، حَدَّثَنَا شعبة ... فذكره.

332- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، عن عَمْرو بن مرة ، عن عَبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قلنا لزيد بن أرقم : يا أبا عمرو ألا تحدثنا ؟ قال : قد كبرنا ونسينا ، والحديث عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شديد.

هذا إسناد صحيح.

333- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الأرقم بن شرحبيل ، عن ابن عباس قال : إذا حدثتكم عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حديثًا فلم تجدوا تصديقه في كتاب الله ولم تجدوه في أخلاق الناس حسنًا فأنا به كاذب.

هذا إسناد رجاله ثقات ، إلاَّ أن أبا إسحاق ، واسمه عَمْرو بن عَبد الله لم يذكر سماعًا من أرقم بن شرحبيل.

334- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ أَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ أَتَاهُ عَنِّي حَدِيثٌ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ ، فَيَقُولُ : اتْلُوا عَلَيَّ قُرْآنًا ، مَا جَاءَكُمْ عَنِّي مِنْ خَيْرٍ قُلْتُهُ أَوْ لَمْ أَقُلْهُ ، فَأَنَا أَقُولُهُ وَمَا أَتَاكُمْ عَنِّي مِنْ شَرٍّ ، فَإِنِّي لاَ أَقُولُ شَرًّا.

334/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا سُرَيْجٍ ، وَخَلَفٌ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ... فَذَكَرَهُ .

وَهَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ وَالآفَةُ مِنْهُ مِنْ أَبِي مَعْشَرٍ.@

(1/229)

335- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ ، وَأَبِي أُسَيْدٍ ، أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تَعْرِفُهُ قُلُوبُكُمْ ، وَتَلِينُ لَهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ قَرِيبٌ فَأَنَا أَوْلاَكُمْ بِهِ ، وَإِذَا سَمِعْتُمُ الْحَدِيثَ عَنِّي تُنْكِرُهُ قُلُوبُكُمْ ، وَتَنْفِرُ مِنْهُ أَشْعَارُكُمْ وَأَبْشَارُكُمْ ، وَتَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْكُمْ بَعِيدٌ ، فَأَنَا أَبْعَدُكُمْ مِنْهُ.

335/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ... فَذَكَرَهُ.

335/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ... فَذَكَرَهُ.

336- قال أبو يعلى : وَحَدَّثَنَا أحمد بن إسحاق الباهلي ، حَدَّثَنَا ابن داود ، حَدَّثَنَا عاصم بن رجاء بن حيوة ، عن يزيد بن أبي مالك وربيعة بن يزيد ومكحول ، أن أبا الدرداء كان إذا حدث عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حديثًا قال : هكذا أو شكله.

336/2- قال : وَحَدَّثَنَا أبو عبد الله المقدمي ، حَدَّثَنَا عَبد الله بن داود ، عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن مكحول ، عن يزيد بن أبي مالك , وعن ربيعة , عن أبي الدرداء ... فذكره موقوف.

336/3- قال : وَحَدَّثَنَا محمد بن قدامة ، حَدَّثَنَا معن بن عيسى ، حَدَّثَنَا معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي الدرداء به.@

(1/230)

11- باب في حسن السؤال ونصح العالم وتعلم العلم النافع والنهي عن المسائل المغلطات أو عن ما لم يقع.

337- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخِشْخَاشِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ : فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ فَقَالَ : أَصَلَّيْتَ ؟ قُلْتُ : لاَ قَالَ : قُمْ فَصَلِّ ، فَصَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، اسْتَعِذْ بِالله مِنَ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، قُلْتُ : وَهَلْ لِلإِنْسِ شَيَاطِينُ ؟ قَالَ : نَعَمْ يَا أَبَا ذَرٍّ ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ، قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ الله بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، قَالَ : قُلْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله ، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله فالصَّلاَةُ ؟ قَالَ : خَيْرُ مَوْضُوعٍ ، فَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ ، وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ ، قُلْتُ : فَالصَّوْمُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : فَرْضٌ مُجْزِي ، قُلْتُ : فَالصَّدَقَةُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ ، وَعِنْدَ الله مَزِيدٌ ، قُلْتُ : فَأَيُّهَا أَفْضَلُ ؟ قَالَ : جُهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ وَسِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ : قلت يَا رَسُولَ الله ، أَيُّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : {الله لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قُلْتُ : فَأَيُّ الأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : أَدَمُ ، قُلْتُ : أَوَ نَبِيٌّ كَانَ ؟ قَالَ : نَعَمْ مُكَلِّمٌ ، قُلْتُ : كَمِ كان الْمُرْسَلِينَ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : ثَلاَثُمِئَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا.

قُلْتُ : رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الصُّغْرَى مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي عُمَرَ مقتصرًا منه على ذكر الاِسْتِعَاذَةُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ حَسْبُ.

337/2- وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ ، عَنْ @

(1/231)

يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ الله جَالِسًا وَحْدَهُ ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهُوَ لاَ يَرَانِي ، وَأَقُولُ مَا خَلاَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَكَذَا وَحْدَهُ ، إِلاَّ وَهُوَ عَلَى حَاجَةٍ أَوْ عَلَى وَحْيٍ ، فَجَعَلْتُ أُؤامِر نَفْسِي أَنْ آتِيهِ ، فَأَبَتْ نَفْسِي إِلاَّ أَنْ آتِيهِ فَجِئْتُ فَسَلَّمْتُ ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَجَلَسْتُ طَوِيلاً لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيَّ ، وَلاَ يُكَلِّمُنِي ، قَالَ : قُلْتُ : قَدْ كَرِهَ رَسُولُ الله مُجَالَسَتِي ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : رَكَعْتَ الْيَوْمَ ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : قُمْ فَارْكَعْ ، فَقُمْتُ فَرَكَعْتُ مَا شَاءَ الله ، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ ، فَمَكَثْتُ طَوِيلاً لاَ يُكَلِّمُنِي ، فَقُلْتُ : قَدْ كَرِهَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُجَالَسَتِي ، ثُمَّ الْتَفَتَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ قُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : اسْتَعِذْ بِالله مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالْجِنِّ ، فَقُلْتُ : بِأَبِي أنت وَأُمِّي وَلِلإِنْسِ شَيَاطِينُ ؟ قَالَ : أَلَيْسَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ : {شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ...} الآيَةَ ؟ ثُمَّ الْتَفَتَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ قُلْتُ : لَبَّيَكَ يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْتُ : بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَالَ : قُلْ لاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله ، ثُمَّ أَضْرَبَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى طَالَ ذَلِكَ مِنْهُ ائَتْنَفْتُ الْحَدِيثَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلاَةِ فَمَا الصَّلاَةُ ؟ قَالَ : خَيْرُ مَوْضُوعٍ ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، فَمَا الصَّوْمُ ؟ قَالَ : فَرْضٌ مُجْزِي ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ ، الله فَمَا الصَّدَقَةُ ؟ قَالَ : أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ ، وَعِنْدَ الله الْمَزِيدُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، فَأَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِالله ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، فَأَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : مَنْ أُهْرِيقَ دَمُهُ وَعُقِرَ جَوَادُهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَغْلاَهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : جُهْدُ مُقِلٍّ وَالسِّرُّ إِلَى الْفَقِيرِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، فَإِنْ لَمْ أجِد ما أتصدق به قال : تُعِينُ ضَعِيفًا وتَصْنَعُ لأخْرَقَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ؟ قَالَ : فَتَكُفَّ هَذَا - وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ - فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ حَسَنَةٌ يَتَصَدَّقُ بِهَا الْمَرْءُ عَلَى نَفْسِهِ .

قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أَيُّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : آيَةُ الْكُرْسِيِّ .

قَالَ : وَتَدْرِي مَا مَثَلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فِي الْكُرْسِيِّ ؟ قُلْتُ : لاَ ، إِلاَّ أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : مَثَلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فِي الْكُرْسِيِّ كَحَلَقَةٍ مُلْقَاةٍ فِي فَلاَةٍ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْكُرْسِيِّ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، كَفَضْلِ الْفَلاَةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلَقَةِ .@

(1/232)

قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، كَمْ كَانَ الأَنْبِيَاءُ ؟ قَالَ : كَانُوا مِئَةَ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرِينَ أَلْفًا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، وَكُلُّهُمْ كَانُوا رَسُولاً ؟ قَالَ : لاَ ، كَانَ الرُّسُلُ مِنْهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ وَثَلاَثَمِئَةِ رَجُلٍ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، فَأَيُّهُمْ كَانَ أَوَّلَ ؟ قَالَ : آدَمُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، وَنِبيٌّ كَانَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، جَبَلَ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، تُرْبَتَهُ ، وَخَلَقَهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، وَكَلَّمَهُ قَبْلاً .

ثُمَّ كَثُرَ النَّاسُ حَوْلَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَبْخَلِ النَّاسِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

337/3- وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَنَا مَعْبَدٌ أَخْبَرَنِي فُلاَنٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ ، عَنْ عْوَفِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - أَوْ جَلَسَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَيْهِ - فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ أَصَلَّيْتَ الضُّحَى ؟ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ وَفِيهِ : إِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ مْنَ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ.

337/4- ورَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ ... فَذَكَرَهُ دُونَ الْحَوْقَلَةِ.

337/5- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ هِلاَلٍ الْعَبْدِيِّ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ عْوَفِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنَّهُ قَعَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - أَوْ قَعَدَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - فَقَالَ : أَصَلَّيْتَ الضُّحَى ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : قُمْ فَأَذِّنْ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، قَالَ : فَقُمْتُ وَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ جِئْتُ ، قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، تَعَوَّذْ بِالله مِنْ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، فَذَكَرَ حَدِيثَ الطَّيَالِسِيِّ بِتَمَامِهِ ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ : إِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ لَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ.

337/6- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.

337/7- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

337/8- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/233)

337/9- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا مَعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ ، عْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْمَسْجِدِ جَالِسًا ، وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنْ يَنْزِلَ ، فَاقْتَصَرُوا عَنْهُ حَتَّى جَاءَ أَبُو ذَرٍّ ، فَاقْتَحَمَ ، فَأَتَى فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، هَلْ صَلَّيْتَ الْيَوْمَ ؟ قَالَ : لاَ . قَالَ : قُمْ فَصَلِّ ، فَلَمَّا صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتِ الضُّحَى ، أَقْبَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، تَعَوَّذْ بِالله تعالى مِنْ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي عُمَرَ بِتَمَامِهِ.

337/10- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عبد الله الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ ، وَابْنُ قتيبة - وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ - قَالُوا : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عْنَ جَدِّي ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ بِزِيَادَةٍ طَوِيلَةٍ جِدًّا.

338- وقال محمد بن يحيى بن أبي عُمَر : حَدَّثَنَا بشر بن السري ، حَدَّثَنَا مهدي بن ميمون ، عن محمد بن عَبد الله بن أبي يعقوب ، عن بشر بن شَغَاف ، عن عَبد الله بن سلام قال : لما كان حين فتحت نهاوند أصاب المسلمون سبايا من اليهود ، فأقبل رأس الجالوت فتلقى سبايا اليهود ، وأصاب رجل من المسلمين جارية وضيئة صبيحة ، فقال لي : هل لك أن تمشي معي إلى هذا الإنسان عسى أن يثمن لي في هذه الجارية ، فانطلقت معه فدخلت على شيخ مستكبر له ترجمان ، فقال لترجمانه : سل هذه الجارية ، هل وقع عليها هذا العربي ؟ قال : ورأيت أنه غار حين رأى حسنها ، فراطنها بلسانه ففهمت الذي قال ، قال : فقلت له : لقد أثمت بما تجد في كتابك بسؤالك هذه الجارية عما وراء ثيابها ، فقال لي : كذبت ، وما يدريك ما بكتابي ؟@

(1/234)

قال : قلت : أنا أعلم بكتابك منك ، قال : أنت أعلم بكتابي مني ! قلت : نعم ، أنا أعلم بكتابك منك ، قال من هذا ؟ قالوا : عَبد الله بن سلام . قال : فانصرفت من عنده ذلك اليوم ، فأرسل إليَّ رسولا ليأتيني بعزمة ، وبعث إليَّ بدابة ، قال : فانطلقت إليه احتسابًا رجاء أن يسلم ، فحبسني عنده ثلاثة أيام أقرأ عليه التوراة ويبكي ، فقلت له : إنه والله هو النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الذي تجدونه في كتابكم . فقال : فكيف أصنع باليهود ؟ قال : قلت : إن اليهود لن يغنوا عنك من الله شيئًا ، فأبى أن يسلم وغلب عليه الشقاء.

هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ، بشر بن شغاف ، وثقه ابن معين والعجلي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وأخرج له هو والحاكم في صحيحيهما ، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم.

339- قال : وَحَدَّثَنَا سفيان , عن ابن طاووس ، عن أبيه أن معاوية قال لابن عباس : أعلى ملة ابن أبي طالب أنت ؟ قال : لا ولا على ملة ابن عفان قال معاوية : فعلى ملة من أنت ؟ قال : على ملة محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

هذا إسناد رجاله ثقات.

340- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا محمد بن بشار ، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر ، حَدَّثَنَا شعبة ، عن عَمْرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن رجل من بني عبس قال : كنت مع سلمان فمررنا بدجلة فقال : يا أخا بني عبس ، انزل فاشرب ، فنزل فشرب ، ثم قال : انزل فاشرب ، فنزل فشرب ، فقال : يا أخا بني عبس ، ما نقص شرابك من دجلة ؟ قال : ما عسى أن ينقص شرابي من دجلة ، قال : كذلك العلم لا يفنى ، فعليك منه بما ينفعك ، ثم ذكر كنوز كسرى ، قال : إن الذي أعطاكموه وخولكموه وفتحه لكم لممسك خزائنه ومحمد حي ، قد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مدّ مِنْ طعام ؟ ففيم ذاك يا أخا بني عبس ! ثم مررنا ببيادر بدرًا ، فقال : إن الذي أعطاكموه وخولكموه لممسك خزائنه ومحمد حي ، قد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مد من طعام ، ففيم ذاك يا أخا بني عبس !.

هذا إسناد ضعيف , لجهالة التابعي.@

(1/235)

341- قال : وَحَدَّثَنَا زهير ، حَدَّثَنَا ابن فضيل ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : ما رأيت قومًا كانوا خيًرا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما سألوه إلاَّ عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض ، كلهن من القرآن ، منهن : و {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} و {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} ما كانوا يسألون إلاَّ عن ما كان ينفعهم.

هذا إسناد رجاله ثقات.

342- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عِيسَى ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عْنَ عْبَدِ الله بْنِ سَعد ، عَنِ الصَّنَابِحِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ الْمَغْلُطَاتِ .

342/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَعد ، عَنِ الصَّنَابِحِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْغَلُوطَاتِ .

342/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الصَّنَابِحِيِّ ، عْنَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْغَلُوطَاتِ.

قُلْتُ : ذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِهِ هَكَذَا وَأَعَادَهُ فِي مُسْنَدِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَجَعَلَهُ مِنْ مُسْنَدِهِ , وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ الصَّنَابِحِيِّ.

وَالْغَلُوطَاتِ : جَمْعُ غَلُوطَةٍ ، وَيُرْوَى الأُغْلُوطَاتِ ، قَالَ الأَوْزَاعِيُّ : الْغَلُوطَاتُ شَدَائِدُ الْمَسَائِلِ وَصِعَابُهَا.

وَقَالَ صَاحِبُ الْغَرِيبِ : هِيَ الْمَسْأَلَةُ الْعَوِيصَةُ ، يُغْتَرُّ بِهَا عَلَى الْعُلَمَاءِ ، يُقْصَدُ تَغْلِيطُهُمْ أَوِ الْعَويِصَةُ الَّتِي لاَ تَنْفَعُ فِي الدِّينِ.@

(1/236)

343- وقال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا أبو هشام المخزومي ، حَدَّثَنَا وهيب ، أَنْبَأَنَا داود ، عن عامر- هو الشعبي - قال : سئل عمار عن مسألة فقال : كان هذا بعد ؟ قالوا : لا . قال : دعونا حتى يكون ، فإذا كان تجشمناها لكم.

هذا موقوف ، رجاله ثقالت وهو صحيح إن كان الشعبي سمع من عمار.

344- قَالَ : وَأْنَبَأنا أَبُو خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلاَنَ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تُعَجِّلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا ، فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا لَمْ يَنْفَكَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ مَنْ إِذَا قَالَ وُفِّقَ - أَوْ قَالَ سُدِّدَ - وَإِنَّكُمْ إِنِ اسْتَعْجَلْتُمْ بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا ، ذَهَبَ بِكُمُ السُّبُلُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا.

344/2- قَالَ : وَأَنْبَأنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زْيَدٍ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ طَاوُوسًا عَنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ : أَكَانَ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّ أَصْحَابَنَا أَخْبَرُونَا عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، أَنَّهُ قَالَ : لاَ تَسْتَعْجِلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا ... فَذَكَرَ مِثْلَهُ ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

12- باب في الفتوى ومجالسة العالم وتوقيره والنهي عن تكليفه وما يسأل عنه

345- قال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا ابن علية ، عن الجريري ، عن ثمامة بن حزن قال : كنت عند أبي ، فجاء رجل فقال : إني ما رأيت عَبد الله بن عَمْرو أمس فأخاف@

(1/237)

أن يكون مقتني ، فأحب أن تسأله لي عن شيء ، قال : اذهب أنت فاستفته ، قال : وعبد الله قائم بين يدي فسطاطه بمنى إذ جاء رجل إلى الفضاء ، فأتاه ثم رجع ، قال : فأخبرنا حين جاء قال : قلت : يا عَبد الله بن عَمْرو ، أفتنا ياعبد الله بن عَمْرو ، أفتنا ، ياعبد الله بن عَمْرو أفتنا ، قال : لا تقل بهذا إلاَّ حقًّا - وأشار إلى لسانه - ولا تعمل بهذا إلاَّ صالحًا - يعني يده - تدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب ، قال : قلت : جوَّزت في الفتيا ، قال : إنك جئت وأنا أريد الكعبة ، وقد نشر برداي- أوحلتي - وإن قلت ذلك لقد أوتي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وسط أمره ، فقيل له : قم فجوز ، فقام فجوز ، فكان أجوز من قبله ومن بعده ، قال : قلت : يا عَبد الله بن عَمْرو ، من كل ذنب يقبل الله التوبة ؟ قال : نعم.

هذا إسناد رجاله ثقات وسعيد بن إياس الجريري وإن اختلط بآخره ، فإن إسماعيل ابن علية روى عنه قبل الاختلاط ، ومن طريقه روى مسلم في صحيحه.

346- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عْنَ أَبِي نَضْرَةَ ، عْنَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، وَأُبَيَّ بْنَ كْعَبٍ ، اختلفا في الرجل يصلي ، فقال أبي : يصلي في ثوب واحد ، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : فِي ثْوَبَيْنِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ - رَضِيَ الله عَنْهُ - فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا ، فَقَالَ : رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اخْتَلَفَا فِي فُتْيَا وَاحِدٍ فَبِأَيِّ الْقَوْلَيْنِ يصَدَرَ النَّاسُ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا إِنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَ أُبَيٌّ ، وَلَمْ يَأْلُو ابْنُ مَسْعُودٍ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

347- وقال إسحاق بن راهويه : أَنْبَأَنَا أبو أسامة ، حَدَّثَنَا أبو سنان عيسى بن سنان ، عن يَعْلَى بن شداد بن أوس قال : ذكر معاوية الفرار من الطاعون في خطبته ، فقال عبادة بن الصامت : كذبت ، أمك هند هي أعلم منك ، فأتم خطبته ، ثم صلى ، ثم أرسل إلى عبادة فنفرت الأنصار معه ، فاحتبسهم ودخل عبادة ، فقال له@

(1/238)

معاوية : ألم تتق الله وتستحي إمامك كذبتني على المنبر ، فقال عبادة : أليس قد علمت أني بايعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ليلة العقبة أني لا أخاف في الله لومة لائم ، فكيف إذا كذبت على الله ، ثم خرج معاوية عند العصر فصلى ، ثم أخذ بقائمة المنبر فقال : يا أيها الناس إني ذكرتُ لكم حديثًا على المنبر فكذبني عبادة ، فدخلت البيت فسألت ، فإذا الحديث كما يحدثني عبادة فاقتبسوا منه ، فإنه أفقه مني.

هذا إسناد حسن ، عيسى بن سنان الحنفي أبو سنان القسملي الفلسطيني ، اختلف كلام ابن معين فيه ، وقال أبوزرعة ويعقوب بن سفيان : لين الحديث . وقال العجلي : لا بأس به . وقال النسائي : ضعيف . وقال ابن خراش : صدوق . وذكره ابن حبان في الثقات ، والعقيلي والساجي في الضعفاء.

ويعلى بن شداد وثقه ابن سعد ، وذكره ابن حبان في الثقات وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح.

وأبو أسامة هو حماد بن أسامة.

348- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ ، عَنْ عْمَرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : المجالس ثَلاَثَةٌ : سَالِمٌ ، وَغَانِمٌ ، وَشَاجِبٌ.

348/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ ، حَدَّثَهُ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ رِشْدِينَ ، وَابْنِ لَهِيعَةَ.

349- قال : وَحَدَّثَنَا أبو كريب ، حَدَّثَنَا إسحاق بن سليمان ، عن أبي سنان ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : إن كان ليأتي عليَّ السنة أريد أن أسأل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن شيء فأتهيب منه ، وإن كنا لنتمنى الأعراب.@

(1/239)

350- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا السكن بن نافع ، عن عمران بن حدير ، عن أبي مجلز قال : كان عَبد الله بن عُمَر يقول : يا أيها الناس إليكم عني ، إني كنت مع من هو أعلم مني ، ولو كنت أعلم أني أبقى حتى يفتقر إليَّ لتعلمت لكم ، إليكم عني.

هذا إسناد فيه مقال ؟ السكن بن نافع قال فيه أبو حاتم : شيخ . وباقي رجال الإسناد ثقات.

351- قَالَ الْحَارِثُ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْجَعِيِّ ، عْنَ سَالِمٍ ، عْنَ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْعَبْدَ لَيُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ فَضْلِ عِلْمِهِ ، كَمَا يُسْأَلُ عَنْ فَضْلِ مَالِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ.

13- باب ما جاء في الحث على المذاكرة والنهي عن تركها وسكنى القرى وما جاء في البر والإثم

352- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا إسماعيل ، أَنْبَأَنَا الجريري وأبو مسلمة ، عن أبي نضرة قال : كان أبو سعيد الخدري يقول : تحدثوا فالحديث يذكر الحديث.

352/2-- قال : وَحَدَّثَنَا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن أبي نضرة قال : كنا نأتي أبا سعيد الخدري فيقول : تحدثوا فإن الحديث يهيج الحديث.@

(1/240)

352/3- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا روح ، عن كهمس بن الحسن ، عن أبي نضرة قال : قلت : لأبي سعيد أكتبنا ، فقال : لن أكتبكم ، خذوا عنا كما كنا نأخذ عن نبي الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم . وكان أبو سعيد يقول : تحدثوا ، فإن الحديث يذكر بعضه بعضًا.

353- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : أطيلوا ذكر الحديث حتى لا يدرس.

هذا إسناد رجاله ثقات.

354- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا حُيَيٌّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عْنَ عَبْدِ الله بْنِ عْمَرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلاَّ اللَّبَنَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ بَيْنَ الرَّغْوَةِ وَالصَّرِيحِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ : لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ لَهِيعَةَ

لِهَذَا الْحَدِيثِ شَاهِدٌ يُوَضِّحُهُ وَهُوَ مَا رَوَاهُ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : هِلاَلُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ ! قَالُوا : مَا الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ ؟ قَالَ : يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ ، فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غْيَرِ تَأْوِيلِهِ ، وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ فَيَتْرُكُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيُبْدُونَ.

وَسَيَأْتِي بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ فِي بَابِ : مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غْيَرِ مَا أُنْزِلَ.

355- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ بَدْرِ بْنِ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ الأَطْوَلِ – بصري - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرِ بْنِ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ الأَطْوَلِ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بِتُسْتَرَ ، يَزُورُهُمْ ، فَيُقِيمُ يَوْمَ دُخُولِهِ ، وَالثَّانِي ، وَيَخْرُجُ فِي الثَّالِثِ ، فَيَقُولُونَ لَهُ : لَوْ أَقَمْتَ ؟ فَيَقُولُ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - أَوْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - يَنْهَى عَنِ التَّنَاوةِ ، فَمَنْ أَقَامَ ببَلَدِ الْخَرَاجِ ثلاثا فَقَدْ تَنَأَ ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُقِيمَ.

قُلْتُ : قَالَ صَاحِبُ الْغَرِيبِ ، التِّنَاوَةُ صَوَابُهُ : التِّنَاءَة ، أَيْ تَرْكُ الْمُذَاكَرَةِ فِي الْعِلْمِ وَالسُّكْنَى فِي الْقُرَى.@

(1/241)

356- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ بَدَا جَفَا.

356/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

357- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْجَنَدِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ بَدَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرَيْنِ فَهِيَ أَعْرَابِيَّةٌ.

هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفُ الإِسْنَادِ.

358- قَالَ : وَأْنَبَأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، قَالَ : الْبَدَاوَةُ شَهْرَانِ فَمَا زَادَ فَهُوَ تَعَرُّبٌ .

هَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.

359- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يزيد بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَبِي عبد السلام ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عْبَدِ الله بْنِ مُكْرِزٍ ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَنَا أُرِيدُ أَلاَ أَدَعَ شَيْئًا مِنَ الْبِرِّ وَالإِثْمِ إِلاَّ سَأَلْتُهُ عَنْهُ ، فَجَعَلْتُ أَتَخَطَّى النَّاسَ ، فَقَالُوا : إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : دَعُونِي أدنوا مِنْهُ ، فَقَالَ : ادْنُ يَا وَابِصَةُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ ، فَقَالَ : يَا وَابِصَةُ أُخْبِرُكَ عَمَّا جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْهُ أَوْ تَسْأَلُنِي ؟ فَقُلْتُ : أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهَا فِي صَدْرِي ، وَيَقُولُ : يَا وَابِصَةُ ، اسْتَفْتِ نَفْسَكَ ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتُوكَ.@

(1/242)

359/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْمِعْوَلِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.

359/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتُوكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

قُلْتُ : مَدَارُ هَذِهِ الطُّرُقِ عَلَى أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الله ، وَهُوَ مَجْهُولٌ

360- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَدِّمِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، قَالَ : تَرَاءَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمَسْجِدِ الْخِيفِ ، فَقَالَ لِي أَصْحَابُهُ : إِلَيْكَ يَا وَاثِلَةُ - أَيْ : تَنَحَّ عَنْ وْجَهِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دَعُوهُ ، فَإِنَّمَا جَاءَ لِيَسْأَلَ ، قَالَ : فَدَنَوْتُ ، فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله ، لِتَفْتِنَا عَنْ أَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ مِنْ بَعْدِكَ ، قَالَ : لِتُفْتِكَ نَفْسُكَ قُلْتُ : وَكَيْفَ لِي بِذَاكَ ؟ قَالَ : دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يُرِيبُكَ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ ، قُلْتُ : وَكَيْفَ لِي بِعِلْمِ ذَلِكَ ؟ قَالَ : تَضَعُ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِكَ ، فَإِنَّ الْقَلْبَ يَسْكُنُ لِلْحَلاَلِ ، وَلاَ يَسْكُنُ لِلْحَرَامِ ، وَإِنَّ وَرَعَ الْمُسْلِمِ يَدَعُ الصَّغِيرَ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ ، فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا الْعَصَبِيَّةُ ؟ قَالَ : الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ قُلْتُ : فَمَنِ الْحَرِيصُ ؟ قَالَ : الّذِي يَطْلُبُ الْمَكْسَبَةَ فِي غَيْرِ حِلِّهَا قُلْتُ : فَمَنِ الْوَرِعُ ؟ قَالَ : الَّذِي يَقِفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ قُلْتُ : فَمَنِ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ قُلْتُ : فَمَنِ الْمُسْلِمُ ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ . قُلْتُ : فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ : كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ.

قُلْتُ : رَوَى أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ قِصَّةَ الْعَصَبِيَّةِ حَسْبُ مِنْ طَرِيقِ فَسِيلَةَ ، عْنَ أَبِيهَا وَاثِلَةَ ، بِهِ.@

(1/243)

14- باب ما جاء في النهي عن كتابة الحديث وجواز الكتابة

361- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا عيسى بن يونس ، حَدَّثَنَا الأوزاعي ، عن أبي كريز السري أنه سمع أبا هريرة يقول : لا تكتم ولا تكتب.

362- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الحلبي ، قَالَ : قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمَلاَئِيِّ : اكْتُبْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَ لاَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ ، قَالَ : لاَ تَكْتُبُوا فَتَتَّكِلُوا ، ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَنَحْنُ نَكْتُبُ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا يَا مُعَاذُ ؟ قُلْنَا : سَمِعْنَاهُ مِنْكَ يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : لِيَسْلَمْ هَذَا الْقُرْآنُ مِمَّا سِوَاهُ فَمَا كَتَبْنَا شَيْئًا بَعَدُ.

هَذَا مُنْقَطِعٌ.

363- وقال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا وكيع ، عن طلحة بن يحيى ، عن أبي بردة قال : كتبت عن أبي كتابًا ، فقال أبي : لولا أن فيه من كتاب الله لأحرقته ، ثم دعا بمركن - أو إجانة - فغسله ، ثم قال : عِ عني ما سمعت مني فإني لم أكتب عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كتابًا ، وقال : كدت أن تهلك أباكَ.

هذا إسناد رجاله ثقات.

364- قال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : وَحَدَّثَنَا عبد الأعلى ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : قلت لأبي سعيد : إنك تحدثنا عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حديثًا عجبًا وإنا نخاف أن نزيد فيه أو ننقص منه ، أفلا تكتبناه ؟ قال : لن أكتبكموه ، ولن نجعله قرآنا ، ولكن خذوه عنا كما أخذناه عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.

واسم أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة العبدي ، والجريري هو سعيد بن إياس أبو مسعود ، اختلط بأخرة ، لكن عبد الأعلى روى عنه قبل الاختلاط ، ومن طريقه روى له الشيخان في صحيحيهما ، كما أوضحته في تبيين حال المختلطين.@

(1/244)

365- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سْعَدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عْبَدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ ، عْنَ عْبَدِ الله بْنِ عْمَرٍو ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي أُحِبُّ أْنَ أَعِيَ حَدِيثَكَ ، وَلاَ يَعِيَهُ قَلْبِي فَأَسْتَعِينُ بِيَمِينِي ؟ قَالَ : إِنْ شِئْتَ.

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ مُخْتَلَفٌ فِيهِ ، وَبَاقِي رِجَالُ الإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ هُوَ أَبُو عْبَدِ الرَّحِيمِ الْمِصْرِيُّ.

366- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عْنَ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله ؟ فَغِضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا ، قَالَ : وَالله مَا كُلُّ مَا نُحَدِّثُكُمْ سَمِعْنَاهُ ، وَلَكِنْ كَانَ لاَ يَتَّهِمُ بَعْضُنَا بَعْضًا .

367- قال : وَحَدَّثَنَا الهيثم ، حَدَّثَنَا محمد بن شعيب وصدقة بن خالد ، عن عتبة بن أبي حكيم ، عن يزيد الرقاشي قال : كنا إذا أكثرنا على أنس في الحديث أتانا بمخال له ، فألقاها إلينا ، فقال : هذه أحاديث سمعتها من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وكتبتها وعرضتها.

قلت : يزيد بن أبان الرقاشى ضعيف.

368- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَحَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَلِيكَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، أُقَيِّدُ الْعِلْمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ.

قُلْتُ : عَبْدُ الله بْنُ الْمُؤَمَّلِ ضَعَّفُوهُ ، وَابْنُ أَبِي مَلِيكَةَ هُوَ عَبْدُ الله بْنُ عُبَيْدِ الله بْنِ أَبِي مَلِيكَةَ.@

(1/245)

369- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مُجْلِزٍ ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ نُهَيْكٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : فَكُنْتُ أَكْتُبُ بَعْضَ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُ جِئْتُ بِالْكُتُبِ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : هَذَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ : شَيْخٌ ، وَبَاقِي رِجَالُ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

370- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضبعي ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : قُلْتُ لإِبْرَاهِيمَ : إِنَّكَ تُحَدِّثُنِي فَأَسْنِدْهُ لِي ، قَالَ : مَا قُلْتُ لَكَ قَالَ عَبْدُ الله : فَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ الله ، وَإِذَا سَمَّيْتَ فَهُوَ مَنْ سَمَّيْتَ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

15- باب فيمن جاء بالخبر الصالح أو الخبر السوء وفيمن تحمل في الجاهلية وهو مشرك وحدث به في الإسلام , وفيمن ترك التحديث مخافة أن يخالف , وفيمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر

371- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْمَدَنِيِّ ، عْنَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْخَبَرُ الصَّالِحُ يَجِيءُ بِهِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ ، وَالْخَبَرُ السُّوءُ يَجِيءُ بِهِ الرَّجُلُ السُّوءُ .@

(1/246)

371/2- وَبِهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُخْطِىء الرَّجُلُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ يُوسُفَ بْنِ عَطِيَّةَ.

372- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ الْعُدْوَانِيِّ ، عْنَ أَبِيهِ ، أَنَّهُ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَشْرَفِ ثَقِيفٍ ، وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى قَوْسٍ أَوْ عَصَا حِينَ أَتَاهُمْ يَبْتَغِي عِنْدَهُمُ النَّصْرَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ : {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} حَتَّى خَتَمَهَا ، قَالَ : فَوَعَيْتُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا مُشْرِكٌ ، ثُمَّ قَرَأْتُهَا فِي الإِسْلاَمِ ، قَالَ : فَدَعَتْنِي ثَقِيفٌ ، فَقَالُوا : مَا سَمِعْتَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ مَنْ مَعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ : نَحْنُ أَعْلَمُ بِصَاحِبنَا ، لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ مَا يَقُولُ حَقًّا لاَتَّبَعْنَاهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ ابْنِ حِبَّانَ.

373- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا شيبان ، حَدَّثَنَا أبو هلال ، حَدَّثَنَا حميد ، عن عمران ين الحصين قال : سمعت من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أحاديث سمعتها وحفظتها ، فما يمنعني أن أحدث بها وما أرى من أصحابي يخالفوني فيها.

374- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عْنَ سْهَلِ بْنِ سْعَدٍ ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : عِنْدَ الله خَزَائِنُ اِلْخَيْر وَالشَّر ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلْتُهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ مِغْلاَقًا لِلشَّرِّ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلْتُهُ مِغْلاَقًا لِلْخَيْرِ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْمَدَنِيُّ ، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ ، وَابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ الْمَدِينِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَقَالَ الْحَاكِمُ : يرْوي عَنْ أَبِيهِ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً . وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ : أَجْمَعُوا عَلَى ضَعْفِهِ.

رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الله بْنِ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ... فَذَكَرَهُ بِدُونِ قَوْلِهِ : عِنْدَ الله خَزَائِنُ الْخَيْر وَالشَّر مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ .@

(1/247)

16- باب في جواز التحديث عن بني إسرائيل والنهي عن سؤال أهل الكتاب وكتابة كتبهم , والنهي عن النظر في النجوم

375- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مَعَاوِيَةَ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ حَسَّانٍ الْجُعْفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَلاَ حَرَجَ ، فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الأَعَاجِيبِ.

هَذَا إِسْنَادٌ مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ رَبِيعَةَ بْنِ حَسَّانٍ.

376- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عْبَدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عْنَ شَيْءٍ ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ ضَلُّوا ، فَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ ، أو تُكَذِّبُوا بِحَقٍّ ، وَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَا حَلَّ لَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي.

376/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ ... فَذَكَرَهُ.

376/3- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ وَغَيْرُهُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - هُوَ ابْنُ زَيْدٍ - عَنْ مُجَالِدٍ ... فَذَكَرَهُ .

وَمُجَالِدٌ ضَعِيفٌ.@

(1/248)

377- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عْبَدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ ، عْنَ خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَةَ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ ، إِذْ أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ عْبَدِ الْقَيْسِ مَسْكَنُهُ بِالسُّوسِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَنْتَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ الْعَبْدِيُّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَضَرَبَهُ بِعَصَا مَعَهُ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : مَا لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : اجْلِسْ ، فَجَلَسَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {الر , تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ، إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تْعَقِلُونَ ، نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ثَلاَثًا ، وَضَرَبَهُ ثَلاثًا فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : أَنْتَ الَّذِي نَسَخْتَ كُتُبَ دَنْيَالَ قَالَ : مُرْنِي بِأَمْرِكَ أَتَّبِعْهُ قَالَ : انْطَلِقْ فَامْحُهُ بِالْحَمِيمِ وَالصُّوفِ الأَبْيَضِ ، ثُمَّ لاَ تَقْرَأْهُ أَنْتَ ، وَلاَ تُقْرِئْهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَلَئِنْ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قَرَأْتَهُ ، أَوْ أَقْرَأْتَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، لأُهْلِكَنَّكَ عُقُوبَةً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اجْلِسْ ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا ، فَانْتَسَخْتُ كِتَابًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فِي أَدِيمٍ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ الله : مَا هَذَا الَّذِي فِي يَدِكَ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، كِتَابٌ نَسَخْتُهُ لِنَزْدَادَ بِهِ عِلْمًا ، فَغَضِبَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ، ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلاَةِ جَامِعَةً ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : أَغْضَبْ نَبِيَّكُمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، السِّلاَحَ السِّلاَحَ , فَجَاؤُوا حَتَّى أَحْدَقُوا بِمِنْبَرِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ ، وَاخْتُصِرَ لِي الْكَلاَمُ اخْتِصَارًا ، وَلَقَدْ أَتَيْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً فَلاَ تَهَيَّكُوا ، وَلاَ يَغُرَّنَّكُمُ الْمُتَهَيِّكُونَ قَالَ عُمَرُ : فَقُمْتُ فَقُلْتُ : رَضِيتُ بِالله رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِكَ رَسُولاً ، ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٌ.

378- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُعَاذٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ الأَصَمُّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ.

قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ.@

(1/249)

قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : الْمَنْهِيُّ عَنْهُ مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ ، هُوَ مَا يَدَّعِيهِ أَهْلُهَا مِنْ مَعْرِفة الْحَوَادِثِ الآتِيَةِ فِي مُسْتَقْبَلِ الزَّمَانِ ، كَمَجِيِءِ الْمَطَرِ ، وَوُقُوعِ الثَّلْجِ ، وَهُبُوبِ الرِّيحِ ، وَتَغَيُّيرِ الأَسْعَارِ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَدْرِكُُونَ ذَلِكَ بِسَيْرِ الْكَوَاكِبِ وَاقْتَرَانِهَا ، وَافْتَرَاقِهَا ، وَظُهُورِهَا فِي بَعْضِ الأَزْمَانِ دُونَ بَعْضٍ ، وَهَذَا عِلْمٌ اسْتَأْثَرَ الله بِهِ لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ . فَأَمَّا مَا يدرك مِنْ طَرِيقِ الْمُشَاهَدَةِ مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ الزَّوَالُ ، وَجِهَةُ الْقِبْلَةِ ، وَكَمْ مَضَى من الليل والنهار وَكَمْ بَقِيَ ، فَإِنَّهُ غَيْرُ دَاخِلٍ فِي النَّهْيِ ، وَالله أَعْلَمُ.

379- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ ، عَنِ الْعَبَّاسِ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ حِنْدسٍ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي السَّمَاءِ ، وَيَقُولُ : إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ مِنْ أَنْ يُعْبَدَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، آخْرِ مَا عَلَيْهِ ، وَلَكِنْ قَدْ خِفْتُ أَنْ يُضِلَّ مَنْ بَقِيَ مِنْكُمْ بِالنُّجُّومِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ الرَّاوِي عَنِ الْعَبَّاسِ.

17- باب في ذم الدعوى في العلم والقرآن

380- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَظْهَرُ الدِّينُ حَتَّى يُجَاوِزَ الْبِحَارَ ، وَحَتَّى تُخَاضُ الْبِحَارُ بِالْخَيْلِ فِي سَبِيلِ الله ، ثُمَّ يَأْتِي أَقْوَامٌ يَقُولُونَ قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ مَنْ أَقْرَأُ مِنَّا ، وَمَنْ أَفْقَهُ مِنَّا - أَوْ مَنْ أَعْلَمُ مِنَّا - ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : مَا فِي أُولَئِكَ مِنْ خَيْرٍ .

380/2- رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيُّ ، عْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَظْهَرُ الدِّينُ حَتَّى يُجَاوِزَ الْبِحَارَ ، وَحَتَّى تُخَاضُ بالْخَيْلِ فِي سَبِيلِ الله ، قَالَ : فَيَأْتِي قَوْمٌ يَقُولُونَ : مَنْ أَقْرَأُ مِنَّا ؟ مَنْ أَفْقَهُ مِنَّا ؟ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، هَلْ فِي أُولَئِكَ مِنْ خَيْرٍ ؟ فَقَالَ : لاَ , فَقَالَ : أُولَئِكَ مِنْكُمْ ، أُولَئِكَ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ.@

(1/250)

380/3- ورَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عْبَدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَظْهَرُ الدِّينُ حَتَّى يُجَاوِزَ الْبِحَارَ ، وَتُخَاضُ الْبِحَارُ فِي سَبِيلِ الله ، ثُمَّ يَأْتِي مَنْ بَعْدِكُمْ أَقْوَامٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرآنَ ، يَقُولُونَ : قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ مَنْ أَقْرَأُ مِنَّا ، وَمَنْ أَفْقَهُ مِنَّا ، وَمَنْ أَعْلَمُ مِنَّا ؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : هَلْ فِي أُولَئِكَ مِنْ خَيْرٍ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : أُولَئِكَ مِنْكُمْ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ.

380/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

380/5- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيُّ ... فَذَكَرَهُ

380/6- قُلْتُ : وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّي ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبْذِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

وَمَدَارُ الإِسْنَادِ هَذَا عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَسَيَأْتِي بَعْضُهُ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ , ولَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَالْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ لاَ بَأْسَ بِهِ , وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(1/251)

18- باب في الاستذكار للعلم والأمثال

381- قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ العلاء ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا خَافَ أَنْ يَنْسَى شَيْئًا رَبَطَ فِي يَدِهِ خَيْطًا لِيَذَّكَّرَ بِهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَنْبَسَةَ

381/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنْسَى ، فَلْيَقُلْ : الْحَمْدُ لِلَّهِ مُذَكِّرٍ ... .

قُلْتُ : ذَهَبَ مِنَ الْحَدِيثِ ثُلُثُ سَطْرٍ.

382- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي مُسْلِمٍ ، عَنْ رَبْعِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمْثَالاً ، أَرَاهُ وَاحِدَةً ، وَثَلاَثَةً ، وَخَمْسَةً ، وَسَبْعَةً ، وَتِسْعَةً ، وَأَحَدَ عَشَرَ ، وَفَسَّرَ لَنَا مِنْهَا وَاحِدًا وَسَكَتَ عَنْ سَائِرِهَا ، قَالَ : إِنَّ قَوْمًا كَانُوا أَهْلَ ضَعْفٍ وَمَسْكَنَةٍ ، قَاتَلُوا قَوْمًا أَهْلَ جَلَدٍ وعناء ، فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ ، فَاسْتَعْمَلُوهُمْ ، وَسَلَّطُوهُمْ ، وَأَسْخَطُوا رَبَّهُمْ .@

(1/252)

19- باب الزجر عن البدع ومن أن يتعلم العلم لغير وجه الله أو يتعلمه ولا يعمل بعلمه أو يقول ما لا يفعله

383- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمَلاَئِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَحْدَثَ فِي الإِسْلاَمِ حَدَثًا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ الله ، وَالْمَلاَئِكَةِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ، وَلاَ عَدْلٌ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، فَمَا الْحَدث ؟ قَالَ : مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ ، أَوِ امْتَثَلَ مِثْلَة بِغَيْرِ قَوَدٍ ، أَوِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً بِغَيْرِ سُنَّةٍ ، قَالَ : وَالْعَدْلُ : الْفِدْيَةُ ، وَالصَّرْفُ : التَّوْبَةُ.

قُلْتُ : إِسْنَادُهُ حَسَنٌ ، لَكِنْ مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ.

384- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عَلَى عُمَرَ ، فِيهِمُ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ ، سَرَّحَهُمْ وَحَبَسَهُ عِنْدَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ ، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَحْذَرَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيم اللِّسَانِ ، وَإِنِّي تَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ، وَأَرْجُو أَنْ لاَ تَكُونَ مِنْهُمْ ، فَافْرَغ مِنْ ضيْعَتِكَ ، وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ.

384/2- قَالَ حَمَّادٌ : وَقَالَ مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ عُمَرَ ، نَحْوَهُ.

قُلْتُ : حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ وَسَيَأْتِي بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ.

385- قَالَ إِسْحَاقُ : وَحَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عْبَدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي لَسْتُ أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُؤْمِنًا مُوقِنًا ، وَلاَ كَافِرًا مُعْلِنًا ، أَمَّا الْمُؤْمِنُ الْمُوقِنُ فَيَحْجِزُهُ إِيمَانُهُ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ الْمُعْلِنُ فَبِكُفْرِهِ ، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عَالِمًا لِسَانُهُ ، جَاهِلاً قَلْبُهُ ، يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ ، وَيَعْمَلُ مَا تُنْكِرُونَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.@

(1/253)

386- قَالَ إِسْحَاقُ : وَحَدَّثَنَا غَسَّانُ الْكُوفِيُّ ، وَأَبُو بِشْرٍ الأَسَدِيُّ - وَكَانَ جَلِيسَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ - قَالاَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ فِي حَلَقَةٍ : أَيُّكُمْ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَدِيثًا ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ - رَضِيَ الله عَنْهُ - : أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لَسْتُ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِنًا ، وَلاَ كَافِرًا ، أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَمْنَعُهُ إِيمَانُهُ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَمْنَعُهُ كُفْرُهُ ، وَلَكِنَّ رَجُلاً بَيْنَهُمَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، حَتَّى إِذَا دَلَقَ بِهِ يَتَأَوَّلُهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ ، فَقَالَ مَا يَعْمَلُونَ وَعَمِلَ مَا تُنْكِرُونَ فَضَلَّ وَأَضَلَّ.

قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلاَنِيُّ : أَنَا أَظُنُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيَّ فِي الرِّوَايَةِ الأُولَى ، هُوَ إِسْحَاقُ الْمَذْكُورُ فِي الثَّانِيَةِ ، وَإِنَّمَا دَلَّسَهُ بَقِيَّةُ لِضَعْفِهِ .

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ، وَغَيْرُهُ ، انْتَهَى.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، رواه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْبَزَّارُ ، وَرُوَاتُهُ مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ.

387- قَالَ إِسْحَاقُ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بِهْرَامٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عْنَ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُسَايِرُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ ، وَلاَ لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ ، وَلاَ لِتُحَيِّزُوا أَعْيُنَ النَّاسَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ.

فِيهِ انْقِطَاعٌ.@

(1/254)

388- وقال أبو يعلي : حَدَّثَنَا يعقوب ، حَدَّثَنَا عَبد الرحمن بن مهدي ، سمعت شعبة يقول : إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم ، فهل أنتم منتهون.

389- وقال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا أبو معاوية ، عن رجل ، عن طاووس قال : جاء قتادة يجلس إلى طاووس ، فقال طاووس : إن جلست قمت ، فقال : يا أبا محمد تقول هذا لرجل فقيه ؟ قال : إبليس أفقه منه إذ قال : رب بما أغويتني.

389/2- حدثنا أصحابنا ، عن جرير قال : إن كانت الشيعة خشبية فأنا منهم ساجة.

20- باب في كتم العلم

390- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا الْهَجَرِيُّ ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَثَلُ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ ، كَمَثَلِ كَنْزٍ لاَ يُنْفَقُ مِنْهُ فِي سَبِيلِ الله.

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، وَأَبُو عِيَاضٍ هُوَ عَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ الْعَنْسِيُّ ، وَالْهَجَرِيُّ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ مُخْتَلَفٌ فِيهِ.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ.

391- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عْبَدِ الأَعْلَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَجَّمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ ، وَمَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَجَّمًا بِلِجَامٍ مِنَ النَّارِ.

قُلْتُ : رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ مُحْتَجٌّ بِهِمْ فِي الصَّحِيحِ ، رَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالأَوْسَطِ مِنْهُ الشَّطْرَ الأَوَّلَ فَقَطْ.@

(1/255)

21- باب في ذهاب العلم

392- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا كَثِيرٌ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ نَبِيُّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قُلْنَا : وَمَا الْهَرْجُ ؟! قَالَ : الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ قَالَ : فَسَمِعَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَهُوَ يَأْثِرُهَا عَنْ نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّ قَبْضَ الْعِلْمِ لَيْسَ بِشَيْءٍ يُنْزَعُ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ ، وَلَكِنَّهُ فَنَاءُ الْعُلَمَاءِ.

قُلْتُ : هُوَ فِي الصَّحِيحِ غَيْرُ قِصَّةِ الْعِلْمِ.

392/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَرْقَانَ ... فَذَكَرَهُ.

393- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ ، وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ ، حَتَّى يَخْتَلِفَ الرَّجُلاَنِ فِي الْفَرِيضَةِ لاَ يَجِدَانِ مَنْ يُخْبِرُهُمَا.@

(1/256)

قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ . وَسَيَأْتِي بِطُرُقِهِ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ وَفِي الْفَرَائِضِ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو.

22- باب التحذير من الرياء والدعاء بما يذهبه

394- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، وَشَهِدَ بِهِ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ الشِّرْكَ ، فَقَالَ : هُوَ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ الله ، هَلِ الشِّرْكُ أَنْ لا يجْعَلَ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ ؟ فَقَالَ : ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، وَسَأَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ صِغَارُ الشِّرْكِ وَكِبَارُهُ - أَوْ صَغِيرُ الشِّرْكِ وَكَبِيرُهُ - قُلْ : اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ - ثَلاَثَ مَرَّاتٍ .

394/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ في قوله تعالى : {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاء خَلَقُوا كَخَلْقِهِ}@

(1/257)

قَالَ : أَخْبَرَنِي لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، عْنَ أَبِي بَكْرٍ - إِمَّا حَضَرَ ذَلِكَ حُذَيْفَةُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَإِمَّا أَخْبَرَهُ - أَبُو بَكْرٍ - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ الله ، هل الشِّرْكُ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ الله - أْوَ مَا دُعِيَ مَعَ الله ؟ شَكَّ عَبْدُ الْمَلِكِ - قَالَ : ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ يَا صِدِّيقُ ، الشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، أَلاَ أُخْبِرُكَ بِقَوْلٍ يُذْهِبُ صِغَارَهُ وَكِبَارَهُ ، أَوْ صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : قُلِ اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ .

وَالشِّرْكُ أَنْ تَقُولَ : أَعْطَانِي الله ، وَفُلاَنٌ ، وَالنِّدُّ أَنْ يَقُولَ الإِنْسَانُ : لَوْلاَ فُلاَنٌ لَقَتَلَنِي فُلاَنٌ.

394/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ ليث بن أبي سليم ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَعَ أَبِي بَكْرٍ - وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - أَنَّهُ قَالَ : الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ عَنْكَ صَغِيرَ ذَلِكَ وَكَبِيرَهُ ، قُلِ : اللهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ.

394/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ وَفَهْدٌ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ ... فَذَكَرَهُ.

395- قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : وَأَنْبَأنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ أَحْسَنَ صَلاَتَهُ حَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ ، وَأَسَاءَهَا إِذَا خَلاَ ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِهَانَةً يَسْتَهِينُ بِهَا رَبَّهُ.

395/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا مَحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.@

(1/258)

396- قَالَ إِسْحَاقُ : وَأَنْبَأنا الْفَضْلُ بن موسى ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ، فَجَاءَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ سُهَيلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَفِي وَجْهِهِ أَثَرُ السُّجُودِ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقُلْنَا : الزُّبَيْرُ بْنُ سُهَيلِ ، فَقَالَ : وَالله مَا هَذَا السِّيمَا الَّتِي سَمَّاها الله ، وَلَقَدْ سَجَدْتُ عَلَى وَجْهِي مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً فَمَا أَثَّرَ السُّجُودُ بَيْنَ عَيْنَيَّ.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

397- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِي بكرة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ رَائَى , رَائى الله بِهِ .

398- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عْمَرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بعمله سَمَّعَ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ .

398/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، سَمِعْتُ رَجُلاً فِي بَيْتِ أَبِي عُبَيْدَةَ ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرٍو ، يُحَدِّثُ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بعمله ، سَمَّعَ الله بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ ، وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ قَالَ : فَذَرَفَتْ عَيْنَا عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ.

398/3- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ أَبِي عُبَيْدَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرٍو ، يُحَدِّثُ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِأَسَانِيدَ أَحَدُهَا وَالْبَيْهَقِيُّ.

399- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا كَثِيرٌ ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : مَا هَذِهِ النَّجْوَى أَلَمْ أَنْهَكُمْ عَنِ النَّجْوَى ؟ فَقُلْنَا : تُبْنَا إِلَى الله ، أَيْ نَبِيَّ الله ، إِنَّمَا كُنَّا فِي ذِكْرِ الْمَسِيحِ ، وَفَرِقْنَا مِنْهُ ، فَقَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمَسِيحِ عِنْدِي ؟ قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : الشِّرْكُ الْخَفِيُّ ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ بِعَمَلٍ لِمَكَانِ الرَّجُلِ.

قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِاخْتِصَارٍ مِنْ طَرِيقِ رُبَيْحٍ ، بِهِ ، وَرُبَيْحٌ : بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا يَاءٌ آخِرُ الْحُرُوفِ وَحَاءٌ مُهْمَلَةٌ.@

(1/259)

400- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَنْبَأَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةِ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ جَبِلَةَ الْيَحْصَبِيِّ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَنَا أَنَّ قَائِلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، فِيمَ النَّجَاةُ غَدًا ؟ قَالَ : لاَ تُخَادِعِ الله ، قَالَ : وَكَيْفَ نُخَادِعُ الله ؟ قَالَ : أَنْ تَعْمَلَ بِمَا أَمَرَكَ الله بِهِ ، تُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ ، فَاتَّقُوا الرِّيَاءَ ، فَإِنَّهُ الشِّرْكُ بِالله ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِنَّ الْمُرَائِيَ يُنَادَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ : يَا كَافِرُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا خَاسِرُ ، يَا غَادِرُ ، ضَلَّ عَمَلُكَ ، وَبَطَلَ أَجْرُكَ ، وَلاَ خَلاَقَ لَكَ الْيَوْمَ عِنْدَ الله ، فَالْتَمِسْ أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ يَا مُخَادِعُ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : - أَوْ قلنا له - : الله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ، لأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : وَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ شَيْئًا لَمْ أَتَعَمَّدْهُ ، ثُمَّ قَالَ يَزِيدُ : وَأَظُنُّهُ قَرَأَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ : {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ، وَ {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ}.

401- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ ، حَدَّثَنَا يزيد الرَّقَاشِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُجَاءُ بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ بَذَجٌ - وَرُبَّمَا قَالَ : كَأَنَّهُ حمل - فَيَقُولُ الله : يَا ابْنَ آدَمَ ، أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ ، انْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِي ، فَأَنَا أَجْزِيكَ بِهِ ، وَانْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِغَيْرِي ، فَيُجَازِيَكَ عَلَى الَّذِي عَمِلْتَ لَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنَ حِبَّانَ في صحيحه وغيرهما , ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده ، وسيأتي في أول كتاب الصلاة من حديث شداد بن أوس.@

(1/260)

23- باب النهي عن التنطع

402- قال إسحاق بن راهويه : قلت لأبي أسامة : أحدثكم مسعر ؟ قال : أخرج إلي معن بن عَبد الرحمن كتابًا ؟ فحلف لي أنه خط أبيه ، فإذا فيه : قال عَبد الله : والذي لا إله غيره ما رأيت أحدًا كان أشد خوفًا على المتنطعين من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولا بعد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان أشد خوفًا من أبي بكر ، وإني لأرى عُمَر كان أشد خوفًا عليهم ولهم؟.

فأقر به أبو أسامة ، وقال : نعم.

المتنطعون : الغالون ، وقيل : هم المتكلمون بأقصى حلوقهم ، من النطع وهو الغار الأعلى.

24- باب في علم الغيب

403- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَعْلَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ سَبَأٍ مَا هُوَ ؟ فَقَالَ : رَجُلٌ وَلَدَ عَشْرَة قَبَائِلَ ، فَسَكَنَ الْيَمَنِ سِتَّةٌ ، وَالشَّامِ أَرْبَعَةٌ ، فَأَمَّا الْيَمَانِيُّونَ : فَمَذْحِجٌ ، وَكِنْدَةُ ، وَالأَزْدُ ، وَالأَشْعَرِيُّونَ ، وَأَنْمَارٌ ، وَحِمْيَرُ ، وَأَمَّا الشَّامِيُّونَ : فَلَخْمٌ ، وَجِذَامٌ ، وَعَامِلَةُ ، وَغَسَّانُ .

403/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ@

(1/261)

عَبْدِ الله بْنُ هُبَيْرَةَ السبائي ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلٌ عَنْ سَبَأٍ ، أَرَجُلٌ أَمِ امْرَأَةٌ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَلْ هُوَ رَجُلٌ ، وَلَدَ عَشَرَةً ، يَسْكُنُ الْيَمَنَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ ، وَبِالشَّامِ أَرْبَعَةٌ ، فَأَمَّا الْيَمَانِيُّونَ : فَمُذْحِحٌ ، وَكِنْدَةُ ، وَالأَزْدُ ، وَالأَشْعَرِيُّونَ ، وَأَنْمَارٌ ، وَحِمْيَرُ - عربا كُلُّهَا قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَوْ عربا كُلُّهَا يَقُولُ فِيهِمْ غَلَطٌ - فَأَمَّا الشَّامِيَّةُ : فَلَخْمٌ ، وَجِذَامٌ ، وَعَامِلَةُ ، وَغَسَّانُ.

403/3- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ هُبَيْرَةَ السبائي ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : إِنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ سَبَأٍ مَا هُوَ ؟ أَرَجُلٌ أَمِ امْرَأَةٌ ، أَوْ أَرْضٌ ؟ قَالَ : بَلْ هُوَ رَجُلٌ ، وَلَدَ عَشَرَةً ، فَسَكَنَ الْيَمَنَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ ، وَبِالشَّامِ أَرْبَعَةٌ ، فَأَمَّا الْيَمَانِيُّونَ : فَمَذْحِجٌ ، وَكِنْدَةُ ، وَالأَزْدُ ، وَالأَشْعَرِيُّونَ ، وَأَنْمَارٌ ، وَحِمْيَرُ ، وَأَمَّا الشَّامِيَّةُ : فَلَخْمٌ ، وَجِذَامٌ ، وَعَامِلَةُ ، وَغَسَّانُ.

403/4- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ... فَذَكَرَهُ .

وَمَدَارُ هَذِهِ الأَسَانِيدِ عَلَى عَبْدِ الله بْنِ لَهِيعَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .

404- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَبْرَةَ ، عَنْ عْمَرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : مِنْ هَاهُنَا مِنْ مَعَدٍّ فَلْيَقُمْ ؟ قَالَ : فَأَخَذْتُ ثَوْبِي لأَقُومَ ، قَالَ : اقْعُدْ ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ ، فَقُلْتُ : مِمَّنْ أَنَا يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : مِنْ حِمْيَرَ .

404/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَالْحَسَنُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ الْجُهَنِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَعَدٍّ فَلْيَقُمْ فَقُمْتُ ، فَقَالَ : اقْعُدْ فَصَنَعَ ذَلِكَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ أَقُومُ ، فَيَقُولُ : اقْعُدْ فَلَمَّا كَانَ الثَّالِثَةُ ، قُلْتُ : مِمَّنْ نَحْنُ يَا رَسُولَ الله ؟ قَالَ : أَنْتُمْ مَعْشَرَ قُضَاعَةَ مِنْ حِمْيَرَ .

قَالَ عَمْرٌو : فَكَتَمْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً.

وَمَدَارُ إِسْنَادِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَلَى عَبْدِ الله بْنِ لَهِيعَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(1/262)

25- باب في علم التاريخ

405- قال أبو بكر بن أبي شَيْبَة : حَدَّثَنَا عبد الرحيم بن سليمان ، عن عاصم الأحول قال : سأل صبيح أبا عثمان النهدي وأنا أسمع ، فقال له : هل أدركت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قال : فقال : نعم ، أسلمت على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأديت له ثلاث صدقات ولم ألقه ، وغزوت على عهد عُمَر بن الخطاب غزوات ، شهدت فتح القادسية وجلولاء ، وتستر ونهاوند واليرموك وأذربيجان ومهران ورستم ، فكنا نأكل السمن ونترك الودك ، فسألته عن الظروف ، فقال : لم نكن نسأل عنها يعني : طعام المشركين.

406- قال : وَحَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة ، أَنْبَأَنَا علي بن زيد ، عن أنس قال : قدمنا المدينة - وقد مات أبو بكر واستخلف عُمَر - فقلت لعمر : ارفع يدك أبايعك على ما بايعت عليه صاحبك قبلك على السمع والطاعة فيما استطعت .

قلت : علي بن زيد ضعيف .

407- قال : وَحَدَّثَنَا إسحاق بن منصور ، حَدَّثَنَا أبو كدينة ، عن مطرف ، عن المنهال ، عن نعيم بن دجاجة قال : كنت جالسا عند علي ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، إذ جاءه أبو مسعود ، فقال علي : قد جاء فَرُّوخ فجلس ، فقال علي : إنك تفتي الناس ؟ قال : أجل ، وأخبرهم أن الآخر شر. قال : فأخبرني هل سمعت منه شيئًا ؟ قال : نعم ، سمعته يقول : لا يأتي على الناس مئة سنة وعلى الأرض عين تطرف . فقال علي : أخطأت استك الحفرة ، وأخطأت في أول فتياك ، إنما قال ذلك لمن حضره يومئذ ، هل الرخاء إلاَّ بعد المئة ؟!.

407/2- رواه أبو يَعْلَى الموصلي : حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة ... فذكره.@

(1/263)

407/3- قال أبو يعلى : وَحَدَّثَنَا زهير ، حَدَّثَنَا جرير ، عن منصور ، عن عبد الملك ، عن نعيم بن دجاجة الأسدي قال : كنت جالسًا عند علي فدخل عليه أبو مسعود فقال له علي : يا فَرُّوخ ، أنت القائل : لا يأتي على الناس مئة سنة وعلى الأرض عين تطرف ! أخطأت استك الحفرة ، إنما قال : لا يأتي على الناس مئة سنة وعلى الأرض عين مما هو حي اليوم ، وإنما رخاء هذه الأمة ، وفرجها بعد المئة.

407/4- قلت : ورواه أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا محمد بن سابق ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن طهمان ، عن منصور ، عن المنهال بن عَمْرو ... فذكره.

408- وقال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا أبو معاوية ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المُسَيَّب قال. وُلدت لسنتين مضتا من خلافة عُمَر.

هذا إسناد رجاله ثقات.

409- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ دَغْفَلٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ.

دَغْفَلٌ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ

410- قَالَ : وَحَدَّثَنَا هُدْبَةُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ الصَّحِيحِ ، أَنَّهُ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَالَ عقْبَه : وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ : تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ.@

(1/264)

411- قال : وَحَدَّثَنَا عثمان ، حَدَّثَنَا وكيع ، حَدَّثَنَا موسى بن علي ، عن أبيه ، سمعت مسلمة يقول : وُلدت مقدم النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقبض النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأنا ابن عشر.

412- قال : وَحَدَّثَنَا الحسن بن حماد الكوفي ، حَدَّثَنَا مسهر بن عبد الملك بن سلع قال : أخبرني أبي قال : قلت لعبد خير : كم أتي عليك ؟ قال : عشرون ومئة سنة ، قلت : تذكر من أمر الجاهلية شيئًا ؟ قال نعم ، كنا ببلاد اليمن فجاءنا كتاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يدعو الناس إلى خير واسع ، فكان أبي ممن خرج وأنا غلام ، فلما رجع أبي قال لأمي : مري بهذا القدر فليراق للكلاب : فإنا قد أسلمنا . فأسلم.

وقد تقدم في كتاب الإيمان في باب من علم الحق فأسلم.

413- قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ قَيْسِ بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيِّ ، عْنَ أَنَسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ يَأْتِي مِئَةُ سَنَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَمِنْكُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ.

413/2- وَبه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : قَالَ كَانَ أَجْرَأُ النَّاسِ عَلَى مساءلة رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الأَعْرَابَ ، أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ شَيْئًا حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فَأَخَفَّ الصَّلاَةَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الأَعْرَابِيِّ ، وَقَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ ؟ وَمَرَّ بِهِ سَعْدٌ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ هَذَا عُمِّرَ حَتَّى يَأْكُلَ عُمُرَهُ لَمْ يَبْقَ مِنْكُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ.

قُلْتُ : سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ ضَعِيفٌ

وَلأَنَسٍ فِي الصَّحِيحِ : إنْ يَعِشَ هَذَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ عُمْرَهُ لَمْ يَمُتْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَهَذَا أَبْيَنُ لِحَدِيثِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ.@

(1/265)

414- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زَيْدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ نُفَيْلٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُصْعَبٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِئَةٍ .

415- قال : وَحَدَّثَنَا سفيان بن وكيع ، حَدَّثَنَا أبي ، عن عبيد الله ، عن أبي المليح ، حَدَّثَنَا جابر قال : أنزل الله صحف إبراهيم في أول ليلة خلت من رمضان ، وأنزلت التوراة على موسى لست خلون من رمضان ، وأنزل الزبور على داود في إحدى عشرة ليلة خلت من رمضان ، وأنزل القرآن على محمد في أربع وعشرين ليلة خلت من رمضان.

هذا إسناد ضعيف ، لضعف سفيان بن وكيع بن الجراح.

وله شاهد من حديث واثلة بن الأسقع رواه أحمد بن حنبل في مُسْنَده.@

(1/266)

4- كتاب الطهارة

1- باب المياه

416- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا قَيْسٌ ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَتَيْنَا عَلَى غَدِيرٍ فِيهِ جِيفَةٌ ، فَتَوَضَّأَ بَعْضُ الْقَوْمِ ، وَأَمْسَكَ بَعْضُ الْقَوْمِ ، حَتَّى يَجِيءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ ، فَقَالَ : تَوَضَّؤُوا وَاشْرَبُوا ، فَإِنَّ الْمَاءَ لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ.

قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالتِّرْمِذِيُّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ.

417- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عِيسَى ، حَدَّثَنَا الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ رَاشِد بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : إِنَّ الْمَاءَ لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ إِلاَّ مَا غَلَبَ رِيحَهُ أَوْ طَعْمَهُ.

418- قَالَ : وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ كَانَ يَقُصُّ عَلَيْنَا فِي مَسْجِدِ الأَشْيَاخِ قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانُوا فِي مَسِيرٍ ، فَانْتَهَوْا إِلَى غَدِيرٍ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ جِيفَةٌ ، فَأَمْسَكُوا عَنْهُ ، حَتَّى جَاءَهُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، هَذَا الْغَدِيرُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ جِيفَةٌ ! فَقَالَ : اسْقُوا وَاسْتَقُوا ، فَإِنَّ الْمَاءَ يَحِلُّ ، وَلاَ يَحْرُمُ.@

(1/267)

419- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ ، أَنَّ رَجُلاً مِنْهُمْ ، قَالَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّا نَرْكَبُ أَرْمَاثًا فِي الْبَحْرِ ، فَنَحْمِلُ مَعَنَا الْمَاءَ لِلشفه ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِمَائِنَا عَطِشْنَا ، وَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِمَاءِ الْبَحْرِ ، كَانَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْهُ شَيْءٌ ! فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ.

419/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ... فَذَكَرَهُ.

419/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الْكِنَانِيِّ ، عَنْ بَعْضِ بَنِي مُدْلِجٍ ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْكَبُونَ الأَرْمَاثَ فِي الْبَحْرِ لِلصَّيْدِ ، وَيَحْمِلُونَ مَعَهُمْ مَاءً لِلشفه فَتُدْرِكُهُمُ الصَّلاَةُ ، وَهُمْ فِي الْبَحْرِ ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالُوا : إِنْ نَتَوَضَّأْ بِمَائِنَا عَطِشْنَا ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، عَبْدُ الله بْنُ الْمُغِيرَةِ أَرْسَلَ هَذَا الْحَدِيثَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

419/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، أَنْبَأَنَا يَحْيَى ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الْكِنَانِيِّ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ بَعْضَ بَنِي مُدْلِجٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْكَبُونَ الْبَحْرَ ... فَذَكَرَهُ.

420- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن عبيد الله بن عُمَر ، عن عَمْرو بن دينار , عن أبي الطفيل قال : سئل أبو بكر عن ميتة البحر ؟ فقال : هو الطهور ماؤه الحل ميتته.

قلت : وهكذا رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة في مصنفه من طريق عبد الرحيم ، عن عبيد الله بن عُمَر به.

وكذا رواه البيهقي في سننه الكبرى من طريق عَبد الله بن نمير ، عن عبيد الله ... فذكره.@

(1/268)

421- وقال مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا عبد الوارث ، عن يونس ، عن الحسن أنه كان لا يرى بأسًا أن يتوضأ بالماء الذي تروث فيه الدواب وتبول .

422- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْمَاءُ لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ.

422/2- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى ... فَذَكَرَهُ.

423- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْمَاءُ لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ.

423/2- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ... فَذَكَرَهُ.

قَالَ الْبَزَّارُ : لاَ نَعْلَمُهُ رَوَاهُ إِلاَّ شَرِيكٌ.

قُلْتُ : قَوْلُهُ لاَ نَعْلَمُهُ رَوَاهُ إِلاَّ شَرِيكٌ - يَعْنِي : مَرْفُوعًا - وَإِلاَّ فَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ مَوْقُوفًا موقوفا.

423/3- فقال حَدَّثَنَا محمد بن جعفر ، حَدَّثَنَا شعبة ، حَدَّثَنَا يزيد الرشك ، عن معاذة قالت : سألت عائشة عن الغسل من الجنابة ، فقالت : إن الماء لا ينجسه شيء.

424- وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، فَشَرِبَ ثُمَّ تَوَضَّأَ ، ثُمَّ مَجَّهُ فِي الدَّلْوِ مِسكًا - أَوْ أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ - وَاسْتَنْثَرَ خَارِجًا مِنَ الدَّلْوِ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ .@

(1/269)

425- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : كُنَّا نَسْتَحِبُّ أَنْ نَأْخُذَ مِنْ مَاءِ الْغَدِيرِ ، وَنَغْتَسِلُ بِهِ فِي نَاحِيَةٍ , وَقَالَ نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ.

425/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : عَنْ هُشَيْمٌ ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ... فَذَكَرَهُ .

426- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن شعبة ، حَدَّثَنَا قتادة ، عن كريب ، عن ابن عباس في الوضوء من ماء البحر ، قال : هما البحران ، لا يضرك بأيهما بدأت.

هذا إسناد رجاله ثقات.

2- باب منع التطهير بالنبيذ

427- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ لَهُ لَيْلَةَ الْجِنِّ : هَلْ عِنْدَكَ طَهُورٌ ؟ قَالَ : لاَ , إِلاَّ شيء مِنْ نَبِيذٍ فِي إِدَاوَةٍ ، فَقَالَ : هَذِهِ تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ ، وَمَاءٌ طَهُورٌ.

427/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ بِلَفْظِ : قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَيْلَةَ الْجِنِّ : مَا فِي إِدَاوَتِكَ - أَوْ رِكْوَتِكَ ؟ - قُلْتُ : نَبِيذٌ ، قَالَ : ثَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ .@

(1/270)

وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَزَادَ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ.

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي فَزَارَةَ ، بِهِ ... فَذَكَرَهُ مُطَوَّلاً جِدًّا.

وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَسَيَأْتِي فِي عَلاَمة النُّبُوَّةِ فِي بَابِ : اخْتِصَامِ الْجِنِّ.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : قَالَ الْبُخَارِيُّ : أَبُو زَيْدٍ هَذَا مَجْهُولٌ ، لاَ يُعْرَفُ بِصُحْبَةِ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ.

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : إِنَّمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَبُو زَيْدٍ رَجُلٌ مَجْهُولٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، لاَ يُعْرَفُ لَهُ كَثِيرُ رِوَايَةٍ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ.

قَالَ : وَقَدْ رَأَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ الْوُضُوءَ بِالنَّبِيذِ ، مِنْهُمْ : سُفْيَانُ ، وَغَيْرُهُ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : لاَ يُتَوَضَّأُ بِالنَّبِيذِ ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ . وَقَالَ إِسْحَاقُ : إِنِ ابْتُلِيَ رَجُلٌ بِهَذَا ، فَتَوَضَّأَ بِالنَّبِيذِ وَتَيَمَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَقَوْلُ مَنْ يَقُولُ : لاَ يُتَوَضَّأُ بِالنَّبِيذِ أَقْرَبُ إِلَى الْكِتَابِ ، وَأَشْبَهُ لأَنَّ الله - تَعَالَى - قَالَ : {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} .

428- قال أبو يَعْلَى الموصلي : حَدَّثَنَا أبو خيثمة , حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم : حدثني الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن عكرمة ، قال : النبيذ وضوء إذا لم تجد غيره . قال الأوزاعي : إذا كان مسكرا فلا يتوضأ به.

428/2- قلت : رواه البيهقي في سننه : أَنْبَاَ أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بَحْرٍ ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : النَّبِيذُ وُضُوءٌ لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ.@

(1/271)

428/3- قَالَ أَبُو أَحْمَدَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَمَّامٍ ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ ... فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ مَوْقُوفًا.

َقالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ عَلَى الْمُسَيَّبِ بْنِ وَاضِحٍ ، وَهُوَ وَاهِمٌ فِيهِ فِي مَوْضِعَيْنِ : فِي ذِكْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَفِي ذِكْرِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَالْمَحْفُوظُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ عِكْرِمَةَ غَيْرُ مَرْفُوعٍ كَذَلِكَ رَوَاهُ هِقْلُ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ , وَكَذَلِكَ رَوَاهُ شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ .

وَكَانَ المسيب - يرحمنا الله وإياه - كثير الوهم.

ورواه عبد الله بن محرر ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَبْدُ الله بْنُ مُحَرَّرٍ مَتْرُوكٌ.

وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، مَرْفُوعًا ، وَأَبَانٌ مَتْرُوكٌ.

قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : الْمَحْفُوظُ أَنَّهُ رَأْيُ عِكْرِمَةَ غَيْرُ مَرْفُوعٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَلاَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ .

3- باب الإبعاد والتبوء لقضاء الحاجة

429- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الرَّمَادِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ - يَعْنِي : ابْنَ عُمَرَ - عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَذْهَبُ لِحَاجَتِهِ إِلَى الْمَغْمَسِ .

قَالَ نَافِعٌ : نَحْوَ مِيلَيْنِ مِنْ مَكَّةَ.

430- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا انْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ تَبَاعَدَ ، حَتَّى لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ : عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالْعَجَلِيُّ ، وَابْنُ الْمَدِينِيُّ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.

لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالتِّرْمِذِيُّ . وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله.@

(1/272)

431- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : دَفَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ عَرَفَةَ ، فَأَرْدَفَ أُسَامَةَ ، فَلَمَّا بَلَغَ الشِّعْبَ ، نَزَلَ فَبَالَ وَلَمْ يَقُلْ : أَهْرَاقَ الْمَاءَ.

431/2- قَالَ : وَأَنْبَأَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ كُرَيْبٍ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

سَنَدُهُ صَحِيحٌ.

432- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ .

433- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي قَنَانٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَبَوَّأَ ، فَوَافَى عِزَازًا مِنَ الأَرْضِ ، أَخَذَ عُودًا ، فَنَكَتَ بِهِ فِي الأَرْضِ حَتَّى يُثِيرَ التُّرَابَ ، ثُمَّ يَتَبَوَّأُ فِيهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِتَدْلِيسِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ.@

(1/273)

4- باب مايستر به من أعين الجن ورد السلام بعد قضاء الحاجة والنهي عن استقبال القبلة واستدبارها والاستجمار بالعظم والبعر وأن يستنجي الرجل بيمينه

434- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِيِّ ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : سَتْرُ بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَبَيْنَ عَوَارِي بَنِي آدَمَ ، إِذَا وَضَعَ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ ، قَالَ : بِسْمِ الله.

قُلْتُ : زَيْدٌ الْعَمِيُّ ضَعِيفٌ , رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ مِنْ طَرِيقِ زَيْدٍ الْعَمِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

435- وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ رَجُلاً سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَمَسَّحَ ، وَقَالَ : لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلاَّ أَنِّي لَمْ أَكُنْ مُتَوَضِّئًا , أَوْ قَالَ : لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَمَسَّحَ وَرَدَّ عَلَيْهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.@

(1/274)

436- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ مَوْلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ - مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ - أَخْبَرَهُ أَنَّ سَهْلاً أَخْبَرَهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَهُ ، فَقَالَ : أَنْتَ رَسُولِي إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرْسَلَنِي يَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلاَمَ ، وَيَأْمُرُكُمْ بِثَلاَثٍ : لاَ تَحْلِفُوا بِغَيْرِ الله ، وَإِذَا تَخَلَّيْتُمْ فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ ، وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا ، وَلاَ تَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ ، وَلاَ بَعْرٍ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ.

436/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ... فَذَكَرَهُ.

436/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ... فَذَكَرَهُ.

436/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ... فَذَكَرَهُ.

437- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْبَكَرَاتِ ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - أَنَّ أَعْرَابِيًّا لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْتَفْتِيهِ فِي الْغَائِطِ ، قَالَ : لاَ تَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ ، وَلاَ تَسْتَدْبِرْهَا إِذَا اسْتَنْجَيْتَ قَالَ : يَا رَسُولَ الله كَيْفَ أَصْنَعُ ؟ : قَالَ : اعْتَرِضْ بِحَجَرَيْنِ وَضَمِّنِ الثَّالِثَ .

438- قَالَ : وَحَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةُ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ.

438/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا الرِّفَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نَافِعٍ ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ.

قُلْتُ : مَدَارُ إِسْنَادِ حَدِيثِ أُسَامَةَ ، عَلَى عَبْدِ الله بْنِ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَقَدْ ضَعَّفُوهُ ، ضَعَّفَهُ : ابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَغَيْرُهُمْ.

قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله .@

(1/275)

439- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ تسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ.

439/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

440- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْبَكَرَاتِ ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - : أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى أَنْ يَسْتَنْجِيَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ ، وَالْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ مِن حَدِيثٍ أبي قتادة .

5- باب البول قائما وصفة قضي الحاجة

441- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى , عن عمران بن حدير , عن رجل من أخوال المحرر بن أبي هريرة : أنه رأى أبا هريرة بال قائماً وعليه موردتان ، فدعا بماء فغسل ما هنالك.

هذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة تابعيه.@

(1/276)

442- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، حَدَّثَنَا وقاء بن إياس ، حدثني أبوظبيان قال : رأيت عليًّا يبول قائماً في الرحبة ، ثم توضأ ، ومسح على نعليه ، ودخل المسجد.

هذا إسناد حسن .

443- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، مَا بَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَائِمًا غَيْرَ مَرَّةٍ فِي كَثِيبٍ أَعْجَبَهُ.

444- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ أَتَى الْمِهْرَاسَ ، فَبَالَ قَائِمًا ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى الصَّلاَةِ - أَوْ قَالَ : إِلَى الْمَسْجِدِ - فَقُلْتُ لَهُ : لَقَدْ فَعَلْتَ شَيْئًا يُكْرَهُ ، بُلْتَ قَائمًا ثُمَّ تَوَضَّأْتَ ، وَمَسَحْتَ عَلَى خُفَّيْكَ ، ثُمَّ تَوَجَّهْتَ إِلَى الصَّلاَةِ ! فَقَالَ : خَدَمْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تِسْعَ سِنِينَ يَفْعَلُ ذَلِكَ .

445- قَالَ : وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، أَنَّهُ رَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ بَالَ بَوْلَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ ، وَهُوَ قَائِمٌ يَكَادُ يَسْبِقُهُ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ ، فَقُلْتُ : أَلاَ تَنْزِعُ الْخُفَّيْنِ ؟! فَقَالَ : لاَ ، قَدْ رَأَيْتُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي يَمْسَحُ عَلَيْهِمَا - يَعْنِي : النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

446- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة : حَدَّثَنَا أبو عاصم ، حَدَّثَنَا ابن عون ، أخبرناه عن محمد بن سيرين قال : بينما سعد بن عبادة قائما يبول فمات ، قتلته الجن . قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة رميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده .

447- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الأَسدِيُّ ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : جَاءَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْشَمٍ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : عَلَّمَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَذَا ، عَلَّمَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَذَا , فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ : عَلَّمَكُمْ كَيْفَ تَخْرَؤُونَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَمَرَنَا أَنْ نَتَّكِئَ عَلَى الْيُمْنَى وَأَنْ نَنْصِبَ الْيُسْرَى.@

(1/277)

447/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ ... فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَأَمَرَنَا أَنْ نَتَّكِئَ عَلَى الْيُسْرَى وَنَنْصِبَ الْيُمْنَى.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.

447/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ ... فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ.

447/4- وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَاكِمِ.

448- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا يحيى ، عن قرة بن خالد ، عن بديل ، عن مطرف ، حدثني أعرابي قال : صحبت أبا ذر ، فأعجبتني أخلاقه كلها غير أنه كان إذا دخل الخلاء انتضح.

6- باب الإستنزاة من البول

449- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، عَنْ بَحْرِ بْنِ مَرَّارٍ الْبَكْرَاوِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَمَعِي رَجُلٌ وَرَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَمْشِي بَيْنَنَا ، إِذْ أَتَيْنَا عَلَى قَبْرَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ صَاحِبَيْ هَذَيْنِ الْقَبْرَيْنِ لَيُعَذَّبَانِ الآنَ فِي قُبُورِهَمَا ، فَأَيُّكُمَا يَأْتِينِي مِنْ هَذَا النَّخْلِ بَعَسِيبٍ . فَاسْتَبَقْتُ أَنَا وَصَاحِبِي ، فَسَبَقْتُهُ ، وَكَسَرْتُ مِنَ النَّخْلِ عَسِيبًا ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَشَقَّهُ نِصْفَيْنِ مِنْ أَعْلاَهُ ، فَوَضَعَ عَلَى أَحَدِهِمَا نِصْفًا ، وَعَلَى الآخَرِ نِصْفًا وَقَالَ : إِنَّهُ لَيُهَوِّنُ عَلَيْهِمَا مَا دَامَ فِي بُلُولَتَيْهِمَا شَيءٌ ، إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ فِي الْغِيبَةِ وَالْبَوْلِ .@

(1/278)

449/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، حَدَّثَنِي بَحْرُ بْنُ مَرَّارٍ الْبَكْرَاوِيُّ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِقَبْرَيْنِ ، فَقَالَ : إِنَّهُمَا ليُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيُعَذَّبُ فِي الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَيُعَذَّبُ فِي الْغِيبَةِ.

قُلْتُ : كَذَا وَقَعَ فِي مُسْنَدَيِ الطَّيَالِسِيِّ ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ , وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِالإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ .

وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ ، وَهُوَ وَهْمٌ .

قَالَ الْمِزِّيُّ فِي الأَطْرَافِ : رَوَاهُ أَبُو سَعدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ ، عَنْ بَحْرِ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، وَهُوَ الصَّوَابُ انتهى.

وكذا رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ .

وَهُوَ إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ : بَحْرُ بْنُ مَرَّارٍ ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : اخْتَلَطَ بأَخَرَةٍ حَتَّى كَانَ لاَ يَدْرِي مَا يُحَدِّثُ ، فَاخْتَلَطَ حَدِيثُهُ الأَخِيرُ بِالْقَدِيمِ ، وَلَمْ يَتَمَيَّزْ ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا ، وَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ ضَعَّفَهُ إِلاَّ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ : خُولِطَ وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

450- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ الْبَاهِلِيُّ@

(1/279)

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُبَير ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَسِيرٍ ، فَأَتَى عَلَى قَبْرَيْنِ يُعَذَّبُ صَاحِبَاهُمَا ، فَقَالَ : مَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ثُمَّ قَالَ : بَلَى ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَغْتَابُ النَّاسَ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لاَ يَتَأَدَّى مِنْ بَوْلِهِ ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً أَوْ جَرِيدَتَيْنِ فَكَسَرَهُمَا ، ثُمَّ غَرَسَ كُلَّ كِسْرَةٍ عَلَى قَبْرٍ ، فَقَالَ : إِنَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا دَامَتَا رَطْبَتَيْنِ - أَوْ قَالَ : مَا لَمْ يَيْبَسَا.

قُلْتُ : أَبُو الْعَوَّامِ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، فَالْحَدِيثُ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

وَبَوَّبَ الْبُخَارِيُّ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ بَابَ مِنَ الْكَبَائِرِ ، أَنْ لاَ يَسْتَتِرَ مِنْ بَوْلِهِ .

قَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ مَعْنَاهُ ، أَنَّهُمَا ليُعَذَّبَانِ فِي أَمْرٍ كَانَ يَكْبُرُ عَلَيْهِمَا أَوْ يَشُقُّ فِعْلُهُ لَوْ أَرَادَا أَنْ يَفْعَلاَهُ ، وَهُوَ التَّنَزُّهُ مِنَ الْبَوْلِ ، أَوْ تَرْكُ النَّمِيمَةِ ، وَلَمْ يَرِدْ أَنَّ الْمَعْصِيَةَ فِي هَاتَيْنِ الْخِصْلَتَيْنِ لَيْسَتْ بِكَبِيرَةٍ فِي حَقِّ الدِّينِ ، وَأَنَّ الذَّنْبَ فِيهِمَا هَيْنٌ سَهْلٌ . قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : وَلَخَوْفِ تَوَهُّمِ مِثْلِ هَذَا اسْتَدْرَكَ فَقَالَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَلَى إِنَّهُ كَبِيرٌ وَالله أَعْلَمُ انْتَهَى .

وَلِهَذَا الْحَدِيثِ شَوَاهِدٌ مِنْهَا حَدِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.

451- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ سِيَابَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَرَّ بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ ، فَقَالَ : إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ يُعَذَّبُ فِي غَيْرِ كَبِيرَةٍ ثُمَّ دَعَا بَجَرِيدَةٍ فَوَضَعَهَا عَلَى قَبْرِهِ ، وَقَالَ : لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُ مَا كَانَتْ رَطْبَةً.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، حَبِيبُ بْنُ أَبِي جُبَيْرَةَ ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالِ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.@

(1/280)

452- قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ ، فَتَنَزَّهُوا مِنَ الْبَوْلِ.

قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ كُلُّهُمْ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْهُ.

قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : إِسْنَادٌ لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَالْقَتَّاتُ مُخْتَلَفٌ فِي تَوْثِيقِهِ.

7- باب وجوب الإستنجاء بثلاثة أحجار أو الماء والحث على إنقاء الدبر والنهي عن الإستنجاء بالعظم والروث

453- قَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثَةُ أَحْجَارٍ تغْنِي : أَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ ثَلاَثَةَ أَحْجَارٍ ؟!.@

(1/281)

454- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الأَفْرِيقِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، أَنَّهُ قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَيْلَةَ الْجِنِّ ، فَسَمِعْتُهُمْ وَهُمْ يَسْتَفْتُونَهُ عَنِ الاِسْتِنْجَاءِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : ثَلاَثَةُ أَحْجَارٍ قَالُوا : كَيْفَ بِالْمَاءِ ؟ قَالَ : هُوَ أَطْهَرُ وَأَطْهَرُ.

454/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : الأَفْرِيقِيُّ ضَعِيفٌ ، لَكِنْ لَمْ يَتَفَرد بِهِ.

454/3- فَقَدْ رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ آتِيهِ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ ، فَأَتَيْتُهُ بِحَجَرَيْنِ وَرَوْثَةٍ ، فأخذ الحجرين وألقى الروثة , وَقَالَ : ائْتِنِي بِحَجَرٍ.

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى ، عَنِ الْحَاكِمِ ، وَهُوَ فِي الْبُخَارِيِّ ، وَالنَّسَائِيِّ ، وَابْنِ مَاجَةَ ، بِدُونِ قَوْلِهِ : وَائْتِنِي بِحَجَرٍ ، وَكَذَا فِي التِّرْمِذِيِّ ، وَقَالَ : هَذَا الحَدِيثٌ فِيهِ اضْطِرَابٌ.

455- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الأَخْنَسِيُّ أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ يَقُولُ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ الله ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الله وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ ، فَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ الْهَجَرِيِّ.

456- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَلَيْكُمْ بِنَقَاءِ الدُّبُرِ ، فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالْبَاسُورِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، عُثْمَانُ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ الْمَدِينِيُّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَأَبُو زُرْعَةَ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَالسَّاجِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ.@

(1/282)

457- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، سَمِعْتُ سَيَّارًا أَبَا الْحَكَمِ غَيْرَ مَرَّةٍ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ سَلاَمٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَيْنَا ، يَعْنِي : قُبَاءً ، قَالَ : إِنَّ الله قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطَّهُورِ خَيْرًا ، أَوَلاَ تُخْبِرُونِي ، قَوْلَهُ : {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} قَالَ : فَقَالُوا : يَا رَسُولَ الله ، إِنْ نَجِدْهُ مَكْتُوبًا عَلَيْنَا فِي التَّوْرَاةِ الاِسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ.

457/2- قُلْتُ : وَهَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ بِالإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ.

458- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحيم بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي أَيُّوبَ ، قَالَ : قَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، مَنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ : {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَالله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قَالَ : كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ وَكَانُوا لاَ يَنَامُونَ اللَّيْلَ كُلَّهُ.

أَبُو سَوْرَةَ ضَعِيفٌ.

459- وقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ نَافِعٍ ،@

(1/283)

عَنْ عَبْدِ الله بْنِ نَافِعٍ - مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ - مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ الله ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، جَاءَتْهُ وُفُودُ الْجِنِّ مِنَ الْجَزِيرَةِ ، فَأَقَامُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ بَدَا لَهُمْ ، فَأَرَادُوا الرُّجُوعَ إِلَى بِلاَدِهِمْ ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُزَوِّدَهُمْ ، فَقَالَ : مَا عِنْدِي مَا أُزَوِّدُكُمْ ، وَلَكِنِ ادْنُوا ، فَكُلُّ عَظْمٍ مَرَرْتُمْ بِهِ فَهُوَ لَكُمْ لحم عَرِيصٌ ، وَكُلُّ رَوَثٍ مَرَرْتُمْ بِهِ فَهُوَ لَكُمْ تَمْرٌ فَلِذَلِكَ نَهَى أَنْ يُتَمَسَّحَ بِالرَّوَثِ وَالرِّمَّةِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، عَبْدُ الله بْنُ نَافِعٍ ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَغَيْرُهُمْ.

8- باب السواك

460- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ التَّمِيمِيِّ ، سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ السِّوَاكِ ، فَقَالَ : مَا زَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَأْمُرُنَا بِهِ حَتَّى خَشِينَا أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِ فِيهِ .

460/2- رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ التَّمِيمِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَوْ خَشِيتُ أَنْ يَنزلَ عَلَيَّ قُرْآنٌ .

460/3- وَرَواهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ التَّمِيمِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيَّ بِهِ قُرْآنٌ أَوْ وَحْيٌ .

460/4- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ التَّمِيمِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يُكْثِرُ السِّوَاكَ حَتَّى رَأَيْنَا - أَوْ خَشِينَا - أَنَّهُ يُنَزَّلُ عَلَيْهِ.@

(1/284)

460/5- قُلْتُ : وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ... فَذَكَرَهُ .

وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

461- قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ : وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، أَتَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَعِي رَجُلاَنِ ، مِنْ قَوْمِي فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَمَعَهُ مِسْوَاكٌ يَسْتَاكُ بِهِ ، فَسَأَلاَهُ الْعَمَلَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُوسَى أَلِهَذَا جِئْتُمْ قَالَ : قُلْتُ : وَالله يَا رَسُولَ الله مَا لِهَذَا جِئْتُ ، وَلاَ أَطْلَعَانِي عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمَا قَالَ : فَرَأَيْتُهُ رَفَعَ شِفَّتَهُ الْعُلْيَا بِسِوَاكِهِ ، وَقَالَ : اللهم لاَ تُعْطِيهَا مَنْ طَلَبَهَا مِنْكُمْ فَبَعَثَنِي وَتَرَكَهُمَا .

قَالَ يُونُسُ : وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ قُرَّةَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى , وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.

462- وقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ، عَنْ سُليمَانِ ، عَنْ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي ، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ.

462/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ ، عَنْ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ ... فَذَكَرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ.@

(1/285)

462/3- قَالَ مُسَدَّدٌ : ... حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا ...

463- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَسَارٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، عَبْدُ الله بْنُ يَسَارٍ ، قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : شَيْخٌ مَجْهُولٌ . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالُ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

قُلْتُ : أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

464- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ قَابُوسَ ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : جَاءَ نَبِيَّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَجُلاَنِ حَاجَتُهُمَا وَاحِدَةٌ ، فَتَكَلَّمَ أَحَدُهُمَا فَوَجَدَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ فِيهِ أَخْلاَفًا ، فَقَالَ : أَلاَ تَسْتَاكُ ؟ فَقَالَ : إِنِّي لأَفْعَلُ ، وَلَكِنِّي لَمْ أَطْعَمْ طَعَامًا مُنْذُ ثَلاَثٍ ، فَأَمَرَ بِهِ رَجُلاً ، فَأوصَاهُ وَقَضَى حَاجَتَهُ.

قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ طَرِيقِ زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ ... فَذَكَرَهُ. وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ زُهَيْرٍ.

465- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ وَاصِلٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَوْرَةَ بْنُ أَخِي أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَسْتَاكُ فِي اللَّيْلِ مِرَارًا.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ أَبِي سَوْرَةَ .@

(1/286)

466- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَتِيقِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ يَسْتَاكُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ ، وَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ ، وَإِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : قَدْ شَقَقْتَ عَلَى نَفْسِكَ بِهَذَا السِّوَاكِ ! فَقَالَ : إِنَّ أُسَامَةَ أَخْبَرَنِي ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَسْتَاكُ هَذَا السِّوَاكَ.

466/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ يَسْتَنُّ ... فَذَكَرَهُ ، وَزَادَ قَالَ : وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي ، لَجَعَلْتُ السِّوَاكَ عَلَيْهِمْ عَزْمَةً.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ حَرَامٍ ، قَالَ مَالِكٌ ، وَيَحْيَى : لَيْسَ بِثِقَةٍ , وَقَالَ أَحْمَدُ : تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ ، وَغَيْرُهُ : الرِّوَايَةُ عَنْ حَرَامٍ حرام , وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ غَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ ، يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ ، وَيَرْفَعُ الْمَرَاسِيلَ.

467- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْعَبْدِيُّ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، كَانَ إِذَا انْتَبَهَ مِنَ اللَّيْلِ دَعَا بِجَارِيَةٍ يُقَالُ لَهَا : بَرِيرَةُ بِالسِّوَاكِ .

468- وقال أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا يوسف بن عطية ، عن العلاء بن كثير ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع قال : كان أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوثقون مساويكهم في ذوائب سيوفهم ، والنساء في خمرهن.

هذا إسناد ضعيف مكحول مدلس ، ويوسف بن عطية ضعيف ، ضعفه ابن معين وأبوحاتم وأبوزرعة والبخاري وأبوداود والنسائي والبزار وابن المديني والعجلي والدارقطني ، وقال ابن حبان : يقلب الأخبار والمتون الموضوعات بالأسانيد الصحيحة ، لا يجوز الاحتجاج به.@

(1/287)

469- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَسْتَاكُ بِفَضْلِ وُضُوئِهِ.

469/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ... فَذَكَرَهُ.

وَيُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ كَذَّابٌ ، كَذَّبَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ ، لاَ تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.

470- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ تَمَّامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ ، قَالَ : كَانُوا يَدْخُلُونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَلاَ يَسْتَاكُوا ، فَقَالَ : تَدْخُلُونَ عَلَيَّ قُلْحًا ، وَلاَ تَسْتَاكُون ! لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي ، لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ ، كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الْوُضُوءَ .

وَقَالَتْ عَائِشَةُ : مَا زَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَذْكُرُ السِّوَاكَ ، حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَنْزِلَ فِيهِ قُرْآنٌ.

470/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عمرو أَبُو الْمُنْذِرِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الزَّرَّادِ ... فَذَكَرَهُ دُونَ قَوْلِ عَائِشَةَ.

471- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ الله عَنْهُ - سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ.@

(1/288)

471/2- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى - قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : هَذَا خَطَأٌ ، ثُمَّ حَدَّثَنِي بِهِ - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ... فَذَكَرَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ ، وابن حبان في صحيحيهما ، وأبو يَعْلَى الموصلي في مسنده ، ورواه البخاري معلقا مجزوما به ، وتعليقاته المجزومة صحيحة .

ورواه الطبراني في الأوسط والْكَبِيرِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَزَادَ فِيهِ وَمَجْلاَةٌ لِلْبَصَرِ.

472- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، حَدَّثَنَا حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ لاَ يَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً إِلاَّ أَجْرَى السِّوَاكَ عَلَى فِيهِ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ حُسَامِ بْنِ مِصَكٍّ.

473- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله بْنُ الدَّوْرَقِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ لاَ يَنَامُ إِلاَّ وَالسِّوَاكُ عِنْدَهُ ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ.@

(1/289)

473/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ابْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ مِهْرَانَ - مَوْلًي لِقُرَيْشٍ - قَالَ : سَمِعْتُ جَدِّي يُحَدِّثُ ... فَذَكَرَهُ.

474- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ كَمَا يَتَوَضَّؤُونَ.

474/2- قَالَ : وَحَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمُقْرِئُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَوْفِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

474/3- قُلْتُ : وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ... فَذَكَرَهُ.

وَسَيَأْتِي هَذَا الْحَدِيثُ مَعَ جُمْلَةِ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي كِتَابِ افْتِتَاحِ الصَّلاَةِ.@

(1/290)

9- باب السنة في الأخذ من الأظفار والشارب وما ذكر معهما وأن لا وضوء في شيء من ذلك

475- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنْ أَبِي وَاصِلِ بْنِ سُلَيْمٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا أَيُّوبَ الأَزْدِيَّ ، فَصَافَحْتُهُ فَرَأَى أَظْفَارِي طِوَالاً ، فَقَالَ : أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَسْأَلُهُ ، فَقَالَ : يَسْأَلُنِي أَحَدُكُمْ عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَيَدَعُ أَظْفَارَهُ كَأَظْفَارِ الطَّيْرِ ، تَجَمَّعُ فِيهَا الْخَبَاثَةُ وَالتَّفَثُ.

وَقَالَ : أَبُو مَسْعُودٍ , عَنِ الْعَقَدِيِّ ، عَنْ قُرَيْشٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ فَرُّوخٍ ، قَالَ : لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ ... فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ ، وَلَمْ يَقُلِ الأَزْدِيَّ.

475/2- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ ... فَذَكَرَهُ.

475/3- قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ الْكُبْرَى : مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْوَلِيدِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ فَرُّوخٍ ، قَالَ : لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ ... فَذَكَرَهُ وَلَمْ يَقُلِ الأَزْدِيَّ.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَذَا مُرْسَلٌ ، أَبُو أَيُّوبَ غَيْرُ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ.

476- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا حفص بن غياث ، حَدَّثَنَا حفص بن أبي داود ، حدثني عاصم بن بهدلة قال : رأيت شقيق أخذ من شعره ، ثم دخل المسجد فصلى الظهر والعصر ، ولم يمس ماءً.@

(1/291)

477- قال : وحدثنا هشيم ، عن يونس ، عن إبراهيم قال : نمسحه بالماء.

478- قال : وحدثنا عبد الله بن داود ، عن فطر ، عن بشير قال : قال إبراهيم : ما مسه الحديدة من ظفر أو شعر فأمسه بالماء.

قلت : قال البيهقي في سننه : وروينا عن الشعبي أنه قال في الرجل يقص أظفاره بعد الوضوء : هو طهوره ، وعن الحسن : ليس فيه وضوء . وعن عطاء : أمسسه بالماء ، وعن إبراهيم كذالك.

479- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا ابن داود ، عن شيخ يكنى : أبا عَبد الله ، عن عُمَر بن قيس : أن عليًّا ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، قال : ما زاده إلاَّ طهارة - يعني الأخذ من الشعر والظفر.

480- قال : وَحَدَّثَنَا سفيان ، عن ابن أبي حسين ، عن علي الأزدي ، سمعت ابن عُمَر ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، يقول للحلاق : يا غلام ، أبلغ العظمين . قال : فلما حلقه أعطاه ذراعيه وصدره ، فحلق شعرًا عليهما والناس ينظرون ، فقال له سالم : يا أبه ، إن الناس يحسبون أنها سنة ! قال : فأخبر الناس أنها ليست سنة ، ولكن ابن عُمَر آذاه شعره ، فأراد أن يخفف عنه.

481- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْخِتَانُ سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ ، مَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ.

481/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

482- قُلْتُ : وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ - يَعْنِي : ابْنَ الْعَوَّامِ - عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ .

وَقِيلَ عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... فَذَكَرَهُ .

وَهَذِهِ الطُّرُقُ مَدَارُهَا عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(1/292)

483- وقال أبو يعلى المَوْصِلِيّ : حَدَّثَنَا زهير ، حَدَّثَنَا عَبد الله بن يزيد ، عن موسى بن علي ، عن أبيه قال : أُمر إبراهيم فاختتن بقدوم ، فاشتد عليه ، فأوحى الله إليهْ عجلت قبل أن نأمرك بآلته . قال : يا رب ، كرهت أن أؤخر أمرك.

483/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ . حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن عَبد الله ، حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن المقرئ ، حَدَّثَنَا موسى بن علي قال : سمعت أبي يقول : إن إبراهيم خليل الرحمن أمر أن يختتن وهو ابن ثمانين سنة ، فعجل فاختتن بقدوم ، فاشتد عليه الوجع ، فدعا ربه ، فأوحى الله إليه : إنك عجلت قبل أن نأمرك بالآلة . قال : يا رب ، كرهت أن أؤخر أمرك . قال : وخُتن إسماعيل - عليه السلام - وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وختن إسحاق ، عليه السلام وهو ابن سبعة أيام .

483/3- وعن الحاكم رواه البيهقي في سننه.

483/4- وروى الحاكم ، وعنه البيهقي في سننه : من حديث علي بن أبي طالب قال : وجدنا في قائم سيف رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أو في الصحيفة : أن الأقلف لا يترك في الإسلام حتى يختتن ، ولو بلغ ثمانين سنة.

484- قال أبو يعلى : وَحَدَّثَنَا أبو خيثمة ، حَدَّثَنَا يونس بن محمد ، عن جرير بن حازم ، عن ابن سيرين قال : إنما سمي : النجار ؟ لأنه اختتن بالقدوم.

هذا إسناد رجاله ثقات.@

(1/293)

485- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَة ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الطُّهُرَاتُ أَرْبَعٌ : قَصُّ الشَّارِبِ ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَالسِّوَاكُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، مُعَاوِيَةُ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ ، وَأَبُو حَاتِمٍ ، وَالْبُخَارِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَابْنُ عَدِيٍّ ، وَغَيْرُهُمْ.

486- قال أبو يعلى : وَحَدَّثَنَا محمد بن بكار ، حَدَّثَنَا أبو معشر ، عن سعيد ، عن أبي هريرة.

487- وعن نافع ، عن ابن عُمَر قال : أُمِرْنَا أن نأخذ من الشوارب ونعفي اللحى.

10- باب طهارة جلد من يأكل لحمه إذا كان ذكيا وما جاء في جلد الميتة والإناء المنطبق

488- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ جَوْنِ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْهَذَلِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : دِبَاغُ الأَدِيمِ ذَكَاتُهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ مَقَالٌ ، جَوْنُ بْنُ قَتَادَةَ ، قَالَ أَحْمَدُ : لاَ يُعْرَفُ وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ : مَعْرُوفٌ ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ الْحَسَنِ وَجَهَلَهُ مَرْة ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رِجَالُ الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

489- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن صدقة بن المثنى ، حدثني جدي رباح بن الحارث أن ابن مسعود كان في المسجد ومعه ناس يقرئهم ، فدعا بشراب وقال : أما إن هذا الشراب كان في سقاء منيحة لنا ماتت.@

(1/294)

490- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الله أَبُو عُمَرَ الْحَلَوَانِيُّ ، حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، ادْعُ لِي مِنْ هَذِهِ الدَّارِ بِوُضُوءٍ فَقُلْتُ : رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَطْلُبُ وُضُوءًا ، فَقَالَ : أَخْبِرْهُ أَنَّ دَلْوَنَا جِلْدُ مَيْتَةٍ ، قَالَ : سَلْهُمْ هَلْ دَبَغُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَإِنَّ دِبَاغَهُ طَهُورُهُ.

قُلْتُ : يَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرَّقَاشِيُّ ضَعِيفٌ.

491- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : مَاتَتْ شَاةٌ لَنَا كُنَّا نَحْلِبُهَا ، فَسَأَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْهَا ، فَقَالَ : مَا فَعَلَتْ شَاتُكُمْ يَا أُمَّ سَلَمَةَ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : مَاتَتْ ، فَأَلْقَيْنَاهَا ، قَالَ : أَلاَ كُنْتُمْ تَنْتَفِعُونَ بِإِهَابِهَا قَالَتْ : فَقِيلَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ ، قَالَ : إِنَّ دِبَاغَهَا أَحَلَّهَا كَمَا أَحَلَّ الْخَمْرُ الْخَلَّ .

قَالَ فَرَجٌ : يَعْنِي : أَنَّ الْخَمْرَ إِذَا تَغَيَّرَتْ ، فَصَارَتْ خَلًّا حَلَّتْ.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

492- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْخُزَاعِيُّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : كُنَّا نُصِيبُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَغَانِمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الأَسْقِيَةَ ، وَالأَوْعِيَةَ ، فَنَقْسِمُهَا كُلُّهَا مَيْتَةٌ.

493- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ ، أَنْبَأَنَا حَبِيبُ بْنُ جُزَيٍّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يُعْجِبُهُ الإِنَاءُ الْمُنْطَبِقُ .@

(1/295)

11- باب إزالة النجاسات

494- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ فَأْرَةً وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ جَامِدٍ لِآلِ مَيْمُونَةَ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ تُؤْخَذَ الْفَأْرَةُ وَمَا حَوْلَهَا.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

495- وقال مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يحيى ، عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه ، عن علي قال : يغسل بول الجارية ، وينضح بول الغلام ما لم يطعم.

496- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ مُخَارِقٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلاَمِ ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ.

497- قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ فِي بَوْلِ الرَّضِيعِ : يُنْضَحُ وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ .@

(1/296)

498- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حُدِّثْتُ , عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ حُدَيْرٍ - مَوْلَى أَبِي عَبْسٍ - عَنْ مَوْلًى لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، يُقَالُ لَهُ أَبُو الْقَاسِمِ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، قَالَتْ : بَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي بَيْتِي ، إِذْ أَقْبَلَ حُسَيْنٌ وَهُوَ غُلاَمٌ ، حَتَّى جَلَسَ عَلَى بَطْنِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ وَضَعَ ذَكَرَهُ فِي سُرَّتِهِ قَالَ : فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : ائْتِينِي بِمَاءٍ فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ ، وَيُصَبُّ عَلَيْهِ مِنَ الْغُلاَمِ.

498/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ حُديرِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَبْسِيِّ ، عَنْ مَوْلًى لِزَيْنَبَ - أَوْ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ - عَنْ زَيْنَبَ ، قَالَتْ : بَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي بَيْتِي ، وَحُسَيْنٌ عِنْدِي حِينَ دَرَجَ ، فَغَفَلْتُ عَنْهُ ، فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَلَسَ عَلَى بَطْنِهِ فَبَالَ ، فَانْطَلَقْتُ لِآخُذَهُ ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : دَعِيهِ فَتَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَغَ ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ ، فَقَالَ : إِنَّهُ يُصَبُّ مِنَ الْغُلاَمِ ، وَيُغْسَلُ مِنَ الْجَارِيَةِ فَصُبُّوا صَبًّا ثُمَّ تَوَضَّأَ ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ، فَلَمَّا قَامَ أَحْتضَنَهُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا رَكَعَ أَوْ جَلَسَ وَضَعَهُ ، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو فَبَكَى ، ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ ، فَقُلْتُ حِينَ قَضَى الصَّلاَةَ : يَا رَسُولَ الله ، إِنِّي رَأَيْتُكَ الْيَوْمَ صَنَعْتَ شَيْئًا مَا رَأَيْتُكَ تَصْنَعُهُ ! قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ هَذَا تَقْتُلُهُ أُمَّتِي فَقُلْتُ : أَرِنِي تُرْبَتَهُ ، فَأَرَانِي تُرْبَةً حَمْرَاءَ.

هَذَا حَدِيثٌ مَدَارُهُ عَلَى لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

499- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ أَبِي مُجْلِزٍ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - أَوِ أنَّ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ - قَالَ : حَدَّثَتْنَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِنَا ، قَالَتْ : بَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُسْتَلْقِيًا عَلَى ظَهْرِهِ ، يُلاَعِبُ صَبِيًّا عَلَى صَدْرِهِ ، إِذْ بَالَ ، فَقَامَتْ لِتَأْخُذَهُ وَتَضْرِبَهُ ، فَقَالَ : دَعِيهِ ائْتُونِي بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَنَضَحَ الْمَاءَ عَلَى الْبَوْلِ ، حَتَّى تَفَايَضَ الْمَاءُ عَلَى الْبَوْلِ ، فَقَالَ : هَكَذَا يُصْنَعُ بِالْبَوْلِ ، يُنْضَحُ مِنَ الذَّكَرِ ، وَيُغْسَلُ مِنَ الأُنْثَى.

هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.@

(1/297)

500- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ – يعني ابْن عياش - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلاَمِ الْمَاءُ ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ .

500/2- وَحَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَتْ : بَوْلُ الْغُلاَمِ يُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ صَبًّا مَا لَمْ يَطْعَمْ ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ غَسْلاً طَعِمَتْ أَمْ لَمْ تَطْعَمْ.

مَوْقُوفٌ.

501- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا سَمْعَانُ بْنُ مَالِكٍ الْمَالِكِيُّ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ الله ، قَالَ : جَاءَ أَعَرَابِيٌّ ، فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمَكَانِهِ فَاحْتُفِرَ ، وَصَبَّ عَلَيْهُ دَلْوًا مِنْ مَاءٍ قَالَ الأَعْرَابِيُّ : يَا رَسُولَ الله ، الْمَرْءُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَعْمَلُ بِعَمَلِهِمْ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.

502- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مِثْلَهُ.

503- قَالَ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عَمَّارٍ ، قَالَ : مَرَّ بِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَنَا أَسْقِي نَاقَةً لِي بَيْنَ يَدَيَّ ، فَتَنَخَّمْتُ ، فَأَصَابَ نُخَامِي ثَوْبِي ، فَأَقْبَلْتُ أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنَ الرَّكْوَةِ الَّتِي بَيْنَ يَدَيَّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَمَّارُ ، مَا نُخَامَتُكَ وَدُمُوعُ عَيْنَيْكِ إِلاَّ بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ الَّذِي فِي رَكْوَتِكَ ، إِنَّمَا تَغْسِلُ ثَوْبَكَ مِنَ الْبَوْلِ ، وَالْغَائِطِ ، وَالْمَنِيِّ مِنَ الْمَاءِ الأَعْظَمِ ، وَالدَّمِ ، وَالْقَيْءِ.

قُلْتُ : قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لاَ أَصْلَ لَهُ ، إِنَّمَا يَرْوِيهِ ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عَمَّارٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ ، وَثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ مُتَّهَمٌ بِالْوَضْعِ.@

(1/298)

12- باب ما جاء في الحمام ومدحها وذمها

504- قال مُسَدَّد : حَدَّثَنَا يحيى ، عن سفيان ، حدثني عُمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال : نعم البيت الحمام ، يذهب الوسخ ويذكر النار.

هذا إسناد رجاله ثقات.

505- رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا سَعِيد بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، أَخْبَرَنِي أَبُو خَيْرَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، قَالَ أَبُو خَيْرَةَ لاَ أَعْلَمُهُ ، إِلاَّ قَالَ : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَدْخُلَنَّ الْحَمَّامَ إِلاَّ بِمِئْزَرٍ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ مِنْ إِنَاثِ أُمَّتِي ، فَلاَ تَدْخُلَنَّ الْحَمَّامَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، أَبُو خَيْرَةَ لاَ يُعْرَفُ ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ.

505/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ الله ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نعْمَ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ ، يَدْخُلُهُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ ، لأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ سَأَلَ الله الْجَنَّةَ ، وَاسْتَعَاذَ بِهِ مِنَ النَّارِ ، وَبِئْسَ الْبَيْتُ يَدْخُلُهُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ الْعُرْسُ ، لأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ رَغَّبَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَأَنْسَاهُ الأخِرَةَ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ الله بْنِ مَوْهِبٍ@

(1/299)

506- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا عَبد الرحمن بن مهدي ، حَدَّثَنَا شعبة ، حَدَّثَنَا عَبد الرحمن بن أبي رواد ، قال : سألت محمد بن سيرين عن دخوله الحمام ، قال : كان عُمَر بن الخطاب يكرهه.

507- قال : وَحَدَّثَنَا هشيم , عن منصور بن زاذان ، عن محمد بن سيرين أن ابن عُمَر كان لا يدخل الحمام ويقول : هو مما أحدثوا من النعيم.

508- قال : وَحَدَّثَنَا هشيم ، عن منصور ، عن الحسن ومحمد أنهما كانا لا يدخلان الحمام.

509- قال : وَحَدَّثَنَا عَبد الله ، عن مسعر ، عن عطية ، عن ابن عُمَر أنه كان يدخل الحمام فينوره صاحب الحمام ، فإذا بلغ حقوه ، قال لصاحب الحمام : اخرج.

قلت : رواه البيهقي في سننه الكبرى من طريق أسامة بن زيد الليثي ، عن نافع : أن عَبد الله بن عُمَر كان يطلي ، فيأمرني أطليه ، حتى إذا بلغ سِفلته ؟ وليها هو.

ثم رواه من طريق عَبد الله بن عُمَر ، عن نافع : أن عَبد الله بن عُمَر كان لا يدخل الحمام ، وكان يتنور في البيت ويلبس إزارًا ، ويأمرني أطلي ما ظهر منه ، ثم يأمرني أن أؤخر عنه فيلي فرجه.

510- قال مُسَدَّد : وَحَدَّثَنَا هشيم ، عن داود بن عَمْرو ، عن عطية بن قيس ، أن أبا الدرداء كان يدخل الحمام ويقول : نعم البيت الحمام ، يذهب السيئة ويُذَكِّر النار .

هذا إسناد رجاله ثقات.@

(1/300)

511- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا زَبَّانُ بْنُ فَائِدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ سَمِعَهَا قَالَتْ : لَقِيَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَدْ خَرَجْتُ مِنَ الْحَمَّامِ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ قُلْتُ : مِنَ الْحَمَّامِ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ أَحَدٍ مِنْ أُمَّهَاتِهَا إِلاَّ وَهِيَ هَاتِكَةٌ كُلَّ سِتْرٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْمَنِ - عَزَّ وَجَلَّ.

511/2- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ الله ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِنَحْوِهِ , وَزَادَ فِيهِ : فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فِي السُّوقِ فَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

511/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى .

511/4- قُلْتُ : وَكَذَا رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى.

512- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا ابْنُ شِيرُوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَطَاءُ بْنُ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَدْخُلَنَّ مَعَ حَلِيلَتِهِ الْحَمَّامَ.

قَالَ الْبُخَارِيُّ : عَطَاءُ بْنُ عَجْلاَنَ بَصْرِيٌّ نَسَبَهُ عَبْدُ الْوَارِثِ ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.

قَالَ شَيْخُنَا الحافظ أَبُو الْفَضْلِ : - أبقاع الله تعالى - أَخْرَجْتُهُ لِغَرَابَةِ لَفْظِهِ ، وَإِلاَّ فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ بِلَفْظِ فَلاَ يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الْحَمَّامَ وَمَعْنَى الْمَتْنَ الَّذِي أَوْرَدْنَاهُ يُعْطِي غَيْرَ مَعْنَى هَذَا انْتَهَى .@

(1/301)

وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ وَالْحَاكِمُ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ بِلَفْظِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلاَّ بِمِئْزَرٍ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الْحَمَّامَ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ.

512/2- وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

512/3- وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ.

513- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زنْجَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلٍ ، عَنْ عَبْدِ الله - يَعْنِي : ابْنَ سوِيد - الْخَطَمِيَّ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ مِنْ نِسَائِكُمْ فَلاَ يَدْخُلَنَّ الْحَمَّامَاتِ .

فَنَمَيْته إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلاَفَتِهِ ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ : أَنْ سَلْ مُحَمَّدَ بْنَ ثَابِتٍ عَنْ حَدِيثِهِ فَإِنَّهُ رِضًا ، فَسَأَلَهُ فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ فَمَنَعَ النِّسَاءَ عَنِ الْحَمَّامِ .

قُلْتُ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالأَوْسَطِ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الله بْنِ صَالِحٍ كَاتِبِ اللَّيْثِ ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ ذِكْرُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ .

513/2- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سويدَ الْخَطَمِيِّ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ .

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ.@

(1/302)

514- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُدْخَلُ الْحَمَّامُ إِلاَّ بِإِزَارٍ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ حَمَّادِ بْنِ شُعَيْبٍ.

515- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّمَا امْرَأَةٍ وَضَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ بَعْلِهَا ، فَقَدْ هَتَكَتْ كُلَّ سِتْرٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الله - عَزَّ وَجَلَّ.

قُلْتُ : رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ، وَالْحَاكِمُ وَزَعَمَ أَنَّهُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، إِلاَّ أَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا : كُلَّ سِتْرٍ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِسَنَدٍ فِيهِ عَبْدُ الله بْنُ لَهِيعَةَ.

516- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ ، عَنِ السَّائِبِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ نِسْوَةً دَخَلْنَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ فَسَأَلَتْهُنَّ : مِمَّنْ أَنْتُنَّ ؟ فَقُلْنَ : مِنْ أَهْلِ حِمْصَ قَالَتْ : مِنْ أَصْحَابِ الْحَمَّامَاتِ ؟ قُلْنَ : وَبِهَا بَأْسًا ؟! فَقَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِهَا نَزَعَ الله - تَعَالَى - عَنْهَا سِتْرَهُ.

هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَبْدِ الله بْنِ لَهِيعَةَ.@

(1/303)

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ فَذَكَرُوهُ.

وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ جَامِعِ الْمَوَاعِظِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، قَالَ : إِيَّاكُمْ أَنْ تَدَعُوا نِسَاءَكُمْ يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لاَ يَحِلُّ ... الْحَدِيثُ بِطُولِهِ.

وَقَدْ وَرَدَ النَّهْيُ عَنْ دُخُولِ الْحَمَّامِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ : عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَعَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الخدري ، وَعَائِشَةَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَائِشَةَ ، وَالْمِقْدَامِ.

13- باب فضل الوضوء وإسباغه

517- أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ تَحْتَ شَجَرَةٍ ، فَأَخَذَ غُصْنًا مِنْهَا يَابِسًا فَهَزَّهُ فَتَحَاتَّتْ وَرَقُهُ ، فَقَالَ : إِلاَّ تَسْأَلُنِي لِمَ فَعَلْتُ هَذَا ؟ قُلْتُ : وَلِمَ فَعَلْتَهُ ؟! قَالَ : هَكَذَا فَعَلَهُ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ قَالَ : يَا سَلْمَانُ ، لم تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا ؟ قُلْتُ : ولِمَ تَفْعَلُهُ يَا رَسُولَ الله ؟! قَالَ : إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ - أَحْسَبُهُ قَالَ : فِي جَمَاعَةٍ - تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ وَتَلاَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.

517/2- رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ ، فَأَخَذَ غُصْنًا مِنْ شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ فَحَتَّهُ ، ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ، تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتَّتْ هَذِهِ الْوَرَقَةُ ، ثُمَّ قَرَأَ : {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ ...} ... فَذَكَرَهَ.@

(1/304)

517/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ تَحْتَ شَجَرَةٍ ، فَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا ، فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا عُثْمَانَ ، أَلاَ تَسْأَلْنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : لِمَ فَعَلْتَهُ ؟ قَالَ : هَكَذَا فَعَل بِي رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا مَعَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ ، فَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا فَهَزَّهُ ، حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ ، قَالَ لِي : أَلاَ تَسْأَلُنِي يَا سَلْمَانُ لِمَ أَفْعَلُ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : وَلِمَ تَفْعَلُهُ ؟! قَالَ : إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ ، تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ الْوَرَقُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ ... فَذَكَرَهُ.

قُلْتُ : مَدَارُ هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ , رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

518- قال أبو داود الطيالسي : وَحَدَّثَنَا حماد بن سلمة ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة قال : إذا توضأ المسلم فأحسن الوضوء خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه ، فإن قعد قعد مغفورًا له ، وإن صلى كانت له فضيلة . فقيل له : أو نافلة ؟ فقال : إنما كانت النافلة للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

518/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : حَدِيثًَا لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا مَا تَحَدَّثْتُ بِهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ - أَوْ قَالَ وَضَعَ الْوُضُوءَ مَوَاضِعَهُ - تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُ مِنْ يَدَيْهِ ، وَرِجْلَيْهِ ، وَسَمْعِهِ ، وَبَصَرِهِ ، فَإِنْ صَلَّى كَانَتْ فَضْلاً قَالُوا لَهُ : أَوْ نَافِلَةً ؟ قَالَ : إِنَّمَا كَانَتِ النَّافِلَةُ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ .@

(1/305)

518/3- وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ ، خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ مِنْ سَمْعِهِ ، وَبَصَرِهِ ، وَيَدَيْهِ ، وَرِجْليهِ ، فَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ.

518/4- ورَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شِمْرٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ خَرَجَتْ ذُنُوبُهُ ... فَذَكَرَهُ.

518/5- وَرَوَاهُ أحَمَدُ بْنُ منيَع ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ وَهُوَ يَتَفَلَّى فِي الْمَسْجِدِ ، وَيَدْفِنُ الْقَمْلَ فِي الْحَصَا ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا أُمَامَةَ ، إِنَّ رَجُلاً حَدَّثَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ ، غَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَأُذُنَيْهِ ، ثُمَّ قَامَ إِلَى صَلاَةٍ مَفْرُوضَةٍ ، غَفَرَ الله لَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَا مَشَتْ إِلَيْهِ رِجْلاَهُ ، وَقَبَضَتْ عَلَيْهِ يداه ، وَسَمِعَتْ إِلَيْهِ أذناه ، وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ عيناه ، وَحَدَّثَتْ بِهِ نَفْسُهُ مِنْ سُوءٍ فَقَالَ : وَالله لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا لاَ أُحْصِيهِ.

518/6- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ الطَّيَالِسِيُّ.

518/7- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ ، سَمِعْتُ شَبِيب الْبَاهِلِيَّ ، سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ ، فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ صَلَّى فَأَحْسَنَ الصَّلاَةَ ، إِلاَّ غَفَرَ الله لَهُ بِهَا مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلاَةِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ ذُنُوبٍ.

قُلْتُ : وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِنْ طَرِيقِ عَاصِمٍ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ بِهِ.@

(1/306)

518/8- وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ - يَعْنِي ابن عَبْدَ الله - ... فَذَكَرَهُ.

519- وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، وَحَيْوَةُ ، قَالاَ جَمِيعًا ، حَدَّثَنَا أَبُو عُقَيْلٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَارِثَ مَوْلَى عُثْمَانَ ، يَقُولُ : جَلَسَ عُثْمَانُ يَوْمًا عَلَى الْمَقَاعِدِ وَجَلَسْنَا مَعَهُ ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُؤَذِّنُ دَعَا بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ - أَظُنُّهُ سَيَكُونُ فَيهِ قَدْرُ مُدٍّ فَتَوَضَّأَ - ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَتَوَضَّأُ وُضُوئِي هَذَا ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي صَلاَةَ الظُّهْرِ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَلاَةِ الصُّبْحِ ، وَمَنْ صَلَّى الْعَصْرَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلاَةِ الظُّهْرِ ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ ، غفر لَهُ ما بينها وبَيْنَ صلاة العصر ، ثُمّ صلّى العشاء غفر لَهُ ما بينها وبَيْنَ صلاة المغرب ثُمَّ لَعَلَّهُ يَبِيتُ وَيَتَمَرَّغُ لَيْلَتَهُ ، ثُمَّ إِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَما بَيْنَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ، وَهُنَّ {الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} قَالُوا : هَذِهِ الْحَسَنَاتُ ، فَمَا الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ؟ قَالَ عُثْمَانُ : هُنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَسُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ ، وَالله أَكْبَرُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله.

519/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُقَيْلٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَارِثَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/307)

519/3- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالِقَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حسن وَالْبَزَّارُ.

520- وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى ، أَنْبَأَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ ، وَإِعْمَالُ الأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ تَغْسِلُ الْخَطَايَا غَسْلاً.

520/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ ... فَذَكَرَهُ.

520/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ ، عَنْ صَفْوَانَ ... فَذَكَرَهُ.

قَالَ شَيْخُنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلاَنِيُّ : وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، وَأَبُو ضَمْرَةَ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي الْعَيَّاسِ - وَهُوَ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍّ ... فَذَكَرَهُ. انْتَهَى.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ : وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ انْتَهَى.

وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.@

(1/308)

521- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْثًا فَأَعْظَمُوا الْغَنِيمَةَ وَأَسْرَعُوا الْكَرَّةَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ الله ، مَا رَأَيْنَا بَعْثًا قَطُّ أَسْرَعَ مِنْهُ كَرَّةً ، وَلاَ أَعْظَمَ مِنْهُ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ ، فَقَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَسْرَعِ كَرَّةٍ وَأَعْظَمِ غَنِيمَةٍ مِنْهُ ؟ رَجُلٌ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ، ثُمَّ تَجَمَّلَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَصَلَّى فِيهِ صَلاَةَ الْغَدَاةِ ، ثُمَّ عَقَبَهُ بِصَلاَةِ الضَّحْوَةِ ، فَقَدْ أَسْرَعَ الْكَرَّةَ ، وَأَعْظَمَ الْغَنِيمَةَ.

521/2 - رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... فَذَكَرَهُ.

521/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ : وَبَيَّنَ أنَّ الرَّجُلَ الْمُبْهَمَ أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ فِي آخِرِهِ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ أَسْرَعُ إِيَابًا وَأَفْضَلُ مَغْنَمًا ؟ مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ الله حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الدَّعَوَاتِ.

522- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الله بْنِ وَهْبٍ النَّخَعِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ يَقُولُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ.

قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ.@

(1/309)

523- قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ يُكَفِّرُ الله بِهِ الْخَطَايَا ، وَيَزِيدُ بِهِ فِي الْحَسَنَاتِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ الله ، قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْمَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى هَذِهِ الْمَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ ، مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا ، فَيُصَلِّي مَعَ الْمُسْلِمِينَ الصَّلاَةَ الْجَامِعَةَ ، ثُمَّ يَقْعُدُ فِي الْمَسْجِدَ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ الأُخْرَى إِلاَّ أَنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَقُولُ اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهمَّ ارْحَمْهُ فَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَأعدُّوا صُفُوفَكُمْ وَأَقِيمُوهَا ، وَسُدُّوا الْفُتُوحَ ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي ، فَإِذَا قَالَ إِمَامُكُمْ : الله أَكْبَرُ ، فَقُولُوا : الله أَكْبَرُ ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا ، وَإِذَا قَالَ : سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ ، فَقُولُوا : رَبَّنَا ولَكَ الْحَمْدُ ، وَإِنَّ خَيْرَ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ وَشَرَّهَا الْمُؤَخَّرُ ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ وَشَرُّهَا الْمُقَدَّمُ ، يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ فَاخْفِضْنَ أَبْصَارَكُنَّ لاَ تَرَيْنَ عَوْرَاتِ الرِّجَالِ مِنْ ضِيقِ الأُزُرِ.

523/2- رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ... فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ صُفُوفَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.

523/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ... فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.

523/4- قُلْتُ : وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ بِاخْتِصَارٍ ، مُفَرَّقًا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ.

وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ افْتِتَاحِ الصَّلاَةِ فِي بَابِ الصُّفُوفِ وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ .

وَفِي الْبَابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ ، وَأَنَسٍ ، وَعَائِشَةَ ، وَغَيْرِهِمْ.@

(1/310)

524- قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ , حَدَّثَنِي زَهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ أَبُو عُقَيْلٍ ، أَنَّ ابن عَمٍّ لَهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ تَوَضَّأَ فَأَتَمَّ وُضُوءَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.

قُلْتُ : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، وَغَيْرُهُ.

525- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا تَوَضَّأَتَ ، فَغَسَلْتَ كَفَّيْكَ ، خَرَجَتْ ذُنُوبُكَ مِنْ كَفَّيْكَ ، فَإِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ خَرَجَتْ ذُنُوبُكَ مِنْ قِبَلِ وَجْهِكَ ، فَإِذَا غَسَلْتَ ذِرَاعَيْكَ خَرَجَتْ ذُنُوبُكَ مِنْ ذِرَاعَيْكَ ، فَإِذَا مَسَحْتَ رَأْسَكَ خَرَجَتْ ذُنُوبُكَ مِنْ رَأْسِكَ ، فَإِذَا غَسَلْتَ قَدَمَيْكَ خَرَجَتْ ذُنُوبُكَ مِنْ قَدَمَيْكَ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَجُلاً مُسْلِمًا ، كَانَ فَكَاكه مِنَ النَّارِ ، يُجْزِئُ بِكُلِّ عَظْمٍ مِنْهُ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ كَانَتَا فَكَاكَهُ مِنَ النَّارِ ، يُجْزِئُ كُلُّ عَظْمٍ مِنْهُمَا عَظْمًا مِنْهُ ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتِ امْرَأَةً مُسْلِمَةً كَانَتْ فَكَاكَهَا مِنَ النَّارِ.

قُلْتُ : رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى قِصَّةَ الْعِتْقِ حَسْبُ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ بِهِ ، وَسَيَأْتِي طَرَفًا مِنَ الْحَدِيثِ فِي بَابِ الْعِتْقِ.@

(1/311)

525/2- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ ؟ فَقَالَ : جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ ، ثُمَّ الصَّلاَةُ مَقْبُولَةٌ ، حَتَّى تَصَلِّيَ الْفَجْرَ ، ثُمَّ لاَ صَلاَةَ حَتَّى تَكُونُ الشَّمْسُ قَيْدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ ، ثُمَّ الصَّلاَةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يَقُومَ الظِّلُّ قِيَامَ الرُّمْحِ ، ثُمَّ لاَ صَلاَةَ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ الصَّلاَةُ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَكُونَ الشَّمْسُ مِنْ قَبْلِ مَغْرِبِهَا قَيْدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ ، ثُمَّ لاَ صَلاَةَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ.

525/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ... فَذَكَرَ نَحْوَ الطَّرِيقِ الثَّانِي.

525/4- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ : حُدِّثْتُ عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ : جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ إِنَّ الصَّلاَةَ مَكْتُوبَةٌ حَتَّى يُصَلي الْفَجْرَ ، ثُمَّ لاَ صَلاَةَ حَتَّى ترتفع الشمس قيد رمح أو رمحين ، ثم الصلاة مشهودة حتى ينتصف النهار ، ثُمَّ لاَ صَلاَةَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ الصَّلاَةُ مَشْهُودَةٌ ، حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، وَإِذَا تَوَضَّأْتَ فَغَسَلْتَ كَفَّيْكَ ... فَذَكَرَ حَدِيثَ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى فِي قِصَّةِ الْوُضُوءِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ قِصَّةَ الْعِتْقِ.

526- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النُّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ قَيْسٍ ، يُحَدِّثُ ، قَالَ : قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ بِإِيلْيَاءَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ ، فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ - أَوْ قَالَ : طَلَبْنَاهُ فَلَمْ نَجِدْهُ - فَاتَّبَعْنَاهُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي بِبِرَازٍ مِنَ الأَرْضِ ، قَالَ : فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ قَالُوا : جِئْنَا لِنُجَدِّدَ بِكَ عَهْدًا وَنَقْضِي مِنْ حَقِّكَ ، قَالَ : فَعِنْدِي جَائِزَتُكُمْ ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرٍ ، وَكَانَ عَلَى رَجُلٍ مِنَّا رِعَايَةُ الإِبِلِ ، فَكَانَ يُومِي الَّذِي أَرْعَى فِيهِ ، قَالَ : فَرَوَّحْتُ الإِبِلَ ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : مَنْ @

(1/312)

تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يُرِيدُ بِهِمَا وَجْهَ الله ، غَفَرَ الله لَهُ مَا كَانَ مِنْ قَبْلِهِمَا فَقُلْتُ : الله أَكْبَرُ ، فَضَرَبَ رَجُلٌ عَلَى كَتِفِي ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ عَامِرٍ مَا كَانَ قَبْلَها أَفْضَلُ ، قُلْتُ : مَا كَانَ قَبْلَها ؟ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ ، دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ.

قُلْتُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الأَفْرِيقِيِّ ، لَكِنَّ قِصَّةَ الشَّهَادَةِ لَهَا شَوَاهِدُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ فِي كِتَابِ الإِيمَانِ فِي بَابِ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.

527- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ الْخَصْلَةَ الصَّالِحَةَ ، تَكُونُ فِي الرَّجُلِ ، فَيُصْلِحُ الله بِهَا عَمَلَهُ كُلَّهُ ، وَطَهُورُ الرَّجُلِ لِصَلاَتِهِ يُكَفِّرُ الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، بَطَهُورِهِ ذُنُوبَهُ ، وَتَبْقَى صَلاَتُهُ لَهُ نَافَلَةً.

527/2- قُلْتُ : رَوَاهُ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ الضَّبِّيُّ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ... فَذَكَرَهُ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ بَشَّارِ بْنِ الْحَكَمِ.

528- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ حِمْرَانَ ، أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا بِوُضُوءٍ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا ، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاَثًا ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَظَهْرَ قَدَمَيْهِ ، ثُمَّ ضَحِكَ ، وَقَالَ : أَتَدْرِي مَا أَضْحَكَنِي ؟ قَالَ : قُلْنَا : مَا أَضْحَكَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَعَا بِوُضُوءٍ فِي هَذِهِ الْبُقْعَةِ ، فَتَوَضَّأَ نَحْوَ مَا تَوَضَّأْتُ ، ثُمَّ ضَحِكَ ، فَقَالَ : أَلاَ تَسْأَلُونِي مَا أَضْحَكَنِي ؟ قُلْنَا : مَا أَضْحَكَكَ يَا نَبِيَّ الله ؟! قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ، حَطَّ الله عَنْهُ كُلَّ خَطِيئَةٍ أَصَابَهَا بِوَجْهِهِ ، وَإِذَا غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ فَكَذَلِكَ.@

(1/313)

528/2- قُلْتُ : رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِوُضُوءٍ ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ ضَحِكَ ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : أَلاَ تَسْأَلُونِي مَا أَضْحَكَنِي ؟ فَقَالُوا : مَا أَضْحَكَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَوَضَّأَ كَمَا تَوَضَّأْتُ ، ثُمَّ ضَحِكَ ، فَقَالَ : أَلاَ تَسْأَلُونِي مَا أَضْحَكَكَ ؟ فَقَالُوا : مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ الله ؟! فَقَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَعَا بِوُضُوءٍ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ، حَطَّ الله عَنْهُ كُلَّ خَطِيئَةٍ أَصَابَهَا بِوَجْهِهِ ، فَإِذَا غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ كَانَ كَذَلِكَ ، وَإِذَا طَهَّرَ قَدَمَيْهِ كَانَ كَذَلِكَ.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَزَادَ فِيهِ وَإِذَا مَسَحَ رَأْسَهُ كَانَ كَذَلِكَ .

529- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدُمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ - مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ - عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَثَلُ أُمتيٍ مَثَلُ نَهْرٍ يَغْتسِلُ مِنْهُ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، فَمَا عَسَى أَنْ يُبْقِينَ عَلَيْهِ مِنْ دَرَنِهِ ! يَقُومُ إِلَى الْوُضُوءِ ، فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ ، فَتَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ مس بَهَا يَدَيْهِ ، وَتَمَضْمَضَ ، فَتَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا لِسَانُهُ ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ ، فَتَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَتْ بِهَا عَيْنَاهُ ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ ، فَيَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ سَمِعَتْ بِهَا أُذُنَاهُ ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ فَتَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْ بِهَا قَدَمَاهُ.@

(1/314)

529/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ الله عَنْهُ - مَرْفُوعًا ... فَذَكَرَهُ مُطَوَّلاً جِدًّا .

وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي كِتَابِ الْحَجِّ فِي بَابِ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مُخْتَصَرًا.

530- قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مِفْتَاحُ الصَّلاَةِ الْوُضُوءُ ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ ، وَإِحْلاَلُهَا التَّسْلِيمُ ، وَفِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ تَسْلِيمٌ ، وَلاَ تَجُوزُ صَلاَةٌ لاَ يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَشَيْءٍ مَعَهَا.

قُلْتُ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ طَرِيفٍ السَّعْدِيِّ أَبِي سُفْيَانَ بِهِ ، دُونَ قَوْلِهِ وَفِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ تَسْلِيمٌ , وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : وَلاَ صَلاَةَ مَكَانَ ، وَلاَ تَجُوزُ وَقَالَ : وَسُورَةٍ مَكَانَ شَيْءٍ مَعَهَا قَالَ : وَفِي الْبَابِ عَنْ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ ، قَالَ : وَحَدِيثُ عَلِيٍّ فِي هَذَا أَجْوَدُ إِسْنَادًا وَأَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ انْتَهَى.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ افْتِتَاحِ الصَّلاَةِ ، فِي بَابِ تَحريمِ الصَّلاَةِ التكبير , وَفِي بَابِ التَّحَليل بِالتسليم ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

531- قَالَ أَبُو يَعْلَى : وَحَدَّثَنَا سُرَيْجٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : جَاءَنِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ؟ قَالَ : قُلْتُ : لاَ أَدْرِي ، قَالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ على صَدْرِي @

(1/315)

فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ كَتِفِي - أَوْ قَالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفِي ، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا فِي صَدْرِي - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ؟ قَالَ : قُلْتُ : فِي الدَّرَجَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ ، أَمَّا الدَّرَجَاتُ : فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ ، وَنَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجماعَاتِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ ، وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ ، وَإِفْشَاءُ السَّلاَمِ ، وَالصَّلاَةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَقَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، قُلْ : اللهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَمَلَ الْحَسَنَاتِ ، وَتَرْكَ السَّيِّئَاتِ ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً وَأَنَا فِيهِمْ ، فَنَجِّنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ.

قُلْتُ : لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ضَعِيفٌ ، وَقَوْلُهُ : الْمَلأُ الأَعْلَى هُمُ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ ، وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْمَسَاجِدِ فِي بَابِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ.

532- وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ أَصْحَابِهِ ، إِذْ قَالَ رَجُلٌ : مَنْ يُحَدِّثُنَا حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ عَمْرِو : أَنَا ، قَالَ : هِيَ لِلَّهِ أَبُوكَ , وَاحْذَرِ قَالَ : سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ ، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ هِيَ لِلَّهِ أَبُوكَ وَاحْذَرْ قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ الله ، كَانَ ذَلِكَ عِتْقِ رَقَبَةٍ قَالَ : هِيَ لِلَّهِ أَبُوكَ , وَاحْذَرِ قَالَ : سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : مَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً أَعْتَقَ الله بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ قَالَ : وسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : مَنْ أَعْتَقَ نَسَمَتَيْنِ أَعْتَقَ الله بكُلِّ عُضْوَيْنِ مِنْهَا عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ قَالَ : هِيَ لِلَّهِ أَبُوكَ وَاحْذَرْ ، قَالَ : وَحَدِيث لو أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ إِلاَّ مَرَّةً ، أَوْ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، أَوْ أَرْبَعًا ، أَوْ خَمْسًا لَمْ أُحَدِّثْكُمُوهُ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيَغْسِلُ وَجْهَهُ ، إِلاَّ تَسَاقَطَتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ ، تَسَاقَطَتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ وَأَظْفَارِهِ ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ ، تَسَاقَطَتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ ، تَسَاقَطَتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ بَاطِنِهما ، فَإِذَا أَتَى مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ ، فَصَلَّى فِيهِ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى الله ، عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنْ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتا كَفَّارَةً لَهُ.@

(1/316)

532/2- قَالَ : وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بِهْرَامٍ ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو ظَبْيَةَ أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ ، دَعَا عَمْرَو بْنَ عَبْسَةَ السُّلَمِيَّ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ عَبْسَةَ ، هَلْ أَنْتَ مُحَدِّثُنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ أَنْتَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، لَيْسَ فِيهِ تَزَيُّدٌ ، وَلاَ كَذِبٌ ، لاَ تُحَدِّثْنِيهِ عَنْ آخَرَ سَمِعَهُ مِنْه غَيْرِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : قَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي ، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ مِنْ أَجْلِي ، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَنَاصَرُونَ مِنْ أَجْلِي ، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَصَدَّقُونَ مِنْ أَجْلِي ، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَزَاوَرُونَ مِنْ أَجْلِي . قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبْسَةَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ رَمَى بِسِهَامٍ فِي سَبِيلِ الله ، فَبَلَغَ مُخْطِئًا أَوْ مُصِيبًا فَلَهُ مِنَ الأَجْرِ كَرَقَبَةٍ أَعْتَقَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ فَهِيَ لَهُ نُورٌ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ رَجُلاً مُسْلِمًا فَكُلُّ عُضْوٍ مِنَ الْمُعْتَقِ بِعُضْوٍ مِنَ الْمُعْتِقِ ، فِدَاء لَهُ مِنَ النَّارِ ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَتِ امْرَأَةً مُسْلِمَةً ، فَكُلُّ عُضْوٍ مِنَ الْمُعْتَقَةِ بِعُضْوٍ مِنَ الْمُعْتِقَةِ فَكَاكُهَا مِنَ النَّارِ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ قَدَّمَ لِلَّهِ مِنْ صُلْبِهِ ثَلاَثًا لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ - أَوِ امْرَأَةً - فَهُمْ لَهُ سِتْرَةً مِنَ النَّارِ ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ قَامَ إِلَى وُضُوءٍ يُرِيدُ الصَّلاَةَ ، فَأَحْصَى الْوُضُوءَ إِلَى أَمَاكِنِهِ سَلِمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَوْ خَطِيئَةٍ هِيَ لَهُ ، فَإِنْ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ رَفَعَهُ الله بِهَا دَرَجَةً ، وَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ سَالِمًا فَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَا ابْنَ عَبْسَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَيْرَ مَرَّةٍ ، أَوْ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثٍ ، أَوْ أَرْبَعٍ ، أَوْ خَمْسٍ ، أَوْ سِتٍّ ، أَوْ سَبْعٍ - فَانْتَهَى عِنْدَ سَبْعٍ - مَا حَلَفْتُ أَنْ أُحِدِّثَهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ ، وَلَكِنْ وَالله لاَ أَدْرِي مَا عَدَدُ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

وَسَيَأْتِي هَذَا الْحَدِيثُ بِطُرُقِهِ فِي كِتَابِ الزِّينَةِ فِي بَابِ مَنْ شَابَ شَيْبَةً فًي الإِسْلاَمِ.@

(1/317)

532/3- قَالَ : وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ ، سَأَلَهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ ، فَقَالَ : يَا عَمْرُو ، هَلْ مِنْ حَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَيْسَ فِيهِ نِسْيَانٌ ، وَلاَ تَزَيُّدٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَنَامِلِهِ ، فَإِذَا تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ مَسَامِعِهِ ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ يَدَيْهِ ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ ، فَإِذَا غَسَلَ قَدَمَيْهِ ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَنَامِلِهِ ، فَإِنْ قَعَدَ عَلَى وُضُوئِهِ ، فَلَهُ أَجْرُهُ ، وَإِنْ قَامَ مُتَفَرِّغًا لِصَلاَتِهِ ، انْصَرَفَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا , فَقَالَ لَهُ شُرَحْبِيلٌ : يَا عَمْرُو ، انْظُرْ مَا تَقُولُ ! قَالَ : لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلاَّ مَرَّةً ، أَوْ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا لَمْ أَكُنْ لأُحَدِّثُكُمُوهُ ، وَقَالَ : مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ ، كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ رَمَى الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ فَبَلَغَ أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ ، فَعَدْلُ رَقَبَةٍ.

قُلْتُ : رَوَى مُسْلِمٌ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ مَاجَةَ قِصَّةَ الْوُضُوءِ بِاخْتِصَارٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ قِصَّةَ الشَّيْبَ بِاخْتِصَارٍ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الزِّينَةِ مُبَيَّنًا - إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى.

533- وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، حَدَّثَنِي مُجَاهِدٍ ، عَنْ حِمْرَانَ ، قَالَ : أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوُضُوءٍ ، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلاَةِ ، ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الطُّهُورَ ، ثُمَّ صَلَّى فَأَحْسَنَ الصَّلاَةَ ، كُفِّرَ عَنْهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : يَا فُلاَنُ ، أَسَمِعْتَهَا مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ حَتَّى أَنشَدَ ثَلاَثَةً مِنْ أَصْحَابِهِ فَكُلُّهُمْ يَقُولُ : سَمِعْنَاهُ - أَوْ بِمَعْنَاهُ.

هَذَا الإِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ، لِضَعْفِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.@

(1/318)

14- باب المحافظة على الوضوء وتجديده

534- قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي جَهْضَمِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَيِلَ لَهُ : هَلْ خَصَّكُمْ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِشَيْءٍ لَمْ يَعُمَّ بِهِ النَّاسَ ؟ فَقَالَ : لاَ ، إِلاَّ ثَلاَث : أَمَرَنَا أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ ، وَأَلاَ نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ ، وَأَنْ لاَ نُنْزِيَ الْحِمَارَ عَلَى الْفَرَسِ.

534/2- رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ فِي شَبَابٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ : أَكَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، قَالَ : لاَ ، لاَ ، لاَ قَالَ : فَلَعَلَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي نَفْسِهِ ؟ قَالَ : خَمْشًا هَذِهِ أَشَرُّ مِنَ الأُولَى ، إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ عَبْدًا أُمِرَ بِأَمْرٍ فَبَلَّغَ مَا أُمِرَ بِهِ ، وَالله مَا اخْتَصَّنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دُونَ النَّاسِ إِلاَّ بِثَلاَثَةِ أَشْيَاءَ : أَمَرَنَا أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ ... فَذَكَرَهُ.

534/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَهْضَمٍ مُوسَى بْنُ سَالِمٍ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَبْدًا مَأْمُورًا ، فَمَا خَصَّنَا دُونَ النَّاسِ بِشَيْءٍ لَيْسَ ثَلاَثة : أَمَرَنَا أَنْ نَسْبِغَ الْوُضُوءَ ... فَذَكَرَهُ.@

(1/319)

535- وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا مُهَاجِرٌ أَبو مخْلد ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ طُهُورُهُ ، فَإِنْ أَحْسَنَ طُهُورَهُ فَصَلاَتُهُ كَنَحْوِ طُهُورِهِ ، ثُمَّ يُحَاسَبُ بِصَلاَتِهِ ، فَإِنْ حَسُنَتْ صَلاَتُهُ فَسَائِرُ عَمَلِهِ كَنَحْوٍ مِنْ صَلاَتِهِ .

536- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَلِيُّ ، أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَإِنْ شَقَّ عَلَيْكَ ، وَلاَ تَأْكُلِ الصَّدَقَةَ ، وَلاَ تُنْزِ الْحُّمُرَ عَلَى الْخَيْلِ ، وَلاَ تُجَالِسْ أَصْحَابَ النُّجُومِ.

536/2- قُلْتُ : رَوَاهُ عَبْدُ الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدُمِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

537- قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : وحَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ ، أَنَّ أَبَا كَبْشَةَ السَّلُولِيَّ ، حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ ثَوْبَانَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَدِّدُوا وَقَارِبُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاَةُ ، وَلاَ يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ.

قُلْتُ : رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ ثَوْبَانَ دُونَ قَوْلِهِ وَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج9 كتاب الترغيب والترهيب للمنذري{من5655 الي 5766.}

  ج9 كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية...