ج13. إتحاف الخيرة المهرة
بزوائد المسانيد العشرة
المؤلف : أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري
6860- وعن الحسن قال : لما أراد عبد الله بن سلام الإسلام دخل على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأسلم وقال أشهد أنك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أرسلك بالهدى ودين الحق وأن اليهود يجدونك عندهم في التوراة منعوتا , ثم قال له : أرسل إلى نفر من اليهود إلى فلان وفلان , فسماهم له , وأخبئني في بيت فسلهم عني وعن والدي فإنهم يخبرونك وإني سأخرج عليهم فأشهد أنك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أرسلك بالهدى ودين الحق لعلهم يسلمون ، ففعل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذلك فخبأه في بيته وأرسل إلى النفر الذين أمره بهم فدعاهم فقال لهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما عبد الله بن سلام عندكم وما كان والده ؟ فقالوا : سيدنا وابن سيدنا وعالمنا وابن عالمنا ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أرأيتم إن أسلم تسلمون ؟ قالوا : إنه لا يسلم. قال : أرأيتم إن أسلم ؟ قالوا : لا يسلم , قال : أرأيتم إن أسلم ؟ قالوا : لا يسلم أبدًا ، فدعاه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فخرج عليهم ثم قال : أشهد أنك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أرسلك بالهدى ودين الحق وإنهم ليعلمون منك مثل ما أعلم , قال : فقالت اليهود لعبد الله : ما كنا نخشاك يا عبد الله على هذا . قال : فخرجوا من عنده فأنزل الله ، عَزَّ وَجلَّ ، في ذلك : {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} .
رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة مرسلاً.
94- مناقب عبد الله بن عباس
فيه حديث ابن عباس وتقدم في كتاب العلم في أول باب الرحلة في طلب العلم.
6861- وعن عبد الله بن عباس , رضي الله عنهما , قال : دخلت مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فجعل أبي يكلمه وهو معرض عنه مقبل على رجل فلما خرج فقال لي , أبي : بني , أما رأيت ابن عمك كيف أكلمه فلا يجيبني ؟ قلت : يأبه أما رأيت الرجل الذي كان عنده يكلمه ؟ قال : لا , قال : وكان عنده أحد ؟ قال : نعم. قال : فرجع فقال : يا رسول الله أكان عندك أحد ؟ قال رأيته ؟ قال : أخبرني عبد الله بذلك , قال : فأقبل علي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقال أرأيته ؟ قلت : نعم , قال : ذاك جبريل، عليه السلام هو الذي شغلني عنك.
رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن منيع وعبد بن حميد وأحمد بن حنبل بسند صحيح.@
(7/284)
6862- وعنه عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : دعا لي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن يزيدنى علمًا وفهمًا .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند صحيح.
6863- وعنه قال : كنت في بيت ميمونة بنت الحارث فوضعت لرسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طهورًا فقال :من وضع هذا ؟ فقالت ميمونة ؟ عبد الله. قال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.
رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل بسند صحيح وهو في الصحيح
دون قوله : وعلمه التأويل.
6864- وعن طاووس قال : جالست سبعين أو خمسين شيخًا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فما أحد منهم خالف ابن عباس فيلتقيان إلاَّ قال : هو كما قلت. أو قال : صدقت .
رواه مُسَدَّد بسند صحيح.
6865- وعنه قال : ما رأيت الذي هو أعلم من ابن عباس ولا أورع من ابن عُمَر .
رواه أحمد بن منيع , ورواته ثقات.
6866- وعنه قال : ما رأيت أحدًا أشد تعظيمًا لحرمات الله من ابن عباس والله لو أن أشاء إذا ذكرته أن أبكي لبكيت.
رواه أحمد بن منيع بسند فيه راو لم يسم.@
(7/285)
95- منقبة عبد الله بن عمر بن الخطاب
تقدمت في مناقب عبد الله بن عباس.
96- منقبة عبد الله بن عمرو بن حزام والد جابر بن عبد الله .
تقدمت في الجنائز في باب وصية الرجل بنيه وفي الأطعمة في باب الشواء.
97- منقبة عبد الله بن عمرو بن العاص
تقدمت في منقبة والدة أم عبد الله.
98- مناقب عبد الله بن عون
6867- عن محمد بن فضاء قال : رأيت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في المنام فقال : زوروا ابن عون فإن الله يحبه وإنه يحب الله.
رواه الحارث بن أبي أسامة , ومحمد بن فضاء ضعيف.
قال ابن مهدي : ما كان بالعراق أعلم بالسنة من ابن عون. وقال هشام بن حسان : لم تر عيناي مثل ابن عون. وقال قرة : كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون. وقال الأوزاعي : إذا مات ابن عون وسفيان استوى الناس. توفي سنة 151 .
99- مناقب عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
6868- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال :قعد أبو موسى في بيته واجتمع إليه ناس وأنشأ يقرأ عليهم القرآن , قال : فأتى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رجل فقال : يا رسول الله ألا أعجبك من أبي موسى ؟ قعد في بيته واجتمع إليه ناس وأنشأ يقرأ عليهم القرآن , قال : فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أتستطيع أن تقعدني من حيث لا يراني أحد منهم ؟ قال : نعم , قال : فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فأقعده الرجل حيث لا يراه منهم أحد فسمع قراءة أبي موسى فقال : إنه يقرأ على مزمار من مزامير آل داود.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ؛ لضعف يزيد الرقاشي.@
(7/286)
6869- وعن البراء ، رضي الله عنه ، قال : سمع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أبا موسى يقرأ فقال : كأن صوت هذا من مزامير آل داود.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند رواته ثقات وأصله في الصحيحين من حديث أبي موسى وعائشة ورواه مسلم في صحيحه من حديث بريدة.
100- منقبة عبد الله بن قيس الأنصاري
تقدمت في الأدب في باب الكبر والعجب.
101- مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
تقدم من مناقبه حديث حذيفة وعبد الله بن مسعود وشداد بن أوس في باب ما اشترك فيه أبو بكر وغيره من الفضل وحديث عبد الله بن مسعود في عشرة النساء في النكاح.
6870- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه : أنه كان يجتني سواكًا من أراك لرسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فكانت الريح تكفؤه وكان في ساقه دقة فضحك أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : ما يضحككم ؟ قالوا : لدقة ساقه ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لهما أثقل في الميزان من أحد.
رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ورواته ثقات.
6871- وعن شعبة عن معاوية بن قرة : أن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، ذهب يأتي النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بالسواك فجعلوا ينظرون إلى دقة ساقه ويعجبون من دقة ساقه فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لهما أثقل في الميزان من أحد.
رواه أبو داود الطيالسي مرسلاً ورواته ثقات.@
(7/287)
6871/2- والبزار ولفظه : عن شعبة , عن معاوية بن قرة , عن أبيه : أن عبد الله بن مسعود رقى شجرة يجتني منها سواكًا فوضع رجليه عليها فضحك أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من دقة ساقه فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لهما أثقل في الميزان من أحد.
6872- وعن القاسم قال : كان أول من أفشى القرآن من في رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بمكة عبد الله بن مسعود.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر عن المقرئ عن المسعودي عنه به.
6873- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : أمر النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه فضحكوا منهما فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما تضحكون ؟ لرِجْل عبد الله في الميزان أثقل من أحد .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى.
6874- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قرأت من في رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابتين في الكتَّاب.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بإسناد صحيح.
6874/2- وفي رواية له أخذت من في رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.
ورواه الطيالسي وتقدم لفظه في الجهاد في باب تعظيم الغلول.
6875- وعنه قال : جاء معاذ إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا رسول الله أقرئني ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا عبد الله أقرئه ، فأقرأته ما كان معي ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقرأه معاذ وصار معلمًا يعلم على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة , ورواته ثقات.@
(7/288)
6876- وعنه : أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أتاه بين أبي بكر وعمر , رضي الله عنهما , وعبد الله يصلي فافتتح سورة النساء فسلخها فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد , ثم قعد ثم سأل فجعل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول له : سل تعطي سل تعطى. وكان فيما سأله : اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد ونعيمًا لا ينفد ومرافقة نبيك محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في أعلى جنة الخلد ، فأتاه عُمَر ليبشره فوجد أبا بكر قد سبقه فقال : لئن فعلت لقد كنت سباقًا للخير.
رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى بسند رواته ثقات.
6877- وعن عقبة بن عَمْرو ، رضي الله عنه ، قال : ما أرى رجلا أعلم بما أنزل على محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من عبد الله , يعني ابن مسعود , فقال أبو موسى : إن يقل ذلك فإنه قد كان يسمع حين لا نسمع ويدخل حين لا ندخل.
رواه أحمد بن منيع , ورواته ثقات.
6878- وعن أبي نوفل العريجي قال : لما حضر عَمْرو بن العاص جزع جزعًا شديدًا وجعل يبكى فقال له ابنه : لم تجزع وقد كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يستعملك ويدنيك ؟ فقال : قد كان يفعل ذلك ولا أدري أحبًّا ذلك لي أم تألفًا يتألفني ولكن أشهد على رجلين توفي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو يحبهما : ابن سمية , يعني عمارًا , وابن مسعود ، فلما جد به يعني النزع جمع يديه ووضعهما موضع الغل من عنقه فجعل يقول : اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا فلا يسعنا إلاَّ رحمتك ، فما زالت تلك هجيراه حتى قبض .
رواه أحمد بن منيع.@
(7/289)
6879- وعن عَمْرو بن الحارث الخزاعي قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من سره أن يقرأ القران غضًّا كما أنزل من السماء فليقرأ القرآن من ابن أم عبد.
رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل.
6880- وعن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان ابن مسعود يلبس رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نعليه ثم يأخذ العصا فيمشي بها بين يديه فإذا بلغ مجلسه خلع نعليه من رجليه فأدخلهما في ذراعيه وأعطاه العصا فإذا قام ألبسه نعليه ثم مشى أمامه حتى يدخل الحجرة قبله .
رواه الحارث ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر وتقدم لفظه في اللباس في باب لبس النعال.
6881- وعن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : كنت أستر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إذا اغتسل وأوقظه إذا نام وأمشي معه في الأرض الوحشاء.
رواه الحارث بن أبي أسامة.
6882- وعن عطاء قال : بينا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يخطب إذ قال : اجلسوا ، فسمع ابن مسعود ، رضي الله عنه ، فجلس بباب المسجد في جوف المسجد , أو الشمس , فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تعال يا عبد الله بن مسعود.
رواه الحارث.
6883- وعن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من سره أن يقرأ القرآن رطبًا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن مسعود.
رواه الحارث واللفظ له وأحمد بن حنبل.@
(7/290)
6883/2- وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند رواته ثقات ولفظه : جاء رجل إلى عُمَر ، رضي الله عنه ، وهو بعرفة فقال : يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت رجلاً يملي المصاحف عن ظهر قلب , قال : فغضب عُمَر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل فقال : ويحك من هو ؟ قال فقال : عَبد الله بن مسعود ، فما زال عُمَر يطفئ ويستر عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها فقال : ويحك والله ما أعلمه بقي أحد من الناس هو أحق بذلك منه وسأحدثك عن ذلك : كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ثم خرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يمشي ونحن نمشي معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يستمع قراءته فلما كدنا نعرف الرجل قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من سره أن يقرأ القرآن رطبًا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد , قال : ثم جلس الرجل يدعو قال : فجعل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : سل تعطه ، فقال عُمَر : فقلت : والله لأغدون إليه فلأبشرنه , قال : فغدوت إليه فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره فلا والله ما سابقته إلى خير قط إلاَّ سبقني إليه.
ورواه ابن حبان فى صحيحه والنسائي في الكبرى ومسدد مختصرًا .
وتقدم لفظه في كتاب الإمارة في باب نظر الإمام في مصالح المسلمين.
6884- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل.@
(7/291)
6885- وعن الهيثم , يعني ابن حبيب , قال : قال عبد الله ، رضي الله عنه : ما كذبت منذ أسلمت إلاَّ كذبة كنت أرحل لرسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأتي برحال من الطائف فقال : أي راحلة أعجب إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقلت : الطائفية المنكبة. قال : وكان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يكرهها قال فلما رحلها فأتى بها قال : من رحل لنا هذه ؟ قالوا : رحل لك الذي أتيت به من الطائف. قال : ردو الراحلة إلى ابن مسعود.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
102- منقبة عبد الرحمن بن أبزي
تقدمت في باب الإمارة في باب تقديم الأقرأ.
103- منقبة عبيد الله بن عباس رضي الله عنهما
تأتي في منقبة قثم بن عباس.
104- منقبة عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه
6886- عن عثمان بن أبي العاص قال : كنت أنسى القرآن فقلت : يا رسول الله إني أنسى القرآن ، فضرب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في صدري ثم قال : اخرج يا شيطان من صدر عثمان ، فما نسيت شيئًا بعد أريد حفظه.
رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.
105- منقبة عبد القيس
6887- عن أبي هريرة , رضي الله عنه , قال : خير أهل المشرق عبد القيس.
رواه أبو يَعْلَى الموصلي , ورواته ثقات.@
(7/292)
106- منقبة عروة بن مسعود رضي الله عنه
تقدمت في غزوة الحديبية.
107- منقبة عقيل بن أبي طالب
6888- عن محمد بن عقيل قال : قال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لعقيل : يا أبا يزيد إني لأحبك حبين : حب للقرابة وحب لحب أبي طالب إياك.
رواه إسحاق : حَدَّثَنَا أحمد بن أيوب , عن أبي حمزة , عن جابر الجعفي عنه به .
هذا إسناد ضعيف ؛ لضعف الجعفي.
108- منقبة عكاشة بن محصن
ستأتي في فضل أهل يثرب ، وفي آخر هذا الكتاب في باب من يدخل الجنة بغير حساب.
109- مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه
تقدم حديث حذيفة وغيره في باب ما اشترك أبو بكر وغيره فيه من الفضل وحديث عمرو بن العاص وتقدم في مناقب عبد الله بن مسسعود وحديث محمد بن علي عن أبيه عن جده وتقدم في مناقب علي بن أبي طالب وستأتي جملة أحاديث من مناقبه في كتاب الفتن في باب ما كان في زمن علي بن أبي طالب.
6889- وعن الأشتر قال : كان بين عمار وخالد بن الوليد كلام فشكا عمار إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا خالد إنه من يعاد عمارًا يعاديه الله ومن يبغضه يبغضه الله ، عَزَّ وَجلَّ ، ومن يسب عمارًا يسبه الله.
رواه أبو داود الطيالسي.
6889/2- وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : قال خالد بن الوليد : بعثني رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في سرية فأصبنا أهل بيت كانوا وحدوا فقال عمار : قد احتجز هؤلاء منا @
(7/293)
بتوحيدهم ، فلم ألتفت إلى قول عمار ، فقال : أما لأخبرن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فلما قدمنا عليه شكاني إليه فلما رأى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لا ينصره مني قام وعيناه تدمعان فرده وقال : يا خالد لا تسب عمارًا فإنه من يسب عمارًا يسبه الله ومن يسفه عمارًا يسفهه الله ومن ينتقص عمارًا ينتقصه الله ، فقال خالد : أستغفر الله يا رسول الله فوالله ما يمنعني أن أجيبه إلاَّ تسفيهي إياه , قال خالد فما من ذنوبي شيئا أخوف عندي من تسفيهي عمارًا.
6889/3 ورواه أبو يَعْلَى ولفظه : عن الأشتر قال : ابتدأنا خالد بن الوليد من غير أن نسأله قال : ما عملت عملا أخوف عندي أن يدخلني النار من شأن عمار. قال : قلنا : يا أبا سليمان وما هو ؟ قال : بعثني رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في أناس من أصحابه إلى حي من العرب فأصبتهم ومنهم أهل بيت مسلمين فكلمني عمار في أناس من أصحابه فلم أرسلهم فقلت : لا حتى آتي بهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فإن شاء أرسلهم وإن شاء صنع بهم ما أراد ، فدخلت على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم واستأذن عمار فدخل فقال : يا رسول الله ألم تر إلى خالد فعل وفعل ... ، فذكره.
ورواه النسائي في الكبرى.
6890- وعن أم سلمة , رضي الله عنها , قالت : لما كان يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن قد اغبر شعر صدره قالت : فو الله ما نسيت وهو يقول :
اللهم إن الخير خير الآخرة ... فاغفر للأنصاروالمهاجرة
قال : وجاء عمار فقال : ويحك , أو ويحه , ابن سمية تقتله الفئة الباغية.
رواه مُسَدَّد بسند فيه راوٍ لم يسم وفي الصحيح منه : تقتل عمارًاالفئة الباغية قط وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وصححه.
6891- وعن الحسن قال : قال عمار بن ياسر ، رضي الله عنه : قاتلت مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّمالجن والإنس. قيل : وكيف قاتلت الجن ؟ قال : نزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي فقال : إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك ، فلما كنت على البئر أتاني رجل أسود كأنه مرس فقال : إنك لا تستقي اليوم منها ذنوبًا ، فأخذني فأخذته فصرعته ثم أخذت حجرًا فكسرت أنفه ووجهه ثم ملأت قربتىِ فأتيت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : هل أتاك على الماء أحد ؟ فقلت : رجل أسود ، فأخبرته بالذي صنعت فقال : ذلك الشيطان.
رواه إسحاق بن راهويه بسند رواته ثقات إلاَّ أنه منقطع.@
(7/294)
6892- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ابن سمية ما خير بين أمرين إلاَّ اختار أرشدهما.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند رواته ثقات وفيه انقطاع.
6893- وعن أبي البختري قال : لما كان يوم صفين واشتد الحر قال عمار : ائتوني بشراب أشربه. ثم قال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن. ثم تقدم فقتل.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.
6893/2- ورواه أبو يَعْلَى ولفظه : عن ميسرة وأبي البختري : أن عمار بن ياسر يوم صفين جعل يقاتل فلا يقتل فيجيء إلى علي فيقول : يا أمير المؤمنين أليس هذا يوم كذا وكذا هو ؟ فيقول : أذهب عنك ، فقال ذلك مرارًا ثم أتي بلبن فشربه فقال عمار : إن هذه لآخر شربة أشربها من الدنيا. ثم تقدم فقاتل حتى قتل.
6893/3- وفي رواية له إن عمارا أتي بشربة من لبن فضحك فقيل له : ما يضحكك ؟! قال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن آخر شراب تشربه لبن حين تموت.
6893/4- وفي رواية له اشتكى عمار بن ياسر شكوى ثقل منها فغشي عليه فأفاق ونحن نبكي حوله فقال : ما يبكيكم ؟ أتحسبون أني أموت على فراشي أخبرني حبيبي أنه تقتلني الفئة الباغية وأن آخر زادي مذقة من لبن.@
(7/295)
6894- وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : مَا زَالَ جَدِّي كَافًّا سِلاَحَهُ يَوْمَ صِفِّيَن ، حَتَّى قيل : قُتِلَ عَمَّارٌ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.
رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.
6895- وعن عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، قال : لقيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بالبطحاء فأخذ بيدي فانطلقت معه فمر بعمار وبأم عمار يعذبان فقال صبرًا فإن مصيركم إلى الجنة.
رواه الحارث بن أبي أسامة بسند منقطع.
6896- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يبني المسجد فإذا نقل الناس حجرًا نقل عمار حجرين فإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
6897- وعن أبنة هشام بن الوليد بن المغيرة أوكارا تمرض عمارًا قالت : جاء معاوية إلى عمار يعوده فلما خرج من عنده قال : اللهم لا تجعل منيته بأيدينا فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : تقتل عمارًا الفئة الباغية.
رواه أبو يَعْلَى بسند فيه راو لم يسم.
6898- وعن حبة قال : قال ابن مسعود لحذيفة ، رَضِي الله عَنهُما : إن الفتنة قد وقعت فحدثني ما سمعت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول قال : لولم يأتكم اليقين كتاب الله سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول لابن سمية : ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@
(7/296)
6899- وعن زيد بن وهب قال : كان عمار بن ياسر ولع بقريش وولعت به فغدوا عليه فضربوه فخرج عثمان مغضبًا فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ما لي ولقريش فعل الله بقريش وفعل عدوا على رجل فضربوه سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
6900- وعن أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حزم عن أبيه قال : دخل عَمْرو بن حزم على عَمْرو بن العاص فقال : قتل عمار وقد قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تقتل عمارًا الفئة الباغية ، فدخل عَمْرو على معاوية فقال : قتل عمار. قال معاوية : قتل عمار فماذا ؟ قال سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : تقتله الفئة الباغية , قال : دحضت في بولك أو نحن قتلناه ؟! فإنما قتله علي وأصحابه.
رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.
110- منقبة عمر بن عبد العزيز
6901- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال ما رأيت أحدًا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من عُمَر بن عبد العزيز.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة , ورواته ثقات.@
(7/297)
111- مناقب عمرو بن أخطب رضي الله عنه
6902- عن عَمْرو بن أخطب ، رضي الله عنه ، قال : رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ونظرت إلى الخاتم الذي بين كتفيه ومسحته بيدي.
رواه أبو يَعْلَى.
6902/2- وأحمد بن حنبل ولفظه قال عَمْرو بن أخطب : استسقى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ماء فأتيته بقدح فيه ماء فكانت فيه شعرة فأخذتها فقال : اللهم جمله. قال : فرأيته وهو ابن اربع وتسعين ليس فيه شعرة بيضاء.
6902/3- وابن حبان فى صحيحه ولفظه : استسقى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأتيته بإناء فيه ماء وفيه شعرة فرفعها فناولته فنظر إلي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : اللهم جمله. قال : فرأيته وهو ابن ثلاث وتسعين وما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء.
112- منقبة عمرو بن أمية الضمري
تأتي في مناقب عمرو بن العاص.
113- مناقب عمرو بن حريث المخزومي رضي الله عنه
قال ابن حبان : في الصحابة ولد يوم بدر.
6903- وعن عَمْرو بن حريث رضي الله عنه قال : ذهبت بي أمي وأبي إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فمسح برأسي ودعا لي بالرزق.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ , وتقدم بقية مناقبه في كتاب البيع في باب تجارة الغلام.
114- منقبة عمرو بن الحمق الخزاعي
تقدمت في الأشربة في باب شرب اللبن.@
(7/298)
115- مناقب عمرو بن العاص رضي الله عنه
6904- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ابنا العاص مؤمنان : عَمْرو بن العاص وهشام بن العاص.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة والنسائي في الكبرى ورواته ثقات.
6905- وعن عَمْرو بن العاص ، رضي الله عنه ، قال : لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالاً من قريش كانوا يرون رأي ويسمعون مني فقلت لهم : والله إني لأرى رأي محمد , صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , يعلو الأمور علوًّا منكرًا وإني قد رأيت رأيًا فما ترون فيه ؟ قالوا : وما الذي رأيت ؟ قلت : رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون معه فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فإما أن نكون تحت يده أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلم يأتنا منهم إلاَّ خير , قالوا : ان هذا الرأي. قلت : فاجمعوا له ما يهدى له , وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم , فجمعنا له أدمًا كثيرًا ثم خرجنا نمشي حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاء عَمْرو بن أمية الضمري وقد كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه قال : فدخل عليه ثم خرج من عنده. قال : فقلت لأصحابي : هذا عَمْرو بن أمية فلو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع ، فقال : مرحبًا بصديقي أهديت إليّ من بلادك شيئًا ؟ قلت ؟ نعم أهديت لك أدمًا كثيرًا ثم قربته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت : أيها الملك قد رأيت رجلاً خرج من عندك وهو رسول عدونا فأعطنيه لأقتله فإنه أصاب من أشرافنا وعزتنا , قال : فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسرها فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها خوفًا منه ثم قلت له : أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه , قال : سألتني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى فتقتله ! قال : قلت ؟ أيها الملك أكذاك هو ؟ قال : ويحك يا عَمْرو أطعني واتبعه فإنه والله على الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على @
(7/299)
فرعون وجنوده , قال : قلت : أتبايعني له على الإسلام ؟ قال نعم ، فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت على أصحابي وقد حال رأي عن ما كان عليه فكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عائدًا لرسول الله , صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , بإسلامي فلقيت خالد بن الوليد , وذلك قبل الفتح , وهو مقبل من مكة فقلت : أين يا أبا سليمان ؟ قال : والله استقام الميسم وإن الرجل لنبي اذهب والله أسلم حتى متى ؟ قال : قلت : فأنا والله ما جئت إلاَّ للإسلام ، فقدمنا على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وتابع وبايع ثم دنوت فقلت : يا رسول الله إني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر قال : فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا عَمْرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها. قال : فبايعته ثم انصرفت. قال ابن إسحاق : فحدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان أسلم حين أسلما.
رواه الحارث بن أبي أسامة , واللفظ له وأحمد بن حنبل.
هكذا وقع في المسندين أن إسلام عَمْرو بن العاص كان على يدي النجاشي ووقع في مسند أبي يَعْلَى المَوْصِلِيّ من حديث عَمْرو بن العاص إسلامه كان على يدي جعفر بن أبي طالب وتقدم بتمامه في كتاب الهجرة.
116- منقبة عمرو بن أم مكتوم
6906- عن أنس بن مالك قال : رأيت ابن أم مكتوم يوم القادسية وعليه درع وبيده راية.
رواه الحارث : حَدَّثَنَا يونس بن محمد , حَدَّثَنَا سنان , عن قتادة , عنه به.
117- منقبة عويمر أبي الدرداء
تقدمت من حديث شداد في باب ما اشترك فيه أبو بكر وغير من الفضل وتأتي في مناقب أبي ذر.@
(7/300)
118- منقبة فيروز الديلمي
6907- عن عبد الله بن فيروز , عن أبيه ، رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله نحن ممن قد علمت جئنا من حيث علمت ونحن بين ظهراني من قد علمت فمن ولينا ؟ قال : الله ورسوله.
رواه أحمد بن منيع.
6907/2- وأبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وزاد في آخره وقال : حسبنا.
119- مناقب قتادة بن ملحان القيسي رضي الله عنه
6908- عن أبي العلاء حيان بن عُمَير قال : كنت عند قتادة بن ملحان , رضي الله عنه , حين حضر فمر رجل في أقصى الدار فأبصرته في وجه قتادة وكان إذا رأيته كأن على وجه الدهان وكان رسول الله يمسح وجهه.
رواه أحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى بسند رواته ثقات.
120- مناقب قثم بن عبد المطلب الهاشمي رضي الله عنه
6909- عن معمر أخبرني , عثمان الخدري : أن العباس أخذ ابنًا له كان يشبه برسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقال له : قثم , واستلقى فوضعه على صدره وهو يقول :
حبي قثم شبيه ... ذي الأنف الأشم
نبي ذي النعم ... برغم من رغم
6909/2- رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة , عن عبد الرزاق , عنه به.@
(7/301)
6910- وعن خالد بن سارة أن عبد الله بن جعفر قال : لو رأيتني وقثمًا وعبيد الله ابني عباس ، رضي الله عنه ، ونحن صبيان نلعب إذ مر النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على دابة فقال : ارفعوا هذا إلي ، فحملني أمامه وقال لقثم : ارفعوا هذا إلي ، فجعله وراءه وقال : عبيد الله أحب إلى العباس من قثم ، فما استحيا من عمه أن حمل قثمًا وتركه. قال : ثم مسح رأسي ثلاثًا كلما مسح قال : اللهم اخلف جعفرًا في ولده , قال : فقلت لعبد الله ؟ ما فعل قثم ؟ قال : استشهد , قلت : الله ورسوله أعلم بالخير. قال : أجل.
رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل.
121- مناقب قرة بن إياس بن هلال المزني رضي الله عنه
6911- عن معاوية بن قرة , عن أبيه ، رضي الله عنه ، قال : أتيت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقلت له : أرني الخاتم ، فأدخلت يدي في جيب قميصه حتى وضعت يدي عليه ومسح رأسي واستغفر لي.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل والنسائي في الكبرى بسند رواته ثقات.
122- مناقب معاذ بن جبل
تقدمت في كتاب التفليس ، وفي الوصية في باب وصية النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لمعاذ , وستأتي في كتاب المفاخره بين الأوس والخزرج وفي مناقب أبي بكر.
123- مناقب قيس بن عاصم
تقدمت في الوصايا في وصيته قيس بن عاصم.
124- منقبة قيس بن مالك الأرحبي
تقدمت في الزكاة في باب الإمام يعطي الصدقة.@
(7/302)
125- مناقب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
تقدم بعضها في أوائل كتاب الإمارة وبعضها من حديث شداد في باب ما اشترك أبو بكر وغيره فيه من الفضل وبعضها من حد يث العرباض في باب تسمية السحور غداء.
6912- وعن عبد الملك بن عُمَير قال : قال معاوية ، رضي الله عنه : مازلت أطمع في الخلافة منذ قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما قال : يا معاوية إن ملكت فأحسن.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ؛ لضعف إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر.
126- مناقب معاوية بن معاوية الليثي
تقدمت في فضل قل هو الله أحد.
127- منقبة المغيرة بن شعبة
تقدمت في الإمام في باب الدخول على الإمام.
128- منقبة المقداد بن الأسود
تقدمت في باب غزوة بدر ، وفي مناقب علي بن أبي طالب.
129- منقبة المقعد
تقدمت في الجنائز.
130- مناقب المنذر أشج عبد القيس رضي الله عنه
6913- عن هود العصري , عَن جَدِّهِ قال : بينما رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يحدث أصحابه إذ قال : يطلع عليكم من هذا الفج ركب من خير أهل المشرق ، فقام عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فتوجه في ذلك الوجه فلقي ثلاثة عشر راكبًا فرحب وقرب وقال : من القوم ؟ قالوا : قوم من عبد القيس , قال : فما أقدمكم هذه البلاد ؟ التجارة ؟ قالوا : لا , قال : فتبيعون سيوفكم هذه ؟ قالوا : لا , قال : فلعلكم إنما قدمتم في طلب هذا الرجل ؟ قالوا : أجل ، فمشى معهم يحدثهم حتى نظر إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال لهم : هذا صاحبكم الذي تطلبون ، فرمى القوم بأنفسهم عن رحالهم فمنهم من سعى سعيًا ومنهم من هرول هرولة ومنهم @
(7/303)
من مشى حتى أتوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأخذوا بيده يقبلونها وقعدوا إليه وبقي الأشج وهو أصغر القوم فأناخ الإبل وعقلها وجمع متاع القوم ثم أقبل يمشي على تؤدة حتى أتى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأخذ بيده فقبلها فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فيك خصلتان يحبهما لله ورسوله , قال : وما هما يا نبي الله ؟ قال : الأناة والتؤدة , قال : أجبلا جبلت عليه أو تخلقًا مني ؟ قال : بل جبلا ، فقال : الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله , وأقبل القوم قبل تمرات يأكلونها فجعل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يسمي لهم : هذا كذا وهذا كذا , قالوا : أجل يا رسول الله ما نحن بأعلم بأسمائها منك. قال : أجل ، فقالوا لرجل منهم : أطعمنا من بقية الذي بقي في نوطك ، فقام فأتاه بالبرني فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هذا البرني أم إنه من خير تمراتكم إنما هودواء لاداء فيه.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
6913/2- وفي رواية له عن الأشج العصري : أنه أتى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في رفقة من عبد القيس ليزوروه فأقبلوا فلما قدموا رفع لهم النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأناخوا ركابهم وابتدر القوم ولم يلبسوا إلاَّ ثياب سفرهم وأقام العصري فعقل ركاب أصحابه وبعيره ثم أخرج ثيابه من عيبته وذلك بعين رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم أقبل إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن فيك لخلقين يحبهما الله ، عَزَّ وَجلَّ ، ورسوله. قال : ما هما يا رسول الله ؟ قال : الأناة والحلم. قال : شيء جبلت عليه أو شيء أتخلقه ؟ قال بل جبلت عليه , قال : الحمد لله , قال معشر عبد القيس ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت ؟ قالوا : يا نبي الله نحن بأرض وخمة وكنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان في بطوننا فلما نهينا عن الظروف فذلك الذي ترى في وجوهنا ، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الظروف لا تحل ولا تحرم ولكن كل مسكر حرام وليس أن تجلسوا فتشربوا حتى إذا ثملت العروق تفاخرتم فوثب الرجل على ابن عمه فضربه بالسيف فتركه أعرج , قال : وهو يومئذ في القوم الأعرج الذي أصابه.
رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي يَعْلَى وتقدم في الأشربة.
6914- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : خير أهل المشرق عبد القيس.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@
(7/304)
131- منقبة هشام بن العاص
تقدمت في مناقب عمرو بن العاص.
132- مناقب ورقة بن نوفل رضي الله عنه
6915- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سئل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن أبي طالب هل تنفعه نبوتك ؟ قال : نعم أخرجته من غمرات جهنم إلى ضحضاح منها. وسئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن , قال : أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب , وسئل عن ورقة بن نوفل فقال : أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس , وسئل عن زيد بن عَمْرو بن نفيل فقال : يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى , عليه السلام.
رواه أبو يَعْلَى والبزار ومدار إسناديهما على مجالد , وهو ضعيف.
6916- لكن له شاهد صحيح في مسند البَزَّار من حديت عائشة قالت : قال رسوله الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين.
133- مناقب وهبان بن صيفي رضي الله عنه
6917- عن وهبان بن صيفي : أن عليًّا ، رضي الله عنه ، أرسل إليه : مايمنعك أن تخرج معي ؟ فقال : إن خليلي وابن عمك أخبرني أنه سيكون اختلاف وفرقة وأمرني أن أقعد- أو أجلس- في بيتي. قال : ونهانا أن نكفنه في قميص كان عنده , قال : فكفناه فيه فأصبحنا والله وهو على المشجب.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.@
(7/305)
باب الكنى
134- أبو أمامة الباهلي
اسمه صدي بن عجلان , تقدمت منقبته في آواخر كتاب السير في باب ذكر البعوث.
135- مناقب أبي أيوب الأنصاري
واسمه : خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الخزرجي
شهد بدراً والمشاهد كاها مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
6918- وعن عمارة بن غزية قال : دخل أبو أيوب على معاوية ومعه رجلين من قريش فأمر لهما بجائزة وفضل القرشيين على أبي أيوب فلما خرجت جوائزهم قال أبو أيوب : ماهذا ؟ قالوا : أخواك القرشيان فضلهما في جوائزهما ، فقال : صدق رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : يا معشر الأنصار إنكم ستلقون بعدي أثرة فعليكم بالصبر فبلغت معاوية فقال : صدق رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنا أول من صدقه ، فقال أبو أيوب : أجراءة على الله وعلى رسوله لأكلمه أبدًا ولا يئويني وإياه سقفه بيت. ثم رجع من فوره إلى الصائفة فمرض فأتاه يزيد بن معاوية يعوده وهو على الجيش فقال له : هل من حاجة ؟ أو توصيني بشيء ؟ فقال : ما ازددت عنك وعن أبيك إلاَّ غنى إلاَّ أنك إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو من غير أن تشق على المسلمين ، فلما قبض كان يزيد كأنه على وجل حتى فرغ من غسله فناداه أهل القسطنطينية : إنا قد علمنا أنكم إنما صنعتم هذا لقس كان فيكم أراد أن يكون تجاهنا حيًّا وميتًا فلو قد قفلتم نبشناه ثم حرقناه ثم ذريناه في الريح ، فقال يزيد : والذي نفسي بيده لئن فعلتم لا أمر بكنيسة فيما بيني وبين الشام إلاَّ حرقتها , قالوا : فإنا تاركوه قال : ما شئتم.
رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل بسند فيه راوٍ لم يسم.@
(7/306)
136- منقبة أبي جمعة واسمه : جنيد ، وقيل : حبيب رضي الله عنه
6919- عن عبد الله بن عوف قال : سمعت أبا جمعة جنبذ بن سباع يقول : قاتلت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أول النهار كافرًا وقاتلت معه آخر النهار مسلمًا وكنا ثلاث رجال وسبع نسوة وفينا أنزلت : {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات}.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
137- مناقب أبي الدحداح رضي الله عنه
6920- عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : لما نزلت : {من ذالذي يقرض الله قرضًا حسنًا} قال أبو الدحداح : يا رسول الله ان الله يريد منا القرض ؟ قال : نعم يا أبا الدحداح , قال : أرنا يدك. قال : فناوله يده , قال : قد أقرضت ربي حائطي , وحائطه فيه ستمائة نخلة , فجاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه وعيالها فنادى : يا أم الدحداح. قالت : لبيك. قال : اخرجي فقد أقرضته ربي.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف , وسيأتي حديث أنس في كتاب الجنة.
138- منقبة أبي الدرداء اسمه : عويمر
يأتي في مناقب أبي ذر.@
(7/307)
139- مناقب أبي ذر الغفاري رضي الله عنه
فيها حديث علي بن أبي طالب , وتقدم في باب ما اشترك أبو بكر وغيره فيه من الفضل.
6921- وعن القرظي قال : خرج أبو ذر ، رضي الله عنه ، إلى الربذة فأصابه قدره فأوصاهم : أن غسلوني وكفنوني ثم ضعوني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولوا : هذا أبوذر صاحب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأعينونا على غسله ودفنه ، ففعلوا فأقبل عبد الله ابن مسعود في ركب من العراق وقد وضعت الجنازة على قارعة الطريق فقام إليه غلام فقال : هذا أبو ذر صاحب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فبكى عبد الله بن مسعود وقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك.
رواه إسحاق بن راهويه , والقرظي ما عرفته فإن كان هو محمد بن كعب فالحديث منقطع.
6921/2- ورواه الحارث مرسلاً : ولفظه عن أبي المثنى المليكي : أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان إذا خرج إلى أصحابه قال : عويمر حكيم أمتي وجندب طريد أمتي يعيش وحده ويموت وحده والله وحده يكفيه.
6921/3- وأحمد بن حنبل ولفظه : عن مجاهد عن إبراهيم , يعني ابن الأشتر : أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته قال : ما يبكيك ؟ قالت : أبكي أنه لا بد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسع لك كفنًا , قال : لا تبكي فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين , قال : فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ماأقول فإنى والله ما كذبت ولا كذبت. قالت : وأنى ذلك وقد انقطع الحاج ؟ قال : راقبي الطريق , قال : فبينا هي كذلك إذا هي بقوم تجر بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك ؟ قالت : @
(7/308)
امرؤ من المسلمين تكفنوه وتؤجروا فيه. قالوا : ومن هو ؟ قالت : أبو ذر ، ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم فى نحورها يبتدرونه فقال : أبشروا فأنتم النفر الذين قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فيكم ما قال ثم أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن ثوبًا من ثيابي يسعني لم أكفن إلاَّ فيه فأنشدكم الله لا يكفني رجل منكم كان عريفًا أو أميرً أو بريدًا ، فكل القوم قد نال من ذلك شيئًا إلاَّ فتىً من الأنصار كان مع القوم. قال : أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأخذ ثوبي هذين اللذين علي. قال : أنت صاحبي فكفني.
6922- وعن سلمة بن نباتة قال : خرجنا عُمَّارًا فعمدنا إلى منزل أبي ذر فإذا هو قد أقبل يحمل عظم جزور , أو يحمل معه , فأتى منزله ثم أتانا فسلم علينا ... ، فذكر الحديث فقال لهم : في كل كذا وكذا جزورًا ينحرونها فيأكلونها ولي في كل جزور عظم ، فقال رجل : يا أبا ذر ما مالك ؟ فقال : لي قطيع من إبل وصرمة من غنم في إحداهما ابني وفي الأخرى غلام أسود اشتريته فهو عتيق يخدمني إلى الحول ثم هو عتيق , قال فقال رجل : يا أبا ذر والله ما من الناس عندنا أحد أكثر أموالا من أصحابك ، فقال : والله ما لهم في مال من الحق إلاَّ ولي مثله , قال : فجعلنا نستفتيه فقال رجل : يا أبا ذر عندنا رجل يصوم الدهر إلاَّ الفطر والأضحى. قال : لم يصم ولم يفطر. قال : إنه وإنه , قال : فأعادها ... الحديث.
رواه إسحاق بن راهويه.
6923- وعن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من ذي لهجة من أبي ذر.@
(7/309)
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع وعبد بن حميد وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ومدار أسانيدهم على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث أبي ذر رواه الترمذي.
6924- وعن عراك بن مالك قال : قال أبو ذر ، رضي الله عنه ، إني لأقربكم مجلسًا من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوم القيامة وذلك أني سمعته يقول : إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته عليها. وإنه والله ما منكم من أحد إلاَّ وقد تشبث منها بشيء غيري.
رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل بلفظ واحد ورواتهما ثقات.
6924/2- ورواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ولفظه : عن عبد الله بن عباس قال : استأذن أبو ذر على عثمان وأنا عنده. قال : فتغافلوا عنه ساعة فقلت : يا أمير المؤمنين هذ ا أبو ذر على الباب يستأذن , قال : ائذن له إن شئت إنه يؤذينا ويبرح بنا , قال : فأذنت فجلس على سرير من مول من هذه النمرية فرجف به السرير وكان عظيمًا طويلاً فقال عثمان : أما إنك الزاعم أنك خير من أبي بكر وعمر قال : ما قلت. قال عثمان : إني أنزع عليك بالبينة. قال : والله ما أدري ما بينتك وما تأتي به وقد علمت ما قلت. قال : فكيف قلت إذًا ؟ قال : قلت : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحقني على العهد الذي عاهدته عليه. وكلكم قد أصاب من الدنيا وأنا على ما عاهدني عليه وعلى الله تمام النعمة. وسأله عن أشياء فأخبره بالذي يعلمه وبالذي بلغه فأمره أن يرتحل إلى الشام فلحق بمعاوية فكان يحدث بالشام فاستهوى قلوب الرجال كأن معاوية ينكر بعض شأن رعيته وكان يقول ؟ لا يبيتن عند أحدكم دينار @
(7/310)
ولا درهم ولا شيء من فضة إلاَّ شيء ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم. وأن معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل فأنفقها فلما صلى معاوية الصبح دعا رسوله الذي أرسله إليه فقال : اذهب إلى أبي ذر فقل : أنقذ جسدي من عذاب معاوية أنقذك الله من عذاب النار فإني أخطأت لك. قال : بني قل له : يقول لك أبو ذر : والله ما أصبح عندنا منه دينار ولكن أنظرنا ثلاثًا حتى نجمع لك دنانيرك ، فلما رأى معاوية أن قوله يصدق فعله كتب إلى عثمان : أما بعد : إن كان لك بالشام حاجة أو بأهله فابعث إلى أبي ذر فإنه قد أوعل صدقة الناس ، فكتب إليه عثمان : أقدم علي ، فقدم عليه بالمدينة.
6925- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما أظللت الخضراء ولاقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ومن سره أن ينظر إلى عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر.
رواه أحمد بن منيع ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف لجهالة أبي أمية بن يَعْلَى.
6926- وعن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : كنت رابع أربعة في الإسلام أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع فأتيت نبي الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقلت : السلام عليك يا رسول الله أشهد ان لاإله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قال : فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : من أنت ؟ قلت : أنا جندب رجل من بني غفار فرأيتها في وجه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حين ارتدع. وقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يا أبا ذر أريت أني وزنت بأربعين أنت فيهم فوزنتهم ، فقالت له امرأته : كأنك قد هم بك . قال : اسكتي ملأ الله فاك ترابًا.
رواه الحارث بن أبي أسامة .@
(7/311)
140- منقبة أبي رزين العقيلي
تقدمت في كتاب الإيمان في باب من علم أن الله مجازية.
141- منقبة أبي سلمة
تقدمت في الجنائز في باب ما يقال عند الميت.
142- مناقب أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه
6927- عن جابر بن عبد الله , أو أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل.
رواه الحارث بسند ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل.
6927/2- ورواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل من حديث أنس فقط بلفظ : صوت أبي طلحة في الجيش خيرمن فئة.
6927/3- ورواه الحارث ، وأَبُو يَعْلَى أيضا وعنه ابن حبان في صحيحه ولفظه عن أنس : أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية : {انفروا خفافًا وثقالاً} فقال : ألا أرى ربي يستنفرني شابًّا وشيخًا جهزوني ، فقال له بنوه : قد غزوت مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حتى قبض وغزوت مع أبي بكر حتى مات وغزوت مع عُمَر فنحن نغزو عنك. قال : جهزوني ، فجهزوه فركب البحر حتى مات فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلاَّ بعد سبعة أيام فلم يتغير.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر وتقدم لفظه في سورة براءة.@
(7/312)
143- مناقب أبي عامر رضي الله عنه.
6928- عن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهم اجعل عبيدا أبا عامر يوم القيامة فوق أكثر الناس أو فوق كثير من الناس.
قال أبو وائل : فقتل أبو عامر يوم أوطاس وقتل أبو موسى قاتل أبي عامر وأنا أرجو أن لا يجمع الله بين أبي موسى وبين قاتل أبي عامر في نار جهنم.
رواه مُسَدَّد , ورواته ثقات.
144- مناقب أبي هريرة رضي الله عنه
6929- عَنْ أَبِي أَنَسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأصبحي جد مالك بن أنس ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا نَدْرِي هَذَا الْيَمَانِي أَعْلَمُ بِرَسُولِ اللهِ مِنْكُمْ ، أَمْ هُوَ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا لَمْ يَقُلْ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا لَمْ نَسْمَعْ ، وَعَلِمَ مَا لَمْ نَعْلَمْ ، إِنَّا كُنَّا أَقْوَامًا أَغْنِيَاءَ لَنَا بُيُوتَاتٌ وَأَهْلُونَ ، وَكُنَّا نَأْتِي نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَرَفَيِ النَّهَارِ ثُمَّ نَرْجِعُ ، وَكَانَ مِسْكِينًا لاَ مَالَ لَهُ ، وَلاَ أَهْلٌ ، إِنَّمَا كَانَتْ يَدُهُ مَعَ يَدِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُمَا دَارَ ، فَمَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ عَلِمَ مَا لَمْ نَعْلَمْ وَسَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ ، وَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا لَمْ يَقُلْ يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ.
رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق.@
(7/313)
145- فضل قريش وما جاء في رأيها ومن أهان قريشاَ وغير ذلك
فيه حديث الأحنف بن قيس وتقدم في الجنائز في باب التعزية وحديث عبد الرحمن بن عوف وسيأتي في فضل أسلم وغفار.
6930- وعن معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة ، رضي الله عنه ، قال قدمت على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فسمعته يقول : انظروا قريشًا فاسمعوا لهم ودعوا فعلهم.
رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف ؛ لضعف مجالد بن سعيد.
6931- وعن أبي الأحوص عن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله : لا تسبوا قريشًا فإن عالمها يملأ الأرض علمًا اللهم إنك أذقت أولها عذابًا , أو وبالا , فأذق آخرها نوالا.
رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لضعف نضر بن معبد.
لكن له شاهد من حديث ابن عباس رواه الترمذي وصححه وتقدم في الحج في فضل مكة.
6932- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اطلبوا القوة والأمانة في الأئمة من قريش فإن قوي قريش له فضلان على قوي من سواهم وإن أمير قريش له فضلان على أمير من سواهم.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.@
(7/314)
6933- وعن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : الناس تبع لقريش خيارهم تبع لخيارهم وشرارهم تبع لشرارهم.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ؛ لضعف ابن جدعان.
ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده من حديث علي بن أبي طالب والطبراني من حديث سهل بن سعد.
6934- وعن عَمْرو بن عوف ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أدخلوا علي الناس ولا تدخلوا إلاَّ قريشًا ، فدخلوا يتساءلون حتى امتلأ البيت فقال : هل فيكم أحد ليس منكم ؟ فقالوا : ابن الأخت والمولى والحليف ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ابن الأخت منهم وحليفهم منهم ومولاهم منهم.
رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ؛ لضعف كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عوف .
وله شاهد من حديث رفاعة بن رافع رواه أحمد بن حنبل.
6935- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أسرع قبائل العرب فناء قريش فأوشك أن يمر المار بالنعل فيقول هذا نعل قرشي.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ , ورواته ثقات
6936- وعن عتبة بن عبد السلمى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الخلافة في قريش والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة والجهاد والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد.
رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل بسند صحيح وتقدم جملة أحاديث من هذا النوع في أول كتاب الإمارة.@
(7/315)
6937- وعن إسماعيل بن عبيد الله , عن أبيه , عَن جَدِّهِ ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن قريشًا أهل صبر وأمانة فمن بغى لهم العواثر أكبه الله لوجهه يوم القيامة.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند صحيح.
6937/2- وكذا أحمد بن حنبل ولفظه : عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة , عن أبيه , عَن جَدِّهِ قال : جمع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قريشًا فقال : هل فيكم من غيركم ؟ قال : لا إلاَّ ابن أختنا وحليفنا ومولانا ، فقال : إن ابن أختكم منكم وحليفكم منكم ومولاكم منكم إن قريشًا أهل أمانة وصدق فمن بغى لها العواثر أكبه الله لوجهه في النار.
6938- وعن عَمْرو بن عثمان قال : قال عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : أي بني إن وليت من أمر الناس شيئًا فأكرم قريشًا فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من أهان قريشًا أهانه الله , عز وجل.
رواه أحمد بن حنبل والبزار ، وأَبُو يَعْلَى واللفظ له وعنه ابن حبان في صحيحه .
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص رواه ابن أبي عُمَر وابن أبي شَيْبَة ، والتِّرمِذيّ , ورواه البَزَّار والطبراني في الكبير والأوسط من حديث أنس بن مالك.@
(7/316)
6939- وعن جبير بن مطعم ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : للقرشي مثلا قوة الرجلين من غيرهم. قلت للزهري : بماذاك. قال : بنبل الرأي.
رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى وابن حبان في صحيحه والبزار والطبراني في الكبير.
6939/2- ورواه الحاكم وعنه البيهقي في الكبرى ولفظه عن جبير بن مطعم أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يا أيها الناس لا تقدموا قريشًا فتهلكوا ولا تخلفوا عنها فتضلوا ولا تعلموها وتعلموا منها فإنهم أعلم منكم لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بالذي لها عند الله .
وله شاهد من حديث عبد الله بن السائب رواه الطبراني في الكبير.
6940- وعن سهل بن أبي حثمة الخزرجي ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : تعلموا من قريش ولا تعلموها وقدموا قريشًا ولا تؤخروها فان للقرشي قوة الرجلين من غير قريش.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة , ورواته ثقات.
6941- وعن عبد الله بن عَمْرو , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أول الناس فناء قريش وأول قريش فناء بنو هاشم.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.
6942- وعن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يقوم الرجل عن مجلسه لأخيه إلاَّ بني هاشم فإنهم لا يقومون لأحد.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف لضعف جعفر بن الزبير.@
(7/317)
6943- وعن عائشة , رضي الله عنها , قالت : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إن لكل قوم مادة وإن مادة قريش مواليها.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل.
146- باب ماجاء في فضل الأنصار وحبهم
فيه حديث رباح وتقدم في باب التسمية عند الوضوء ، وحديث سهل بن سعد وتقدم في كتاب الوصية ، وحديث جابر وتقدم في الأطعمة في باب الشواء ، وحديث عبد الرحمن بن عوف وسيأتي في فضل أسلم وغفار.
6944- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو سلك الناس واديًا أو شعبًا وسلكت الأنصار شعبًا أو واديًا سلكت شعب الأنصار , قال أبو هريرة : ما ظلم بأبي وأمي ، لقد واسوه وآووه ونصروه.
رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح ، وأحمد بن حنبل والبخاري في صحيحه والنسائي في الكبرى ، إلاَّ أن البخاري لم يقل : واسوه وقال مكانها : وكلمة أخرى وقال : واديًا وشعبًا بغير ألف.
6944/2- ورواه الحارث موقوفًا بسند صحيح ، ولفظه قال أبو هريرة : لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو أن الناس سلكوا واديًا أو شعبًا وسلكت الأنصار واديًا أو شعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم.@
(7/318)
6945- وعن كعب بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : إن آخر خطبة خطبناها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا معشر المهاجرين ، إنكم قد أصبحتم تزيدون وإن الأنصار قد انتهوا ، وإنهم عيبتي التي آويت إليها ، فأكرموا محسنهم ، وتجاوزوا عن مسيئهم.
رواه مُسَدَّد ورواته ثقات.
6945/2- وكذا أحمد بن حنبل ، ولفظه عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه , وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم , أنه أخبره بعض أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خرج يومًا عاصبًا رأسه فقال في خطبته : أمابعد يا معشر المهاجرين ، ... فذكره.
6946- وعن علي بن أبي طالب أن فاطمة , رضي الله عنهما , أتت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تسأله خادمًا فقال : لا أعطيك خادمًا وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع ، ألا أخبرك بماهو خير لك من ذلك ؟ ... الحديث.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عَمْرو ، ورواته ثقات.
6947- وعن أنس بن مالك ، عن أسيد بن حضير ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خير دور الأنصار بنو النجار ، ثم بنو عبد الأشهل ، ثم بنو الحارث ، ثم بنو ساعدة ، وفي كل دور الأنصار خير.
رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح ، والبخاري ، ومسلم وغيرهما دون ذكر أسيد بن حضير.
6948- وعن رفاعة بن رافع ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهم اغفر للأنصار ، ولذراري الأنصار ، ولذراري ذراريهم ، ومقاليهم ، وجيرانهم.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند صحيح ، وابن حبان في صحيحه ، والبزار إلاَّ أنه قال : عن رفاعة بن رافع عن أبيه مرفوعًا ... ، فذكره.@
(7/319)
6949- وعن عَمْرو بن عوف ، رضي الله عنه ، قال : كنت عند النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا معشر قريش ، إنكم الولاة بعدي لهذا الأمر {فلا تموتن إلاَّ وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعًا ...} إلى آخر الآية , واحفظوني في الأنصار وأبنا ئهم وأبناء أبنائهم ، رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبنائهم.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، لضعف كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عوف.
6950- وعن جابر ، رضي الله عنه ، قال : لما لقي النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم النقباء من الأنصار قال لهم : اتئووني وتمنعوني. قالوا : فما لنا ؟ قال : لكم الجنة.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل.
6951- وعن أبي بكر بن عبد الله بن قيصر ، عن أبيه ، رضي الله عنه : أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان يكثر زيارة الأنصار خاصة وعامة ، فكان إذا زار خاصًّا أتى الرجل في منزله ، وإذا زار عامة أتى المسجد.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند فيه راو لم يسم.
6952- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : مرَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على جواري من بني النجار وهن يضربن بالدف ، ويقلن :
نحن جواري من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار
فقال نبي الله : اللهم بارك فيهن.
رواه أبو يَعْلَى ، ورواه ابن ماجه بسند صحيح دون قوله : اللهم بارك فيهن.
6953- وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رجل من الأنصار لأصحابه : أما والله لقد كنت أحدثكم أنه لو قد استقامت له الأمور لقد آثر عليكم غيركم , @
(7/320)
قال : فردوا عليه ردًّا عنيفًا , قال : فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فجاءهم فقال لهم أشياء لا أحفظها. قالوا : بلى يا رسول الله. قال : فكنتم لا تركبون الخيل. قال : فكلما قال لهم شيئًا قالوا : بلى يا رسول الله ، فلما رآهم لا يردون عليه شيئًا قال : أفلا تقولون : قاتلك قومك فنصرناك ، وأخرجك قومك فآويناك. قالوا : نحن لا نقول ذلك يا رسول الله ،أنت تقوله. قال : فقال : يا معشر الأنصار ، ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وأنتم تذهبون برسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : يا معشر الأنصار ، ألا ترضون أن الناس لو سلكوا واديًا وسلكتم واديًا لسلكت وادي الأنصار ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، الأنصار كرشي وأهل عيبتي التي آويت إليها ، اعفوا عن مسيئهم ، واقبلوا عن محسنهم. قال أبوسعيد : قلت لمعاوية : أما إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قد كان حدثنا أنا سنرى بعده أثرة. قال معاوية : فما أمركم ؟ قال : قلت : أمرنا أن نصبر. قال : فاصبروا إذًا.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل بسند مداره على عطية العوفي وهو ضعيف ، لكن لم ينفرد عطية فقد تابعه عليه محمود بن لبيد كما رواه أحمد بن حنبل.
6954- وعن يزيد بن جارية الأنصارية قال : كنا حول سرير معاوية فخرج إلينا فقال : ما كنتم تتحدثون ؟ قالوا : كنا في حديث من حديث الأنصار ، فقال معاوية : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من أحب الأنصار أحبه الله ، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله .
رواه أبو داود الطيالسي وابن أبي عُمَر وابن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى والنسائي في الكبرى.@
(7/321)
6955- وعن حمزة بن أبي أسيد , وكان أبوه بدريًّا , عن الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أحب الأنصار أحبه الله حين يلقاه ، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله حين يلقاه.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وابن حبان في صحيحه
6955/2- وأحمد بن حنبل ، ولفظه : عن الحارث بن زياد : أنه أتى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوم الخندق وهو يبايع الناس على الهجرة فقال : يا رسول الله ، بايع هذا. قال ؟ ومن هذا ؟ قال : ابن عمي حوط بن يزيد , أو يزيد بن حوط , قال : فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا أبايعكم ، إن الناس يهاجرون إليكم لا تهاجرون إليهم ، والذي نفسي بيده لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله إلاَّ لقي الله , تبارك وتعالى , وهو يحبه ، ولا يغبض الأنصار رجل حتى يلقى الله , تبارك وتعالى , إلاَّ لقي الله , تبارك وتعالى , وهو يبغضه.
6956- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ الأَنْصَارِ مِحْنَةٌ ، حُبُّهُمْ إِيمَانٌ ، وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بسند فيه راو لم يسم.
6957- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة والنسائي في الكبرى.@
(7/322)
6958- وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حب الأنصار إيمان ، وبغضهم نفاق.
رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل.
6959- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حب الأنصار آية كل مؤمن ومنافق ، فمن أحب الأنصار فبحبي أحبهم ، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، وهو في الصحيح دون قوله : فمن أحب الأنصار ... إلى آخره.
6960- وعنه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا ييغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
6961- وعن محمود بن لبيد ، عن ابن شفيع , وكان طبيبًا , قال : دعاني أسيد ابن حضير فقطعت له عرق النَّسا فحدثني بحديثين ، قال : أتاني أهل بيتين من قومي : أهل بيت من بني ظفر ، وأهل بيت من بني معاوية ، فقالوا : كلم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقسم لنا- أو يعطينا أو نحو هذا , فكلمته فقال : نعم أقسم لكل أهل بيت منهم شطرًا ؟ فإن عاد الله علينا عدنا عليهم , قال : قلت : جزاك الله خيرا يا رسول الله. قال : وأنتم فجزاكم الله خيرًا ، فإنكم ما علمتكم ، أعفة صبر , قال : وسمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إنكم ستلقون أثرة بعدي ، فلما كان زمن عُمَر بن الخطاب قسم حللا بين الناس فبعث إلي منها بحلة ، فاستصغرتها ، فأعطيتها ابني ، فبينا أنا أصلي إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك @
(7/323)
الحلل يجرها فذكرت قول رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إنكم ستلقون أثرة بعدي ، فقلت : صدق الله ورسوله ، فانطلق رجل إلى عُمَر فأخبره فجاء وأنا أصلي فقال : صل يا أسيد ، فلما قضيت صلاتي قال :كيف قلت ؟ فأخبرته. قال : تلك حلة بعثت بها إلى فلان بن فلان وهو بدري أحدي عقبي ، فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه ، فلبسها ، أفظننت أن ذلك يكون في زماني ؟ قال : قلت : قد والله يا أمير المؤمنين ، ظننت أن ذلك لا يكون في زمانك.
رواه أبو يَعْلَى وعنه ابن حبان في صحيحه.
147- باب ماجاء في فضل المهاجرين
6962- عن أبي الصديق الناجي , عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : جلست في عصابة ضعفاء من المهاجرين , قال : إن بعضهم يستتر ببعض العري , وقارئ يقرأ علينا إذ جاء رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقام علينا فلما قام رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سكت القارئ فسلم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم قال : ما كنتم تصنعون ؟ قال : قلنا : يا رسول الله كان قارئ لنا يقرأ علينا فكنا نستمع إلى كتاب الله فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الحمد لله الذي جعل من أمتي من أصبر نفسي معهم. ثم جلس وسطنا ليعدل بنفسه فينا ثم قال بيده هكذا فتحلقوا وبرزت وجوههم قال : فما رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عرف منهم أحدًا غيري فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالفوز التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذلك خمسمائة سنة.
رواه مُسَدَّد ورواته ثقات.
ورواه أيضًا من طريق أبي الصديق عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وسيأتي لفظه , في كتاب الجنة في باب دخول الفقراء الجنة.
6963- وعن عبد الله بن عَمْرو , رضي الله عنهما , قال : كنا عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حين طلعت الشمس فقال : سيأتي من أمتي قوم نورهم كضوء الشمس. قلنا : من أولئك يا رسول الله قال فقال : المهاجرون الذين يتقى بهم عند المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره , يحشرون من أقطار الأرض.
رواه أحمد منيع بسند ضعيف لضعف ابن لَهِيعَة لكن رواه محمد بن يحيى بسند صحيح وسيأتي لفظه في صفة الجنة في باب الفقراء.@
(7/324)
6964- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : لما قدم المهاجرون المدينة نزلوا على الأنصار في دورهم فقالوا : يا رسول الله ما رأينا مثل قوم نزلنا عليهم أحسن مواساة في قليل ولا أبذل في كثيرٍ منهم لقد أشركونا في المهنأ وكفونأ المؤنة ولقد خشين أن يكونوا ذهبوا بالأجر كله فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كلا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم به عليهم.
رواه أحمد بن منيع بسند صحيح.
وله شاهد في الأدب في باب الدعاء لمن أحسن.
6965- وعن أبي موسى في قوله عز وجل : {الأولون من المهاجرين} قال : من صلى القبلتين مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رواه الحارث بسند فيه راو لم يسم.
148- باب ماجاء في المفاخرة بين الأوس والخزرج
6966- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : افتخر الحيان من الأنصار الأوس والخزرج فقالت الأوس : منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب ومنا من اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت. وقالت الخزرجيون : منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لم يجمعه غيرهم : زيد بن ثابت ، وأَبُو زيد وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ والبزار والطبراني في الكبير بإسناد حسن وهو في الصحيح باختصار وتقدم في كتاب التفسير في باب من جمع القرآن.@
(7/325)
149- باب ماجاء في فضل الحديبية
6967- عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوم الحديبية : لا توقدوا نارًا بليل. ثم قال : أوقدوا واصنعوا فإنه لن يدرك قوم بعدكم مدكم ولا صاعكم.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ومسدد ، وأَبُو يَعْلَى والنسائي في الكبرى
150- باب ماجاء في فضل أسلم وغفار وغيرهما
فيه حديث عائشة وتقدم في كتاب الهبة.
6968- وعن أبي برزة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : غِفَار غفر الله لها وأسلم سالمها الله ما أنا قلته ولكن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قاله.
رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل والبزار والطبراني في الكبير وأبو يَعْلَى الموصلي واللفظ له وأصله في الصحيحين من حديث ابن عُمَر , وأبي هريرة , وفي مسلم من حديث أبي ذر وفي مسند أحمد بن حنبل والطبراني والحاكم من حديث سلمة بن الأكوع.@
(7/326)
6969- وعن عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع وسليم أولياء ليس لهم ولي دون الله ورسوله . قال عَمْرو بن يحيى : فلقيت إسحاق بن سعد في المسجد فقلت له : إن أبي حدثني عن أبيك فحدثته الحديث فقال : إنما هم سبعة لا أدري الذي نقص منهم , قال عَمْرو : وقد ذكر أبي عن غيره أن الذي نقص منهم : سليم.
رواه أبو يَعْلَى بإسناد حسن والحديث في الصحيح بغير هذا السياق من طريق الأعرج عن أبي هريرة وهو الأصح.
6970- وعن طارق بن شهاب ، رضي الله عنه ، قال : قدم وفد بجيلة على النبى صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : ابدؤُوا بالأحمسيين. ودعا لنا.
رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح.
151- باب فضل ربيعة ومضر , وبني عامر
6971- عن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إذا اختلف الناس فالحق في مضر وإذا عزت ربيعة فذلك ذل الإسلام.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه أبو يعلى المَوْصِلِيّ بإسناد حسن.@
(7/327)
6971/2- والطبراني في الكبير ولفظه : إذا اختلف الناس فالعدل في مضر.
6972- وعن أبي جحيفة ، رضي الله عنه ، قال : دخلت على النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنا ورجلان من بني عامر فى الأبطح في قبة له حمراء فقال : ممن أنتم ؟ قلنا : من بني عامر ، فقال : مرحبًا بكم أنتم مني.
رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى وابن حبان في صحيحه.
152- باب في فضل العرب
6973- عن سلمان الفارسي ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لا تبغضني فتفارق دينك , قلت : يا رسول الله وكيف أبغضك وبك هدانا الله ؟! قال : تبغض العرب فتبغضني.
رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل والطبراني بلفظ : هدانا بضمير الجمع ورواه الترمذي وحسنه بضمير الإفراد وأصله في صحيح مسلم من حديث أبى قتادة.@
(7/328)
6974- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : العرب بعضها لبعض أكفاء قبيلة بقبيلة وحي بحي ورجل برجل والموالي بعضها لبعض إلاَّ حائك أو حجام.
رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لتدليس بقية بن الوليد.
6975- وعن جابر بن عبد الله , رضي الله عنهما , أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إذا ذلت العرب ذل الإسلام.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان والراوي عنه محمد بن الخطاب.
153- باب في فضل قبائل من العرب
6976- عن شقيق , عن جرير بن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة.
رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ واللفظ له وعنه ابن حبان في صحيحه.
ورواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل أيضا من طريق شقيق عن عبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... ، فذكره.
6977- وعن شعبة قال : قلت لسعد بن إبراهيم : أسمعت ما يذكر في بني ناجية عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أنهم حي مني وأنا منهم. أعن ثقة ؟ فقال : نعم يروى ذلك عن سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفيل. قال شعبة : فحدثنا سماك بن حرب قال : كنا نأتي مدرك بن المهلب في عسكره فذكرت بنو ناجية وثم رجل جده سعيد فحدثني عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : هم حي مني وأنا منهم.
رواه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه واللفظ له ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@
(7/329)
6978- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه : أن رجلا من أهل البادية أهدى للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ناقة فأعطاه النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثلاثًا فلم يرض ثم أعطاه ثلاثًا فلم يرض ثم أعطاه ثلاثًا فرضي بالتسع فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لقد هممت أن لأتهب هبة إلاَّ من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي.
رواه الحميدي , ورواته ثقات.
6978/2- وفي رواية له قال أبو هريرة : لما قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هذا القول التفت فرآني فاستحى فقال : أو دوسي.
6978/3- ورواه أحمد بن منيع ولفظه : عن أبي هريرة : أن أعرابيا أهدى إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بكرة فعوضه منهاست بكرات فتسخطها فبلغ ذلك النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن فلانًا أهدى إلي ناقة هي ناقتي أعرفها كما أعرف أهل بيتي ذهب بها يوم زغابات , أو كما قال , فعوضته منها ست بكرات فظل ساخطًا لقد هممت أن لا أقبل هبة ... ، فذكره.
ورواه أبو داود والنسائي ، والتِّرمِذيّ مختصرًا.@
(7/330)
6979- وعن طاووس : أن أعرابيّا أوهب هبة للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأثابه فلم يرض ثم أثابه فلم يرض ثم أثابه فرضي فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لقد هممت أن لا أتهب هبة إلاَّ من قرشي أو أنصاري أو ثقفي.
رواه الحميدي مرسلاً , ورواته ثقات.
6980- وعن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول إن من خيار الناس الأملوك أملوك حمير وسفيان والسكون والأشعريون.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر والطبراني في الكبير , ومدار إسناديهما على الأفريقي وهو ضعيف.
6981- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال سئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن قبائل العرب قال : فشغل عنه يومئذ , أو شغلوا عنه , إلاَّ أنهم سألوه عن ثلاثة قبائل : سألوه عن بني عامر فقال : جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر. وسألوه عن غطفان فقال : زهرة تنبع ماء , وسألوه عن بني تميم فقال : هضبة حمراء لا يضرهم من عاداهم. وقال الناس فيهم فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أبى الله لبني تميم إلاَّ خيرًا هم ضخام الهام رجح الأحلام ثبت الأقدام أشد الناس قتالا للدجال وأنصار الحق في آخر الزمان.
رواه الحارث بن أبي أسامة بسند ضعيف لضعف زيد العمي.
6981/2- ورواه الطبراني في الأوسط من وجه آخر ولفظه : قال أبو هريرة : ذكرت القبائل عند النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فسألوه عن بني عامر فقال : جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر. وسألوه عن هوازن فقال : زهرة تنبع ماء. وسألوه عن بني تميم فقال : ثبت الأقدام رجح الأحلام عظماء الهام أشد الناس على الدجال في آخر الزمان هضبة حمراء لا يضرها من ناوأها.@
(7/331)
6982- وعن عَمْرو بن عبسة السلمي ، رضي الله عنه ، قال : صلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على السكون والسكاسك وعلى خولان خولان العالية وعلى الأملوك أملوك ردمان.
رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل والطبراني , ورواته ثقات إلاَّ عبد الرحمن بن يزيد بن موهب فلم أر من ذكره بعدالة ولا جرح.
6983- وعن شيخ من أهل الكوفة أن الحكم بن عَمْرو الغفاري كتب إلى معاوية ، رضي الله عنه ، من خراسان أن المشركين , يعني , تكاثروا عليه فكتب : أن اجعل بكر بن وائل يلونهم فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول ؟ إن العدو لا يظهر على بكر بن وائل.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
154- باب ما جاء في فضل العجم وفارس
6984- عن عباد بن عبد الله الأسدي قال : كنت في المسجد يوم الجمعة وعلي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، يخطب على منبر من الآجر وخلفي صعصعة بن صوحان فكلمه رجل بشيء خفي علينا فعرفنا الغضب في وجهه فسكت فجاء الأشعث بن قيس فجعل يتخطى رقاب الناس حتى كان قريبًا فقال : يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحمراء على @
(7/332)
وجهك فضرب صعصعة بين كتفي بيده وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ليبدين اليوم من أمر العرب أمرًا كان يكتمه قال : فغضب غضبًا وقال : من يعذرني من هؤلاء الضياطرة يتمرغ أحدهم على حشاياه ويهجر أقوام يذكرون الله فيأمروني أن أطردهم فأكون من الظالمين والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت محمدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : والله ليضربنكم على الدين عودًا كما ضربتهم عليه بدءًا.
رواه إسحاق بن راهويه والحارث ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه أبو يَعْلَى.
6985- وعن قيس بن سعد بن عبادة ، رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو كان الإيمان معلقًا بالثريا لناله ناس من أهل فارس.
رواه البَزَّار ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه أبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند صحيح.
وله شواهد في الصحيح من حديث أبىِ هريرة.
6986- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو كان العلم بالثريا لناله رجال من أبناء فارس.
رواه الحارث , وأحمد بن حنبل , وابن حبان فى صحيحه ولفظه : لو كان العلم ليست في شيء من الكتب الستة إنما في الصحيح وغيره : الدين والإيمان.@
(7/333)
155- باب فضل عنزة
6987- عن حنظلة بن نعيم قال : جاءه عُمَر بن عصام قال : يا أبا رياح ما الذي ذكر لك أمير المؤمنين عُمَر حين قدمت عليه في قومك عنزة ؟ قال : مررت عليه فقال لي : من أنت ؟ أو ممن أنت ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين أنا حنظلة بن نعيم العنزي ، فقال : عنزة ؟ قلت : عنزة. قال : أما إني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يذكر قومك ذات يوم فقال أصحابه : وما عنزة يا رسول الله فأشار بيده نحو المشرق فقال : حي من هنا يبغى عليهم منصورون.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل بإسناد حسن.
156- باب فضل القراء
6988- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : ما رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وجد على سرية قط ما وجد على أصحاب بئر معونة حين قتلوا وكانوا يسمون : القراء.
رواه الحميدي بسند صحيح.
6989- وعن ثابت عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، وكتب كتابًا بين أهله فقال : اشهدوا معشر القراء. قال ثابت : فكأني كرهت ذاك فقلت : يا أباحمزة لو سميتهم بأسمائهم , قال : وما بأس أن أقَول لكم أفلا أحدثكم عن إخوانكم الذين كنا نسميهم على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم القراء ؟ فذكر أنهم كانوا سبعين فكانوا إذا جنهم الليل انطلقوا إلى معلم لهم بالمدينة يدرسون فيه القرآن حتى يصبحون فإذا أصبحوا فمن كانت له قوة @
(7/334)
استعذب من الماء وأصاب من الحطب ومن كانت عنده سعة اشتروا الشاة فأصلحوها فيصبح معلق بحجر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فلما أصيب خبيب بعثهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأتوا على حي من بني سليم وفيهم خالي حرام فقال لأميرهم : دعني فلنخبرهم أنا لسنا إياهم نريد حتى يخلوا وجهنا ، فقال لهم حرام : إنا لسنا إياكم نريد فخلوا وجهنا ، فاستقبله رجل برمح فأنفذه به فلما وجد الرمح في جوفه قال : الله أكبر فزت ورب الكعبة. قال : فانطووا عليهم فما بقي منهم أحد. قال أنس : فما رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وجد على شيء قط وجده عليهم قال : فلقد رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كلما صلى الغداة رفع يديه ودعا لهم , أو عليهم , فلما كان بعد ذلك إذا أبوطلحة يقول لي : هل لك في قاتل حرام. قال : قلت ؟ ما له ؟ فعل الله به وفعل ، فقال : مهلا فإنه قد أسلم.
رواه أحمد بن منيع ورواته ثقات.
157- باب ما جاء فيمن صحب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
فيه حديث بلال بن سعد , عن أبيه , وتقدم في الخصائص.
6990- وعن جابر بن سمرة قال : خطبنا عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، بالجابية فقال : قام فينا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مقامي فيكم فقال : أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولم يستحلف ويشهد ولم يستشهد فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ولا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.
رواه أبو داود الطيالسي والحارث ، وأَبُو يَعْلَى بسند صحيح ولفظهم واحد.@
(7/335)
6990/2- ورواه مُسَدَّد واللفظ له ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وعبد بن حميد ، وأَبُو يَعْلَى أيضًا وابن حبان في صحيحه من طريق عبد الله بن الزبير :أن عُمَر أتى الشام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قام فينا مقامي فيكم فقال : استوصوا بأصحابي خيرًا وأحسنوا إليهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى إن الرجل ليشهد على الشهادة وما يسألها ويحلف على اليمين وما يسألها فمن سره منكم بحبحة الجنة فليلزم الجماعة ... ، فذكره.
ورواه النسائي في الكبرى وابن ماجه مختصرًا.
6991- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو أن لرجل أحدًا ذهبًا فأنفقه في سبيل الله وفي الأرامل والمساكين والأيتام ليدرك فضل رجل من أصحابي ساعة من النهار ما أدركه أبدًا.
رواه أبو داود الطيالسي عن موسى بن مطير وهو ضعيف.
6992- وعن ابن عُمَر رضي الله عنهما قال : لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم أفضل من عمل أحدكم عمره.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.
6993- وعن أنس بن مالك , عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : مثل أصحابي في أمتي كمثل النجوم يهتدون بها إذا غابت تحيروا.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ؛ لضعف يزيد الرقاشي والراوي عنه.
6994- وعن النعمان بن بشير , رضي الله عنهما , عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع بلفظ واحد.@
(7/336)
6994/2- والحارث بن أبي أسامة , وابن حبان في صحيحه بلفظ : خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ... ، فذكره.
6994/3- ورواه أحمد بن حنبل مرفوعًا فذكره وزاد : ثم الذين يلونهم رابعة.
6995- وعن جعدة بن هبيرة قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الآخرون أردى.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعبد بن حميد ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ مرسلاً.
6996- وعن واثلة بن الأسقع ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحبني.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
6997- وعن جابر ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش فيقال : هل فيكم أحد من أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فيطلبونه فلا يجدونه ثم يخرج الجيش فيقال : هل فيكم من رأى أحدًا من أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فيطلبونه فلا يجدونه فلو كان أحد من أصحابي وراء البحر لأتوه.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بإسناد حسن وهو في الصحيح من حديث جابر , عن أبي سعيد.@
(7/337)
6998- وعن خيثمة قال : كان سعد بن أبي وقاص في سفر فذكروا عليًّا , رضي الله عنه , فشتموه فقال سعد : مهلا عن أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فإنا أصبنا ذنبًا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأنزل الله تعالى : {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} وأرجو أن تكون رحمة الله سبقت لنا ، فقال بعضهم : فوالله إن كان ليبغضك ويشتمك الأخينس ، فضحك سعد حتى استعلاه الضحك ثم قال : أوليس الرجل قد يجد على أخيه في الأمر يكون بينه وبينه ثم لا يبلغ ذلك أمانته. وذكر كلمة أخرى.
رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن.
6999- وعن حذيفة ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يكون لأصحابي من بعدي زلة يغفرها الله لهم لسابقتهم معي يعمل بها قوم من بعدي يكبهم الله في النار على مناخرهم .
رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف ؛ لضعف ابن لَهِيعَة.
7000- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : مثل أصحابي مثل النجوم يهتدى بها فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم.
رواه عبد بن حميد.
7001- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : لا تسبوأصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فإن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قد أمر بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيفعلون ويحدثون.
رواه أحمد بن منيع موقوفًا بسند فيه راو لم يسم.
7002- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تقوم الساعة حتى يبتغى الرجل من أصحابي كما تبتغى الضالة لا توجد.
رواه عَبد بن حُمَيد بسند فيه الحارث الأعور , وهو ضعيف.@
(7/338)
7003- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأَصْحَابِهِ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا شَبِعْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ ؟ فَضَجُّوا وَكَبَّرُوا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالُوا : مَتَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِذَا فُتِحَتِ الأَمْصَارُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا اخْتَلَفَتْ عَلَيْكُمْ أَلْوَانٌ وَغَدَوْتُمْ بِثِيَابٍ ، وَجِئْتُمْ بِأُخْرَى ؟ قَالُوا : مَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِذَا فُتِحَتِ الأَمْصَارُ ، وَفُتِحَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ قَالُوا : فَهُمْ خَيْرٌ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، يُدْرِكُونَ الْفُتُوحَ ، قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَائِهِمْ ، وَأَبْنَاءُ أَبْنَائِكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ.
رواه الحارث بن أبي أسامة بسند ضعيف ؛ لضعف رشدين بن سعد.
7004- وعن عبد الله بن مولة قال : بينما انا أسير بالأهواز إذا رجل بين يدي على بغل , أو بغلة , وإذا هو يقول : اللهم ذهب قرني من هذه الأمة فألحقني بهم. قال : فقلت : وأنا فأدخلني فى دعوتك , قال : وصاحبي هذ أن أراد ذلك , ثم قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم لا أدري ذكر بالثالث أم لا ثم يختلفن قوم يظهر فيهم السمن يأتون الشهادة ولا يسألونها ، فإذا هو أبو برزة الأسلمي.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ واللفظ له.
7004/2- وأبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بلفظ : عن عبد الله بن مَوَلة قال : كنت أسير مع بريدة الأسلمي ، رضي الله عنه ، فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : خير هذه الأمة القرن الذين بعثت أنا فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم.@
(7/339)
7004/3- وفي رواية له ولأبي بكر بن أبي شَيْبَة : القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص وتقدم في الخصائص.
7005- وعن جابر بن عبد الله , رضي الله عنهما , قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّميقول : إن الناس يكثرون وأصحابي يقلون فلا تسبوهم لعن الله من سبهم.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
7006- وعنه أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال : هل فيكم أحد صحب محمدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فتستنصرون به فتنصروا فيقال : لا ، فيقال : هل فيكم من صحب أصحابه ؟ فيقال : لا , فيقال : من رأى من صحب أصحابه ؟ فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه.
رواه أبو يَعْلَى واللفظ له ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة.
7007- وعنه : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : يبعث بعث فيقال : هل فيكم أحد صحب محمدًا ؟ فيقال : نعم فيلتمس فيوجد الرجل فيستفتح بالرجل فيفتح عليهم ثم يبعث بعث فيقال : هل فيكم من رأى أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فيلتمس فلا يوجد حتى لو كان من وراء النهر لأتيتموه ثم يبقى قوم يقرؤُون القرآن لا يدرون ما هو.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ورواته ثقات.@
(7/340)
7008- وعن أنس قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مثل أصحابي مثل الملح في الطعام لا يصلح الطعام إلاَّ بالملح.
رواه أبو يَعْلَى والبزار.
وله شاهد من حديث سمرة بن جندب رواه البَزَّار والطبراني.
7009- وعن عبد الله بن مغفل ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله أوشك أن يأخذه.
رواه أحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى وعنه ابن حبان في صحيحه.
158- باب فيمن آمن بالنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ورآه ، ومن آمن به ولم يره
فيه حديث عبد الله بن بسر , وتقدم فيمن آمن بالغيب في الإيمان.
7010- وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله : صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طوبى لمن رآني ولمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه عبد بن حميد.@
(7/341)
رواه أحمد بن حنبل وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه بلفظ : أن رجلاً قال : يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك , قال : طوبى لمن رآني وآمن بي , ثم طوبى , ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني , فقال له رجل : وما طوبى ؟ قال : شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة , ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها .
7011- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : طوبي لمن رآني وآمن بي , مرتين , وطوبي لمن لم يرني وآمن بي , ثلاث مرات.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعبد بن حميد بسند ضعيف ، لضعف طلحة بن عَمْرو الحضرمي ، وتقدم في الإيمان في باب من آمن بالغيب.
7012- وعن محمد بن كعب ، عن عوف بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا ليتني لقيت إخواني. قالوا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ألسنا إخوانك وأصحابك ؟ قال : بلى ، ولكن قوم يجيئون من بعدكم ، يؤمنون بي إيمانكم ، ويصدقوني تصديقكم ، وينصروني نصركم ، فيا ليتني قد لقيت إخواني.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.
7013- وعن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : طوبى لمن راني وآمن بي ، وطوبي , سبع مرات , لمن لم يرني وامن بي.
رواه أبو داود الطيالسي , وتقدم في الإيمان , وأحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى ، ورواته ثقات.
7014- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم متى ألقى أحدًا من إخواني ؟ قالوا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ألسنا إخوانك ؟ قال : بل أنتم أصحابي ، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ واللفظ له ، وأحمد بن حنبل.@
(7/342)
7015- وعنه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : طوبى لمن رآني وآمن بي مرة ، وطوبى لمن لم يرني وآمن بي , سبع مرات.
رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل.
7016- وعن أبي جمعة ، رضي الله عنه ، قال : تغديت مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ومعنا أبو عبيدة بن الجراح ، فقال له أبو عبيدة : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أحد خير منا ، أسلمنا معك ، وجاهدنا معك ؟ قال : نعم قوم يكونون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني.
رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل.
7017- وعن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : كنت مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جالسًا فقال : أنبئوني بأفضل أهل الإيمان إيمانًا ؟ قالوا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، الملائكة ؟ قال ؟ هم كذلك ويحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم. قالوا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الأنبياء الذين أكرمهم الله ، بالرسالة والنبوة ؟ قال : هم كذلك ، ويحق لهم ، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم قالوا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء ؟ قال : هم كذلك ويحق لهم ، وما يمنعهم وقد أكرمهم بالشهادة ؟ بل غيرهم. قالوا : فمن يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قال : أقوام في أصلاب الرجال ، يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ، ويصدقوني ولم يروني ، يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانًا.
رواه أبو يَعْلَى وإسحاق بسند ضعيف ، لضعف محمد بن أبي حميد ، وتقدم في الإيمان فيمن آمن بالغيب.@
(7/343)
159- باب ما جاء في النجاشي وأصحابه
7018- عن سعيد بن جبير قال : بعث النجاشي إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقد آمن أصحابه ، فقرأ عليهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم القرآن ، فأقروا وأسلموا ، وفيهم نزلت هذه الآية : {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانًا وأنهم لا يستكبرون} ثم رجعوا إلى النجاشي ، وأسلم ، ثم إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بلغته وفاته ، فصلى عليه كما يصلي على الميت .
رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلاً بإسناد حسن ، وقد تقدم جملة أحاديث فى فضل النجاشي في كتاب الجنائز في الصلاة على الغائب.
160- باب فيمن يعمر في الإسلام
فيه حديث طلحة بن عبيد الله وتقدم في كتاب التعبير ، وحديث عثمان بن عفان وسيأتى فى كتاب التوبة ، وحديث جابر وتقدم في الجنائز في باب وصية الرجل بنيه.
7019- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، رفع الحديث قال ؟ المولود حتى يبلغ الحنث ، ما عمل من حسنة كتبت لوالده أو والدته ، وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ، ولا على والديه ، فإذا بلغ الحنث ، جرى عليه القلم ، أمر الملكان اللذان معه أن يحفظا وأن يسددا ، فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام رفع الله عنه أنواع البلاء : الجنون ، والجذام ، @
(7/344)
والبرص ، فإذا بلغ الخمسين هون الله عليه الحساب ، فإذا بلغ الستين رزقَه الله الإنابة إلى الله بما يحب ، فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء ، فإذا بلغ الثمانين كتبت حسناته ومحيت سيئاته ، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وكان أسير الله في أرضه وشفع فىِ أهل بيته فإذا بلغ أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئًا كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخيرفإذا عمل سيئة لم تكتب عليه.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر وأحمد بن منيع وأحمد بن حنبل والحارث بن محمد ابن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ واللفظ له ، ورواه ابن الجوزي في كتاب الموضوعات.
7020- وعن سهل بن سعد ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر أو قال : أبلغ إليه في العمر.
رواه إسحاق والروياني بإسناد صحيح.
7021- وعن عوف بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : يا طاعون خذني إليك. قالوا : أما سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : كلما طال عُمَر المرء كان خيرًا له ؟ قال : بلى .
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند فيه النهاس بن قهم وهو ضعيف.
7022- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ألا أخبركم بخياركم ؟ أطولكم أعمارًا وأحسنكم أعمالاً.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد.@
(7/345)
7023- وعن جابر بن عبد الله , رضي الله عنهما , أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ألا أخبركم بخياركم ؟ خياركم أطولكم أعمارًا وأحسنكم أعمالا.
رواه عَبد بن حُمَيد والحاكم وقال : صحيح على شرطهما.
7024- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ألا أنبئكم بخياركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. قال : خياركم أطولكم أعمارًا إذا سددوا.
رواه أبو يَعْلَى بإسناد حسن.
7025- وعنه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم الذين يبلغون ثمانين.
رواه أبو يَعْلَى بسند فيه راو لم يسم.
لكن له شاهد من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وحسنه ، وابن حبان في صحيحه وسيأتي في الباب بعده ، وقد تقدم في كتاب الزينة من حديث أنس بن مالك مرفوعًا : إن الله ليستحيي من عبده وأمته يشيبان في الإسلام ثم يعذبهما.
161- باب ما جاء في فضل أمة نبينا محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
فيه أحاديث تقدمت في الطهارة وحديث أبي ذر وتقدم في علامات النبوة في باب ما خصه الله ، تعالى ، مما لم يعطه من قبله ، وحديث عوف بن مالك وتقدم في كتاب الإيمان ، وحديث بريدة وتقدم في باب من صحب النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم وحديث ابن مسعود وسيأتي في كتاب الجنة في باب من يدخل الجنة بغير حساب ، وأحاد يث في كتاب الفتن وأحاديث في القيامةوحديث علي بن أبي طالب وسيأتي في آخر الخصائص ، وكذا حديث ابن جدعان ، وفيه حديث عبد الله بن سلام وحديث جابر وغيره ، وسيأتي في القيامة في باب أول من يكسى يوم القيامة.@
(7/346)
7026- وعن عمار بن ياسر , رضي الله عنهما , أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال ؟ مثل أمتي مثل المطر ، لا يدرى أوله خير أم آخره.
رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه.
7027- وعن عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : مثل أمتي مثل المطر ، لا يدرى أوله أنفع أو آخره.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند فيه الأفريقي وهو ضعيف.
لكن له شاهد من حديث أنس بن مالك رواه أبو يَعْلَى ، والتِّرمِذيّ وحسنه ، قال :وفي الباب عن عمار ، وعبد الله بن عَمْرو ، وابن عُمَر.
وفي الباب مما لم يذكره الترمذي : عن عمران بن الحصين رواه الطبراني في الأوسط وا لبزار.
7028- وعن مكحول قال : كان لعمر ، رضي الله عنه ، على رجل من اليهود حق فأتاه يطلبه ، فلقيه ، فقال عُمَر : لا والذي اصطفى محمدًا على البشر لا أفارقك وأنا أطلبك بشيء ، فقال اليهودي : والله ما اصطفى الله محمدًا على البشر ، فلطمه عُمَر فقال : بيني وبينك أبو القاسم ، فقال : إن عُمَر قال : لا والذي اصطفى محمدًا على البشر ، قلت : والله ما اصطفى الله محمدًا على البشر ، فلطمني ، فقال : أما أنت يا عُمَر فأرضه من لطمته ، بل يا يهودي آدم صفي الله ، وإبراهيم خليل الله ، وموسى نجي الله ، وعيسى روح الله ، @
(7/347)
وأنا حبيب الله ، بل يا يهودي ، تسمى الله باسمين سمى بهما أمتي : هو السلام ، وسمى بها أمتي المسلمين ، وهو المؤمن ، وسمى بها أمتي المؤمنين ، بل يا يهودي طلبتم يوما دخر لنا ، لنا اليوم ، ولكم غد ، وبعد غد للنصارى ، بل يا يهودي ، أنتم الأولون ونحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بل إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى أدخلها ، وهي محرمة على الأمم حتى تدخلها أمتي.
رواه إسحاق بن راهويه.
7029- وعن أبي بن كعب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل ، ورواته ثقات.
7030- وعن أبي منصور الفارسي وكانت فيه حدة ، رضي الله عنه ، فذكرت له ، فقال : ما أحب أنها أخطأتني ، إن رسول الله قال : الحدة تعتري خيار أمتى.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بإسناد حسن.
7031- وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سألت ربي لأمتي من دون البشر أن لا يعذبهم فأعطانيها.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، وتقدم في باب فضله حيًّا وميتًا.
7032- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الحدة تعتري خيار أمتي.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ .@
(7/348)
7033- وعن ثابت بن سعد ، عن معاوية ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق , أو قال : ظاهرين على الحق , حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك.
ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.
وله شاهد من حديث عُمَر بن الخطاب ، وسيأتي في الفتن في باب لا يزال الإسلام قائمًا.
7034- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يا ابن أم عبد ، هل تدري كيف حكم الله ، عَزَّ وَجلَّ ، فيمن بغى من هذه الأمة ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم , قال : لا يجهز على جريحها ، ولا يقتل أسيرها ، ولا يتبع هاربها ، ولا يقسم فيئها.
رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف ، لضعف كوثر بن حكيم.
7035- وعن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، قال : سمعت أبا القاسم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : وما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها : إن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، يقول : أن يا عيسى إني باعث من بعدك أمة ، إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا ، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ، ولا حلم ولا علم. قال : يا رب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم ؟ قال : أعطيهم من حلمي وعلمي.
رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل والحاكم وقال : صحيح على شرط البخاري.
7036- وعن أبي بردة سمعت عبد الله بن يزيد ، رضي الله عنه ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عذاب أمتي في دنياها.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@
(7/349)
7037- وعن عائشة , رضي الله عنها , قالت : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الأمم السالفة المائة أمة ، إذا شهدوا لعبد بخير وجبت له الجنة ، وإن أمتي الخمسون منهم أمة ، فإذا شهدوا لعبد بخير وجبت له الجنة.
رواه أبو يَعْلَى.
7038- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لكل أمة رهبانية ، ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله , عز وجل.
رواه أبو يَعْلَى بسند فيه زيد العمي وهو ضعيف ، وتقدم في الجهاد.
7039- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أقل أمتي أبناء سبعين سنة.
رواه أبو يَعْلَى.
7039/2- والترمذي وحسنه ولفظه : عُمَر أمتي من ستين إلى سبعين.
7039/3- ورواه الحسن بن عرفة في غير الجزء المشهور ، ومن طريقه رواه ابن حبان في صحيحه بلفظ : أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم ، من يجوز ذلك.
قال ابن عرفة : أنا من ذلك الأقل.
7040- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت ، وإذا حكمت عدلت ، وإذا استرحمت رحمت.
رواه أبو يَعْلَى@
(7/350)
7041- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : إن هذه الأمة أمة مرحومة ، لا عذاب عليها إلاَّ ما عذبت هي نفسها ، قال : قلت : وكيف تعذب نفسها ؟! قال : أما كان يوم النهر عذاب ؟ أما كان يوم الجمل عذاب ؟ أما كان يوم صفين عذاب ؟.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
7042- وعن أبي بردة ، عن رجل من المهاجرين قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عقوبة هذه الأمة بالسيف.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
وسيأتي في باب سعة أبواب الجنة من حديث معاوية مرفوعًا بسند صحيح : إنكم توفون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله , عز وجل.
ونحوه روي من حديث أبي سعيد ، وسيأتي في الفتن في باب ما أخبر به النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مما هو كائن.
162- باب فضل الرجل الصالح وما جاء في الشاب الذي ليست له صبوة
7043- عن محمد بن المنكدر قال : إن الله يحفظ للرجل الصالح ولده ، وولد ولده ، ودويرته التي فيها ولد ، والدويرات حوله ، فما يزالون في حفظ من الله وستر.
رواه الحميدي.
7044- وعن عقبة بن عامر ، رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : عجب ربنا من الشاب الذي ليست له صبوة .
رواه أبو يَعْلَى وغيره ، وسيأتي بتمامه في الزهد , إن شاء الله تعالى , في باب من لا صبوة له.@
(7/351)
163- باب فضل أهل يثرب على سكانها أفضل الصلاة والسلام
فيه حديث أم قيس وتقدم في آخر الحج ، وحديث أبي قتادة وتقدم في غزوة تبوك.
7045- وعن جابر بن عبد الله , رضي الله عنهما , أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في الموسم بمجنة وعكاظ وفي منازلهم بمنى من يئويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة ؟ فلا يجد أحدًا ينصره ولا يئويه ، حتى إن الرجل ليرحل من اليمن , أو من مضر إلى ذي رحمه ، فيأتيه قومه ، فيقولون : احذر غلامًا من قريش لا يفتننك ، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله , تعالى , وهم ، يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله له من يثرب ، فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ، فيقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور يثرب إلاَّ فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ، حتى بعثنا الله له فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا ، فقلنا : حتى متى نذر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يطرد في جبال مكة ويخاف ، فرحنا حتى قدمنا عليه في الموسم ، فواعدنا شعب العقبة ، قال عمه العباس : يا ابن أخي ، إني لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤُوك ، إني ذو معرفة بأهل يثرب ، فاجتمعنا عنده من رجل أو رجلين ، فلما نظر العباس في وجوهنا قال : هؤلاء قوم لا أعرفهم هؤلاء أحداث ، فقلنا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، على ما نبايعك ؟ قال : تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة ، فقمنا نبايعه ، فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين إلاَّ أنا ، فقال : رويدًا ، يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلاَّ ونحن نعلم أنه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وإن تعضكم ، السيوف فإما ، أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم فقتل خياركم ومفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله ، وإما ، أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله ، فقالوا : يا أسعد أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها ، فقمنا إليه رجل رجل يأخذ علينا بشرطه العباس ويعطينا على ذلك الجنة.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر وأحمد بن حنبل بإسناد صحيح ، وأصحاب السنن الأربعة مختصرًا.@
(7/352)
164- باب في فضل أهل عمان ونعمان
7046- عن أبي برزة الأسلمي ، رضي الله عنه ، قال : بعث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رسولاً إلى حي من أحياء العرب في شيء ، لا أدري ما هو ، فسبوه وضربوه ، فرجع إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ! فقال : أما إنك لو أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى وعنه ابن حبان في صحيحه
7047- وعن الزبير بن الخريت ، عن أبي لبيد قال : خرج رجل من الأزد من طاحية ، يقال له بيرح بن أسد مهاجرًا إلى المدينة ، فقدم المدينة وقد مات رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قبيل ذلك قال : فرأى عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، بيرحًا يطوف في سكك المدينة فأنكره ، وقال له : من أنت ؟ قال : أنا رجل من أهل عمان من الأزد , قال : فأخذ بيده ، فذهب به إلى أبي بكر ، فقال : يا أبا بكر ، هذا من الأرض التي سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يذكر أهلها ، من أهل عمان ، فقال أبو بكر : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إني لأعلم أرضًا ينضح بناحيتها البحر ، بها حي من العرب لو أتاهم رسولي لم يرموه بسهم ولا حجر.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع وأحمد بن حنبل والحارث بن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى ، ورواته ثقات.@
(7/353)
7048- وعن طلحة بن عَمْرو الحضرمي قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ نعم المرضعون أهل نعمان.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ، لضعف طلحة بن عَمْرو الحضرمي وجهالة الراوي عنه.
وله شاهد من حديث ابن عُمَر ، وتقدم في كتاب الحج في باب الحج من عمان.
165- باب ما جاء في أهل اليمن
فيه حديث ابن عمر وتقدم في الحج في باب فضل المدينة المشرفة ، وحديث عمرو بن العاص أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أهل اليمن المطروحون في أطراف الأرض ، المدفوعون عن أبواب السلطان ، يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يقضها ... الحديث ، وسيأتي في كتاب الجنة في باب أهل الجنة.
7049- وعن جبير بن مطعم ، رضي الله عنه ، قال : كنا مع الرسول صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بطريق بين مكة والمدينة فقال : يوشك أن يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم قطع السحاب , أو قطعة سحاب , هم خيار من في الأرض ، فقال رجل من الأنصار : ولا نحن يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فسكت ثم قال : ولا نحن يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فسكت ثم قال : ولا نحن يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فسكت ثم قال : ولا نحن يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فقال : إلاَّ أنتم. كلمة ضعيفة.
رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى وأحمد بن حنبل ، ورواته ثقات.@
(7/354)
7050- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يخرج من عدن اثنا عشر ألفًا ينصرون الله ورسوله ، هم خير من بيني وبينهم . قال المعتمر ؟ أظنه قال : في الآفاق.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل , بسند رواته ثقات.
7051- وعنه قال : بينما رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في المدينة ، قال : الله أكبر الله أكبر ، قد جاء نصر الله والفتح ، وجاء أهل اليمن فقيل : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وما أهل اليمن ؟ قال : قوم رقيقة قلوبهم ، لينة طاعتهم الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية.
رواه أبو يَعْلَى والبزار ومدار إسناديهما على حسين بن عيسى بن مسلم وهو ضعيف ، لكن رواه ابن حبان في صحيحه من هذا الوجه.@
(7/355)
166- باب ما جاء في فضل أهل مقبرة عسقلان
7052- عن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو يذكر أهل مقبرة يومًا ، قال : فصلى عليها فأكثر الصلاة عليها. قال : فسئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عنها فقال : أهل مقبرة شهداء عسقلان يزفون إلى الجنة كما تزف العروس إلى زوجها.
رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ، لضعف بشير بن ميمون الخراساني.
7053- وعن عبد الله بن مالك بن بحينة ، رضي الله عنه ، قال : بينما رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جالسًا بين ظهراني ، أصحابه إذ قال : صلى الله على تلك المقبرة , ثلاث مرات , قال : فلم يدر ، أي مقبرة ولم يسم لهم شيئًا , قال : فدخل بعض أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على بعض أزواج النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - قال عطاف : فحدثت أنها عائشة , فقال لهما : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذكر أهل مقبرة فصلى عليهم ولم يخبرنا أي مقبرة هي ، فدخل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عليها فسألته عنها فقال لها : أهل مقبرة بعسقلان.
رواه أبو يَعْلَى وهو حديث ضعيف ، وذكره الفسوي في تاريخه ، وتقدم في الجنائز.
167- باب ما جاء في الشام وأهله
فيه حديث زيد بن أرقم وسيأتي في الفتن في باب الإيمان بالشام ، وحديث ابن حوالة وسيأتي أيضًا في الفتن في باب الإيمان بالشام.
7054- وعن صفوان بن عبد الله , أو عبد الله بن صفوان , قال : قال رجل يوم صفين : اللهم العن أهل الشام ، فقال علي ، رضي الله عنه : لا تسبوا أهل الشام جمًّا غفيرًا ، فإن بها الأبدال , قالها ثلاثًا.
رواه إسحاق ، ورواته ثقات .@
(7/356)
7054/2- وأحمد بن حنبل ولفظه : عن شريح بن عبيد قال : ذكر أهل الشام وهو عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا : العنهم يا أمير المؤمنين , قال : لا ، إني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : الأبدال تكون بالشام ، وهم أربعون رجلا ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يستقى بهم الغيث ، وينتصر بهم على الأعداء ، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب.
7055- وعن عبد الله بن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ستخرج نار قبل يوم القيامة من نحو حضرموت , قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قال : عليكم بالشام.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له ، وأَبُو يَعْلَى وابن حبان في صحيحه
7056- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبىِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله ، لا يضرهم من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
7057- وعن أبي برزة ، رضي الله عنه ، قال : كان أبغض ، الأحياء إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بنو أمية ، وثقيف ، وبنو حنيفة.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@
(7/357)
7058- وعن خريم بن فاتك الأسدي ، رضي الله عنه ، صاحب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إن أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن شاء من عباده ، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ، ولا يموتوا إلاَّ غمًّا وهمًّا.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ موقوفًا بسند ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم.
7058/2- ومن طريقه رواه أحمد بن حنبل ... ، فذكره إلاَّ أنه قال : ولن يموتوا إلاَّ همًّا أو غيظًا أو ، حزنًا.
7058/3- ورواه الطبراني مرفوعًا ورواته ثقات إلاَّ أنه قال : ولا يموتوا إلاَّ همًّا وغمًّا.
7059- وعن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : ذكر النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الشام فقال : أرض المحشر والمنشر.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
وله شاهد من حديث ميمونة ، رواه أبو داود وابن ماجه بسند صحيح.
7060- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : خَوْلِيٌّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَجْنَادًا ، جُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ خَوْلِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي قَالَ : عَلَيْكَ بِالشَّامِ ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ ، وَلْيَسْتَقِ بِغُدُرِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ.
رواه أبو يَعْلَى .@
(7/358)
7060/2- والحارث بن أبي أسامة ولفظه ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن أبي إدريس قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إنكم ستجدون أجنادًا ... ، فذكره ، وزاد : قال : وقال سعيد ابن عبد العزيز : حَدَّثَنَا ابن حلبس ، عن عبد الله بن عَمْرو قال : قال رسول الله : إني أريت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فأتبعته بصري ، فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام.
وكذا رواه أحمد بن حنبل ، والطبراني في الكبير ، والأوسط ، والحاكم وصححه من حديث عبد الله بن عَمْرو.
168- باب ما جاء في الصخرة وأهل مصر
7061- عن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لقد مر بالصخرة سبعون نبيًّا حفاة ، عليهم العباءة.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، ومدار إسناديهما على يزيد الرقاشي ، وهو ضعيف.
7062- وعن عبد الله بن يزيد وعمرو بن حريث وغيرهما رضي الله عنهم ، قالوا : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إنكم ستقدمون على قوم جعدة رؤُوسهم فاستوصوا بهم خيرًا ؟ فإنهم قوة لكم ، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله.
يعني : قبط مصر.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ , وعنه ابن حبان في صحيحه.@
(7/359)
95- كتاب المواعظ
1- باب ما جاء في القصاص والوعاظ
7063- عن سعيد بن أبي هند : أن عليًّا ، رضي الله عنه ، مر بقاص ، فقال : ما يقول ؟ قالوا : يقص. قال : لا ، ولكن يقول : اعرفوني.
رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.
7064- وعن محمد بن سيرين قال : إن القصص بدعة.
رواه مُسَدَّد عن عَمْرو بن دينار عنه به.
7065- وعن القاسم بن كثير ، عن رجل من أصحابه قال : كان كعب يقص ، فقال عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنه : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لا يقص إلاَّ أمير ، أو مأمور ، أو محتال. قال : فقيل لكعب : ثكلتك أمك ، هذا عبد الرحمن بن عوف يقول كذا وكذا ، فترك القصص ، ثم إن معاوية أمره بالقصص فاستحل ذلك بذلك .
رواه إسحاق بسند ضعيف.
7066- وعن يزيد الرقاشي قال : اختصم قوم في القصص فحسنه قوم ، وكرهه قوم ، فأتوا أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، فذكروا له ذلك وسألوه ، فقال : بعث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بالقتال ولم يبعث بالقصص.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ، ضعيف لضعف يزيد الرقاشي وغيره.
7067- وعن كردوس قال : كان يقص فقال : حدثني رجل من أهل بدر ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لأن أجلس في مثل هذا المجلس ، أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب , يعني القصص.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل.@
(7/360)
7068- وعن عبد الجبار الخولاني قال : دخل رجل من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم المسجد ، فإذا كعب يقص ، فقال : من هذا ؟ قالوا : هذا كعب يقص ، فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لا يقص إلاَّ أمير أو مأمور أو مرائي ، فبلغ ذلك كعبًا فما رئي يقص بعد.
رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ، ورواته ثقات.
وله شاهد من حديث عبد الله بن عَمْرو رواه ابن ماجه وغيره.
7069- وعن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، قال : خرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على جماعة له ، وقاص يقص ، فلما رأى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أمسك ، فقال له النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قص , ثم قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لأن أقعد هذا المقعد غدوة حتى تشرق الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب ، ولأن أقعد هذا المقعد بعد صلاة العصر حمّى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
7070- وعن عائشة رضي الله عنها قالت للسائب : ثلاث خصال لتدعهن أو لأناجزنك. قال : وما هي ؟ قالت : إياك والسجع ، لا تسجع فإن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأصحابه لا يسجعون ، وإذا أتيت قومًا يتحدثون ، فلا تقطعن حديثهم ، ولا تمل ، الناس من كتاب الله ، ولا تحدث في الجمعة إلاَّ مرة ، فإن أبيت فمرتين.
رواه أبو يَعْلَى.
7070/2- وأحمد بن حنبل ولفظه : قالت عائشة لابن أبي السائب , قاص أهل المدينة : ثلاثًا لتبايعني عليهن أو لأناجزنك , قال : وما هن ؟ بل أبايعك يا أم المؤمنين. قالت : اجتنب السجع في الدعاء ، فإن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأصحابه كانوا لا يفعلون ذلك ، وقص على الناس في كل جمعة مرة ، فإن أبيت فمرتين ، فإن أبيت فثلاث ، ولا تمل الناس هذا الكتاب ... ، فذكره.@
(7/361)
2- باب في البلاغة
7071- عن عُمَر ، بن سعد قال : كانت لي حاجة إلى أبي سعد بن أبي وقاص ، رضي الله عنه ، فقدمت بين يدي حاجتي كلامًا مما يحدث الناس ويوصلون لم يكن يسمعه مني ، ثم طلبت حاجتي. قال : فرغت من حاجتك ؟ قلت : نعم , قال : ما كانت حاجتك منك أبعد ، ولا كنت فيك أزهد منذ سمعت كلامك ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها من الأرض.
رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل.
3- باب في قصص القرآن ومواعظه
7072- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلاَّ أربع سنين : {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} وأقبل بعضنا على بعض : أي شيء أحدثنا ؟! أي شيء ضيعنا ؟.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، وهو في الصحيح باختصار.
4- باب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وما جاء في تغيير البدع وفيمن رأى منكراً فلم ينكره
فيه حديث أبي سعيد الخدري وسيأتي في الفتن في الأمر بالمعروف ، وحديث القاسم بن مخول ، عن أبيه ، وتقدم في البيوع في باب اتخاذ الماشية ، وحديث أبي ذر وتقدم في الإيمان والعلم ، وحديث البراء وتقدم في أول العتق ، وحديث درة بنت أبي لهب وسبق ، في صلة الرحم.@
(7/362)
7073- وعن جابر بن عبد الله , رضي الله عنهما , قال : لما رجعت إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مهاجرة البحر قال : ألا تخبرونا بأعاجيب ما رأيتم من أرض الحبشة ؟ قال فتية منهم : بلى يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، بينا نحن جلوس إذ مرت عجوز من عجائز رهبانهم على رأسها قلة من ماء ، فمرت بفتى منهم ، فجعل إحدى يديه بين كتفيها ، فخرت على ركبتيها ، فانكسرت قلتها ، فلما ارتفعت التفتت إليه ، فقالت : سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين ، فتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون ، سوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا. قال : يقول رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صدقت ، صدقت ، كيف يقدس الله قومًا لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو يَعْلَى وابن حبان في صحيحه .
وله شاهد من حديث بريدة بن الحصيب وتقدم في كتاب القضاء ، ورواه الطبراني من حديث معاوية ، والبزار من حديث عائشة.
7074- وعن أبي موسى ، رضي الله عنه ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : والذي نفسي بيده ، إن المعروف والمنكر لخليقتان يبصران للناس يوم القيامة ، فأما المعروف فيعد أهله الخير ويهنئهم ، وأما المنكر فيقول : إليكم إليكم ، وما يستطيعون له إلاَّ لزومًا.
رواه أبو داود الطيالسي ، ورواته ثقات.
7075- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا ينبغي لامرئ يشهد مقام حق إلاَّ تكلم به ، فإنه لن يقدم أجله ، ولن يحرمه رزقًا هو له . رواه أحمد بن منيع.@
(7/363)
7076- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل العامل منهم بالخطيئة نهاه الناهي تعذرًا ، فإذا كان من الغد جالسه وآكله وشاربه كأنه لم يره على الخطيئة بالأمس ، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض ، ولعنهم على لسان نبيه داود ، وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، ولتأطرنه على الحق أطرًا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، وليلعننكم كما لعنهم.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، ورواه أبو داود ، والتِّرمِذيّ وابن ماجه مختصرًا.
7077- وعن رجاء بن ربيعة الزبيدي قال : أول من أخرج المنبر في يوم عيد مروان وبدأ بالخطبة قبل الصلاة ، فقام إليه رجل فقال : خالفت السنة يا مروان ، أخرجت المنبر ولما يكن يخرج ، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة ، فقال أبو سعيد : من هذا ؟ قالوا : هذا فلان بن فلان ، فقال : أما هذا فقد قضى ما عليه ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من رأى منكم منكرًا فإن استطاع أن يغيره بيده فليفعل ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان.
رواه عبد بن حميد.@
(7/364)
7077/2- والحارث بن أبي أسامة ولفظه : قال سعيد بن أبي سعيد المقبري : اتخذ مروان منبرًا فأخرجه يوم العيد ، وكان الإمام قبل ذلك إنما يخطب على دكيكتين فخطب الناس ، فجاء أبوسعيد وهو على المنبر ، فقال : ما هذه البدعة يا مروان ؟ فقال : إنها ليست ببدعة ، إن الناس قد كثروا فأردت أن أسمعهم موعظتي ، فقال أبوسعيد : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من رأى بدعه فليغيرها ، فإن لم يستطع أن يغيرها في الناس فليغيرها في نفسهْ وإني لا أستطيع أن أغيرها عليك ، ولا والله لا أصلي اليوم خلفك ركعة , وانصرف.
7078- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال ؟ الجهاد ثلاثة : فأول ما يغلب عليه من الجهاد اليد ، ثم اللسان ، ثم القلب ، فإذا كان القلب لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا نكس ، وجعل أعلاه أسفله.
رواه مُسَدَّد ورواته ثقات.
7079- وعن الربيع قال : قال عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، ؟ إنها ستكون هنات وهنات ، بحساب امرئ إذا رأى أمرًا لا يستطيع له تغييرًا ، أن يعلم الله ان قلبه له كاره.
رواه مسدد.
7080- وعن عُمَر بن عبد العزيز قال : إن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، لا يعذب العامة بعمل الخاصة ، فإذا المعاصي ظهرت فلم تنكر أخذت العامة والخاصة.
رواه الحميدي.
7081- وعن سيف بن سليمان قال : سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث مجاهدًا ، حدثني مولى لنا ، عَن جَدِّي قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم ، وهم قادرون على أن ينكروه ، فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة عن ابن نمير عنه به.@
(7/365)
5- باب فيمن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ويخالف قوله فعله
7082- عن عبد الله بن بريدة : أن وفدًا قدموا على عُمَر ، رضي الله عنه ، فقال : لآذنه عَبد الله بن الأرقم , أو عبيد الله بن الأرقم , انظر أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فائذن لهم أول الناس ، ثم القراء ، الذين يلونهم , قال : فدخلوا ، فصفوا قدامه فإذا رجل ضخم عليه مقطعات من برود , قال : فأومأ إليه فأتاه ، فقال عُمَر : إيه ثلاث مرات ، فقال الرجل : إيه , ثلاث مرات , قال عُمَر : أف قُم قُم , قال ؟ فقام فعاد في مجلسه ، ثم نظر فإذا الأشعري خفيف الجسم قصير سبط ، قال : فأومأ إليه ، فأتاه ، فقال له عُمَر : إيه ، فقال الأشعري : إيه ، فقال له عُمَر : إيه. قال : يا أمير المؤمنين ، سلنا أو افتح ، سلنا أو افتح ، حدثنا فنحدثك. قال عُمَر : أف ، قم ، فإنه لن ينفعك ضياع ، ولا راعي ضأن ، فنظر فإذا رجل أبيض خفيف الجسم ، فأومأ إليه ، فأتاه ، فقال له عُمَر : إيه ، فوثب ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ بالله ، وقال : إنك قد وليت هذه الأمة ، فاتق الله فيما وليت من أمر هذه الأمة ، وأهل رعيتك ، وفىِ نفسك خاصة ، فإنك محاسب ومسئول عما استرعيت عليه ، وإنما أنت أمين ، وإنما عليك أن تؤدي ما عليك من الأمانة ، فتعطى أجرك على قدر عملك. قال : ما صدقني رجل منذ استخلفت غيرك ، من أنت ؟ قال : أنا الربيع بن زياد ، فقال : أخو المهاجر بن زياد ؟ قال : نعم. قال : فجهز عُمَر جيشًا واستعمل عليهم الأشعري قال : ثم قال : انظر ربيعًا ، إن كان صادقًا فإنما يقول : كان غيره عون على هذا الأمر فاستعمله ، ثم لا يأتي عشر إلاَّ تعاهدت فيهن عمله ، وكتبت إلي بسيرته في عمله حتى كأن أنا الذي استعملته ، ثم قال عُمَر : عهد إلينا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن أخوف ما أخشى عليكم منافق عليم اللسان.
رواه إسحاق بن راهويه والحارث بن أبي أسامة ومسدد واللفظ له بسند صحيح.
7082/2- ثم رواه موقوفًا من طريق أبي عثمان النهدي سمعت عُمَر بن الخطاب يقول وهو على المنبر , منبر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , أكثر من أصابعي هذه : ان أخوف ما أخاف علىهذه الأمة المنافق العليم , قال : وكيف يكون منافق عليم يا أمير المؤمنين ؟ قال : عالم اللسان جاهل القلب والعمل.@
(7/366)
7082/3- ورواه عَبد بن حُمَيد ولفظه : عن عُمَر بن الخطاب ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إنما أخاف عليكم كل منافق عليم يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور.
ورواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل مختصرًا.
7083- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إني لست أخاف عليكم بعدي مؤمنًا موقنًا ، ولا كافرًا معلنًا ، أما المؤمن الموقن فيحجزه ، إيمانه ، وأما الكافر المعلن فيمنعه كفره ، وإنما أخاف عليكم بعدي عالماً لسانه ، جاهلاً قلبه ، يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون.
رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ؟ لجهالة التابعي ، ورواه الطبراني في الصغير والأوسط من رواية الحارث الأعور ، وهو ضعيف لكن وثقه ابن حبان وغيره.
7084- وعن سعيد بن المُسَيَّب قال : قال رجل بالمدينة في حلقة : أيكم يحدثني عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حديثًا ؟ فقال له علي ، رضي الله عنه : أنا سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لست أخاف على أمتي مؤمنًا ولا كافرًا ، أما المؤمن فيمنعه إيمانه ، وأما الكافر فيمنعه كفره ، ولكن رجلاً بينهما يقرأ القرآن ، حتى إذا دلق به يتأوله على غير تأويله ، فقال ما تعلمون ، وعمل ما تنكرون ، فضلَّ وأضلَّ.
رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ؛ لضعف إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.@
(7/367)
6- باب ما جاء في الخوف والرجاء
فيه حديث عبدلله بن مسعود وغيره وسيأتي في كتاب التوبة في باب الخوف من الذنوب ، وحديث عبدلله بن مسعود وسيأتي في آخر كتاب المواعظ.
7085- وعن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه : أنه أخذ تبنة وقال : وددت أني هذه ، ووددت أن أمي لم تلدني ، ووددت أني كنت نسيًا منسيًّا.
رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لضعف عاصم بن عبيد الله.
7086- وعنه قال : ويل لي , أو ويل لأمي , إن لم يغفر الله لي , ثلاث مرات , فقضى ما بينهما كلام.
رواه مُسَدَّد بسند فيه عاصم بن عبيد الله أيضًا.
7087- وعن إبراهيم قال : مرت عائشة , رضي الله عنها , بشجرة ، فقالت : وددت أني ورقة من هذه الشجرة.
رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.
7088- وعن الحسن قال : قال عُمَر ، رضي الله عنه : لو مات جمل في عملي ضياعًا خشيت أن يسألني الله عنه.
رواه مسدد.
7089- وعن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : وددت أني شجرة تعضد.
رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.
7090- وعن خارجة بن زيد بن ثابت قال : لما قدم المهاجرون المدينة أسهموا المنازل ، فكان سهم عثمان بن مظعون على امرأة يقال لها : أم العلاء ، قالت : فحضره الموت ، فقالت : شهادتي عليك أبا السائب أن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، أكرمك ، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سبحان الله الذي أنا عبده ورسوله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولا أدري ما يفعل الله بي ، ولكن قد أتاه اليقين ، ونحن نرجو له الخير. قال : فبلغت من المسلمين كل مبلغ ، وقالوا : هذا عثمان في حاله ، قد قيل له هذا فكيف بنا ؟ فقالت المرأة : والله لا أزكي بعدك أحدًا أبدًا. قال : حتى هلك بعض أهل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رد على سلفنا عثمان بن مظعون.
رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر واللفظ له ، ورواته ثقات ، وأحمد بن منيع.@
(7/368)
7091- وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لو تعلمون قدر سعة رحمة الله لاتكلتم عليها ، وما عملتم إلاَّ قليلا ، ولو تقدرون قدر غضب الله , أو قدر عذاب الله , لظنتم أن لا تنجوا ولا ينفعكم منه شيء.
رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند فيه عطية العوفي وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه ابن حبان في صحيحه.
7092- وعن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلا ، ولخرجتم تجأرون لا تدرون تنجون أو لا تنجون
رواه عَبد بن حُمَيد والبزار والحاكم وقال : صحيح الإسناد.
وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس ، وفي البخاري وغيره من حديث أبي ذر.
7093- وعن عائشة , رضي الله عنها , قالت : قال أبو بكر ، رضي الله عنه : والله لقد رأيتني أتبع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وما خلق الله ذبابًا يمر على أنفي إلاَّ ظننت أنه عذاب من الله ، حتى أخبرني رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
رواه الحارث بسند فيه جابر الجعفي ، وهو ضعيف.@
(7/369)
7094- وعن العباس بن عبد المطلب ، رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسًا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تحت شجرة فهاجت الريح ، فوقع ما كان فيها من ورق نخر ، وبقي ما كان فيها من ورق أخضر قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما مثل هذه الشجرة ؟ قال القوم : الله ورسوله أعلم. قال : مثلها مثل المؤمن إذا اقشعر من خشية الله ، وقعت عنه ذنوبه وبقيت له حسناته.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ والبيهقي بلفظ واحد بسند ضعيف.
7094/2- ورواه البَزَّار ، وأَبُو الشيخ بن حيان في كتاب الثواب بلفظ : إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كما تحاتت عن هذه الشجرة اليابسة ورقها.
7095- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الله ليغار لعبده فليغر العبد لنفسه.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
7096- وعن الزبير ، رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يذكرنا بأيام الله حتى نعرف ذلك في وجهه ، كأنه منذر جيش يقول : صبحكم الأمر غدوة , قال : وكان إذا كان حدثا عهد بجبريل لم يتبسم ضاحكًا حتى يرتفع عنه.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@
(7/370)
7097- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إنا إذا كنا عندك رأينا في أنفسنا ما نحب ، وإذا رجعنا إلى أهلنا فخالطناهم أنكرنا أنفسنا. قال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو تدومون على ما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها عيانًا ، ولكن ساعة وساعة.
رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.
7098- وعن ابن عُمَر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لا تنسوا العظيمين. قلنا : وما العظيمان يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : الجنة والنار ، فذكر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما ذكر ، ثم بكى حتى جرى , أو بل , الدمع جانبي لحيته ثم قال : والذي نفس محمد بيده ، لو تعلمون من الأمر ما أعلم لمشيتم إلى الصعيد فحثيتم على رؤُوسكم التراب.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
7099- وعن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم :من قدر على طمع الدنيا وهو قادر على أن لا يؤديه زوجه الله ، عَزَّ وَجلَّ ، من الحور العين حيث شاء ، ومن دعته مغيبة إلى نفسها فتركها من خشية الله ، عَزَّ وَجلَّ ، زوجه الله من الحور العين حيث شاء.
رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لضعف بشير بن نمير.
7100- وعن أنس بن مالك , رضي الله عنه , قال : غدا أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذات يوم فقالوا يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة قال وما ذاك ؟ قالو ا النفاق النفاق قال ألستم تشهدون أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ؟ قالوا بلى : قال : ليس ذلك النفاق ، قال : ثم عادوا الثانية قالوا يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة ، @
(7/371)
قال وما ذاك ؟ قالوا النفاق النفاق ، قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شرك له , وأن محمدا عبده ورسوله ؟ قالوا بلى ، قال : ليس ذاك النفاق ، قال ثم عادوا الثالثة فقالوا : يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة ، قال وما ذاك ؟ قالوا : النفاق النفاق , قال ألستم تشهدون أن لا إله إلاَّ الله , وأن محمدًا رسول الله ؟ قالوا بلى ، قال ليس ذاك النفاق ، قالوا : إنا إذا كنا عندك كنا على حال ، وإذا خرجنا من عندك همتنا الدنيا وأهلونا قال : لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على حال التي تكونون عليه لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة.
رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.
7- باب اجتناب ما يحتقر من الأعمال
7101- وعن عُمَر بن ذر قال : سمعت أبي يقول : إن معاذاً قال للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إني أجد نفسي شئيا لأن أكون حممة أحب إلي من أتكلم به ، فقال أيس عدو الله أن يعبد آخر ما عليه ، ورضي بالمحقرات من أعمالكم.
رواه مُسَدَّد عن يحيى عنه به.
7102- وعن عبادة بن قرط , وكانت له صحبة , رضي الله عنه , قال : والله إنكم لتعملون أعمالاً هي أرق في أعينكم من الشعر ، كنا نعدها على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من الموبقات.
رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل.
7102/2- ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر ... ، فذكره وزاد : قال أيوب : فذكر ذلك عند محمد بن سيرين أو ذكرته أنا فقال : صدق ، ولا أري خر الإزار إلاَّ منه.
ورواه الحارث فذكره إلا أنه قال : عياض بن قرظ .@
(7/372)
7102/3- والحاكم وصححه إلاَّ أنه قال : فقلت لأبي قتادة : فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟ قال : هو إذا كذلك أقول.
وله شاهد من حديث ابن عُمَر وتقدم في الحج في باب خطبة النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وآخر من حديث ابن مسعود وتقدم في باب كتم الشهادة.
8- باب ما جاء في الكبر والعجب وغيرهما مما يذكر
7103- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من تعظم في نفسه ، واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان.
رواه مُسَدَّد وأحمد بن حنبل بسند صحيح ، والطبراني بسند الصحيح ، والحاكم وقا ل : صحيح على شرط مسلم.
7104- وعن مجاهد : أن رجلاً قدم على ابن عُمَر ، فقال : كيف أنتم ، وأَبُو أنيس الضحاك قال : نحن وهو إذا لقيناه قلنا له ما يحب ، وإذا ولينا عنه قلنا له غير ذلك قال ذاك ما كنا نعد ونحن مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من النفاق.
رواه مسدد.
7105- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال ؟ للمنافقين علامات يعرفون بها : تحيتهم لعنة ، وطعامهم نهبة ، وغنيمتهم غلول ، ولا يقربوا المساجد إلاَّ هجرًا ، ولا يأ