9 مصاحف

9 مصاحف الكتاب الاسلامي
حسبي الله ونعم الوكيل

حسبي الله ونعم الوكيل

 

Translate

الأحد، 4 يونيو 2023

ج13وج14. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري

ج13. إتحاف الخيرة المهرة

بزوائد المسانيد العشرة

المؤلف : أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

6860- وعن الحسن قال : لما أراد عبد الله بن سلام الإسلام دخل على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأسلم وقال أشهد أنك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أرسلك بالهدى ودين الحق وأن اليهود يجدونك عندهم في التوراة منعوتا , ثم قال له : أرسل إلى نفر من اليهود إلى فلان وفلان , فسماهم له , وأخبئني في بيت فسلهم عني وعن والدي فإنهم يخبرونك وإني سأخرج عليهم فأشهد أنك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أرسلك بالهدى ودين الحق لعلهم يسلمون ، ففعل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذلك فخبأه في بيته وأرسل إلى النفر الذين أمره بهم فدعاهم فقال لهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما عبد الله بن سلام عندكم وما كان والده ؟ فقالوا : سيدنا وابن سيدنا وعالمنا وابن عالمنا ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أرأيتم إن أسلم تسلمون ؟ قالوا : إنه لا يسلم. قال : أرأيتم إن أسلم ؟ قالوا : لا يسلم , قال : أرأيتم إن أسلم ؟ قالوا : لا يسلم أبدًا ، فدعاه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فخرج عليهم ثم قال : أشهد أنك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أرسلك بالهدى ودين الحق وإنهم ليعلمون منك مثل ما أعلم , قال : فقالت اليهود لعبد الله : ما كنا نخشاك يا عبد الله على هذا . قال : فخرجوا من عنده فأنزل الله ، عَزَّ وَجلَّ ، في ذلك : {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} .

رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة مرسلاً.

94- مناقب عبد الله بن عباس

فيه حديث ابن عباس وتقدم في كتاب العلم في أول باب الرحلة في طلب العلم.

6861- وعن عبد الله بن عباس , رضي الله عنهما , قال : دخلت مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فجعل أبي يكلمه وهو معرض عنه مقبل على رجل فلما خرج فقال لي , أبي : بني , أما رأيت ابن عمك كيف أكلمه فلا يجيبني ؟ قلت : يأبه أما رأيت الرجل الذي كان عنده يكلمه ؟ قال : لا , قال : وكان عنده أحد ؟ قال : نعم. قال : فرجع فقال : يا رسول الله أكان عندك أحد ؟ قال رأيته ؟ قال : أخبرني عبد الله بذلك , قال : فأقبل علي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقال أرأيته ؟ قلت : نعم , قال : ذاك جبريل، عليه السلام هو الذي شغلني عنك.

رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن منيع وعبد بن حميد وأحمد بن حنبل بسند صحيح.@

(7/284)

 

6862- وعنه عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : دعا لي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن يزيدنى علمًا وفهمًا .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند صحيح.

6863- وعنه قال : كنت في بيت ميمونة بنت الحارث فوضعت لرسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طهورًا فقال :من وضع هذا ؟ فقالت ميمونة ؟ عبد الله. قال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.

رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل بسند صحيح وهو في الصحيح

دون قوله : وعلمه التأويل.

6864- وعن طاووس قال : جالست سبعين أو خمسين شيخًا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فما أحد منهم خالف ابن عباس فيلتقيان إلاَّ قال : هو كما قلت. أو قال : صدقت .

رواه مُسَدَّد بسند صحيح.

6865- وعنه قال : ما رأيت الذي هو أعلم من ابن عباس ولا أورع من ابن عُمَر .

رواه أحمد بن منيع , ورواته ثقات.

6866- وعنه قال : ما رأيت أحدًا أشد تعظيمًا لحرمات الله من ابن عباس والله لو أن أشاء إذا ذكرته أن أبكي لبكيت.

رواه أحمد بن منيع بسند فيه راو لم يسم.@

(7/285)

 

95- منقبة عبد الله بن عمر بن الخطاب

تقدمت في مناقب عبد الله بن عباس.

96- منقبة عبد الله بن عمرو بن حزام والد جابر بن عبد الله .

تقدمت في الجنائز في باب وصية الرجل بنيه وفي الأطعمة في باب الشواء.

97- منقبة عبد الله بن عمرو بن العاص

تقدمت في منقبة والدة أم عبد الله.

98- مناقب عبد الله بن عون

6867- عن محمد بن فضاء قال : رأيت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في المنام فقال : زوروا ابن عون فإن الله يحبه وإنه يحب الله.

رواه الحارث بن أبي أسامة , ومحمد بن فضاء ضعيف.

قال ابن مهدي : ما كان بالعراق أعلم بالسنة من ابن عون. وقال هشام بن حسان : لم تر عيناي مثل ابن عون. وقال قرة : كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون. وقال الأوزاعي : إذا مات ابن عون وسفيان استوى الناس. توفي سنة 151 .

99- مناقب عبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

6868- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال :قعد أبو موسى في بيته واجتمع إليه ناس وأنشأ يقرأ عليهم القرآن , قال : فأتى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رجل فقال : يا رسول الله ألا أعجبك من أبي موسى ؟ قعد في بيته واجتمع إليه ناس وأنشأ يقرأ عليهم القرآن , قال : فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أتستطيع أن تقعدني من حيث لا يراني أحد منهم ؟ قال : نعم , قال : فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فأقعده الرجل حيث لا يراه منهم أحد فسمع قراءة أبي موسى فقال : إنه يقرأ على مزمار من مزامير آل داود.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ؛ لضعف يزيد الرقاشي.@

(7/286)

 

6869- وعن البراء ، رضي الله عنه ، قال : سمع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أبا موسى يقرأ فقال : كأن صوت هذا من مزامير آل داود.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند رواته ثقات وأصله في الصحيحين من حديث أبي موسى وعائشة ورواه مسلم في صحيحه من حديث بريدة.

100- منقبة عبد الله بن قيس الأنصاري

تقدمت في الأدب في باب الكبر والعجب.

101- مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

تقدم من مناقبه حديث حذيفة وعبد الله بن مسعود وشداد بن أوس في باب ما اشترك فيه أبو بكر وغيره من الفضل وحديث عبد الله بن مسعود في عشرة النساء في النكاح.

6870- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه : أنه كان يجتني سواكًا من أراك لرسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فكانت الريح تكفؤه وكان في ساقه دقة فضحك أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : ما يضحككم ؟ قالوا : لدقة ساقه ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لهما أثقل في الميزان من أحد.

رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ورواته ثقات.

6871- وعن شعبة عن معاوية بن قرة : أن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، ذهب يأتي النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بالسواك فجعلوا ينظرون إلى دقة ساقه ويعجبون من دقة ساقه فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لهما أثقل في الميزان من أحد.

رواه أبو داود الطيالسي مرسلاً ورواته ثقات.@

(7/287)

 

6871/2- والبزار ولفظه : عن شعبة , عن معاوية بن قرة , عن أبيه : أن عبد الله بن مسعود رقى شجرة يجتني منها سواكًا فوضع رجليه عليها فضحك أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من دقة ساقه فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لهما أثقل في الميزان من أحد.

6872- وعن القاسم قال : كان أول من أفشى القرآن من في رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بمكة عبد الله بن مسعود.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر عن المقرئ عن المسعودي عنه به.

6873- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : أمر النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه فضحكوا منهما فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما تضحكون ؟ لرِجْل عبد الله في الميزان أثقل من أحد .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى.

6874- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قرأت من في رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابتين في الكتَّاب.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بإسناد صحيح.

6874/2- وفي رواية له أخذت من في رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سبعين سورة لا ينازعني فيها أحد.

ورواه الطيالسي وتقدم لفظه في الجهاد في باب تعظيم الغلول.

6875- وعنه قال : جاء معاذ إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا رسول الله أقرئني ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا عبد الله أقرئه ، فأقرأته ما كان معي ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقرأه معاذ وصار معلمًا يعلم على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة , ورواته ثقات.@

(7/288)

 

6876- وعنه : أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أتاه بين أبي بكر وعمر , رضي الله عنهما , وعبد الله يصلي فافتتح سورة النساء فسلخها فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد , ثم قعد ثم سأل فجعل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول له : سل تعطي سل تعطى. وكان فيما سأله : اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد ونعيمًا لا ينفد ومرافقة نبيك محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في أعلى جنة الخلد ، فأتاه عُمَر ليبشره فوجد أبا بكر قد سبقه فقال : لئن فعلت لقد كنت سباقًا للخير.

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى بسند رواته ثقات.

6877- وعن عقبة بن عَمْرو ، رضي الله عنه ، قال : ما أرى رجلا أعلم بما أنزل على محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من عبد الله , يعني ابن مسعود , فقال أبو موسى : إن يقل ذلك فإنه قد كان يسمع حين لا نسمع ويدخل حين لا ندخل.

رواه أحمد بن منيع , ورواته ثقات.

6878- وعن أبي نوفل العريجي قال : لما حضر عَمْرو بن العاص جزع جزعًا شديدًا وجعل يبكى فقال له ابنه : لم تجزع وقد كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يستعملك ويدنيك ؟ فقال : قد كان يفعل ذلك ولا أدري أحبًّا ذلك لي أم تألفًا يتألفني ولكن أشهد على رجلين توفي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو يحبهما : ابن سمية , يعني عمارًا , وابن مسعود ، فلما جد به يعني النزع جمع يديه ووضعهما موضع الغل من عنقه فجعل يقول : اللهم أمرتنا فتركنا ونهيتنا فركبنا فلا يسعنا إلاَّ رحمتك ، فما زالت تلك هجيراه حتى قبض .

رواه أحمد بن منيع.@

(7/289)

 

6879- وعن عَمْرو بن الحارث الخزاعي قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من سره أن يقرأ القران غضًّا كما أنزل من السماء فليقرأ القرآن من ابن أم عبد.

رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل.

6880- وعن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان ابن مسعود يلبس رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نعليه ثم يأخذ العصا فيمشي بها بين يديه فإذا بلغ مجلسه خلع نعليه من رجليه فأدخلهما في ذراعيه وأعطاه العصا فإذا قام ألبسه نعليه ثم مشى أمامه حتى يدخل الحجرة قبله .

رواه الحارث ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر وتقدم لفظه في اللباس في باب لبس النعال.

6881- وعن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : كنت أستر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إذا اغتسل وأوقظه إذا نام وأمشي معه في الأرض الوحشاء.

رواه الحارث بن أبي أسامة.

6882- وعن عطاء قال : بينا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يخطب إذ قال : اجلسوا ، فسمع ابن مسعود ، رضي الله عنه ، فجلس بباب المسجد في جوف المسجد , أو الشمس , فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تعال يا عبد الله بن مسعود.

رواه الحارث.

6883- وعن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من سره أن يقرأ القرآن رطبًا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن مسعود.

رواه الحارث واللفظ له وأحمد بن حنبل.@

(7/290)

 

6883/2- وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند رواته ثقات ولفظه : جاء رجل إلى عُمَر ، رضي الله عنه ، وهو بعرفة فقال : يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت رجلاً يملي المصاحف عن ظهر قلب , قال : فغضب عُمَر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرحل فقال : ويحك من هو ؟ قال فقال : عَبد الله بن مسعود ، فما زال عُمَر يطفئ ويستر عنه الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها فقال : ويحك والله ما أعلمه بقي أحد من الناس هو أحق بذلك منه وسأحدثك عن ذلك : كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من أمر المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ثم خرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يمشي ونحن نمشي معه فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يستمع قراءته فلما كدنا نعرف الرجل قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من سره أن يقرأ القرآن رطبًا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد , قال : ثم جلس الرجل يدعو قال : فجعل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : سل تعطه ، فقال عُمَر : فقلت : والله لأغدون إليه فلأبشرنه , قال : فغدوت إليه فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره فلا والله ما سابقته إلى خير قط إلاَّ سبقني إليه.

ورواه ابن حبان فى صحيحه والنسائي في الكبرى ومسدد مختصرًا .

وتقدم لفظه في كتاب الإمارة في باب نظر الإمام في مصالح المسلمين.

6884- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل.@

(7/291)

 

6885- وعن الهيثم , يعني ابن حبيب , قال : قال عبد الله ، رضي الله عنه : ما كذبت منذ أسلمت إلاَّ كذبة كنت أرحل لرسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأتي برحال من الطائف فقال : أي راحلة أعجب إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقلت : الطائفية المنكبة. قال : وكان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يكرهها قال فلما رحلها فأتى بها قال : من رحل لنا هذه ؟ قالوا : رحل لك الذي أتيت به من الطائف. قال : ردو الراحلة إلى ابن مسعود.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

102- منقبة عبد الرحمن بن أبزي

تقدمت في باب الإمارة في باب تقديم الأقرأ.

103- منقبة عبيد الله بن عباس رضي الله عنهما

تأتي في منقبة قثم بن عباس.

104- منقبة عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه

6886- عن عثمان بن أبي العاص قال : كنت أنسى القرآن فقلت : يا رسول الله إني أنسى القرآن ، فضرب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في صدري ثم قال : اخرج يا شيطان من صدر عثمان ، فما نسيت شيئًا بعد أريد حفظه.

رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.

105- منقبة عبد القيس

6887- عن أبي هريرة , رضي الله عنه , قال : خير أهل المشرق عبد القيس.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي , ورواته ثقات.@

(7/292)

 

106- منقبة عروة بن مسعود رضي الله عنه

تقدمت في غزوة الحديبية.

107- منقبة عقيل بن أبي طالب

6888- عن محمد بن عقيل قال : قال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لعقيل : يا أبا يزيد إني لأحبك حبين : حب للقرابة وحب لحب أبي طالب إياك.

رواه إسحاق : حَدَّثَنَا أحمد بن أيوب , عن أبي حمزة , عن جابر الجعفي عنه به .

هذا إسناد ضعيف ؛ لضعف الجعفي.

108- منقبة عكاشة بن محصن

ستأتي في فضل أهل يثرب ، وفي آخر هذا الكتاب في باب من يدخل الجنة بغير حساب.

109- مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه

تقدم حديث حذيفة وغيره في باب ما اشترك أبو بكر وغيره فيه من الفضل وحديث عمرو بن العاص وتقدم في مناقب عبد الله بن مسسعود وحديث محمد بن علي عن أبيه عن جده وتقدم في مناقب علي بن أبي طالب وستأتي جملة أحاديث من مناقبه في كتاب الفتن في باب ما كان في زمن علي بن أبي طالب.

6889- وعن الأشتر قال : كان بين عمار وخالد بن الوليد كلام فشكا عمار إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا خالد إنه من يعاد عمارًا يعاديه الله ومن يبغضه يبغضه الله ، عَزَّ وَجلَّ ، ومن يسب عمارًا يسبه الله.

رواه أبو داود الطيالسي.

6889/2- وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : قال خالد بن الوليد : بعثني رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في سرية فأصبنا أهل بيت كانوا وحدوا فقال عمار : قد احتجز هؤلاء منا @

(7/293)

 

بتوحيدهم ، فلم ألتفت إلى قول عمار ، فقال : أما لأخبرن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فلما قدمنا عليه شكاني إليه فلما رأى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لا ينصره مني قام وعيناه تدمعان فرده وقال : يا خالد لا تسب عمارًا فإنه من يسب عمارًا يسبه الله ومن يسفه عمارًا يسفهه الله ومن ينتقص عمارًا ينتقصه الله ، فقال خالد : أستغفر الله يا رسول الله فوالله ما يمنعني أن أجيبه إلاَّ تسفيهي إياه , قال خالد فما من ذنوبي شيئا أخوف عندي من تسفيهي عمارًا.

6889/3 ورواه أبو يَعْلَى ولفظه : عن الأشتر قال : ابتدأنا خالد بن الوليد من غير أن نسأله قال : ما عملت عملا أخوف عندي أن يدخلني النار من شأن عمار. قال : قلنا : يا أبا سليمان وما هو ؟ قال : بعثني رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في أناس من أصحابه إلى حي من العرب فأصبتهم ومنهم أهل بيت مسلمين فكلمني عمار في أناس من أصحابه فلم أرسلهم فقلت : لا حتى آتي بهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فإن شاء أرسلهم وإن شاء صنع بهم ما أراد ، فدخلت على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم واستأذن عمار فدخل فقال : يا رسول الله ألم تر إلى خالد فعل وفعل ... ، فذكره.

ورواه النسائي في الكبرى.

6890- وعن أم سلمة , رضي الله عنها , قالت : لما كان يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن قد اغبر شعر صدره قالت : فو الله ما نسيت وهو يقول :

اللهم إن الخير خير الآخرة ... فاغفر للأنصاروالمهاجرة

قال : وجاء عمار فقال : ويحك , أو ويحه , ابن سمية تقتله الفئة الباغية.

رواه مُسَدَّد بسند فيه راوٍ لم يسم وفي الصحيح منه : تقتل عمارًاالفئة الباغية قط وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وصححه.

6891- وعن الحسن قال : قال عمار بن ياسر ، رضي الله عنه : قاتلت مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّمالجن والإنس. قيل : وكيف قاتلت الجن ؟ قال : نزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي فقال : إنه سيأتيك على الماء آت يمنعك ، فلما كنت على البئر أتاني رجل أسود كأنه مرس فقال : إنك لا تستقي اليوم منها ذنوبًا ، فأخذني فأخذته فصرعته ثم أخذت حجرًا فكسرت أنفه ووجهه ثم ملأت قربتىِ فأتيت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : هل أتاك على الماء أحد ؟ فقلت : رجل أسود ، فأخبرته بالذي صنعت فقال : ذلك الشيطان.

رواه إسحاق بن راهويه بسند رواته ثقات إلاَّ أنه منقطع.@

(7/294)

 

6892- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ابن سمية ما خير بين أمرين إلاَّ اختار أرشدهما.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند رواته ثقات وفيه انقطاع.

6893- وعن أبي البختري قال : لما كان يوم صفين واشتد الحر قال عمار : ائتوني بشراب أشربه. ثم قال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن. ثم تقدم فقتل.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.

6893/2- ورواه أبو يَعْلَى ولفظه : عن ميسرة وأبي البختري : أن عمار بن ياسر يوم صفين جعل يقاتل فلا يقتل فيجيء إلى علي فيقول : يا أمير المؤمنين أليس هذا يوم كذا وكذا هو ؟ فيقول : أذهب عنك ، فقال ذلك مرارًا ثم أتي بلبن فشربه فقال عمار : إن هذه لآخر شربة أشربها من الدنيا. ثم تقدم فقاتل حتى قتل.

6893/3- وفي رواية له إن عمارا أتي بشربة من لبن فضحك فقيل له : ما يضحكك ؟! قال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن آخر شراب تشربه لبن حين تموت.

6893/4- وفي رواية له اشتكى عمار بن ياسر شكوى ثقل منها فغشي عليه فأفاق ونحن نبكي حوله فقال : ما يبكيكم ؟ أتحسبون أني أموت على فراشي أخبرني حبيبي أنه تقتلني الفئة الباغية وأن آخر زادي مذقة من لبن.@

(7/295)

 

6894- وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : مَا زَالَ جَدِّي كَافًّا سِلاَحَهُ يَوْمَ صِفِّيَن ، حَتَّى قيل : قُتِلَ عَمَّارٌ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.

6895- وعن عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، قال : لقيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بالبطحاء فأخذ بيدي فانطلقت معه فمر بعمار وبأم عمار يعذبان فقال صبرًا فإن مصيركم إلى الجنة.

رواه الحارث بن أبي أسامة بسند منقطع.

6896- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يبني المسجد فإذا نقل الناس حجرًا نقل عمار حجرين فإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

6897- وعن أبنة هشام بن الوليد بن المغيرة أوكارا تمرض عمارًا قالت : جاء معاوية إلى عمار يعوده فلما خرج من عنده قال : اللهم لا تجعل منيته بأيدينا فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : تقتل عمارًا الفئة الباغية.

رواه أبو يَعْلَى بسند فيه راو لم يسم.

6898- وعن حبة قال : قال ابن مسعود لحذيفة ، رَضِي الله عَنهُما : إن الفتنة قد وقعت فحدثني ما سمعت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول قال : لولم يأتكم اليقين كتاب الله سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول لابن سمية : ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@

(7/296)

 

6899- وعن زيد بن وهب قال : كان عمار بن ياسر ولع بقريش وولعت به فغدوا عليه فضربوه فخرج عثمان مغضبًا فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ما لي ولقريش فعل الله بقريش وفعل عدوا على رجل فضربوه سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

6900- وعن أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حزم عن أبيه قال : دخل عَمْرو بن حزم على عَمْرو بن العاص فقال : قتل عمار وقد قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تقتل عمارًا الفئة الباغية ، فدخل عَمْرو على معاوية فقال : قتل عمار. قال معاوية : قتل عمار فماذا ؟ قال سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : تقتله الفئة الباغية , قال : دحضت في بولك أو نحن قتلناه ؟! فإنما قتله علي وأصحابه.

رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات.

110- منقبة عمر بن عبد العزيز

6901- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال ما رأيت أحدًا أشبه صلاة بصلاة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من عُمَر بن عبد العزيز.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة , ورواته ثقات.@

(7/297)

 

111- مناقب عمرو بن أخطب رضي الله عنه

6902- عن عَمْرو بن أخطب ، رضي الله عنه ، قال : رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ونظرت إلى الخاتم الذي بين كتفيه ومسحته بيدي.

رواه أبو يَعْلَى.

6902/2- وأحمد بن حنبل ولفظه قال عَمْرو بن أخطب : استسقى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ماء فأتيته بقدح فيه ماء فكانت فيه شعرة فأخذتها فقال : اللهم جمله. قال : فرأيته وهو ابن اربع وتسعين ليس فيه شعرة بيضاء.

6902/3- وابن حبان فى صحيحه ولفظه : استسقى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأتيته بإناء فيه ماء وفيه شعرة فرفعها فناولته فنظر إلي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : اللهم جمله. قال : فرأيته وهو ابن ثلاث وتسعين وما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء.

112- منقبة عمرو بن أمية الضمري

تأتي في مناقب عمرو بن العاص.

113- مناقب عمرو بن حريث المخزومي رضي الله عنه

قال ابن حبان : في الصحابة ولد يوم بدر.

6903- وعن عَمْرو بن حريث رضي الله عنه قال : ذهبت بي أمي وأبي إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فمسح برأسي ودعا لي بالرزق.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ , وتقدم بقية مناقبه في كتاب البيع في باب تجارة الغلام.

114- منقبة عمرو بن الحمق الخزاعي

تقدمت في الأشربة في باب شرب اللبن.@

(7/298)

 

115- مناقب عمرو بن العاص رضي الله عنه

6904- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ابنا العاص مؤمنان : عَمْرو بن العاص وهشام بن العاص.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة والنسائي في الكبرى ورواته ثقات.

6905- وعن عَمْرو بن العاص ، رضي الله عنه ، قال : لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالاً من قريش كانوا يرون رأي ويسمعون مني فقلت لهم : والله إني لأرى رأي محمد , صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , يعلو الأمور علوًّا منكرًا وإني قد رأيت رأيًا فما ترون فيه ؟ قالوا : وما الذي رأيت ؟ قلت : رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون معه فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فإما أن نكون تحت يده أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلم يأتنا منهم إلاَّ خير , قالوا : ان هذا الرأي. قلت : فاجمعوا له ما يهدى له , وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم , فجمعنا له أدمًا كثيرًا ثم خرجنا نمشي حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاء عَمْرو بن أمية الضمري وقد كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه قال : فدخل عليه ثم خرج من عنده. قال : فقلت لأصحابي : هذا عَمْرو بن أمية فلو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع ، فقال : مرحبًا بصديقي أهديت إليّ من بلادك شيئًا ؟ قلت ؟ نعم أهديت لك أدمًا كثيرًا ثم قربته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت : أيها الملك قد رأيت رجلاً خرج من عندك وهو رسول عدونا فأعطنيه لأقتله فإنه أصاب من أشرافنا وعزتنا , قال : فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسرها فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها خوفًا منه ثم قلت له : أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه , قال : سألتني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى فتقتله ! قال : قلت ؟ أيها الملك أكذاك هو ؟ قال : ويحك يا عَمْرو أطعني واتبعه فإنه والله على الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على @

(7/299)

 

فرعون وجنوده , قال : قلت : أتبايعني له على الإسلام ؟ قال نعم ، فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت على أصحابي وقد حال رأي عن ما كان عليه فكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عائدًا لرسول الله , صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , بإسلامي فلقيت خالد بن الوليد , وذلك قبل الفتح , وهو مقبل من مكة فقلت : أين يا أبا سليمان ؟ قال : والله استقام الميسم وإن الرجل لنبي اذهب والله أسلم حتى متى ؟ قال : قلت : فأنا والله ما جئت إلاَّ للإسلام ، فقدمنا على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وتابع وبايع ثم دنوت فقلت : يا رسول الله إني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر قال : فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا عَمْرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها. قال : فبايعته ثم انصرفت. قال ابن إسحاق : فحدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان أسلم حين أسلما.

رواه الحارث بن أبي أسامة , واللفظ له وأحمد بن حنبل.

هكذا وقع في المسندين أن إسلام عَمْرو بن العاص كان على يدي النجاشي ووقع في مسند أبي يَعْلَى المَوْصِلِيّ من حديث عَمْرو بن العاص إسلامه كان على يدي جعفر بن أبي طالب وتقدم بتمامه في كتاب الهجرة.

116- منقبة عمرو بن أم مكتوم

6906- عن أنس بن مالك قال : رأيت ابن أم مكتوم يوم القادسية وعليه درع وبيده راية.

رواه الحارث : حَدَّثَنَا يونس بن محمد , حَدَّثَنَا سنان , عن قتادة , عنه به.

117- منقبة عويمر أبي الدرداء

تقدمت من حديث شداد في باب ما اشترك فيه أبو بكر وغير من الفضل وتأتي في مناقب أبي ذر.@

(7/300)

 

118- منقبة فيروز الديلمي

6907- عن عبد الله بن فيروز , عن أبيه ، رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله نحن ممن قد علمت جئنا من حيث علمت ونحن بين ظهراني من قد علمت فمن ولينا ؟ قال : الله ورسوله.

رواه أحمد بن منيع.

6907/2- وأبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وزاد في آخره وقال : حسبنا.

119- مناقب قتادة بن ملحان القيسي رضي الله عنه

6908- عن أبي العلاء حيان بن عُمَير قال : كنت عند قتادة بن ملحان , رضي الله عنه , حين حضر فمر رجل في أقصى الدار فأبصرته في وجه قتادة وكان إذا رأيته كأن على وجه الدهان وكان رسول الله يمسح وجهه.

رواه أحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى بسند رواته ثقات.

120- مناقب قثم بن عبد المطلب الهاشمي رضي الله عنه

6909- عن معمر أخبرني , عثمان الخدري : أن العباس أخذ ابنًا له كان يشبه برسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقال له : قثم , واستلقى فوضعه على صدره وهو يقول :

حبي قثم شبيه ... ذي الأنف الأشم

نبي ذي النعم ... برغم من رغم

6909/2- رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة , عن عبد الرزاق , عنه به.@

(7/301)

 

6910- وعن خالد بن سارة أن عبد الله بن جعفر قال : لو رأيتني وقثمًا وعبيد الله ابني عباس ، رضي الله عنه ، ونحن صبيان نلعب إذ مر النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على دابة فقال : ارفعوا هذا إلي ، فحملني أمامه وقال لقثم : ارفعوا هذا إلي ، فجعله وراءه وقال : عبيد الله أحب إلى العباس من قثم ، فما استحيا من عمه أن حمل قثمًا وتركه. قال : ثم مسح رأسي ثلاثًا كلما مسح قال : اللهم اخلف جعفرًا في ولده , قال : فقلت لعبد الله ؟ ما فعل قثم ؟ قال : استشهد , قلت : الله ورسوله أعلم بالخير. قال : أجل.

رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل.

121- مناقب قرة بن إياس بن هلال المزني رضي الله عنه

6911- عن معاوية بن قرة , عن أبيه ، رضي الله عنه ، قال : أتيت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقلت له : أرني الخاتم ، فأدخلت يدي في جيب قميصه حتى وضعت يدي عليه ومسح رأسي واستغفر لي.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل والنسائي في الكبرى بسند رواته ثقات.

122- مناقب معاذ بن جبل

تقدمت في كتاب التفليس ، وفي الوصية في باب وصية النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لمعاذ , وستأتي في كتاب المفاخره بين الأوس والخزرج وفي مناقب أبي بكر.

123- مناقب قيس بن عاصم

تقدمت في الوصايا في وصيته قيس بن عاصم.

124- منقبة قيس بن مالك الأرحبي

تقدمت في الزكاة في باب الإمام يعطي الصدقة.@

(7/302)

 

125- مناقب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

تقدم بعضها في أوائل كتاب الإمارة وبعضها من حديث شداد في باب ما اشترك أبو بكر وغيره فيه من الفضل وبعضها من حد يث العرباض في باب تسمية السحور غداء.

6912- وعن عبد الملك بن عُمَير قال : قال معاوية ، رضي الله عنه : مازلت أطمع في الخلافة منذ قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما قال : يا معاوية إن ملكت فأحسن.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ؛ لضعف إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر.

126- مناقب معاوية بن معاوية الليثي

تقدمت في فضل قل هو الله أحد.

127- منقبة المغيرة بن شعبة

تقدمت في الإمام في باب الدخول على الإمام.

128- منقبة المقداد بن الأسود

تقدمت في باب غزوة بدر ، وفي مناقب علي بن أبي طالب.

129- منقبة المقعد

تقدمت في الجنائز.

130- مناقب المنذر أشج عبد القيس رضي الله عنه

6913- عن هود العصري , عَن جَدِّهِ قال : بينما رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يحدث أصحابه إذ قال : يطلع عليكم من هذا الفج ركب من خير أهل المشرق ، فقام عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فتوجه في ذلك الوجه فلقي ثلاثة عشر راكبًا فرحب وقرب وقال : من القوم ؟ قالوا : قوم من عبد القيس , قال : فما أقدمكم هذه البلاد ؟ التجارة ؟ قالوا : لا , قال : فتبيعون سيوفكم هذه ؟ قالوا : لا , قال : فلعلكم إنما قدمتم في طلب هذا الرجل ؟ قالوا : أجل ، فمشى معهم يحدثهم حتى نظر إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال لهم : هذا صاحبكم الذي تطلبون ، فرمى القوم بأنفسهم عن رحالهم فمنهم من سعى سعيًا ومنهم من هرول هرولة ومنهم @

(7/303)

 

من مشى حتى أتوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأخذوا بيده يقبلونها وقعدوا إليه وبقي الأشج وهو أصغر القوم فأناخ الإبل وعقلها وجمع متاع القوم ثم أقبل يمشي على تؤدة حتى أتى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأخذ بيده فقبلها فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فيك خصلتان يحبهما لله ورسوله , قال : وما هما يا نبي الله ؟ قال : الأناة والتؤدة , قال : أجبلا جبلت عليه أو تخلقًا مني ؟ قال : بل جبلا ، فقال : الحمد لله الذي جبلني على ما يحب الله ورسوله , وأقبل القوم قبل تمرات يأكلونها فجعل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يسمي لهم : هذا كذا وهذا كذا , قالوا : أجل يا رسول الله ما نحن بأعلم بأسمائها منك. قال : أجل ، فقالوا لرجل منهم : أطعمنا من بقية الذي بقي في نوطك ، فقام فأتاه بالبرني فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هذا البرني أم إنه من خير تمراتكم إنما هودواء لاداء فيه.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

6913/2- وفي رواية له عن الأشج العصري : أنه أتى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في رفقة من عبد القيس ليزوروه فأقبلوا فلما قدموا رفع لهم النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأناخوا ركابهم وابتدر القوم ولم يلبسوا إلاَّ ثياب سفرهم وأقام العصري فعقل ركاب أصحابه وبعيره ثم أخرج ثيابه من عيبته وذلك بعين رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم أقبل إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن فيك لخلقين يحبهما الله ، عَزَّ وَجلَّ ، ورسوله. قال : ما هما يا رسول الله ؟ قال : الأناة والحلم. قال : شيء جبلت عليه أو شيء أتخلقه ؟ قال بل جبلت عليه , قال : الحمد لله , قال معشر عبد القيس ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت ؟ قالوا : يا نبي الله نحن بأرض وخمة وكنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان في بطوننا فلما نهينا عن الظروف فذلك الذي ترى في وجوهنا ، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الظروف لا تحل ولا تحرم ولكن كل مسكر حرام وليس أن تجلسوا فتشربوا حتى إذا ثملت العروق تفاخرتم فوثب الرجل على ابن عمه فضربه بالسيف فتركه أعرج , قال : وهو يومئذ في القوم الأعرج الذي أصابه.

رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي يَعْلَى وتقدم في الأشربة.

6914- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : خير أهل المشرق عبد القيس.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@

(7/304)

 

131- منقبة هشام بن العاص

تقدمت في مناقب عمرو بن العاص.

132- مناقب ورقة بن نوفل رضي الله عنه

6915- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سئل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن أبي طالب هل تنفعه نبوتك ؟ قال : نعم أخرجته من غمرات جهنم إلى ضحضاح منها. وسئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن , قال : أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب , وسئل عن ورقة بن نوفل فقال : أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس , وسئل عن زيد بن عَمْرو بن نفيل فقال : يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى , عليه السلام.

رواه أبو يَعْلَى والبزار ومدار إسناديهما على مجالد , وهو ضعيف.

6916- لكن له شاهد صحيح في مسند البَزَّار من حديت عائشة قالت : قال رسوله الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين.

133- مناقب وهبان بن صيفي رضي الله عنه

6917- عن وهبان بن صيفي : أن عليًّا ، رضي الله عنه ، أرسل إليه : مايمنعك أن تخرج معي ؟ فقال : إن خليلي وابن عمك أخبرني أنه سيكون اختلاف وفرقة وأمرني أن أقعد- أو أجلس- في بيتي. قال : ونهانا أن نكفنه في قميص كان عنده , قال : فكفناه فيه فأصبحنا والله وهو على المشجب.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.@

(7/305)

 

باب الكنى

134- أبو أمامة الباهلي

اسمه صدي بن عجلان , تقدمت منقبته في آواخر كتاب السير في باب ذكر البعوث.

135- مناقب أبي أيوب الأنصاري

واسمه : خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الخزرجي

شهد بدراً والمشاهد كاها مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

6918- وعن عمارة بن غزية قال : دخل أبو أيوب على معاوية ومعه رجلين من قريش فأمر لهما بجائزة وفضل القرشيين على أبي أيوب فلما خرجت جوائزهم قال أبو أيوب : ماهذا ؟ قالوا : أخواك القرشيان فضلهما في جوائزهما ، فقال : صدق رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : يا معشر الأنصار إنكم ستلقون بعدي أثرة فعليكم بالصبر فبلغت معاوية فقال : صدق رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنا أول من صدقه ، فقال أبو أيوب : أجراءة على الله وعلى رسوله لأكلمه أبدًا ولا يئويني وإياه سقفه بيت. ثم رجع من فوره إلى الصائفة فمرض فأتاه يزيد بن معاوية يعوده وهو على الجيش فقال له : هل من حاجة ؟ أو توصيني بشيء ؟ فقال : ما ازددت عنك وعن أبيك إلاَّ غنى إلاَّ أنك إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو من غير أن تشق على المسلمين ، فلما قبض كان يزيد كأنه على وجل حتى فرغ من غسله فناداه أهل القسطنطينية : إنا قد علمنا أنكم إنما صنعتم هذا لقس كان فيكم أراد أن يكون تجاهنا حيًّا وميتًا فلو قد قفلتم نبشناه ثم حرقناه ثم ذريناه في الريح ، فقال يزيد : والذي نفسي بيده لئن فعلتم لا أمر بكنيسة فيما بيني وبين الشام إلاَّ حرقتها , قالوا : فإنا تاركوه قال : ما شئتم.

رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل بسند فيه راوٍ لم يسم.@

(7/306)

 

136- منقبة أبي جمعة واسمه : جنيد ، وقيل : حبيب رضي الله عنه

6919- عن عبد الله بن عوف قال : سمعت أبا جمعة جنبذ بن سباع يقول : قاتلت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أول النهار كافرًا وقاتلت معه آخر النهار مسلمًا وكنا ثلاث رجال وسبع نسوة وفينا أنزلت : {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات}.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

137- مناقب أبي الدحداح رضي الله عنه

6920- عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : لما نزلت : {من ذالذي يقرض الله قرضًا حسنًا} قال أبو الدحداح : يا رسول الله ان الله يريد منا القرض ؟ قال : نعم يا أبا الدحداح , قال : أرنا يدك. قال : فناوله يده , قال : قد أقرضت ربي حائطي , وحائطه فيه ستمائة نخلة , فجاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه وعيالها فنادى : يا أم الدحداح. قالت : لبيك. قال : اخرجي فقد أقرضته ربي.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف , وسيأتي حديث أنس في كتاب الجنة.

138- منقبة أبي الدرداء اسمه : عويمر

يأتي في مناقب أبي ذر.@

(7/307)

 

139- مناقب أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

فيها حديث علي بن أبي طالب , وتقدم في باب ما اشترك أبو بكر وغيره فيه من الفضل.

6921- وعن القرظي قال : خرج أبو ذر ، رضي الله عنه ، إلى الربذة فأصابه قدره فأوصاهم : أن غسلوني وكفنوني ثم ضعوني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولوا : هذا أبوذر صاحب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأعينونا على غسله ودفنه ، ففعلوا فأقبل عبد الله ابن مسعود في ركب من العراق وقد وضعت الجنازة على قارعة الطريق فقام إليه غلام فقال : هذا أبو ذر صاحب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فبكى عبد الله بن مسعود وقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك.

رواه إسحاق بن راهويه , والقرظي ما عرفته فإن كان هو محمد بن كعب فالحديث منقطع.

6921/2- ورواه الحارث مرسلاً : ولفظه عن أبي المثنى المليكي : أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان إذا خرج إلى أصحابه قال : عويمر حكيم أمتي وجندب طريد أمتي يعيش وحده ويموت وحده والله وحده يكفيه.

6921/3- وأحمد بن حنبل ولفظه : عن مجاهد عن إبراهيم , يعني ابن الأشتر : أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته قال : ما يبكيك ؟ قالت : أبكي أنه لا بد لي بنفسك وليس عندي ثوب يسع لك كفنًا , قال : لا تبكي فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين , قال : فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ماأقول فإنى والله ما كذبت ولا كذبت. قالت : وأنى ذلك وقد انقطع الحاج ؟ قال : راقبي الطريق , قال : فبينا هي كذلك إذا هي بقوم تجر بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك ؟ قالت : @

(7/308)

 

امرؤ من المسلمين تكفنوه وتؤجروا فيه. قالوا : ومن هو ؟ قالت : أبو ذر ، ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم فى نحورها يبتدرونه فقال : أبشروا فأنتم النفر الذين قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فيكم ما قال ثم أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن ثوبًا من ثيابي يسعني لم أكفن إلاَّ فيه فأنشدكم الله لا يكفني رجل منكم كان عريفًا أو أميرً أو بريدًا ، فكل القوم قد نال من ذلك شيئًا إلاَّ فتىً من الأنصار كان مع القوم. قال : أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأخذ ثوبي هذين اللذين علي. قال : أنت صاحبي فكفني.

6922- وعن سلمة بن نباتة قال : خرجنا عُمَّارًا فعمدنا إلى منزل أبي ذر فإذا هو قد أقبل يحمل عظم جزور , أو يحمل معه , فأتى منزله ثم أتانا فسلم علينا ... ، فذكر الحديث فقال لهم : في كل كذا وكذا جزورًا ينحرونها فيأكلونها ولي في كل جزور عظم ، فقال رجل : يا أبا ذر ما مالك ؟ فقال : لي قطيع من إبل وصرمة من غنم في إحداهما ابني وفي الأخرى غلام أسود اشتريته فهو عتيق يخدمني إلى الحول ثم هو عتيق , قال فقال رجل : يا أبا ذر والله ما من الناس عندنا أحد أكثر أموالا من أصحابك ، فقال : والله ما لهم في مال من الحق إلاَّ ولي مثله , قال : فجعلنا نستفتيه فقال رجل : يا أبا ذر عندنا رجل يصوم الدهر إلاَّ الفطر والأضحى. قال : لم يصم ولم يفطر. قال : إنه وإنه , قال : فأعادها ... الحديث.

رواه إسحاق بن راهويه.

6923- وعن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من ذي لهجة من أبي ذر.@

(7/309)

 

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع وعبد بن حميد وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ومدار أسانيدهم على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث أبي ذر رواه الترمذي.

6924- وعن عراك بن مالك قال : قال أبو ذر ، رضي الله عنه ، إني لأقربكم مجلسًا من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوم القيامة وذلك أني سمعته يقول : إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته عليها. وإنه والله ما منكم من أحد إلاَّ وقد تشبث منها بشيء غيري.

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل بلفظ واحد ورواتهما ثقات.

6924/2- ورواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ولفظه : عن عبد الله بن عباس قال : استأذن أبو ذر على عثمان وأنا عنده. قال : فتغافلوا عنه ساعة فقلت : يا أمير المؤمنين هذ ا أبو ذر على الباب يستأذن , قال : ائذن له إن شئت إنه يؤذينا ويبرح بنا , قال : فأذنت فجلس على سرير من مول من هذه النمرية فرجف به السرير وكان عظيمًا طويلاً فقال عثمان : أما إنك الزاعم أنك خير من أبي بكر وعمر قال : ما قلت. قال عثمان : إني أنزع عليك بالبينة. قال : والله ما أدري ما بينتك وما تأتي به وقد علمت ما قلت. قال : فكيف قلت إذًا ؟ قال : قلت : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحقني على العهد الذي عاهدته عليه. وكلكم قد أصاب من الدنيا وأنا على ما عاهدني عليه وعلى الله تمام النعمة. وسأله عن أشياء فأخبره بالذي يعلمه وبالذي بلغه فأمره أن يرتحل إلى الشام فلحق بمعاوية فكان يحدث بالشام فاستهوى قلوب الرجال كأن معاوية ينكر بعض شأن رعيته وكان يقول ؟ لا يبيتن عند أحدكم دينار @

(7/310)

 

ولا درهم ولا شيء من فضة إلاَّ شيء ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم. وأن معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل فأنفقها فلما صلى معاوية الصبح دعا رسوله الذي أرسله إليه فقال : اذهب إلى أبي ذر فقل : أنقذ جسدي من عذاب معاوية أنقذك الله من عذاب النار فإني أخطأت لك. قال : بني قل له : يقول لك أبو ذر : والله ما أصبح عندنا منه دينار ولكن أنظرنا ثلاثًا حتى نجمع لك دنانيرك ، فلما رأى معاوية أن قوله يصدق فعله كتب إلى عثمان : أما بعد : إن كان لك بالشام حاجة أو بأهله فابعث إلى أبي ذر فإنه قد أوعل صدقة الناس ، فكتب إليه عثمان : أقدم علي ، فقدم عليه بالمدينة.

6925- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ما أظللت الخضراء ولاقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ومن سره أن ينظر إلى عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر.

رواه أحمد بن منيع ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف لجهالة أبي أمية بن يَعْلَى.

6926- وعن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : كنت رابع أربعة في الإسلام أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع فأتيت نبي الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقلت : السلام عليك يا رسول الله أشهد ان لاإله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قال : فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : من أنت ؟ قلت : أنا جندب رجل من بني غفار فرأيتها في وجه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حين ارتدع. وقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يا أبا ذر أريت أني وزنت بأربعين أنت فيهم فوزنتهم ، فقالت له امرأته : كأنك قد هم بك . قال : اسكتي ملأ الله فاك ترابًا.

رواه الحارث بن أبي أسامة .@

(7/311)

 

140- منقبة أبي رزين العقيلي

تقدمت في كتاب الإيمان في باب من علم أن الله مجازية.

141- منقبة أبي سلمة

تقدمت في الجنائز في باب ما يقال عند الميت.

142- مناقب أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه

6927- عن جابر بن عبد الله , أو أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل.

رواه الحارث بسند ضعيف لضعف عبد الله بن محمد بن عقيل.

6927/2- ورواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل من حديث أنس فقط بلفظ : صوت أبي طلحة في الجيش خيرمن فئة.

6927/3- ورواه الحارث ، وأَبُو يَعْلَى أيضا وعنه ابن حبان في صحيحه ولفظه عن أنس : أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية : {انفروا خفافًا وثقالاً} فقال : ألا أرى ربي يستنفرني شابًّا وشيخًا جهزوني ، فقال له بنوه : قد غزوت مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حتى قبض وغزوت مع أبي بكر حتى مات وغزوت مع عُمَر فنحن نغزو عنك. قال : جهزوني ، فجهزوه فركب البحر حتى مات فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلاَّ بعد سبعة أيام فلم يتغير.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر وتقدم لفظه في سورة براءة.@

(7/312)

 

143- مناقب أبي عامر رضي الله عنه.

6928- عن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهم اجعل عبيدا أبا عامر يوم القيامة فوق أكثر الناس أو فوق كثير من الناس.

قال أبو وائل : فقتل أبو عامر يوم أوطاس وقتل أبو موسى قاتل أبي عامر وأنا أرجو أن لا يجمع الله بين أبي موسى وبين قاتل أبي عامر في نار جهنم.

رواه مُسَدَّد , ورواته ثقات.

144- مناقب أبي هريرة رضي الله عنه

6929- عَنْ أَبِي أَنَسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأصبحي جد مالك بن أنس ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا نَدْرِي هَذَا الْيَمَانِي أَعْلَمُ بِرَسُولِ اللهِ مِنْكُمْ ، أَمْ هُوَ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا لَمْ يَقُلْ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا لَمْ نَسْمَعْ ، وَعَلِمَ مَا لَمْ نَعْلَمْ ، إِنَّا كُنَّا أَقْوَامًا أَغْنِيَاءَ لَنَا بُيُوتَاتٌ وَأَهْلُونَ ، وَكُنَّا نَأْتِي نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَرَفَيِ النَّهَارِ ثُمَّ نَرْجِعُ ، وَكَانَ مِسْكِينًا لاَ مَالَ لَهُ ، وَلاَ أَهْلٌ ، إِنَّمَا كَانَتْ يَدُهُ مَعَ يَدِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُمَا دَارَ ، فَمَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ عَلِمَ مَا لَمْ نَعْلَمْ وَسَمِعَ مَا لَمْ نَسْمَعْ ، وَلَمْ نَجِدْ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا لَمْ يَقُلْ يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق.@

(7/313)

 

145- فضل قريش وما جاء في رأيها ومن أهان قريشاَ وغير ذلك

فيه حديث الأحنف بن قيس وتقدم في الجنائز في باب التعزية وحديث عبد الرحمن بن عوف وسيأتي في فضل أسلم وغفار.

6930- وعن معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة ، رضي الله عنه ، قال قدمت على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فسمعته يقول : انظروا قريشًا فاسمعوا لهم ودعوا فعلهم.

رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف ؛ لضعف مجالد بن سعيد.

6931- وعن أبي الأحوص عن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله : لا تسبوا قريشًا فإن عالمها يملأ الأرض علمًا اللهم إنك أذقت أولها عذابًا , أو وبالا , فأذق آخرها نوالا.

رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لضعف نضر بن معبد.

لكن له شاهد من حديث ابن عباس رواه الترمذي وصححه وتقدم في الحج في فضل مكة.

6932- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اطلبوا القوة والأمانة في الأئمة من قريش فإن قوي قريش له فضلان على قوي من سواهم وإن أمير قريش له فضلان على أمير من سواهم.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.@

(7/314)

 

6933- وعن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : الناس تبع لقريش خيارهم تبع لخيارهم وشرارهم تبع لشرارهم.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ؛ لضعف ابن جدعان.

ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده من حديث علي بن أبي طالب والطبراني من حديث سهل بن سعد.

6934- وعن عَمْرو بن عوف ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أدخلوا علي الناس ولا تدخلوا إلاَّ قريشًا ، فدخلوا يتساءلون حتى امتلأ البيت فقال : هل فيكم أحد ليس منكم ؟ فقالوا : ابن الأخت والمولى والحليف ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ابن الأخت منهم وحليفهم منهم ومولاهم منهم.

رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ؛ لضعف كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عوف .

وله شاهد من حديث رفاعة بن رافع رواه أحمد بن حنبل.

6935- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أسرع قبائل العرب فناء قريش فأوشك أن يمر المار بالنعل فيقول هذا نعل قرشي.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ , ورواته ثقات

6936- وعن عتبة بن عبد السلمى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الخلافة في قريش والحكم في الأنصار والدعوة في الحبشة والجهاد والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد.

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل بسند صحيح وتقدم جملة أحاديث من هذا النوع في أول كتاب الإمارة.@

(7/315)

 

6937- وعن إسماعيل بن عبيد الله , عن أبيه , عَن جَدِّهِ ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن قريشًا أهل صبر وأمانة فمن بغى لهم العواثر أكبه الله لوجهه يوم القيامة.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند صحيح.

6937/2- وكذا أحمد بن حنبل ولفظه : عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة , عن أبيه , عَن جَدِّهِ قال : جمع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قريشًا فقال : هل فيكم من غيركم ؟ قال : لا إلاَّ ابن أختنا وحليفنا ومولانا ، فقال : إن ابن أختكم منكم وحليفكم منكم ومولاكم منكم إن قريشًا أهل أمانة وصدق فمن بغى لها العواثر أكبه الله لوجهه في النار.

6938- وعن عَمْرو بن عثمان قال : قال عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : أي بني إن وليت من أمر الناس شيئًا فأكرم قريشًا فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من أهان قريشًا أهانه الله , عز وجل.

رواه أحمد بن حنبل والبزار ، وأَبُو يَعْلَى واللفظ له وعنه ابن حبان في صحيحه .

وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص رواه ابن أبي عُمَر وابن أبي شَيْبَة ، والتِّرمِذيّ , ورواه البَزَّار والطبراني في الكبير والأوسط من حديث أنس بن مالك.@

(7/316)

 

6939- وعن جبير بن مطعم ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : للقرشي مثلا قوة الرجلين من غيرهم. قلت للزهري : بماذاك. قال : بنبل الرأي.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى وابن حبان في صحيحه والبزار والطبراني في الكبير.

6939/2- ورواه الحاكم وعنه البيهقي في الكبرى ولفظه عن جبير بن مطعم أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يا أيها الناس لا تقدموا قريشًا فتهلكوا ولا تخلفوا عنها فتضلوا ولا تعلموها وتعلموا منها فإنهم أعلم منكم لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بالذي لها عند الله .

وله شاهد من حديث عبد الله بن السائب رواه الطبراني في الكبير.

6940- وعن سهل بن أبي حثمة الخزرجي ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : تعلموا من قريش ولا تعلموها وقدموا قريشًا ولا تؤخروها فان للقرشي قوة الرجلين من غير قريش.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة , ورواته ثقات.

6941- وعن عبد الله بن عَمْرو , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أول الناس فناء قريش وأول قريش فناء بنو هاشم.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.

6942- وعن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يقوم الرجل عن مجلسه لأخيه إلاَّ بني هاشم فإنهم لا يقومون لأحد.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف لضعف جعفر بن الزبير.@

(7/317)

 

6943- وعن عائشة , رضي الله عنها , قالت : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إن لكل قوم مادة وإن مادة قريش مواليها.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل.

146- باب ماجاء في فضل الأنصار وحبهم

فيه حديث رباح وتقدم في باب التسمية عند الوضوء ، وحديث سهل بن سعد وتقدم في كتاب الوصية ، وحديث جابر وتقدم في الأطعمة في باب الشواء ، وحديث عبد الرحمن بن عوف وسيأتي في فضل أسلم وغفار.

6944- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو سلك الناس واديًا أو شعبًا وسلكت الأنصار شعبًا أو واديًا سلكت شعب الأنصار , قال أبو هريرة : ما ظلم بأبي وأمي ، لقد واسوه وآووه ونصروه.

رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح ، وأحمد بن حنبل والبخاري في صحيحه والنسائي في الكبرى ، إلاَّ أن البخاري لم يقل : واسوه وقال مكانها : وكلمة أخرى وقال : واديًا وشعبًا بغير ألف.

6944/2- ورواه الحارث موقوفًا بسند صحيح ، ولفظه قال أبو هريرة : لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو أن الناس سلكوا واديًا أو شعبًا وسلكت الأنصار واديًا أو شعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم.@

(7/318)

 

6945- وعن كعب بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : إن آخر خطبة خطبناها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا معشر المهاجرين ، إنكم قد أصبحتم تزيدون وإن الأنصار قد انتهوا ، وإنهم عيبتي التي آويت إليها ، فأكرموا محسنهم ، وتجاوزوا عن مسيئهم.

رواه مُسَدَّد ورواته ثقات.

6945/2- وكذا أحمد بن حنبل ، ولفظه عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه , وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم , أنه أخبره بعض أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خرج يومًا عاصبًا رأسه فقال في خطبته : أمابعد يا معشر المهاجرين ، ... فذكره.

6946- وعن علي بن أبي طالب أن فاطمة , رضي الله عنهما , أتت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تسأله خادمًا فقال : لا أعطيك خادمًا وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع ، ألا أخبرك بماهو خير لك من ذلك ؟ ... الحديث.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عَمْرو ، ورواته ثقات.

6947- وعن أنس بن مالك ، عن أسيد بن حضير ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خير دور الأنصار بنو النجار ، ثم بنو عبد الأشهل ، ثم بنو الحارث ، ثم بنو ساعدة ، وفي كل دور الأنصار خير.

رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح ، والبخاري ، ومسلم وغيرهما دون ذكر أسيد بن حضير.

6948- وعن رفاعة بن رافع ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللهم اغفر للأنصار ، ولذراري الأنصار ، ولذراري ذراريهم ، ومقاليهم ، وجيرانهم.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند صحيح ، وابن حبان في صحيحه ، والبزار إلاَّ أنه قال : عن رفاعة بن رافع عن أبيه مرفوعًا ... ، فذكره.@

(7/319)

 

6949- وعن عَمْرو بن عوف ، رضي الله عنه ، قال : كنت عند النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا معشر قريش ، إنكم الولاة بعدي لهذا الأمر {فلا تموتن إلاَّ وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعًا ...} إلى آخر الآية , واحفظوني في الأنصار وأبنا ئهم وأبناء أبنائهم ، رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبنائهم.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، لضعف كثير بن عبد الله بن عَمْرو بن عوف.

6950- وعن جابر ، رضي الله عنه ، قال : لما لقي النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم النقباء من الأنصار قال لهم : اتئووني وتمنعوني. قالوا : فما لنا ؟ قال : لكم الجنة.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل.

6951- وعن أبي بكر بن عبد الله بن قيصر ، عن أبيه ، رضي الله عنه : أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان يكثر زيارة الأنصار خاصة وعامة ، فكان إذا زار خاصًّا أتى الرجل في منزله ، وإذا زار عامة أتى المسجد.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند فيه راو لم يسم.

6952- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : مرَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على جواري من بني النجار وهن يضربن بالدف ، ويقلن :

نحن جواري من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار

فقال نبي الله : اللهم بارك فيهن.

رواه أبو يَعْلَى ، ورواه ابن ماجه بسند صحيح دون قوله : اللهم بارك فيهن.

6953- وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رجل من الأنصار لأصحابه : أما والله لقد كنت أحدثكم أنه لو قد استقامت له الأمور لقد آثر عليكم غيركم , @

(7/320)

 

قال : فردوا عليه ردًّا عنيفًا , قال : فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فجاءهم فقال لهم أشياء لا أحفظها. قالوا : بلى يا رسول الله. قال : فكنتم لا تركبون الخيل. قال : فكلما قال لهم شيئًا قالوا : بلى يا رسول الله ، فلما رآهم لا يردون عليه شيئًا قال : أفلا تقولون : قاتلك قومك فنصرناك ، وأخرجك قومك فآويناك. قالوا : نحن لا نقول ذلك يا رسول الله ،أنت تقوله. قال : فقال : يا معشر الأنصار ، ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وأنتم تذهبون برسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : يا معشر الأنصار ، ألا ترضون أن الناس لو سلكوا واديًا وسلكتم واديًا لسلكت وادي الأنصار ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، الأنصار كرشي وأهل عيبتي التي آويت إليها ، اعفوا عن مسيئهم ، واقبلوا عن محسنهم. قال أبوسعيد : قلت لمعاوية : أما إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قد كان حدثنا أنا سنرى بعده أثرة. قال معاوية : فما أمركم ؟ قال : قلت : أمرنا أن نصبر. قال : فاصبروا إذًا.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل بسند مداره على عطية العوفي وهو ضعيف ، لكن لم ينفرد عطية فقد تابعه عليه محمود بن لبيد كما رواه أحمد بن حنبل.

6954- وعن يزيد بن جارية الأنصارية قال : كنا حول سرير معاوية فخرج إلينا فقال : ما كنتم تتحدثون ؟ قالوا : كنا في حديث من حديث الأنصار ، فقال معاوية : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من أحب الأنصار أحبه الله ، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله .

رواه أبو داود الطيالسي وابن أبي عُمَر وابن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى والنسائي في الكبرى.@

(7/321)

 

6955- وعن حمزة بن أبي أسيد , وكان أبوه بدريًّا , عن الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أحب الأنصار أحبه الله حين يلقاه ، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله حين يلقاه.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وابن حبان في صحيحه

6955/2- وأحمد بن حنبل ، ولفظه : عن الحارث بن زياد : أنه أتى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوم الخندق وهو يبايع الناس على الهجرة فقال : يا رسول الله ، بايع هذا. قال ؟ ومن هذا ؟ قال : ابن عمي حوط بن يزيد , أو يزيد بن حوط , قال : فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا أبايعكم ، إن الناس يهاجرون إليكم لا تهاجرون إليهم ، والذي نفسي بيده لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله إلاَّ لقي الله , تبارك وتعالى , وهو يحبه ، ولا يغبض الأنصار رجل حتى يلقى الله , تبارك وتعالى , إلاَّ لقي الله , تبارك وتعالى , وهو يبغضه.

6956- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ الأَنْصَارِ مِحْنَةٌ ، حُبُّهُمْ إِيمَانٌ ، وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بسند فيه راو لم يسم.

6957- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة والنسائي في الكبرى.@

(7/322)

 

6958- وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حب الأنصار إيمان ، وبغضهم نفاق.

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل.

6959- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حب الأنصار آية كل مؤمن ومنافق ، فمن أحب الأنصار فبحبي أحبهم ، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، وهو في الصحيح دون قوله : فمن أحب الأنصار ... إلى آخره.

6960- وعنه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا ييغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

6961- وعن محمود بن لبيد ، عن ابن شفيع , وكان طبيبًا , قال : دعاني أسيد ابن حضير فقطعت له عرق النَّسا فحدثني بحديثين ، قال : أتاني أهل بيتين من قومي : أهل بيت من بني ظفر ، وأهل بيت من بني معاوية ، فقالوا : كلم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقسم لنا- أو يعطينا أو نحو هذا , فكلمته فقال : نعم أقسم لكل أهل بيت منهم شطرًا ؟ فإن عاد الله علينا عدنا عليهم , قال : قلت : جزاك الله خيرا يا رسول الله. قال : وأنتم فجزاكم الله خيرًا ، فإنكم ما علمتكم ، أعفة صبر , قال : وسمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إنكم ستلقون أثرة بعدي ، فلما كان زمن عُمَر بن الخطاب قسم حللا بين الناس فبعث إلي منها بحلة ، فاستصغرتها ، فأعطيتها ابني ، فبينا أنا أصلي إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك @

(7/323)

 

الحلل يجرها فذكرت قول رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إنكم ستلقون أثرة بعدي ، فقلت : صدق الله ورسوله ، فانطلق رجل إلى عُمَر فأخبره فجاء وأنا أصلي فقال : صل يا أسيد ، فلما قضيت صلاتي قال :كيف قلت ؟ فأخبرته. قال : تلك حلة بعثت بها إلى فلان بن فلان وهو بدري أحدي عقبي ، فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه ، فلبسها ، أفظننت أن ذلك يكون في زماني ؟ قال : قلت : قد والله يا أمير المؤمنين ، ظننت أن ذلك لا يكون في زمانك.

رواه أبو يَعْلَى وعنه ابن حبان في صحيحه.

147- باب ماجاء في فضل المهاجرين

6962- عن أبي الصديق الناجي , عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : جلست في عصابة ضعفاء من المهاجرين , قال : إن بعضهم يستتر ببعض العري , وقارئ يقرأ علينا إذ جاء رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقام علينا فلما قام رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سكت القارئ فسلم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم قال : ما كنتم تصنعون ؟ قال : قلنا : يا رسول الله كان قارئ لنا يقرأ علينا فكنا نستمع إلى كتاب الله فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الحمد لله الذي جعل من أمتي من أصبر نفسي معهم. ثم جلس وسطنا ليعدل بنفسه فينا ثم قال بيده هكذا فتحلقوا وبرزت وجوههم قال : فما رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عرف منهم أحدًا غيري فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالفوز التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذلك خمسمائة سنة.

رواه مُسَدَّد ورواته ثقات.

ورواه أيضًا من طريق أبي الصديق عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وسيأتي لفظه , في كتاب الجنة في باب دخول الفقراء الجنة.

6963- وعن عبد الله بن عَمْرو , رضي الله عنهما , قال : كنا عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حين طلعت الشمس فقال : سيأتي من أمتي قوم نورهم كضوء الشمس. قلنا : من أولئك يا رسول الله قال فقال : المهاجرون الذين يتقى بهم عند المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره , يحشرون من أقطار الأرض.

رواه أحمد منيع بسند ضعيف لضعف ابن لَهِيعَة لكن رواه محمد بن يحيى بسند صحيح وسيأتي لفظه في صفة الجنة في باب الفقراء.@

(7/324)

 

6964- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : لما قدم المهاجرون المدينة نزلوا على الأنصار في دورهم فقالوا : يا رسول الله ما رأينا مثل قوم نزلنا عليهم أحسن مواساة في قليل ولا أبذل في كثيرٍ منهم لقد أشركونا في المهنأ وكفونأ المؤنة ولقد خشين أن يكونوا ذهبوا بالأجر كله فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كلا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم به عليهم.

رواه أحمد بن منيع بسند صحيح.

وله شاهد في الأدب في باب الدعاء لمن أحسن.

6965- وعن أبي موسى في قوله عز وجل : {الأولون من المهاجرين} قال : من صلى القبلتين مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رواه الحارث بسند فيه راو لم يسم.

148- باب ماجاء في المفاخرة بين الأوس والخزرج

6966- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : افتخر الحيان من الأنصار الأوس والخزرج فقالت الأوس : منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب ومنا من اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت. وقالت الخزرجيون : منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لم يجمعه غيرهم : زيد بن ثابت ، وأَبُو زيد وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ والبزار والطبراني في الكبير بإسناد حسن وهو في الصحيح باختصار وتقدم في كتاب التفسير في باب من جمع القرآن.@

(7/325)

 

149- باب ماجاء في فضل الحديبية

6967- عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوم الحديبية : لا توقدوا نارًا بليل. ثم قال : أوقدوا واصنعوا فإنه لن يدرك قوم بعدكم مدكم ولا صاعكم.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ومسدد ، وأَبُو يَعْلَى والنسائي في الكبرى

150- باب ماجاء في فضل أسلم وغفار وغيرهما

فيه حديث عائشة وتقدم في كتاب الهبة.

6968- وعن أبي برزة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : غِفَار غفر الله لها وأسلم سالمها الله ما أنا قلته ولكن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قاله.

رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل والبزار والطبراني في الكبير وأبو يَعْلَى الموصلي واللفظ له وأصله في الصحيحين من حديث ابن عُمَر , وأبي هريرة , وفي مسلم من حديث أبي ذر وفي مسند أحمد بن حنبل والطبراني والحاكم من حديث سلمة بن الأكوع.@

(7/326)

 

6969- وعن عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع وسليم أولياء ليس لهم ولي دون الله ورسوله . قال عَمْرو بن يحيى : فلقيت إسحاق بن سعد في المسجد فقلت له : إن أبي حدثني عن أبيك فحدثته الحديث فقال : إنما هم سبعة لا أدري الذي نقص منهم , قال عَمْرو : وقد ذكر أبي عن غيره أن الذي نقص منهم : سليم.

رواه أبو يَعْلَى بإسناد حسن والحديث في الصحيح بغير هذا السياق من طريق الأعرج عن أبي هريرة وهو الأصح.

6970- وعن طارق بن شهاب ، رضي الله عنه ، قال : قدم وفد بجيلة على النبى صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : ابدؤُوا بالأحمسيين. ودعا لنا.

رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح.

151- باب فضل ربيعة ومضر , وبني عامر

6971- عن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إذا اختلف الناس فالحق في مضر وإذا عزت ربيعة فذلك ذل الإسلام.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه أبو يعلى المَوْصِلِيّ بإسناد حسن.@

(7/327)

 

6971/2- والطبراني في الكبير ولفظه : إذا اختلف الناس فالعدل في مضر.

6972- وعن أبي جحيفة ، رضي الله عنه ، قال : دخلت على النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنا ورجلان من بني عامر فى الأبطح في قبة له حمراء فقال : ممن أنتم ؟ قلنا : من بني عامر ، فقال : مرحبًا بكم أنتم مني.

رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى وابن حبان في صحيحه.

152- باب في فضل العرب

6973- عن سلمان الفارسي ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لا تبغضني فتفارق دينك , قلت : يا رسول الله وكيف أبغضك وبك هدانا الله ؟! قال : تبغض العرب فتبغضني.

رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل والطبراني بلفظ : هدانا بضمير الجمع ورواه الترمذي وحسنه بضمير الإفراد وأصله في صحيح مسلم من حديث أبى قتادة.@

(7/328)

 

6974- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : العرب بعضها لبعض أكفاء قبيلة بقبيلة وحي بحي ورجل برجل والموالي بعضها لبعض إلاَّ حائك أو حجام.

رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لتدليس بقية بن الوليد.

6975- وعن جابر بن عبد الله , رضي الله عنهما , أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إذا ذلت العرب ذل الإسلام.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان والراوي عنه محمد بن الخطاب.

153- باب في فضل قبائل من العرب

6976- عن شقيق , عن جرير بن عبد الله ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ واللفظ له وعنه ابن حبان في صحيحه.

ورواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل أيضا من طريق شقيق عن عبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... ، فذكره.

6977- وعن شعبة قال : قلت لسعد بن إبراهيم : أسمعت ما يذكر في بني ناجية عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أنهم حي مني وأنا منهم. أعن ثقة ؟ فقال : نعم يروى ذلك عن سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفيل. قال شعبة : فحدثنا سماك بن حرب قال : كنا نأتي مدرك بن المهلب في عسكره فذكرت بنو ناجية وثم رجل جده سعيد فحدثني عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : هم حي مني وأنا منهم.

رواه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه واللفظ له ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@

(7/329)

 

6978- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه : أن رجلا من أهل البادية أهدى للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ناقة فأعطاه النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثلاثًا فلم يرض ثم أعطاه ثلاثًا فلم يرض ثم أعطاه ثلاثًا فرضي بالتسع فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لقد هممت أن لأتهب هبة إلاَّ من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي.

رواه الحميدي , ورواته ثقات.

6978/2- وفي رواية له قال أبو هريرة : لما قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هذا القول التفت فرآني فاستحى فقال : أو دوسي.

6978/3- ورواه أحمد بن منيع ولفظه : عن أبي هريرة : أن أعرابيا أهدى إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بكرة فعوضه منهاست بكرات فتسخطها فبلغ ذلك النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن فلانًا أهدى إلي ناقة هي ناقتي أعرفها كما أعرف أهل بيتي ذهب بها يوم زغابات , أو كما قال , فعوضته منها ست بكرات فظل ساخطًا لقد هممت أن لا أقبل هبة ... ، فذكره.

ورواه أبو داود والنسائي ، والتِّرمِذيّ مختصرًا.@

(7/330)

 

6979- وعن طاووس : أن أعرابيّا أوهب هبة للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأثابه فلم يرض ثم أثابه فلم يرض ثم أثابه فرضي فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لقد هممت أن لا أتهب هبة إلاَّ من قرشي أو أنصاري أو ثقفي.

رواه الحميدي مرسلاً , ورواته ثقات.

6980- وعن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول إن من خيار الناس الأملوك أملوك حمير وسفيان والسكون والأشعريون.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر والطبراني في الكبير , ومدار إسناديهما على الأفريقي وهو ضعيف.

6981- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال سئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن قبائل العرب قال : فشغل عنه يومئذ , أو شغلوا عنه , إلاَّ أنهم سألوه عن ثلاثة قبائل : سألوه عن بني عامر فقال : جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر. وسألوه عن غطفان فقال : زهرة تنبع ماء , وسألوه عن بني تميم فقال : هضبة حمراء لا يضرهم من عاداهم. وقال الناس فيهم فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أبى الله لبني تميم إلاَّ خيرًا هم ضخام الهام رجح الأحلام ثبت الأقدام أشد الناس قتالا للدجال وأنصار الحق في آخر الزمان.

رواه الحارث بن أبي أسامة بسند ضعيف لضعف زيد العمي.

6981/2- ورواه الطبراني في الأوسط من وجه آخر ولفظه : قال أبو هريرة : ذكرت القبائل عند النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فسألوه عن بني عامر فقال : جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر. وسألوه عن هوازن فقال : زهرة تنبع ماء. وسألوه عن بني تميم فقال : ثبت الأقدام رجح الأحلام عظماء الهام أشد الناس على الدجال في آخر الزمان هضبة حمراء لا يضرها من ناوأها.@

(7/331)

 

6982- وعن عَمْرو بن عبسة السلمي ، رضي الله عنه ، قال : صلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على السكون والسكاسك وعلى خولان خولان العالية وعلى الأملوك أملوك ردمان.

رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل والطبراني , ورواته ثقات إلاَّ عبد الرحمن بن يزيد بن موهب فلم أر من ذكره بعدالة ولا جرح.

6983- وعن شيخ من أهل الكوفة أن الحكم بن عَمْرو الغفاري كتب إلى معاوية ، رضي الله عنه ، من خراسان أن المشركين , يعني , تكاثروا عليه فكتب : أن اجعل بكر بن وائل يلونهم فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول ؟ إن العدو لا يظهر على بكر بن وائل.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

154- باب ما جاء في فضل العجم وفارس

6984- عن عباد بن عبد الله الأسدي قال : كنت في المسجد يوم الجمعة وعلي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، يخطب على منبر من الآجر وخلفي صعصعة بن صوحان فكلمه رجل بشيء خفي علينا فعرفنا الغضب في وجهه فسكت فجاء الأشعث بن قيس فجعل يتخطى رقاب الناس حتى كان قريبًا فقال : يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحمراء على @

(7/332)

 

وجهك فضرب صعصعة بين كتفي بيده وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ليبدين اليوم من أمر العرب أمرًا كان يكتمه قال : فغضب غضبًا وقال : من يعذرني من هؤلاء الضياطرة يتمرغ أحدهم على حشاياه ويهجر أقوام يذكرون الله فيأمروني أن أطردهم فأكون من الظالمين والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت محمدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : والله ليضربنكم على الدين عودًا كما ضربتهم عليه بدءًا.

رواه إسحاق بن راهويه والحارث ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه أبو يَعْلَى.

6985- وعن قيس بن سعد بن عبادة ، رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو كان الإيمان معلقًا بالثريا لناله ناس من أهل فارس.

رواه البَزَّار ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه أبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند صحيح.

وله شواهد في الصحيح من حديث أبىِ هريرة.

6986- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو كان العلم بالثريا لناله رجال من أبناء فارس.

رواه الحارث , وأحمد بن حنبل , وابن حبان فى صحيحه ولفظه : لو كان العلم ليست في شيء من الكتب الستة إنما في الصحيح وغيره : الدين والإيمان.@

(7/333)

 

155- باب فضل عنزة

6987- عن حنظلة بن نعيم قال : جاءه عُمَر بن عصام قال : يا أبا رياح ما الذي ذكر لك أمير المؤمنين عُمَر حين قدمت عليه في قومك عنزة ؟ قال : مررت عليه فقال لي : من أنت ؟ أو ممن أنت ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين أنا حنظلة بن نعيم العنزي ، فقال : عنزة ؟ قلت : عنزة. قال : أما إني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يذكر قومك ذات يوم فقال أصحابه : وما عنزة يا رسول الله فأشار بيده نحو المشرق فقال : حي من هنا يبغى عليهم منصورون.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل بإسناد حسن.

156- باب فضل القراء

6988- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : ما رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وجد على سرية قط ما وجد على أصحاب بئر معونة حين قتلوا وكانوا يسمون : القراء.

رواه الحميدي بسند صحيح.

6989- وعن ثابت عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، وكتب كتابًا بين أهله فقال : اشهدوا معشر القراء. قال ثابت : فكأني كرهت ذاك فقلت : يا أباحمزة لو سميتهم بأسمائهم , قال : وما بأس أن أقَول لكم أفلا أحدثكم عن إخوانكم الذين كنا نسميهم على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم القراء ؟ فذكر أنهم كانوا سبعين فكانوا إذا جنهم الليل انطلقوا إلى معلم لهم بالمدينة يدرسون فيه القرآن حتى يصبحون فإذا أصبحوا فمن كانت له قوة @

(7/334)

 

استعذب من الماء وأصاب من الحطب ومن كانت عنده سعة اشتروا الشاة فأصلحوها فيصبح معلق بحجر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فلما أصيب خبيب بعثهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأتوا على حي من بني سليم وفيهم خالي حرام فقال لأميرهم : دعني فلنخبرهم أنا لسنا إياهم نريد حتى يخلوا وجهنا ، فقال لهم حرام : إنا لسنا إياكم نريد فخلوا وجهنا ، فاستقبله رجل برمح فأنفذه به فلما وجد الرمح في جوفه قال : الله أكبر فزت ورب الكعبة. قال : فانطووا عليهم فما بقي منهم أحد. قال أنس : فما رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وجد على شيء قط وجده عليهم قال : فلقد رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كلما صلى الغداة رفع يديه ودعا لهم , أو عليهم , فلما كان بعد ذلك إذا أبوطلحة يقول لي : هل لك في قاتل حرام. قال : قلت ؟ ما له ؟ فعل الله به وفعل ، فقال : مهلا فإنه قد أسلم.

رواه أحمد بن منيع ورواته ثقات.

157- باب ما جاء فيمن صحب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

فيه حديث بلال بن سعد , عن أبيه , وتقدم في الخصائص.

6990- وعن جابر بن سمرة قال : خطبنا عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، بالجابية فقال : قام فينا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مقامي فيكم فقال : أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولم يستحلف ويشهد ولم يستشهد فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ولا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.

رواه أبو داود الطيالسي والحارث ، وأَبُو يَعْلَى بسند صحيح ولفظهم واحد.@

(7/335)

 

6990/2- ورواه مُسَدَّد واللفظ له ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وعبد بن حميد ، وأَبُو يَعْلَى أيضًا وابن حبان في صحيحه من طريق عبد الله بن الزبير :أن عُمَر أتى الشام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قام فينا مقامي فيكم فقال : استوصوا بأصحابي خيرًا وأحسنوا إليهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى إن الرجل ليشهد على الشهادة وما يسألها ويحلف على اليمين وما يسألها فمن سره منكم بحبحة الجنة فليلزم الجماعة ... ، فذكره.

ورواه النسائي في الكبرى وابن ماجه مختصرًا.

6991- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو أن لرجل أحدًا ذهبًا فأنفقه في سبيل الله وفي الأرامل والمساكين والأيتام ليدرك فضل رجل من أصحابي ساعة من النهار ما أدركه أبدًا.

رواه أبو داود الطيالسي عن موسى بن مطير وهو ضعيف.

6992- وعن ابن عُمَر رضي الله عنهما قال : لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم أفضل من عمل أحدكم عمره.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.

6993- وعن أنس بن مالك , عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : مثل أصحابي في أمتي كمثل النجوم يهتدون بها إذا غابت تحيروا.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ؛ لضعف يزيد الرقاشي والراوي عنه.

6994- وعن النعمان بن بشير , رضي الله عنهما , عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع بلفظ واحد.@

(7/336)

 

6994/2- والحارث بن أبي أسامة , وابن حبان في صحيحه بلفظ : خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ... ، فذكره.

6994/3- ورواه أحمد بن حنبل مرفوعًا فذكره وزاد : ثم الذين يلونهم رابعة.

6995- وعن جعدة بن هبيرة قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الآخرون أردى.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعبد بن حميد ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ مرسلاً.

6996- وعن واثلة بن الأسقع ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحبني.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

6997- وعن جابر ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش فيقال : هل فيكم أحد من أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فيطلبونه فلا يجدونه ثم يخرج الجيش فيقال : هل فيكم من رأى أحدًا من أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فيطلبونه فلا يجدونه فلو كان أحد من أصحابي وراء البحر لأتوه.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بإسناد حسن وهو في الصحيح من حديث جابر , عن أبي سعيد.@

(7/337)

 

6998- وعن خيثمة قال : كان سعد بن أبي وقاص في سفر فذكروا عليًّا , رضي الله عنه , فشتموه فقال سعد : مهلا عن أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فإنا أصبنا ذنبًا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأنزل الله تعالى : {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} وأرجو أن تكون رحمة الله سبقت لنا ، فقال بعضهم : فوالله إن كان ليبغضك ويشتمك الأخينس ، فضحك سعد حتى استعلاه الضحك ثم قال : أوليس الرجل قد يجد على أخيه في الأمر يكون بينه وبينه ثم لا يبلغ ذلك أمانته. وذكر كلمة أخرى.

رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن.

6999- وعن حذيفة ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يكون لأصحابي من بعدي زلة يغفرها الله لهم لسابقتهم معي يعمل بها قوم من بعدي يكبهم الله في النار على مناخرهم .

رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف ؛ لضعف ابن لَهِيعَة.

7000- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : مثل أصحابي مثل النجوم يهتدى بها فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم.

رواه عبد بن حميد.

7001- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : لا تسبوأصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فإن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قد أمر بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيفعلون ويحدثون.

رواه أحمد بن منيع موقوفًا بسند فيه راو لم يسم.

7002- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تقوم الساعة حتى يبتغى الرجل من أصحابي كما تبتغى الضالة لا توجد.

رواه عَبد بن حُمَيد بسند فيه الحارث الأعور , وهو ضعيف.@

(7/338)

 

7003- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأَصْحَابِهِ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا شَبِعْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ ؟ فَضَجُّوا وَكَبَّرُوا سَاعَةً ، ثُمَّ قَالُوا : مَتَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِذَا فُتِحَتِ الأَمْصَارُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا اخْتَلَفَتْ عَلَيْكُمْ أَلْوَانٌ وَغَدَوْتُمْ بِثِيَابٍ ، وَجِئْتُمْ بِأُخْرَى ؟ قَالُوا : مَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِذَا فُتِحَتِ الأَمْصَارُ ، وَفُتِحَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ قَالُوا : فَهُمْ خَيْرٌ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، يُدْرِكُونَ الْفُتُوحَ ، قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَائِهِمْ ، وَأَبْنَاءُ أَبْنَائِكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ.

رواه الحارث بن أبي أسامة بسند ضعيف ؛ لضعف رشدين بن سعد.

7004- وعن عبد الله بن مولة قال : بينما انا أسير بالأهواز إذا رجل بين يدي على بغل , أو بغلة , وإذا هو يقول : اللهم ذهب قرني من هذه الأمة فألحقني بهم. قال : فقلت : وأنا فأدخلني فى دعوتك , قال : وصاحبي هذ أن أراد ذلك , ثم قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم لا أدري ذكر بالثالث أم لا ثم يختلفن قوم يظهر فيهم السمن يأتون الشهادة ولا يسألونها ، فإذا هو أبو برزة الأسلمي.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ واللفظ له.

7004/2- وأبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بلفظ : عن عبد الله بن مَوَلة قال : كنت أسير مع بريدة الأسلمي ، رضي الله عنه ، فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : خير هذه الأمة القرن الذين بعثت أنا فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم.@

(7/339)

 

7004/3- وفي رواية له ولأبي بكر بن أبي شَيْبَة : القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.

وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص وتقدم في الخصائص.

7005- وعن جابر بن عبد الله , رضي الله عنهما , قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّميقول : إن الناس يكثرون وأصحابي يقلون فلا تسبوهم لعن الله من سبهم.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

7006- وعنه أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال : هل فيكم أحد صحب محمدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فتستنصرون به فتنصروا فيقال : لا ، فيقال : هل فيكم من صحب أصحابه ؟ فيقال : لا , فيقال : من رأى من صحب أصحابه ؟ فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه.

رواه أبو يَعْلَى واللفظ له ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة.

7007- وعنه : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : يبعث بعث فيقال : هل فيكم أحد صحب محمدًا ؟ فيقال : نعم فيلتمس فيوجد الرجل فيستفتح بالرجل فيفتح عليهم ثم يبعث بعث فيقال : هل فيكم من رأى أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فيلتمس فلا يوجد حتى لو كان من وراء النهر لأتيتموه ثم يبقى قوم يقرؤُون القرآن لا يدرون ما هو.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ورواته ثقات.@

(7/340)

 

7008- وعن أنس قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مثل أصحابي مثل الملح في الطعام لا يصلح الطعام إلاَّ بالملح.

رواه أبو يَعْلَى والبزار.

وله شاهد من حديث سمرة بن جندب رواه البَزَّار والطبراني.

7009- وعن عبد الله بن مغفل ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله أوشك أن يأخذه.

رواه أحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى وعنه ابن حبان في صحيحه.

158- باب فيمن آمن بالنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ورآه ، ومن آمن به ولم يره

فيه حديث عبد الله بن بسر , وتقدم فيمن آمن بالغيب في الإيمان.

7010- وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله : صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طوبى لمن رآني ولمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه عبد بن حميد.@

(7/341)

 

رواه أحمد بن حنبل وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه بلفظ : أن رجلاً قال : يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك , قال : طوبى لمن رآني وآمن بي , ثم طوبى , ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني , فقال له رجل : وما طوبى ؟ قال : شجرة في الجنة مسيرة مئة سنة , ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها .

7011- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : طوبي لمن رآني وآمن بي , مرتين , وطوبي لمن لم يرني وآمن بي , ثلاث مرات.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعبد بن حميد بسند ضعيف ، لضعف طلحة بن عَمْرو الحضرمي ، وتقدم في الإيمان في باب من آمن بالغيب.

7012- وعن محمد بن كعب ، عن عوف بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا ليتني لقيت إخواني. قالوا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ألسنا إخوانك وأصحابك ؟ قال : بلى ، ولكن قوم يجيئون من بعدكم ، يؤمنون بي إيمانكم ، ويصدقوني تصديقكم ، وينصروني نصركم ، فيا ليتني قد لقيت إخواني.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند فيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف.

7013- وعن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : طوبى لمن راني وآمن بي ، وطوبي , سبع مرات , لمن لم يرني وامن بي.

رواه أبو داود الطيالسي , وتقدم في الإيمان , وأحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى ، ورواته ثقات.

7014- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم متى ألقى أحدًا من إخواني ؟ قالوا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ألسنا إخوانك ؟ قال : بل أنتم أصحابي ، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ واللفظ له ، وأحمد بن حنبل.@

(7/342)

 

7015- وعنه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : طوبى لمن رآني وآمن بي مرة ، وطوبى لمن لم يرني وآمن بي , سبع مرات.

رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل.

7016- وعن أبي جمعة ، رضي الله عنه ، قال : تغديت مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ومعنا أبو عبيدة بن الجراح ، فقال له أبو عبيدة : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أحد خير منا ، أسلمنا معك ، وجاهدنا معك ؟ قال : نعم قوم يكونون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني.

رواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل.

7017- وعن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : كنت مع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جالسًا فقال : أنبئوني بأفضل أهل الإيمان إيمانًا ؟ قالوا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، الملائكة ؟ قال ؟ هم كذلك ويحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم. قالوا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الأنبياء الذين أكرمهم الله ، بالرسالة والنبوة ؟ قال : هم كذلك ، ويحق لهم ، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم قالوا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء ؟ قال : هم كذلك ويحق لهم ، وما يمنعهم وقد أكرمهم بالشهادة ؟ بل غيرهم. قالوا : فمن يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قال : أقوام في أصلاب الرجال ، يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ، ويصدقوني ولم يروني ، يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانًا.

رواه أبو يَعْلَى وإسحاق بسند ضعيف ، لضعف محمد بن أبي حميد ، وتقدم في الإيمان فيمن آمن بالغيب.@

(7/343)

 

159- باب ما جاء في النجاشي وأصحابه

7018- عن سعيد بن جبير قال : بعث النجاشي إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقد آمن أصحابه ، فقرأ عليهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم القرآن ، فأقروا وأسلموا ، وفيهم نزلت هذه الآية : {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانًا وأنهم لا يستكبرون} ثم رجعوا إلى النجاشي ، وأسلم ، ثم إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بلغته وفاته ، فصلى عليه كما يصلي على الميت .

رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلاً بإسناد حسن ، وقد تقدم جملة أحاديث فى فضل النجاشي في كتاب الجنائز في الصلاة على الغائب.

160- باب فيمن يعمر في الإسلام

فيه حديث طلحة بن عبيد الله وتقدم في كتاب التعبير ، وحديث عثمان بن عفان وسيأتى فى كتاب التوبة ، وحديث جابر وتقدم في الجنائز في باب وصية الرجل بنيه.

7019- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، رفع الحديث قال ؟ المولود حتى يبلغ الحنث ، ما عمل من حسنة كتبت لوالده أو والدته ، وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ، ولا على والديه ، فإذا بلغ الحنث ، جرى عليه القلم ، أمر الملكان اللذان معه أن يحفظا وأن يسددا ، فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام رفع الله عنه أنواع البلاء : الجنون ، والجذام ، @

(7/344)

 

والبرص ، فإذا بلغ الخمسين هون الله عليه الحساب ، فإذا بلغ الستين رزقَه الله الإنابة إلى الله بما يحب ، فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء ، فإذا بلغ الثمانين كتبت حسناته ومحيت سيئاته ، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وكان أسير الله في أرضه وشفع فىِ أهل بيته فإذا بلغ أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئًا كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخيرفإذا عمل سيئة لم تكتب عليه.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر وأحمد بن منيع وأحمد بن حنبل والحارث بن محمد ابن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ واللفظ له ، ورواه ابن الجوزي في كتاب الموضوعات.

7020- وعن سهل بن سعد ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر أو قال : أبلغ إليه في العمر.

رواه إسحاق والروياني بإسناد صحيح.

7021- وعن عوف بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : يا طاعون خذني إليك. قالوا : أما سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : كلما طال عُمَر المرء كان خيرًا له ؟ قال : بلى .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند فيه النهاس بن قهم وهو ضعيف.

7022- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ألا أخبركم بخياركم ؟ أطولكم أعمارًا وأحسنكم أعمالاً.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه بلفظ واحد.@

(7/345)

 

7023- وعن جابر بن عبد الله , رضي الله عنهما , أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ألا أخبركم بخياركم ؟ خياركم أطولكم أعمارًا وأحسنكم أعمالا.

رواه عَبد بن حُمَيد والحاكم وقال : صحيح على شرطهما.

7024- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ألا أنبئكم بخياركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. قال : خياركم أطولكم أعمارًا إذا سددوا.

رواه أبو يَعْلَى بإسناد حسن.

7025- وعنه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم الذين يبلغون ثمانين.

رواه أبو يَعْلَى بسند فيه راو لم يسم.

لكن له شاهد من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وحسنه ، وابن حبان في صحيحه وسيأتي في الباب بعده ، وقد تقدم في كتاب الزينة من حديث أنس بن مالك مرفوعًا : إن الله ليستحيي من عبده وأمته يشيبان في الإسلام ثم يعذبهما.

161- باب ما جاء في فضل أمة نبينا محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

فيه أحاديث تقدمت في الطهارة وحديث أبي ذر وتقدم في علامات النبوة في باب ما خصه الله ، تعالى ، مما لم يعطه من قبله ، وحديث عوف بن مالك وتقدم في كتاب الإيمان ، وحديث بريدة وتقدم في باب من صحب النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم وحديث ابن مسعود وسيأتي في كتاب الجنة في باب من يدخل الجنة بغير حساب ، وأحاد يث في كتاب الفتن وأحاديث في القيامةوحديث علي بن أبي طالب وسيأتي في آخر الخصائص ، وكذا حديث ابن جدعان ، وفيه حديث عبد الله بن سلام وحديث جابر وغيره ، وسيأتي في القيامة في باب أول من يكسى يوم القيامة.@

(7/346)

 

7026- وعن عمار بن ياسر , رضي الله عنهما , أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال ؟ مثل أمتي مثل المطر ، لا يدرى أوله خير أم آخره.

رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه.

7027- وعن عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : مثل أمتي مثل المطر ، لا يدرى أوله أنفع أو آخره.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند فيه الأفريقي وهو ضعيف.

لكن له شاهد من حديث أنس بن مالك رواه أبو يَعْلَى ، والتِّرمِذيّ وحسنه ، قال :وفي الباب عن عمار ، وعبد الله بن عَمْرو ، وابن عُمَر.

وفي الباب مما لم يذكره الترمذي : عن عمران بن الحصين رواه الطبراني في الأوسط وا لبزار.

7028- وعن مكحول قال : كان لعمر ، رضي الله عنه ، على رجل من اليهود حق فأتاه يطلبه ، فلقيه ، فقال عُمَر : لا والذي اصطفى محمدًا على البشر لا أفارقك وأنا أطلبك بشيء ، فقال اليهودي : والله ما اصطفى الله محمدًا على البشر ، فلطمه عُمَر فقال : بيني وبينك أبو القاسم ، فقال : إن عُمَر قال : لا والذي اصطفى محمدًا على البشر ، قلت : والله ما اصطفى الله محمدًا على البشر ، فلطمني ، فقال : أما أنت يا عُمَر فأرضه من لطمته ، بل يا يهودي آدم صفي الله ، وإبراهيم خليل الله ، وموسى نجي الله ، وعيسى روح الله ، @

(7/347)

 

وأنا حبيب الله ، بل يا يهودي ، تسمى الله باسمين سمى بهما أمتي : هو السلام ، وسمى بها أمتي المسلمين ، وهو المؤمن ، وسمى بها أمتي المؤمنين ، بل يا يهودي طلبتم يوما دخر لنا ، لنا اليوم ، ولكم غد ، وبعد غد للنصارى ، بل يا يهودي ، أنتم الأولون ونحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بل إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى أدخلها ، وهي محرمة على الأمم حتى تدخلها أمتي.

رواه إسحاق بن راهويه.

7029- وعن أبي بن كعب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين ، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل ، ورواته ثقات.

7030- وعن أبي منصور الفارسي وكانت فيه حدة ، رضي الله عنه ، فذكرت له ، فقال : ما أحب أنها أخطأتني ، إن رسول الله قال : الحدة تعتري خيار أمتى.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بإسناد حسن.

7031- وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سألت ربي لأمتي من دون البشر أن لا يعذبهم فأعطانيها.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ، وتقدم في باب فضله حيًّا وميتًا.

7032- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الحدة تعتري خيار أمتي.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ .@

(7/348)

 

7033- وعن ثابت بن سعد ، عن معاوية ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق , أو قال : ظاهرين على الحق , حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك.

ورواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

وله شاهد من حديث عُمَر بن الخطاب ، وسيأتي في الفتن في باب لا يزال الإسلام قائمًا.

7034- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يا ابن أم عبد ، هل تدري كيف حكم الله ، عَزَّ وَجلَّ ، فيمن بغى من هذه الأمة ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم , قال : لا يجهز على جريحها ، ولا يقتل أسيرها ، ولا يتبع هاربها ، ولا يقسم فيئها.

رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف ، لضعف كوثر بن حكيم.

7035- وعن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، قال : سمعت أبا القاسم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : وما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها : إن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، يقول : أن يا عيسى إني باعث من بعدك أمة ، إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا ، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ، ولا حلم ولا علم. قال : يا رب كيف هذا لهم ولا حلم ولا علم ؟ قال : أعطيهم من حلمي وعلمي.

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل والحاكم وقال : صحيح على شرط البخاري.

7036- وعن أبي بردة سمعت عبد الله بن يزيد ، رضي الله عنه ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عذاب أمتي في دنياها.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@

(7/349)

 

7037- وعن عائشة , رضي الله عنها , قالت : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الأمم السالفة المائة أمة ، إذا شهدوا لعبد بخير وجبت له الجنة ، وإن أمتي الخمسون منهم أمة ، فإذا شهدوا لعبد بخير وجبت له الجنة.

رواه أبو يَعْلَى.

7038- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لكل أمة رهبانية ، ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله , عز وجل.

رواه أبو يَعْلَى بسند فيه زيد العمي وهو ضعيف ، وتقدم في الجهاد.

7039- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أقل أمتي أبناء سبعين سنة.

رواه أبو يَعْلَى.

7039/2- والترمذي وحسنه ولفظه : عُمَر أمتي من ستين إلى سبعين.

7039/3- ورواه الحسن بن عرفة في غير الجزء المشهور ، ومن طريقه رواه ابن حبان في صحيحه بلفظ : أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم ، من يجوز ذلك.

قال ابن عرفة : أنا من ذلك الأقل.

7040- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت ، وإذا حكمت عدلت ، وإذا استرحمت رحمت.

رواه أبو يَعْلَى@

(7/350)

 

7041- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : إن هذه الأمة أمة مرحومة ، لا عذاب عليها إلاَّ ما عذبت هي نفسها ، قال : قلت : وكيف تعذب نفسها ؟! قال : أما كان يوم النهر عذاب ؟ أما كان يوم الجمل عذاب ؟ أما كان يوم صفين عذاب ؟.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

7042- وعن أبي بردة ، عن رجل من المهاجرين قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عقوبة هذه الأمة بالسيف.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

وسيأتي في باب سعة أبواب الجنة من حديث معاوية مرفوعًا بسند صحيح : إنكم توفون سبعين أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله , عز وجل.

ونحوه روي من حديث أبي سعيد ، وسيأتي في الفتن في باب ما أخبر به النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مما هو كائن.

162- باب فضل الرجل الصالح وما جاء في الشاب الذي ليست له صبوة

7043- عن محمد بن المنكدر قال : إن الله يحفظ للرجل الصالح ولده ، وولد ولده ، ودويرته التي فيها ولد ، والدويرات حوله ، فما يزالون في حفظ من الله وستر.

رواه الحميدي.

7044- وعن عقبة بن عامر ، رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : عجب ربنا من الشاب الذي ليست له صبوة .

رواه أبو يَعْلَى وغيره ، وسيأتي بتمامه في الزهد , إن شاء الله تعالى , في باب من لا صبوة له.@

(7/351)

 

163- باب فضل أهل يثرب على سكانها أفضل الصلاة والسلام

فيه حديث أم قيس وتقدم في آخر الحج ، وحديث أبي قتادة وتقدم في غزوة تبوك.

7045- وعن جابر بن عبد الله , رضي الله عنهما , أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في الموسم بمجنة وعكاظ وفي منازلهم بمنى من يئويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة ؟ فلا يجد أحدًا ينصره ولا يئويه ، حتى إن الرجل ليرحل من اليمن , أو من مضر إلى ذي رحمه ، فيأتيه قومه ، فيقولون : احذر غلامًا من قريش لا يفتننك ، ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله , تعالى , وهم ، يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله له من يثرب ، فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ، فيقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور يثرب إلاَّ فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ، حتى بعثنا الله له فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منا ، فقلنا : حتى متى نذر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يطرد في جبال مكة ويخاف ، فرحنا حتى قدمنا عليه في الموسم ، فواعدنا شعب العقبة ، قال عمه العباس : يا ابن أخي ، إني لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤُوك ، إني ذو معرفة بأهل يثرب ، فاجتمعنا عنده من رجل أو رجلين ، فلما نظر العباس في وجوهنا قال : هؤلاء قوم لا أعرفهم هؤلاء أحداث ، فقلنا : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، على ما نبايعك ؟ قال : تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة ، فقمنا نبايعه ، فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين إلاَّ أنا ، فقال : رويدًا ، يا أهل يثرب ، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلاَّ ونحن نعلم أنه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وإن تعضكم ، السيوف فإما ، أنتم قوم تصبرون عليها إذا مستكم فقتل خياركم ومفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله ، وإما ، أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله ، فقالوا : يا أسعد أمط عنا يدك ، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها ، فقمنا إليه رجل رجل يأخذ علينا بشرطه العباس ويعطينا على ذلك الجنة.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر وأحمد بن حنبل بإسناد صحيح ، وأصحاب السنن الأربعة مختصرًا.@

(7/352)

 

164- باب في فضل أهل عمان ونعمان

7046- عن أبي برزة الأسلمي ، رضي الله عنه ، قال : بعث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رسولاً إلى حي من أحياء العرب في شيء ، لا أدري ما هو ، فسبوه وضربوه ، فرجع إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ! فقال : أما إنك لو أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى وعنه ابن حبان في صحيحه

7047- وعن الزبير بن الخريت ، عن أبي لبيد قال : خرج رجل من الأزد من طاحية ، يقال له بيرح بن أسد مهاجرًا إلى المدينة ، فقدم المدينة وقد مات رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قبيل ذلك قال : فرأى عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، بيرحًا يطوف في سكك المدينة فأنكره ، وقال له : من أنت ؟ قال : أنا رجل من أهل عمان من الأزد , قال : فأخذ بيده ، فذهب به إلى أبي بكر ، فقال : يا أبا بكر ، هذا من الأرض التي سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يذكر أهلها ، من أهل عمان ، فقال أبو بكر : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إني لأعلم أرضًا ينضح بناحيتها البحر ، بها حي من العرب لو أتاهم رسولي لم يرموه بسهم ولا حجر.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع وأحمد بن حنبل والحارث بن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى ، ورواته ثقات.@

(7/353)

 

7048- وعن طلحة بن عَمْرو الحضرمي قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ نعم المرضعون أهل نعمان.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ، لضعف طلحة بن عَمْرو الحضرمي وجهالة الراوي عنه.

وله شاهد من حديث ابن عُمَر ، وتقدم في كتاب الحج في باب الحج من عمان.

165- باب ما جاء في أهل اليمن

فيه حديث ابن عمر وتقدم في الحج في باب فضل المدينة المشرفة ، وحديث عمرو بن العاص أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أهل اليمن المطروحون في أطراف الأرض ، المدفوعون عن أبواب السلطان ، يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يقضها ... الحديث ، وسيأتي في كتاب الجنة في باب أهل الجنة.

7049- وعن جبير بن مطعم ، رضي الله عنه ، قال : كنا مع الرسول صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بطريق بين مكة والمدينة فقال : يوشك أن يطلع عليكم أهل اليمن كأنهم قطع السحاب , أو قطعة سحاب , هم خيار من في الأرض ، فقال رجل من الأنصار : ولا نحن يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فسكت ثم قال : ولا نحن يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فسكت ثم قال : ولا نحن يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فسكت ثم قال : ولا نحن يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فقال : إلاَّ أنتم. كلمة ضعيفة.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن منيع والحارث بن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى وأحمد بن حنبل ، ورواته ثقات.@

(7/354)

 

7050- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يخرج من عدن اثنا عشر ألفًا ينصرون الله ورسوله ، هم خير من بيني وبينهم . قال المعتمر ؟ أظنه قال : في الآفاق.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل , بسند رواته ثقات.

7051- وعنه قال : بينما رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في المدينة ، قال : الله أكبر الله أكبر ، قد جاء نصر الله والفتح ، وجاء أهل اليمن فقيل : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وما أهل اليمن ؟ قال : قوم رقيقة قلوبهم ، لينة طاعتهم الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية.

رواه أبو يَعْلَى والبزار ومدار إسناديهما على حسين بن عيسى بن مسلم وهو ضعيف ، لكن رواه ابن حبان في صحيحه من هذا الوجه.@

(7/355)

 

166- باب ما جاء في فضل أهل مقبرة عسقلان

7052- عن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو يذكر أهل مقبرة يومًا ، قال : فصلى عليها فأكثر الصلاة عليها. قال : فسئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عنها فقال : أهل مقبرة شهداء عسقلان يزفون إلى الجنة كما تزف العروس إلى زوجها.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ، لضعف بشير بن ميمون الخراساني.

7053- وعن عبد الله بن مالك بن بحينة ، رضي الله عنه ، قال : بينما رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جالسًا بين ظهراني ، أصحابه إذ قال : صلى الله على تلك المقبرة , ثلاث مرات , قال : فلم يدر ، أي مقبرة ولم يسم لهم شيئًا , قال : فدخل بعض أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على بعض أزواج النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم - قال عطاف : فحدثت أنها عائشة , فقال لهما : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذكر أهل مقبرة فصلى عليهم ولم يخبرنا أي مقبرة هي ، فدخل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عليها فسألته عنها فقال لها : أهل مقبرة بعسقلان.

رواه أبو يَعْلَى وهو حديث ضعيف ، وذكره الفسوي في تاريخه ، وتقدم في الجنائز.

167- باب ما جاء في الشام وأهله

فيه حديث زيد بن أرقم وسيأتي في الفتن في باب الإيمان بالشام ، وحديث ابن حوالة وسيأتي أيضًا في الفتن في باب الإيمان بالشام.

7054- وعن صفوان بن عبد الله , أو عبد الله بن صفوان , قال : قال رجل يوم صفين : اللهم العن أهل الشام ، فقال علي ، رضي الله عنه : لا تسبوا أهل الشام جمًّا غفيرًا ، فإن بها الأبدال , قالها ثلاثًا.

رواه إسحاق ، ورواته ثقات .@

(7/356)

 

7054/2- وأحمد بن حنبل ولفظه : عن شريح بن عبيد قال : ذكر أهل الشام وهو عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا : العنهم يا أمير المؤمنين , قال : لا ، إني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : الأبدال تكون بالشام ، وهم أربعون رجلا ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يستقى بهم الغيث ، وينتصر بهم على الأعداء ، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب.

7055- وعن عبد الله بن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ستخرج نار قبل يوم القيامة من نحو حضرموت , قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قال : عليكم بالشام.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له ، وأَبُو يَعْلَى وابن حبان في صحيحه

7056- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبىِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله ، لا يضرهم من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

7057- وعن أبي برزة ، رضي الله عنه ، قال : كان أبغض ، الأحياء إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بنو أمية ، وثقيف ، وبنو حنيفة.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@

(7/357)

 

7058- وعن خريم بن فاتك الأسدي ، رضي الله عنه ، صاحب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إن أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن شاء من عباده ، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ، ولا يموتوا إلاَّ غمًّا وهمًّا.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ موقوفًا بسند ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم.

7058/2- ومن طريقه رواه أحمد بن حنبل ... ، فذكره إلاَّ أنه قال : ولن يموتوا إلاَّ همًّا أو غيظًا أو ، حزنًا.

7058/3- ورواه الطبراني مرفوعًا ورواته ثقات إلاَّ أنه قال : ولا يموتوا إلاَّ همًّا وغمًّا.

7059- وعن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : ذكر النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الشام فقال : أرض المحشر والمنشر.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

وله شاهد من حديث ميمونة ، رواه أبو داود وابن ماجه بسند صحيح.

7060- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : خَوْلِيٌّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَجْنَادًا ، جُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ خَوْلِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي قَالَ : عَلَيْكَ بِالشَّامِ ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ ، وَلْيَسْتَقِ بِغُدُرِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ.

رواه أبو يَعْلَى .@

(7/358)

 

7060/2- والحارث بن أبي أسامة ولفظه ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن أبي إدريس قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إنكم ستجدون أجنادًا ... ، فذكره ، وزاد : قال : وقال سعيد ابن عبد العزيز : حَدَّثَنَا ابن حلبس ، عن عبد الله بن عَمْرو قال : قال رسول الله : إني أريت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فأتبعته بصري ، فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام.

وكذا رواه أحمد بن حنبل ، والطبراني في الكبير ، والأوسط ، والحاكم وصححه من حديث عبد الله بن عَمْرو.

168- باب ما جاء في الصخرة وأهل مصر

7061- عن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لقد مر بالصخرة سبعون نبيًّا حفاة ، عليهم العباءة.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، ومدار إسناديهما على يزيد الرقاشي ، وهو ضعيف.

7062- وعن عبد الله بن يزيد وعمرو بن حريث وغيرهما رضي الله عنهم ، قالوا : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إنكم ستقدمون على قوم جعدة رؤُوسهم فاستوصوا بهم خيرًا ؟ فإنهم قوة لكم ، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله.

يعني : قبط مصر.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ , وعنه ابن حبان في صحيحه.@

(7/359)

 

95- كتاب المواعظ

1- باب ما جاء في القصاص والوعاظ

7063- عن سعيد بن أبي هند : أن عليًّا ، رضي الله عنه ، مر بقاص ، فقال : ما يقول ؟ قالوا : يقص. قال : لا ، ولكن يقول : اعرفوني.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.

7064- وعن محمد بن سيرين قال : إن القصص بدعة.

رواه مُسَدَّد عن عَمْرو بن دينار عنه به.

7065- وعن القاسم بن كثير ، عن رجل من أصحابه قال : كان كعب يقص ، فقال عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنه : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لا يقص إلاَّ أمير ، أو مأمور ، أو محتال. قال : فقيل لكعب : ثكلتك أمك ، هذا عبد الرحمن بن عوف يقول كذا وكذا ، فترك القصص ، ثم إن معاوية أمره بالقصص فاستحل ذلك بذلك .

رواه إسحاق بسند ضعيف.

7066- وعن يزيد الرقاشي قال : اختصم قوم في القصص فحسنه قوم ، وكرهه قوم ، فأتوا أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، فذكروا له ذلك وسألوه ، فقال : بعث رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بالقتال ولم يبعث بالقصص.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ، ضعيف لضعف يزيد الرقاشي وغيره.

7067- وعن كردوس قال : كان يقص فقال : حدثني رجل من أهل بدر ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لأن أجلس في مثل هذا المجلس ، أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب , يعني القصص.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل.@

(7/360)

 

7068- وعن عبد الجبار الخولاني قال : دخل رجل من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم المسجد ، فإذا كعب يقص ، فقال : من هذا ؟ قالوا : هذا كعب يقص ، فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لا يقص إلاَّ أمير أو مأمور أو مرائي ، فبلغ ذلك كعبًا فما رئي يقص بعد.

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ، ورواته ثقات.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عَمْرو رواه ابن ماجه وغيره.

7069- وعن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، قال : خرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على جماعة له ، وقاص يقص ، فلما رأى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أمسك ، فقال له النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قص , ثم قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لأن أقعد هذا المقعد غدوة حتى تشرق الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب ، ولأن أقعد هذا المقعد بعد صلاة العصر حمّى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

7070- وعن عائشة رضي الله عنها قالت للسائب : ثلاث خصال لتدعهن أو لأناجزنك. قال : وما هي ؟ قالت : إياك والسجع ، لا تسجع فإن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأصحابه لا يسجعون ، وإذا أتيت قومًا يتحدثون ، فلا تقطعن حديثهم ، ولا تمل ، الناس من كتاب الله ، ولا تحدث في الجمعة إلاَّ مرة ، فإن أبيت فمرتين.

رواه أبو يَعْلَى.

7070/2- وأحمد بن حنبل ولفظه : قالت عائشة لابن أبي السائب , قاص أهل المدينة : ثلاثًا لتبايعني عليهن أو لأناجزنك , قال : وما هن ؟ بل أبايعك يا أم المؤمنين. قالت : اجتنب السجع في الدعاء ، فإن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأصحابه كانوا لا يفعلون ذلك ، وقص على الناس في كل جمعة مرة ، فإن أبيت فمرتين ، فإن أبيت فثلاث ، ولا تمل الناس هذا الكتاب ... ، فذكره.@

(7/361)

 

2- باب في البلاغة

7071- عن عُمَر ، بن سعد قال : كانت لي حاجة إلى أبي سعد بن أبي وقاص ، رضي الله عنه ، فقدمت بين يدي حاجتي كلامًا مما يحدث الناس ويوصلون لم يكن يسمعه مني ، ثم طلبت حاجتي. قال : فرغت من حاجتك ؟ قلت : نعم , قال : ما كانت حاجتك منك أبعد ، ولا كنت فيك أزهد منذ سمعت كلامك ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها من الأرض.

رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل.

3- باب في قصص القرآن ومواعظه

7072- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلاَّ أربع سنين : {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} وأقبل بعضنا على بعض : أي شيء أحدثنا ؟! أي شيء ضيعنا ؟.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، وهو في الصحيح باختصار.

4- باب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وما جاء في تغيير البدع وفيمن رأى منكراً فلم ينكره

فيه حديث أبي سعيد الخدري وسيأتي في الفتن في الأمر بالمعروف ، وحديث القاسم بن مخول ، عن أبيه ، وتقدم في البيوع في باب اتخاذ الماشية ، وحديث أبي ذر وتقدم في الإيمان والعلم ، وحديث البراء وتقدم في أول العتق ، وحديث درة بنت أبي لهب وسبق ، في صلة الرحم.@

(7/362)

 

7073- وعن جابر بن عبد الله , رضي الله عنهما , قال : لما رجعت إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مهاجرة البحر قال : ألا تخبرونا بأعاجيب ما رأيتم من أرض الحبشة ؟ قال فتية منهم : بلى يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، بينا نحن جلوس إذ مرت عجوز من عجائز رهبانهم على رأسها قلة من ماء ، فمرت بفتى منهم ، فجعل إحدى يديه بين كتفيها ، فخرت على ركبتيها ، فانكسرت قلتها ، فلما ارتفعت التفتت إليه ، فقالت : سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين ، فتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون ، سوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا. قال : يقول رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صدقت ، صدقت ، كيف يقدس الله قومًا لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ، وأَبُو يَعْلَى وابن حبان في صحيحه .

وله شاهد من حديث بريدة بن الحصيب وتقدم في كتاب القضاء ، ورواه الطبراني من حديث معاوية ، والبزار من حديث عائشة.

7074- وعن أبي موسى ، رضي الله عنه ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : والذي نفسي بيده ، إن المعروف والمنكر لخليقتان يبصران للناس يوم القيامة ، فأما المعروف فيعد أهله الخير ويهنئهم ، وأما المنكر فيقول : إليكم إليكم ، وما يستطيعون له إلاَّ لزومًا.

رواه أبو داود الطيالسي ، ورواته ثقات.

7075- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا ينبغي لامرئ يشهد مقام حق إلاَّ تكلم به ، فإنه لن يقدم أجله ، ولن يحرمه رزقًا هو له . رواه أحمد بن منيع.@

(7/363)

 

7076- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل العامل منهم بالخطيئة نهاه الناهي تعذرًا ، فإذا كان من الغد جالسه وآكله وشاربه كأنه لم يره على الخطيئة بالأمس ، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض ، ولعنهم على لسان نبيه داود ، وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، ولتأطرنه على الحق أطرًا ، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ، وليلعننكم كما لعنهم.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، ورواه أبو داود ، والتِّرمِذيّ وابن ماجه مختصرًا.

7077- وعن رجاء بن ربيعة الزبيدي قال : أول من أخرج المنبر في يوم عيد مروان وبدأ بالخطبة قبل الصلاة ، فقام إليه رجل فقال : خالفت السنة يا مروان ، أخرجت المنبر ولما يكن يخرج ، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة ، فقال أبو سعيد : من هذا ؟ قالوا : هذا فلان بن فلان ، فقال : أما هذا فقد قضى ما عليه ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من رأى منكم منكرًا فإن استطاع أن يغيره بيده فليفعل ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان.

رواه عبد بن حميد.@

(7/364)

 

7077/2- والحارث بن أبي أسامة ولفظه : قال سعيد بن أبي سعيد المقبري : اتخذ مروان منبرًا فأخرجه يوم العيد ، وكان الإمام قبل ذلك إنما يخطب على دكيكتين فخطب الناس ، فجاء أبوسعيد وهو على المنبر ، فقال : ما هذه البدعة يا مروان ؟ فقال : إنها ليست ببدعة ، إن الناس قد كثروا فأردت أن أسمعهم موعظتي ، فقال أبوسعيد : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من رأى بدعه فليغيرها ، فإن لم يستطع أن يغيرها في الناس فليغيرها في نفسهْ وإني لا أستطيع أن أغيرها عليك ، ولا والله لا أصلي اليوم خلفك ركعة , وانصرف.

7078- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال ؟ الجهاد ثلاثة : فأول ما يغلب عليه من الجهاد اليد ، ثم اللسان ، ثم القلب ، فإذا كان القلب لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا نكس ، وجعل أعلاه أسفله.

رواه مُسَدَّد ورواته ثقات.

7079- وعن الربيع قال : قال عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، ؟ إنها ستكون هنات وهنات ، بحساب امرئ إذا رأى أمرًا لا يستطيع له تغييرًا ، أن يعلم الله ان قلبه له كاره.

رواه مسدد.

7080- وعن عُمَر بن عبد العزيز قال : إن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، لا يعذب العامة بعمل الخاصة ، فإذا المعاصي ظهرت فلم تنكر أخذت العامة والخاصة.

رواه الحميدي.

7081- وعن سيف بن سليمان قال : سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث مجاهدًا ، حدثني مولى لنا ، عَن جَدِّي قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم ، وهم قادرون على أن ينكروه ، فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة والخاصة.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة عن ابن نمير عنه به.@

(7/365)

 

5- باب فيمن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ويخالف قوله فعله

7082- عن عبد الله بن بريدة : أن وفدًا قدموا على عُمَر ، رضي الله عنه ، فقال : لآذنه عَبد الله بن الأرقم , أو عبيد الله بن الأرقم , انظر أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فائذن لهم أول الناس ، ثم القراء ، الذين يلونهم , قال : فدخلوا ، فصفوا قدامه فإذا رجل ضخم عليه مقطعات من برود , قال : فأومأ إليه فأتاه ، فقال عُمَر : إيه ثلاث مرات ، فقال الرجل : إيه , ثلاث مرات , قال عُمَر : أف قُم قُم , قال ؟ فقام فعاد في مجلسه ، ثم نظر فإذا الأشعري خفيف الجسم قصير سبط ، قال : فأومأ إليه ، فأتاه ، فقال له عُمَر : إيه ، فقال الأشعري : إيه ، فقال له عُمَر : إيه. قال : يا أمير المؤمنين ، سلنا أو افتح ، سلنا أو افتح ، حدثنا فنحدثك. قال عُمَر : أف ، قم ، فإنه لن ينفعك ضياع ، ولا راعي ضأن ، فنظر فإذا رجل أبيض خفيف الجسم ، فأومأ إليه ، فأتاه ، فقال له عُمَر : إيه ، فوثب ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ بالله ، وقال : إنك قد وليت هذه الأمة ، فاتق الله فيما وليت من أمر هذه الأمة ، وأهل رعيتك ، وفىِ نفسك خاصة ، فإنك محاسب ومسئول عما استرعيت عليه ، وإنما أنت أمين ، وإنما عليك أن تؤدي ما عليك من الأمانة ، فتعطى أجرك على قدر عملك. قال : ما صدقني رجل منذ استخلفت غيرك ، من أنت ؟ قال : أنا الربيع بن زياد ، فقال : أخو المهاجر بن زياد ؟ قال : نعم. قال : فجهز عُمَر جيشًا واستعمل عليهم الأشعري قال : ثم قال : انظر ربيعًا ، إن كان صادقًا فإنما يقول : كان غيره عون على هذا الأمر فاستعمله ، ثم لا يأتي عشر إلاَّ تعاهدت فيهن عمله ، وكتبت إلي بسيرته في عمله حتى كأن أنا الذي استعملته ، ثم قال عُمَر : عهد إلينا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن أخوف ما أخشى عليكم منافق عليم اللسان.

رواه إسحاق بن راهويه والحارث بن أبي أسامة ومسدد واللفظ له بسند صحيح.

7082/2- ثم رواه موقوفًا من طريق أبي عثمان النهدي سمعت عُمَر بن الخطاب يقول وهو على المنبر , منبر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , أكثر من أصابعي هذه : ان أخوف ما أخاف علىهذه الأمة المنافق العليم , قال : وكيف يكون منافق عليم يا أمير المؤمنين ؟ قال : عالم اللسان جاهل القلب والعمل.@

(7/366)

 

7082/3- ورواه عَبد بن حُمَيد ولفظه : عن عُمَر بن الخطاب ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إنما أخاف عليكم كل منافق عليم يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور.

ورواه أبو يَعْلَى وأحمد بن حنبل مختصرًا.

7083- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إني لست أخاف عليكم بعدي مؤمنًا موقنًا ، ولا كافرًا معلنًا ، أما المؤمن الموقن فيحجزه ، إيمانه ، وأما الكافر المعلن فيمنعه كفره ، وإنما أخاف عليكم بعدي عالماً لسانه ، جاهلاً قلبه ، يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون.

رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ؟ لجهالة التابعي ، ورواه الطبراني في الصغير والأوسط من رواية الحارث الأعور ، وهو ضعيف لكن وثقه ابن حبان وغيره.

7084- وعن سعيد بن المُسَيَّب قال : قال رجل بالمدينة في حلقة : أيكم يحدثني عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حديثًا ؟ فقال له علي ، رضي الله عنه : أنا سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لست أخاف على أمتي مؤمنًا ولا كافرًا ، أما المؤمن فيمنعه إيمانه ، وأما الكافر فيمنعه كفره ، ولكن رجلاً بينهما يقرأ القرآن ، حتى إذا دلق به يتأوله على غير تأويله ، فقال ما تعلمون ، وعمل ما تنكرون ، فضلَّ وأضلَّ.

رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ؛ لضعف إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.@

(7/367)

 

6- باب ما جاء في الخوف والرجاء

فيه حديث عبدلله بن مسعود وغيره وسيأتي في كتاب التوبة في باب الخوف من الذنوب ، وحديث عبدلله بن مسعود وسيأتي في آخر كتاب المواعظ.

7085- وعن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه : أنه أخذ تبنة وقال : وددت أني هذه ، ووددت أن أمي لم تلدني ، ووددت أني كنت نسيًا منسيًّا.

رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ، لضعف عاصم بن عبيد الله.

7086- وعنه قال : ويل لي , أو ويل لأمي , إن لم يغفر الله لي , ثلاث مرات , فقضى ما بينهما كلام.

رواه مُسَدَّد بسند فيه عاصم بن عبيد الله أيضًا.

7087- وعن إبراهيم قال : مرت عائشة , رضي الله عنها , بشجرة ، فقالت : وددت أني ورقة من هذه الشجرة.

رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.

7088- وعن الحسن قال : قال عُمَر ، رضي الله عنه : لو مات جمل في عملي ضياعًا خشيت أن يسألني الله عنه.

رواه مسدد.

7089- وعن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : وددت أني شجرة تعضد.

رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.

7090- وعن خارجة بن زيد بن ثابت قال : لما قدم المهاجرون المدينة أسهموا المنازل ، فكان سهم عثمان بن مظعون على امرأة يقال لها : أم العلاء ، قالت : فحضره الموت ، فقالت : شهادتي عليك أبا السائب أن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، أكرمك ، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سبحان الله الذي أنا عبده ورسوله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ولا أدري ما يفعل الله بي ، ولكن قد أتاه اليقين ، ونحن نرجو له الخير. قال : فبلغت من المسلمين كل مبلغ ، وقالوا : هذا عثمان في حاله ، قد قيل له هذا فكيف بنا ؟ فقالت المرأة : والله لا أزكي بعدك أحدًا أبدًا. قال : حتى هلك بعض أهل النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : رد على سلفنا عثمان بن مظعون.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر واللفظ له ، ورواته ثقات ، وأحمد بن منيع.@

(7/368)

 

7091- وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لو تعلمون قدر سعة رحمة الله لاتكلتم عليها ، وما عملتم إلاَّ قليلا ، ولو تقدرون قدر غضب الله , أو قدر عذاب الله , لظنتم أن لا تنجوا ولا ينفعكم منه شيء.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند فيه عطية العوفي وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه ابن حبان في صحيحه.

7092- وعن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلا ، ولخرجتم تجأرون لا تدرون تنجون أو لا تنجون

رواه عَبد بن حُمَيد والبزار والحاكم وقال : صحيح الإسناد.

وأصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس ، وفي البخاري وغيره من حديث أبي ذر.

7093- وعن عائشة , رضي الله عنها , قالت : قال أبو بكر ، رضي الله عنه : والله لقد رأيتني أتبع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وما خلق الله ذبابًا يمر على أنفي إلاَّ ظننت أنه عذاب من الله ، حتى أخبرني رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رواه الحارث بسند فيه جابر الجعفي ، وهو ضعيف.@

(7/369)

 

7094- وعن العباس بن عبد المطلب ، رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسًا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تحت شجرة فهاجت الريح ، فوقع ما كان فيها من ورق نخر ، وبقي ما كان فيها من ورق أخضر قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما مثل هذه الشجرة ؟ قال القوم : الله ورسوله أعلم. قال : مثلها مثل المؤمن إذا اقشعر من خشية الله ، وقعت عنه ذنوبه وبقيت له حسناته.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ والبيهقي بلفظ واحد بسند ضعيف.

7094/2- ورواه البَزَّار ، وأَبُو الشيخ بن حيان في كتاب الثواب بلفظ : إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كما تحاتت عن هذه الشجرة اليابسة ورقها.

7095- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الله ليغار لعبده فليغر العبد لنفسه.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

7096- وعن الزبير ، رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يذكرنا بأيام الله حتى نعرف ذلك في وجهه ، كأنه منذر جيش يقول : صبحكم الأمر غدوة , قال : وكان إذا كان حدثا عهد بجبريل لم يتبسم ضاحكًا حتى يرتفع عنه.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@

(7/370)

 

7097- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إنا إذا كنا عندك رأينا في أنفسنا ما نحب ، وإذا رجعنا إلى أهلنا فخالطناهم أنكرنا أنفسنا. قال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو تدومون على ما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة حتى تظلكم بأجنحتها عيانًا ، ولكن ساعة وساعة.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.

7098- وعن ابن عُمَر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لا تنسوا العظيمين. قلنا : وما العظيمان يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : الجنة والنار ، فذكر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما ذكر ، ثم بكى حتى جرى , أو بل , الدمع جانبي لحيته ثم قال : والذي نفس محمد بيده ، لو تعلمون من الأمر ما أعلم لمشيتم إلى الصعيد فحثيتم على رؤُوسكم التراب.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

7099- وعن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم :من قدر على طمع الدنيا وهو قادر على أن لا يؤديه زوجه الله ، عَزَّ وَجلَّ ، من الحور العين حيث شاء ، ومن دعته مغيبة إلى نفسها فتركها من خشية الله ، عَزَّ وَجلَّ ، زوجه الله من الحور العين حيث شاء.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لضعف بشير بن نمير.

7100- وعن أنس بن مالك , رضي الله عنه , قال : غدا أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذات يوم فقالوا يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة قال وما ذاك ؟ قالو ا النفاق النفاق قال ألستم تشهدون أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ؟ قالوا بلى : قال : ليس ذلك النفاق ، قال : ثم عادوا الثانية قالوا يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة ، @

(7/371)

 

قال وما ذاك ؟ قالوا النفاق النفاق ، قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شرك له , وأن محمدا عبده ورسوله ؟ قالوا بلى ، قال : ليس ذاك النفاق ، قال ثم عادوا الثالثة فقالوا : يا رسول الله هلكنا ورب الكعبة ، قال وما ذاك ؟ قالوا : النفاق النفاق , قال ألستم تشهدون أن لا إله إلاَّ الله , وأن محمدًا رسول الله ؟ قالوا بلى ، قال ليس ذاك النفاق ، قالوا : إنا إذا كنا عندك كنا على حال ، وإذا خرجنا من عندك همتنا الدنيا وأهلونا قال : لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على حال التي تكونون عليه لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

7- باب اجتناب ما يحتقر من الأعمال

7101- وعن عُمَر بن ذر قال : سمعت أبي يقول : إن معاذاً قال للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إني أجد نفسي شئيا لأن أكون حممة أحب إلي من أتكلم به ، فقال أيس عدو الله أن يعبد آخر ما عليه ، ورضي بالمحقرات من أعمالكم.

رواه مُسَدَّد عن يحيى عنه به.

7102- وعن عبادة بن قرط , وكانت له صحبة , رضي الله عنه , قال : والله إنكم لتعملون أعمالاً هي أرق في أعينكم من الشعر ، كنا نعدها على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من الموبقات.

رواه أبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل.

7102/2- ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر ... ، فذكره وزاد : قال أيوب : فذكر ذلك عند محمد بن سيرين أو ذكرته أنا فقال : صدق ، ولا أري خر الإزار إلاَّ منه.

ورواه الحارث فذكره إلا أنه قال : عياض بن قرظ .@

(7/372)

 

7102/3- والحاكم وصححه إلاَّ أنه قال : فقلت لأبي قتادة : فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟ قال : هو إذا كذلك أقول.

وله شاهد من حديث ابن عُمَر وتقدم في الحج في باب خطبة النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وآخر من حديث ابن مسعود وتقدم في باب كتم الشهادة.

8- باب ما جاء في الكبر والعجب وغيرهما مما يذكر

7103- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من تعظم في نفسه ، واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان.

رواه مُسَدَّد وأحمد بن حنبل بسند صحيح ، والطبراني بسند الصحيح ، والحاكم وقا ل : صحيح على شرط مسلم.

7104- وعن مجاهد : أن رجلاً قدم على ابن عُمَر ، فقال : كيف أنتم ، وأَبُو أنيس الضحاك قال : نحن وهو إذا لقيناه قلنا له ما يحب ، وإذا ولينا عنه قلنا له غير ذلك قال ذاك ما كنا نعد ونحن مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من النفاق.

رواه مسدد.

7105- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال ؟ للمنافقين علامات يعرفون بها : تحيتهم لعنة ، وطعامهم نهبة ، وغنيمتهم غلول ، ولا يقربوا المساجد إلاَّ هجرًا ، ولا يأتون الصلاة إلاَّ دبرًا ، مستكبرين ، لا يألفون ولا يؤلفودن ، خشب بالليل ، صخب , أو ضخم , بالنهار . أو كما قال.

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل بسند فيه ضعف.@

(7/373)

 

7106- وعن أبي موسى ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن في جهنم واديًا يقال له : هبهب ، حقًّا على الله أن يسكنه كل جبار فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه.

رواه أبو يَعْلَى واللفظ له والطبراني والحاكم وصححه كلهم من طريق أزهر بن سنان وهو ضعيف.

هبهب : بفتح الهاءين وبباءين موحدتين.

7107- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : مر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في طريق ، ومرت امرأة سوداء فقال لها رجل : الطريق ، فقالت : الطريق مه ، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دعوها ؟ فإنها جبارة.

رواه أبو يَعْلَى عن يحيى بن عبد الحميد الحماني وقد ضعفه الجمهور.

7108- وعن عبد الصمد بن معقل : أنه سمع وهبًا يخطب الناس فقال : احفظوا مني ثلاثًا : إياكم وهوى متبع ، وقرين سوء ، وإعجاب المرء بنفسه.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

7109- وعنه أنه سمع وهبًا يقول : إن لكل شيء طرفين ووسطًا ، فإذا أمسكت بأحد الطرفين مال الآخر ، وإذا أمسكت بالوسط اعتدل الطرفان ، وقال : عليكم بالأوساط من الأشياء.

رواه أبو يَعْلَى.@

(7/374)

 

7110- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن فيكم قومًا يتعبدون حتى يعجبوا الناس ، ويعجبوا أنفسهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند صحيح.

7111- وعن محمد بن القاسم قال : زعم عبد الله بن حنظلة ، أن عبد الله بن سلام , رضي الله عنهما , مر في السوق عليه حزمة من حطب ، فقيل له : أليس قد أغناك الله عن هذا ؟ قال : بلى ولكن أردت أن أقمع الكبر ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر.

رواه أبو يَعْلَى بسند صحيح.

9- باب ما جاء في الغضب

فيه حديث أبي سعيد الخدري وسيأتي في الفتن في باب ما أخبر به النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بما هو كائن.

7112- وعن جارية بن قدامة ، أخبرني عم لي أنه قال للنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يارسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، علمني شيئًا ينفعني الله به ، وأقلل لعلي أعي ما تقول . قال : لا تغضب ، فأعاد عليه مرارًا ، يقول : لا تغضب.

رواه أبو يَعْلَى وعنه ابن حبان في صحيحه ، ورواه مُسَدَّد وأحمد بن حنبل ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ، وتقدم في كتاب الأدب مع جملة أحاديث من هذا النوع.

7113- وعن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أن رجلاً أتى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : أخبرني بكلام أعيش به ولا تكثر علي فأنسى , قال : اجتنب الغضب , ثلاثًا , قال : فأعاد عليه فقال : اجتنب الغضب , ثلاثًا.

رواه مُسَدَّد والبيهقي في الكبرى بسند الصحيح.@

(7/375)

 

7113/2- وكذا أحمد بن حنبل فذكره وزاد : قال الرجل : ففكرت حين قال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله.

7114- وعن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : جاء رجل إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : علمني عملا أدخل به الجنة وأقلل لعلي أعقل. قال : لا تغضب.

رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة.

7114/2- ورواه الحاكم وعنه البيهقي ولفظه : عن أبي صالح ، عن أبي هريرة , أو أبي سعيد بالشك , قال : أتى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جل فقال : يا رسول الله ، علمني شيئًا ينفعني الله به وأقلل لعلي أعي ما تقول , قال : فقال له : لا تغضب , قال : فأعاد عليه مرارًا يقول له : لاتغضب.

7115- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من خزن لسانه ستر الله عورته ، ومن كف غضبه كف الله ، عَزَّ وَجلَّ ، عنه عذابه ، ومن اعتذر إلى الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قبل الله منه عذره.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى والطبراني في الأوسط ورواه البيهقي مرفوعًا وموقوفًا.@

(7/376)

 

7116- وروى الطبراني في الصغير والأوسط عنه أيضا عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه.

10- باب في التقوى وترك احتقار المسلم

فيه حديث شيخ عن رجل من الصحابة وتقدم في العلم في أول باب اتباع الكتاب والسنة ، وحديث أبي نضرة ، من شهد خطبة النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم وتقدم في الحج في خطبة النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم وحديث أبي سعيد وتقدم في أول الوصايا ، وكذا حديث معاذ في الوصايا ، وحديث الحكم وتقدم في أول سورة آل عمران ، وحديث عبدلله بن مسعود وتقدم في آخر المواعظ ، وحديث رفاعة بن رافع وسيأتي في الزهد في باب مساوئ الأعمال ، وحديث رجل من بني سليط ، وسيأتي في القضاء في الترهيب من الظلم. وحديث النعمان بن بشير وتقدم في الأدب في باب التواضع.

7117- وعن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : خطبنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ان فيكم منافقين فمن سميته فليقم. ثم قال : قم يا فلان ، قم يا فلان. حتى سمى ثلاثة وثلاثين رجلاً. ثم قال : إن فيكم , أو منكم , منافقين فاتقوا الله , قال : فمر عُمَر على رجل متقنع ممن كان سمى قد كان يعرفه ، فقال ما لك ؟ فحدثه بما قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : بعدًا لك سائر اليوم ، بعدًا لك سائر اليوم.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.

7118- وعن أبي الحويرث أنه سمع الحكم بن مينا أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال لعمر ، رضي الله عنه : اجمع لي من ها هنا من قريش ، فجمعهم ثم قال : يارسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أتخرج إليهم أم يدخلون ؟ قال : بل أخرج إليهم ، فخرج فقال : يا معشر قريش ، هل فيكم غيركم ؟ قالوا : لا إلاَّ بنو أخواتنا. قال : ابن أخت القوم منهم. ثم قال : يا معشر قريش ، اعلمو أن أولى الناس بالنبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم المتقون ، فانظروا لا يأتي الناس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالدنيا يوم القيامة تحملونها ، فأصد عنكم بوجهي. ثم قال : {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@

(7/377)

 

7119- وعن زيد ، عن جعفر العبدي قال : قال سول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ويل للمتألين من أمتي ، الذين يقولون : فلان فى الجنة ، وفلان في النار.

رواه مُسَدَّد عن إسماعيل ، عن ليث ، عنه به.

7120- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يقول الله , عز وجل : من تألى على عبدي أدخلت عبدي الجنة وأدخلته النار.

رواه مُسَدَّد ، وأصله في صحيح مسلم من حديث جندب بن عبد الله.

11- باب التقوى في القلب وإذا صلح صلح سائر في الجسد وما جاء في القلب الحزين

7121- وعن الحسن ، عن رجل من بني سليط ، رضي الله عنه ، قال : كنت في ضيعة لي فرأيت جمعًا ، فقلت : ماهذا ؟ قالوا :رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يعظ ، أصحابه ، فأدخلت رأسي بين الناس ، فإذا النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : المسلم أخو المسلم ثلاث مرات ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، التقوى ها هنا- وأومأ بيده إلى صدره.

رواه مُسَدَّد ، وأَبُو يَعْلَى واللفظ له.

7121/2- وأحمد بن حنبل بسند رواته ثقات ولفظه : أن شيخًا من بني سليط قال : أتيت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أكلمه في شيء أصيب لنا في الجاهلية ، فإذا هو قاعد وعليه حلقة قد أطافت به ، وهو يحدث القوم ، عليه إزار قطر له فأول شيء سمعته يقول : المسلم أخو المسلم.@

(7/378)

 

7122- وعن النعمان بن بشير , رضي الله عنهما , قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : في الإنسان مضغة إذا هي سلمت وصحت سلم لها سائر الجسد وصح ، وإذا هي سقمت سقم لها سائر الجسد وفسد وهي القلب.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند فيه مجالد وهو ضعيف ، لكن لم ينفرد به فقد تابعه عليه زكريا بن أبي زائدة.

7122/2- كما رواه أحمد بن حنبل ولفظه : إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.

7123- وعن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن الله يحب كل قلب حزين.

رواه أبو يَعْلَى والبزار والحاكم وصححه.

12- باب إكراه النفس على الطاعة ، ولولا أهل الطاعة هلك أهل المعصية

7124- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال لرجل من بني النجار : يا خال أسلم. قال : أجدني كارهًا , قال : وإن كنت له كارهًا وأكرهت عليه.

رواه أبو يَعْلَى بسند صحيح.@

(7/379)

 

7124/2- وأحمد بن حنبل ولفظه : أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال لرجل : أسلم. قال : أجدني كارهًا , قال : أسلم ولو كنت كارهًا.

7125- وعن الشعبي قال : كتب معاوية بن أبي سفيان إلى عائشة ، رَضِي الله عَنهَا , أن اكتبي لي شيئًا سمعتيه من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فكتبت إليه سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إنه من يعمل بغير طاعة الله يعود حامده من الناس ذامًّا.

رواه الحميدي وابن أبي عُمَر والبزار بسند واحد رواته ثقات.

7126- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مهلا عن الله مهلا لولا شباب خشع وشيوخ ركع وأطفال رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبًّا.

رواه أبو يَعْلَى والبزار والبيهقي في الكبرى ومدار أسانيدهم على إبراهيم بن خثيم بن عراك وهو ضعيف.

13- باب إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله

7127- عن أنس بن مالك , رضى الله عنه , أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا عليكم أن لا تعجلوا بحمد أحد حتى تنظروا يختم له فإن العامل يعمل زمانًا من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملا سيئًا وإن العامل ليعمل برهة من دهره بعمل سيء لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملا صالحًا وإذ أراد الله بعبد خيرًا استعمله قبل موته. قالوا : يا رسول الله وكيف يستعمله ؟! قال : يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح ورواه مرفوعًا أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعبد بن حميد وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى والحاكم وصححه وألفاظهم متقاربة , ورواه الترمذي مختصرًا.@

(7/380)

 

7128- وعن عَمْرو بن الحمق الخزاعي ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إذا أراد الله بعبد خيرًا عسله. قيل ؟ وما عسله ؟! قال : يفتح له عملا صالحًا بين يدي موته حتى يرضي من حوله.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعبد بن حميد وأحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي.

وله شاهد من حديث أبي هريرة وسيأتي في الأعمال بالخواتيم.

14- باب مثل من يعما الحسنات بعد السيئات وما جاء في المؤمن الذي لا يذل نفسه

7129- وعن عقبة بن عامر ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : مثل المؤمن الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل عليه درع ضيقة قد خنقته فإذا عمل حسنة انفكت حلقة ثم أخرى حتى يخرج إلى الأرض.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند صحيح وأحمد بن حنبل بسند فيه ابن لَهِيعَة والطبراني.@

(7/381)

 

7130- وعن الحسن بن أبي الحسن قال : قام إليه رجل فقال : يا أبا سعيد الحجاج قد أخر الصلاة يوم الجمعة حتى قريبًا من العصر قال : فقم إليه فاؤمره بتقوى الله. قال له الحسن بن أبي الحسن : إنهم إذًا يقتلوني , قال : فقال له الرجل : أليس قال الله , عز وجل : كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون .

قال الحسن : حدثني أبو بكرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ليس المؤمن الذي يذل نفسه. قالوا : وكيف يذلها يا رسول الله ؟ قال : يتكلفه من البلاء ما لا يطيق.

رواه الحارث بن أبي أسامة عن الخليل بن زكريا وهو ضعيف لكن لم ينفرد به فقد رواه أبو يَعْلَى مطولاً , وسيأتي في الفتن في باب ليس للمؤمن أن يذل نفسه.

7131- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن المؤمن لينضى شيطانه كما ينضى أحدكم بعيره.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لضعف ابن لَهِيعَة.

15- باب تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة

7132- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت رديف النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا غلام ألا أعلمك كلمات لعل الله أن ينفعك بهن ؟ قلت : بلى فداك أبي وأمي. قال : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، @

(7/382)

 

إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله فقد جف القلم بما هو كائن فلو اجتمع الخلق على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه أو يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه فإن استطعت أن تعمل لله بالرضا في اليقين فافعل فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا.

رواه مُسَدَّد واللفظ له ومحمد بن يحيى بن أبي عُمَر وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى.

7132/2- ورواه عَبد بن حُمَيد ولفظه : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وأن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئًا لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك أو يصرفوا عنك شيئا أراد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك وأن جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا.

ورواه الترمذي مختصرًا وقال : حسن صحيح.

16- باب الترهيب من الظلم وإعانة المبطل ومساعدته وما جاء فيمن قدر على نصره مؤمن فلم ينصره

فيه حديث عبد الله بن عمرو , وسيأتي فيمن هجر السيئات.

7133- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الظلم ثلاثة : فظلم لا يتركه الله ، عَزَّ وَجلَّ ، وظلم يغفر ، وظلم لا يغفر ، فأما الظلم الذي لا يغفر والشرك لا يغفره الله ، عَزَّ وَجلَّ ، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد فيما بينه وبين ربه عز وجه ، وأما الذي لا يترك فقص الله بعضهم من بعض.

رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف ؛ لضعف يزيد الرقاشي .@

(7/383)

 

7134- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أعان بباطل ليدحض بباطله حقًّا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رواه مُسَدَّد والطبراني والأصبهاني ، ومدار أسانيدهم على حسين بن قيس المعروف بحنش ، وهو ضعيف.

7135- وعن أبي عثمان قال : يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات أمثال الجبال الرواسي ، فما يزال الرجل يطلبه بمظلمة ، ويأخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة ، وحتى يرجع عليه من سيئاته ، فقلت لأبي عثمان : ممن سمعت هذا ؟ فذكر ستة من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حفظت منهم ابن مسعود وحذيفة وسلمان الفارسي , رضي الله عنهم.

رواه مسدد.

7135/2- والبيهقي في كتاب البعث بإسناد جيد ولفظه : عن أبي عثمان ، عن سلمان الفارسي وسعد بن مالك وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود , حتى عد ستة أو سبعة من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , قالوا : إن الرجل لترفع له يوم القيامة صحيفة حتى يرى أنه ناج ، فما تزال مظالم ابن آدم تتبعه حتى ما يبقى له حسنة ، ويحمل عليه من سيئاتهم.

7136- وعن سهل بن حنيف ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أذل عنده مؤمن وهو يقدر على أن ينصره ، فلم ينصره ، أذله الله على رؤُوس الخلائق .

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل بسند واحد مداره على ابن لَهِيعَة.

17- باب اجتناب المحرمات

7137- عن معاوية بن قرة قال : أتينا أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، فكان فيما حدثنا قال : لم أر مثل الذي بلغنا عن ربنا , تبارك وتعالى , لم يخرج له من كل أهل ومال ، ثم سكت وقال : لقد كلفنا ربنا أهون من ذلك لقد تجاوز عما دون الكبائر ، فما لنا ولها ، ثم تلا : {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ...} الآية.

رواه مسدد.@

(7/384)

 

7138- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب إلى الجبل فيحتطب ، ثم يأتي به فيحمله على ظهره ، فيبيعه فيأكل ، خير له من أن يسأل ، ولأن يأخذ ترابًا فيجعله في فيه ، خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه.

رواه أحمد بن منيع ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل واللفظ له بسند صحيح.

ورواه مالك والبخاري ومسلم ، والتِّرمِذيّ وا لنسائي والمنذري من طريقهم باختصار.

18- باب إظهار عمل العبد للناس وإن أخفاه

7139- عن عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، قال : لو أن رجلاً دخل بيتًا في جوف بيت فأدمن هناك عملاً أوشك الناس أن يتحدثوا به ، وما من عامل عمل عملاً إلاَّ كساه الله رداء عمله ، إن كان خيرًا فخير ، وإن كان شرًّا فشر.

رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.@

(7/385)

 

7140- وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كتب أبوالدرداء إلى مسلمة بن مخلد , رضي الله عنهما : أما بعد ، فإن العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله ، وإذا أحبه حببه إلى خلقه ، وإن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله ، وإذا أبغضه الله بغضه إلى خلقه .

رواه مسدد موقوفًا ، ورواته ثقات.

7141- وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه قال : لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ، ليس لها باب ولا كوة ، لخرج عمله للناس كائنًا من كان.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ والحاكم في المُسْتَدرك وقال : صحيح الإسناد.

19- باب ما جاء في العمل لله

7142- عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : إن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، بنى دينه على أربعة أركان ، فمن لم يصبر عليهن ، ولم يعمل بهن ، لقي الله من الفاسقين. قيل : وما هن يا أبا ذر ؟ قال : يسلم حلال الله لله ، وحرام الله لله ، وأمر الله لله ، ونهي الله لله ، لا يؤتمن عليهن إلاَّ الله ، قال أبو القاسم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كما لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينال الفجار منازل الأبرار.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ موقوفًا.

7143- وعن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه ، قال : قلت لرجل : هلم فلنجعل يومنا هذا لله ، عَزَّ وَجلَّ ، . قال : فوالله لكأن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شاهد هذا فخطب فقال : ومنهم من يقول : هلم نجعل يومنا هذا لله ، عَزَّ وَجلَّ ، قال : فما زال يقولها حتى تمنيت أن الأرض ساخت بي.

رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل كلاهما بسند فيه ، راو لم يسم.@

(7/386)

 

7144- وعن أبي الدهماء ، عن رجل من قومه قال : أتيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقلت : علمني ، فكان فيما علمني : إنك لا تدع شيئًا لله إلاَّ أبدلك الله ما هو خير منه.

رواه أبو يَعْلَى والنسائي في الكبرى ، ورواه الحارث وسيأتي في الزهد في باب المتنطعين.

7145- وعن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، قال : لا يدع رجل منكم أن يعمل لله ألف حسنة ، فإنه لن يعمل , إن شاء الله , مثل ذلك في يومه من الذنوب ويكون ما عمل من خير سوى ذلك وافرًا.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ، والنسائي في الكبرى.

20- باب لكل إنسان ثلاثة أخلاء

7146- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لكل إنسان ثلاثة أخلاء ، فإما خليل فيقول : ما أنفقت فلك وما أمسكت فليس لك ، فذلك ماله ، وإما خليل فيقول : أنا معك فإذا أتيت باب الملك تركتك ورجعت فذلك أهله وحشمه ، وإما خليل فيقول : أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت ، فذلك عمله فيقول : إن كنت لأهون الثلاثة علي , أو قال ؟ عليك.

رواه أبو داود الطيالسي والبزار ، ورواته ثقات.

وله شاهد من حديث النعمان بن بشير رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار بسند صحيح ، والبزار من حديث أبي هريرة بسند الصحيح.@

(7/387)

 

21- باب في التصديق بما جاء عن الله عز وجل

7147- تقدم في آخر التفسير من حديث جابر مرفوعًا ... ، فذكر الحديث وفيه : ومن بلغه عن الله فضيلة فعمل بها إيمانًا به ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك وان لم يكن ذلك كذلك .

7148- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من بلغه عن الله , عزوجل , فضيلة فلم يصدق بها لم ينلها.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ، لضعف بزيع.

7149- وعنه قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من وعده الله ، عَزَّ وَجلَّ ، على عمل ثوابًا ، فهو منجز له ، ومن وعده على عمل عقابًا فهو فيه بالخيار.

رواه أبو يَعْلَى والبزار ومدار إسناديهما على سهيل بن أبي حزم ، وهو ضعيف.

22- باب على المرء بنفسه

7150- عن عبد الله بن عَمْرو , رضي الله عنهما , قال : جاء حمزة بن عبد المطلب ، رضي الله عنه ، إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا رسول الله ، اجعلني على شيء أعيش به ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نفس تنجيها أحب إليك أم نفس تميتها ؟ قال : نفس أنجيها. قال : عليك بنفسك.

رواه أبو يَعْلَى بسند فيه ابن لَهِيعَة.

7151- ورواه الحاكم وعنه البيهقي من حديث جابر بن عبد الله قال : قال العباس : يا رسول الله أمرني على بعض ما ولاك الله ، فقال النبىِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا عباس يا عم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها.

وتقدم له شواهد في كتاب الإمارة في باب كراهة الإمارة.@

(7/388)

 

23- باب في الإنذار من النار

7152- عن سماك بن حرب سمعت النعمان بن بشير , رضي الله عنهما , يخطب وعليه خميصة له فقال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يخطب وهو يقول : أنذركم النار. حتى لو أن رجلاً في موضع كذا وكذا سمع صوته.

رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح.

7152/2- وكذا أبو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو على المنبر يقول : أنذركم النار. حتى سقط إحدى عطفي ردائه عن منكبيه وهو يقول : أنذركم النار. حتى أن لو كان من مكاني هذا لأسمع أهل السوق أو من شاء الله منهم وهو على منبر الكوفة.

7153- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الله لم يحرم حرمة إلاَّ وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع ألا فإني ممسك بحجزكم أن تتهافتوا في النار كما تتهافت الفراشة والذباب

رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ، وأَبُو يَعْلَى ورواته ثقات.

24- باب في عظمة الله عز وجل وسعة رحمته وما جاء في أعظم الناس جرمًا وغيرذلك

7154- عن سلمان رضي الله عنه أن نبي الله قال : إن لله ، عز وجل ، مائة رحمة منها رحمة يتراحم بها الخلق وتسعة وتسعون ليوم القيامة أو كما قال.

رواه مسدد بسند صحيح وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رواه ابن ماجه وأخر من حديث أبي هريرة رواه أحمد بن حنبل.@

(7/389)

 

7155- وعن عبيد الله المكتب , عن مجاهد قال : قال ابن عباس ، أو ابن عمر الشك من عبيد الله : إن الله احتجب من خلقه بأربع : بنور ثم ظلمة ثم نار ثم ظلمة ، أو بنار ثم ظلمة ثم نورثم ظلمة.

رواه أحمد بن منيع عن جرير عنه به.

وله شاهدٌ من حديث سهل بن سعد وتقدم في كتاب عجائب المخلوقات.

7156- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم بأربع فقال : إن الله ، عز وجل ، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النار لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره.

رواه عبد بن حميد بسند صحيح.

7157- وعن أبي أمامة , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : ما رفع رجل صوته بعفرة غناء إلابعثه الله إليه شيطانين يجلسان على منكبيه ويضربان بأعقابهما في صدره متى يسكت حتى سكت.

رواه أبو يعلى بسند ضعيف.

7158- وعن سعد بن أبي وقاص , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : أعظم المسلمين جرمًا من سأل عن أمر لم يحرم على الناس فحرم من أجل مسألته.

رواه أبو يعلى الموصلي بسند صحيح.@

(7/390)

 

25- باب ما جاء في تضعيف الحسنات

فيه حديث خريم بن فاتك وتقدم في كتاب النفقات.

7159- وعن أبي عثمان النهدي قال : أتيت أبا هريرة , رضي الله عنه , فقلت : إنه بلغني أنك تقول الحسنة تضاعفت ألف ألف حسنة ، قال : وما أعجبك من ذلك فوالله لقد سمعته ، يعني النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إن الله ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة.

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل بسند مداره على علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.

7160- وعن أنس بن مالك ، رضىِ الله عنه ، أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : من هم بحسنة فعملها كتبت له عشرحسنات فإن لم يعملها كتبت له حسنة واحدة وإن هم بسيئة فعملهاكتبت عليه سيئة فإن لم يعملهالم يكتب عليه شيء.

رواه الحارث بن أبي أسامة.

7160/2- وأبو يعلى الموصلي ولفظه : من هم بحسنة كتبها الله له حسنة فإن عملها كتبت له عشرحسنات وإن هم بسيئة لم تكتب عليه حتى يعملها فإن عملها كتبت عليه سيئة وإن تركها كتبت له حسنة يقول الله ، تعالى ، : إنما تركها من مخافتي .

وأصله في الصحيحين من حديث أبي هريرة.

وله شاهدٌ من حديث أبي سعيد الخدري وتقدم في الإسراء من كتاب الإيمان.

26- باب ما جاء في وعظ النساء

7161- عن الأحوص بن حكيم , عن أبيه أن النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أخف أهلك في الله ولا ترفع عصاك عنهم وعصاك موعظتك.

رواه مسدد عن عيسى بن يونس عنه به.@

(7/391)

 

7162- وعن حزام بن حكيم , عن حكيم قال : خطب النساء فوعظهن وأمرهن بتقوى الله والطاعة لأزواجهن وأن يصدقن وقال : وإن منكن من تدخل الجنة وجمع بين أصابعه وجعلكن حطب جهنم , وفرق بين أصابعه فقالت الماردة ، أو المرادية ، : ولم ذلك يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قال : تكفرن العشير وتكثرن اللعن وتسوفن الخير.

رواه أبو يعلى وابن حبان في "صحيحه" وله شاهد من حديث ابن مسعود في باب الأمر للنساء بالصدقة وآخر في الأدب في باب كل معروف صدقة.

27- باب فيمن أهان كتاب الله وسنة رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم وما جاء في الأمر بالسداد واغتنام خمس قبل خمس

7163- عن ابن عباس , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم :من مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله أذل الله رقبته يوم القيامة مع ما دخر له من العذاب وسلطان الله كتاب الله ، عز وجل ، وسنة نبيه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم .

رواه مسدد بسند ضعيف لضعف حسين بن قيس المعروف بحنش.

7164- وعن عبد الله بن بسر , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : سددوا وأبشروا فإن الله ، عز وجل ، ليس إلى عذابكم بسريع وسيأتي قوم لا حجة لهم.

رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لتدليس بقية بن الوليد.

7165- وعن عمرو بن ميمون الأودي أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : قال لرجل وهو يعظه : اغتنم خمسًا قبل خمس : شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك.

رواه مسدد ، والنسائي ، في الكبرى مرسلًا ورواته ثقات.

وله شاهدٌ مرفوع من حديث بن عباس رواه الحاكم وقال : صحيح على شرطهما.@

(7/392)

 

28- باب المهاجر من هجر السيئات

فيه حديث عائشة وسيأتي في كتاب التوبة في باب الندم توبة وحديث عمرو بن عبسة وتقدم في الإيمان في باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وحديث أم أنس وتقدم في باب فضل الصلاة وحديث عبدلله بن السعدي وتقدم في كتاب الهجرة وحديث أنس وغيره وتقدم في باب الترهيب من الظلم.

7166- وعن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنهما ، أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوأرحامهم وأمرهم بالفجور ففجروا وأمرهم بالبخل فبخلوا. فقال رجل : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم أي المسلمين أفضل ؟ ، أو قال : أي الإسلام أفضل ؟ ، قال : أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك ، قال : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم فأي الهجرة أفضل ؟ قال : أن تهجر ما كره ربك ، قال : فقال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : الهجرة هجرتان : هجرة الحاضر وهجرة البادي أما البادي فيجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر وأما الحاضر فهو أعظمهما بلية وأعظمهما أجرا.

رواه أبو داود الطيالسي ورواته ثقات.

7166/2- وفي رواية له قال : جاء أعرابي علوي جريء جاف فقال : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم أخبرنا عن الهجرة أهي إليك حيثما كنت أم إلى أرض معروفة أم لقوم خاص أم إذا مت انقطعت ؟ قال : فسكت عنه رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم قال : أين السائل ؟ قال : ها أنا ذا يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن ثم أنت مهاجر وإن مت في الحضر. قال عبدلله بن عمرو : فقال رجل : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم أخبرنا عن ثياب أهل الجنة أخلق يخلق أم نسج ينسج ؟ فسكت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم وضحك بعض القوم فقال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : مما تضحكون أمن جاهل يسأل عالماً ؟! ثم قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم أين السائل ؟ فقال : ها أنا ذا يا رسول الله. فقال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : بل تتشقق عنها ثمر الجنة بل تتشقق عنها ثمر الجنة ، مرتين ، فقلت : يا عبدلله بن عمرو ما تقول في الهجرة والجهاد ؟ فقال عبد الله : ابدأ بنفسك فاغزها وابدأ بنفسك فجاهدها فإنك إن قتلت فارًّا بعثك الله فارًّا وإن قتلت مرائيًا بعثك الله مرائيًا وإن قتلت صابرًا محتسبًا بعثك الله صابرًا محتسبًا .@

(7/393)

 

7166/3- ورواه مسدد ولفظه : قال رجل لعبد الله بن عمرو : رأيت الوسقين اللذين وجدتهما يوم اليرموك لا حاجة لي فيهما إلا أن تحدثني عنهما بشيء سمعته من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ورب هذه البنية لقد سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : المهاجر من هجر السيئات .

7166/4- وفي رواية له صحيحة : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه.

7166/5- ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر بسند فيه الأفريقي ولفظه :جاء رجل إلى النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ما المهاجر ؟ قال : من هجر السيئات ، قال : فمن المؤمن ؟ قال : من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، قال : فمن المجاهد ؟ قال : من جاهد نفسه .

7166/6- ثم رواه كطريق أبي داود الأولى وزاد : ثم ناداه رجل فقال : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم أي الجهاد أفضل ؟ قال : أن يعقر جوادك ويهراق دمك ، قال : ثم ناداه هو أو غيره : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم أي الهجرة أفضل ... , فذكره بتمامه.

7166/7- ورواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ ولفظه قال : جاء أعرابي علوي جرمي فقال : يا رسول الله أخبرنا عن الهجرة إليك ؟ هي أينما كنت ؟ أم لقوم خاصة ؟ أم إلى أرض معلومة ؟ أم إذا مت انقطعت ؟ قال ثلاث مرات ثم جلس فسكت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يسيرًا ثم قال : أين السائل ؟ قال : هو ذا يا رسول الله قال : الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ثم أنت مهاجر وإن مت بالحضر. قال : فقام آخر فقال : يا رسول الله أخبرني عن ثياب الجنة أتخلق خلقًا أو تنسج نسجًا ؟ قال : فضحك بعض القوم فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تضحكون من جاهل يسأل عالماً , ثم قال : أين السائل عن ثياب الجنة ؟ قال : هو ذا يا رسول الله. قال : لا بل تتشقق عنها ثمر الجنة , ثلاث مرات , قال حبار لعبد الله بن عَمْرو : كيف تقول في الغزو والجهاد ؟ قال : يا عبد الله ابدأ بنفسك فجاهدها ... ، فذكره.

ورواه البَزَّار ، وأَبُو داود في سننه مختصرًا.

ورواه النسائي في الكبرى وتقدم بعض الحديث في كتاب الهجرة.

وله شاهد وتقدم في كتاب الإيمان في باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.@

(7/394)

 

29- باب من أحب دنياه أضر بآخرته

7167- عن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعبد بن حميد وأحمد بن حنبل والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي كلهم من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي موسى وقال الحاكم : صحيح على شرطهما.

قال الحافظ المنذري : المطلب لم يسمع من أبي موسى.

وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود رواه الحاكم وصححه.@

(7/395)

 

30- باب الأعمال بالخواتيم

فيه حديث حذيفة وتقدم في الجنائز في باب من ختم له بعمل صالح وحديث سهل بن سعد وتقدم في غزوة أحد.

7168- وعن عائشة , رضي الله عنها , أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار وإن العبد ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمن أهل الجنة.

رواه عبد بن حميد.

7168/2- وأَبُو يَعْلَى ولفظه : أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل النار فإذا كان قبل موته تحول فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل الجنة فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة.

ورواه الحارث موقوفًا.

وله شاهد من حديث أنس وغيره وتقدم في باب إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله.

7169- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تعمل هذه الأمة برهة بكتاب الله ثم تعمل برهة بسنة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثم تعمل بالرأي فإذا عملوا بالرأي فقد ضلوا وأضلوا.

رواه أبو يَعْلَى وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي.@

(7/396)

 

31- باب في مجازاة المؤمن والكافر ، وما جاء في خير الناس وشرهم

7170- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجازى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بها في الدنيا فإذا كان يوم القيامة لم تكن له حسنة.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة ورواته ثقات.

7171- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : الا أخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى , قال : شراركم من لا يتقى شره ولا يرجى خيره وخياركم من يرجى خيره ويؤمن شره.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وصححه وابن حبان في صحيحه وآخر من حديث عُمَر وسيأتي في الفتن في باب خير الناس وشرهم.

32- باب دع ما يربيك إلى مالا يربيك ، وما جاء في الموعظة

7172- عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

وله شاهد من حديث وابصة وتقدم في العلم في باب حسن السؤال وآخر من حديث الحسن بن علي بن أبي طالب رواه النسائي ، والتِّرمِذيّ وقال : حديث حسن صحيح.@

(7/397)

 

7173- وعن أبي أيوب الأنصاري ، رضي الله عنه ، قال : أتى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رجل فقال : عظني وأوجز ، فقال : إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا واجمع الإياس مما في أيدي الناس.

رواه أحمد بن منيع.

7174- وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص , رواه الحاكم وصححه والبيهقي , قال : جاء رجل إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : يا رسول الله أوصني , قال : عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يعتذر منه.

ورواه الطبراني من حديث ابن عُمَر.

33- باب ما جاء في الشكر

فيه حديث أبي زكريا وسيأتي في الباب بعده.

7175- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : من لم يشكر الناس لم يشكر الله , عزوجل.

رواه مُسَدَّد بسند ضعيف لضعف عطية العوفي والراوي عنه.

7176- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا يشكر الله من لا يشكر الناس.

رواه أبو داود والطبراني وابن حبان في صحيحه .@

(7/398)

 

7176/2- ورواه أبو داود ، والتِّرمِذيّ وصححه : بلفظ : من لا يشكر الله لا يشكر الناس.

قال المنذري : روي هذا الحديث برفع الله وبرفع الناس وروي أيضًا بنصبهما وبرفع الله ونصب الناس وعكسه أربع روايات.

7177- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أحسنوا جوار نعم الله لا تنفروها فقلما زالت عن قوم فعادت إليهم.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لضعف عثمان بن مطر.

7178- وعن الأشعث بن قيصر ، رضي الله عنه ، عن النبى صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن أشكر الناس لله أشكرهم للناس.

رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل.

34- باب جامع في المواعظ

فيه حديث أبي هريرة وابن عباس وتقدم مطولا جدًّا في نحو كراس في كتاب الجمعة.

7179- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : خطب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : ألا إن الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قد أعطى كل ذي حق حقه ألا أن الله قد فرض فرائضًا وسن سننًا وحد حدودًا وأحل حلالاً وحرم حرامًا وشرع الدين فجعله سهلاً سمحًا واسعًا ولم يجعله ضيقًا ألا إنه لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ومن نكث ذمة الله طلبه ومن نكث ذمتي خاصمته ومن خاصمته فلجت عليه ومن نكث ذمتي لم تنله شفاعتي ولم يرد علي الحوض ألا إن الله لم يرخص في القتل إلاَّ في ثلاث : مرتد بعد إيمان أو زان بعد إحصان أو قاتل نفسًا فيقتل بقتله ألا هل بلغت.

رواه مُسَدَّد ، وأَبُو يَعْلَى والطبراني في الكبير ومدار أسانيدهم على حسين بن قيس وهو ضعيف.

قوله : فلجت عليه بالجيم : أي ظهرت عليه بالحجة والبرهان وظفرت به.@

(7/399)

 

7180- وعن حميضة بنت ياسر : أن يسيرة أخبرتها أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أمرهن أن يراعين بالتسبيح والتقديس والتهليل وأن يعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات.

رواه مسدد.

7181- وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال : إذا كان جوف الليل اطلع ملك فقال : سبحوا الملك القدوس. ثم يطلع ملك آخر فيقول : سبحوا الملك القدوس ، فعند ذلك تحرك الطير أجنحتها ثم يطلع ملك آخر فيقول : يا باغي الخير هلم. ثم يطلع آخر فيقول : يا باغي الشر أقصر. ثم يطلع آخر فيقول : اللهم اجعل لمنفق خلفًا. ثم يطلع آخر فيقول : اللهم اجعل لممسك تلفًا.

رواه مُسَدَّد مقطوعًا , وتقدم في النكاح في باب النفقات.

7182- وعن عقبة بن عبد الغفار قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : والذي نفسي بيده إن الله ليتجر لعبده المؤمن من وراء كل تاجر حتى يأتيه برزقه أنى يكون. قال : فقال قائل : ولو كان في الأسباب ؟ قال : ولو كان في الأسباب.

رواه مُسَدَّد عن جعفر عنه به.

7183- وعن الحسن قال : إن دخولك على أهل السعة مسخطة للرزق.

رواه مُسَدَّد مقطوعًا ورواته ثقات.

7184- لكن له شاهد مرفوع من حديث عبد الله بن الشخير قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أقلوا الدخول على الأغنياء فإنه أحرى أن لا تزدروا نعم الله , عز وجل.

رواه الحاكم وقال : صحيح الإسناد.@

(7/400)

 

7185- وعن مسروق قال : ما غبطت مؤمنًا بشيء كمؤمن في لحده قد أمن عذاب الله واستراح من أذى الدنيا.

رواه مُسَدَّد مقطوعًا.

7186- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه : أنه مر بمروان بن الحكم وهو يبني بناءً له فقال : أيها العبيد ابنوا شديدًا وأملوا بعيدًا وعيشوا قليلا واقسموا فسوف تقسم والموعد الله , عز وجل.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

7187- وعن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وعد نفسك في الموتى واتق دعوات المظلوم فإنها مستجابات ومن استطاع منكم أن يشهد العشاء الآخرة وصلاة الغداة في جماعة فليفعل ولو حبوًا واعلم أن قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك واعلم أن البر لا يبلى وإن الإثم لا ينسى.

رواه مُسَدَّد بسند فيه راو لم يسم ورواه الطبراني في الكبير وسمى الرجل المبهم جابرًا ومن طريقه رواه المنذري وقال : لا يحضرني حاله.

لكن له شاهد صحيح وتقدم في الدعوات في باب دعوة المظلوم.

7188- وعن هبيرة قال : قال عبد الله : اعتبروا الرجل بمن يصاحب فإنما يصاحب الرجل من هو مثله.

رواه مُسَدَّد موقوفًا وهبيرة مختلف فيه وباقي رواة الإسناد ثقات.

7189- وعن أبي زكريا الكوفي , عن رجل حدثه : أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نهى رجلاً عن ثلاث وأوصاه بثلاث فأما الذي نهاه عنها فقال : لا تنقض عهدًا ولا تعن على نقضه ولا تبغ فإنه من بغي عليه لينصره الله وإياك ومكر السئ فإنه لا يحيق المكر السئ إلاَّ بأهله ولهن من الله ، عَزَّ وَجلَّ ، طالب. وأما التي أوصاه بها أن يكثر ذكر الموت فإنه يشغلك عما سواه وعليك بالدعاء فإنك لا تدري متى يستجاب لك وعليك بالشكر فإنه زيادة ثم قرأ سفيان : {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر عن سفيان عنه به.@

(7/401)

 

7190- وعن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، أنه كان يقول في خطبته : إن أصدق الحديث كلام الله وأوثق العرى كلمة التقوى وخير الملل ملة إبراهيم وأحسن القصص هذا القرآن وأحسن السنن سنة محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأشرف الحديث ذكر الله وخير الأمور عزائمها وشر الأمور محدثاتها وأحسن الهدي هدي الأنبياء وأشرف الموت قتل الشهداء وأعر الضلالة الضلالة بعد الهدى وخير العمل , أو العلم شك بشر- ما نفع وخير الهدي ما اتبع وشر العمى عمى القلب واليد العليا خير من اليد السفلى وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها وشر الغيلة الغيلة عند حضرة الموت وشر الندامة ندامة يوم القيامة ومن الناس من لا يأتي الجمعة أو الصلاة إلاَّ دبرًا ولا يذكر الله إلاَّ هجرًا وأعظم الخطايا اللسان الكذوب وخير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى ورأس الحكمة مخافة الله وخير ما ألقي في القلب اليقين والريب من الكفر والنوح من عمل الجاهلية والغلول من جمر جهنم والكنز كي من النار والشعر مزامير إبليس والخمر جماع الإثم والنساء حبائل الشيطان والشباب شعبة من الجنون وشر المكاسب مكا سب الربا وشَر المآكل مأكل مال اليتامى والسعيد من وعظ بغيره والشقي من شقي في بطن أمه وإنما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه وإنما يصير إلى موضع أربع أذرع وخير الأمر بآخره وأملك العمل خواتيمه وشر الروايا روايا الكذب وكل ما هو آت قريب وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر وأكل لحمه من معاصي الله وحرمة ماله كحرمة دمه ومن يتأل على الله يكذبه ومن يغفر يغفر الله له ومن يعف يعف الله عنه ومن يكظم الغيظ يأجره الله ومن يصبر على الرزايا يعقبه الله ومن يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكره ومن يستكبر يضعه الله ومن يتبع السمعة يسمع الله به ومن ينوي الدنيا تعجزه ومن يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله يعذبه.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر.@

(7/402)

 

7190/2- وأحمد بن منيع بسند ضعيف ولفظه : عن عبد الله بن مسعود : أنه كان يخطب كل عشية خميس بهذه الخطبة , قال : وكنا نرى أنها خطبة النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم :- أيها الناس إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ألا أيها الناس إنكم موقوفون في صعيد واحد ينفذكم البصر ويسمعكم المنادي ألا وإن الشقي من شقي في بطن أمه ألا وإن السعيد من وعظ بغيره.

7191- وعن أبي البختري عن الباهلي : أن عُمَر ، رضي الله عنه ، قام في الناس خطيبًا مدخلهم الشام بالجابية فقال : تعلموا القرآن تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله فإنه لم يبلغ منزلة ذي حق أن يطاع في معصية الله واعلمو أنه لا يقرب من أجل ولا يبعد من رزق قول بحق وتذكير عظيم واعلمو أن بين العبد وبين رزقه حجاب فإن صبر أتاه رزقه وإن اقتحم هتك الحجاب ولم يدرك فوق رزقه فأدبوا الخيل وانتضلوا وانتعلوا وتسوكوا وتمعددوا وإياكم وأخلاق العجم ومجاورة الجبارين وأن يرى بين أظهركم صليب وأن تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر وتدخلوا الحمام بغير إزار وتدعوا نساءكم يدخلن الحمامات فإن ذلك لا يحل وإياكم أن تكسبوا من عقد الأعاجم بعد نزولكم في بلادهم ما يحبسكم في أرضهم فإنكم توشكون أن ترجعوا إلى بلادكم وإياكم والصغار أن تجعلوه في رقابكم وعليكم بأموال العرب الماشية تزولون بها حيث زُلتم واعلمو أن الأشربة تصنع من ثلاثة : من الزبيب والعسل والتمر فما عتق منه فهو خمر لا يحل واعلمو أن الله لا يزكي ثلاثة نفر ولا ينظر إليهم ولا يقربهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم : رجل أعطى إمامه صفقة يريد بها الدنيا فإن أصابها وفى له وإن لم يصبها لم يوف له ورجل خرج بسلعته بعد العصر فحلفت بها لقد أعطي بها كذا فاشتريت لقوله وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر ولا يحل لك أن تهجر أخاك فوق ثلاثة أيام ومن أتى ساحرًا أو كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفربما أنزل على محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ؛ لضعف ابن لَهِيعَة.@

(7/403)

 

7192- عن عبد الله بن عَمْرو ، رضي الله عنه ، قال : لخير عمله اليوم أحب إلي من مثليه مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأنا كنا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر ورواته ثقات.

7193- وعن عائشة , رضي الله عنها , عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إذا ظهر السوء بأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه. قلت : يا رسول الله وفيهم أهل طاعة الله ؟ قال : نعم ثم يصيرون إلى رحمة الله.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة.

7194- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : خدمت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأنا ابن ثمان سنين فكان أول ما علمني أن قال لي : يا بني حكم وضوءك لصلاتك تحبك حفظتك ويزاد في عمرك يا بني يا أنس الغسل من الجنابة فبالغ فيها فإن تحت كل شعرة جنابة. قال : قلت : يا رسول الله وكيف أبالغ فيها ؟ قال : روي أصول الشعر وأنق بشرتك تخرج من مغتسلك وقد غفر لك كل ذنب يا بني لا تفوتك ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين يا بني وأكثر الصلاة في الليل والنهار فإنك ما دمت في صلاة فإن الملائكة تصلي عليك يا بني وإذا قمت في الصلاة فانصب نفسك لله فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وفرج بين أصابعك وارفع عضدك عن جنبيك وإذا رفعت رأسك من الركوع فقم حتى يرجع كل عضو إلى مكانه وإذا سجدت فالزق وجهك بالأرض ولا تنقر نقر الغراب ولا تبسط ذراعيك بسط الثعلب فإذا رفعت رأسك فلا تقعي كما يقعي الكلب ضع أليتيك بين قدميك والزق ظاهر قدميك بالأرض فإن الله لا ينظر إلى صلاة عبد لا يتم ركوعها وسجودها وإن استطعت أن تكون على وضوء من يومك وليلتك @

(7/404)

 

فان يأتك الموت وأنت على ذلك لم تفتك الشهادة يا بني وإذا دخلت بيتك فسلم تكثر بركتك وبركة بيتك يا بني وإذا خرجت لحاجة فلا يقعن بصرك على من أهل دينك إلاَّ سلمت عليه تدخل حلاوة الإيمان قلبك وإن أصبت ذنبًا في مخرجك رجعت وقد غفر لك يا بني ولا تبيتن ولا تصبحن يومًا وفي قلبك غش لأحد من أهل الإسلام فإن هذا أمرسنتي ومن أخذ بسنتي فقد أحبني ومن أحبني فهو معي في الجنة يا بني فإذا عملت بهذا وحفظت وصيتي فلا يكونن شيء أحب إليك من الموت فإن فيه راحتك.

رواه أحمد بن منيع بسند ضعيف لضعف العلاء أبي محمد الثقفي ومحمد بن يحي بن أبي عُمَر بسند فيه راوٍ لم يسم.

7194/2- ورواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند فيه علي بن زيد بن جدعان ولفظه : عن أنس قال : قدم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم المدينة وأنا ابن ثمان سنين فأخذت أمي بيدي فانطلقت بي إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقالت : يا رسول الله إنه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلاَّ قد أتحفك بتحفة وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلاَّ ابنى هذا فخذه فليخدمك ما بدا لك فخدمت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عشر سنين فما ضربني ولا سبني سبة ولا انتهرني ولا عبس في وجهي فكان أول ما أوصاني به قال : يا بني اكتم سري تك مؤمنًا , فكانت أمي وأزواج النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يسألنني عن سر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فلا أخبرهم به وما أنا بمخبر بسر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أحدًا أبدًا , وقال : يا بني عليك بإسباغ الوضوء يحبك حافظاك ويزد في عمرك ويا بني بالغ في الاغتسال من الجنابة فإنك تخرج من مغتسلك وليس عليك ذنب ولا خطيئة , قال : فقلت : وكيف المبالغة يا رسول الله قال : تبل أصول الشعر وتنقي البشرة ويا بني إن استطعت أن لا تزال أبدًا على وضوء فإنه من يأته الموت وهو على وضوء يعط الشهادة ويا بني إن استطعت ألا تزال تصلي فإن الملائكة تصلي عليك ما دمت مصليًا ويا بني إذاركعت فأمكن كفيك من ركبتيك وفرج بين أصابعك وارفع مرفقيك عن جنبيك ويا بني إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو منك موضعه فإن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه من ركوعه وسجوده ويا بني وإذا سجدت @

(7/405)

 

فأمكن جبهتك وكفيك من الأرض ولا تنقر نقر الديك ولا تقع إقعاء الكلب , أو قال : الثعلب , وإياك والإلتفات في الصلاة فإن الإلتفات في الصلاة هلكة فإن كان لا بد ففي النافلة لا في الفريضة ويا بني وإذا خرجت من بيتك فلا تقعن عينك على أحد من أهل القبلة إلاَّ سلمت عليه فإنك ترجع مغفورًا لك ويا بني إذا دخلت منزلك فسلم على نفسك وعلى أهل بيتك ويا بني إن استطعت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل فإنه أهون عليك في الحساب ويا بني إن اتبعت وصيتي فلا يكون شيء أحب إليك من الموت ووقر كبير المسلمين وارحم صغيرهم أجيء أنا وأنت كهاتين , وجمع بين أصابعه , يا أنس سلم على من لقيت من أمتي تكثر حسناتك.

ورواه الترمذي مختصرًا جدًّا.

7195- وعن محمد بن كعب القرظي قال : عهدت عُمَر بن عبد العزيز وهو علينا عامل بالمدينة وهو شاب غليظ البضعة ممتلئ الجسم فلما استخلف وقاسى من العمل والهم ما قاسى تغيرت حاله فجعلت أنظر إليه لا أكاد أصرف بصري فقال : يا ابن كعب إنك لتنظر إلي نظرًا ما كنت تنظره إلي من قبل. قال : قلت : تعجبني , قال : وما عجبك ؟ قال : لما حال من لونك ونقى من شعرك ونحل من جسمك. قال : فكيف لو رأيتني بعد ثلاثة حين تسيل حدقتاي على وجهي ويسيل منخراي وفمي صديدًا ودودًا كنت لي أشد نكرة أعد علي حديثًا كنت حدثتنيه عن ابن عباس , قال : حدثني ابن عباس , رضي الله عنهما , ورفع ذلك إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن لكل شيء شرفًا وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة وإنما يجالس بالأمانة فلا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم ولا تستروا الجدر بالثياب ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما @

(7/406)

 

ينظر في النار ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتوكل على الله ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده ألا أنبئكم بشراركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من نزل وحده ومنع رفده وجلد عبده. قال : أفلا أنبئكم بشر من هذا ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : من يبغض الناس ويبغضونه. قال : أفلا أنبئكم بشر من هذا ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من لم يقل عثرة ولم يقبل معذرة ولم يغفر ذنبًا. قال : أفلا أنبئكم بشر من هذا ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من لم يرج خيره ولم يؤمن شره إن عيسى ابن مريم قام في قومه فقال : يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجاهل فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ولا تظلموا ولا تكافئوا ظالماً بظلم فيبطل فضلكم عند ربكم يا بني إسرائيل الأمر ثلاثة : أمر تبيَّن رشده فاتبعوه وأمر تبيَّن غيه فاجتنبوه وأمر اختلف فيه فكله إلى عالمه .

رواه عَبد بن حُمَيد والحارث بن أبي أسامة ومدار إسناديهما على هشام بن زياد أبي المقدام وهو ضعيف ورواه أبو داود وابن ماجه مختصرًا.

7196- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يا بني قصي يا بني هاشم يا بني عبد مناف أنا النذير والموت المغير والساعة الموعد.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

7197- وعن يوسف بن الصباغ عن الحسين , لا أعلمه إلاَّ عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : من شهد أمرًا فكرهه كان كمن غاب عنه ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده.

رواه أبو يَعْلَى وفي سنده عُمَر بن شبيب وهو ضعيف.@

(7/407)

 

96- كتاب التوبة والاستغفار

1- باب محبة الله للمؤمن المفتن التواب وما جاء في التوبة من الذنب

7198- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، عَنْ أَبِيهِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زَوَائِدِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ.

7199- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُوبُوا إِلَى اللهِ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً.

رَاوَه مُسَدَّد ، مرسلا ، ورواته ثقات.

7200- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : إِنِّي لأَتُوْبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً.

7200/2- رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(7/408)

 

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنِّي لأَتُوْبُ إِلَى اللهِ فِي الْيَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ.

7201- وعن عبد الله بن سلام ، رضي الله عنه ، قال : ألا أحدثكم عن كتاب منزل أو عن نبي مرسل : إنه ليس من نفس تتوب قبل مرضها الذي تموت فيه إلاَّ تاب الله عليها.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.

7202- وَعَنْ أَبِي مُوْسَى ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الَّذِي قَدْ أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ ، فَسَعَى فِي بُغَائِهَا يَمِينًا وَشِمَالاً حَتَّى أُعْيِيَ ، أَوْ أَيِسَ مِنْهَا ، ظَنَّ أَنْ قَدْ هَلَكَ ، نَظَرَ فَوَجَدَهَا فِي مَكَانٍ لَمْ يَكُنْ يَرْجُو أَنْ يَجِدَهَا فِيهِ ، فَاللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُسْرِفِ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

7203- وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، حَديثَين أَحَدُهُمَا ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَالآخَرُ عَنْ نَفْسِهِ ، قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ ، فَقَالَ بِهِ هَكَذَا.

7204- قَالَ : وَقَالَ : اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ بِدَوِيَّةٍ مُهْلِكَةٍ ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً ، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَانْطَلَقَ فِي طَلَبِهَا حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ ، أَوِ الْجُوعُ أَبُو شِهَابٍ يَشُكُّ ، قَالَ : أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي فَأَمُوْتُ فِيهِ ، فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ فَوَضَعَ رَأْسَهُ ، فَاسْتَيْقَظَ فَإِذَا هُوَ بِرَاحِلَتِهِ عِنْدَهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

وَرَوَى الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ مِنْهُ : اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ ... إِلَى آخِرِهِ فَقَطْ.

الدَّوِّيَّةُ : بِفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ ، وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ جَمِيعًا ، هِيَ الْفَلاَةُ ، وَالْقَفْرُ ، وَالْمَفَازَةُ.@

(7/409)

 

7205- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : التَّوْبَةُ مِنَ الذَّنْبِ أَنْ يَتُوبَ مِنْهُ ثُمَّ لاَ يَعُودُ فِيهِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زَوَائِدِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7206- وعَنْ قَيْسٍ , هُوَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ ، قَالَ : كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَمَرَّتْ بِيَ امْرَأَةٌ ، فَأَخَذْتُ بِكَشْحِهَا ، فَأَصْبَحَ الرَّسُولُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُبَايِعُ النَّاسَ قَالَ : فَأَتَيْتُهُ فَلَمْ يُبَايِعْنِي ، وَقَالَ : أَنْتَ صَاحِبُ الْجُبَيْذَةِ بِالأَمْسِ ؟ فَقُلْتُ : وَاللهِ لاَ أَعُودُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : فَبَايَعَنِي.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدِهِ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

2- باب في إخلاص التوبة لله

فيه حديث عمر بن الخطاب وتقدم في سورة التحريم أبي مسعود المذكور في الباب قبله.

7207- وَعَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُتِيَ بِأَسِيرٍ ، فَقَالَ : اللَّهمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ ، وَلاَ أَتُوبُ إِلَى مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَرَفَ الْحَقَّ لأَهْلِهِ.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل كلاهما عن محمد بن مصعب وهو ضعيف.

7208- وعن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قتل رجل تسعة وتسعين نفسًا ثم أراد التوبة فأتى راهبًا بأرض عرية فقال : يا راهب قتلت تسعة وتسعين نفسًا فهل لي من توبة ؟ قال : لا. قال : لا جرم والله لأكملنك بهم مائة , ثم أتى راهباً أخر قال : إني قتلت تسعة وتسعين نفسًا وكملتهم مائة براهب فهل لي من توبة ؟ فقال : لقد أسرفت على نفسك @

(7/410)

 

وركبت عظيمًا ومن تاب تاب الله عليه , قال : فنبذ السيف وقال : والله لأخدمنك حتى يفرق بيننا الموت. قال : وعاهده أن لا يعصيه , قال : فجاءه قوم سفرًا ومسنتون وكان يتطبب ، فقال الرجل : على ما تأمرني بشيء ؟ فقال : اذهب فاسجر التنور , قال : فذهبت فسجر حتى حمي ، فقال : قد حمي فما تأمرني ، فقال : اذهب فقع فيه. قال : فذهب فوقع فيه ثم اذكر الراهب فقام وقام من معه فإذا هو في التنور يرشح عرقًا لم تضره النار قال الراهب : قد علمت أن توبتك قد قبلت فلأخدمنك أبدًا حتى تفارقني , قال ابن مسعود : وكان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم أصبح وقد كتب كفارة ذنبه على أسكفة بابه ففضلكم الله عليهم فأمرتم بالاستغفار فتستغفرون الله. قال : ولقد أعطى هذه الأمة آية ما أحب أن لهم بها الدنيا وما فيها : {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلمو أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ...}الآية.

رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.

7209- وعنه قال : كان رجل ممن كان قبلكم في قوم كفار وفيما بينهم قوم صالحون فقال الرجل : طالما كنت في كفري فلآتين هذه القرية الصالحة فأكون رجلاً منهم فخرج فأدركه أجله في الطريق فاختصم فيه الملك والشيطان فقال هذا : أنا أحق. وقال هذا : أنا أحق ، فقيض الله لهما بعض جنوده فقال : قيسوا ما بين القريتين فإلى أيهما كان أقرب هو منها ، فقاسوا بينهما فوجدوه إلى القرية الصالحة أقرب فكان منهم.

رواه إسحاق بإسناد صحيح.

7210- وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , رضي الله عنهما ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ رَجُلاً مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، لَقِيَ رَجُلاً عَالِمًا , أَو عَابِدًا ، فَقَالَ : إِنَّ الآخَرَ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا كُلَّهَا يَقْتُلُهَا ظُلْمًا ، فَهَلْ تَجِدُ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ : لَئِنْ قُلْتُ لَكَ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ قَدْ كَذَبْتُ ، هَاهُنَا دَيْرٌ فِيهِ قَوْمٌ يَتَعَبَّدُونَ ، فَأْتِهِمْ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ ، لَعَلَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْكَ ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ ، فَاخْتَصَمَ فِيهِ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ وَمَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا أَنْ قِيسُوا مَا بَيْنَ الْمَكَانَيْنِ ، فَأَيُّهُمَا كَانَ أَقْرَبَ فَهُمْ مِنْهُ ، فَقَاسُوهُ ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى دَيْرِ التَّوَّابِينَ بِأُنْمُلَةٍ ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادَيْنِ أَحَدُهُمَا جَيِّدٌ.@

(7/411)

 

7211- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه : أن ثلاثة انطلقوا يرتادون لأهليهم فأخذتهم السماء فوقع عليهم حجر متجاف حتى ما يرون منه خصاصة قال : فقال بعضهم : لقد وقع الحجر وعفا الأثر ولا يعلم مكانكم إلاَّ الله فادعوا الله بأوثق أعمالكم قال : فقال رجل : اللهم إنك تعلم أنه كان لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا وجدتهما راقدين قمت حتى يستيقظا متى استيقظا كراهية أن أرد سنتهما في رؤُوسها اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فافرج عنا , قال : فزال ثلث الحجر , وقال الثاني : اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبتني امرأة وأنه جعل لها بدلاً فلما قدر عليها وفر لها جعلها وسلم لها نفسها اللهم إن كنت تعلم أنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فافرج عنا. قال : فزال ثلث الحجر. وقال الآخر : اللهم إنك تعلم أني استأجرت أجيرًا على عمل يعمله فأتى يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته فذهب وترك أجره فجمعته له وثمرته حتى كان منه كل المال فأتى يطلب أجره فأعطيته ذلك كله ولو شئت لم أعطه إلاَّ أجره اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك فافرج عنا. قال : فزال الحجر وخرجوا يمشون.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند صحيح واللفظ له وأحمد بن حنبل

وله شاهد من حديث النعمان بن بشير وتقدم في الدعاء في باب تقرب العبد إلى ربه بصالح عمله.@

(7/412)

 

7212- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رضي الله عنهما , ، قَالَ : جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ مَعَهُ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , لاَ يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ غَفَرَهُ ، إِنَّ رَجُلاً كَانَ قَبْلَكُمْ قَتَلَ ثُمَّانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا ، فَأَتَى رَاهِبًا ، فَقَالَ لَهُ : قَتَلْتُ ثَمَّانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ تَجِدُ لِيَ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ : لاَ ، فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا آخَرَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا ، فَهَلْ تَجِدُ لِيَ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ : لاَ ، فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ أَتَى آخَرَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَتَلَ مِئَةَ نَفْسٍ ، فَهَلْ تَجِدُ لِيَ مِنْ تَوْبَةٍ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ أَسْرَفْتَ ، وَمَا أَدْرِي ، وَلَكِنْ هَاهُنَا قَرْيَتَانِ ، إِحْدَاهُمَا ، يُقَالُ لَهَا : نَضِرَةُ ، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ الْجَنَّةِ ، لاَ يَثْبُتُ فِيهِمْ غَيْرُهُمْ ، فَانْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ نَضِرَةَ ، فَإِنْ عَمِلْتَ عَمَلَهُمْ ، وَثَبَتَّ فَلاَ تَشُكَّ فِي تَوْبَتِكَ ، فَانْطَلَقَ يُرِيدُهَا ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ أَدْرَكَهُ أَجَلُهُ ، فَسَأَلَتِ الْمَلاَئِكَةُ رَبَّهَا , عَزَّ وَجَلَّ , عَنْهُ ، قَالَ : انْظُرُوا إِلَى أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ فَاكْتُبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى نَضِرَةَ بِقَدْرِ أُنْمُلَةٍ ، فَكَتَبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَفْرِيقِيِّ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.

3- باب إلى متى تقبل توبة العبد

فيه حديث أبي هريرة الطويل في الجمعة , وحديث ابن مسعود وسيأتي في أول أبو اب الجنة وحديث عبد الله بن السعدي وتقدم في الهجرة.

7213- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ ، أَوْ يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ ، مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ قِيلَ : وَمَا وُقُوعُ الْحِجَابِ ؟ قَالَ : تَخْرُجُ النَّفْسُ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.@

(7/413)

 

7213/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ ... ، فذكره.

7214- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو , رضي الله عنهما , ، قَالَ : مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعَامٍ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعةٍ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ تِيبَ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ...} الآيَةَ ، قَالَ : إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، كُلُّهُمْ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

7214/2- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ بِسَنَدٍ مُتَّصِلٍ ولفظه : عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ رَجُلاً آخَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِنِصْفِ يَوْمٍ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ فَقَالَ : أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِضَحْوَةٍ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ رَجُلاً آخَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : أَنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ.@

(7/414)

 

7215- وَعَنْ عَوْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَنْ تاب قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ هَوْذَةَ ، عَنْهُ ، بِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَخرُ وَسَيَأْتِي فِي أَبْوَابِ الْجَنَّةِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ.

4- باب لا يملأ جوف ابن آدم أو فمه إلا التراب

7216- عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ شَيْئًا إِذَا دَخَلَ الْبَيْتَ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، كَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيَّ تَمَثَّلَ : لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا ، وَلاَ يَمْلأُ فَاهُ إِلاَّ التُّرَابُ ، وَمَا جَعَلْنَا الْمَالَ إِلاَّ لإِقَامَةِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَيَتُوْبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ، وَتَقَدَّمَ فِي الزَّكَاةِ فِي بَابِ الْمَسْأَلَةِ وَتَحْرِمَِهَا.

7217- وعن زيد بن أرقم ، رضي الله عنه ، قال : قرأنا زمانًا : لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ثم يتوب الله على من تاب.

رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند صحيح.

وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله رواه الإمام أحمد بن حنبل وهذا القرآن كان في سورة لم يكن افادة شيخنا قاضي القضاة جلال الدين البلقيني , رحمه الله.@

(7/415)

 

7218- وعن أبي الأسود , عن الأشعري قال : لقد نزلت سورة شديدة مثل سورة براءة في الشدة فذهبت إلاَّ آيتين قد حفظتهما : لو كان لابن آدم واديان من مال لالتمس إليهما واديًا ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب إلاَّ من تاب فيتوب الله عليه والله غفور رحيم. وقد كنا نقرأ : ليؤيدن الله هذا الدين برجال ما لهم في الآخرة من خلاق.

رواه مُسَدَّد وفي سنده علي بن زيد بن جدعان.

ورواه مسلم في صحيحه ، وأَبُو داود من وجه آخر دون قوله : فيتوب الله عليه ... إلى آخره.

وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه مسلم وغيره.

7219- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى إِلَيْهِمَا ثَالِثَا ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

5- باب الندم توبة

وما جاء فيمن يكف عن الذنوب أو يصر عليها

فيه حديث عبد الله بن عمرو وتقدم في البر والصلة في باب الرحمة.@

(7/416)

 

7220- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، أَوْ قَالَ أَبِي لاِبْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : النَّدَمُ تَوْبَةٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَالْحُمَيْدِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

7221- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْبِقَ الدَّائِبَ الْمُجْتَهِدَ فَلْيَكُفَّ عَنِ الذُّنُوبِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ.

الدَّائِبُ : بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ بَعْدَ الأَلِفِ هُوَ الْمُتْعِبُ نَفْسَهُ فِي الْعِبَادَةِ الْمُجْتَهِدُ فِيهَا.

6- باب فيما حصل للمؤمن بطول عمره

فيه حديث طلحة بن عبيد الله وتقدم في كتاب التعبير.

7222- وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ إِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَةً خَفَّفَ اللَّهُ حِسَابَهُ ، وَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً رَزَقَهُ اللَّهُ الإِِنَابَةَ إِلَيْهِ ، وَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً أَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ سَنَةً ثَبَّتَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَمَحَا سَيِّئَاتِهِ ، فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ سَنَةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَشَفَّعَهُ اللَّهُ فِي أَهْلِ بِيتِهِ ، وَكُتِبَ فِي السَّمَاءِ أَسِيرُ اللهِ فِي الأَرْضِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَتَقَدَّمَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ فِي الْمَنَاقِبِ ، فِي بَابِ مَنْ يُعَمِّرُ فِي الإِِسْلاَمِ.@

(7/417)

 

7- باب ما جاء في الخوف من الذنوب

فيه حديث أبي بكر الصديق , وسيأتي في كتاب القيامة في باب ذكر الشفاعة.

7223- عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، قَالَ لأَهْلِهِ : إِنْ فَعَلْتُمْ مَا آمُرُكُمْ بِهِ أُوْرِثُكُمْ مَالاً كَثِيرًا ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي ، ثُمَّ اطْحَنُونِي ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ رِيحٍ فَارْتَقُوا فَوْقَ قُلَّةِ جَبَلٍ ، فَاذْرُونِيَ ، فَإِنَّ اللَّهَ إِنْ قَدَرَ عَلَيَّ لَمْ يَغْفِرْ لِي ، فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهِ فَاجْتَمَعَ فِي يَدَيِ اللهِ ، فَقَالَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : يَا رَبِّ ، مَخَافَتُكَ ، قَالَ فَاذْهَبْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ لِينٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7224- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ رَجُلٌ مَا عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ ، قَالَ لأَهْلِهِ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ : إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي ، ثُمَّ اذْرُونِي نِصْفِي فِي الْبَرِّ وَنِصْفِي فِي الْبَحْرِ ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ فَجَمَعَاهُ ، فَقَالَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : مَخَافَتُكَ قَالَ : فَغَفَرَ لَهُ لِذَلِكَ.

7225- وَعَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَكَانَ الرَّجُلُ نَبَّاشًا فَغُفِرَ لَهُ لِخَوْفِهِ.

رَوَاهُمَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فِي الصَّحِيحِ ، وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لأَنَّ حَدِيثَ عَبْدِ اللهِ مُحَالٌ عَلَيْهِ ، وَحَدِيثُ عَبْدِ اللهِ هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَتَقَدَّمَ لَهُ شَاهِدٌ فِي الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ.

8- باب من عوقب في الدنيا لم يعاقب في الآخره

7226- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُلْدَغُ مُؤْمِنٌ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، وَقَالَ : وَلاَ يُعَاقَبُ عَلَى ذَنْبِهِ فِي الدُّنْيَا فِيعَاقِبُهُ فِي الآخِرَةِ .

وَهُوَ فِي الْكُتُبِ دُونَ مَا قَالَهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَمَا رَوَاهُ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ حم عسق.@

(7/418)

 

7227- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَجُلاً لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ تَبْغِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَجَعَلَ يُلاَعِبُهَا حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ إِلَيْهَا ، فَقَالَتْ : مَهْ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ بِالشِّرْكِ وَجَاءَ بِالإِِسْلاَمِ ، فَتَرَكَهَا وَوَلَّى وَجَعَلَ يَلْتَفِتُ خَلْفَهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ، حَتَّى أَصَابَ وَجْهَهُ الْحَائِطَ فَشَجَّهُ ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَالدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ ، فَأَخْبَرَهُ بِالأَمْرِ ، فَقَالَ : أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَلَيْهِ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ عِيرٌ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَالْحَاكِمُ.

9- باب اسمح يسمح لك وما جاء في استتابة المرتد وغير ذلك

7228- عن أبي سفيان قال : سألت جابرًا ، رضي الله عنه ، وهو مجاور بمكة وكان نازلا في بني فهر فسأله رجل : هل كنتم تدعون أحدًا من أهل القبلة مشركًا ؟ قال : معاذ الله ، ففرح لذلك قال : هل كنتم تدعون أحدًا منهم كافرًا ؟ قال : لا.

رواه أبو يَعْلَى موقوفًا بسند صحيح.@

(7/419)

 

7229- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رضي الله عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زَوَائِدِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ.

7230- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اسْتَتَابَ رَجُلاً ارْتَدَّ عَنِ الإِِسْلاَمِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

10- باب حسن الظن بالله عز وجل

7231- عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ ، وَالْبِيهَقِيُّ .

7231/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي النَّضْرِ ، قَالَ : خَرَجْتُ عَائِدًا لِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ ، فَلَقِيتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ وَهُوَ يُرِيدُ عِيَادَتَهُ ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَى وَاثِلَةَ بَسَطَ يَدَهُ وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْهِ ، فَأَقْبَلَ وَاثِلَةُ حَتَّى جَلَسَ ، فَأَخَذَ يَزِيدُ بِكَفَّيْ وَاثِلَةَ فَجَعَلَهُمَا عَلَى وَجْهِهِ ، فَقَالَ وَاثِلَةُ : كَيْفَ ظَنُّكَ بِاللهِ ؟ قَالَ : ظَنِّي بِاللهِ وَاللهِ حَسَنٌ ، قَالَ : فَأَبْشِرْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنَّ عَبْدِي بِي ، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.@

(7/420)

 

11- باب في الاستغفار

فيه حديث أبي الدرداء وتقدم في سورة النساء وحديث ابن مسعود وتقدم في باب إخلاص التوبة لله.

7232- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ ، قَالَ : جَعَلَنِي عَلِيٌّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , خَلْفَهُ ، ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَبَّانَةٍ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِليَّ فَضَحِكَ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ ، وَالْتِفَاتُكَ إِلَيَّ تَضَحك قَالَ : جَعَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَلْفَهُ ، ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَضَحِكَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ وَالْتِفَاتُكَ إِلَيَّ تَضْحَكُ ؟ قَالَ : ضَحِكْتُ لِضَحِكِ رَبِّي لِعَجَبِهِ لِعَبْدِهِ ، أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُهُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي دُعَائِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

7233- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ : أسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.

7233/2- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بلفظ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً.@

(7/421)

 

7234- وَرَوَى الإِِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كل يوم اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ مَرَّةً ، وَقَالَ : قَدْرَ ذَنْبِه ، أَوْ قَالَ : ذنبي .

7235- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ إِبْلِيسَ ، قَالَ : أَيْ رَبِّ ، لاَ أَزَالُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ ، قَالَ : فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7235/2- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ بِلَفْظِ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ لِرَبِّهِ : بِعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ لاَ أَبْرَحُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتِ الأَرْوَاحُ فِيهِمْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ : فَبِعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ أَبْرَحُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي.

7236- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَحْنُ جُلُوسٌ ، فقَالَ : مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ إِلاَّ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , فِيهَا مِئَةَ مَرَّةٍ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

7237- وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : عَلَيْكُمْ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَالاِسْتِغْفَارِ فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا ، فَإِنَّ إِبْلِيسَ ، قَالَ : أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ فَأَهْلَكُونِي بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَالاِسْتِغْفَارِ ، فَلَمَا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَهْلَكْتُهُمْ بِالأَهْوَاءِ ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.@

(7/422)

 

12- باب في أي حين يستغفر وما جاء في سيد الاستغفار

فيه حديث أبي الدرداء وتقدم في أول كتاب النوافل.

7238- عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَنْزِلُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيهِ ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرُ لَهُ ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7239- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تَعَلَّمُوا سَيَّدَ الاِسْتِغْفَارِ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، وَأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَفِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَابْنُ حِبَّانَ ، وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ.@

(7/423)

 

13- باب لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ثم يستغفرون

7240- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمُ اللَّهَ لَغَفَرَ لَكُمْ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَوْ لَمْ تُخْطِؤُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَومٍ يُخْطِؤُونَ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، بِسَنَدٍ فِيهِ : عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ السَّدُوسِيُّ ، وَلَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهُ بِعَدَالَةٍ ، وَلاَ جَرْحٍ ، وَبَاقِي رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ ، وَبِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ ، وَأَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسَ ، وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.

14- باب ترك الاستغفار للمشركين وما جاء في استغفار الولد لوالده وكفارة المجلس

7241- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْتَغْفِرُ لأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ، فَقُلْتُ لَهُ : تَسْتَغْفِرُ لأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ؟ قَالَ : أَلَيْسَ قَدِ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ ؟ قَالَ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَنَزَلَتْ : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ...} إِلَى آخِرِ الآيَتين.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(7/424)

 

7242- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يُرْفَعُ الْعَبْدُ الدَّرَجَةَ ، فَيَقُولُ : أَنَّى لِي هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ : بِاسْتِغْفَارِ ابْنِكَ لَكَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَتَقَدَّمَ فِي الأَدَبِ فِي بَابِ فِعْلِ الْخَيْرِ.

7243- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَفَّارَةُ الاِغْتِيَابِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَتَقَدَّمَ فِي الأَدَبِ فِي بَابِ الْغَيْبَةِ.

7244- وَعَنْ أَبِي أُسَامَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا جُلِسَ فِي مَجْلِسِ قَوْمٍ ، فَخَاضُوا فِي حَدِيثٍ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ قَبْلَ أَنْ يَقُومُوا إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُمْ مَا خَاضُوا فِيهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانُ في صحيحه ,

وآخر من حديث السائب بن يزيد رواه أحمد بن محمد بن حنبل.@

(7/425)

 

97- كتاب الزهد

1- باب مثل الدنيا

7245- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ ضُرِبَ مَثَلاً لِلدُّنْيَا ، وَإِنْ مَلَحَهُ وَقَزَّحَهُ قَدْ عَلِمَ إِلَى مَا يَصِيرُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، مَوْقُوفًا.

وَرَوَاهُ مَرْفُوعًا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ .

قَوْلُهُ : قَزَّحَهُ : بِتَشْدِيدِ الزَّايِ مِنَ الْقِزْحِ وَهُوَ الْتَابِلُ : يُقَالُ : قَزَّحْتَ الْقِدْرَ إِذَا طَرَحْتَ فِيهِ الأَبْزَارَ وَمَلَحَهُ : بِتَخْفِيفِ اللاَّمِ مَعْرُوفٌ.

7246- وَعَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لَهُ : يَا ضَحَّاكُ ، مَا طَعَامُكَ ؟ قَالَ : اللَّحْمُ ، وَاللَّبَنُ ، قَالَ : ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى مَاذَا ؟ قُلْتُ : إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , ضَرَبَ مَا يَخْرُجُ مِنِ ابْنِ آدَمَ مَثَلاً لِلدُّنْيَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.

2- باب في هوان الدنيا على الله عز وجل وأنها سجن المؤمن

7247- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَني سَالِمٍ ، أَوْ فَهْمٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُتِيَ بِهَدِيَّةٍ ، قَالَ : فَنَظَرَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَضَعُهَا فِيهِ ، فَقَالَ : ضَعْهُ بِالْحَضِيضِ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ ، @

(7/426)

 

نَأْكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ ، وَنَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْعَبْدُ ، وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ فِي مُسْنَدَيْهِمَا.

الْحَضِيضُ : بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَبِضَادَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ ، الأُولَى مَكْسُورَةٌ ، هُوَ قَرَارُ الأَرْضِ ، وَأَسْفَلُ الْجَبَلِ.

7248- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسَ , رضي الله عنهما , قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِشَاةٍ مَيْتَةٍ قَدْ أَلْقَاهَا أَهْلُهَا ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَأَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَغَيْرِهِ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ.

7249- وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَرَّ بِسَخْلَةِ شَاةٍ مَيْتَةٍ ، فَقَالَ : أَتَرَوْنَ هَذَا هَانَ عَلَى أَهْلِهِ قُلْنَا : نَعَمْ قَالَ : فَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَى أَهْلِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7250- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ.

وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ ، وَتَقَدَّمَ فِي الأَطْعِمَةِ ، فِي بَابِ التَّرْهِيبِ مِنَ الإِِمْعَانِ فِي الشِّبَعِ.@

(7/427)

 

3- باب التفكر في زوال الدنيا وما جاء فيمن يحب شرف الدنيا ريرغب فيها

7251- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ فِي مُلْكِهِ ، فَتَفَكَّرَ فَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مُنْقَطِعٌ ، وَأَنَّهُ قَدْ شَغَلَهُ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ ، فَانْسَابَ مِنْ قَصْرِهِ لَيْلاً حَتَّى صَارَ إِلَى مَمْلَكَةِ غَيْرِهِ ، فَأَتَى سَاحِلَ الْبَحْرِ ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ اللَّبِنَ فَيَعِيشُ بِهِ وَيَعْبُدَ رَبَّهُ ، فَبُلِّغَ ذَلِكَ الْمَلِكَ الَّذِي هُوَ فِي مَمْلَكَتِهِ عِبَادَتَهُ وَحَالَهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَكِبَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا رَآهُ الْعَابِدُ هَرَبَ مِنْهُ ، فَتَبِعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ ، إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنِّي بَأْسٌ ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَمْرِهِ ، فَقَالَ : أَنَا فُلاَنٌ صَاحِبُ مَمْلَكَةِ كَذَا وَكَذَا ، تَذَكَّرْتُ فَعَلِمْتُ أَنَّ مَا كُنْتُ فِيهِ مُنْقَطِعٌ ، وَأَنَّهُ قَدْ شَغَلَنِي عَنْ عِبَادَةِ رَبِّي قَالَ : فَمَا أَنْتَ أَحَقُّ مِمَّا صَنَعْتَ مِنِّيَ ، فَخَلَّى سَبِيلَ دَابَّتِهِ وَتَبِعَهُ ، فَكَانَا يَعْبُدَانِ اللَّهَ ، فَسَأَلاَ اللَّهَ أَنْ يُمِيتَهُمَا جَمِيعًا ، فَمَاتَا جَمِيعًا فَدُفِنَا قَالَ عَبْدُ اللهِ : فَلَوْ كُنْتُ بِرَمْلَةِ مِصْرَ لأَرَيْتُكُمْ قُبُورَهُمَا بِالنَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7252- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ فِي غَنَمٍ افْتَرَقَتْ ، أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَما وَالآخَرُ فِي آخِرِهَما بِأَسْرَعِ فَسَادًا مِنَ امْرِئٍ فِي دِينِهِ شِرِبَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ , رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ كعب بْنِ مَالِكٍ.@

(7/428)

 

7253- وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَرَامًا مُكَاثِرًا مُفَاخِرًا مُرَائِيًا لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلاَلاً اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ ، وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ ، وَتَعَطُّفًا عَلَى جَارِهِ ، لَقِيَ اللَّهَ وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، كِلاَهُمَا بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

7254- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا قَالَ : ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ : بِرْذَانُ مَا بِرْذَانُ ، وَبِالْمَدِينَةِ مَا بِالْمَدِينَةِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَالْحَاكِمُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7255- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُو أَسْفَلَ مِنْكُمْ ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عمَرو ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَغيره.@

(7/429)

 

4- باب لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء

7256- عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَعِنَدَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى سَفَطٍ أُتِيَ بِهِ مِنْ قَلْعَةٍ مِنَ الْعِرَاقِ ، فَكَانَ فِيهِ خَاتَمٌ ، فَأَخَذَهُ بَعْضُ بَنِيهِ فَأَدْخَلَهُ فِي فِيهِ ، فَانْتَزَعَهُ عُمَرُ مِنْهُ ، ثُمَّ بَكَى عُمَرُ ، فَقَالَ لَهُ مَنْ عِنْدَهُ : وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ لَكَ ، وَأَظْهَرَكَ عَلَى عَدُّوِّكَ وَأَقَرَّ عَيْنَكَ فَقَالَ عُمَرُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ تُفْتَحُ الدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ إِلاَّ أَلْقَى اللَّهُ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَنَا أُشْفِقُ مِنْ ذَلِكَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَالْبَزَّارُ , وأبو يعلى الموصلي .

السَّفَطُ : بِسِينٍ مُهْمَلَةٍ وَفَاءٍ مَفْتُوحَتين هُوَ شَيْءٌ كَالْقُفَّةِ ، أَوْ كَالْجَواليقِّ.

7257- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ إِذَا غُدِيَ عَلَيْكُمْ بِجَفْنَةٍ وَرِيحَ عَلَيْكُمْ بِأُخْرَى ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا يَوْمئِذٍ لَبِخَيْرٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمُ خَيْرٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(7/430)

 

5- باب الدنيا حلوة خضرة

فيه حديث ميمونة وسيأتي في باب فضل الفقير القانع , وحديث أبي سعيد ... .

7258- وَعَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لأَنَا فِي فِتْنَةِ السَّرَّاءِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنْ فِتْنَةِ الضَّرَّاءِ ، إِنَّكُمْ قَدِ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ فَصَبَرْتُمْ ، وَإِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ.

رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالْبَزَّارُ ، كُلُّهُمْ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهُ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَمِنْ حَدِيثِ عَمْرَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ.

6- باب إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا

7259- عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنَيْعٍ .

7259/2- وَأَبُو يَعْلَى ، وَلَفْظُهُ : عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُ : إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمْ مَرِيضَهُ الْمَاءَ لِيَشْفِيَهُ.

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ لَبِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ النُّعْمَانِ ، مَرْفُوْعًا ... , فَذَكَرَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.@

(7/431)

 

7- باب في تقيم عمل الآخرة على عمل الدنيا

7260- عن ميمون بن أبي شبيب قال : كان معاذ بن جبل ، رضي الله عنه ، في ركب من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فمر بهم رجل فسألهم فأجابوه ، ثم انتهى إلى معاذ وهو واضع رأسه على رحله يحدث نفسه ، فقال : عم سألتهم ؟ فقال : سألتهم عن كذا ، فقالوا كذا ، وسألتهم عن كذا ، فقالوا كذا ، فقال معاذ : كلمتان إن أنت أخذت بهما أخذت بصالح ما قالوا ، وإن أنت تركتهما تركت صالح ما قالوا ، إن أنت ابتدأت بنصيبك من الدنيا يفتك نصيبك من الآخرة ، وعسى أن لا تدرك منهما الذي تريد ، وإن ابتدأت بنصيبك من الاَخرة يمر بك على نصيبك من الدنيا فينتظم لك انتظامًا ثم تدور معك حيث تدور.

رواه إسحاق بن راهويه موقوفًا , ورواته ثقات.

7261- وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ أَفْشَى اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ أَكْبَرَ هَمِّهِ ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أُمُورَهُ ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ ، وَمَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللهِ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ تُقَادُ إِلَيْهِ بِالْوُدِّ وَالرَّحْمَةِ ، وَكَانَ اللَّهُ إِلَيْهِ بِكُلِّ خَيْرٍ أَسْرَعَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالأَوْسَطِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الزُّهْدِ.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.@

(7/432)

 

8- باب فيمن يؤثر الدنيا على الدين ومن كانت نيته طلب الدنيا أو الآخرة وكيف العمل لهما

فيه حديث أبي هريرة وابن عباس وتقدما في أواخر الجمعة.

7262- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَمْنَعُ الْعَبْدَ مِنْ سَخَطِ اللهِ مَا لَمْ يُؤْثِرُوا سَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالُوا : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ اللَّهُ : كَذَبْتُمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ.

7263- وعنه أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : من كانت نيته الآخرة جمع الله له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت نيته طلب الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه وشتت عليه أمره ولا يأتيه منها إلا ما كتب له.

رواه الحارث بسند فيه يزيد الرقاشي ، وهو ضعيف ورواه الترمذي بتمامه من طريق يزيد الرقاشي به ، وانما أوردته تقليدًا لشيخنا.

وله شاهدٌ من حديث الحسن ، رواه البزار.

7264- وَعَنْهُ رَفَعَهُ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا عَلَى نِيَّةِ الآخِرَةِ ، وَأَبَى أَنْ يُعْطِيَ الآخِرَةَ عَلَى نِيَّةِ الدُّنْيَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَفِي سَنَدِهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.@

(7/433)

 

7265- وعن عبيد الله ، بن العيزار قال : لقيت شيخًا بالرِمل من الأعراب كبيرًا ، فقلت له : لقيت أحدًا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... قال : نعم ، فقلت : من ؟ قال : عبد الله بن عَمْرو بن العاص ، رضي الله عنه ، فقلت له : فما سمعته يقول ؟ قال : سمعته يقول : احرز لدنياك كأنك تعيش أبدًا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا.

رواه الحارث.

9- باب ما جاء في حب الدنيا

فيه حديث الحاكم وتقدم في أول سورة آل عمران.

7266- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : لَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ إِبْلِيسُ جُنُودَهُ ، فَقَال : لَقَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ ، وَأُخْرِجَتْ أُمَّةٌ فَقَالَ : أَيُحِبُّونَ الدُّنْيَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : لَئِنْ كَانُوا يُحِبُّونَهَا مَا أُبَالِي ألا يَعْبُدُوا الأَوْثَانَ ، إِنَّهُمْ لَنْ يَتَفَلَّتُوا مِنِّي ، وَأَنَا أَغْدُو عَلَيْهِمْ وَأَرُوحُ بِثَلاَثٍ : أَخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ ، وَإِمْسَاكِهِ عَنْ حَقِّهِ ، وَالشَّرُّ كُلُّهُ لِهَذَا تَبَعٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَفِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7267- لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوفٍ , رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَالَ الشَّيْطَانُ لَعَنَهُ اللَّهُ : لَنْ يَسْلَمَ مِنِّي صَاحِبُ مَالٍ مِنْ إِحْدَى ثَلاَثٍ أَغْدُو عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَرُوحُ : أَخْذِهِ الْمَالَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ ، وَأُحَبِّبُهُ إِلَيْهِ فيَمْنَعَهُ مِنْ حَقِّهِ.

7268- وَعَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلَى الْبَحْرَيْنِ ، فَقَدِمَ بِمَالٍ ، وَقَدَّمَ طُرُوقًا ، فَسَمِعَتْ بِهَا الأَنْصَارُ فِي دُورِهَا ، فَوَافَوْا صَلاَةَ الصُّبْحِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَظَرَ إِلَيْهِمْ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَتَبَسَّمَ ، وَقَالَ : إِنِّي أَظُنُّكُمْ بَلَغَكُمْ أُنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ ، وَقَدِمَ مَعَهُ بِمَالٍ ، فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُكُمْ ، فَوَاللهِ مَا الْفَقْرُ أَخَافُ عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوا فِيهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنَ الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا ، مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الأَنْصَارِيِّ.@

(7/434)

 

10- باب التقلل من الدنيا

7269- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ ، قَالَ : دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلاً مِنْ بَنِي جُمَحٍ ، يُقَالُ لَهُ : سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حُذَيْمٍ ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ : أَوَتُقِيلُنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : فَوَاللهِ لاَ أَدَعُكَ ، قَلَّدْتُمُوهَا فِي عُنُقِي وَتَتْرُكُونِي ، فَقَالَ عُمَرُ : أَلاَ نَفْرِضُ لَكَ رِزْقًا ؟ فَقَالَ : قَدْ جَعَلْتُ لِي فِي عَطَائِي مَا يَكْفِينِي دُونَهُ فَضْلاً عَلَى مَا أُرِيدُ ، قَالَ : وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ ابْتَاعَ لأَهْلِهِ قُوتَهُمْ ، وَتَصَدَّقَ بِبَقِيَّتِهِ ، فَتَقُولُ لَهُ امْرَأَتُهُ : أَيْنَ عَطَاؤُكَ ؟ فَيَقُولُ : قَدْ أَقْرَضْتُهُ ، فَأَتَاهُ نَاسٌ ، فَقَالُوا : إِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لأَصْهَارِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَقَالَ : مَا أَنَا بِمُسْتَأْثِرٍ عَلَيْهِمْ ، وَلاَ بِمُلْتَمِسٍ رِضَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بِطَلَبِ الْحُورِ الْعِينِ ، لَو اطَّلَعَتْ خَيْرَةٌ مِنْ خَيَرَاتِ الْجَنَّةِ لأَشْرَقَتْ لَهَا الأَرْضُ كَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ ، وَمَا أَنَا بِمُتَخَلِّفٍ عَنِ الْعُنُقِ الأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : يُجْمَعُ النَّاسُ لِلْحِسَابِ ، فَيَجِئُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ فَيَزِفُّونَ كَمَا يَزِفُّ الْحَمَامُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : قِفُوا عِنْدَ الْحِسَابِ ، فَيَقُولُونَ : مَا عِنْدَنَا مِنْ حِسَابٍ ، وَلاَ أَسَمَّوْنَا ، فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ , عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقَ عِبَادِي ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًا.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الثَّوَابِ ، وَرُوَاتُهُمَا ثِقَاتٌ إِلاَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ.@

(7/435)

 

7270- وعن عبد الله بن الصامت أنه كان مع أبي ذر ، رضي الله عنه ، فخرج عطاؤه ، وكان معه جارية له ، فجعلت تقضي حوائجه ، قال : ففضل معها سبعة. قال : فأمرها أن تشتري فلوسًا. قال : قلت : لو ادخرته للحاجة تنوبك أو للضيف ينزل بك. قال : إن خليلي عهد إلي : أيما ذهب أو فضة أوكي ، عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل بسند صحيح.

7271- وَعَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ بِالرَّبَذَةِ وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ مُشَنَّفَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا أَثَرُ الْمَحَاسِنِ ، وَلاَ الْخَلُوقُ ، فَقَالَ : أَلاَ تَنْظُرُونَ إِلَى مَا تَأْمُرُنِي بِهِ هَذِهِ السُّوَيْدَاءُ ، تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ ، فَإِذَا أَتَيْتُ الْعِرَاقَ مَالُوا عَلَيَّ بِدُنْيَاهُمْ ، وَإِنَّ خَلِيلِي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ مَا دُونَ جِسْرِ جَهَنَّمَ طَرِيقٌ ذَا دَحْضٍ وَمَزَلَّةٍ ، وَإِنَّا إِنْ يَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ ، حَدَّثَ الْحَدِيثَ أَجْمَعَ فِي قَوْلِ أَحَدِهِمَا : أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ ، وَقَالَ الآخَرُ : إِنْ يَأْتِيَ عَلَيْهِ وَفِي أَحْمَالِنَا اضْطِمَارٌ أَحْرَى أَنْ نَنْجُوَ مِنْ أَنْ نَأْتِيَ وَنَحْنُ مَوَاقِيرُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بن أبي أسامة .

7271/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ... ، فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَفِي أَحْمَالِنَا اقْتِدَارٌ ، أَوِ اضْطِمَارٌ ، أَحْرَى أَنْ نَنْجُوَ مِنْ أَنْ نَأْتِيَ عَلَيْهِ َنَحْنُ مَوَاقِيرُ.

الدَّحْضُ : بِفَتْحِ الدَّالِ وَسُكُونِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَبِفَتْحِ الْحَاءِ أَيْضًا وَآخِرُهُ ضَادٌ مُعْجَمَةٌ هُوَ الزَّلِقُ.@

(7/436)

 

11- باب ما يكفي من الدنيا

فيه حديث خباب بن الأرت وسيأتي في كتاب الورع.

7272- وَعَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لَمَّا مَرِضَ سَلْمَانُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , مَرَضَهُ الّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , يَعُودُهُ ، وَهُوَ يَوْمئِذٍ أَمِيرُ الْكُوفَةِ قَالَ : فَجَعَلَ سَلْمَانُ يَبْكِي فَقَالَ سَعْدٌ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أَجَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ ؟ اذْكُرْ صُحْبَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَاذْكُرِ الْمَشَاهِدَ الصَّالِحَةَ ، وَاذْكُرِ الْقِدَمَ فِي الإِِسْلاَمِ ، وَاذْكُرْ وَاذْكُرْ ، فَقَالَ سَلْمَانُ : وَاللهِ مَا يُبْكِينِي وَاحَدَةٌ مِنْ ثِنْتَيْنِ ، مَا أَبْكِي عَلَى شَيْءٍ تَرَكْتُهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلاَ كَرَاهِيَةً مِنْ لِقَاءِ رَبِّي قَالَ سَعْدٌ : فَمَا يُبْكِيكَ إِذَا لَمْ يُبْكِيكَ وَاحِدَةٌ مِنْ ثِنْتَيْنِ ، إِذْ لَمْ تَبْكِ جَزَعًا عَلَى شَيْءٍ تَرَكْتَهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلاَ كَرَاهِيَةً مِنْ لِقَاءِ رَبِّكَ ؟ قَالَ : يُبْكِينِي ذِكْرُ عَهْدٍ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخَافُ أَنْ نَكُونَ ضَيَّعْنَا قَالَ : وَمَا قَالَ ؟ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَهِدَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : أَلاَ لِيَكُنْ بَلاَغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ ، وَأَمَّا أَنْتَ الرَّجُلُ فَاتَّقِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ ارْتَفِعْ عَنِّي ، فَارْتَفَعَ عَنْهُ ، وَمَاتَ سَلْمَانُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.

وَابْن مَاجَةَ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَقَدْ وَرَدَ فِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ : أَنَّ مَالَ سَلْمَانَ جُمِعَ فَبَلَغَ خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا , وَفِي الطَّبَرَانِيِّ : أَنَّ مَتَاعَ سَلْمَانَ بِيعَ فَبَلَغَ أَرْبَعَةَ عَشْرَ دِرْهَمًا وتقدم بتمامه في الجنائز.

7273- وَعَنْ ثَوبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا يَكْفِينِي مِنَ الدُّنْيَا ؟ قَالَ : مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ وَوَارَى عَوْرَتَكَ ، فِإِنْ كَانَ لَكَ بَيْتٌ يُظِلُّكَ ، أَوْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا فَبَخٍ بَخٍ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ مُنْقَطِعٍ.@

(7/437)

 

7274- وَعَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ الأَسْلَمِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

12- باب النهي عن التبقر وهو الإكثار

7275- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَهَى عَنِ التَّبَقُّرِ يَعْنِي : الْكَثْرَةَ فِي الْمَالِ وَالْوَلَدِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ .

7275/2- وَمُسَدَّدٌ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ التَّبَقُّرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ قَالَ عَبْدُ اللهِ : فَمَا بَالُ نَخْلِ يَثْرِبَ بِرَاذَانَ .

قَالَ شُعْبَةُ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِي حَمْزَةَ ، فَقَالَ : ذَلِكَ ابْنُ الآخِرَةِ كَانَ يُحَدِّثُهُ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ.

7275/3- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَلَفْظُهُ : نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ التَّبَقُّرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ قُلْتُ : وَمَا التَّبَقُّرُ ؟ قَالَ : الْكَثْرَةُ.

7275/4- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ التَّبَقُّرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ .

قَالَ أَبُو حَمْزَةَ : وَكَانَ جَالِسًا عِنْدَهُ : نَعَمْ حَدَّثَنِي أَخْرَمُ الطَّائِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : فَكَيْفَ بِأَهْلِ برَاذَانَ ، وَأَهْلِ الْمدِينَةِ ، وَأَهْلِ كَذَا ؟

قَالَ شُعْبَةُ : فَقُلْتُ لأَبِي التَّيَّاحِ : مَا التَّبَقُّرُ ؟ فَقَالَ : كَثْرَةُ الْمَالِ.@

(7/438)

 

13- باب فيمن قل ماله وكثر عياله وما جاء فيما قل وكفى

فيه حديث أبي الدرداء وتقدم في أول كتاب النفقات.

7276- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ قَلَّ مَالُهُ ، وَكَثُرَ عِيَالُهُ ، وَحَسُنَ صَلاَتُهُ ، وَلَمْ يَغْتَبِ الْمُسْلِمِينَ ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ مَعِي كَهَاتَيْنِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالأَصْبَهَانِيُّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَسَيَأْتِي فِي الْوَرَعِ فِي بَابِ قِلَّةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ.

7277- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ أَرَاهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، شَكَّ أَبُو عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ عَلَى الأَعْوَادِ ، وَهُوَ يَقُولُ : مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ في صحيحه.

ورواه الطبراني من حديث أبي أمامة ، وتقدم في كتاب الذكر من حديث سعد خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي.

وَتَقَدَّمَ فِي النِّكَاحِ فِي بَابِ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ : أَرْبَعٌ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ : أَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ ... الْحَدِيثَ.

14- باب المكثرون هم الأقلون

7278- عَنْ نُقَادَةَ الأَسَدِيِّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَ إِلَى رَجُلٍ يَسْتَمْنِحُهُ فِي نَاقَةٍ ، لَهُ فَأَبَى ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرَهُ ، فَبَعَثَهُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ لِيَسْتَحْمِلَهُ بِنَاقَةٍ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِنَاقَةٍ فَجَاءَ بِهَا نُقَادَةُ يَقُودُهَا ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا ، وَفِيمَنْ بَعَثَ بِهَا قَالَ نُقَادَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا قَالَ : وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا قَالَ : فَقَدِمْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَحَلَبْتُ فَدَرَّتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَ فُلاَنٍ وَوَلَدِهِ الْمَانِعِ الأَوَّلِ وَقَالَ لِصَاحِبِ النَّاقَةِ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ فُلاَنٍ يَوْمًا بِيَوْمٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا.@

(7/439)

 

7279- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ : إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلاَّ مَنْ قَالَ هَكَذَا بِمَالِهِ وَهَكَذَا وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمَالِهِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : تَقُولُ : لاَ حَولَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، لاَ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَى اللهِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا هُرَيرَةَ ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : فِإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ ، وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَحَقَّهُمْ عَلَى اللهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرَكُ بِهِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7279/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : الْمُكْثِرُونَ هُمُ الأَقَلُّونَ إِلاَّ مَنْ قَالَ : هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَعَنْ خَلْفِهِ .

وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ.

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ.@

(7/440)

 

7280- وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : نحن الاَخرون الأولون يوم القيامة ، إن الأكثرين هم الأسفلون إلاَّ من قال هكذا وهكذا ، عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه .

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند ضعيف ؛ لضعف الهجري.

15- باب ما جاء في الغنى والفقر وفضل الفقير القانع

فيه حديث عبد الله بن عمر وتقدم في كتاب الذكر في باب ما يقوله في دبر الصلوات , وحديث عبد الله بن مسعود وتقدم في آخر المواعظ , وحديث أبي الدرداء وغيره وسيأتي في صفة الجنة في باب دخول الفقراءالجنة قبل الأغنياء.

7281- وعن ابن عباس قال : دعاني عُمَر , رضي الله عنهم , فإذا بين يديه نطع عليه ذهب منثور نثر الحئاء , قال ابن عباس : والحثاء التن ، فقال : هلم فاقسم بين قومك ، والله أعلم حين حبس هذا عن نبيه وعن أبي بكر خيرًا أراد أم شرًا ، فجعل عُمَر يبكي ويقول في بكائه : لا والذي نفسي بيده ما حبسه عن نبيه وعن أبي بكر أراد الشر لهما وأعطانيه إرادة الخير بي.

رواه إسحاق بن راهويه والحارث بن أبي أسامة ورواته ثقات.

7282- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَيَدُهُ فِي يَدِي ، فَأَتَى عَلَى رَجُلٍ رَثِّ الْهَيْئَةِ ، قَالَ أَبُو فُلاَنٍ ؟ مَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى ؟ قَالَ : السُّقْمُ ، وَالضُّرُّ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهَا عَنْكَ السُّقْمَ وَالضُّرَّ ؟ قَالَ : لاَ مَا يَسُرُّنِي بِهَا أَنِّي شَهِدْتُ مَعَكَ بَدْرًا وَأُحُدًا قَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ قَالَ : وَهَلْ يُدْرِكُ أَهْلُ بَدْرٍ وَأَهْلُ أُحُدٍ مَا يُدْرِكُ الْفَقِيرُ الْقَانِعُ قَالَ : فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِيَايَ فَعَلِّمْنِي قَالَ : قُلْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ : تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} قَالَ : فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَدْ حَسُنَتْ حَالِي ، فَقَالَ لِي : مَهْيَمْ قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَمْ أَزَلْ أَقُولُ الْكَلِمَاتِ الَّتِي عَلَّمْتَنِيهِنَّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ.@

(7/441)

 

7283- وَعَنْ مَيْمُونَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، فَمَنِ اتَّقَى فِيهَا وَأَصْلَحَ وَإِلاَّ وَهُوَ كَالآكِلِ ، وَلاَ يَشْبَعُ ، فَبُعْدُ النَّاسِ كَبُعْدِ الْكَوْكَبَيْنِ ، أَحَدُهُمَا يَطْلُعُ مِنَ الْمَشْرِقِ ، وَالآخَرُ يَغِيبُ بِالْمَغْرِبِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7284- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَزَّارُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْبُيُوعِ.

16- باب فيمن لا توبة له

فيه حديث أسماء بنت يزيد وتقدم في الأدب في باب النميمة.

7285- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَبَا ذَرٍّ ، ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ لَهُ قَالَ : هَذَا , قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ ضَعِيفٌ عَلَيْهِ أَخْلاَقٌ لَهُ قَالَ : قُلْتُ : هَذَا ؟ قَالَ : فَقَالَ : وَالَّذِيَ نَفْسِي بِيَدِهِ لَهَذَا أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ قُرَابِ الأَرْضِ مِنْ هَذَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(7/442)

 

7286- وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ ، يَعْنِي : رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , حَدَّثَنِي : أَنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ شِرْكٌ ، وَأَنَّ أَحَبَّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , الأَتْقِيَاءُ الأَخْفِيَاءُ الَّذِينَ إِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَإِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، أُوْلَئِكَ أَئِمَّةُ الْهُدَى مَصَابِيحُ الْعِلْمِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ أَبِي قَحْذَمٍ.

7287- وَعَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ قَامَ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ فَسَأَلَهُ دِينَارًا مَا أَعْطَاهُ ، أَوْ دِرْهَمًا مَا أَعْطَاهُ ، أَوْ فِلْسًا مَا أَعْطَاهُ ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ , تَعَالَى , الدُّنْيَا مَا أَعْطَاهُ ، وَلاَ يَمْنَعُهُ إِلاَّ مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَيْهِ ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ لأَعْطَاهُ ، وَلَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ قَالَ سَلْمَانُ لِلأَعْمَشِ : سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَهُ عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

7287/2- وَلأَنَسٍ فِي الصَّحِيحِ : إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ.

17- باب ما جاء في الإنفاق والصبر على الضيق

7288- عَنْ أَبِي ذَرٍّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا أَمُوتُ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلاَّ دِينَارٌ أَرْصُدُهُ لِغَرِيمٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِجَهَالَةِ سُوَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ فِي كِتَابِ النَّفَقَاتِ.@

(7/443)

 

7289- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا صَبَرَ أَهْلُ بَيْتٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ عَلَى جَهْدٍ إِلاَّ أَتَاهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

18- باب قصر الأمل والإكثار من ذكر الموت والاستعداد له

7290- عن الزبير بن العوام , رضي الله عنه , قال : من استطاع منكم أن يكون له خبئة من عمل صالح فليفعل.

رواه مُسَدَّد ، والنسائي في الكبرى ورواته ثقات.

7291- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَالَ لِي جِبْرِيلُ , عَلَيْهِ السَّلاَمُ : يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ لاَقِيهِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ.

7292- لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَازِمٍ مَرَّةً عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَمَرَّةً عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : جَاءَ جِبْرِيلُ , عَلَيْهِ السَّلاَمُ , إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ.

7293- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : عَجَبًا لِغَافِلٍ ، وَلاَ يُغْفَلُ عَنْهُ ، وَعَجَبًا لِطَالِبِ الدُّنْيَا وَالْمَوتُ يَطْلُبُهُ ، وَعَجَبًا لِضَاحِكٍ مِلْءَ فِيهِ ، وَلاَ يَدْرِي أَرْضَى اللَّهَ أَمْ أَسْخَطَهُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

7294- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَرَزَ عُودًا بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَآخَرَ إِلَى جَنْبِهِ ، وَآخَرَ بَعْدَهُ ، فَقَالَ : أَتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : فَإِنَّ هَذَا الإِِنْسَانُ ، وَهَذَا الأَجَلُ ، يُعَاطَى الأَمَلَ فَيَخْتَلِجُهُ الأَجَلُ دُوْنَ ذَلِكَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ ، وَغَيْرِهِ ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.@

(7/444)

 

7295- وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ , رضي الله عنهما , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَكْيَسُ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ ، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ زَكَرِيَّا ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7296- وَعَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ آبَائِهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيُّ النَّاسِ أَكْيَسُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : إِنَّ أَكْيَسَ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا ، وَأَحْسَنُهُمْ لِلْمَوْتِ اسْتِعْدَادًا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَعَمْرٌو ضَعِيفٌ.

7297- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رضي الله عنهما ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَاشِرَ عَشَرَةٍ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، مَنْ أَكْيَسُ النَّاسِ وَأَحْذَرُ النَّاسِ ؟ قَالَ : أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا ، وَأَشَدُّهُمُ اسْتِعْدَادًا لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ ، أُولَئِكَ هُمُ الأَكْيَاسُ ، ذَهَبُوا بِشَرَفِ الدُّنْيَا وَكَرَامَةِ الآخِرَةِ.

7297/2- وَفِي رِوَايَةٍ : قَالَ ابْنُ عُمَرَ : كُنْتُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَامَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا قَالَ : فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ ؟ قَالَ : أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا ، وَأَحْسَنُهُمُ اسْتِعْدَادًا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ ، أُولَئِكَ الأَكْيَاسُ قَالَ : ثُمَّ إِنَّ الْفَتَى جَلَسَ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خِصَالٌ خَمْسٌ إِذَا نَزَلْنَ بِكُمْ ، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ @

(7/445)

 

الَّذِينَ مَضَوْا قَبْلَهُمْ ، وَلاَ انْتَقَصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُّوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذَ بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ، وَمَا لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِما مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَتَخَيَّرُوا فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوفٍ يَتَجَهَّزُ لِسَرِيَّةٍ يَبْعَثُهُ عَلَيْهَا ، فَأَصْبَحَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَقَدِ اعْتَمَّ بِعِمَامَةٍ كَرَابِيسَ سَوْدَاءَ ، فَنَقَضَهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَمَّمَهُ وَأَرْخَى مِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعَ أَصَابْعَ ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ شِبْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : هَكَذَا فَاعْتَمَّ يَا ابْنَ عَوْفٍ ، فَإِنَّهُ أَعْرَفُ وَأَحْسَنُ ثُمَّ أَمَرَ بِلاَلاً فَرَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ فَعَقَدَهُ ، ثُمَّ قَالَ : خُذْ يَا ابْنَ عَوفٍ ، فَسَمِّ اللَّهَ ، وَاغْزُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ ، لاَ تَغُلُّوا ، وَلاَ تَغْدِرُوا ، وَلاَ تُمَثِّلُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا دَابَّةً ، فَهَذَا عَهْدُ اللهِ فِيكُمْ ، وَسُنَّةُ رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الزُّهْدِ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا ، وَلِقِصَّةِ الزَّكَاةِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ ، وَتَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الزَّكَاةِ ، وَلِقِصَّةِ الْعِمَامَةِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ.

7298- وَعَنْهُ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ ، وَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ قَدْ علا ضْحَكَهُمْ حَدِيثُهُمْ ، فَوَقَفَ فَسَلَّمَ ، فَقَالَ : اذَكُرُوا هَادِمَ اللَّذَّاتِ ، الْمَوْتَ وَخَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ خَرْجَةً أُخْرَى ، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ ، فَقَالَ : أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا قَالَ : وَخَرَجَ أَيْضًا ، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الإِِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قِيلَ لَهُ : وَمَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : الَّذِينَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ صَلَحُوا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(7/446)

 

19- باب الموت تحفة لكل مسلم

7299- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إنما الدنيا مثل الثغب ذهب صفوة وبقي كدره .

7299/2- وفي رواية ذهب صفو الدنيا فلم يبق منه إلاَّ الكدرة ، الموت اليوم تحفة لكل مسلم.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ومدار الطريقين على يزيد بن أبي زياد ، وهو ضعيف.

الثغب : بفتح المثلثة ، والغين المعجمة ، وآخره باء موحدة- هو موضع مطمئن في أعلى الجبل.

7300- وعن أبي جحيفة ، رضي الله عنه : ذهب صفو الدنيا ولم يبق إلاَّ الكدر ، والموت تحفة لكل مسلم.

رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا ، وفي سنده يزيد بن أبي زياد.

وله شاهد من حديث عَبد الله بن عَمْرو بن العاص وتقدم في كتاب الجنائز.

20- باب مضاعفة الثناء وما جاء في البكاء من خشية الله

7301- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , إِذَا رَضِيَ عَنِ الْعَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ تِسْعَةَ أَضْعَافٍ مِنَ الْخَيْرِ لَمْ يَعْمَلْهُ ، وَإِذَا سَخِطَ عَلَى الْعَبْدِ أَثْنَى عَلَيْهِ تِسْعَةَ أَضْعَافٍ مِنَ الشَّرِّ لَمْ يَعْمَلْهُ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

7301/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، فَفِي رِوَايَةٍ ، قَالَ : إِذَا رَضِيَ ، وَإِذَا سَخِطَ , وَفِي رِوَايَةٍ : إِذَا أَحَبَّ ، وَإِذَا أَبْغَضَ.@

(7/447)

 

7302- وعن كعب ، رضي الله عنه ، قال : ما استقر لعبد ثناء في الأرض حتى يستقر في السماء.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

7303- وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ شَيْخٍ قَدْ سَمَّاهُ أَنَّ رَجُلاً ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ أَنِّيَ قَدْ أَحْسَنْتُ ؟ قَالَ إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ : قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ ، وَإِنْ قَالُوا : قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْتَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ في صحيحه.

7304- وعن أبي هريرة ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ : حَرَامٌ عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنَالَهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ الإِِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ ، وَقَالَ : لاَ يَبْكِي عَبْدٌ فَتَقْطِرُ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ فَيُدْخِلُهُ النَّارَ أَبَدًا حَتَّى يَعُودَ قَطْرُ السَّمَاءِ ... , الْحَدِيثَ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْحَاكِمُ بِسَنَدٍ مُنْقَطِعٍ ، وَتَقَدَّمَ هُوَ وَشَوَاهِدُ فِي الْجِهَادِ ، فِي بَابِ الْحِرَاسَةِ.

21- باب ما جاء في العزلة

7305- عن مكحول قال : إن كان في الجماعة فضل فإن السلامة في العزله.

رواه مُسَدَّد.

7306- وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال : أقل العيب على المرء أن يجلس في داره.

رواه مسدد موقوفًا.@

(7/448)

 

7307- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَامَ تَبُوكَ خَطَبَ النَّاسَ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى نَخْلَةٍ ، فَقَالَ : أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ : إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ رَجُلٌ عَمِلَ فِي سبِيلِ اللهِ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ ، أَوْ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ ، أَوْ عَلَى قَدَمَيْهِ ، حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ ، وَمِنْ شَرِّ النَّاسِ رَجُلٌ فَاجِرٌ يَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , لاَ يَرْعَوِي إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ , وَرَوَاهُ أَصْحَابُ الْكُتُبِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ ، وَالْحَاكِمُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَتَقَدَّمَ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ.

22- باب ما جاء في حفظ الفرج واللسان

فيه حديث معاذ بن جبل وتقدم في الإيمان ، وحديث أبي سعيد وتقدم في أول الوصايا ، وحديث البراء بن عازب وتقدم في العتق ، وحديث عبد الله بن مسعود وتقدم في آخر المواعظ ، وحديث عبد الله بن عَمْرو ، وسيأتي في باب الوصايا النافعة ، وحديث عبادة بن الصامت وأبي موسى الأشعري وغيرهما وتقدم كل ذلك في كتاب النكاح في باب غض البصر ، وحديث تميم بن يزيد عن صحابي لم يسم ، وسيأتي في أول كتاب الفتن.

7308- وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُعْضِلاَتِ الْهَوَى.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.

7309- وَعَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ ، يَقُولُ : لِمَكَانِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَعْنِي : مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لِحْيَيْهِ ، وَحَفِظَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(7/449)

 

7310- وَعَنْ عِقَالِ بْنِ شَيْبَةَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : احْفَظْ مَا بَيْنَ لِحْيَيْكَ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْكَ قَالَ : فَوَلَّيْتُ وَأَنَا أَقُولُ : حَسْبِي.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7311- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : تَقَبَّلُوا لِي سِتًّا أَتَقَبَّلُ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ : إِذَا حَدَّثَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَكْذِبُ ، وَإِذَا وَعَدَ فَلاَ يُخْلِفُ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ فَلاَ يَخُنْ ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

23- باب ما جاء في الإيثار والرياء

7312- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ كَانَ لَهُ قَمِيصَانِ فَلْيُكْسَ أَحَدُهُمَا ، أَوْ لِيَتَصَدَّقْ بِأَحَدِهِمَا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ : عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7313- وعن عُرْوَة قال : قلت لعبد الله بن عُمَر : أبا عبد الرحمن ، إنا ندخل على الإمام يقضي بالقضاء نراه جورًا ، فنقول : وفقك الله ، وننظر إلى الرجل منا يثنى عليه ، قال : أما نحن معاشر أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فكنا نعد هذا نفاقًا ، فما أدري ما تعدونه أنتم.

رواه الحارث بن أبي أسامة بسند صحيح.@

(7/450)

 

7314- وَعَنْ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ قَامَ بِأَخِيهِ مَقَامَ رِيَاءٍ ، رَايَا اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَمَّعَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو هِنْدٍ هُوَ ابْنُ عَمِّ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَأَخُوهُ لأُمِّهِ ، وَتَقَدَّمَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا فِي آخِرِ كِتَابِ الْعِلْمِ فِي بَابِ الرِّيَاءِ.

24- باب ما جاء في خير الشباب وشر الكهول وفيمن لا صبوة له

7315- عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : خَيْرُ الشَّبَابِ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ ، وَشَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُمْ ِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ جَنَاحٌ مَوْلَى الْوَلِيدِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ.

7316- وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى : ابْنِ لَهِيعَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(7/451)

 

25- باب ما جاء في المتنطعين وفيمن ترك شيئاً لله

7317- عَنْ مِسْعَرٍ ، قَالَ : أَخْرَجَ إِلَيَّ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِتَابًا ، وَحَلَفَ عَلَيهِ أَنَّهُ خَطُّ أَبِيهِ ، فَإِذَا فِيهِ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَلاَ رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَإِنِّي لأَظُنُّ عُمَرَ كَانَ أَشَدَّ أَهْلِ الأَرْضِ خَوْفًا عَلَيْهِمْ ، أَوْ لَهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7318- وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ ، وَأَبُو الدَّهْمَاءِ ، قَالَ : وَكَانَا يُكْثِرَانِ السَّفَرَ نَحْوَ الْبَيْتِ ، قَالَ : أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، فَقَالَ الْبَدَوِيُّ : أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِي ، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ، فَكَانَ مِمَّا حَفِظْتُ أَنْ قَالَ : لاَ تَدَعُ شَيئًا اتِّقَاءَ اللهِ إِلاَّ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ , واللفظ له وأبو بكر بن أبي شيبة بسند الصحيح ، وتقدم لفظه في العلم وطلبه.

26- باب في التؤدة وما جاء في الشهرة والاجتهاد في العبادة

7319- عن عُمَر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قال : التؤدة في كل شيء حسن إلاَّ في أمور الآخرة.

رواه مُسَدَّد موقوفًا بسند صحيح.

وله شاهد مرفوع من حديث سعد بن أبي وقاص رواه أبو داود في سننه والحاكم

وصححه والبيهقي.

التؤدة : بضم المثناة فوق ، وبعدها همزة مفتوحة ، ثم دال مهملة مفتوحة وتاء تأنيث : هي التأني والتثبت وعدم العجلة.

وله شواهد ، وتقدم كل ذلك في الأدب في باب الرفق والأناة .@

(7/452)

 

7320- وَعَنْ أَبِي فَاخِتَةَ التَّيْمِيِّ ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ ابْنَ أَخِي قَدِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تِلْكَ شِرَّةُ الإِِسْلاَمِ ، لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةٌ وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَارْقُبْهُ عِنْدَ فَتْرَتِهِ ، فَإِنْ قَارَبَ فَلَعَلَّهُ ، وَإِنْ هَلَكَ فَتَبًّا لَهُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مَرْفُوعٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَتَقَدَّمِ فِي كِتَابِ الإِِيمَانِ فِي بَابِ ضَرَارَةِ الِإسْلاَمِ وَشِرَّتِهِ.

7321- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا سَادًّا مُقَارِبًا فَأَرْجُو ، وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ فَلاَ تَعُدُّوهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

7322- وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ للَّهِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(7/453)

 

7323- وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ الأَنْصَارِيِّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّهُ مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ : يَا حَارِثُ ، كَيْفُ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا قَالَ : انْظُرْ مَا تَقُولُ ، إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ فَمَا حَقِيقَتُكَ ؟ قَالَ : أَلَسْتُ قَدْ عَزَفَتِ الدُّنْيَا عَنْ نَفْسِي ، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي ، وَكَأَنِّيَ أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا ، وَكَأَنِّيَ أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا ، وَكَأَنِّيَ أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغُونَ فِيهَا ، يَعْنِي : يَصِيحُونَ ، قَالَ : يَا حَارِثُ ، عَرَفْتَ فَالْزَمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ عَبْدِ اللهِ بْنِ لَهِيعَةَ.

27- باب الترهيب من مساوىء الأعمال وما جاء في أسوأ الناس وفيمن أعجبه عمله

7324- عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الزُّرَقِيِّ , رضي الله عنهما ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِعُمَرَ : اجْمَعْ لِي قَومًا فَجَمَعَهُمْ فَكَانُوا بِالْبَابِ ، فَقَالَ : أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ ، إِيَّاكُمْ أَنْ يَجِئَ النَّاسُ بِالأَعْمَالِ وَتَجِيؤُونَ بِالأَثْقَالِ تَحْمِلُونَهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.

7325- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُمَكِّنُ اللَّهُ لَكُمْ فِي الأَرْضِ تَعْمَلُونَ فِيهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَعْمَلُوا ، فَإِذَا عَمِلْتُمْ فِيهَا بِالْمَعَاصِي أَدْيَلَ مِنْكُمْ عَدَوُّكُمْ فَرَدُّوكُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ قَالَ : فَقُلْتُ عِنْدَ ذَلِكَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ تَحْمِلُنَا أَرْضُ الْعَرَبِ وَقَدْ حَدَّثْتَنَا بِكَثْرَةِ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : يُنَزِّلُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لَكُمْ فِيهَا رِزْقًا كَمَا أَنْزَلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ تَاهُوا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7326- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ مِنْ أَسْوَأِ النَّاسِ مَنْزِلَةً مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(7/454)

 

7327- وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي أَعْمَلُ الْعَمَلَ أُسِرُّهُ ، فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ أَعْجَبَنِي قَالَ : كَتَبَ اللَّهُ لَكَ أَجْرَيْنِ : أَجْرَ سِرِّهِ ، وَأَجْرَ عَلاَنِيَتِهِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

28- باب في الوصايا النافعة

فِيهِ حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي آخِرِ الْمَوَاعِظِ ، وَفِيهِ أَيْضًا حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِ.

7328- وَعَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي فَجَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : إِنِّي مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو أَمْسِ : فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ مَقَتَنِي فَأُحِبُّ أَنْ تَسْأَلَهُ لِي عَنْ شَيْءٍ ، قَالَ : اذْهَبْ أَنْتَ فَاسْتَفْتِهِ قَالَ : وَعَبْدُ اللهِ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْ فُسْطَاطِهِ بِمِنًى ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْقَصْرِ ، فَأَتَاهُ ثُمَّ رَجَعَ ، قَالَ : فَأَخْبَرَنَا حِينَ قَالَ : قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، أَفْتِنِي ، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، أَفْتِنِي ، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، أَفْتِنِي ، قَالَ : لاَ تَقُلْ بِهَذَا إِلاَّ حَقًّا ، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ ، وَلاَ تَعْمَلْ بِهَذَا إِلاَّ صُلْحًا ، تَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَلاَ عَذَابٍ ، قَالَ : قُلْتُ : قَدْ جَوَّزْتَ فِي الْفُتْيَا ، قَالَ : إِنَّكَ جِئْتَ وَأَنَا أُرِيدُ الْكَعْبَةَ وَقَدْ نُشِرَ بُرْدَايَ ، أَوْ حُلَّتَيَّ ، وَإِنْ قُلْتُ ذَلِكَ ، لقَدْ أُوتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسَطَ أَمْرِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : قُمْ فَجَوِّزْ ، فَقَامَ فَجَوَّزَ مَنْ قَبْلَهُ وَمَنْ بَعْدَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ يَقْبَلُ اللَّهُ التَّوْبَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي الْعِلْمِ فِي بَابِ الْفَتْوَى.

29- باب ما جاء في البناء وغير ذلك مما يذكر

فيه حديث جابر وتقدم في آخر النفقات .

7329- وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ ، أَنَّ الْعَبَّاسَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَنَى غُرْفَةً ، فَقَالَ لَهُ النبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اهْدِمْهَا فَقَالَ : أَوَ أَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهَا ؟ فَقَالَ : اهْدِمْهَا ثَلاَثًا.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.@

(7/455)

 

7330- وَعَنْ عَمَّارٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي جَانِبٍ مِنْ دُورِ الأَنِصَارِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَبْصَرَ قُبَّةً مَبْنِيَّةً ، فَقَالَ : يَا أَنَسُ ، لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ ؟ فَقُلْتُ : لِفُلاَنٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ بِنَاءً كَفَافًا قَالَ : فَبَلَغَ الرَّجُلَ الأَنْصَارِيَّ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَسَّرَهَا ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ مَرَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَهَا ، فَقَالَ : يَا أَنَسُ ، مَا فَعَلتِ الْقُبَّةُ ؟ قُلْتُ : بَلَغَ صَاحِبَهَا قَوْلُكَ فَكَسَّرَهَا قَالَ : غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَالَ عَمَّارٌ : كُلُّ بِنَاءٍ فَوْقَ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ يُنَادِي مُنَادٍ صَاحِبَهُ : يَا أَفْسَقَ الْفَاسِقِينَ ، أَيْنَ تَذْهَبُ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِجَهَالَةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا.

7331- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى الْهَجَرِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

30- باب المبادرة إلى الطاعة وغير ذالك

7332- عَنْ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَبْلَ تَلاَطُخِ هَذِهِ الأَحَادِيثِ ، أَنَّهُ قَالَ اللَّهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، قُمْ إِلَيَّ أَمْشِ إِلَيْكَ ، وَامْشِ إِلَيَّ أُهَرْوِلُ إِلَيْكَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَفِي سَنَدِهِ سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(7/456)

 

7333- وعن أبي عثمان ، عن ابن مسعود , رضي الله عنه ، زعم أنه كان يجالسه بالكوفة , قال : فبينما هو يومًا في صفة له , وتحته فلانة وفلانة امرأتان ذواتا منصب وجمال ، وله منهما ولد كأحسن الولدان , سقسق على رأسه عصفورٌ ، ثم قذف ذا بطنه فنكته بيده ، ثم قال : والذي نفس عَبد الله بيده لأن يموت آل عبد الله ثم أتبعهم أحب إلي من أن يموت هذا العصفور.

رواه مسدد.

7334- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْبًا قَدِ اعْتَادَهُ الْفَيْنَةَ بعد الْفَيْنَةَ ، أَوْ ذَنْبًا لَيْسَ بِتَارِكِهِ حَتَّى يَمُوتَ ، أَوْ تَقُومَ عَلَيْهِ السَّاعَةُ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُذْنِبًا مُفْتَنًا خَطَّاءً نَسِيًّا فَإِنْ ذُكِّرَ ذَكَرَ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ.

31- باب في عيش النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

7335- عَنْ أُمِّ هَانِئٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ بَطْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ ذَكَرْتُ الْقَرَاطِيسَ الْمَثْنِيَّةَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لضعف جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ.

7336- وعن رجل من بني عبس أنه قال : صحبت سلمان ، رضي الله عنه ، فأتى على دجلة فقال : يا أخا بني عبس ، انزل فاشرب. قال : فنزلت فشربت ، ثم قال : يا أخا بني عبس ، انزل فاشرب , قال : فنزلت فضربت ، ثم قال : ما أفنى شرابك من هذا الماء ؟ قلت : @

(7/457)

 

وما عسى أن يفنى ؟ قال : كذلك العلم ، فعليك منه ما ينفعك. ثم ذكر ما فتح الله على المسلمين من كنوز كسرى ، فقال : إن الذي أعطاكموها وفتحها لكم وخولكموه لممسك خزائنه ومحمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حي ، لقد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مد من طعام ، فبم ذلك يا أخا بني عبس ؟! ثم مررنا ببيادر بدر ، ثم قال : إن الذي أعطاكموه وخولكموه وفتحه لكم لممسك خزائنه ومحمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حي ، لقد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مد من طعام ، فبم ذاك يا أخا بني عبس ؟!.

رواه أبو داود الطيالسي ، والحارث بن أبي أسامة واللفظ له بسند ضعيف لجهالة التابعي.

7337- وعن أم سلمة , رضي الله عنها , قالت : لم ينخل لرسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دقيق قط.

رواه مسدد .

7338- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَصَابَتْهُمْ أَزْمَةٌ ، فَقَامَ بَيْنَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَبْشِرُوا فَوَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ يَمُرَّ عَلَيْكُمْ إِلاَّ الْيَسِيرُ حَتَّى تَرَوْا مَا يَسُرُّكُمْ مِنَ الرَّخَاءِ وَالْيُسْرِ ، قَدْ رَأَيْتُنِي مَكَثْتُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الدَّهْرِ ، مَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلَنِي الْجُوعُ ، فَأَرْسَلْتُ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُسْتَطْعِمَةً لِي ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّةَ ، وَاللهِ مَا فِي الْبَيْتِ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلاَّ تَرَيْنَ ، لِشَيْءٍ قَلِيلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَلَكِنِ ارْجِعِي فَسَيَرْزُقَكُمُ اللَّهُ فَلَمَّا جَاءَتْنِي فَأَخْبَرَتْنِي ، وَانْقَلَبْتُ وَذَهَبْتُ حَتَّى آتِيَ بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَإِذَا يَهُودِيٌّ عَلَى شَفَهِ بِئْرٍ ، قَالَ : يَا عَلِيُّ ، هَلْ لَكَ أَنْ تَسْقِيَ لِي نَخْلاً وَأُطْعِمُكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ أَنْزَعَ كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ ، فَكُلَّمَا نَزَعْتُ دَلْوًا أَعْطَانِي تَمْرَةً ، حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ يَدِي مِنَ التَّمْرِ ، قَعَدْتُ ، فَأَكَلْتُ وَشَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا لَكَ بَطِنًا ، لَقَدْ لَقِيتِ الْيَوْمَ خَيْرًا ، ثُمَّ نَزَعْتُ ذَلِكَ لاِبْنَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ وَضَعْتُ ثُمَّ انْقَلَبْتُ رَاجِعًا حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ إِذَا أَنَا بِدِينَارٍ مُلْقًى ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَفْتُ لأَنْظُرَ إِلَيْهِ ، وَأُؤَامِرَ نَفْسِي أَأَخُذُهُ أَمْ أَذَرُهُ فَأَبَتْ إِلاَّ أَخْذَهُ ، وَ قُلْتُ : أسْتَشِيرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَخَذْتُهُ ، فَلَمَّا جِئْتُهَا أَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ ، قَالَتْ : هَذَا رِزْقٌ مِنَ اللهِ ، فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ لَنَا دَقِيقًا مِنَ دَقِيقِ الشَّعِيرِ ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ السُّوقَ ، فَإِذَا أَنَا بِيَهُودِيٍّ مِنَ يَهُودِ فَدَكٍ يبِيعُ دَقِيقًا مِنْ دَقِيقِ الشَّعِيرِ ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ فَلَمَّا اكْتَلْتُ ، قَالَ : مَا أَنْتَ لأَبِي الْقَاسِمِ ؟ قُلْتُ : ابْنُ عَمِّي وَابْنَتُهُ امْرَأَتِي قَالَ : فَأَعْطَانِيَ الدِّينَارَ @

(7/458)

 

فَجِئْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا الْخَبَرَ ، فَقَالَتْ : هَذَا رِزْقٌ مِنِ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , فَاذْهَبْ بِهِ فَارْهَنْهُ بِثَمَانِيَةِ قَرَارِيطَ ذَهَبٍ فِي لَحْمٍ ، فَفَعَلْتُ ثُمَّ جِئْتُهَا بِهِ ، فَقَطَّعْتُهُ لَهَا وَنَصَبْتُ ، ثُمَّ عَجَنَتْ وَخَبَزَتْ ، ثُمَّ صَنَعْنَا طَعَامًا وَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَجَاءَنَا ، فَلَمَّا رَأَى الطَّعَامَ ، قَالَ : مَا هَذَا أَلَمْ تَأْتِنِي آنِفًا تَسْأَلُنِي ؟ فَقُلْنَا : بَلَى ، اجْلِسْ يَا رَسُولَ اللهِ ، تُخْبَرُ الْخَبَرَ ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ طَيِّبًا أَكَلْتَ وَأَكَلْنَا ، فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ ، فَقَالَ : هُوَ طَيِّبٌ فَكُلُوا بِسْمِ اللهِ ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَخَرَجَ ، فَإِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيَّةٍ تَشْتَدُّ كَأَنَّهُ نُزِعَ فُؤَادُهَا ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَبْضَعُ مَعِي بِدِينَارٍ فَسَقَطَ مِنِّي ، وَاللهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ سَقَطَ ؟ فَانْظُرْ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْ يُذْكَرَ لَكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ادْعُوا لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَجِئْتُهُ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اذْهَبْ إِلَى الجَّزَّارِ ، فَقُلْ لَهُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ لَكَ : إِنَّ قَرَارِيطَكَ عَلَيَّ فَأَرْسِلْ بِالدِّينَارِ فَأَرْسَلَ بِهِ فَأَعْطَاهُ الأَعْرَابِيَّةَ فَذَهَبَتْ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ .

7338/2- وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَلَفْظُهُمَا : عَنْ محمد بن كَعْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يُحَدِّثُ ، قَالَ : خَرَجْتُ فِي غَدَاةٍ مِنْ بَيْتِيَ جَائِعًا ، إِذْ لَقِيَنِي الْبَرْدُ فَأَخَذْتُ إِهَابًا مَعْطُونًا ، بِهِ قَدْ كَانَ عِنْدَنَا فَجَبَبْتُهُ ، ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي عُنُقِي ، ثُمَّ حَزَمْتُهُ عَلَى صَدْرِي أَسْتَدْفِئُ بِهِ ، وَاللهِ مَا بَقِيَ فِي بَيْتِي شَيْءٌ آكُلُ مِنْهُ ، وَلَوْ كَانَ فِي بَيْتِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَيْءٌ لَبَلَغَنِي ، فَخَرَجْتُ فِي بَعْضِ نَوَاحِيَ الْمَدِينَةِ ، فَاطَّلَعْتُ إِلَى يَهُودِيٍّ فِي حَائِطِهِ مِنْ ثَغْرَةِ جِدَارِهِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا أَعْرَابِيُّ ؟ هَلْ لَكَ فِي كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرةٍ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَافْتَحِ الْحَائِطَ ، فَفَتَحَ لِي ، فَدَخَلْتُ فَجَعَلْتُ أَنْزَعَ دَلْوًا وَيُعْطِيَنِي تَمْرَةً ، حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ كَفِّي ، قُلْتُ : حَسْبِي مِنْكَ الآنَ ، فَأَكَلْتُهُنَّ ثُمَّ كَرَعْتُ فِي الْمَاءِ ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ فِي عِصَابَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي بُرْدَةٍ لَهُ مَرْقُوعَةٍ بِفَرْوَةٍ ، وَكَانَ أَنْعَمَ غِلْمَانِ مَكَّةَ وَأَرْفَهَهُمْ عَيْشًا ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ ، وَرَأَى حَالَهُ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى ، ثُمَّ قَالَ : كَيْفَ إِذَا غَدَى أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَرَاحَ فِي أُخْرَى ، وَسَتَرْتُمْ بُيُوتَكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةَ قُلْنَا : نَحْنُ يَوْمئِذٍ خَيْرٌ نُكْفَى الْمَؤُنَةَ ، وَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ ، قَالَ : أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمئِذٍ.

وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَلِيٍّ بَعْضَ قِصَّةِ التَّمْرِ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا ، وَلَمْ يُسَمِّ الرَّاوِيَ عَنْ عَلِيٍّ ، وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الذِّكْرِ فِي بَابِ مَا يُقَالُ فِي دُبُرِ الصَّلَوَاتِ وَعِنْدَ النَّوْمِ.@

(7/459)

 

7339- وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن حفصة بنت عُمَر , رضي الله عنهما , أنه قال : قالت لأبيها : يا أمر المؤمنين ، ما عليك لولبست ألين من ثوبك هذا ، وأكلت أطيب من طعامك هذا ، قد فتح الله عليك الأرض ، وأوسع الرزق ؟ قال لها : أحاجك إلى نفسك ، أما تعلمين ما كان يلقى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم من شدة العيش. وجعل يذكرها أشياء مما كان يلقى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حتى أبكاها ، قال : قد قلت لك كان لي صاحبان سلكا طريقًا وإني والله لأشركتهما في مثل عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي , يعني بصاحبيه : النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأبا بكر , رضي الله عنه.

رواه إسحاق بن راهويه والنسائي في الكبرى ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة واللفظ له.

7339/2- وعبد بن حميد فذكره إلا أنه قال : وإني والله إن سلكت غير طريقهما سلك بي غير طريقهما.

فإن كان مصعب سمعه من حفصة فهو صحيح والا فهو مرسل صحيح الإسناد.

7340- وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ خُبْزِ بُرٍّ مَأْدُومٍ حَتَّى مَضَى لِوَجْهِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

7341- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : جُعْتُ بِالْمَدِينَةِ جُوعًا شَدِيدًا ، فَخَرَجْتُ لِطَلَبِ الْعَمَلِ فِي عَوَالِيَ الْمَدِينَةِ ، فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ قَدْ جَمَعَتْ مَدَرًا فَظَنَنْتُهَا تُرِيدُ بَلَّهُ ، فَأَتَيْتُهَا فَقَاطَعْتُهَا كُلَّ ذَنُوبٍ عَلَى تَمْرٍ ، فَعَدَدْتُ سِتَّةَ عَشَرَ ذَنُوبًا حَتَّى مَحُلَتْ يَدَايَ ، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَاءَ فَصَبَبْتُ مِنْهُ ، ثُمَّ أَتَيْتُهَا ، فَقُلْتُ : يَكْفِي هَذَا ، فَعَدَّتْ فِيهَا سِتَّةَ عَشْرَةَ تَمْرَةً ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَكَلَ مَعِيَ مِنْهَا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(7/460)

 

7342- وَعَنْ نَوْفَلِ بْنِ إِيَاسٍ الْهُذَلِيِّ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , لَنَا جَلِيسًا وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسِ ، وَأَنَّهُ انْقَلَبَ بِنَا ذَاتَ يَوْمٍ حَتَّى أَدْخَلَنَا بَيْتَهُ ، وَدَخَلَ فَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ خَرَجَ فَجَلَسَ مَعَنَا وَأُتِينَا بِصَحْفَةٍ فِيهَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ ، فَلَمَّا وُضِعَتْ بَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : هَلَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَلَمْ يَشْبَعْ هُوَ ، وَلاَ أَهْلُهُ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ ، فَلاَ أَرَانَا أُخِّرْنَا لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَنَا.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَنَوْفَلٌ ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ : لاَ يُعْرَفُ ، وَبَاقِي الرُّوَاةِ ثِقَاتٌ.

7343- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رضي الله عنهما ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى دَخَلَ فِي بَعْضِ حِيطَانِ الأَنْصَارِ ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُ مِنَ التَّمْرِ وَيَأْكُلُ ، فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ عُمَرَ ، مَا لَكَ لاَ تَأْكُلُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لاَ أَشْتَهِيهِ قَالَ : لَكِنِّي أَشْتَهِيهِ ، وَهَذِهِ صُبْحُ رَابِعَةٍ مُنْذُ لَمْ أَذُقْ طَعَامًا وَلَمْ أَجِدْهُ ، وَلَوْ شِئْتُ دَعَوْتُ رَبِّي فَأَعْطَانِي مِثْلَ مُلْكِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ، فَكَيْفَ بِكَ يَا ابْنَ عُمَرَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يَخْبِؤُونَ سُنَّتَهُمْ وَيَضْعُفُ الْيَقِينُ فَوَاللهِ مَا بَرِحْنَا ، وَلاَ ذَهَبْنَا حَتَّى نَزَلَتْ : {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , لَمْ يَأْمُرْنِي بِكَنْزِ الدُّنْيَا ، وَلاَ اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ ، فَمَنْ كَنَزَهَا يُرِيدُ بِهَا حَيَاةً بَاقِيَةً ، فَإِنَّ الْحَيَاةَ بِيَدِ اللهِ ، أَلاَ وَإِنِّي لاَ أَكْنِزُ دِينَارًا ، وَلاَ دِرْهَمًا ، وَلاَ أَخْبَأُ رِزْقًا لِغَدٍ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمِيدٍ ، وَأَبُو الشَّيْخِ بْنُ حَيَّانَ فِي كِتَابِ الثَّوَابِ بِسَنَدٍ فِيهٍ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

7344- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : صَنَعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَبِيصًا بِالْعَسَلِ وَالسَّمْنِ وَالْبُرِّ ، فَأَتَى بِهِ فِي قَصْعَةٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا يَا نَبِيَّ اللهِ ، شَيْءٌ تَصْنَعُه الأَعَاجِمُ مِنَ الْبُرِّ وَالْعَسَلِ وَالسَّمْنِ تُسَمِّيهِ الْخَبِيصَ قَالَ : فَأَكَلَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ بِسَنَدٍ مُنْقَطِعٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الأَطْعِمَةِ.@

(7/461)

 

7345- وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ لِيَ أبِي : لَقَدْ عَمَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ الأَسْوَدَانِ ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَدْرِي مَا الأَسْوَدَانِ ؟ قُلْتُ : لاَ قَالَ : التَّمْرُ ، وَالْمَاءُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَروَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى.

7346- وَعَنْ أَبِي النَّضْرِ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ أَهْدَى لَنَا أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رِجْلَ شَاةٍ ، فَقَعَدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نُقَطِّعُهَا فِي ظُلْمَةِ الْبَيْتِ ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهَا : أَمَا كَانَ عِنْدَكُمْ سِرَاجٌ ؟ قَالَ : فقَالَتْ : لَوْ كَانَ عِنْدَنَا مَا نَجْعَلُ فِيهِ لأَكَلْنَاهَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7347- وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : جَعَلَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ لِعَائِشَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , طَعَامًا ، فَجَعَلَ يَرْفَعُ قَصْعَةً وَيَضَعُ قَصْعَةً ، قَالَ : فَحَوَّلَتْ وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ تَبْكِي ، فَقَالَ لَهَا عُرْوَةُ : كَدَّرِتِ عَلَيْنَا طَعَامَنَا ، قَالَ : تَقُولُ لَنَا : مَا يُبْكِينِي وَمَضَى حَبِيبِي خَمِيصَ الْبَطْنِ مِنَ الدُّنْيَا ، وَاللهِ إِنْ كَانَ لَيُهِلُّ أَهِلَّةٌ ثَلاَثَةٌ وَمَا أُوقِدَ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَارٌ قَالَ : فَمَا كَانَ يُعِيشُكُمْ ؟ قَالَتْ : كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَنِعْمَ الْجِيرَانُ ، كَانُوا يَمْنَحُونَا بِشَيْءٍ مِنْ أَلْبَانِهِمْ ، وَشَيْءٍ مِنَ الشَّعِيرِ فَنَجُشَّهُ ، قَالَتْ : تَعْجَبَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا رَأَى الْمَنَاخِلَ مِنْ حِينِ بَعْثَتِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَفِي الصَّحِيحِ قِصَّةُ الأَهِلَّةِ الثَّلاَثَةِ ، وَمِنْحَةُ اللَّبَنِ فَقَطْ.@

(7/462)

 

7348- وَعَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَرِيَّةٍ نَحْلَةٍ وَمَعَنَا عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ ، وَكَانَ رَجُلٌ لَطِيفَ الْبَطْنِ طَوِيلاً فَجَاعَ ، فَانْثَنَى صُلْبُهُ ، فكَانَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْشِيَ ، فَسَقَطَ عَلَيْنَا فَأَخَذْنَا صَفْحَةً مِنْ حِجَارَةٍ فَرَبَطْنَاهَا عَلَى بَطْنِهِ ، ثُمَّ شَدَدْنَا إِلَى صُلْبَهُ ، فَمَشَى مَعَنَا فَجِئْنَا حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ ، فَضَيَّفُونَا ، فَمَشَى مَعَنَا ، قَالَ : كُنْتُ أَحْسَبُ الرَّجُلَيْنِ يَحْمِلاَنِ الْبَطْنَ فَإِذَا الْبَطْنُ تَحْمِلُ الرَّجُلَيْنِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

7349- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : نَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى فِرَاشٍ حَشْوُهُ لِيفٌ ، وَوِسَادَةٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، فَقَامَ فَأَثَّرَ بِجِلْدِهِ فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ : يَا أُمَّ سَلَمَةَ ، مَا يُبْكِيكِ ؟ فَقُلْتُ : مَا أَرَى مِنْ أَثَرِ هَذَا ، قَالَ : فَلاَ تَبْكِي ، فَوَاللهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ تَسِيرَ مَعِيَ الْجِبَالُ لَسَارَتْ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

7350- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , رضي الله عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَقَامَ أَيَّامًا لَمْ يَطْعَمْ طَعَامًا ، حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، فَطَافَ فِي مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ ، فَلَمْ يُصِبْ عِنْدَ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ شَيْئًا ، فَأَتَى فَاطِمَةَ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّةُ ، هَلْ عِنْدَكِ مَا آكُلُهُ فَإِنِّي جَائِعٌ ؟ فَقَالَتْ : لاَ وَاللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعَثَتْ إِلَيْهَا جَارَةٌ لَهَا بِرَغِيفَينِ وَقِطْعَةِ لَحْمٍ ، فَأَخَذَتْهُ مِنْهَا فَوَضَعَتْهُ فِي جَفْنَةٍ لَهَا ، وَغَطَّتْ عَلَيهَا ، وَقَالَتْ : وَاللهِ لأُوثِرَنَّ بِهَذَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى نَفْسِيَ وَمَنْ عِنْدِي ، وَكَانُوا جَمِيعًا مُحْتَاجِينَ إِلَى شِبْعَةٍ طَعَامٍ ، فَبَعَثَتْ حَسَنًا ، أَوْ حُسَيْنًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَرَجَعَ إِلَيْهَا ، فَقَالَتْ لَهُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، قَدْ أَتَى اللَّهُ بِشَيْءٍ فَخَبَّأْتُهُ لَكَ قَالَ : هَلُمِّي فَأَتَتْهُ فَكَشَفَ عَنِ الْجَفْنَةِ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ خُبْزًا وَلَحْمًا ، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهَا بُهِتَتْ ، وَعَرَفَتْ أَنَّهَا بَرَكَةٌ مِنَ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , فَحَمِدَتِ اللَّهَ ، وَصَلَّتْ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، @

(7/463)

 

وَقَدِمَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَمَّا رَآهُ حَمِدَ اللَّهَ ، وَقَالَ : مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا بُنيَّةُ ؟ فَقُلْتُ : يَا أَبَةِ ، {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ، فَحَمَدَ اللَّهَ ، وَقَالَ : الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَكِ يَا بُنَيَّةُ ، شَبِيهَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَإِنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَزَقَهَا اللَّهُ شَيْئًا فَسُئِلَتْ عَنْهُ ، قَالَتْ : هُوَ {مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى عَلِيٍّ ، ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَعَلِيٌّ ، وَفَاطِمَةُ ، وَحَسَنٌ ، وَحُسَيْنٌ ، وَجَمِيعُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ جَمِيعًا ، حَتَّى شَبِعُوا ، قَالَ : وَبَقِيَتِ الْجَفْنَةُ كَمَا هِيَ ، قَالَتْ : فَأَوْسَعْتُ بِبَقِيَّتِهَا عَلَى جَمِيعِ جِيرَانِي ، وَجَعَلَ اللَّهُ فِيهَا بَرَكَةً خَيْرًا كَثِيرًا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ ابْنِ لَهِيعَةَ.

7351- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثَلاَثُ طَوَائِرَ فَأَطْعَمَ خَادِمَهُ طَائِرًا ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَتْهُ بِهَا ، فقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلَمْ أَنْهَكِ أَنْ تَرْفَعِي شَيْئًا لِغَدٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7352- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : إن كان ليمر بآل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الأهلة ما يسرج في بيت أحد منهم سراج ، ولا يوقد فيه نار ، وإن وجدوا زيتا ادهنوا به ، وإن وجدوا ودكا أكلوه.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف لضعف عثمان بن عطاء الخراساني.@

(7/464)

 

7353- وَعَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ خَمِيصُ الْبَطْنِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

7354- وعن جَابِرٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ نَظَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ وَضَعَ حَجَرًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِزَارِهِ يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ مِنَ الْجُوعِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7355- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَعِنْدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى سَرِيرٍ شَرِيطٍ لَيْسَ بَيْنَ جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَبَيْنَ الشَّرِيطِ شَيْءٌ ، قَالَ : وَكَانَ أَرَقَّ النَّاسِ بَشْرَةً ، فَانْحَرَفَ وَقَدْ أَثَّرَ الشَّرِيطُ بِبَطْنِ جِلْدِهِ وَبِجَنْبِهِ ، فَبَكَى عُمَرُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : أَمَا وَاللهِ مَا أَبْكِي يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَّ لاَ أَكُونَ أَعْلَمَ أَنَّكَ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنْ قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَإِنَّهُمَا يَغْنَيَانِ مِنَ الدُّنْيَا ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْمَكَانِ الَّذِي أَرَى قَالَ : يَا عُمَرُ ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةَ وَلَهُمُ الدُّنْيَا ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَإِنَّهُ كَذَلِكَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى .

7355/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ أَنَسٌ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ مُضْطَجِعٌ مُرْمِلٌ بِشَرِيطٍ ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَدَخَلَ عُمَرُ ، فَانْحَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم انْحِرَافًا ، فَلَمْ يَرَ عُمَرُ بَيْنَ جَنْبِهِ وَبيْنَ الشَّرِيطِ ثَوْبًا ، وَقَدْ أَثَّرَ الشَّرِيطُ بِجَنْبِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَبَكَى عمر ... , فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

7356- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , يَقُولُ : @

(7/465)

 

خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عِنْدَ الظَّهِيرَةِ ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ ؟ قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ قَالَ : أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَعَدَ عُمَرُ ، وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُحَدِّثُهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ بِكُمَا قُوَّةٌ فَتَنْطَلِقَانِ إِلَى هَذَا النَّخْلِ فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلًّا ؟ قَالَ : قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ ابن التَّيِّهَانِ أَبِي الْهَيْثَمِ الأَنْصَارِيِّ فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ أَيْدِينَا ، فَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، وَأُمُّ الْهَيْثَمِ وَرَاءَ الْبَابِ تَسْمَعُ الْكَلاَمَ وَتُرِيدُ أَنْ يَزِيدَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَنْصَرِفَ ، خَرَجَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ خَلْفَهُمْ ، فقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ سَمِعْتُ وَاللهِ تَسْلِيمَكَ وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَزِيدَنَا مِنْ سَلاَمِكَ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَيْرًا قَالَ : أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ مَا أَرَاهُ ؟ قَالَتْ : هُوَ قَرِيبٌ ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا الْمَاءَ ، ادْخُلُوا ، فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَبَسَطَتْ لَهُمَا بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ ، فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ وَفَرِحَ بِهِمْ وَقَرَّتْ عَيْنُهُ بِهِمْ ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فَصَرَمَ عِذْقًا ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حَسْبُكَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، تَأْكُلُونَ مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ بُسْرِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ وَقَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِيَذْبَحَ لَهُمْ شَاةً ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِيَّاكَ وَاللَّبُونَ وَقَامَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ تَعْجِنُ لَهُ وَتَخْبِزُ ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رؤسهم الْقَائِلَةَ ، فَانْتَبَهُوا وَقَدْ أَدْرَكَ طَعَامُهُمْ ، فَوَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وَحِمِدُوا اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , وَرَدَّتْ عَلَيْهِمْ أُمُّ الْهَيْثَمِ بَقِيَّةَ الْعِذْقِ ، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَدَعَا لَهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، مُخْتَصَرًا .

7356/2- وَالْبَزَّارُ فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : حَتَّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ مَالِكِ بْنِ التَّيِّهَانِ الأَنْصَارِيِّ ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ : وَدَعَا بِخَيْرٍ ، ثُمَّ قَالَ لأَبِي الْهَيْثَمِ : إِذَا بَلَغَكَ أَنْ قَدْ أَتَانَا رَقِيقٌ فَأْتِنَا قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ : فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَقِيقٌ ، أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأْسًا ، فَكَاتَبْتُهُ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، فَمَا رَأَيْتُ رَأْسًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ.

وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبَزَّارِ : قَالَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ : لَوْ دَعَوْتَ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، مُطَوَّلاً.@

(7/466)

 

7357- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : فَاتَتْنِي الْعِشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَتَيْتُ أَهْلِي ، فَقُلْتُ : هَلْ عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ ؟ قَالُوا : لاَ وَاللهِ مَا عِنْدَنَا عَشَاءٌ ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِيَ فَلَمْ يَأْتِنِي النَّوْمُ مِنَ الْجُوعِ ، فَقُلْتُ لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ وَتَعَلَّلْتُ حَتَّى أُصْبِحَ ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ تَسَانَدْتُ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قُلْتُ : أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَقَالَ : وَاللهِ مَا أَخْرَجِنِيَ إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَنْكَرَنَا ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَبَادَرَنِي عُمَرُ ، فَقَالَ : هَذَا أَبُو بَكْرِ وَعُمَرُ ، فَقَالَ : مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَقَالَ عُمَرُ : خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ سَوَادَ أَبِي بَكْرٍ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : أَبُو بَكْرٍ ، فَقُلْتُ : مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ فَذَكَرَ الَّذِي كَانَ ، فَقُلْتُ : وَأَنَا وَاللهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَأَنَا وَاللهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلاَّ الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ فَلَعَلَّنَا نَجِدُ عِنْدَهُ شَيْئًا يُطْعِمُنَا فَخَرَجْنَا نَمْشِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْحَائِطِ فِي الْقَمَرِ ، فَقَرَعْنَا الْبَابَ ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ عُمَرُ : هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَفَتَحَتْ لَنَا فَدَخَلْنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيْنَ زَوْجُكِ ؟ قَالَتْ : ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ مِنْ حَشِّ بَنِي حَارِثَةَ ، الآنَ يَأْتِيكُمْ ، قَالَ : فَجَاءَ يَحْمِلُ قِرْبَةً حَتَّى أَتَى بِهَا نَخْلَةً فَعَلَّقَهَا عَلَى كِرْنَافَةٍ مِنْ كَرَانِيفِهَا

، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : مَرْحَبًا وَأَهْلاً ، مَا زَارَ النَّاسَ أَحَدٌ قَطُّ مِثْلُ مَنْ زَارَنِي ، ثُمَّ قَطَعَ لَنَا عِذْقًا فَأَتَانَا بِهِ ، فَجَعَلْنَا نَنْتَقِيَ مِنْهُ فِي الْقَمَرِ فَنَأْكُلُ ، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَالَ فِي الْغَنَمِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ ، أَوْ قَالَ : إِيَّاكَ وَذَوَاتِ الدَّرِّ فَأَخَذَ شَاةً فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا ، وَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ : قُومِي ، فَطَحَنَتْ وَخَبَزَتْ وَجَعَلَ يُقَطِّعُ فِي الْقِدْرِ مِنَ اللَّحْمِ ، فَأَوْقَدَ تَحْتَهَا حَتَّى بَلَغَ اللَّحْمَ وَالْخُبْزَ ، فَثَرَدَ وَغَرَفَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَرَقِ وَاللَّحْمِ ثُمَّ أَتَانَا بِهِ ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا ، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ @

(7/467)

 

وَقَدْ سَفَعَتْهَا الرِّيحُ فَبَرَدَ ، فَصَبَّ فِي الإِِنَاءِ ثُمَّ نَاوَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَشَرِبَ ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبَا بَكْرٍ فَشَرِبَ ، ثُمَّ نَاوَلَ عُمَرَ فَشَرِبَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْحَمْدُ للَّهِ خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلاَّ الْجُوعُ ، ثُمَّ رَجَعْنَا وَقَدْ أَصَبْنَا هَذَا ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ ثُمَّ قَالَ لِلْوَاقِفِيِّ : مَا لَكَ خَادِمٌ يَسْقِيكَ الْمَاءَ ؟ قَالَ : لاَ ، يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَإِذَا أَتَانَا سَبْيٌ فَأْتِنَا حَتَّى نَأْمُرَ لَكَ بِخَادِمٍ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ سَبْيٌ فَأَتَاهُ الْوَاقِفِيُّ ، فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَعْدُكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي قَالَ : هَذَا سَبْيٌ فَقُمْ فَاخْتَرْ مِنْهُمْ فَقَالَ : كُنْ أَنْتَ الَّذِي تَخْتَارُ لِي ، قَالَ : خُذْ هَذَا الْغُلاَمَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ قَالَ : فَأَخَذَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَتْ : مَا هَذَا ؟ فَقَصَّ عَلَيْهَا الْقِصَّةَ ، قَالَتْ : فَأَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ لَهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : كُنْ أَنْتَ الَّذِي تَخْتَارُ لِي ، قَالَتْ : قَدْ أَحْسَنْتَ ، قَدْ قَالَ لَكَ : أَحْسِنْ إِلَيْهِ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ ، قَالَ : مَا الإِِحْسَانُ إِلَيْهِ ؟ قَالَتْ : أَنْ تَعْتِقَهُ ، قَالَ : هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ.

وَرَوَاهُ مَالِكٌ بَلاَغًا ، وَمُسْلِمٌ ، وَالتِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَطْ.

قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ : هُوَ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقَ ، وَكَسْرِ الْمُثَنَّاةِ تَحْتَ وَتَشْدِيدِهَا كَذَا جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي الْمُوَطَّأِ ، وَالتِّرْمِذِيِّ ، وَفِي مُسْنَدِ الْبَزَّارِ وَأَبِي يَعْلَى ، وَمُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عباس أنه أبو الهيثم ، وكذا في المعجم من حديث ابن عُمَرَ وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ مِنْ حَدِيثِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مُصَرَّحٌ فِي أَكْثَرِهِمْ بَأَنَّهُ أَبُو الْهَيْثَمِ ، وَمَا جَاءَ فِي مُعْجَمَيِ الطَّبَرَانِيِّ الصَّغِيرِ وَالأَوْسَطِ ، وَصَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ أَنَّهُ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ اتَّفَقَتْ مَرَّةً مَعَ أَبِي الْهَيْثَمِ وَمَرَّةً مَعَ أَبِي أَيُّوْبَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.@

(7/468)

 

97- كتاب الورع

7358- عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ ، وبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ ، مَنْ تَوَقَّاهُنَّ كُنَّ وِقَاءً لِدِينِهِ ، وَمَنْ يَقَعُ فِيهِنَّ يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَ الْكَبَائِرَ ، كَالْمُرْتِعِ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ ، لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِجَهَالَةِ التَّابِعِيِّ ، وَضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ، لَكِنْ لَهُ أَصْلٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ.

7359- وَعَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ ، قَالَ : دَخَلَ نَاسٌ عَلَى خَبَّابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعُودُونَهُ ، فَقَالُوا : أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، تَرِدُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْحَوْضَ قَالَ : كَيْفَ بِهَذَا وَبِهَذَا وَأَشَارَ إِلَى بُنْيَانِهِ وَإِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ وَجَانِبَيْهِ ، وَقَالَ : كَيْفَ بِهَذَا وَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالْحُمَيْدِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ.

7359/2- وفي رواية له ولابن أبي عُمَر عن طارق قال : عادت خباب بقايا من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقالوا : أبشر أبا عبد الله ترد على إخوانك الحوض ، فقال : وعليها حال إنكم ذكرتم لي قوما وسميتموهم لي إخوانا ، مضوا لم ينالوا من أجورهم شيئًا ، وإنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما نخاف ان يكون ثوابًا لتلك الأعمال.

وقد تقدم في جملة أحاديث من هذا النوع في كتاب الزهد .@

(7/469)

 

7360- وَعَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ هُبَيْرَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَفِي يَدِهَا فَتْخٌ مِنْ ذَهَبٍ خَوَاتِيمَ ضِخَامٍ ، قَالَ : فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَضْرِبُ يَدَهَا ، فَأَتَتْ فَاطِمَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَشْكُو إِلَيْهَا ، قَالَ ثَوْبَانُ : فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى فَاطِمَةَ وَأَنَا مَعَهُ ، وَقَدْ أخَذَتْ مِنْ عُنُقِهَا سِلْسِلَةً من ذهب ، فَقَالَتْ : هَذَا أُهْدِيَ لى أبو الْحَسَنِ ، وَفِي يَدِهَا السِلْسِلَةٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيَسُرُّكِ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي يَدِهَا سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ فَخَرَجَ وَلَمْ يَقْعُدَ ، فَعَمِدَتْ فَاطِمَةُ إِلَى السِّلْسِلَةِ فَبَاعَتْهَا فَاشْتَرَتْ بِهِ نَسَمَةً فَأَعْتَقَتْهَا ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّى فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى.

وَتَقَدَّمَ لَهُ شَوَاهِدُ فِي كِتَابِ الزِّينَةِ فِي بَابِ تَحَلِّي النِّسَاءِ بِالذَّهَبِ.

7361- وعن أبي الدرداء ، رضي الله عنه ، أنه قيل له : ما تحب لمن تحب قال : الموت. قال : فإن لم يمت. قال : يقل ماله وولده.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

7362- وعن عَمْرو بن العاص ، رضي الله عنه ، يخطب الناس بمصر يقول ما أبعد هديكم من هدي نبيكم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا ، وأما أنتم فأرغب الناس فيها.

رواه أبو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@

(7/470)

 

7363- وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا تَزَيَّنَ الأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بِمِثْلِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

7364- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فَادْنُوا مِنْهُ فَإِنَّهُ يُلَقَّى الْحِكْمَةَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.

7365- وعن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : إنما أهلك ، من كان قبلكم هذا الدينار وهذا الدرهم ، وهما مهلكاكم.

رواه مسدد موقوفًا ، ورواته ثقات.

7366- وله شاهد من حديث عَبد الله بن مسعود : أنه كان يعطي الناس عطاءهم ، فجاءه رجل فأعطاه ألف درهم ، ثم قال : خذها فإني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إنما أهلك من كان قبلكم الدينار والدرهم ، وهما مهلكاكم.

رواه البَزَّار بسند جيد.

7367- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : أصاب المهاجرون قبة من أدم يوم خيبر , أو يوم حنين , فقال المهاجرون : يا نبي الله ، قد طبنا بها لك نفسًا فخذها تستظل بها ويستظل بعضنا معك , قال : أتحبون أن يكون نبيكم في قبة من نار ؟!.

رواه مُسَدَّد بسند فيه حنش ، وهو ضعيف ، واسمه حسين بن قيس.

(7/471)

 

المجلد الثامن

98- كتاب الفتن

1- باب وقاة الله ما بين لحييه ورجليه

فيه حديث عبادة بن الصامت وغيره ، وتقدم في كتاب النكاح ، وحديث أبي برزة وغيره ، وتقدم في كتاب الزهد في باب حفظ الفرج واللسان.

7368- وَعَنْ تَمِيمِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى أَبِي رَمْثَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، ثِنْتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ تُخْبِرُنَا بِهِمَا ؟ قَالَ : اثْنَتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى إِذَا كَانَ الثَّالِثَةُ حَبَسَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالُوا : نَرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُرِيدُ يُبَشِّرُنَا فَتَمْنَعُهُ ، قَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ ، فَقَالَ : ثِنْتَانِ مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ : مَا بَيْنَ لِحْيَيْهِ ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

2- باب فيما كان في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه

7369- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ وَكَانَ يُمْلِي عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، أَلاَ أَكْتُبُكَ ؟ فَقُلْتُ : مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ ، فَجَعَلَ يُمْلِي وَيُمْلِي ، وَنَظَرْتُ فَإِذَا اسْمُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَعَرَفْتُ أَنَّهُمَا لاَ يُكْتَبَانِ إِلاَّ فِي خَيْرٍ ، فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، أَلاَ أَكْتُبُكَ ؟ فَقُلْتُ : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللهِ ، ثُمَّ قَالَ : كَيْفَ أَنْتَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، إِذَا نَشَأَتْ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ؟ فَقُلْتُ : مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، كَيْفَ أَنْتَ إِذَا نَشَأَتْ أُخْرَى كأن الأولى فِيهَا كَنَفْجَةِ أَرْنَبٍ ، كَأَنَّهَا صَيَاصِيُّ بَقَرٍ ؟ قُلْتُ : مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ قَالَ : وَمَرَّ رُجُلٌ مُقَنَّعٌ ، فَقَالَ : هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمئِذٍ عَلَى الْحَقِّ فَأَتَيْتُهُ فَأَخَذَتُ بِمِنْكَبَيْهِ وَأَقْبَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : هَذَا فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.@

(8/5)

 

7369/2- وَفِي رِوَايَةٍ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ذَاتَ يَوْمٍ تَهْجُمُونَ عَلَى رَجُلٍ مُعْتَجِرٍ بِبُرْدَةٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُبَايِعُ النَّاسَ قَالَ : فَهَجَمْنَا عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مُعْتَجِرًا بِبُرْدَةٍ يُبَايِعُ النَّاسَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ .

7369/3- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ . وَلَفْظُهُ : عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ وَعِنْدَهُ كَاتِبٌ لَهُ يُمْلِي عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أَلاَ أَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ؟ فَقُلْتُ : مَا أَدْرِي مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ ، فَأَعْرَضَ عَنِّي وَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبٍ يُمْلِي عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ؟ قُلْتُ : مَا أَدْرِي مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ ، فَأَعْرَضَ عَنِّي وَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ ، قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِي الْكِتَابِ عُمَرُ ، فَعَرَفْتُ أَنَّ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , لاَ يُكْتَبُ إِلاَّ فِي خَيْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ فَقَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، كَيْفَ تَفْعَلُ فِي فِتَنٍ تَخْرُجُ مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِيُّ بَقَرٍ ؟ قُلْتُ : لاَ أَدْرِي مَا خَارَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لِي قَالَ : فَكَيْفَ تَفْعَلُ بِأُخْرَى تَخْرُجُ بَعْدَهَا : كَأَنَّ الأُولَى فِيهَا انْتِفَاجَةُ أَرْنَبٍ ؟ قُلْتُ : لاَ أَدْرِي مَا خَارَ اللَّهُ لِي وَرَسُولُهُ قَالَ : اتَّبِعُوا هَذَا وَرَجُلٌ مُقَفَّى يَوْمئِذٍ ، فَانْطَلَقْتُ فَسَعَيْتُ فَأَخَذْتُ بِمِنْكَبَيْهِ ، فَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : هَذَا ؟ فَقَالَ : نَعَمْ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ.

وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَسَيَأْتِي لَفْظُهُ فِي بَابِ الإِِيمَانِ بِالشَّامِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ ، وَتَقَدَّمَ فِي مَنَاقِبِ عُثْمَانَ.@

(8/6)

 

7370- وعن المغيرة بن شعبة أنه دخل على عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، وقد حصروه فكال : اختر مني ثلاث خلال : إما أن تخرق بابا سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة ، فإنهم لن يستحلوك ، وإما أن تقعد على رواحلك فتلحق بالشام وفيهم معاوية ، وإما أن تخرج بمن معك فتقاتل فإنك على الحق وهم على الباطل ، فيقال : أما قولك : أقعد على رواحلي فألحق بمكة ، فإنه يقال : يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب العالم فلن أكن إياه ، وأما قولك : أقعد على رواحلي فألحق بالشام ، فإني لا أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأما قولك : أخرج بمن معي فأقاتل ، فإني لن أكون أولا من خلف رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في أمته بإهراق ملء محجم دم بغير حق.

رواه مُسَدَّد واللفظ له والحارث وأحمد بن حنبل ، ورواته ثقات.

7371- وَعَنْ أَبِي حَبِيبَةَ ، أَنَّهُ دَخَلَ الدَّارَ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ فِيهَا ، وَأَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَسْتَأْذِنُ عُثْمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فِي الْكَلاَمِ فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : سَتَلْقَوْنَ بَعْدِيَ فِتْنَةً وَاخْتِلاَفًا ، أَوْ قَالَ : اخْتِلاَفًا وَفِتْنَةً فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ : فَدُلَّنَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : عَلَيْكَ بِالأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ وَأَصْحَابِهِ بِذَلِكَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.

7372- وعن أبي سعيد مولى أبي سعيد الأنصاري قال : سمع عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم ، وكان في قرية خارجًا من المدينة , أو كما قال , فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه ، قالوا : كره أن تقدموا عليه المدينة , أو نحو ذلك , فأتوه ، فقالوا له : ادع بالمصحف ، قال : فدعا بالمصحف ، فقالوا له : @

(8/7)

 

افتح السابعة , وكانوا يسمون سورة يونس : السابعة , فقرأ حتى أتى على هذه الآية : {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون} فقالوا له : قف ، أرأيت ما حمي من حمى الله ، الله أذن لك أم على الله تفتري ؟ فقال : أمضه ، نزلت في كذا وكذا ، وأما الحمى : فإن عُمَر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة ، فلما وليت حميت لإبل الصدقة ، أمضه ، فجعلوا يأخذونه بالآية ، فيقول : أمضه ، نزلت في كذا وكذا ، قال : وكان الذي يلي كلاَم عثمان في سنك , قال : يقول أبو نضرة ، يقول ذلك لي أبو سعيد ، قال أبو نضرة وأنا في سنك ، قال أبي : ولم يخرج وجهي يومئذ لا أدري لعله قال مرة أخرى : وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة قال : ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج فعرفها ، فقال : أستغفر الله وأتوب إليه ، ثم قال لهم : ما تريدون ؟ قالوا : فأخذوا ميثاقه ، وكتب عليهم شرطًا ، ثم أخذ عليهم أن لا يشقوا عصا ، ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم , أو كما أخذوا عليه , فقال لهم : ما تريدون ؟ قالوا : نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء ، فإنما هذا المال لمن قاتل عليه ، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين ، قال : فقام فخطبهم فقال : إني والله ما رأيت وفدًا في الأرض هو خير من هذا الوفد الذين من أهل مصر ، ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه ، ومن كان له ضرع فيحتلب ، ألا إنه لا مال لكم عندنا ، إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فغضب الناس ، وقالوا : هذا مكر بني أمية ثم رجع الوفد المصريون راضين ، فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ويفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويسبهم ، قالوا له : مالك إن لك لأمرًا ما شأنك ؟! فقال : أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ، ففتشوه فإذا هم بالكتاب معه على لسان عثمان ، عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم @

(8/8)

 

وأرجلهم من خلاف ، فأقبلوا حتى قدموا المدينة ، فأتوا عليًّا فقالوا : ألم تر إلى عدو الله يكتب فينا كذا وكذا ، وإن الله , تعالى , قد أحل دمه ، قم معنا إليه. قال : والله لا أقوم معكم إليه ، قالوا : فلم كتبت إلينا ؟ قال : والله ما كتبت إليكم كتابًا قط. قال : فنظر بعضهم إلى بعض ، فقالوا : لهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون ؟ فانطلق علي يخرج من المدينة إلى قرية ، فانطلقوا حتى دخلوا على عثمان ، فقالوا له : كتبت فينا كذا وكذا ، وإن الله قد أحل دمك ، فقال : إنهما اثنان : أن تقيموا عليَّ رجلين من المسلمين ، أو يمين بالله الذي لا إله إلاَّ هو ما كتبت ولا أمليت ولا علمت ، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل ، وقد ينقش الخاتم على الخاتم , قالوا : فوالله لقد أحل الله دمك بنقض العهد والميثاق , قال : فحاصروه ، فأشرف عليهم وهو محصور ذات يوم ، فقال : السلام عليكم , قال أبو سعيد : فوالله ما أسمع أحدًا من الناس رد عليه السلام إلاَّ أن يرد الرجل في نفسه , فقال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلاَّ هو هل علمتم ؟ قال : فذكر أشياء في شأنه ، وذكر أيضًا أرى كتابته المفصل ، ففشى النهي ، فجعل يقول الناس : مهلا عن أمير المؤمنين ، ففشى النهي ، فقام الأشتر , فلا أدري أيومئذ أم يوم آخر , قال : فلعله قد مكر به وبكم ، قال : فوطئه الناس حتى لقي كذا وكذا ، ثم إنه أشرف عليهم مرة أخرى ، فوعظهم وذكرهم ، فلم تأخذ فيهم الموعظة ، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها ، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ فيهم ، قال : ثم إنه فتح الباب ووضع المصحف بين يديه وذاك أنه رأى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّمفقال له : يا عثمان ، أفطر عندنا الليلة , قال أبي : فحدثني الحسن أن محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته ، فقال : لقد أخذت مني مأخذًا , أو قعدت مني مقعدًا- ما كان أبوك ليقعده , أو قال : ليأخذه- فخرج وتركه ، ودخل عليه رجل يقال له : الموت الأسود ، فخنقه ، ثم خنقه ، ثم خرج ، فقال : والله لقد خنقته فما رأيت شيئًا قط ألين من حلقه حتى رأيت نفسه تردد في جسده كنفس الجان , قال : فخرج وتركه , وقال في حديث أبي سعيد : دخل عليه رجل فقال : بيني وبينك كتاب الله ، فخرج وتركه ، ثم دخل عليه آخر ، فقال : بيني وبينك كتاب الله , تعالى , والمصحف بين يديه ، فأهوى بالسيف فاتقاْه عثمان بيده فقطعها ، فما أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها ، قال عثمان : أما والله إنها أول كف خطت المفصل. قال ؟ وقال في غير حديث أبي سعيد : فدخل عليه التجيبي فأشعر مشقصًا , @

(8/9)

 

فانتضح الدم على هذه الآية : {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} قال : فإنها في المصحف ماحكت بعد. قال : فأخذت بنت الفرافصة حليها في حديث أبي سعيد فوضعته في حجرها ، وذلك قبل أن يقتل ، فلما أشعر أو قتل تفاجت عليه ، فقال بعضهم : قاتلها الله ماأعظم عجيزتها. قال أبو سعيد فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلاَّ الدنيا.

رواه إسحاق بن راهويه , ورواته ثقات سمع بعضهم من بعض.

7373- وعن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ، عن أبيه قال : كان عَبد الله بن سلام قبل أن يأتي أهل مصر يدخل على رؤُوس قريش ، فيقول لهم : لا تقتلوا هذا الرجل , يعني : عثمان , فيقولون : والله ما نريد قتله ، فيخرج وهو متكىء على يدي ، يقول : والله لتقتلنه , ثم قال لهم : لا تقتلوه ، فوالله ليموتن إلى أربعين يومًا ، فأبوا ، فخرج عليهم بعد أيام ، فقال لهم : لا تقتلوه ، فوالله ليموتن إلى خمس عشرة ليلة.

رواه إسحاق بإسناد حسن.

7374- وعن عَبد الله بن سلام ، رضي الله عنه ، أنه قال لهم : إن الملائكة لم تزل محيطة بمدينتكم هذه منذ قدمها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إلى اليوم ، والله لئن قتلتموه لتذهبن ثم لا تعود إليكم أبدا ، وإن السيف لم يزل مغمودًا فيكم فوالله لئن قتلتموه ليسلنه الله عليكم ثم لا يغمده عنكم أبدًا , أو قال : إلى يوم القيامة , وما قتل نبي إلاَّ قتل به سبعون ألفا ، ولا قتل خليفة إلاَّ قتل به خمس وثلاثون ألفًا. وذكر أنه قتل على دم يحيى بن زكريا سبعون ألفًا.

رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح.

7375- وعن عَبد الله بن مغفل قال : كان عَبد الله بن سلام ، رضي الله عنه ، يجيء من أرض له على أتان , أو حمار , يوم الجمعة فيبكر ، فإذا قضى الصلاة أتى أرضه ، فلما هاج الناس بعثمان ، قال لهم عَبد الله بن سلام : لا تقتلوه واستبقوه فوالذي نفسي بيده ، ما قتلت أمة نبيها فأصلح الله ذات بينهم حتى يهريقوا دماء سبعين ألفًا ، وما قتلت أمة خليفة فأصلح الله ذات بينهم حتى يهريقوا دماء أربعين ألفًا ، وما هلكت أمة قط حتى يرفعوا القرآن على السلطان. ثم قال لهم : لا تقتلوه واستبقوه قال : فما نظروا فيما قال @

(8/10)

 

فقتلوه ، قال : فجلس على طريق علي بن أبي طالب حتى أتاه علي ، فقال له : أين تريد ؟ قال : العراق ، فقال : لا تأت العراق وعليك بمنبر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّمفالزمه ولا أدري هل ينجيك ، فوالله لئن تركته لا تراه أبدًا ، فقال من حوله : دعنا فلنقتله ، فقال علي : إن عَبد الله بن سلام منا رجل صالح , قال ابن مغفل : وكنت استأذنت ابن سلام في أرض إلى جنب أرضه أن أشتريها ، فقال لي بعد ذلك : هذا رأس أربعين سنة ، وسيكون عندها صلح فاشترها .

قال سليمان : فقلت لحميد : كيف يرفعون القرآن على السلطان ؟ قال : ألم تر إلى الخوارج كيف يتأولون القرآن على السلطان ؟.

رواه إسحاق ، ورواته ثقات.

7376- وعن أبي ليلى الكندي قال : أشرف علينا عثمان ، رضي الله عنه ، يوم الدار فقال : يا أيها الناس ، لا تقتلوني فإنكم إن قتلتموني كنتم هكذا , وشبك بين أصابعه.

رواه أحمد بن منيع موقوفًا بإسناد حسن.

7377- وعن مسلم أبي سعيد : أن عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، أعتق عشرين مملوكًا ، ثم دعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام ، ثم قال : إني رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّمالبارحة في المنام ورأيت أبا بكر وعمر , رضي الله عنهما , وإنهم قالوا : اصبر ؛ فإنك تفطر عندنا القابلة. ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ، ورواته ثقات.

7378- وعن عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.

7379- وعن كثير بن الصلت قال : نام عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، في ذلك اليوم الذي قتل فيه وهو يوم الجمعة ، فلما استيقظ قال : لولا أن يقول الناس تمنى عثمان أمنية لحدثتكم حديثًا ، قلنا : حدثنا أصلحك الله فلسنا نقول كما يقوله الناس. قال : رأيت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في منامي هذا فقال : إنك شاهد معنا الجمعة.

رواه أبو يعلى.@

(8/11)

 

7380- وعن الأعمش , عن شقيق قال : كان بين عثمان وبين عَبد الرحمن بن عوف , رضي الله عنهما , كلام ، فأرسل إليه عَبد الرحمن : والله ما فررت عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يوم عينين , يعني : أحد , ولا تخلفت عن بدر ، ولا خالفت سنة عُمَر , رضي الله عنه ، فأرسل عثمان إليه أما قولك أني تخلفت عن بدر ، فإن بنت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شغلتني, قال سليمان : كانت تقضي , وأما قولك أني فررت يوم عينين ، فقد صدقت فقد عفا الله عني ، وأما سنة عُمَر ، فوالله ما استطقتها أنا ولا أنت.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ واللفظ له وأحمد بن حنبل..

7381- وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ ، فَقَالَ : أَمَا وَاللهِ قَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ ، فَكَانَ يَعُودُ مَرْضَانَا ، وَيُشَيِّعُ جَنَائِزَنَا ، وَيَغْدُو مَعَنَا ، وَيُوَاسِينَا بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ، وَإِنَّ نَاسًا يُعْلِمُونِي بِهِ ، عَسَى أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدُهُمْ رَآهُ قَطُّ قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَعْيَنُ بْنُ امْرَأَةِ الْفَرَزْدَقِ : يا نعثل إنَّكَ قَدْ بَدَّلْتَ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : بُعَيْلٌ قَالَ : بَلْ أَنْتَ أَيُّهَا الْعَبْدُ ، قَالَ : فَوَثَبَ النَّاسُ إِلَى أَعْيَنَ ، قَالَ : وَجَعَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يَرْدَعُهُمْ عَنْهُ حَتَّى أَدْخَلَهُ دَارَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(8/12)

 

7382- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : شَهِدْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , حِينَ حُوصِرَ ، وَالنَّاسُ عِنْدَهُ مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ ، فَلَوْ أَنَّ حَصَاةً أَلْقَيْتَهَا مَا سَقَطَتْ إِلاَّ عَلَى رَأْسِ رَجُلٍ ، فَنَظَرْتُ إِلَى عُثْمَانَ حِينَ أَشْرَفَ مِنَ الْخَوْخَةِ الَّتِي تَلِي مَقَامَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : أَفِيكُمْ طَلْحَةُ ؟ قَالَ : فَسَكَتُوا ، قَالَ : أَفِيكُمْ طَلْحَةُ ؟ فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : أَلاَ أَرَاكَ هَاهُنَا قَدْ كُنْتُ أَرَاكَ فِي جَمَاعَةِ قَومٍ تَسْمَعُ نِدَايَ آخِرَ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ ثُمَّ لاَ تُجِيبُنِي أُنْشِدُكَ بِاللهِ يَا طَلْحَةُ ، أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا يُسَمِّيَ الْمَوْضِعَ ، وَأَنَا وَأَنْتَ مَعَهُ لَيْسَ مَعَهُ مِنَ أَصْحَابِهِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ ، فَقَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقًا مِنْ أُمَّتِهِ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ عُثْمَانَ هَذَا رَفِيقِي مَعِي فِي الْجَنَّةِ يَعْنِينِي ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، ثُمَّ انْصَرَفَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ : لَمْ يَصِحَّ حَدِيثُهُ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : مَجْهُولٌ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ ، وَبَاقِي رُوَاةِ الإِِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

3- باب فيما كان في زمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه

7383- عَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ لِي وَلاِبْنِهِ عَلِيٍّ : انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَاسْمَعَا حَدِيثَهُ قَالَ عِكْرِمَةُ : فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا هُوَ يَجِيءُ حَائِطًا لَهُ يُصْلِحُهُ ، فَلَمَّا رَآنَا أَخَذَ رِدَاءَهُ وَاحْتَبَى ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى عَلَى ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً ، وَعَمَّارٌ نَاقِهٌ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ ، فَجَعَلَ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَحَدَّثَنِي أَصْحَابِي ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَنْفِضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ ، وَيَقُولُ : وَيْحَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ قَالَ : يَقُولُ عَمَّارٌ : أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وبغير هذا اللفظ.

7384- وعن عَبد الله بن سلمة قال : رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخًا آدم ، وإن بيده حربة وإنها لترعد ، فنظرت إلى عَمْرو بن العاص وبيده الراية فقال : إن هذه الراية قد قاتلت بها مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثلاث مرات ، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا شعفات هجر لعرفت أن مصلحينا على الحق وإنهم على الضلالة.

رواه أبو داود الطيالسي ، وأَبُو يَعْلَى وأحمد بن حنبل بسند صحيح.@

(8/13)

 

7384/2- وكذا أبو بكر بن أبي شَيْبَة ولفظه : رأيت عمار بن ياسر يوم صفين شيخًا آدم طوالا أخذ الحربة بيده ويده ترعد ، فقال : والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثلاث مرات وهذه الرابعة.

7385- وَعَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، حَدَّثَنِيَ ابْنُ أَبِي الْهُذَيلِ ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ رَجُلاً ضَابِطًا ، وَكَانَ يَحْمِلُ حَجَرَيْنِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ ، فَقَامَ فَجَعَلَ يَنْفِضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ ، وَيَقُولُ : وَيْحَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَالْحَارِثُ ، مُرْسَلاً.

7385/2- وَفِي رِوَايَةٍ لِلْحَارِثِ : عَنْ عبد اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، عَنْ عَمَّارٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تَقْتُلُكَ الْفِئةُ الْبَاغِيَةُ.@

(8/14)

 

7385/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ الضَّبُعِيِّ ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ نَزَلَ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ ... ، فَذَكَرَهُ وَذَكَرَ بِنَاءَ الْمَسْجِدِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ ، قَالَ : قَالَ أَبُو يَحْيَى : فَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ رَجُلاً ضَابِطًا ... , فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ.

7386- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : أَتَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي دَمِ عَمَّارٍ وَسَلَبِهِ ، قَالَ عَمْرٌو : خَلِّيَا عَنْهُ ، وَاتْرُكَاهُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : اللَّهُمَّ أُولِعَتْ قُرَيْشٌ بِعَمَّارٍ ، قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ فِي النَّارِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ .

7386/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَلَفْظُهُ : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : إِنِي لأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ مُنْصَرَفُهُ مِنْ صِفِّينَ ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، إِذْ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : يَا أَبَةِ ، أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : وَيْحَكَ ابْنَ سُمَيَّةَ ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ.

7386/3- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ صَحِيحَةٍ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ ، قَالَ : إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ ، إِذْ دَخَلَ رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، يَقُولُ : أَنَا قَتَلْتُهُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو : لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ قَالَ مُعَاوِيَةُ : أَلاَ تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو ، فَمَا لَهُ مَعَنَا ، قَالَ : إِنِّي مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا ، وَلاَ تَعْصِهِ فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ.

7386/4- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَطْعَنْ بِرُمْحٍ ، وَلَمْ أَضْرِبْ بِسَيْفٍ ، وَلَمْ أَرْمِ بِسَهْمٍ ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِي : أَطِعْ أَبَاكَ , فَأَطَعْتُهُ.@

(8/15)

 

7386/5- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ أَبِي غَادِيَةَ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : حَمَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، يَوْمَ صِفِّينَ ، فَدَفَعْتُهُ ، فَأَلْقَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ وَسَبَقَنِي إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، فاحتز رَأْسَهُ ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي الرَّأْسِ وَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، كِلاَنَا يَدَّعِي قَتْلَهُ ، وَكِلاَنَا يَطْلُبُ الْجَائِزَةَ عَلَى رَأْسِهِ ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ لِعَمَّارٍ : تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ، بَشِّرْ قَاتِلَ عَمَّارٍ بِالنَّارِ فَتَرَكَهُ مِنْ يَدَي ، فَقُلْتُ : لَمْ أَقْتُلْهُ ، وَتَرَكَهُ صَاحِبِي مِنْ يَدِهِ ، فَقَالَ : لَمْ أَقْتُلْهُ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ ، أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقَالَ : مَا يَدْعُوكَ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ قَوْلاً فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَقُولَهُ.

7386/6- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ , ضعيف , عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ وَانْصَرَفُوا ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ , قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ : أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ مَا يَقُولُ ؟ زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ قَالَ : أُعِيذُكَ بِاللهِ مِنَ الشَّكِّ ، أَفِي الشَّكِّ أَنْتَ ؟ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ.

7386/7- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ وَلأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلَ ، قَالَ : رَجَعْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ مِنْ صِفِّينَ ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ يَسِيرُونَ فِي جَانِبٍ ، وَعَمْرٌو وَابْنُهُ يَسِيرُونَ فِي جَانِبٍ ، فَكُنْتُ بَيْنَهُمْ لَيْسَ أَحَدٌ غَيْرِي ، فَكُنْتُ أَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلاَءِ ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ لأَبِيهِ : يَا أَبَةِ ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ لِعَمَّارٍ حِينَ كَانَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ : إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الأَجْرِ ؟ قَالَ : أَجَلْ قَالَ : إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَلَتَقْتُلَنَّكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَدْ سَمِعْتُهُ ، قَالَ : فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ ؟ قَالَ : فَالْتَفَتَ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا ؟ قَالَ : أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ وَهُوَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ : وَيْحَكَ إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الأَجْرِ ، وَلَتَقْتُلَنَّكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ قُلْتُ : بَلَى ، قَدْ سَمِعْتُهُ قَالَ : فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ ؟ قَالَ : وَيْحَكَ مَا تَزَالُ تَدْحَضُ فِي بَوْلِكَ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ ؟ أَمْ قَتَلُهُ مَنْ جَاءَ بِهِ ؟ لَفْظُ أَبِي يَعْلَى.@

(8/16)

 

7386/8- وفي رواية لأحمد بن حنبل , عن رجل من أهل مصر أنه حدث : أن عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له ، فقال : أما سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : تقتله الفئة الباغية ؟.

7386/9- وفي رواية له عن أبي غادية قال : قتل عمار بن ياسر ، فأخبر عمرو بن العاص فقال : سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إن قاتله وسالبه في النار. فقيل لعمرو : فإنك هو ذا تقاتله ؟ قال : إنما قال : قاتله و سالبه.

7387- وعن أبي الضحى قال : قال سليمان بن صرد للحسن بن علي , رضي الله عنهما , اعذرني عند أمير المؤمنين ، فقال الحسن : لقد رأيته يوم الجمل وهو يلوذ بي وهو يقول : وددت أني مت قبل هذا بكذا وكذا سنة.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.

7387/2- والحارث ولفظه : جئت إلى الحسن فقلت : اعذرني عند أمير المؤمنين حين لم أحضر الوقعة ، فقال الحسن : ما تصنع بهذا ، لقد رأيته وهو يلوذ بي ويقول : يا حسن ، ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة.

7388- وَعَنْ أَبِي كثيرٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي ، يَعْنِي مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ ، فَكَأَنَّ النَّاسَ قَدْ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَتْلِهِمْ ، @

(8/17)

 

فَقَالَ عَلِيٌّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَدَّثَنِي : أَنَّ نَاسَا يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، ثُمَّ لاَ يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا ، أَلاَ وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلٌ أَسْودُ مُجَدَّعَ الْيَدِ ، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ قَالَ : وَأَحْسَبُهُ ، قَالَ : حَوْلَهَا سَبْعُ هَلَبَاتٍ فَالْتَمِسُوهُ ، فَإِنِّيَ لاَ أُرَاهُ إِلاَّ مِنْهُمْ ، فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهِرِ تَحْتَ الْقَتْلَى ، فَقَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ : وَإِنَّ عَلِيًّا لَمُتَقَلِّدٌ قَوْسًا لَهُ عَرَبِيَّةً فَطَعَنَ بِهَا فِي مَخْرَجَتَيْهِ ، قَالَ : فَفَرِحَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ وَاسْتَبْشَرُوا ، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَالْحُمَيْدِيُّ.

7389- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَا الثُّدَيَّةِ ، فَقَالَ : شَيْطَانٌ الرَّدْهَةِ رَاعِيَ الْخَيْلِ ، أَوْ رَاعٍ لِلْخَيْلِ ، يَحْتَدِرُهُ رَجُلٌ مِنْ بُجَيْلَةَ ، يُقَالُ لَهُ : الأَشْهَبُ أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ ، عَلاَمَةٌ في قَوْمٍ ظَلَمَةٍ.

رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7390- وَعَنْ عُبيدِ اللهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرِو الْقَارِئِ ، أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَنَحْنُ عِنْدَهَا جُلُوسٌ مَرْجِعَهُ مِنَ الْعِرَاقِ لَيَالِيَ قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَتْ لَهُ : يَا ابْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ ، هَلْ أَنْتَ صَادِقِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ ؟ حَدِّثْنِي عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَومِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ قَالَ : وَمَا لِيَ لاَ أَصْدُقُكِ ؟ قَالَتْ : فَحَدِّثْنِيَ عَنْ قِصَّتِهِمْ قَالَ : فَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ ، وَحَكَّمَ الْحَكَمَانِ ، خَرَجَ عَلَيهِ ثَمَانِيَةُ آلاَفٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ ، فَنَزَلُوا بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا : حَرُورَاءُ مِنْ جَانِبِ الْكُوفَةِ ، وَإنَّهُمْ عَيَّبُوا عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ كَسَاكَهُ اللَّهُ ، وَاسْمٍ سَمَّاكَ اللَّهُ بِهِ ، ثُمَّ انْطَلَقْتَ فَحَكَّمَتَ فِي دِينِ اللهِ ، فَلاَ حَكَمَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا مَا عَيَّبُوا عَلَيْهِ وَفَارَقُوهُ عَلَيِهْ ، أَمَرَ مُؤَذِّنًا فَأَذَّنَ أَلاَّ يَدْخُلَ @

(8/18)

 

عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلاَّ مَنْ حَمَلَ الْقُرْآنَ ، فَلَمَّا امْتَلأَتِ الدَّارُ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ دَعَا بِمُصْحَفٍ إِمَامٍ عَظِيمٍ فَوَضَعَهُ عَلِيٌّ بَيْنَ يَدَيْهِ فَطَفِقَ يَصُكُّهُ بِيَدِهِ ، وَيَقُولُ : أَيُّهَا الْمُصْحَفُ ، حَدِّثِ النَّاسَ ، فَنَادَاهُ النَّاسُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا تَسْأَلُ عَنْهُ ؟ إِنَّمَا هُوَ مِدَادٌ فِي وَرَقٍ ، وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْنَاهُ مِنْهُ فَمَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : أَصْحَابُكُمْ أُولاَءِ الَّذِينَ خَرَجُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللهِ ، يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فِي امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ : {فَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَعْظَمُ حُرْمَةً ، أَوْ ذِمَّةً مِنِ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ ، وَنَقَمُوا عَلَيَّ أَنِّي كَاتَبْتُ مُعَاوِيَةَ كَتَبْتُ : عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَقَدْ جَاءَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالَ : لاَ تَكْتُبْ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَقَالَ : وَكَيْفَ نَكْتُبُ ؟ فقَالَ : لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَمْ أُخَالِفْكَ فَكَتَبَ هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قُرَيْشًا يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا تَوَسَّطْنَا عَسْكَرَهُمْ قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ فَخَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ ، هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ فليعرفه ، فأنا أعرفه مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا أَعْرِفُهُ ، هَذَا مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ : {قَوْمٌ خَصِمُونَ} فَرُدُّوهُ إِلَى صَاحِبِهِ لاَ تُوَاضِعُوهُ {كِتَابَ اللهِ ، قَالَ : فَقَامَ خُطَبَاؤُهُمْ ، فَقَالُوا : وَاللهِ لَنُوَاضِعَنَّهُ الْكِتَابَ ، فَإِنْ جَاءَ بِحَقٍّ نَعْرِفُهُ لَنَتَّبِعَنَّهُ} ، وَإِنْ جَاءَ بِبَاطِلٍ لَنُبَكِّتَنَّهُ بِبَاطِلِهِ وَلَنَرُدَّنَّهُ إِلَى صَاحِبِهِ ، فَوَاضَعُوا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ الْكِتَابَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ كُلُّهُمْ تَائِبٌ ، فِيهِمُ ابْنُ الْكَوَّاءِ ، حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ الْكُوفَةَ فَبَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى بَقِيَّتِهِمْ ، قَالَ : قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِنَا وَأَمْرِ النَّاسِ مَا قَدْ رَأَيْتُمْ ، فَقِفُوا حَيْثُ شِئْتُمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ تَسْفِكُوا دَمًا حَرَامًا ، أَوْ تَقْطَعُوا سَبِيلاً ، أَوْ تَظْلِمُوا ذِمَّةً ، فَإِنَّكُمْ @

(8/19)

 

إِنْ فَعَلْتُمْ فَقَدْ نَبَذْنَا إِلَيْكُمُ الْحَرْبَ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ قَالَ : فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ : يَا ابْنَ شَدَّادٍ ، فَقَدْ قَتَلَهُمْ ؟ قَالَ : فَوَاللهِ مَا بَعَثَ إِلَيْهِمْ حَتَّى قَطَعُوا السَّبِيلَ ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ ، وَاسْتَحَلُّوا الذِّمَّةَ فَقَالَتْ : اللَّهُ ؟ قَالَ : اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَقَدْ كَانَ ، قَالَتْ : فَمَا شَيْءٌ بَلَغَنِي عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَيَتَحَدَّثُونَهُ ، يَقُولُونَ : ذَا الثُّدَيَّةِ ، مَرَّتَيْنِ ؟ قَالَ : قَدْ رَأَيْتُهُ وَقُمْتُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلَى فَدَعَا النَّاسَ ، فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ جَاءْ يَقُولُونَ : رَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلاَنٍ يُصَلِّي وَلَمْ يَأْتُوا فِيهِ بِنَسَبٍ يُعْرَفُ إِلاَّ ذَاكَ قَالَتْ : فَمَا قَولُ عَلِيٍّ حِينَ قَامَ عَلَيْهِ كَمَا يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَتْ : فَهَلْ رَأَيْتَهُ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ لاَ قَالَتْ : أَجَلْ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، يَرْحَمُ اللَّهُ عَلِيًّا إِنَّهُ كَانَ مِنْ كَلاَمِهِ لاَ يَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ إِلاَّ قَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَذَهَبَ أَهْلُ الْعِرَاقِ فَيَكْذِبُونَ عَلَيْهِ وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ فِي الْحَدِيثِ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7391- وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ ، قَالَ : شَهِدْتُ عَليًّا يَوْمَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ ... ، فَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ : فَلَوْ خَرَجَ رُوحُ إِنْسَانٍ مِنَ الْفَرَحِ لَخَرَجَ رُوحُ عَلِيٍّ يَوْمئِذٍ قَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، مَنْ حَدَّثَنِي مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ رَآهُ قَبْلَ مَصْرَعِهِ فَأَنَا كَذَّابٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7392- وعن الأحنف بن قيس قال : خرجنا حجاجًا فقدمنا المدينة ، فبينا نحن في منازلنا نضع رحالنا ، إذ أتانا آت فقال : إن الناس قد فزعوا وقد اجتمعوا في المسجد ، فانطلقنا إلى المسجد ... ، فذكر الحديث في مناشدة عثمان الصحابة وإقرارهم بمناقبه قال الأحنف بن قيس : فلقيت طلحة والزبير ، فقلت : لا أرى هذا إلاَّ مقتولا فمن تأمراني أن أبايع ؟ فقالا : عليًّا ، فقلت : أتأمراني بذلك ؟ وترضيانه لي ؟ قالا : نعم ، فخرجت حتى قدمت مكة فأنا لكذلك إذ قيل : قتل عثمان ، وبها عائشة أم المؤمنين فأتيتها ، فقلت لها : أنشدك بالله من تأمريني أن أبايع ؟ قالت : عليًّا ، فقلت : أتأمريني بذلك وترضينه لي ؟ @

(8/20)

 

قالت : نعم , قال : فرجعت فقدمت على علي ، رضي الله عنه ، بالمدينة فبايعته ، ثم رجعت إلى أهلي بالبصرة ولا أرى إلاَّ أن الأمر قد استقام ، فبينما نحن كذلك إذ أتاني آت ، فقال : هذه عائشة أم المؤمنين ، وطلحة ، والزبير ، قد نزلوا جانب الخريبة ، فقلت : فما جاء بهم ؟ قال : أرسلوا إليك يستنصرون على دم عثمان قتل مظلومًا ، فأتاني أفظع أمر أتاني قط ، فقلت : إن خذلاني قومًا معهم أم المؤمنين وحواري رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لشديد ، وإن قتالي رجلا ابن عم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّمأمروني ببيعته لشديد ، فلما أتيتهم قلت لهم : ما جاء بكم ؟ قالوا : جئنا نستنصر على دم عثمان قتل مظلومًا ، فقلت : يا أم المؤمنين ، أنشدك بالله أقلت لك : لمن تأمريني ؟ فقلت : عليًّا ، فقلت : أتأمريني به وترضينه لي ؟ فقلت : نعم ؟ فقالت : نعم ، فقلت للزبير : يا حواري رسول الله ، ويا طلحة أنشدكما بالله ، أقلت لكما : من تأمراني أن أبايع ؟ فقلتما : لعلي ، فقلت : أتأمراني به وترضيانه ؟ فقلتما : نعم ؟ فقالا : نعم ، فقلت : والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ووالله لا أقاتل ابن عم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رجلا أمرتموني ببيعته ، اختارا مني إحدى ثلاث : إما أن تفتحوا لي باب الجسر فألحق بأرض كذا وكذا , يعني بأرض العجم , حتى يقضي الله في أمره ما قضى ، أو ألحق بمكة ، أو أعتزل فأكون قريبًا منكم لا معكم ولا عليكم فقالوا : نأتمر ثم نرسل إليك , قال : فأتمروا ، فقالوا : أما أن تفتح له باب الجسر فيلحق بأرض الأعاجم فإنه يأتيه الفارق والخاذل ، وأما أن يلحق بمكة ليتعجسكم ، في قريش ويخبرهم بأخباركم , ليس ذلك لكم بأمر ، ولكن اجعلوه ها هنا قريبًا حيث تطئون على صماخه ، فاعتزل بلحلجاه من البصرة على فرسخين ، فاعتزل معه ناس زهاء ستة آلاف ، ثم التقى الناس فكان أول قتيل طلحة بن عبيد الله , قال : وكان كعب بن سور يقرأ المصحف ويذكر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل ، وقتل من قتل منهم ، وبلغ الزبير سفوان من البصرة بمكان القادسية منكم ، قال : فلقيه النغر رجل من بني مجاشع , فقال : أين @

(8/21)

 

تذهب يا حواري رسول الله ؟ إلي فأنت في ذمتي لا يوصل إليك ، فأقبل معه ، فأتى إنسان الأحنف بن قيس فقال : ها هو ذا الزبير قد لُقي بسفوان قال : فما يأمن جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم جوانب بعض بالسيف ، ثم لحق بابنتيه وأهله. قال : فسمعه عويمر بن جرموز ، وفضالة بن حابس ، ونفيع ، فركبوا في طلبه فلقوه مع النغر.

رواه إسحاق بن راهويه.

7392/2- وفي رواية له : عن عَمْرو بن جاوان رجل من بني تميم , وذلك أني قلت له : أرأيت اعتزال الأحنف بن قيس ما كان ؟ فقال : سمعت الأحنف بن قيس يقول : أتيت المدينة وأنا حاج ... ، فذكر الحديث نحو ما تقدم. قال : فسمعه غواة من الناس منهم : ابن جرموز ، وفضالة ، ونفيع ، فانطلقوا في طلبه فلقوه مقبلا مع النغر فأتاه عُمَير بن جرموز من خلفه ، فطعنه طعنة ضعيفة وهو على فرس له ضعيف فحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقال له : ذو الخمار ، فلما ظن ابن جرموز أن الزبير قاتله ، نادى فضالة ونفيعًا فحملا على الزبير فقتلاه.

7393- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيَّتُكُنَّ صَاحِبة الْجَمَلِ الأَديبِ ؟ يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيرَةٌ تَنْجُو بَعْدَ مَا كَادَتْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7394- وَعَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لما بَلَغَتْ عَائِشَةُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , بَعْضَ مِيَاهِ بَنِي عَامِرٍ لَيْلاً نَبَحَتِ الْكِلاَبُ عِلَيْهَا ، فَقَالَتْ : أَيُّ مَاءٍ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا ماء الْحَوْأَبُ ، فَوَقَفَتْ ، وَقَالَتْ : مَا أَظُنِّني إِلاَّ رَاجِعَةٌ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ : كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ تَنْبَحُ عليَهَا كِلاَبُ الْحَوْأَبِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ .@

(8/22)

 

7394/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ... ، فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَزَادَ : قَالَ لَهَا الزُّبَيْرُ : تَرْجِعِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يُصْلِحَ بِكِ بَيْنَ النَّاسِ.

7394/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، بِلَفْظِ : عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : مَرَّتْ عَائِشَةُ بِمَاءٍ لِبَنِي عَامِرٍ ، يُقَالُ لَهُ : الْحَوْأَبِ ، فَنَبَحَتْ عَلَيْهَا الْكِلاَبُ فَقَالَتْ : أَيُّ مَاءٍ هَذَا ؟ قَالُوا : مَاءٌ لِبَنِي عَامِرٍ فَقَالَتْ : رُدُّونِي ، رُدُّونِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : كَيْفَ بِإِحْدَاكُنَّ ... ، فَذَكَرَهُ.

7395- وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قِيلَ لَهُ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ قَاتَلْتَ عَلَى نُصْرَتِكَ يَوْمَ الْجَمَلِ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يَخْرُجُ قَومٌ هَلْكَى لاَ يُفْلِحُونَ ، قَائِدُهُمُ امْرَأَةُ ، قَائِدِهِمْ فِي الْجَنَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْبَزَّارُ.

7396- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، أنه صعد المنبر يوم الجمعة فخطب ، ثم قام إليه الأشعث فقال : غلبتنا عليكم هذه الحمراء فقال : من يعذرني من هؤلاء الضياطرة يتخلف أحدهم يتقلب على حشاياه وهؤلاء يهجرون إلى ذكر الله إن طردتهم إني إذًا لمن الظالمين ، والله لقد سمعته يقول : ليضربنكم على الدين عودًا كما ضربتموه عليه بدءًا.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة وعنه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.@

(8/23)

 

7397- وَعَنْ عُمَرَ بْنِ شُعَيْبٍ , أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بِالشَّامِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بِنْتُ نَبِيةَ بْنِ الْحَجَّاجِ تَلَطَّفُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ ؟ قَالَتْ : بِخَيْرٍ ، قَالَتْ : فَكَيْفَ أَنْتَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : قَالَ : بِخَيْرٍ ، وَكَيْفَ عَبْدُ اللهِ ؟ قَالَتْ : بِخَيْرٍ ، وَعَبِدُ اللهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ : اخْرُجْ فَقَاتِلْ ، فَقَالَ : يَا أَبَةِ ، كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقَاتِلَ وَكَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا قَدْ سَمِعْتَ ، قَالَ : نَشَدْتُكَ بِاللهِ أَتَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ مَا كَانَ مِنْ عَهْدِ رَسُولِ اللهِ أَنْ أَخَذَ بِيَدِكَ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيَّ ، فقَالَ : أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : آمُرُكَ أَنْ تُقَاتِلَ قَالَ : فَخَرَجَ فَقَاتَلَ فَلَمَّا وَضَعَتِ الْحَرْبُ ، أَنْشَأَ عَمْرٌو ، يَقُولُ :

شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْتُ لَهَا ... مُفَزَّعَ الْحَارِكِ مَرْوِيَّ الثَّبَجْ

يَصِلُ الشّدَّ بِشَدٍّ وَإِذَا ... وَثَبَ الْخَيْلُ مِنَ الشَّدِّ مَعَجْ

جَرْشَعٌ أَعْظَمَهُ جَفْرَتَهُ ... فَإِذَا نِيلَ مِنَ الْمَاءِ حَدَجْ@

(8/24)

 

وَقَالَ عَمْرٌو أَيْضًا :

لَوْ شَهِدْتَ جَمَلَ مُقَامِي وَمَشْهَدِي ... بِصِفِّينَ يَوْمًا شَابَ مِنْهَا الذَّوَائِبُ

عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ ... سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ

وَجِئْنَاهُمْ تُرْدَى كَأَنَّ سُيُوفَنَا ... مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ

إِذَا قُلْتُ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا ... كَتَائِبُ مِنْهُمْ وَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ

فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رحَاهمْ ... سُرَاةَ النَّهَارِ مَا تُوَلِّي الْمَنَاكِبُ

فَقَالُوا لَنَا : إِنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا ... عَلِيًّا فَقُلْنَا : لاَ ، بَلْ نَرَى أَنْ تضَارب

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

7398- وعن عَبد الرحمن بن عَبد الله قال : قال لي علي بن أبي طالب : يؤتى بي وبمعاوية , رضي الله عنهما , يوم القيامة فنختصم عند ذي العرش ، فأينا فلح فلح أصحابه.

رواه الحارث بسند منقطع.

7399- وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِعَلِيٍّ : إِنَّهُ سَيَكُوْنُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَائِشَةَ أَمْرٌ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَا مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَأَنَا أَشْقَاهُمْ ؟ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَارْدُدْهَا إِلَى مَأْمَنِهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7400- وَعَنِ الْمُخَارِقِ ، قَالَ : لَقِيتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَبُولُ فِي قَرْنٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : أُقَاتِلُ مَعَكَ وَأَكُونُ مَعَكَ ؟ فَقَالَ : قَاتِلْ تَحْتَ رَايَةِ قَوْمِكَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَسْتَحِبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُقَاتِلَ تَحْتَ رَايَةِ قَوْمِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.@

(8/25)

 

4- باب مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

7401- عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ ، قَالَ : شَهِدْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , حِينَ نَزَلَ كَرْبِلاَءَ ، فَانْطَلَقَ فَقَامَ نَاحِيَةً ، فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ ، فَقَالَ : مَنَاخُ رِكَابِهِمْ أَمَامَهُ ، وَمَوِضَعُ رِحَالِهِمْ عَنْ يَسَارَهِ ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ الأَرْضَ ، فَأَخَذَ مِنَ الأَرْضِ قَبْضَةً ، فَشَمَّهَا ، وَقَالَ : وَايْحِي وَاحَبَّذَا الدِّمَاءُ تُسْفَكُ فِيهِ ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ ، فَنَزَلَ كَرْبِلاَءَ قَالَ الضَّبِيُّ : فَكُنْتُ فِي الْخَيْلِ الَّتِي بَعَثَهَا ابْنُ زِيَادٍ إِلَى الْحُسَيْنِ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ فَكَأَنَّمَا نَظَرْتُ إِلَى مُقَامِ عَلِيٍّ وَإِشَارَتِهِ بِيَدِهِ ، فَقَلَبْتُ برنسِي ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، وَ قُلْتُ لَهُ : إِنَّ أَبَاكَ كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ ، وَإِنِّي شَهِدْتُهُ فِي زَمَنِ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : كَذَا وَكَذَا ، وَإِنَّكَ وَاللهِ لَمَقْتُولٌ السَّاعَةَ ، فَقَالَ : فَمَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ أَنْتَ ؟ أَتَلْحَقُ بِنَا ؟ أَمْ تَلْحَقُ بِأَهْلِكَ ؟ قُلْتُ : وَاللهِ إِنَّ عَلَيَّ لَدَيْنًا ، وَإِنَّ لِي لَعِيَالاً ، وَمَا أَظُنني إِلاَّ سَأَلْحَقُ بِأَهْلِي قَالَ : أَمَّا لاَ فَخُذْ مِنْ هَذَا الْمَالِ حَاجَتَكَ ، وَإِذَا مَالٌ مَوْضُوعٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَبْلَ أَنْ يُحَرَّمَ عَلَيْكَ ، ثُمَّ النَّجَاءَ فَوَاللهِ لاَ يَسْمَعُ الدَّاعِيَةَ أَحَدٌ ، وَلاَ يَرَى الْبَارِقَةَ أَحَدٌ ، وَلاَ يُعِينُنَا إِلاَّ كَانَ مَلْعُونًا عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قُلْتُ : وَاللهِ لاَ أَجْمَعُ الْيَوْمَ أَمْرَيْنِ : أَخْذَ مَالِكَ ، وَأَخْذُلُكَ ، فَانْصَرَفَ فَتَرَكَهُ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ فِي مَنَاقِبِ الْحُسَيْنِ.

5- باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

فيه حديث أبي ذر ، وتقدم في الإيمان في باب ما ينجي العبد من النار ، وحديث أبي أمامة وتقدم في الأشربة في باب المعازف ، وحديث أبي سعيد وسيأتي في باب ليس للمؤمن أن يذل نفسه ، وحديث جابر وتقدم مطولا في المناقب في باب فضل أهل يثرب.

7402- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ قَالُوا : وَكَيْفَ يَحْقِرُ نَفْسَهُ ؟ قَالَ : أَنْ يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ فِيهِ مَقَالٌ فَلاَ يَقُولُ بِهِ ، فَيَلْقَى اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَقَدْ أَضَاعَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : مَا مَنَعَكَ ؟ فَيَقُولُ : خَشْيَةُ النَّاسِ فَيَقُولُ : فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ .@

(8/26)

 

7402/2- وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ , وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلمَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ ، أَوْ عَرَفَهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَمَا زَالَ بِنَا الْبَلاَءُ حَتَّى قَصَّرْنَا ، وَإِنَّا لَنُبَلِّغُ فِي الشَّرِّ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، مُخْتَصَرًا.

7403- وَعَنْ مَالِكِ بْنِ التَّيِّهَانِ ، رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : اجْتَمَعَتْ مِنَّا جَمَاعَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا أَهْلُ عَالِيَةٍ وَسَافِلَةٍ ، وَلَنَا مَجَالِسُ نَتَحَدَّثُ فِيهَا ، قَالَ : أَعْطُوا الْمَجَالِسَ حَقَّهَا قُلْنَا : وَمَا حَقُّهَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ ، وَرُدُّوا السَّلاَمَ ، وَأَرْشِدُوا الأَعْمَى ، وَمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، لَكِنَّ أَصْلَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ ، وَتَقَدَّمِ فِي الأَدَبِ فِي بَابِ خَيْرِ الْمَجَالِسِ ، وَحَدِيثِ مَالِكِ بْنِ التَّيِّهَانِ أَيْضًا.@

(8/27)

 

6- باب فيمن لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر

7404- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ بِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إِذَا طَغَى نِسَاؤُكُمْ ، وَفَسَقَ فِتْيَانُكُمْ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَأَشَدُّ مِنْهُ ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا تَرَكْتُمُ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَأَشَدُّ مِنْهُ ، كَيْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمُنْكَرَ مَعْرُوفًا وَالْمَعْرُوفَ مُنْكَرًا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ.

7405- وعن معقل بن يسار المزني ، رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لا تذهب الليالي والأيام حتى يخلق القرآن في صدور أقوام من هذه الأمة كما تخلق الثياب ، ويكون غيره أعجب إليهم ، ويكون أمرهم طمعًا ، كله ، لا يخالطه خوف ، إن قصر عن حق الله منته نفسه الأماني ، وإن تجاوز إلى نهي الله ، قال : أرجو أن يتجاوز الله عنِّي ، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أفضلهم في أنفسهم المداهن. قيل : ومن المداهن ؟ قال : الذي لا يأمر ولا ينهى.

رواه الحارث بن أبي أسامة.

7406- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم.

رواه الحارث موقوفًا بسند فيه راو لم يُسم.

وله شاهد من حديث حذيفة رواه الترمذي وحسنه ، وسيأتي حديث جرير وأم سلمة في باب إذا ظهر السوء.@

(8/28)

 

7- باب فيمن لا يقول للظالم أنت ظالم ، وما جاء فيمن قدر على نصرة مؤمن فلم ينصره

7407- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ ، أَنْ تَقُولَ لَهُ : أَنْتَ ظَالِمٌ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ .

7408- قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَفِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ .

وَرَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ : وَفِي هَذِهِ الأُمَّةِ ... إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيِهِ

7409- وَعَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعفِ عَبْدِ اللهِ بْنِ لَهِيعَةَ.

7410- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَنَصَرَهُ ، نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمَنْ تَرَكَ نُصْرَتَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا ، خَذَلَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ

7410/2- ورواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ ولفظه : من اغتيب عنده أخوه المسلم فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة ، ومن سكت عن نصره وهو يستطيع أدركه الله في الدنيا والآخرة.@

(8/29)

 

7410/3- وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ : ولفظه : من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره ، أدركه الله في الدنيا والآخرة.

7410/4- والأصبهاني ولفظه : من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصرته فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة ، ومن لم ينصره أدركه الله في الدنيا والآخرة.

7411- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا ، أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَذَا نَصْرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانُ فِي صَحِيحِهِ.

8- باب لا يزال الإسلام قائماً يقاتل عليه حتى تقوم الساعة ، وما يخاف على هذه الأمة من العجم

فيه حديث زيد بن أرقم وسيأتي في باب الإيمان بالشام.

7412- عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي الْمَنَاقِبِ فِي بَابِ فَضْلِ هَذِهِ الأُمَّةِ.@

(8/30)

 

7413- وَعَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَزُرْعَةُ بْنُ ضَمْرَةَ مَعَ الأَشْعَرِيِّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَلَقِينَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، فَقَالَ : يُوشِكُ أَنْ لاَ يَبْقَى فِي أَرْضِ الْعَجَمِ مِنَ الْعَرَبِ أَحَدٌ إِلاَّ قَتِيلٌ ، أَوْ أَسِيرٌ يُحْكَمُ فِي دَمِهِ ، فَقَالَ لَهُ زُرْعَةُ : أَيَظْهَرُ الْمُشْرِكُونَ عَلَى أَهْلِ الإِِسْلاَمِ ؟ فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، فَقَالَ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُدَافِعَ مَنَاكِبُ نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَدْيَانِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ : فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِعُمَرَ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِرٍو ، فَقَالَ : عَبْدُ اللهِ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةٌ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ قَالَ : فَذَكَرْنَا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَوْلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : صَدَقَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إِذَا أَتَى أَمْرُ اللهِ كَانَ الَّذِي قُلْتُ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلاَّ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ قَتَادَةَ ، وَأَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ.

7414- وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تُوشِكُوا أَنْ يَمْلأَ اللَّهُ أَيْدِيَكُمْ مِنَ الْعَجَمِ ، ثُمَّ يَكُونُوا أَشْداء لاَ يَفِرُّونَ فَيَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتِكُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7415- وَعَنَ جَابِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7416- وَعَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَزَالُ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يَنْزِلَ عيسى ابن مريم ، يَقُولُ إِمَامُهُمْ : تَقَدَّمْ ، فَيَقُولُ : أَنْتُمْ أَحَقُّ ، بَعْضُكُمْ أُمَرَاءُ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ ، تَكَرَّمَ اللَّهُ بِهِ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعفِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ .@

(8/31)

 

7416/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ ... ، فَذَكَرَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ : يَنْزِلُ عيسى ابن مريم , عليه السَّلاَمُ , عَلَيْهِمْ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ بِنَا ، فَيَقُولُ : لاَ ، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أَمِيرٌ أَمْرٌ يُكْرِمُ اللَّهُ بِهِ هَذِهِ الأُمَّةَ.

7417- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَيُدْرِكُ رِجَالٌ مِنْ أُمَّتِي عيسى ابن مريم وَيَشْهَدُونَ قِتَالَ الدَّجَّالِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

9- باب بدأ الإسلام غريباً

7418- عَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ ، سَمِعْتُ أَبِي ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الإِِيمَانَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ يَوْمَئِذٍ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ لَيَأْرِزَنَّ الإِِسْلاَمُ بَيْنَ هَذَينِ الْمَسْجِدَينِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي حُجْرِهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَأَبُو يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ فِي بَابِ قِصَرِ الأَمَلِ.@

(8/32)

 

10- باب منه

7419- عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ : كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَصِفُ الإِِسْلاَمَ ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ الإِِسْلاَمَ بَدَأَ جَذْعًا ، ثُمَّ ثَنِيًّا ثُمَّ رَبَاعِيًا ، ثُمَّ سُدُسيًا ، ثُمَّ بَازِلاً , فَقَالَ عُمَرُ : مَا بَعْدَ الْبُزُولِ إِلاَّ النُّقْصَانِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , ومدار إسناديهما على رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

11- باب بيان تلك الفتنة

7420- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَتَدُورُ رَحَا الإِِسْلاَمِ بَعْدَ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً ، فَإِنِ اصْطَلَحُوا بَيْنَهُمْ عَلَى غَيْرِ قِتَالٍ ، أَكَلُوا الدُّنْيَا سَبْعِينَ عَامًا.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.@

(8/33)

 

7420/2- وَرَوَاهُ مِنْ وَجْهٍ ، أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ , والحاكم بلفظ :تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين ، أو لست وثلاثين ، فإن يهلكوا فسبيل من هلك ، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عامًا , فقال عمر : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ، بما مضى أو بما بقي ؟ قالت : بما بقي.

7421- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَبَقَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ ، وَثَلَّثَ عُمَرُ ، ثُمَّ أَصَابَتْنَا فِتْنَةٌ ، أَوْ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَمَا شَاءَ اللَّهُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.

7421/2- وَرَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زَوَائِدِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ ... ، فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ ، أَوْ أَصَابَتْنَا فِتْنَةٌ يَعْفُو اللَّهُ عَمَّنْ يَشَاءُ .

وَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

7422- وعن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : ذكر النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فأثنى عليه ، ثم ذكر أبا بكر فأثنى عليه ، ثم ذكر عُمَر فأثنى عليه ، ثم قال : بعد الثلاثين اصرف وجهك حيث شئت ، فإنك لن تصرفه إلاَّ إلى عجز أو فجور.

رواه إسحاق بسند ضعيف ، لضعف ليث بن أبي سليم وفيه انقطاع.

7423- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُخَيَّرُ الرَّجُلُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ كُلُّهُمْ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.@

(8/34)

 

12- باب فيما كان بين الصحابة رضي الله عنهم وما جاء في نقض عرى الإسلام

7424- عن هشام بن حسان قال : اجتمع رهط من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم منهم ابن مسعود وحذيفة وسعد وابن عُمَر وعمار بن ياسر , رضي الله عنهم , قال : فذكر حذيفة فتنة فقال : أما أنا فإن أدركتها علمت المخرج منها. وقال ابن مسعود : وأنا إن أدركتها علمت المخرج منها. قال : وقال سعد : أما أنا فإن أدركتها فوجدت سيفًا يقول : هذا مؤمن فدعه ، وهذا كافر فاقتله ، قاتلت وإلا لم أقاتل. قال ابن عُمَر : وأنا معك , قال عمار : أما أنا إن أدركتها أخذت سيفي فوضعته على عاتقي ، ثم قصدت نحو جمهورها الأعظم فضربت حتى تتفرق.

رواه الحارث بن أبي أسامة عن سعيد بن عامر ، عنه به.. ، فذكره منقطعًا.

7425- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِِسْلاَمِ عُرْوَةٌ عُرْوَةٌ ، فَكُلَّمَا انْتُقِضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا فَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ ، وَآخِرُهُنَّ الصَّلاَةُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ فَيْرُوزَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.

13- باب افتراق الأمم

7426- عن شيخ من كندة قال : كنا جلوسًا عند علي ، رضي الله عنه ، فأتاه أسقف نجران فأوسع له ، فقال له رجل : توسع لهذا النصراني يا أمير المؤمنين ؟! فقال علي : إنهم @

(8/35)

 

كانوا إذا أتوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أوسع لهم ، فسأله رجل : كم افترقت النصرانية يا أسقف ؟ فقال : افترقت على فرق كثيرة لا أحصيها , قال علي ، رضي الله عنه : أنا أعلم كم افترقت النصرانية من هذا وإن كان نصرانيًّا ، افترقت النصرانية على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت اليهودية على ثنتين وسبعين فرقة ، والذي نفسي بيده لتفترقن الحنيفية على ثلاث وسبعين فرقة ، فتكون ثنتين وسبعين في النار وفرقة في الجنة.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر بسند ضعيف ، وتقدم في الأدب في باب صفة السلام على الكفار.

7427- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً ، وَلَنْ تَذْهَبَ اللَّيَالِي وَالأَيَّامُ حَتَّى تَفْتَرِقَ أُمَّتِي عَلَى مِثْلِ ، أَوْ قَالَ : عَلَى مِثْلِهَا أَلاَ وَكُلُّ فِرْقَةٍ مِنْهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

7428- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَإِنَّ أُمَّتِي تَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ ، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ السَّوَادَ الأَعْظَمَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ إِلاَّ أَنَّهُ جَعَلَ بَدَلَ السَّوَادَ الأَعْظَمَ الْجَمَاعَةَ.

7428/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى إِحَدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، فَهَلَكَ سَبْعُونَ فِرْقَةً وَخَلُصَتْ فِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً تَهْلِكُ إِحْدَى وَسَبْعُونَ فِرْقَةً ، وَتَخْلُصُ فِرْقَةٌ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ تِلْكَ الْفِرْقَةُ ؟ قَالَ : الْجَمَاعَةُ ، الْجَمَاعَةُ.

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة والبزار ، وتقدم مطولا في كتاب أهل البغي في باب أخبار الخوارج.@

(8/36)

 

14- باب ليتبعن شرار هذه الأمة سنن أهل الكتاب

7429- عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لَيُحْمَلَنَّ شِرَارُ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى سُنَنِ الَّذِينَ مَضَوْا قَبْلَهُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ.

7430- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَتَتَّبِعُونَ سُنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ بَاعًا بِبَاعٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، وَشِبْرًا بِشِبْرٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ مَعَهُمْ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، الْيَهُودَ ، وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَالْحَاكِمُ.

15- باب الإيمان بالشام حين تقع الفتن

فيه حديث عبد الله بن عمرو وسيأتي في آخر الفتن في باب فضل الشام.

7431- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا هُمْ أَهْلُ الشَّامِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.@

(8/37)

 

7432- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي سَفَرٍ ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ فَخَرَجْتُ فِي حَاجَةٍ لِي ، فَأَقْبَلْتُ وَعِنْدَهُ كَاتِبٌ لَهُ ، فَلَمَّا رَآنِيَ قَالَ : أَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : فِيمَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَلَهِيَ عَنِّي وَأَقْبَلَ عَلَى الْكَاتِبِ ، فَدُرْتُ حَتَّى وَقَفْتُ عَلَيْهِمَا فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا فِي صَدْرِ الْكِتَابِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمَا لاَ يُكْتَبَانِ إِلاَّ فِي خَيْرٍ قَالَ : نَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : كَيفَ أَنْتَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا أَدْرَكْتَ فِتْنَةً تَثُورُ فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِيُّ بَقَرٍ قَالَ : قُلْتُ : مَا تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : عَلَيْكَ بِالشَّامِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ فِي بَابِ مَا كَانَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ.

7433- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

16- باب إذا ظهر السوء فلم يتناه عنه

7434- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَوْلاَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فِي الأَرْضِ فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنْهُ أَنْزَلَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , بَأْسَهُ بِأَهْلِ الأَرْضِ قَالُوا : وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ ، ثُمَّ يُصَيِّرُهُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى رَحْمَتِهِ وَجَنَّتِهِ ، أَوْ إِلَى مَغْفِرَتِهِ وَجَنَّتِهِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَاللَّفْظُ لَهُ.

7434/2- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَالْحَارِثُ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : @

(8/38)

 

حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ هِيَ حَيَّةٌ الْيَوْمَ إِنْ شِئْتَ أَدْخَلْتُكَ عَلَيْهَا قُلْتُ : لاَ ، حَدِّثْنِي قَالَتْ : دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَأَنَّهُ غَضْبَانُ ، فَاسْتَتَرْتُ بِكُمِّ دِرْعِي فَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ لَمْ أَفْهَمْهُ ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، كَأَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَخَلَ وَهُوَ غَضْبَانُ قَالَتْ : نَعَمْ ، أو ما سَمِعْتِ مَا قَالَ قُلْتُ : وَمَا قَالَ ؟ قَالَتْ : قَالَ : إِنَّ السُّوءَ إِذَا فَشَا فِي الأَرْضِ فَلَمْ يُتَنَاهَ عَنْهُ أَرْسَلَ اللَّهُ بَأْسَهُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ ؟ قَالَتْ : قَالَ : نَعَمْ ، وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ ... , فَذَكَرَهُ.

7434/3- وَفِي رِوَايَةٍ لأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ امْرَأَتِهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فِي الأَرْضِ أَنْزَلَ اللَّهُ بِأَهْلِ الأَرْضِ بَأْسَهُ قَالَتْ : وَفِيهِمْ أَهْلُ طَاعَةِ اللهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ.

7435- وَعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مَنْ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ مِنْهُ وَأَمْنَعُ لاَ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أَصَابَهُمُ اللَّهُ , تَعَالَى , مِنْهُ بِعَذَابٍ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

7435/2- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَلَفْظُهُ : مَا مِنْ قَوْمٍ يَعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُوا أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ وَلَمْ يُغَيِّرُوا إِلاَّ أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ قَبْلَ أَنْ يَمُوتُوا.

17- باب الاستعاذة بالله من رأس السبعين ومن إمارة الصبيان

7436- وعن عَبد الله بن أبي الهذيل قال : وجه سعد بن أبي وقاص نضلة بن عَمْرو الأنصاري في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار ، فأغاروا على حلوان ، فافتتحها ، فأصاب @

(8/39)

 

غنائم كثيرة وسبيًا كثيرًا ، فجاؤُوا يسوقون بما معهم وهم بين جبلين حتى أرهقهم العصر ، فقال لهم نضلة : انصرفوا بالغنائم إلى سفح الجبل ، ففعلوا ، ثم قام نضلة فنادى بالأذان ، فقال : الله أكبر الله أكبر ، فأجابه صوت من الجبل لا يرى معه صورة : كبرت كبيرًا يا نضلة , قال : أشهد أن لا إله إلاَّ الله , قال : أخلصت إخلاصًا يا نضلة , قالت : أشهد أن محمدًا رسول الله. قال : نبي بعث لا نبي بعده , قال : حي على الصلاة , قال : فريضة فرضت , قالت : حي على الفلاح , قال : أفلح من أتاها وواظب عليها , قال : قد قامت الصلاة , قال : البقاء لأمة محمد وعلى رؤُوسها تقوم الساعة ، فلما صلوا قام نضلة ، فقال : ياذا ، الكلام الطيب الحسن الجميل ، قد سمعنا كلاما حسنًا ، أفمن ملائكة الله أنت أم طائف أم ساكن ؟ ابرز لنا فكلمنا ؟ فإنا وفد الله ، عَزَّ وَجلَّ ، ووفد نبيه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : فبرز لهم شيخ من شعب من تلك الشعاب أبيض الرأس واللحية ، له هامة كأنها رحى ، طويل اللحية في طمرين من صوف أبيض فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فردوا عليه السلام ، فقال له نضلة : من أنت يرحمك الله ؟ قال : أنا زريب بن ثرملا وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم , عليه الصلاة والسلام , دعا لي بالبقاء إلى نزوله من السماء ، فقراري في هذا الجبل فأقرئ عُمَر أمير المؤمنين السلام ، وقل له : اثبت وسدد وقارب ؟ فإن الأمر قد اقترب ، وإياك يا عُمَر إن ظهرت خصال في أمة محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأنت فيهم فالهرب الهرب. قال نضلة : يا زريب رحمك الله فأخبرنا بهذه الخصال نعرف بها ذهاب دنيانا وإقبال آخرتنا. قال : إذا استغنى رجالكم برجالكم ، واستغنت نساؤكم بنسائكم ، وكثر طعامكم فلم يزدد سعركم بذلك إلاَّ غلاء ، وكانت خلافتكم في صبيانكم ، وكان خطباء منابركم عبيدكم ، وركن فقهاؤكم إلى ولاتكم ، فأحلوا لهم الحرام ، وحرموا لهم الحلال وأفتوهم بما يشتهون ، واتخذوا القرآن ألحانًا ومزامير بأصواتهم ، وزوقتم مساجدكم ، وأطلتم منابركم ، وحليتم مصاحفكم بالذهب والفضة ، وركبت نساؤكم السروج ، وكان مستشار أميركم خصيانكم ، وقتل البريء لتوعظ به العامة ، وبقي المطر قيظًا ، والولد غيظًا ، وحرمتم العطاء وأخذه العبيد والسقاط ، وقلت الصدقة حتى يطوف المسكين من الحول إلى الحول لا يعطى عشرة دراهم ، فإذا كان كذلك نزلت بكم الخزي والبلاء ، ثم ذهبت الصورة فلم تر ، فنادوا فلم يجابوا ، فلما قدم نضلة على سعد أخبره بما أفاء الله عليه وبما كان من شأن زريب فكتب سعد إلى عُمَر بن الخطاب يخبره ، فكتب عُمَر ، رضي الله عنه : للّه أبوك سعد اركب بنفسك حتى تأتي الجبل ، فركب سعد حتى أتى الجبل فنادى أربعين صباحًا فلم يجابوا ، فكتب إلى عُمَر وانصرفوا.

رواه معاذ بن المثنى , عن مسدد موقوفًا بسند فيه منتصر بن دينار ما علمته بعدالة ولا جرح ، وباقي رواة الإسناد ثقات.@

(8/40)

 

7437- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ وَمِنْ إِمَارَةِ الصِّبْيَانِ.

رواه أحمد بن منيع ، ورواته ثقات.

7437/2- وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى إلا أنه قال : تعوذوا بالله من سنة سبعين.

7437/3- رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ... ، فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِي آخَرَ : وَلاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَصِيرَ لِلُكَعَ ابْنِ لُكَعَ.

18- باب اليبان بأنه لا يبقى أحد من الصحابة بعد المائة من الهجرة

7438- عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِلَى مِئَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالرُّويَانِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

7439- وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تُرْفَعُ زِينةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسَ وعَشْرين وَمِئَةٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(8/41)

 

7440- وَعَنِ الْمُسْتَورِدِ بْنِ شَدَّادٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ، وَإِنَّ أَجَلَ أُمَّتِي مِئَةُ سَنَةٍ ، فَإِذَا مَرَّ عَلَى أُمَّتِي مِئَةُ سَنَةٍ أَتَاهَا مَا وَعَدَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَفِي سَنَدِهِ ابْنُ لَهِيعَةُ.

19- باب في التلاعن وتحريم دم المسلم

7441- عن أبي عثمان قال : كان رجل في بيت المقدس يقرأ الكتب يقول لصاحبه : ادع الله أن لا تدرك زمن التلاعن ، قال : وما زمن التلاعن ؟ قال : زمن تلعن القبيلة القبيلة ، والرجل الرجل ، فتذهب اللعنة ، فإن وجدت مسلكًا فسبيل ذلك ، وإلا رجعت إلى صاحبها.

رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.

7442- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , أَضَنُّ بِدَمِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَحَدِكُمْ بَكَرْمَةِ مَالِهِ حَتَّى يَقْبِضَهُ عَلَى فِرَاشِهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى الأَفْرِيقِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

20- باب من صلى الصبح فهو في ذمة الله

7443- عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَ الْحَجَّاجُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَخَذَ رَجُلاً فَدَفَعَهُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ لِيَقْتُلَهُ ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ : أَمُسْلِمٌ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَصَلَّيْتَ الصُّبْحَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : انْطَلِقْ لاَ سَبِيلَ لِيَ عَلَيْكَ ، فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَا صَنَعَ ، فَقَالَ لَهُ : @

(8/42)

 

مَا فَعَلَ الرَّجُلُ ؟ قَالَ : سَأَلْتُهُ أَمُسْلِمٌ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَسَأَلْتُهُ أَصَلَّيْتَ الصُّبْحَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَأَخْبَرَنِي أَبِي ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَّهُ مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ كَانَ فِي جُوَارِ اللهِ حَتَّى يُصْبِحَ ، أَوْ يُمْسِي قَالَ : فَإِنَّهُ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ ، قَالَ : فَمَا أَنَا بِوَلِيٍّ لِعُثْمَانَ فَأَقْتُلُ قَتَلَتَهُ ، قَالَ : فَبَلَغَ أَبَاهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فَخَرَجَ مُسْرِعًا يَجُرُّ إِزَارَهُ ، فَلَقَّنَهُ بِمَا صَنَعَ ، فَقَالَ : سَمَّيْتُكَ سَالِمًا لِتَسْلَمَ ، سَمَّيْتُكَ سَالِمًا لِتَسْلَمَ.

رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى عَنْ مُسَدَّدٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالأَوْسَطِ ، وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ ، وَفِي طَرِيقِ مُسْنَدِ أَحْمَدَ ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَفِي طَرِيقِ الْبَزَّارِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ.

7444- وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى , وَمَدَارُ الإِِسْنَادِ عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7445- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ ، فَإِيَّاكُمْ أَنْ يَطْلُبَكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّتِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.@

(8/43)

 

21- باب الامتناع عن الدخول على الظلمة وتصديقهم وإعانتهم

فيه حديث أبي سعيد الخدري وغيره وتقدم في كتاب الإمارة.

7446- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي أُمَرَاءُ : يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، لاَ إِيمَانَ بَعْدَهُ فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ ابْنَ عُمَرَ ، فَقَالَ لِي : أنْتَ سَمِعْتَهُ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، وَهُوَ شَاكِي فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَعُودَهُ ؟ فَانْطَلَقْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ ابْنُ عُمَرَ عَنْ شَكْوَاهُ ، ثُمَّ قَالَ : حَدِيثًا حَدَّثَنَا هَذَا عَنْكَ ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : نَعَمْ ، فَحَدَّثْتُهُ بِهِ فَلَمَّا خَرَجْنَا ، قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ : مَا كَانَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ لِيَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7447- وعن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ نَائِمٌ فَذَكَرْنَا الدَّجَّالَ فَاسْتَيْقَظَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ ، فَقَالَ : غَيْرَ الدَّجَّالِ أَخْوَفَ عِنْدِي عَلَيْكُمْ مِنَ الدَّجَّالِ الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7448- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَحْنُ تِسْعَةُ نَفَرٍ مِنَ الْعَرَبِ وَتِسْعَةٌ مِنَ الْمَوَالِي ، فَقَالَ : اسْمَعُوا هَلْ سَمِعْتُمْ أَنْ سَيَكُونَ أُمَرَاءُ بَعْدِي ؟ فَمَنْ أَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ، وَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ ، وَغَشِيَ أَبْوَابَهُمْ ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ ، وَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوضَ ، وَمَنْ لَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ، وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ ، وَلَمْ يَغْشَ أَبْوَابَهُمْ ، فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ ، وَسَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ.

7449- وَعَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا قُعُودًا عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَخَرَجَ عَلَيْنَا ، فَقَالَ : اسْمَعُوا قُلْنَا : قَدْ سَمِعْنَا قَالَ : اسْمَعُوا قُلْنَا : قَدْ سَمِعْنَا مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا , قَالَ : إِنَّهُ سَيَكُونُ أَمَرَاءُ بَعْدِي ، فَلاَ تُصَدِّقُوهُمْ بِكَذِبِهِمْ ، وَلاَ تُعِينُوهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَنْ يَرِدَ عَلَيٍّ الْحَوْضَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(8/44)

 

7450- وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ خَفَضَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ حَدَثَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ ، فَقَالَ : أَلاَ إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ : يَكْذِبُونَ ، وَيَظْلِمُونَ ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ ، وَمَالأَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ، فَلَيْسَ مِنِّي ، وَلاَ أَنَا مِنْهُ ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ ، وَلَمْ يُمَالِئْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ، فَهُوَ مِنِّي ، وَأَنَا مِنْهُ ، أَلاَ وَإِنَّ دَمَ الْمُسْلِمِ كَفَّارَةٌ ، أَلاَ وَإِنَّ سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، هِيَ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

22- باب فضل من قتل الحرورية وغير ذلك مما يذكر

7451- عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : كَانَتْ مَجَالِسُ النَّاسِ الْمَسَاجِدَ ، حَتَّى رَجَعُوا مِنْ صِفِّينَ وَبَرَؤُوا مِنَ الْقَضِيَّةِ ، فَاسْتَخَفَّ النَّاسُ ، فَقَعَدُوا فِي السِّكَكِ يَتَخَبَّرُونَ الأَخْبَارَ ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ عَلِيٍّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , إِذْ قَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : ائْذَنْ لِي أَنْ أَتَكَلَّمَ ، فَشُغِلَ بِمَا كَانَ فِيهِ ، قَالَ لَهُ : مَا الَّذِي تُرِيدُ أَنْ تَسْأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْهُ ؟ فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ فِي الْعُمْرَةِ ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : مَا هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَرَجُوا قِبَلَكُمْ ، يُقَالُ لَهُمْ : حَرُورَاءُ ؟ فَقُلْتُ : قَومٌ خَرَجُوا إِلَى أَرْضِ قَرْيَةٍ قَرِيبَةٍ مِنَّا يُقَالَ لَهَا : حَرُورَاءُ فَقَالَتْ : أَشَهِدْتَ هَلَكَتَهُمْ ، أَمَّا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ لَوْ شَاءَ حَدَّثَكُمْ حَدِيثَهُمْ ، فَلَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ مِمَّا كَانَ فِيهِ ، قَالَ : أَيْنَ الرَّجُلُ ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ فَأَهَلَّ عَلِيٌّ وَكَبَّرَ ، ثُمّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ أَنْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَقَوْمُ كَذَا وَكَذَا ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنَ الْمَشْرِقِ ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ تُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُجَدَّعُ الْيَدِ كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ حَبَشِيَّةٍ فَقَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّهُ فِيهِمْ ، فَقُلْتُمْ : لَيْسَ فِيهِمْ ، ثُمَّ أَتَيْتُمُونِي بِهِ تَسْحَبُونَهُ ؟ فَقَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، فَأَهَلَّ عَلِيٌّ وَكَبَّرَ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .@

(8/45)

 

7452- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى ، وَلَفْظُهُ : عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَمْرِ النَّاسِ ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَشَغَلَ عَلِيًّا مَا كَانَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ ، قَالَ أبِي : فَقُلْتُ لَهُ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : كُنْتُ حَاجًّا ، أَوْ مُعْتَمِرًا ، قَالَ : لاَ أَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ ؟ قَالَ : فَمَرَرْتُ عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ لِي وَسَأَلَتْنِي عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَومِ الَّذِينَ خَرَجُوا فِيكُمْ ، يُقَالُ لَهُمْ : الْحَرُورِيَّةُ قَالَ : قُلْتُ : خَرَجُوا فِي مَكَانٍ ، يُقَالُ لَهُ : حَرُورَاءُ ، فَسُمُّوا بِذَلِكَ الْحَرُورِيَّةَ ، قَالَ : فَقَالَتْ : طُوبَى لِمَنْ شَهِدَ هَلَكَتَهُمْ ، قَالَتْ : أَمَا وَاللهِ لَوْ سألتم ابْنُ أَبِي طَالِبٍ لأَخْبَرَكُمْ خَبَرَهُمْ ، فَمِنْ ثُمَّ جِئْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ ، قَالَ : وَفَرَغَ عَلِيٌّ ، فَقَالَ : أَيْنَ الْمُسْتَأْذِنُ ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ قَالَ : فَقَصَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا قَصَّ عَلَيَّ ، قَالَ : فَأَهَلَّ عَلِيٌّ وَكَبَّرَ ، مرتين أو ثلاثا ، ثم قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلاَّ عَائِشَةُ قَالَ : فَقَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، كَيْفَ أَنْتَ ؟ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا وَقَوْمٌ يَخْرُجُونَ بمكان كذا وِكَذَا ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنِ لاَ تُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ أو تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُجَدَّعُ الْيَدِ كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ حَبَشِيَّةٍ ثُمَّ قَالَ : نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّهُ فِيهِمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : فَذَهَبْتُمْ فَالْتَمَسْتُمُوهُ ثُمَّ جِئْتُمْ فَلَمْ تَجِدُوهُ ، فَقُلْتُ لَكُمْ : نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِنَّهُ فِيهِمْ ، قَالَ : أَتَيْتُمُونِيَ تَسْحَبُونَهُ كَمَا نَعَتُّ لَكُمْ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

قُلْتُ : وَأَصْلُ قِصَّةِ الْمُجَدَّعِ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ ، وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ بِهَذَا السِّيَاقِ ، وَلاَ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.@

(8/46)

 

7453- وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ خَيْرٌ فَاعْتَزَلْنَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، فَقُلْتُ : أَلاَ عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَومِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ فِيمَ فَارَقُوهُ ؟ وَفِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ حِينَ دَعَاهُمْ ؟ وَحِينَ فَارَقُوهُ وَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ ؟ قَالَ : لمَّا كُنَّا بِصِفِّينَ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ ... ، فَذَكَرَ قِصَّةً ، قَالَ : فَرَجَعَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ ، وَقَالَ فِيهِ الْخَوَارِجُ مَا قَالُوا ، وَنَزَلُوا بِحَرُورَاءَ ، وَهُمْ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلفًا ، فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ ، فِيمَ نَقَضْتُمْ عَلَيْهِ ، أَفِي قِسْمَةٍ ، أَوْ قَضَاءٍ ، قَالُوا : نَخَافُ أَنْ تَدْخُلَ فِي فِتْنَةٍ ، قَالَ : فَلاَ تَعْجَلُوا ضَلاَلَةَ الْعَامَ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ ، فَرَجَعُوا ، فَقَالُوا : نَكُونُ عَلَى نَاحِيَتِنَا فَإِنْ قِيلَ الْقَضِيَّةُ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الشَّامِ بِصِفِّينَ ، وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ ، فَسَارُوا حَتَّى قَطَعُوا نَهْرَوَانَ ، وَافْتَرَقَتْ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ يَقْتُلُونَ النَّاسَ ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ : مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا ، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا صَنِيعُهُمْ قَامَ ، فَقَالَ : أَتَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ ، أَوْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَلَّفُوكُمْ فِي دِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا : بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَالَ : فَحَدَّثَ عَلِيٌّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ طَائِفَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ ، لاَ تَرَوْنَ جِهَادَكُمْ مَعَ جِهَادِهِمْ شَيْئًا ، وَلاَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ شَيْئًا ، وَلاَ صِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ شَيْئًا ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ عَضُدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ فسَارَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيدًا ، فَجَعَلَتْ خُيُولُ عَلِيٍّ لاَ تَقُومُ لَهُمْ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ فِيَّ فَوَاللهِ مَا عِنْدِي مَا أَجْزِيكُمْ بِهِ ، وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ فَلاَ يَكُونَنَّ هَذَا قِتَالُكُمْ ، قَالَ : فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ، فَقَتَلُوهُمْ كُلَّهُمْ ، فَقَالَ : ابْتَغُوهُ ، فَطَلَبُوهُ ، فَلَمْ يَجِدُوهُ فَرَكِبَ عَلِيٌّ دَابَّتَهُ وَانْتَهَى إِلَى وَهْدَةٍ مِنَ الأَرْضِ ، فَإِذَا قَتْلَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهِمْ ، فَجُرَّ بِرِجْلِهِ يَرَاهُ النَّاسُ ، @

(8/47)

 

قَالَ عَلِيٌّ : لاَ أَغْزُو الْعَامَ ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَقُتِلَ ، وَاسْتَخْلَفَ النَّاسُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، فَبَعَثَ الْحَسَنُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمْ أَمْرَانِ لاَ بُدَّ لَكُمْ مِنْ أَحَدِهِمَا : دُخُولٌ فِي فِتْنَةٍ ، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ ، فَقَالَ النَّاسُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ : الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ ، فَرَجَعَ النَّاسُ فَبَايَعُوا وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إِلاَّ الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ ، فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلاَثُمِئَةٍ وَنَيِّفٌ وَهُمْ أَصْحَابُ النُّخَيْلَةِ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ .

7453/2- وَكَذَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى ، وَلَفْظُهُ : عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : أَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَومِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ ، قَالَ : قُلْتُ : فِيمَ فَارَقُوهُ ؟ وَفِيمَ اسْتَحَلُّوهُ ؟ وَفِيمَ دَعَاهُمْ ؟ وَفِيمَ فَارَقُوهُ ؟ وَبِمَا اسْتَحَلَّ دِمَاءَهُمْ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ بِصِفِّينَ ، اعْتَصَمَ مُعَاوِيَةُ وَأَصْحَابُهُ بِجَبَلٍ ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : أَرْسِلْ إِلَيْهِمْ بِالْمُصْحَفِ فَلاَ وَاللهِ لاَ يَرُدُّهُ عَلَيْكَ ، قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ يَحْمِلُهُ يُنَادِي بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ ...} الآيَةَ قَالَ عَلِيٌّ : نَعَمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ أَنَا أَوْلَى بِهِ مِنْكُمْ فَجَاءَتِ الْخَوَارِجُ وَكُنَّا نُسَمِّيهِمْ يَوْمَئِذٍ الْقُرَّاءَ ، وَجَاؤُوا بِأَسْيَافِهِمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ ، قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَلاَ تَمْشِي إِلَى هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبيْنَهُمْ ؟ فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَلَوْ نَرَى قِتَالاً قَاتَلْنَا ، وَذَلِكَ فِي الصُّلْحِ الَّذِي كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَعَلاَمَ نُعْطَى الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمْ يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ قَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي أَبَدًا فَانْطَلَقَ عُمَرُ فَلَمْ يَصْبِرْ مُتَغَيِّظًا حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي @

(8/48)

 

الْجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَعَلاَمْ نُعْطَى الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمْ يَحْكُمِ اللَّهُ بيننا وبينهم ؟ قال : يا ابن الخطّاب ، إنه رسول الله ولن يضيعه الله أَبَدًا ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْفَتْحِ ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ ، فََقرَأَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوَ فَتْحٌ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَطَابَتْ نَفْسُهُ ، وَرَجَعَ ، وَرَجَعَ النَّاسُ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ خَرَجُوا بِحَرُورَاءَ ، أُولَئِكَ الْعِصَابَةُ مِنَ الْخَوَارِجِ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَلَيٌّ يَنْشُدُهُمْ ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ ، فَأَتَاهُمْ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ فَأَنْشَدَهُمْ ، وَقَالَ : عَلاَمَ تُقَاتِلُونَ خَلِيفَتَكُمْ ؟ قَالُوا : مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ ، قَالَ : فَلاَ تَعْجَلُوا ضَلاَلَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ ، فَرَجَعُوا وَقَالُوا : نَسِيرُ عَلَى مَا جِئْنَا فَإِنْ قَبِلَ عَلِيٌّ الْقَضِيَّةَ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا يَوْمَ صِفِّينَ ، فَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا النَّهْرَوَانَ ، فَافْتَرَقَتْ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ جَعَلُوا يَهُدُّونَ النَّاسَ لَيْلاً ، قَالَ أَصْحَابُهُمْ : وَيْلَكُمْ مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا فَبَلَغَ عَلِيًّا أَمْرُهُمْ فَخَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ ، أَنَسِيرُ إِلَى الشَّامِ أَمْ نَرْجِعَ إِلَى هَؤُلاَءِ الَّذِينَ خَلَّفُوا فِي ذَرَارِيكُمْ ؟ قَالُوا : بَلْ نَرْجِعُ ، فَذَكَرَ أَمْرَهُمْ فَحَدَّثَ عَنْهُمْ بِمَا فِيهِمْ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ فِرْقَةً تخرج عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ ، عَلاَمَتُهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ يَدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ فَسَارُوا حَتَّى الْتَقَوْا بِالنَّهْرَوَانِ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالاً شَدِيدًا ، فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ لاَ تَقِفُ لَهُمْ فَقَامَ عَلِيٌّ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ فِي فَوَاللهِ مَا عِنْدِي مَا أَجْزِيكُمْ ، وَإِنْ كُنْتُمْ تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ فلاَ يَكُونَنَّ هَذَا فِعَالُكُمْ ، فَحَمَلَ النَّاسُ حَمْلَةً وَاحِدَةً ، فَانْجَلَتِ الْخَيْلُ عَنْهُمْ وَهُمْ مُنْكَبُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : اطْلُبُوا الرَّجُلَ فِيهِمْ ، فَطَلَبَ النَّاسُ الرَّجُلَ فَلَمْ يَجِدُوهُ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ : غَرَّنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ إِخْوَانِنَا حَتَّى قَتَلْنَاهُمْ ، قَالَ : فَدَمَعَتْ عَيْنُ عَلِيِّ قَالَ : فَدَعَا بِدَابَّتِهِ فَرَكِبَهَا ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى وَهْدَةً مِنَ الأَرْضِ فِيهَا قَتْلَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَجَعَلَ يَجُرُّ بِأَرْجُلِهِمْ حَتَّى وَجَدُوا الرَّجُلَ تَحْتَهُمْ فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : الله أكبر ، وفرح وفرح النّاس ، ورجعوا ، وقال على : لاَ أَغْزُو الْعَامَ ، وَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ وَقُتِلَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَاسْتُخْلِفَ حَسَنٌ ، وَسَارَ سِيرَةَ أَبِيهِ ، ثُمَّ بَعَثَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ .

وَأَصْلُهُ الْمَرْفُوعُ مِنْهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، وَغَيْرِهِ ، وَإِنَّمَا سُقْتُ هَذَا لأَنَّ فِيهِ زَيَادَاتٌ عَلَى الطُّرُقِ الَّتِي خَرَّجوهَا أَصْحَابُ الْكُتُبِ ، وَالإِِمَامُ أَحْمَدُ ، وَلَيْسَ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، وَفِي الصَّحِيحِ بَعْضُهُ مِنْ قَوْلِ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ ، وَبَعْضِ قَوْلِ عَلِيٍّ.@

(8/49)

 

7454- وَعَنْ أَبِي سلمة بن عبد الرحمان قال : قلت لأبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَذْكُرُ الْحَرُورَةَ ؟ فَقَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ ، وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، حَتَّى يَأْخُذَهُ صَاحِبُهُ يَنْظُرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يَرَى فِيهِ شَيْئًا ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى رعظه فَلاَ يَرَى فِيهِ شَيْئًا ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى قَدَحِهِ فَلاَ يَرَى فِيهِ شَيْئًا ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى قَذَذِهِ هَلْ يَرَى فِيهِ شَيْئًا أَمْ لاَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَاللَّفْظُ لَهُ.

23- باب ستكون فتن النائم فيها خير من اليقظان

7455- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ : الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، وَالسَّاعِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ ، وَالرَّاكِبُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُوضِعِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، مُخْتَصَرًا.@

(8/50)

 

7456- وَعَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ كَانَ مَعَ الْخَوَارِجِ ثُمَّ فَارَقَهُمْ قَالَ : دَخَلُوا قَرْيَةً ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبَّابٍ ذُعْرًا يَجُرُّ إِزَارَهُ ، فَقَالَ : وَاللهِ لَقَدْ رَعَبْتُمُونِي قَالُوا : لم ترع قال : وَاللهِ لَقَدْ رعتموني قالوا أَنْتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ خَبَّابٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : هَلْ سَمِعْتَ مِنْ أَبِيكَ شَيْئًا تُحَدِّثُنَا بِهِ ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ ذَكَرَ فِتْنَةً يَكُونُ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، فَإِنْ أَدْرَكَكَ ذَلِكَ فَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ ، قَالَ أَيُّوبُ : وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ : وَلاَ تَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْقَاتِلَ قَالُوا : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِيكَ ، يُحَدِّثُ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَقَدَّمُوهُ عَلَى ضَفَّةِ النَّهْرِ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ فَسَالَ دَمُهُ كَأَنَّهُ شِرَاكُ نَعْلٍ امْدَقَرَّ ، وَبَقَرُوا أُمَّ وَلَدِهِ عَمَّا فِي بَطْنِهَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

7457- وَعَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْيَقْظَانِ ، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، فَمَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ فَلْيَأْخُذْ سَيْفَهُ ، ثُمَّ لْيَتَمَشَّى إِلَى صَفَاةٍ فَلْيَضْرِبْهَا بِهِ حَتَّى يَنْكَسِرَ ، ثُمَّ لْيَضْطَجِعْ بِهَا حَتَّى تَنْجَلِيَ عَمَّا انْجَلَتْ عَلَيْهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَخَرْشَةُ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ.@

(8/51)

 

24- باب ستكون فتن كقطع الليل المظلم

7458- عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : صَحِبْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسَمِعْنَاهُ ، يَقُولُ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا ثُمَّ يُمْسِي كَافِرًا ، ثُمَّ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ أَقْوَامٌ خَلاَقَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا يَسِيرٍ قَالَ الْحَسَنُ : وَلَقَدْ رَأَيْنَاهُمْ صُوَرًا ، وَلاَ عَقْلَ ، أَجْسَامٌ ، وَلاَ أَحْلاَمَ ، فَرَاشَ نَارٍ وَذِئَابَ طَمَعٍ ، يَغْدُونَ بِدِرْهَمَيْنِ وَيَرُوحُونَ بِدِرْهَمَيْنِ ، يَبِيعُ أَحَدُهُمْ دِينَهُ بِثَمَنِ الْعَنْزِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7459- وعن أبي ثور قال : كنت جالسًا مع حذيفة بن اليمان وأبي مسعود البدري ، حيث خرج أهل الكوفة إلى سعيد بن العاص فردوه وهو يوم الجرعة قال : فسمعت أبا مسعود ، رضي الله عنه ، يقول : ما كنت أرى أن يرجع ولم يهرق فيها دم ، فقال حذيفة ، رضي الله عنه : ولكني والله لقد علمت لترجعن على عقبيها ولم يهرق فيها محجمة دم ، وما علمت ذلك شيئًا إلاَّ شيئًا علمته ومحمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حي : أن الرجل يصبح مؤمنًا ويمسي ما معه من دينه شيء ، ويمسي مؤمنًا ويصبح ما معه من دينه شيء ، يقاتل في فئة اليوم , أو قال : في فتنة اليوم شك أبو داود , ويقتله الله غدًا ينكسر قلبه ، ويعلو استه. قال : قلت : أسفله ؟ قال : استه.

رواه أبو داود الطيالسي واللفظ له ، ورواته ثقات ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ.@

(8/52)

 

7460- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : لتظلنكم فتنة كقطع الليل المظلم ، أنجى الناس منها , أو فيها , صاحب شاهقة ، يأكل من غنمه ، ورجل من وراء الدرب آخذ بعنان فرسه يأكل من فيء سيفه.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

7460/2- وأحمد بن حنبل مرفوعًا بسند فيه ابن لَهِيعَة ، ولفظه : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتنًا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر , أو قال : على الشوك.

7461- وَعَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اتُّهِمَ الأَمِينُ وَأْتُمِنَ غَيْرُ الأَمِينِ ، وَكَذِّبَ الصَّادِقُ وَصُدِّقَ الْكَاذِبُ ، وَأَنَاخَ بِكُمُ الشَّرَفُ الْجَوْنُ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا السَّرَفُ الْحَوبُ ؟ قَالَ : فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ.

7461/2- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ , وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ بِلَفْظٍ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، يَظْهَرُ النِّفَاقُ ، وَتَرْتَفِعُ الأَمَانَةُ ، وَتُقْبَضُ الرَّحْمَةُ ، وَيُتَّهَمُ الأَمِينُ ، وَيُؤتَمَنُ غَيْرُ الأَمِينِ ، أَنَاخَ بِكُمُ الشَّرَفُ الْجَوْنُ ... , فَذَكَرَهُ.

7462- وَعَنْ عَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ مَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَنَاسٌ عِنْدَ الْحُجُرَاتِ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ ، سُعِّرَتِ النَّارُ ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.@

(8/53)

 

7463- وَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ , رَجُلٍ مِنْ بُجَيْلَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَيَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يَصْدِمُ الرَّجُلَ كَصَدْمِ الْحَيَّاتِ ، وَفُحُولِ الثِّيرَانِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُسْلِمًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسلِمِينَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ وَأَخْمِلُوا ذِكْرَكُمْ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : أَرَأَيْتَ إِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِنَا بَيْتَهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ ، وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ ، وَلاَ يَكُنْ عَبْدَ اللهِ الْقَاتِلَ قَالَ : فَإِنَّ الرَّجُلَ يَكُنْ فِي قُبَّةِ الإِِسْلاَمِ ، فَيَأْكُلَ مَالَ أَخِيهِ ، وَيَسْفِكُ دَمَهُ ، يَعْصِي رَبَّهُ ، وَيَكْفُرُ بِخَالِقِهِ ، وَتَجِبُ لَهُ جَهَنَّمُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ .

7463/2- وَكَذَا أَبُو يَعْلَى ، وَلَفْظُهُ : عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ , رَجُلٍ مِنْ بُجَيْلَةَ ، قَالَ : إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إِذْ جَاءَهُ بَشِيرٌ مِنْ سَرِيَّةٍ بَعَثَهَا ، فَأَخْبَرَهُ بِنَصْرِ اللهِ الَّذِي نَصَرَ سَرِيَّتَهُ ، وَبِفَتْحِ اللهِ الَّذِي فَتَحَ لَهُمْ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، بَيْنَا نَحْنُ نَطْلُبُ الْعَدُوَّ وَقَدْ هَزَمَهُمُ اللَّهُ إِذْ لَحِقْتُ رَجُلاً مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ ، فَلَمَّا أَحَسَّ أَنَّ السَّيْفَ مُوَاقِعُهُ الْتَفَتَ وَهُوَ يَسْعَى ، فَقَالَ : إِنِّي مُسْلِمٌ ، إِنِّي مُسْلِمٌ ، فَقَتَلْتُهُ ، وَإِنَّمَا قَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ مُتَعَوِّذًا ، قَالَ : فَهَلاَّ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ ، فَنَظَرْتَ صَادِقٌ هُوَ ، أَوْ كَاذِبٌ ؟ قَالَ : لَوْ شَقَقْتُ عَنْ قَلْبِهِ مَا كَانَ يُعْلِمُنِي الْقَلْبُ ، هَلْ قَلْبُهُ إِلاَّ مُضْغَةٌ مِنْ لَحْمٍ ؟ قَالَ : فَأَنْتَ قَتَلْتَهُ ، لاَ ما فِي قَلْبِهِ عَلِمْتَ ، وَلاَ لِسَانِهُ صَدَّقْتَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ : لاَ أَسْتَغْفِرُ لَكَ فَدَفَنُوهُ ، فَأَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ بَنُوهُ اسْتَحْيَوْا وَخَزُوا مِمَّا لَقِيَ ، فَحَمَلُوهُ فَأَلْقَوهُ فِي شِعْبٍ مِنْ تِلْكَ الشِّعَابِ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مُخْتَصَرًا.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ كَفِّ الْقَتْلِ عَمَّنْ قَالَ : إِنِّي مُسْلِمٌ ، وَآخَرُ فِي كِتَابِ الإِِيمَانِ.@

(8/54)

 

7464- وَعَنْ قَيْسٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ سَبْلاَنَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ وَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَالَ : سُبْحَانَ اللهِ يُرْسِلُ عَلَيْهِمُ الْفِتَنَ إِرْسَالَ الْقَطْرِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

25- باب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض

7465- عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي ضَلاَلاً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

7466- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.

رَوَاهُ أَبُو بكرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7467- وعن أنس بن مالك , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم لأصحابه :لا تَرِجِعُنّ بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض.

رواه أبو يعلى الموصلي.@

(8/55)

 

7468- وعن جابر , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : إنكم اليوم على دين ، وإني مكاثر بكم الأمم ، فلا تمشوا القهقرى بعدي.

رواه أبو يعلى بسند ضعيف ، لضعف مجالد بن سعيد.

7469- وعن معاوية , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : تزعمون أني من آخركم وفاة ، ألا وإني من أولكم وفاة ، ولتتبعنني أفنادًا يضرب بعضكم رقاب بعض.

رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف ، لتدليس الوليد بن مسلم.

7470- وعن واثلة بن الأسقع , رضي الله عنه , قال : خرج علينا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم فقال : تزعمون أني من آخركم وفاة ، ألا وإني من أولكم وفاة ، وتتبعوني أفنادًا يضرب بعضكم رقاب بعض.

رواه أبو يعلى الموصلي وأحمد بن حنبل بسند صحيح.

7471- وعن سلمة بن نفيل السكوني قال : بينا نحن جلوس عند نبي الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فجاء رجل من الناس ، فقالت : يا نبي الله ، هل أتُيت بطعام من السماء ؟ قال : أتيت بطعام بمسخنة ، قال : فهل كان فيه فضل عنك ؟ قال : نعم ، قال : فما فعل به ؟ قال : رفع إلى السماء ، وهو يوحى إلي أني غير لابث فيكم إلا قليلا ، ولستم لابثين بعدي إلا قليلا ، ثم تأتوني أفنادًا ، ويفني بعضكم بعضًا ، وبين يدي الساعة موتان شديد ، وبعده سنوات الزلازل.

رواه أبو يعلى الموصلي.@

(8/56)

 

26- باب فيمن يبقى في حثالة وما جاء فيمن دخل عليه في بيته

7472- عن يونس ، عن الحسن أن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنهما ، قال : قال لي رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم :كيف أنت إذا بقيت في حثالة ؟ قلت : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ، كيف ؟ قال : إذا مرجت عهودهم وأماناتهم ، وكانوا هكذا ، وشبك يونس بين أصابعه يصف ذاك ، قال : قلت : ما أصنع عند ذاك يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قال : اتق الله ، عز وجل ، وخذ ما تعرف ، ودع ما تنكر ، وعليك بخاصتك ، إياك وعامتك.

رواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن حنبل واللفظ له.

7472/2- والحاكم وصححه ولفظه : أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يوشك أن يأتي على الناس زمان يغربل الناس فيه غربلة ، ويبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأمانتهم واختلفوا هكذا وهكذا. وشبك بن أصابعه قالوا : فكيف تأمرنا يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قال : تأخذون ما تعرفون ، وتدعون ما تنكرون ، وتقبلون على أمر خاصتكم ، وتدعون أمر عامتكم.

ورواه أبو داود وابن ماجه مختصرًا.

قال سعيد بن منصور : حثالة الناس : رذالتهم . ومعنى قوله : مرجت عهودهم : لم يفوا بها.

7473- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : كَيْفَ أنت يا عبد الله بن عمر إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ ، قَدْ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَتُهُمْ ، وَاخْتَلَفُوا وَصَارُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالَ : فَكَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ ، ؟ قَالَ : تَأْخُذُ مَا تَعْرِفُ وَتَدَعُ مَا تُنْكِرُ ، وَتُقْبِلُ عَلَى خَاصَّتِكَ وَتَدَعُ عَوَامَّهُمْ.

قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ : حُثَالَةُ النَّاسِ رَدَاءَتُهُمْ ، وَمَعْنَى قَوْلَهُ : مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ لَمْ يَفُوا بِهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/57)

 

7474- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ ؟ قَالَ : وَذَاكَ مَتَى هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : إِذَا مَرَجَتْ أَمَانَتُهُمْ وَعُهُودُهُمْ وَصَارُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، قَالَ : مَا تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : تَعْمَلُ بِمَا تَعْرِفُ ، وَتَدَعُ مَا تُنْكِرُ ، وَتَعْمَلُ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ ، وَتَدَعُ أَمْرَ عَوَامِّ النَّاسِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

7475- وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلاً فِي جِنَازَةِ حُذَيْفَةَ صَاحِبِ يقول : سمعت هَذَا السَّرِيرِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , يَقُولُ : مَا بِيَ بَأْسٌ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : وَلَئِنِ اقْتَتَلْتُمْ لأَدْخُلَنَّ بَيْتِي ، فَإِنْ دُخِلَ عَلَيَّ فِي بَيْتِي لأَقُولَنَّ : هَا بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُمَا ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ ، رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

27- باب فيمن يبيع دينه في الفتن بعرض يسير

فيه حديث النعمان بن بشير ، وأبي هريرة وتقدم في ستكون فتن كقطع الليل.

7476- وَعَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ الضَّحَّاكِ بْنَ قَيْسٍ كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ حِينَ مَاتَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ : سَلاَمٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، فِتَنٌ كَقِطَعِ الدُّخَانِ ، يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ كَمَا يَمُوتُ بَدَنُهُ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ فِيهَا أَقْوَامٌ خَلاَقَهُمْ وَدِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ : وَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَدْ مَاتَ ، وَأَنْتُمْ إِخْوَانُنَا وَأَشِقَّاؤُنَا ، فَلاَ تَسْبِقُونَا بِشَيْءٍ حَتَّى نَخْتَارَ لأَنْفُسِنَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ ، لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهُ.@

(8/58)

 

7477- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالأَيَّامُ حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ ، فَيَقُولَ : مَنْ يَبِيعُنَا دِينَهُ بِكَفٍّ مِنْ دَرَاهِمَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

28- باب ما جاء في أيام الهرج

7478- عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، قَالَ قَالَ رَجُلٌ : يَا أَبَا سُلَيْمَانَ اتَّقِ اللَّهَ ، فَإِنَّ الْفِتَنَ قَدْ ظَهَرَتْ قَالَ : فَقَالَ : وَابْنُ الْخَطَّابِ حَيٌّ ، إنَّمَا تَكُونُ بَعْدَهُ وَالنَّاسُ بِذِي بَلْيَانِ ، وَبذِي بَلْيَانِ زَمَانُ كَذَا وَكَذَا ، وَمَكَانُ كَذَا وَكَذَا ، فَيَنْظُرُ الرَّجُلُ فَيُتفَكِّرُ هَلْ يَجِدُ مَكَانًا لَمْ يَنْزِلْ بِهِ مِثْلُ مَا يَنْزِلُ بِمَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالشَّرِّ فَلاَ يَجِدُهُ ، قَالَ : فَأُولَئِكَ الأَيَّامُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامُ الْهَرْجِ ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ أَنْ تُدْرِكَنَا ، وَإِيَّاكُمْ أُولَئِكَ الأَيَّامَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ عَزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/59)

 

7479- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ ، الْقَتْلُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَالُوا : إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْعَامِ الأَلْفَ وَالأَلْفَيْنِ قَالَ : لاَ أَعْنِي ذَلِكَ ، وَلَكِنْ قَتْلَ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيَقْتُلُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَنَحْنُ أَحْيَاءُ نَعْقِلُ ؟ قَالَ : يُمِيتُ اللَّهُ قُلُوبَ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ كَمَا يُمِيتُ أَبْدَانَهُمْ.

رَاوَه الْحَارِث بْن أبي أسامة ، وهو فِي الصحيح وغيره باختصار.

7480- وَعَنْ قُرْظَةَ بْنِ حَسَّانٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى فِي جُمُعَةٍ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ ، يَقُولُ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ السَّاعَةِ وَأَنَا شَاهِدٌ ، قَالَ : لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ ، لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكُمْ بِمُشَاريطِهَا ، وَمَا بَيْنَ أَيْدِيهَا : إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيهَا رَدْمًا مِنَ الْفِتَنِ وَهَرْجًا فَقِيلَ لَهُ : وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : هُوَ بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ : الْقَتْلُ ، وَأَنْ تَجِفَّ قُلُوبُ النَّاسِ ، وَيُلْقَى بَيْنَهُمُ التَّنَاكُرُ ، فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يَعْرِفُ أَحَدًا ، أَوْ يَعْرِفُ ذَوِي الْحِجَى ، وَيَبْقَى رَجَاجَةً ، لاَ تَعْرِفُ مَعْرُوفًا ، وَلاَ تُنْكِرُ مُنْكَرًا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَسَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي بَابِ إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا.

29- باب في شر الخلق والخليقة

فيه حديث أنس ، وتقدم في آخر كتاب الإيمان ، وحديث سهل بن سعد ، وتقدم في كتاب العلم ، وحديث ابن عباس وغيره ، وتقدم في آخر التفسير ، وحديث أنس ، وسيأتي في القيامة في ذكر الحوض.@

(8/60)

 

7481- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يُحْسِنُونَ الْقِرَاءَةَ وَيُسِيؤُونَ الْفِعْلَ ، وَيَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ ، مَرَّتَيْنِ ، مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيُجَاهِدْهُمُ الْقِتَالَ ، فَلِمَنْ قُتِلَ أَفْضَلُ الشَّهَادَةِ ، وَلِمَنْ غَلَبَ أَفْضَلُ الأَجْرِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.

7481/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ ضَعِيفَةٍ : يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي بَعْدَ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ ، أَوْ عِنْدَ اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ كَأَحْسَنِ مَا يَرَاهُ النَّاسُ ، ثُمَّ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، يَرْمِي الرَّجُلُ الصَّيدَ فَينْفَذُ بِهِ الرَّفَثَ وَالدَّمَ ، ويأخذ السَّهْمَ ، فَيَتَمَارَى أَصَابَهُ شَيْءٌ أَمْ لاَ ، هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ ، يَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِاللهِ ، وَأَقْرَبهم إِلَى اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ.

7481/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَلَفْظُهُ : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ حنين ، وَهُوَ يَقْسِمُ بَيْنَ النَّاسِ قسمة فقام رجل من بني أمية بَهِيمَةً ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خِبْتَ إِذًا وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ فَمَنْ يَعْدِلَ ، وَيْحَكَ فَاسْتَأْذَنَ عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي قَتْلِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا أَنَا بِالَّذِي أَقْتُلُ أَصْحَابِي ، سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ يَقُولُونَ مِثْلَ قَوْلِهِ ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَأَخَذَ سَهْمًا فَنَظَرَ إِلَى رِصَافِهِ فَلَمْ يَرَ فِيهِ شَيْئًا ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى نَصْلِهِ ، يَعْنِي الْقَدَحَ فَلَمْ يَرَ فِيهِ شَيْئًا ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى قَذَذِهِ فَلَمْ يَرَ فِيهِ شَيْئًا سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ ، عَلاَمِتْهُمْ رَجُلٌ يده كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ كَالْبَضْعَةِ تدردر @

(8/61)

 

فِيهَا شُعَيْرَاتٌ كَأَنَّهَا سَحْلَةُ سَبُعٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : حَضَرْتُ هَذَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَحَضَرْتُ مَعَ عَلِيٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , يَوْمَ قَتَلَهُمْ بِالنَّهْرَوَانِ قَالَ : فَالْتَمَسَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ ، ثُمَّ وَجَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَحْتَ جِدَارٍ عَلَى هَذَا النَّعْتِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : أَيُّكُمْ يَعْرِفُ هَذَا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : نَحْنُ نَعْرِفُهُ هَذَا حُرْقُوصُ وَأُمُّهُ هَاهُنَا ، قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ ، فَقَالَ لَهَا : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَتْ : مَا أَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِلاَّ أَنِّي كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِالرَّبَذَةِ ، فَغَشِيَنِي شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الظُّلَّةِ ، فَحَمَلْتُ مِنْهُ فَوَلَدْتُ هَذَا.

وَتَقَدَّمَ بَعْضُهُ فِي كِتَابِ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ فِي بَابِ قِتَالِ الزُّطِّ.

7482- وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُتِيَ بِدَنَانِيرَ مِنْ أَرْضٍ فَجَعَلَ يَقْسِمُهَا ، فَكُلَّمَا قَبَضَ قَبْضَةً نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ كَأَنَّهُ يُؤَامِرُ أَحَدًا وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ : وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا عَدَلْتَ مُنْذُ الْيَوْمَ فِي الْقَسْمِ قَالَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقَالَ : فَمَنْ يَعْدِلُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ نَقْتُلُهُ ؟ قَالَ : لاَ ، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، ثُمَّ لاَ يَتَعَلَّقُونَ مِنَ الإِِسْلاَمِ بِشَيْءٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7483- وَعَنْ شَرَيْكِ بْنِ شِهَابٍ الْحَارِثِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ أَتَمَنَّى أَنْ أَلْقَى رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُحَدِّثُنِي عَنِ الْخَوَارِجِ ، فَلَقِيتُ أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ، فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُهُ فِي الْخَوَارِجِ ، فَقَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَرَأَتْهُ عَيْنَايَ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُتِيَ بِدَنَانِيرَ ، فَكَانَ يَقْسِمُهَا وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ مَطْمُومُ الشَّعْرِ ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ ، فَكَانَ يَعْرِضُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمْ يُعْطِهِ ، فَعَرَضَ لَهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا ، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا عَدَلْتَ هَذَا الْيَوْمَ فِي الْقِسْمَةِ ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَضَبًا شَدِيدًا ، ثُمَّ قَالَ : وَاللهِ لاَ تَجِدُونَ أَحَدًا ، يَعْنِي : أَعْدَلَ عَلَيْكُمْ مِنِّي , ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ @

(8/62)

 

قِبَلِ الْمَشْرِقِ رِجَالٌ كَأَنَّ هَذَا مِنْهُمْ ، هَدْيُهُمْ هَكَذَا ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ سِيمَاهُمُ التَّحْلِيقُ ، لاَ يَزَالُونَ يَخْرُجُونَ ، حَتَّى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ , يَقُولُهَا ثَلاَثًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7484- وَعَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عَلَى بَابِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ نَنْتَظِرُهُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا ، فَخَرَجَ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَدَّثَنَا : إِنَّ قَوْمًا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

7485- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَتَعَبَّدُونَ وَيَدِينُونَ حَتَّى يَعْجَبَ النَّاسُ ، وَتُعْجِبُهُمْ أَنْفُسَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

30- باب القتال على الملك وترك قتال الترك

7486- عَنْ ثَرْوَانَ بْنِ مِلْحَانَ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ فَمَرَّ عَلَيْنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْفِتْنَةِ ، فَقَالَ عَمَّارٌ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يَقْتَتِلُونَ عَلَى الْمُلْكِ ، يَقْتُلُ عَلَيهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَقُلْنَا لَهُ : لَوْ حَدَّثَنَا بِهِ غَيْرُكَ كَذَّبْنَاهُ ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(8/63)

 

7487- وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَتَنْزِلَنَّ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي أَرْضًا ، يُقَالُ لَهَا : الْبَصْرَةُ ، وَيَكْثُرُ بِهَا عَدُوُّهُمْ وَنَخْلُهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ بَنُو قَنْطُورَاءَ ، عِرَاضُ الْوُجُوهِ صِغَارُ الْعُيُونِ ، حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى جِسْرٍ لَهُمْ ، يُقَالُ لَهُ : دِجْلَةُ ، يَفْتَرِقُ الْمُسْلِمُونَ ثَلاَثَ فِرَقٍ : أَمَّا فِرْقَةٌ فَيَأْخُذُونَ بِأَذْنَابِ الإِِبِلِ فَتَلْحَقُ بِالْبَادِيَةِ فَهَلَكَتْ ، وَأَمَّا فِرْقَةٌ فَتَأْخُذُ عَلَى أَنْفُسِهَا وَكَفَرَتْ فَهَذِهِ وَتِلْكَ سَوَاءٌ ، وَأَمَّا فِرْقَةٌ فَيَجْعَلُونَ عِيَالَهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ وَيُقَاتِلُونَ فَقَتْلاَهُمْ شُهَدَاءُ ، وَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى بَقِيَّتِهِمْ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .

7487/2- وَمُسَدَّدٌ , وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، بِلَفْظٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَنْزِلُونَ بِحَائِطٍ يُسَمُّونَهُ : الْبَصْرَةَ ، عِنْدَهُ نَهْرٌ ، يُقَالُ لَهُ : دِجْلَةُ ، يَكُونُ لَهُمْ عَلَيْهَا جِسْرٌ ، وَيَكْثُرُ أَهْلُهَا ، وَتَكُونُ مِنْ أَنْصَارِ الْمُهَاجِرِينَ ، فَإِذا كَانُوا مِنْ آخِرِ الزَّمَانِ جَاءَ بَنُو قَنْطُورَاءَ ، قَوْمٌ عِرَاضُ الْوُجُوهِ ، حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ ، فَيَفْتَرِقُ أَهْلُهَا عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ : فَأَمَّا فِرْقَةٌ : فَتَأْخُذُ أَذْنَابَ الإِِبِلِ وَالْبَرِّيَّةَ ، فيَهْلِكُون ، وَأَمَّا فِرْقَةٌ : فَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ وَيَكْفُرُون ، وَأَمَّا فِرْقَةٌ : فَيَجْعَلُونَ ذَرَارِيَهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ وَهُمْ الشُهَدَاءُ.@

(8/64)

 

7487/3- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، بِلَفْظٍ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرْضًا ، يُقَالُ لَهَا : الْبَصْرَةُ ، أَوِ الْبُصَيْرَةُ ، إِلَى جَنْبِهَا نَهْرٌ ، يُقَالُ لَهُ : دِجْلَةُ ، ذُو نَخْلٍ كَثِيرٍ ، فَيَنْزِلُ بِهِ بَنُو قَنْطُورَاءَ ، فَتَفْتَرِقُ النَّاسُ ثَلاَثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَصْلِهَا وَهَلَكُوا ، وَفِرْقَةٌ : تَأْخُذُ عَلَى أَنْفُسِهَا وَكَفَرُوا ، وَفِرْقَةٌ : يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ فَيُقَاتِلُونَ ، قَتْلاَهُمْ شُهَدَاءُ يَفْتَحِ اللَّهُ عَلَى بَقِيَّتِهِمْ.

7488- وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , حِينَ جَاءَهُ كِتَابُ عَامِلِهِ يُخْبِرُهُ يُخْبِرُهُ أَنَّهُ وَقَعَ بِالتُّرْكِ وَهَزَمَهُمْ ، وَكَثْرَةَ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ ، وَكَثْرَةَ مَا غَنِمَ ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْهِ ، قَدْ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ مِمَّا قَتَلْتَ وَغَنِمْتَ ، فَلاَ أَعْلَمَنَّ مَا عُدْتَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ، وَلاَ قَاتَلْتَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي ، قُلْتُ : لِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ التُّرْكَ تُجْلِي الْعَرَبَ حَتَّى تُلْحِقَهَا بِمَنَابِتِ الشِّيحِ وَالْقَنْصُومِ فَأَكْرَهُ قِتَالَهُمْ لِذَلِكَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

31- باب يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب ، وما جاء في رفع القرآن

7489- عَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَدْرُسُ الإِِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ ، حَتَّى لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ لاَ صَلاَةَ ، وَلاَ صِيَامَ ، وَلاَ نُسُكَ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ ، لَيَقُولاَنِ : قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَنَا يَقُولُونَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ لَهُ صِلَةُ : مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ؟ قَالَ : يَدْخُلُونَ بِهَا الْجَنَّةَ ، وَيَنْجُونَ بِهَا مِنَ النَّارِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَابْنُ مَاجَةَ بِزِيَادَةِ وَنَقْصِ أَلْفَاظٍ ، وَكَذَا الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.@

(8/65)

 

32- باب لا تذهب الدنيا حتى تكون عند لكع ابن لكع

فيه حديث أبي هريرة وتقدم في باب الاستعاذة باله من رأس السبعين.

7490- عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ ، قَالَ : أَقْبَلْتُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَسَنٍ ، بَيْنَنَا ابْنُ رُمَّانَةَ مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَدْ نَصَبْنَا لَهُ أَيْدِيَنَا فَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْنَا دَاخِلَ الْمَسْجِدِ ، مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَفِيهِ ابْنُ نِيَارٍ ، رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنِ ائْتِنِي ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ رُمَّانَةَ بَيْنَكُمَا يَتَوَكَّأُ عَلَيْكَ وَعَلَى زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَنْ تَذْهَبَ الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ عِنْدَ لُكَعَ ابْنِ لُكَعَ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7491- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ أَسْعَدُ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعَ ابْنَ لُكَعَ ، وَأَفْضَلَ النَّاسِ مُؤمِنٌ بَيْنَ كريمين.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَفِي سَنَدِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ.

33- باب فيما أخبر به النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مما هو كائن إلى يوم القيامة

7492- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خُطْبَةً بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ ، حَفِظَهَا مَنْ حَفِظَهَا وَنَسِيَهَا مَنْ نَسِيَهَا : أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا ، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ، أَلاَ إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى ، فَمِنْهُمْ : مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَى مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا ، وَمِنْهُمْ : مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَى كَافِرًا وَيَمُوتُ كَافِرًا ، وَمِنْهُمْ : مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَى مُؤْمِنًا وَيَمُوتُ كَافِرًا ، وَمِنْهُمْ : مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَى كَافِرًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا ، أَلاَ إِنَّ خَيْرَ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ حَسَنَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ ، أَلاَ وَإِنَّ شَرَّ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ سَيِّئَ الْقَضَاءِ سَيِّئَ الطّلَبِ ، @

(8/66)

 

فَإِذَا كَانَ حَسَنَ الْقَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ ، أَوْ سَيِّئَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ فَإِنَّهَا بِهَا ، أَلاَ وَإِنَّ شَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ بَطِيء الْفَيْءِ ، فَإِذَا كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الْفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا ، أَلاَ وَإِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ بَطِيء الْغَضَبِ بَطِيء الْفَيْءِ ، وَإِذَا كَانَ بَطِيء الْغَضَبِ بَطِيء الْفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا ، أَلاَ وَإِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ ، أَلَمْ تَرَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالأَرْضَ الأَرْضَ ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ قَالَ : وَقَالَ الْحَسَنُ : يُنْصَبُ عِنْدَ اسْتِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ ، وَلاَ غَادِرَ أَعْظَمَ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ ، أَلاَ لاَ يَمْنَعُ الرَجل مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ عَلِمَهُ ، أَلاَ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلاَّ كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْحُمَيْدِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .

7492/2- وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ... ، فَذَكَرَهُ وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ إِلاَّ كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ فِيمَا مَضَى مِنْهُ : تُوفَى بِكُمْ سَبْعُونَ أُمَّةً قَدْ تُوُفِّيَ مِنْهَا تِسْعٌ وَسِتُّونَ وَأَنْتُمْ خَيْرُهَا .

7492/3- وَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ... ، فَذَكَرَهُ , وَزَادَ بَعْدَ ، وَلاَ غَادِرَ أَعْظَمَ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ ، أَلاَ إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ ، أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ ، أَوْ عَلِمَهُ ... , وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ.

7492/4- وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ الِحَق إِذَا رَآهُ ، أَوْ شَهِدَهُ ، فَإِنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ ، وَلاَ يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ ، أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ.

7492/5- وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَلَفْظُهُ : لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا شَهِدَهُ ، أَوْ عَلِمَهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَحَمَلَنِي ذَلِكَ عَلَى أَنْ رَكِبْتُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمَلَأْتُ أُذُنَيْهِ ثُمَّ رَجَعْتُ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا @

(8/67)

 

.

7492/6- وَالْحَاكِمُ بِنَحْوِ مَا رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : أَلاَ إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ أَكْبَرَ الْغَدْرِ غَدْرُ إِمَامِ عَامَّةٍ ، أَلاَ وَإِنَّ الْغَادِرَ لِوَاءُهُ عِنْدَ اسْتِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ ، قَالَ : إِنَّ مِثْلَ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا كَمِثْلِ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ.

7493- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجَرْمِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُثْمَانَ إِذْ جَاءَ شَيْخٌ ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ ، قَالُوا : أَبُو ذَرٍّ فَلَمَّا رَآهُ عُثْمَانُ ، قَالَ : مَرْحَبًا وَأَهْلاً يَا أَخِي ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ : مَرْحَبًا وَأَهْلاً بِأَخِي ، لَعَمْرِي لَقَدْ غَلَّظْتَ فِي الْعَزْمَةِ ، وَايْمُ اللهِ لَوْ أَنَّكَ عَزَمْتَ عَلَيَّ عَلَى أَنْ أَحْبُوَ لَحَبَوْتُ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَحْبُوَ ، إِنِّي خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَتَوَجَّهْنَا نَحْوَ حَائِطِ بَنِي فُلاَنٍ ، فَأَتَيْتُهُ بِطَهُورٍ ، فَلَمَّا جَاءَ وَضَعْتُهُ لَهُ فَجَعَلَ يُصَعِّدُ بَصَرَهُ فِيَّ وَيُصَوِّبُهُ ، قَالَ : وَيْحَكَ بَعْدِي فَبَكَيْتُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَإِنِّي لَبَاقٍ بَعْدَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَإِذَا رَأَيْتَ الْبِنَاءَ عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ ، فَالْحَقْ بِالْغَرْبِ ، من أَرْضِ قُضَاعَةَ ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِي يَوْمٌ قَابَ قَوْسٍ ، أَوْ قَوْسَيْنِ ، أَوْ رُمْحٍ ، أَوْ رُمْحَيْنِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَفِي سَنَدِهِ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

34- باب ما جاء في سؤال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثلاثاً في أمته

فيه حديث حذيفة وتقدم في صلاة الضحى.

7494- وَعَنْ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَصْحَابِ السَّجْدَةِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِذَا صَلَّى وَالنَّاسُ حَوْلَهُ صَلَّى صَلاَةً خَفِيفَةً تَامَّةَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، قَالَ : فَسجد ذَاتَ يَوْمٍ فَأَطَالَ الْسجود ، حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ أَنِ اسْكُتُوا ، فَإِنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَطَلْتَ السُّجُودَ حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَلَيْكَ قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّهَا كَانَتْ صَلاَةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ ، سَأَلْتُ اللَّهَ ثَلاَثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيَنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً ، سَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ يُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ عَذَّبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَى عَامَّتِكُمْ عَدُوًّا يَسْتَبِيحُهَا فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِيهَا قَالَ : قُلْتُ : أَبُوكَ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَدَدَ أَصَابِعِهِ هَذِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(8/68)

 

7495- وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلاَةً ، فَأَطَالَ فِيهَا قِيَامَهَا وَرُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَقَدْ صَلَّيْتَ صَلاَةً أَطَلْتَ قِيَامَهَا وَرُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا ، قَالَ : إِنَّهَا صَلاَةُ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاَثًا ، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً ، سَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ سَنَةً فَيُهْلِكَهُمْ مَجَاعَةً ، فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ لاَ يُظْهِرُ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَدُوًّا لَيْسَ مِنْهُمْ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَمِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي نَضْرَةَ الْغِفَارِيِّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ.@

(8/69)

 

35- باب إن بين يدي الساعة فتناً وهرجًا ، وما جاء في فتنة الولد

7496- عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ : سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بُكَاءَ الْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ فَقَامَ فَقُمْنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْوَلَدُ فِتْنَةٌ لَقَدْ قُمْتُ وَمَا أَعْقِلُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، إِلاَّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ ، أَوْ مُعْضَلٌ.

7497- وَعَنْ أُسَيْدِ بْنِ الْمُتَشَمِّسِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ الأَشْعَرِيِّ بِأَصْبَهَانَ ، فَانْصَرَفْنَا عَنْهَا ، فتعجل فِي نفر أَنَا فيهم ، قَالَ : فانقطعنا مِنَ النَّاسِ ، فَنَزَلْنَا فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ لَهُ عَلَى بَغْلَةٍ ، فَقَالَتْ : أَلاَ فَتًى يُنْزِلُ كِنَّتَهُ ، قَالَ : فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَأَدْنَيْتُهَا إِلَى شَجَرَةٍ ، فَأَنْزَلْتُهَا ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مَجْلِسِي ، فَقَالَ الأَشْعَرِيُّ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُحَدِّثُنَاهُ ؟ قَالَ : قُلْنَا : بَلَى قَالَ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ قَالَ : قُلْنَا : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ وَالْكَذِبُ قَالَ : فَقُلْتُ لِلأَشْعَرِيِّ : أَكْثَرِ مِمَّا يَقْتُلُ الْيَوْمَ النَّاسُ فِي فُرُوجِ الأَرْضِ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ قَالَ : فَأَبْلَسْنَا فَمَا يُبْدِي رَجُلٌ مِنَّا عَنْ وَاضِحِهِ ، قَالَ : قُلْتُ : فَمَاذَا ؟ قَالَ : يَقْتُلُ الرَّجُلُ أَخَاهُ ، فَيَقْتُلُ عَمَّهُ ، فَيَقْتُلُ ابْنَ عَمِّهِ ، وَيَقْتُلُ جَارَهُ ، قَالَ : وَمَعْنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : تنزع عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَيُخَلَّفُ هَبَاءُ مِنَ النَّاسِ ، يَحْسَبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُ عَلَى شَيْءٍ ، ثُمَّ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ تِلْكَ الأُمُورُ ، وَلَئِنْ أَدْرَكَتْنَا مَا لِيَ وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِلاَّ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا لاَ نُحْدِثُ فِيهَا شَيْئًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .

7497/2- وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ ، وَالْكَذِبُ مَرَّتَيْنِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَوَاللهِ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا قَالَ : لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ ، وَلَكِنْ قَتَلاً يَكُونُ بَيْنَكُمْ مَعْشَرَ الإِِسْلاَمِ @

(8/70)

 

حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقْتُلُ أَخَاهُ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَقْتُلُ أَبَاهُ قَالُوا : وَفِينَا كِتَابُ اللهِ ؟ قَالَ : وَفِيكُمْ كِتَابُ اللهِ قَالُوا : وَمَعَنَا عُقُولُنَا ؟ قَالَ : تَخْتَلِجُ عُقُولُ عَامَّةِ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَيَخْلُفُ لَهَا هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ ، وَلَيْسَ هُمْ عَلَى شَيْءٍ فَوَاللهِ مَا أَرَاهَا إِلاَّ مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ ، وَمَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا إِلاَّ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَيَوْمِ دَخَلْنَا.

وَقَدْ تَقَدَّمَ بَقِيَّةُ طُرُقِ أَبِي يَعْلَى فِي بَابِ أَيَّامِ الْهَرْجِ.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7498- وعن حمزة , حدثنا أشياخنا قال : قال عَبد الله الملطي : شاطىء الفرات طريق بقية المؤمنين هرابًا من الدجال ، فما تنتظرون بالعمل الدجال فشر الغائب المنتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ، وأخذ عَبد الله حصاة فحكها بظفره ، وقال : ليدركنه أقوام لا ينقص من إيمانهم إلاَّ ما انتقص ظفري من هذه الحصاة.

رواه مُسَدَّد عن يحيى عن المسعودي عنه به.

7499- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَقْتُلُهُ ، يَعْنِي : مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، أَنْ يَقُولَ هَكَذَا فَرَفَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى فَيَكُونُ كَالْخَيْرِ مِنِ ابْنَيْ آدَمَ فَإِذَا هُوَ فِي الْجَنَّةِ وَإِذَا قَاتِلُهُ فِي النَّارِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

7500- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِذَا بَلَغَ النَّاسُ مِنَ الْجِهَادِ مَا يَعْجَزُ الرَّجُلُ أَنْ يَقُومَ مِنْ فِرَاشِهِ إِلَى مُصَلاَّهُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : تَعَفَّفْ ثُمَّ قَالَ : كَيْفَ بِكَ يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِذَا كَثُرَ الْمَوْتُ حَتَّى يَضِيقَ الْبَيْتُ بِالْعَبْدِ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : تَصْبِرُ ثُمَّ قَالَ : كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِذَا كَثُرَ الْقَتْلُ حَتَّى تَغْرِقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ بِالدِّمَاءِ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : تَلْحَقُ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلاَ أَحْمِلُ مَعِيَ السِّلاَحَ ؟ قَالَ : إِذًا تُشَارِكُ قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ ؟ قَالَ : إِنْ خِفْتَ أَنْ يُخِيفَكَ شُعَاعَ السيف فَأَلْقِ مِنْ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ يَبُوءُ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِهِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .@

(8/71)

 

7500/2- وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ خَرَجَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ ، فَقَالَ : أَلاَ أَرَاكَ نَائِمًا فِيهِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، غَلَبَتْنِي عَيْنِي قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَلْحَقُ بِأَرْضِ الشَّامِ فَإِنَّهَا أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَرْجِعُ إِلَى مَهَاجِرِي قَالَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : آخُذُ بِسَيْفِي فَأَضْرِبُ بِهِ قَالَ : أَفَلاَ تَصْنَعُ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ وَأَقْرَبَ ، تَسْمَعُ وَتُطِيعُ وَتُسَاقُ مَعَهُمْ حَيْثُ سَاقُوكَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ : لأَلْقَيَنَ اللَّهَ وَأَنَا سَامِعٌ مُطِيعٌ لِعُثْمَانَ.

7501- وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا فُسْطَاطٌ ، أَوْ خَيْمَةٌ ، فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا ؟ فَقِيلَ : لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ، ف قُلْتُ : يَرْحَمَكَ اللَّهُ إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الأَمْرِ بِمَكَانٍ فَلَوْ خَرَجْتَ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتَ وَنَهَيْتَ ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِي : إِنَّهُ سَتَكُونُ فِي أُمَّتِي فِتْنَةٌ وَفِرْقَةٌ وَاخْتِلاَفٌ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأْتِ بِسَيْفِكَ أُحُدًا فَاضْرِبْ بِهِ عَرْضَهُ ، وَكَسِّرْ نَبْلَكَ ، وَاقْطَعْ وَتَرَكَ ، وَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ ، وَفَعَلْتُ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَإِذَا سَيْفٌ مُعَلَّقٌ بِعَمُودِ الْفُسْطَاطِ فَاسْتَنْزَلَهُ فَإِذَا هُوَ سَيْفٌ مِنْ خَشَبٍ ، فَقَالَ : قَدْ فَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاتَّخَذْتُ هَذَا لَهَا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْكُبْرَى بِسَنَدٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ ابْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَرَوَاهُ مِنْ طَرِيقِهِ مُخْتَصَرًا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَهْ.@

(8/72)

 

36- باب الأمر بترك القتال في الفتنة

فيه حديث ابن عمر وأبي ذر ومحمد بن مسلمة المذكور في الباب قبله.

7502- وَعَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : عَمْرٌو ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ فَلَمَّا حَاذَيْنَا بِوَادٍ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَرْسَلَنِي إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَأْتِكَ ؟ قَالَ : فَأْتِنِي بِرَأْسِهِ ، فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : أَجِبِ الأَمِيرَ ، فَقَالَ : مَنِ الأَمِيرُ ؟ فَقُلْتُ : مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : وَمَا يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ فِيَّ الأَمِيرُ ، وَقَدْ بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَدِي هَذِهِ ، فَمَا نَكَثْتُ ، وَلاَ بَدَّلْتُ ، فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي فَقُلْتُ : آتِيهِ بِرَأْسِكَ ، فَقَالَ : هَاتِ ، فَقُلْتُ : فَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَهِدَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يُبَايِعُونَ اِلأَمِيرِين ، فَخُذْ سَيْفَكَ الَّذِي جَاهَدْتَ بِهِ مَعِي ، فَاضْرِبْ بِهِ أُحُدًا حَتَّى يَنْكَسِرَ ، ثُمَّ اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ فِيهِ مَنْ لاَ يُعْرَفُ حَالُهُ.

وَرَوَى الإِِمَامُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدِيثًا فِي الْمَعْنَى غَيْرَ هَذَا ، وَلَيْسَ بِهَذَا السِّيَاقُ ، وَلاَ فِيهِ : حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ ... إِلَى آخِرِهِ.

7503- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تَحِلُّ فِيهِ الْعَزْبَةُ ، وَلاَ يَسْلَمُ لِذِي دِينٍ دِينُهُ إِلاَّ مَنْ فَرَّ بِدِينِهِ مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ ، أَوْ مِنْ جُحْرٍ إِلَى جُحْرٍ ، كَالطَّائِرِ يَفِرُّ بِفِرَاخِهِ ، وَكَالثَّعْلَبِ بِأَشْبَالِهِ قَالَ : مَا الْبَقَاءُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ رَاعِي أَقَامَ الصَّلاَةَ تَعَلَّمَ يُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَيَعْتَزِلُ النَّاسَ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ وَلَمِئَةُ شَاةٍ عَفْرَاءَ أَرْعَاهَا بِسَلْعٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ مُلْكِ بَنِي النَّضِيرِ ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ وَاقِدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ , وتقدم في أول النكاح .

7504- وعن عامر قال : لما قاتل مروان الضحاك بن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي فقال : إنا نحب أن تقاتل معنا ؟ فقال : إن أبي وعمي شهدا بدرًا فعهدا إلي أن لا @

(8/73)

 

أقاتل أحدًا يشهد أن لا إله إلاَّ الله ، فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك ، فقال : اذهب. ووقع فيه وسبه ، فأنشأ أيمن يقول :

ولست مقاتلا رجلا يصلي ... على سلطان آخرمن قريش

له سلطانه وعلي إثمي ... معاذ الله من جهل وطيش

أقاتل مسلمًا في غير شيء ... فليس بنافعي ماعشت عيشي

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ بسند ضعيف ؟ لجهالة بعض رواته.

7505- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ لِلَّهِ , عَزَّ وَجَلَّ , ضَنَائِنَ مِنْ عِبَادِهِ ، وَيَغْدُوهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ، ويحييهم في عافيته , فَإِذَا تَوَفَّاهُمْ ، تَوَفَّاهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ تَمُرُّ عَلَيْهِمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَهُمْ فِيهَا فِي عَافِيَةٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَفِي سَنَدِهِ مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ.

37- باب ما جاء في ابليس وجنوده ، وحب الدنيا وكراهية الاختلاف

7506- عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الْقَوْمُ عَلَى قَصْعَتِهِمْ قَالَ : قِيلَ : مِنْ قِلَّةٍ ؟ لاَ ، وَلَكِنَّهُ غُثَاءُ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ فِي قُلُوبِكُمْ ، وَيُنْزَعُ الرُّعْبُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ ، لَحُبِّكُمُ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَتِكُمْ فِي الْمَوْتِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَنْ لا يعرف.

قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ : وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ مَرْزُوقٍ أَبِي عبد اللهِ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.@

(8/74)

 

7507- وَعَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِذَا أَصْبَحَ إِبْلِيسُ بَعَثَ جُنُودَهُ ، يَقُولُ : مَنْ أَضَلَّ الْيَوْمَ مُسْلِمًا أَلْبَسْتُهُ التَّاجَ ، قَالَ : فَيَجِيؤُونَ فَيَقُولُ هَذَا : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ، فَيَقُولُ : يُوشِكُ أَنْ يَتَزَوَّجَ ، وَيَجِئُ هَذَا ، فَيَقُولُ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى عَقَّ وَالِدَيْهِ ، فَيَقُولُ : يُوشِكُ أَنْ يَبَرَّ ، وَيَجِئُ هَذَا ، فنقول : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى أَشْرَكَ ، فَيَقُولُ : أَنْتَ أَنْتَ ، وَيَجِئُ هَذَا ، فَيَقُولُ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى زَنَا ، فَيَقُولُ : أَنْتَ أَنْتَ ، وَيَجِئُ هَذَا ، فَيَقُولُ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَ ، فَيَقُولُ : أَنْتَ أَنْتَ ، وَيُلْبِسَهُ التَّاجُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

7508- وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَبَّأَ لاِبْنِ صَيَّادٍ دُخَانًا فَسَأَلَهُ عَمَّا خَبَّأَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : دُخْ ، فَقَالَ : اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ فَلَمَّا وَلَّى ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا قَالَ ؟ فَقَالَ لَهُ : دُخْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : دِيخُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَدِ اخْتَلَفْتُمْ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، وَأَنْتُمْ بَعْدِي أَشَدَّ اخْتِلاَفًا.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

7509- وَعَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : يَا خَالِدُ ، إِنَّهَا سَتَكُونُ أَحْدَاثٌ ، ثُمَّ اخْتِلاَفٌ وَفُرْقَةٌ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ الْمَقْتُولَ لاَ الْقَاتِلَ فَافْعَلْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

38- باب ما جاء في خير الناس وشرهم

فيه حديث أنس بن مالك ، وتقدم في المواعظ في باب مجازاة المؤمن والكافر ، وحديث ابن عباس ، وتقدم في آخر كتاب المواعظ ، وحديث أبي سعيد ، وتقدم في الزهد في باب العزلة.@

(8/75)

 

7510- وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّ أَبَاهُ حِينَ رَأَى اخْتِلاَفَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَتَفَرُّقَهُمْ ، اشْتَرَى مَاشِيَةً ، ثُمَّ خَرَجَ فَاعْتَزَلَ فِيهَا بِأَهْلِهِ عَلَى مَا يُقَالُ لَهُ : قَلَهّي قَالَ : وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَحَدِّ النَّاسِ بَصَرًا ، فَرَأَى ذَاتَ يَوْمٍ شَيْئًا يَدُورُ ، فَقَالَ لِمَنْ مَعَهُ : تَرَوْنَ شَيْئًا ، قَالُوا : نَعَمْ ، نَرَى شَيْئًا كَالطَّيْرِ قَالَ : أَرَى رَاكِبًا عَلَى بَعِيرٍ ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ قَلِيلٍ : أَرَى عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ عَلَى بُخْتِيٍّ ، أَوْ بُخْتِيَّةٍ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا جَاءَ بِهِ ، فَسَلَّمَ عُمَرُ ، ثُمَّ قَالَ لأَبِيهِ : أَرَضِيتَ أَنْ تَتْبَعَ أَذْنَابَ هَذِهِ الْمَاشِيَةِ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالَ ، وَأَصْحَابُكَ يَتَنَازَعُونَ فِي إِمَارَةِ الأُمَّةِ ؟ فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ ، أو َقَالَ : أُمُورٌ ، خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا الْغَنِيُّ الْخَفِيُّ التَّقِيُّ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ يَا بُنَيَّ أَنْ تَكُونَ كَذَلِكَ فَكُنْ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَمَا عِنْدَكَ غَيْرَ هَذَا ؟ فَقَالَ لَهُ : لاَ ، يَا بُنَيَّ ، فَوَثَبَ عُمَرُ لِيَرْكَبَ ، وَلَمْ يَكُنْ حَطَّ عَنْ بَعِيرِهِ ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : أَمْهِلْ حَتَّى نُغَدِّيَكَ ، قَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي بِغَدَائِكُمْ ، قَالَ سَعْدٌ : فَنَحْلِبُ لَكَ نَسْقِيكَ قَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي بِشَرَابِكُمْ ، ثُمَّ رَكِبَ فَانْصَرَفَ لِمَكَانِهِ.

رَوَاهُ أبو يعلى الموصلي بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.

7511- وعن ابن عباس قال : قال عمر , رضي الله عنه : شر الناس ثلاثة : متكبر على والديه يحقرهما ، ورجل سعى في فساد بين رجل وامرأته ينصره عليها غير الحق حتى فرق بينهما ثم خلف بعده ، ورجل سعى في فساد بين الناس بالكذب حتى يتعادوا ويتباغضوا.

رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ؟ لضعف موسى بن عبيدة.

7512- وَعَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : ثَلاَثَةٌ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : رَجُلٌ رَغِبَ عَنْ وَالِدَيْهِ ، وَآخَرُ سَعَى فِي تَفْرِيقٍ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ لِيَخْلُفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ ، وَرَجُلٌ سَعَى بِالأَحَادِيثِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ لِيَتَعَادَوْا وَيَتَبَاغَضُوا.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ , وتقدم هو والذي قبله في الأدب في باب النميمة.

7513- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : يَظْهَرُ مَعْدِنٌ فِي أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ ، يُقَالُ لَهُ : فِرْعَوْنُ ، أَوْ فِرْعَانُ ، وَذَلِكَ بِلِسَانِ أَبِي الْجَهْمِ قَرِيبٌ مِنَ السَّوَاءِ ، يَخْرُجُ إِلَيْهِ شِرَارُ النَّاسِ ، أَوْ يُحْشَرُ إِلَيْهِ شِرَارُ النَّاسِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(8/76)

 

7514- وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ أَئِمَّتِكُمْ مِنْ شِرَارِهِمْ ؟ خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّوهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَتَدْعُونَ لَهُمْ وَيَدْعُونَ لَكُمْ ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، بِسَنَدٍ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

39- باب في نقصان كل شيء والزيادة في الشر ، وفيما يفعل بسبب أولاد الزنا

7515- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُلُّ شَيْءٍ يَنْقُصُ إِلاَّ الشَّرَّ يُزَادُ فِيهِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7515/2- وأبو يعلى المَوْصِلِيّ ولفظه : ما من شيء إلاَّ وهو ينقص إلاَّ الشر يزاد فيه.

ومدار أسانيدهم على أبي بكر بن عَبد الله بن أبي مريم ، وهو ضعيف.

7516- وَعَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مُتَمَاسِكٌ أَمْرُهَا مَا لَمْ يَظْهَرْ فِيهِمْ أَوْلاَدُ الزِّنَا ، فَإِذَا ظَهَرُوا خِفْتُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/77)

 

7517- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَذَكَرَ حَدِيثًا وَقَالَ فِيهِ : مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الزِّنَا وَالرِّبَا إِلاَّ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

40- باب ما جاء في أغليمة من قريش

7518- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى أَيْدِي أُغَيْلِمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

7518/2- وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو يَعْلَى , والحاكم أيضًا بلفظ : إن فساد أمتي على يدي أغيلمة سفهاء من قريش.

7518/3- وَأَبُو بِكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ ، أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ بَعَثَ مَعَهُ بِكِسْوَةٍ إِلَى مَرْوَانَ ، فَقَالَ مَرْوَانُ لِلْبَوَّابِ : انْظُرْ إِلَى مَنْ عَلَى الْبَابِ ، فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَدَعَاهُ ، فَقَالَ مَرْوَانُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، حَدِّثْنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يُوشِكُ أَنْ يَتَمَنَّى رَجُلٌ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ أَنَّهُ خَرَّ مِنَ الثُّرَيَّا ، وَأَنَّهُ لَمْ يَلِ مِنْهُ شَيْئًا فَقَالَ : زِدْنَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ : هَلَكَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى يَدَيْ فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ : فَقَالَ مَرْوَانُ : بِئْسَ الْغِلْمَانُ هَؤُلاَءِ.@

(8/78)

 

41- باب فيما يخاف على هذه الأمة من مضر

7519- عَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ مُضَرَ لاَ تَدَعُ عَبْدًا فِي الأَرْضِ صَالِحًا إِلاَّ فَتَنَتْهُ وَأَهْلَكَتْهُ حَتَّى يُدْرِكَهُمُ اللَّهُ ، بَعْدُ ، بِجُنُودٍ مِنْ عِنْدِهِ ، أَوْ مِنَ السَّمَاءِ ، فَيُذِلَّهَا حَتَّى لاَ تَمْنَعَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .

7519/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، بِلَفْظِ قَالَ حُذَيْفَةُ : وَاللهِ لاَ تَدَعُ مُضَرُ عَبْدًا للَّهِ مُؤْمِنًا إِلاَّ فَتَنُوهُ ، أَوْ قَتَلُوهُ ، أَوْ يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَالْمَلاَئِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ حَتَّى لاَ يَمْنَعُونَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ : يَا عَبْدَ اللهِ ، تَقُولُ هَذَا وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ ؟ قَالَ : لاَ أَقُولُ إِلاَّ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

7519/3- وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : قَامَ حُذَيْفَةُ خَطِيبًا فِي دَارِ عَامِرِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، فِيهَا التَّمِيمِيُّ وَالْمُضَرِيُّ ، فَقَالَ : لَيَأْتِيَنَّ عَلَى مُضَرَ يَوْمٌ لاَ يَدَعُونَ لِلَّهِ عَبْدًا يَعْبُدُهُ إِلاَّ قَتَلُوهُ ، أَوْ لَيَضْرِبُنَّ ضَرْبًا لاَ يَمْنَعُون ذَنَبَ تَلْعَةٍ ، أَوْ أَسْفَلَ تَلْعَةٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا.

7520- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَتَضْرِبَنَّ مُضَرُ النَّاسَ حَتَّى لاَ يَبْقَى لِلَّهِ اسْمٌ يُعْبَدُ ، وَلَيَضْرِبُنَّ النَّاسَ حَتَّى لاَ يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ فِيهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/79)

 

42- باب في ثقيف وبني حنيفة

7521- عَنْ أَبِي الْمُحَيَّا ، عَنْ أبيه قَالَ : لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسِفَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَقَالَ لَهَا : يَا أُمَّهْ ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكِ فَهَلْ لَكِ مِنْ حَاجَةٍ ؟ فَقَالَتْ : مَا لِي مِنْ حَاجَةٍ ، وَلَسْتُ لَكَ بِأُمٍّ ، وَلَكِنْ أُمَّ الْمَصْلُوبِ عَلَى رَأْسِ الثَّنِيَّةِ ، وَلَكِنِ انْتَظِرْ أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : يَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَاهُ ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ ، قَالَتْ : فَقَالَ الْحَجَّاجُ : مُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ.

رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْهُ بِهِ.

7521/2- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَلَفْظُهُ : عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِهَا عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي الْحَرَمِ وَإِنَّ اللَّهَ فَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ ، فَقَالَتْ : كَذَبْتَ ، بَلْ كَانَ بَرًّا بِالْوَالِدَيْنِ صَوَّامًا ، قَوَّامًا ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَقَدْ أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ ، الآخِرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الأَوَّلِ ، وَهُوَ مُبِيرٌ.

7521/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ أَبُو الصِّدِّيقِ : لَمَّا ظَفَرَ الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَهُ وَمَثَّلَ بِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللهِ وَهِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَتْ : كَيْفَ تَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ وَقَدْ قَتَلْتَ ابْنِي ، فَقَالَ : إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي حَرَمِ اللهِ فَقَتَلْتُهُ مُلْحِدًا عَاصِيًا حَتَّى أَذَاقَهُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ فَقَالَتْ : كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ ، وَعَدُوَّ الْمُسْلِمِينَ ، وَاللهِ لَقَدْ قَتَلْتَهُ : صَوَّامًا قَوَّامًا بَرًّا بِوَالِدَيْهِ حَافِظًا لِهَذَا الدِّينِ ، وَلَئِنْ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ لَقَدْ أَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ ، وَلَقَدْ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ ، الآخِرُ شَرٌّ مِنَ الأَوَّلِ ، وَهُوَ الْمُبِيرُ وَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْتَ يَا حَجَّاجُ ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ : صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَصَدَقْتِ ، أَنَا الْمُبِيرُ أُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ.@

(8/80)

 

7522- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاَثُونَ كَذَّابًا مِنْهُمْ : مُسَيْلِمَةُ ، وَالْعَنْسِيُّ ، وَالْمُخْتَارُ ، وَشَرُّ قَبَائِلِ الْعَرَبِ بَنُو أُمَيَّةَ ، وَبَنُو حَنِيفَةَ ، وَثَقِيفٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

7523- وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كَانَ أَبْغَضَ الأَحْيَاءِ ، أَوِ النَّاسِ ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَنُو أُمَيَّةَ ، وَثَقِيفٌ ، وَبَنُو حَنِيفَةَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، قَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.

7524- وَعَنْ سَلاَّمَةَ بِنْتِ الْحُرِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فِي ثَقِيفٍ مُبِيرٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

43- باب في ذم الحكم بن أبي العاص وبنيه

فيه حديث عمرو بن مرة ، وتقدم في الأدب في باب الاستئذان.

7525- وعن عطاء بن السائب ، عن أبي يحيى قال : كنت بين الحسن والحسين ، ومروان يشتم الحسين ، والحسن ينهى الحسين ، إذ غضب مروان ، فقال : أهل بيت ملعونون ، فغضب الحسن ، وقال : أقلت : أهل بيت ملعونون ؟ فوالله لقد لعنك الله وأنت في صلب أبيك.

رواه إسحاق بن راهويه ، وأَبُو يَعْلَى.@

(8/81)

 

7525/2- وفي رواية لهما ، عن أبي يحيى قال : كنت يومًا مع الحسن والحسين فسبهما مروان سبًّا قبيحًا ، حتى قال : والله إنكم أهل بيت ملعونون ، فقال الحسن والحسين , أو أحدهما : والله والله ثم والله ، لقد لعنك الله على لسان نبيه وأنت في صلب الحكم ، فسكت مروان.

7526- وعن عُمَير بن إسحاق قال : كان مروان أميرًا علينا سنين ، فكان يسب عليًّا ، رضي الله عنه ، كل جمعة على المنبر ، ثم عزل مروان ، واستعمل سعيد بن العاصي سنين ، فكان لا يسبه ، ثم عزل سعيد ، وأعيد مروان ، فكان يسبه ، فقيل للحسن بن علي : ألا تسمع ما يقول مروان ؟ فلا يرد شيئًا ، فكان يجيء يوم الجمعة ، فيدخل حجرة النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فيكون فيها ، فإذا قضيت الخطبة دخل إلى المسجد فصلى فيه ، ثم يرجع إلى أهله ، فلم يرض بذلك مروان حتى أهدى له في بيته ، فإنا لجلوس معه إذ قيل له : فلان على الباب ، فأذن له ، فدخل فقال : إني جئتك من عند سلطان ، وجئتك بعزمة ، فقال : تكلم ، فقال : أرسل مروان بعلي وبعلي وبك وبك ، وما وجدت مثلك إلاَّ مثل البغلة يقال لها : من أبوك ؟ فتقول : أمي الفرس ، فقال : ارجع إليه فقل له : والله لا أمحو عنك شيئًا مما قلت بأني أسبك ، ولكن موعدي وموعدك الله ، فإن كنت صادقًا يأجرك الله بصدقك ، وإن كنت كاذبًا فالله أشد نقمة ، قد أكرم الله جدي أن يكون مثلي مثل البغلة ، ثم خرج فلقي الحسين في الحجرة فسأله ، فقال : قد أرسلت برسالة وقد أبلغتها ، قال : والله لتخبرني بها أو لآمرن بك أن تضرب حتى لا تدري متى يرفع عنك الضرب ، فلما رآه الحسن قال : أرسله , قال : لا أستطيع. قال : لم ؟ قال : قد حلفت : قال : أرسل مروان بعلي وبعلي وبك وبك ، وما وجدت مثلك إلاَّ مثل البغلة يقال لها : من أبوه ؟ فتقول : أمي الفرس ، فقال الحسين : أكلت بظر أمك إن لم تبلغه عني ما أقول له ، قل له : بك وبأبيك وبقومك ، وآية ما بيني وبينك أن تمسك منكبيك من لعن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رواه إسحاق بن راهويه ، ورواته ثقات.@

(8/82)

 

7526/2- وفي رواية له ... ، فذكر نحوه ، وقال في حديثه : قد كرم الله جدي أن يكون مثله مثل البغلة. قال : فخرج الرسول فاستقبله الحسين وكان لا يتعرج عن شيء يريده. وقال : فقال الحسين : إني قد حلفت. قال الحسن : فأخبره فإنه إذا لج في شيء لج وقال : فاشتد على مروان قوله جدًّا , يعني قوله : أن تمسك منكبيك ... إلى آخره.

7527- وَعَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْحَكَمَ وَمَا يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ مُرْسَلاً ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .

7527/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَرْفُوعًا ، وَلَفْظُهُ : عَنِ الشَّعْبِيِّ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرٍ ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ ، وَهُوَ يَقُولُ : وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ ، لَقَدْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فُلاَنًا وَمَا وُلِدَ مِنْ صُلْبِهِ.

7528- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَدْ ذَهَبَ عَمْرٌو يَلْبَسُ ثِيَابَهُ لِيَلْحَقَنِي ، قَالَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ : لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ فَوَاللهِ مَا زِلْتُ وَجِلاً أَتَشَوَّفُ أَنْظُرُ دَاخِلاً وَخَارِجًا حَتَّى دَخَلَ .

رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ.

وَمَعْنَى الْحَدِيثِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ , أَنَّ الدَّاخِلَ غَيْرُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَلِهَذَا سَكَنَ وَجَلُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو .

وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُفَسَّرًا فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ وَزَادَ : حَتَّى دَخَلَ فُلاَنٌ يَعْنِي : الْحَكَمَ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ.

7529- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ ، فَأَصْبَحَ كَالْمُتَغَيِّظِ ، وَقَالَ : مَا لِي رَأَيْتُ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي نَزْوَ الْقِرَدَةِ قَالَ : فَمَا رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(8/83)

 

7530- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا بَلَغَ بَنُو الْحَكَمِ ثَلاَثِينَ رَجُلاً اتَّخَذُوا دِينَ اللهِ دَخَلاً ، وَعِبَادَ اللهِ خَوَلاً ، وَمَالَ اللهِ دُوَلاً.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7531- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أنه قال : إذا بلغ بنو أبي العاصي ثلاثين كان دين الله دغلا ، ومال الله دولا ، وعباد الله خولا.

رواه أبو يعلى بسند صحيح.

44- باب ما جاء في وهب وغيلان

7532- وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلاَنِ : أَحَدُهُمَا : وَهْبٌ ، يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ ، وَالآخَرُ : غَيْلاَنُ فِتْنَةٌ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الشَّيْطَانِ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ مُنْقَطِعٍ , وَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

7532/2- وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، بِلَفْظٍ : يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلاَنِ : رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : وَهْبٌ ، يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ ، وَرَجُلٌ يُقَالَ لَهُ : غَيْلاَنُ وَهُوَ أَضَرُّ عَلَى الأُمَّةِ مِنْ إِبْلِيسَ.@

(8/84)

 

45- باب ما جاء في يزيد وبني أمية ورعل وذكوان

فيه حديث سعيد بن المسيب وتقدم في العقيقة

7533- عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَثْلُمُهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ، يُقَالُ لَهُ : يَزِيدُ

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ مُنْقَطِعٍ.

7534- وعن علي بن علقمة , عن عَبد الله قال : لكل شيء آفة وآفة هذا الدين بنو أمية. رواه إسحاق بن راهوية موقوفًا بسند ضعيف ، لضعف علي بن علقمة.

7535- وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَمِيرًا بِالشَّامِ غَزَا الْمُسْلِمُونَ فَسَلِمُوا وَغَنِمُوا ، وَكَانَ فِي غَنِيمَتِهِمْ جَارِيَةٌ نَفِيسَةٌ ، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيدُ فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ ، وَأَبُو ذَرٍّ يَوْمَئِذٍ بِالشَّامِ ، فَاسْتَعَانَ الرَّجُلُ بِأَبِي ذَرٍّ عَلَى يَزِيدَ ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ ، فَقَالَ لِيَزِيدَ : رُدَّ عَلَيْهِ جَارِيَتَهُ ، فَتَلَكَأَ ، ثَلاَثَ مِرَارٍ ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَمَا وَاللهِ لَئِنْ فَعَلْتَ ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ بَدَّلَ سُنَّتِي لَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ثُمَّ وَلَّى عَنْهُ فَلَحِقَهُ يَزِيدُ ، فَقَالَ : أُذَكِّرُكَ بِاللهِ ، أَنَا هُوَ ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ لاَ ، وَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى وتقدم في الجهاد في باب من صارت إليه جارية.

7536- وعن أبي هريرة , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : (ليرعفن جبار من جبابرة بني أمية على منبري هذا ، قال : فحدثني من رأى عمرو بن سعيد بن العاص رعف على منبر النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم حتى سالم الدم على الدرج ، درج المنبر.

رواه الحارث بن أبي أسامة ، عن الواقدي وهو ضعيف ، وفي إسناده أيضًا من لم يسم ، وأحمد بن حنبل بسند فيه ابن لهيعة ، وفيه أيضًا راو لم يُسم وتقدم حديث عمرو بن حزم في الجهاد في باب سؤال الإمام عن الرعية.@

(8/85)

 

7537- وعن الحسن بن علي ، رضي الله عنهما ، قال لأبي الأعور : ويحك ، ألم يلعن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان .

رواه أبو يعلى الموصلي.

46- باب في المنافقين

7538- عن أنس بن مالك , رضي الله عنه , قال :قالوا : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ، إنا نكون عندك على حال فإذا فارقناك كنا على غيره ، قال : كيف أنتم وربكم ؟ قالوا : الله ربنا في السر والعلانية ، قال : ليس ذاكم النفاق.

رواه مسدد ، ورواته ثقات.

7539- وعن جابر , رضي الله عنه , قال : خرجنا مع رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم في سفر ، فهاجت ريح تكاد تدفن الراكب ، فقال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : بعثت هذه الريح لموت منافق , فلما قدمنا المدينة إذا هو قد مات في ذلك اليوم عظيم من عظماء المنافقين.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد بسند ضعيف.

7539/2- وأبو يعلى من طريق ابن لهيعة ، حَدَّثَنَا أبو الزبير عن جابر :أنهم غزوا فيما بين مكة والمدينة فهاجت عليهم ريح شديدة حتى وقعت الرحال ، فقال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : هذه لموت منا فق ... , فذكره.@

(8/86)

 

7540- وعن أبي وائل ، عن عَبد الله ، رضي الله عنه ، قال : المنافقون اليوم شر منهم على عهد النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : وكيف ذاك ؟ قال : إنهم كانوا على عهد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يخفونه وهم اليوم يظهرونه.

رواه أحمد بن منيع ، ورواته ثقات.

7541- وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خُطْبَةً فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ فِيكُمْ مُنَافِقِينَ فَمَنْ سَمَّيْتُ فَلْيَقُمْ ثُمَّ قَالَ : قُمْ يَا فُلاَنُ ، ثُمَّ يَا فُلاَنُ ، ثُمَّ يَا فُلاَنُ , حَتَّى سَمَّى سِتَّةً وَثَلاَثِينَ رَجُلاً ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ فِيكُمْ ، أَوْ مِنْكُمْ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ قَالَ : فَمَرَّ عُمَرُ عَلَى رَجُلٍ مِمَّنْ سَمَّى مُقَنَّعٍ قَدْ كَانَ يَعْرِفُهُ ، قَالَ : مَا لَكَ ؟ قَالَ : فَحَدَّثَهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : بُعْدًا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7542- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَقَالَ : يَا أُمَّهْ ، خِفْتُ أَنْ يُهْلِكَنِي كَثْرَةُ مَالِيَ ، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالاً قَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، أَنْفِقْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لَمْ يَرَنِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَلَقِيَ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ، فَجَاءَ عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : بِاللهِ مِنْهُمْ أَنَا ؟ قَالَتْ : لاَ : وَلَنْ أُبَرِّئَ أَحَدًا بَعْدَكَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(8/87)

 

7542/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ مِنْ أَصْحَابِيَ مَنْ لاَ أَرَاهُ ، وَلاَ يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أَمُوتَ أَبَدًا قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ ، قَالَ : فَأَتَاهَا يَشْتَدُّ ، أَوْ يُسْرِعُ شَكَّ شَاذَانُ ، فَقَالَ : أَنْشُدُكِ بِاللهِ أَنَا مِنْهُمْ ؟ قَالَتْ : لاَ ، وَلاَ أُبَرِّئُ بَعْدَكَ أَحَدًا أَبَدًا.

47- باب في صفة رجال ونساء يكونون في آخر الزمان

7543- عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَرَجَ لَيْلَةً فَنَظَرَ إِلَى أُفُقِ السَّمَاءِ ، فَقَالَ : مَاذَا فُتِحَ مِنَ الْخَزَائِنِ ، وَمَاذَا وَقَعَ مِنَ الْفِتَنِ ، رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَ الْحُجَرِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7544- وعن عَبد الله بن عَمْرو , رضي الله عنهما , يقول : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّميقول : سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ، ينزلون على أبواب المساجد ، نساؤهم كاسيات عاريات ، على رؤُوسهم كأسنمة البخت العجاف ، العنوهن فإنهن ملعونات ، لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين.

48- باب جواز ترك النهي عن المنكر لمن لم يقدر عليه وأنه ليس للمؤمن أن يذل نفسه

7545- عَنِ المعلى بْنِ زِيَادٍ قَالَ : لَمَّا هَزَمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ أَهْلَ الْبَصْرَةِ ، قَالَ الْمُعَلَّى : خَشِيتُ أَنْ أَجْلِسَ فِي حَلْقَةِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، فَأُوجَدُ فِيهَا فَأُعْرَفُ ، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ فِي مَنْزِلِهِ ،@

(8/88)

 

فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ له : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، كَيْفَ بِهَذِهِ الآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , ؟ قَالَ : أَيَّةُ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ ؟ قُلْتُ : قَوْلَ اللهِ , {عَزَّ وَجَلَّ : لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} قَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ ، إِنَّ الْقَوْمَ عَرَضُوا السَّيْفَ فَحَالَ السَّيْفُ دُونَ الْكَلاَمِ قُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، فَهَلْ تَعْرِفُ لِمِثْلِكُمْ فَضْلاً ؟ قَالَ : لاَ قَالَ الْمُعَلَّى : ثُمَّ حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ ، أَنْ يَذْكُرَ تَعْظِيمَ اللهِ فَإِنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ ، وَلاَ يُبْعِدُ مِنْ رِزْقٍ ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَ الْحَسَنُ بِحَدِيثٍ آخَرَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيْسَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ قِيلَ : وَمَا إِذْلاَلُهُ نَفْسَهُ ؟ قَالَ : يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ قِيلَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، فَيَزِيدُ الضَّبِّيُّ وَكَلاَمُهُ فِي الصَّلاَةِ ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ ، قَالَ الْمُعَلَّى : فَقُمْتُ مِنَ مَجْلِسِ الْحَسَنِ فَأَتَيتُ يَزِيدَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا مَوْدُودٍ ، بَيْنَمَا أَنَا وَالْحَسَنُ نَتَذَاكَرُ إِذْ نَصَبَ أَمْرَكَ نَصْبًا ، فَقَالَ : مَهْ ، يَا أَبَا الْحَسَنِ ، قَالَ : قُلْتُ : قَدْ فَعَلْتُ ، قَالَ : فَمَا قَالَ الْحَسَنُ ؟ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ ، قَالَ يَزِيدُ : مَا نَدِمْتُ عَلَى مَقَالَتْي ، وَايْمُ اللهِ لَقَدْ قُمْتُ مَقَامًا أَخْطِرُ فِيهِ بِنَفْسِي ، قَالَ يَزِيدُ : فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، غُلِبْنَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، نُغْلَبُ عَلَى صَلاَتِنَا فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ ، إِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا ، إِنَّكَ تُعَرِّضُ بِنَفْسِكَ لَهُمْ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ ، فَقَالَ لِيَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ ، قَالَ : فَقُمْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ يَخْطُبُ ، فَقُلْتُ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، الصَّلاَةَ ، قَالَ : فَلَمَّا قُلْتُ ذَلِكَ احْتَوَشَتْنِي الرِّجَالُ يَتَعَاوَرُونِي ، فَأَخَذُوا بِلِحْيَتِي وَتَلْبِيبَتِي وَجَعَلُوا يَجِئُّونَ بَطْنِي بِنِعَالِ سُيُوفِهِمْ ، وَمَضَوْا بِي نَحْوَ الْمَقْصُورَةِ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيِ الْحَكَمِ وَهُوَ سَاكِتٌ ، فَقَالَ : أَمَجْنُونٌ أَنْتَ ؟ أَوَمَا كُنَّا فِي صَلاَةٍ ؟ فَقُلْتُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ، هَلْ مِنْ كَلاَمٍ أَفْضَلَ مِنْ كَلاَمِ اللهِ ؟ قَالَ : لاَ قُلْتُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً نَشَرَ مُصْحَفًا يَقْرَؤُهُ غُدْوَةً إِلَى اللَّيْلِ ، أَكَانَ ذَلِكَ قَاضِيًا عَنْهُ صَلاَتَهُ ؟ قَالَ : وَاللهِ إِنِّي لأَحْسَبُكَ مَجْنُونًا قَالَ : وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ جَالِسٌ تَحْتَ مِنْبَرِهِ سَاكِتٌ ، فَقُلْتُ : يَا أَنَسُ ، يَا أَبَا حَمْزَةَ ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ ، لَقَدْ خَدَمْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَصَحِبْتَهُ : أَبِمَعْرُوفٍ قُلْتُ أَمْ بِمُنْكَرٍ ؟ أَبِحَقٍّ قُلْتُ أَمْ بِبَاطِلٍ ؟ قَالَ : فَلاَ وَاللهِ مَا أَجَابَنِي بِكَلِمَةٍ ، قَالَ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ : يَا أَنَسُ ، قَالَ : لَبَّيْكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ : أَكَانَ وَقْتُ الصَّلاَةِ قَدْ ذَهَبَ ؟ قَالَ : كَانَ بَقِيَ مِنَ الشَّمْسِ بَقِيَّةٌ فَقَالَ : احْبِسُوهُ قَالَ يَزِيدُ : فَأُقْسِمُ لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ ، يَعْنِي : لِلْمُعَلَّى ، لَمَا لَقِيتُ مِنْ أَصْحَابِي كَانَ @

(8/89)

 

أَشَدَّ عَلَيَّ مِمَّا لَقِيتُ مِنَ الْحَكَمِ قَالَ بَعْضُهُمْ : مُرَاءٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَجْنُونٌ ، قَالَ : وَكَتَبَ الْحَكَمُ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي ضَبَّةَ قَامَ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، قَالَ : الصَّلاَةَ ، وَأَنَا أَخْطُبُ النَّاسَ ، وَقَدْ شَهِدَ الشُّهُودُ الْعُدُولُ عِنْدِي أَنَّهُ مَجْنُونٌ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ : إِنْ كَانَ شَهِدَ الشُّهُودُ الْعُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ فَخَلِّ سَبِيلَهُ ، وَإِلاَّ فَاقْطَعْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَاسْمُلْ عَيْنَيْهِ وَاصْلُبْهُ ، قَالَ : فَشَهِدُوا عِنْدَ الْحَكَمِ أَنِّي مَجْنُونٌ فَخَلَّى عَنِّي .

قَالَ الْمُعَلَّى عن يَزِيدَ الضَّبِّيُّ : مَاتَ أَخٌ لَنَا فَتَبِعْنَا جِنَازَتَهُ فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ ، فَلَمَّا دُفِنَ تَنَحَّيْتُ فِي عِصَابَةٍ فَذَكَرْنَا اللَّهَ وَذَكَرْنَا مَعَادَنَا ، فَإِنَّا كَذَلِكَ إِذْ رَأَيْنَا نَوَاصِيَ الْخَيْلِ وَالْحِرَابَ ، فَلَمَّا رَآهُ أَصْحَابِي تَفَرَّقُوا وَتَرَكُونِي وَحْدِي ، فَجَاءَ الْحَكَمُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ ؟ قُلْتُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ، مَاتَ صَاحِبٌ لَنَا فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ وَدَفَنَّاهُ ، وَقَعَدْنَا نَذْكُرُ رَبَّنَا وَنَذَكُرُ مَعَادَنَا وَنَذْكُرُ مَا صَارَ إِلَيْهِ ، قَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَفِرَّ كَمَا فَرُّوا ؟ قُلْتُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ، أَنَا أَبْرَأُ مِنْ ذَلِكَ سَاحَةً أَوَمِنَ الأَمِيرِ أَفِرُّ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ الْحَكَمُ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ ، وَكَانَ عَلَى شُرَطَتِهِ : أَتَدْرِي مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا الْمُتَكَلِّمُ بِالْجُمُعَةِ ، قَالَ : فَغَضِبَ الْحَكَمُ ، وَقَالَ لَهُ : أَمَا إِنَّكَ لَجَرِئٌ خُذَاهُ ، قَالَ : فَأُخِذْتُ فَضَرَبَنِي أَرْبَعَ مِئَةِ سَوْطٍ ، فَمَا دَرَيْتُ حِينَ تَرَكَنِي مِنْ شِدَّةِ مَا ضَرَبَنِي ، قَالَ : وَبَعَثَنِي إِلَى وَاسِطَ فَكُنْتُ فِي دِيمَاسِ الْحَجَّاجِ حَتَّى مَاتَ الْحَجَّاجُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَالْحَارِثُ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ فِي الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ مَنْ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ.

49- باب ما يكون في هذه الأمة من فساد وخسف وقذف وغير ذلك مما يذكر

فيه حديث عُمَر بن الخطاب ، وتقدم في الحدود في باب الرجم ، وحديث النعمان بن بشير ومعاذ بن جبل وأبي عبيدة بن الجراح ، وتقدم كل ذلك في أول كتاب الإمارة ، وحديث أبي هريرة ، وتقدم في المناقب في باب فضل هذه الأمة.@

(8/90)

 

7546- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَبِيتُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى طُعْمٍ وَشُرْبٍ ، وَلَهْوٍ وَلَعِبٍ ، فَيُصْبِحُونَ قَدْ مُسِخُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ، وَلَيُصِيبَنَّهُمْ خَسْفٌ وَقَذْفٌ ، حَتَّى يُصْبِحَ النَّاسُ ، فَيَقُولُونَ : خُسِفَ اللَّيْلَةَ بِدَارِ بَنِي فُلاَنٍ خَوَاصَّ ، وَلَيُرْسَلَنَّ عَلَيْهِمْ صَاحِبُ حِجَارَةٍ مِنَ السَّمَاءِ ، كَمَا أُرْسِلَتْ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ قَبَائِلَ مِنْهَا ، وَعَلَى دُورٍ ، وَلَتُرْسَلَنَّ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ الْعَقِيمُ الَّتِي أَهْلَكَتْ عَادًا ، وَعَلَى قَبَائِلَ فِيهَا ، وَعَلَى دُورٍ ، بِشُرْبِهِمُ الْخَمْرَ ، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ ، وَاتِّخَاذِهِمُ الْقَيْنَاتِ ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا ، وَقَطِيعَتِهِمُ الرَّحِمَ وَخَصْلَةٍ نَسِيَهَا جَعْفَرٌ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زَوَائِدِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7547- وَعَنْ أبي عَطَاءٍ ، قَالَ : قَالَ لِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا أَبَا عَطَاءٍ ، كَيْفَ تَصْنَعُونَ إِذَا فَرَّتْ مِنْكُمْ عُلَمَاؤُكُمْ وَقُرَّاؤُكُمْ وَكَانُوا فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ مَعَ الْوُحُوشِ ؟ قُلْتُ : وَلِمَ ذَاكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : خَشْيَةَ أَنْ تَقْتُلُوهُمْ قَالَ : قُلْتُ : نَقْتُلُهُمْ وَكِتَابُ اللهِ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ؟ قَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا أَبَا عَطَاءٍ ، أَوْلَمْ يُؤْتَ التَّوْرَاةَ الْيَهُودُ فَتَرَكُوهَا وَضَلُّوا عَنْهَا ؟ أَوَلَمْ يُؤْتَ النَّصَارَى الإِِنْجِيلَ فَتَرَكُوه وَضَلُّوا عَنْه , وَإِنَّمَا هِيَ فِتَنٌ تُتْبِعُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِمْ شَيء إِلاَّ سَيَكُونُ فِيكُمْ مِثْلُهُ ؟ قَالَ دَاوُدُ : يَعْنِي ابْنُ أَبِي هِنْدَ ، فَتَرَكْتُهُ أَيَّامًا ثُمَّ أَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا السَّائِبِ ، إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيهِمْ مَسْخُ قِرَدَةٍ فَقَالَ : حَدَّثَنِي أبو عَطَاءٌ ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، قَالَ : لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ شَيء إِلاَّ سَيَكُونُ فِيكُمْ مِثْلُهُ ، لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى تُمْسَخَ طَوَائِفُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(8/91)

 

7548- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يُمْسَخُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمُسْلِمِينَ هُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَيَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ ، وَيَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ قِيلَ : فَمَا بَالُهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : اتَّخَذُوا الْمَعَازِفَ وَالْقَيْنَاتِ ، وَالدُّفُوفَ ، وَشَرِبُوا هَذِهِ الأَشْرِبَةَ ، فَيَأْتُوا عَلَى شَرَابِهِمْ وَلَهْوِهِمْ ، فَأَصْبَحُوا وَقَدْ مُسِخُوا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.

7548/2- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ.

7549- وَعَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَفْنَى هَذِهِ الأُمَّةُ حَتَّى يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى الْمَرْأَةِ فَيَفْتَرِشَهَا فِي الطَّرِيقِ ، فَيَكُونُ خِيَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ مَنْ يَقُولُ : لَوْ وَارَيْتَهَا وَرَاءَ هَذَا الْحَائِطِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا , وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى مَرْفُوعًا ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي الأَشْرِبَةِ فِي بَابِ الْمَعَازِفِ.

7550- وَعَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةَ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى الْمِنْبَرِ ، يَقُولُ : يَا هَؤُلاَءِ ، إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبًا فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَةُ.

رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7551- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ شِرَارَ أُمَّتِي الَّذِينَ غُذُّوا بِالنَّعِيمِ ، وَنَبَتَتْ عَلَيْهَا أَجْسَادُهُمْ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى الأَفْرِيقِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/92)

 

7552- وَعَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْتُمْ فِي نُبُوَّةٍ وَرَحْمَةٍ ، وَسَتَكُونُ خِلاَفَةٌ وَرَحْمَةٌ ، وَتَكُونُ كَذَا وَكَذَا وَتَكُونُ مُلْكًا عَضُوضًا ، يَشْرَبُونَ الْخُمُورَ ، وَيَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ ، وَمَعَ ذَلِكَ يُنْصَرُونَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وأبو داود الطيالسي بسند صحيح ، وتقدم في كتاب الإمارة في باب من يملك من هذه الأمة.

7553- وَعَنْ صُحَارِ بْنِ صَخْرٍ الْعَبْدِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ مِنْ بَنِي فُلاَنٍ فَعَلِمْتُ أَنَّ بَنِي فُلاَنٍ مِنَ الْعَرَبِ ، وَأَنَّ الْعَجَمَ تُنْسَبُ إِلَى قُرَاهَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7554- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الآخِرَةِ ، إِنَّمَا عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا : الزَّلاَزِلُ ، وَالْفِتَنُ ، وَالْبَلاَيَا .

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ دُونَ قَوْلِهِ : وَالْبَلاَيَا.

7555- وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ ، فَإِذَا ابْنُهُ يُعَاقَبُ عُقُوبَةً شَدِيدَةً ، فَقَعَدْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَغْمُومًا لِمَا رَأَيْتُ مِنْ عُقُوبَتِهِ ، فَقَالَ : مَا لِيَ أَرَاكَ مَغْمُومًا ؟ فَقُلْتُ : كُنْتُ عِنْدَ هَذَا الرَّجُلِ فَرَأَيْتُهُ يُعَاقِبُ ابْنَهُ عُقُوبَةً شَدِيدَةً فَقَالَ : لاَ تَفْعَلْ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : عُقُوبَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ السَّيفُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.@

(8/93)

 

7556- وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ قِيلَ : وَمَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : إِذَا ظَهَرَتِ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ ، وَاسْتُحِلَّتِ الْخُمُورُ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7557- وَعَنْ أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ يَوْمٌ يَمْشُونَ فِيهِ ، يَتَسَاءَلُونَ فِيهِ : بِمَنْ خُسِفَ اللَّيْلَةَ ، كَمَا يَتَسَاءَلُونَ أَهْلُ الْمَوْتَى مَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلاَنٍ ، وَمَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلاَنٍ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7558- وَعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ شَيْخٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ خَسْفًا يَكُونُ بِالْمَشْرِقِ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُخْسَفُ بِأَرْضٍ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِذَا كَانَ أَكْثَرَ عَمَلِهِمُ الْخَبِيثُ.

رَاوَه الْحَارِث ، عن دَاوُدَ بْنِ المحبر أيضًا.

7559- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَرَجْفٌ وَقَذْفٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7560- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَأَلُتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَمَّنْ مُسِخَ أَيَكُونُ لَهُ نَسْلٌ ؟ قَالَ : مَا مُسِخَ أَحَدٌ قَطُّ فَكَانَ لَهُ نَسلٌ ، وَلاَ عَقِبَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(8/94)

 

7561- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا أَنَسُ ، إِنَّ الْمُسْلِمِينَ سَيُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا يَكُونُ فِيهَا مِصْرٌ ، يُقَالُ لَهُ : الْبُصَيْرَةُ ، فَإِنْ أَنْتَ أَتَيْتَهَا ، فَإِيَّاكَ وَسِبَاخَهَا ، وَكَلَأهَا ، وَسُوقَهَا ، وَبَابَ أُمَرَائِهَا قَالَ : وَأَحْسَبُهُ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا فَسَيَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَمَسْخٌ قَالَ أَنَسٌ : فَمِنْ هَاهُنَا سَكَنْتُ الْقَصْرَ يَعْنِي قَصْرَ أَنَسٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

7562- وَعَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ : إِنَّ فُلاَنًا يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمُ ، وَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ ، فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ فَلاَ تَقْرَأَنَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ مِنِّي ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ ، أَوْ قَذْفٌ وَمَسْخٌ ، وَذَلِكَ فِي أَهْلِ الْقَدَرِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7563- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ أَهِيَ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَلْعَنَ قَومًا قَطُّ فَمَسَخَهُمْ ، فَكَانَ لَهُمْ نَسْلٌ حَتَّى يُهْلِكَهُمْ ، وَلَكِنَّ هَذَا خَلْقٌ كَانَ ، فَلَمَّا غَضِبَ اللَّهُ عَلَى الْيَهُودِ مَسَخَهُمْ فَجَعَلَهُمْ مِثْلَهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7564- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ ، قَالَت : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُخْسَفُ بِهِمْ ، يُبْعَثُونَ إِلَى رَجُلٍ فَيَأْتِي مَكَّةَ ، فَيَمْنَعُهُ اللَّهُ مِنْهُمْ ، وَيَخْسِفُ بِهِمْ ، مَصْرَعُهُمْ وَاحِدٌ وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ يَكُونُ مَصْرَعُهُمْ وَاحِدٌ وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى ؟ قَالَ : إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُكْرَهُ فَيَجِئُ مُكْرَهًا.

وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَسَيَأْتِي فِي المهدي.@

(8/95)

 

7565- وَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَسَمِعُوا غِنَاءً فَتَشَرَّفُوا لَهُ ، فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَمَعَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ ، فَأَتَاهُمْ ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ : هَذَا فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ يَتَغَنَّيَانِ ، يُجِيبُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ ، وَهُوَ يَقُولُ :

لاَ يَزَالُ حَوَارِيُّ تَلُوحُ عِظَامُهُ ... زَوَى الْحَرْبَ عَنْهُ أَنْ يُجَنَّ فَيُقْبَرَا

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : فَقِيلَ : فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ.

قَالَ : فَقَالَ : اللَّهُمَّ ارْكِسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا ، وَدُعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

50- باب النهي عن استعجال البلية قبل نزولها ، وما جاء في خراب اليت العتيق والمدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام

7566- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَعْجَلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا ، فَإِنَّكُمْ إِلاَّ تَفْعَلُوا أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ مَنْ إِذَا قَالَ : سُدِّدَ ، أَوْ وُفِّقَ ، وَإِنَّكُمْ إِنْ عَجِلْتُمْ تَشَتَّتَْ بِكُمُ الطُّرُقُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَتَقَدَّمَ فِي الْعِلْمِ فِي بَابِ السؤال.@

(8/96)

 

7567- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلاَّ أَهْلُهُ ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ ، فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لاَ يُعَمَّرُ بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ الْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ .

وَتَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْحَجِّ مَعَ أَحَادِيثَ أُخَرَ.

7568- عَنْ مَيْمُونَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ أَنْتُمْ : إِذَا مَرَجَ الدِّينُ ، وَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ ، وَاخْتَلَفَ الأَخَوَانِ ، وَحُرِقَ الْبَيْتُ الْعَتِيقُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

7569- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ حَتَّى يَجِئَ الْكَلْبُ يَشْغَرُ عَلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ ، أَوْ عَلَى عُودٍ مِنْ أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لِلطَّيْرِ ، وَالسِّبَاعِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

51- باب ما جاء في عدد الفتن وشدة الزمان

7570- عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، قال : جعل الله في هذه الأمة خمس فتن : فتنة خاصة ، ثم فتنة عامة ، ثم فتنة خاص ثم فتنة عامة ، ثم تجيء فتنة سوداء مظلمة تصير الناس فيها كالبهائم.

رواه إسحاق بن راهويه ، ورواته ثقات.@

(8/97)

 

7571- عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خُذُوا الْعَطَاءَ مَا دَامَ عَطَاءً ، فَإِذَا صَارَ رِشْوَةً عَلَى الدِّينِ فَلاَ تَأْخُذُوهُ ، وَلَسْتُمْ بِتَارِكِيهِ يَمْنَعُكُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَخَافَةُ وَالْفَقْرُ ، أَلاَ وَإِنَّ رَحَا الإِِيمَانِ دَائِرَةٌ ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ يَدُورُ ، أَلاَ وَإِنَّ السُّلْطَانَ وَالْكِتَابَ سَيَفْتَرِقَانِ ، أَلاَ فَلاَ تُفَارِقُوا الْكِتَابَ ، أَلاَ إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ ، إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ ، وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ قَالُوا : كَيْفَ نَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عيسى ابن مريم حُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ ، وَنُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرِ ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ خَيرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَدِينِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

ورَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَلَفْظُهُمَا وَاحِدٌ.

7572- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً ، وَلاَ الْمَالُ إِلاَّ إِفَاضَةً ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَالْحَاكِمُ.

52- باب في قوم يأكلون بألسنهم كما تأكل البقر ، وفيمن بدا بعد الهجرة ، وما جاء في الأمثال

7573- عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : كَانَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَى أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، فَقَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِي كَلاَمًا مِمَّا يُحْدِثُ النَّاسُ وَيَتَوَصَّلُونَ بِهِ ، فَلَمْ يَكُنْ يَسْمَعُهُ مِنِّي ، ثُمَّ طَلَبْتُ حَاجَتِي ، قَالَ : فَرَغْتَ مِنْ حَاجَتِكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : مَا كَانَتْ حَاجَتُكَ مِنْكَ أَبْعَدَ ، وَلاَ كُنْتُ فِيكَ أَزْهَدَ مِنِّي مُنْذُ سَمِعْتُ كَلاَمَكَ هَذَا ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : سَيَكُونُ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا مِنَ الأَرْضِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وتقدم في أول كتاب المواعظ.@

(8/98)

 

7574- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَدَا بَعْدَ هِجْرَةٍ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ , إِلاَّ فِي فِتْنَةٍ ، فَإِنَّ الْبُدُوَّ خَيْرٌ مِنَ الْمُقَامِ فِي الْفِتْنَةِ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ.

7575- وَعَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَمْثَالاً : وَاحِدًا ، وَثَلاَثَةً ، وَخَمْسَةً ، وَسَبْعَةً ، وَتِسْعَةً ، وَأَحَدَ عَشَرَ ، وَفَسَّرَ لَنَا وَاحِدَةً ، وَسَكَتَ عَنْ سَائِرِهَا ، فَقَالَ : إِنَّ قَوْمًا كَانُوا أَهْلَ ضَعْفٍ وَمَسْكَنَةٍ قَاتَلُوا قَوْمًا أَهْلَ حيلة وَعَدَاءٍ فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ ، فَاسْتَعْمَلُوهُمْ وَسَلَّطُوهُمْ ، فَأَسْخَطُوا رَبَّهُمْ عَلَيْهِمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

53- باب لاتقوم الساعة حتى تعبد الأوثان ، وحتى يرث دنياكم شراركم وحتى لا يعرف معروف ولا ينكر منكر

7576- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَرْجِعَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي إِلَى أَوْثَانٍ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَطِيرٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/99)

 

7576/2- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَلَفْظُهُ : لاَ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى تعبد العرب ما كانت تعبد آباؤها مائة وخمسين عامًا.

7577- وعن حذيفة , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا تقوم الساعة تُقَاتِلُوا إِمَامَكُمْ ، وَتَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ ، وَيَرِثُ دُنْيَاكُمْ شِرَارُكُمْ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.

7578- وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيَّ ، أَيَّامَ ابْنِ الأَشْعَثِ يَخْطُبُ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَأَهْلَ الشَّامِ ، أَبْشِرُوا فَإِنَّ فُلاَنًا أَخْبَرَنِي ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَكُونُ قَوْمٌ مِنْ آخِرِ أُمَّتِي يُعْطَوْنَ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَا يُعْطَى أَوَّلُهُمْ ، يُقَاتِلُونَ أَهْلَ الْفِتَنِ ، يُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ ، وَأَنْتُمْ هُمْ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ : أَخْطَأَتِ اسْتُكَ الْحُفْرَةَ .

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْهُ بِهِ.

7579- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَأْخُذَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , شَرِيطَتَهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ، فَيَبْقَى عَجَاجٌ لاَ يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا ، وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا.

54- باب في أشراط الساعة وأمارتها

7580- عَنْ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ : كَانَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ يَسْأَلُ عَنِ الْحَوْضِ ، حَوْضِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَكَانَ يُكَذِّبُ بِهِ بَعْدَ مَا سَأَلَ أَبَا بَرْزَةَ ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، فَقَالَ أَبُو سَبْرَةَ : إِنِّي أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ فِيهِ شِفَاءُ هَذَا ، إِنَّ أَبَاكَ بَعَثَ مَعِيَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِمَالٍ فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَمْلاَهُ عَلَيَّ وَكَتَبْتُهُ بِيَدِي فَلَمْ أَزِدْ @

(8/100)

 

حَرْفًا وَلَمْ أَنْتَقِصْ ، حَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ اللَّهَ , تَبَارَكَ وَتَعَالَى , يُبْغِضُ الْفَاحِشَ وَالْمُتَفَحِّشِ ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ ، وَسُوءُ الْمُجَاوَرَةِ ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ ، حَتَّى يُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ وَيُخَوَّنَ الأَمِينُ قَالَ : وَإِنَّ مَوْعِدَكُمْ حَوْضِي ، وَعَرْضُهُ وَطُولُهُ وَاحِدٌ كَمَا مِنْ أَيْلَةَ وَمَكَّةَ مَسِيرَةُ شَهْرٍ ، فِيهِ أَبَارِيقُ مِثْلُ الْكَوَاكِبِ ، شَرَابُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الْفِضَّةِ ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ : لَمْ أَسْمَعُ فِي الْحَوْضِ بِحَدِيثٍ أَثْبَتَ مِنْ هَذَا ، فَأَخَذَ الصَّحِيفَةَ فَأَمْسَكَهَا بِيَدِهِ وَصَدَّقَ بِهِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ.

7581- وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سِتٌّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ : مَوْتُ الْحَاكِمِ ، وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَأَنْ يُعْطَ الرَّجُلُ أَلْفَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا ، وِفِتْنَةٌ يَدْخُلُ حَرْبُهَا بَيْتَ كُلِّ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ، وَمَوْتٌ يَأْخُذُ النَّاسَ كَقِعَاصِ الْغَنَمِ ، وَأَنْ تَغْدر الرُّومَ فَيَسِيرُونَ بثمانين بَنْدًا تَحْتَ كُلِّ بَنْدٍ اثْنَا عَشَرَ أَلفًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7582- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالشُّحُّ ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ وَيَظْهَرَ مِنْهَا كَأَفْوَاجِ الشَّجَرِ تَلْبَسُهَا نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، تَعْلُوَ التُّحُوتَ الْوُعُولَ أَكَذَلِكَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ سَمِعْتَهُ مِنْ حِبِّي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا : وَمَا التُّحُوتُ والْوُعُولُ ؟ قَالَ : سُقُولُ الرِّجَالِ أَهْلُ الأَبْيَاتِ الْغَامِضَةِ يُرْفَعُونَ قَبْلَ صَالِحِهِمْ ، وَأَهْلُ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(8/101)

 

7582/2- وَالْحَاكِمُ ، وَلَفْظُهُ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالْبُخْلُ ، وَيُخَوَّنَ الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ ، وَيَهْلِكَ الْوُعُولُ ويظهر التُّحُوتِ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا الْوُعُولُ وَمَا التُّحُوتُ ؟ قَالَ : قَالَ : الْوُعُولُ وُجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ ، وَالتُّحُوتُ الَّذِينَ كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ.

وَقَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا الْحَدِيثُ رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ مَدَنِيُّونَ لَمْ يُنْسَبُوا إِلَى نَوْعٍ من الجرح.

55- باب منه

7583- عن خارجة بن الصلت قال : خرجنا مع عَبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، من داره والإمام راكع ، فركعنا ، ثم مشينا حتى اتصلنا بالصف ، فمر رجل فقال : السلام عليك يا أباعَبد الرحمن ، فقال : الله أكبر صدق الله ورسوله ، فلما قضينا الصلاة قلنا : يا أباعَبد الرحمن ، كأنه راعك تسليم الرجل ، قال : أجل كان يقال : إن من أشراط الساعة أن تتخذ المساجد طرقًا ، وأن يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة ، وأن يتجر الرجل والمرأة جميعًا ، وأن تغلوا مهور النساء والخيل ، ثم ترخص ولا تغلوا إلى يوم القيامة.

رواه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه واللفظ له ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد ابن منيع والحارث بن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ وأحمد بن حنبل والحاكم وقال : صحيح الإسناد.@

(8/102)

 

7584- وَعَنْ أَبِي حَبْرَةَ ، عَنْ مَشْيَخَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ ، يَعْنِي : النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : بُعِثْتُ مِنْ نَسَمِ السَّاعَةِ. قَالَ سُفْيَانُ : يَعْنِي : فِي نَفَسِ السَّاعَةِ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ.

7584/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَلَفْظُهُ : بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ ، فَسَبَقْتُهَا فِي نَفَسِ السَّاعَةِ.

7585- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتْبَعَ الرَّجُلَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِينَ امْرَأَةً ، كُلٌّ تَقُولُ : انْكِحْنِي ، انْكِحْنِي.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

7586- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ قُلْتُ : إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ لَيَكُونَنَّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ.

7587- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَتُمْطِرَنَّ مَطَرًا لاَ يُكَنُّ مِنْهُ بُيُوتَ الْمَدَرِ ، وَلاَ يُكَنُّ مِنْهُ إِلاَّ بُيُوتُ الشَّعْرِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ.

7587/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَلَفْظُهُ : لاَ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرًا لاَ يُكَنُّ مِنْهَا بُيُوتُ الْمَدَرِ ، وَلاَ يُكَنُّ مِنْهَا إِلاَّ بُيُوتُ الشَّعْرِ.

7588- وعن هلال بن خباب قال : سألت سعيدًا : ما علامة هلاك الناس ؟ قال : إذا هلك علماؤهم.

رواه مُسَدَّد : عن عون بن موسى ، عنه.@

(8/103)

 

7589- وعن شقيق قال : قال عَبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه : إذا اقترب الزمان ظهر الفحش والتفحش ، وسوء الخلق ، وسوء الجوار.

رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.

7590- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرًا عَامًّا ، وَلاَ تَنْبُتُ الأَرْضُ شَيْئًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.

7591- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَرِبَ الزَّمَانُ ، فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ ، وَالْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ ، وَالسَّاعَةُ كَاحْترَاقِ السَّعْفَةِ ، أَوِ الْخُوصَةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَاللَّفْظُ لَهُ.

7592- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ تُمْطِرَ السَّمَاءُ ، وَلاَ تَنْبُتَ الأَرْضُ ، حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ لَتَمُرُّ بِالرَّجُلِ فَيَأْخُذُهَا فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا ، فَيَقُولُ : لَقَدْ كَانَ لِهَذِهِ مَرَّةً رَجُلٌ ذَكَرَهُ حَمَّادٌ هَكَذَا ، وَقَدْ ذَكَرَهُ حَمَّادٌ أَيْضًا ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ شَكَّ ، وَقَدْ قَالَ أَيْضًا ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فِيمَا أَحْسَبُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.@

(8/104)

 

56- باب فتح القسطنطينة وما جاء في الزلزلة وطلوع كوكب الذنب

7593- عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَسِيرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هَجِيرٌ ، أَلاَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ جَاءَتِ السَّاعَةُ ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ ، فَقَالَ : إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى لاَ يُقَسَمَ مِيرَاثٌ ، وَلاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ، وَقَالَ : عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لأَهْلِ الإِِسْلاَمِ ، وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِِسْلاَمِ ، وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ ، قُلْتُ : الرُّومُ تَعْنِي ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيَكُونُ عِنْدَ ذَلِكَ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ ، فَيَشْرِطَ الْمُسْلِمُونَ شُرَطَةً لِلْمَوْتِ ، لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ ، فَيَبْقَى هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ ، قَالَ : وَتَفْنَى الشُّرَطَةُ ، ثُمَّ يَشْرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرَطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعَ إِلاَّ غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُونَ فَيَبْقَى هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ غَيْرَ غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرَطَةُ ، ثُمَّ يَشْرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرَطَةً لاَ تَرْجِعَ إِلاَّ غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُونَ فَيَبْقَى هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلً غَيْرُ غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرَطَةُ ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ نَهِدَ إِلَيْهِمْ جُنْدُ أَهْلِ الشَّامِ ، فَجَعَلَ اللَّهُ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ فَيَقْتَتِلُونَ مَقْتَلَةً ، إِمَّا قَالَ : لاَ يُرَى مِثْلَهَا ، أَوْ قَالَ : لَمْ نَرَ مِثْلَهَا ، حَتَّى إِنَّ الطَّيْرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ مَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا ، فَيَتَعَّادُّ بَنُو الأَبِّ كَانُوا مِئَةً فَلاَ يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ ، أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقْسَمُ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِنَاسٍ هُمْ أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَ فِي ذَرَارِيهِمْ ، فَيَرْفِضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ، وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً ، فَقَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ , وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، أَوْ قَالَ : هُمْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ.

وَرَوَاةُ أَسَانِيدِهِمْ ثِقَاتٌ إِلاَّ أُسَيْدَ بْنَ جَابِرٍ ، فَإِنِّي لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ الْبَتَّةَ.@

(8/105)

 

7593/2- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ : عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ الْعَدَوِيُّ ، قَالَ : هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ ، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ يَسْعَى إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ ، مَا لَهُ هَجِيرٌ إلّا ابْنَ مَسْعُودٍ ، جَاءَتِ السَّاعَةُ ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : إِنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى لاَ يُفْرَحَ بِغَنِيمَتِهِمْ ، وَلاَ يُقَسَمَ مِيرَاثٌ ، يَجْمَعُ الرُّومُ لَكُمْ وَتَجْمَعُونَ لَهُمْ ، حَتَّى إِنَّ الرُّبُعَ مِنَ الْحَيِّ لاَ يَبْقَى مِنْهُمْ إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ ، ثُمَّ يَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الرُّومِ فَيَقْتُلُونَهُمْ ، حَتَّى يَدْخُلُونَ جَوْفَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَيَمْلَؤُونَ أَيْدِيَهُمْ مِنَ الْغَنَائِمِ ، فَيَأْتِيَهُمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ، فَيَقُولُ لَهُمْ : خَلَفَكُمُ الدَّجَّالُ مَنْ بَعْدِكُمْ ، فَيُقْبِلُونَ رَاجِعِينَ عَوْدَهُمْ عَلَى بَدْئِهِمْ حَتَّى إِذَا دَنَوْا بَعَثُوا اثْنَيْ عَشَرَ فَارِسًا طَلِيعَةً ، حَتَّى إِذَا نَظَرُوا إِلَى الدَّجَّالِ ، قَالُوا : وَاللهِ مَا نَدْرِي إِلَى مَا نَرْجِعُ ، أَوْ مَاذَا نُخْبِرُ ، فَيَحْمِلُونَ جَمِيعًا فَيُقْتَلُوا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَفْضَلُ شُهَدَاءَ أُهْرِيقَتْ دِمَائُهُمْ فِي الأَرْضِ ، لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانِ خُيُولِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ فَعَلْتُ.

7594- وَعَنْ أبِي قُبَيْلٍ الْمَعَافِرِيِّ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَسُئِلَ أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ ، أَوْ رُومِيَّةُ ؟ قَالَ : فَدَعَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو بِصُنْدُوقٍ لَهُ حِلَقٌ فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا فَجَعَلَ يَقْرَؤُهُ ، قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَكْتُبُ ، إِذْ سُئِلَ أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ ، أَوْ رُومِيَّةُ ؟ قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ ، بَلْ مَدِينَةُ ابْنِ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.

7595- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا ، وَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ قَالَ : فَدَعَانِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَأَلَنِي فَحَدَّثْتُهُ فَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(8/106)

 

7596- وعن جبير بن نفير قال : سمعت أبا ثعلبة الخشني ، رضي الله عنه ، وهو يقول بالفسطاط في خلافة معاوية , وكان معاوية أغزى الناس القسطنطينية : والله لا تعجز هذه الأمة من نصف يوم إذا رأيت الشام مائدة رجل واحد وأهل بيته ، فعند ذلك فتح القسطنطينية.

رواه الحارث بن أبي أسامة ، وروى أبو داود في سننه منه : لن يعجز الله أن يؤخر هذه الأمة نصفه يوم فقط.

7597- وعن عَبد الله بن أبي مليكة قال : دخلت على ابن عباس ، رضي الله عنه ، قال : لم أنم الليلة. قال : طلع كوكب الذنب فخشيت أن الدجال أو الدخان قد طرق ، قال : وقد قرأت القرآن صغيًرا ، سلوني عن سورة البقرة ، وسلوني عن سورة يوسف , عليه الصلاة والسلام.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

7598- وعن علقمة قال : زلزلت الأرض على عهد عَبد الله قال : إنا كنا نرى الآيات مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن بركات وأنتم ترونها تخويفًا.

رواه أبو بكر بن أبي شَيْبَة بسند الصحيح.

57- باب في خروج الدابة

7599- عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ أَبِي الْغِفَارِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَكُونُ لِلدَّابَّةِ ثَلاَثُ خَرَجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ : تَخْرُجُ أَوَّلَ خَرْجَةٍ بِأَقْصَى الْيَمَنِ فَيَفْشُو ذِكْرُهَا بِالْبَادِيَةِ ، وَلاَ يَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ ، يَعْنِي : مَكَّةَ ، تَلْبَثُ زَمَانًا طَوِيلاً ، ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَى دُوْنَ ذَلِكَ ، فَيَفْشُو ذِكْرُهَا فِي الْبَادِيَةِ ، وَيَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ يَعْنِي : مَكَّةَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثُمَّ بَيْنَا النَّاسُ فِي أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ حُرْمَةً عَلَى اللهِ وَأَحَبَّهَا إِلَى اللهِ ، وَأَكْرَمَهَا عَلَى اللهِ تَعَالَى ، @

(8/107)

 

الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لَمْ يَرُعْهُمْ إِلاَّ وَهِيَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ تَدْنُو ، أَوْ تَرْبُو بَيْنَ الرُّكْنِ الأَسْوَدِ وَبَيْنَ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ عَنْ يَمِينِ الْخَارِجِ فِي وَسَطٍ مِنْ ذَلِكَ ، فَيَرْفِضُ النَّاسُ عَنْهَا شَتَّى وَمَعًا ، وَثَبَتَ لَهَا عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَرَفُوا أَنَّهُمْ لَمْ يُعْجِزُوا اللَّهَ ، وَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ تَنْفُضُ عَنْ رَأْسِهَا التُّرَابَ ، فَبَدَأَتْ بِهِمْ فَجَلَتْ عَنْ وُجُوهِهِمْ حَتَّى تَرَكَتْهَا كَأَنَّهَا الْكَوَاكِبُ الدُّرِّيَّةُ ، ثُمَّ وَلَّتْ فِي الأَرْضِ لاَ يُدْرِكُهَا طَالِبٌ ، وَلاَ يُعْجِزُهَا هَارِبٌ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَعَوَّذُ مِنْهَا بِالصَّلاَةِ ، فَتَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِهِ ، فَتَقُولُ : أَيْ فُلاَنُ ، الآنَ تُصَلِّي ؟ فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهَا ، فَتَسِمُهُ فِي وَجْهِهِ ، ثُمَّ تَذْهَبُ فَيَتَجَاوَرُ النَّاسُ فِي دِيَارِهِمْ ، وَيَصْطَحِبُونَ فِي أَسْفَارِهِمْ ، وَيَشْتَرِكُونَ فِي الأَمْوَالِ ، يُعْرَفَ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْكَافِرِ ، حَتَّى إِنَّ الْكَافِرَ ، لَيَقُولُ : يَا مُؤْمِنُ ، اقْضِ حَقِّي ، وَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ : يَا كَافِرُ ، اقْضِ حَقِّي.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِِسْنَادِ ، وَهُوَ أَبْيَنُ فِي ذِكْرِ دَابَّةِ الأَرْضِ ، قُلْتُ : بَلْ فِي إِسْنَادَيْهِمَا طَلْحَةُ بْنُ عُمَرَ ، وَالْحَضْرَمِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7600- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , أَنَّهُ قَالَ : أَلاَ أُرِيكُمُ الْمَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ دَابَّةَ الأَرْضِ تَخْرُجُ مِنْهُ فَضَرَبَ بِعَصَاهُ الشَّقَّ الَّذِي فِي الصَّفَا ، فَقَالَ : وَإِنَّهَا ذَاتُ رِيشٍ وَزَغَبٍ ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ ثُلُثُهَا حَضَرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ ، وَإِنَّهَا تَمُرُّ عَلَيْهِمْ ، وَإِنَّهُمْ لَيَفِرُّونَ مِنْهَا إِلَى الْمَسَاجِدِ ، فَتَقُولُ لَهُمْ : أَتَرَوْنَ الْمَسَاجِدَ تُنَجِّيكُمْ مِنِّي ؟ فَتَخْطِمَهُمْ ، فَيَتَشَاجَرونَ فِي الأَسْوَاقِ ، يَقُولُونَ : يَا كَافِرُ ، يَا مُؤْمِنُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى@

(8/108)

 

58- باب في طلوع الشمس من مغربها

فيه حديث عبد الله بن مسعود وسيأتي في آخر كتاب الجنة .

7601- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : لاَ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْتَقِيَ الشَّيْخَانِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : مَتَى وُلِدْتَ ؟ فَيَقُولُ : يَوْمَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَفِي سَنَدِهِ الْكَلْبِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ.

7602- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّهُ سَيَأْتِي لَيْلَةٌ مِثْلُ ثَلاَثِ لَيَالٍ مِنْ لَيَالِيكُمْ هَذِهِ ، فَإِذَا كَانَتْ عَرَفَهَا الْمُتهجدونَ ، يَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ ، ثُمَّ يَنَامُ ، ثُمَّ يَقُومُ ، فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ ، ثُمَّ يَنَامُ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ، يَقُولُونَ : مَا هَذَا ؟ فَيَفْزَعُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، فَإِذَا هُمْ بِالشَّمْسِ قَدْ طَلَعَتْ مِنْ هَاهُنَا ، مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَتَجِيء حَتَّى إِذَا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ رَجَعَتْ ، فَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَفِي سَنَدِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو آدَمَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

59- في في الكذابين والدجالين الذين بين يدي الساعة

فيه حديث أبي هريرة ، وابن عباس وتقدما في آخر كتاب الجمعة ، وحديث سمرة بن جندب وتقدم في الكسوف في باب الجهر .

7603- وَعَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَجَعَلَ رَجُلٌ يُحَدِّثُهُ عَنِ الْمُخْتَارِ وَكَذِبِهِ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لَئِنْ كَانَ مَا تَقُولُ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا دَجَّالاً قَالَ : فَبَكَتْ صَفِيَّةُ ابْنَةُ أَبِي عُبَيْدٍ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : مَنْ هَذِهِ الَّتِي تَبْكِي ؟ قَالُوا : هَذِهِ أُخْتُهُ ، قَالَ : لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهَا أُخْتُهُ مَا حَدَّثْتُكَ مِنْ حَدِيثِهِ بِشَيْءٍ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، بِسَنَدّ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/109)

 

7603/2- وَأَبُو يَعْلَى , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا بِسَنَدٍ فِيهِ الأَفْرِيقِيُّ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ وَأَنَا عِنْدَهُ ، عَنْ متعة النساء ، وَقَالَ : مَا كُنَّا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم زانين ، وَلاَ مُسَافِحِينَ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : لَيَكُونَنَّ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ وَثَلاَثُونَ كَذَّابًا ، أَوْ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.

7604- وَعَنْ أَبِي الْجَلاَّسِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , يَقُولُ لِعَبْدِ اللهِ السَّبَائِيِّ : وَيْلَكَ وَاللهِ مَا أَفْضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَيَّ شَيْئًا كَتَمَهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا وَإِنَّكَ لأَحَدُهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7605- وَعَنْ حُذَيْفَة ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَيْنَ يدي السَّاعَةِ كَذَّابِينَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7605/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ وَدَجَّالُونَ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ ، مِنْهُمْ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ ، وَإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّيِّنَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي.

7606- وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : كَتَبْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , مَعَ غُلاَمِي نَافِعٍ , @

(8/110)

 

أخبرني بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَتَبَ إِلَيَّ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَشِيَّةَ رَجْمِ الأَسْلَمِيِّ ، يَقُولُ : لاَ يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، أَوْ يَكُونُ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلَّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ وَسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : عُصَيْبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الأَبْيَضَ ، بَيْتَ كِسْرَى ، وَآلَ كِسْرَى وَسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ وَسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : إِذَا أَعْطَى اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَسَمِعْتُهُ ، يَقُولُ : أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى.

7607- وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سَبْعُونَ كَذَّابًا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، بِسَنَدٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7608- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابين مِنْهُمْ : صَاحِبُ الْيَمَامَةِ ، وَمِنْهُمْ : صَاحِبُ صَنْعَاءَ الْعَنْسِيُّ ، وَمِنْهُمْ : صَاحِبُ حِمْيَرَ ، وَمِنْهُمْ : الدَّجَّالُ ، وَهُوَ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِي ، يَقُولُ : هُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

7609- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَكُونُ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ دَجَّالاً.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(8/111)

 

7610- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَأَنَّ فِي يَدَيْهِ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا ، وَهُمَا كَذَّابَا أُمَّتِي صَاحِبُ الْيَمَامَةِ ، وَصَاحِبُ الْيَمَنِ ، وَلَنْ يَضُرَّا أُمَّتِي شَيْئًا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَغَيْرُهُمَا.

60- باب في تتابع أمارات الساعة

7611- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : الآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ ، يُقْطَعُ السِّلْكُ فَيَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7611/2- وَالْحَاكِمُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ، وَلَفْظُهُ : الآيَاتُ خَرَزٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ ، يُقْطَعُ السِّلْكُ فَيَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا قَالَ خَالِدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ : كُنَّا نَأْذَنُ بِالصَّبَاحِ ، وَهُنَاكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، وَهُنَاكَ امْرَأةٌ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ ، يُقَالُ لَهَا : فَاطِمَةُ ، فَسَمِعَتْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : ذَاكَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَتْ : أَكذَاكَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، تَجِدُهُ مَكْتُوبًا فِي الْكِتَابِ ؟ قَالَ : لاَ أَجِدُهُ بِاسْمِهِ ، وَلَكِنْ أَجِدُ رَجُلاً مِنْ شَجَرَةِ مُعَاوِيَةَ ، يَسْفِكُ الدِّمَاءَ ، وَيَسْتَحِلُّ الأَمْوَالَ ، وَيَنْتَقِضُ هَذَا الْبَيْتَ حَجَرًا حَجَرًا ، فَإِنْ كَانَ ذَاكَ وَأَنَا حَيٌّ ، وَإِلاَّ فَاذْكُرِينِي ، قَالَ : وَكَانَ مَنْزِلُهَا عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ ، فَلَمَّا كَانَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَأَتِ الْبَيْتَ يُنْقَضُ ، قَالَتْ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، قَدْ كَانَ حَدَّثَنَا بِهَذَا.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ ، وَابْنُ حِبَّانَ في صحيحه من حديث أبي هريرة.@

(8/112)

 

61- باب فيما يكون في آخر الزمان من تكليم السباع وغير ذلك مما يذكر

7612- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : بَيْنَا رَاعِي يَرْعَى بِالْحَرَّةِ إِذْ عَرَضَ ذِئْبٌ لِشَاةٍ ، فَطَلَبُهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ ، وَقَالَ : أَلاَ تَتَّقِي اللَّهَ ، تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ ؟ فَقَالَ الرَّاعِي : إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعَجَبُ ، ذِئْبٌ يُقْعِي عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي بِكَلاَمِ الإِِنْسِ ؟ فَقَالَ الذِّئْبُ : أَلاَ أُنَبِّئُكَ بِمَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا ؟ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِيَثْرِبَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ، فَأَقْبَلَ الرَّاعِي بِغَنَمِهِ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ ، فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخْبَرَهُ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْمَسْجِدِ وَأَمَرَ فَنُودِيَ : الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ ، قَالَ لِلأَعْرَابِيِّ : أَخْبِرْهُمْ بِمَا رَأَيْتَ فَأَخْبَرَهُمُ الأَعْرَابِيُّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكَلَّمَ السِّبَاعُ ، وَتُكَلِّمُ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ ، وَتُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْهُ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ... إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَاقِيهِ ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي عَلاَمَاتِ النُّبُوَّةِ فِي بَابِ إِخْبَارِ الذِّئْبِ بِنُبُوَّتِهِ.

62- باب ما جاء في المهدي

7613- عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، قَالَ : جَاوَرْتُ أَبَا سَعِيدٍّ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَرِيبًا مِنْ ثَلاَثِ سِنِينَ فَحَدَّثَنِي ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ يَسْقِيهِ اللَّهُ الْغَيْثَ ، تُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا ، وَيُعْطَى الْمَالُ صِحَاحًا تَنْعَمُ الأُمَّةُ ، وَتكْثُرُ الْمَاشِيَةُ ، وَيَعِيشُ سَبْعَ سِنِينَ ، أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ.@

(8/113)

 

7613/2- وَفِي رِوَايَةٍ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلاَفٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلاَزِلَ ، فَيَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسُكَّانُ الأَرْضِ ، ويَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا قَالَ : قُلْنَا : وَمَا الصِّحَاحُ ؟ قَالَ : بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَيَمْلأُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم غَنَاءً وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ ، حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا ، فَيُنَادِي : مَنْ لَهُ فِي الْمَالِ حَاجَةٌ ؟ فَمَا يَقُومُ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ رَجُلٌ ، فَيَقُولُ : أَنَا ، فَيَقُولُ لَهُ : ائْتِ الْمُنَادِي ، فَقُلْ لَهُ : إِنَّ الْمَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعَطِيَنِي مَالاً ، فَيَقُولُ لَهُ : احْثُهُ ، فَيُحْثِي فِي حِجْرِهِ حَتَّى إِذَا ائْتَزَرَهُ وَضَمَّهُ ، قَالَ : يَنْدَمُ ، قَالَ : فَيَقُولُ : كُنْتُ أَجْشَعَ أَمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَفْسًا ، أَوَ أَعْجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ ، فَيَنْدَمُ فَيَرُدُّهُ ، فَلاَ يَقْبَلُ مِنْهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : إِنَّا لاَ نَقْبَلُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ ، فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعًا ، أَوْ ثَمَانِيًا ، أَوْ تِسْعَ سِنِينَ ، ثُمَّ لاَ خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ ، أَوْ لاَ خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7613/3- وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ فَإِنْ طَالَ عُمُرُهُ ، أَوْ قَصُرَ عُمُرُهُ عَاشَ سَبْعَ سِنِينَ ، أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ ، أَوْ تِسْعَ سِنِينَ ، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً ، وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا ، وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرَهَا.

7613/4- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَلَفْظُهُ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْلأَ الأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، أَوْ قَالَ : مِنْ عِتْرَتِي ، فَيَمْلَؤُهَا قِسْطَا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا.

7613/5- وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي يَعْلَى : يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَالَ ، وَلاَ يَعُدُّهُ.

7613/6- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : لَيَقُومَنَّ عَلَى أُمَّتِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي أَقْنَى أَجْلَى ، يُوسِعُ الأَرْضَ عَدْلاً كَمَا وُسِعَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ.@

(8/114)

 

7613/7- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَنْزَلُ بِأُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ بَلاَءٌ شَدِيدٌ مِنْ سُلْطَانِهِمْ لَمْ يُسْمَعْ بَلاَءٌ أَشَدُّ مِنْهُ حَتَّى تَضِيقَ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ الرَّحْبَةُ ، وَحَتَّى تُمْلأَ الأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا ، لاَ يَجِدُ الْمُؤْمِنُ مَلْجَأَ يَلْتَجِئُ إِلَيْهِ مِنَ الظُّلْمِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , رَجُلاً مِنْ عِتْرَتِي ، فَيَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأَرْضِ ، لاَ تَدَّخِرُ الأَرْضُ مِنْ بَذْرِهَا شَيْئًا إِلاَّ أَخْرَجَتْهُ ، وَلاَ السَّمَاءُ مِنْ قَطْرِهَا إِلاَّ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا ، يَعِيشُ فِيهِمْ سَبْعًا ، أَوْ ثَمَانٍ ، أَوْ تِسْعًا ، تَتَمَنَّى الأَحْيَاءُ الأَمْوَاتَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , بِأَهْلِ الأَرْضِ مِنْ خَيْرِهِ.

وله طرق أخر في الحاكم , رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، بِاخْتِصَارٍ.

7614- وعن أبي يونس ، حَدَّثَنَا أبو بحر أن أبا الجلد حدثه وحلف عليه : أنه لا تهلك هذه الأمة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة ، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق ، منهم رجلان من أهل بيت النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يعيش أحدهما أربعين سنة ، والآخر ثلاثين سنة ، ولكن يكون خلفاء بعدهم ليسوا منهم.

رواه مُسَدَّد عن يحيى ، عنه به.

7615- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزمان ، وَظُهُورٍ مِنَ الزَّمَانِ ، يُقَالُ لَهُ : السَّفَّاحُ يَكُونُ عَطَاؤُهُ حَثْيًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أُبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ كِلاَهُمَا بِسَنَدٍ فِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7616- وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَتُمْلأَنَّ الأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا فَإِذَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ، بَعَثَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , رَجُلاً مِنِّي ، اسْمُهُ اسْمِي ، أَوِ اسْمُ نَبِيٍّ ، يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلاً ، فَلاَ تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا ، وَالأَرْضُ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا ، فَيَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعَةً ، أَوْ ثَمَانِيَةً ، فَإِنْ كَثُرَ فِتِسْعَةً , يَعْنِي : سِنِينَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَالْبَزَّارُ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، قَالَ الْبَزَّارُ : وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةٍ ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.@

(8/115)

 

7617- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : حَدَّثَنِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهِمْ رَجَلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَيَضْرِبَهُمْ حَتَّى يَرْجِعُوا إِلَى الْحَقِّ قَالَ : قُلْتُ : وَكَمْ يَمْلِكُ ؟ قَالَ : خَمْسَا وَاثْنَيْنِ قَالَ : قُلْتُ : مَا خَمْسٌ وَاثْنَيْنِ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7618- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَجِيء رَايَاتٌ سُودٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، وَتَخُوضُ الْخَيْلُ الدِّمَاءَ إِلَى ثِنْتِهَا ، يُظْهِرُونَ الْعَدْلَ وَيَطْلُبُونَ الْعَدْلَ ، فَلاَ يُعْطَوْنَهُ ، فَيَظْهَرُونَ ، فَيُطْلَبُ مِنْهُمُ الْعَدْلَ فَلاَ يُعْطُونَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالْحَاكِمُ مُطَوَّلاً وَبِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.

7619- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي إِذِا @

(8/116)

 

احْتَفَزَ جَالِسًا وَهُوَ يَسْتَرْجِعُ ، قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللهِ تَسْتَرْجِعُ ؟ قَالَ : لِجَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي ، يَجِيؤُونَ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ ، يَؤُمُّونَ الْبَيْتَ لِرَجُلٍ يَمْنَعه اللَّهُ مِنْهُمْ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ خُسِفَ بِهِمْ ، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى قُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي كَيْفَ يُخْسَفُ بِهِمْ جَمِيعًا وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى ؟ قَالَ : إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ ، إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ ، إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى ابْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7620- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مِثْلَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7621- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَكُونُ اخْتَلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ ، فَيُبَايِعُهُمْ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، فَيَبْعَثُونَ إِلَيْهِ جَيْشًا مِنَ الشَّامِ ، فَإِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ ، فَإِذَا بَلَغَ النَّاسَ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ ، وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ ، وَيَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، أَخْوَالُهُ مِنْ كَلْبٍ ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا ، أَوْ قَالَ : جَيْشًا : فَيهِم مُؤَمنهُمْ وَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ ، فَيَقْسِمُ بَيْنَ النَّاسِ فِيهِمْ ، وَيَعْمَلُ فِيهِمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَيُلْقِي الإِِسْلاَمُ بِجِرَانِهِ إِلَى الأَرْضِ يَمْكُثُ سَبْعَ سِنِينَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(8/117)

 

63- باب ما يكون في الفتن قبل خروج الدحال

فيه حديث أبي أمامة الطويل وسيأي في باب ما جاء في الدجال.

7622- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : يَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ ، يَخْرُجُ خِيَارُ الأَرْضِ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، وَيَبْقَى فِي الأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا ، تَلْفظتْهُمْ أَرْضُوهُمْ وتقدرهم نَفْسُ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، كُلَّمَا قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْنٌ ، ثَلاَثَ مَرَّارٍ ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ بَقِيَّتِهِمُ الدَّجَّالُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، مِنْه : يَخْرُجُ نَاسٌ ... إِلَى آخِرِهِ دُونَ بَقِيَّتِهِ.

7623- وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِذَا كَانَ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ حَبَسَتِ السَّمَاءُ ثُلُثَ قَطْرِهَا ثَلاَثَ سِنِينَ ، وَحَبَسَتِ الأَرْضُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا ، فَإِذَا كَانَتِ الثَّانِيَةُ حَبَسَتِ السَّمَاءُ ثُلُثَيْ قَطْرِهَا ، وَحَبَسَتِ الأَرْضُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا ، فَإِذَا كَانَتِ السَّنَةُ الثَّالِثَةُ ، حَبَسَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا كَلَّهُ ، وَحَبَسِتِ الأَرْضُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ ، وَلاَ يَبْقَى ذُو خُفٍّ ، وَلاَ ظِلْفٍ إِلاَّ هَلَكَ ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ إِبِلَكَ ضِخَامًا ضُرُوعُهَا ، عِظَامًا أَسْنِمَتُهَا ، تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ فَيَتْبَعُهُ ، وَيَقُولُ لِلرَّجُلِ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَمَنْ تَعْرِفُ مِنْ أَهْلِكَ ، أَتَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى صُوَرِهِمْ فَيَتْبَعُهُ وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَبَكَى أَهْلُ الْبَيْتِ ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَحْنُ نَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكُمْ ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا ذَكَرْتَ مِنَ الدَّجَّالِ ، وَاللهِ إِنَّ أَمَةُ أَهْلِي لَتَعْجِنُ عَجِينَهَا فَمَا تَبْلُغُ حَتَّى تَكَادَ كَبِدِي تَتَفَتَّتُ مِنَ الْجُوعِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ، وَإِنْ يَخْرُجْ مِنْ بَعْدِي ، فَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَالْحُمَيْدِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ والحارث بن أبي أسامة .@

(8/118)

 

7623/2- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ... ، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ وَزَادَ فِي آخِرِهِ : قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا يُجْزِئُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : يُجْزِئُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَئِذٍ مَا يُجْزِئُ الْمَلاَئِكَةَ ، التَّسْبِيحُ ، وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّكْبِيرُ ، وَالتَّحْمِيدُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ ، وَسَيَأْتِي فِي الْبَابِ بَعْدَهُ.

7624- وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَكُونُ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنُونَ خَوَادِعُ ، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَطَرُ ، وَيَقِلُّ فِيهَا النَّبْتُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : مَنْ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ .

وَقَالَ الْبَزَّارُ : الأمرؤ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَزَّارُ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7625- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ خَوَادِعَةً يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةُ ، رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.@

(8/119)

 

64- باب فيما يكون من الجهد بين يدي الجال ، وما جاء فيمن نجا من ثلاث فقد نجا

فيه حديث أسماء بنت يزيد المذكور في الباب قبله.

7626- عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَكَرَ جَهْدًا شَدِيدًا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ الدَّجَّالِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَأَيْنَ يَوْمَئِذٍ الْعَرَبُ ؟ قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ الْعَرَبَ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ قُلْتُ : مَا يُجْزِئُ الْمُؤْمِنَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الطَّعَامِ ؟ قَالَ : التَّسْبِيحُ ، وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّكْبِيرُ قُلْتُ : فَأَيُّ الْمَالِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ ؟ قَالَ : غُلاَمٌ يَسْقِي أَهْلَهُ مِنَ الْمَاءِ ، أَمَّا الطَّعَامُ فَلاَ طَعَامَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

7627- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ الأَزْدِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثٌ مَنْ نَجَا مِنْهُنَّ فَقَدْ نَجَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مَوْتِي ، وَالدَّجَّالُ ، وَقَتْلُ خَلِيفَةٍ مُصْطَبِرٍ بِالْحَقِّ قَالَ : فَقُلْتُ لِلَّيْثِ ، وَابْنِ لَهِيعَةَ : مَنْ هَذَا الْخَلِيفَةُ ؟ قَالاَ : عُثْمَانُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرَوَاةُ أَحْمَدُ ثِقَاتٌ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : عَبْدُ اللهِ بْنُ حَوَالَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... .@

(8/120)

 

65- باب ما يقوله من رأى من الدجال

7628- عن أبي قلابة ، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن من ورائكم الكذاب المضل ، وإن رأسه من ورائه حبكًا حبكًا ، وإنه يقول : أنا ربكم ، فمن قال : كذبت ، لست بربنا ، ولكن ربنا الله عليه توكلنا فنعوذ بالله من شرك ، فلا سبيل له عليه. قال ابن علية : الحبك الجعودة.

رواه أحمد بن منيع ، ورواته ثقات

7628/2- وكذا أحمد بن حنبل ولفظه : عن أبي قلابة ، عن هشام بن عامر ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك ، فمن قال : أنت ربي. افتتن ، ومن قال : كذبت ، ربي الله عليه توكلت ، فلا يضره , أو قال : فلا فتنة عليه

7628/3- وفي رواية له : عن أبي قلابة قال : رأيت رجلا بالمدينة قد أطاف الناس به ويقول : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم. قال : فسمعته وهو يقول : إن بعدكم الكذاب المضل ، وإن رأسه من بعده حبك حبك حبك ، وإنه سيقول : أنا ربكم ، فمن قال لست بربنا ، لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا ، نعوذ بالله من شرك ؟ لم يكن له عليه سلطان.

ورواه الحاكم وصححه ، ولهشام بن عامر حديث في صحيح مسلم في الدجال غير هذا.

وله شاهد في مسند أحمد بن حنبل من حديث سمرة بن جندب ، وسيأتي في باب صفة الدجال من حديث أبي أمامة : إن من قرأ فواتح سورة الكهف كان عليه بردًا وسلامًا.

7628/4- وفي مسند أحمد بن حنبل من حديث أبي الدرداء مرفوعًا : من قرأ عشر آيات من آخر سورة الكهف عصم من فتنة الدجال =ج14.= 

ج14. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد

 العشرة


المؤلف : أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

66- باب من أين خرج الدجال ، وما جاء في نزوله خوز وكرمان

7629- عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا أَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكِ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ذَكَرْتُ الدَّجَّالَ فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ وَأَنَا فِيكُمْ كُفِيتُمُوهُ ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ ، فَيَنْزِلَ نَاحِيَتَهَا ، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبُوَابٍ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكٌ ، فَيَخْرُجُ عَلَيْهِ شِرَارُ أَهْلِهَا حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ مَدِينَةَ فِلَسْطِينَ بِبَابِ لُدٍّ وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً : حَتَّى يَأْتِيَ بَابَ فِلَسْطِينَ ، فَيَنْزِلُ عيسى ابن مريم عليه السَّلاَمُ فَيَقْتُلُهُ ، وَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامًا عَدْلاً ، وَحَكَمًا مُقْسِطًا.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ , وسيأتي من حديث سفينة أن هلاكه يكون عند عقبة أفيق .

7630- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : إن الدجال إذا خرج يخرج من نحو المشرق ، فتكثر جنوده ومسالحه ، فلا يخلص إليه إلاَّ من قال : أنا وافد ، فيجيء رجل فيقولن : أنا وافد ، فإذا رآه الدجال قال : ابن آدم ، ألست تعلم أني ربك ؟ قال : لا أنت عدو الله الدجال. قال : فإني قاتلك. قال : وإن قتلتني , قال : فيأخذ المنشار فيضعه بين ثنته فيشقه شقتين ، ثم يقول : لمن حوله كيف ترون إذا أنا أحييته ؟ قالوا : فذاك حين نستيقن أنك ربنا. قال : فيحييه ، قال : فيقولن له : ابن آدم زعمت أني لست بربك. قال : ما كنت قط أشد بصيرة مني فيك الآن. قال : إني ذابحك , قال : وإن ذبحتني , قالت : فيريد ذبحه فلا يستطيع أن يذبحه ، فيقول من تحته : إن كنت صادقًا فلتذبحني. قال : فعند ذلك يرتاب في جنوده وينزل عيسى ابن مريم، عليه السلام فإذا رآه ووجد ريحه ذاب كما يذوب الرصاص.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.@

(8/122)

7630/2- والحاكم مرفوعًا وصححه ولفظه : عن أبي هريرة ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يخرج الدجال من ها هنا أو ها هنا أو من ها هنا بل يخرج من ها هنا , يعني : من المشرق.

7631- وعن العريان بن الهيثم ، عن أبيه قال : دخلت على يزيد بن معاوية ، فقلنا : من هذا ؟ فقال بعضهم : هذا عَبد الله بن عَمْرو بن العاص ، فقال بعضنا له : يا عَبد الله ، إنا نحدث عنك أحاديث ، فقال : إنكم معشر أهل العراق تأخذون الأحاديث من أسافلها ؟ ولا تأخذونها من أعاليها. وذكروا الدجال ، فقال : إن بأرضكم أرضا يقال له : كوثا ذات سباخ ونخل ؟ فقالوا : نعم. قال : فإنه يخرج منها.

رواه مسدد.

7632- وَعَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، يُقَالُ لَهَا : خُرَاسَانَ ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.

7633- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ ، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْيَهُودِ عَلَيْهِمُ التيجان.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7634- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لَيَنْزِلَنَّ الدَّجَّالُ بِخَوْزَ وَكَرْمَانَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.@

(8/123)

67- باب ما جاء في ابن صياد

7635- عن أم سلمة , رضي الله عنها قالت : ابن صياد ولدته أمه أعور مختونًا مسرورًا.

رواه أحمد بن منيع موقوفًا ، ورواته ثقات.

7636- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما قال : لقيت ابن صياد يومًا ومعه رجل من اليهود ، فإذا عينه طفئت ، وكانت خارجة مثل عين الجمل ، فلما رأيتها قلت : ابن صياد ، أنشدك الله ، متى طفئت عينك ؟ فمسحها ، وقال : لا أدري والرحمن ، فقلت : كذبت لا تدري وهي في رأسك ، فزعم لي اليهودي أني ضربت بيدي على صدره ، ولا أعلم أني فعلت ذلك ، فقلت : اخسأ فلن تعدو قدرك , قال : أجل لا أعدو قدري. قال : وذكر شيئًا لا أحفظه ، قال : فذكرت ذلك لحفصة ، فقالت : اجتنب هذا الرجل ؟ فإنا نتحدث أن الدجال ليخرج عند غضبة يغضبها.

رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح وروى مسلم في صحيحه منه : إن الدجال ليخرج ... إلى آخره دون باقيه.

7637- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ابْنَ صَيَّادٍ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَقَالَ لَهُ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ : أَتَشْهَدُ أَنْتَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اخْسَأْ بَلْ أَنْتَ عَدُوُّ اللهِ ، اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكْ قَالَ : إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خِبْئًا ، قَالَ : الدُّخْ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .@

(8/124)

7637/2- وَكَذَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ وَلَدَتْ غُلاَمًا مَمْسُوحَةً عَيْنُهُ طَالِعَةً نَاتِئَةً ، فَأَشْفَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَكُونَ الدَّجَّالَ ، فَوَجَدَهُ تَحْتَ قَطِيفَةٍ يُهَمْهِمُ ، فَآذَنَتْهُ أُمُّهُ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللهِ ، هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ فَاخْرُجْ إِلَيْهِ ، فَخَرَجَ مِنَ الْقَطِيفَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْهُ لَبِينَ ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ صَيَّادٍ ، مَا تَرَى ؟ قَالَ : أَرَى حَقًّا ، وَأَرَى بَاطِلاً ، وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ قَالَ : فَلُبِّسَ عَلَيْهِ فَقَالَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَقَالَ هُوَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ ثُمَّ خَرَجَ وَتَرَكَهُ ، ثُمَّ أَتَى مَرَّةً أُخْرَى ، فَوَجَدَهُ فِي نَخْلٍ يَهُمْهِمْ ، فَآذَنَتْهُ أُمُّهُ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللهِ ، هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْهُ لَبِينَ قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَطْمَعُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلاَمِهِ شَيْئًا فَيَعْلَمَ أَهُوَ هُوَ أَمْ لاَ ؟ قَالَ : يَا ابْنَ صَيَّادٍ ، مَا تَرَى ؟ قَالَ : أَرَى حَقًّا ، وَأَرَى بَاطِلاً ، وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ ، قَالَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ هُوَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ فَلُبِّسَ عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ وَتَرَكَهُ ، ثُمَّ أَتَى فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَأَنَا مَعَهُ ، قَالَ : فَبَادَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا وَرَجَا أَنْ يَسْمَعَ مِنْ كَلاَمِهِ شَيْئًا فَسَبَقَتْهُ أُمُّهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللهِ ، هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ قَدْ جَاءَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا لَهَا قَاتَلَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْهُ لَبِينَ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ صَيَّادٍ ، مَا تَرَى ؟ قَالَ : أَرَى حَقًّا ، وَأَرَى بَاطِلاً ، وَأَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ ، قَالَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ هُوَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ فَلُبِّسَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا ابْنَ صَيَّادٍ ، إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خِبْئًا فَمَا هُوَ ؟ قَالَ : الدُّخُّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اخْسَأِ اخْسَأْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ يَكُنْ هُوَ فَلَسْتَ صَاحِبَهُ ، إِنَّمَا صَاحِبُهُ عيسى ابن مريم ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَقْتُلَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُسْتَيْقِنًا أَنَّهُ الدَّجَّالُ ، وَلِجَابِرٍ حَدِيثٌ فِي الصَّحِيحِ فِيِ ابْنِ صَيَّادٍ غَيْرُ هَذَا.@

(8/125)

7638- وَعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِابْنِ صَيَّادٍ ، قَامَ إِلَيْهِ فِي أَصْحَابِهِ ، وَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي أُخَبِّأُ لَهُ خِبْئًا ، وَإِنِّي أُخَبِّأُ لَهُ سُورَةَ الدُّخَانِ قَالَ : فَسَأَلَ عَنْهُ أُمَّهُ ، فَقَالَتْ : هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ ، قَالَ : وَلَدَتْهُ أُمُّهُ أَعْوَرَ مَخْتُونًا قَالَ : فَدُعِيَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ هُوَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ قَالَ : ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ : فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِهِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ : قَدْ خَبَّأْتُ لَكَ خِبْئًا فَمَا هُوَ ؟ قَالَ : دُخْ ، فَقَالَ : اخْسَأْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : انْظُرْ مَا تَرَى ؟ قَالَ : أَرَى إِعْصَارًا ، وَعَرْشًا عَلَى الْمَاءِ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لُبِّسَ عَلَيْهِ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَلاَ أَقْتُلُهُ ، يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : لاَ ، إِنْ يَكُنِ الدَّجَّالَ فَلاَ تُسَلَّطَ عَلَى قَتْلِهِ ، وَإِلاَّ يَكُنِ الدَّجَّالَ فَلاَ يَحِلُّ قَتْلُهُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ مُرْسَلاً ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7639- وعن عَبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : لأن أحلف بالله تسعًا أن ابن صياد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه ليس به ، ولأن أحلف أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة ، وذلك بأن الله , تعالى , اتخذه خليلا وجعله شهيدًا.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.

68- باب ما جاء في الدجال وصفته وفتنته وتكذيبه وحماره وغير ذلك مما يذكر

فيه حديث سمرة بن جندب وتقدم في صلاة الكسوف ، وحديث الفلتان وتقدم في باب ليلة القدر ، وحديث أبي هريرة وتقدم في كتاب عجائب المخلوقات.@

(8/126)

7640- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَوْ قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الدَّجَّالَ ، فَقَالَ : إِحْدَى عَيْنَيْهِ كَأَنَّهَا زُجَاجَةٌ خَضْرَاءُ ، تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي الصَّلاَةِ فِي بَابِ الإِِشَارَةِ بِالْمِسْبَحَةِ.

7641- وَعَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ ، أَلاَ وَإِنَّهُ أَعْوَرُ عَيْنِ الشِّمَالِ ، وَبِالْيُمْنَى ظُفْرَةٌ غَلِيظَةٌ ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، يَعْنِي : مَكْتُوبٌ : ك ف ر ، يَخْرُجُ مَعَهُ وَادِيَانِ : أَحَدُهُمَا : جَنَّةٌ ، وَالآخَرُ : نَارٌ ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، يَقُولُ الدَّجَّالُ لِلنَّاسِ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ أُحْيِي وَأُمِيتُ ؟ وَمَعَهُ نَبِيَّانِ مِنَ الأَنْبِيَاءِ إِنِّي لأَعْرِفُ اسْمَهُمَا وَاسْمَ آبَاءِهِمَا ، لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُمَا سَمَّيْتُهُمَا ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ ، وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ ، فَيَقُولُ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ أُحْيِ وَأُمِيتُ ؟ فَيقُولُ أَحَدُهُمَا : كَذَبْتَ ، فَلاَ يَسْمَعُهُ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلاَّ صَاحِبُهُ ، وَيَقُولُ الآخَرُ : صَدَقْتَ ، فَيَسْمَعُهُ النَّاسُ وَذَلِكَ فِتْنَةٌ ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ ، فَيَقُولُ : هَذِهِ قَرْيَةُ ذَاكَ الرَّجُلُ ، فَلاَ يُؤْذَنُ لَهُ أَنْ يَدْخُلَهَا ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ ، فَيُهْلِكَهُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , عِنْدَ عَقَبَةِ أُفَيْقٍ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَكَذَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7641/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَلَفْظُهُ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ وَقَدْ حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ ، هُوَ أَعْوَرُ الْيُسْرَى بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى ظُفْرَةٌ غَلِيظَةٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، مَعَهُ وَادِيَانِ : أَحَدُهُمَا : جَنَّةٌ ، وَالآخَرُ : نَارٌ ، فَجَنَّتُهُ نَارٌ وَنَارُهُ جَنَّةٌ ، وَمَعَهُ مَلَكَانِ يُشَبَّهَانِ تَبِيين مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ ، وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ ، فَيَقُولُ لِلنَّاسِ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ أُحْيِي وَأُمِيتُ ؟ فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُ الْمَلَكَيْنِ : كَذَبْتَ ، مَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ صَاحِبُهُ ، فَيَقُولُ لَهُ : صَدَقْتَ ، فَيَسْمَعُهُ النَّاسُ فَيَظُنُّونَ إِنَّمَا يُصَدِّقُ الدَّجَّالَ وَذَلِكَ فِتْنَةٌ ... , فَذَكَرَهُ.@

(8/127)

7642- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ ، جَعْدٌ ، هِجَانٌ ، أَقْمَرُ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ غُصْنُ شَجَرَةٍ ، أَشْبَهُ النَّاسَ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُطْنٍ ، فَإِنْ هَلَكَ الهُلَّك فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرٍ .

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

7643- وَعَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْنَا : حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ فِي الدَّجَّالِ ، وَلاَ تُحَدِّثْنَا عَنْ غَيْرِكَ ، وَإِنْ كُنْتَ فِي نَفْسِكَ ثَبْتًا ، فَقَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : أُنْذِرُكُمُ الدَّجَّالَ ثَلاَثًا فَإِنَّهُ جَعْدٌ ، آدَمٌ ، مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، تُمْطِرُ السَّمَاءُ ، وَلاَ تَنْبُتُ الأَرْضُ ، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، مَعَهُ جَبَلُ خُبْزٍ وَنَهْرَ مَاءٍ ، يَمْكُثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ، يَبْلُغُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ ، لَيْسَ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَالطُّورَ ، يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ لاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا ، أَلاَ وَإِنَّهُ يَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ فَمَنْ شُبِّهَ عَلَيهِ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , لَيْسَ بِأَعْوَرَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7644- وعن أبي الطفيل : سمعت من بعض أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّمحديثًا في الدجال ما سمعت فيه حديثا أشرف منه : إنه يجيء على حمار ، يأتي الرجل على صورة من أهل بيته ، فيقول : يا فلان ، إني أدعوك إلى الحق ، إن أمري حق.

رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.

7645- وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُحَذِّرُكُمُ الدَّجَّالَ ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، إِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : كَافِرٌ ، يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً .@

(8/128)

7645/2- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مَرْفُوعًا مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ... , فَذَكَرَهُ.

7646- وعن حذيفة , رضي الله عنه قال : لو خرج الدجال لآمن به قوم.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7647- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ فَكَانَ أَكْثَرَ خُطْبَتِهِ حَدِيثًا يُحَدِّثُنَاهُ عَنِ الدَّجَّالِ ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ ، أَنْ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللَّهُ الذُّرِّيَّةَ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيَّا بَعْدَ نُوحٍ إِلاَّ حَذَّرَهُ أُمَّتَهُ ، وَأَنَا آخِرُ الأَنْبِيَاءِ ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الأُمَمِ ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لاَ مَحَالَةَ ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، فَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَيَعِيثُ شِمَالاً ، يَا عِبَادَ اللهِ ، فَاثْبُتُوا ، فَإِنَّهُ يَبْدَأُ ، فَيَقُولُ : أَنَا نَبِيٌّ ، وَلاَ نَبِيَّ بَعْدِي ، ثُمَّ يُثَنِّي ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : كَافِرٌ ، يَقْرَأَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ ، أَوْ غَيْرُ كَاتِبٍ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ : أَنْ يَقُولَ لِلأَعْرَابِيِّ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَبَعَثْتُ لَكَ أُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ وَعَلَى صُورَةِ أُمِّهِ ، فَيَقُولاَنِ لَهُ : يَا بُنَيَّ ، اتْبَعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ ، وَمِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِلأَعْرَابِيِّ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ إِبِلَكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ عَلَيْهَا وُسُومُهَا ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَتَنَاوَلَ الشَّمْسَ فَيَشُقَّهَا ، وَيَتَنَاوَلَ الطَّيْرَ فِي الْهَوَاء ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَيَنْشُرَهَا بِالْمِنْشَارِ حَتَّى يُلْقِيَهَا ، ثُمَّ يَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الآنَ ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي ، ثُمَّ يَبْعَثُهُ اللَّهُ ، فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، وَأَنْتَ عَدُوُّ اللهِ الدَّجَّالُ ، وَاللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّيَ الآنَ ، وَإِنَّ @

(8/129)

مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَرْكَبَ حِمَارًا مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَأَنَّهُ يَصِيحُ ثَلاَثَ صَيْحَاتٍ يَسْمَعُهُنَّ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَأَنَّهُ لاَ يَبْقَى سَهْلٌ إِلاَّ وَطِئَهُ وَظَهَرَ عَلَيْهِ إِلاَّ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ، وَلاَ يَأْتِيهَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا إِلاَّ لَقِيَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ صُلّتًا بِالسُّيُوفِ فينزل عِنْدَ الضَّرِيبِ الأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ السَّبِخَةِ فَتَرْجِفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ ، فَلاَ يَبْقَى فِيهَا مُنَافِقٌ ، وَلاَ مُنَافِقَةٌ إِلاَّ خَرَجَ إِلَيْهِ ، تَنْفِي الْمَدِينَةُ الْخَبَثَ مِنْهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ، يُدْعَى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمُ الْخَلاَصِ فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ ابْنَةُ أَبِي الْعَكِرِ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَأَيْنَ النَّاسُ ؟ قَالَ : هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ ، وَجُلُّهُمْ يَوْمَئِذٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ ، فَيَسِيرُ حَتَّى يَنْزِلَ بِهَا فَيُحَاصِرَهُمْ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَاصِرُهُمْ إِذْ نَزَلَ عيسى ابن مريم عليه الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، حِينَ يَدْخُلُ ذَاكَ الإِِمَامُ فِي صَلاَةِ الْغَدَاةِ ، فَإِذَا نَزَلَ عِيسَى عَرَفَهُ ، فَيَرْجِعُ يَمْشِي الْقَهْقَرَى لِيُقَدِّمَ عِيسَى عليه السلام ، فيضع يده بين كتفيه ، ثُمَّ يقول : صَلَّ فَإِنَّمَا لك أقيمت ، فيصلي عيسى وَرَاءَهُ ، فَإِذَا سَلَّمَ ذَلِكَ الإِِمَامُ ، قَالَ عِيسَى : افْتَحُوا الْبَابَ ، وَوَرَاءَهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونُ أَلْفَ يَهُودِيٍّ ، كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلَّى وَسَاجٍ ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، ثُمَّ وَلَّى هَارِبًا ، يَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ : إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَفُتْنِي ، فَيُدْرِكُهُ عِيسَى عِنْدَ بَابِ لُدَّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ ، وَيَهْزِمُ اللَّهُ يَهُودَهُ وَيُقْتَلُونَ أَشَدَّ الْقَتْلِ ، فَلاَ تَبْقَى دَابَّةٌ ، وَلاَ شَجَرَةٌ ، وَلاَ حَجَرٌ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلاَّ أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ ، فَيَقُولُ : يَا عَبْدَ اللهِ الْمُسْلِمَ ، هُنَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ لاَ يَنْطِقُ ، وَيُقَالَ : إِنَّهُ مِنْ شَجَرِهِمْ ، فَيَكُونُ عيسى ابن مريم فِي أُمَّتِهِ حَكَمًا عَدْلاً وَإِمَامًا مُقْسِطًا ، يَدُقُّ الصَّلِيبَ ، وَيَذْبَحُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ ، فَلاَ يُسْعَى عَلَى شَاةٍ ، وَلاَ عَلَى بَعِيرٍ ، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالْبَغْضَاءُ ، وَتُنْزَعُ حُمَّةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَّةٍ ، حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي الْحَنَشِ فَلاَ يَضُرُّهُ ، وَتَفِرُّ الْوَلِيدَةُ إِلَى الأَسَدِ فَلاَ يَضُرُّهَا ، وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، تُمْلأُ الأَرْضُ مِنَ السِّلْمِ كَمَا يُمْلأُ الإِِنَاءُ مِنَ الْمَاءِ ، وَتَكُونَ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً فَلاَ يُعْبَدَ غَيْرُ اللهِ ، وَتَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، وَتُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا ، وَتَكُونَ الأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ تُنْبِتُ نَبْتَهَا بِعَهْدِ آدَمَ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الْقُطْفِ فَيُشْبِعَهُمْ ، وَحَتَّى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعَهُمْ ، وَيَكُونَ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ ، وَيَكُونَ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا يُرْخِصُ الْفَرَسَ ؟ قَالَ : لاَ تُرْكَبُ لِحَرْبٍ أَبَدًا قِيلَ : فَمَا يُغْلِي الثَّورَ ؟ قَالَ : تُحْرَثُ الأَرْضُ كُلُّهَا ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّهُ يَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُكَذِّبُونَهُ ، فَلاَ تَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلاَّ هَلَكَتْ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ @

(8/130)

أَنَّهُ يَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ ، حَتَّى تَرُوحَ عَلَيْهِمْ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهَا وَأَمَدَّهَا خَوَاصِرَ ، وَأَدَرَّهَا ضُرُوعًا ، وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً : سَنَةً كَنِصْفِ سَنَةٍ ، وَسَنَةً كَثُلُثِ سَنَةٍ ، وَالسَّنَةُ كَالشَّهْرِ ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ ، وَآخِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ ، فَيُصْبِحُ أَحَدُكُمْ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ فَلاَ يَبْلُغُ بَابَهَا الآخَرَ حَتَّى يُمْسِي قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَكَيْفَ نُصَلِّي فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الْقِصَارِ ؟ قَالَ : تَقْدِرُونَ فِيهَا الصَّلاَةَ كَمَا تَقْدِرُونَ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الطُّوَالِ ثُمَّ تُصَلُّونَ ، وَإِنَّ قَبْلَ خُرُوجِهِ سَنَوَاتٍ شِدَادٌ يُصِيبُ النَّاسَ مِنْهُمْ جُوعٌ شَدِيدٌ ، يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَ قَطْرِهَا ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسَ ثُلُثَ نَبْتِهَا ، ثُمَّ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ فَتَحْبِسَ ثُلُثَيْ قَطْرِهَا ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسَ ثُلُثَيْ نَبْتِهَا ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَلاَ تُمْطِرُ قَطْرَةً ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَلاَ تُنْبِتَ خَضَرًا ، فَلاَ تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ إِلاَّ هَلَكَتْ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا يُعِيشُ النَّاسَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : التَّهْلِيلُ ، وَالتَّسْبِيحُ ، وَالتَّحْمِيدُ ، وَالتَّكْبِيرُ يَجْرِي ذَلِكَ عَنْهُمْ مَجْزَى الطَّعَامِ فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ ، ثُمَّ يَقُولُ : وَمَا نَسِيتُ أَكْثَرَ : وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِبَلْوَاهُ فَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ فَتَكُونُ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلاَمًا ، وَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّهُ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تَقْطُرَ فَتَقْطُرَ ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ وَابْنُ مَاجَةَ ، مُخْتَصَرًا.

7648- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ ، عَلَيْهَا ظُفْرَةٌ غَلِيظَةٌ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : كَافِرٌ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(8/131)

7649- وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، قَالَ : قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمرو لِحُذَيْفَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَلاَ تُحَدِّثُنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قَالَ : بَلَى ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا ، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ ، فَنَارٌ تَحْرِقُ ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ نَارٌ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ قَالَ عُقْبَةُ : وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَحَدِيثُ حُذْيَفَةَ عِنْدَهُمْ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ لاِنْضِمَامِهِ مَعَ عُقْبَةَ.

7650- وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ إِلاَّ وَقَدْ وَصَفَ الدَّجَّالَ لأُمَّتِهِ ، وَلأَصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي ، إِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ضَعِيفٍ ، لِتَدْلِيسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ.

7651- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ ، أَلاَ وَإِنَّهُ قَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ ، أَلاَ إِنِّي عَاهِدٌ إِلَيْكُمْ فِيهِ عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ نَبِيٌّ إِلَى أُمَّتِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةٌ كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَانِبِ حَائِطٍ ، أَلاَ وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ، مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَالنَّارُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ ، وَالْجَنَّةُ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلاَنِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ الْقُرَى كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ حُرِّمَتَا عَلَيْهِ ، وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَفَرِّقُونَ فِي الأَرْضِ ، فيَجْمَعُهُمُ اللَّهُ ، فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ : وَاللهِ لأَنْطَلِقَنَّ فَلأَنْظُرَنَّ هَذَا الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ : إِنَّا لاَ نَدَعَكَ تَأْتِيِهِ وَلَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لاَ يَفْتِنُكَ لَخَلَّيْنَا @

(8/132)

سَبِيلَكَ وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْتِنَكَ فَتَتْبَعَهُ ، فَيَأْبَى إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُ ، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى إِذَا أَتَى أَدْنَى مِسْلَحَةٍ مِنْ مَسَالِحِهِ ، أَخَذُوهُ فَسَأَلُوهُ : مَا شَأْنَهُ وَأَيْنَ يُرِيدُ ؟ فَيَقُولُ : أُرِيدُ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ ؟ فَيَكْتُبُونَ إِلَيْهِ أَنَّا أَخَذْنَا رَجُلاً يَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَنَقْتُلُهُ أَمْ نَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ ؟ فَيَقُولُ : أَرْسِلُوا بِهِ إِلَيَّ ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ بِنَعْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ الدَّجَّالُ الْكَذَّابُ الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ لَهُ الدَّجَّالُ : أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ ذَلِكَ ؟ لَتُطِيعَنِي فِيمَا آمُرُكَ بِهِ ، أَوْ لأَشُقَّنَّكَ شِقَّيْنِ ، فَيُنَادِي الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فِي النَّاسِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ ، فَأَمَرَ بِهِ فَمُدَّ بِرِجْلَيْهِ ، ثُمَّ أَمَرَ بِحَدِيدَةٍ فَوُضِعَتْ عَلَى عَجَبِ ذَنَبِهِ فَشَقَّهُ شِقَّيْنِ ، ثُمَّ قَالَ الدَّجَّالُ لأَوْلِيَائِهِ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَحْيَيْتُ هَذَا أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَبُّكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيأَخذَ عَصًا فَيَضْرِبُ إِحْدَى شِقَّيْهِ أَوِ الصَّعِيدَ ، فَاسْتَوَى قَائِمًا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَوْلِيَاؤُهُ صَدَّقُوهُ وَأَحَبُّوهُ وَأَيْقَنُوا بِهِ أَنَّهُ رَبُّهُمْ وَاتَّبَعُوهُ ، فَيقول الدَّجَّالُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ : أَلاَ تُؤْمِنَ بِي ؟ فَقَالَ : أَنَا الآنَ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً ، ثُمَّ نَادَى فِي النَّاسِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ مَنَ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ وَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ الدَّجَّالُ : لَتُطِيعَنِّي ، أَوْ لأَذْبَحَنَّكَ ، فَقَالَ : وَاللهِ لاَ أَطِيعُكَ أَبَدًا إِنَّكَ لأَنْتَ الْكَذَّابُ ، فَأَمَرَ بِهِ فَاضْطَجَعَ وَأَمَرَ بِذَبْحِهِ فَلاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلاَ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً ، فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَأُلْقِيَ فِي النَّارِ وَهِيَ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ذَلِكَ الرَّجُلُ أَقْرَبُ أُمَّتِي مِنِّي ، وَأَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : كَانَ يَحْسَبُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قُلْتُ : فَكَيْفَ يَهْلِكُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، قُلْتُ : إِنَّ عيسى ابن مريم هُوَ يُهْلِكُهُ ، قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يُهْلِكُهُ وَمَنْ مَعَهُ ، قُلْتُ : فَمَاذَا يَكُونُ بَعْدَهُ ؟ قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ مِنْ بَعْدِهِ الْغُرُوسَ ، وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الأَمْوَالَ قُلْتُ : سُبْحَانَ اللهِ أَبَعْدَ الدَّجَّالِ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَيَمْكُثُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثُوا ، ثُمَّ يَفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيُهْلِكُونَ مَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ تَعَلَّقَ بِحِصْنٍ ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَقَالُوا : إِنَّمَا بَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ وَمَنْ فِي السَّمَاءِ ، فَيَرْمُونَ سِهَامَهُمْ فَخَرَّتْ عَلَيْهِمْ مُنْغَمِرَةً دَمًا ،

فَقَالُوا : قَدِ اسْتَرَحْتُمْ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَبَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ ، فَحَاصَرُوهُمْ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحَصْرُ وَالْبَلاَءُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَعْنَاقِهِمْ فَقَصَمَتْ أَعْنَاقَهُمْ ، فَمَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ مَوْتَى ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : قَتَلَهُمُ اللَّهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، قَالُوا : إِنَّمَا يَفْعَلُونَ هَذَا مُخَادَعَةً فَنَخْرُجُ إِلَيْهِمْ فَيُهْلِكُونَا كَمَا أَهْلَكُوا إِخْوَانَنَا ، فَقَالَ : افْتَحُوا لِيَ الْبَابَ ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ : لاَ نَفْتَحُ ، فَقَالَ : دَلُّونِي بِحَبْلٍ ، فَلَمَّا نَزَلَ @

(8/133)

وَجَدَهُمْ مَوْتَى ، فَخَرَجَ النَّاسُ مِنْ حُصُونِهِمْ فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ : أَنَّ مَوَاشِيَهُمْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ حَيَاةً يَقْصِمُونَهَا مَا يَجِدُونَ غَيْرَهَا ، قَالَ : وَحَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُمُ الْغُرُوسَ وَيَتَّخِذُونَ الأَمْوَالَ قُلْتُ : سُبْحَانَ اللهِ أَبَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَبَيْنَمَا هُمْ فِي تِجَارَتِهِمْ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ : أَتَى أَمْرُ اللهِ ، فَفَزِعَ مَنْ فِي الأَرْضِ حِينَ سَمِعُوا الدَّعْوَةَ ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَفَزِعُوا فَزَعًا شَدِيدًا ، ثُمَّ أَقْبَلُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى تِجَارَتِهِمْ وَأَسْوَاقِهِمْ وَضَيَاعِهِمْ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نُودُوا نَادِيَةً أُخْرَى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَى أَمْرُ اللهِ ، فَانْطَلَقُوا نَحْوَ الدَّعْوَةِ الَّتِي سَمِعُوا ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَفِرُّ مِنْ غَنَمِهِ وَبَيْعِهِ ، وَدَخَلُوا فِي مَوَاشِيهِمْ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ عُطِّلَتِ الْعِشَارُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسْعَوْنَ قِبَلَ الدَّعْوَةِ ، إِذْ لَقُوا اللَّهَ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} فَمَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} ثُمَّ يَجِئُ بِجَهَنَّمَ لَهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ، ثُمَّ جَاءَ آتٍ ، عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَسِيرُ يُكَلِّمُ ، يَقُولُ : إِنِّي وُكِّلْتُ الْيَوْمَ بِثَلاَثٍ : إِنِّي وُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، وَمَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ ، فَيُطْوَى عَلَيْهِمْ فَيَقْذِفُهُمْ فِي غَمَرَاتِ جَهَنَّمَ وَحَدَّثَنِي : أَنَّهَا أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ اللَّيْلِ ، ثُمَّ يُنَادِي آدَمَ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، فَيُقَالُ : أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ وَلَدِكَ ، قَالَ : يَا رَبِّ وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِئَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ إِلَى النَّارِ وَوَاحِدٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَذَلِكَ حِينَ شَابَ الْوِلْدَانُ وَكَبُرَ ذَلِكَ فِي صُدُورِنَا حَتَّى عَرَفَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي وُجُوهِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْ سِوَاكُمْ أَهْلُ الشِّرْكِ كَثِيرٌ ، وَيُحْبَسُ النَّاسُ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرَقُ يَدَيْهِمْ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ عَرَفَ رَجُلٌ أَبَاهُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَأَبوهُ كَافِرٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَةِ ، أَلَمْ أَكُنْ آمُرُكَ أَنْ تُقَدِّمَ لِيَوْمِكَ هَذَا ؟ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، الْيَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ شَيْئًا ، وَالأُمَمُ جَثَوْا ، كُلُّ أُمَّةٍ عَلَى نَاحِيَتِهَا ، فَأَتَى الْيَهُودُ ، فَقِيلَ لَهُمْ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالُوا : كُنَّا نَعْبُدُ كَذَا وَكَذَا ، فَقِيلَ لَهُ ، وَقِيلَ لَهُمْ : رِدُوا فَوَرَدُوا يَحْسَبُونَهُ مَاءً ، فَوَجَدُوا اللَّهَ فَوَفَّاهُمْ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ، ثُمَّ فُعِلَ بِالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ وَسَائِرِ الأُمَمِ مَا فُعِلَ بِالْيَهُودِ ، ثُمَّ أَتَى الْمُسْلِمُونَ ، فَقِيلَ لَهُمْ : مَنْ رَبُّكُمْ ؟ فَقَالُوا : اللَّهُ رَبُّنَا ، قِيلَ : وَمَنْ نَبِيُّكُمْ ؟ قَالُوا : نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَعَلَى الصِّرَاطِ مَحَاجِنُ مِنْ حَدِيدٍ ، وَالْمَلاَئِكَةُ يَخْتَطِفُونَ رِجَالاً فَيُلْقُونَهُمْ فِي جَهَنَّمَ ، وَجَعَلَتِ الْمَحَاجِنُ تُمْسِكُ رِجَالاً تَأْكُلُهُمُ النَّارُ إِلاَّ صُورَةَ وَجْهِهِ لاَ تَمَسُّهُ النَّارُ ، فَإِذَا خَلُصَ مِنْ جَهَنَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُصَ وَخَلُصَ ذَلِكَ الرَّجُلُ ، يَأْتِيهِ فَمَنْ خَلُصَ ، قِيلَ لَهُ : هَذِهِ الْجَنَّةُ فَادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِهَا شِئْتَ ، وَأُرْسِلَ هَذَا الرَّجُلُ ، فَقَالَ : رَبِّ ، هَذَا أَبِي وَوَصَّيْتَ لِي أَنْ لاَ تُخْزِينِي فَشَفِّعْنِي فِي أَبِي ، فَقِيلَ : انْظُرْ أَسْفَلَ مِنْكَ ، @

(8/134)

فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ خَبِيثَةِ الرِّيحِ تُشْبِهُ اللَّوْنَ ، فِي مَرَاغَةٍ خَبِيثَةٍ ، فَرَأَيْتُهُ مُمْسِكًا بِأَنْفِهِ وَجَبْهَتِهِ ، قَالَ : يَقُولُ ذَلِكَ الرَّجُلُ وَهُوَ آخِذٌ بِأَنْفِهِ وَجَبْهَتِهِ مِنْ خَبَثِ رِيحِهِ ، أَيْ رَبِّ لَيْسَ هَذَا أَبِي فَأُخِذَ أَبُوهُ فَأُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَحَرَّمَ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ ، فَلَمَّا خَلَصَ مَنَ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُصَ ، تَفَقَّدَ النَّاسُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا ، فَقَالُوا : رَبَّنَا ، إِنَّ رِجَالاً كَانُوا يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيُجَاهِدُونَ مَعَنَا أَيْنَ هُمْ ؟ فَقِيلَ لَهُمُ : ادْخُلُوا فَمَنْ عَرَفْتُمْ فَأَخْرِجُوهُ ، فَوَجَدُوا الْمَحَاجِنَ الَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ قَدْ أَمْسَكَتْ رِجَالاً قَدْ أَكَلَتْهُمُ النَّارُ إِلاَّ صُورَةَ أَحَدِهِمْ يُعْرَفُ بِهَا ، فَالْتَبَسُوا فَأُلْقُوا عَلَى الْجَنَّةِ ، قَالُوا : رَبَّنَا نَحْنُ الآنَ فِي مَسْأَلَتِنَا أَشَدُّ رَغْبَةً ، أَرَأَيْتَ رِجَالاً كَانُوا يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيُجَاهِدُونَ مَعَنَا أَيْنَ هُمْ ؟ قِيلَ لَهُمْ : ادْخُلُوا فَمَنْ عَرَفْتُمْ فَأَخْرِجُوهُ ، فَثَلِجَتْ حَتَّى بَرِدَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، فَدَخَلُوا وَوَجَدُوا الَّذِينَ تَخْطَفُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ يَمِينًا وَشِمَالاً قَدْ أَكَلَتْهُمُ النَّارُ إِلاَّ صُورَةَ أَحَدِهِمْ يُعْرَفُ بِهَا ، فَأَلْبَسُوهُمْ فَأَخْرَجُوهُمْ فَأَلْقَوْهُمْ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ .

قَالَ : وَحَدَّثَنِي أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَلاَ كُلُّ نَبِيٍّ قَدْ أُعْطِيَ عَطِيَّةً وَيُنْجِزُهَا ، وَإِنِّي أَخْبَأْتُ عَطِيَّتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ وَأُذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ ، فَأُعْطِيَ كُلُّ مَلِكٍ ، أَوْ نَبِيٌّ ، أَوْ صِدِّيقٌ ، أَوْ شَهِيدٌ شَفَاعَتَهُ حَتَّى يَرْضَى ، فَقَالَ لَهُمْ رَبُّهُمْ : أَقَدْ رَضِيتُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَدْ رَضِينَا رَبَّنَا ، قَالَ : أَنَا أَرْحَمُ بِخَلْقِي مِنْكُمْ : أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَأُخْرِجَ مِنْ ذَلِكَ شَيء لاَ يَعْلَمُ بِعَدَدِهِ إِلاَّ اللَّهُ ، فَأُلْقُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَأُرْسِلَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ ، فَيَنْبُتُوا فِيهَا نَبَاتَ التَّعَازِيرِ ، وَأُدْخِلَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ الْجَنَّةَ كُلُّهُمْ إِلاَّ رَجُلاً وَاحِدًا ، وَأُغْلِقَ بَابُ الْجَنَّةِ دُونَهُ وَوَجْهُهُ تِلْقَاءَ النَّارِ ، فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ : يَا رَبِّ ، لاَ أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ ، بَلِ اصْرِفْ وَجْهِيَ عَنِ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَقِيلَ لَهُ : لَعَلَّكَ تَسْأَلُ غَيْرَ هَذَا ؟ فَقَالَ : لاَ ، فَصُرِفَ وَجْهُهُ عَنِ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، قَرِّبْنِي مِنْ هَذَا الْبَابِ أَلْزَقُ بِهِ وَأَكُونُ فِي ظِلِّهِ ، فَقِيلَ لَهُ : أَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّكَ لاَ تَسْأَلُ شَيْئًا إِلاَّ أَنْ يُصْرَفَ وَجْهُكَ عَنِ النَّارِ ؟ قَالَ : يَا رَبِّ ، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَ هَذَا ، فَقُرِّبَ إِلَى الْبَابِ فَلَزَقَ بِهِ ، فَفُرِجَ مِنَ الْبَابِ فُرْجَةً إِلَى الْجَنَّةِ فَحَدَّثَنِي أَنَّ فِيهَا : شَرَاطٌ أَبْيَضُ فِي أَدْنَاهُ شَجَرَةٌ وَفِي أَوْسَطِهِ شَجَرَةٌ وَفِي أَقْصَاهُ شَجَرَةٌ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا ، فَقِيلَ لَهُ : أَلَمْ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَسْتَ تَسأل شَيْئًا ؟ قَالَ : يَا رَبِّ ، أَسْأَلُكَ هَذَا ثُمَّ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، قَالَ : قَرِّبْنِي إِلَى تِلْكَ الشَّجَرَةِ ، فَكَانَتْ تِلْكَ مَسْأَلَتُهُ حَتَّى صَارَ إِلَى الْوُسْطَى ، وَإِلَى الْقُصْوَى ، فَلَمَّا أَتَى الْقُصْوَى ، أَرْسَلَ اللَّهُ رَسُولاَنِ ، فَقَالاَ لَهُ : سَلْ رَبَّكَ ، فَقَالَ : فَمَا أَسْأَلُهُ سِوَى مَا أَنَا فِيهِ ، فَقَالاَ : نَعَمْ سَلْ رَبَّكَ ، فَسَأَلَهُ وَجَعَلَ الرَّسُولاَنِ يَقُولاَنِ لَهُ : سَلْ رَبَّكَ مِنْ كَذَا وَكَذَا ، وَسَلْ رَبَّكَ مِنْ كَذَا وَكَذَا ، لِشَيء لَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِهِ أَنَّهُ خُلِقَ ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ ، فَسَأَلَ رَبَّهُ مِمَّا يَعْلَمُ وَمِمَّا يَأْمُرَانِ الرَّسُولاَنِ حَتَّى انْتَهَتْ نَفْسُهُ ، فَقِيلَ لَهُ : فَإِنَّهُ لَكَ وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ قَالَ : وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ هُوَ أَدْنَى أَهْلَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً.

رواه أحمد بن منيع .@

(8/135)

7651/2- وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ بِالدَّجَّالِ أُمَّتَهُ ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ : إِنَّهُ أَعْوَرٌ ذُو حَدَقَةٍ جَاحِظَةٍ ، وَلاَ تَخْفَى ، كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَنْبِ جِدَارٍ ، وَعَيْنُهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيُّ ، وَمَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَمِثْلُ النَّارِ ، وَجَنَّتُهُ غيراء ذَاتِ دُخَانٍ ، وَنَارُهُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءٌ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلاَنِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ الْقُرَى ، كُلَّمَا خَرَجَا مِنْ قَرْيَةٍ دَخَلَ أَوَائِلُهُمْ ، وَيُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ لاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ ، يَذْبَحُهُ ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِعَصًا ، ثُمَّ يَقُولُ : قُمْ فَيَقُومُ ، فَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ : كَيْفَ تَرَوْنَ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ ، فَيَقُولُ الْمَذْبُوحُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَا زَادَنِي فِيكَ هَذَا إِلاَّ بَصِيرَةً ، فَيَعُودُ فَيَذْبَحَهُ فَيَضْرِبَهُ بِعَصًا مَعَهُ ، فَيَقُولُ : قُمْ فَيَقُومُ ، فَيَقُولُ : كَيْفَ تَرَونَ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَا زَادَنِي هَذَا فِيكَ إِلاَّ بَصِيرَةً ، فَيَعُودُ فَيَذْبَحُهُ الثَّالِثَةَ فَيَضْرِبَهُ بِعَصًا مَعَهُ ، فَيَقُولُ : قُمْ ، قُمْ ، فَيَقُومُ ، فَيَقُولُ : كَيْفَ تَرَوْنَ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالشِّرْكِ ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، مَا زَادَنِي هَذَا فِيكَ إِلاَّ بَصِيرَةً ، فَيَعُودُ الرَّابِعَةَ فَيَذْبَحُهُ ، فَيَضْرِبُ اللَّهُ عَلَى حَلْقِهِ صَفِيحَةً مِنْ نُحَاسٍ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَمَا دَرَيْتُ مَا النُّحَاسُ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ ، فَكُنَّا نَرَى هَذَا الرَّجُلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَتَّى مَاتَ عُمَرُ ابْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : وَيَغْرِسُ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ وَيَزْرَعُونَ.

وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْحَاكِمُ ، وَمَدَارُ طُرِقِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ هَذَا عَلَى عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُخْتَصَرًا جِدًّا بِسَنَدٍ فِيهِ مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/136)

7652- وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَمْكُثُ الدَّجَّالُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، السَّنَةُ كَالشَّهْرِ ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ ، وَالْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ ، وَالْيَوْمُ كَإِضْرَامِ السَّعْفَةِ فِي النَّارِ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

7653- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَرَفَعَ يَدَيْهُ مَدًّا يَسْتَعُيذُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، قَالَ : أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ إِلاَّ حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ بِتَحْذِيرٍ لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ إِنَّهُ أَعْوَرٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ , ورواه مسدد وغيره وتقدم لفظه في عذاب القبر.

7654- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الدَّجَّالُ قَدْ أَكَلَ وَمَشَى فِي الأَسْوَاقِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ , وله شاهد من حديث عمران بن الحصين وتقدم في الأطعمة في باب الأكل قائمًا.

7655- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ ، وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ ، وَلَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا فِي الأَرْضِ الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ ، وَالْيَوْمُ منها كَالشَّهْرِ ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هَذِهِ ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ ، عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، فَيَقُولُ لِلنَّاسِ : أَنَا رَبُّكُمْ ، وَهُوَ أَعْوَرٌ ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : كَافِرْ ، يَهْجَاهُ يَقْرَؤه كُلُّ مُؤْمِنٍ ، كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ ، يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ @

(8/137)

وَمَنْهَلٍ إِلاَّ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَقَامَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَبْوَابِهَا ، وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ وَخُضْرَةٍ يَسِيرُ بِهَا فِي النَّاسِ ، قَالَ : وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَهُ ، وَمَعَهُ نَهْرَانِ ، أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ : نَهْرٌ ، يَقُولُ : الْجَنَّةَ ، وَنَهْرٌ ، يَقُولُ : النَّارَ ، فَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْجَنَّةَ فَهِيَ النَّارُ ، وَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِيهِ النَّارَ فَهِيَ الْجَنَّةُ ، قَالَ : فَيُبْعَثُ مَعَهُ شَيَاطِينُ تُكَلِّمُ النَّاسَ ، وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ ، وَلاَ يَخْلُصُ مِنْهَا إِلاَّ اللَّهُ ، يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرَ فَيَقْتُلُ نَفْسًا ثُمَّ يُحْيِيهَا فِيمَا يَرَى النَّاسُ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، يَفْعَلُ مِثْلُ هَذَا إِلاَّ الرَّبُّ ؟ قَالَ : فَيَفِرُّ الْمُسْلِمُونَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّامِ ، فَيُحَاصِرَهُمْ ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ وَيَجْهَدُهُمْ جَهْدًا شَدِيدًا ، ثُمَّ يَنْزِلُ عيسى ابن مريم عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَيُنَادِي مِنَ السَّحَرِ ، فَيَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ ؟ فَيَقُولُونَ : هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌ فَيَنْطَلِقُونَ ، فَإِذَا هُمْ بِعيسى ابن مريم عليه السَّلاَمُ ، فَتُقَامُ الصَّلاَةُ ، فَيُقَالَ لَهُ : تَقَدَّمَ يَا رُوحُ اللهِ ، فَيَقُولُ : لِيَتَقَدَّمَ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ ، فَإِذَا صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ ، فَحِينَ يَرَاهُ الْكَذَّابُ إِنْمَاثَ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، قَالَ : فَيَمْشِي إِلَيْهِ فَيَقْتُلُهُ ، وَيُطْبَعُ عَلَى مَنْ كَانَ مَعَهُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ يُوَازِي كُلُّهَا بَعْضَهُمْ فَيُنَادِي : يَا رُوحَ اللهِ ، هَذَا يَهُودِيُّ ، فَلاَ يُتْرَكُ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ إِلاَّ قَتَلَهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

7656- وَعَنْ حُذَيْفَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَذُكِرَ الدَّجَّالُ ، فَقَالَ : لَفِتْنَةِ بَعْضِكُمْ أَخوَفُ عِنْدِي مِن فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، إِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ فِتْنَةٍ صَغَيرَةٍ ، وَلاَ كَبِيرَةٍ ، إِلاَّ تَتَّضِعُ لِفِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، فَمَنْ نَجَا مِنْ فِتْنَةِ مَا قَبْلَهَا نَجَا مِنْهَا ، وَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّ مُسْلِمًا ، مَكتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : كَافِرٌ ، مُهَجَّاةٌ : ك ، ف . ر.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(8/138)

69- باب في منع الدجال من دخول مكة ، والمدينة ، وبيت المقدس ، والطور

فيه حديث جنادة بن أمية وغيره وتقدم في الباب قبله.

7657- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي لَمْ أَجْمَعُكُمْ لِخَبَرٍ جَاءَ مِنَ السَّمَاءِ ... , فَذَكَرَ حَدِيثَ الْجَسَّاسَةِ وَزَادَ فِيهِ ، قَالَ : هُوَ الْمَسِيحُ ، تُطْوَى لَهُ الأَرْضُ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمَا إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ طَيْبَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَطَيْبَةُ الْمَدِينَةُ ، مَا مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا إِلاَّ مَلَكٌ مُصْلِتٌ سَيْفَهُ يَمْنَعُهُ ، وَبِمَكَّةَ مِثْلُ ذَلِكَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ .

7658- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى مَجْمَعِ السُّيُولِ ، فَقَالَ : أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَنْزِلِ الدَّجَّالِ مِنَ الْمَدِينَةِ ؟ هَذَا مَنْزِلُهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

70- باب في صفة عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وغير ذلك مما يذكر

7659- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الأَنْبِيَاءُ أُخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ ، فَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ فِيكُمْ ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ ، بَيْنَ مُمْصِرَتَيْنِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ تَقْطِرُ وَلَمْ يُصِبْهُ بَلَلْ ، وَإِنَّهُ سَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَفِيضُ الْمَالُ ، حَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا غَيْرَ الإِِسْلاَمِ ، وحَتَّى يُهْلِكَ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ مَسِيحَ الضَّلاَلَةِ الأَعْورَ الْكَذَّابَ ، وَتَقَعُ الأَمَانَةُ فِي الأَرْضِ ، حَتَّى يَرْعَى الأَسَدُ مَعَ الإِِبِلِ ، وَالنِّمْرَ مَعَ الْبَقَرِ ، وَالذِّئَابَ مَعَ الْغَنَمِ ، وَتَلْعَبُ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ ، وَلاَ يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَيَبْقَى فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يَمُوتُ ، وَيُصَلَّى عَلَيْهِ وَيَدْفِنُونَهُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ دُونَ قَوْلِهِ : وَتَقَعُ الأَمَانَةُ ... إِلَى آخِرِهِ.@

(8/139)

7660- وَعَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَمْ يُسَلَّطْ عَلَى قَتْلِ الدَّجَّالِ إِلاَّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ مُوسَى بْنِ مُطَيْرٍ.

7661- وَعَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , يَوْمَ جُمُعَةٍ لِنَعْرِضَ مُصْحَفًا بِمُصْحَفِهِ ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْجُمُعَةِ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا وَتَطَيَّبْنَا ، وَرُحْنَا إِلَى الْجُمُعَةِ ، فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَتَحَوَّلْنَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : سَيَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةُ أَمْصَارٍ : مَصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ ، وَمَصْرٌ بِالْجَزِيرَةِ ، وَمَصْرٌ بِالشَّامِ ، فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلاَثَ فَزْعَاتٍ ، فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أَعْرَاضِ جَيْشٍ ، فَيَنْهَزِمُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُونَ الْمِصْرَ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ ، فَيَصِيرُ النَّاسُ ثَلاَثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تُقِيمُ وَتَقُولُ نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ ، وَفِرْقَةٌ : تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ ، وَفِرْقَةٌ : تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيَهُمْ ، وَمَعَ الدَّجَّالِ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ السِّيجَانُ ، فَأَكْثَرُ تَبَعَتِهِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ ، ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيَهُمْ فَيَفْتَرِقُ أَهْلُهُ ثَلاَثَ فِرَقٍ ، فِرْقَةٌ تَقُولُ : نُشَامُّهُ نَنْظُرُ مَا هُوَ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ ، وَفِرقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيَهُمْ بِغَرْبِيِّ الشَّامِ ، وَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَقَبَةِ أُفِيقٍ فَيَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ ، فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، أو َتُصيبهمْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ ، وَجَهْدٌ شَدِيدٌ ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَخْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمُ الْغَوْثُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانٍ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ ، فَيَقُولُ لَهُ أَمِيرُ النَّاسِ : تَقَدَّمَ يَا رُوحَ اللهِ فَصَلِّ بِنَا ، فَيَقُولُ : هَذِهِ الأُمَّةُ أُمَرَاءٌ بَعْضُهُمْ عَلَى @

(8/140)

بَعْضٍ ، تَقَدَّمْ أَنْتَ فَصَلِّ بِنَا ، فَيَتَقَدَّمُ الأَمِيرُ فَيُصَلِّي بِهِمْ ، فَإِذَا قَضَى صَلاَتَهُ أَخَذَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ حَرْبَتَهُ فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ ، فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرُّصَاصُ فَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَينَ ثُنْدُوَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ، وَيَهْزِمُ اللَّهُ أَصْحَابَهُ ، فَلَيْسَ شَيء يُوَارِيَ مِنْهُمْ أَحدًا حَتَّى إِنَّ الْحَجَرَ وَالشَّجَرَ لَيَقُولُونَ : يَا مُؤْمِنُ ، هَذَا كَافِرٌ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى ابْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7662- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : يوشك من عاش منكم أن يرى عيسى ابن مريم حكماً عدلا وإمامًا مهديًا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ويضع الجزية ، وتضع الحرب أوزارها.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ورواته ثقات.

7662/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَرْفُوعًا ، وَلَفْظُهُ : عنِ أبي هريرة قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم :يوشك عيسى ابن مريم أن ينزل حكماً مقسطَا وإمامًا عدلا فيقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، وتكون الدعوى واحدة ، فَأَقْرِؤُوهُ السَّلاَمَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، قَالَ : اقْرِؤُوهُ مِنِّي السَّلاَمَ .

7662/3- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلاً ... , فَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ : وَيَرْجِعُ السلم ، وَتُتَّخَذُ السُّيُوفُ مَنَاجِلَ ، وَتَذْهَبُ حُمَّةَ كُلِّ ذِي حُمَّةٍ ، وَتُنْزِلُ السَّمَاءَ رِزْقَهَا ، وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا ، حَتَّى يَلْعَبَ الصَّبِيُّ بِالثُّعْبَانِ فَلاَ يَضُرُّهُ ، وَتَرْعَى الْغَنَمُ مَعَ الذِّئْبَ فَلاَ يَضُرُّهَا.

وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ.

7663- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : {إنه لعلم للساعة} , قال : نزول عيسى ابن مريم , عليه السلام.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ورواته ثقات.

ورواه الحارث مطولا ، وتقدم في سورة الزخرف.@

(8/141)

71- باب في يأجوج ومأجوج

7664- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِنْ وَلَدِ آدَمَ ، وَإِنَّهُمْ لَوْ أُرْسِلُوا عَلَى النَّاسِ لأَفْسَدُوا مَعَايِشَهُمْ ، وَلَنْ يَمُوتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ تَرَكَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَلْفًا فَصَاعِدًا ، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ ثَلاَثُ أُمَمٍ : تَأْوِيلُ ، وتَارِيسُ ، ومنسكُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.

7665- وَعَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَرْمَلَةَ ، عَنْ خَالَتِهِ ، قَالَتْ : خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم النَّاسَ وَهُوَ عَاصِبٌ أُصْبُعَهُ مِنْ لَدْغَةِ عَقْرَبٍ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ تَقُولُونَ : لاَ عَدُوٌّ ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا تُقَاتِلُوا عَدُوًّا حَتَّى تُقَاتِلُوا يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، عِرَاضَ الْوُجُوهِ ، صِغَارَ الْعُيُونِ ، صُهْبُ الشِّعَافِ ، وَمِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7666- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ النَّاسَ لَيَحُجُّونَ ، وَيَعْتَمِرُونَ ، وَيَغْرِسُونَ النَّخْلَ ، بَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَالْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ دُونَ قَوْلِهِ : وَيَغْرِسُونَ النَّخْلَ.

7666/2- وَالْحَاكِمُ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ : لَيَحُجُّنَّ الْبَيْتَ وَلَيَعْتَمِرُونَ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، فَإِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُحَجَّ وَيُعْتَمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَنْقَطِعُ الْحَجُّ بِمَرَّةٍ.@

(8/142)

7667- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ يَحْفُرَانِ كُلَّ يَوْمٍ .

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ مَوْقُوفًا .

7667/2- وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مَرْفُوعًا ، وَلَفْظُهُ : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ يَحْفُرُونَ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى يَكَادُوا أَنْ يَرَوْا شُعَاعَ الشَّمْسِ ، قَالُوا : نَرْجِعُ إِلَيْهِ غَدًا ، فَيَرْجِعُونَ وَهُوَ أَشَدَّ مَا كَانَ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ ، قَالُوا : نَرْجِعُ إِلَيْهِ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِ كَهَيْئَةِ مَا تَرَكُوهُ ، فَيَحْفُرُونَهُ فَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَيَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُمْ إِلَى حُصُونِهِمْ.

7667/3- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فِي السَّدِّ ، قَالَ : يَحْفُرُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَخْرِقُونَهُ ، قَالَ الَّذِينَ عَلَيْهِمُ : ارْجِعُوا فَتَسْتَخْرِقُونَهُ غَدًا ، فَيُعِيدُهُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , كَأَشَدِّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغُوا مُدَّتَهُمْ ، وَأَرَادَ اللَّهُ ، قَالَ الَّذِينَ عَلَيْهِمُ : ارْجِعُوا فَسَتَخْرِقُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَاسْتَثْنَى ، قَالَ : فَيَرْجِعُونَ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ ، فَيَخْرِقُونَهُ ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ ، فَيُسْقَونَ الْمِيَاهَ ، وَيَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُمْ ، فَيَرْمُونَ سِهَامَهُمْ فِي السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدِّمَاءِ ، فَيَقُولُونَ : قَهَرْنَا أَهْلَ الأَرْضِ وَغَلَبْنَا مَنْ فِي السَّمَاءِ قُوَّةً وَعُلُوًّا قَالَ : فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَغْفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيُهْلِكَهُمْ قَالَ : فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَ دَوَابَ الأَرْضِ لَتَسْمِنُ وَتَبْطَرُ وَتَشْكُرُ شُكْرًا ، أَوْ تَسْكَرُ سُكْرًا مِنْ لُحُومِهِمْ.

72- باب في قبض روح كل مؤمن

7668- عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبٍ الأَسْلَمِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِلَى مِئَةِ سَنَةٍ ، يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً ، يَقْبِضُ فِيهَا رُوحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له ، والحاكم وصححه.@

(8/143)

7669- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى مُؤْمِنٍ ، حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ رِيحًا ، فَتَهِبُّ فَلاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ مَاتَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَفِي سَنَدِهِ مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ يَدْرَسُ الإِِسْلاَمُ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

7670- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا حَمْرَاءَ مِنَ الْيَمَنِ ، فَيَكْفِتُ اللَّهُ بِهَا كُلَّ نَفْسٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَمَا يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ مَنْ يَمُوتُ مِنْهَا ، مَاتَ شَيْخٌ فِي بَنِي فُلاَنٍ ، مَاتَتْ عَجُوزٌ فِي بَنِي فُلاَنٍ ، وَيَسْرِي عَلَى كِتَابِ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَلاَ يَبْقَى عَلَى الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ ، وَتُلْقِي الأَرْضُ أَفْلاَذُ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، فَلاَ يُنْتَفَعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمُ ، فَيَمُرُّ بِهَا الرَّجُلُ فَيَضْرِبَهَا بِرِجْلِهِ ، وَيَقُولُ : فِي هَذِهِ كَانَ يُقْتَلُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، وَأَصْبَحَتِ الْيَوْمَ لاَ يُنْتَفَعُ بِهَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنَّ أَوَّلَ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً لَقُرَيْشٌ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكُ أَنْ يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى النَّعْلِ وَهِيَ مُلْقَاةٌ فِي الْكُنَاسَةِ فَيَأْخُذَهَا بِيَدِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : كَانَتْ هَذِهِ نِعَالُ قُرَيْشٍ فِي النَّاسِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

73- باب في إرسال الصواعق وخروج النار

7671- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ جَمِيعًا إِنْ كَادَتْ لَتَسْبِقَنِي.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , ورواته ثقات.@

(8/144)

7672- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تَكْثُرُ الصَّوَاعِقَ عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ ، فَيَقُولُ : مَنْ صُعِقَ فِيكُمُ الْغَدَاةَ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلاَنٌ ، وَفُلاَنٌ ، وَفُلاَنٌ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7673- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَنَزَلْنَا بِذِي الْحُلَيْفَةِ ، فَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَبِتْنَا ، فَتَعَجَّلَ قَوْمٌ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : تَعَجَّلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَالنِّسَاءِ ، أَمَا إِنَّهُمْ سَيَدَعُونَهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ وَقَالَ لِلَّذِينَ أَقَامُوا مَعَهُ مَعْرُوفًا ، ثُمَّ قَالَ : لَيْتَ شِعْرِي مَتَى تَخْرُجُ نَارٌ مِنَ الْيَمَنِ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ ، تُضِئُ لَهَا أَعْنَاقَ الإِِبِلِ بِبُصْرَى مِثْلَ ضَوْءِ النَّهَارِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

7674- وَعَنْ رَافِعِ بْنِ بِشِرٍ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ حَبْسِ سَيْلٍ ، تَسِيرُ سَيْرَ بَطِيئَةِ الإِِبِلِ ، تَسِيرُ بِالنَّهَارِ وَتَكْمُنُ بِاللَّيْلِ ، وَتَغْدُو وَتَرُوحُ ، يُقَالَ : غَدَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَاعْدُوا ، قَالَتِ النَّارُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، فَقِيلُوا ، رَاحَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَرُوحُوا ، مَنْ أَدْرَكَتْهُ أَكَلَتْهُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(8/145)

99- كتاب القيامة وأهوالها

1- باب ما جاء في أرواح المؤمنين

7675- عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ تَعَلَّقَ بِشَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَها اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْهُ مُرْسَلاً ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .

7675/2- وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مَرْفُوعًا ، وَلَفْظُهُمَا : عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : لَمَّا حَضَرَ كَعْبًا الْوَفَاةُ أَتَتْهُ أُمُّ مُبَشِّرٍ بِنْتُ الْبَرَاءِ ، قَالَتْ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، إِنْ لَقِيتَ أَبِي فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ ، قَالَ : فَقَالَ لَهَا : غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ ، نَحْنُ أَشْغَلَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : أَمَا سَمِعْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ، وَإِنَّ نَسَمَةَ الْكَافِرِ فِي سِجِّينٍ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَهُوَ ذَاكَ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ هَانِئٍ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

2- باب بلاء الميت إلا عجب الذنب ، وكيف يحيى الله الموتى ، وما جاء في نفخ الصور وغير ذلك مما يذكر

7676- وَعَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوتَى ؟ قَالَ : أَمَا مَرَرْتَ بِوَادٍ مُمْحِلٍ ، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ خَضِرًا ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَكَذَلِكَ النُّشُورُ ، أَوْ قَالَ : كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

7677- عَنْ عَبْدِ اللهِ ، رضي الله عنه قال : الصور كهيئة القرن ينفخ فيه.

رواه مسدد موقوفًا ورواته ثقات.@

(8/146)

7677/2- وأبو يعلى الموصلي مرفوعًا ولفظه : عن عبد الله أن أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا الصُّورُ ؟ قَالَ : قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عبد الله بن عباس ، وتقدم في سورة المدثر ، وآخر من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَحَسَّنَهُ ، وَابْنُ حِبَّانَ في صحيحه ، والحاكم ، وصححه.

7678- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَأْكُلُ الأَرْضُ كُلَّ شَيء مِنَ الإِِنْسَانِ إِلاَّ عَجْبَ ذَنَبِهِ قِيلَ : وَمَا مَثَلُ مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : مِثْلَ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْهُ تُنشؤن.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

عَجْبُ الذَّنَبِ : بِفَتْحِ الْعَيْنِ ، وَإِسْكَانِ الْجِيمِ ، بَعْدَهَا بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ ، أَوْ مِيمٌ : هَوُ الْعَظْمُ الْحَدِيدُ الَّذِي يَكُونُ فِي أَصْلِ الصُّلْبِ ، وَأَصْلُ الذَّنَبِ مِنْ ذَوَاتِ الأَرْبَعِ.

7679- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا فَرَغَ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ خَلَقَ الصُّورَ فَأَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ ، فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلَى فِيهِ ، شَاخِصٌ إِلَى الْعَرْشِ بِبَصَرِهِ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ @

(8/147)

قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الصُّورُ ؟ قَالَ : قَرْنٌ قَالَ : فَكَيْفَ هُوَ ؟ قَالَ : عَظِيمٌ قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ إِنَّ أَعْظَمَ دَارَةٍ فِيهِ كَعَرْضِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، يُنْفَخُ فِيهِ ثَلاَثَ نَفْخَاتٍ : الأُولَى : نَفْخَةُ الْفَزَعِ ، وَالثَّانِيَةُ : نَفْخَةُ الصَّعْقِ ، وَالثَّالِثَةُ : نَفْخَةُ الْقِيَامِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، يَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِالنَّفْخَةِ الأُولَى ، فَيَقُولُ : انْفُخْ نَفْخَةَ الْفَزَعِ ، فَيَنْفُخُ نَفْخَةَ الْفَزَعِ ، فَيْفَزَعُ أَهْلُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَيَأْمُرُهُ فَيَمُدُّهَا وَيُطِيلُهَا فَلاَ يَفْتَرُ ، وَهِيَ الَّتِي تَقُولُ : {مَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} ، فَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرَ السَّحَابِ فَتَكُونُ سَرَابًا ، وَتَرْتَجُّ الأَرْضُ بِأَهْلِهَا رَجًّا ، فَتَكُونُ كَسَفِينَةٍ مُوبَقَةٍ فِي الْبَحْرِ تَضْرِبُهَا الأَمْوَاجُ تَكْفَؤُهَا بِأَهْلِهَا ، كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ بِالْعَرْشِ تُرَّجِحُهُ الأَرْوَاحُ أَلاَ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} فَيَمِيدُ النَّاسُ عَلَى ظَهْرِهَا فَتَذْهَلُ الْمَرَاضِعُ ، وَتَضَعُ الْحَوَامِلُ ، وَيَشِيبُ الْوِلْدَانُ ، وَتَطِيرُ الشَّيَاطِينُ هَارِبَةً مِنَ الْفَزَعِ حَتَّى تَأْتِيَ الأَقْطَارَ ، فَتَلْقَاهَا الْمَلاَئِكَةُ تَضْرِبُ وُجُوهَهَا ، فَتَرْجِعُ ، ثُمَّ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ ، يُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : {يَوْمُ التَّنَادِ} ، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ تَصَدَّعَتِ الأَرْضُ بِدْعَيْنِ مِنْ قُطْرٍ إِلَى قُطْرٍ ، فَرَأَوْا أَمْرًا عَظِيمًا لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ ، وَأَخَذَهُمْ مِنْ ذَلِكَ مِنَ الْكَرْبِ وَالْهَوْلِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ ، ثُمَّ تُطْوَى السَّمَاءُ فَإِذَا هِيَ كَالْمُهْلِ ، ثُمَّ انْشَقَّتِ السَّمَاءُ ، وَانْتَثَرَتْ نُجُومُهَا ، وَخُسِفَ شَمْسُهَا وَقَمَرُهَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الأَمْوَاتُ لاَ يَعْلَمُونَ بِشَيء مِنْ ذَلِكَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ حِينَ يَقُولُ : {فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} قَالَ : أُولَئِكَ الشُّهَدَاءُ ، وَإِنَّمَا يَصِلُ الْفَزَعُ إِلَى الأَحْيَاءِ ، وَالأَحْيَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، وَقَاهُمُ اللَّهُ فَزَعَ ذَلِكَ الْيَوْمُ ، وَأَمَّنَهُمْ مِنْهُ ، وَهُوَ عَذَابُ اللهِ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ ، قَالَ : وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ : {يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ} فَيَمْكُثُونَ فِي ذَلِكَ الْبَلاَءِ مَا شَاءَ اللَّهُ إِلاَّ أَنَّهُ يَطُولُ ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِسْرَافِيلَ بِنَفْخَةِ الصَّعْقِ ، فَيَقُولُ : انْفُخْ نَفْخَةَ الصَّعْقِ ، فَيَصْعَقُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ @

(8/148)

إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَإِذَا خَدَمُوا ، َجَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَاتَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَنْ شِئْتَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ بَقِيَ : فَمَنْ بَقِيَ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبُّ ، بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ ، وَبَقِيَتْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، وَبَقِيَ جِبْرِيلُ ، وَمِيكَائِيلُ ، وَبَقِيتُ أَنَا ، فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : أَمِتْ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، فَيُنْطِقُ اللَّهُ الْعَرْشَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبُّ ، يَمُتْ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ ؟ فَيَقُولُ : اسْكُتْ إِنِّي كَتَبْتُ الْمَوْتَ عَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ تَحْتَ عَرْشِي ، فَيَمُوتَانِ ، ثُمَّ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوتِ إِلَى الْجَبَّارِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَيَقُولُ : يَا رَبُّ ، بَقِيتُ أَنَا فَيَقُولُ : لِيَمُتْ حَمَلَةُ عَرْشِي ، فَتَمُوتُ ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ الْعَرْشَ فَيَقْبِضَ الصُّورَ مِنْ إِسْرَافِيلَ ، ثُمَّ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى الْجَبَّارِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبُّ ، بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ ، وَبَقِيتُ أَنَا ، فَيَقُولُ اللَّهُ : أَنَتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي ، خَلَقْتُكَ لَمَّا رَأَيْتُ ، فَمُتْ ، فَيَمُوتُ ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، كَانَ إِذًا كَمَا كَانَ أَوَّلاً ، طَوَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ ، ثُمَّ دَحَاهُمَا ، ثُمَّ يُلْقِهِمَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، وَقَالَ : أَنَا الْجَبَّارُ ثَلاَثًا ، ثُمَّ يَهْتِفُ بِصَوْتِهِ : {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمُ} ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَلاَ يُجِيبُهُ أحَدٌ ، ثُمَّ يَقُولُ لِنَفْسِهِ : {للَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} ، وَيُبَدِّلُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , الأَرْضَ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ يَبْسُطُهَا ، وَيَمُدُّهَا مَدَّ الأَدِيمِ الْعُكَاظِ ، لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجًا ، وَلاَ أَمْتًا ، ثُمَّ يَزْجُرُ اللَّهُ الْخَلْقَ زَجْرَةً ، فَإِذَا هُمْ فِي هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ فِي مِثْلِ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الأُولَى مَنْ كَانَ فِي بَطْنِهَا كَانَ فِي بَطْنِهَا ، وَمَنْ كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا ، ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ ، فَتُمْطِرَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، حَتَّى يَكُونَ الْمَاءُ فَوْقَهُمُ اثْني عَشَرَ ذِرَاعًا ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ الأَجْسَادَ أَنْ تَنْبُتَ كَنَبَاتِ الطّرَائِيثِ ، أَوْ كَنَبَاتِ الْبَقِّ ، حَتَّى إِذَا تَكَامَلَتْ أَجْسَادُهُمْ ، فَكَانَتْ كَمَا كَانَتْ ، قَالَ اللَّهُ : لِيَجِئْ حَمَلَةُ عَرْشِي ، فَيَجِيؤُونَ ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ فَيَأْخُذُ الصُّورَ وَيَضَعُهُ عَلَى فِيهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : لِيَجِئْ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ ، فَيَجِيئَانِ ، ثُمَّ يَدْعُو اللَّهُ بِالأَرْوَاحِ فَيُؤتَى بِهِمَا فَتَبْهَجُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ نُورًا وَالأُخْرَى ظُلْمَةً ، فَيَقْبِضَهَا جَمِيعًا ، ثُمَّ يُلْقِيهَا فِي الصُّورِ ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , إِسْرَافِيلَ أَنْ يَنْفُخَ نَفْخَةَ الْبَعْثِ ، فَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ كَأَنَّهَا النَّحْلُ ، قَدْ مَلأَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لَتَرْجِعَنَّ كُلُّ رُوحٍ إِلَى جَسَدِهَا ، فَتَدْخُلُ الأَرْوَاحُ فِي الأَرْضِ إِلَى الأَجْسَادِ ، فَتَدْخُلُ فِي الْخَيَاشِيمِ تَمْشِي فِي الأَجْسَادِ مَشْيَ @

(8/149)

السُّمِّ فِي اللَّدِيغِ ، ثُمَّ تَنْشَقُّ الأَرْضُ عَنْكُمْ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ ، فَتَخْرُجُونَ مِنْهَا سِرَاعًا إِلَى رَبِّكُمْ تَنْسِلُونَ ، مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ حُفَاةً عُرَاةً غُلْفًا غُرْلاً ، ثُمَّ تَقِفُونَ مَوْقِفًا وَاحِدًا مِقْدَارَ سَبْعِينَ عَامًا لاَ يُنْظَرُ إِلَيْكُمْ ، وَلاَ يُقْضَى بَيْنَكُمْ ، فَتَبْكُونَ حَتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ ثُمَّ تَدْمَعُونَ دَمًا ، وَتَعْرَقُونَ حَتَّى يَبْلُغَ ذَلِكَ مِنْكُمْ أَنْ يُلْجِمَكُمْ ، أَوْ يَبْلُغَ الأَذْقَانَ ، فَتَصِيحُونَ وَتَقُولُونَ : مَنْ يَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا يَقْضِي بَيْنَنَا ؟ فَيَقُولُونَ : مَنْ أَحَقُّ بِذَلِكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ آدَمَ ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَكَلَّمَهُ قَبْلاً فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَيَأْبَى ، وَيَقُولُ : مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَسْتَقْرُونَ الأَنْبِيَاءَ نَبِيًّا نَبِيًّا ، كُلَّمَا جَاؤُوا نَبِيًّا أَبَى عَلَيْهِمْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حَتَّى يَأْتُونِي ، فَأَنْطَلِقُ حَتَّى آتِيَ الْفَحْصَ فَأَخِرُّ سَاجِدًا فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْفَحْصُ ؟ قَالَ : قُدَّامَ الْعَرْشِ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيَّ مَلِكًا فَيَأْخُذَ بِعَضُدِي فَيَرْفَعَنِي ، فَيَقُولُ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، فَأَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : مَا شَأْنُكَ ؟ وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَأَقُولُ : رَبِّ وَعَدْتَنِي الشَّفَاعَةَ فَشَفِّعْنِي فِي خَلْقِكَ فَاقْضِ بَيْنَهُمْ قَالَ : قَدْ شَفَّعْتُكَ ، أَنَا آتِيكُمْ فَأَقْضِيَ بَيْنَكُمْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَأَرْجِعُ فَأَقِفُ مَعَ النَّاسِ ، فَبَيْنَا نَحْنُ وُقُوفٌ سَمِعْنَا حَسًّا مِنَ السَّمَاءِ شَدِيدًا ، فَيَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا مِثْلَ مَنْ فِي الأَرْضِ مِنَ الْجِنِّ وَالإِِنْسِ ، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الأَرْضِ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِهِمْ وَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ ، وَقُلْنَا لَهُمْ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ قَالُوا : لاَ وَهُوَ آتٍ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ بِمِثْلِ مَنْ نَزَلَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَمِثْلِ مَنْ نَزَلَ مِنَ الْجِنِّ وَالإِِنْسِ حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الأَرْضِ بِنُورِهِمْ وَأَخَذُوا مَصَافَّهُمْ ، وَقُلْنَا لَهُمْ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ قَالُوا : لاَ وَهُوَ آتٍ ، ثُمَّ يَنْزِلُونَ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ مِنَ التَّضْعِيفِ ، حَتَّى يَنْزِلُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلاَئِكَةُ ، يَحْمِلُ عَرْشَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ وَهُمُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ ، أَقْدَامُهُمْ عَلَى تُخُومِ الأَرْضِ السُّفْلَى ، وَالأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ إِلَى حُجَزِهِمْ وَالْعَرْشُ عَلَى مَنَاكِبِهِمْ ، لَهُمْ زَجَلٌ مِنْ تَسْبِيحِهِمْ ، تَقُولُ : سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ ، سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي يُمِيتُ الْخَلاَئِقَ ، وَلاَ يَمُوتُ ... ، فَيَضَعُ اللَّهُ كُرْسِيَّهُ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَرْضِهِ ، ثُمَّ يَهْتِفُ بِصَوْتِهِ ، فَيَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِِنْسِ ، إِنِّي قَدْ أَنْصَتُّ لَكُمْ مِنْ يَوْمِ خَلَقْتُكُمْ إِلَى يَوْمِكُمْ هَذَا أَسْمَعُ قَوْلَكُمْ وَأُبْصِرُ أَعْمَالَكُمْ فَانْصِتُوا لِي ، فَإِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ وَصُحُفِكُمْ تُقْرَأُ عَلَيْكُمْ ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ جَهَنَّمَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا عُنُقٌ سَاطِعٌ مُظْلِمٌ ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} @

(8/150)

أَوَ بِهَا تُكَذِّبُونَ ، شَكَّ أَبُو عَاصِمٍ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ فَيَمِيزُ اللَّهُ النَّاسَ وَتَجْثُوا الأُمَمُ ، يَقُولُ : {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ} فَيَقْضِي بَيْنَ خَلْقِهِ إلا الثَّقَلَيْنِ الإِِنْسُ وَالْجِنُّ ، فَيَقْضِي اللَّهُ بَيْنَ الْوُحُوشِ وَالْبَهَائِمِ حَتَّى إِنَّهُ لَيُقيد الْجَمَّاءَ مِنْ القرناء ، فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَلَمْ تَبْقَ تَبَعَةٌ وَاحِدَةٌ لأُخْرَى ، قَالَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لَهَا : كُونِي تُرَابًا ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ : يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ، ثُمَّ يَقْضِي اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَكُونُ أَوَّلُ مَا يُقْضِي فِيهِ الدِّمَاءُ ، وَيَأْتِي كُلُّ قَتِيلٍ فِي سَبِيلِ اللهِ وَيَأْمُرُ اللَّهُ فَيَأْخُذُ مَنْ قَتَلَ فَتُحْمَلُ رَأْسُهُ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبُّ ، فِيمَ قَتَلَنِي هَذَا ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , وَهُوَ أَعْلَمُ : فِيمَ قَتَلْتَهُمْ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، قَتَلْتُهُمْ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ : صَدَقْتَ ، فَيَجْعَلُ اللَّهُ وَجْهَهُ مِثْلَ نُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ يُشَيِّعَهُ إِلَى الْجَنَّةِ ، ثُمَّ يَأْتِي كُلُّ مَنْ كَانَ يَقْتُلُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَيَأْمُرُ مَنْ قُتِلَ بِحَمْلِ رَأْسِهِ تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، فِيمَ قَتَلَنِي هَذَا ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ : وَهُوَ أَعْلَمُ : لم ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، قَتَلْتُهُمْ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لي فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : تَعِسْتَ ، ثُمَّ مَا تَبْقَى نَفْسٌ قَتَلَهَا إِلاَّ قُتِلَ بِهَا ، وَلاَ مَظْلَمَةٌ إِلاَّ أُخِذَ بِهَا ، وَكَانَ فِي مَشِيئَةِ اللهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ ، ثُمَّ يَقْضِي اللَّهُ بَيْنَ مَا بَقِيَ مِنْ خَلْقِهِ حَتَّى لاَ تَبْقَى مَظْلَمَةٌ لأَحَدٍ عِنْدَ أَحَدٍ إِلاَّ أَخَذَهَا اللَّهُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُكَلَّفُ شَائِبُ اللَّبَنِ بِمَاءٍ ثُمَّ يَبِيعُهُ أَنْ يُخَلِّصَ اللَّبَنَ مِنَ الْمَاءِ ، فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ نَادَى مُنَادٍِ يُسْمِعُ الْخَلاَئِقَ كُلَّهُمْ ، يُقَالُ : لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِأَهْلِيهِمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ، فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ عَبَدَ مِنْ دُونِ اللهِ شَيئًا إِلاَّ مُثِّلَتْ لَهُ آلِهَتُهُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ ، فَيُجْعَلُ يَوْمَئِذٍ مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عَلَى صُورَةِ عُزَيْرٍ ، وَيُجْعَلُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عَلَى صُورَةِ عِيسَى ، فَيَتْبَعُ هَذَا الْيَهُودُ ، وَيَتْبَعُ هَذَا النَّصَارَى ، ثُمَّ قَادَتْهُمْ آلِهَتُهُمْ إِلَى النَّارِ ، فَهُوَ الّذِي يَقُولُ : {لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} فَإِذَا لَمْ يَبْقَ إِلاَّ الْمُؤْمِنُونَ فِيهِمُ @

(8/151)

الْمُنَافِقُونَ أَتَاهُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيمَا شَاءَ بِرَهْبَتِهِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ذَهَبَ النَّاسُ فَالْحَقُوا بِآلِهَتِكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ، فَيَقُولُونَ : وَاللهِ مَا لَنَا إِلَهٌ إِلاَّ اللَّهُ ، مَا كُنَّا نُعْبُدُ غَيْرَهُ ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ وَهُوَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ثُمَّ يَأْتِيَهُمْ ، فَيَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ذَهَبَ النَّاسُ فَالْحَقُوا بِآلِهَتِكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ، فَيَقُولُونَ : وَاللهِ مَا لَنَا إِلَهٌ إِلاَّ اللَّهُ مَا كُنَّا نَعْبُدُ غَيْرَهُ ، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ وَيَتَجَلَّى لَهُمْ مِنْ عَظَمَتِهِ مَا يَعْرِفُونَ به رَبُّهُمْ فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا عَلَى وُجُوهِهِمْ ، وَيَخِرُّ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلَى قَفَاهُ وَيَجْعَلُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , أَصْلاَبَهُمْ كَصَيَاصِيِّ الْبَقَرِ ، ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لَهُمْ فَيُرْفَعُونَ ، وَيَضْرِبُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , الصِّرَاطَ بَيْنَ ظَهْرَانِي جَهَنَّمَ كَحَدِّ الشَّعْرِ ، أَوْ كَعَقْدِ ، أَوْ كَحَدِّ السَّيْفِ عَلَيْهِ كَلاَلِيبٌ وَخَطَاطِيفٌ وَحَسكٌ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ وَهُوَ جِسْرٌ فَيَمُرُّونَ كَطَرْفِ الْبَصَرِ ، أَوْ كَلَمْحِ الْبَصَرِ ، أَوْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ، أَوْ كَمَدِّ الرِّيحِ ، أَوْ كَجِيَادِ الْخَيْلِ ، أَوْ كَجِيَادِ الرِّكَابِ ، أَوْ كَجِيَادِ الرِّجَالِ ، فَنَاجٍ سَالِمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٍ وَمَكْدُوحٍ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَهَنَّمَ ، فَإِذَا قَضَى اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالُوا : مَنْ يَشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَيُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ ؟ فَيَقُولُونَ : مَنْ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْ أَبِيكُمْ آدَمَ خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَكَلَّمَهُ قِبَلاً ، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَيَذْكُرُ ذَنبًا ، وَيَقُولُ : مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِنُوحٍ فَإِنَّهُ أَوَّلُ رُسُلِ اللهِ ، فَيُؤْتَى نُوحٌ فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا ، وَيَقُولُ : مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، وَيَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا ، وَيَقُولُ : مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَإِنَّهُ قَرَّبَهُ نَجِيًّا وَكَلَّمَهُ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ ، فَيُؤْتَى مُوسَى صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَيَذْكُرُ ذَنْبًا ، فَيَقُولُ : لَسْتُ أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِرُوحِ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , وَكَلِمَتِهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَيُؤْتَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيُطْلَبُ ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَيَقُولُ : مَا أَنَا بِصَاحِبِ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَيَأْتُونَنِي وَلِي عِنْدَ رَبِي , عَزَّ وَجَلَّ , ثَلاَثُ شَفَاعَاتٍ وَعَدَنِيهِنَّ ، فَأَنْطَلِقُ فَآتِيَ الْجَنَّةَ وَآخُذُ بِحَلَقَةِ الْبَابِ ، ثُمَّ أَسْتَفْتِحُ ، فَيُفْتَحُ لِي فَأُحَيِّي وَيُرَحَّبُ بِي فَإِذَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَنَظَرْتُ إِلَى رَبِي خَرَرْتُ سَاجِدًا ، فَيَأْذَنَ اللَّهُ مِنْ حَمْدِهِ وَتَمْجِيدِهِ بِشَيء مَا أَذِنَ بِهِ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لِيَ : ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ ، اشْفَعْ تُشَفَّعُ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، فَإِذَا رَفَعْتُ رَأْسِيَ قَالَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , وَهُوَ أَعْلَمُ : @

(8/152)

ممَا شَأْنُكَ ؟ فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، وَعَدْتَنِيَ الشَّفَاعَةَ فَشَفِّعْنِي فِي أَهْلِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : قَدْ شَفَّعْتُكَ وَأَذِنْتُ لَهُمْ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أَنْتُمْ فِي الدُّنْيَا بِأَعْرَفَ بِأَزْوَاجِهِمْ وَمَسَاكِنِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِأَزْوَاجِهِمْ وَمَسَاكِنِهِمْ ، فَيَدْخُلُ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةٍ فِيمَا يُنْشِئُ وَثِنْتَيْنِ مِنْ وَلَدِ آدَمَ لَهُمَا فَضْلٌ عَلَى مَا أَنْشَأَ اللَّهُ بِعِبَادَتِهِمَا اللَّهَ فِي الدُّنْيَا ، فَيُدْخِلُ اللَّهُ الأُولَى مِنْهُنَّ فِي غُرْفَةٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلٍ بِاللُّؤْلُؤِ عَلَيْهِ تِسْعُونَ زَوْجًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ وَإِنَّهُ لَيَضَعُ يَدَهُ بَينَ كَتِفَيْهَا ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى يَدَهِ فِي صَدْرِهَا مِنْ وَرَاءِ ثِيَابِهَا وَجِلْدِهَا وَلَحْمِهَا ، وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى مُخِّ سَاقِهَا كَمَا يَنْظُرُ أَحَدُكُمْ إِلَى السَّلْكِ فِي قَصَبَةِ الْيَاقُوتِ ، كَبِدُهُ لَهَا مِرْآةٌ ، فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَهَا لاَ يَمَلُّهَا ، وَلاَ تَمَلُّهُ لاَ يَأْتِيهَا مِنْ مَرَّةٍ إِلاَّ وَجَدَهَا عَذْرَاءَ مَا يَفْتَرُ ذَكَرُهُ ، وَلاَ تَشْتَكِي قُبُلَهَا ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ نُودِيَ : قَدْ عَرَفْنَا أَنَّكَ لاَ تَمَلّ ، وَلاَ تُمَلُّ إِنَّهُ لاَ مَنِيَّ ، وَلاَ مَنِيَّةً إِلاَّ أَنْ يَكُونَ أَزْوَاجٌ غَيْرَهَا ، فَيَخْرُجُ فَيَأْتِيهِنَّ وَاحِدَةً وَاحِدَةً ، كُلَّمَا جَاءَ وَاحِدَةً ، قَالَتْ : وَاللهِ مَا فِي الْجَنَّةِ شَيء أَحْسَنَ مِنْكَ وَمَا فِي الْجَنَّةِ شَيء أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْكَ ، فَإِذَا وَقَعَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ وَقَعَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ رَبِّكَ أَوْبَقَتْهُمْ أَعْمَالُهُمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُ قَدَمَيْهِ لاَ يُجَاوِزُ ذَلِكَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُ إِلَى حِقْوَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُ جَسَدَهُ كُلَّهُ إِلاَّ وَجْهَهُ فَحَرَّمَ اللَّهُ صُورَتَهُ عَلَيْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا رَبِّ ، مَنْ وَقَعَ فِي النَّارِ مِنْ أُمَّتِي ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ ، فَيَخْرُجُ أُولَئِكَ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ ، ثُمَّ يَأْذَنَ اللَّهُ فِي الشَّفَاعَةِ فَلاَ يَبْقَى نَبِيٌّ ، وَلاَ شَهِيدٌ إِلاَّ شُفِّعَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ زِنَةَ الدِّينَارِ إِيمَانًا فَيَخْرُجُ أُولَئِكَ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ ، ثُمَّ يَشْفَعُ اللَّهُ ، فَيَقُولُ : أَخْرِجُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ إِيمَانًا ثُلُثَيْ دِينَارٍ ، ثُمَّ يَقُولُ : نِصْفَ دِينَارٍ ، ثُمَّ يَقُولُ : ثُلُثَ دِينَارٍ ، ثُمَّ يَقُولُ : سُدُسَ دِينَارٍ ، ثُمَّ يَقُولُ : قِيرَاطً ، ثُمَّ يَقُولُ : حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ ، فَيُخْرِجُ أُولَئِكَ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنْهُمْ وَاحِدٌ حَتَّى لاَ يَبْقَى فِي النَّارِ مَنْ عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ وَحَتَّى لاَ يَبْقَى أَحَدٌ لَهُ شَفَاعَةٌ إِلاَّ شُفِّعَ ، حَتَّى إِنَّ إِبْلِيسَ لَيَتَطَاوَلُ لِمَا يَرَى مِنْ رَحْمَةِ اللهِ رَجَاءَ أَنْ يُشْفَعَ لَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : بَقِيتُ أَنَا وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَيُدْخِلَ اللَّهُ يَدَهُ فِي جَهَنَّمَ ، فَيُخْرِجَ مِنْهَا مَا لاَ يُحْصِيهُ غَيْرُهُ ، كَأَنَّهُمْ خَبَثٌ فَيُلْقِيَهُمُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , عَلَى نَهْرٍ ، يُقَالُ لَهُ : نَهْرُ الْحَيَوَانِ فَيَنْبِتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ فَمَا يَلِي الشَّمْسَ منها أُخَيْضِرُ وَمَا يَلِي الظِّلَّ مِنْهَا أَصْفَرَ فَيَنْبُتُونَ كَنَبَاتِ الطَّرَاثِيثِ حَتَّى يَكُونُوا أَمْثَالَ الدُّرِّ ، مَكْتُوبٌ فِي رِقَابِهِمُ الْجُهَنَّمِيُّونَ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ ، يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِذَلِكَ الْكِتَابِ مَا عَمِلُوا خَيْرًا قَطُّ فَيُلْقَونَ فِي الْجَنَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.@

(8/153)

7680- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَاحِبَ الصُّورِ ، فَقَالَ : عَنْ يَمِينِهِ جِبْرِيلُ ، وَعَنْ يَسَارَهِ مِيكَائِيلُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِي.

3- باب في البعث والحساب والميزان وغير ذلك مما يذكر

فيه حديث أنس بن مالك وتقدم في الصلاة في باب الحساب على الصلاة.

7681- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بُعِثْتُ أَنَا وَقِيَامِ السَّاعَةِ قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا : وَرَأَى فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ ضَمَّ أُصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالسَّبَّابَةُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَاشِمٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرٍ.

7682- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ تَلَتْ : {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} ثُمَّ تَلَتْ : يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .@

(8/154)

7682/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مَرْفُوعًا بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدٌ فَيُغْفَرْ لَهُ ، يَرَى الْمُسْلِمُ عَمَلَهُ فِي قَبْرِهِ ، وَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ}.

7683- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرَّجُلاَنِ يَتَبَايَعَانِ الثَّوْبَ لاَ يَتَبَايَعَانِهِ ، وَلاَ يَطْوِيَانِهِ.

رَوَاهُ الْحُمَيْدِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7683/2- ورواه ابن حبان في صحيحه لتقوم الساعة وثوبهما بينهما لا يتبايعانه ولا يطويانه ، ولتقوم الساعة وقد انصرف بلبن لقحته لا يطعمه ، ولتقوم الساعة وهو يلوط حوضه لا يسقيه ، ولتقوم الساعة ورفع لقمته إلى فيه لا يطعمها.

7684- وَعَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , هَذَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَ : إِذَا حُشِرَ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَامُوا أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى رُؤُوسِهِمُ الشَّمْسُ ، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ ، يَنْتَظِرُونَ الْفَصْلَ كُلُّ بَرٍّ مِنْهُمْ وَفَاجِرٍ ، لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْهُمْ بَشَرٌ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : أَلَيْسَ عَدْلاً مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ ، ثُمَّ عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ أَنْ يُوَلِّيَ كُلّ قَوْمٍ مَا تَوَلَّوْا ؟ فَيَقُولُونَ : بَلَى ، فَيُنَادِي بِذَلِكَ مَلَكٌ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ يُمَثَّلُ لِكُلِّ قَوْمٍ آلِهَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا ، فَيَتَّبِعُونَهَا حَتَّى تُورِدَهُمُ النَّارَ ، وَيَبْقَى الْمُؤمِنُونَ وَالْمُنَافِقُونَ ، فَيَخِرُّ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّدًا ، وَتَدْمَجُ أَصْلاَبُ الْمُنَافِقِينَ فَتَكُونُ عَظْمًا وَاحِدًا كَأَنَّهَا صَيَاصِيُّ الْبَقَرِ ، وَيَخِرُّونَ عَلَى أَقْفِيَتِهِمْ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ : ارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ إِلَى نُورِكُمْ بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ ، فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْجَبَلِ ، @

(8/155)

وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْقَصْرِ ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْبَيْتِ ، حَتَّى ذَكَرَ مِثْلَ الشَّجَرَةِ فَيَنْصَرِفَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَكَالرِّيحِ ، وَكَحَضْرِ الْفَرَسِ ، وَكَأَشْدَادِ الرجال ، حَتَّى يَبْقَى آخِرُ النَّاسِ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ مِثْلُ السِّرَاجِ ، فَأَحْيَانًا يُضِئُ لَهُ ، وَأَحْيَانًا يَخْفَى عَلَيْهِ ، فَتنفث مِنْهُ النَّارُ ، فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ ، فَيَقُولُ : مَا يَدْرِي أَحَدٌ مَا نَجَا مِنْهُ غَيْرِي ، وَلاَ أَصَابَ أَحَدًا مِثْلَ مَا أَصَبْتُ ، إِنَّمَا أَصَابَنِي حَرُّهَا وَنَجَوْتُ مِنْهَا ، قَالَ : فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَدْخِلْنِي هَذَا الْبَابَ ، فَيَقُولُ : عَبْدِي لَعَلِّي إِذَا أَدْخَلْتُكَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ إِنْ أَدْخَلْتَنِيهِ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، قَالَ : فَيَدْخُلَهُ فَبَيْنَمَا هُوَ مُعْجَبٌ بِمَا هُوَ فِيهِ إِذْ فُتِحَ لَهُ بَابٌ آخَرُ ، فَيَسْتَحْقِرَ فِي عَيْنَهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَدْخِلْنِي هَذَا ، فَيَقُولُ : أَوَلَمْ تَزْعُمُ أَنَّكَ لاَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ ؟ فَيَقُولُ : وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ إِنْ أَدْخَلْتَنِي لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، قَالَ : فَيُدْخِلَهُ ، حَتَّى يُدْخِلَهُ أَرْبَعَ أَبْوَابٍ كُلُّهَا يَسْأَلُهَا ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ مِثْلُ النُّورِ ، فَإِذَا رَآهُ هَوَى يَسْجُدُ لَهُ ، فَيَقُولُ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَيَقُولُ : أَلَسْتَ بِرَبِّي ؟ فَيَقُولُ : إِنَّمَا قَهْرَمَانٌ ، لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَلْفَ قَهْرَمَانٍ عَلَى أَلْفِ قَصْرٍ بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةَ السَّنَةِ ، يُرَى أَقْصَاهَا كَمَا يُرَى أَدْنَاهَا ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءٍ ، فِيهَا سَبْعُونَ بَابًا ، فِي كُلِّ بَابٍ مِنْهَا أَبُوَابٌ أَزْوَاجٍ وَسُرُرٌ وَمَنَاصِفُ ، فَيَقْعُدُ مَعَ زَوْجَتِهِ ، فَتُنَاوِلُهُ الْكَأْسَ ، فَتَقُولُ : لأَنْتَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ الْكَأْسَ أَحْسَنَ مِنْكَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا ، وَيَقُولُ لَهَا : لأَنْتِ مُنْذُ نَاوَلْتِينِي الْكَأْسَ أَحْسَنَ مِنْكِ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا ، وَعَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةٌ أَلْوَانُهَا شَتَّى ، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا ، وَيَلْبَسُ الرَّجُلُ ثِيَابَهُ عَلَى كَبِدِهَا ، وَكَبِدُهَا مِرْآتُهُ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ .

7684/2- وَكَذَا الطَّبَرَانِيُّ ، وَلَفْظُهُ : عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ، قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ ، يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ ، قَالَ : وَيَنْزِلُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الْكُرْسِيِّ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلا تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ أُنَاسٍ مِنْكُمْ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَيَقُولُونَ فِي الدُّنْيَا , أليس ذلك @

(8/156)

عدلا من ربكم ؟ قالوا : بلى. فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويقولون في الدنيا ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ وَيُمَثَّلُ لَهُمْ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الشَّمْسِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْقَمَرِ ، وَالأَوْثَانِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَأَشْبَاهِ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ، قَالَ : وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانَ عِيسَى ، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانَ عُزَيْرٍ ، وَيَبْقَى مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : إِنَّ لَنَا إِلَهًا مَا رَأَيْنَاهُ ، فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَهُ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ ؟ فَيَقُولُونَ : إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلاَمَةٌ إِذَا رَأَيْنَاهَا عَرَفْنَاهَا ، قَالَ : فَيَقُولُ : مَا هِيَ ؟ فَيَقُولُونَ : يَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَخِرُّ كُلُّ مَنْ كَانَ نَظَرَهُ ، وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِيِّ الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رُؤُوسَهُمْ ، فَيُعْطِيهِمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَدِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلاً يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يُضِئُ مَرَّةً وَيُطْفِئُ أُخْرَى ، فَإِذَا أَضَاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ ، وَإِذَا أُطْفِئَ قَامَ ، قَالَ : وَالرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَامُهُمْ ، حَتَّى يَمُرَّ فِي النَّارِ ، فَيَبْقَى أَثَرُهُ كَحَدِّ السَّيْفِ ، قَالَ : فَيَقُولُ : فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِمْ ، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرْفَةِ الْعَيْنِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالسَّحَابِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الْفَرَسِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرَّجُلِ ، حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي يُعْطَى نُورَهُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ ، يَجْثُو عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ، تَخِرُّ يَدٌ وَتَعْلَقُ يَدٌ ، وَتَخِرُّ رِجْلٌ وَتَعْلَقُ رِجْلٌ ، وَتُصِيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ ، فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ ، فَإِذَا خَلُصَ وَقَفَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَعْطَانِيَ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا إِذْ نَجَّانِي مِنْهَا بَعْدَ إِذْ رَأَيْتُهَا قَالَ : فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى غَدِيرٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُ ، فَيَعُودُ إِلَيْهِ رِيحُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَلْوَانُهُمْ ، فَيَرَى مَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ خَلَلِ الْبَابِ ، فَيَقُولُ : رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ : أَتَسْأَلُ الْجَنَّةَ وَقَدْ نَجَّيْتُكَ مِنَ النَّارِ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ اجعل بَيْنِي وَبَيْنَهَا حِجَابًا حَتَّى لاَ أَسْمَعَ حَسِيسَهَا ، قَالَ : فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَرَى ، أَوْ يُرْفَعَ لَهُ مَنْزِلٌ أَمَامَ ذَلِكَ ، كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ إِلَيْهِ حُلْمٌ ، فَيَقُولُ : أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ ، فَيَقُولُ : لَعَلَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهُ تَسْأَلَ غَيْرَهُ ، فَيَقُولُ : لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُ غَيْرَهُ وَأَيُّ مَنْزِلٌ أَحْسَنَ مِنْهُ ، فَيُعْطَاهُ فَيَنْزِلَهُ ، وَيَرَى أَمَامَ @

(8/157)

ذَلِكَ مَنْزِلاً كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ حُلْمٌ ، قَالَ : رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ الْمَنْزِلَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لَهُ : فَلَعَلَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهُ تَسْأَلَ غَيْرَهُ ، فَيَقُولُ : لاَ وَعِزَّتِكَ وَأَيُّ مَنْزِلٌ أَحْسَنَ مِنْهُ ، فَيُعْطَاهُ فَيَنْزِلَهُ ، ثُمَّ يَسْكُتُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : مَا لَكَ لاَ تَسْأَلَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ قَدْ سَأَلْتُكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَأَقْسَمْتُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : أَلَمْ تَرْضَ أُعْطِيكَ مِثْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشْرَةِ أَضْعَافِهِ ، فَيَقُولُ : أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ : لاَ ، وَلَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ ، فَيَقُولُ : أَلْحِقْنِي بِالنَّاسِ فيقول : الحق بالناس ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُ يَرْمُلُ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ النَّاسِ رُفِعَ لَهُ قَصْرٌ مِنْ دُرَّةٍ فَيَخِرُّ سَاجِدًا ، فَيُقَالُ لَهُ : ارْفَعْ رَأْسَكَ مَا لَكَ ؟ فَيَقُولُ : رَأَيْتُ رَبِّي ، أَوْ تَرَاءَى لِيَ رَبِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ ، قَالَ : ثُمَّ يَلْقَى رَجُلاً فَيَتَهَيَّأُ لِلسُّجُودِ لَهُ ، فَيُقَالَ لَهُ : مَهْ ، فَيَقُولُ : رَأَيْتُ أَنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، فَيَقُولُ : إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِكَ وَعَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ ، تَحْتَ يَدَيَّ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُ أَمَامَهُ حَتَّى يَفْتَحَ لَهُ الْقَصْرَ ، قَالَ : وَهُوَ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ سَقَائِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلاَقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا ، تَسْتَقِلُّهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءٌ مُبَطَّنَةٌ بِحَمْرَاءَ ، فِيهَا سَبْعُونَ بَابًا ، كُلُّ بَابٍ يُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ ، سُرُرٍ وَأَزْوَاجٍ وَوَصَائِفٍ ، أَدْنَاهُنَّ حَوْرَاءٌ عَيْنَاءٌ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةٌ ، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا ، كَبِدُهَا مِرْآتُهُ وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا ، إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا إِعْرَاضَةً ازْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سبَعْيِنَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتِ فِي عَيْنَيَّ سَبْعِينَ ضِعْفًا ، فَيُقَالُ لَهْ : أَشْرِفْ فَيُشْرِفُ ، فَيُقَالُ لَهُ : مُلْكُكَ مَسِيرَةُ مِئَةِ عَامٍ يَنْفُذُهُ بَصَرُكَ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : أَلاَ تَسْمَعُ مَا يُحَدِّثُنَا ابْنُ أُمُّ عَبْدٍ يَا كَعْبُ ، عَنْ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً ، فَكَيْفَ أَعْلاَهُمْ ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ... ، فذكر الحديث .

7684/3- ورواه الحاكم وصححه ولفظه : أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال ، فذكر نحو حديث الطبراني إلا أنه قال : ألم ترضوا أني أعطيتكم مثل الدنيا منذ يوم خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافها ؟ قال : قال مسروق : فلما بلغ عبد الله هذا المكان من الحديث ضحك ، قال : فقال له رجل : يا أباعبد الرحمن ، لقد حدثت بهذا الحديث مرارًا فما بلغت هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحكت ! قال : فقال عبد الله : سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم يحدث @

(8/158)

بهذا الحديث مرارًا ، فما بلغ هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك حتى تبدو لهواته ويبدو آخر ضرس من أضراسه لقول إنسان ، قال : فيقول الرب ، تبارك وتعالى ، : لا ، ولكني على ذلك قادر ... ، فذكر ما رواه الطبراني وزاد بعدما لا عين رأت ولا أذن سمعت :إن الله لا ينام فوق العرش والماء ، فخلق لنفسه دارًا بيده ، فزينها بما شاء وجعل فيها الثمرات والشراب ، ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه منذ خلقها لا جبريل ولا غيره من الملائكة ، ثم قرأ كعب : {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} وخلق دون ذلك جنتين فزينهما بما شاء وجعل ما ذكر فيها من الحرير والسندس والإستبرق ، وأراها من شاء من خلقه من الملائكة ، فمن كان كتابه في عليين يرى في تلك الدار فإذا ركب الرجل من أهل عليين في ملكه لم ينزل خيمة من خيام الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه حتى إنهم يستنشقون ريحه ، ويقولون : واهًا لهذا الريح الطيبة ، ويقولون : لقد أشرف اليوم علينا رجل من أهل عليين , فقال عمر : ويحك يا كعب ، إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها. فقال كعب : يا أمير المؤمنين ، إن لجهنم زفرة ما من ملك مقرب ولا نبي إلا يخر لركبتيه حتى يقوله إبراهيم خليل الله : رب نفسي نفسي , وحتى لو كان لك عمل سبعين نبيًّا إلى عملك لظننت أن لا تنجو منها.

7685- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مُنَادِيًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنَادِي : يَا آدَمُ ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَبْعَثَ بَعْثًا مِنْ ذُرِّيَّتِكَ إِلَى النَّارِ ، فَيَقُولُ آدَمُ : كَمْ مِمَّنْ مِنْهُمْ ؟ فَيَقُولُ : مِنْ كُلِّ مِئَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِونَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : مَنِ النَّاجِي مِنَّا بَعْدَ هَذَا ؟ قَالَ : مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلاَّ كَالشَّامَةِ فِي صَدْرِ الْبَعِيرِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7686- عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تَجِيؤُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَفْوَاهِكُمُ الْفِدَامُ ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يَتَكَلَّمُ مِنَ الإِِنْسَانِ فَخِذُهُ وَكَفُّهُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(8/159)

7687- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يُحْشَرُ أَوْلاَدُ الزِّنَا فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.

7688- وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يُحْشَرُ النَّاسُ عُرَاةً حُفَاةً فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَاسَوْءَتَاهُ يَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ ؟ فَقَالَ : شُغِلَ النَّاسُ قُلْتُ : مَا شَغَلَهُمْ ؟ قَالَ : نَشْرُ الصُّحُفِ ، فِيهَا مَثَاقِيلُ الذَّرِّ ، وَمَثَاقِيلُ الْخَرْدَلِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.

7689- وَعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، ثُمَّ أَذْهَبُ إِلَى أَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَيُبْعَثُونَ مَعِيَ ، ثُمَّ اَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتُونَ فَأَبْعَثُ بَيْنَ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ بِسَنَدٍ فِيهِ ، الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٍ.

7690- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَسْمَعُ الصَّيْحَةَ فَأَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ فَأُحْشَرُ مَعَهُمْ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.

7691- وعن مجاهد قال : تمطر السماء حتى تنشق الأرض من الموتى فيخرجون.

رواه الحارث عن الواقدي وهو ضعيف.

7692- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ وَيُوَكَّلُ بِهِ مَلَكٌ ، فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوتٍ يُسْمِعُ الْخَلاَئِقَ : سَعِدَ فُلاَنٌ سَعَادَةً لاَ يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا ، وَإِنْ خَفَّ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوتٍ يُسْمِعُ الْخَلاَئِقَ : شَقِيَ فُلاَنٌ شَقَاوَةً لاَ يَسْعَدُ بَعْدَهَا أَبَدًا.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَالْبَزَّارُ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى صَالِحٍ الْمُرِّيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/160)

7693- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيَسْأَلُهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ ، وَلاَ تُرْجُمَانٍ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَالْبَزَّارُ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانَ الْقُرَشِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7694- وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ أَنْتَ يَا عُوَيْمِرُ إِذَا قِيلَ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَعَلِمْتَ أَمْ جَهِلْتَ ؟ فَإِنْ قُلْتَ : عَلِمْتُ ، قِيلَ : فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ ؟ وَإِنْ قُلْتَ : جَهِلْتُ ، قِيلَ لَكَ : فَمَا كَانَ عُذْرُكَ فِيمَا جَهِلْتَ أَلاَ تَعَلَّمْتَ ؟

رَوَاهُ الْحَارِثُ بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

7695- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , قال : إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم في سعتها كذا وكذا ، وجمع الخلائق بصعيد واحد جنَّهمُ وإنسهم ، فإذا كان ذلك كذلك قبضت هذه السماء الدنيا عن أهلها فينثرون على وجه الأرض ، فلأهل السماء وحدهم أكثر من جميع أهل الأرض جنهم وإنسهم بالضعف ، فإذا نثروا على وجه الأرض ، فزع إليهم أهل الأرض ، وقالوا : فيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ، ويقولون : سبحان ربنا ، ليس هو فينا وهو آت. ثم تفاض أهل السماء الثانية ، فلأهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن جميع أهل الأرض جنهم وإنسهم بالضعف فإذا نثروا على وجه الأرض ، فزعم إليهم أهل الأرض ، وقالوا : فيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ، ويقولون : سبحان ربنا ، ليس فينا وهو آت. ثم تفاض السموات كلها فتضعف كل سماء على @

(8/161)

السموات التي تحتها ، ومن جميع أهل الأرض بالضعف ، كلما نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض ، ويقولون لهم مثل ذلك ، ويرجعون إليهم مثل ذلك ثم يفاض أهل السماء السابعة ، فلأهل السماء السابعة أكثر أهلا من السموات الست ومن جميع أهل الأرض بالضعف فيجيء الله فيهم والأمم جثاء صفوفًا ، قال : فينادي مناد : سيعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الحامدون للّه على كل حال ، فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، ثم ينادي ثانية : سيعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا ومما رزقناهم ينفقون فقال : فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، قال : ثم ينادي ثالثة : سيعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يومًا تتقلب فيه القلوب والأبصار قال : فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ، خرج عنق من النار فأشرف على الخلائق ، له عينان تبصران ، ولسان فصيح ، فيقول : إني وكلت بثلاثة : إني وكلت بكل جبار عنيد ، قال : فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فيجلس بهم في جهنم ، قال : ثم يخرج ثانية فيقول : إني وكلت بمن آذى الله ورسوله ، قال : فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فيجلس بهم في جهنم ، ثم يخرج ثالثة , قال : فقال أبو المنهال : أحسبه أنه قال : إني وكلت بأصحاب التصاوير ، قال : فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فيجلس بهم في جهنم ، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة ، نشرت الصحف ، ووضعت الموازين ودعي الخلائق للحساب.

رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا بإسناد حسن.

7696- وعن عَبد الله بن سلام ، رضي الله عنه ، قال : كنا جلوسًا في المسجد يوم الجمعة فقال : إن أعظم أيام الدنيا يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه تقوم الساعة ، وإن أكرم خليقة الله على الله ، عَزَّ وَجلَّ ، أبو القاسم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : قلت : رحمك الله فأين الملائكة ؟ قال : فنظر إلي وضحك ، وقال : يا ابن أخي ، هل تدري ما الملائكة ؟ إنما الملائكة خلق كخلق السماء ، وخلق الأرض ، وخلق الرياح ، وخلق السحاب ، وخلق الجبال ، وسائر الخلق التي لا تعصي الله شيئًا ، وإن أكرم خليقة الله على الله ، عَزَّ وَجلَّ ، أبو القاسم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وإن الجنة في السماء ، وإن النار في الأرض ، فإذا كان يوم القيامة بعث الله الخليقة أمة أمة ، ونبيًّا نبيًّا ، حتى يكون أحمد وأمته آخر الأمم مركزًا ، قال : ثم يوضع جسر على جهنم ، ثم ينادي مناد : @

(8/162)

أين أحمد وأمته ؟ قال : فيقوم فتتبعه أمته برها وفاجرها ، قال : فيأخذون الجسر ، فيطمس الله أبصار أعدائه فيتهافتون فيها من شمال ويمين وينجو النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم والصالحون معه ، فتلقاهم الملائكة ، فتوريهم منازلهم في الجنة ، على يمينك وعلى يسارك ، حتى ينتهي إلى ربه ، فيلقى له كرسي من الجانب الآخر ، قال : ثم يتبعهم الأنبياء والأمم حتى يكون آخرهم نوحًا.

رواه الحارث بن أبي أسامة مختصرًا ، والحاكم واللفظ له وقال : حديث صحيح الإسناد ، وليس بموقوف ؟ فإن عَبد الله بن سلام على تقدمه في معرفة قديمه من جملة الصحابة ، وقد أسنده بذكر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في غير موضع ، والله أعلم.

7697- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّمَا يُبْعَثُ الْمُقْتَتِلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى النِّيَّاتِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَضَعْفِ جَابِرِ الْجُعْفِيِّ.

7698- وَعَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا نَزَلَ الْعَذَابُ عَلَى قَوْمٍ أَصَابَ مَنْ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7699- وَعَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ عَلْبَاءَ السُّلَمِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ النَّهْيِ عَنِ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ.

7700- وعن أبي غالب : سمعت العلاء بن زياد قال لأنس بن مالك ، رضي الله عنه : كيف يبعث الناس يوم القيامة ؟ قالت : يبعثون والسماء تطش عليهم.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.@

(8/163)

7701- وَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ مَاتَ عَلَى مَرْتَبَةٍ مِنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَتَقَدَّمَ فِي الإِِيمَانِ فِي بَابِ مَنْ مَاتَ عَلَى شَيء بُعِثَ عَلَيْهِ.

7702- وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا وَلَدَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً فَقَالَتْ عَائِشَةُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : وَالنِّسَاءُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ؟ فَقَالَ : نَعَمْ فَقَالَتْ : وَاسَوْأَتَاهُ ، فَقَالَ : وَمِنْ أَيِّ شَيء عَجِبْتِ يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ ؟ قُلْتُ : عَجِبْتُ مِنْ حَدِيثِكَ يُحْشَرُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلاً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، قَالَ : فَضَرَبَ عَلَى مَنْكِبِهَا ، فَقَالَ : يَا بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ ، شُغِلَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّظَرِ ، وَتَسْمُو أَبْصَارُهُمْ مَوْقُوفُونَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لاَ يَأْكُلُونَ ، وَلاَ يَشْرَبُونَ مُتَآمِّينَ بِأَبْصَارِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ قَدَمَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ سَاقَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ بَطْنَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ مِنْ طُولِ الْوُقُوفِ ، ثُمَّ يَرْحَمُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْعِبَادَ ، فَيَأْمُرُ الْمَلاَئِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ فَيَحْمِلُونَ عَرْشَهُ مِنَ السَّمَاوَاتِ إِلَى الأَرْضِ ، حَتَّى يُوضَعَ عَرْشُهُ فِي أَرْضٍ بَيْضَاءَ لَمْ يُسْفَكْ عَلَيْهَا دَمٌ ، وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ الْبَيْضَاءُ ، ثُمَّ تَقُومُ الْمَلاَئِكَةُ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ نَظَرَتْ فِيهِ عَيْنٌ إِلَى اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , ثُمَّ يَأْمُرُ مُنَادِيًا فَيُنَادِي بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ الثَّقَلاَنِ مِنَ الْجِنِّ وَالإِِنْسِ : أَيْنَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ ؟ فَيَشْرَئِبُّ لِذَلِكَ وَيَخْرُجُ ذَلِكَ الْمُنَادِي مِنَ الْمَوْقِفِ ، فَيُعَرِّفَهُ اللَّهُ النَّاسَ ، ثُمَّ يُقَالُ : تَخْرُجُ مَعَهُ حَسَنَاتُهُ ، فَيُعَرِّفَ اللَّهُ أَهْلَ الْمَوْقِفِ تِلْكَ الْحَسَنَاتِ ، فَإِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، قِيلَ : أَيْنَ صَاحِبُ الْمَظَالِمِ ؟ فَيَجِيؤُونَ رَجُلاً رَجُلاً ، فَيُقَالُ لَهُ : أَظَلَمْتَ فُلاَنًا بِكَذَا وَكَذَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ يَا رَبِّ ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، فَتُؤْخَذُ حَسَنَاتُهُ فَتُدْفَعُ إِلَى مَنْ ظَلَمَهُ ، يَوْمَ لاَ دِينَارَ ، وَلاَ دِرْهَمَ إِلاَّ أُخِذَ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَرُدَّ مِنَ السَّيِّئَاتِ فَلاَ تَزَالُ أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ يَسْتَوْفُونَ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لاَ تَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ ، ثُمَّ يَقُومُ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ لَمْ يَأْخُذْ شَيْئًا ، فَيَقُولُونَ : مَا بَالُ غَيْرُنَا اسْتَوفَى وَبَقِينَا ، فَيُقَالُ لَهُمْ : لاَ تَعْجَلُوا فَيُؤْخَذُ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَيْهِ حَتَّى لاَ يَبْقَى أَحَدٌ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ ، فَيُعَرِّفُ اللَّهُ أَهْلَ الْمَوْقِفِ أَجْمَعِينَ ذَلِكَ ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَسَنَاتِهِ ، قِيلَ : ارْجِعْ إِلَى أُمِّكَ الْهَاوِيَةِ ، فَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ، فَلاَ يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مَلَكٌ ، وَلاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَلاَ صِدِّيقٌ ، وَلاَ شَهِيدٌ ، وَلاَ بَشَرٌ إِلاَّ ظَنَّ مِمَّا رَأَى مِنْ شِدَّةِ الْحِسَابِ أَنَّهُ لاَ يَنْجُوَ إِلاَّ مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

لَكِنْ صَدْرَ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ.

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ.@

(8/164)

7703- وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَاءَ مُنَادٍ فَيُنَادِي بِصَوتٍ يُسْمِعُ جَمِيعَ الْخَلاَئِقِ كُلَّهَا : سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي : لِيَقُمُ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي لِيَقُمُ الَّذِينَ كَانَتْ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي : لِيَقُمُ الَّذِينَ كَانُوا يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ ، ثُمَّ يُحَاسَبُ سَائِرُ النَّاسِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

4- باب فيما يبلغ العرق والشمس من الناس يوم القيامة

فيه حديث ابن عمر المتقدم في الباب قبله.

7704- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قِيدِ مِيلٍ ، وَيُزَادُ فِي حَرِّهَا كَذَا وَكَذَا ، تَغْلِي مِنْهَا الْهَامُ كَمَا تَغْلِي الْقُدُورُ ، يَعْرَقُونَ فِيهَا عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى سَاقَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى وَسَطِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ ، يَقُولُ : يُزَادُ فِي حَرِّهَا سَبْعَةُ عَشَرَ ضِعْفًا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الشَّفَاعَةِ.

مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ : تُعْطِي الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَرَّ عَشْرَ سِنِينَ ثُمَّ تُدَنَّى مِنْ جَمَاجِمِ النَّاسِ الْحَدِيثَ.@

(8/165)

7705- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ ، وَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يَبْلُغُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا : إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِهِ وَقَالَ الآخَرُ : إِلَى أَنْ يُلْجِمَهُ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : هَكَذَا وَوَصَفَ أَبُو عَاصِمٍ ، فَأَمَرَّ أُصْبُعَهُ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى فِيهِ هَذَا وَذَاكَ سَوَاءٌ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ في صحيحه مطولا ، والحاكم ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ.

5- باب ما جاء في الصراط

7706- عَنْ أَبِي بَكْرَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يُحْمَلُ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَتَقَادَعُ لَهُمْ جَنْبَتَا الصِّرَاطِ تَقَادُعَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ قَالَ : وَيُنَجِّي اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، قَالَ : ثُمَّ يُؤْذَنُ لِلْمَلاَئِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ أَنْ يَشْفَعُوا فَيَشْفَعُونَ ، وَيَخْرُجُونَ وَيَشْفَعُونَ ، وَيُخْرِجُونَ كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً مِنْ إِيمَانٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَالْبَزَّارُ.@

(8/166)

7707- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَجُوزُ الصِّرَاطَ ، رَجُلٌ يَتَلَوَّى عَلَى الصِّرَاطِ كَالْغُلاَمِ حِينَ يَضْرِبُهُ أَبُوهُ ، تَزِلُّ يَدُهُ مَرَّةً ، فَتُصِيبَهَا النَّارُ ، وَتَزِلُّ رِجْلَهُ مَرَّةً ، فَتُصِيبَهَا النَّارُ ، قَالَ : فَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثَكَ اللَّهُ مِنْ مَقَامِكَ هَذَا فَمَشِيتَ سَوِيًا أَتُخْبِرَنَا بِكُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتَهُ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : أَيْ وَعِزَّتِهِ لاَ أَكْتُمُكُمْ مِنْ عَمَلِي شَيْئًا قَالَ : فَيَقُولُونَ لَهُ : قُمْ فَامْشِ سَوِيًا قَالَ : فَيَقُومُ فَيَمْشِي حَتَّى يُجَاوِزَ الصِّرَاطَ ، فَيَقُولُونَ لَهُ : أَخْبِرْنَا بِعَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَ ، فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ : إِنْ أَخْبَرْتُهُمْ بِمَا عَمِلْتُ رَدُّونِيَ إِلَى مَكَانِي ، قَالَ : فَيَقُولُ : لاَ وَعِزَّتِهِ مَا أذْنِبت ذَنْبًا قَطُّ قَالَ : فَيَقُولُونَ لَهُ : لَنَا عَلَيْكَ بَيِّنَةٌ ، قَالَ : فَيَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالاً هَلْ يَرَى مِنَ الآدَمِيِّينَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ فِي الدُّنْيَا أَحَدًا ، فَلاَ يَرَى أَحَدًا ، فَيَقُولُ : هَاتُوا بَيِّنَتِكُمْ ، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ، وَتَنْطِقُ يَدَاهُ وَرِجْلاَهُ وَفَخِذُهُ بِعَمَلِهِ ، فَيَقُولُ : أَيْ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ عَمِلْتُهَا فَإِنَّ عِنْدِيَ الْعَظَائِمُ الْمُطيمرَاتُ ، قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : اذْهَب فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

7708- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ ، عَلَيْهِ حَسَكٌ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ ، ثُمَّ يَسْتَجِيزُ النَّاسُ ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ ، وَمَخْدُوشٌ بِهِ ثُمَّ نَاجٍ ، وَمُحْتَبِسٌ وَمَنْكُوسٌ فِيهَا ، فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ ، يَفْقِدُ الْمُؤْمِنُونَ رِجَالاً كَانُوا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، يُصَلُّونَ صَلاَتَهُمْ ، وَيُزَكُّونَ زَكَاتَهُمْ ، وَيَصُومُونَ صِيَامَهُمْ ، وَيَحُجُّونَ حَجَّهُمْ ، وَيَغْزُونَ غَزْوَهُمْ ، فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا عِبَادًا مِنْ عِبَادِكَ كَانُوا مَعَنَا فِي دَارِ الدُّنْيَا يُصَلُّونَ صَلاَتَنَا ، وَيُزَكُّونَ زَكَاتَنَا ، وَيَصُومُونَ صِيَامَنَا ، وَيَحُجُّونَ حَجَّنَا ، وَيَغْزُونَ غَزْوَنَا لاَ نَرَاهُمْ ، فَيَقُولُ : اذْهَبُوا إِلَى النَّارِ فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْهُمْ فَأَخْرِجُوهُ ، قَالَ : فَيَجِدُونَهُمْ فِي النَّارِ ، قَدْ أَخَذَتْهُمُ النَّارُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ عَلَى قَدَمَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ @

(8/167)

أَخَذَتْهُ إِلَى أُزْرَتِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى ثَدْيَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى عُنُقِهِ وَلَمْ تَغْشَ الْوُجُوهَ ، فَيُخْرِجُونَهُمْ مِنْهَا فَيَطْرَحُونَهُمْ فِي مَاءِ الْحَيَاةِ قِيلَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، وَمَا مَاءُ الْحَيَاةِ ؟ قَالَ : غُسْلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الزَّرْعَةِ فِي غُثَاءِ السَّيْلِ ، ثُمَّ تَشْفَعُ الأَنْبِيَاءُ فِي كُلِّ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصًا ، فَيُخْرِجُونَهُمْ مِنْهَا ، ثُمَّ يَتَحَنَّنُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ عَلَى مَنْ فِيهَا ، فَمَا يُتْرَكُ فِيهَا عَبْدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِِيمَانِ إِلاَّ أَخْرَجُوهُ مِنْهَا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ مُخْتَصَرًا ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَهْ.

7709- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ دَحِضٌ ، مَزَلَّةٌ ، ذَاتُ حَسَكٍ وَكَلاَلِيبٍ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنَيْعٍ.

7710- وَعَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَقُولُونَ عَلَى الصِّرَاطِ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْقَاسِمِ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7711- وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَعَرِّفُنِي اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَسْجُدُ سَجْدَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي ، ثُمَّ أَمْدَحُهُ مَدْحَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِيَ بِالْكَلاَمِ ، ثُمَّ تَمُرُّ أُمَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ مَضْرُوبٌ بَيْنَ ظَهْرَانِيِّ جَهَنَّمَ ، فَيَمُرُّونَ أَسْرَعَ مِنَ الطَّرْفِ ، وَالسَّهْمِ ، وَأَسْرَعَ مِنْ أَجْوَدِ الْخُيُولِ ، حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ فِيهَا يَحْبُو ، وَهِيَ الأَعْمَالُ ، وَجَهَنَّمُ تَسْأَلُ الْمَزِيدَ ، حَتَّى يَضَعَ الْجَبَّارُ قَدَمَيْهِ فِيهَا فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَتَقُولُ : قَطْ قَطْ ، وَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ قِيلَ : وَمَا الْحَوضُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، أَوْ فِي يَدِهِ ، إِنَّ شَرَابَهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ ، وَآنِيَتِهِ أَكْثَرُ عَدَدًا مِنَ النُّجُومِ ، لاَ يَشْرَبُ مِنْهُ إِنْسَانٌ فَيَظْمَأُ ، أَبَدًا ، وَلاَ يُصْرَفُ فَيَرْوَى أَبَدًا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(8/168)

6- باب في حضور الأعمال الصالحة للحساب

فيه حديث جابر ، وسيأتيان في الباب بعده.

7712- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَجِيء الصَّلاَةُ ، فَتَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَنَا الصَّلاَةُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ ، ثُمَّ تَجِيء الصَّدَقَةُ ، فَتَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَنَا الصَّدَقَةُ ، فَيَقُولُ : إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ ، وَيَجِئُ الصِّيَامُ ، وَتَجِيء الأَعْمَالُ كَذَلِكَ ، فَتَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، أَنْتَ السَّلاَمُ وَأَنَا الإِِسْلاَمُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ ، بِكَ آخُذُ الْيَوْمَ وَبِكَ أُعْطِي ثُمَّ تَلاَ الْحَسَنُ : {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِِسْلاَمُ} ، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7- باب في العدل في الحكم بين الخلق يوم القيامة

7713- عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر , رضي الله عنه , قال : بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم فاشتريت بعيًرا فشددت عليه رَحْلا ، ثم سرت إليه شهرًا حتى قدمت مصر ، قال : فخرج إلي غلام أسود فقلت : استأذن لي على فلان , قالت : فدخل ، فقال : إن أعرابيًا بالباب يستأذن ، قال : فاخرج إليه فقل له : من أنت ؟ فقال له : أخبره أني جابر بن عبد الله ، قال : فخرج إليه فالتزم كل واحد منهما صاحبه فقال : ما جاء بك ؟ قال : حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم في القصاص ، وما أعلم أحدًا يحفظه غيرك ، فأحببت أن تذاكرنيه ، قال : نعم سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إذا كان يوم القيامة حشر الله ، عز وجل ، عباده عراة غرلا بُهْما ، فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ منهم كما يسمعه من قَرُبَ : أنا الملك ، أنا الديان ، لا تظالموا اليوم ، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار قبَلَه مظلمة ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار ولأحد من أهل الجنة قبله مظلمة ، حتى اللطمة باليد. قالوا : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ، وكيف وإنما نأتي عراة غرلا بُهْا ؟ قال : من الحسنات والسيئات.

رواه مُسَدَّد والحارث.@

(8/169)

7713/2- وأبو يعلى ... , فذكره وزاد في آخر : قال : وحدثني جابر بن عبد الله أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن أشد ، أو قال : أكبر ، ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط.

7713/3- قال : وحدثني جابر أن النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إذا نكح العبد ، أو قال : تزوج العبد ، بغير إذن سيده فهو عاهر.

7713/4- ورواه الحاكم وصححه وأحمد بن منيع وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل بلفظ : عن عبد الله بن محمد بن عقيلأنه سمع جابر بن عبد الله قال : بلغني حديث عن رجل سمعه من النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم فاشتريت بعيًرا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرًا حتى قدمت الشام فإذا عبد الله بن أنيس رضي الله عنه فقلت للبواب : قل له : جابر على الباب , فقال : ابن عبد الله ؟ قلت : نعم , فخرج إلي يطأ ثوبه فاعتنقني وعانقته فقلت : حديثًا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم في القصاص فخشيت أن أموت أو تموت قبل أن أسمعه منك , فقال : سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : يحشر العباد ، أو قال الناس ، عراة غرلا بهما , فقلت : وما بهم ؟ قال : ليس معهم شيء ، فيناديهم : أنا الملك أنا الديان ، لا ينبغي لأحد من أهل النار ... , فذكره.

وله شاهدٌ وتقدم في باب الرحلة في طلب العلم.

7714- وعن عبد الله بن مسعود , رضي الله عنه , أن النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن الله ، عز وجل ، ليدعو العبد يوم القيامة فيذكره آلاءه ونعماءه حتى يقول فيما يقول : سألتني في يوم كذا وكذا أن أزوجك فلانة ، يسميها ، فزوجتكها.

رواه مسدد بسند فيه الهجري ، وهو ضعيف.@

(8/170)

7715- وعن ابن عمر ، رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم :يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ، ثم يقول : أنا الملك ، أين الجبارون أين المتكبرون ؟! ثم يطوي الأرضين ، ثم يأخذهن بشماله ، ثم يقول : أنا الملك ، أين الجبارون أين المتكبرون ؟!.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو يعلى وهو في الصحيح بغير هذا السياق.

7716- وعن أبي هريرة , رضي الله عنه , قال : قالوا : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ؟ قالوا : لا ، قال : فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة ؟ قالوا : لا , قال ، فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ، فيلقى العبد ربه فيقول : أي فُل ألم أكرمك ، وأسودك ، وأزوجك ، وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ، قال : فيقول : بلى يا رب ، قال : فيقول : فظننت أنك ملاقيَّ ؟ فيقول : لا. فيقول : إني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثاني فيقول ، أي فُلُ ألم أكرمك ، وأسودك ، وأزوجك ، وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ، قال : فيقول : بلى يا رب ، قال : فيقول : فظننت أنك ملاقيَّ ؟ فيقول : لا , فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ، ثم يلقى الثالث فيقول : أي فُلُ ، ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى يا رب. فيقول : ظننت أنك ملاقيّ ؟ فيقول : آمنت بك وبكتابك وبرسلك ، وصليت ، وصمت ، وتصدقت ، ويثني بخير ما استطاع , @

(8/171)

قال : فيقول : فها هنا إذًا ، قال : ثم قال : ألا نبعث شاهدنا عليك , فيفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي , فيختم على فيه ويقال لفخذه : انطقي. فينطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ما كان ، وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق ، وذلك الذي يسخط الله عليه ثم ينادي مناد : ألا لتتبع كل أمة ما كانت تعبد من دون الله فتتبع الشياطين والصلب أولياؤهم إلى جهنم قال : وبقينا أيها المؤمنون فيأتينا ربنا ، عز وجل ، وهو ربنا وهو يثيبنا ، فيقولن : علام هؤلاء ؟ فيقولون : نحن عباد الله المؤمنين آمنا بالله لا نشرك به شيئًا ، وهذا مقامنا حتى يأتينا ربنا ، عز وجل ، وهو ربنا وهو مثبتنا ، قال : ثم ينطلق حتى يأتي الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف الناس ، فعند ذلك حلت الشفاعة ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلم ، أي اللهم سلم ، فإذا جاوزوا الجسر فكل من أنفق زوجًا مما ملكت يمينه من المال في سبيل الله فكل خزنة الجنة يدعونه : يا عبد الله ، يا مسلم ، هذا خير فتعال ، قال : فقال أبو بكر : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ، إن مذا العبد لا توىً عليه يدع بابًا ويلج بابًا قال : فضربه رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم بيده ثم قال : والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكون منهم.

رواه الحميدي بسند صحيح واللفظ له ، وأحمد بن منيع وأبو يعلى إلا أنه قال :فيختم على فيه ، ثم يقال لفخذه : انطقي. فذلك الذي يعذر من نفسه ويغضب الله ، عز وجل ، عليه.

ورواه مختصرًا محمد بن يحيى بن أبي عمر ، ومسلم في صحيحه ، وأبوداود في سننه. ترأس بمثناة فوق ، ثم راء ساكنة ، ثم همزة مفتوحة أي : يصير رئيسًا. وتربع بموحدة بعد في الراء مفتوحة معناه : يأخذ مأخذة رئيس الجيش لنفسه وهو ربع المغانم ويقال له : الرباع.@

(8/172)

7717- وعن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أدن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قالأن الروح الأمين حدثه : أن الله ، تبارك وتعالى ، قضى أن يؤتى بعمل العبد يوم القيامة حسناته وسيئاته فيقص بعضها ببعض ، فإن بقيت له حسنة واحدة وسمع الله له في الجنة ما شاء.

قال إبراهيم بن الحكم بن أبان : قال أبي : فقلت لأبي سلمة : يزداد فإن ذهبت الحسنة فلم يبق شيء ؟ فقال : {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون}.

رواه عبد بن حميد.

7718- وعن ابن عمر ، أو ابن عمرو , رضي الله عنهم ، عن نبي الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يدني الله ، عز وجل ، عبده يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه فيقرره بسيئاته فيقول : هل تعرف ؟ فيقول : نعم , فيقول : سترتها في الدنيا وأغفرها اليوم ، ثم يُظهِر له حسناته فيقول : {هاؤم اقرءوا كتابيه} أو كما قال ، قال : وأما الكافر فإنه ينادى به على رءوس الأشهاد رواه أبو يعلى الموصلي.

8- باب ما جاء في المماليك وساداتهم والقصاص بين الحيوانات وفيمن يشدد عليه العذاب

7719- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَيْلٌ لِلْمَمْلُوكِ مِنَ الْمَالِكِ ، وَوَيْلٌ لِلْمَالِكِ مِنَ الْمَمْلُوكِ ، وَوَيْلٌ لِلْغَنِيِّ مِنَ الْفَقِيرِ ، وَوَيْلٌ لِلْفَقِيرِ مِنَ الْغَنِيِّ ، وَوَيْلٌ لِلشَّدِيدِ مِنَ الضَّعِيفِ ، وَوَيْلٌ لِلضَّعِيفِ مِنَ الشَّدِيدِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَزَّارُ , وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَالْبَزَّارُ.@

(8/173)

7720- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم شَاتَيْنِ تَنْتَطِحَانِ ، قَالَ : يَا أَبَا ذَرِّ أَتَدْرِي فِيمَا تَنْتَطِحَانِ ؟ قُلْتُ : لاَ أَدْرِي ، قَالَ : لَكِنْ رَبُّكَ يَدْرِي وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى التَّابِعِيِّ وَلَمْ يُسَمَّ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْعِلْمِ.

7721- وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الْجَمَّاءَ لَتَقْتَصُّ مِنَ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، لَكِنْ أَصْلُهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الدِّيَاتِ.

7722- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَخْتَصِمَنَّ كُلُّ شَيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى الشَّاتَيْنِ فِيمَا انْتَطَحَتَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَفِي سَنَدَيْهِمَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.@

(8/174)

7723- وَعَنْ خَالِدِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ : سَارَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَجُلاً فِي شَيء فَكَلَّمَهُ فِيهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَقِيلَ لَهُ : أَغْضَبْتَ الأَمِيرَ ، فَقَالَ خَالِدٌ : إِنِّي لَمْ أُرِدْ أَنْ أُغْضِبَهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّهُمْ عَذَابًا لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَالْحُمَيْدِيِّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

9- باب في هجعة الكافر وحسابه ، وكيف ينصب له وما جاء في تخفيف يوم القيامة على المؤمنين

7724- عن مجاهد قال : للكافر هجعة قبل يوم القيامة يذوقون فيها طعم النوم فإذا كان يوم القيامة قال الكافر : {ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا} فيقول المؤمن : {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} .

رواه مُسَدَّد ، عن المعتمر ، عن ليث عنه به.

7725- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ الْكَافِرَ لَيُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى النَّارِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(8/175)

7726- وعن جابر , رضي الله عنه , أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم قال : العار والتخزية تبلغ من ابن آدم في القيامة بين يدي الله ، تعالى ، ما يتمنى العبد أن يؤمر به إلى النار.

رواه أبو يعلى بسند ضعيف ؛ لضعف الفضل بن عيسى بن أبان الواعظ.

7726/2- ومن طريقه رواه البزار ولفظه : إن العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول : يا رب ، إرسالك بي إلى النار أهون علي مما أجد وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب.

7727- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارَ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا لَمْ يَعْمَلْ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنَّ الْكَافِرُ يَرَى جَهَنَّمَ ، وَيَظُنُّ أَنَّهَا مُوَاقِعَتَهُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

7727/2- وَفِي رِوَايَةٍ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ غرف الْكَافِرُ بِعَمَلِهِ فَجَحَدَ وَخَاصَمَ ، فَيقَالَ : هَؤُلاَءِ جِيرَانُكَ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ ، فَيَقُولُ : كَذَبُوا ، فَيَقُولُ : أَهُلُكَ عَشِيرَتُكَ ، فَيَقُولُ : كَذَبُوا ، فَيَقُولُ : احْلِفُوا ، فَيَحْلِفُوا ، ثُمَّ يُصْمِتَهُمُ اللَّهُ وَتَشْهَدُ أَلْسِنَتُهُمْ وَيُدْخِلَهُمُ النَّارَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ، مَدَارُهُ عَلَى ابْنِ لَهِيعَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، لَكِنْ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.@

(8/176)

7728- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مَا أَطْوَلَ هَذَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُخَفَّفُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلاَتِهِ الْمَكْتُوبَةَ يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

7729- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ مِقْدَارَ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ فَيُهَوَّنُ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِ كَتَدَلِّي الشَّمْسِ لِلْغُرُوبِ ، أَوْ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

10- باب ما جاء في المعتوه والشيخ الفاني ومن مات في الفترة وغير ذلك مما يذكر

7730- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يُؤْتَى بِأَرْبَعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : بِالْمَوْلُودِ ، وَالْمَعْتُوهِ ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ ، وَالشَّيْخِ الْفَانِي ، كُلُّهُمْ يَتَكَلَّمُ بِحُجَّتِهِ ، فَيَقُولُ الرَّبَّ , عَزَّ وَجَلَّ , لِعُنُقٍ مِنَ النَّارِ : ابْرُزْ ، فَيَقُولُ لَهُمْ : إِنِّي كُنْتُ بَعَثْتُ إِلَى عِبَادِي رُسُلاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَإِنِّي رَسُولُ نَفْسِي إِلَيْكُمُ ادْخُلُوا هَذِهِ ، قَالَ : فَيَقُولُ مَنْ كُتِبَ عَلَيْهِ الشَّقَاءُ : يَا رَبِّ ، أَنَّى نَدْخُلَهَا وَمِنْهَا كُنَّا نَفِرُّ ، قَالَ : قَالَ : وَمَنْ كُتِبَ عَلَيْهِ السَّعَادَةُ يَمْضِي يَتقْحِمُ فِيهَا مُسْرِعًا قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ , تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنْتُمْ لِرُسُلِي أَشَدَّ تَكْذِيبًا وَمَعْصِيَةً ، فَيُدْخِلُ هَؤُلاَءِ الْجَنَّةَ ، وَهَؤُلاَءِ النَّارَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

وَلَهُ شَاهِدٍ مِنْ حَدِيثِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ.@

(8/177)

7731- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ يُدْلِي عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحُجَّةٍ وَعُذْرٍ : رَجُلٌ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ ، وَرَجُلٌ أَدْرَكَ الإِِسْلاَمَ هَرِمًا ، وَرَجُلٌ أَصَمٌّ أَبْكَمٌ ، وَرَجُلٌ مَعْتُوهٌ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , إِلَيْهِمْ رَسُولاً ، فَيَقُولُ : أَطِيعُوهُ فَيَأْتِيَهُمُ الرَّسُولُ لِيُؤَجِّجَ لَهُمْ نَارًا ، فَيَقُولُ : اقْتَحِمُوهَا فَمَنِ اقْتَحَمَهَا كَانَتْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلاَمًا ، وَمَنْ لاَ ، حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.

11- باب في ذكر الحوض

فيه حديث عَبد الله بن عَمْرو بن العاص وتقدم في الفتن في باب أشراط الساعة ، وحديث أبي بن كعب وتقدم في باب الصراط وحديث أبي أمامة وسيأتي في كتاب صفة الجنة في باب من يدخل الجنة بلا حساب.

7732- وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : بَعَثَ إِلَيَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ ، فَقَالَ : مَا أَحَادِيثَ تَبْلُغُنِي تُحَدِّثُ بِهَا وَتَرْوِيهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَزْعُمُ أَنَّ حَوْضًا فِي الْجَنَّةِ ، قُلْتُ : حَدَّثَنَا ذَاكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَوَعَيْنَاهُ ، فَقَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ قَدْ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأُ مِقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَمَا كَذَبْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ , ورواته ثقات , وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، مُخْتَصَرًا.@

(8/178)

7733- وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، مَنْ وَرَدَ عَلَيَّ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا ، أَلاَ لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7734- وَعَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لَكَ حَوْضًا ؟ قَالَ : نَعَمْ وَأَحَبُّ مَنْ يَرِدُهُ إِلَيَّ قَوْمُكِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7735- وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ.

7736- وَعَنْ أَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَا بَالُ رِجَالٍ يَقُولُونَ إن رَحِمُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ تَنْفَعُ قَوْمُهُ ، بَلَى وَاللهِ إِنَّ رَحِمِي مَوْصُولَةٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَإِنِّي أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَإِذَا جِئْتُمْ ، قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَا فُلاَنُ ابْنُ فُلاَنٍ ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا فُلاَنُ ابْنُ فُلاَنٍ فَأَقُولُ : أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ ، وَلَكِنَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ بَعْدِي وَارْتَدَدْتُمُ الْقَهْقَرَى.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي الْبِرِّ وَالصِّلَةِ فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي رَحِمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ.@

(8/179)

7737- عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، إِنَّ قَوْمًا يَشْهَدُونَ عَلَيْنَا بِالْكُفْرِ وَالشِّرْكِ ، قَالَ أَنَسٌ : أُولَئِكَ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ ، قُلْتُ : وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنَّ لِيَ حَوْضًا عَرْضُهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْكَعْبَةِ ، أَوْ قَالَ : صَنْعَاءَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، فِيهِ آنِيَةٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ ، يَمُدُّهُ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ كَذَّبَ بِهِ لَمْ يُصِبْ بِهِ الشُّرْبَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَيَزِيدُ الرُّقَاشِيُّ ضَعِيفٌ.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، بِسَنَدٍ فِيهِ الْمَسْعُودِيُّ.

وَلَهُ شَوَاهِدٌ تَقَدَّمَتْ فِي الْفِتَنِ فِي بَابِ شَرِّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ.

12- باب في المقام المحمود

فيه حديث حذيفة وتقدم في التفسير في سورة الإسراء ، وحديث سلمان وعلي بن الحسين وسيأتيان في باب ذكر الشفاعة.

7738- وعن أبي الزعراء ، عن عَبد الله ، رضي الله عنه ، قال : ثم يأذن الله في الشفاعة فيقوم روح القدس جبريل ، عليه السلام , ثم يقوم إبراهيم خليل الله ، ثم يقوم موسى أو عيسى , قال أبو الزعراء : لا أدري أيهما قال ثم يقوم نبيكم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وعلى جميع أنبياء الله رابعًا ، فيشفع لا يشفع لأحد بعده في أكثر مما يشفع ، وهو المقام المحمود الذي قال الله , عز وجل : {عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا} .

رواه أبو داود الطيالسي والنسائي في الكبرى ، ورواة النسائي ثقات.@

(8/180)

13- باب في أول من يكسى يوم القيامة ، وما جاء في صفة أمة محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

7739- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمَ , عَلَيهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، قِبْطِيَّتَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ.

رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ.

7739/2- وَأَبُو يَعْلَى ، وَلَفْظُهُ : قَالَ عَلِيٌّ : أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنَ الْخَلاَئِقِ إِبْرَاهِيمُ قِبْطِيَّتَيْنِ ، وَيُكْسَى مُحَمَّدٌ بُرْدَةً حَبِرَةً وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

7740- وعن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، قال : قيل : يارسول الله ، بم تعرف أمتك يوم القيامة ؟ قال : غر محجلون من أثر الوضوء.

رواه الحارث ، وفي سنده عطية العوفي ، وهو ضعيف.

7741- وَعَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَمُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ ، وَابْنِ مَاجَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَتَقَدَّمَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ فِي الطَّهَارَةِ ، وَسَيَأْتِي حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ الطَّوِيلُ فِي بَابِ ذِكْرِ الشَّفَاعَةِ.@

(8/181)

7742- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَأْتِي من أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مثل الليل والسَّيْلِ ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : لَمَا جَاءَ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرَ مِمَّا جَاءَ مَعَ عَامَّةِ الأَنْبِيَاءِ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ فِيهِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

14- باب فيمن يظل في ظل الله أو ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله

وقع لي في هذا الباب أحاديث ليست من شرطي لهذا الكتاب فأردت جمعها مع ما هو من شرطي للفائدة ، فيه حديث العرباض بن سارية وسيأتي في كتاب صفة الجنة في باب المتحابين للّه ، عَزَّ وَجلَّ ، وروى الإمام مالك والبخاري ومسلم ، والتِّرمِذيّ , وغيرهم من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه ، سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّميقول : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاَّ ظله : الإمام العادل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، عَزَّ وَجلَّ ، ورجل قلبه متعلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه.

7743- وعن سلمان , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قال : سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، في ظل عرشه يوم القيامة : رجل ذكر الله ، عز وجل ، ففاضت عيناه ، ورجل أفنى شبابه ونشاطه في @

(8/182)

عبادة الله ، ورجل قلبه متعلق في المساجد من حبها ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ بيمينه وكان يخفيها من شماله ، ورجلان التقيا فقال كل واحد منهما : إني أحبك في الله ، عز وجل ، تصادرا على ذلك ، ورجل أرسلت إليه امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٌ وَجَمَالٌ تدعوه إلى نفسها فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وإمام مقتصد .

رواه سعيد بن منصور في سننه موقوفًا وفي سنده إبراهيم الهجري قال الإمام أبو شامة شارح الشاطبية ، رحمه الله ، : وأنشدكم لنفسي في المعنى :

وَقَالَ النَّبِيّ الْمُصْطَفَى إِنَّ سَبْعَة ... يُظِلُّهُمْ اللَّه الْكَرِيم بِظِلِّهِ

محبِّ عفيفٌ ناشيْ مُتصَدِّقٌ ... وباكٍ مصلِّ والإمامُ بعَدْلِهِ

7744- عَن أَبِي الْيَسَرِ ، وَاسْمُهُ كَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا ، أَوْ وَضَعَ عَنْ مُعْسِرٍ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ .

رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَالْحَاكِمُ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ بَلْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَقَصَّرَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ التَّرْغِيبِ فَعَزَاهُ لاِبْنِ مَاجَةَ ، وَالْحَاكِمُ وَلَمْ يَعْزُهُ لِمُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهِ .

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي الزَّكَاةِ فِي بَابِ استحقاق الإمام .

7745- وَعَنْ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ غَارِمًا فِي عُسْرَتِهِ ، أَوْ مُكَاتِبًا فِي رَقَبَتِهِ ، أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ ، كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْمُكَاتِبِ ، وَتَقَدَّمَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي كِتَابِ الْقَرْضِ فِي بَابِ فَضْلِ إِنْظَارِ الْمُعْسِرِ.@

(8/183)

7746- وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : مَنْ أَظَلَّ رَأْسَ غَازٍ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ... الْحَدِيثُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَعَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ ، وَتَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا.

7747- وعن أبي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ , عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ : يَا خَلِيلِي ، حَسِّنْ خُلُقَكَ وَلَوْ مَعَ الْكُفَّارِ ، تَدْخُلْ مَدْخَلَ الأَبْرَارِ ، وَإِنَّ كَلِمَتِي سَبَقَتْ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ أَنْ أُظِلُّهُ تَحْتَ عَرْشِي ، وَأَنْ أَسْقِيَهُ مِنْ حَظِيرَةِ قُدْسِي ، وَأَنْ أُدْنِيهِ مِنْ جُوَارِي.

قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ .

قَالَ شَيْخُنَا شَيْخُ الإِِسْلاَمِ وَقَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلاَنِيُّ : وَأُنْشِدُكُمْ لِنَفْسِي فِي الْمَعْنَى :

وَزِدْ سَبْعَةً إِظْلاَلُ غَازٍ وَعَوْنِهْ ... وَإِنْظَارُ ذِي عُسْرٍ وَتَخْفِيفِ ثُقْلِهْ

وَتَحْسِينُ خُلُقٍ مَعْ إِعَانَةِ غَارِمٍ ... خَفِيفِ يَدٍ حَتَّى مُكَاتِبَ أَهْلَهْ

7748- وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : الْوُضُوءُ فِي الْمَكَارِهِ ، وَالْمَشْيُ إِلَى الْمَسَاجِدِ فِي الظُّلَمِ ، وَإِطْعَامُ الْجَائِعِ .

رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ فِي كِتَابِ الثَّوَابِ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الأَصْبَهَانِيُّ .@

(8/184)

7749- وَعَنْهُ مَرْفُوعًا : مَنْ حَفَرَ قَبْرًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ... الْحَدِيثُ بِطُولِهِ وَمَنْ كَفَلَ يَتِيمًا ، أَوْ أَرْمَلَةً أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ .

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَفِي سَنَدِهِ الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ ، وَقَدْ ضُعِّفَ.

7750- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَتَدْرُونَ مَنِ السَّابِقِينَ وَالسَّابِقُونَ إِلَى ظِلِّ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : الَّذِينَ إِذَا أُعْطُوا الْحَقَّ قَبِلُوهُ ، وَإِذَا سُئِلُوا بَذَلُوهُ ، وَحَكَمُوا لِلنَّاسِ كَحُكْمِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَفِي سَنَدِهِما ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْقَضَاءِ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

7751- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : زُرِ الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ ، وَاغْسِلِ الْمَوْتَى فَإِنَّ مُعَالَجَةَ جَسَدٍ خَاوٍ مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ ، وَصَلِّ عَلَى الْجَنَائِزِ لَعَلَّ ذَلِكَ أَنْ يُحْزِنْكَ فَإِنَّ الْحَزِينَ فِي ظِلِّ اللهِ يَتَعَرَّضُ لِكُلِّ خَيْرٍ.

رَوَاهُ الْحَاكِمُ ، قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7752- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : التَّاجِرُ الصَّدُوقُ تَحْتَ ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ الأَصْبَهَانِيُّ ، وَغَيْرُهُ

قَالَ شَيْخُنَا قَاضِي الْقُضَاةِ شَيْخُ الإِِسْلاَمِ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلاَنِيُّ أَبْقَاهُ اللَّهُ وَأُنْشِدُكُمْ لِنَفْسِي فِي الْمَعْنَى :

وَزِدْ تِسْعَةً ، حُزْنٍ وَمَشْيٍ لِمَسْجِدٍ ... وَكُرْهِ وُضُوءٍ ثُمَّ مُطْعِمِ فَضْلِهِ

وَآخِذُ حقٍّ بَاذِلٌ ثُمَّ كَافِلٌ ... وَتَاجِرُ صِدْقٍ فِي الْمَقَالِ وَفِعْلِهِ

7753- وعن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَدِّبُوا أَوْلاَدَكُمْ عَلَى خِصَالٍ ثَلاَثٍ : عَلَى حُبِّ نَبِيِّكُمْ ، وَحُبِّ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَعَلَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، فَإِنَّ حَمَلَةَ الْقُرْآنِ فِي ظِلِّ اللهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ مَعَ أَنْبِيَائِهِ وَأَصْفِيَائِهِ.

رَوَاهُ صَاحِبُ مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ.@

(8/185)

7754- وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَلَقَ اللَّهُ الْجِنَّ ثَلاَثَةَ أَصْنَافٍ : صِنْفٌ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبٌ وَخَشَاشُ الأَرْضِ ، وَصِنْفٌ كَالرِّيحِ فِي الْهَوَاءِ ، وَصِنْفٌ عَلِيهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ ، وَخَلَقَ اللَّهُ الإِِنْسَ ثَلاَثَةَ أَصْنَافٍ : صِنْفٌ كَالْبَهَائِمِ ، قَالَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا ...} الآيَةَ ، وَصِنْفٌ أَجْسَادُهُمْ أَجْسَادُ بَنِي آدَمَ وَأَرْوَاحُهُمْ أَرْوَاحُ الشَّيَاطِينِ ، وِصِنْفٌ فِي ظِلِّ اللهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِجَهَالَةِ بَعْضِ رُوَاتِهِ ، وَضَعْفِ بَعْضِهِمْ.

7755- وَعَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَعُودُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حِقْوَيْهِ ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ وَغَمَرَتِ الْمَرِيضَ الرَّحْمَةَ ، وَكَانَ الْمَرِيضُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ وَكَانَ الْعَائِدُ فِي ظِلِّ قُدْسِهِ ... الْحَدِيثُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَتَقَدَّمَ بِطُولِهِ فِي الطِّبِّ فِي بَابِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ.

7756- وعن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : ثلاثة في ظل الرحمن يوم القيامة : واصل الرحم ويمد له في عمره ويوسع له في رزقه ، وامرأة مات زوجها وترك أيتامًا فتقوم هي على الأيتام حتى يغنيهم الله أو يموتوا ، ورجل اتخذ طعامًا فدعا إليه اليتامى والمساكين.

رواه أبو الليث السمرقندي في كتاب تنبيه الغافلين بغير إسناد ولم أقف له على أصل.

7757- وعن رجل من الأنصار , وكان بدريًا , قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من أحب أن يستظل , أو يظله الله , من فيح جهنم , أو من فوح , ؟ فقال القوم كلهم : نحن يا رسول الله. قال : من أنظر معسرًا أو وضع عن غريمه.

رواه عَبد بن حُمَيد ، وعنه أحمد بن منيع : حَدَّثَنَا أبو مريم ، حَدَّثَنَا أبو جعفر ... ، فذكره.

15- باب في ذكر الشفاعة

فيه حديث ابن عُمَر وتقدم في تفسير سورة النساء ، وحديث أم سلمة وتقدم في علامات النبوة في باب إخباره بالمغيبات ، وحديث الحارث بن أقيس وسيأتي في عظم أهل النار وقبحهم ، وحديث أبي سعيد الخدري وتقدم في صفة الدجال ، وحديث أبي هريرة وتقدم في كتاب البعث ، وحديث زيد بن أرقم وتقدم في الجنائز في باب عذاب القبر ، وحديث أبي ذر وتقدم في الخصائص.@

(8/186)

7758- وَعَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : خَطَبَنا ابْنُ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَلَهُ دَعْوَةٌ ، كُلُّهُمْ قَدْ أَنْجَزَهَا فِي الدُّنْيَا ، وَإِنِّي ادَّخَرْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَلاَ وَإِنِّي سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ فَخْرٌ ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ فَخْرٌ ، بِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ ، تَحْتَهُ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ ، وَلاَ فَخْرٌ ، وَيَشْتَدُّ كَرْبُ ذَلِكَ الْيَوْمِ عَلَى النَّاسِ ، فَيَقُولُونَ : انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ فَلْيَشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِي بَيْنَنَا ، فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي أُخْرِجْتُ مِنَ الْجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِي وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَإِنَّهُ أَوَّلُ النَّبِيِّينَ ، فَيَأْتُونَ نُوحًا ، فَيَقُولُونَ : اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا ، فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ ، إِنِّي دَعَوْتُ دَعْوَةً أَغْرَقَتْ أَهْلَ الأَرْضِ ، وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِي إِلاَّ نَفْسِي ، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَيَقُولُونَ : اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا ، فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي كَذَبْتُ فِي الإِِسْلاَمِ ثَلاَثُ كَذِبَاتٍ ، وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِي قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَاللهِ مَا حَاوَلَ بِهِنَّ إِلاَّ عَنْ دِينِ اللهِ ، قَوْلُهُ : إِنِّي سَقِيمٌ ، وَقَوْلُهُ : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ، وَقَوْلُهُ لِسَارَةَ : قُولِي : إِنَّهُ أَخِي ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَبْدًا اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالاَتِهِ وَبِكَلِمَاتِهِ ، فَيَأْتُونَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَيَقُولُونَ : اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقٍّ ، وَإِنَّهُ لاَ يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلاَّ نَفْسِي ، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ ، فَيَأْتُونَ عِيسَى ، فَيَقُولُونَ : اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي اتُّخِذْتُ وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ ، وَلَكِنْ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ مَتَاعًا فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ أَكَانَ يُوصَلُ إِلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ، فَيَقُولُ : إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَيَأْتِينِي النَّاسُ ، فَيَقُولُونَ : اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يَقْضِيَ بَيْنَنَا ، فَأَقُولُ : أَنَا لَهَا ، أَنَا لَهَا ، حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ مُحَمَّدُ وَأُمَّتَهُ ؟ فَأَقُومُ وَتَتْبَعُنِي أُمَّتِي غُرٌّ وَمُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوَضُوءِ الطَّهُورِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَنَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ ، أَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ وَتُفْرِجُ لَنَا الأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا ، فَتَقُولُ الأُمَمُ : كَادَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا ، فَأَنْتَهِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ ، فَيُقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَأَقُولُ : أَحْمَدُ ، فَيُفْتَحُ لِي ، فَأَنْتَهِي إِلَى رَبِّي , عَزَّ وَجَلَّ , وَهُوَ عَلَى كُرْسِيِّهِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا فَأَحْمَدُ رَبِّي @

(8/187)

بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ أَحَدٌ بِهَا قَبْلِي ، وَلاَ يَحْمَدَ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي ، فَيُقَالُ لِي : ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ تُسْمَعْ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعَ ، فَأَشْفَعُ ، فَيُقَالُ : اذْهَبْ فَأَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ كَذَا وَكَذَا ، فَأَنْطَلِقُ فَأُخْرِجَهُمْ ، ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى رَبِّي فَأَخِرُّ سَاجِدًا ، فَيُقَالَ : ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ تُسْمَعْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، فَيُحَدُّ لِي حَدًّا فَأُخْرِجَهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ

7758/2- وَالْحَارِثُ ، وَلَفْظُهُ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ طَالَ عَلَى النَّاسِ الْحِسَابُ ، فَقَالُوا : اذْهَبُوا بِنَا إِلَى أَبِينَا آدَمَ فَلْيَشْفَعْ إِلَى رَبِّنَا فَلْيُحَاسِبَنَا ، فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : إِنَّكَ آدَمُ أَبُونَا ، وَأَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ ، وَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيُحَاسِبَنَا ، فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ ، فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي خَرَجْتُ مِنَ الْجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي ، وَلَكِنِ ائْتُوا أَبَاكُمْ نُوحًا فَيَأْتُونَهُ ، فَيَقُولُونَ : اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيُحَاسِبَنَا فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ ، فَيَقُولُ : إِنِّيِ لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي دَعَوْتُ دَعْوَةً أَغْرَقَتِ الأَرْضَ ، وَلَكِنِ ائْتُوا أَبَاكُمْ إِبْرَاهِيمَ ، فَيَأْتُونَهُ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ الَّذِي اتَّخَذَكَ اللَّهُ خَلِيلاً ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيُحَاسِبَنَا فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي كَذَبْتُ ثَلاَثَ كَذِبَاتٍ ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ، فَيَأْتُونَ مُوسَى ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَكَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيُحَاسِبَنَا ، فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ ، فَيَقُولُ لَهُمْ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقِّهَا ، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ، فَيَأْتُونَهُ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيُحَاسِبَنَا ، فَقَدْ طَالَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ ، فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي عُبِدْتُ مِنْ دُونِ اللهِ ، وَلَكِنْ أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ عَلَيْهِ خَاتَمٌ مَا كَانَ يُوصَلُ إِلَى ذَلِكَ الْمَتَاعِ حَتَّى يُفَكَّ الْخَاتَمُ ، فَأْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَإِنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، قَالَ : فَيَأْتُونِيَ ، فَآتِيَ رَبِّي , عَزَّ وَجَلَّ , فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، فَيُقَالُ لَيَ : ارْفَعْ رَأْسَكَ فَأَحْمَدُ اللَّهَ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي ، وَلاَ يَحْمَدَهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، فَيُقَالُ لِيَ : ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعَ ، حَتَّى أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ قَوْلِ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.@

(8/188)

7758/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ نَحْوَ حَدِيثِ الْحَارِثِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِهِ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعًا فِي وِعَاءٍ مَخْتُومٍ أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِيهِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ، فَيَقُولُ : إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَقَدْ حَضَرَ ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، فَيَأْتُونِي ، فَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا ، فَأَقُولُ : أَنَا لَهَا حِينَ يَأْذَنُ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ : أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ ، أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ ، فَيَجِيؤُونَ ، فَنَحْنُ الأَوَّلُونَ الآخِرُونَ ، آخِرُ مَنْ يُبْعَثُ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ ، فَتُفْرِجُ لَنَا الأُمَمُ عَلَى طَرِيقِنَا ، فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ ، فَتَقُولُ الأُمَمُ : كَادَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا.

7758/4- وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِتَمَامِهِ إِلاَ أَنَّهُ قَالَ : فَتَقُولُ الأُمَمُ : كَادَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا ، فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَقْرَعُ الْبَابَ ، فَيُقَالُ : مَنْ أَنْتَ ، فَأَقُولُ : أَنَا مُحَمَّدٌ فَآتِيَ رَبِي , عَزَّ وَجَلَّ , عَلَى كُرْسِيِّهِ ، أَوْ سَرِيرِهِ شَكَّ حَمَّادٌ ، فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي ، وَلَنَ يَحْمَدَهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، َسَلْ تُعْطَهْ ، وَقُلْ تُسْمَعْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ أُمَّتِي ، أُمَّتِي ، فَيَقُولُ : أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا ، لَمْ يَحْفَظْهُ حَمَّادٌ ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْجُدُ ، فَأَقُولُ مَا قُلْتُ : فَيُقَالُ : ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ تُسْمَعْ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ أُمَّتِي ، أُمَّتِي ، فَيَقُولُ : أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا ، دُونَ الأَوَّلِ ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْجُدُ فَأَقُولُ مِثْلُ ذَلِكَ ، فَيُقَالَ : ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ تُسْمَعُ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعُ ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ كَذَا وَكَذَا دُونَ ذَلِكَ.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مُخْتَصَرًا بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7759- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَشْفَعُ حَتَّى يُخْرَجَ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ ، وَحَتَّى يُخْرَجُ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ خَرْدَلَةٍ ، وَحَتَّى يُخْرَجُ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى مِنْ شَطْرِ خَرْدَلَةٍ مِنْ خَيْرٍ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(8/189)

7760- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُعْطِيَ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ فَتَعَجَّلَهَا ، وَإِنِّي أَخَّرْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لأُمَّتِي.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ , وتقدم مطولا في الدجال.

7761- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : أَخْبَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَدْ رَأَيْتُ مَا يَكْفِي أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي فَأَخَّرْتُ شَفَاعَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ، وَهَذَا مِنْ مُسْنَدِ أُمِّ سَلَمَةَ.

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ أُمِّ حَبِيبة.

7762- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ فِي وَفْدٍ فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَقَمْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي النَّاسِ أَبْغَضَ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ يَلِجُ عَلَيْهِ ، فَمَا خَرَجْنَا حَتَّى مَا فِي النَّاسِ رَجُلٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ؟ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ : لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيَّا إِلاَّ أَعْطَاهُ دَعْوَةً ، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بِهَا دِينًا فَأُعْطِيَهَا ، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا بِهَا ، وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِيَ دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا عِنْدَ رَبِّي شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.@

(8/190)

7763- وَعَنْ سَلَمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : يَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَيَقُولُونَ لَهُ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَنْتَ الَّذِي فَتَحَ اللَّهُ بِكَ ، وَخَتَمَ بِكَ ، وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَجِئْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ آمِنًا ، وَتَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَقُمْ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا ، فَيَقُولُ أَنَا صَاحِبُكُمْ قَالَ : فَيَخْرُجُ يَحُوشُ النَّاسَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَيَأْخُذُ بِحَلْقَةٍ فِي الْبَابِ مِنْ ذَهَبٍ ، فَيَقْرَعُ الْبَابَ ، فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ : مُحَمَّدٌ ، فَيُفْتَحُ لَهُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ ، فَيَسْتَأْذِنَ فِي السُّجُودِ ، فَيُؤْذَنَ لَهُ ، فَيَسْجُدَ ، فَيُنَادَى : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، وَادْعُ تُجَبْ قَالَ : فَيَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ مَا لَمْ يَفْتَحْ لأَحَدٍ مِنَ الْخَلاَئِقِ ، فَيُنَادَى : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، سَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، وَادْعُ تُجَبْ فَيَرْفَعْ رَأْسَهُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أُمَّتِي ، أُمَّتِي مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، قَالَ سَلْمَانُ : فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ حِنْطَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، أَوْ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، أَوْ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ .

7763/2- وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ ، وَلَفْظُهُ : تُعْطِي الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَرَّ عَشْرَ سِنِينَ ، ثُمَّ تُدْنَى مِنْ جَمَاجِمِ النَّاسِ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُخْتَصَرًا.

7764- وَعَنْ أَبِي مُوسَى ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَحْرُسُ أَصْحَابَهُ ، فَقُمْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَمْ أَرَهُ فِي مَنَامِهِ ، فَأَخَذَنِي مَا حَدَثَ وَمَا قَدِمَ ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَدْ لَقِيَ مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُ ، فَسَمِعَا صَوْتًا مِثْلَ هَزِيرِ الرَّوَاحِينِ يَحْرُزُهُمَا فَوَقَفَا عَلَى مَكَانِهِمَا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ قِبَلِ الْبُيُوتِ ، فَقَالَ : هَلْ تَدْرِيَانِ أَيْنَ كُنْتُ وَفِيمَ كُنْتُ ؟ قَالَ : أَتَانِيَ آتٍ مِنْ رَبِّي ، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يُدْخَلَ شَطْرَ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَينَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ قَالاَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا فِي شَفَاعَتِكَ ، فَدَعَا لَهُمَا ، وَأَقْبَلَ وَأَقْبَلاَ مَعَهُ ، فَكُلَّمَا لَقِيَهَ رَجُلٌ سَأَلَهُ ، حَتَّى اسْتَقْبَلَهُ مُعْظَمُ النَّاسِ فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا فِي شَفَاعَتِكَ ، فَقَالَ : أَنْتُمْ فِي شَفَاعَتِي ، وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَهُوَ فِي شَفَاعَتِي.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وابن ماجة مُخْتَصَرًا ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ.@

(8/191)

7765- وَعَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ مُعَاوِيَةَ ، فَنَالَ النَّاسُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ مِنْ عَلِيٍّ وَوَقَعُوا فِيهِ ، قَالَ بُرَيْدَةُ : تَأْذَنُ لِي فِي الْكَلاَمِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ سَيَقُولُ مَا قَالَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ بُرَيْدَةُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَشْفَعَ فِي جَمِيعِ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ ، أَوْ مَدَرَةٍ فَتَرْجُوهَا أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ ، وَلاَ يَرْجُوهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ؟ قَالَ : اسْكُتْ فَإِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7766- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُعْطِيتُ خَمْسًا ، وَلاَ أَقُولُهُ فَخْرًا : بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ ، وَلاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ قَبْلِي ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ فَهُوَ يَسِيرُ أَمَامِيَ شَهْرًا ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ فَاخْتَرْتُهَا لأُمَّتِي وَهِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ نَائِلَةٌ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ التَّيَمُّمِ ، وَفِي كِتَابِ الْجِهَادِ ، وَتَقَدَّمَ لَهُ شَوَاهِدٌ.

7767- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ أَزَالُ أَشْفَعُ لأُمَّتِي حَتَّى يُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ زِنَةَ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، ثُمَّ أَشْفَعُ ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، ثُمَّ أَشْفَعُ ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْرِجْ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مِنْ إِيمَانٍ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِسَنَدٍ فِيهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7767/2- وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَلَفْظُهُ : رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ ، فَيُفْتَحُ لِيَ بَابٌ مِنْ ذَهَبٍ وَحِلَقُهُ مِنْ فِضَّةٍ ، فَيَسْتَقْبِلُنِي النُّورُ الأَكْبَرُ فَأَخِرُّ سَاجِدًا ، فَأُلْقِيَ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى اللهِ مَا لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ قَبْلِي ، فَيُقَالُ لِيَ : ارْفَعْ رَأْسَكَ ، سَلْ تُعْطَهْ ، وَقُلْ تُسْمَعْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : لَكَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، ثُمَّ أَسْجُدُ الثَّانِيَةَ ، ثُمَّ أُلْقِيَ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَيُقَالُ لِيَ مِثْلُ ذَلِكَ ، فَأَقُولُ : أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : لَكَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، ثُمَّ أَسْجُدُ الثَّالِثَةَ ، فَيُقَالُ لِيَ مِثْلُ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَرْفَعُ رَأْسِيَ ، فَأَقُولُ : أُمَّتِي ، فَيُقَالُ لِيَ : لَكَ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدِ الصَّحِيحِ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.@

(8/192)

7768- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تُمَدُّ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ لِعَظَمَةِ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , فَلاَ يَكُونُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فِيهَا إِلاَّ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ ، ثُمَّ أُدْعَى أَوَّلَ النَّاسِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِيَ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أَخْبِرْنِي ، هَذَا وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ وَاللَّهُ مَا رَآهُ قَطُّ قَبْلَهَا ، إِنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَاكِتٌ لاَ يَتَكَلَّمُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : صَدَقَ ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِيَ فِي الشَّفَاعَةِ ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الأَرْضِ ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7768/2- وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مُفَسَّرًا ، وَصَحَّحَهُ ، وَلَفْظُهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ جَابِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : تُمَدُّ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَدَّ الأَدِيمِ ... , فَذَكَرَهُ.

7769- وَعَنْ حُذَيْفَةَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ جَلَسَ مَكَانَهُ ثُمَّ صَلَّى الأُولَى وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ ، كُلُّ ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ ، ثُمَّ قَامَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَقَالَ النَّاسُ لأَبِي بَكْرٍ : سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَا شَأْنُهُ ؟ صَنَعَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ قَطُّ ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَأَمْرِ الآخِرَةِ ، فَجَمَعَ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ فَقَطَعَ النَّاسُ بِذَلِكَ حَتَّى انْطَلَقُوا إِلَى آدَمَ وَالْعَرَقُ يَكَادُ يُلْجِمَهُمْ ، فَقَالُوا : يَا آدَمُ ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ ، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، قَالَ : لَقَدْ لَقِيتُ مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُمْ ، انْطَلِقُوا إِلَى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ نُوحٍ {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوحٍ فَيَقُولُونَ : اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَنْتَ الَّذِي @

(8/193)

اصْطَفَاكَ اللَّهُ وَاسْتَجَابَ لَكَ فِي دُعَائِكَ فَلَمْ يَدَعْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ، فَيَقُولُ : لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِيَ ، انْطَلِقُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ ، فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلاً ، قَالَ : فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُ : لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِيَ انْطَلِقُوا إِلَى مُوسَى ، فَإِنَّ اللَّهَ كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا ، فَيَقُولُ مُوسَى : لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِيَ وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَإِنَّهُ كَانَ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ ، وَالأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى ، فَيَقُولُ عِيسَى : لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي ، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، انْطَلِقُوا إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ قَالَ : فَيَنْطَلِقُ فَيُنَادِيَ جِبْرِيلُ فَيَأْتِي جِبْرِيلُ رَبَّهُ ، فَيَقُولُ : ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ قَالَ : فَيَنْطَلِقُ بِهِ جِبْرِيلُ فَيَخِرُّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ تُسْمَعْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، قَالَ : فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى رَبِّهِ خَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ أُخْرَى فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ تُسْمَعُ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعُ ، قَالَ : فَيَذْهَبُ لِيَقَعَ سَاجدًا فَيَأْخُذُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِضِبْعَيْهِ قَالَ : فَيَفْتَحُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ مَا لَمْ يَفْتَحْ عَلَى بَشَرٍ قَطُّ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ جَعَلْتَنِي سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ ، وَلاَ فَخْرٌ ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ فَخْرٌ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَكْثَرَ مِمَّا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُ الصِّدِّيقِينَ فَيَشْفَعُوا ، ثُمَّ يُقَالَ : ادْعُ الأَنْبِيَاءَ ، فَيَجِئُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ ، وَالنَّبِيُّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، ثُمَّ يُقَالُ : ادْعُ الشُّهَدَاءُ فَلْيَشْفَعُوا لِمَنْ أَرَادُوا ، فَإِذَا فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِكَ ، يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، أَدْخِلُوا جَنَّتِيَ مَنْ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئًا ، قَالَ : فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : انْظُرُوا فِي النَّارِ هَلْ تَلْقَونَ فِيهَا أَحَدًا عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ ، قَالَ : فَيَجِدُونَ فِي النَّارِ رَجُلاً ، فَيُقَالُ له : هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لاَ غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُسَامِحَ النَّاسَ فِي الْبَيْعِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ : اسْمَحُوا لِعَبْدِي كَإِسْمَاحِهِ لِعِبَادِيَ ، ثُمَّ يُخْرِجُونَ مِنَ النَّارِ رَجُلاً ، فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : لاَ غَيْرَ أَنِّي أَمَرْتُ وُلْدِي ، إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِيَ بِالنَّارِ ، ثُمَّ اطْحَنُونِيَ حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِثْلَ الْكُحْلِ فَاذْهَبُوا بِيَ إِلَى الْبَحْرِ فَاذْرُونِيَ فِي الرِّيحِ ، فَوَاللهِ لاَ يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَبَدًا ، قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : مِنْ مَخَافَتِكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ : انْظُرُوا إِلَى مُلْكِ أَعْظَمَ مَلِكٍ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَهُ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ ، قَالَ : فَيَقُولُ : لِمَ تَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ؟ قَالَ : فَيَضْحَكُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , فَذَلِكَ الَّذِي ضَحِكْتُ مِنْهُ مِنَ الضُّحَى.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، دُونَ قَوْلِهِ : فَوَاللهِ لاَ يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَبَدًا ، وَلَمْ يَذْكُرْ : فَيَضْحَكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.

الْعِصَابَةُ : بِكَسْرِ الْعَيْنِ الْجَمَاعَةُ ، وَلاَ وَاحِدَ لَهُ قَالَهُ الأَعْمَشُ ، وَقِيلَ : هِيَ مَا بَيْنَ الْعَشْرَةِ أَوِ الْعِشْرِينَ إِلَى الأَرْبَعِينَ.@

(8/194)

7770- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ ؟ فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلَنِي عَنْهَا لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُهِمُّنِي مِنَ انْقِضَاضِهِمْ عَلَى أَبُوَابِ الْجَنَّةِ أَهَّمُ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي ، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصًا يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَهُوَ فِي الْبُخَارِيِّ بِاخْتِصَارٍ عَمَّا هُنَا.

7771- وَعَنِ ابْنِ دَارَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ بِالْبَقِيعِ أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَتَدَاكَّ النَّاسُ عَلَيْهِ ، قَالُوا : إِيهِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ عَبْدٍ لَقِيَكَ لاَ يُشْرِكُ ، يُؤْمِنُ بِي.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَفِي إِسْنَادِهِ مَنْ لاَ يُعْرَفُ حَالُهُ.

7772- وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَافْتَرَشَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ ، قَالَ : فَانْتَبَهْتُ بَعْضَ اللَّيْلِ ، فَإِذَا نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم @

(8/195)

لَيْسَ قُدَّامَهَا أَحَدٌ ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ قَائِمَانِ ، فَقُلْتُ : أَيْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَقَالاَ : مَا نَدْرِي غَيْرَ أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا بِأَعْلَى الْوَادِي ، فَإِذَا مِثْلُ هَزِيزِ الرَّحَا ، قَالَ : فَلَبِثْنَا يَسِيرًا ثُمَّ أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : إِنَّهُ أَتَانِيَ مِنْ رَبِي آتٍ فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِيَ الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ ، وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ نُنْشِدُكَ بِاللهِ وَالصُّحْبَةِ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ قَالَ : فَأَنْتُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِيَ قَالَ : فَلَمَّا أَكْلَبُوا عَلَيْهِ ، قَالَ : فَإِنِّي أُشْهَدُ مَنْ حَضَرَ أَنَّ شَفَاعَتِيَ لِمَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِي.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ .

7772/2- وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَلَفْظُهُ : عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَفَرًا حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ أَرِقَتْ عَيْنَايَ فَلَمْ يَأْتِنِي النَّوْمُ ، فَقُمْتُ فَإِذَا لَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ دَابَّةٌ إِلاَّ وَاضِعٌ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ ، وَأَرَى وَقْعَ كُلِّ شَيء فِي نَفْسِي ، فَقُلْتُ : لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلأُكَلِّمَهُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أُصْبِحُ ، فَخَرَجْتُ أَتَخَلَّلُ الرِّحَالَ حَتَّى دَفَعْتُ إِلَى رَحْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي رَحْلِهِ فَخَرَجْتُ أَتَخَلَّلُ الرِّحَالَ ، حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ الْعَسْكَرِ ، فَإِذَا أَنَا بِسَوَادٍ ، فَتَيَمَّمْتُ بِذَلِكَ السَّوَادَ ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَقَالاَ لِيَ : مَا الَّذِي أَخْرَجَكَ ؟ فَقُلْتُ : الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، فَإِذَا نَحْنُ بِغَيْطَةٍ مِنَّا غَيْرَ بَعِيدٍ ، فَمَشَيْنَا إِلَى الْغَيْطَةِ ، فَإِذَا نَحْنُ نَسْمَعُ فِيهَا دَوِيًّا كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، وَكَخَفِيقِ الرِّيَاحِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هَا هُنَا أَبُو عُبَيْدَةُ بْنُ الْجَرَّاحِ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ نَسْأَلُهُ عَنْ شَيء ، وَلاَ يَسْأَلُنَا عَنْ شَيء ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى رَحْلِهِ ، فَقَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا خَيَّرَنِي رَبِّي آنِفًا ؟ قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ ثُلُثَيْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَلاَ عَذَابٍ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةَ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الَّذِي اخْتَرْتَ ؟ قَالَ : اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ ؟ قُلْنَا جَمِيعًا : يَا رَسُولَ اللهِ ، اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ قَالَ : إِنَّ شَفَاعَتِي لِكُلِّ مُسْلِمٍ.

7772/3- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي بَعْضِ مَغَازِيِهِ ، فَانْتَبَهْتُ ذات لَيْلَةً ، فَلَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَكَانِهِ ، وَإِذَا أَصْحَابُهُ كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ ، وَإِذَا الإِِبِلُ قَدْ وَضَعَتْ جِرَانَهَا ، قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِخَيَالٍ ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَدْ نَظَرَ إِلَيَّ ، فَقُلْتُ : أَيْنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... , فَذَكَرَهُ.@

(8/196)

16- باب في شفاعة الصالحين

فيه حديث أبي بكر الصديق المذكور في الباب قبله.

7773- وَعَنْ حُذَيْفَةُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ رسول الله عَلَيه وسَلَّم : لَيَخْرُجَنَّ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ مُنْتِنُونَ قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللهِ وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ فَيُسَمُّونَ الْجَهَنَّمِيُّونَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُمْ ثِقَاتٌ.

7774- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيَتَمَجَّدَنَّ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , عَلَى أُنَاسٍ لَمْ يَعْمَلُوا مِنْ خَيْرٍ قَطُّ فَيُخْرِجَهُمْ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا أُحْرِقُوا فَيُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَعَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ .

7774/2- وَمُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا ، بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَلَفْظُهُ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةُ : لَيَخْرُجَنَّ قَوْمًا مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا يَحْتَرِقُونَ ، فَيُقَالُ : هَؤُلاَءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ طُلَقَاءُ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ.

7775- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تَخْرُجُ صُفُوفُ أَهْلِ النَّارِ ، فَيَمُرَّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيَقُول : يَا فُلاَنُ أَمَا تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُولُ : أَنَا الَّذِي اسْتَوْهَبْتَنِي وَضُوءًا فَوَهَبْتُ لَكَ ، فَيَشْفَعُ لَهُ فَيُشَفَّعَ فِيهِ ، وَيَمُرُّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : يَا فُلاَنٌ ، أَمَا تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُولُ : أَنَا بَعَثْتَنِي فِي حَاجَةِ كَذَا وَكَذَا فَقَضَيْتُهَا لَكَ ، فَيَشْفَعُ لَهُ فَيُشَفَّعَ لَهُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/197)

7775/2- وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ , - وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَلَفْظُهُمْ : شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي.

7775/3- وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ؛ لِضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي سَارَةَ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُشْرِفُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَيُنَادِي مَنْ فِي النَّارِ : يَا فُلاَنٌ ، أَمَا تَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : لاَ وَاللهِ مَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ ؟ وَيْحَكَ ، قَالَ : أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَاسْتَسْقَيْتَنِي شَرْبَةَ مَاءٍ سَقَيْتُكَ ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ ، قَالَ : فَدَخَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى رَبِّهِ فِي زَوْرَةٍ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، إِنِّي أَشْرَفْتُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَنَادَى : يَا فُلاَنٌ ، أَمَا تَعْرِفُنِي ؟ فَقُلْتُ : وَاللهِ مَا أَعْرِفُكَ وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا الَّذِي مَرَرْتُ بِي فِي الدُّنْيَا فَاسْتَسْقَيْتَنِي فَسَقَيْتُكَ ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ : فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِيهِ وَيُخْرِجُهُ مِنَ النَّارِ.

وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ... , فَذَكَرَ حَدِيثَ مُسَدَّدٍ ، وَزَادَ : قَالَ : وَتُصَدِّقُ هَذَا الْقُرْآنُ ، قَالَ : فَقَرَأَ عَلَيْهِ : إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا فَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ الْكَبَائِرَ ، وَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ وَقَعُوا فِيهَا لَهُمْ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فَقَالَ يَزِيدُ لأَنَسٍ : صَدَقْتَ.@

(8/198)

7776- وَعَنْ أَبِي قِلاَبَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7777- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ لَيْسَ بِنَبِيٍّ مِثْلُ الْحَيَّيْنِ ، أَوْ أَحَدُ الْحَيَّيْنِ : رَبِيعَةَ ، وَمُضَرَ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَوَمَا رَبِيعَةُ مِنْ مُضَرَ ؟ فَقَالَ : إِنَّمَا أَقُولُ مَا أَقُولُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7778- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَلْقَى الرَّجُلُ أَبَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : يَا أَبَتِ ، أَيُّ ابْنٍ كُنْتُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : خَيْرُ ابْنٍ ، فَيَقُولُ : هَلْ أَنْتَ مُطِيعِيَ الْيَوْمَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : خُذْ بِإِزْرَتِي فَيَنْطَلِقُ بِهِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , وَهُوَ يَعْرِضُ الْخَلْقَ ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، وَأَبِي مَعِي ، إِنَّكَ قَدْ وَعَدْتَنِي أَنْ لَنْ تُخْزِيَنِي ، فَيُعْرِضُ عَنْهُ وَيَقْضِي بَيْنَ الْخَلْقِ وَيَعْرِضُهُمْ ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَيَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، وَأَبِي مَعِي فَإِنَّكَ قَدْ وَعَدْتَنِي أَنْ لَنْ تُخْزِيَنِي ، فَيُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الْخَلْقِ فَيَعْرِضُهُمْ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ وَأَبِي مَعِي إِنَّكَ قَدْ وَعَدْتَنِي أَنْ لَنْ تُخْزِيَنِي ، فَيَمْسَخُ اللَّهُ أَبَاهُ ضَبْعًا أَمْدَرَ ، أَوْ أَمْجَرَ شَكَّ أَبُو جَعْفَرَ ، فَيَأْخُذُ بِأَنْفِهِ ، قَالَ : فَيَقُولُ : أَبُوكَ هُوَ ؟ فَيَقُولُ : لاَ وَعِزَّتِكَ مَا هُوَ بِأَبِي ، فَيُهْوِي فِي النَّارِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ هَكَذَا مُرْسَلاً ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، ثُمَّ رَوَاهُ مَرْفُوعًا ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، نَحْوَهُ.@

(8/199)

7779- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى رَهْطٍ أَنَا رَابِعُهُمْ فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لَيَدْخُلَنَّ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ : قُلْنَا : سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : سِوَايَ قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَسَأَلْتُ عَنْهُ بَعْدَ مَا قَامَ ، فَقَالُوا : هَذَا ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَرَوَاهُ مُخْتَصَرًا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ : حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَاسْمُ ابْنُ أَبِي الْجَدْعَاءِ : عَبْدُ اللهِ ، وَلَيْسَ لَهُ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ.

7780- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ غَرِقُوا فِي النَّارِ بِرَحْمَةِ اللهِ وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ.

رَوَاهُ َأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بسند فيه سلمة بن صالح , وهو ضعيف .

7781- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : سَلَكَ رَجُلاَنِ مَفَازَةً : أَحَدُهُمَا : عَابْدٌ ، وَالآخَرُ : بِهِ رَهَقٌ ، فَعَطِشَ الْعَابِدُ حَتَّى سَقَطَ فَجَعَلَ صَاحِبَهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهُوَ صَرِيعٌ ، فَقَالَ : وَاللهِ لَئِنْ مَاتَ هَذَا الْعَابِدُ الصَّالِحُ عَطَشًا وَمَعِي مَاءٌ لاَ أُصِيبُ مِنَ اللهِ خَيْرًا أَبَدًا ، وَإِنْ سَقَيْتُهُ مَائِيَ لأَمُوتَنَّ فَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ ، وَعَزَمَ وَرَشَّ عَلَيْهِ مِنْ مَائِهِ وَسَقَاهُ مِنْ فَضْلِهِ ، قَالَ : فَقَامَ حَتَّى قَطَعَ الْمَفَازَةَ ، قَالَ : فَيُوقَفُ الَّذِي بِهِ رَهَقٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْحِسَابِ ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ ، فَتَسُوقُهُ الْمَلاَئِكَةُ ، فَيَرَى الْعَابِدُ ، فَيَقُولُ : يَا فُلاَنُ ، أَمَا تَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا فُلاَنٌ الَّذِي آثَرْتُكَ عَلَى نَفْسِي يَوْمَ الْمَفَازَةِ قَالَ : فَيَقُولُ : بَلَى أَعْرِفُكَ ، قَالَ : فَيُقَالُ لِلْمَلاَئِكَةِ : قِفُوا قَالَ : فَيُوقَفُ وَيَجِئُ حَتَّى يَقِفَ وَيَدْعُو رَبَّهُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، قَدْ تَعْرِفُ يَدَهُ عِنْدِي وَكَيْفَ آثَرَنِي عَلَى نَفْسِهِ ، يَا رَبِّ ، هَبْهُ لِي ، فَيَقُولُ : هُوَ لَكَ ، قَالَ : فَيَجِئُ فَيَأْخُذُهُ بِيَدِهِ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ أَبِي ظِلاَلٍ الْقَسْمَلِيِّ ، وَاسْمُهُ هِلاَلُ بْنُ أَبِي هِلاَلٍ ، وَيُقَالُ : ابْنُ أَبِي مَالِكٍ.@

(8/200)

7782- وَعَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَدْخُلُ نَاسٌ فِي النَّارِ ، حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ : مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ فَيُقَالُ : هَؤُلاَءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.

17- باب لا يظلم مؤمناً إلا انتقم الله تعالى منه ولن ينجي أحداً عمله

7783- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَكَانَ ضَعِيفًا ، وَكَانَ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلاَءٍ فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُعْسِكرًا بِالْبَطْحَاءِ ، وَكَانَ يَجِئُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ السَّحَرِ يَرْجِعُ فَيُصَلِّي بِهِمْ صَلاَةَ الْغَدَاةِ ، قَالَ : فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى رَاحِلَتِهِ عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ ، فَأَخَذَ بِخُطَامِ نَاقَتِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ ، فَقَالَ : إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ فَأَبَى ، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يَحْبِسَهُ خَفَقَهُ بِالسَّوْطِ خَفْقَةً ، ثُمَّ مَضَى ، فَصَلَّى بِهِمْ صَلاَةَ الْغَدَاةِ ، فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ ، وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ ، فَاجْتَمَعَ الْقَومُ حَوْلَهُ ، فَقَالَ : أَيْنَ الَّذِي جَلدْتُ آنِفًا ؟ فَأَعَادَهَا : إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ قَالَ : فَجَعَلَ الرَّجُلُ ، يَقُولُ : أَعُوذُ بِاللهِ ثُمَّ بِرَسُولِهِ ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : ادْنُهُ ، ادْنُهْ حَتَّى دَنَا مِنْهُ فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَنَاوَلَهُ السَّوْطُ ، فَقَالَ : خُذْ بِمِجْلَدِكَ فَاقْتَصَّ فَقَالَ : أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَهُ ، قَالَ : خُذْ بِمِجْلَدِكَ لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ قَالَ : أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ ، قَالَ : إِلاَّ أَنْ تَعْفُوَ قَالَ : فَأَلْقَى السَّوْطَ ، وَقَالَ : قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ كُنْتُ أَسُوقُ بِكَ وَكُنْتَ نَائِمًا وَكُنْتُ إِذَا أَبْطَأَتْ وَإِذَا أَخَذْتُ بِخطَامِهَا أَعْرَضَتْ @

(8/201)

فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بِالسَّوْطِ ، فَقُلْتَ : قَدْ أَتَاكَ الْقَومُ فَقُلْتُ : لاَ بَأْسَ عَلَيْكَ خُذْ يَا رَسُولَ اللهِ فَاقْتَصَّ ، قَالَ : قَدْ عَفَوْتُ قَالَ : اقْتَصَّ فَإِنَّهُ أَحَبَّ إِلَيَّ فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَصَوَّرَنَّهَا مِنْ جَلْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّقُوا اللَّهَ فَوَاللهِ لاَ يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلاَّ انْتَقَمَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِسَنَدٍ فِيهِ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَاسْمُهُ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ.

لَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ ، وَأُخْرَى فِي الْغِمَارَةِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي بَابِ تَمْكِينِ الإِِمَامِ مِنْ نَفْسِهِ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي فِرَاسٍ وَتَقَدَّمَ فِي الدِّيَاتِ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ ، وَتَقَدَّمَ كُلُّ ذَلِكَ فِي الْمَوَاعِظِ فِي بَابِ التَّرْهِيبِ مِنَ الظُّلْمِ.

7784- وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُنْجِيهُ عَمَلُهُ قَالُوا : وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي بِمَغْفِرَةٍ مِنْهُ وَرَحْمَةٍ وَضَعَ ابْنُ عَوْنٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، عَنْ أَشْهَلِ بْنِ حَاتِمٍ ، عَنْهُ بِهِ مُرْسَلاً.

وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي مُوسَى ، وَشُرَيْكُ بْنُ طَارِقٍ.

18- باب في مجازاة أهل الصبر وأهل الفضل وغيرهم

7785- عن زاهر بن يربوع قال : قلت لأبي هريرة ، رضي الله عنه : أكتمهم كريمة مالي ؟ قال : لا ، إن أقبلوا فلا تعصوهم وإدن أدبروا فلا تسبوهم فتكون عاصيًا يخفف عن ظالم ، قل : هذا الحق ، خذ الحق ودع الباطل ، فإن أخذها فذاك ، وإن تجاوز إلى غيرها فاصبر ، يجمع لك يوم القيامة في الميزان.

رواه مُسَدَّد ، وزاهر لم أقف له على ترجمة ، وباقي رواة الإسناد ثقات.@

(8/202)

7786- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلاَئِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَادَى مُنَادٍ : أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ ، فَيَنْطَلِقُونَ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ، فَيَقُولُونَ : إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ ، فَمَنْ أَنْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ ، فَيَقُولُونَ : وَمَا فَضْلُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا إِذَا ظُلِمْنَا صَبَرْنَا ، وَإِذَا أُسِئَ إِلَيْنَا عَفَوْنَا ، وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا ، فَيقَالَ لَهُمُ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ، قَالَ : ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : أَيْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ، فَيَقُولُونَ : إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ ، فَمَنْ أَنْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ ، فَيَقُولُونَ : وَمَا صَبْرُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ ، وَكُنَّا نَصْبِرُ عَنْ مَعَاصِي اللهِ ، فَيُقَالُ لَهُمُ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ، قَالَ : ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : أَيْنَ الْمُتَحَابُونَ فِي اللهِ ، أَوْ قَالَ : فِي ذَاتِ اللهِ ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ ، فَيَنْطَلِقُونَ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ فَيَقُولُونَ : إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ ، فَمَنْ أَنْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَتَحَابُّ فِي اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , وَنَتَزَاوَرُ فِي اللهِ ، وَنَتَعَاطَفُ فِي اللهِ ، وَنَتَبَاذَلُ فِي اللهِ ، فَيُقَالُ لَهُمُ : ادْخُلُوا فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وَيَضَعُ اللَّهُ الْمَوَازِينَ لِلْحِسَابِ بَعْدَ مَا يَدْخُلُ هَؤُلاَءِ الْجَنَّةَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَفِي سَنَدِهِ الْعَرْزَمِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ.

7787- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم جَالِسٌ إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّيَ ؟ فَقَالَ : رَجُلاَنِ جثيا مِنْ أُمَّتِي بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : يَا رَبِّ ، خُذْ لِي مَظْلَمَتِي مِنْ أَخِي ، قَالَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : أَعْطِ أَخَاكَ مَظْلَمَتَهُ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، لَمْ يَبْقَ لِيَ مِنْ حَسَنَاتِه شَيء ، قَالَ اللَّهُ , تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلطَّالِبِ : كَيْفَ تَصْنَعُ بِأَخِيكَ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيء ؟ قَالَ : يَا رَبِّ ، فَلْيَحْمِلْ عَنِّيَ مِنْ أَوْزَارِيَ قَالَ : وَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِالْبُكَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ ذَلِكَ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ ، يَوْمٌ يَحْتَاجُ النَّاسُ فِيهِ إِلَى أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ أَوْزَارَهُمْ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلطَّالِبِ : ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ فِي الْجِنَانِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضَّةٍ ، وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِاللُّؤْلُؤِ ، فَيَقُولُ : لأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا ؟ لأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا ؟ لأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنْ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : أَنْتَ تَمْلِكُهُ قَالَ : بِمَاذَا يَا رَبِّ ؟ قَالَ : تَعْفُو عَنْ أَخِيكَ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، إِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عِنْدَ ذَلِكَ : فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ ، وَعَبَّادِ بْنِ شَيْبَةَ.@

(8/203)

7788- وعن أبي بكر ، رضي الله عنه ، قال : بلغنا أنه إذا كان يوم القيامة ، نادى مناد : أين أهل العفو ؟ قال : فيكافئهم الله , تعالى , بما كان من عفوهم عن الناس.

رواه أحمد بن منيع ، وفي سنده كوثر بن حكيم ، وهو ضعيف.

19- باب في رحمة الله تعالى

7789- وَعَنْ سَلْمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ للَّهِ , عَزَّ وَجَلَّ , مِئَةَ رَحْمَةٍ ، مِنْهَا رَحْمَةٌ يَتَرَاحَمُ بِهَا الْخَلْقُ ، وَتِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَتَقَدَّمَ بشواهده فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ.

7790- وَعَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ : إِنَّ للَّهِ , عَزَّ وَجَلَّ , مِئَةَ رَحْمَةٍ ، وَإِنَّهُ قَسَمَ رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ أَهْلِ الأَرْضِ فَوَسِعَتْهُمْ إِلَى آجَالِهِمْ ، وَدَخِرَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً لأَوْلِيَائِهِ ، وَاللَّهُ قَابِضٌ تِلْكَ الرَّحْمَةَ الَّتِي قَسَمَهَا بَيْنَ أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَى التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ فَيُكْمِلُهَا مِئَةَ رَحْمَةٍ لأَوْلِيَائِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُرْسَلاً ، بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَتَقَدَّمَ فِي الدُّعَاءِ فِي بَابِ مَنْ مَنَعِ الْخَيْرِ عَنْ أَكْثَرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.@

(8/204)

7791- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلاَئِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، نَادَى مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يسْمَع الْخَلاَئِقِ : يَا أَهْلَ الْجَمْعِ تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ وَثَوَابُكُمْ عَلَيَّ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَفِي سَنَدِهِ سَدُوسُ صَاحِبُ السَّامِرِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7792- وَعَنْهُ ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَنَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَصَبِيٌّ فِي طَرِيقِ الْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا رَأَتْ أُمُّهُ الْقَوْمَ خَشِيَتْ عَلَى وَلَدِهَا أَنْ يُوطَأَ ، فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى ، وَتَقُولُ : ابْنِي ابْنِي وَسَعَتْ فَأَخَذَتْهُ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُلْقِيَ ابْنَهَا فِي النَّارِ ، قَالَ : فَخَفَضَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : وَلاَ اللَّهُ لاَ يُلْقِي حَبِيبَهُ فِي النَّارِ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

20- باب رجاء المذنبين رحمة الله تعالى وما جاء في ما يقوله الله عز وجل للمؤمنين

7793- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ عَبْدًا فِي جَهَنَّمَ لَيُنَادِيَ أَلْفَ سَنَةٍ : يَا حَنَّانُ ، يَا مَنَّانُ قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لِجِبْرِيلَ : اذْهَبْ فَأْتِنِي بِعَبْدِي قَالَ : فَيَنْطَلِقُ جِبْرِيلَ ، فَيَرَى أَهْلَ النَّارِ مُنْكَبِّينَ عَلَى وُجُوهِهِمْ ، فَيَرْجِعُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، لَمْ أَرَهُ قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَالَ : فَيَأْتِيَهُ فَيَجِئُ رَبَّهُ قَالَ : فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : يَا عَبْدِي ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمَقِيلَكَ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، شَرَّ مَكَانٍ وَشَرَّ مَقِيلٍ قَالَ : فَيَقُولُ : رُدُّوا عَبْدِي ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَا كُنْتُ أَرْجُوَ أَنْ تَرُدَّنِي إِذْ أَخْرَجْتَنِي ، فَيَقُولُ : دَعُوا عَبْدِي.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى أَبِي ظِلاَلٍ ، وَاسْمُهُ هِلاَلٌ.@

(8/205)

7794- وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ بِأَوَّلِ مَا يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَبِأَوَّلِ مَا يَقُولُونَ قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَحْبَبْتُمْ لِقَائِيَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ يَا رَبَّنَا ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : قَدْ أُوجِبَتْ لَكُمْ رَحْمَتِي.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.@

(8/206)

100- كتاب صفة النار وأهلها

1- باب في الورود على النار ، وما جاء في حرها أجارنا الله منها

فيه حديث ابن مسعود الطويل وغيره وتقدم في القيامة في باب البعث والحساب ، وفيه حديث عَبد الله بن سلام وتقدم في الخصائص.

7795- وعن بلال بن سعد القاص قال : يقول الله عز وجل : يا نار أحرقي ، يا نار أنضجي ، يا نار استبقي ولا تقتلي.

رواه أحمد بن منيع.

7796- وَعَنْ أَبِي سُمَيَّةَ ، قَالَ : اخْتَلَفْنَا هَهُنَا بِالْبَصْرَةِ فِي الْوُرُودِ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ لاَ يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ ، وَقَالَ آخَرُونَ : يَرِدُونَهَا جَمِيعًا ، فَلَقِيتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : يَرِدُونَهَا جَمِيعًا ، ثُمَّ يُنَجِّي الله الَّذِينَ اتَّقَوْا وَيَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًا ، فَقُلْتُ : إِنَّا اخْتَلَفْنَا فِيهِ فِي الْبَصْرَةِ ، فَقَالَ قَوْمٌ لاَ يَدْخُلَهَا مُؤْمِنٌ ، وَقَالَ آخَرُونَ : يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا ، فَأَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ ، وَقَالَ : صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : الْوُرُودُ : الدُّخُولُ ، لاَ يَبْقَى بَرٌّ ، وَلاَ فَاجِرٌ إِلاَّ دَخَلَهَا ، فَتَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِ بَرْدًا وَسَلاَمًا ، كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَإِنَّ لَهَا ، أَوْ لِلنَّارِ ، ضَجِيجًا مِنْ بَرْدِهِمْ ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَيَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أُسَامَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى أَبِي سُمَيَّةَ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ.

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، وَصَحَّحَهُ.

7797- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِئَةُ أَلْفٍ ، أَوْ يَزِيدُونَ وَفِيهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَتَنَفَّسَ فَأَصَابَ نَفَسُهُ لاَحْتَرَقَ الْمَسْجِدُ بِمَنْ فِيهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَالْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.@

(8/207)

7797/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : هَذِهِ النَّارُ جُزْءٌ مِنْ مِئَةِ جُزْءٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ.

2- باب في بعد قعر جهنم

7798- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَوِيًّا ، فَقَالَ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا ؟ قَالَ : أُلْقِيَ حَجَرٌ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا الآنَ اسْتَقَرَّ فِي قَعْرِهَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَفِي سَنَدِهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ .

7798/2- وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي مُسْنَدِهِ ... ، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ وَزَادَ : فَمَا رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَعْدَ ذَلِكَ ضَاحِكًا إِلاَّ بِتَبَسُّمٍ .

7798/3- وَمِنْ طَرِيقِ يَزِيدِ بْنِ أَبَانَ , رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَلَفْظُهُ : رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَوْ أَنَّ حَجَرًا كَسَبْعِ خَلِفَاتٍ بِشُحُومِهِنَّ وَأَوْلاَدِهِنَّ أُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ عَامًا لاَ يَبْلُغُ قَعْرَهَا.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَغَيْرِهِ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ.

الْخَلِفَاتُ : جَمْعُ خَلْفَةَ ، وَهِيَ النَّاقَةُ الْحَامِلُ.

7799- وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ حَجَرًا قُذِفَ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِرَّ فِي قَعْرِهَا.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ رَوَاهُ الْبَزَّارُ.@

(8/208)

7800- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّا يَوْمًا عِنْدَ عِنْدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَرَأَيْنَاهُ كَئِيبًا ، فَقَالَ بَعْضُنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّيَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَمِعْتُ هَدَّةً لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهَا ، فَأَتَانِيَ جِبْرِيلُ فَسَأَلْتُ عَنْهَا ، فَقَالَ : هَذَا صَخْرٌ قُذِفَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا ، وَالْيَوْمَ اسْتَقَرَّ قَرَارُهُ قَالَ : فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : لاَ وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِ نَبِيِّنَا مَا رَأَيْنَاهُ ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ التُّرَابَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7800/2- وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ : سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَوْتًا هَالَهُ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ , عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا هَذَا الصَّوتُ يَا جِبْرِيلُ ؟ فَقَالَ : هَذِهِ صَخْرَةٌ هَوَتْ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ مِنْ سَبْعِينَ عَامًا ، فَهَذَا حِينَ بَلَغَتْ قَعْرَهَا ، فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُسْمِعَكَ صَوْتَهَا ، فَمَا رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ضَاحِكًا مِلْءَ فِيهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، وَغَيْرِهِ.@

(8/209)

3- باب ما جاء في مقامع جهنم وما يصل إلى العباد من نفس جهنم

7801- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لَوْ ضُرِبَ الْجَبَلُ بِمِقْمَعٍ مِنْ حَدِيدِ جَهَنَّمَ لَتَفَتَّتَ ثُمَّ عَادَ كَمَا كَانَ ، وَمِقْدَارُ الْكَافِرِ مِنَ النَّارِ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ، كُلُّ ضِرْسٍ لَهُ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرْقَانٍ وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمَهُ وَعَظْمَهُ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، لَوْ أَنَّ مِقْمَعًا مِنْ حَدِيدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ الثَّقَلاَنِ مَا أَقَلُّوهُ مِنَ الأَرْضِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.

7802- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا ، فَقَالَتْ : رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا ، فَجَعَلَ لَهَا نَفَسَيْنِ : نَفَسٌ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٌ فِي الصَّيْفِ ، فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ مِنْ حَرِّهَا وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ بِسَنَدٍ فِيهِ لِينٌ ، لَكِنْ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.

4- باب في أول من يكسى حلة من النار

7803- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى حُلَّةً مِنَ النَّارِ إِبْلِيسُ لَعَنَةُ اللَّهُ يَضَعُهَا عَلَى حَاجِبِهِ وَهُوَ يَسْحَبُهَا مِنْ خَلْفِهِ ، وَذُرِّيَّتُهُ مِنْ خَلْفِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : وَاثُبُورَاهُ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : وَا ثُبُورَهُمْ ، حَتَّى يَقِفَ عَلَى النَّارِ ، فَيَقُولُ : وَاثُبُورَاهْ ، وَيُنَادُونَ : وَا ثُبُورَهُمْ ، فَقَالَ : {لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا}.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَمَدَارُ أَسَانِيِدِهِمْ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ ابْنِ جُدْعَانَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.@

(8/210)

5- باب في عظم أهل النار وقبحهم فيها

7804- عَنْ أبي هريرة ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ يَصِيرُ جِلْدُ الْكَافِرِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَشِفَّتُهُ الْعُلْيَا تُضْرَبُ ضَرْبَةً بَيْنَ جِلْدِهِ وَبَيْنَ لَحْمِهِ ، وَيَدَاهُ كَحَمِيرِ الْوَحْشِ ، يَرْكُضُونَ بَيْنَ جِلْدِهِ وَلَحْمِهِ ، وَحَيَّاتُهَا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ ، وَعَقَارِبُهَا كَالْبِغَالِ الدَّلْمِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مَوْقُوفًا بِسَنَدٍ فِيهِ ابْنُ جُدْعَانَ .

7804/2- ثُمَّ رَوَاهُ مَرْفُوعًا وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَعَضُدُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرْقَانَ ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ.

وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7804/3- وعنه ابن حبان في صحيحه ، ولفظه : عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعًا بذراع الجبار ، وضرسه مثل أُحد.@

(8/211)

7804/4- وفي رواية لابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل : ضرس الكافر مثل أُحد ، وفخذه مثل البيضاء ، ومقعده من النار كما بين قديد إلى مكة ، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعًا .

ورواه مسلم ، والتِّرمِذيّ بغير هذا اللفظ ، والحاكم ، وصححه .

قوله : مثل الربذة يعني : ما بين المدينة والربذة والبيضاء ، والجبار : ملك باليمن له ذراع معروف المقدار ، كذا قال ابن حبان ، وقيل : ملك بالعجم .

وقال الحاكم : معنى قوله : بذراع الجبار أي : جبار من جبابرة الآدميين ممن كان من القرون الأولى من كان أعظم خلقًا وأطول أعضاءً وذراعًا.

7805- وعن الحارث بن أقيش ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قال : ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد ، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته قالوا : يا رسول الله ، وثلاثة ؟ قال : وثلاثة قالوا : يا رسول الله ، واثنان ؟ قال : واثنان ، وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها ، وإن من أمتي لمن يدخل بشفاعته أكثر من مُضر.

رواه مُسَدَّد ، وعبد بن حميد ، وأَبُو يَعْلَى ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، والحاكم ، وصححه ، وروى أحمد بن منيع ، وأَبُو بكر بن أبي شيبة ، وعنه ، ابن ماجه ، منه : وإن من أمتي لمن يعظم للنار ... , إلى آخره ، دون أوله ، وتقدم في الجنائز.

7806- وعن ابن عمر ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : يعظم أهل النار حتى يصير ما بين شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام ، وغلظ جلده أربعون ذراعًا ، وضرسه أعظم من أحد.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، واللفظ له ، وأحمد بن حنبل ، إلا أنه قال : وإن غلظ جلده سبعون ذراعًا ، وأَبُو يَعْلَى ... ، فذكره إلا أنه قال : مائة عام بدل سبع مائة .

ومدار أسانيدهم على أبي يحيى الطويل ، وهو مختلف فيه ، واسمه عمران بن يزيد ، وباقي الرواة ثقات.@

(8/212)

7807- وعن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قال : مقعد الكافر من النار ثلاثة أيام ، وكل ضرس له مثل أحد ، وفخذه ورقان ، وجلده سوى لحمه ، وعظامه أربعون ذراعًا.

رواه أبو يَعْلَى ، وأحمد بن حنبل ، والحاكم ، ومدار أسانيدهم على ابن لهيعة ، وهو ضعيف.

7807/2- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه ابن ماجه بسند ضعيف ، بلفظ : إن الكافر ليعظم حتى إن ضرسه لأعظم من أُحد ، وفضيلة جسده على ضرسه كفضيلة جسد أحدكم على ضرسه.

وسيأتي في صفة الجنة في باب أهل الجنة وأهل النار ، من حديث المقدام بن معدي كرب ، مرفوعًا : إن الكافر يعظم للنار حتى يصير جلده أربعين عامًا ، وحتى يصير ناب من أنيابه مثل أُحد.

6- باب ما جاء في أهل النار

7808- عن ميمون بن ميسرة قال : كان أبو هريرة ، رضي الله عنه ، إذا أصبح قال : ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار ، وإذا أمسى قال : ذهب النهار وجاء الليل وعرض آل فرعون على النار.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.@

(8/213)

7809- وعن عبد الله بن عمرو ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال عند ذكر بأهل النار : كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع .

رواه الحارث ، ورواته ثقات .

7809/2- وأحمد بن حنبل ... ، فذكره نحوه ، وزاد فيه : وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون.

وله شاهد من حديث أبي هريرة ، رواه ابن حبان في صحيحه وغيره وسيأتي في باب ما جاء في أهل الجنة .

7810- وعن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إذا جمع الله الناس في صعيد واحد يوم القيامة أقبلت النار تركب بعضها بعضًا ، وخزنتها يكفونها ، وهي تقول : وعزة ربي ليخلين بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقًا واحدًا ، فيقولون : ومن أزواجك ؟ فتقول : كل متكبر جبار كفور ، فتخرج لسانها ، فتلتقطهم به من بين ظهراني الناس ، فتقذفهم فيها ، ثم تستأخر ، ثم تقبل يركب بعضها بعضًا وخزنتها يكفونها ، وهي تقول : وعزة ربي ليخلين بيني وبين أزواجي ، أو لأغشين الناس عنقًا واحدًا ، فيقولون : ومن أزواجك ؟ فتقول : كل جبار كفور ، فتلتقطهم بلسانها من بين ظهراني الناس ، فتقذفهم في جوفها ، ثم تستأخر ، ثم يركب بعضها بعضًا وخزنتها يكفونها ، وهي تقول : وعزة ربي ليخلين بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقًا واحدًا ، فيقولون : ومن أزواجك ؟ فتقول : كل مختال فخور ، فتلتقطهم بلسانها ، فتقذفهم في جوفها ، ثم تستأخر ويقضي الله بين العباد.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ، لتدليس محمد بن إسحاق.

7811- وعن محمد بن واسع الأزدي ، قال : دخلت على بلال بن أبي بردة ، فقلت له : يا بلال ، إن أباك حدثني ، عن أبيه ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن في جهنم وادٍيا ، في ذلك الوادي بئر ، يقال له : هبهب ، حقًّا على الله أن يسكنه كل جبار فإياك أن تكون ممن يسكنه.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي ، والحاكم ، ومدار إسناديهما على أزهر بن سنان ، وهو ضعيف.@

(8/214)

7812- عن أبي هريرة ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله : امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي.

7- باب في تفاوتهم في العذاب ، وذكر أهوانهم ، وما جاء في بكائهم وزيادة العذاب عليهم

7813- عن عبيد بن عمير ، رواية أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن أدنى أهل النار عذابًا لمن له نعلان من نار ينزعان أحشاءه من بين جنبيه.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر ، مرسلاً ، ورواته ثقات.

7813/2- ورواه الحافظ المنذري في كتاب الترغيب وقال : رواه مرسلا بإسناد صحيح ولم يعزه لأحد ولفظه : عن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إن أدنى أهل النار عذابًا لرجل عليه نعلان يغلي منهما دماغه كأنه مرجل ، مسامعه جمر ، و أضراسه جمر وأشفاره لهب النار ، وتخرج أحشاء جنبيه من قدميه ، وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فهو يفور.

7814- عن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن أهون أهل النار عذابًا ، رجل في رجليه نعلان من نار ، يغلي منهما دماغه ، ومنهم من هو في النار إلى كعبيه مع أجزاء العذاب ، ومنهم من هو في النار إلى ركبتيه مع أجزاء العذاب ، ومنهم من هو في النار إلى صدره مع أجزاء العذاب ، ومنهم من هو في النار قد اغتمر فيها أو اعتمد.

رواه أحمد بن منيع ، واللفظ له ، وأحمد بن حنبل ، والبزار ، والحاكم ، وصححه ، ومسلم في صحيحه مختصرًا ، وهو في الصحيح من حديث النعمان بن بشير.

ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة.@

(8/215)

7815- عن أنس بن مالك ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يقول الله عز وجل لأهون أهل النار عذابًا : لو كان لك الدنيا بما فيها أكنت مفتديًا بها ؟ فيقول : نعم ، فيقول : قد أردت منك أهون من هذا ، وأنت في صلب آدم لا تشرك أحسبه قال : ولا أدخلك النار فأبيت إلا الشرك.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي بسند صحيح.

7816- وعنه قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : يأيها الناس ، أبكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا ، فإن أهل النار يبكون في النار ، حتى تسيل دموعهم في خدودهم كأنها جداول ، حتى تنقطع الدموع ، فيسيل ، يعني الدم ، فتقرح العيون .

رواه أبو يعلى الموصلي بسند فيه يزيد الرقاشى ، وهو ضعيف.

7816/2- ومن طريقه رواه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه ابن ماجه ولفظه : يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع ، ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود ، لو أرسلت فيه السفن لجرت.

لكن له شاهد من حديث عبد الله بن قيس ، رواه الحاكم ، وصححه.

7817- وعن عَبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، في قوله تعالى : {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال : زيدوا عقارب أنيابها كالنخل الطوال.

رواه أبو يعلى موقوفًا بسند صحيح ، والحاكم وصححه.

وله شاهد من حديث عَبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رواه الحاكم وصححه.@

(8/216)

7818- وعن ابن عباس , رضي الله عنهما , أنه قالفي قوله تعالى : {زدناهم عذابًا فوق العذاب} قال : هي خمسة أنهار تحت العرش ، يعذبون ببعضها بالليل وببعضها بالنهار.

رواه أبو يعلى المَوْصِلِيّ.

8- باب فيمن تصدق ومات وهو مشرك

7819- عن سلمة بن يزيد الجعفي ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : سألت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فقلت : أمي ماتت ، وكانت تقري الضيف ، وتطعم الجار واليتيم ، وكانت وأدت وأدًا في الجاهلية ، ولي سعة من مال فينفعها إن تصدقت عنها ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا ينفع الإسلام إلا من أدركه ، وما وأدت في النار ورأى ذلك قد شق علي ، فقال : وأم محمد صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، معها ما فيهما خير.

رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف ، لجهالة يزيد بن مرة ، لكن لم ينفرد به .

7819/2- فقد رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شيبة ، والنسائي في الكبرى ، بسند رواته ثقات ، ولفظهم : عن يزيد بن سلمة ، قال : أتيت أنا وأخي رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فقلنا : إن أمنا ماتت في الجاهلية ، وكانت تقري الضيف ، وتصل الرحم ، فهل ينفعها من عملها شيء ؟ قال : لا قلنا له : فإن أمنا وأدت أختًا لنا في الجاهلية لم تبلغ الحنث ، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الموؤُودة والوائدة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم.

وله شاهد من حديث أم سلمة ، وتقدم في كتاب الإيمان.@

(8/217)

7820- وعن أبي رزين العقيلي ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ، إن أمي كانت تصل الرحم وتفعل وتفعل وماتت مشركة فأين هي ؟ قال : هي في النار قلت : يا رسول الله ، فأين أمك ؟ قال : أما ترضى أن تكون أمك مع أمي.

رواه أبو داود الطيالسي ، ورواته ثقات.

7820/2- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة , وأحمد بن حنبل ، بلفظ : قلت : يا نبي الله ، أين أمي ؟ قال : أمك في النار قال : قلت : أين من مضى من أهلك ؟ قال : أما ترضى أن تكون أمك مع أمي.

7821- وعن عبيد بن عمير ، عن عائشة ، رَضِيَ اللَّهُ عنها ، قالت : يا رسول الله ، إن عبد الله بن جدعان كان في الجاهلية يقري الضيف ، ويفك العاني ، ويصل الرحم ، ويحسن الجوار ، وأثنيت عليه فهل ينفعه ذلك ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا إنه لم يقل يومًا قط رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، ورواته ثقات .

7821/2- والحارث بن أبي أسامة ، مرسلاً ، ولفظه : عن عبيد بن عمير ، أو ابنه عنه ، قال : سُئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أي الجهاد أفضل ؟ قال : من عقر جواده وأهريق دمه قال : فأي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوات قال : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : جُهد المقل قيل : أرأيت قومًا هلكوا في الجاهلية قبل الإسلام كانوا يطعمون الطعام ، ويفعلون كذا وكذا ، قال : كانوا يفعلون ولا يقولون : اللهم اغفر لنا يوم الدين.

7822- وعن عمران بن حصين ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، جاء الحصين إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فقال : أرأيت رجلاً كان يصل الرحم ، ويقري الضعيف ، فمات قبلك ، وهو أبوك ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن أبي وأباك وأنت في النار قال : فما مكث عشرين ليلة حتى مات حصين مشركًا.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي بسند ضعيف ، لجهالة بعض رواته ، ومع ضعفه مخالف لما رواه عَبد بن حُمَيد ، وابن حبان في صحيحه من حديث عمران بن الحصين ، عن أبيه ، وتقدم في باب الجوامع من الدعاء.@

(8/218)

9- باب في كثرة من يدخل النار من بني آدم

7823- عن أنس بن مالك ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : نزلت : {يأيها الناس اتقوا ربكم إِن زلزة الساعة شيء عظيم} إلى قوله : {ولكن عذاب الله شديد} على النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وهو في مسير له ، فرفع به صوته حتى ثاب إليه أصحابه ، فقال : أتدرون أي يوم هذا ؟ يوم يقول الله لآدم : قم فابعث بعثًا إلى النار ، من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ، وواحد إلى الجنة فكبر ذلك على المسلمين ، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سددوا وقاربوا ، وأبشروا ، فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة في ذراع الدابة ، إن معكم لخليقتين ما كانتا في شيءٍ قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ، ومن هلك من كفرة الجن والإنس.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي بسند صحيح ، وأحمد بن حنبل ، والحاكم ، وصححه.

وله شاهد من حديث أبي الدرداء ، رواه أحمد بن حنبل .

والتِّرمِذيّ ، والحاكم من حديث عمران بن الحصين.@

(8/219)

7824- وعن عبد الله بن مسعود ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن الله يأمر مناديًا يوم القيامة : يا آدم ، قم فابعث من ذريتك بعثًا إلى النار ، فيقوم آدم ، فيقول : أي رب من كل كم ؟ فيقول : من كل مائة تسعة وتسعين إلى النار وواحدًا إلى الجنة فشق ذلك على من سمع من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فقالوا له : من الناجي منا بعد هذا ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إنكم في خليقتين من الناس ، يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، وما أنتم في الدنيا إلا كالرقمة في ذراع الدابة ، أو كالشعرة في جنب البعير.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي بسند فيه إبراهيم الهجري ، وهو ضعيف.

ورواه البزار من حديث ابن عباس.

10- باب

7825- عن زياد بن أبي سودة ، أن عبادة ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال ، أو قام على سور بيت المقدس الشرقي فبكى ، فقال بعضهم : ما يبكيك يا أبا الوليد ؟ قال من هنا أخبرنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه رأى جهنم.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي ، ورواته ثقات ، إلا أنه منقطع ، زياد لم يسمع من عبادة بن الصامت.

ورواه ابن حبان في صحيحه بإسناده ومتنه ، ومن طريق أبي سلمة عن عبادة ولم يلقه.

7826- وعن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه قال : من مات من أهل الدنيا صغيرًا أو كبيرًا يردون إلى ستين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبدًا ، وكذلك أهل النار.

رواه أبو يَعْلَى ، وفي سنده ابن لهيعة.@

(8/220)

11- باب أكثر أهل النار من النساء

فيه حديث ابن مسعود وتقدم في الزكاة في باب الأمر للنساء بالصدقة بسند صحيح ، وحديث زيد بن أرقم وتقدم في باب السماحة في البيع ، وحديث أسماء بنت يزيد وتقدم في النكاح في الوفاء بحق الزوج ، وحديث أبي أمامة وتقدم في مناقب أبي بكر ، وحديث سراقة بن مالك وسيأتي في باب أهل الجنة ، وحديث ابن عباس وتقدم في النكاح في باب ثواب المرأة إذا حملت ، وحديث حكيم بن حزام وتقدم في المواعظ في باب وعظ النساء.

7827- وعن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، قال : كنا مع عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عنه في حجة الوداع ، فإذا امرأة في يدها حبائرها وخواتيمها وقد وضعت يدها على هودجها فعدل فدخل شعبًا ، ثم قال : كنا مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في هذا الشعب ، فإذا غربان كثيرة ، وإذا غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا يدخل الجنة من النساء إلا كقدر هذا الغراب من هذه الغربان.

رواه أحمد بن منيع ، وأَبُو بكر بن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والحارث بن أبي أسامة ، وأَبُو يَعْلَى الموصلي ، والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم.

7828- عن عائشة ، رَضِيَ اللَّهُ عنها ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دخل عليها مع أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عنه ، فقال لها رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يا عائشة ، أطعمينا فقالت : والله ما عندنا طعام ، فقال : أطعمينا فقالت : والله ما عندنا طعام ، فقال : أطعمينا ، فقالت : والله ما عندنا طعام ، قال : فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إن المرأة المؤمنة لا تحلف على الشيء إنه ليس عندها وهو عندها ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : وما يدريك أمؤمنة هي أم لا ؟ إن مثل المرأة المؤمنة في النساء كمثل الغراب الأعصم في الغربان ، وإن النار خلقت من السفهاء ، وإن النساء من السفهاء إلا صاحب القسط ، والمصباح.

رواه عَبد بن حُمَيد ، عن إبراهيم بن الأشعث ، وهو ضعيف.@

(8/221)

12- باب فيمن قتل مسلماً ، وما جاء في الكبر

7829- عن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : تخرج عنق من النار يوم القيامة لها لسان تكلم به ، فتقول : إني وكلت بثلاثة : من جعل مع الله إلهًا آخر ، وبكل جبار عنيد ، ومن قتل نفسًا بغير بحق ، فتنطوي عليهم فتطرحهم في غمرات جهنم.

رواه عَبد بن حُمَيد ، وأَبُو يَعْلَى الموصلي ، واللفظ له ، وأحمد بن حنبل ، ومدار أسانيدهم على عطية العوفي ، وهو ضعيف.

7830- وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، قال : التقى عبد الله بن عمرو , رَضِيَ اللَّهُ عنهم , على المروة ، فنزلا فتحدثا فمضى ابن عمرو ، وقام ابن عمر يبكي ، فقال له رجل : ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن ؟ فقال : هذا ، يعني : عبد الله بن عمرو ، زعم أنه سمع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر أكبه الله في النار على وجهه.

رواه أحمد بن منيع ، ورواته ثقات.

7831- وعن أبي مجلز ، أن أصحاب ابن مسعود قرصهم البرد ، فجعلوا يستحيون أن يختبئوا في العشاش والعباء ففقدهم ، فقيل له : أمرهم كذا وكذا ، فأصبح أبو عبد الرحمن في عباءة ، فقالوا : أصبح ابن مسعود في عباءته ، ثم جاء اليوم الثاني ، ثم جاء اليوم الثالث ، فلما رأوه في العباءة جاؤُوا في أكسيتهم ، فعرف وجوهًا قد كان فقدها ، قال : إني سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر أو قال : ذرة من كبر.

رواه أبو يَعْلَى ، عن أبي عبد الله المقدمي ، ولم أقف له على ترجمة ، وباقي الرواة ثقات.@

(8/222)

13- باب ما جاء في الشمس والقمر وفيمن كان له لسانان في الدنيا

7832- عن أنس بن مالك ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، يرفعه إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : الشمس والقمر ثوران عقيران في النار.

رواه أبو داود الطيالسي ، ومُسَدَّد ، وأَبُو يَعْلَى الموصلي ، ومدار أسانيدهم على يزيد الرقاشي ، وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث أبي هريرة ، وتقدم في باب التكبير عند الرفع من السجود.

7833- وعن عبد الله بن عمرو ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، قال : رأى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الشمس حين غربت ، فقال : في نار الله الحامية ، في نار الله الحامية ، لولا ما يزعها من أمر الله لأهلكت ما على الأرض.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن منيع ، وأَبُو يَعْلَى ، بسند واحد فيه روا لم يسم.

7834- وعن أسماء بن خارجة أنه سمع عَبد الله ، رضي الله عنه ، يقول : إن ذا اللسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة.

رواه مُسَدَّد بسند ضعيف ؛ لجهالة بعض رواته.

7835- وعن أنس بن مالك ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من كان له لسانان في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر ، وأَبُو يَعْلَى ، ومدار إسناديهما على إسماعيل بن مسلم المكي ، وهو ضعيف.@

(8/223)

14- باب فيمن حرم الله عليه الجنة

7836- عن أبي بكر الصديق ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إن الله عز وجل حرم على الجنة جسدًا غذي بالحرام.

رواه أبو داود الطيالسي ، وعبد بن حميد ، وأَبُو يَعْلَى الموصلي ، بسند مداره على عبد الواحد بن زيد ، وهو ضعيف.

7837- وعن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : ليأخذن رجل بيد أبيه يوم القيامة فليقعطنه نارًا يريد أن يدخله الجنة ، قال : فينادى : أن الجنة لا يدخلها مشرك ، إن الله قد حرم الجنة على كل مشرك قال : فيقول : أي رب ، أبي فتحول في صورة قبيحة وريح منتنة ، قال : فيتركه قال أبو سعيد : فكان أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يرون أنه إبراهيم ، ولم يزدهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على ذلك.

رواه أبو يَعْلَى ، وابن حبان في صحيحه ، بلفظ واحد ، والبزار ، والحاكم ، وقال : صحيح على شرط الشيخين.

7838- وعن عبد الله بن عمرو ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : من لقي الله لا يشرك به دخل الجنة ولم تضره خطيئة ، كما لو لقيه وهو يشرك به دخل النار ولم تنفعه حسنة.

رواه أبو يَعْلَى.

15- باب فيمن يدخل النار ثم يخرج منها ، وما جاء في الجرجير

7839- عن يزيد بن صهيب ، قال : حج ناس من الخوارج ، فلما قضوا حجهم ، قالوا : نأتي هذا الشيخ يعنون أبا سعيد الخدري ، فنسأله عن حديث يحدثه عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، @

(8/224)

فأتوه ، فقالوا : أرأيت حديثًا تذكره عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في قوم يدخلون النار ثم يخرجون منها ، أنت سمعته من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ قال : سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : من يقل علي ما لم أقل ، فليتبوأ مقعده من النار ثم حدثهم أن قومًا يدخلون النار ثم يخرجون منها ، فقال له القوم : أو ليس الله , تعالى , يقول : {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} فقال لهم أبو سعيد الخدري : اقرؤُوا ما فوقها : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} .

رواه الحارث بن أبي أسامة ، واللفظ له ، ومُسَدَّد المرفوع منه ، وتقدم في العلم في باب الصدق وتحريم الكذب على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

7840- وعن واثلة بن الأسقع ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الحوك بقلة طيبة كأني أراها نابتة في الجنة ، والجرجير بقلة خبيثة كأني أراها نابتة في النار.

رواه الحارث ، عن عبد الرحيم بن واقد ، هو ضعيف.

16- باب فيمن اختار عذاب الدنيا على عذاب الآخرة

7841- عن ابن عمر ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، أنه سمع النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إن آدم لما أهبطه الله إلى الأرض ، قالت الملائكة : أي رب أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ قالوا : ربنا نحن أطوع لك من بني آدم ، قال : فقال للملائكة : فهلموا ملكين من الملائكة حتى يهبطا إلى الأرض فننظر كيف يعملان ؟ قَالُوا : ربنا هاروت وماروت ، قَالَ : فأهبطا إِلَى الأرض ومثلت لهما الزهرة المرأة من أحسن البشر ، فجاءاها فسألاها نفسها ، فقالت : لا ، والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك ، قالا : لا ، والله لا نشرك بالله أبدًا ، فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها ، فقالت : لا والله حتى تقتلا هذا الصبي ، فقالا : لا والله لا نقتله أبدًا ، فذهبت ثم رجعت بقدح من خمر تحمله ، فسألاها نفسها ، فقالت : لا والله حتى تشربا هذا الخمر ، فشربا فسكرا ، فوقعا عليها ، وقتلا الصبي ، فلما أفاقا ، قالت المرأة : والله ما تركتما شيئًا أبيتما عليَّ إلا وقد فعلتمانه حين سكرتما ، فخيرًا عند ذلك بين عذاب الدنيا أو الآخرة ، فاختارا عذاب الدنيا.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وأحمد بن حنبل ، بلفظ واحد .@

(8/225)

7841/2- وابن حبان في صحيحه ، والحاكم وصححه ، ولفظه : عن ابن عمر ، أنه كان يقول : أطلعت الحمراء بعد ؟ فإذا رآها ، قال : لا مرحبًا ، ثم قال : إن ملكين من الملائكة ، هاروت ، وماروت ، سألا الله أن يُهبطا إلى الأرض ، فأهبطا إِلَى الأرض ، فكانا يقضيان بين الناس ، فإذا أمسيا تكلما بكلمات وعرجا بها إلى السماء ، فقيض لهما بامرأة من أحسن الناس ، وأُلقيت عليهما الشهوة ، فجعلا يؤخرانها ، وألقيت في أنفسهما ، فلم يزالا يفعلان حتى وعدتهما ميعادًا ، فأتتهما للميعاد ، فقالت : علماني الكلمة التي تعرجا بها ، فعلماها الكلمة ، فتكلمت بها ، فعرجت إلى السماء ، فمسخت فجعلت كما ترون ، فلما أمسيا ، تكلما بالكلمة التي كانا يعرجان بها إلى السماء ، فلم يعرجا ، فبعث إليهما ، إن شئتما فعذاب الآخرة ، وإن شئتما فعذاب الدنيا إلى أن تقوم الساعة إلى أن تلقيان الله ، فإن شاء عذبكما ، وإن شاء رحمكما ، فنظر أحدهما لصاحبه ، فقال أحدهما : بل نختار عذاب الدنيا ألف ألف ضعف ، فهما يعذبان إلى أن تقوم الساعة.

17- باب ما جاء في ولد الزنا

7842- عن عبد الله بن عمرو ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الله عز وجل لما ذرأ لجهنم من ذرأ كان ولد زنا ممن ذرأ لجهنم.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر ، بسند فيه راو لم يسم.

7843- وعن مجاهد ، قال : كنت نازلاً على عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذباب بالمدينة ، @

(8/226)

فأبطأ عنا ليلة قدر ما كان يأتينا ثم أتانا ، فقال لأهله : عشيتم ضيفكم ؟ قالوا : لا ، وقد أردناه فأبى إلا انتظارك فأتانا ، وهو يقول : شغلني عنكم أبو هريرة ، ثكلت سوء أمه إن كان ما قال أبو هريرة حقًّا ؟ قال : فمنبوذ لقيط النقطرة ، قلت : وما حدثكم ؟ قال : حَدَّثَنَا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حديثين : أما أحدهما : فزعم أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : لا يدخل ولد زنا الجنة وأما الآخر : فحدثني عن ... , فذكر قصة جريج ، وقال في آخرها : قال أبو هريرة : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : والذي نفسي بيده ، لو دعت الله أن يخزيه لأخزاه ، ولكن إنما دعت أن ينظر فنظر قال مجاهد : فكان أحد الثلاثة الذين تكلموا.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر.

وله شواهد تقدم بعضها في الأشربة ، وبعضها في العتق ، وغير ذلك.@

(8/227)

101- كتاب صفة الجنة

1- باب في بناء الجنة وترابها وحصاؤها وغير ذلك مما يذكر

وتقدم في كتاب القيامة في باب البعث والحساب من حديث عَبد الله بن سلام بسند صحيح : إن أكرم خليقة الله عليه أبو القاسم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وإن الجنة في السماء ، وإن النار في الأرض ... الحديث بطوله.

7844- وعن أبي هريرة ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قلنا : يا رسول الله ، إذا كنا عندك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة ، فإذا فارقناك وشممنا النساء والأولاد أعجبتنا الدنيا ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو كنتم تكونون ، أو لو أنكم كنتم تكونون ، إذا فارقتموني كما تكونون عندي ، لصافحتكم الملائكة بأكفها ، ولزارتكم في بيوتكم ، ولو كنتم لا تذنبون لجاء الله بقوم يذنبون ، كي يستغفروا فيغفر لهم قلنا : يا رسول الله ، أخبرنا عن الجنة ما بناؤها ؟ قال : لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت والزبرجد ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم لا يبأس ، ويخلد لا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه.

رواه أبو داود الطيالسي ، واللفظ له ، والحميدي ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر ، وأحمد بن حنبل ، والبزار ، والطبراني في الأوسط.@

(8/228)

7844/2- ورواه ابن حبان في صحيحه .

7844/3- والحارث بن أبي أسامة : بتمامه ، وزادا في آخره : ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حين يفطر ، ودعوة المظلوم تحمل على الغمام ، وتفتح لها أبواب السموات ، ويقول لها الرب : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين .

والتِّرمِذيّ مختصرًا ، ورواه ابن أبي الدنيا ، موقوفًا.

المِلاط : بكسر الميم : هو الطين الذي جعل في سافي البناء ، يعني : أن الطين الذي يجعل بين لبن الذهب والفضة ، وفي الحائط مسك.

والحصاد : ممدود بمعنى واحد وهو الحصباء.

7845- وعن ابن عمر ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، قال : سئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن الجنة كيف هي ؟ قال : من يدخل الجنة يحيى ولا يموت ، وينعم لا يبأس ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفني شبابه قيل : يا رسول الله ، كيف بناؤها ؟ قال : لبنة من فضة ، ولبنة من ذهب ، ملاطها مسك أذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وابن أبي الدنيا ، الطبراني بإسناد حسن.

2- باب في عدد أبواب الجنة وسعة أبوابها

7846- وعن عبد الله بن مسعود ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : للجنة ثمانية أبواب ، سبعة مغلقة ، وباب مفتوح للتوبة ، حتى تطلع الشمس من ... , نحوه.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وأَبُو يَعْلَى ، والطبراني ، والحاكم ، وصححه.

وله شاهد من حديث صفوان بن عسال ، رواه الترمذي وصححه ، والبيهقي.@

(8/229)

7847- وعن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن ما بين مصراعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة.

رواه عَبد بن حُمَيد ، وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى ، بسند مدراه على ابن لهيعة.

7848- وعن حكيم بن معاوية بن حيدة ، عن أبيه ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إنكم توفون سبعين أمة ، أنتم آخرها وأكرمها على الله , عز وجل ، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عامًا ، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ.

رواه عَبد بن حُمَيد ، وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى ، وعنه ابن حبان في صحيحه.

3- باب ما جاء في مفتاح الجنة وثمنها وصفتها

7849- عن سعيد بن رمانة قال : قيل لوهب بن منبه : أليس مفتاح الجنة : لا إله إلاَّ الله ؟ قالت : بلى ولكن ليس من مفتاح إلاَّ وله أسنان ، فمن أتى الباب بأسنانه فتح له ومن! يأت الباب بأسنانه لم يفتح له.

رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن ، وقد علقه البخاري لوهب.

وله شاهد مرفوع من حديث معاذ بن جبل رواه أحمد بن حنبل ، والبزار والطبراني في كتاب الدعاء بسند ضعيف.@

(8/230)

7850- وعن الحسن قال : ثمن الجنة : لا إله إلاَّ الله.

رواه إسحاق بسند صحيح.

وله شاهد من حديث جابر بن عَبد الله مرفوعًا رواه الدارمي في مُسْنَده ، وفي سنده أبو يحيى القتات وهو محتلف فيه.

7851- وعن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، في قول الله , عز وجل : {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرًا حتى إذا جاؤُوها} وجدوا عند باب الجنة شجرة. قال معمر : يخرج من ساقها , وقال الثوري : من أصلها , عينان ، فعمدوا إلى إحداهما فكأنما أمروا بها , قالت معمر : فاغتسلوا بها , وقال الثوري : فتوضئوا منها , فلا تشعث رؤُوسهم بعد ذلك أبدًا ، ولا تغبر جلودهم بعد ذلك أبدًا ، كأنما ادهنوا بالدهان ، وجرت عليهم نضرة النعيم ، ثم عمدوا إلى أخرى ، فشربوا منها ، فطهرت أجوافهم ، فلا يبقى في بطونهم قذى ولا أذى ولا سوء إلاَّ خرج ، وتتلقاهم الملائكة على باب الجنة : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين , وتتلقاهم الولدان كاللؤلؤ المكنون ، وكاللؤلؤ المنثور ، يخبرونهم بما أعد الله لهم ، يطوفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم ، تجيء من الغيبة يقولون : أبشر ؟ أعد الله لك كذا وأعد لك كذا ، ثم يذهب الغلام منهم إلى الزوجة من أزواجه ، فيقول : قد جاء فلان , باسمه الذي كان يدعى به في الدنيا , فيستخفها الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها ، فتقول : أنت رأيته ؟ قال : فيجيء فينظر إلى تأسيس بنيانه على جندل اللؤلؤ بين أخضر وأصفر وأحمر من كل لون ، ثم يجلس فإذا زرابي مبثوثة ، ونمارق مصفوفة ، وأكواب موضوعة ، ثم يرفع رأسه فينظر إلى سقف بنيانه ، فلولا أن الله , تبارك وتعالى , قال معمر : قدر له ذلك. وقال الثوري : سخر ذلك له , لألم أن يذهب ببصره بما هو مثل البرق فيقول : الحمد للّه الذي هدانا لهذا ... الآية.

رواه إسحاق بن راهويه بسند صحيح ، وحكمه حكم المرفوع إذ ليس للرأي فيه مجال ، ورواه البغوي في الجعديات وأبو نعيم في صفة الجنة.@

(8/231)

7852- وعن مسروق قال : جنات عدن ، قال : بطنان الجنة. قال شعبة : فقلت لسليمان : ما بطنان الجنة ؟ قالت : وسطها.

رواه مُسَدَّد ، ورواته ثقات.

4- باب في غرف الجنة ومن يسكنها

7853- عن أبي هريرة ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن في الجنة لعمدًا من ياقوت ، عليها غرف من زبرجد ، لها أبواب مفتحة تضيء كما يضيء الكوكب الدري قيل : من يسكنها يا رسول الله ؟ قال : المتحابون في الله ، والمتجالسون في الله ، والمتباذلون في الله.

رواه أحمد بن منيع ، وعبد بن حميد ، ومدار إسناديهما على محمد بن أبي حميد ، وهو ضعيف.

7854- وعن عبد الله بن عمرو ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها ، ويرى باطنها من ظاهرها قال أبو موسى الأشعري : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات قائمًا والناس نيام.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي ، وأحمد بن حنبل ، والطبراني بإسناد حسن ، والحاكم ، وقال : صحيح على شرطهما.

وله شاهد من حديث أبي مالك الأشعري ، رواه أحمد بن حنبل ، وابن حبان في صحيحه ، والتِّرمِذيّ من حديث علي بن أبي طالب.@

(8/232)

5- باب ما جاء في أنهار الجنة

فيه حديث معاذ بن جبل وتقدم في باب المحافظة على الصلوات ، وحديث عَبد الله بن مسعود وسيأتي في باب أدنى أهل الجنة منزلة.

7855- وعن عبيد بن عُمَير قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يخرج الله ، عَزَّ وَجلَّ ، قومًا من النار بَعْدَ مَا امتحشوا فيها وصاروا فحماً ، فيلقون في نهر على باب الجنة يسمى نهر الحياة ، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل , أو كما تنبت الثعارير , فيدخلون الجنة فيقال : هؤلاء عتقاء الله ، عَزَّ وَجلَّ ، من النار ، فقال رجل يتهم برأي الخوارج يقال له ابن هارون أبو موسى , أو أبو موسى بن هارون : ما هذا الحديث الذي تحدث به يا أباعاصم ؟! فقال عبيد : إليك عني يا علج ، فلو لم أسمعه من أكثر من ثلاثين من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّملم أحدث به.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عُمَر مرسلا بسند صحيح.

7856- وعن عطاء بن السائب قال : قال لي محارب بن دثار : هل سمعت سعيد بن جبير ، عن ابن عباس , رضي الله عنهما , في الكوثر شيئًا ؟ فقال : نعم ، سمعته يقوله : هو الخير الكثير ، فقال : سبحان الله لقل ما سقط عن ابن عباس له قولا ، سمعت ابن عُمَر يقول : لما نزلت : إنا أعطيناك الكوثر قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : هو نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، يجري على الدر والياقوت ، شرابه أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل. صدق ابن عباس هو الخير الكثير.

رواه مُسَدَّد عن حماد عنه به.

7857- ورواه ابن أبي الدنيا موقوفًا بسند ضعيف ولفظه : عن ابن عباسفي قوله , عز وجل : {إنا أعطيناك الكوثر} قال : هو نهر في الجنة ، عمقه في الأرض سبعون ألف فرسخ ، ماؤه أشد بياضًا من اللبن ، وأحلى من العسل ، شاطئاه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت ، خص الله به نبيه صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دون الأنبياء.

وله شاهد من حديث أنس ، رواه الترمذي وحسنه.@

(8/233)

7858- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : أربعة أنهار من الجنة : سيحان ، وجيحان ، والفرات ، والنيل نيل مصر.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ورواته ثقات.

7859- وأبو يعلى المَوْصِلِيّ مرفوعًا بسند صحيح ولفظه : عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أربعة أنهار فجرت من الجنة : الفرات ، والنيل نيل مصر ، وسيحان ، وجيحان.

وهو في الصحيح دون قوله : نيل مصر.

7860- وعن أبي الخير قال : قال كعب : نهر النيل نهر العسل في الجنة ، ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة ، ونهر الفرات نهر الخمر في الجنة ، ونهر سيحان نهر الماء في الجنة ، قال : فأطفأ الله نورهن ليصيرهن إلى الجنة.

رواه الحارث بن أبي أسامة موقوفًا ، ورواته ثقات.

6- باب في شجر الجنة وثمارها

فيه حديث عتبة بن عبد السلمي , وسيأتي فيمن يدخل الجنة بلا حساب.

7861- وعن أبي هريرة ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، وهي شجرة الخلد.

رواه أبو داود الطيالسي ، واللفظ له ، وعبد بن حميد.

7861/2- وأحمد بن حنبل ، ولفظه : إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد في ظلها مائة سنة ، وإن ورقها ليخمر الجنة .

وهو في الصحيحين وغيرهما دون قوله : شجرة الخلد ، وإن ورقها ليخمر الجنة وأصله في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ، وفي البخاري من حديث أنس ، والتِّرمِذيّ من حديث أسماء بنت أبي بكر.@

(8/234)

7862- وعن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : عُرضت علي الجنة فذهبت أتناول منها قطفًا أُريكموه فحيل بيني وبينه فقال رجل : يا رسول الله ، مثل ما في الحبة من العنب ؟ قال : كأعظم دلو فرت أمُّكَ قط.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي ، قال الحافظ المنذري : إسناده حسن.

7- باب في أكل أهل الجنة ، وشربهم ، وجماعهم ، وغير ذلك مما يذكر

فيه حديث علي بن أبي طالب , وسيأتي في آخر ما جاء في المتحابين.

7863- وعن ابن مسعود ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه ، فيخر بين يديك مشويًّا.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي ، والبزار ، وابن أبي الدنيا ، والبيهقي ، ومدار أسانيدهم على حميد الأعرج ، وهو ضعيف.

7864- وعن زيد بن أرقم ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : جاء رجل من اليهود إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فقال : يا أبا القاسم ، أتزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ؟ قال اليهودي لأصحابه : إن أقر بها خصمته ، قال : والذي نفسي بيده ، إن أحدهم ليعطي قوة مائة رجل في المطعم ، والمشرب ، والجماع فقال اليهودي : إن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة ؟ فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل رشح المسك ، فتضمر بطونهم.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن منيع ، واللفظ له ، وعبد بن حميد ، وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى الموصلي ، وابن حبان في صحيحه ، والنسائي في الكبرى ، والطبراني بإسناد صحيح .@

(8/235)

7864/2- ولفظه في إحدى رواياته ، قال : بينا نحن عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، إذ أقبل رجل من اليهود ، يقال له : ثعلبة بن الحارث ، فقال : السلام عليك يا محمد ، فقال : وعليكم فقال له اليهودي : تزعم أن في الجنة طعامًا وشرابًا وأزواجًا ؟ فقال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نعم ، تؤمن بشجرة المسك ؟ قال : نعم ، قال : وتجدها في كتابكم ؟ قال : نعم ، قال : فإن البول والجنابة ، عرق يسيل من تحت ذوائبهم إلى أقدامهم مسك.

7865- وعن عمر بن الخطاب ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : جاء ناس من اليهود إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فقالوا : يا محمد ، أفي الجنة فاكهة ؟ قال : نعم ، فيها فاكهة ، ونخل ، ورمان قالوا : أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا ؟ قال : نعم ، وأضعاف ذلك قال : فيقضون الحوائج ؟ قال : لا ، ولكن يعرقون ثم يرشحون ، فيُذهب الله ما في بطونهم من أذى.

رواه عَبد بن حُمَيد ، والحارث ، كلاهما عن يحيى بن عبد الحميد ، عن حصين بن عمر الأحمسي ، وهو ضعيف.

7866- وعن أبي هريرة ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، عن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أنه سئل : هل يمس أهل الجنة أزواجهم ؟ قال : نعم ، قال : بذكرٍ لم يمل ، وفرجٍ لا يحفى ، وشهوةٍ لا تنقطع.

رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر ، والبزار بسند واحد ، مداره على الأفريقي ، وهو ضعيف.

وله شاهد من حديث أبي أمامة ، رواه ابن ماجه بإسناد حسن.@

(8/236)

7867- وعن الهيثم الطائي ، وسليم بن عامر ، أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سُئِل عن البضع في الجنة ، فقال : نعم بقبل شهي ، وذكر لا يمل ، وإن الرجل ليتكئ فيها المتكأ مقدار أربعين سنة لا يتحول عنه ولا يمله ، يأتيه فيها ما اشتهت نفسه ولذت عينه.

رواه الحارث بن أبي أسامة ، مرسلاً.

وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري ، رواه ابن حبان في صحيحه.

7868- وعن أبي أمامة ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : سئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هل يجامع أهل الجنة ؟ قال : نعم دحما دحما ، ولكن لا مني ولا منية.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي بسند ضعيف ، لجهالة خالد بن أبي مالك.

7869- وعن ابن عباس ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، قال : قيل : يا رسول الله ، أنفضي إلى نسائنا في الجنة كما نفضي إليهن في الدنيا ؟ قال : والذي نفس محمدٍ بيده ، إن الرجل ليُفضي بالغداة الواحدة مائة عذراء.

رواه أبو يَعْلَى بسند ضعيف ، لضعف زيد العمي.

وله شاهد من حديث أبي هريرة ، رواه البزار بإسناد صحيح.

8- باب في ثياب أهل الجنة وصفة نسائها وغناء الحور العين

تقدم في كتاب المواعظ في باب المهاجر من هجر السيئات من حديث عَبد الله بن عَمْرو بن العاصأن رجلا قال : يا رسول الله ، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة أخلق يخلق أم نسج ينسج ؟ فسكت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وضحك بعض القوم ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مم تضحكون أمن جاهل يسأل عالمًا! ثم قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أين السائل ؟ فقال : ها أنا ذا يا رسول الله ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بل تنشق عنها ثمر الجنة بل تنشق عنها ثمر الجنة , مرتين ... الحديث بطوله , وحديث عَمْرو تقدم ، في مناقب أبي بكر الصديق.@

(8/237)

7870- وعن جابر ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : جاء أعرابي إلى النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فقال : ثيابنا في الجنة ننسجه بأيدينا ؟ فضحك أصحاب النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فقال الأعرابي : لم تضحكون من جاهل يسأل عالمًا ؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صدقت يا أعرابي ، ولكنها ثمرات.

رواه أبو يَعْلَى ، وَفِي سنده مجالد ، وهو ضعيف.

7871- وعن سعيد بن عامر بن حذيم ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لو أن امرأة من الحور العين أخرجت يدها لوجد ريحها كل ذي روح ، فأنا أدعهن لكن بالحري أن أدعكن لهن منهن لكن.

رواه أبو يَعْلَى ، والطبراني.

7871/2- والبزار ، ولفظه : لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت ، لملأت الأرض ريح مسك ، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر ... الحديث.

قال الحافظ المنذري : وإسناده حسن في المتابعات.

7872- وعن أنس بن مالك ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن الحور العين يتغنين في الجنة ، يقلن : نحن خيرات حسان خُبئنا لأزواج كرام.

رواه أبو يَعْلَى بسند فيه رواه لم يسم ، وابن أبي الدنيا ، والطبراني بإسناد متقارب.

وله شاهد من حديث ابن عمر ، رواه الطبراني في الصغير ، والأوسط برواة الصحيح ، والطبراني أيضًا من حديث أبي أمامة.@

(8/238)

9- باب ما جاء في ريح الجنة وسوقها والبيع فيها

7873- عن أبي ذر ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن الله عز وجل خلق في الجنة ريحًا بعد الريح بسبع سنين ، وإن من دونها بابًا مغلقًا ، وإنما يأتيكم الروح من خلل ذلك الباب ، ولو فتح لأذرت ما بين السماء والأرض من شيء ، وهي عند الله الأزيب ، وهي فيكم الجنوب.

رواه الحميدي.

7874- وعن أنس بن مالك ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : يقول أهل الجنة : انطلقوا بنا إلى السوق ، فينطلقون إلى منابر من كثبان من مسك ، أو جبال من مسك ، فإذا رجعوا إلى أزواجهم ، تقول أزواجهم : إنا لنجد منكم ريحًا ما وجدناها حين ، أو حتى ، خرجتم من عندنا ، قال : ويقولون هؤلاء : أنا لنجد لكم ريحًا ما وجدناه حين ، أو حتى ، خرجنا من عندكم.

رواه مُسَدَّد ، وابن أبي الدنيا بإسناد جيد.@

(8/239)

7875- وعن أبي بكر الصديق ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن أهل الجنة لا يتبايعون ، ولو تبايعوا ما تبايعوا إلا بالبز.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي ، بسند ضعيف لضعف إسماعيل بن نوح.

10- باب فيما أعد الله سبحانه وتعالى للمؤمنين

فيه حديث علي بن أبي طالب وسيأتي في باب ما جاء في المتحابين.

7876- وعن أبي سعيد الخدري ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : أول زمرة تدخل الجنة وجوههم كالقمر ليلة البدر ، والزمرة الثانية وجوههم كأضوإ كوكب في السماء ، لكل رجل امرأتان ، على كل امرأة سبعون حلة ، يرى مُخ سوقهن من وراء الثياب.

رواه مُسَدَّد ، واللفظ له ، وأحمد بن حنبل .

7876/2- وأَبُو يَعْلَى وابن حبان في صحيحه بلفظ : إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : إن الرجل ليتكئ في الجنة مسيرة سبعين سنة قبل أن يتحول ، ثم تأتيه امرأة تضرب على منكبه ، فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة ، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه ، فيرد عليها السلام ، ويسألها : من أنت ؟ فتقول : أنا من المزيد ، وإنه ليكون عليها سبعون ثوبًا أدناها مثل النعمان من طوبى ، فينقذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك ، وإن عليها من التيجان ، وإن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب.

ورواه الترمذي ، مختصرًا.

7877- وعن ابن عُمَر , رضي الله عنهما , قال : ألا أخبركم بأسفل أهل الجنة ؟ قالوا. بلى ، فقال : رجل يدخل من باب الجنة ، فتتلقاه غلمانه ، فيقولون : مرحبًا بك يا سيدنا قد آن لك أن تئوب ، قال : فتمد له الزرابي أربعين سنة ، ثم ينظر عن يمينه وعن شماله فيرى الجنان ، فيقول : لمن ما ها هنا ؟ فيقال : لك. حتى إذا انتهى رفعت له ياقوتة حمراء , أو زمردة خضراء , لها سبعون شعبًا ، في كل شعب سبعون غرفة ، في كل غرفة سبعون بابًا ، @

(8/240)

فيقال له : اقرأ وارق , قال : فيرتقي ، حتى إذا انتهى إلى سرير ملكه اتكأ عليه ، سعته ميل في ميل ، وله عنه فضول ، فيسعى إليه بسبعين ألف صحفة من ذهب ليس فيها صحفة من لون صاحبتها ، فيجد لذة آخرها كما يجد لذة أولها ، ثم يسعى عليه بألوان الأشربة ، فيشرب منها ما اشتهى ، ثم يقال للغلمان : ذروه وأزواجه , قال أبو شهاب : فأحسبه قال : فيتجافى عنه الغلمان ، فإذا الحوراء قاعدة على سرير ملكها ، فيرى مخ ساقيها من وراء ، اللحم والدم ، فيقول لها : من أنت ؟ فتقول : أنا من الحور العين اللاتي خبئن لك ، فينظر إليها أربعين سنة لا يرفع بصره عنها ، ثم يرفع بصره إلى الغرف فوقه ، فإذا أخرى أجمل منها ، فتقول له : أما آن لنا أن يكون لنا منك نصيب ؟ فيرتقى إليها فينظر إليها أربعين سنة لا يصرف بصره عنها ، حتى إذا بلغ النعيم منهم كل مبلغ ، وظنوا أن لا أفضل منه ، تجلى لهم الرب , تبارك وتعالى , فنظروا إلى وجه الرحمن ، عَزَّ وَجلَّ ، فنسوا كل نعيم عاينوه حين نظروا وجه الرحمن ، عَزَّ وَجلَّ ، فيقول : يا أهل الجنة هللوني ، فيتجاوبون بالتهليل فيقول : يا داود قم فمجدني كما كنت تمجدني في الدنيا ، فيمجد داود ربه ، عَزَّ وَجلَّ ، قال أحمد بن يونس : قلت لأبي شهاب : حديث خالد بن دينار في ذكر الجنة مرفوع ؟ قال : نعم.

رواه عَبد بن حُمَيد ، وابن أبي الدنيا ، قال الحافظ المنذري , رحمه الله : وفي إسناده من لا أعرفه الآن.

11- باب في أدنى أهل الجنة منزلة

7878- عن ابن مسعود ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال : يكون في النار قوم ما شاء الله ، ثم يرحمهم الله ، فيخرجهم فيكون في أدنى الجنة ، فيغتسلون في نهر الحياة ، وتسميهم أهل الجنة الجهنميون ، لو أضاف أحدهم أهل الأرض لأطعمهم وسقاهم وفرشهم ولحفهم وأحسبه ، قال : وزوجهم ، لا ينقصه ذلك شيء.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى ، ورواته ثقات.

وله شاهد من حديث عوف بن مالك ، وسيأتي في باب آخر من يدخل الجنة.@

(8/241)

7879- وعن ابن عمر ، رَضِيَ اللَّهُ عنهما ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاها كما يرى أدناها ، ينظر إلى أزواجه وسرره.

رواه أبو يَعْلَى ، وأحمد بن حنبل ، وسعيد بن منصور ، بسند واحد فيه ثوير بن أبي فاختة ، وهو ضعيف ، وهو عند الترمذي ، ولكنه قال : ألف سنة .

7879/2- ومن هذا الوجه رواه ابن أبي الدُّنيا موقوفًا ، بلفظ : إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل له ألف قصر ، بين كل قصرين مسيرة سنة ، يرى أقصاها كما يرى أدناها ، في كل قصر من الحور العين والرياحين والولدان ، ما دعوا بشيء إلا أُتي به.

7880- عن أبي هريرة ، رَضِيَ اللَّهُ عنه ، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إن أدنى أهل الجنة منزلة من له سبع درجات ، وهو على السادسة وفوقه السابعة ، وإن له ثلثمائة خادم ، يغدى عليه ويراح كل يوم بثلثمائة صحفة ولا أعلمه إلا قال : من ذهب ، في كل صحفة لون ليس في الأخرى ، وإنه ليلذ آخرها كما يلذ أولها ، ومن الأشربة ثلثمائة إناء ، في كل إناء شراب ليس في الآخر ، وإنه ليلذ آخره كما يلذ أوله ، وإنه ليقول : أي رب ، لو أذنت شراب ليس في الآخر ، وإنه ليلذ آخره كما يلذ أوله ، وإنه ليقول : أي رب ، لو أذنت لي أطعمت أهل الجنة وسقيتهم لم ينقص ذلك مما عندي شيئًَا ، وإن له من الحور العين ثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه من الدنيا ، وإن الواحدة لتقعد مقعدها قدر ميل من الأرض.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي ، وأحمد بن حنبل ، ورواته ثقات .@

(8/242)

7880/2- وابن أبي الدنيا موقوفًا على أبي هريرة ، قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة ، وليس فيهم دني ، من يغدو عليه كل يوم ويروح خمسة عشر ألف خادم ، ليس منهم خادم إلا ومعه طرفة ليست مع صاحبه.

12- باب في أول من يقرع باب الجنة

فيه حديث عَبد الله بن عَمْرو وسيأتي في باب دخول الفقراء الجنة قبل الأغنياء ، وحديث أبي هريرة وتقدم في باب فضل الشهداء.

7881- وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خِبٌّ ، وَلاَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ الْمَمْلُوكُ وَالْمَمْلُوكَةُ إِذَا أَحْسَنَا عِبَادَةَ رَبِّهِمَا وَنَصَحَا لِسَيِّدِهِمَا.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى فَرْقَدِ السَّبَخِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7881/2- وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَلَفْظُهُ لاَ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ ، وَلاَ خِبٌّ ، وَلاَ خَائِنٌ ، وَلاَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ الْمَمْلُوكُونَ إِذَا أَحْسَنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ للَّهِ , عَزَّ وَجَلَّ , وَفِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَوَالِيهِمْ.

7881/3- وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ ، مِنْهُ : لاَ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ خِبٌّ ، وَلاَ بَخِيلٌ ، وَلاَ مَنَّانٌ ، وَلاَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ.@

(8/243)

13- باب في آخر من يدخل الجنة

7882- عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجِنَّةِ دُخُولاً فِيهَا : رَجُلٌ كَانَ يَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُزَحْزِحَهُ عَنِ النَّارِ ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، أَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ ، فَقِيلَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، أَلَمْ تَسْأَلْ أَنْ تُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ ؟ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَنْ مِثْلُكَ ؟ فَأَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ ، فَيُدْنِى مِنْهَا فَيَنْظُرَ إِلَى شَجَرَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَدْنِنِي مِنْهَا أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا ، فَقَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، أَلَمْ تَقُلْ ؟ قَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَنْ مِثْلُكَ ؟ فَأَدْنِنِي مِنْهَا ، فَرَأَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : يَا رَبُّ ، أَدْنِنِي مِنْهَا ، فَقَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، أَلَمْ تَقُلْ ؟ قَالَ : يَا رَبُّ ، وَمَنْ مِثْلُكَ ؟ فَأَدْنِنِي ، فَقِيلَ : اعْدُ فَلَكَ مَا بَلَغَتْهُ قَدَمَاكَ وَرَأَتْهُ عَيْنَاكَ ، قَالَ : فَيَعْدُو حَتَّى إِذَا بَلِحَ ، يَعْنِي : أَعْيَى ، قَالَ : يَا رَبِّ ، هَذَا لِي ، وَهَذَا ، فَيَقُولُ : لَكَ مِثْلُهُ وَأَضْعَافُهُ ، فَيَقُولُ : قَدْ رَضِيَ رَبِي عَنِّي ، فَلَو أَذِنَ لِي فِي كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِطْعَامِهِمْ لأَوْسَعْتُهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَفِي سَنَدِهِ : مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

14- باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب

وقع لي أحاديث في هذا الباب فمنها ما هو على شرطي في هذا الكتاب ومنها ما هو خارج عن الشرط ، فأردت جمع ذلك للفائدة , قال شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين , رحمه الله , في كلام له على الميزان ومن خطه نقلت : ثبت في الصحيحين من حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , فِي عَرْضِ الأُمَمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَفِيهِ : فَقَالَ : هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلاَ حِسَابٍ ، وَلاَ عَذَابٍ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وأَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَرُوِينَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَثَوْبَانَ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ ، وَرِفَاعَةِ بْنِ عَرَابَةٍ ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ ، وَعَامِرِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، @

(8/244)

وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، وَالْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ ، وَأَبِي أُمَامَةَ ، وَأَبِي أَيُّوبَ ، وَأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَنْمَارِيِّ ، وَأَبِي مُوسَى ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، وَأُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مُحْصَنٍ ، وَفِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ : سَبْعُونَ أَلْفًا ، أَوْ سَبْعِمِئَةُ أَلْفٍ وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وَفِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ ، وَأَبِي أُمَامَةَ ، وَأَبِي أَيُّوبٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الأَنْمَارِيِّ : مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا فِي حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، وَأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ : مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعُونَ أَلْفًا .

وَإِسْنَادُ عَامِرِ بْنِ عُمَيْرٍ صَحِيحٌ.

انْتَهَى كَلاَمُ شَيْخِنَا الْعِرَاقِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ مُجْمَلاً ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَّ أذكر كُلّ حَدِيثٍ وَأَعْزُوهُ إِلَى مَنْ خَرَّجَهُ مِنْ أَصْحَابِ الْكِتَابِ لِيُعْلَمَ حَالُهُ.

7883- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : وَعَدَنِي رَبِّي , عَزَّ وَجَلَّ , أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أُمَّتِي مِئَةُ أَلْفٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَهَكَذَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، زِدْنَا ، قَالَ : وَهَكَذَا , وَأَشَارَ بِيَدِهِ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، زِدْنَا فَقَالَ : وَهَكَذَا قَالَ لَهُ عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَطَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : مَا لَنَا وَلَكَ يَا ابْنَ خَطَّابٍ ، قَالَ عُمَرُ : إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُدْخِلَ النَّاسَ الْجَنَّةَ كُلَّهُمْ بِكَفَّةٍ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَدَقَ عُمَرُ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7883/2- وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ : إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعَ مِئَةِ أَلْفٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَهَكَذَا وَجَمَعَ كَفَّهُ ... , فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

7883/3- وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ : هُمُ الَّذِينَ لاَ يَكْتوونَ ، وَلاَ يَكْوونَ ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.@

(8/245)

7884- وَعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللهِ ، زِدْنَا ... , فَذَكَرَهُ نَحْوَ .

رواه البزار .

7885- وَعَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ ، قَالَ شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ : مَرِضَ ثَوْبَانُ بِحِمْصَ ، وَعَلَيْهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ قِرْطٍ الأَزْدِيِّ فَلَمْ يَعُدْهُ ، فَدَخَلَ عَلَى ثَوْبَانَ رَجُلٌ مِنَ الْكِلاَعِيِّينَ عَائِدًا ، فَقَالَ لَهُ ثَوْبَانُ : أَتَكْتُبُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : اكْتُبْ ، فَكَتَبَ لِلأَمِيرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قِرْطٍ ، مِنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ لِمُوسَى وَعِيسَى , عَلَيْهِمَا الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ , مَوْلًى بِحَضْرَتِكَ لَعُدْتَهُ ، ثُمَّ طَوَى الْكِتَابَ ، وَقَالَ لَهُ : أَتُبْلِغَهُ إِيَّاهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ بِكِتَابِهِ فَدَفَعَهُ إِلَى ابْنِ قِرْطٍ فَلَمَا قَرَأَهُ قَامَ فَزِعًا ، فَقَالَ النَّاسُ : مَا شَأْنُهُ أَحَدَثَ أَمْرٌ ؟ فَأَتَى ثَوْبَانَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ فَعَادَهُ وَجَلَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً ، ثُمَّ قَامَ فَأَخَذَ ثَوْبَانِ بِرِدَائِهِ ، وَقَالَ : اجْلِسْ حَتَّى أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ ، وَلاَ عَذَابَ ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7886- وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى آخِرِ الْوَقْتِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَى ، ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ : أَنَّ الأُمَمَ عُرِضَتْ عَلَيَّ ، فَكَانَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَجِئُ فِي خَمْسَةٍ ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، فَرَأَيْتُ جَمَاعَةً كَثِيرَةً ، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا أُمَّتِي ، فَقِيلَ : هَذِهِ أُمَّةُ مُوسَى ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَبْيَضَ جَعْدًا يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ ، وَرَأَيْتُ ، وَذَكَرَ كَلاَمًا مَعْنَاهُ عَدَدًا كَثِيرًا ، فَقِيلَ : إِنَّهَا أُمَّتُكَ ، وَقِيلَ : إِنَّ لَكَ مَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَلاَ عَذَابٍ فَقَالَ عُكَّاشَةُ الأَسَدِيُّ : اجْعَلْنِي مِنْهُمْ ... الْحَدِيثَ.

رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.@

(8/246)

7886/2- ثُمَّ رَوَى مِنْ طَرِيقِهِ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبْطَأَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَنْ صَلاَةِ الْعِشَاءِ حَتَّى ذَهَبَ هَويًا مِنَ اللَّيْلِ ، حَتَّى نَامَ بَعْضُ مَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَخَرَجَ وَالنَّاسُ بَيْنَ نَائِمٍ وَمُصَلٍّ مُنْتَظِرٍ لِلصَّلاَةِ ، فَقَالَ : أَمَا إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَزَالُوا فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرُوهَا ، لَوْلاَ ضَعْفُ الضَّعِيفِ ، وَبُكَاءِ الصَّغِيرِ ، لأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى عَتَمَةٍ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ قَالَ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ قَالَ : وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا دَخَلَ تَذَاكَرْنَا السَّبْعِينَ بَيْنَنَا أَتُرَاهُمُ الشُّهَدَاءُ ؟ فَقَالَ بَعْضُنَا : هُمُ الشُّهَدَاءُ ، وَقَالَ بَعْضُنَا : هُمُ الْمُؤْمِنُونَ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : هُمُ الَّذِينَ لاَ يَكْتَوُونَ ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.

7887- وَعَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : صَدَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا مِنْ عَبْدٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ ، ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلاَّ سُلِكَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَرْجُو أَنْ لاَ يَدْخُلُوا حَتَّى نَتَبَوَّأُ وَأَنْتُمْ وَمَنْ صَلُحَ مِنْ ذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَرَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالْبَزَّارُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.@

(8/247)

7888- وعن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَانَ يَقُولُ لَنَا : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، أَحْسَبُهُ قَالَ : مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ.

رَوَاهُ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ , لِجَهَالَةِ حبِيبِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ.

7889- وعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا ، أَوْ سَبْعُمِئَةِ أَلْفٍ شَكَّ فِي أَحَدِهِمَا ، مُتَمَاسِكِينَ آخِذٌ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمُ الْجَنَّةَ ، وَوُجُوهُهُمْ عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةِ الْبَدْرِ.

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَمُسْلِمٌ.

7890- وَعَنْ عَامِرِ بْنِ عُمَيْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : لَبَّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثَلاَثًا لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ الْحَدِيثَ وَفِيهِ : فَأَعْطَانِيَ رَبِّي سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ السَّبْعِينَ سَبْعُونَ أَلْفًا ، فَقُلْتُ : إِنَّ أُمَّتِي لاَ تَبْلُغُ هَذَا ، قَالَ : أُكَمِّلُهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَابِ الْبَعْثِ.

7891- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَبْنَا الْحَدِيثَ ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهَالِينَا ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا وَأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَمِهَا ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلاَثَةُ ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ ، مَعَهُ النَّفَرُ مِنْ أُمَّتِهِ ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ ، مَعَهُ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِهِ ، وَالنَّبِيُّ مَا مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ @

(8/248)

بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِيَ ، فَقُلْتُ : يَا رَبِّ ، مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقُلْتُ : يَا رَبِّ ، فَأَيْنَ أُمَّتِي ، قِيلَ : انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا الضِّرَابُ ضِرَابُ مَكَّةَ قَدْ سُدَّتْ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ ، قُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قِيلَ : هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ ، هَلْ رَضِيتَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَدْ رَضِيتُ ، قِيلَ : انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا الأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ ، فَقُلْتُ : يَا رَبِّ ، مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قِيلَ : هَؤُلاَءِ أُمَّتُكَ ، قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَبِّ ، رَضِيتُ ، قِيلَ : فَإِنَّ مَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنَ أَخُو بَنِي أَسَدٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ فَأَنْشَأَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنْ قَالَ : وَذَكَرَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ فَكُونُوا ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الضِّرَابِ ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الأُفُقِ ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ثَمَّ نَاسًا يَتَهَاوشُّونَ كَثِيرًا قَالَ : وَذَكَرَ لَنَا أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْ نَاسًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، تَرَاجَعُوا بَيْنَهُمْ ، فَقَالُوا : مَا تَرَونَ هَؤُلاَءِ السَّبْعِينَ ، حَتَّى صَيَّرُوا مِنْ أُمُورِهِمْ ، أَنْ قَالُوا : هُمْ أُنَاسٌ وُلِدُوا فِي الإِِسْلاَمِ فَلَمْ يَزَالُوا يَعْمَلُونَ بِهِ حَتَّى ماتُوا عَلَيْهِ ، فَبَلَغَ حَدِيثُهُمْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : لَيْسَ ذَاكُمْ ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ لاَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنِّي لأَرْجُوَ أَنَّ مَنْ تَبِعَنِي مِنْ أُمَّتِي رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا ، فَقَالَ : إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا الشَّطْرَ قَالَ : فَكَبَّرُوا فَقَامَ وَتَلاَ هَذِهِ الآيَةَ : {ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ}.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.@

(8/249)

7891/2- وَفِي رِوَايَةٍ لأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ صَحِيحِهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أُرِيتُ الأُمَمَ بِالْمَوْسِمِ فَرَأَيْتُ أُمَّتِي قَدْ مَلَؤُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ ، وَأَعْجَبَنِي كَثْرَتُهُمْ وَهَيْئَتُهُمْ ، فَقِيلَ لِي : أَرَضِيتَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : وَمَعَ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِلاَ حِسَابٍ ، لاَ يَكْتَوُونَ ، وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ ، وَلاَ يَسْتَرْقُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنَ الأَسَدِيِّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ فَقَامَ آخَرُ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.

7892- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : جِئْتُ أَزُورُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَعَائِشَةَ ، فَإِذَا هُوَ يُوحَى إِلَيْهِ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ ، قَالَ لِعَائِشَةَ : نَاوِلِينِي رِدَائِي فَخَرَجَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمٌ غَيْرُهُمْ ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ حَتَّى إِذَا قَضَى الْمُذَكِّرُ تَذْكِرَتَهُ ، قَرَأَ تَنْزِيلَ السَّجْدَةَ ، فَعَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنِ النَّاسِ ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى أَهْلِهَا أَنِ احْضُرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أَرَهُ ، قَالَ : فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأْسَهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَطَلْتَ السُّجُودَ ، قَالَ : سَجَدْتُ لِرَبِّيَ شُكْرًا فِيمَا أَعْطَانِيَ فِي أُمَّتِي ، سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أُمَّتُكَ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ ، فَاسْتَكْثِرْ لَهُمْ حَتَّى قَالَ : مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاَثًا ، فَقَالَ عُمَرُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدِ اسْتَوْعَبْتَ أُمَّتَكَ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .

7892/2- وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ... ، فَذَكَرَهُ وَزَادَ : قَالَ عُمَرُ : فَهَلاَّ اسْتَزَدْتَهُ ؟ قَالَ : قَدِ اسْتَزَدْتُهُ فَأَعْطَانِيَ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا قَالَ عُمَرُ : فَهَلاَّ اسْتَزَدْتَهُ قَالَ : قَدِ اسْتَزَدْتُهُ فَأَعْطَانِيَ هَكَذَا , وَفَرَّجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ ... الْحَدِيثَ.

7893- وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ أَعْرَابِيٌّ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا حَوْضُكَ هَذَا الَّذِي تَذْكُرُ ؟ قَالَ : مِنَ الْبَيْضَاءِ إِلَى بُصْرَى ، ثُمَّ يُمِدُّ لِيَ , عَزَّ وَجَلَّ , فِيهِ بِمَا شَاءَ يَرَى حَوْضِيَ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَاتُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَقَدْ @

(8/250)

وَعَدَنِي رَبِّي , عَزَّ وَجَلَّ , أَنْ يَسْقِيَنِي ، أَوْ يُورِدَنِي الْكِرَاعَ ، وَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي , عَزَّ وَجَلَّ , أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَتَشَّفَعَ كُلُّ أَلْفٍ مِنْ هَؤُلاَءِ السَّبْعِينَ أَلْفًا فِي آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَفِي الْجَنَّةِ فَاكِهَةٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، بِهَا شَجَرَةٌ ، يُقَالَ لَهَا : طُوبَى ، تُطَابِقُ الْفِرْدَوسَ قَالَ : فَهَلْ تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ شَجَرِ أَرْضِنَا ؟ قَالَ : لاَ ، هَلْ أَتَيْتَ الشَّامَ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : بِالشَّامِ شَجَرَةٌ تُشْبِهُهَا ، يُقَالُ لَهَا : الْجَوْزَةُ ، وَقَالَ : يُنْشَرُ أَعْلاَهَا وَهِيَ عَلَى سَاقِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا عِظَمُ سَاقِهَا ؟ قَالَ : لَوْ رَكِبْتَ جَذَعًا مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ مَا أَحَطْتَ بِهَا حَتَّى تَنْدَقَّ تُرْقُوَتُهُ هَرَمًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَهَلْ فِي الْجَنَّةِ عِنَبًا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَمَا عِظَمُ الْحَبَّةِ مِنْهُ ؟ قَالَ : هَلْ ذَبَحَ أَبُوكَ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ فَأَلْقَى إِهَابَهُ إِلَى أُمِّكَ ، فَقَالَ : افْرِيهِ دَلْوًا تَرْوي بِهِ مَاشِيَتِنَا ، لَعَلَّ هَذَا أَنْ يَكُونَ مِثْلَ الْحَبَّةِ مِنْهُ قَالَ : إِنَّ هَذِهِ لَتَكْفِينِي وَأَهْلَ بَيْتِيَ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَعَشِيرَتُكَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالأَوْسَطِ ، وَالْبَيْهَقِيُّ.

7893/2- وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، بِلَفْظِ : إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، ثُمَّ يُتْبِعُ كُلَّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا ، ثُمَّ يُحْثِي بِكَفِّهِ ثلاث حثيات فَكَبَّرَ عُمَرُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ السَّبْعِينَ أَلْفَ الأُوَلَ يُشَفِّعَهُمْ فِي آبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ ، وَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ أُمَّتِي أَدْنَى الْحَثوَاتِ الأَوَاخِرَ.

قَوْلُهُ : افْري لَنَا مِنْهُ ذَنُوبًا أَيْ : سُقِّي وَاصنَعِي وَالذَّنُوبُ : بِفَتْحِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ هُوَ الدَّلْوُ ، وَقِيلَ : لاَ يُسَمَّى ذَنُوبًا إِلاَّ إِذَا كَانَتْ مَلأَى ، أَوْ دُونَ الْمِلْىءِ.@

(8/251)

7894- وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : لَيُبْعَثَنَّ مِنْ مَدِينَةٍ بِالشَّامِ ، يُقَالُ لَهَا : حِمْصُ , سَبْعُونَ أَلْفًا بِلاَ حِسَابٍ ، عَلَيْهِمْ مَا بَيْنَ الزَّيْتُونِ ، وَالْحَائِطِ ، وَالْبُرْتِ الأَحْمَرِ.

رَوَاهُ الْبَزَّارُ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.

7895- وعن الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : كُنَّا قُعُودًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْمَسْجِدِ فَشَخَصَ بَصَرُهُ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : يَا فُلاَنٌ قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَالإِِنْجِيلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَالْقُرْآنَ ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَشَاءُ لَقَرَأْتُهُ ، قَالَ : ثُمَّ نَشَدَهُ ، قَالَ : مَا تَجِدُونِي فِي التَّوْرَاةِ ، وَالإِِنْجِيلِ ؟ قَالَ : نَجِدُ مَثَلُكَ وَمَثَلُ أُمَّتِكَ وَمَخْرَجُكَ ، وَكُنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ فِينَا ، فَلَمَّا خَرَجْتَ تَخَوَّفْنَا أَنْ تَكُونَ أَنْتَ ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا لَسْتَ أَنْتَ هُوَ ، قَالَ : وَلِمَ ذَاكَ ؟ قَالَ : إِنَّ مَعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا لَيْسَ عَلَيْهِمْ حِسَابٌ ، وَلاَ عَذَابٌ ، وَإِنَّمَا مَعَكَ نَفَرٌ يَسِيرٌ ، قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لأَنَا هُوَ ، وَإِنَّهَا لأُمَّتِي ، وَإِنَّهُمْ لأَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا ، وَسَبْعِينَ أَلْفًا ، وَسَبْعِينَ أَلْفًا.

رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْبَزَّارُ.

7896- وعن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَخْنَسِ : وَاللهِ مَا أُولَئِكَ فِي أُمَّتِكَ إِلاَّ كَالذُّبَابِ الأَصْهَبِ فِي الذُّبَابِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : فَإِنَّ رَبِّي , عَزَّ وَجَلَّ , قَدْ وَعَدَنِي سَبْعِينَ أَلْفًا ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا ، وَزَادَنِي ثَلاَثَ حَثْيَاتٍ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَابْنُ حِبَّانٍ فِي صَحِيحِهِ ، وَاللَّفْظُ لَهُ.@

(8/252)

7896/2- وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَلَفْظُهُ : أَنَّ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , يُدْخِلُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا ، وَثَلاَثَ حَثْيَاتٍ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا سِعَةُ حَوْضِكَ ؟ قَالَ : مَا بَيْنَ عَدَنَ وَعُمَانٍ قَالَ : وَأَشَارَ بِيَدِهِ : وَأَوْسَعَ وَأَوْسَعَ وَفِيهِ مَثْعَبَانٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَمَا شَرَابُهُ ؟ قَالَ : أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، وَأَطْيَبَ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا ، وَلَنْ يُسَوَّدَ وَجْهُهُ بَعْدَهَا أَبَدًا.

وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَحَسَّنَهُ .. , فَذَكَرَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : وَثَلاَثُ حَثْيَاتٍ مِنْ حَثْيَاتِ رَبِّي.

7897- وعن أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّ رَبَّكُمْ , عَزَّ وَجَلَّ , خَيَّرَنِي بَيْنَ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَفْوًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَبَيْنَ الْخَبِيئَةِ عِنْدَهُ لأُمَّتِي فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الصَّحَابَةِ : أَيُخَبِّئُ ذَلِكَ رَبُّكَ , عَزَّ وَجَلَّ ؟ فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ثُمَّ خَرَجَ وَهُوَ يُكَبِّرُ ، فَقَالَ : إِنَّ رَبِّي , عَزَّ وَجَلَّ , زَادَنِي مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا وَالْخَبِيئَةُ عِنْدَهُ قَالَ أَبُو رِهْمٍ : يَا أَبَا أَيُّوبَ ، وَمَا تَظُنُّ خَبِيئَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَكَلَهُ النَّاسُ بِأَفْوَاهِهِمْ ، فَقَالُوا : وَمَا أَنْتَ وَخَبِيئَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ : دَعُوهُ أُخْبِرُكُمْ عَنْ خَبِيئَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَمَا أَظُنُّ ، بَلْ كَالْمُسْتَيْقِنِ ، إِنَّ خَبِيئَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَقُولَ : رَبِّ مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، مُصَدِّقًا لِسَانُهُ قَلْبَهُ فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى ابْنِ لَهِيعَةَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7898- وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أُعْطِيتُ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَقُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، فَاسْتَزَدْتُ رَبِّي , عَزَّ وَجَلَّ , فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ يَأْتِي عَلَى الْقُرَى وَيُصِيبُ مِنْ حَافَّات الْبَوَادِيَ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.@

(8/253)

7899- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ عُكَّاشَةُ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ثُمَّ سَكَتَ الْقَوْمُ سَاعَةً ، وَتَحَدَّثُوا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ أَوَ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، ادْعُ اللَّهَ لَنَا أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ ، فَقَالَ : سَبَقَكَم بِهَا عُكَّاشَةُ وَصَاحِبُهُ ، إِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ لَ قُلْتُ ، وَلَوْ قُلْتُ لَوَجَبَتْ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَالْبَزَّارُ ، بِسَنَدٍ وَاحِدٍ مَدَارُهُ عَلَى عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7900- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَنْمَارِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَيَشْفَعُ كُلُّ أَلْفٍ لِسَبْعِينَ أَلْفًا ، ثُمَّ يُحْثِي رَبِّي ثَلاَثَ حَثْيَاتٍ بِكَفَيْهِ قَالَ قَيْسٌ : فَقُلْتُ : بِأَبِي سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم هَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، بِأُذُنَيَّ وَوَعَاهُ قَلْبِي.

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ فِي الْكُنَى ، وَسِيَاقُهُ أَتَمَّ.

7901- وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَتْ : خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ... , فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي فِتْنَةِ الْقَبْرِ بِنَحْوِ مَا رَوَاهُ أَهْلُ الصَّحِيحِ وَغَيْرُهُمْ وَزَادَ فِيهِ وَقَدْ رَأَيْتُ خَمْسِينَ ، أَوْ سَبْعِينَ ، أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي مِثْلِ صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ لَنْ تَسْأَلُونِيَ عَنْ شَيء حَتَّى أَنْزِلَ إِلاَّ أُخْبِرَكُمْ بِهِ فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : أَبُوكَ فُلاَنٌ لِلَّذِي كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِجَهَالَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.@

(8/254)

7902- وعن أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم آخِذٌ بِيَدِي فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ وَمَا فِيهَا بَيْتٌ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ ، فَقَالَ يَا أُمَّ قَيْسٍ فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : تَرَيْنَ هَذِهِ الْمَقْبَرَةَ قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : يُبْعَثُ مِنْهَا سَبْعُونَ أَلْفًا ، وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَأَنَا ؟ فَقَالَ : وَأَنْتَ فَقَامَ آخَرُ ، فَقَالَ : وَأَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَتَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ فِي زِيَارَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

قلت : وَفِي الْبَابِ مِمَّا لَمْ يَذْكُرُهُ شَيْخُنَا الْعِرَاقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ مَرْفُوعًا عَنْ : أَنَسٍ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ، وَمِنَ الْمَرَاسِيلِ عَنْ : سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.

7903- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا قَالُوا : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا قَالُوا : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، وَكَانَ عَلَى كَثِيبٍ ، فَحَثَى بِيَدِهِ ، قَالُوا : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : هَذِهِ فَحَثَى بِيَدَيْهِ ، قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ ، وَتَقَدَّمَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي أَوَّلِ الْبَابِ وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُ هَذِهِ الطَّرِيقَ لأَنَّ فِيهَا زِيَادَةً عَلَى مَا ذَكَرَهُ شَيْخَنَا ، وَهِيَ : لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا ... إِلَى آخِرِهِ.@

(8/255)

7904- وَعَنْهُ مَرْفُوعًا من مشى إلى حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة ، ومحا عنه سبعين سيئة إلى أن يرجع من حيث فارقه ، فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وإن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب .

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَغَيْرُهُ . وتقدم في أواخر كتاب البر والصلة.

7905- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَتَّى نَزَلَ : خَمًّ ، فَتَنَحَّى النَّاسُ عَنْهُ ، وَنَزَلَ مَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَشَقَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَأَخُّرَ النَّاسِ عَنْهُ ، فَأَمَرَ عَلِيًّا فَجَمَعَهُمْ ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَامَ فِيهِمْ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي قَدْ كَرِهْتُ تَخَلُّفَكُمْ وَتَنَحِّيَكُمْ عَنِّي ، حَتَّى خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ شَجَرَةٍ تَلِيَنِي ثُمَّ قَالَ : لَكِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ مِنِّي بِمَنْزِلَتِي مِنْهُ ، كَمَا أَنَا عَنْهُ رَاضٍ ، فَإِنَّهُ لاَ يَخْتَارُ عَلَى قُرْبِي وَمَحَبَّتِي شَيْئًا ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيُّ مَوْلاَهُ ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَابْتَدَرَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَبْكُونَ وَيَتَرَضَّوْنَ ، وَيَقُولُونَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّمَا تَنَحَيَّنَا كَرَاهِيَةَ أَنْ نُثْقِلَ عَلَيْكَ ، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ سَخَطِ اللهِ وَسَخَطِ رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَرَضِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عِنْدَ ذَلِكَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتَغْفِرْ لَنَا جَمِيعًا ، فَفَعَلَ ، ثم قَالَ لَهُمْ : أَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أَصْحَابِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَمَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا ، وَمِنْ بَعْدِهِمْ مِثْلُهُمْ أَضْعَافًا فقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللهِ ، زِدْنَا ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَوْضِعٍ رَمِلٍ ، فَحَثَى بِيَدَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الرَّمْلِ مِلءَ كَفَّيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : هَكَذَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَمَنْ يَدْخِلِ النَّارَ بَعْدَ ذَلِكَ ، سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَبَعْدَ ثَلاَثِ حَثْيَاتٍ مِنَ الرَّمْلِ مِنَ اللهِ , تَبَارَكَ وَتَعَالَى ؟! فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا تَفِي بِهَذَا أُمَّتِي حَتَّى تُوفِي عِدَّتَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ.

7906- وعن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دَخَلَ عَلَى زَيْدٍ يَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ بِهِ ، فَقَالَ : لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْ مَرَضِكَ هَذَا بَأْسٌ ، وَلَكِنَّهُ كَيْفَ بِكَ إِذَا عَمَّرْتَ بَعْدِي فَعَمِيتَ ؟ قَالَ : إِذَا أَصْبِرُ وَأَحْتَسِبُ ، قَالَ : إِذًا تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالَ : فَعَمِيَ بَعْدَ مَا مَاتَ النّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ ، ثُمَّ مَاتَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَتَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الطِّبِّ فِي بَابِ الْعِيَادَةِ مِنَ الرَّمَدِ بِتَمَامِهِ.@

(8/256)

7907- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وأنه قيل له : افتني ؟ قال : لا تقل بهذا إلا حقًّا ، وأشار إلى لسانه ، ولا تعمل بهذا إلا صالحًا يعني يده ، تدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب ... الحديث موقوفًا . وتقدم بطوله في العلم في باب الفتوى.

7908- وعن أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : سَأَلْتُ رَبِّي , عَزَّ وَجَلَّ , فَوَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، فَاسْتَزَدْتُهُ فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعونَ أَلْفًا ، فَقُلْتُ : أَيْ رَبِّ ، إِنْ لَمْ يَكُنْ هَؤُلاَءِ مُهَاجِري أُمَّتِي ؟ قَالَ : إِذَا أُكْمِلْهُمْ لَكَ مِنَ الأَعْرَابِ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ .

7908/2- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَأَلْتُ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِي ، فَقَالَ : لَكَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالَ : فَقُلْتُ : رَبِّ زِدْنِي ، قَالَ : فَإِنَّ لَكَ مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، قَالَ : فَقُلْتُ : رَبِّ زِدْنِي ، قَالَ : فَإِنَّ لَكَ هَكَذَا ، فَحَثَى بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمَالِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : حَسْبُنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، دَعْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُكْثِرُ لَنَا كَمَا أَكْثَرَ اللَّهُ لَنَا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّمَا نَحْنُ حَفْنَةٌ مِنْ حَفْنَاتِ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ.

7908/3- وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، وَلَفْظُهُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَوَّلُ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لَيْسَ عَلَيْهِمْ حِسَابٌ ، وَلاَ عَذَابٌ ، صُورَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَضْوَأِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ ، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلٌ.

وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.@

(8/257)

7909- وعن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، عَنْ رَسُولِ اللهِ قَالَ : يُحْشَرُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ ، فَيَقُولُ : أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ مَضَاجِعِهِمْ ؟ فَيَقُومُونَ ، وَهُمْ قَلِيلٌ ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِسَائِرِ النَّاسِ إِلَى الْحِسَابِ.

رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، وَرَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَسَيَأْتِي فِي بَابِ كَرَمِ اللهِ.

7910- وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ اللَّخْمِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يَجِئُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَزِفُّ كَمَا يَزِفُّ الْحَمَامِ ، فَيُقَالُ لَهُمْ قِفُوا لِلْحِسَابِ ، فَيَقُولُونَ : مَا تَرَكْنَا شَيْئًا فَتُحَاسِبُونَا عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ : صَدَقَ عِبَادِي ، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، مُرْسَلاً.

7911- عن سعد بن سعيد المقبري ، حدثني أخي ، عَن جَدِّهِأن كعب الأحبار قال : نجد مكتوبًا في الكتاب : إن مقبرة بغربي المدينة على حافة سيل يحشر منها سبعون ألفًا ليس عليهم حساب.

رواه عُمَر بن شبة في أخبار المدينة له : حَدَّثَنَا فليح بن محمد عنه به.

7912- وعن محمد بن المنكدر قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : يحشر من البقيع سبعون ألفًا على صورة القمر ليلة البدر ، كانوا لا يكتوون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون. رواه عمر بن شبة في أخبار المدينة له مرسلا أيضًا.

15- باب ما جاء في المتحابين في الله

فيه حديث البراء بن عازب وتقدم في باب عرى الإسلام وشرائعه ، وحديث عَبد الله بن مسعود وتقدم في الطهارة في إزالة النجاسة ، وحديث عَبد الله بن عَمْرو بن العاص وتقدم في كتاب القيامة في باب مجازاة أهل الصبر ، وحديث أبي هريرة وتقدم في الإيمان في باب طعم الإيمان.@

(8/258)

7913- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ بِعَمَلِهِمْ ، قَالَ الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، بِسَنَدٍ فِيهِ مُسْلِمُ بْنُ كَيْسَانَ الْمُلاَئِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7914- وعن الحسن قال : ما ازداد مسلم أخا في الله إلا ازداد به درجة.

رواه مُسَدَّد مقطوعاً ورواته ثقات.

7915- وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ عَبْدًا فَلْيُخْبِرْهُ ، فَإِنَّهُ يَجِدُ لَهُ مِثْلَ الَّذِي يَجِدُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7916- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : الْمُتَحَابُّونَ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ ، مُشْرِفِينَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا ، قَالَ : فَيَقُولُ أَهْلُ الدُّنْيَا : اخْرُجُوا بِنَا نَنْظُرُ إِلَى الْمُتَحَابِّينَ فِي اللهِ ، قَالَ : فَيَخْرُجُونَ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ ، وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، مَكْتُوبٌ فِي جِبَاهِهِمْ : هَؤُلاَءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

7916/2- وأبو يعلى المَوْصِلِيّ ولفظه : المتحابون في الله على عمود من ياقوتة مراء ، في رأس العمود سبعون ألف غرفة يضيء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس أهل الدنيا ، فيقول أهل الجنة : انطلقوا بنا إلى المتحابين في الله ، فإذا أشرفوا عليهم ضاء حسنهم أهل الجنة كما تضيء الشمس أهل الدنيا ، عليهم ثياب خضر من سندس مكتوب على جباههم : هؤلاء المتحابون في الله , عز وجل.

7917- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الْمِقَةُ مِنَ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , وَالصِّيتُ فِي السَّمَاءِ ، فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , عَبْدًا ، قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ، إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ ، فَيُنَادِيَ جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ ، إِنَّ رَبَّكُمْ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ قَالَ : فَتَتَنَزَّلُ الْمِقَةُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ.

رَوَاهُ أَبُو بكرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.@

(8/259)

7918- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : مَنْ أَحَبَّ رَجُلاً للَّهِ ، فقَالَ : إِنِّي أُحِبُّكَ للَّهِ ، فَدَخَلاَ جَمِيعًا الْجَنَّةَ ، كَانَ الَّذِي أَحَبَّ للَّهِ أَرْفَعَ مَنْزِلَةً مِنَ الآخَرِ أُلْحِقَ بِهِ الَّذِي أَحَبَّ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالْبَزَّارُ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى الإِِفْرِيقِيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

7919- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ ، لَهَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، تُضِئُ كَمَا يُضِئُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ يَسْكُنُهَا ؟ قَالَ : الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , وَالْمُتَجَالِسُونَ فِي اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , وَالْمُتَلاَقُونَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، مَدَارُهُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ غُرَفِ الْجَنَّةِ.

7920- وَعَنْ أَبِي طَيْبَةَ ، أَنَّ شُرَحْبِيلَ بْنَ السَّمْطِ دَعَا عَمْرَو بْنَ عَبْسَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَقَالَ : يَا عَمْرُو ، هَلْ تُحَدِثَنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ أَنْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، لَيْسَ فِيهِ تَزَيُّدٌ ، وَلاَ كَذِبٌ ؟ ، وَلاَ تُحَدِّثَنِي عَنْ آخَرَ سَمِعَهُ مِنْهُ غَيْرَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إن الله عز وجل يقول : قَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ فِي مِنْ أَجْلِي ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِيَ لِلَّذِينَ يَتَنَاصَرُونَ مِنْ أَجْلِي ، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِيَ لِلَّذِينَ يَتَصَادَقُونَ مِنْ أَجْلِيَ ، وَقَدْ حَقَّتْ مَحَبَّتِيَ لِلَّذِينَ يَتَزَاوَرُونَ مِنْ أَجْلِي.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْمَعَاجِمِ الثَّلاَثَةِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحُ الإِِسْنَادِ وتقدم بتمامه في آخر كتاب الزينة.@

(8/260)

7921- وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ ، فَلْيَأْتِهِ فِي مَنْزِلِهِ ، فَلْيُخْبِرَهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ للَّهِ ، فَقَدْ أَحْبَبْتُكَ فَجِئْتُكَ فِي مَنْزِلِكَ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَفِي سَنَدَيْهِمَا ابْنُ لَهِيعَةَ.

لكن َلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَوَاهُ (خ م) ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

7922- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ ؟ فَقَالَ : وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ فَقَالَ : وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي لَضَعِيفُ الْعَمَلِ ، وَإِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، قَالَ : فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.

رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ .

وَاسْمُ الرَّجُلِ الْمُبْهَمِ : ذُو الْخُوَيْصِرَةَ الْيَمَانِيُّ ، وَهُوَ الْقَائِلُ ، وَالْبَائِلُ ، وَالسَّائِلُ.

7923- وَعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قَالَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : الْمُتَحَابُّونَ لِجَلاَلِ اللهِ ، فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ.

7924- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ عِبَادًا يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ ، وَالشُّهَدَاءُ قِيلَ : مَنْ هُمْ لَعَلَّنَا نُحِبُّهُمْ ، قَالَ : قَوْمٌ تَحَابُّوا بِنُورِ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , مِنْ غَيْرِ أَرْحَامٍ ، وَلاَ أَنْسَابٍ ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ ، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، لاَ يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ ، وَلاَ يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ ثُمَّ قَرَأَ : {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.@

(8/261)

7925- وعن مجاهد قال : مر رجل بابن عباس ، فقال : إن هذا الرجل يحبني ، قالوا : وما يدريك يا ابن عباس ؟ قال : لأني أحبه.

رواه أبو يَعْلَى الموصلي موقوفاً.

7926- وَعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَا أَحَبَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلاَّ ذَا تُقًى.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَفِي سَنَدِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ.

7927- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا تَحَابَّ رَجُلاَنِ فِي اللهِ قَطُّ ، إِلاَّ كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ.

7928- وَعَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ أَحْدَثَ أَخًا فِي الإِِسْلاَمِ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ ، وَمَا تَوَادَّ عَبْدَانِ فِي اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , فَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا إِلاَّ مِنْ ذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا ، وَمَا تَوَادَّ عَبْدَانِ فِي اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , إِلاَّ كَانَ أَفْضَلُهُمَا عِنْدَ اللهِ أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ، وَالْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ.@

(8/262)

7929- وعن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَبَيْنَ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ اثْنَيْنٍ وَخَمِيسٍ وُضِعَتْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ حَوْلَ الْعَرْشِ ، وَمَنَابِرَ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهَا : يَا رَبِّ ، لِمَنْ وَضَعْتَ هَذِهِ الْمَنَابِرَ ؟ فَيُلْقَى عَلَى أَفْوَاهِهِمْ : لِلْغُرَبَاءِ ، فَيَقُولُونَ : يَا رَبُّ ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ ؟ فَيُلْقَى عَلَى أَفْوَاهِهِمْ : هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا فِي اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنَهُ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَعْلَمُ بِمَجْلِسِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِمَجْلِسِهِ في قُبَّتِهِ عِنْدَ زَوْجَتِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا ، وَدُنُوِّهِمْ مِنَ الرَّبِّ , عَزَّ وَجَلَّ , عَلَى قَدْرِ دَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ ، فَإِذَا تَتَامَّ الْقَوْمُ ، فَيَقُولُ الرَّبُّ , عَزَّ وَجَلَّ : عَبِيدِي ، وَخَلْقِي ، وَزُوَّارِي ، وَالْمُتَحَابِّينَ فِي جَلاَلِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنِي ، وَأَطْعِمُوهُمْ ، فَيُؤْتَونَ بِلَحْمِ طَيْرٍ فِيهَا كُلُّ شَهْوَةٍ وَلَذَّةٍ وَرِيحٍ طَيِّبٍ ، ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبِيدِي ، وَخَلْقِي ، وَخِيرَتِي ، وَزُوَّارِي ، وَالْمُتَحَابِّينَ فِي جَلاَلِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنِي ، أَطْعَمْتُمُوهُمْ وَفَكَّهْتُمُوهُمْ ، فَاسْقُوهُمْ ، فَيَأْتُونَ بِآنِيَةٍ لاَ يُدْرَى الإِِنَاءُ أَشَدُّ بَيَاضًا ، أَوْ مَا فِيهِ ، يُرَى فِيهِ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ ، وَمَنْ عَنْ شِمَالِهِ ، وَمَنْ أَمَامَهُ ، وَمَنْ خَلْفَ ظَهْرِهِ ، وَمَدَّ بَصَرِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبِيدِي ، وَخَلْقِي ، وَخِيرَتِي ، وَزُوَّارِي ، وَالْمُتَحَابِّينَ فِي جَلاَلِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنِي أَطْعَمْتُمُوهُمْ ، وَفَكَّهْتُمُوهُمْ ، وَسَقَيْتُمُوهُمْ ، اكْسُوهُمْ ، فَيَأْتُونَ بِشَجَرَةٍ تَخُدُّ الأَرْضَ كَثَدْيِ الأَبْكَارِ مِنَ ُالنِّسَاءِ ، فِي كُلِّ ثَمَرَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةٌ لاَ تُشْبِهُ الْحُلَّةُ أُخْتَهَا ، إِلاَّ أَنَّ كُلَّ أَخَوَيْنِ يَلْبَسَانِ لِيُعْرَفَانِ ، يَقُولُ الرَّبُّ

تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبِيدِي ، وَخَلْقِي ، وَخِيرَتِي ، وَزُوَّارِي ، وَالْمُتَحَابِّينَ فِي جَلاَلِيَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنِيَ أَطْعَمْتُمُوهُمْ ، وَفَكَّهْتُمُوهُمْ وَسَقَيْتُمُوهُمْ ، وَكَسَوْتُمُوهُمْ ، طَيِّبُوهُمْ ، فَتَهِبُّ رِيحٌ فَتَمْلأُ كُلَّ رِيحٍ مِنْهُمْ مِسْكًا أَذْفَرَ لاَ بَشَرٌ شَمَّ مِثْلَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبِيدِيَ وَخَلْقِيَ ، وَخِيرَتِيَ ، وَزُوَّارِيَ ، وَالْمُتَحَابِّينَ فِي جَلاَلِيَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنِيَ أَطْعَمْتُمُوهُمْ وَفَكَّهْتُمُوهُمْ ، وَسَقَيْتُمُوهُمْ ، وَكَسَوْتُمُوهُمْ ، وَطَيَّبْتُمُوهُمْ ، اكْشِفُوا لَهُمُ الْغِطَاءَ ، قَالَ : وَبَيْنَ اللَّهَ , عَزَّ وَجَلَّ , وَبَيْنَ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ لاَ يَسْتَطِيعُ أَدْنَى خَلْقُهُ مِنْهُ مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى أَدْنَى حِجَابٍ مِنْهَا ، فَتُرْفَعُ تِلْكَ الْحُجُبُ ، فَيَقَعُ الْقَومُ سُجَّدًا لِمَا يَرَوْنَ مِنْ عَظَمَةِ اللهِ , عَزَّ وَجَلَّ , فَيَقُولُ الرَّبُ : ارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ فَلَسْتُمْ فِي دَارِ عَمَلٍ وَبَلاَءٍ ، بَلْ أَنْتُمْ فِي دَارِ نِعْمَةٍ وَمَقَامٍ ، عَبِيدِيَ لَكُمْ مِثْلُ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، هَلْ رَضِيتُمْ عَبِيدِي ؟ فَيَقُولُونَ : @

(8/263)

رَبَّنَا رَضِينَا إِذْ رَضِيتَ عَنَّا ، فَيَرْجِعُ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَقَدْ أُضْعِفُوا فِيهِ مِنَ الْجَمَالِ وَالأَزْوَاجِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ، وَكُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَى ِذَلِكَ النَّحْوِ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا شَيْءٌ إِلَى جَانِبِهِ قَدْ أَضَاءَ عَلَى صُمَاخَيْهِ لَهُ مِنَ الْجَمَالِ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُولُ : أَنَا الَّذِي قَالَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، مَعَ كُلِّ مَلَكٍ إِنَاءٌ لاَ يُشْبِهُ صَاحِبَهُ ، وَعَلَى إِنَائِهِ شَيْءٌ لاَ يُشْبِهُ صَاحِبَهُ ، يَبتدرُونَ أَيُّهُمْ يُؤْخَذُ مِنْهُ ، يَقُولُونَ : هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكَ رَبُّكَ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمُ قَالَ : وَلَيْسَ مِنْ عَبْدَيْنِ تَوَاخَيَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ وَمَنْزِلُهُمَا مُتَوَاجِهَيْنِ ، يَنْظُرُ الْعَبْدُ إِلَى أَقْصَى مَنْزِلِ أَخِيهِ غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا أَرَادُوا شَيْئًا مِنْ شَهَوَاتِ النِّسَاءَ أُرْخِيَتْ بَيْنَهُمُ الْحُجُبُ.

رَوَاهُ ابْنُ الْمُقْرِيِّ الرَّاوِي عَنْ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ ، مِنْ زِيَادَاتِهِ عَنْ غَيْرِ أَبِي يَعْلَى ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ ، وَغَيْرُهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ فِي كِتَابِ الأَدَبِ فِي بَابِ الْمُتَحَابِّينَ.

16- باب ما جاء في طول آدم عليه السلام ، وعرضه ومقدار مكثه في الجنة

فيه حديث أبي هريرة ، وسعد بن عبادة وتقدم في...

7930- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا بِيضًا جُعْدًا مُكَحَّلِينَ ، أَبْنَاءُ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي عَرْضِ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وصاحب الفردوس بغير إسناد كُلُّهُمْ مِنْ طَرِيقِ : عَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْهُ بِهِ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، وَالتِّرْمِذِيُّ بِاخْتِصَارٍ.@

(8/264)

7931- وَعَنْهُ ، قَالَ : يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ ، وَهُوَ خَمْسُمِئَةِ عَامٍ ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ ، يَمِينُهُ عَشْرَةٌ فِي سَبْعَةِ أَذْرُعٍ ، قِيلَ : مَا الذِّرَاعُ ؟ قَالَ : كَأَطْوَلِكُمْ رَجُلاً.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، مَوْقُوفًا.

7932- وعن سعيد بن جبير قال : ما كان آدم في الجنة إلا مقدار ما بين الظهر والعصر.

رواه مُسَدَّد مقطوعاً ورواته ثقات.

وله شاهد من حديث ابن عباس وتقدم في أول الجمعة.

7933- وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ يَوْمَ خَلَقَهُ ، وَضَرَبَ عَلَى كَتِفِهِ الْيُمْنَى ، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ بَيْضَاءَ كَأَنَّهُمُ الذَّرُّ ، وَضَرَبَ عَلَى كَتِفِهِ الْيُسْرَى ، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ سَوْدَاءَ كَأَنَّهُمُ الْحِمَمُ ، فَقَالَ لِلَّذِي عَنْ يَمِينِهِ : إِلَى الْجَنَّةِ ، وَلاَ أُبَالِي ، وَقَالَ لِلَّذِي عَنْ يَسَارِهِ : إِلَى النَّارِ ، وَلاَ أُبَالِي.

رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

17- باب ما جاء في أهل الجنة

7934- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : هُمُ الضُّعَفَاءُ الْمَظْلُومُونَ ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : كُلُّ شَدِيدٍ جَعْظَرِيٍّ ، هُمُ الَّذِينَ لاَ يَأْلُونَ رُؤُوسَهُمْ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ إِسْنَادَيْهِمَا عَلَى الْبَرَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَلَهُ شَاهِدٍ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ مَا فِي أَهْلِ النَّارِ ، وَآخَرُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ، وَتَقَدَّمَ فِي الزُّهْدِ فِي بَابِ مَنْ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ.@

(8/265)

7935- وَعَنْ حَسْنَاءَ بِنْتُ مُعَاوِيةَ ، حَدَّثَنِي عَمِّي ، قَالَ : قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ فِي الْجَنَّةِ ؟ قَالَ النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ ، وَالشَّهِيدُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالْمَوْلُودُ ، وَالْوَئِيدُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْهَا.

7936- وعن أبي عُمَر الصنعاني قال : لقيته بعسفان قال : إذا كان يوم القيامة جيء بالعلماء فإذا قاموا للحساب قال : إني لم أجعل حكمي فيكم إلاَّ لخير أريده ، فادخلوا الجنة بمافيكم.

رواه مُسَدَّد عن عَبد الله بن داود ، عنه به.

7937- ورواه الطبراني في الكبير بسند رواته ثقات : عن ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ اللَّيْثِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لِلْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا قَعَدَ عَلَى كُرْسِيِّهِ لِفَصْلِ عِبَادِهِ : إِنِّيَ لَمْ أَجْعَلْ عِلْمِي وَحِلْمِي فِيكُمْ إِلاَّ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَغْفِرَ لَكُمْ عَلَى مَا كَانَ فِيكُمْ ، وَلاَ أُبَالِي.

قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : انْظُرْ إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ : عِلْمِي وَحِلْمِي وَأَمْعِنِ النَّظَرَ يَتَّضِحْ لَكَ بِأَنَّهُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ عِلْمُ أَكْثَرِ أَهْلِ الزَّمَانِ الْمُجَرَّدِ عَنِ الْعَمَلِ بِهِ وَالإِِخْلاَصِ.

7938- وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : لاَ يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا لَمْ يَنتدم بِدَمٍ حَرَامٍ إِلاَّ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

7939- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَقْتُلُهُ ، يَعْنِي : مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ ، أَنْ يَقُولَ هَكَذَا ، فَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى ، فَيَكُونُ كَالْخَيْرِ مِنِ بَنِي آدَمَ ، فَإِذَا هُوَ فِي الْجَنَّةِ وَإِذَا قَاتِلُهُ فِي النَّارِ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.@

(8/266)

7940- وَعَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشَمٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ ؟ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ , وَأَهْلِ النَّارِ : كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ.

رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ ، وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.

7941- وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوس إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَعَدَ إِلَيْنَا ، ثُمَّ قَالَ : أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّيَ ، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَهُمْ يَدْخُلُونَ مَعِيَ ؟ ثُمَّ قَامَ فَذَهَبَ ، فَمَا لَبِثَ أَنْ رَجَعَ فَقَعَدَ ، ثُمَّ قَالَ : أَيْنَ إِخْوَانِيَ الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّيَ ، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ مَعِيَ ؟ ثُمَّ قَامَ فَذَهَبَ ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ : لَو أَنَّا سَأَلْنَاهُ أَوَغَيْرَنَا هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَمَا كَانَ إِلاَّ قَلِيلاً أَنْ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَعَدَ ، فَقَالَ : أَيْنَ إِخْوَانِيَ الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّيَ ، وَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ؟ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوَغَيْرَنَا هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ هُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ ، الْمَطْرُوحُونَ فِي أَطْرَافِ الأَرْضِ ، الْمَدْفُوعُونَ عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَمْ يَقْضِهَا.

رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، بِسَنَدٍ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

7942- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا صَغِيرًا ، أَوْ كَبِيرًا يُرَدُّونَ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً فِي الْجَنَّةِ ، لاَ يَزِيدُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ .

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَفِي سَنَدِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ .@

(8/267)

7943- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ أُنْبِئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ ، الضُّعَفَاءِ الْمُتَظلَمونَ ، أَوَلاَ أُنْبِئْكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ ، كُلُّ شَدِيدٍ ، أَوْ عُتُلٍ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.

7944- وَعَنْ أَبِي يَحْيَى الْكِلاَعِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ الْمِقْدَامَ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا يَزِيدَ ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ ، فَقَالَ لِعَمِّي : أَتَرَى هَذَا يَذْكُرُ أُمَّهُ ، أَوْ أَبَاهُ ؟ فَقُلْنَا لَهُ : حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يُحْشَرُ السَّقْطُ ، إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِيَ ، الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ ، أَبْنَاءُ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً ، فِي خَلْقِ آدَمَ ، وَحُسْنِ يُوسُفَ ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ ، جُردًا مُكَحَّلِينَ ، أَوْ إِلَى أَفَانِي ، فَقُلْتُ لَهُ : فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ ؟ قَالَ : يُعَظَّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ بَاعًا ، وَحَتَّى يَصِيرَ نَابٌ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ.

7944/2- وَالْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ ، وَلَفْظُهُ : مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ سَقْطًا ، وَلاَ هَرِمًا ، وَإِنَّمَا النَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ ، إِلاَّ بُعِثَ ابْنَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، كَانَ عَلَى مِسْحَةِ آدَمَ ، وَصُورَةِ يُوسُفَ ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عُظِّمُوا وَقُخِّمُوا كَالجِبَالٍ.

7945- وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَخْرُجُ جَيْشٌ مِنْ بَعْدِيَ الرُّؤَسَاءُ فِي الْجَنَّةِ وَالأَتْبَاعُ فِي النَّارِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7946- وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : اسْتُضْحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا أَضْحَكَكَ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ لأَقْوَامٍ يُسَاقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلاَسِلِ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، بِسَنَدٍ وَاحِدٍ ، مَدَارُهُ عَلَى حُسَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْخُرَاسَانِيِّ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ.@

(8/268)

18- باب في دخول الفقراء الجنة قبل الأغنياء

فيه حديث ابن عُمَر وتقدم في كتاب الذكر في باب ما يقال في دبر الصلوات ، وحديث أبي أمامة وتقدم في مناقب أبي بكر ، وحديث أبي هريرة وتقدم في باب طول آدم وعرضه ، وحديث عُمَر بن الخطاب ، وتقدم في الزهد في باب التقلل من الدنيا.

7947- وَعَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَدْخُلُ فُقَرَاءُ هَذِهِ الأُمَّةَ ، يَعْنِي : الْجَنَّةَ ، قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِمِئَةِ عَامٍ ، حَتَّى يَقُولُ الْمُؤْمِنُ الْغَنِيُّ : يَا لَيْتَنِي كُنْتُ عَائِلاً قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، سَمِّهِمْ لَنَا بِأَسْمَائِهِمْ ، قَالَ : هُمُ الَّذِينَ إِذَا كَانَ مَكْرُوهًا بُعِثُوا إِلَيْهِ ، وَإِذَا كَانَ مَغْنَمًا بُعِثَ لَهُ سِوَاهُمْ ، هُمُ الَّذِينُ يُحْبَسُونَ عَنِ الأَبْوَابِ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى زَيْدٍ الْعَمِّيِّ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.

وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ أَيْضًا مُطَوَّلاً مِنْ طَرِيقِ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ مِنَ الْمَنَاقِبِ فِي بَابِ فَضْلِ الْمُهَاجِرِينَ.

7948- وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللهِ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ : فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ ، وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً ، فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ , لِمَنْ شَاءَ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ : ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : رَبَّنَا نَحْنُ سُكَّانُ سَمَاوَاتِكَ ، وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ ، أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلاَءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا لِي يَعْبُدُونِي ، وَلاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ، وَتُسَّدُ بِهِمُ الثُّغُورُ ، وَتُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لاَ يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً ، فَتَأْتِيَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارُ.

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالْبَزَّارُ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.

وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مُخْتَصَرًا ، وَتَقَدَّمَ لَفْظُهُ فِي بَابِ فَضْلِ الْمُهَاجِرِينَ.@

(8/269)

7949- وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : يَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتِيَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا ، أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَامِعِ بْنِ خُنَيسٍ ، وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، وَابْنُ عُدَيِّ ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ، وَبَاقِي رُوَاةُ الإِِسْنَادِ ثِقَاتٌ.

19- باب في كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة

7950- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَيْفَ أَنْتُمْ وَرُبُعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَكُمْ رُبُعُهَا وَلِسَائِرِ النَّاسِ ثَلاَثَةُ أَرْبَاعِهَا ؟ قَالَ : فَقَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ وَثُلُثُهَا ؟ قَالُوا : فَذَاكَ أَكْثَرُ ، قَالَ : فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَالشِّطْرُ ؟ قَالُوا : فَذَاكَ أَكْثَرُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَهْلُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍّ أَنْتُمْ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًا.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالطَّبَرَانِيُّ ، وَأَبُو يَعْلَى ، وَرُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ.

وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ ، رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ.@

(8/270)

20- باب ما جاء في الأطفال

7951- عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ لأَنَسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، مَا تَقُولُ فِي أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ ؟ فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَمْ يَكُنْ لَهُمْ حَسَنَاتٌ يُجَازَوْنَ بِهَا فَيَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَلاَ سَيِّئَاتٌ فَيُعَاقَبُوا عَلَيْهَا فَيَكُونُوا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، هُمْ خُدَّامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَعَنْهُ أَبُو يَعْلَى ، وَمَدَارُ أَسَانِيدِهِمْ عَلَى الرَّقَاشِيِّ.

7952- وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ أَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ ، قَالَ : هُمْ مَعَ آبَائِهِمْ ، وَسُئِلَ عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ : هُمْ مَعَ آبَائِهِمْ فَقِيلَ : إِنَّهُمْ لَمْ يَعْمَلُوا ، فَقَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو يَعْلَى ، بِسَنَدٍّ فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ.

7953- وَعَنْ مَكْحُولٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : إِنَّ ذَرَارِيَّ الْمُؤْمِنِينَ عَصَافِيرٌ خُضْرٌ فِي الْجَنَّةِ ، يَكْفُلُهُمْ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ مُرْسَلاً ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

7954- وعن أبي هريرة ، رضي الله عنه : أولاد المسلمين في كهف جبل ، تكفلهم سارة وإبراهيم، عليه السلام حتى إذا كان يوم القيامة دفعوا إلى آبائهم.

رواه مُسَدَّد موقوفًا.

7955- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : سَأَلْتُ اللَّهَ اللاَّهِينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ الْبَشَرِ فَأَعْطَانِيهِمْ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.@

(8/271)

7956- وَعَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ أَيْنَ أَطْفَالٌ لِيَ مِنْكَ ؟ قَالَ : فِي الْجَنَّةِ قَالَتْ : وَسَأَلْتُهُ أَيْنَ أَطْفَالٌ لِيَ مِنْ أَزْوَاجِيَ الْمُشْرِكِينَ ؟ قَالَ : فِي النَّارِ قُلْتُ بِغَيْرِ عَمَلٍ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي هَذَا النَّوْعِ عِدَّةُ أَحَادِيثَ بَعْضُهَا فِي كِتَابِ الإِِيمَانِ وَبَعْضُهَا فِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ.

21- باب فيمن أخرج من النار فأدخل الجنة ، وما جاء في افتخار الجنة والنار

فيه حديث أبي سعيد الخدري وتقدم في صفة النار في باب من يدخل النار ثم يخرج منها.

7957- وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : سَمِعَتْ أُذُنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

7958- وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَدْخُلُ نَاسٌ جَهَنَّمَ ، حَتَّى إِذَا صَارُوا حِمَمَةً أُخْرِجُوا ، فَيُقَالُ : هَؤُلاَءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ.

رَوَاهُ مُسَدَّدٌ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

7959- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، فَقَالَتِ النَّارُ : يَدْخُلُنِي الْجَبَابِرَةُ ، وَالْمُتَكَبِّرُونَ ، وَالْمُلُوكُ وَالأَشْرَافُ ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ : يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ ، وَالْمَسَاكِينُ ، وَالضُّعَفَاءُ ، فَقَالَ اللَّهُ , تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلنَّارِ : أَنْتِ عَذَابِي @

(8/272)

أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ أَهْلُهَا ، فَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ وَيُلْقَى فِيهَا ، فَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ وَيُلْقَى فِيهَا ، فَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ حَتَّى يَأْتِيَهَا الرَّبُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتَزَوى ، وَتَقُولُ : قَدْنِي قَدْنِي ، قَالَ : فَأَمَّا الْجَنَّةُ فَيُلْقَى فِيهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُلْقِيَ فَيُنْشِئُ اللَّهُ , تَعَالَى , مِنْ خَلْقِهِ مَا شَاءَ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى .

وَهُوَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ بِاخْتِصَارٍ .

وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.

22- باب في تزاور أهل الجنة ومراكبهم وما جاء في نظر أهل إلى الجنة إلى ربهم عز وجل

7960- عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَزَاوَرُونَ عَلَى نَجَائِبَ بِيضٍ ، وَلَيْسَ فِي الْجَنَّةِ شَيْءٌ مِنَ الْبَهَائِمِ إِلاَّ الإِِبِلُ وَالطَّيْرُ.

رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ، بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ ، لِضَعْفِ أَبِي سَوْرَةَ.

وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.

7961- وعن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، رَضِي الله عَنهُما : ليس في الدنيا مما في الجنة شيء إلاَّ الأسماء.

رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات.

7962- وعن أسلم ، عن امرأته قالت : خطبنا أبو موسى ، رضي الله عنه ، فبينا نحن كذلك إذ صرفوا أبصارهم , أو شخصوا أبصارهم قال : ما صرف أبصارهم ؟ قالوا : الهلال , قال : فذلك الذي شخص أبصارهم , أو صرف أبصارهم ؟ قالوا : نعم , قال : فكيف إذا أبصرتم الله , تبارك وتعالى , جهرة.

رواه مُسَدَّد عن يحيى ، عن التيمي عنه به.

وفي الباب حديث أنس بن مالك الطويل ، وتقدم في أول كتاب الجمعة ، وفيه حديث علي بن أبي طالب وتقدم في باب المتحابين.@

(8/273)

23- باب ما جاء في كرم الله عز وجل

7963- عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنهما ، قال : لما دخل أهل الجنة الجنة قال : أعطيكم خيراً من هذا ؟ قالوا : ربنا ما خير من هذا ؟ قال : رضاي.

رواه مسدد موقوفًا ، ورواته ثقات.

7963/2- وابن حبان في صحيحه مرفوعًا ولفظه : عن جابر قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله ، عز وجل : أتشتهون شيئًا ؟ قالوا : ربنا وما فوق ما أعطيتنا ؟ قال : بل رضاي أكبر .

7964- وعن أسماء بنت يزيد ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : يؤمر يوم القيامة مناديًا ينادي : سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ، أين الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ؟ فيقومون فيدخلون الجنة ، ثم يرجع المنادي ، فيقول : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم ، أين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ؟ فيدخلون الجنة ، ثم يرجع المنادي فيقول : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم اليوم ، فيقول : أين الحمادون للّه على كل شيء ؟ وهم أكثر من الصنفين الأولين ، فيدخلون الجنة.

رواه عبد بن حميد ورواه البيهقي ، وتقدم في باب من يدخل الجنة بلا حساب.@

(8/274)

24- باب الغنم من دواب الجنة

7965- عن وهب بن كيسان قال : مر أعرابي على أبي هريرة رضي الله عنه فقال : أين تريد ؟ قالت : غنيمة لي ، قال : نعم ، قالت : امسح رغامها ، وأطب مراحها ، وصل في جانب مراحها ، فإنها من دواب الجنة واسنن بها فإني سمعت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم يقول : إنها أرض قليلة المطر ، قال : يعني المدينة.

رواه مسدد وأحمد بن حنبل بسند واحد رواته ثقات.

7965/2- ورواه البزار بسند ضعيف ولفظه : عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عن الصلاة في مرابض الغنم ، قال : امسح رغامها ، وصل في مراحها ، فإنها من دواب الجنة.

7966- وعن أبي حيان ، سمعت شيخًا من بني هاشم وذكر الغنم فقال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : صلوا في مرابضها ، وامسحوا رغامها ؟ فإنها من دواب الجنة.

رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن إدريس عنه به.

وتقدم له شواهد بعضها في الصلاة وبعضها في آخر البيوع.

25- باب فيمن سئل بشيء من الجنة فأبى.

7967- عن أنس بن مالك , رضي الله عنه : أن رجلا قال : يا رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم ، إن لفلان نخلة ، وأنا أقيم حائطي بها ، فاؤمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها. فقال له النبي صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : أعطه إياها بنخلة في الجنة ، قال : فأبى ، فأتاه أبو الدحداح فقال : بعني نخلتك بحائطي ، فأجعلها له ، وقد أعطيتكها. فقال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة قالها مرارًا فأتى امرأته فقال : يا أم الدحداح خرجي من الحائط فإني قد بعته بنخلة في الجنة ، فقال : ربح البيع ، أو كلمة تشبهها.

رواه أحمد بن منيع وعبد بن حميد ، ورواتهما ثقات.

وله شاهد من حديث جابر وتقدم في الأدب في باب إفشاء السلام ، وآخر في منقبة أبي الدحداح.@

(8/275)

26- باب في خلود أهل الجنة فيها وأهل النار فيها وما جاء وذبح الموت

7968- عن أنس بن مالك , رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ، ثم ينادي مناد : يا أهل الجنة. فيقولون : لبيك ربنا ، قال : فيقال : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : ربنا ، هذا الموت ثم ينادي مناد : يا أهل النار , فيقولون : لبيك ربنا ، قال : فيقال : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ربنا ، هذا الموت فيذبح كما تذبح الشاة ، فيأمن هؤلاء ، وينقطع رجاء هؤلاء.

رواه أبو يعلى والطبراني والبزار ، وأسانيدهم صحاح.

وله شاهدٌ في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ، ومن حديث ابن عمر.

ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة.

وليختم هذا الكتاب بما ختم به البخاري ، رحمه الله ، كتابه وهو : حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.@

(8/276)

قال جامعه ، سامحه الله تعالى : وقد تم ما أردنا الله تعالى به من هذا الكتاب ، ونستغفر الله الكريم الوهاب مما زل به اللسان ، أو داخله ذهول ، أو غلب عليه نسيان ، فإن كل من صنف مع التأني ، وإمعان النظر ، و طول التفكر ، قل أن يسلم عن شيء من ذلك ، فكيف بمن تكاثرت عليه الهموم وإشغال البال وعُدِمَ الكُتب .

فرغ منه مؤلفه الفقير إلى رحمة ربه أقل عبيد الله عبد الله : أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان بن عمر البوصيري الكناني الشافعي ، لطف الله به ، في مدة أولها مستهل ذي القعدة الحرام ، عام إحدى وثلاثين وثمانمئة ، وآخرها خامس عشرين شهر رجب الفرد الحرام ، سنة اثنين وثلاثين وثمانمائة ، وفرغ من أصله في مستهل ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ، وكان الابتداء في جمع زوائد هذه المسانيد في شوال سنة سبع عشرة وثمانمائة ، ففرغت المسودة في ثلاث سنين ، ولا أبرأ فيه من الزلل والذهول والنسيان الذي طبع عليه الإنسان ، فمن رأى فيه شيئًا من الخلل فليحققه ، ثم ليصلحه ليشارك في الثواب من الكريم الوهاب ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، حسبنا الله ونعم الوكيل.

وقد أخبرني بجميع هذه المسانيد المذكورة وما أضيف إليها المشايخ الآتي ذكرهم فيه : فأما مسند أبي داود الطيالسي .

فأخبرني به شيخنا شيخ الإسلام لسان المتكلمين : سراج الدين عمر البلقيني ، رحمه الله ، مشافهة ، أنبأنا الإمام حافظ العصر بقية الحفاظ أبو الحجاج المزي ، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد الواحد إجازة.

(ح) وأخبرني به إجازة معينة شيخنا حافظ العصر : أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن أبي بكر بن إبراهيم بن العراقي ، والحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان ، وأبو هريرة عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن يوسف بن عبد الرحيم الدكالي ، رحمهم الله ، قالوا : أنبأنا الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البياني ، أخبرني أبو الحسن علي ابن أحمد بن عبد الواحد إجازة عن المشايخ الثلاثة : أحمد بن محمد بن محمد اللبان ، وأبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني ، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني كتابة منهم قالوا : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد ، قال اللبان : سماعًا عليه لجميع الكتاب ، @

(8/277)

وقال الكراني سماعًا عليه للجزء الثاني . وقال الصيدلاني : قراءة عليه وأنا حاضر من حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في الجزء الرابع عشر إلى آخر الكتاب . (ح) وأخبرني به أبو الحسن علي بن عمد بن أبي المجد إجازة ، عن أبي بكر أحمد بن محمد الدشتي ، أن يوسف بن خليل الدمشقي الحافظ أخبرهم ، أنبأنا خليل بن بدر ، وأبو المكارم أحمد بن محمد اللبان ، وأبو جعفر الصيدلاني سماعًا عليهم ملفقًا قالوا : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الحافظ ، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قالْ : حَدَّثَنَا يونس بن حبيب ، حَدَّثَنَا أبو داود الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود الحافظ.

وأما مسند مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد .

فأخبرني به إجازة الشيخان الإمامان : إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الدمشقي ، وإبراهيم ابن محمد بن صديق بن إبراهيم الرسام قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة الصالحي مشافهة بدمشق ، عن أبي الفضل عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب المقرئ ، أنبأنا أبو الحسن علي بن المبارك بن الحسين بن نغوبا الواسطي النغوبي أنبأنا أبو نعيم محمد ابن أحمد بن محمد بن خلف الجماري ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الواسطي ، أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان السقا الواسطي ، أنبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، حَدَّثَنَا أبو الحسن مسدد بن مسرهد بن مسربل.

وأما مسند عبد الله بن الزبير أبو بكر الحميدي :

فأخبرني به إجازة الشيخان الإمامان : إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الدمشقي ، وابراهيم بن محمد بن صديق بن إبراهيم الرسام ، رحمهما الله تعالى ، قالا : أنبأنا أحمد بن أبي طالب بن نعمة الدمشقي ، أنبأنا عبد اللطيف بن محمد بن علي كتابة أنبأنا أحمد بن عبد الغني ، أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد الخياط ، أنبأنا عبد الغفار بن محمد المؤدب ، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد ابن الصواف ، حَدَّثَنَا بشر بن موسى ، حَدَّثَنَا الحميدي ، رحمه الله.

وأما مسند محمد بن يحيى بن أبي عمر أبو عبد الله العدني :

فأخبرني به شيخنا الإمام الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين ، رحمه الله ، تعالى ، إجازة أنبأنا عبد الله بن محمد بن قيم الضيائية ، أن علي بن أحمد بن عبد الواحد البخاري ، أخبرهم عن زاهر بن أحمد الثقفي ، أنبأنا سعيد بن أبي الرجاء ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن النعمان ، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنبأنا إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي ، حَدَّثَنَا ابن أبي عمر.@

(8/278)

وأما مسند إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه أبو يعقوب المروزي :

فأخبرني به إجازة الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن أبي المجد ، رحمه الله ، عن علي ابن مودود البندنيجي ، أن أحمد بن يوسف البغدادي أخبره سماعًا عليه ، أنبأنا أبو الخير أحمد ابن إسماعيل بن يوسف القزويني ، أنبأنا هبة الله بن سعيد بن الموفق ، أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمود الصفار ، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان بن محمد ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي بن زياد ، أنبأنا أبو محمد ، جدي لأمي ، أحمد ابن إبراهيم بن عبد الله القاضي ، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن شيرويه قالا : أنبأنا إسحاق بن راهويه.

وأما مسند عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر العبسي :

فأخبرني به شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين ، رحمه الله ، إجازة ، أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي بكر البياني إجازة ، أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن أبي بكر بن يونس الخلالى مشافهة بدمشق ، عن آبي الفضل جعفر بن علي الهمداني ، أنبأنا الحافظ أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال في كتابه إلينا من المغرب ، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب ، أنبأنا أبي أبو عبد الله محمد بن عتاب سماعًا عليه ، أنبأنا أبو القاسم خلف بن يحيى بن ... ، حَدَّثَنَا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يوسف بن أبي العطاف , حَدَّثَنَا محمد بن وضاح بن بزيع ، حَدَّثَنَا الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة.

وأما مسند أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي أبو جعفر الحافظ :

فأخبرني به شيخنا الإمام حافظ العصر عبد الرحيم بن الحسين ، رحمه الله ، إجازة ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن القيم ، وأبو عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البياني قالا : أنبأنا بالقدر المسموع منه والباقي إجازة أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ، عن المؤيد بن عبد الرحيم بن الأخوة وأبي عبد الله محمود بن أحمد بن عبد الرحمن الثقفي قالا : أنبأنا سعيد بن أبي الرجاء ، أنبأنا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد الأصبهاني سماعًا عليه ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل الأصبهاني ، أنبأنا جدي أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل الأصبهاني ، أنبأنا أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي أبو جعفر.@

(8/279)

وأما مسند عبد بن حميد أبو محمد الكشي :

فأخبرني به الشيخان الإمامان : إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الدمشقي ، وإبراهيم بن محمد بن صديق الرسام قالا : أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة الصالحي ، أنبأنا عبد الله بن عمر بن علي بن اللتي سماعًا عليه لأكثره وإجازة منه بقدر ربعه ، أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الهروي ، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي ، قال : أنبأنا إبراهيم بن خزيم الشاشي ، حَدَّثَنَا الحافظ أبو محمد عبد بن حميد الكشي ، رحمه الله.

وأما مسند الحارث بن محمد بن أبي أسامة :

فأخبرني به شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين ، والحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان ، وأبو هريرة عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن يوسف بن عبد الرحيم ، رحمهم الله ، إجازة ، أنبأنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البياني قال : أخبرني بالقدر المسموع منه ، وهو ما سمعه ابن خلاد الشيخ فخر الدين علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي إذنًا ، عن أبي المكارم أحمد بن محمد بن محمد اللبان ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد سماعًا عليه لبعضه وإجازة لباقيه ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الحافظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد بن خلاد العطار ، أنبأنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة ، رحمه الله.

وأما مسند أبي يعلى الموصلي الكبير :

فأخبرني به شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين إجازة معينة ، والحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان ، وأبو هريرة عبد الرحمن بن محمد الدكالي ، رحمهم الله ، قالوا : أنبأنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البياني ، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد إذنًا ، عن أبي محمود أسعد بن أحمد بن أبي غانم الثقفي ، وأخيه أبي المجد زاهر بن أحمد ، وأبي مسلم هشام بن عبد الرحيم بن الإخوة ، قالوا : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال ، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم سبط بحرويه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، رحمه الله.@

(8/280)

وأما موطأ الإمام مالك بن أنس ، رحمه الله :

فأخبرني به شيخنا الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين ، رحمه الله ، بقراءتي عليه لبعضه وإجازة لباقيه ، أخبرني به محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقي ، ومحمد بن محمد بن محمد القلانسي بقراءتي عليهما ، قالا : أنبأنا يوسف بن يعقوب المشهدي ، وسيدة بنت موسى المارانية ، قالت يوسف : أنبأنا الحسن بن محمد البكري ، قال : أنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي ، وقالت سيدة : أنبأنا المؤيد.

(ح) وأخبرني به شيخنا الحافظ قاضي القضاة شيخ الإسلام ، أيده الله على ممر الليالي والأيام ، أحمد بن علي العسقلاني الشهير بابن حجر ، أبقاه الله تعالى ، بقراءتي عليه لبعضه وإجازة لباقيه ، وهو أعلم من لقيته بهذا الشأن وتخرجت به ، أنبأنا الشيخ المسند الصالح العالم الخير محمد بن محمد بن محمد بن قوام البالسي الشافعي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن هلالا ، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر الواسطي ، أنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي ، أنبأنا هبة الله بن سهل ، أنبأنا سعيد بن محمد ، أنبأنا زاهر بن أحمد ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد ، حَدَّثَنَا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر ، حَدَّثَنَا مالك بن أنس الأصبحي ، رحمه الله.

وأما مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل :

فأخبرني به شيخنا شيخ الإسلام أبو حفص عمر البلقيني الكناني ، رحمه الله تعالى ، إجازة ، أنبأنا الإمام حافظ العصر أبو الحجاج المزي إجازة ، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد الواحد إجازة.

(ح) وأخبرني به سماعًا لبعضه وإجازة لباقيه أبو الفضل بن الحسين ، وأبو الحسن علي ، وأبو هريرة عبد الرحمن ، رحمهم الله ، قالوا : أنبأنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البياني ، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد وأم أحمد زينب ابنة مكي بن علي بن كامل إذنًا من كل منهما بدمشق قالا : أنبأنا أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي.

وأخبرني به شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين ، والحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر ، رحمهما الله ، بقراءتي عليهما لبعضه وإجازة لباقيه ، قالا : أنبأنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز ، أنبأنا المسلم بن مكي ، أنبأنا حنبل بن عبد الله ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني ، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن المذهب التميمي الواعظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلالا الشيباني ، حَدَّثَنَا أبي ، رحمه الله تعالى.@

(8/281)

وأما مسند البزار ، ويلقب بالبحر الزخار :

فأخبرني به شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين ، والحافظ أبو الحسن ، وأبو هريرة ، رحمهم الله ، إجازة قالوا : أنبأنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البياني ، أخبرني العلامة أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله اليونيني مشافهة بدمشق ، عن العلامة أبي الخطاب عمر بن الحسن بن علي بن محمد بن فرج بن دحية الكلبي ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن عبيد الله الحجري إذنًا ، إن لم يكن سماعًا ، أنبأنا محمد بن الحسين بن أحمد ابن إحدى عشرة ، أنبأنا الحافظ أبو علي الحسين بن محمد الصدفي ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن فورتشْ ، قال ابن دحية : وأجاز لنا عاليًا بدرحين أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أحمد بن زرقولت ، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني ، أنبأنا أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى إجازة ، أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج ، حَدَّثَنَا محمد بن أيوب بن حبيب بن الصموت ، حَدَّثَنَا الحافظ أبو محمد أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار.

وأما صحيح ابن حبان المسمى بالتقاسيم والأنواع :

فأخبرني به الشيخ الإمام الأوحد يرهان الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد البعلي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء الزراد ، أنبأنا الحافظ أبو علي الحسن بن محمد بن محمد ابن محمد البكري ، أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي.

(ح) وأخبرني به الحافظان أبو الفضل بن الحسين وأبو الحسن علي قالا : أنبأنا الشيخان الحافظان : العلامة بهاء الدين عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن خليل ، وقاضي المسلمين عز الدين أبو عمر عبد العزيز ابن قاضي المسلمين بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني ، أنبأنا الشيخ الإمام رضي الدين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري ، قال الشيخ بهاء الدين : بقراءتي عليه. وقال الآخر : قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا الشيخ شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل المرسي ، أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي ، أنبأنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني ، أنبأنا أبو الحسن عليبن محمد بن علي بن عبد الله البحاثي أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزني ، أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي الحافظ.@

(8/282)

وأما المعجم الكبير لأبي القاسم الطبراني ، وهو معجم الصحابة :

فأخبرني به المشايخ الثلاثة : الإمامان الحافظان أبو الفضل بن الحسين ، وأبو الحسن بن أبي بكر ، والشيخ الإمام أبو هريرة بن محمد الدكالي ، رحمهم الله ، إجازة قالوا : أنبأنا إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البياني ، أخبرني به أبو الحسن علي بن أحمد بن البخاري وزينب ابنة مكي بن علي الحرانية إذنًا منهما بدمشق ، عن أم هانئ عفيفة بنت أحمد بن عبد الله الفارقانية.

(ح) قال ابن البخاري : وأنبأنا أبو عبد الله محمد ، وعائشة ، أنبأنا الحافظ معمر بن عبد الواحد ابن المفاخر ، وأسعد بن سعيد بن روح قالوا أربعتهم : أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله ابن أحمد الجُوزْدانية قالت عفيفة : جميع الكتاب ، وقال الباقون : من أول الكتاب إلى آخر الجزء الثامن بعد المائة من نسخة أبي سعد البغدادي. قال محمد وأخته عائشة : حضورًا ، وقال أسعد : خلا خمسة أجزاء وهي الجزء الستون ، والحادي والستون ، والثالث والستون ، والحادي والثمانون ، قالت : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي , أنبأنا الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.

وأما المعجم الأوسط للطبراني وهو معجم شيوخه :

فأخبرني به المشايخ الثلاثة أبو الفضل عبد الرحيم وأبو الحسن علي ، وأبو هريرة عبد الرحمن قالوا : أنبأنا البياني ، أخبرني به علي بن أحمد بن عبد الواحد إذنًا ، عن أبي المكارم أحمد بن محمد بن محمد اللبان ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد إجازة ، إن لم يكن سماعًا ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.@

(8/283)

وأما المعجم الصغير له وهو أيضًا معجم شيوخه :

فأخبرني به المشايخ الثلاثة المذكورون ، في الإسناد قبله ، قالوا : أنبأنا البياني ، أخبرني علي ابن أحمد بن عبد الواحد إذنًا ، أنبأنا العلامة أبو الفرج أسعد بن محمود بن خلف العجلي الفقيه الأصبهاني ، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني ، وعفيفة بنت أحمد بن عبد الله الفارقانية ، وأبو الفجر أسعد بن سعيد بن روح ، ومحمد وعائشة ابنا معمر بن الفاخر ، فيما أذن لي كل واحد منهم أن أروي عنه ، قالوا ستتهم : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالت عائشة : حضورًا ، وقال الباقون : سماعًا ، قالت : أنبأنا أبو بكر محمد ابن عبد الله بن ريذة ، أنبأنا الحافظ أبو القاسم الطبراني.

وأما سنن الدارقطني الحافظ :

فأخبرني به شيخ الإسلام أبو حفص عمر الكناني ، رحمه الله ، إجازة ، أخبرني أبو الحجاج المزي إجازة ، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد الواحد إجازة.

(ح) وأخبرني الشيخان الحافظان العراقي والهيثمي قالا : أنبأنا البياني ، أنبأنا ابن البخاري إذنًا شافهني به بدمشق ، عن الإمام أبي سعد عبد الله بن أحمد بن أسعد الصفار النيسابوري ، أنبأنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن أحمد الأبيوردي قراءة عليه وأنا أسمع ، أنبأنا أبو منصور محمد ابن محمد بن أحمد النوقاني قراءة علي وأنا أسمع لجميع الكتاب خلا جزءين من الكتاب وهما من قوله : أخذ علقمة بيدي قال أخذ عبد الله بيدي قال : أخذ رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم بيدي فعلمني التشهد ... الحديث.

رواه الدارقطني عن إسماعيل الصفار , عن الحسن بن مكرم إلى آخر حديث عمرو بن دينار عن جابر قال : قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلَّم : إذا جاء أحدكم والإمام يخطب فليركع ركعتين قال الأبيوردي : وأخبرنا بالفوت المذكور : الحافظ أبو عثمان إسمماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني قراءة عليه وأنا أسمع ، أنبأنا الحافظ أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني.

وأما كتاب المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم :

فأخبرني به شيخنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين ، وأبو الحسن علي الحافظ سماعًا لبعضه ، وإجازة لباقيه قالا : أنبأنا البياني ، أخبرني علي بن أحمد بن عبد الواحد إذنًا عن أبي المكارم اللبان كتابة ، @

(8/284)

أنبأنا أبو الحسن طريف بن محمد بن عبد العزيز الحيري النيسابوري فيما أذن لي أن أروي عنه في غالب الظن ، أنبأنا والدي أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن شاذالن الحيري سماعًا عليه لجميع الكتاب ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد ابن حمدويه الحافظ الضبي ، قال البياني : وأخبرني بكتاب الدعوات منه أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر وغيره إذنًا ، عن القاسم بن عبد الله بن عمر الصفار ، أنبأنا جدي أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن خلف ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ.

وأما السنن الكبرى لأبي بكر البيهقي :

فأخبرني به الحافظان : أبو الفضل بن الحسين ، وأبو الحسن بن أبي بكر سماعًا لبعضه قالا : أنبأنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن عمر بن الحموي ، وست العرب بنت محمد بن علي بن أحمد ابن البخاري الأول من أوله إلى كتاب الإيلاء ، والثانية من ثم إلى آخر الكتاب قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري , قال الأولى : مسماعًا , وقالت الثانية : حضورًا وإجازة ، أنبأنا أبو الفتح منصور بن عبد المنعم الفراوي إجازة ، أنبأنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي سماعًا ، أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي.

(ح) وأخبرني به : الحافظان أبو الفضل عبد الرحيم ، وأبوالحسن علي بن أبي بكر سماعًا وإجازة قالا : أنبأنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر ، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ، أنبأنا المشايخ الثلاثة في كتبهم إلينا , أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار ، وأبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن الشعري ، وأبو الفتح منصور بن عبد المنعم الفراوي , قال الصفار : أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي ، وقالت عبد الرحيم : أنبأنا أبو الحسن عبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان ، وقال منصور : أنبأنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي قالوا ثلاثتهم : أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسن بن علي البيهقي ، رحمه الله.

قلت المدون تم بحمد الله وفضله ثم قلت: اللهم فكما ألهمت بإنشائه وأعنت على إنهائه فاجعله نافعاً في الدنيا وذخيرة صالحة في الأخرى واختم بالسعادة آجالنا وحقق بالزيادة آمالنا واقرن بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى حصنك مصيرنا ومآلنا وتقبل بفضلك أعمالنا إنك مجيب الدعوات ومفيضالخيرات والحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم إلى يوم الدين اللهم لنا جميعا يا رب العالمين .وسبحان الله وبحمده  عدد خلقه وزنة عرشه  ورضا نفسه ومداد كلماته  } أقولها ما حييت وبعد موتي  والي يوم الحساب وارحم  واغفر اللهم لوالديَّ ومن مات من اخوتي واهلي والمؤمنين منذ خَلَقْتَ الخلق الي يوم الحساب آمين وفرِّجِ كربي وردَّ اليَّ عافيتي وارضي عني وأعتقني في الدارين  واعِنِّي علي أن اُنْفِقها في سبيلك يا ربي اللهم فرِّج كربي واكفني همي واكشف البأساء والضراء عني وعنا.. وردَّ إليَّ عافيتي وثبتني علي دينك الحق ولا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وتوفنا مع الأبرار وألِّفْ بين قلوبنا اجمعين.يا عزيز يا غفار ... اللهم واشفني شفاءاً لا يُغَادر سقما واعفو عني وعافني وارحمني وفرج كربي واكفني هميواعتقني مما أصابني من مكروه أنت تعلمه واعتقني من النار وقني عذاب القبر وعذابجهنم وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ومن المأثم والمغرم ومن غلبة الدين وقهر الرجال اللهم آمين /اللهم ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عُقَد لساني واغنني بك عمن سواك يارب . والحمد الله رب العالمين وصلىالله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم إلى يوم الدين آمين.  

اللهم عليك بكل غادر ومخادع بالباطل وانتقم منه بظلمه يا قدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج9 كتاب الترغيب والترهيب للمنذري{من5655 الي 5766.}

  ج9 كتاب الترغيب والترهيب من الحديث الشريف عبد العظيم بن عبد القوي المنذري أبو محمد سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية...